جلفر.في.بلاد.الأقزام

93

description

@‚aå”˛a@Ö˝i@ø@ä–‹u @Ô„˝Ó◊@›flb◊ ‫َﻗْﺰام‬ ‫ﻷ‬ ‫ِﻼدِا‬ ‫ﺑ‬ ‫ِﻔَﺮْﰲ‬ ‫ﻠ‬ َ‫ﺟ‬ ‫ﺗﺄﻟﻴﻒ‬ ‫ﻛﺎﻣﻞﻛﻴﻼﻧﻲ‬ ‫َﻗْﺰام‬ ‫ﻷ‬ ‫ِﻼدِا‬ ‫ﺑ‬ ‫ِﻔَﺮْﰲ‬ ‫ﻠ‬ َ‫ﺟ‬ ‫ﺻﻔﺤﺎت‬ ‫اﻷَﻗْﺰام‬ ِ‫ﺑِﻼد‬ ‫ﺮْﰲ‬ َ‫ﺟَﻠِﻔ‬ ‫ﻛﺎﻣﻞﻛﻴﻼﻧﻲ‬ .‫ﺟﻤﻴﻊاﻟﺤﻘﻮقاﻟﺨﺎﺻﺔﺑﺼﻮرةوﺗﺼﻤﻴﻢاﻟﻐﻼفﻣﺤﻔﻮﻇﺔملﻮﻗﻊﺻﻔﺤﺎت‬ .‫ﺟﻤﻴﻊاﻟﺤﻘﻮقاﻷﺧﺮىذاتاﻟﺼﻠﺔﺑﻬﺬااﻟﻌﻤﻞﺧﺎﺿﻌﺔﻟﻠﻤﻠﻜﻴﺔاﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ﲤِﻬْﻴﺪ‬ ‫ﻛﺎﻣﻞﻛﻴﻼﻧﻲ‬ .‫اﰱاﻟﻄﺎﺑﻌﺎتاﻟﺴﺎﺑﻘﺔ‬ ِ‫ُﴩ‬ ‫ﻧ‬ ‫ﻧﺜﺒﺖﰱﻫﺬهاﻟﻄﺒﻌﺔﺗﻤﻬﻴﺪاﻟﻜﺘﺎبوﻣﻘﺪﻣﺘﻪﻛﻤﺎ‬ 1 1 «‫ﻠِﻔَﺮ‬ َ‫)1(

Transcript of جلفر.في.بلاد.الأقزام

Page 1: جلفر.في.بلاد.الأقزام

@‚aå” a@Ö˝i@ø@ä–‹u

@Ô„˝Ó◊@›flb◊

Page 2: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

Page 3: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 4: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

تأليفكيالني كامل

صفحاتhttp://www.safahat.org

Page 5: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفركيالني كامل

صفحات موقعصفحات موقع للنارش محفوظة الحقوق جميع

محدودة) مسئولية ذات (رشكةوأفكاره املؤلف آراء عن مسئول غري صفحات موقع إن

مؤلفه آراء عن الكتاب يعرب وإنماالقاهرة ،١١٧٦٨ نرص مدينة ،٥٠ ص.ب.

العربية مرص جمهورية+٢٠٢ ٢٢٧٠٦٣٥١ فاكس: +٢٠٢ ٢٢٧٢٧٤٣١ تليفون:

[email protected] اإللكرتوني: الربيدhttp://www.safahat.org اإللكرتوني: املوقع

صفحات. ملوقع محفوظة الغالف وتصميم بصورة الخاصة الحقوق جميعالعامة. للملكية خاضعة العمل بهذا الصلة ذات األخرى الحقوق جميع

Cover Artwork and Design Copyright © 2011 Safahat.All other rights related to this work are in the public domain.

Page 6: جلفر.في.بلاد.الأقزام

متهيد

مصطفى:1 ولديمن متدرجا األطفال» «مكتبة قراءة أتممت أن بعد — الطبيعي من كانوقد بالمطالعة. شغفك ويزيد القراءة عليك تسهل أن — عب الص إىل هل الس، األدبي األسلوب فهم عىل قادرا — الطويلة المرانة هذه بعد — أصبحتأن بعد — ساعات يف الكتاب تقرأ اآلن وأصبحت انتباه، وأيرس ل تأم بأدنىالحلقة هذه إظهار عىل يل باعث أكرب ذلك فكان — أيام يف تقرؤه كنتمراحل من مرحلة آخر يف وسمريك رفيقك لتكون الجديدة، القصصية

صباك. مراحل من مرحلة ل وأو طفولتك،باب» الش «مكتبة إعداد يف بدأت القصص، هذه قراءة من انتهيت فإذا«مكتبة إنجاز إىل قني وف كما إنجازها، إىل قني يوف أن هللا أدعو وأنا لك.

األطفال».

كيالني كامل

السابقة. الطابعات ىف نرشا كما ومقدمته الكتاب تمهيد الطبعة هذه ىف نثبت 1

Page 7: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 8: جلفر.في.بلاد.الأقزام

القصة فاحتة

«جلفر» تعليم (1)

عىل تنا أرس بحاجات يفي يكاد نوي الس دخله كان فقد فقريا، وال غنيا أبي يكن لمأوالده عىل منها ينفق «نوتنجهام» يف صغرية ضيعة إال يملك يكن ولم الكفاف،أدخلني حتى عمري، من عرشة الرابعة بلغت إن وما أوسطهم. كنت وقد الخمسة،والتحصيل الدرس يف سنوات ثالث قضيت حيث «كمربدج» بجامعة «عمنويل» مدرسةبمدينة مشهورا أستاذا يل فاختار عيل، اإلنفاق مواصلة عن أبي عجز ثم واجتهاد، بجدفقضيت . الطب يف هني ويفق الجراحة، عىل ليمرنني بتس» «جاك الدكتور اسمه «لندن»يبعث النقود من بقليل إال أبي من — خاللها يف — أظفر أكن لم سنوات، أربع عندهما رشاء يف الضئيلة النقود تلك ألنفق بالتقتري نفيس فأخذت وآخر، حني بني إيل بها— نشأتي منذ — نفيس أعددت فقد السياحة. وكتب الرياضية الكتب من إليه أحتاجامليل هذا يف ينمو زال وما حا، مال ألكون إال أخلق لم أنني وشعرت البحار، لركوب

نفيس. كل عيل وملك أمري، عىل غلبني حتى

«جلفر» زواج (2)

أربعني — وأقاربي ي عم من — فجمعت أبي، إىل وعدت «بتس» الدكتور تركت ثمأهيل يل وضمن «ليدن». مدينة يف الطب صناعة وأتعلم «هولندا» إىل بها ألذهب جنيهايف متفقها كله جهدي بذلت وقد القادم، العام يف أخرى جنيها أربعني إيل يرسلوا أن

Page 9: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

أسفاري يف معني خري يل سيكون أنه من يقني عىل كنت ألنني عامني، الطب درس(املستشفيات) المشايف بأحد جراحا عينت حتى «ليدن» من عدت وما القادمة. ورحالتيبكثري خاللها يف قمت سنة، ونصف سنوات ثالث مكثت حيث «بتس» الدكتور بوساطةعىل عزيمتي ت صح حتى ذلك من أنتهي كدت وما الرشقية. البالد يف ياحات الس منعهد فقد الفكرة، هذه تحقيق عىل «بتس» الدكتور عني وشج «لندن»، بمدينة اإلقامة

بمرضاه. العناية بأمر إيلتاجر، أبوها كريمة سيدة وتزوجت «لندن»، فنادق أحد يف صغريا طبقا اكرتيت ثموالشدائد. األزمات عىل لنا عونا لتكون للحاجة، فادخرتها جنيه، أربعمائة فمنحتني

السفر دواعي (3)

فقدت أن بعد عميل وقل الكساد، بصناعتي حل حتى «بتس» الدكتور مات إن وماأسلك أن إال صناعتي يف للنجاح وسيلة أمامي يكن ولم الحياة. يف يل نصري أكربحينئذ األطباء أكثر كان فقد مهنتي؛ رشف عيل ويأباها ضمريي، إليها يرتاح ال سبالالكسب ويستدروا لمهنتهم، لريوجوا الكذب)، (أي والدجل الخداع وسائل إىل يلجئونأر فلم — الفاقة بي تشتد مهما — لنفيس أرتضيها ال التي نيئة الد الوسائل بتلكللكسب، سا تلم أخرى، بالد إىل والرحيل الهجرة إال المأزق هذا من للخروج وسيلةعىل عزيمتي ت صح وثمة يمانعوا. فلم وخلصائي زوجي — ذلك يف — فاسترشتأن بعد الثروة، من بقسط وظفرت الكبرية، فن الس إحدى يف طبيبا واشتغلت السفر،كتب أطالع أن ي هم جل وكان وغريها. والغربية الرشقية الهند إىل رحالت عدة رحلتوساعدتني ولغاتهم، الشعوب أخالق بدرس أعنى وأن والمحدثني، القدماء املؤلفنيبلدي إىل أعود أن فاعتزمت قة، موف غري يل رحلة آخر وكانت ذلك. عىل القوية ذاكرتيخاللها ل أؤم سنوات ثالث عودتي بعد لبثت وقد وأوالدي. زوجي بني حياتي وأقيضأخرى مرة السفر إىل فاضطررت بطائل. أظفر فلم — وأهيل يكفيني — عمال أجد أن٤ يف «برستول» من بنا فأقلعت الرشقية، الهند جزائر إىل ذاهبة كانت سفينة يفلنا يخبئه ما نعلم نكن ولم وسعيدا، موفقا الرحلة أول وكان .١٦٩٩ سنة مايو/أيار

والمصائب. النكبات من القدر

8

Page 10: جلفر.في.بلاد.الأقزام

القصة فاتحة

العاصفة هبوب (4)

عنها ب فألرض كثريا، القارئ تعني ال التي الحوادث من كثريا رحلتي يف لقيت وقداألثر. أكرب نفيس يف تركت التي الحادثة بذكر وألكتف صفحا،

البحر كان فقد — يشء كل تبدل حتى الرحلة نهاية من تقرتب السفينة كادت مافاضطرب هوجاء، عاصفة ففاجأتنا — البهيجة برحلتنا سعداء وكنا — جميال هادئاوالمالحون وتعنف، تشتد العاصفة زالت وما كالجبال، األمواج وتعالت وهاج، البحرما لشدة — رجال عرش اثنا منهم مات لقد حتى مغالبتها، يف جهودهم أقىص يبذلوناليوم ويف وأخرى. لحظة بني الهالك نتوقع وأصبحنا — واإلعياء الجهد من كابدوهالبالد، تلك يف الصيف أيام من يوم أول وهو الثاني، نوفمرب/ترشين من الخامسفلم عنها، بالسفينة نبتعد أن جهدنا فحاولنا سفينتنا، منها تقرتب صخرة أبرصناصدمة فصدمتها الصخرة، تلك إىل بسفينتنا فاندفعت أمرنا، عىل األمواج وغلبتنا نوفق،ستة إال منهم ينج ولم حوها، مال وغرق — لوقتها — وغرقت ألواحها فتحطمت عنيفة،

معي. كانواوالصخرة، السفينة تصطدم أن قبل زورق إىل أرسعنا أن حظنا حسن من كان وقد، الكد وأجهدنا التعب غلبنا ثم أميال، ثالثة قطعنا حتى بقوة الزورق نسري زلنا ومافقلبت عنيفة شمالية ريح هبت قليل وبعد الهائجة. األمواج رحمة تحت أنفسنا فرتكناأنا أما الهالك. من ينجوا لم وأحسبهم جميعا، رفاقي أصاب ماذا أعرف وال زورقنا،اليأس دب كلما وكنت قليال، العاصفة هدأت حتى — هدى غري عىل — أسبح فظللتحراكا، أستطع ولم قواي، نهكت حتى باألمل، وتعلقت بالصرب اعتصمت قلبي إىلنحو قوية موجة قذفتني إذ لكذلك وإني هللا. إىل أمري وفوضت للقدر، فاستسلمتوفتشت البحر، ساحل إىل وصلت حتى ت فرس مني، قريبة األرض فرأيت الشاطئ،نوما ونمت ظهري عىل فاستلقيت نبات، أو إلنسان أثرا أجد فلم إليه، آوي مكان عنبعد إال نومي من أستيقظ ولم — والنصب الجوع من أحسست ما لشدة — عميقا

كاملة. ساعات تسع

9

Page 11: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 12: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف

Page 13: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 14: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األول الفصل

األقزام قبضة يف (1)

أنهض، أن فحاولت الدنيا، مأل قد الشمس نور رأيت حتى نومي من أفيق أكد لمظهري عىل مستلقيا وجدتني فلقد عبثا، محاولتي وذهبت النهوض، أستطيع ال فرأيتنيكثريا ورأيت دقيقة، بخيوط األرض إىل شعري شد وقد اقني، والس اليدين موثق وأناالشمس وكانت — الفخذين إىل المنكبني من — جسمي حول ملفوفا الخيوط تلك منإىل أستطع فلم ة يرس أو يمنة ألتفت أن فحاولت ، عيني عىل القوية تها أشع مرسلةأصوات أذني طرقت ثم تتلفان، وكادتا الشمس، بوهج عيناي تأذت وقد سبيال. ذلكضوء ألن أتبينه، أن أستطع فلم مصدرها، أرى أن فحاولت مني، بالقرب غريبة خافتةتتحرك بأشياء شعرت ثم شيئا. أرى أن منعني — عيني يتلف كاد الذي — الشمسذقني! إىل وصلت حتى سائرة زالت وما صدري، إىل ة بخف مرتقية ى اليرس ساقي عىلعىل طوله يزيد ال صغري إنسان وجه أمامي رأيت حني دهشتي كانت ما وشدالصغرية. هام بالس مملوءة جعبة ظهره وعىل صغريان، وسهم قوس وبيده إصبعني،فوري من فرصخت — وزيه وهيئته طوله مثل يف — شخصا أربعني نحو رأيت ثموهلعا، رعبا قلوبهم وامتألت هاربة، اآلدمية الحرشات تلك فأرسعت مزعجة، رصخاتاألرض. إىل هووا حني خطرية بجروح — بعد فيما علمت كما — بعضهم وأصيبمرة جسمي عىل يقفزون رأيتهم أن ألبث لم ولكنني رشهم، من خلصت حسبتني وقدمتفرسا عينيه وفتح يديه ورفع وجهي إىل وصل حتى فتقدم أحدهم جرؤ وقد أخرى،أفهم لم بجملة ونطق والعجب، الدهشة أمارات أساريره عىل بدت وقد مالمحي، يف

ين. مكرب مهللني رفاقه فأعادها معناها،

Page 15: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

األقزام حرب (2)

مكبال رأيتني حني دهشتي وشدة موقفي، حرج لنفسه يمثل أن القارئ استطاعة ويفيف ما كل أبذل أن الطبيعي من كان وقد ارتكبتها. جريرة غري من بالحبال موثقامن كثري فانقطع — شديدة بقوة — رأيس فرفعت القيود، تلك من ألتخلص وسعيشديدا، أملا لذلك تألمت وقد اليمنى، الجهة من شعري بها شد التي الدقيقة الخيوطيدي جذبت ثم حويل، مما شيئا فأرى ة ويرس يمنة رأيس أحرك أن استطعت ولكنني

بها. أوثقوني التي الخيوط فقطعت بقوة اليمنىونطق مذعورين، وهربوا الفزع، شملهم حتى صنعت، ما األقزام رأى إن ومايدي عىل سهم مائة من أكثر أصحابه أطلق حتى ها أتم وما أفهمها، لم بجملة أحدهمعن فأكف لريهبوني، الهواء يف بها قذفوا — لها عداد ال — بسهام أتبعوها ثم اليمنى،عىل — منها وتألمت اإلبر، وخز مثل السهام هذه وقع من أحسست وقد مقاومتهم.

األلم. أشد — وصغرها تها دق

14

Page 16: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األول الفصل

فعلت وما أخرى، مرة قيودي بفك فهممت شجاعتي، عت تجم ثم قليال، فصربتمرتديا — حظي لحسن — وكنت الدقيقة، سهامهم من وابال األقزام أمطرني حتى

سهامهم. صدري إىل تنفذ فلم الجاموس، جلد من صداراكينة، والس الهدوء آثرت ا، رش إال تنتج لن للفكاك محاولة كل أن رأيت ا ولم

الظالم. يف قيودي فك يل ليتسنى الليل إىل البقاء وانتويت

األقزام خطيب (3)

يزدادون أراهم وكنت سهامهم، إطالق عن وا كف حتى واستسالمي، هدوئي رأوا إن ومايقني عىل كنت ألنني عددهم، كثرة تخفني فلم — أخرى بعد لحظة — مطردة زيادةعدده يكثر مهما — بأقدامي وسحقه جيوشهم، من جيش بأكرب الفتك عىل قدرتي منة، يرس رأيس فأدرت العمل، يف منهمكني ال عم صوت سمعت قليل وبعد جهد. بأيرس —وه أتم فلما سلمان، جانبيه عىل منرب إقامة يف بجد يعملون األقزام من جماعة فرأيتهذا ارتفاع وكان التعب. نهكه حتى أعاله يبلغ يكد ولم رساتهم، من سيد إليه صعدخدمه، من ثالثة — ي الرس هذا مع — صعد وقد قدم، ونصف قدما أعلوه الذي المنربثوبه أطراف يحمل ورائه من وثالث يساره، إىل وآخر يمينه، إىل منهم واحد فوقفوكان واحدة. كلمة منها أفقه لم طويلة خطبة عيل يلقي الخطيب أخذ ثم الطويل.مني، شرب قيد عىل وهو خافتا، جرسا إال منه أسمع أكاد ال وأنا صوته، بأعىل يصيحتلوح كهال بل شيخا، وال شابا يكن ولم ئيل، الض جسمه مناسبا الخافت صوته وكانلسانه، وطالقة وإشاراته، حركاته من — عرفت وقد والجد النشاط أمارات وجهه عىلالقول فنون يف فني المترص النابغني خطبائهم من أنه — بيانه بحسن سامعيه وإعجاب

البيان. وأساليب— واحدة كلمة منها أفهم لم وإن — خطبته عىل أرد أن األدب حسن من ورأيتالطبيعي صوتي يؤذيه ال حتى خافتة بكلمات فهمست واالستسالم، الخضوع بإشاراتمنه يفهم بما إليه ت وأرش آذانهم، ويصم ويؤذيهم، يزعجهم — الرتفاعه — كان الذيورشاب. طعام من إليه أحتاج ما بإحضار حوله من وأمر منربه، عن فنزل جائع، أنني

15

Page 17: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

«جلفر» طعام (4)

إيل صعد ثم يكفيني، أنه حسبوا ما والرشاب الطعام من إيل أحرضوا قليل وبعدويف فمي، إىل مرتفعني وساروا جسمي، عىل وضعوها ساللم عىل قزم مائة من أكثرالضفادع حجم عىل تزيد ال خرفانهم وكانت والخبز، باللحم مملوءة سالل أيديهممن يدهشون وهم واحدة، مرة فمي يف أرغفة وستة منها خمسة ألتهم فكنت الصغرية،إيل فأحرضوا الماء، إىل حاجة يف أنني إليهم أرشت ثم والفزع. الذعر ويتملكهم ذلك،كله فجرعته ففتحوه فمي، من اقرتب حتى يدحرجونه زالوا وما عندهم، برميل أكربالعذر ولهم — الفرح شدة من ورقصوا رأوا، مما مدهوشني قوا فصف واحدة، جرعةبني كنت ولقد الضخامة، هذه مثل يف رجال حياتهم يف يروا لم فإنهم — ذلك يفكبري جيش لغذاء يكفي ما طعامهم من أكلت وقد شامخ، جبل كأنني األقزام هؤالءاستسالمي ورأوا بطيش أمنوا فلما رؤيتي، من فزعني كانوا وقد كامال. شهرا منهماستوىل وقد صدري، عىل يرقصون إيل وتزاحموا ويمرحون، يغنون انطلقوا وهدوئي

واالبتهاج. الرسور عليهم

16

Page 18: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األول الفصل

واحدة، لحظة يف أهلكهم وأن األرض، إىل بهم أقذف أن قدرتي يف كان وقدفلم بال، عىل يل يخطر يكن لم ما — معاملتهم وحسن كرمهم من — رأيت ولكنني

وابتهاجهم. صفاءهم عليهم أعكر أن أشأ ولم القوة، إىل ألجأأن — بعد فيما — علمت وقد النوم، إىل بحاجة شعرت طعامي من انتهيت وملابوضع أمرهم قد السفري ذلك وأن مدينته، إىل لنقيل سفريه أوفد قد كان اإلمرباطورواستسالمي، بهدوئي اإلمرباطور سفري أعجب وقد سقونيه، الذي رشابي يف منومة مادةفمرهموا ذكية، رائحة له شممت دواء إيل فأحرضوا أفهمه، لم بكالم إليهم فأشارأن أمرهم ثم السهام، آثار وزالت الحال، يف فشفيت سهامهم، سببتها التي جروحيكادوا وما جانبي، عىل النوم من ألتمكن بها، أوثقوني التي الخيوط من بعضا يقطعوا

كاملة. ساعات ثماني نائما زلت وما للنوم، استسلمت حتى يقطعونها

17

Page 19: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

األقزام مهارة (5)

من يزاولونه ما كل يف فائقة ومهارة الهندسة، بعلوم عجيبة خربة األقزام لهؤالء وكانعقبة كل ذللوا حتى اململكة، عاصمة إىل بنقيل اإلمرباطور سفري أمرهم إن فما األعمال،

إرادته. تنفيذ سبيل يفبعمل ومهندس ار نج آالف خمسة إىل عهد أنه — بعد فيما — علمت وقدأقدام سبع وطولها أصابع ثالث ارتفاعها يكون أن عىل عليها، يحملونني كبرية عربةثمانني أقاموا صنعها، من انتهوا فلما عجلة. وعرشون اثنتان وبها أقدام، أربع وعرضهاالفتل محكمة متينة خيوطا أنفذوا ثم بكرات، أعاله ويف قدمان، منها كل ارتفاع عموداوشدوها صوص الش تلك عيل ألقوا ثم ، شص منها خيط كل آخر ويف البكرات، هذه يفتلك يف وضعوني حتى الخيوط، تلك شد عىل أقويائهم من تسعمائة وتعاون بقوة.ساعات، ثالث نحو يف العمل هذا كل أنجزوا وقد عميق. نوم يف مستغرق وأنا العربة،ارتفاع وكان اإلمرباطور، خيول أقوى من جواد وخمسمائة ألفا العربة تلك إىل شدوا ثممدينة إىل طريقها يف العربة سارت ثم إصبع، ونصف أصابع أربع منها جواد كل

اإلمرباطور.

«جلفر» أنف يف (6)

عجيب، حادث لوقوع فجأة استيقظت ثم ساعات، أربع نحو سائرة العربة زالت وماويف أجزائها، أحد أصاب يسري عطب إصالح يتم ريثما الطريق يف العربة وقفت فقدووجهي، جسمي برؤية التمتع إىل األقزام من ثالثة الفضول دفع العربة وقوف أثناءوكأنما واملزاح، الدعابة إىل يميل طلعة جريئا ضابطا وكان أنفي، إىل أحدهم فتقدمأنفي إىل وصل إن وما العجيب. الضخم جسمي تركيب عىل ويقف يخربني أن أرادفوضع غورهما، سرب إىل فضوله فدفعه كهفان، أنهما إليه خيل حتى طاقتيه ورأىمن فتقاذف عطست، أنفي يف رمحه وخزة أحسست وحني الصغري، رمحه إحداهما يفوعاد الذعر، شدة من ظهره عىل فانقلب رصاص، كأنه الضابط إىل نفذ رشاش أنفي

الخوف. ة شد من يرتجفون وهم ورفيقاه هو أدراجه

18

Page 20: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األول الفصل

ري الس استئناف (7)

قام الليل، أدركنا إذا حتى النهار، بقية سائرة زالت وما سريها، العربة استأنفت ثمحاولت إذا إيل ليسددوها وسهامهم، قسيهم يحملون حارس، خمسمائة حراستي عىلبيل. الس لهم لتيضء املشاعل يحملون قزم خمسمائة جانبهم وإىل ي. أرس من الفكاكوقت إىل سائرين زلنا وما الشمس، أرشقت حني أخرى مرة السري واستأنفنارجال وجميع اإلمرباطور فرأينا ذراع، مائتا إال املدينة وبني بيننا يبق فلم الظهر،شديد اإلمرباطور وكان المكان، ذلك يف بنا والتقوا الستقبالنا خرجوا قد حاشيتهيف رأيته وقد — والمدهشات الغرائب من عني سمعه ما بعد — رؤيتي إىل وق الشوالصعود مني، نو الد أتباعه بعض فحذره نحوي، يتقدم أن حاول وقد حافل، موكب

بأذى. يصاب أو مكروه، له يحدث ال حتى جسمي، إىل

املهجور الهيكل (8)

جميع يف هيكل أكرب بحق يعد وهو قديم، معبد حللناه الذي المكان ذلك يف وكانسنوات، بضع منذ تدنس أن بعد هجروه ثم فيه، يصلون كانوا وقد اململكة، أرجاءبعد دنسا — وعاداتهم تقاليدهم حسب عىل — فأصبح قتل، حادث فيه وقع فقدآخر. معبد إىل وطرف أثاث من فيه ما كل نقلوا أن بعد فهجروه سا، مقد كان أنترتفعان نافذتان وبه قدمني، وعرضه أقدام أربع الكبري مايل الش الباب ارتفاع وكان

أصابع. ست منهما كل وطول إصبعني، األرض سطح عنبها نعلق التي الرقيقة السالسل حجم يف سلسلة وتسعني بإحدى جاءوا ثموأحكموا ى، اليرس ساقي إىل فشدوها أقدام، ست منها سلسلة كل طول وكان ساعاتنا،

للفرار. وسيلة يل يدعوا ال حتى قفال وثالثني بستة رباطها

العايل الربج (9)

خمس ارتفاعه عال برج — منه قدما عرشين مسافة وعىل — الهيكل ذلك أمام وكانشكيل، من ق والتحق رؤيتي لهم ليتسنى ذروته إىل وحاشيته اإلمرباطور فصعد أقدام،

19

Page 21: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

تلك أرجاء يف صيتي ذاع فقد حويل، الشعب زحام واشتد خطر، كل من بمأمن وهمتلك أهل عليه أطلق الذي الهائل، العمالق ذلك لريوا مكان، كل من الناس وأقبل البالد،عرشة نحو جسمي إىل وصعد رؤيتي، إىل عني مرس فتوافدوا ،« اآلدمي «الجبل اسم البالدإىل عود الص شعبه عىل وحرم جميعا، بإنزالهم وأمر عيل اإلمرباطور فأشفق قزم، آالف

بالقتل. أمره يخالف من وهدد جسدي،فنهضت — قبل من بها أوثقوني قد كانوا التي الخيوط بقطع اإلمرباطور أمر ثمالهيكل ذلك أمام قصرية دائرة يف السالسل، إليه وا شد الذي الوتد حول ورست واقفا،رآني حني وعجبه الشعب هذا دهشة مقدار يتصور أن إنسان وسع يف وليس العتيق.أن أستطيع فأصبحت أقدام، ستة نحو السالسل تلك طول وكان ، قدمي عىل واقفا

دائرة. نصف شكل يف وأغدو أروح

20

Page 22: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثاين الفصل

اإلمرباطور زيارة (1)

وقد — جواده ظهر عىل راكب وهو — سجني يف لرياني اإلمرباطور جاء يوم ذات ويفجواد فإن جأشه؛ وثبات بشجاعته عليها تغلب التي املتاعب من كثريا الزيارة تلك كبدتهيف ومهارته ودربته اإلمرباطور قوة ولوال رآني، حني الخوف شدة من أجفل اإلمرباطوريحدث لم وكأنه الجأش، رابط ثابتا ملهارته ظل ولكنه جواده، ظهر عن لوقع الفروسيةيجيل وأخذ اإلمرباطور ل فرتج جواده، بعنان فأمسكوا حاشيته رجال أرسع وقد يشء.يعرض ال حتى يدي، متناول عن بعيد وهو جهة، كل من لرياني حويل ويدور يف، نظرهعىل لهم أعدت مقاعد عىل وأمرياته القرص وأمراء اإلمرباطورة وجلست لألخطار، نفسهولهذا بأسا، وأقواهم األقزام هؤالء من رأيته من أطول اإلمرباطور وكان قريبة. مسافةاألعضاء، متناسب اللون، زيتوني األنف، أقنى وهو وإجاللهم. هيبتهم موضع أصبحالتاسعة يف وكان والجالل. عة الد مظاهر حركاته كل يف تتجىل رزين، الخلق، دمث

العرش. عىل جالس وهو تقريبا سنوات سبع عليه مرت وقد عمره، من والعرشينيقرتب وكان مالمحه، يف والتفرس رؤيته، من ألتمكن جنبي عىل اضطجعت وقدوشكله. مالمحه دقائق من يشء عني يغب فلم يدي، متناول يف فيصبح أحيانا منيمصلتا سيفه يده يف حمل وقد بالجواهر، محىل الذهب من ثمني تاج رأسه عىل وكانطول وكان به. أبطش أن هممت أو أغاليل، قطع حاولت إذا نفسه، عن به ليدافع

باملاس. ع المرص الذهب من وقبضته وغمده أصابع، ثالث نحو سيفه

Page 23: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

النربات. واضح جيل — خفوته عىل — فهو اإلمرباطور صوت أمابالحجارة اة الموش الثياب أفخر يرتدون حاشيته ورجال القرص سيدات وكانتبلغتي أجبته ولكنني كالمه، من شيئا أدرك فلم اإلمرباطور إيل تحدث وقد الكريمة.الحرس من وحويل تركوني ثم ساعتني، وحاشيته اإلمرباطور ولبث أقول، ما يفهم فلممني نو الد يحاول كان الذي المتزاحم الشعب جمهرة وبني بيني ليحولوا كبري، عدد

وسيلة. بكل

األرشار جزاء (2)

أن حد إىل ببعضهم الجرأة وصلت فلقد أرشار، فضوليني من الشعب هذا يخل ولمالقائد فرأى ليفقأها، اليرسى عيني إىل سهما أحدهم سدد وقد هام، بالس رشقنياألرشار، زعماء من ستة عىل القبض فألقى األذى، هذا عني يدفع أن بحراستي الموكلجزاء بهم ألنكل يدي بني ويدفعهم وثاقهم، يشد أن إال جرمهم يكافئ عقابا ير ولميف منهم خمسة ووضعت اليمنى، يدي يف بهم فأمسكت بي. الفتك ومحاولتهم خبثهم

حيا. سآكله بأنني متظاهرا فمي من السادس وأدنيت صداري، جيبالقائد عىل الجزع واستوىل مؤلمة، خات رص يرسل املسكني القزم ذلك فظلا برش وخوفهم جزعهم تبدل ثم صغرية. مدية جيبي من أخرج رأوني حني وجنودهاألرض. فوق — متلطفا — وأضعه بها أوثقوه التي الخيوط أقطع رأوني حني وائتناسامن نجا أنه يصدق يكاد ال وهو فراره، يف أرسع حتى طليقا نفسه القزم رأى وماما بهم وفعلت — آخر بعد واحدا — صداري جيب من رفاقه أخرجت ثم الهالك.عىل وبدت الشعب، من حولهم ومن وجنوده القائد عيل عطف وقد بصاحبهم. فعلتهأعدائي من االنتقام عن عي وترف خلقي كرم رأوا حني والتقدير، الحب أمارات وجوههم

22

Page 24: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثاني الفصل

، خري كريم رجل أنني كان الس جميع بني ذاع وقد — بهم الفتك عىل قدرتي مع —نفوسهم. يف وقع أحسن لذلك فكان صنعت، بما — قليل بعد — الحاشية رجال وعلم

23

Page 25: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

اإلحسان عاقبة (3)

اإلمرباطورية، أنحاء كل من إيل وجاءوا رؤيتي، عىل والكساىل الفضوليون تهافت ولقدالزراعة فتعطل ساكنيها، من تخلو القرى وكادت مكان، كل يف قدومي نبأ ذاع وقد«الجبل أو العمالق لرؤية األقزام وفد فقد والرشاء، البيع حركة وتقف والصناعة،إيل يحرض بأال فأمر العاقبة، سوء خيش اإلمرباطور جاللة ولكن ونه. يسم كما « اآلدميأمواال ذلك جراء من الحكومة ربحت وقد عليه، يفرضها ورضيبة برتخيص، إال أحد

طائلة.فقد أمري، يف يقرره فيما لينظر ورى، الش مجلس اإلمرباطور عقد األثناء هذه ويففأصبح أغاليل أقطع أن يخشون كانوا فقد أقصاه، إىل بهم وصل قد االرتباك أن علمتطعاما منهم ويتطلب عظيمة، أموال يكبدهم غذائي أن — ذلك إىل — رأوا وقد طليقا،ورأى إلطعامي. كله غذاؤهم يفي ال فقد البالد، يف مجاعة ذلك سبب وربما كثريا،آخرون ورأى ي، رش من فيسرتيحوا جوعا أهلك حتى تغذيتي عن وا يكف أن بعضهميف الوباء فينرش جسمي ن يتعف أن خشوا ولكنهم مسمومة، بسهام جسمي يمزقوا أن

جميعا. فيهلكهم اإلمرباطورية أنحاء جميع إىل ينتقل ثم مدينتهم،

24

Page 26: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثاني الفصل

عليهم دخل إذ مبلغ، كل الحرية بهم بلغت وقد أمري، يف ليتشاورون وإنهمأحسن لكالمهما فكان المجرمني؛ تة الس األقزام مع صنعته بما إليهم فأفضيا ضابطان،الحال يف — لجنة وألفوا املجلس، أعضاء جميع عيل وعطف اإلمرباطور. نفس يف وقعالطعام، من يكفيني ما عىل يحصلوا حتى القرى، من قرية كل عىل لتفرضرضائب —الخرض من كبريا ومقدارا خروفا وأربعني عجول ستة — صباح كل يف — إيل ويقدمواكله ذلك ثمن يدفع بأن اإلمرباطور جاللة أمر وقد ذلك. إىل وما واملاء والخبز والبقولما كل لهم وقرر وحراستي، بخدمتي ليقوموا حارس ستمائة وعني الدولة، خزانة منيكون أن قرروا الذي الهيكل حول الخيام لهم نصبت وقد طعام، من إليه يحتاجون

معا. وسجني بيتي

البالد لغة (4)

يشبه ثوبا يل ليصنعوا خياط ستمائة باستدعاء فأمر كله، بذلك اإلمرباطور يكتف ولمحتى األهلني، لغة نوني ليلق العلماء كبار من ستة واستدعى البالد، هذه ساكني زييمرنوا بأن أتباعه أمر كما الكالم، يبادلوني أن وغريهم واألمراء اإلمرباطور عىل يسهلوقد خوف. بال رؤيتي تتعود حتى أمامي، الجري عىل والحرس األمراء وجياد جياده

ة. تام ة بدق كلها اإلمرباطور أوامر ذت نفالقوية ذاكرتي وساعدتني الجديدة، اللغة هذه م تفه يف جهدي بذلت فقد أنا ا أموكان قصري، وقت يف أساليبها من كثري م تفه عىل تعلمها، يف الشديدة ورغبتيأن تعلمته ما ل أو وكان والحراس، املدرسني بي ويويص زيارتي، من يكثر اإلمرباطورعىل أمامه جثوت وقد الحرية. يف ورغبتي شكري عن اللغة بتلك لإلمرباطور أعرب«عليك مبتسما: يل فقال حريتي، ويمنحني قيودي يفك أن جاللته إىل ضارعا ركبتيكلها، الدولة يعني أمر ذلك فإن وحدي، ذلك يف أبت أن قدرتي يف فليس بالصرب،كل لم الس عىل تحرص أن أمامي تقسم أن بعد ذلك، يف وزرائي استشارة من بد وال

بسوء.» رعيتي من أحدا تمس وأال الحرص،كان، من كائنا أحد إىل أيسء لن وإنني الخري، إال أضمر ال إنني أمامه: فأقسمت

جميعا. معاملتهم أحسن بأن ووعدته

25

Page 27: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

بحبنا وظفرت شعبي، وأرضيت أرضيتني — ذلك فعلت إذا — «إنك يل: فقالتزعزع التي الخطرة األسلحة من قدرا جيوبك يف تحمل بأنك علمت ولكنني جميعا.

بتفتيشك؟» لنا تسمح فهل بالدنا، يف األمنأن مستعد وإنني اإلمرباطور، جاللة به يأمرني ما لكل خاضع «إنني له: فقلت

شاء.» ما منه ليأخذ جيوبي يف ما كل أخرج وأن أمامه، ثوبي أنزعأن بعد إال ذلك إىل سبيل وال بتفتيشك، تقيض اإلمرباطورية قوانني «إن يل: فقالليفحصا مفتشني إليك وسأرسل بك، ظني حسن قت حق وقد يغضبك، ال هذا بأن نثقأدفع أو بالدي، تربح يوم إليك أردها بأن أعدك وإني الخطرة، اآلالت من تحمله ما كل

أنت.» تقدره كما لك ثمنهاما كل تحقيق عىل وسأعمل موالي، به يأمرني ما لكل مذعن «إنني له: فقلت

يرضيه.»مرسورا. شاكرا وودعني راضيا، يل فابتسم

المفتشني تقرير (5)

وبذلت فيها، ما كل لرييا جيوبي يف ووضعتهما يدي يف أخذتهما المفتشان جاء ا ولماألرض إىل أعيدهما أن إيل طلبا الفحص من انتهيا وملا مساعدة، من أرادا ما كل لهمانتيجة ليبلغاه اإلمرباطور إىل وذهبا يل، فشكرا — بهما قا مرتف — فأنزلتهما ثانية،

اآلتي: التقرير جاللته إىل رفعا وقد الدقيق، تفتيشهما

العمالق جيوب فحصنا أن بعد — اإلمرباطورية الجاللة صاحب يا «وجدناييل: ما — دقيقا تفتيشا وفتشناها الهائل،

لفرش يكفي بساطا تكون أن تصلح الخشن النسيج من كبرية قطعة (١)جاللتكم. قرص يف حجرة أكرب وهي االستقبال، حجرة

أو نحمله أن حاولنا وقد ، فيض غطاء عليه ة الفض من كبريا صندوقا (٢)ثم يفتحه، أن العمالق إىل فطلبنا — وثقله لضخامته — نستطع فلم نفتحه،فيه فغاص — عجيب برتاب مملوء وهو — ندوق الص ذلك يف أحدنا دخل

26

Page 28: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثاني الفصل

غبار الرتاب ذلك من وهب متواليا، عطسا ساعتني يعطس فظل ركبتيه، إىلكاملة. دقائق سبع يعطس الثاني فظل الهواء، يف قليل

بعضها طبقاتها مطوية األبيض، النسيج من كبرية (حزمة) رزمة (٣)ضخمة سلسلة إىل شدت وقد منا، رجال ثالثة طول يف وهي بعض، فوق

نفهمها. ال التي بلغته كتابة نظنها كثرية طالسم عليها منقوشة متينةالخشب من كبري بجذع منهما كل ينتهي الحديد، من أجوفني عمودين (٤)بنقش أشبه هي الحديد، من بارزة كبرية قطع طرفيه أحد ويف فيه، مثبتمن ضخم مسمار جوفها يف مثبت حفرة أسفله ويف معناه، فهم إىل نهتد لم

الحديد.بعضها واأللوان، الحجوم مختلفة مستديرة، معدنية قطع من كثريا (٥)نحملها أن نستطع ولم والذهب، الفضة من وهي أبيض، وبعضها أحمر

شديد. عناء بعد إال متعاوننيكبرية. علبة يف وهما مرهفان، اهما حد كبريين، سيفني (٦)

نصفها مستديرة، عجيبة آلة آخرها يف الفضة، من ضخمة سلسلة (٧)وهي غريبة، نقوش تحتها تبدو براقة مادة من اآلخر والنصف الفضة، مندائبة حركة لها فسمعنا آذاننا، من العمالق أدناها وقد عجيبا، ملعانا تلمعأو مجهول، حيوان — ظننا يف — وهي اقية، الس أو الطاحونة صوت تشبهألنه حه، نرج ما وهذا يعبده، الذي اإلله هي — واهمني نكن لم إذا — لعلهاأن غري من شيئا يفعل أن يستطيع ال إنه — فائدتها يرشح وهو — لنا قالالنهار أوقات له وتعني أعماله، كل أداء عىل تعينه فهي اآللة، هذه يستشري

والليل.قطع وفيها وتقفل، تفتح وهي يادين، الص شباك تشبه كبرية شبكة (٨)

بقيمة. يقدر ال الذي الذهب من كثيفةفناء أعمدة تشبه التي الطويلة األعمدة من كثري فيها مثبتا كبرية آلة (٩)

شعره. به ل يرج مشطا ونظنها اإلمرباطوري، القرصاليرسى ناحيته يف معلقا الغليظ، الجلد من مصنوعا ضخما حزاما (١٠)كبرية غرارة اليمنى ناحيته ويف منا، رجال ستة طول طوله يبلغ سيفأحدهما ملئ وقد منا، رجال ثالثة منهما قسم كل يسع قسمني، مقسومة

27

Page 29: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

سود بحبوب اآلخر وملئ تقريبا، رأسنا حجم يف منها كرة كل كبرية بكراتمنها. حبة خمسني من أكثر يدنا يف نحمل أن استطعنا وقد لها، عداد ال

يرس الذي الوديع العمالق هذا ثياب يف وجدناه عما تقريرنا هو هذاواالحرتام. والتلطف د التود من يستطيع ما أقىص لنا وأظهر عملنا، علينا

من الرابع اليوم يف كتابته من انتهينا أن بعد هذا تقريرنا أمضينا وقدالسعيد.» جاللتكم حكم من والثمانني التاسع القمر

فريلوك وماريس فريلوك، فليسن

اإلمرباطور يدي بني (6)

فرسانه من جندي آالف ثالثة ومعه إيل جاء املفتشني تقرير اإلمرباطور سمع ا ولممن إشارة أقل بني مرتق والنضال، للحرب وتأهبوا بقسيهم، أمسكوا وقد املدربني،أن وأمرني متلطفا، مبتسما ياني فح اإلمرباطور، إىل والتفت بهم. أعبأ فلم اإلمرباطور،البحر، بماء ابتل أن بعد دأ، الص من يشء عاله قد وكان لرياه، غمده من سيفي أخرجمصلتا سيفي األقزام رأى إن وما قليال. يدي يف يلمع — ذلك برغم — كان ولكنهيف السيف أرد أن اإلمرباطور فأمرني صياحهم، واشتد رصخاتهم، علت حتى يدي يف

فوري. من أمره فلبيت األرض، عىل وضعه يف أتلطف وأن غمده،يعني وهو — املفتشان إليهما أشار اللتني الحديد قطعتي أريه أن إيل طلب ثماستعمالهما، وطريقة فائدتهما، له ورشحت إليه فقدمتهما — ومسديس بندقيتي بذلكطلقا أرسلت ثم ينزعج، وأال يفزع أال جاللته من ورجوت التعبري، من أستطيع ما بقدرقاصفا، رعدا سمعوا وكأنما الذعر، ة شد من ظهورهم عىل الرجال فسقط الهواء يفيعد ولم الفزع، تملكه فقد — جنانا وأثبتهم بأسا أقواهم وهو — اإلمرباطور يشذ ولمأشد وحذرته البارود، وكيس ومسديس بندقيتي إليه قدمت ثم وقت، بعد إال رشده إىلومدينته قرصه فينسف البارود، يلتهب ال حتى النار من الكيس هذا يدني أن التحذير

العجب. أشد ذلك من فعجب نسفا،

28

Page 30: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثاني الفصل

جنوده من اثنني وأمر الدهش، أشد لرؤيتها دهش ساعتي، إليه قدمت ولماكتفيهما. عىل حملها عليهما ليسهل عصا يف يعلقاها أن األقوياء

عقرب حركة ومن املتواصلة، اتها دق من وحريته اإلمرباطور دهشة اشتدت وقدرأيهم ليبدوا بالده وعلماء أطبائه عىل عرضها ثم فيها، النظر ينعم وظل الدقائق،قدمت ثم حقيقتها، تعرف يف أفهامهم وضلت تعليلها، يف آراؤهم وتباينت فحاروا فيها،قطع تسع وبه نقودي، كيس أمامه ووضعت معي، التي والحديدية ية الفض القطع إليهمشطي، أعطيته تفحصها من انتهى ا ولم صغرية. أخرى قطع وبعض كبرية ذهبيةوبندقيتي سيفي اإلمرباطور جنود حمل وقد وصحيفتي. ومندييل، سعوطي، وعلبة

بقي. ما يل تركوا ثم اإلمرباطور، قلعة إىل والرصاص البارود وكيس

29

Page 31: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

ال أخرى صغرية أشياء وبعض نظارتي — خفي جيب يف — وضعت قد وكنتأنبه فلم ياع، الض أو التلف عليها خشيت وقد عنها، يل غنية وال منها، لإلمرباطور فائدة

البالد. هذه أغادر حني الحاجة وقت يف لتنفعني لنفيس وادخرتها إليها، املفتشني

30

Page 32: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثالث الفصل

اإلمرباطور ندماء (1)

— أمامي فيعرض نظري، ويمتع عني، ه يرف أن — يوم ذات — اإلمرباطور وأرادجميع فاق الذي املاهر النشيط عب الش هذا مزايا بعض — وابتهاج أنس حفلة يفالحفل ذلك يف رأيته ما أعجب وكان وجرأته. وذكائه حذقه يف رأيتها التي الشعوبرضوب يف يفتنون رأيتهم فقد النادرة، وجرأتهم الحبال، عىل الراقصني براعة املحتشد

إصبعا. عرشة وإحدى قدما عرشة اثنتا طوله دقيق أبيض خيط عىل الرقصبأنفسهم يخاطرون الذين أن — العجيبة وتقاليدهم عاداتهم من — وعلمتوأعيانهم، األقزام رساة هم الخطرة، العروض بهذه قيامهم أثناء يف للتهلكة ويعرضونهاالوحيدة وسيلتهم هي الخطرة األلعاب هذه وأن املجد، يف العريقة الكريمة األرس وأبناء

اإلمرباطور. منادمة إىل والوصول الدولة، مناصب أرقى بلوغ إىلنقم ما وكثريا — منه اإلمرباطور نقمة أو صاحبه، لوفاة كبري، منصب خال فإذاالذين األقزام من ستة أو خمسة لالمتحان تقدم — األسباب ألتفه ندمائه من اإلمرباطورفيستأذنون النجاح، عىل القدرة أنفسهم يف ويرون المنصب، لهذا أنفسهم حون يرشأذن فإذا — البالط ورجال هو لتسليته — الفرصة لهم يهيئ أن اإلمرباطور من— العالية الدقيقة الحبال تلك عىل — وحاشيته اإلمرباطور أمام يرقصون ظلوا لهم،من مستوى إىل يصل أن واستطاع عليها، القفز يف أقرانه فاق فمن أعىل، إىل ويقفزوننفسه. إليه تطمح الذي العايل المنصب بذلك فاز فقد بلوغه، عن أقرانه يعجز االرتفاع

Page 33: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

العال تكاليف (2)

أولئك مع — الحبل عىل ويقفزوا يرقصوا أن موظفيه كبار اإلمرباطور أمر ما وكثرياالباهرة ومزاياهم كفاياتهم يفقدوا ا لم أنهم عىل اإلمرباطور ليطمنئ — الجدد حني املرش

الرفيعة. مناصبهم — قبل من — أكسبتهم التيوكان وجرأته، مهارته شهيد وراح اإلمرباطورية، صيارفة كبري حتفه لقي وقدأكرب إليه وصل ارتفاع أقىص وهو الحبل، فوق إصبع ارتفاع إىل يقفز أن يستطيعبنفيس رأيته وقد قبل، من االرتفاع هذا مثل إىل غريه يصل ولم اإلمرباطورية، يف موظفوقلما والتلف، للهالك عرضته التي الخطرة القفزة تلك الدقيق الحبل عىل يقفز وهو

اإلمرباطورية. سجل أكثرها أثبت وقد مشئومة، حوادث من التمرينات خلت

المجد شهداء (3)

وقضوا أرجلهم، ت فكرس األرض، إىل هووا حني المرش هؤالء من ثالثة بعيني رأيت وقدمقعدين. حياتهم بقية

يربهنوا بأن أنفسهم وزراءه اإلمرباطور يأمر أن منه ون يتخوف ما أخوف وكانالفوق يف جهدا يدخرون ال ة وثم ومهارتهم، كفايتهم عىل — جديدة مرة — أمامهأنفسهم وعرضوا شاهق، ارتفاع من األرض إىل سقطوا وربما الندماء، من غريهم عىل

جسيمة. ألخطارال وكان الحبل، عىل يقفز وهو عام منذ هوى الندماء، هؤالء أحد أن علمت وقدموت من بذلك فنجا اإلمرباطور، وسائد إحدى عىل سقط أنه لوال رأسه، تحطم من بد

ق. محق

32

Page 34: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثالث الفصل

عىل وقف وهو نفسه، بها اإلمرباطور يبهج التي األلعاب من آخر نوع ة وثمخيوط ثالثة مائدته فوق اإلمرباطور يضع أن وذلك والوزراء، واإلمرباطورة اإلمرباطورأصفر، وثانيها ، قرمزي أولها أصابع، ست طولها — الدقة يف غاية — الحرير منغريه عىل يمتاز من اإلمرباطور يمنحها جوائز هي الثالثة الخيوط وهذه أبيض، وثالثهااإلمرباطوري بالقرص الكبرية االستقبال قاعة يف — الحفلة بدأت فإذا والجرأة. باملهارةيف مثيال لها أر لم بمهارة والرقص القفز رضوب شتى يف يفتنون املتبارون ظل —

السابقة. الكثرية ورحالتي أسفاري كل يف عرفته شعب أي

الجدارة أنواط (4)

الفضاء، يف متوازيتني عصوين بطريف يأخذ — أسماره بعض يف — اإلمرباطور وكانهذه يف ولهم المتبارون، عليهما يقفز ثم اآلخرين، بالطرفني وزرائه رئيس ويمسكالثاني والفائز ، القرمزي بالخيط األول الفائز بمكافأة تنتهي وهي شتى، أفانني اللعبة

األبيض. بالخيط الثالث والفائز األصفر، بالخيطحمائل منها ويتخذون البالد، تلك يف والفخار املجد أوسمة هي الخيوط وهذهالجدارة أنواط من أحرزوه بما ة للعام وإشعارا لهم، زينة يجعلونها أو سيوفهم،

املجد. وشارات

«جلفر» ساقي بني (5)

جيشه، من كبريا فيلقا فحشد للتسلية، فذة وسيلة يف اإلمرباطور فكر يوم ذات ويفساقي فرجة من يمر أن جيشه أمر ثم أستطيع، ما بقدر ساقي فارجا أقف أن وأمرنيصفوف تليها راجال، وعرشون أربعة منها صف كل يف صفوفا، فمروا أمامه، ليعرضهفحاملو املوسيقى، رجال تبعها ثم فارسا، عرش ستة منها صف كل يف الفرسان،

املرفوعة. والحراب األسنة فحاملو اقة، الخف األعالمفارس. وألف راجل آالف ثالثة من مكونا الجيش ذلك وكان

سريهم أثناء يف — منهم تبدو وأال األدب، ة جاد يلزموا أن اإلمرباطور أمرهم وقدالقتل. جزاؤه كان اإلمرباطور أمر أحدهم خالف فإذا خرية، الس عىل تدل إشارة أية —

33

Page 35: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

من الفضوليني والضباط الجنود بعض لتمنع ارمة الص األوامر هذه كانت وماأو ساخرين ويضحكوا — ساقي فرجة من يمرون وهم — إيل أبصارهم يرفعوا أن

مدهوشني.

الحرية قيود (6)

اإلمرباطور حولها وقد حريتي، بها ألتمس مذكرات عدة أرسلت الحفلة، هذه انتهاء وبعدوزير إال عنهم يشذ ولم كلهم، ذلك عىل فوافقوا الوزراء، ومجلس الشورى مجلس عىللسوء — الوزير هذا وكان الحرية. أمنح أن يف املعارضة أشد عارض فقد الحرب،الحربية الفنون يف وكفايته ملهارته — بثقته متمتعا اإلمرباطور من محبوبا — حظي

واالجتماع. الحياة شئون يف الفكر ضيق كان وإن —

34

Page 36: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثالث الفصل

رضورية يراها التي الرشوط بنفسه يضع أن اإلمرباطور من الوزير ذلك طلب وقدالثقيلة القيود هذه وضع الوزير أتم وقد طلبته. إىل اإلمرباطور فأجابه رساحي، إلطالقالوزير مع وكان بحريتي. أظفر حني جانبي يأمنوا حتى واملواثيق، بالعهود مؤيدةوعدا، أخلف لن إنني أمامهم أقسم أن إيل طلبوا وقد وأعيانهم، األقزام رساة من كثريوأطلقوا قيودي، عني فكوا إذا كلها، الرشوط هذه من برشط أخل ولن عهدا، أنكث ولنبهذا يكتفوا فلم وأمانة، ة بدق رشوطهم كل ذ سأنف إنني أمامهم فأقسمت حريتي. يلإعطاء يف بالدهم طريقة عىل بذلك، وثيقا عهدا نفيس عىل أقطع أن إيل وطلبوا القسم،وإذعاني نيتي، بحسن إقناعهم يف أتبعها التي الخطة يل ورسموا واملواثيق. العهودأقبض أن أمروني فقد ا، حق عجيبة والمواثيق العهود أخذ يف طريقتهم وكانت ألمرهم.اليمنى يدي من — الوسطى اإلصبع أضع ثم اليرسى، بيدي اليمنى رجيل إبهام عىلمني. طلبوه ما كل تلبية يف د أترد فلم اليمنى، أذني طرف عىل واإلبهام رأيس، فوق —

اإلمرباطور قرار (7)

ه: نص القارئ وإىل أعطونيه، الذي القرار ذلك من عجبت ولقد

جئني، الال ومالذ الناس، وأقوى أعظم — «ليليبوت» إمرباطور جولباستو «نحنإىل مستديرة أميال ستة ملكه يمتد الذي نيا، الد ملوك وأقوى األعداء، ومرهبالذي الجبابرة، وجبار العظماء، وأعظم امللوك، ملك األرضية: الكرة أطرافالشمس يلمس رأسه ويكاد عليها، ثقلهما من األرض تخرقان قدماه تكاديقدسه والذي رأته، إذا امللوك منه ترجف والذي وارتفاعها، قامته لطولمرهوب كالخريف، مخصب كالصيف، لطيف كالربيع، محبوب ألنه شعبه،ما العمالق ضيفنا عىل فرضنا — األعداء عىل حرب لألولياء، سلم كالشتاء،

يأتي:

بخاتمنا مختوم منا إذن غري من الفسيحة أرضنا من بتاتا يخرج أال (١)الكبري.

قبل بذلك األهايل ينذر أن غري من بالسكان اآلهلة عاصمتنا يدخل أال (٢)مساكنهم. ليلزموا العاصمة، دخوله من ساعتني

35

Page 37: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

أو يجول وأال الكربى، الفسيحة طرقنا عىل وسريه تنزهه يقرص أن (٣)حرث. من فيه ما يتلف ال حتى مزروع، حقل أي يف ينام

رعايانا، من فرد أي جسم بقدمه يطأ أال عىل الحرص كل يحرص أن (٤)إنسان أي بيده يمسك وأال طريقه، يف سريه أثناء يف عرباتهم أو خيلهم أو

ورضاه. إذنه غري منذلك، إليه طلبنا كلما البعيدة، املسافات إىل ويوصله الربيد يحمل أن (٥)

األقمار. من (شهر) قمر كل يف أيام ستة العمل بهذا يقوم وأنبجزيرة يقطنون الذين أعدائنا عىل لنا عونا ويكون يحالفنا، أن (٦)لغزو اآلن يعدونه الذي أسطولهم تدمري يف وسعا يدخر وأال «بليفسكو»،

بالدنا.بعض حمل عىل — فراغه أوقات يف — ويساعدهم النا عم يعني أن (٧)دورنا وجدران الكربى، حديقتنا أسوار بها يبنون التي خمة الض األحجار

الحكومية.هذا احرتام عىل يقسم أن بعد — الغذاء من يكفيه ما له م يقد أن (٨)يكفي والسمك اللحم من مقدارا يوم كل يف غذاؤه يكون وأن — الدستوريف حرا يكون وأن رعيتنا، أفراد من وأربعة وسبعني وثمانمائة ألف إلطعام

املنح. من نشاء ما يمنح وأن اإلمرباطوري، شخصنا مقابلة

القمر من عرش الثاني اليوم يف — قرصنا عن — القرار هذا صدرحكمنا.» من والتسعني الواحد

«جلفر» ية حر (8)

بحريتي، الوشيك بالظفر مرسور وأنا — الرشوط هذه وأمضيت القسم أتممت إن وماحرا الساعة تلك منذ وأصبحت وأغاليل سالسيل فكوا حتى — القيود هذه ثقل برغم

طليقا.ضارعا أمامه فركعت بحريتي، وهنأني بي، وتلطف نفسه، اإلمرباطور جاء وقدبه. غمرني الذي عطفه له وشكرت فأذعنت أقف، أن — متلطفا — مني فرجا شاكرا،

36

Page 38: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثالث الفصل

الدستور ذلك يف وضعوها التي — الرشوط تلك من أدهشني ما أعجب ولعلوألف وثمانمائة وسبعني أربعة لتغذية يكفي بطعام يل أمروا أنهم — أمضيته الذي

منهم. فردعرفوا كيف األقزام: هؤالء من اصطفيتهم الذين خلصائي من صديقا سألت وقد

الغذاء؟ من حاجتي يسد الطعام من بعينه القدر هذا أنضخامتها، وحسبوا قاماتهم، إىل قامتي قاسوا قد الرياضة علماء «إن يل: فقالواحد؛ إىل وأربعة وسبعني وثمانمائة ألف كنسبة أحجامهم إىل حجمي نسبة أن فوجدوا

وحدي!» يكفيني الناس من العدد هذا يكفي الذي الغذاء أن فقدروا

37

Page 39: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

ة ودق فهم، ترص وحسن علمهم، وسعة األقزام، هؤالء براعة القارئ يتبني هذا ومنوتقديرهم. حسابهم

38

Page 40: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الرابع الفصل

«ليليبوت» عاصمة (1)

أرى أن هو — بحريتي ظفرت أن بعد — رؤيته إىل نفيس طمحت ما أول كانحتى الرغبة بهذه اإلمرباطور كاشفت وما «ليليبوت»، إمرباطورية قصبة «ميلوند»تلك يف سريي أثناء يف واالنتباه باليقظة أوصاني أن بعد — تردد بال — إليها أجابنيالصغرية؛ مساكنهم من مسكنا أو شعبه، أفراد من فردا بقدمي أطأ ال حتى العاصمة،مدينته يف يذاع أن جاللته فأمر يريد، ما وفق أوامره، وتنفيذ رغبته، بتحقيق فوعدته

بيوتهم. أهلوها يلزم حتى زيارتي، نبأعرشة إحدى وسمكه قدم، ونصف قدمني باملدينة املحيط ور الس ارتفاع وكاناملحيط السور هذا فوق تسري أن عرباتها من عربة أي عىل اليسري من فكان إصبعا؛بروج عدة خم الض السور هذا عىل شيدوا وقد للخطر، تتعرض أن غري من باملدينة،

أقدام. عرش منها برجني كل بني البناء، متينة

املدينة شوارع يف (2)

ارعني الش يف أجول ظللت ثم فوقه، من مررت حتى الغربي الباب إىل وصلت ومادفعهم الذين األقزام من أحدا بقدمي أطأ ال حتى واالنتباه الحذر شديد وأنا الكبريين،عواقب حذرهم أن بعد اإلمرباطور، أمر ومخالفة مساكنهم، من الخروج إىل الفضول

باملدينة. تجوايل أثناء يف الخروج

Page 41: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

جسدي يمس ال حتى أخطوها خطوة كل وأقدر بي، يحيط فيما النظر أنعم وكنتاألرض. إىل — عليها بمن — فتهوى منازلهم، نوافذ من نافذة مالبيس أو

طويل زمن منذ رؤيتي يرقبون كانوا الذين بالناس ة غاص املنازل نوافذ وكانتفيها تجد تكاد ال مزدحمة عليها مررت التي البيوت سطوح وكانت شديد، بشوقيقلون ال الكبرية املدينة تلك سكان أن — حينئذ — أيقنت وقد الزحام. ة شد من منفذا

نسمة. ألف خمسمائة عنأدهشني، ما — وقصورها وبيوتها شوارعها يف — املدينة هندسة من ورأيتأضالعه من ضلع كل طول مربع، شكل عىل األرض من رقعة عىل املدينة بنيت فقديف يتقاطعان كبريان شارعان — قلت كما — املدينة يخرتق وكان قدم. خمسمائةخمس منها شارع كل عرض وكان متساوية. أحياء أربعة املدينة فيقسمان منتصفهالم صغرية طرق وهي تحىص، ال كثرية شوارع — ذلك غري — املدينة ويف أقدام.ة عرش ثماني إىل إصبعا عرشة اثنتي من عرضها كان فقد لضيقها، بها أمر أن أستطعالدكاكني من كثري وفيها أربع. أو طباق ثالث من مؤلفة املدينة منازل وكانت إصبعا.

للكومديا. وآخر لألوبرا ح مرس وبها املنظمة، واألسواق

اإلمرباطور قرص (3)

بناء أفخم وهو الكبريان، الشارعان يلتقي حيث املدينة، ط يتوس اإلمرباطور قرص وكانعن قدما عرشين يبعد وهو إصبعا، وعرشون ثالث ارتفاعه سور يكتنفه البالد، تلك يفأشهد حتى ور الس هذا فوق من أمر أن اإلمرباطور جاللة يل أذن وقد القرص. ذلك بناءقدما، أربعون ضلعه مربع شكل عىل الخارجي الفناء وكان نواحيه، جميع من قرصهحسن أعجبني وقد اإلمرباطور. جاللة غرف ثانيهما يف آخرين، فناءين يحتوي وهورؤيتها سبيل يف — تكبدت فقد أراها، أن عيل اليسري من يكن ولم وتنسيقها، نظامهاوال إصبعا، عرشة ثماني عىل ارتفاعه يزيد ال فيها باب أكرب ألن العناء، من كثريا —أقدام. خمس نحو الخارجي الفناء جدار ارتفاع وكان أصابع. سبع عن عرضه يزيدسمك كان فقد أحطمه، ال حتى الجدر هذه من جدار أي أعلو أن املحال من وكانولم قرصه، فخامة أرى أن يف الرغبة شديد كان اإلمرباطور أن عىل أصابع أربع ور السيف — خاللها — أعمل ظللت أيام ثالثة بعد إال سبيل، من رغبته تحقيق إىل يل يكن

40

Page 42: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الرابع الفصل

وقد املدينة، من ذراع مائة مسافة عىل وهي اإلمرباطورية، الحديقة أشجار بعض قطعثالث منهما كل ارتفاع الخشب، من كرسيني األشجار هذه من أصنع أن استطعتيتحطم. أن غري من جسمي ثقل ل يتحم حتى نع، الص متني كليهما جعلت وقد أقدام،

اإلمرباطور ة أرس (4)

ال حتى بيوتهم من الخروج شعبه بتحذير اإلمرباطور أمر صدر الرابع اليوم ويفيف سائرا زلت وما الكرسيان. ومعي املدينة إىل عدت ثم للهالك، أنفسهم يعرضواحتى طريقي يف التي والبيوت املنازل أتخطى وأنا ، اإلمرباطوري القرص إىل طريقيوأمسكت ، يني الكرس أحد إىل صعدت الخارجي فنائه إىل وصلت ا ولم القرص. بلغتبرجي بني الذي — الفضاء يف قفزت ثم القرص، سطح فوق ووضعته يدي يف بالثاني

41

Page 43: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

عرض وكان بسوء، القرص أمس أن دون األرض إىل فنزلت شديدة، قفزة — القرصأقدام. ثماني الربجني بني الذي الفضاء

صنعت أن بعد األبنية أعىل أتخطى أن — ذلك بعد — عيل اليسري من كان وقدوأقفز القرص فوق الثاني أضع ثم األول، الكريس عىل أصعد كنت فقد الكرسيني،لهذا أعددته بشص األول الكريس أجذب ثم األخرى، الجهة إىل — الهواء فوق — بخفةعىل رقدت حيث الداخيل، الفناء إىل أصل أن االخرتاع هذا عيل ل سه وهكذا الغرض،داخلها. يف ما رؤية يل ليتسنى مفتوحة، تركوها التي األوىل الطبقة نوافذ ألرى جنبيوبناتها اإلمرباطورة ورأيت مفكر، عقل إليهما وصل ترتيب وأكمل نظام أبدع رأيت وقدابتسامة يل ابتسمن وقد — الخدم حولهن ومن — رفهن غ يف وهن الصغريات، األمرياتبزيارتي. المبتهج ب املرح سالم اإلمرباطورة عيل وسلمت برؤيتي، والرسور اإلعجاب

البدائع من العظيم القرص ذلك يف رأيته ما كل لك أصف أن استطاعتي يف وليسمنذ — تاريخها ويرشح البالد هذه يصف ضخم سفر إىل يحتاج ذلك فإن والطرف،ذلك إىل وما وعاداتهم، أهلها وأخالق وحيوانها نباتها ويبني — قرون عدة قبل نشأتهاكانت أشهر، تسعة فيها أقمت وقد والمدهشات. الغرائب من البالد تلك تحويه مما

ونشاطه. ذكائه يف النادر الشعب هذا خصائص من الكثري لدرس كافية

42

Page 44: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الرابع الفصل

الداخلية املنازعات (5)

— الخارجية وزارة «سكرتري» جاءني حريتي، عىل حصويل من يوما عرش خمسة وبعديف ليكون األرض عىل أرقد أن فأردت مهم، بحديث إيل يرس أن وطلب — خادمه ومعهالحديث. هذا إبان بيدي أحمله أن آثر ولكنه حديثه، سماع عيل فيسهل أذني مستوىلك أذكر أن سيدي يا ألخجل «إنني يل: قال ثم حريتي، بنيل بتهنئتي حديثه بدأ وقدبهذا عليك أمتن أنني ذهنك إىل ب يترس فال بحريتك، ظفرك عىل العاملني من كنت أنيفلوال عليك، ألحد فضل ال أنه أعتقد أنني عىل سبيلك، يف بذلته الذي ئيل الض الجهدملا اآلمال، أكرب بك يعلقون أنهم ولوال وجهودك، قوتك إىل شديدة حاجة يف الدولة أنوعملك وإخالصك، كرمك يف الثقة كبريو ونحن الرسعة، هذه بمثل حريتك لك أطلقواالقضاء إىل — وشجاعتك قوتك بفضل — توفق أن نأمل أخطار، من إنقاذنا عىل

عليها.»أدخر ال وأنني به، يأمرونني ما كل لتلبية االستعداد أتم مستعد أنني له فأظهرت«إن فقال: مني، يريده عما سألت ثم وآمالها. رغباتها وتحقيق الدولة، خدمة يف وسعاولكنها ها. وأنرض العالم بالد أجمل من — وذكائهم أهلها لنشاط — أصبحت قد بالدناوهاتان خارجية، وأخطار داخلية، وانقسامات منازعات من — ذلك عىل — تخل لم— قمرا سبعني منذ — بالدنا يف نشأ فقد جميعا، وانزعاجنا قلقنا مصدر هما العلتاناألوىل: اللفظة ومعنى «السالمكسان»، وحزب «الرتامكسان» حزب متعارضان: حزبان

43

Page 45: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

وكالهما المنخفضة. األعقاب حزب الثانية: اللفظة ومعنى المرتفعة، األعقاب حزبالكثرة حزب هم المرتفعة األعقاب ذوي أن أرى كنت وإن — وأنا حق. عىل أنه يزعمللخالف، تالفيا إمرباطورنا، قرره ما باحرتام تقيض العامة املصلحة أن أعتقد —— أحدا يستعمل أال األمر ويل حني اإلمرباطور قرر فقد البالد: وحدة عىل ومحافظةولعلك المنخفضة، األعقاب ذوي من كان إذا إال — حكومته أعمال من عمل أي يف

انخفاضا. األعقاب أكثر هما اإلمرباطور جاللة عقبي أن الحظتيمقت فريق كل فأصبح املخاصمة، حد الحزبني رجال بني المنافسة بلغت وقد

يكلمه. أو يحييه أن لنفسه يرىض وال اآلخر،يكثروننا — المرتفعة األعقاب حزب أي — «الرتامكسان» حزب أن نعلم ونحن

أيدينا. يف الحكم سلطان ألن منهم، أقوى ولكننا عددا،— اإلمرباطوري مو الس صاحب يكون أن نخىش أننا األسف أشد يؤسفنا ومماإحدى أن الميل ذلك لنا ح ويرج املرتفعة، األعقاب حزب إىل يميلون ممن — العهد ويل

قليال. مشيته يف يعرج لذلك فهو األخرى، من ارتفاعا أكثر عقبيه

جزيرة سكان من خارجية بحرب مهددون أننا الداخيل االنقسام هذا عىل زاد وقد— إمرباطوريتنا استثنيت إذا — فهي القوة، يف إمرباطوريتنا تيل التي «بليفسكو»،

العالم. يف إمرباطورية أقوىوأنهم نرها، لم ودوال وممالك أخرى إمرباطوريات العالم يف أن نسمع كنا وقدإىل منه الخرافة إىل أقرب كالم وهو منك، أجساما وأكرب أضخم ولكنهم مثلنا، أنايس

وخطئوه. فالسفتنا ته صح يف شك وقد الحقيقة،يصدقوا ولم ذلك، يف أقوالهم وتضاربت جسمك، ضخامة تعليل يف حاروا ولقدمن إلينا نازل أو القمر، من علينا هابط أنك يعتقدون فهم العالم، هذا سكان من أنكما كل — يسري زمن يف — يأكلون — حجمك مثل يف — رجل مائة فإن النجوم، أحد

وماشية. وحب فاكهة من العظيمة اإلمرباطورية هذه يفالدنيا يف أن — قمر آالف ستة منذ — أسفارهم يف يذكروا لم مؤرخينا أن عىلوقد لنا. المجاورة «بليفسكو» وإمرباطورية «ليليبوت» إمرباطورية غري بالدا كلهاعنيفة حربا وكانت قمرا، ثالثني من أكثر اإلمرباطوريتني هاتني بني الحرب رحى دارت

طاحنة.

44

Page 46: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الرابع الفصل

البيضة مشكلة (6)

يف ينحرص وهو اإلمرباطوريتني، بني نشب جوهريا خالفا الحرب هذه سبب وكانجميعا الناس اتفق فقد الدجاج؛ بيضة كرس يف الشعب يتبعها أن يجب التي الطريقةمن — أكلها أرادوا إذا — البيضة يكرسوا أن عىل — التاريخ عصور أقدم منذ —يف حادث له وقع الحايل، إمرباطورنا الجاللة صاحب جد ولكن المستعرض، طرفهايكرس وهو أصابعه، إحدى قطعت فقد الضد، إىل د الض من النظام هذا غري طفولته

البيضة.، املستدق الطرف من البيض يكرسوا أن رعاياه جميع إىل أمره والده أصدر ة وثمعنيفة ثورات وثار وغضب، الشعب ر فتذم األمر، هذا يخالف ملن عقوبة أقىص ووضعست لذلك ثار قد الشعب أن العهد ذلك مؤرخو لنا ذكر وقد الجديد، القانون عىل

العرش. عن اإلمرباطور والد وخلع اإلمرباطور، جد بقتل انتهت ثورات،

بالدهم يفتحون وكانوا الداخلية، الفتن إثارة يف يد أكرب «بليفسكو» ألباطرة كان وقدلنا ذكر وقد خبت. إذا الفتنة نار إذكاء إىل ويحفزونهم الهاربني، الثورات تلك لزعماءالجديد، القانون لهذا يخضعوا أن عىل املوت آثروا قد الناس من كثريا أن المؤرخونخمسة من أكثر الفتن هذه يف هلك وقد . المستدق طرفها من البيضة كرس يحتم الذيمن مئات — الخطري املوضوع هذا يف — والباحثون الكتاب وألف ثائر. ألف عرشةقد بأننا يتهموننا سفراءهم «بليفسكو» أباطرة إلينا وأرسل الضخمة، واألسفار الكتبيف كبريا حدثا وأحدثنا السياسية، األصول وانتهكنا التاريخ، عرفها جريمة أكرب اقرتفناعندنا الدين رجال أن عىل املقدس. كتابه نص وخالفنا «دسرتج»، العظيم نبينا رشيعة، النبي هذا كتاب يف جاءت التي اآلية لنص طبيعيا تطبيقا إال القانون ذلك يف يرون ال

له.» مالءمة أكثر يراه الذي الطرف من البيض يكرس أن مؤمن كل «عىل وهي:الناس يرتك أن أو له، صالحا يراه ما يقرر أن واحد لكل يرتك أن عندي والرأييرون البالد هذه من نفوا الذين الباحثني كبار ولكن اإلمرباطور. إىل الحق ذلك تقريروالعطف المساعدة من كثريا بالدنا يف آراؤهم لقيت وقد «بليفسكو»، إمرباطور رأيستة اإلمرباطوريتني بني الطاحنة العنيفة الحرب تلك — ذلك بسبب — ودار والتأييد،كبرية سفينة أربعني فيها نا خرس وقد وبينهم. بيننا سجاال وكانت شهرا، وثالثني

45

Page 47: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

حني املال أشجع من ألفا ثالثني خرسنا كما الصغرية، فن الس من وكثريا أسطولنا، منيعدون أنهم علمنا وقد خسارتنا من بأقل العدو خسارة تكن ولم المدربني. والجنود

شواطئنا. لغزو هائال أسطوال اآلن

وأيقن فيك، كلها ثقته وضع قد العظيم إمرباطورنا الجاللة صاحب إن لك: قلت وقدأرسلني وقد لفكرته، تأييدك ضمن إذا — شك غري من — حليفه سيكون النرص أن

به.» وأخربه ذلك، يف رأيك ألتعرف إليكوأنني جنوده، من جندي أنني اإلمرباطور موالي إىل ترفع أن «أرجو له: فقلتإمرباطوريته وعن المقدس، شخصه عن دفاعا — نفيس وبذل أعدائه لمحاربة مستعد

ته.» نرص سبيل يف دمي يف قطرة آخر إراقة عن أحجم ولست — العظيمةمرسورا.. شاكرا وودعني بجوابي، كرتري» «الس ففرح

46

Page 48: جلفر.في.بلاد.الأقزام

اخلامس الفصل

األعداء أسطول (1)

يفصلهما وال «ليليبوت»، إمرباطورية من الرشقي الشمال يف «بليفسكو» إمرباطورية تقعمرت. وثمانمائة ألف نحو عرضها قناة إال

جهدي تحاشيت موقعها، إىل أرشدوني ا فلم قبل، من القناة هذه رأيت قد أكن ولموقد ، العدو جيش من أحد يراني أن خشية منها، أقرتب أو الناحية تلك يف أظهر أن

ا. رس هجومي خطة تنفيذ عىل عزمتأن بعد — اإلمرباطور إىل تفاصيلها رت وأرس إحكاما، الغزو خطة أحكمت وقدفابتهج — وعيونه الجيش طالئع كتبها التي ية الرس الحربية التقارير عىل اطلعتيتم حتى تحقيقها، يف النجاح إىل قني يوف أن هللا ودعا الرشيدة، بخطتي اإلمرباطور

الوشيك. النرص لهموأصبح إعداده، تم قد األعداء أسطول أن الحربية التقارير من علمت قد وكنتومتى البالد. هذه بها ليغزو سانحة فرصة أول ب يرتق وأنه والغزو، الحرب أهبة عىلبجيشها، والفتك اإلمرباطورية، لمهاجمة الكبري األسطول هذا تحرك الهواء اعتدل

وحصونها. قالعها وتدمريأقدام. ست هو القناة تلك عمق ط متوس أن — الخرباء حني المال من — علمت وقد

Page 49: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

الفوز وسائل (2)

االستيالء عىل عزمت وقد «بليفسكو»، تجاه الرشقي الشمايل الشاطئ إىل خفية فانسللتفتبينت منظاري، جيبي من وأخرجت ، تل خلف انطرحت ثم األعداء، أسطول عىليحىص ال وعدد حربية، سفينة خمسني من مؤلفا ورأيته ووضوح بجالء العدو أسطول

النقل. سفن منلهم تيرس ما بقدر المتينة الحبال من كبري عدد بصنع وأمرت أدراجي، فرجعتجعلت ثم الحبال، هذه آخر يف مثبتة الحديد من شصوص بعمل أمرت كما صنعه،لتكون معا شصوص ثالثة كل وضممت متانة، أكثر لتكون معا، الحبال من ثالثة كل

قويا. واحدا ا شصحذائي ونزعت الرشقي، الشمايل الشاطئ إىل عدت حتى ذلك، من انتهوا إن وما— أستطيعها رسعة بأشد — املاء أخوض وظللت كلها، الخارجية وثيابي وجوربيولم القاع، عىل قدمي استقرت ثم مرتا، ثالثني نحو فسبحت الغمر، إىل وصلت حتى

أسطولهم. إىل وصلت حتى ساعة نصف بي تمرمن عفريتا أن إليهم فخيل أمامهم، رأوني حني ورعبهم األعداء جزع أشد وماسفنهم من جميعا فقفزوا رؤيتي، من رعبهم واشتد بهم، ليفتك جاءهم قد الجن

. جندي ألف ثالثني عن يقلون أحسبهم وال بالفرار، والذوا كالضفادع

حامية معركة (3)

فعلت وما العدو، سفن عىل صوص الش فألقيت سدى، واحدة لحظة أضع فلم أنا أماالدقيقة السهام تلك عدد وكان — ويدي وجهي يف — كاملطر بسهام قذفوني حتىأن أخافه ما أخوف وكان االرتباك، أشد وارتبكت لوقعها، أملي فاشتد باأللوف، ر يقدقبل، من املأزق هذا مثل يف وقوعي را مقد كنت ولكنني فتفقأهما، عيني هام الس تصيبووضعتها الصغري جيبي من نظارتي أخرجت وثمة به، أفاجأ ال حتى العدة له فأعددت— سهامهم من يشء عيني إىل ينفذ ال حتى — إلصاقا بأنفي وألصقتها ، عيني عىل— واجتهاد بجد عميل أواصل زلت وما لعيني. الواقية كالدرع النظارة تلك فأصبحتاألعداء. سفن يف كلها الشصوص وضعت حتى — ناحية كل من تمطرني والسهام

48

Page 50: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الخامس الفصل

مكانها، عن شرب قيد تتزحزح فلم قوتي، بكل شددتها حتى ذلك من انتهيت إن وماإليها املشدودة الحبال كل — بمديتي — فقطعت بالعقاقيف، مثبتة سفنهم أن فعلمت

وجيز. وقت يف

«جلفر» انتصار (4)

أن دون السفن، أكرب من سفينة خمسني أجر أن عيل سهل حتى ذلك من انتهيت وماة. مشق أي ذلك يف ألقى

ولم الحرية، نفوسهم وتملكت الذهول، عليهم استوىل فقد «بليفسكو» أهل أماتعود فائدة وأي أسطولهم، حبال قطعت وملاذا أقصد، أين وإىل جئت، أين من يعرفوا

ذلك؟ من عيلثم السفن حبال أقطع وأنني أعبث، أنني — األمر أول — بأخالدهم دار وقد— طاشت قد وأحالمهم خابت، قد ظنونهم ولكن وتصطدم، لرتتطم للموج أتركهاوظلوا والجزع. اليأس عليهم فاستوىل — واحدة مرة كله األسطول أجر رأوني حني

أمرهم. من حرية يف وهم يصيحون،

مرمى من أبعد مسافة إىل وصلت أن بعد كيدهم، من بمأمن أصبحت ومااستأنفت ثم سهامهم، من ويدي وجهي أصاب ما ونزعت قليال، وقفت حتى سهامهم،عىل عودتي، يرتقبون حاشيته ورجال اإلمرباطور فرأيت «ليليبوت»، ميناء إىل سريي

الصرب. بفارغ البحر شاطئيتبينوني فلم — عنقي إىل املاء يف غائص وأنا — منهم يقرتب األسطول رأوا ثمجزعهم، فاشتد أرضهم، ليغزو جاءهم قد العدو أسطول أن وحسبوا — األمر أول —

49

Page 51: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

بكثرة عيل تغلب قد العدو أن وظنوا الهالكني، عداد يف أصبحت أنني حسبوا وقدورسورا، ا برش وجوههم وتهللت مخاوفهم، دت تبد أمامهم ظهرت فلما وعدده، عدده«ليليبوت» إمرباطور «ليحي املبني: الفوز بهذا الفرح شدة من هاتفني جميعا وصاحوا

والجربوت!» القوة ذو

اإلمرباطور مطامع (5)

أطيب عيل وأثنى — والرسور الغبطة أمارات أساريره وعىل — اإلمرباطور جاءني ثم— ومنحني الدولة»، «نصري لقب عيل وأطلق الشكر، أجزل صنيعي يل وشكر الثناء،من اإلمرباطور يمنحه الرشف، ألقاب من لقب أكرب وهو «مرداك»، لقب — ذلك إىل

صنيع. أكرب الدولة إىل أسدىبأعدائه، التنكيل إىل نفسه وطمحت المبني، النرص بهذا يكتف لم اإلمرباطور ولكنآخر، صنيعا — الصنيع هذا إىل — أضيف أن إيل فطلب انتقام، أشنع منهم واالنتقاميشء، كل الطمع وأنساه الجشع أعماه وقد األعداء. يملكها التي السفن ببقية فأجيئهقبل من به ليحلم يكن ولم عناء، أي يكبده لم الذي الفوز هذا إدراك بعد — فأصبحأهلها، ويستعبد «بليفسكو»، عىل فيستويل إذالال، أعداءه يذل أن إال يشء يف يفكر ال —الثورة بزعماء وينكل قبله، من واليا عليها ويستعمل العظيمة، بإمرباطوريته ويلحقهاأن الشعوب هذه جميع عىل يحتم ا عام قانونا ويصدر البالد، تلك إىل لجئوا الذينهذا يخالف من جزاء لب والص القتل يكون وأن ، المستدق طرفه من البيض يكرسوا

ارم. الص القانونالجامحة، وشهوته وعنفه، قسوته من دهشت حتى تلك، بأطماعه كاشفني إن وماالخاطئ، رأيه عن ألحوله وسيلة كل أسلك أن ورأيت االنتقام. يف ة الملح ورغبتهسياسة خطر له وأظهرت البغي، عواقب سوء عىل والحجج األمثلة من له فأكثرتتحقيق إال وأبى عزمه، من ذلك يثن فلم املقدرة، عند والعفو العدل ومزايا العنف،

جشعه. وإرضاء أطماعه،اإلمرباطور يتخذني وأن الظلم، عىل عونا أكون أن وإنصايف ضمريي عيل وأبى

شجاع. نبيل شعب ية حر عىل القضاء إىل وسيلة

50

Page 52: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الخامس الفصل

سياسته، يف وعارضته برأيي، كاشفته ورى الش مجلس اإلمرباطور عقد وملاولم نفسه، يف ذلك أرس ولكنه األلم، أشد لذلك وتألم رأيه، مخالفتي من فامتعضغيظه، كظم أنه عىل صنيع. من إليه أسديته ما ونيس الجريئة، املخالفة هذه يل يغفر

. الود وتكلفوسيلة — برأيي ومكاشفته اإلمرباطور معارضة يف — وأعدائي خصومي ورأى

عيل. صدره وإيغار مني، واالنتقام يل، للكيد

لح الص مفاوضات (6)

ومعه «بليفسكو»، من سيايس وفد حرض الباهر، االنتصار ذلك من أسابيع ثالثة وبعدوكان وسيلة. بكل اإلمرباطور وجاملوا مطالبهم، عن نزلوا وقد الصلح، عىل معاهدةخمسمائة يتبعهم — ورساتها «بليفسكو» أعيان من — رجال ستة من مؤلفا الوفد ذلك

ألجله. جاءوا ما خطر عىل دليل وحده هذا ويف جندي،دار ما كل — أعلمه ال خفي مصدر من — عرفوا حتى المعاهدة، أبرموا ومالزيارتي فجاءوا وجشعه، أطماعه لوقف رشيفة معارضة من اإلمرباطور وبني بينيلزيارة ودعوني وكرمي، شجاعتي عىل وأثنوا مروءتي، يل وشكروا عظيم باحتفالالعالم، أنحاء كل يف الباهرة ومزاياه مناقبه ذاعت الذي «بليفسكو» إمرباطور موالهم

بالدي. إىل أعود أن قبل جاللته بزيارة فوعدتهمبلغة منهم ترجمان يل فيرتجمها بلغتهم، إيل يتحدثون، «بليفسكو» سفراء وكانبلغته يفخر الشعبني من كل وكان كبري، اختالف اللغتني بني كان وقد «ليليبوت» أهل

األخرى. اللغة ويحتقر

51

Page 53: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

اإلمرباطور جفاء (7)

«بليفسكو» إمرباطور زيارة يف يل يأذن أن اإلمرباطور من التمست قليلة أيام وبعدالغيظ أمارات أساريره عىل بدت وقد وامتعاض، جفاء يف ذلك إىل فأجابني العظيم،

والحنق.فتملكه الباهر، الفوز بهذا — وحدي — يل مدين أنه اإلمرباطور نيس وكأنمااعتمادهم، أوراق إليه يقدموا أن ويأمرهم «بليفسكو». سفراء يف يتحكم وراح الزهو،كان فقد ليعجزهم، ذلك يكن ولم بالده. لغة بغري — خطبهم يف — إليه يتحدثوا وأالكان وقد اللغتني. هاتني تهما خاص إتقان يف فضل اإلمرباطوريتني بني التجارة لتبادلالحرب وفنون العلم من ليتزودوا «بليفسكو» إىل رساتهم أبناء يرسلون «ليليبوت» أهلكان وإن اإلمرباطور، طلب إجابة كله االتصال هذا ل سه وقد ذلك. إىل وما باحة والس

القومية. لكرامتهم مس قبوله يف

52

Page 54: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الخامس الفصل

يحرتق اإلمرباطور قرص (8)

«ليليبوت»، إمرباطور إىل جديد صنيع إلسداء أخرى فرصة يل أتيحت قالئل أيام وبعدجاء الذي الشعب جمهرة صيحات عىل — مقمرة ليلة منتصف يف — استيقظت فقدإن وما اإلمرباطور. بقرص حلت أليمة كارثة من والغوث النجدة ويطلب يسترصخني،طريقهم وا شق أن بعد — اإلمرباطور حاشية من جماعة إيل جاء حتى نومي من أفقتشبت التي النار ألخمد الخطا أرسع أن إيل وتوسلوا — ة املرتاص الجمهور صفوف بني

اإلمرباطورة. غرفة يفأحد قصيدة تقرأ كانت اإلمرباطورة وصيفات إحدى أن الحريق هذا سبب وكان— قصد دون — حركة منها فبدرت فراشها، عىل مضطجعة وهي «بليفسكو» شعراءأيقظ مزعجا رصاخا الوصيفة فرصخت النار، واشتعلت األرض عىل المصباح فانقلبفذهبت النار، ليطفئوا الشعب وجمهرة اإلمرباطور جنود وأرسع القرص، يف من كل

سدى. كلها جهودهم

مرسعا، — فوري من — قمت حتى الحريق، هذا نبأ الحاشية من سمعت إن وما— الحظ لحسن — الليلة هذه يف مؤتلقا البدر وكان ، اإلمرباطوري القرص إىل فوصلتحتى القرص إىل وصلت وما أحدا. قدماي تطأ ولم جلية، واضحة طريقي فأبرصتحظهم لسوء — كان املاء ولكن جدرانه، عىل سالملهم رفعوا قد املطافئ رجال رأيت

القرص. من بعيدة مسافة عىل —برسعة، ويعظم يشتد الحريق ورأيت تقريبا، أنملتي حجم مثل يف دالءهم ورأيتمن أيئس فلم قصري، وقت بعد الفخم البديع القرص هذا ستلتهم النار أن وعلمتطستا وحملت مسكني، إىل فأرسعت سديدة، فكرة يل وعنت المستعرة؛ النار إخماداملاء من فيه ما فألقيت — الحظ لحسن — باملاء مملوءا وكان فيه، أستحم كنت كبريا

الحال. يف النار فخمدت المستعر، اللهب ذلك عىل

مني؟ يستنكره أو العمل هذا عن اإلمرباطور يرىض هل — حينئذ — أعرف أكن ولمالقرص من نو الد عىل يجرؤ من كل أن عىل ينص اإلمرباطورية قانون أن أعلم كنت فقد

القتل. فجزاؤه قذرا، شيئا عليه يلقي أو — إذن غري من — اإلمرباطوري

53

Page 55: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

أستوجب وأنني قذرا، ماء اإلمرباطوري القرص عىل ألقيت أنني ألجهل كنت وماولم اضطرارا، العمل هذا إىل اضطررت ولكنني القتل، أو لب الص عقوبة — لذلك —اإلمرباطور: قرص ألنقذ — عامدا — القانون أخرق أن آثرت فقد عنه. مندوحة يل يكن

بعض! من أهون الرش وبعض

الذي المقصد ونبل الجرم فداحة بني حائر وأنا — العفو أو العقاب ع ألتوق وإنييرسل أن القضاة قايض أمر قد اإلمرباطور جاللة أن علمت إذ — اقرتافه إىل دفعني

ن. حس قصد يدفعني ارتكبته، الذي الجرم ذلك عن العفو بكتاب إيل

54

Page 56: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

اإلمرباطورية سكان (1)

ومعتقداتهم. وآرائهم السكان هؤالء صفات تعرف إىل نفسه تاقت قد القارئ أن شك والما أهم بذكر — الفصل هذا يف — أجتزئ فإني بعينه. سفر إىل يحتاج ذلك كان وملا

اإلمرباطورية. هذه سكان شأن من يعرفه أن القارئ يحب

نباتاتهم كانت وقد أصابع، ست عىل يزيد يكاد فال قاماتهم، ارتفاع ط متوس أماارتفاع يزيد يكن فلم حجومهم، وصغر أجسامهم، ضآلة مناسبة وحيوانهم وأشجارهمإصبعا الخرفان ارتفاع متوسط وكان خمس، أو أصابع أربع عىل والعجول الجيادكان فقد البالد هذه حرشات أما حرور. الش يشبه يكاد إوزهم وكان إصبع، ونصفبسهولة تتبينها كانت األقزام هؤالء أبصار أن عىل لدقتها. أراها أن عيل المحال منال التي األشياء أدق رؤية من يمكنهم حديدا ا برص — سبحانه — هللا وهبهم فقد تامة،حجمها يزيد ال ة قرب ريش ينتف طاهيا — مرة ذات — رأيت وقد بالمجهر. إال نراها

Page 57: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

اإلبرة) (ثقب الخياط سم يف خيطا تدخل فتاة رأيت أنني وأذكر الذبابة، حجم عىلاإلبرة. سم بله لدقتهما، اإلبرة وال الخيط أرى أن أستطع فلم

عاداتهم بعض (2)

فهم الغرابة، يف غاية الكتابة يف طريقتهم ولكن سهولة، يف ويقرءون يكتبون وكانواإىل اليمني من وال وأمريكا، أوروبا أهل يكتب كما اليمني إىل اليسار من يكتبون الأسفل من وال ينيون، الص يكتب كما أسفل إىل أعىل من وال العرب، يكتب كما اليسارأساليب يخالف مسلكا كتابتهم يف يسلكون ولكنهم األمم، بعض يكتب كما أعىل إىلاألخرى. الزاوية إىل الورق زوايا إحدى من منحنية سطورا يكتبون فهم جميعا، الناسرءوس يضعون فإنهم ا، حق عجيب أسلوب فهو موتاهم، دفن يف أسلوبهم أماالبعث يوم أن يعتقدون ألنهم أعىل، إىل وأرجلهم أسفل، إىل — قبورهم يف — موتاهماألرض ويقلب القبور، يف من هللا يبعث وحينئذ قمر، ألف عرش أحد بعد سيجيءأن رأوا كروية، ليست منبسطة األرض أن يظنون كانوا وملا عاليها. سافلها فيجعل— األرض وانقلبت والنشور البعث يوم جاء إذا حتى الطريقة، بهذه موتاهم يدفنوا

أقدامهم. عىل واقفني موتاهم بعث سافلها، عاليها فأصبح — حينئذالتي الدينية العقائد من ويرونها وثيقا، إيمانا الخرافة بهذه يؤمنون ة العام وكانهذه بفساد يقنعهم أن يحاول من كل رون ويكف بها؛ يدين أن مؤمن كل عىل يجب

منها. براء دينهم أن لهم يظهر أو العقيدة،يجرءون ال ولكنهم وخطأه، الرأي هذا فساد يعلمون تهم وخاص علماؤهم وكان

عليهم. يثور وال الشعب، يؤذيهم ال حتى هذه، آرائهم إذاعة عىل

الخائن عقاب (3)

املخالفة. كل وقوانيننا لعاداتنا مخالف عنا، غريب وعاداتهم البالد هذه قوانني وأكثرنص فقد امني، والنم الوشاة معاقبة يف رصامتهم قوانينهم من رأيته ما أعجب ومنوهو العقوبة: أقىص جزاؤها يكون الدولة، ضد تقرتف جريمة كل أن عىل القانونتهمته، من نفسه يربئ أن املتهم استطاع فإذا — رحمة وال ذلك يف هوادة ال — القتلفإذا أمالكه. جميع الربيء وإعطاء التهمة، هذه به ألصق من بقتل املحكمة قضت

56

Page 58: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

وقتل الربيء، بتربئة اإلمرباطور يكتف لم براءته. ظهرت ثم بإنسان فقري صعلوك وىشمن لحقه ما عليه يعوض الخاصة أمالكه من شيئا الربيء يمنح بل الميسء، الوايشأشد — عندهم — فهي الغش جريمة أما التهمة. رضر من أصابه وما السجن، عنت— بسواء سواء — الدولة خيانة كعقاب صارم وعقابها الرسقة، جريمة من فظاعة

القتل. جزاؤه فكالهماإنسان كل عىل اليسري من أن رأوا ألنهم الغاش المدلس عىل النكري شددوا وإنمااللصوص، أيدي إليها تمتد أن عن وأمالكه أمواله يصون أن — حازما يقظا كان إذا —وقوانني القلب. الطاهر تخدع مكره وأساليب حيلته فإن املدلس، يف الشأن كذلك والوهم صارمة، وسيلة بكل ة الذم فساد وتحارب واألمانة، النزاهة عىل ع تشج البالد هذهومعاقبة القصاص يف تتهاون التي األمم من عداهم من كل من نظرا أبعد ذلك يف

املجرمني.املحسن مكافأة إىل ذلك يتخطون بل الميسء، معاقبة عىل يقترصون ال أنهم عىللبالده، أخلص أنه إنسان أثبت فإذا — بتقليده لغريه وإغراء إحسانه، عىل تشجيعا —عىل — االمتياز من شيئا الحكومة منحته قمرا، وسبعني ثالثة قانونها يخالف ولموهو ،« عي الرش «الرجل بلقب ولقبته باملال، وكافأته — وأصله ودرجته مكانته حسبإىل ينتقل وال حياته، يف يمنحه من عىل وقف وهو عندهم، الرفيعة الرشف ألقاب من

موته. بعد أبنائهمعاقبة إىل أضاف إذا إال يكمل ال القانون أن العتقادهم ذلك يفعلون إنما وهميجدر قانونها، مخالفة عىل يجرؤ من كل الحكومة تعاقب فكما املحسن، إثابة امليسءوهم وإخالص. بدقة القانون باتباع نفسه يأخذ من كل تثيب أن — ذلك إىل — بهاوواحدة خلف، من واثنتان أمام، من اثنتان : أعني ست ذي تمثال يف العدالة يتمثلونالشديد الحرص تمثيل بذلك يعنون — األيرس الجانب من وأخرى األيمن، الجانب مناملكافأة إىل رمزا مغمد، سيف يساره ويف ذهبا، مملوء كيس التمثال ذلك يمني ويف —— وهم والعفو. الحسنى إيثار إىل رمزا غمده من السيف يسلوا لم وإنما والقصاص،الفاضلة واألخالق واالستقامة األمانة ذوي يؤثرون — الحكومة موظفي اختاروا إذا

والعبقريات. املواهب ذوي عىلقد هللا أن اعتقدوا البرشي للجنس ا جد رضورية الحكومة أن يعتقدون كانوا وملاالعويصة األمور من يجعلها أن يشأ ولم تيسريا، ها ويرس العامة شئونها إدارة هل س

57

Page 59: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

هينة جعلها بل الفذة، والعبقريات النادرة املواهب ذوو إال يتقنها ال التي الغامضةوالعدل، واالستقامة النزاهة عىل يحرص فاضل إنسان كل يها يؤد أن يستطيع ميسورةبما والقيام الوطن، وحب واليقظة ربة الد من قليال — املزايا هذه إىل — ويجمعهو وحده الفاضل الخلق بأن صادقا إيمانا يؤمنون وهم وواجبات. فروض من عليهالخارق والذكاء النادرة العقلية املواهب من بلغ ما بالغا — إنسانا وأن النجاح، رسأشد لريونه إنهم بل الضمري، ويقظة الخلق حسن فقد إذا بالده ينفع لن — واأللمعيةوزيرا وألن واإلساءة، اإلرضار عىل أقدر ألنه املواهب، هذه حرم ممن بالده عىل خطراألمعيا كان إذا — ولكنه األثر، بليغ رضره يكون لن — لجهله — خطأ يف يقع جاهالفيصبح ومهارة، حذق من أوتي بما وإجرامه، وخيانته تدليسه يسرت أن استطاع —

العقاب. من بمأمنأنه العتقادهم فيه، أطفالهم هون ويفق الحرص أشد ين الد عىل يحرصون وهماألعمال من عمل أي يسندون وال النبيلة، األخالق اع وجم الفضائل ومصدر الخري أصل

هللا. يخىش وال دينه عىل يحرص ال رجل ألي العامةأن يرى فإنه إليه، اإللهية القدرة رسول أنه إمرباطوره يف يرى الشعب كان ا ولمدين ال ن مم أحدا الحكومة أعمال يف يستخدم أال اإللهي الرسول ذلك عىل الحتم منعليها. اؤتمن التي الوديعة عىل أمني غري عهده، يف حانثا اإلمرباطور كان وإال لهم،

القانون مخالفة (4)

الحظ لسوء — أنهم عىل الدقيق، قانونهم عليها بني التي الفاضلة األسس هي هذهمن كثريا فيه أدخلوا بل أسالفهم، نجاح رس كان الذي القانون هذا روح يتبعوا لم —المناصب أصبحت حتى — الطائشة ونزعاتهم ألهوائهم مجاراة — والتعديل التحويرقوانينهم نصوص ونسوا أسلفنا، كما الحبال عىل والقفز بالرقص إال تنال ال العالية

والتدهور. باالنحطاط لهم نذيرا ذلك فكان األوىل،والد هو البالد، تلك قانون عىل المشئوم التغيري هذا أدخل من أول كان وقد

الحايل. اإلمرباطور

58

Page 60: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

الرتبية أساليب (5)

إىل أساء من «إن ويقول: تغتفر، ال كبرية جريمة الجميل إنكار يف الشعب هذا ويرىيف ويسلك ، األنايس عداد من يسقط أن أجدره وما االحرتام، يستحق ال إليه أحسن من

البهائم.» عدادوحسبهم أبنائهم، تربية أعباء يحملوا أال جديرون الوالدين أن األقزام هؤالء ويرىعامة دينية مدارس حكومتهم أنشأت ولذلك بالدهم. تنفع جديدة ية ذر نسلوا قد أنهمما — هات واألم اآلباء عىل اإلمرباطورية هذه قانون حتم وقد البلدان، من بلد كل يفثقافتهم ليتلقوا املدارس، تلك إىل وبناتهم أبناءهم يرسلوا أن — والفالحني العمال عدامواهبهم، تالئم التي املدارس إىل ينقلون ة وثم — قمرا عرشين أسنانهم بلغت متى —التدريس فنون أتقنوا قد مدربون أساتيذ وفيها والبنات، للبنني شتى مدارس وهيأن أعينهم نصب جعلوا وقد وتثقيفهم، النشء خدمة عىل حياتهم ووقفوا والتهذيب،والرحمة، والتواضع والشجاعة العدل وخالل والرشف، الخري مقاصد نفوسهم يف يبثوا

والدين. الوطن حب — طفولتهم منذ — قلوبهم يف ويغرسواإذا حتى ثيابهم، ويلبسونهم األطفال، هؤالء بشئون يعنون رجال مدرسة كل ويفمهما بأنفسهم ثيابهم يرتدوا أن عليهم الحتم من أصبح أعوام، أربعة أسنانهم بلغت

آبائهم. مناصب سمت

59

Page 61: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

أسمارهم يف هدهم يتع معلم ة بحرض إال ويلهوا يسمروا أن األطفال لهؤالء يباح والالسن. هذه يف األخالق فساد ويقيهم الطائشة، النزوات عليهم يأمن حتى ولهوهم،

لهم وليس — عام كل يف مرتني — وبناتهم أبناءهم يزوروا أن هات واألم ولآلباءية حر يف أوالدهم مع يتكلموا أن ولهم واحدة. ساعة من أكثر زيارتهم يف يلبثوا أنيسمعه ال بيشء إليهم وا يرس أو حلوى أو لعبا يعطوهم أو يدللوهم أن لهم وليس ة، تام

النظام. عىل ف المرش املعلمالبنون، أ ينش كما أن ينش الراقية األرس بنات فيها تجد فإنك البنات، مدارس أماإحدى حرضة يف ثيابهن يلبسنهن أمينات خادمات بشئونهن العناية عىل ويقف

60

Page 62: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

ثيابهن يرتدين أن عليهن وجب سنيهن من الخامسة أدركن إذا حتى املدرسات،بأنفسهن.

األطفال أحد عىل ت قص أنها — الخادمات أو — المرضعات إحدى عىل ثبت ومتىبها أنزلوا اآلثار، أسوأ األطفال نفوس يف ترتك التي الخرافات تلك من مخيفة ة قصعاما سجنت جلدها، تم فإذا جلدات. ثالث مدينة كل يف بجلدها وأمروا العقاب، أشد

سحيق. ناء بلد إىل نفيت سجنها مدة قضت فإذا بأكمله،مع تنشئة، أحسن وتنشئتهم والبنات، البنني بثقافة الحكومة تعنى وهكذا

األدب. وحسن النظافة تعويدهمالعلوم مبادئ تتجاوز تكاد ال ميسورة، هينة فهي يتلقونها التي الدروس أماتكون أن جديرة الزوجة أن املعروفة: وأمثالهم حكمهم ومن والدين. اللغة وأدبويرى عقلها. يشيخ ال حتى دائما والعلم بالثقافة عقلها د تتعه وأن معني، خري لزوجهاومصدر الوطن نجاح أس هي األطفال برتبية العناية أن — اليقني رأي — الشعب هذاإن ويقولون: الكامل. الرجل — قليل بعد — سيكون الكامل الطفل فإن البالد، خريه نتوال وأن الحب نبذر أن الميسور من أن كما فاضلة، أرسة س نؤس أن الميسور منوقسوة تاء الش غائلة عنه وندفع نرعاه أن منا يتطلب النبات بعض أن وكما بالعناية.أن وكما الثمار، أطيب منه نجني حتى المؤذية الحرشات وفتك يفية الص العواصفكذلك الثمر، أطيب تؤتي يجعلها دا تعه حديقته د تعه عىل قادر الذكي املاهر البستانيوأن — النبات البستاني يتعهد كما — الطفل يتعهد أن عىل قادر الصالح األستاذوأشهاه. الجنى أطيب إياه ده تعه يثمر وأن العادات، وأكرم األخالق أنبل فيه يغرس

التعليم يف أسلوبهم (6)

متزن العقل صحيح املعلم يكون أن ويؤثرون املعلمني، بتخري كلها العناية يعنون وهمأن — ذلك إىل — ون يتوخ وهم عظيم. ونبوغ سامية مواهب ذا يكون أن عىل التفكري،

والعلم. االطالع قليل كان ولو الخلق، كريم املعلم يكونوإجمالها تفصيلها يف — ترمي واضحة، مناهج فهي عندهم، الرتبية مناهج أمايبتهجون وكيف صحيحا، فهما العملية الحياة يفهمون كيف األطفال: تعليم إىل —بمناقشات تالميذهم يزعجوا أن المدرسني عىل يحرمون وهم الفاتنة. الطبيعة بروائع

61

Page 63: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

صلة ال العلوم من وأشتات املعارف من بأخالط أذهانهم يرهقوا وأن فارغة، عقيمةالعلم ألوان من — يعرف أال يجب اإلنساني الذهن أن يعتقدون وهم بالحياة. لهاعلوم كانت لذلك النجاح. إىل السبيل له وينري الحياة يف ينفعه الذي الرضوري إال —تالميذهم أذهان يكدون ال فهم اتصال، أوثق الخارجية بالحياة متصلة املدارس تلكف والرص بالنحو يرهقونهم وال باملوت، عليها وقىض الزمن، أبالها قديمة لغة تعلم يفحداثتهم منذ — ويعلمونهم العملية، واألمثلة بالتطبيق يعنون ولكنهم ذلك. إىل وما— ويتخذون إليهم، لتحبيبها الفرص من فرصة كل وينتهزون والفلسفة، الحكمة —جذابة. فلسفية بطريقة الطبيعة أرسار لرشح مناسبات — والتسلية اللهو أوقات منالحياة تطلبه ما بكل مزودا — الدرس زمن من االنتهاء بعد — الطالب يخرج ة وثم

والكفاح. النضال أسلحة كل ومعه وخربة، وجلد قوة منالحياة، بأرسار جاهل وهو املدرسة من الطالب يخرج أن المخزي من أن وعندهميقرتب أن بعد يعيش كيف يتعلم أن يحاول وأن الفرصة، ضياع بعد درسها يبدأ وأن

الحياة. هذه يف طفال يزال ال وهو الرجولة سن إىل يصل وأن أجله. نهاية من

الحقيقة حب (7)

التائب يثيبون كما مكافأة، أجزل ويمنحونه بخطئه، يعرتف من كل عون يشج وهمأن العتقادهم ويكرمونه، عنه ويعفون نفسه، تلقاء من وعيوبه نقائصه عىل يدل الذي

والتشجيع. بالتقدير جديرة عظيمة فضيلة الصواب إىل الخطأ عن الرجوعووفاء حب إخالص إلمرباطورهم يخلصوا أن الشعب جمهرة يف ينشدون وهم

ورياء. وتملق خوف إخالص ال ووالء،

والفلسفة التاريخ دراسة (8)

التاريخ مدرسو يعني وقلما مدارسنا، يف نألفه ما غري عىل فهي التاريخ دراسة أماما للنشء ر يصو دقيقا تحليال أبطالها وتحليل التاريخية الحوادث برشح أنفسهم

الخطأ. من فيه وقعوا وما األعمال، جالئل من به قاموا

62

Page 64: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

أو اليوم وذكر الحوادث، أهم فيها وقعت التي السنني لتواريخ يأبهون وقلماأي فيه يرون وال يعنيهم ال كله ذلك من شيئا فإن فيه، حدثت الذي املكان أو الشهر

خطر.الناس وميل اإلنسانية، النفس أرسار يتعرفوا أن هو التاريخ من يعنيهم ما وكلوإذكاء وجورا، بغيا غريهم، عىل واالعتداء اإلنصاف، عن والبعد والقسوة، الظلم إىليحاسبوا أن دون األسباب، ألتفه — العصور من عرص كل يف — الحروب نريانالتي يئة الس أعمالهم نتائج إىل وينظروا وآثام، جرائم من يقرتفون ما عىل ضمائرهم

والخراب. والتدمري بالقتل تنتهييقبل أن يريدون ألنهم إنسان، كل إىل العلم يحببوا أن األقزام هؤالء يعني وليسوالعلوم الفنون من واستعداده ومواهبه طبعه يالئم ما عىل الشعب أفراد من فرد كلرضرا ذلك يف ويرون واالطالع، الدرس يف يتغاىل ممن يسخرون ما وكثريا والحرف.الجسم أن وكما بسواء. سواء كالجسم — يعتقدون فيما — العقل فإن عليه. بليغايؤذيه — كذلك — العقل فإن يهضمه، أن عليه يسهل فال الغذاء يف اإلفراط يؤذيه

به. أودت وربما ه، وترض تمرضه التي بالتخمة فيصاب العلمي، غذائه يف اإلفراطالعلمية بالمصنفات حافلة كبرية مكتبة — نفسه — اإلمرباطور عند وليسالخاصة أحد عني فإذا بيته؛ يف جامعة مكتبة بإنشاء يعنى أحدا تجد وقلما والفنية،أسفارا يحمل بالحمار وشبهوه المعتوهني، عداد يف وسلكوه منه سخروا الكتب بجمع

الكتب. من

تقوم ال عملية فلسفة ألنها هولة، والس اليرس يف غاية فهي األقزام هؤالء فلسفة أماالتي العميقة، الغامضة والبحوث بة، املتشع الملتوية واملناقشات اللفظية املجادالت عىلوتؤثر معقولة قواعد عىل تقوم واضحة فلسفة ولكنها طائل، غري عىل الذهن ترهقالرجل هو العظيم الرجل وأن املال، من أثمن الرشف أن وتعلمهم األمور، يف ط التوسأن جدير ذلك يفعل من وأن أهوائه، جماح يكبح أن — إرادته بقوة — يستطيع الذيميادين يف عليهم وينترص األعداء يغلب الذي الفاتح البطل مكانة عىل مكانته تسمو

القتال.وهم والرفاهية. السعادة وينبوع والفوز، النجاح أس هي الفضيلة أن وعندهمكل وله األعمال، من طبيعته مع ويتفق يالئمه ما بنفسه يتخري أن لإلنسان يرتكون

63

Page 65: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

— الزارع ابن ترى وثمة فنه. أو أبيه بصناعة نفسه يقيد أن غري من ذلك يف الحريةتاجرا، أصبح قد الوزير وابن الوزراء، صفوف إىل ومزاياه الته مؤه رفعته قد — مثال

تاجرا. يكون أن إال يصلح ال ألنهما بحسب أي معلوم، بقدر إال والرياضة الطبيعة إىل ميل عوب الش لهذه وليسالعالم أجزاء هم بتف أنفسهم يعنون وقلما املفيدة، وفنونهم حياتهم يف إليه يحتاجونأما دراستها. دون الرائعة بمشاهدها يتمتعوا أن فحسبهم العميقة، الطبيعة وأرسار

تحتها. طائل ال وأوهام وخياالت عبث عندهم فهي والعقلية النظرية العلوم

وقواعد آراء (9)

ذلك يف سواء — والوضوح الجمال بني يجمع أن يجب األدبي األسلوب أن وعندهممن ويرون اللغة، يف واإلغراب التكلف يمقتون وهم — النثر وأسلوب النظم أسلوببأنه ليتظاهر مألوفة، غري بألفاظ اإلنسان ق يتشد أن الممقوتة واألنانية الذوق فساد

معارصيه. بقية عن اللغة بغريب متفردمن بيان وأوضح لفظ بأيرس األغراض لتؤدي إال تخلق لم اللغة أن وعندهماألسلوب إىل ولجأ الجوهرية، األصول هذه الكاتب أغفل فإذا لبس. وال تصنع غريايف، الص السهل األسلوب عن ونبا الغريبة، والكنايات الغامضة، واالستعارات د المعقفيه جمال ال ع مرق ثوب كأنه — نظرهم يف — بيانه وكان الناس، سخرية موضع كان

روعة. وال

وتقويته الجسم، بإصالح عنايتهم — النفس بتهذيب عنايتهم إىل — يجمعون وهمال — اآلخر دون — بأحدهما العناية أن يعتقدون ألنهم الوسائل، من وسيلة بكلالكاملة الرجولة مرتبة إىل يصل أن إلنسان يتسنى وال الكامل. الرجل وجود لهم تكفلمركبة إىل ا شد قد بجوادين والروح الجسم يشبهون وهم بأحدهما. العناية أهمل إذاسريهما أثناء يف — متساوية خطواتهما تكون أن من ا بد يرون ال ة وثم معا. ليجراها

التوازن. يختل ال حتى —

64

Page 66: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السادس الفصل

العناية وأهملت بالثقافة، الطفل عقل د تعه عىل عنايتك ت قرص إذا أنك وعندهمإذا أنك عىل . هي الش الثمر هذا بإتالف كفيالن الصحة واختالل الضعف فإن بجسمه،يمآلن والجهل الحماقة فإن بتثقيفه، العناية وأهملت جسمه د تعه عىل عنايتك ت قرص

والفروض. الواجبات من عليه يفرضه ما لوطنه يؤدي أن يستطيع فال عقله،

فحسبهم أبدانهم، يف يؤذيهم عقابا تالميذهم يعاقبوا أن املدرسني عىل يحظرون وهمعقابهم من ا بد يجدوا لم إذا — نفوسهم إليها تطمح التي املزايا بعض يحرموهم أنالعقاب لذلك فيكون ثالثة، أو درسني حضور بحرمانه الطالب يعاقبون ما وكثريا —

نفسه. يف األثر أبلغ

د يتعه لم إذا للتعليم أهال يرونه ال بأنهم الطالب أمام المعلمون تظاهر وربماخطأ. من فيه وقع فيما الوقوع عن ويقلع باإلصالح نفسه

هذا أمثال أن يرون ألنهم إيالمه، أو الطالب ب رض عن االبتعاد كل يبتعدون وهمحياته. مستأنف يف منهما يشفى فال — نشأته منذ — والجبن الخوف يعوده العقاب

65

Page 67: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 68: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

الوشاة دسائس (1)

رغبة أعدائي دبرها التي املجرمة ية الرس الدسيسة عىل القارئ أطلع أن بي يحسن— األعداء أراد فقد «ليليبوت». إمرباطورية أغادر أن قبل مني. واالنتقام يل الكيد يفهذه فكانت آمالهم، يخيب أن إال هللا أبى حياتي، عىل يقضوا أن — الدسيسة بهذهمن وهربا بي، التنكيل من فرارا البالد، هذه من خروجي تعجيل يف سببا الدسيسة

اسني. والدس الوشاة انتقامرجال مناصب تقتضيه وما القرص، واجبات لتعلم أخلق لم إنني أقول: الحقهؤالء مجاراة من يمكنني ما واللباقة المهارة من لدي وليس مراسم، من الحاشيةورأى اإلمرباطور، إغضاب يف سببا احتياطي وقلة كالمي رصاحة كانت فقد الناس،للسفر بت تأه إن وما عنده. يل للكيد سانحة فرصة — قلت كما — ذلك يف أعدائيكان — القرص رجال كبار من — عظيم جاءني حتى «بليفسكو» إمرباطور لزيارة— صنيعا إليه أسديت قد وكنت اإلخالص، أشد يل ويخلص والنصح الود يمحضني— ليلة ذات جالس وأنا — خفية الصديق هذا جاءني يل. ينسه فلم — يوم ذاتأمر حتى بيتي يف استقر وما المفاجئة. الزورة هذه من فعجبت موعد، غري عىلخدمي فرصفت شأن، ذي ي رس بحديث إيل سيفيض بأنه يل وأشار باالنرصاف، أتباعهفبدأ إنصاتا، حديثه إىل أنصت ثم منضدتي، فوق صاحبي ووضعت الباب، وأغلقتوالكآبة، الحزن أمارات — وجهه عىل — لمحت حتى تحيته، أتم وما بالتحية، كالمهيا — إيل تصغي أن «أرجو يل: فقال وأمله، حزنه رس عن — متعجبا — فسألته

Page 69: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

عجبي، فاشتد خطر!» يف فك ورش حياتك إن إذ جلل، األمر فإن — العزيز صديقيعدة — قصري زمن منذ — عقدوا «لقد كئيبا: متأثرا يل فقال بذلك، يعنيه عما وسألتهمفزعا. قرارا بك املؤتمرون وأصدر الدنيئة، مؤامراتهم فيها نجحت وقد ية، رس لجان— بك لالئتمار فرصة كل وينتهز ويحسدك يبغضك الحرب وزير أن تجهل أظنك ومازاد قد الوزير هذا حقد أن عىل سببا. العداء لهذا أعلم ولست — البالد هذه حللت منذرأى إن فما — بأسطولهم وظفرك «بليفسكو» أهل عىل الباهر انتصارك بعد — عليككان الذي النجاح هذا عليك ونفس شديدا، اضطغانا عليك اضطغن حتى الفوز هذااألمناء، وكبري الجيش، وقائد املال، ووزير هو — اتفق وقد لنفسه. أصابه لو يتمنىإليك فعزوا وإهالكك، منك لالنتقام جارمة خبيثة مؤامرة تدبري عىل — القضاة وقايضأسأت قد أنك — زعموا فيما — وزعموا منها، واحدة ف تقرت لم التي التهم من كثريا

إهالكك.» يربر ما — وحدها — التهمة هذه ويف اإلمرباطور، إىل

أن فأردت كبريا، مبلغا وحزني تأثري بلغ حتى الكالم هذا منه سمعت إن ومايقول؛ ما إىل أصغي وأن أقاطعه، أال — راجيا — إيل فطلب زعموه، مما نفيس أبرئأسلفته ما لك أنس لم أنني — العزيز الصديق أيها — «ثق فقال: الكالم، عن فسكتوتفاصيلها، المؤامرة هذه دقائق تعرف يف جهدي قصارى بذلت وقد صنيع، من إيلعرضت وقد خصومك، كتبه الذي التقرير صورة عىل بالحصول أخريا سعيي وانتهى

القتل.» إال عقاب من يل كان ملا رسي انكشف فلو إنقاذك، سبيل يف للهالك نفيس

68

Page 70: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

االتهام قرار (2)

ه: نص القارئ وإىل حائرا، مدهوشا فقرأته االتهام، قرار ناولني ثمكان أيا — شخص كل أن عىل — العقوبات باب يف — اإلمرباطورية قانون «نص أوال:ويكون لإلمرباطور مسيئا يعترب إذن غري من اإلمرباطوري القرص يدخل — جنسهأيضا العقوبات باب يف — ينص كما القتل. وهو العقوبات، بأقىص للمعاقبة معرضاالقتل. يستحق اإلمرباطوري القرص عىل القاذورات من شيئا ألقى من كل أن عىل —إطفاء يريد أنه زاعما الشنيعتني، الجريمتني هاتني العمالقة» «عمالق ارتكب وقد— اإلمرباطوري القرص فناء فاقتحم العزيزة، اإلمرباطورة حجرة يف شبت التي النارجريمة وكل القرص. به دنس قذرا ماء النار عىل وألقى — اإلمرباطور من إذن دون

يرتكبها. ملن عادال جزاء بالقتل العقاب تستوجب الجريمتني هاتني منهذه إىل وأحرضه «بليفسكو» أسطول عىل العمالقة» «عمالق تغلب أن بعد ثانيا:األعداء، سفن ببقية يأتيه أن اإلمرباطورية الجاللة صاحب حرضة أمره البالد،وليتمكن «ليليبوت»، إلمرباطورية تابعة مستعمرة «بليفسكو» إمرباطورية لتصبحالبالد، تلك إىل هربوا الذين والثائرين الفتنة زعماء معاقبة من اإلمرباطور جاللةيلب لم العمالقة» «عمالق ولكن والعصيان، الثورة عىل تحريضهم جزاء بهم وينكلهو واه بسبب معتذرا ومخالفته، عصيانه عىل اإلرصار إال وأبى اإلمرباطور، أمر

بريئة. حرة أمة وإذالل نبيل، شعب خنق عىل اإلقدام من اشمئزازه

طالبني «ليليبوت» قرص إىل — قليلة أيام منذ — «بليفسكو» سفراء يأتي يكد لم ثالثا:ما كل باذال جاللته، إىل العمالقة» «عمالق تقدم حتى اإلمرباطور، جاللة مع الصلح— اليقني علم — يعلم وهو اإلمرباطور، أعداء يف عا متشف العقاب، لتخفيف وسعه يفلهذه وليس ظاملة، حربا علينا وشنت العداء، ناصبتنا طاملا ة أم يمثل الوفد هذا أن

لها. والكيد الدولة خيانة هو واحد، معنى إال المجرمة فاعة الش

إمرباطورنا خان أن بعد — «بليفسكو» إىل يسافر أن العمالقة» «عمالق اعتزم رابعا:وهو — الرعية من فرد كل عىل المحتوم واألمانة اإلخالص واجب له يؤد ولمجاللة من رسمي إذن عىل يحصل أن غري من األعداء، بالد إىل السفر أهبة عىل

69

Page 71: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

وميله وخيانته، جرأته عىل دليل أكرب هذا ويف شفوية، بإجازة مكتفيا اإلمرباطور،اللدود.» عدونا «بليفسكو» إمرباطور مساعدة إىل

التقرير مناقشة (3)

أنقلها أن أشأ لم أخرى أدلة يحتوي التقرير هذا «إن العزيز الصديق ذلك يل قال ثمقد اإلمرباطور جاللة أن أكتمك ولست خطرا، وأعظمها ها أهم بنقل اكتفيت فقد إليك،العدل أن — املجلس أمام — وقرر والعطف، لالعتدال ميله وأظهر التقرير هذا ناقشأعمال — من الدولة إىل أسلفته وما نيتك، حسن وأن عنك، يعفو بأن عليه يقيضشنيعة. تهم من بك ألصقوه عما العفو يف لك ويشفع مؤاخذتك، من يقلل — جليلة

70

Page 72: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

منك، االقتصاص إىل يميلون كانوا الجيش وقائد املال ووزير الحرب وزير ولكنومعه القائد يقف وأن ليال، مسكنك يف النار يوقدوا أن اقرتحوا وقد قتلة. أشنع وقتلكعىل — املسمومة سهامهم إلطالق زين متحف قسيهم، معتمدين فارس ألف عرشون

الحريق. من الفرار حاولت إذا — ويديك وجهكعصريا ثيابك يف يلقوا بأن خدمك بعض إىل رسي أمر يصدر أن غريهم ورأىالقائد وافق وقد ذريعا. فتكا بجسمك ويفتك تمزيقا، يمزقه حتى جلدك يمس ال ا سامجاللته رأي إىل وانضم حياتك، إنقاذ عىل أرص اإلمرباطور جاللة ولكن الرأي، هذا عىل— رأيه عن سئل حني — «السكرتري» الحكومة أرسار أمني وافق وقد األمناء. كبري— ومحبيك خلصائك من أنه تعرف وأنت — عنك عفوه اإلمرباطور يصدر أن عىل

71

Page 73: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

وحسن إخالصك ولكن ا، حق خطرية بك ألصقوها التي التهم أن عىل معهم اتفق وقدأقىص إىل العقوبة يخففوا أن طلب وقد جرم. من اقرتفته فيما بالشفاعة جديران نيتك

التخفيف. حدودال معروفان العمالقة لعمالق وإخاليص صداقتي «إن :— قال فيما — لهم وقاليحسب فقد أمري، يف والريبة للظنة مستوجبا ذلك كان وربما إخفائهما، إىل سبيلإرضاء ذلك يف دام ما االتهام هذا بمثل أعبأ ال ولكنني أحابيه، أنني الناس بعضفيما — يكون وأن أعماله، جالئل تذكروا أن أرى فأنا الحقيقة، وإرضاء ضمريي

جرائمه. عىل له محاسبتنا من ف يخف ما — نع الص جميع من أسلفهبفقء مكتفيا الرجل، هذا حياة ينقذ أن يأبى اإلمرباطور جاللة أن أحسب والذلك أن ظني ويف وشفقته. اإلمرباطور لرحمة وتحقيق رادع عقاب هذا ويف عينيه،بعد — قادر وهو للبالد، نافعة العمالق هذا حياة ألن الدولة، مصلحة يوافق العقابالقوة إىل تحتاج التي الواجبات من الدولة عليه تفرضه ما بكل القيام عىل — ذلك

الجسمية.»االقرتاح. هذا رفض عىل وا وأرص امتعضوا، الحارضين جميع ولكن

حرية لفي «إني وقال: — الغيظ من يتميز يكاد — غاضبا الحرب وزير قام ثمأشد لفي وإني الحكومة، أرسار أمني لنا أبداه الذي الفائل الرأي هذا من شديدةالتي األعمال ا أم للدولة، خائن مجرم بحياة وضنه الغادر هذا عىل إشفاقه من الدهشةشنيعة، جرائم — القانون ينص كما — فهي للدولة اها أد قد العمالق هذا أن يزعمإطفاء عىل يقدر من وإن قذرا. ماء القرص عىل ألقى أن بعد إال النار يطفئ لم فهوغري من كلها واملدينة القرص إغراق عىل كذلك يقدر — واحدة لحظة يف — الحريق— بمفرده العدو أسطول عىل يتغلب أن يستطيع من وإن عناء، أي ذلك يكبده أنيرفض من وإن غضب، إذا إليهم األعداء أسطول يرد أن كذلك يستطيع — ريض إذالهذا وليس ألعدائها. مواطئ للدولة خائن رجل لهو إشارته، يلبي وال اإلمرباطور، أمريف تهاونتم فإذا العاجل، املوت إال — وغدره عقوقه عىل — جزاء من الغادر العاقمنه التخلص يف واحدة لحظة ترتددوا فال أعدائكم. مع وإلبا عليكم، حربا أصبح أمره

رحمة.» أو رأفة عنه تثنيكم أو هوادة، — ذلك يف — تأخذكم أن دون وإهالكه،وزير أبداه ملا ارتياحه وأعلن أقرها، حتى الحجج هذه املال وزير سمع وما

النظر. وبعد الرأي، وأصالة والحكمة، داد الس من الحرب

72

Page 74: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

بما عظيما نقصا نقصت قد الدولة خزانة أن «عىل با: معق املال وزير قال ثمالبالد هذه يف بقائه عىل يمر يوم كل وإن الجسيم، املال من العمالق هذا عىل أنفقناهالتي العجيبة الطريقة هذه أما العامة. الخزانة تحتملها ال طائلة نفقات الدولة يكبدفإن سالما. بقائه من — البالد وعىل — علينا أرض فهي الحكومة، أرسار أمني يراهااملشاهدات ذلك عىل تدل كما لألكل، شهيته يزيد — به أرض وإن — عينيه فقءويجعلها للطعام، شهيتها يزيد الطيور عيون فقء أن عرفتم ولعلكم واالختبارات.الذي — كله مجلسه وأعضاء اإلمرباطور جاللة أن شك وال شديدة. برسعة تسمنوخطايا جرائم ارتكب بأنه االقتناع كل مقتنعون — العمالقة» «عمالق ملقاضاة انعقدمناقشة.» أو د، ترد بال القانون أحكام لتنفيذ كاف غ مسو هذا ويف اإلهالك، تستحق

فقء أن ترون كنتم «إذا متلطفا: للمجلس قال القتل، عىل يوافق ال اإلمرباطور كان وملاآخر.» بعقاب — شئتم إذا — فاشفعوه خفيف، عقاب عينيه

— املجلس من والتمس اإلمرباطور، كالم سمع حني الحكومة أرسار أمني فتشجع«وإذا قال: املجلس، له أذن فلما املال. وزير قول عىل بالرد له يسمح أن — خضوع يف— قدرته يف فإن طائال، ماال الدولة يكبد العمالق هذا غذاء أن يرى املال وزير كانفشيئا، شيئا طعامه من فيقلل اإلهالك، غري أخرى بطريقة ذلك يعالج أن — وحدهذلك يسلمه ثم األكل، شهية وفقدان والهزال، عف الض إىل العمالق أمر ينتهي وبهذا

املوت.» إىل

بفقء فاكتفوا الفكرة، بهذه يقنعهم أن الحكومة أرسار أمني صديقك استطاع وهكذاوقرر الجلسة، محرض يف ذلك ل سج وقد جوعا. تهلك حتى طعامك وخفض عينيكهذه ميض بعد — األرسار أمني وسيجيئك أيام. ثالثة بعد القرار هذا إنفاذ املجلسعليك والشفقة بك الرحمة من املجلس أبداه ما ويظهر القرار، هذا عليك فيتلو — املدة

كتمانه. آثروا ألنهم القرار بقية عنك يكتم ثم — عينيك بفقء اكتفى حني —اإلمرباطور، جاللة أطباء مهرة من جراحا عرشون — األرسار أمني مع — وسيجيءعىل مطروح وأنت حدقتيهما، إىل ة الحاد سهامهم يسددوا أن بعد عينيك، ليفقئوا

األرض.

73

Page 75: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

تعرف أن بعد به، وترىض العقاب، لهذا ستذعن أنك اإلمرباطور جاللة اعتقد وقدقتلك. عن عدلوا قد أنهم

حق لك يت أد وقد خفية، االنرصاف يف يل تأذن أن أرجو — صديقي يا — واآلنأمرك. من بينة عىل تكون حتى دار، ما بكل وأخربتك الصداقة،

لهمومي مستسلما وحدي وتركني — أتى حيث من — الويف الصديق هذا عاد ثموحريتي.

«جلفر» هروب (4)

العدل أمثلة من مثاال — عرفت من أكثر يل أثبت وكما علمت فيما — البالد هذه كانتوجده وأبيه اإلمرباطور هذا عهد قبل بالرعية يستبدون الحكام يكن ولم واإلنصاف،مؤذنا ذلك كان ألهوائه، الحاكم واستسلم الجور، ساد ومتى — القول أسلفت كما —من كثريا — قبل من وجده أبوه أثار كما — اإلمرباطور هذا أثار وهكذا المآل. بسوءالمشكالت خلق من االستبداد هذا جره وما الحكم، يف استبداده عن نجمت التي الفتنوارتضاها سارها التي اإلمرباطور هذا سنة من وكان بالنفع. البالد عىل تعود ال التيالذنوب، أتفه يف األحكام أشنع يصدر كان أنه — أسالفه من أحد فيها كه يرش ولم —بصفات متغنيا وإرهاق، ظلم من فيها مما الرغم عىل بها، شعبه عىل ممتنا يعلنها ثمالناس قلوب تمتلئ ة ثم الحكام. سائر عن بها هللا ميزه التي والشفقة والرحمة العطف— ألفوا طالما فقد والعدالة، والشفقة الرحمة بذكر يتغنى سمعوه كلما وهلعا رعبا

الجائرة! األحكام ألقىص مقدمات — األلفاظ هذه أمثال يف

74

Page 76: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

وكيف أصنع؟ ماذا أمري، يف ت وتحري الهموم، من بحر يف غرقت فقد أنا أماعن دفاعي القضاة يسمع أن غري من مستسلما راضيا الحكم هذا أقابل وهل أقول؟القضاء. مجلس إىل دعيت لو ذلك من فائدة أال الثقة كل واثقا كنت أنني عىل نفيس؟وفق انتهت كيف ورأيت هذه، قضيتي عن تختلف تكاد ال قضايا بنفيس شهدت ولقد

ا. محق صادقا يكن مهما قول لمتهم يسمع أن دون والحكام، القضاة رغباتودك عاف، الض األقزام هؤالء من االنتقام إىل جامحة رغبة نفيس يف وتحركتأن طليق حر وأنا — مثيل عىل اليسري من كان فقد دكا. رءوسهم عىل إمرباطوريتهماليمني ذكرت ولكنني يسري، زمن يف بالدهم ة حارض ر وأدم باألحجار، مدائنهم أقذف

75

Page 77: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

— عليهم قدمت حني — وشعبه هو به غمرني ما وذكرت لإلمرباطور، أقسمتها التيمن بالهرب أكتفي وأن باإلحسان، اإلساءة أدفع أن ورأيت وتكريم، وعطف فضل منالرأي سوء من وأن نافذ، بد ال املجلس ذلك قضاء أن يقني عىل كنت فقد البالد، هذهاملجلس ذلك أصدر أن بعد وحياتي، وحريتي بعيني االحتفاظ يف أطمع أن والخطلالمتهمني من كثريا رأيت أنني العقدة بهذه إيمانا زادني وقد أمري. يف المربم قضاءهأمرهم يف القضاة تأخذ أن دون — جرمي من خطرا أقل — جرائم يف حوكموا قد

رحمة. وال هوادةإلعداد اإلمرباطور من به ظفرت الذي الشفوي خيص الرت فرصة انتهزت ة وثممجلس بها ل أج التي الثالثة األيام تنقيض أن قبل — وبادرت «بليفسكو»، إىل العدةاستقر بما الحكومة أرسار أمني صديقي إىل كتابا فأرسلت — حكمه إنفاذ القضاءيف — له ذكرت أن بعد «بليفسكو» إىل — اليوم ذلك يف — السفر من عزمي: عليه

اإلمرباطور. جاللة يل ص رخ أن بعد ذلك أفعل إنما أنني — الكتاب ذلكشاطئ إىل وصلت حتى — سريي يف مجدا — فرست كتابي، عىل رده أنتظر ولمثم مقدمتها، يف حبال وربطت كبرية، حربية سفينة فأخذت األسطول، حيث الجزيرةإىل وجذبتها السفينة، تلك يف وغطائي هي ووضعتها مالبيس وخلعت مرساتها، رفعتوصلت حتى — جانبها إىل أسبح وطورا عليها، أعتمد طورا — سابحا ومازلت املاء،طويل. زمن منذ شديد بشوق قدومي ينتظر الشعب رأيت حيث «بليفسكو»، ميناء إىلوصلنا حتى بيدي رفعتهما وقد بالدهم. عاصمة إىل بي سارا مرشدين إيل قدموا وقدمكاني، يف وبقيت قدومي، نبأ الوزراء أحد يبلغا أن منهما رجوت ثم املدينة، باب إىلبأن الرد جاءني الزمن من ساعة وبعد البالد. هذه إمرباطور جاللة أمر أراقب وأناخطوات بضع مت فتقد الستقبايل، قادمون والوزراء األمراء وجميع اإلمرباطور جاللةوحاشيتها اإلمرباطورة ورأيت — جيادهم عىل وهم — وحاشيته اإلمرباطور لقيت حتىيدى أقبل أن يل ليتسنى األرض عىل فاستلقيت الستقبايل، اإلمرباطور مع خرجن قد

واإلمرباطورة. اإلمرباطور

76

Page 78: جلفر.في.بلاد.الأقزام

السابع الفصل

أستطيع ال ما بي، واحتفائهم لقائهم، وحسن القوم، إكرام من صادفت وقدبعد — بوعدي برا — بالده إىل جئت إنني اإلمرباطور: لجاللة قلت وقد أصفه، أن

«ليليبوت». إمرباطور ترخيصمستعد إنني له: قلت ثم بي. ورجاله اإلمرباطور ذلك غدر عن ثه أحد أن أشأ ولمبالخسارة «ليليبوت» إمرباطور عىل يعود فيما إال جاللته، به يأمرني ما كل لتلبية

ر. والرض

والتلطف واالبتهاج الحفاوة من شملني ما تفصيل يف مني يطمع القارئ أحسب وماإذ القارئ، يضجران قد وتطويل، إسهاب إىل يحتاج ذلك فإن البالد، هذه يف والعناية

عليه. تعود فائدة فيهما يجد ال

يعوزني يكن ولم بال. وأهنأ حال، أسعد عىل كنت أنني يعلم أن القارئ وحسباضطررت ولذلك حجمي. يناسب ورسير أسكنه، بيت وجود إال — البالد هذه يف —

البالد. هذه إىل به جئت الذي غطائي ملتحفا األرض، افرتاش إىل

77

Page 79: جلفر.في.بلاد.الأقزام
Page 80: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثامن الفصل

الخالص زورق (1)

شاطئ عىل ألتنزه خرجت — الجميلة البالد تلك إىل وصويل من أيام ثالثة وبعد— فرأيت البحر، جمال يف ل أتأم وأنا الرشقية، الشمالية الجهة عىل ف المرش الجزيرةبوضوح، أتبينه أن أستطع فلم الموج، ويتقاذفه يتحرك شيئا — ميل نصف بعد عىلورست وجوربي، حذائي فخلعت مقلوبة. سفينة أنه — بعيد من — يل يلوح كان وإنبقوة — ناحيتي إىل — يندفع بح الش ذلك فرأيت مرت، ثالثمائة نحو خوضا املاء يفأن استطعت قليال مني اقرتب وملا الشاطئ. إىل تدفعه المد قوة أن فعلمت شديدة،فصلته قد العواصف من عاصفة أن بخلدي فدار كبري. زورق هو فإذا بوضوح، أتبينهاإلمرباطور جاللة من والتمست المدينة، إىل أدراجي فعدت إليها. شد التي السفينة عنأسطوله فقد أن بعد — عنده بقيت التي الكبرية السفن من سفينة عرشين يعريني أنالحال، يف ملتميس إىل فأجابني ربانهم، ومعهم مالح، آالف ثالثة يصحبني وأن —الشاطئ، إىل طريق أقرب من أنا وذهبت مرسعة، البحر عباب تشق السفن وسارتالسفن، دانتني وملا اليابس. من قليلة مسافة عىل فأصبح الزورق، قرب المد أن فرأيتإىل وصلت حتى قليال سبحت ثم مرت، مائة نحو ما متقد املاء يف ت ورس ثيابي نزعتوشددت الزورق، بحيزوم طرفيه أحد فربطت متينا، حبال إيل حون املال وألقى الزورق.وساعدني ، يدي بإحدى ودفعته الزورق، خلف وسبحت قريبة، سفينة إىل اآلخر الطرفواسرتحت ، قدمي عىل وقفت مني، قريبة األرض رأيت ا ولم الشاطئ. إىل التقدم يف المد

Page 81: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

وقذفوا — إبطي إىل املاء غمرني وقد — بقوة الزورق دفعت ثم ثالثا، أو دقيقتنيواعتدال حوها، ومال األقزام سفن وساعدتني الزورق، إىل فشددتها أخرى، بحبال إيلانتهى حتى وصربت الشاطئ. من مرتا أربعني بعد عىل الزورق أصبح حتى الريح،وساعدني اليابسة. عىل الزورق واستقر البحر ماء فانحرس الجزر، وأعقبه املد وقتعليه، ألطمنئ عنه ففحصت الزورق، رفع عىل — وآالتهم وحبالهم بقوتهم — رجل ألفا

يسريا. عيبا إال فيه أجد فلم

«بليفسكو»، ميناء وأدخلته الزورق، أصلحت حتى أيام عرشة عيل تمر ولمكرب يف مثيال لها يروا لم التي السفينة هذه ليشهدوا الشعب من كبري جمهور فاحتشد

العجب. أشد ضخامتها من عجبوا وقد حجمها،

80

Page 82: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثامن الفصل

اإلمرباطورين بني (2)

حسن «إن مبتهجا: له فقلت «بليفسكو»، إمرباطور عن فرحي أكتم أن أستطع ولمإىل منه أرحل آخر مكان أي إىل (ليحملني) ليقلني الزورق هذا إيل ساق قد حظي

بالدي.»طويل، إلحاح بعد ذلك يف يل فأذن — أيام بعد — السفر يف اإلذن منه والتمستبعد طلبتي، إىل أجابني ولكنه بالده، يف ضيفا بقائي عىل الشديد حرصه يل أظهر فقد

وأهيل. وطني إىل حنيني له أظهرت أن

وكان — بالده من خروجي عقب — مطاردتي عن كف فقد «ليليبوت» إمرباطور أمامني. االنتقام يف ورغبته عيل، قضائه مجلس حكم عن شيئا أعرف ال أنني يحسبقليلة، أيام بعد إليه «بليفسكو» من سأعود أنني وظن — األمر بادئ — فاطمأناملجلس فقرر ورى، الش مجلس وعقد قلقه، اشتد غيبتي طالت فلما إياه. بوعدي برايف يساعده أن إليه يطلب رسوال «بليفسكو» إمرباطور إىل وأرسل إليه، استدعائي«بليفسكو» إمرباطور الرسول أخرب وقد اإلمرباطور. قرار لتنفيذ «ليليبوت» إىل إرسايلالقصاص من هاربا فررت قد وأنني ، عيني بفقء اكتفى قد «ليليبوت» إمرباطور أناتهامي وأعلن «مرداك»، لقب مني اسرتد اإلمرباطور، دعوة ألب لم إذا وأنني العادل،من يأمل اإلمرباطور مواله جاللة «إن قال: فيما الرسول، قال ثم العظمى. بالخيانة— داقة والص الم الس عىل حرصا — أمره يصدر أن «بليفسكو» إمرباطور جاللةاقتضته الذي العادل الجزاء بي ليوقع «ليليبوت»، إىل والقدمني اليدين مغلول بإعادتي

جاللته.» إرادةأمري يف — الرأي يتداولون وظلوا ورى، الش مجلس «بليفسكو» إمرباطور فعقد— كتابه «بليفسكو» إمرباطور فأرسل الرفض. عىل قرارهم قر ثم أيام، ثالثة —ال أنه فيه قرر وقد والحكمة داد الس يف غاية وكان — «ليليبوت» إمرباطور عىل ا رد— الضيف هذا وأن طلبته، إىل اإلمرباطور يجيب أن — األحوال من بحال يستطيعوسيط خري وكان جليلة، بأعمال ذلك إزاء قام فقد — أسطوله سلبه قد كان وإنالمضيف يسلم أن يافة الض كرم من وليس البلدين. بني ف مرش عادل صلح إبرام يف

منه. لينتقم خصمه إىل ضيفه

81

Page 83: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

عىل وجد فقد قليلة، أيام بعد منه سنتخلص أننا «عىل كتابه: ختام يف قال ثمخلصت بالدنا، غادر ومتى وطنه. إىل تحمله أن تستطيع عظيمة، سفينة البحر شاطئ

كثرية.» أموال من الهائل العمالق يكبدهما ا مم اإلمرباطوريتان

الكتاب. ذلك إمرباطورها إىل وسلم «ليليبوت»، إىل الرسول فعادأن بعد نفوسهم من الكتاب وقع كيف أدري وما هناك، حدث بما يل علم والأسلوب يف يل وأثبت وقع، ما كل «بليفسكو» إمرباطور عيل قص وقد فيه. ما قرءوا

عمري. طول — شئت إذا — ببقائي ب يرح أنه رقيق

البحر عرض يف (3)

يف أتردد ال جعالني قد الغربة، من التخلص يف ورغبتي وطني، إىل حنيني أن عىلوقلت فر، الس يف يل يأذن أن — متلطفا — اإلمرباطور من فرجوت الرحيل، عىل عزميشاءت قد اإللهية العناية أن ثقة عىل فإنني الزورق، هذا إيل ساق قد الحظ «مادام له:البلدين.» بني جديدة حرب وقوع يف سببا أكون أن دون وطني، إىل ورجوعي خاليصارتاح قد ألحسبه إني بل احة، الرص هذه من استاء قد اإلمرباطور أن أظن ولست

المرهقة. غذائي نفقات من تخلصا هذا، طلبي إىل

خمسمائة ذلك يف ساعدني أن بعد — للزورق رشاعني صنع أتممت قليلة أيام وبعدإىل بعضها وضممت املتينة، الحبال من كثريا جمعت ثم — الهم عم أمهر من عاملالزورق تقف مرساة يل لتكون كبرية، صخرة إليه فشددت واحدا، حبال فصارت بعض،الحاجة، عند يل عونا ليكون ثور، ثالثمائة شحم زورقي يف ووضعت شئت. متى

ومجاديف. سارية منها ألتخذ الكبرية األشجار من كثريا وقطعتلرحييل، حاشيته ورجال اإلمرباطور فحزن للسفر تأهبت حتى شهر عيل يمر ولموتوديع اإلمرباطور، يد لثم من ألتمكن األرض عىل فاستلقيت حارا، وداعا وودعوني

والوزراء. األمراءاستقللت ثم صورته. إيل أهدى كما نفيسة، هدية اإلمرباطور إيل أهدى وقدواملاء، الخبز من وكثريا خروف، وثالثمائة عجل مائة لحم فيه وضعت أن بعد الزورق،

82

Page 84: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثامن الفصل

اإلمرباطور. طهاة من قزم أربعمائة يل أعده ف) املجف (اللحم القديد من عظيمة وجملةعىل كلها وكباش، نعاج وعدة ثريان، وسبعة بقرات، ست — ذلك إىل — معي وأخذت

الحياة. قيدالبالد. تلك يف إقامتي عىل شاهدا لتكون بالدي إىل معي أحملها أن رأيت وإنماستة أصطحب أن بودي وكان والحنطة. الشعري من شيئا زورقي يف وضعت وكذلكمن أحدا معي آخذ أال ومواثيق عهودا عيل وأخذ ذلك، اإلمرباطور عيل أبى ولكن أقزام،

اختياره. بمحض ذلك كان ولو األقزام،رعيته. من أحدا جيوبي يف يجد فلم — ذلك عىل يطمنئ حتى — بتفتييش أمر ثم

سنة سبتمرب من والعرشين الرابع اليوم صباح من السادسة الساعة يف أبحرت وقدالجنوب من تهب الريح وكانت مال، الش صوب أميال ستة نحو وقطعت ١٧٠١م.الشمال يف صغرية جزيرة إىل — مساء السادسة الساعة يف — فوصلت قي، الرش

ميل. نصف نحو طولها ي، الرشقوجلت الزورق، رسا حيث الحجر فألقيت شاطئها، إىل وصلت حتى منها فاقرتبتمعي، أحرضته الذي الطعام من فأكلت مأهولة. غري أنها فعلمت قليال، الجزيرة يفزهاء نومي يف وظللت للنوم. استسلمت ثم السفر، عناء من قليال واسرتحت ورشبت،— الهواء وكان فأفطرت، الصباح، أرشق ساعتني وبعد استيقظت. ثم ساعات، ستالزورق، يف ووضعتها مكانها، من المرساة رفعت ثم صافيا، والجو معتدال، — حينئذالجزائر إحدى إىل أصل لعيل ، الرشقي الشمال جهة ما ميم البحر عرض يف ورست

فيه. أستقر مكان إىل أهتدي ال يومي طول وبقيت املعروفة،

الوطن إىل العودة (4)

أربعة نحو — حسباني يخطئ لم إذا — قطعت قد كنت التايل، اليوم جاء فلماالجنوب إىل متجهة سفينة فرأيت الظهر، بعد الثالثة الساعة وكانت ميال. وعرشينالسفينة، يف من لمحني ساعة نصف وبعد بها. مستنجدا رشاعي ت فنرش الرشقي،بالخالص. وأيقنت إيل، فطنوا قد أنهم فعلمت مدفعا؛ وأطلقوا فوقها، العلم فرفعوا

83

Page 85: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

يف أميل ق تحق حني والرسور الفرح من غمرني ما للقارئ أصف أن مقدوري يف وليسبعد وأهيل أرستي أرى أن وحان املحبوبة، بالدي إىل الرجوع ساعة واقرتبت الخالص،

اللقاء! من يأسالساعة يف زورقي من اقرتبت حتى سائرة زالت وما رشاعها، السفينة وطوتامتألت حتى عليها، مرفوعا بالدي علم رأيت إن وما مساء. — السادسة أو — الخامسةثم عنايته. يل ته يرس الذي التوفيق هذا — تعاىل هلل — وشكرت وابتهاجا، رسورا نفيسمن أخذت أن بعد فينة، الس ظهر إىل وصعدت جيبي، يف والخرفان البقرات وضعت

طعام. من فيه كان ما كل زورقيوكان «إنجلرتا». إىل قاصدة «اليابان» من قادمة التجارية السفينة هذه وكانتبحارا. خمسني نحو السفينة يف وكان نفسا. فهم وأرش عرصه حي مال أمهر من ربانهاتعاىل هلل وحمدنا — بدء عىل عودا — فتعارفنا القدماء، أصدقائي أحد فيهم لقيت وقدبما ومدحني — السفينة ربان مع — عني الكالم أحسن وقد السعيدة. المصادفة هذه

وإخالصه. ووفاؤه أدبه له شاءوجودي سبب عن أحدثه أن — فا متله — وسألني الصديق ذلك بي احتفى وقد

أقصد. أين وإىل أتيت أين ومن الصغري، الزورق هذا يف مفرداأثرت قد البحر ومتاعب السفر آالم أن وحسب قها، يصد فلم تي، قص له فأوجزت

أقول. ما أعرف وال أهذي، وجعلتني وأعصابي، عقيل يفمن فأخرجت عليه، قصصته فيما والريب كوك الش من بنفسه يجول ما وأدركتما بصدق وأيقن والحرية، الدهشة فتملكته والخرفان، البقر من أحرضته ما جيوبيإمرباطور وصورة البالد، تلك دنانري من معي أحرضته ما أريته ثم عليه. قصصتهشيئا وأعطيته البالد. هذه من معي أحرضتها التي النادرة التحف وبعض «بليفسكو»،

«إنجلرتا»! إىل نصل حني ونعجة بقرة إليه أهدي بأن ووعدته الدنانري، تلك منتعنيه، ال فهي العودة، تفاصيل القارئ عىل أقص أن إىل حاجة يف أحسبني ومامن فأرة اختطفت فقد كثريا، حزنني واحد حادث إال الذكر يستحق مما فيها يقع ولم

نعاجي! إحدى السفينة فرئان١٧٠٢م، سنة أبريل/نيسان من عرش الثالث يف سالمني الوطن إىل وصلنا وقد«جرينتش». ضاحية يف كرة ملعب يف خصيبا مرعى وأحللتها الرب، إىل ماشيتي وأنزلت

84

Page 86: جلفر.في.بلاد.الأقزام

الثامن الفصل

ونعمت يوصف، ال فرحا — سالما بعودتي — وأصدقائي وأوالدي أهيل فرح وقدتلك عرضت إذ بينهم، إقامتي أثناء يف كثرية أمواال جبيت وقد شهرين. بقربهميف يرغب من عىل وفرضت البالد، ورساة الخاصة، طائفة عىل الصغرية الحيواناتسواد عىل — أيام بعد — عرضتها ثم عظيما. عليها اإلقبال فكان معتدال، ثمنا رؤيتهاوبعد كثرية. أرباحا بذلك فربحت سواها، شغل لهم يكن فلم عب، الش وجمهرة ة، العام

إنجليزي. جنيه بستمائة بعتها شهرين

85

Page 87: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

عىل وأنا شهرين، وطني يف وقضيت العناء، من بايل وارتاح الزمان، يل صفا وهكذاالنفس. وراحة العيش، رفاهية من أكون ما خري

86

Page 88: جلفر.في.بلاد.الأقزام

إملامة

«جلفر» رحالت مؤلف سويفت1 جوناثان

ساللة من وهو ١٦٦٧م. سنة نوفمرب من ٢١ يوم «دوبلن» يف سويفت» «جوناثان ولددريدن» «إليزابيث سويفت» «توماس جده تزوج وقد «يورك»، كنيسة يف قديمة أرسةرجال من — أعمامه أحد — سويفت» «جودوين وكان املشهور، «دريدن» الشاعر خالة

املدينة. هذه يف فندق مدير املؤلف والد وكان «دوبلن»، يف القانون

الدنيا، حطام من شيئا تملك ال أمه وكانت أبيه، موت بعد سويفت» «جوناثان ولد وقدتلك نزحت ثم أقاربها، بعض من املعونة التماس إىل فاضطرت القوت، تجد تكاد والرحلت مرضع إىل طفلها تسلم أن إىل اضطرارا واضطرت «ليسرت» إىل الفقرية األرملةحني ولكنها عمره، من السادسة بلغ حتى عندها وأبقته بإنجلرتا، «وتهافن» إىل به

القراءة. يعرف بدأ قد كان «دوبلن» إىل به عادتمملوءا وكان الجانب، مرهوب الساعدين، مفتول رشسا، السن هذه يف كان ولقدألحقه ثم «كيلكني» مدرسة فأدخله عنده، يبقيه أن عمه يستطع ولم ونشاطا، صحةولكن عليه، اإلنفاق وتوىل الداخيل، القسم يف «التربنتييه» بمدرسة ١٦٨٢م عام يف

مؤلف حياة فهم عىل املدرسني لحرضات عونا لتكون «سويفت» ترجمه من الكلمة هذه اقتبسنا 1الكتاب. هذا

Page 89: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

أسوأ كان فقد — الحاد ذكائه برغم — الدراسية حياته يف نجاحا يلق لم «سويفت»أنه عىل رشاسته. عىل مدرسوه ويعاقبه أقرانه، مع يتشاجر يفتأ ال وكان للطالب، مثالوكان دروسه. عن أبعدها نفسه إىل الكتب أحب وكان باملطالعة، الولع أشد مولعا كان— ذلك مع — جاز ولكنه واإلخفاق، بالخيبة املدرسية حياته تنتهي أن الطبيعي منبملء — يرتقبون كانوا الذين أساتذته كل نجاحه فأدهش بنجاح، البكالوريا امتحان

االمتحان. يف رسوبه — الثقةخري السيئ املثال ذلك وأصبح آخر، خلقا صار حتى بالجامعة التحق إن وماوالترشيع. التاريخ علمي سيما وال بالعلوم، شغفه واشتد املمتاز، النابغ للطالب مثالخايل إنجلرتا إىل فسافر عمره، من العرشين يف كان ١٦٨٨م سنة ثورة نشبت وملايف أمه استشارة يف رغبة قدميه، عىل «ليسرت» إىل سافر وقد شيئا، يملك ال الجيب،

يحرتفها. التي املهنة اختيارحاجة يف وكانت ولدها، من فقرا أشد كانت فقد حسنة، فرصة ذلك يف أمه فرأت«وليم السري اسمه رجال متزوجة «تمبل» السيدة اسمها قريبة لها وكان معونته، إىلالشاب فألحق بهم، املوثوق من وكان املعدودين، الحكومة رجال كبار أحد تمبل»الشاب «سويفت» ولكن السنة، يف فرنك ٥٠٠ بمرتب سكرتري، بوظيفة «سويفت»

منها. امللل دبيب نفسه يف دب حتى الوظيفة بهذه يلتحق يكد لم الطموح املتوثبتناول إىل اضطرارا يضطر كان ألنه أو مرتبها، ضآلة من ناشئ امللل ذلك ولعل«وليم» السري مع وجوده أثناء له حدث وقد املطبخ، يف الفندق خدم رئيس مع الطعامآثارها ظهرت التي واآلالم األحقاد من نفسه يف ما كل األرستقراطية ضد حشد أنهمسوغ، لها يكن لم تلك أحقاده بأن فنقرر نبادر أن أجدرنا وما كتاباته. يف العميقةذلك اعتزل وملا وفضله. وإخالصه برعايته دائما يغمره تمبل» دي «الشفالييه كان فقدوظيفة أصبحت األدب ودراسة حديقته لغرس وقته ووهب وظيفته الشيخ السيايسبه يختص الذي الوقت فراغ من عنده وصار سهلة، هينة الشاب السكرتري «سويفت»«وليم» بالسري اتصاله له مهد وقد رغباته، تحقيق عىل يساعده ما الشخصية أعمالهله مرشدا ليجد الشاب هذا يكن ولم اإلنسانية، املعارف أسمى عىل للوقوف السبيلرسيعا. نماء الخارقة الباهرة مزاياه ونمت مواهبه اتسعت وقد الشيخ، هذا من خريافقدم الثالث» «غليوم امللك إىل وقدمه النبوغ ذلك فيه ملح من أول «وليم» السري وكانكان بل حربية، عدائية نزعة ذا يكن لم «سويفت» ولكن الدراجون، من فصيلة له

88

Page 90: جلفر.في.بلاد.الأقزام

إملامة

فرفض األختام، حامل مكتب يدخله أن «وليم» السري وأراد الدير، يف البقاء إىل يميلاألساطري) (علم املثيولوجيا يف دكتور بدرجة ظفر ١٦٩٣م سنة ويف أيضا. املهنة هذهبتحقيق ظافرا تمبل» «وليم السري وعناية امللك رعاية بفضل وأصبح قسيسا، صار ثميكن ولم الكنسية، املراتب أسمى إىل الوصول إىل منرصفة كانت التي أطماعه من يشءأخفق أن بعد اليأس كل يئس وقد الكهنة. رياسة درجة إىل بالوصول إال بيشء يحلميلبث فلم قسيس، وظيفة املتواضعة، الوظيفة تلك سوى منها ينل لم التي مساعيه يفله أوىص أن بعد «وليم» السري تويف وقد الخونة. أحد منه انتزعها ثم قليال، إال فيهاوكانت مؤلفاته، بنرش يعنى بأن — ذلك إىل — وأوىص جنيه، مائة هو زهيد بمبلغيصيبه أن «بركيل» اللورد خيش وملا عنه، وعرفت ذاعت قد الهزلية «سويفت» نزعةبكتدرائية ألحق ١٧٠٠م سنة ويف «دبالراكول». كنيسة وهبه النزعة تلك من يشءثم جنيه. ١٠٠٠٠ قدره سنويا دخال املختلفة خرياتها له فكفلت ماتريك» «سانالخالء لجمال ارتاح وقد التفرغ، كل لعمله تفرغ حيث «الراكور» إىل «سويفت» انقطعإىل النزوح إىل دفعته وقد سريها، يف جادة تزل لم أطماعه ولكن الطبيعة، ومباهجأكرب من ١٧٠٤م سنة يف وأصبح السياسة ميدان يف وهمته بنشاطه فاندفع «لندن»،— البارع التهكمي أسلوبه يف فائق نقده، يف الذع نقاد بأنه معروفا كان وملا الزعماء،الذي حزبه من ظفر — الكتب» «معركة يف ١٦٩١م سنة منذ بوادره ظهرت الذيالتي الصدمات بعض فاجأته ثم التأييد. من قسط بأكرب قضيته عن ويدافع ينارصهبني نرش وقد «الراكور». إىل العودة من ا بد ير فلم وأيأسته، وكربياءه، عزمه جرحتمستقبل يف كبري أثر لبعضها كان الهزلية، تصانيفه من عددا ١٧١٠م ،١٧٠٤ سنتيالكرباء، من كثري عىل فيها فحمل «اإلجزامنر»، جريدة إدارة ذلك بعد توىل ثم اململكة.بنت «باسرتجونسون» ١٧١٩م سنة تزوج ثم عنيفة، قسوة يف بهم وندد منهم، وسخر

«ستال». باسم صيتها ذاع وقد جميلة، فتاة وهي تمبل»، «وليم السري وكيلاإلنجليزية، الوزارة عىل بحمالته عظيمة شعبية شهرة نال «أيرلندا» إىل عاد وملانقود. إصدار عىل فيها حمل وقد جوخ». تاجر «رسالة نرشه عقب به الشعب وافتتنفأمر تأثري، أشنع الهند حاكم يف الرسالة تلك فأثرت رفضها، عىل مواطنيه جميع وجرأولكن الرسالة، هذه صاحب عىل يدله ملن مكافأة جنيه ٣٠٠ وقرر الطابع، بمحاكمة

املحبوب. «أيرلندا» بطل «سويفت» وأصبح بريء. الطابع

89

Page 91: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

وكان األنوار، له وتسطع الزينات له تقام «أيرلندا» فيها يزور مرة كل يف وكانحيث «الراكور» إىل بالعودة اإلرساع هي واحدة، بوسيلة املظاهرات هذه كل يتحاىش

الخالدين. عداد يف اسمه سجلت التي مؤلفاته أحد وهو «جلفر» كتابه وضع أنجزالجنيات عن بسيطة قصص مجرد وهلة ألول تبدو كما «جلفر» رحالت وليستأخالق عرض و«بربدنجاج»، «ليليبوت» يصف وهو فيها، املؤلف توخى فقد والعفاريت،

السخرية. ستار تحت إنجلرتاتجمعت قد مؤلفاته وكل موهبته كل «إن املشهور: الناقد «تريته» املسيو قال وقدرائعا أثرا أرى ولست وقوته، صورته فيه طبع قد الخصب عقله وإن الكتاب، هذا يفجراحا، كان عادي، رجل صحيفة إال هو وما الكتاب، هذا مثل أسلوبه ويف تصنيفه يف«كوك» وكان واألشياء. الحوادث من عليه نظره وقع ما وثبات بقوة يصف ربانا ثمعمله يف فنه وكان فأصابها، الحقيقة، طلب قد «سويفت» ولكن النحو، هذا عىل يكتب

منه.» تنجم التي اآلثار يقرر ثم أساسا الغرض يجعل أن هوخالل «دانتي» سياحة من حزنا ألشد «جلفر» سياحات «إن آخر: مؤلف وقال«بونتاجريل» سياحة بني موازنة فأي السماء. إىل سببا فيها تلتمس عبثا فأنت الجحيم.

الخيالية؟ و«رابيليه»املستقبل فرياح تامة. وبطبيعة تام بعلم تجري كانت «بونتاجريل» سفينة إندون يجري كان «سويفت» مثله الذي «جلفر» أن حني عىل رشاعاتها، ثنايا يف تهباإلنسانية نقائص عن إليها، هبط التي املوهومة البالد له كشفت فقد خيال، أو أملال الشفاء مستعصية اإلنسانية أن منها أدرك وقد شنيعة. زيادة خيبته زادت التيوأن وشقاء، أنانية هو إنما فيها ما كل وأن أدرانها، واستئصال إصالحها إىل سبيلعمل وقد الفضاء، يف املتأججة النريان من نوعا يصبح — عنها يتكشف حني — العالم

للخلود.» األعىل املثل حقر كما قيمتها، من وتجريدها تشويهها عىل «سويفت»إىل متجهة وسعيه غايته كل مطمئنة، سائح بنظرة يشء كل «سويفت» رتب وقدمن «كان قوله: يف ا جاد كان وقد الحقيقة، بمظهر نفسه يظهر أن هو واحد: يشءوأن سياحته، أنباء يذيع أال سائح كل عىل يحتم قانون يصدر أن وبودي قلبي صميمإنه أو محضة، حقيقة إال هو إن سيطبعه ما كل إن األختام: حافظ اللورد أمام يقسممخدوعون. دائما هم كما مخدوعني، الناس يكون ال هذا وعىل يظن. ما قدر عىل كذلكتهذيبها.» بعد إال مصنفاتي تطبع أال راضيا وأقبل القانون، هذا ملثل سلفا أصوت وإني

90

Page 92: جلفر.في.بلاد.الأقزام

إملامة

بصورة النقد ميدان يف لنا ظهر وقد عرصه، أعالم أشهر من «سويفت» كانوأحواله، بلده شئون يف الخطر عظيم الساعدين، مفتول العضالت، قوي هائل، رجلليمسياه كانا ما والسعادة الرخاء ولكن خالدة، شهرة له ستكون بأن ثقة عىل وهوإال قبل من يألف لم — الحياة يف غامر وقد — «سويفت» أن الحق من كان وإذاأنه املحقق فمن العظماء، لبعض يحنو أن إىل اضطر حتى لإلحسان التوسل مرارةما إذا — ورفعته سموه تعرتض التي العقبات يذلل أن عىل قادرا وكان مسلحا، كانأعني الكبرية، النفوس عىل دليل بحق هي التي — الصرب عىل الشجاعة فيه توافرتيضحي أن البني الخطأ من أن مشاحة وال غرية. وال حقدا تضمر ال التي النفوسحزب إىل وحينا حزبه. إىل حينا رضباته يوجه وأن املصلحة، سبيل يف بضمريه اإلنسانكان لهذا أحدهما. من إليها الوصول ويرتقب ينشدها، التي الفائدة وراء جريا آخر.يف لسويفت «جاي» القصيص الكاتب كتب وقد قلنا. كما جليال حادثا «جلفر» ظهورعن «كتاب هنا لندن» يف «نرش ييل: ما ١٧٢٦م سنة الثاني نوفمرب/ترشين من ١٩ما جميع بيع وقد كلها. املدينة يف الناس حديث كان «جلفر» اسمه رجل سياحاتحواه مما أكثر والتسلية، الرتويح إىل يدعو ما ثمة وليس واحد. أسبوع يف منه طبعأحد. منهم يشذ ولم ذلك، عىل الناس أجمع فقد واآلراء، األفكار تنوع من الكتاب هذاال نفسه الكتاب ونارش مؤلفه، اسم الناس يعرف ولم فيه، كلمة كل لذة تذوقوا وقدأدناها، إىل أعالها من الطبقات؛ جميع قرأته الذي الكتاب هذا له قدم الذي من يدري

املرضع.» غرفة إىل الوزارة رئيس غرفة من عامتها، إىل خاصتها منفقد يذيعه، أال عىل يحرص كان الذي الرس ذلك طويال يكتم لم «سويفت» أن عىل

«ديفونني». القسيس إىل ١٧٢٧م سنة يف به أفىضيقول: اللغة أدب معجم يف «نابرو» املسيو كتب وقد

وتمثل عرسية، ووقائع إشارات عىل تشتمل رائعة، رواية «جلفر» رحالت «إنزعم فقد اليوم، تهمنا التي هي وحدها اللوثة وهذه العامة، اإلنسانية لوثةبعد له حدثت ومدهشة غريبة وقائع روى «جلفر» اسمه جراحا أن املؤلفطول يزيد ال بلد يف «ليليبوت»، إىل رحلتها انتهت التي سفينته غرقت أن«بربدنجاج» إىل ذلك بعد ذهب ثم أصابع. ست عىل وساكنيه أهليه من أحدالتي «البوتا» جزيرة إىل السري به انتهى ثم العمالقة. من أهله بلد وهوالسحرة يسكن حيث و«يدريد» «جلوبد» إىل ثم والفلكيون، الفالسفة يقطنها

91

Page 93: جلفر.في.بلاد.الأقزام

األقزام بالد يف جلفر

ثم السحيقة. العصور عظماء — الفكاهة يف رغبة — يستعرضون الذينأناس وهم وأتعسهم، الناس خلق أشقى لقي حيث «لوجناك» إىل وصلأي «الهويههمم» بالد إىل ووصل رابعة سياحة يف سار وأخريا مخلدون.بشاعة األكثرين من مقربة عىل تعيش التي املتحرضة الرشيدة الخيولاألخرية. الكلمة هي وهذه «الياهو» أو الرجال وهم ووحشية، وحمقا ودنسا،باإلنسانية. الزراية عىل تنطوي التي املسلية طريقته نقده يف املؤلف سلك وقد

فكرته.» عمق ويف نوعه يف األول الكتاب هذا راج وقد

فريادول»: «بريفت عنه قال وقد يشء، بكل ألم قد «سويفت» بطل و«جلفر»حيال تتالىش النمل، عش منازعات يف «ليليبوت» إىل الرحلة يف املنحطة السياسة «إنذلك بيده أخذ الذي الفيلسوف امللك وحيال «بربدنجاج»، أهايل عند الهادئة الحكمةتأثر دون له وقال عليه وعطف — إنجلرتا يف واألخالق للتقاليد — الفصيح املادحاألرض.» وجه عىل سار من أحط مواطنيه من األعظم السواد أن يرى «إنه وانفعال:الشهرة من كبريا قسطا فرنسا يف حازت التي — «جلفر» سياحات بني ومنكثريا — الكنيسة عن الدفاع بحجة — أثنائها يف دس التي «الربميل» قصة — والذيوع

الخطر.» دوي من بكثري التعريض الذع من

قواه بفقدان انتهى بذهول — حياته أيام آخر يف — سويفت» «جوناثان أصيب وقد«الهيه»: الناقد عنه قال وقد فشيئا، شيئا العقلية

وكان واحدة، بكلمة يفوه أن دون عاما قىض إنه وقيل: ذاكرته، فقد «لقدمعتوه.» ذاهل وهو ساعات عرش يوم كل يف ويسري اإلنسان، صورة يستبشع

والسبعني الثامنة يف وهو ١٧٤٥م سنة أكتوبر من ٢٩ يف «سويفت» مات وقد«برتيرك». كتدرائية يف ودفن عمره، من

92