1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا...

250
اﻟﺷﻌﺑﻳﺔ اطﻳﺔ اﻟدﻳﻣﻘر اﺋرﻳﺔ اﻟﺟز اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌﻠﻳم ارة وز ان وﻫر ﺟﺎﻣﻌﺔ1 - ﺑﻠﺔ ﺑن أﺣﻣد- اﻵداب ﻛﻠﻳﺔ اﻟ و ﻠﻐﺎت واﻟﻔﻧون اﻟﻣوﺿوع: العربيدب والغة ال في ماجستير شھادةنيل ل مقدمة مذكرة- مشروع ا ل ل سانيات ال نصية اﻟطﺎﻟب إﻋداد: اف إﺷر: اﻟﻘﺎدر ﻋﺑد داﻳد أ. د ﻣﻠﻳﺎﻧﻲ ﻣﺣﻣد: اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﺟﻧﺔ واﻟﻠﻘب اﻻﺳم اﻟﻌﻠﻣﻳﺔ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺻﻔﺔ ﻣﻛ د ــــــــــــــــــ ار در اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌﻠﻳمﺳﺗﺎذ أ ان وﻫر ﺟﺎﻣﻌﺔ رﺋﻳﺳﺎ. د ﻣﺣﻣ ــــ ﻣﻠﻳﺎﻧﻲ دﺳﺗﺎذ أ اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌﻠﻳم ان وﻫر ﺟﺎﻣﻌﺔ ا وﻣﻘرر ﻣﺷرﻓﺎ اﺳطﻧﺑوﻝ ﻧﺎﺻر دﺳﺗﺎذ أ اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌﻠﻳم ﺟﺎﻣﻌﺔ ان ﻫر و ﻣﻧﺎﻗﺷﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﻳﺔ اﻟﺳﻧﺔ: 2017 / 2018 أﺛﺮ اﻟﻨﺺ دﻻﻟﺔ ﺗﺮﺟﻴﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻟﺰﻣﺨﺸﺮي ﻟﺪى" اﻟﻜﺸﺎف أﻧﻤﻮذﺟﺎ"

Transcript of 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا...

Page 1: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

- أحمد بن بلة -1جامعة وهران والفنون لغاتو ال كلية اآلداب

:الموضوع

نصيةالسانيات للا مشروع -مذكرة مقدمة لنيل شھادة ماجستير في اللغة واألدب العربي : إشراف : إعداد الطالب

محمد ملياني د. أ دايد عبد القادر

لجنة المناقشة: الصفة الجامعة الدرجة العلمية االسم واللقب

رئيسا جامعة وهران أستاذ التعليم العالي ي درارــــــــــــــــــد مك مشرفا ومقررا جامعة وهران التعليم العاليأستاذ د ملياني ــــمحمد.

مناقشا وهران جامعة التعليم العالي أستاذ د ناصر اسطنبول

 2017/2018 :السنة الجامعية

السياق في ترجيح داللة النص أثر لدى الزمخشري

 "أنموذجا الكشاف "

Page 2: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

(

)2(خمرجا ومن ن الله شيء

)3-2لطالق (

عل له خم حيتسب حسبه إله لكل

﴾ ا

م

ق الله جيعحيث ال له فـهو جعل الل

﴾)3(قدرا

الرحيم

ومن يـتققه من حل على اللأمره قد ق

لرمحن

و...﴿ويـرزقهيـتـوكلبالغ أ

مــبسم اهللا ا

 

Page 3: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

إهداء

ي الذكرى العاشرة لرحيله ى روح والدي الزكية الطاهرة إ

ى رأسو ، عضيدتي مي سندي أى إ مصدر إلهامي أدامها هللا تاجا ع

ى العائلة الكريمة والاقرباء من جهة الاب ومن جهة الام إ

ى من علم حرفا فمنحته م ئة وألفاإ

ي سبيل إخراج هذا ى من قدم يد العون ى حلة إ ي أز البحث املتواضع

وأبه طلة

Page 4: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

شكر وعرفـان

دار ـــــــــــــــــــــــــئيم تملكرمت الأ ه وإذا أنتــــــــــــــــــــكرمت الكريم ملكتإذا أنت أ

الشكر قدم ورجاء أن نكون من الكرام وال نكون من اللئام، وجب علينا أن ن

ى كل من يستحقه ى عز الشكر ، وال أحق بإ ى وجل من املو ي الاو فله الحمد

ى ما من علينا وأعطى من عظيم ر والتوفيق، ثم أتقدم والاخرة، وله الحمد ع الص

ر بعد "محمد ملياني"ى أستاذي املشرف الاستاذ الدكتور إ الذي له الفضل الكب

فإني لن أوفيه جميل إحسانهفيما وصلنا إليه، ومهما أعربت له عن وجل هللا عز

فجزاه قدره ر ، كما أ هللا ع كل خ

الشكر لكل أستاذتنا الذين أشرفوا علينا ث

م من جميل املعاملة وعظيم الفائدة، ي مرحلة التكوين ى ما لقيناه م كماع

ى وتقدري شكري بخالص أتوجه ي الدفعة الاعزاء الاصدقاء إ ى زمالئي وإ

2014/2015

Page 5: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 

Page 6: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 أ  

الحمد هللا الذي جعل اللغة أداة للتواصل وقيضها وسيلة للتعبير والتفاعل، وهو

، والصالة 4اآلية –" ابراهيم القائل في كتابه:" وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه

هله آإلى السداد وعلى نامبالضاد، هادي األوالسالم على النبي المصطفى أفصح ما نطق

وصحبه األشراف األتقياء خير العباد أما بعد:

ن ، واستطاعت أال في دراسة اللغات البشريةفإن اللسانيات أسهمت بشكل فع

على مستوى الموضوع أو على تلف ميادين المعرفة والعلم، سواءرض نفسها في مختف

نا دراسة لغوية جادة، هذا مر ستغناء عنها أمرا محظورا إذا ماوبات اال ،مستوى المنهج

البحث اللساني الذي مر عبر تاريخه بتحوالت كبيرة كانت وليدة إعادة النظر في رحلة

األكفء في مقاربة اللغة وقضاياها، وكانت البحث عن نظرية لسانية يمكن أن تكون

إحدى هذه المقاربات التي -القرن المنصرمات يستين-لسانيات النص التي ظهرت أواخر

،ظلت محصورة في إطار الجملةالتي تعرفها النظريات ي كانت تت إلى سد الثغرات السع

ومن الكفاية النحوية إلى الكفاية المستعملالكلي والمجرد إلى فتجاوزت الجزئي إلى

يهذا األخير الذي يعد محورا رئيسا من محاور علم إلى السياق، النسقالتواصلية ومن

ثمرة من ثمرات اللسانيات التي جعلت منه نظرية ومنهجا متكامال يعتبر و الداللة والتداولية

لبعض أن نظرية السياق هي غربية المنشأ وال عالقة لها افي دراسة المعنى، وحيث يظن

وال تراثنا، فإن هذا فهم مغلوط والسبب أن الوعي بالتراث وتفحص واقعه يجعل بعلمائنا

وذلك حاصل في كثير من الدراسات اللغوية بخصوصيته معرفة المتبصرمن الباحث

Page 7: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 ب  

من كان العرب األوائل السباقون إليها، وان كان ذلك على مستوى اإلجراء والتطبيق أكثر

علمائنا لدىالتوجه التأملي والتنظيري، كما أن دراسة التراث تظهر الوجه اللغوي المشرق

لو وجهوا عنايتهم إلى التنظير و ،السبق في كثير من المجاالتقصب وأن لهم األوائل

العربية ال لخلفوا لنا مادة علمية هائلة وذخيرة معرفية شاملة، وأن االقتصار في الكتابات

يقلل من شأنها ألنه وضع اعتمد التكريس ال التأسيس.

والتي عمق أصحابها مسألة ،كثر بعدا مع الدراسات التداوليةأويأخذ السياق مسارا

والنفسيإلى السياق االجتماعي المحض اإلطار اللغوي لى تجاوز اعتمادا عالسياق

اللغة وعالقتها تسعى إلى دراسة بأنها كارناب" رودولف "والتداولية كما حددها ،والثقافي

و السياق غير "المقالي"بالعالم الخارجي، وينقسم السياق بدوره إلى قسمين اللغوي أو

على اللغة في حد ذاتها ونظامها الداخلي األول . يعتمد الشق"المقامي"لغوي أو ال

الثاني يعتمد على ، والشقكالصوت والمعجم والتركيب والبناء والنحو والنصوص

والسامع إضافة إلى عالقتهما وكل الظروف المحيطة المشاركين في الخطاب كالمتكلم

بالخطاب ونوع الخطاب.

صاحب المدرسة "فيرث"مها تقوم نظرية السياق والتي هي غربية المنشأ يتزع

عن وضعها في تراكيب بمعزلنكشف على أن داللة المفردة ال ت االجتماعية االنجليزية

داللة الكلمة تتجلى ، و لغوية، فاالستعمال الخطابي للفظة هو الذي يمنحها المعنى

ات باالستعمال وتوظيفها في تركيب بدال من دراسة اللغة كنظام كما كانت عليه اللساني

Page 8: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 ج  

قد سبقه العلماء األوائل من نظر وتأمل كان "بعد فيرث"السوسيورية، وما توصل إليه

الذي هو صاحب مدونة "الزمخشري"وعلى رأسهم وكذا علماء التفسير "الجرجاني"أمثال

والذي توصل إلى أن الداللة المرجوة ال يمكن الوصول إليها إال باالعتماد على بحثنا،

للزمخشري بالنظر إلى أنه تميز "الكشاف"وقع اختيارنا على تفسير السياقية ، وقد قرينةال

آنذاك متمثال في نظرية النظم بالتطبيق العلمي ألرقى ما توصل إليه الفكر اللغوي العربي

على فكرة السياق، أو لنقل أن فكرة السياق كانت من ت نانبللجرجاني، هذه النظرية التي

مباشر الالمباشر وغير دنا هذا التفسير حافال بالتوظيف التي قامت عليها وقد وجركائزها

لمعطيات السياق وعناصره المختلفة.

جاء بحثنا ،وترجيحهولمناقشة القضايا المتعلقة بالسياق ودوره في تحديد المعنى

" -الكشاف أنموذجا- لدى الزمخشري النص "أثر السياق في ترجيح داللةموسوما بـــ

مواطن ومواضع لجوء الزمخشري إلى السياق لتحديد المعنى، وقد تقييد لوذلك محاولة

انطلقت في بحثي هذا من عدة إشكاليات وتساؤالت أهمها:

علية السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري؟اتتجلى ف فيم -1

والى أي مدى استعانوا به في القبض على كيف نظر القدماء إلى السياق؟ -2

الداللة؟

وتطوره تبلوره ن أم أفي الوعي العربي حضورا مميزا؟ اق هل كان حضور السي -3

كان على يد الغرب؟

Page 9: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 د  

نواعه؟ما هو السياق؟ وما هي أ -4

واألسس االبستمولوجية التي مهدت لظهور النظرية المعرفيةما هي المنطلقات -5

السياقية؟

النصي؟ ماسككيف يمكن أن يكون السياق آلية من آليات الت -6

اللغوي قرينة من قرائن السياق؟كيف يمكن أن يكون النص -7

أم أن هناك عناصر أخرى ؟هل يمكن اعتبار السياق وحده كفيال بإبراز المعنى -8

لتحديد الداللة؟

بالسياق؟ العرب بالمقام هو ما يعنيه المعاصرون هل كان ما يعنيه -9

ما هي المصطلحات المرادفة للسياق عند العرب؟ - 10

، ومعلوم وجل حول كتاب اهللا عز راسةيتعلق بدنه فألاختياري للموضوع بسباأأما

ابراز منهج و وجل كتاب اهللا عز وهذا يدخل في خدمة ،علوممالأن شرف العلم بشرف

على تفسير القرآن كامال تطبيقية ال الدراسةكون صحيح لفهمه وتفسيره، إضافة إلى أن

كان تفسيرية، كما ملكة ون له ك الباحث علميا وي مما يصقل مفسر كبير كالزمخشري ومن

بدقائقه وأسراره والتفتيش اإللمام و إلى التراث فحب التشو من دواعي اهتمامي بالموضوع

األوائل من مواد علمية تعتبر مدار الفكر اللغوي المعاصر، زيادة على ءالعلمافه فيما خل

قاعدة ويجعله المجازالمعتزلة كثيرا ما يعول على هذا أن الزمخشري وهو من علماء

ز عز كثيرا من الحقائق اللغوية التي يراها مصروفة عن ظاهرها، وهذا ما ييرد إليه اار دوم

Page 10: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 ه  

الدراسات اللغوية تؤيده وهذا ما ،مصروفا عن ظاهره كان مادور السياق الذي يتدخل في

معنى سياقي بالدرجة األولى. يالمجاز تجعل من المعنى التي المعاصرة

أولية متعلقة بالداللة "محددات ومفاهيمبــ " عنونتهل دخعلى مال شتمم بحثناجاء وقد

على كما اشتمل أيضا، وكذا فاعلية السياق في تحديد المعنى ،وكل من السياق والمقام

في األصول فصل نظري عنونته بــ "السياق بين التأسيس والتأصيل" وهو عبارة عن دراسة

ى من أصوليين وبالغيين ومفسرين مبدءا من السياق عند العرب القدا والجذور،

السياق في الدرس اللغوي المعاصر عند الغرب وخصوصا زعيم النظرية إلىومعجميين

"و "تمام حسان"سهم أر على و "فيرث"، وكذا عند العرب من خالل جهود تالمذة "فيرث"

ول ، المبحث األإلى مبحثين تهقسم اتطبيقي ، ثم فصال"كمال بشر"و "انر السع ومحمود

وذلك من خالل إبراز الظاهرة "الزمخشريفي تفسير الممارسات النصية عنونته بــ"

لدى داللة النص السياق في ترجيح أثر "عنونته بــوالثاني ،في صنيع الزمخشريالنصية

بدءا من العالقة بين الكلمة والتركيب إلى العالقة بين النظم والداللة. "الزمخشري

ةبين المكتوبوقد اعتمدت في بحثي على بعض الكتب القديمة والحديثة التي تنوعت

في تفسير الزمخشري البالغة القرآنيةبالعربية واألجنبية، ومن أهم المراجع التي اعتمدتها "

كتاب دور الكلمة وكذا"محمد حسنين أبو موسى"، لدكتور" لـوأثرها في الدراسات البالغية

وغيرها من الكتب والرسائل الجامعية.في اللغة " لــ "ستيف أولمان" ترجمة كمال بشر،

Page 11: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 و  

في قيمة هي متعلقة بالدرجة األولى في بحثنا هذا فأما عن الصعوبات التي واجهتنا

مما وهذا ،السياق اللغوي التي جعلت منه يحتل مكانة واسعة في البحث اللغوي المعاصر

من أين يبدأ وأين ينتهي؟ وكذا هفي صعوبة تحديد السياق، أو بعبارة أخرى حدودنا أوقع

مر الذي واجهنا أيضا هو كثرة الداللة والتداولية، واأل يعلمللسياق بين التداخل المعرفي

حيانا، ال سيما لسياق وهذا ما يجعل الباحث يتيه أالمصادر والموارد المتعلقة بمبحث ا

.العربي ثير قلقا معرفيا لدى الدارسمكتوبة باألجنبي مما يمؤلفات السياق ممعظ

م على الوصف والتحليل، الوصف ئقاال فهو المنهج التحليلينهج الذي اتبعته موأما ال

، كشاف الزمخشريوالتحليل من خالل التطبيق على ،من خالل مفاهيم نظرية للسياق

لسياق عند القدامى والمحدثين.لفصل يتعلق باخالل عقدنا المقارن من نهج مال لكوكذ

Page 12: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 ز  

بالشكر إلى من قدم لي يد العون حمد اهللا تعالى، وأتقدم أخير إال أن وال يسعني في األ

إلتمام فصول هذه الرسالة ، وأسأل اهللا أن ينفع بها

.والحمد هللا رب العالمين

Page 13: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يماه فـ م ات و د د ح م

مفهوم الداللة لغة واصطالحا -

الداللة عند العرب -

الداللة الاساسية والداللة السياقة -

عناصر تحديد الداللة -

ي ترجيح املع - فاعلية السياق

Page 14: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

املعىن هو اهلدف املركزي الذي تصوب إليه سهام الدراسة من ":تمام حسانيقول الدكتور 1".كل جانب

                                                             28ص ، 2006، 5ومبناھا، عالم الكتب ، ط تمام حسان، اللغة العربية معناھا 1

Page 15: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

10  

وهيمنت على ،لقد شغلت مسألة الداللة أو المعنى بال أئمة اللغة و أرباب البالغة

منذ وضعها الخطى ية في تصنيفهمنجازاتهم الفكر ا مساحة واسعة من جهودهم العلمية و

صالتها وصان للقرآن لغته، فكانت مدار للعربية ألى هذا المسلك الذي حفظ األولى ع

نا بأن المسار ذا صرحإعلى المبالغة وال يحمل الكالم ،االهتمام ومصب العناية والتركيز

هتمام األول بجهد الالبالغة يطول امتداده منذ نشوء او والنحو لموضوعات اللغة العلمي

والخوض 1،أساس النظرة الدالليةعلى كليا يكاد يبنىيعاصرنا من حاضر ما حتى جاهد و

بها الت لغوية و وتنظيرا وتحليال وتأصيال لها، وصوال إلى منهجيات معيارية ومقبحثا

سواء كان عربيوحيثيات ورودها في الخطاب العنها أصول الداللة وطرق الكشف تعرف

أم يتعدى إلى حيز الخطاب البشري. اإلهيالخطاب

من حيث ةفردممعنى ال منفموضوع الداللة هو المعنى اللغوي والذي ينطلق

تأخذها الكلمة في السياقات التي ومتابعة التطورات الداللية والتغيرات عجميةحالتها الم

نما ا قة و تحمل في ذاتها داللة مطل، إذ يصعب تحديد داللة الكلمة ألن الكلمة ال المختلفة

2داللتها الحقيقية. لهاالسياق هو الذي يحدد

ن حصل لإلنسان وعي لغوي، فلقد كان مع علماء اللغة فدراسة المعنى في اللغة بدأ منذ أ

محاورة توكان ،فاهيم لها صلة بالداللةالبين في بلورة مثرهم أ، كما كان لليونان الهنود

                                                            جدلية السياق والداللة في اللغة العربية، النص القرآني سيروان عبد الزھرة الجنابي وحيدر جبار عيدان، ينظر 1 3ص ، د ر، جامعة الكوفة، مركز الدراسات واألبحاث،مجلة اللغةنموذجا، أجامعة قار يونس بنغازي ليبيا، منشورات علم الداللة،ترجمة نور الھدى لوشن، ينظر كلود جرمان وريمون لوبلون 2

08، ص1997، 1ط

Page 16: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

11  

، مما يؤكد هذا الوعي سقراط حول موضوع العالقة بين اللفظ ومعناه هستاذألفالطون أ

وكذا الرومان الذي كان لهم جهد معتبر في الدراسات اللغوية وخاصة فيما يتعلق

بالمعنى.

وتعددت مناهجها وحقولها فبرزت الدراسة اللسانية تشعبت 19وفي حدود القرن

الذي يهتم "الفونتيك"لم صوات إلى جانب عوالتي اهتمت بإبراز وظائف األ "جياالفونولو "

صوات المجردة.راسة األبد

ا للبحوث اللغوية حيزا واسعا في صو قد خص العرب كان المفكرون الجانب اآلخر وفي

كالمنطق والفلسفة علوما لغوية قد لى جانب العلوم النظرية إيضم الذي الموسوعي نتاجهم إ

حكام األ لى استنباطإالدين تهدف علومت كانلما و ،كل جوانب الفكر عندهم ت مس

في فهم وتوسعوا ،التراكيب لفاظ و بداللة األاهتم العلماء ،صوليةالقواعد األالفقهية ووضع

" ليس من :معاني نصوص القرآن والحديث، وفي معرض هذا يقول عادل فاخوري أنه

ن يتوصل في مرحلته المتأخرة إلى وضع كر العربي استطاع أالمبالغة في القول أن الف

.1األبحاث المعاصرة"ية يمكن اعتبارها أكمل النظريات التي سبقت لنظرية مستقلة وتأم

بل هي ،فاألبحاث الداللية في الفكر العربي التراثي ال يمكن حصرها في حقل معين

موزعة على مساحة شاسعة من الحقول والعلوم، ألنها متفتحة على الكثير منها كالمنطق

دبي، ولما كان النظر في الداللة والوصول وأصول الفقه والتفسير والنقد األ وعلوم المناظرة                                                            

،2012، 1دار الطليعة، بيروت، ط ،اء الحديثةيمدراسة مقارنة مع الس– علم الداللة عند العربعادل فاخوري، 1 05ص

Page 17: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

12  

معلوم هوكما -ألن الحكم على الشيء فرع تصوره-إليها يمر عبر الكشف عن ماهيتها

عند المناطقة وذلك من خالل سؤال :

وماهي أصنافها؟.ماهي الداللة؟

مفهوم الداللة : -1

رشاد بانة واإلاإل :هل اللسان لمفهوم الداللة هوأالمعنى المشهور في تداول لغة : -أ

.خرى لفظية وغير لفظيةأي عالمة أو بأمارة والتسديد باأل

1".طالقهإرشاد وما يقتضيه اللفظ عند " اإل:ن الداللة هيأجاء في المعجم الوسيط

ن معاني الداللة وظاللها ال تختلف سواء حملناها على أوالناظر في المعاجم يدرك

.و على الكسرأالفتح

اصطالحا: -ب

لقد تنوعت اهتمامات العلماء بموضوع الداللة عبر اختالف فنونهم، وغطت جهودهم

في الداللة والحديث عن السبقجوانب كثيرة من الدراسة الداللية، وممن كان لهم

نطق أكثر من بقية العلوم ملك الرتباط علم الداللة بالنطق، وذمقسامها علماء الأ

والعادة لى ذلك بقوله "إيشير حبير"التقرير والت"صاحب كتاب هنا نجد خرى، ومن األ

2".العملية للمنطقيين التقسيم فيها

                                                             40ص ،2004، 4دار الشروق، بيروت، ط ،، المعجم الوسيطمجمع اللغة العربية 1ط دار المعارف، ،ضبط وتصحيح عبد هللا محمود في شرح التحرير التقرير والتحبير ھـ)،879(ت بن أمير الحاجا 2 99، ص 1ج ،1983، 2

Page 18: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

13  

الميزانهل ما اصطلح عليه أشهرها فت الداللة بمجموعة من التعاريف أوقد عر

العلم بشيءوالمناظرة" أن يكون الشيء بحالة يلزم من العلم بها والعربيةصول واأل

ول األ بالشيءهم يقصدون و ، المتأخرين، وهذا المفهوم العام للداللة في اصطالح 1آخر"

. لفظ وغيرهالثاني المدلول والمراد بالشيئين ما يضم ال والشيءالدال

فقد كانوا على دراية بثنائية "الدال والمدلول" والعالقة القائمة بينهما والتي تدور بين

ال في إالغرب ليهاإاللغوية التي لم يتوصل تلك الحقيقة العلميةاالعتباطية والسبيبة ،

لى جملة اكتشافاته إوجعل منها ثنائية "دي سوسير "على يد العالم اللساني 19القرن

تي شكلت مسارا معرفيا للدرس اللغوي المعاصر.اللغوية ال

:الداللة عند العرب -2

عليها المصطلح العلمي القديم نشأت في رحاب بني انسس النظرية التي ن األإ

ذلك نجد بأن علوم لو ،حكام منهفهم كتاب اهللا واستنباط األ يتوخىالدرس الفقهي الذي

ذلك على أدل ليسو ،البحث ومصطلحاتهفي أدوات لى حد بعيد إشترك التراث العربي ت

لوازم الفقه الشرعي نذكر منها مناستخدام اللغويين القدامى مصطلحات هي من

اللي في التراث العربي عن هذه الدرس الد ولم يشذ 2ستحسان،جماع والقياس واالاإل

لى فهم كتاب اهللا إكان يدور في فلك العلوم التي كانت تهدف سس النظرية باعتباره األ

                                                             120، ص2ج ، 2011د ط، تح رفيق العجم، كشف اصطالحات الفنونعلى التھانوي، محمد 1 .26، ص 1983للكتاب)، د ط، دار النشر(الشركة العالمية لسنة،فنون التقعيد وعلوم األ ،ريمون طحان 2

Page 19: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

14  

سبع مرات في "ل ل د"مادة ترت اواستنباط دالالته، وقد تو معانيهذليل تعز وجل ب

.الكريمالقرآن

رشاد ذ معناها اإلإ واشتقاقاتها،صلية لى معرفة مادتها األإحاجة هذا ولم يكن بالقوم

نجد الراغب ،القرآنرون مفردات الكلم ويفس لون ، فلما شرع العلماء يفص لهم باد والهداية

على المعانيلفاظ لى معرفة الشيء كداللة األإصل به الداللة ما يتو :" يقول صفهانياأل

وسواء كان ذلك بقصد حتى يجعله والعقود في الحساب،وداللة االشارات والرموز والكتابة

على هم دل ماقال تعالى:" ،نسان فيعلم أنه حيإداللة أو لم يكن بقصد كمن يرى حركة

1."14اآلية - سبأ ."منسأته تأكل األرض دابة إال موته

هو نها وبي لداللة من شرح اول ومبلغ علمنا أن أ ،التوضيحو وقد تداولها العلماء بالتبيين

يقول:" حيث ته الثاقبةبمنهجي العربي اقا في تطوير أدبيات اللسانالجاحظ الذي كان سب

يمدحه ويدعو وجل المعنى الخفي هو البيان الذي سمعت اهللا عز علىوالداللة الظاهرة

سماوالبيان ،العجموتفاضلت وبذلك تفاخرت العرب القرآننطق إليه ويحث عليه، وبذلك

ب دون الضمير حتى يفضي السامع حجاوهتك الكشف لك قناع المعنى لكل شيءجامع

،ن أي جنس كان الدليلمكائنا ما كان ذلك البيان، و على محصولهويهجم تهإلى حقيق

                                                            مركز الدراسات والبحوث مكتبة نزار، تحقيق نديم رعشلي، غريب القرآن المفردات فيصفھاني، الراغب األ 1

63ص ،2009

Page 20: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

15  

فهام، فبأي الفهم واإلنما هو إليها القائل والسامع إمر والغاية التي يجري مدار األألن

1."وضحت المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضعشيء بلغت وأ

ا مر عنهطرفين عب بينن الكالم ال يتم إال أ بينالجاحظ منلفتة علمية ن ههناعلى أ

فحسب نطوق مالجاحظ أن يدرك أن الداللة ال تنحصر في ال لم يفتو هذا ،بقائل وسامع

الحيوان في هي كالداللة التي (فالداللة التي في الحيوان الجامدإلى غيره، هيتجاوز نماا و

2)من جهة البرهان. والعجماء معربةالناطق، فالصامت ناطق من جهة الداللة

محدد لم يكتمل فقد وضع الجاحظ أساسيات أولية لم تلبث أن اصبحت مبادئ علم وهكذا

، فداللة األلفاظ االسالمية العربية وظل موزعا بين العلوم الحاضر،إال في عصرنا

من النظر وذو يتقاسمها شارات ظلت ميادينحوال والخطوط والعقود والمعاني واإلواأل

خاصا بعلم كتابا وذلك ألننا لم نعرف 3،ويعتنون بهااب والكتوالنحاة والفقهاء المتكلمين

مبادئ ومالمح ههنا وهناك نما تعتمد علىا و ،هدافها يفسر لغاتها وأقسامها وأالداللة

ليها هذا إيشير التي حكام يستنبطون القوانين واألوعلى ضوئها كعالمات بها يهتدون

.وتابع علماء العربية مفهوم الداللة كل في حقله واختصاصه 4،الكون

لية الداللية ال مالعساسها ورسموا على أللداللة العربالتي قدمها العلماء المفاهيم ن هذه إ

الدليل حول "سوسيري د"العالم اللساني إليها النظرية التي توصل تلكتختلف عن                                                             

75ص ،1ج ،1988، 1دار الھالل بيروت، ط ،تح على أبو ملجم الجاحظ، البيان والتبيين 1 81ص ،1ج المصدر نفسه، 2 61ص 1، ج1946، تح محمد علي النجار، دار الكتب المصرية الخصائص ي،ابن جن 3 25ص ،2005، جامعة الجزائر، رسالة دكتراه مالمح علم الداللة عند العرب،سالم علوي، 4

Page 21: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

16  

و المفهوم أالمادة وانما واللساني يقول في تعريفه:" فالدليل اللساني ال يجمع الشيء

بقدر ماهي المادي بعينهالصوت وليست هي األخيرة ،السمعية والصورة المعنى المجرد

1يكولوجي له أو التمثيل المؤدى من طرف مدركاتنا الحسية."الساألثر

وأن العالمة اللسانية أو "سوسيري د"عريف ى صورة سمعية حسب تفالكلمات ليست سو

Image) والصورة السمعية (Concept(الدليل) هي التأليف بين التصور الذهني (

acoustique .(

لماذا يشدد أهل العربية عن مقاصد المتكلمين وعن أن نتساءل احق لنيبعد هذا و

هيلمفيد للسامعين؟ الحقيقة التي وصلنا إليها أن أصل نشأة العلوم العربية ا النبأتبليغ

لتصحيح العقيدة نماا ليس من الجانب البياني فحسب و ،ومراميههدافه مقاصده وأبالقرآن

قاصد والنوايا "إنما موأن األمور كلها تسير حسب ال ،وسالمتها ليتطابق الباطن مع الظاهر

راض المستوحاةعلى األغهذا األساس انصبت الدراسات العربية علىو األعمال بالنيات"،

فأهل العربية يشترطون القصد في الداللة فما التهانوي:" والجملة المنشودة يقول من الداللة

ال يكون مدلوال للفظ عندهم، فإن الداللة عندهم فهم المراد من المتكلميفهم من غير قصد

ده المتكلم امطلقا سواء أر فهم المعنىعندهم نهم إطقيين فال فهم المعنى مطلقا بخالف المن

2"أم ال.

                                                            1 Dusossure, Coure linguistique général,Paris, 1989, p98

49ص 1كشف اصطالحات الفنون، جالتھانوي، 2

Page 22: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

17  

الداللة األساسية والداللة السياقية: -3

وضعها نما كانإحينما وضعت أن الكلمات "إليها ننبه ن الحقيقة التي يجب أن إ

معاني أخرى غير المعنى األصلي فتلك ما دلت على المعنى األصلي، فإذا علىللداللة

ذلك بكلمة (الــــ) فهي تستعمل في المعنى ل، ويمكن التمثيل 1مستخرجة من السياق"معان

مثل على معنى خاصولكن السياق قد يوجهها لتدل ،على عموم االتساعالعام للداللة

2.راهيم) (آل عمران)، فإنها دالة على الذرية(آل اب

من خالل ةالمكتسبخرى هي الداللة ة واأليحداها معجمإللكلمة داللتين ن ومن ثمة نقول أ

مثل المعنى ت ىالتي يطلق عليها (الداللة السياقية)، فاألول ، وهيتركيبها وضمها وتأليفها

وقد دراكي،اإل يضا التصوري أو المفهومي أوأ تسمىأو الحرفي و يالمركزي أو األول

ترد في أقل نماحيالمعجمية المتصل بالوحدة المعنى "ذا النوع من المعنى بأنه هف ر ع

3"ترد منفردة. حينما اق أيسي

ويسميه محمد محمد يونس ،و الثانويأضافي أما الداللة السياقية فإنها تمثل المعنى اإل

وهو المعنى الذي نتحصل عليه من خالل االستخدام واالستعمال، "ظالل المعنى "علي

                                                             86ص ، 2015مكتبة علم النفس، ،د ت محاضرات في علم النفس اللغوي، ،بن عيسى حنفي 1دار الرشيد د ط ، منشورات وزارة الثقافة واإلعالن، الدراسات اللھجية والصوتية عند ابن جني، نظر سعيد نعيمي، ي 2

116ص د ع، ، للنشر 37-36ص ،1929عالم الكتب، القاھرة، علم الداللة، احمد عمر مختار 3

Page 23: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

18  

حركي فهوله صفة الثبوت واالستقرار، ليسالمعنى األساسي و زائد عنوهذا النوع

1،الخبرةأو الزمنخرى مثل مل أاتغير الثقافة وعو بومتغير

المعنى المشترك من وهي التي تمثل القدر الداللة المركزيةذا هناك نوعان من الداللة: إ

تأتي في حال تخاطب محدد،التي الداللة الهامشيةو حوله جميع الناس، الذي يتفق

خرىضافية حسب الوضع الذي تمثله الكلمة مع الوحدات األحيث تتحدد تلك الداللة اإل

ساسي والمعنى ق بين المعنى األر فومن الضروري أن ن 2احد،و ا في سياق هظم معتالتي تن

3التحديد النهائي لمعاني الكلمات.قبل ضافي اإل

داللة عرفية ال تخضع المعجميةالداللة ن إواذا ما جئنا إلقامة فوارق بين الداللتين، ف

ولكنها ناتجة عن الوضع الذي اتفق ،ألية قاعدة أو عالقة محددة تربط الدال بالمدلول

عرف يال هألن ،خرىأة و غختالف بين لهذا األساس كان االعلى ة، و غكل ل هل أعليه

4أمة.ة وعند كل غتفاق في كل لالكالم وقع عليه االمن ءشي

على هذا نفسها المرتبة صواتكما اختلفت األ ،قالم ذوي اللغاتأاختلفت ا على هذبناء

ال منإخص اللفظ معناه األ ىعطين وال يمكن أبالعموم وتمتاز الداللة المعجمية ،5الفهم

العمومشكالية إ تحلالتي داللة السياق تتجلى قيمةومن هنا ،في السياق هخالل توظيف                                                            

شراف رسالة ماجيستر، إ برز مظاھرھا عند ابن جني،أالمستويات الداللية في اللغة العربية و ،محمد االمين خويلد 1 140ص ، 2011جامعة الجزائر، ، تيمةالعيد ر

74ص ، 1994، 1الشركة المصرية العالمية للنصر، ط ، سلوبيةاألو ةالبالغ ،محمد عبد المطلبينظر 2، 1994 ديوان المطبوعات الجامعية، جامعة الجزائر،التعدية والتضمين في االفعال في العربية، ،ة عبد الجبار توام 3

.118ص 286ص 3الخصائص ، ج ،ابن جني 4 46-45ص 1المصدر نفسه، ج 5

Page 24: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

19  

غيرها من الوحدات اللغوية في معمفردة نتيجة استعمال التسم بها المعنى المعجمي يالتي

ن الداللة السياقية بالمقارنة مع الداللة المعجمية إساس فهذا األعلى و ،سياق محدد

خرى وهو من الكلمات األتخضع لعالقة معينة تتجسد في ضرورة وجود الكلمة في محيط

بخالف ،والذي يحدث نتيجة ارتباط السياق اللغوي بالتركيب ،"التجاور"ما يسمى

فهي تتسم العالقة في ارتباط الصورة بالصوت ي نوع منالمعجمية التي ال تخضع أل

باالعتباطية والعرفية.

من التحديد وتخضع لنوع يكان التركيز على السياقية باعتبارها تتسم بش ةومن ثم

،لى ما يجاورها من المفرداتإللمفردة بالنظر خصحيث يتحدد المعنى األ ،العالقة

1"تنفرد وحدها في الذهن.فالسياق ال يقوم على كلمة "

ال إن تتحدد أن معاني الوحدات اللغوية ال يمكن أساس في نظرية السياق يقوم على واأل

خرى التي تقع مجاورة لها.بمالحظة الوحدات األ

عناصر تحديد الداللة - 4

التراث العربي للقدامى في ميدان الداللة يقف عند ملمح علمي قيم ن الناظر في إ

هذا الملمحل ئه ومثلوا له، في حين ال نجدفي هذا الميدان تفطن له العلماء وسموه بأسما

نواع أاسات المعاصرة الذين درجوا في الخلط بين أغلب الدر حضور معمق في الداللي

                                                             08ص ،1960، 1بيروت لبنان، ط ،دار العلم للمالييندراسات في فقه اللغة، ، صبحي صالح 1

Page 25: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

20  

لداللة الصوتية والداللة الصرفية وكذا السياقية عن ا واحدثفت ،الداللة وعناصر تحديدها

ين العرب الذين يعند الداللمر كذلك وليس األ 1،نواع الداللةأمن قبيل وغير ذلك مما هو

هناك ن وعندهم أنواع الداللة، أو دات الداللة)حدزوا بين عناصر تحديد الداللة (ممي

المراد على وجهلى إلوصول ل ضيفعناصر معينة هي التي تقوم بتحديد نوع الداللة وت

.و تعقيدبهام أو لبس أإالتحديد والتدقيق ومن غير

الضروري في الكشف عن وأالصحيح تجاه االتمثل المتنوعة هذه االعتبارات فمراعاة مثل

و المعنى الظاهري أو معنى المقال بالمعنى الحرفي أ يعد االكتفاءالمعنى، ومن ثمة

ا كانت الظواهر اللغوية خاضعة لظروف المقام ر الفهم، ولمقصو للنص يعتبر سببا في

مظاهر الهم عند أوالوقوف واعتبارات غير لغوية وكان من الالزم مراعاة هذه االعتبارات،

المقام فكرتي افر مع البنى النحوية وهما ضبالتلف الدالالت وتوجهها بمختصلة ذات

المخاطب.و والمتكلم

حوال:ومقتضيات األقامات منظرية ال 1- 4

في صفيالداللة الو مهي المركز الذي يدور حوله عل المقامو ألقد كانت فكرة السياق

وكذا ،المعنىاالجتماعي من وجوه عليه النوع بنيالوقت الحاضر، وهو الوجه الذي

جتماعية التي تسود ساعة أداء حداث والظروف االوجه الذي تتمثل فيه العالقات واألال

                                                             ، 2007، 1دار األمل، األردن، ط ،محي الدين عبد الحميد تح علم الداللة التطبيقي في التراث العربي، ،ھادي نھر 1

47ص

Page 26: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

21  

1المقال.

واجبا في اللسانيات االجتماعية والتاريخية تحليل المقام في سياقه المقاميواذا كان

.وجبل التحليل األسلوبي أمجافي نهإفوالنفسانية،

تعريف المقام: 1-1- 4

المقتضيةمور :" مقامات األالسعدمختصر حاشيته على مام الدسوقي في يقول اإل

اختالف مقتضيات األحوال، لزم ذا اختلفت المقامات ا و ،ما في الكالمخصوصية العتبار

ذ االعتبار الالئق بهذا إ، سباب في االقتضاء يوجب اختالف المسبباتاألن اختالف أل

2."حوالاختالف مقتضيات األ يعنيواختالفها الالئق بذلك االعتبار المقام غير

ليه في إشير على ما أ ةصوصف بكيفية مخالمكي هو الكالم الكلي الحال ومقتضى

3المفتاح.

حات التي ومن المصطل ، سلوبية من تقديم وتأخيرهذه المقامات تتوزع الظواهر األ وعلى

والمطابقة واالقتضاء قدار والمشاكلة واألالحال والموضع والمقدار تستعمل استعمال المقام

لم يتبلور ن ا و ،وجميعها فروع عن أصل ثابت في تفكير اللغويين العربالسياق والظرف و

4.مالئمةالمناسبة و ال تيفكر ال إاالصطالحي على الصعيد

                                                             337ص ،2006، 5ط ، عالم الكتب اللغة العربية معناھا ومبناھا، ، تمام حسان 1 2002دار الكتب العلمية، ،على مختصر السعد شرح تلخيص مفتاح العلوم سوقيدحاشية المحمد ابن أحمد الدسوقي، 2

125، ص 1ج ، وكذا التفتازاني 165ص 1987، 2تح نعيم زرزورة، دار الكتب العلمية بيروت، ط مفتاح العلوم،السكاكي، 3

157، ص 2ج، 2016مختصر التفتزاني، دار الفكر، 208ص ،1981منشورات الجامعة التونسية، العرب،التفكير البالغي عند ، حمادي صمود 4

Page 27: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

22  

رد في كتاب ، وو "فسياق الظر " ثرفر أويسميه جي "بساط الحال "الفتوحيويسميه

1."المطابقات النحوية"اصطالح ريات اللسانية والبالغية عند محمد الصغير بنانيالنظ

نما هو جملة ا و ،طارا وال قالباإقصده بالمقام ليس حسان:" فالذي أ مامتقول الدكتور ي

السامع والكالم نفسه وغير عتبرمنه كما ي االمتكلم جزء عتبرف االجتماعي الذي يقو مال

يتخطى مجرد التفكير في موقف نموذجي ليشمل مر بالمتكلم، وذلك أاتصال مما له ذلك

2."والمقاصد والغاياتوالتاريخ والمجتمع نسان من اإلكل جوانب عملية االتصال

لف سنة على زمانهم، متقدمين أبفكرة المقام همعند اعترافالعرب وبهذا يكون اللغويون

سس من أن يساسيتين متميز باعتبارهما فكرتين أوالمقال ألن االعتراف بفكرتي المقام و

لمغامرات العقل من الكشوف التي جاءت نتيجة في الغرب المعنى، يعتبر اآلن تحليل

3في دراسة اللغة.لمعاصر ا

غير لغوية: لوظروف المقاالمتكلم والمخاطب 1-2- 4

في تحديد مها امع تقوم بدورالمتكلم والسكغير اللغوية المقال ن ظروف إ

من معاني المفردات والجمل المستعملة يعتمد اير بك ان جزء، ذلك أالخطابخصائص

على الخبرة المشتركة بين المتكلم والمتلقي.

،الكالم عمليةفهو طرف أساسي في ،تكلم يمثل من النظرية البالغية منزلة مرموقةمال نإ                                                            

174ص ،2007دار الحداثة للطباعة والنشر، ،والبالغية عند العربالنظريات اللسانية ،محمد الصغير بناني 1الھيئة المصرية العامة للكتاب، القاھرة، ،( دراسة ابستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب)صول األ ،تمام حسان 2

333ص ،1982 337اللغة العربية معناھا ومبناھا، ص ،تمام حسانينظر 3

Page 28: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

23  

بحيث خراجه إذ على عاتقه تقع كلفة إنص، الوعنصر فعال في تحديد خصائص

1.يستجيب لمقتضيات الوظيفة والمقام

اعتبار طلب منه تكلم، فهو الذي ي ممن عمل الالحال مقتضى لالكالم وبذلك مطابقة

ه المنزلة يحتاج ذن تنزيل الكالم ه، ألصول الموضوعةات وتفاوتها طبقا للقواعد واألالمقام

شد من البالغة أ سياسةن قناع بألى اإلإكما يهدف 2،ةالصنع حكاما و تمام اآللة إلى إ

البالغة.

مقامه وجلب ، فمراعاته ومراعاة قطاب العملية التواصليةقطبا من أ ب خاط المعتبر كما ي

ن عدم ، كما أمعينيب توفق تر امكوناته حشريؤثر في تركيب الجمل و انتباهه مما

.يروم إليه ما كان المتكلمتماما ل ةمعاكس تكونلى خلق حالة إقد يؤدي المخاطب اعتبار

كل قوم فهام إمر على ألن مدار األ ،" تقدير لمنزلة واجبة:على هذا بقوله الجاحظينبه

3."منزلتهمعلى قدر عليهم بمقدار طاقاتهم والحمل

لف كتابا لهذا الغرض حيث أفائقة ليه إبالكاتب والمكتوب "قتيبة"وقد كانت عناية ابن

الكاتب والمكتوب على قدر فيجعلها لفاظه أينزل ن ستحب له الكاتب أيضا أييقول:" و

4"ع الكالم ورفيع الناس وضيع الكالم.يخسيس الناس رفن ال يعطي وأ ،ليهإ

                                                             211التفكير البالغي عند العرب، ص حمادي صمود، 1 162البيان والتبيين ، صالجاحظ، 2 92ص 2المصدر نفسه ج 3و حامد عبد المجيد، دار الكتب المصرية، القاھرة، في شرح أدب الكتاب، تح مصطفى السقا االقتضابالبطليوسي، 4

140، ص 2ج ، 1996

Page 29: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

24  

، حال المخاطبمع مراعاة لى جنب إتكلم شكال ومضمونا تقف جنبا محال ال مراعاةف

فهم الم أنال إ، لضففي العنك شريكان المفهم مفهم لك ون الإولهذا قال الجاحظ:"

وجمهور هذه هكذا ظاهر هذه القضية فضل من المستفهم وكذلك المعلم والمتعلم، أ

1الحكومة."

نجازية إوهي تمثل ضغوطا ،والمخاطب عناصر غير لغويةن كال من المقام والمتكلم إ

ال باستظهار المقام الحي إن يتضح ، وال يمكن للمعنى أن روعي حسن الكالمإقصوى

2والمتكلم الفطن والمخاطب اليقظ.

فاعلية السياق في تحديد المعنى: -5

ساس العالقة الجدلية الرابطة بين السياق أ على هذا العنصر من البحث ختصي

الذي ترد والداللة في اللغة، ويقصد بالجدلية هي عالقة التأثير والتأثر التي تحكم السياق

وقضية العالقة الحديث هي ق لطنهو م الذيشكال واإل 3،اللفظة وداللة تلك اللفظةفيه

السياق هو الذي يتموضع وفق الداللة المسألة والمحكوم، وبمعنى آخر هل الحاكم في

ذيوال ؟ن الداللة هي نتاج السياق أي هو الذي يقوم بتوجيهها كيف يشاءأأم ؟المطلوبة

يكن لم ن ا المنشأ، و عربي وه مانإن الحديث عن السياق والداللة هو أتوضيحه يجب

ليه الدرس اللغوي الحديث، فالسياق النهائي الذي عوالمصطلح رلتنظياذلك من حيث ك

                                                             12- 11، ص1البيان والتبيين جالجاحظ، 1 113ص ، 17عدد ،مجلة األدبثر العناصر غير اللغوية في تغيير المعنى، أ ،رشيد بلحبيبينظر 2 3، ص العربية، اللغة في والداللة السياق جدلية عيدان، جبار وحيدر الجنابي الزھرة عبد سيروان 3

Page 30: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

25  

فة عن المراد القرينة الكاششكاالت المتعلقة بالداللة، فهو هو الحل األمثل للكثير من اإل

ن نجد ألى معجمية وسياقية، حيث إن الداللة تنقسم في المفردة، وكما بينا سابقا أ

في ،واحدمن معنى ثر كل أتمويح دنه متعد"بأالمعجمي للكلمة المعنى "يصفوناللغويين

1مل غير معنى واحد.تنه واحد ال يحأبلها "المعنى السياقي" يصفون حين

حدهما اآلخر:ران مرتبطان ببعضهما البعض يكمل أمويفهم من المعنى السياقي أ

اللفظ يرتبط بالسياق اللغوي وهو جزء منه.معنى نأ ول:األ

أساس معرفة معاني على ن معرفة معناه يقوم ، وأال بنصوصإالسياق ال يكون الثاني:

تألف يلفاظ التي معاني األن المعنى السياقي للعبارة يتكون من األلفاظ، ومن هنا نرى أ

ال إلها ليس ة لفظة ي ألفاظ في نص تلك العبارة اللغوية، ف، وكيفية استعمال هذه األمنها

د تعدالكلمة في المعجم (ممعنى :" تمام حسانمعنى واحد يحدده السياق، يقول الدكتور

، ألنه:داللفظ في السياق واحد ال يتعدمعنى ) ولكن حتملوم

قرائن تعين على اختيار معنى واحد من بين المعاني المختلفة يوجد في السياق - أ

التي نجدها في المعجم.

2.الحالية ألن السياق يرتبط بمقام معين يحدد المعنى في ضوء القرائن - ب

                                                            ، 1986، 1بين التراق وعلم اللغة الحديث، دار الشؤون الثقافية، بغداد ط ي زوين، منھج البحث اللغويلينظر ع 1

185ص 365اللغة العربية معناھا ومبناھا، ،ص ،تمام حسان 2

Page 31: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

26  

فهناك عناصر ذات دخل ،كالمدراك الإفي ليس كل شيءن المعنى المعجمي في حين أ

إال عن طريق سياق ة الكالمية ، فال يتحدد المعنى المقصود للمفردكبير في تحديد المعنى

في بها السياق ي حظالتي وما المكانة الهائلة حيط به من ظروف ووقائع، يالنص وما

حيث نجد ،وتحديدهاترجيحها الداللة و بيرة على توجيه ال لقدرته الكإالفكر اللغوي الغربي

) وكان رائدها يلي أو السياقم(المنهج العـ السياق نظرية سميت بطلقوا على الغرب أن أ

تسييقها ال بعد وضعها أو إكشف ن، فقد كان يرى أن الداللة ال ت"ثفير "وزعيمها االنجليزي

معناها وداللتها. ةاللفظفاالستخدام هو الذي يمنح 1في تراكيب لغوية.

رجاني الجوالتأمل والنظر، فإن عمال الفكر إلى هذه النظرية بعد إتوصل ثواذا كان فير

ال نظم في الكلم وال ترتيب حتي واعلم أن النظرة بزهاء ثمانية قرون قائال:" هذه لى إسبقه

فالتعلق 2وتجعل هذه بسبب من تلك."يعلق بعضها ببعض ويبنى بعضها على بعض،

فهم داللة وفي الوقت نفسه ت ،رجانيتمل المعنى بهما نهائيا حسب الجيك والسببية كالهما

من حيث تتفاضللفاظ ال أن األ"ذلك ، وظيفيا دالليا بفعل المفردة المجاورة لهاكل مفردة

مة في مالئالفضيلة وخالفها لفاظ تثبت لها األن وأد، وال من حيث هي كلم مفر ألفاظ هي

3".شبه ذلك مما ال تعلق له بصريح اللفظأ و ماأا، تليه لمعنى التيمعنى اللفظة

                                                             68-69علم الداللة ، ص ،احمد عمر مختارينظر 1 32، ص 1989، 2، تح محمود محمد شاكر، مكتبة القاھرة، ط دالئل االعجازالجرجاني، عبد القاھر 2 32المصدر نفسه، ص 3

Page 32: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

27  

ائن المعنى فهو يحدد قر ،المدرك للمعنىا فالسياق اللغوي هو الضابط الداللي إذ

عناصر لغوية في سياق النص ويعتمد على 1سلوبية للنص.من خالل المتالزمات األ

وهذه القرائن ،رجحاألداللة المعنى ديد حصره اللغوية لتيمكن من خاللها للمتلقي تتبع عنا

مثل:" ذكر جملة سابقة أو الحقة أو عنصر في جملة سابقة أو الحقة، أو في الجملة

أمر أتىقوله تعالى:" كما في نفسها تحول مدلول عنصر آخر إلى داللة غير معروفة له

قرينة لغوية سياقية )تستعجلوه(حيث تعد جملة فال ،1 اآلية - النحل "تستعجلوه فال الله

خرى أأو بعبارة تهالفاعل (أمر اهللا) بدوره عن دالل صرفوت أتى عن داللتهتصرف الفعل

فيها رف عنصر ص اى دون تغيير إذبقت ، ألن العناصر المكونة للجملة لنتحدد داللته

في (أمر اهللا)لو قيل في سياق هذه اآلية (أمر اهللا)بقرينة ما واألولى عن داللته

، "قالوا أتعجبين 42اآلية –" هود رحم من إال الله أمر من اليوم عاصم ال ال ق اآليات:"

تفيء حتى تبغي التي فقاتلوا ، "73اآلية - " هودالله أمر من أتعجبين قالوا من أمر اهللا

الفعل أتى ، لقد فسر (أمر اهللا) بأنه قيام الساعة وقد 9اآلية –" الحجرات الله أمر إلى

2مر وقربه.األوقوع تحقق لة الماضي يغبص

ن تالزم إالخطاب:" تفي أثر السياق في تحديد دالالدي شيفاطمة التقول

الوحدات اللغوية في الي على تو قائمة لغوية بيةترات زمنية الحديث ووفقالمفردات وفق

                                                            ، ص 2011دار نينوى، دمشق، ، (المعنى خارج النص) ثر السياق في تحديد دالالت الخطابأ ،ديشيفاطمة الينظر 1

23 116، ص2000 ،1 عبد اللطيف محمد حماسة، النحو والداللة، دار السالم ، ط 2

Page 33: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

28  

يعطي للسياق أحقية ترجيح المعنى ،الخاصةتركيبها العام وفق صيغتها لىوعبنية النص

.1"مقترحات المعنى المتعددة التي قد تتوارد من خالل الكلمة أو اللفظ علىوتقديمه

سبيل المثال ال على نأخذ ،قاعدة التطبيقلى إيحال وللزيادة في توثيق الفكرة وتوضيحها

2،)المعاقبة(ون معناها، فترد تارة ك الحصر لفظة (ضرب) التي ترد في سياقات مختلفة ت

تبغوا فال أطعنكم فإن واضربوهن المضاجع في واهجروهن وذلك في سياق قوله تعالى:"

لفظة (ضرب) هي لفظة لهذه الداللة عضد ، والذي 34 اآلية- النساء "سبيال عليهن

لىإصل فن،مر تكليف ألداء شيء عل األمر، واألصيغت على هيئة ف(اهجروهن) حيث

أو معاقبة، ولما بدأ اآلية ثابة إن سياق اآلية هو سياق تكليفي شرعي والتشريع فيه أ

كانت لفظة و العقوبة على فكان داال وحسرة، مللى أإفعل يؤول بالضرورة ن وهو بالهجرا

يضا قوله تعالى:" ومنه أنتقام، ضرار واالهنا دالة على العقوبة ال على اإل(ضرب)

، فنجد أن لفظة 20 اآلية-" المزملالله فضل من يبتغون األرض في يضربون وآخرون

للضرب على المعنى المعجمي وال تدل 3السعي لطلب الرزق،معنى يضربون تدل على

القرينة اللفظية (يبتغون من في داللة السعي على والذي يدل ،وهو الحدث المعروف

طلب الرزق، على لسياقات القرآنية دالة رد في ا(االبتغاء) غالبا ما ت ةفلفظفضل اهللا)

جل أولما كان السعي مقدمة لطلب الرزق دل هذا على أن الضرب ههنا هو السعي من

                                                             24ثر السياق في تحديد دالالت الخطاب، ، ص أ ،ديشيفاطمة الينظر 1من القرآن المجيد، تح أحمد محمد سليمان، دار األوقاف ما اتفق لفظه واختلف معناه ،المبرد محمد بن يزيد ينظر 2

03، ص 1981، 1الكويتية، ط ، 1973الفضل ابراھيم، المكتبة الثقافية، بيروت، إلتقان في علوم القرآن، تح محمد أبو االسيوطي، جالل الدين 3

241- 240ص

Page 34: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

29  

ل.ضنه سبحانه بالفعبر عالذي نيل الرزق

لرجل سلما ورجال متشاكسون شركاء فيه رجال مثال الله ضرب ومنه قوله أيضا تعالى:"

، نجد أن لفظة ضرب 29 اآلية-" الزمريعلمون ال أكثرهم بل لله الحمد مثال يستويان هل

لفظة (مثال) هوهذه الداللة وصحة القول بها يسندوالذي 1،معنى (ذكر)هنا تدل على

هدف يبتغيه على رشاد، حيث البد من أن ينطوي ألن المثل يذكر من أجل الوعظ واإل

اتنوعت داللته ياالت للفظة ضرب في القرآن الكريم والتستعمتكلم، وغيرها من االالم

السياق هو الذي يتكفل ببيان كل منها وفي ،وتعددت باختالف وتعدد االستخدام للمفردة

مل داللة اللفظ في كل شتحديده، فالتغير الحاصل لهذه المفردة يتوضيحه و المعنى و

بو أويقول الدكتور 2واللفظية،الحالية من القرائن وما يحتف به سياقه بحسب موضع

3".فينبعث من اشعاعاته ما يالئمن السياق قوة تحرك التركيب إموسى:"

وتقليص أقل عدد في الكلمات المعاني تعدد تمثل في حجب تلخطاب لة يلسياقفالوظيفة ا

4التأويالت.ممكن من

التي في ضبط متغيرات الدالالت يضا التي توضح أثر السياق اللغويأة مثلومن األ

، ما ذكره الدكتور ةسلوبيلفظ) وفق محكمات السياق األ(المتشابه موقف لغوي يفرزها

ماال هعطيأار عمر عن كلمة (يد)، عندما تستخدم في سياقات متنوعة مثال: حمد مختأ                                                            

، تح محمد علي النجار، دار المجلس في لطائف الكتاب العزيز بادي، بصائر ذوي التمييزأفيروز محمد بن يعقوب ال 1 .465ص 3ج ، 1973، 1ط ،ى للشؤون اإلسالميةلاألع

137ص ، 1999الملتقى الدولي، الرياض، السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني، عمر عبد هللا، يد ز 2 112ص ، 1984، 2ط القاھرة، مكتبة وھبة، دالالت التركيب دراسة بالغية،محمد محمد أبو موسى، 3، 2ط ،الدار البيضاء)، تر سعيد الغالمي، المركز الثقافي، الخطاب وفائض المعنى(تأويل الينظر بول ريكور، نظرية 4

54ص ،2006

Page 35: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

محددات ومفاهيم مدخل  

30  

الفأس )يد(، واحد هممر أذا كان إعلى من سواهم )يد( موه، عن ظهر (يد) يعني تفضال

)يده(خلع الطائر: جناحاه، ا)يد(، الريح سلطانها )يد(مد زمانه، :الدهر )يد(مقبضها،

ن يلتحف أيقصر كان إذا )اليد(ثوب قصير ي نقدا، أ )يدا(من الطاعة: نزع يده، بايعته

ندم.بمعنى )ده(ي، سقط في سمحا ذا كانإ )اليد(، فالن طويل به

قرانه من المعاني أالدقيق دون معنىال ترجحمن خالل السياق اللغوي ن دراسة المعنىإ

اللغة.ة يف اللغوي في قراءة وظيفقو معناصر التكاتف فهم من خالل يالواردة، و

ن يشمل ال الكلمات أينبغي على هذا التفسير ن السياق إ:" ولمان أستيف يقول

1"والكتاب كله.كلها بل والقطعة مل الحقيقية السابقة والالحقة فحسبوالج

المدخل تمثل العالقة القائمة بين الداللة وهذه المفاهيم التي أوردناها في هذا

إذ هو ،ضرورة اعتماد الداللة على سلطان السياقوالسياق، وهي عالقة جدلية تقوم على

الذي يحددها ويرجحها من بين دالالت متنوعة ومعاني محتملة، وقد تحدثنا في المدخل

، ألننا خصصنا ببإسهاصد دون الحديث عن الوسيلة أي السياق قعن الداللة أي عن الم

، للحديث عن السياق السياق بين التأسيس والتأصيل ـبالفصل األول الذي جاء معنونا

يد تطرقنا فيه إلى مفهوم السياق لغة واصطالحا، أنواعه، تبلوره كأداة إجرائية على حيث

العرب األوائل، وكنظرية ومنهج على يد الغرب.

                                                             55ص ،1997، 12دار غريب للنشر، ط ،في اللغة، تر كمال بشردور الكلمة ، ولمانأستيف 1

Page 36: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلص أ التـ و يس س أ التـ ن ي ب اق يـ الس السياق لغة واصطالحا -

أنواع السياق -

السياق عند القدامى -

ن ي دراسات البالغي السياق

ن السياق عند الاصولي

السياق عند املفسرين

(أصحاب املعاجم) ن السياق عند اللغوي

ي الدرس اللغوي املعاصر - السياق

ن السياق عند الغربي

السياق عند علماء اللغة العرب

 

Page 37: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

حترك الرتكيب فينبعث من إشعاعاته ما " إن السياق قوة:قول الدكتور أبو موسىي 1" .يالئم

                                                             112، ص 1984، 2محمد محمد أبو موسى، دالالت التركيب دراسة بالغية، مكتبة وھبة، القاھرة، ط  1

Page 38: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

33

الداخلي -السياق– تمثل نظرية السياق أهم النظريات التي تناولت المعنى بشقيه

داخل المقاليةالعناصر ضافي، ويمثل الجانب اللغوي الداخلي و األساسي واإلأوالخارجي

المصاحبة للنص. العناصر غير اللغوية، بينما يمثل الجانب الخارجي تلك نصال

والبحث سواء في الموروث العربي أو بقينر من التوكان لهذه النظرية القدر األوف

الدراسات اللغوية الحديثة أو الغربية، وذلك لكونها تعتمد على فهم النصوص وكشف

من ظروف القول تستفاد دالالتها داخليا وخارجيا، فالسياق يشمل عناصر داللية

من يستفاد ألن معنى الكلمة ،، وهو بأصنافه وأنواعه يوجه المعنى ويحددهومحيطه

ذا كان للسياق هذا الدور البارز في الوصول إلى الداللة واحتوائها، ا ستعمالها في اللغة، و ا

على علقاته ومباحثه معرفة ماهيته وحقيقته، ألن الحكم تقبل الولوج إلى دراسة مكان لزاما

ناطقة والسؤال المنطلق منه، ما هو السياق؟ مالعلى تفسير فرع عن تصوره الشيء

على يد متبلورا وكيف اتضح من خالل جهود القدامى؟ وكيف كان نواعه؟ أوماهي

رب؟ هي أسئلة نحاول ونسعى لإلجابة عنها من خالل الفصل األول.غال

مفهوم السياق: -1

المفهوم اللغوي: - أ

(:" السين 293يقول ابن فارس )ت يعود السياق في أصله اللغوي إلى مادة "سوق"

والقاف أصل واحد، وهو حدو الشيء يقال ساقه يسوقه سوقا، والسيقة ما استيق ووالوا

ما يساق ما، ذه من الدواب، ويقال: سقت إلى امرأتي صداقها وأسقته، والسوق مشتقة من

Page 39: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

34

1والجمع أسواق." في كل شيءإليها

ا هو بل يسوقها سوقا وسياقساق اإل ه(:"293وجاء في لسان العرب البن منظور )ت

آية -" ق وشهيد سائق معها نف س كل وجاءت للمبالغة، قال تعالى:" سائق وسواق يشدد

، وقيل في التفسير سائق يسوقها إلى محشرها وشهيد يشهد عليها بعملها، وقد 32

2ذا تتابعت."إبل وتساوقت ساقت اإلنا

" تقوم على التتابع واالستقامة نستنتج من خالل القولين السابقين أن معاني "السياق

مفاهيم تحضر بقوة في المعالجة اللغوية، يقول الدكتور عبد هي و ،"تفاقواالنقياد واال

المنعم خليل:" فالسياق لغة هو التتابع والسير واالنتظام في قطيع واحد، فإذا قلنا سياق

3و العبارة."أالكلمات فإننا نعني بذلك تتابعها وسردها في الجملة

ير "سياق العبارة" أو "سياق الموضوع" أو عبفي التومن هنا فاستخدامنا لكلمة سياق

4من التتابع والسير والنظم. صلياأل "سياق الجملة" استخدام مجازي يعود إلى المعنى

المفهوم االصطالحي: - ب

ساسيين التاليين:يقوم السياق على المفهومين األ

تنظم من خالله الكلمات ومجموع تاللغوي الذي ويتعلق بالمحيط ول:االستعمال ال -

و عبارة أو جملة. أكلمة لفاظ التي تسبق أو تلي األ

1 ، مادة )سوق(1891، 3ط القاهرة، ، تح وضبط عبد السالم هارون، دار الفكر ،معجم مقاييس اللغةابن فارس، 2 مادة )سوق( ،0212د ط، ، دار صادر، بيروت، د ت، لسان العرب ،ابن منظور 3، ص 0222، 1، دار الوفاء للنشر والطباعة ، االسكندرية، ط بين القدماء والمحدثين عبد المنعم خليل، نظرية السياق

00 4 02المرجع نفسه، ص

Page 40: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

35

قد استعملت حديثا في عدة معاني (Contexteيقول ستيف أولمان:" كلمة سياق )

الحقيقة هو معناها التقليدي أي النظم في والمعنى الوحيد الذي يهم مشكلتنا ،مختلفة

ن السياق على هذا إمعاني هذه العبارة، بأوسعم وضعها من ذلك النظاللفظي للكلمة وم

حسب، بل فالتفسير ينبغي أن يشمل ال الكلمات والجمل الحقيقية السابقة والالحقة

1والقطعة كلها والكتاب كله."

بساتالمالضمن الطرح التداولي ويضم الظروف و حققوالذي ت االستعمال الثاني: -

السياق :" ديبواالتي تحيط باإلنتاج الكالمي، يقول جون نفسيةالثقافية واالجتماعية وال

العالقات لدراسةين االعتبار خذ بعؤ مجمل الشروط االجتماعية المتفق عليها، التي تهو

الموجودة بين السلوك االجتماعي واستعمال اللغة، وهي المعطيات المشتركة بين المرسل

2".ة بينهمالنفسية والتجارب والمعلومات الشائعوالمرسل إليه والوضعية الثقافية وا

ة.يتداولساسية في الدراسات الالنقطة األ وقد شكل هذا المفهوم

اللغوي واالصطالحي( للسياق أن هناك عالقة والمالحظ من خالل التعريفين )

وراء السابقة وقبل الالحقة منها الواحدة تتابعا للجملمشابهة بينهما، حيث أن في اللغة

مالمحها الدقيقة وطرقها في ة تحدديوفق تنظيم نحوي محكم، وتحيط بها مالبسات خارج

توصيل الرسالة.

1 6، ص ، دور الكلمة في اللغةستيف أولمان

2 Jean Dubois, dictionnaire de linguistique et des sciences du langage, Larousse 2

eme

Edition, 1999, p116.

Page 41: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

36

أنواع السياق: -3

هذا التقسيم أن خالل واع، ويظهر من انعلماء غربيون وعرب السياق إلى اليقسم

هل العلم أعلى حسب المحدثين كان تقسيمهم عاما، أما علماء العرب القدامى فقد كان

نواعه باعتبار أان ونستهل في بي ،ومفسرين ةوبالغيين ونحارباب الفكر من أصوليين أو

التقسيم العام.

السياق النصي: 2-1

والبنويين ةعند النحاالمكونة الصغرى جاوز الوحدة يويخص التماسك النصي الذي

القضية في مستوى حول ونيتمحور واموضوع دراستهم، فكانباعتبار أن الجملة كانت

بعض اآلليات لتحليل تحليل الخطابو نحو النصقدم التحليل الداللي، في حين

اورة وكذلك دثات المحجزاء الخطاب في المحاأالوحدات اللغوية الكبرى، مثل العبارة و

في بعض نماذج الخطاب مثل الخطاب السياسي، وبهذا يكون الكشف الحجاجية النماذج

تماسك النص بوصفه نظاما مثال: فأعادوا بناء الجمل بينحالة عن عالقات تتجاوز اإل

.1ى.كتشاف داللة هذه الوحدات الكبر امن ليه إكبر في النحو ليمكن المرسل أ

السياق الوجودي: 2-2

فالتتابعات ، البنويين اتجاهبذلك فعكسوا ،ناطقةموهذا كان مدار دعوى الفالسفة وال

ويضم هذا السياق ،بمراجعهاب معانيها من خالل عالقتها ستكتالسيمائية اللغوية و

1تداولية(، دار الكتاب الجديد، بنغازي ليبيا، ة لغوية بمقار)، استراتيجيات الخطاب بن ظافر الشهريالهادي عبد ينظر

23، ص 0222، 1ط

Page 42: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

37

التي ترجع بها التغيرات اللغوية، حداث(ألواحاالتها شياء عالم األ)بطبيعته رجعي مال

يدرك أن المرسل والمرسل إليه وكذلك التداولية حالمامن الداللة إلى ويتم االنتقال

1موقعهم الزماني والمكاني هي مؤثرات للسياق الوجودي.

أحد وهذا ،في عالم الموجوداتبحثوا عنه هذا المفهوم عند الفالسفة هو ما ومرد

، مبحث مولوجياتبساإلنطولوجيا، مبحث المعرفة حث الوجود األالفلسفية )مبالمباحث

(القيم

السياق المقامي: 2-3

رات عبيالت عانيالعوامل أو المحددات التي تهتم في تحديد ميوفر بعض هذا السياق

2.صنف متأصل في المحددات االجتماعيةسياقات هي بوصفها اللغوية والمقامات

السياق النفسي: 2-4

اب هي بفعل مشاركة عناصره، نتاج الخطإن عملية أما دامت النظرية التداولية تقضي

تعد ، وهذه تكلم حالة ذهنيةممقصد الفيصبح منطلق ذهني ونفسي مليةالع فأساس

3اللغة. إلنتاجا سياقا نفسيا صفهالتفسير التداولي بو في هام عطى م

1 23، استراتيجيات الخطاب، ص بن ظافر الشهريالهادي عبد 2 23المرجع نفسه، ص 3 23، ص الهادي الشهري، استراتيجية الخطابعبد

Page 43: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

38

I. :السياق عند القدامى

لى تفطنهم إاستنادا ،قد وعوا دور السياق في بيان الداللةعلماء العرب القدامى الن إ

ذلك: منلجملة من المباحث والمسائل التي تحيط بالعملية اللغوية و توصلهم و

.لى الداللةإمستويات التحليل اللغوي بدءا من الصوت بوعيهم -

ذا بع هستتوعيهم بأنواع الدالالت فكل مستوى لغوي له أثر في توجيه الداللة، وقد ا -

المساهمة ة ختلفمقاصد الكالم والظروف المفي ضوء هم مالحظة الداللة كله عند

حديثهم عن وعيهم بالبعد التداولي لمختلف التراكيب يجلي، وما 1نتاج الكالمإفي

الدرس، بهذا بين النداء والندبة واالستغاثة وغيرها مما له صلة قصد مالاختالف

المقام الذي يجري فيه العملية اللغوية، تختصه فتناديه ن يكون في أالبد فالمنادى

2من يحضرك في أمرك ونهيك أو خبرك.من بين

الوصفية للغة للوظيفةوتفطنوا توصلوا ذا كان العلماء العرب القدامى ا و

(Descriptive Function) حديثهم عن وكذا ،بمدلوالتهوتناولوا عالقة الدال

ظيفةنهم لم يغفلوا عن الو إف ،( Expression Functionالوضعية التعبيرية للغة )

ة تتحدد في ظل الظروف ظيفن الو أدركوا أو (Social functionاالجتماعية للغة )

ة.يالمقام

به في ووعيهم همن نبرز موقف علمائنا القدامى من السياق ومدى اهتمامأردنا أذا ا و

1 069علم الداللة التطبيقي، ، ص ،ينظر هادي نهر 2 308، ص 1ج، 0212، 0تح عبد المحسن العتلي، دار الرسالة، بيروت، ط ، في النحوصول األ، بن السراجأبو بكر

Page 44: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

39

المعرفية، هذه الرؤى المتنوعة لهؤالء على تنوع مشاربهم العلمية وميوالتهم بيان الداللة

العلماء هالذي امتلكجوهرية هي الوعي الكبير والحس الهائل العلماء تلتقي في أساسية

، بقدر ما اهتدى ةداللاللى السياق ودوره البارز في بيان إفي سبيل االهتداء

بحسب الوظيفة علقاته تالعام للسياق وم طارأما اإل 1المعاصرون تأصيال وترتيبا.

ويمكن ،لى هذا الملمح اللغويإن العرب كانوا سباقين إالتحديدية والترجيحية للداللة، ف

ه هبحسب توجعتناء بالسياق االفريق في براز هذا من خالل لفت انتباه دور كل إ

خصص العلمي والمعرفي.والت

السياق في دراسات البالغيين: -1

الحاللمقتضى دراك البالغيين ألهمية السياق في اشتراطهم مطابقة الكالم إيظهر

، فال يقتصر 2مقام(مع صاحبتها ن )لكل مقام مقال( و )لكل كلمة أاشتهرت مقوالتهم و

سياق اللغوي )المقال( بل يتجاوزه الى سياق الحال )المقام(، وهذا المبدأ على الالمعنى

:" المعنى ليس ه( الذي ينقل عنه قوله322المعتمر )تفسره صحيفة بشر بن البالغي

،من معاني العامةن يكون أقبح يليس ذلككن يكون من معاني الخاصة أيشرف

مع موافقة الحال وما يجب لكل مقام حراز المنفعة ا نما مدار الشرف على الصواب و ا و

المتكلم ن بالغة الكالم تتحقق مع مراعاة الحال انطالقا من أحيث نالحظ 3من مقال."

بخلق المالئمة بين التعبير والحال، حراز المنفعة مرهونة إثم ،الذي يراعي من يخاطبه

1 069علم الداللة التطبيقي، ، ص ،ينظر هادي نهر 2 28، ص 1، ج1883، 3يضاح في علوم البالغة، تح عبد المنعم خفاجي، ط الخطيب القزويني، اإل 3 136ص 1البيان والتبيين، ج ،الجاحظ

Page 45: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

40

التداولية، هذه التي ترددت في البالغة العربية شكلت نقطة جوهرية في "المنفعة "وفكرة

1ن البعض ترجمها بالنفعية،أكما

على زمانهم، تقريبا متقدمين ألف سنة قد كان البالغيون عند اعترافهم بفكرة المقام لو "

سس تحليل أساسين متميزين من أبوصفهما و المقام أألن االعتراف بفكرة المقال

نتيجة لمغامرات العقل التي جاءت اتمن الكشوفرب غيعد اآلن في الالمعنى

2"في دراسة اللغة.المعاصر

،اللغويةالرسالة ن توصله ألما يمكن الغيون بملمح السياق وعدوه مرجعا وقد اهتم الب

ونلحظ ، النص القرآنيحول بحوثهم المختلفة طار إوتنوعت تعليقاتهم حول السياق في

القرآنية لى فهم المعاني إالتوصل بها الكيفية التي يتم لى إشارته إه( 322عبيدة) ابأ

و كما أ ،القرآن(مجاز )لوضعه ساسيا أق الذي ترد فيه، وكان ذلك حافزا حسب السيا

لى تبيان إبو عبيدة أوقد عمد 3تعبيراته."يقصده بانه الطرق التي يسلكها القرآن في

وذلك ببيان السياق الداللي عن طريق تفسير ،ألداء المعاني الخاصة تلك الطرق

الكلمة بالقرائن السياقية.

كما كان حديثه عن 4ي،اممقمبحثا عن السياق ال "البيان والتبيين"وقد عقد الجاحظ في

غراض األعلى لتمييز أساليب الداللة مدخاللمجمل المعاني صناف الدالالت أتمييز

1 120ص ،0220المركز الثقافي العربي، دبي،ي، دليل الناقد األعلي وسعد البازينظر الروي 2 332اللغة العربية معناها ومبناها، ص ،حسانتمام 3 28، ص 1ج، 1899، 1تح محمد فؤاد، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط ، القرآنمجاز ابو عبيدة، 4 136، ص 1الجاحظ، البيان والتبيان، ج

Page 46: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

41

غير لفظ خمسة:المعاني من لفظ و على صناف الداللة أ:" يقول الجاحظ

هي ، والنصبة "نصبة "تسمىالتي ط ثم الحال خثم الشارة ثم العقد أولها اللفظ ثم اإل

ولكل واحدة ،صناف وال تقصر عن تلك الدالالتألحال الدالة التي تقوم مقام تلك اال

وهي ، ختهاأمخالفة لحلية ليةحبائنة عن صورة صاحبتها و ةصور من هذه الخمسة

1ثم عن حقائقها في التفسير."في الجملة المعاني عيان أعن التي تكشف

مر في ملمح السياق الذي هو مناط اآل ىومقصد الجاحظ هنا من )الحال( الداللة عل

و في عناصر الرسالة الكالمية.أالحديث

ن لكل ضرب أيتحدد في التواصلية مر في العملية األمدار ن أويركز الجاحظ على

تختلف من الحديث ضرب من اللفظ، ولكل نوع من المعاني نوع من اللفظ، ولذلك

، أي يجب عند صياغة قدار منازلهمأم كل قوم بمقدار طاقتهم والحمل عليهم على مها

المتلقين.حوال أالرسالة اللغوية مراعاة

منه( 293)القاضي الجرجانيه حضأو ومن بحوث البالغيين لمظاهر السياق ما

سباب أالسياق والبناء اللغوي، يقول عند حديثه عن على مواقف الوجود تأثير لبعض

حدهم ألفظ ويصلب ويسهل حدهم أيرق شعر ر :"اختالف الناس في مقامات التعبي

ن سالمة إف، ةختالف الطبائع وتركيب الخلقا بحسبذلك مانا منطق غيره، و يتوعر و

في اتجد ذلك ظاهر نت أو ، دماثة الخلقة مقداربالكالم ودماثة تبع سالمة الطبع تاللفظ

1 26، ص1نفسه، ج صدرالم

Page 47: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

42

وعر الخطاب حتى لفاظ معقد الكالم ألمنهم لالجافي ناء زمانك، وترى أهل عصرك و أ

ن أالبداوة نومن شأ ،ولهجتهجرسه لفاظه في صورته ونغمته في أ وجدتنك ربما أ

1"ذلك.تحدث

براز اثر إفي الجرجاني نهج القاضي على مويرى الدكتور هادي نهر في تعليقه

ين يلداللزات اان حديثا من مميلى حقيقتين علميتين تعدإتوصل نهأه، السياق وتأثر

2وهما:المعاصرين

ال الجرجانيعند ةسالمة المقصودالالطبع، و سالمة اللفظ تتبع سالمة ن أ ولى:ال

و الجملة مع أالعبارة باتفاق نما ا و ،اللغةالنابعة من بيئة تتمثل في السالمة اللغوية

النفسي. قفو مال

ما يؤكد ملفاظه ولهجته، أفي ومنشؤها بخصائص تمييز صاحب الرسالة الثانية:

في صياغة الرسالة اللغوية وما يحيط بها من ظروف تتمثل أهمية الجانب الصوتي

و المقام.أ في الموقف

ه( للكتاب بوجوب مراعاة مقتضى الحال عند ممارسة 372)قتيبة ومن وصايا ابن

ن أ (الكاتبأي )ب له حستيسواء، يقول:" و على الفاظ والمعاني لة، وذلك في األنعالص

ن ال يعطي خسيس أليه، و إالكاتب والمكتوب على قدر فيجعلها كتبه في فاظه ألينزل

1بين المتنبي وخصومه، تح محمد أبو الفضل ابراهيم وعلي البجاوي، المطبعة الوساطةالشريف الجرجاني، القاضي

192، ص 0226، 1العصرية، بيروت ، ط 2 091هادي نهر، علم الداللة التطبيقي، ص

Page 48: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

43

1الناس رفيع الكالم وال رفيع الناس وضيع الكالم."

دراك إاتضح في كالمه معرفته التامة بأهمية السياق في الذي ه(292)الرماني كذا

في وأفي التركيب من انزياحات هارين يعتأما يمكن عناصر الرسالة اللغوية، رغم

2والتأخير.ختصار والتقديم الحذف واالنيات فالداللة عن طريق توظيف

بوصفه البيان هو عن السياق اني من حديث الر إعواطف المصطفى " د. رى تو

3".المعنى وكذا السياققناع الوسيلة الكاشفة لنا عن

العبارات يوجب اختالف ختالف ان ألى إه( 295)العسكريبو هالل أويذهب

م عن معنى ان السياق هو الوسيلة التي تفرق بين قصدية معنى في مقأو ،المعاني

سماء اختالف العبارات واألعلى ليه ، يقول:" الشاهد إما تشير تناسب آخر، فالمعاني

لى إشير أذا ا و ،شارةإكلمة تدل على معنى داللة سماالن أالمعاني، يوجب اختالف

تتضح من خالل سياقها الذي فالقيمة الوظيفية للكلمة ، 4"عرف.مرة واحدة الشيء

قيلت فيه ومقامها الذي تدل عليه.

ثناء حديثه عن نظرية أه( في تطبيق مفهوم السياق 172)الجرجاني رهعبد القاويميز

العكس هو الصحيح، فالسياق هو نما ا و يظنذ ال تعد الكلمة نقطة البدء كما إ، النظم

من خالله، بحيث من الواجب رصد الإ للتعبيركيان البدء بحيث ال يمكن وجود نقطة

1 18، ص 0222، 1أبو محمد بن قتيبة، أدب الكاتب، تح محمد الدالي، مؤسسة الرسالة ، ط 2 92-28ص ، 0212، 3تح محمد خلف هللا احمد، دار المعارف،، ط عجاز القرآن،إفي الرماني، النكت 3

82ص ، 0222، 1دار السياب، ط اللغويين،، الداللة السياقية عند كنوش عواطف مصطفى4ص ،1881، 2تح محمد ابراهيم سليم، دار العلم والثقافة، القاهرة مصر، ط في اللغة، أبو هالل العسكري، الفروق

13

Page 49: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

44

ما بتعبير النظم فقد عنى الجرجاني 1ثانيا."وعالقتها به فاظ لالسياق ثم البحث عن األ

Contexteالسياق اللغوي )كان ذا إعناه المحدثون بالسياق اللغوي، ف

Linguistiqueصوات والكلمات والجمل كما تتتابع في حدث كالمي ( يتمثل في األ

2و نص لغوي.أمعين

علق ي حتىم وال ترتيب ن ال نظم في الكلأ" واعلم ن عبد القاهر يوضح النظم بقوله:إف

من تلك، هذا ما ال ويجعل هذه بسبب بعض على بعضها ويبنى بعض ببعضها

3"يجهله عاقل وال يخفى على أحد من الناس.

وجعل الواحدة منها سببا من لى التعليق فيها والبناء إن ننظر أ البدفذا كان كذلك ا و

غير ال محصول بها ن أذا نظرنا في ذلك علمنا ا ما معناه وما محصوله، و صاحبتها

حدهما أاسمين فتجعل لى إو تعمد أو مفعوال، ألى اسم فتجعله فاعال لقول إن تعمد أ

، و بدال منهأو تأكيدا له أن يكون صفة لألول أو تتبع االسم على أخبرا عن اآلخر،

و أو تمييزا أو حال أن يكون الثاني صفة أعد تمام كالمك على يباسم و تجري أ

فتدخل عليه ،و تمنياأو استفهاما أيا فن يصير نأمعنى هو إلثبات في كالم تتوخى

في اآلخر احدهما شرطأتجعل نأفي فعلين تريد و أ، لذلك الموضوعةالحروف

سماء التي ضمت من األعد اسم ب وأالموضوع لهذا المعنى، الحرف فيجيء بها بعد

1 021ص ينظر محمد عبد المطلب، البالغة واألسلوبية، 2 019ص ، 1889حلمي خليل، الكلمة) دراسة لغوية معجمية(، دار المعرفة،

3 161عبد القاهر الجرجاني، دالئل اإلعجاز، ص

Page 50: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

45

1هذا القياس. علىو الحرف معنى ذلك

الجرجاني وما عناه المحدثين عند بين السياق اللغوي ن هناك فرقا جوهريا أغير

ق الدقيق:" العالقة بين باصطالح النظم، يقول الدكتور عبد المنعم خليل مبرزا هذا الفر

ساسي أ، فالسياق عامل ساسها البحث عن الداللةأاللغوي الوحدات اللغوية في السياق

ما، ذا ما كان هناك لبس أو غموض في المعنى المعجمي لكلمةإ في توضيح الداللة

دراك لتلك القوانين النحوية التي تنظم العالقة إال إن هو إبينما النظم عند عبد القاهر

2اللغوية من منطلق قضية الصواب والخطأ."الوحدات سلوبية بيناأل

من الوجهة السياقية العربي ربط النحو الجرجاني ن أن نركز عليه هو أيمكن وما

وهو يتفق في ذلك مع أصحاب النظرية السياقية في الدرس اللغوي الحديث، ،بالداللة

لى إباإلضافة بين الكلم و طرق التعليق أفالمعنى الداللي عنده عبارة عن النظم

مثل واضع ن أواعلم المعاني الوظيفية للوحدات اللغوية على مستوى التركيب يقول:"

يرالكالم مثل من يأخذ قطعا من الذهب أو الفضة فيذيب بعضها في بعض حتى تص

اليوم الجمعة ضربا شديدا تأديبا له. اعمر ذا قلت: ضرب زيدإذلك أنك و قطعة واحدة

كما يدة معانهو معنى واحد ال عمفهوم على نك تحصل من مجموع هذا الكلم إف

جئت بها لتعيد مانا و ،عانيهالم تأت بهذا الكلم لتفيد نفس مالناس، وذلك ألنك يتوهمه

هي حكام التي واأل ،وبين ما عمل فيهالفعل الذي هو ضرب بينوجوه التعلق

1 21-22دالئل االعجاز، ص الجرجاني، 2 120، ص حدثينعبد المنعم خليل، نظرية السياق بين القدماء والم

Page 51: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

46

1محصول التعلق.

2النظم.محصلة نه أدراسة المعنى عند عبد القاهر مرتبط بالنظم أي فإن وهكذا

البالغيين بالسياق خير ما يمثل عناية سرار البالغة( أ)دالئل االعجاز( و )ه يعد كتاب

في الداللة على واستعمال وسائله هميته في تحديد قيمة الكلمة أو اللفظي )النظم(

3المعاني.

طالقا من نمطابقة الكالم لمقتضى الحال ا ه( فتناول مبدأ232السكاكي )ما أو

ال يخفى " اختالف مقامات الكالم مع بعضها، وذلك مراعاة لسياقاتها المختلفة، يقول:

ومقام التهنئة يباين الشكاية، مقام الشكر يباين مقام فة وتافن مقامات الكالم متأعليك

مقام الكالم يغاير مقام التعزية، ومقام المدح يباين مقام الهزل وكذا مقام الكالم ابتداء

البناء على ومقام البناء على السؤال يغاير مقام ،و االستنكارأبناءا على االستخبار

الكالم شأن وارتفاعيغاير مقام الكالم مع الغبي، نكار، وكذا مقام الكالم مع الذكي اإل

ما يليق به وهو الذي لة الكالم فمصادفي الحسن والقبول وانحطاطه في ذلك بحسب

4يتم بمقتضى الحال."

بحسب ساليب التعبير أختيار اتعريفات السياق وأثره في السكاكي لدراك إؤكد يذا وه

تلقين لها.مل الاحو أ

1 311دالئل االعجاز، ص الجرجاني، 2 031عالم اللغة، ص البداري زهران، 3 002ص ،0221، 1دار الجميل، ط صوليين،أل، دراسة المعنى عند اةينظر طاهر حمود 4 92مفتاح العلوم، ص السكاكي،

Page 52: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

47

بل هو ،على مر العصور عمدة البحث البالغيأمقتضى الحال يعد من على والكالم

برز أن إ" :نهاد الموسىد. هم في تعريفاتهم المختلفة للبالغة، يقول األالملحظ

و أالحال لمقتضى نه قام على اشتراط موافقة الكالم أمالمح في النظم البالغي ال

تأثير من وجه التفصيل ما يكونورصد على ة )لكل مقام مقال( ر المقولة السائانتشار

لف منه تما يأوالمخاطب وسائر ، وهي حال المتكلم خاصة -سياق الحال- السياق

في وتأليفه على هيئات شكيل الكالم تتأثير ذلك في منيكون ما )المقام(، ورصد

1تنوع وفقا لتنوع المقامات."تالقول

ينحو الحال والمقام لمصطلحي ن االستخدام البالغي أونلحظ من خالل ما سبق

ومسألة التفريق بينهما ،نهم ال يفرقون بين الحال والمقامأاالستخدام، حيث حيدتو نحو

مفتاح الزاني على تلخيص ا)مختصر العالمة التفت التلخيصمع شراح انالحظه

، حيث نجد المغربي(البن يعقوب المفتاحفي شرح تلخيص الفتاحومواهب ،للقزويني

فريقا منطقيا عقليا يعتمد على ه( يفرق بين الحال والمقام ت2222ابن يعقوب )

المدخل الفلسفي، حيث يجعل مصطلح المقام خاضعا للمقتضى فقط، فيقال مقام

ضافته إبحسب يجعل من توظيف مصطلح )الحال( حينو غيره، في أالمدح

ن محاولة تلمس الفروق بين أساسا لعمله، ويرى أأي مكمال له وليس للمقتضى

يقول المغربي:" ويختلفان )الحال والمقام( المتلقينحال لى إتخضع التيالمصطلحين

1، ص 1892نهاد الموسى، نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث، د ت ، دار الفكر للطباعة،

86

Page 53: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

48

في االستعمال فالمقام يستخدم مضافا للمقتضيات فيقال مقال التأكيد مثال، والحال

ذا توهم في سبب ورود الكالم إنكار، ففيقال حال اإليستعمل كثيرا مضافا للمقتضى

فيه توهم ذا ا سرعة، و الزمان بيقول ونه زمانا لذلك الكالم سمي حاالكما يةبخصوص

1كونه محال له سمي مقاما."

االهتمام به يكن لموقف مالن سياق أ إالن البالغيين اهتموا بالسياق بنوعيه أنلحظ

في مطابقة ي تبرز أهميته ذالمعنى بالقدر الن فادة في الكشف عمتجها نحو اإل

ن وأ هدفهمم يكن لوضعها ن أوجود نظرية متكاملة هو وما يفسر عدم 2الكالم،

مدلوالتها.النصوص و مقاصد لوصول إلى لالحاجة نتيجة كانت دراساتهم

السياق عند الصوليين: -2

ن في كثير من المسائل اللغوية والنحوية والصرفية التي و تحدث األصولي

لكثير من المصطلحات وضع تعريفات بالداللة، وحاول الكثيرون كبير لها ارتباط

معنى وال جزء يدل على على ما دل بالوضع اللغوية كاللفظ مثال، وهو عندهم

على الشرطية ن دلت ا نسان و من قولنا اإل -نإ–ن إف، نسانصال كلفظ اإلأشيء

لم تكن نسان نسان، وحيث كانت جزءا من لفظ اإللفظ اإلفليس إذ ذاك جزءا من

،رادتها تكلم و ملقصد ال تابعةلفاظ ليست لذواتها بل هي ألن دالالت األشرطية،

1تح خليل ابراهيم خليل، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ،في شرح تلخيص المفتاح ابن يعقوب المغربي، مواهب الفتاح

101، ص 1ج ،1893، 1، 1886ينظر ردة هللا الطلحي، داللة السياق، رسالة دكتراه، إشراف عبد الفتاح عبد العليم البركاوي، جامعة أم القرى، 2

82ص

Page 54: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

49

، وعلى هذا قصد جعلها غير شرطيةي لمن شرطية إلم حيث جعل المتكن أونعلم

ن قصد به النسبة إلى اهلل تعالى عبد اهلل إن ج عل علما لشخص كان مفردا وا

1جزاء معناه."أجزائه على ألداللة بالعبودية كان مركبا

ساسي أ وهو عنصرالمتكلم عتبار قصد نه أخذ في االأنالحظ في هذا التعريف

عناصر باآلخر أحد ذ المتكلم والسامع وعالقة كل منهما إ 2من عناصر السياق.

قيد والمجمل مالمطلق والثهم عن ديوليس هذا فحسب بل كذا حاالجتماعي، السياق

، جتماعية للغةة االوالمبين من منطلق سياقي، كما لم يغفلوا الحديث عن الوظيف

تعتبر بحكم تلك الوظيفة ن للغة وظيفة اجتماعية وهي أمر في بادئ األا فقد نبهو

3الحية. من الكائناتخاصة ا ألنواع ز ميمسلوكا

وربطوا تلك ،الشرعي مكحلى الإالداللة للوصول اهتمامهم بخرى كان أومن ناحية

براز المعنى الداللي، ومن هنا إحيط بها من ظروف تساعد على يالمعاني بكل ما

في كثير ها وتجلياتها بنظرية السياق وظهرت مالمحالبحث األصولي جاء ارتباط

صولية.ألاالمباحث من

بل ،و العبارةأالجملة على معناه العام ال يقتصر في لسياق اللغوي اذا كان ا و

يضا ألى ذلك إقد اهتدوا صوليين ن األإو الكتاب، فألى الفقرة كاملة إيتعدى ذلك

1 19، ص 0223، 1في أصول االحكام، تح عبد الرزاق عفيف، دار الصميعي، ط حكاماإل ،اآلمديعلي بن محمد 2 012نظرية السياق بين القدماء والمحدثين ،ص عبد المنعم خليل، ينظر 3، 1886، 1عند علماء أصول الفقه، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، ط اللغوي تصورحمد عبد الغفار، الأالسيد

12ص

Page 55: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

50

ول لفظها فيه أيبين -أي العرب–:" وتبتدئ الشيء من كالمها حيث يقول الشافعي

ع ة اللفظ تخضهذا فداللعلى و 1وله."أبين آخر لفظها منه عن وي ،عن آخره

ذلك فقد فسر الشافعي كلمة وعلى جرد معناه، من السياق وليس بملموقعها

اللغوي ففي قوله تعالى: لى السياق إمستندا مختلفة بمعاني تهفي رسال"اإلحصان"

صن فإذا " ف فعلي هن بفاحشة أتي ن فإن أح صنات على ما نص " ال عذاب من ال مح

نما إحصان األمة ا . فأحصن هنا بمعنى أسلمن يقول:" و 35آية -النساء سالمها وا

ولما قال رسول اهلل صل اهلل ،أكثر أهل العلمجماع ا قلنا هذا استدالال بالسنة و

دها." ولم يقل لمحصنة وغير عليه وسلم:" إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجل

صن فإذا محصنة، استدللنا على أن قول اهلل في اإلماء:" بفاحشة أتي ن فإن أح

ف فعلي هن صنات على ما نص ، معناها إذا أسلمن 35 آية-النساء" ال عذاب من ال مح

ويؤكد ذلك بقوله:" وآخر ال إذا نكحن فأصبن بالنكاح وال إذا أعنقن إن لم يصبن،

صان المذكور عاما في موضع دون غيره، حمعنى اإلأن الكالم وأوله يدالن على

سماء األالعفاف وهذه ب، والحصن سالم دون النكاح والحريةحصان ههنا اإلن اإلأو

2"حصان.اسم اإلالتي يجمعها

فال :"عن السياق اللغوي بالمعنى الواسعفيما يكون حديثا ه( 792يقول الشاطبي )

حصل مقصود يذ ذلك ا وله وأوله بآخره، و أعلى للمتكلم عن رد آخر الكالم محيص

1 10ص ،1822، 1تح أحمد شاكر، مكتبة الحلبي، مصر، ط الرسالة، ،الشافعي 2 132ص ،الرسالة الشافعي،

Page 56: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

51

لى مراده، فال إجزائه فال يتوصل به أن فرق النظر في إ، ففالشارع في فهم المكل

إال في موطن بعض جزاء الكالم دونأعلى بعض يصح االقتصار في النظر

ليناسب وما يقتضيه العربي اللسان بحسب وهو النظر في فهم الظاهر واحد

1"مقصود التكلم.

المعنى المعجمي على عن الداللة البالغي ثهم في البحث ديال يقتصر ح كما

االجتماعي والثقافي بالسياق المحدثون ما يسميه لى عبل كثيرا ما استندوا ،للكلمة

فإنما خاطب اهلل تعالى الكالمي، يقول الشافعي:" بالحدث والظروف التي تحيط

امعانيهمن ما تعرف ممعانيها وكان من ما تعرفعلى العرب بلسانها هبكتاب

الظاهر، ا يراد به العامظاهر اعامن فطرته أن يخاطب بالشيء أساع لسانها، و ات

ويدخله الخاص، يراد به العام وعاما ظاهرا ،عن آخرهمنه ول هذا أي بستغنوي

اوظاهر ،يراد به الخاصما خوطبوا به فيه، وعاما ظاهرا فيستدل على هذا ببعض

أول الكالم أو نه يراد به غير ظاهره، فكل هذا موجود علمه فيأيعرف في سياقه

خره ويبتدئ آول لفظها فيه عن أمن كالمهما يبين وسطه أو آخره ، وتبتدئ الشيء

تعرفه بالمعنى دون ءيشخر لفظها منه عن أوله، وتتكلم بالآيبين ءيشال

نفراد إل مهاكالمن أعلى شارة، ثم يكون هذا عندما اإلكما تجدر اللفظ بيضاح اإل

1 21ص 0222، 1تح عبد هللا دراز، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ،الموافقات في أصول الشريعة لشاطبيا

Page 57: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

52

1ها."لهل جهاأدون به هل علمها أ

:عناصر السياق وهي شففمن كالم الشافعي نست

:" فإنما خاطب اهلل البيئة العربية التي نزل فيها القرآن حيث يقول - أ

ما م انمعانيها وكمن تعرف على ما العرب بلسانها تعالى بكتابه

من معانيها اتساع لسانها."تعرف

يحاءاتهم - ب ءيشتكلم بالتو :"حيث يقولحركات النصوص واشاراتهم وا

"االشارة. تعرفكما يضاح باللفظة تعرفه بالمعنى دون اإل

وضح أوقد ،شارة عنصر هام من عناصر السياقاإل فالموقف الذي يتضح من خالل

لى تبيينإابن القيم أهمية السياق في الكشف عن المعنى حيث يقول:" السياق يرشدنا

وتخصيص العام وتقييد مرادالغير مالحتاوالقطع بعدم المجمل وتعيين المحتمل

همله غلط أعلى مراد المتكلم، فمن وهذا من أعظم القرائن الدالة ،المطلق وتنوع الداللة

، 19اآلية -الدخان "ال كريم ال عزيز أنت إنك ذق تعالى:" وله قلى إفي مناظرته، فانظر

2".ه يدل على أنه الذليل الحقيرقكيف نجد أن سيا

صوليين قد أخذوا في ن األأال يدع مجاال للشك في اوأكد الغزالي هذا المبدأ تأكيد

ن أ ن الكالم إماأعلم ا:" في الحديث عن الداللة حيث يقول جتماعيالسياق االالحسبان

1

11الرسالة، ص ،الشافعي 2، ص 2ج ،1892تح علي بن محمد العمران، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، ، بدائع الفوائد،الجوزية ابن القيم

28-12

Page 58: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

53

مة من من ملك أو تسمعه األ وليو أنبي و ملك من اهلل تعالى أو يسمعه أيسمعه نبي

حتى النبي، فإن سمعه ملك أو نبي من اهلل فال يكون حرفا وال صوتا وال لغة موضوعة

سوى معرفة ن كان نصا ال يحتمل إيعرف معناه بسبب انعدام المعرفة بالمواضعة، ثم

ن تطرق االحتمال فال يعرف المراد منه حقيقة إال بانضمام قرينة إلى اللفظ، ا اللغة و

م حقه وآتواوالقرينة إما لفظ مكشوف كقوله تعالى:" ، 212آية -األنعام " حصاده يو

ما على دليل العقل كقوله تعالى:" " بيمينه مط ويات والسماوات والحق هو العشر، وا

، وقوله صل اهلل عليه وسلم:" قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع 27آية -الزمر

ما قرائن األحوال من إشارات ورموز وحركات وسوابق ولواحق ال تدخل تحت الرحمن"، وا

ن، تختص بإدراكها الشاهد لها فينقلها الشاهدون من الصحابة إلى الحصر والتخمي

بألفاظ صريحة أو مع قرائن من ذلك الجنس أو من جنس آخر، حتى تستوجب التابعين

1علما ضروريا بفهم المراد.

سياق بكل عناصره ليصل على الحاديث النبوية كما استند الغزالي في تفسير كثير من األ

سلم على عشرة أ قوله صل اهلل عليه وسلم لغيالن حين المث ،الكامل لى المعنى الدالليإ

سلم أ لفيروز الديلمي حينوقوله صل اهلل عليه وسلم ، "سائرهنربعا وفارق أ مسكأنسوة:"

م أفقد اختلفوا هل المقصود المداومة حداهن وفارق األخرى"، إ كمسأعلى أختين:"

ن أليدلل على قرائن مستوحاة من السياق لغزالي اعتمد على جملة من الفا ؟بتداءاال

1 060ص هـ، 1303 ،في علم األصول، المطبعة األميرية بوالق الغزالي، المستصفىأبو حامد

Page 59: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

54

جملة من القرائن عضدت الظاهر أن االستدامة يقول:" إال يأ قوىظاهر اللغة هو األ

ن الحاضرين من الصحابة لم أنا نعلم إمن التأويل )أولها(، النفس ته أقوى في وجعل

فإنا فهامنا، أي النكاح وهو السابق إلى ستدامة فال االإمن هذه الكلمة فهامهم ألى إيسبق

مساك بلفظ نه قابل لفظ اإلأ)الثاني( ،امنافهأ لىإسابق ال هذالو سمعناه في زماننا لكان

فارق واقع والنكاح وعندهم ال ،إليهمساك والمفارقة كن اإليفل لى اختيارهإالمفارقة وفوضه

نه كان ال إالنكاح لذكر شرائطه فأراد ابتداء نه لو أال برضا المرأة )الثالث( إال يصح

ن يعرف شروط ألى إة، وما أحوج جديد العهد باإلسالم اجحوقت ال ر البيان عنؤخي

على حسب رتبة الرضا انسالكهن في العادة اضطراد نه ال يتوقع في أ النكاح، )الرابع(

ن أ)الخامس( ؟مر مع هذا االمكانطلق األأمتنع جميعهن فكيف يما كان ببل ر مراده

ينكح ال ن أراد أما لم يجب ولعله عليه وجب أاإليجاب فكيف هظاهر و مر أمسك" أقوله "

بل كان ينبغي منهن وطرا،ن قضى أراد ان ال ينكحهن بعد أربما نه أ (السادس) ،أصال

كسائر عندكم فإنهنمن نساء العالم من األجنبيات ربعا ممن شئت أن يقول:" انكح أ

1ها في تقرير التأويل."يلتفت إلين أمن القرائن ينبغي وأمثاله هذا ف ،نساء العالم

لى أن األلفاظ إع ضوال يفتأ األصوليون ينبهون في كثير من المواأحد الباحثين:" يقول

وان من التغير األلالمفردة والتراكيب تتعرض بسبب السياقات اللفظية والمقامية المختلفة

تسميه و ما أرورة االستعانة بالسياقين اللفظي والحالي لى ضإالداللي، ولذلك ينبهون

1 093الغزالي، المستصفى، صأبو حامد

Page 60: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

55

ع عناصره، ويتضح ذلك في بحثهم للعام والخاص، يبجم بالموقف الكالمينظرية السياق

،ما يعتمد باالستعمالإنن العموم أحيث ال يراد باللفظ غالبا داللته على العموم، وذلك

البيان.مالك حوال التي هي ولكن ضابطها مقتضيات األ ةاالستعمال كثير هووجو

الواعي لعناصر السياق أو دراكهم إعلى للعام تدل المخصصة صوليين للقرائن ودراسة األ

1"رها في تحديد المعنى.أثالمواقف الكالمية و

نظرية إلى خرى بأبصورة أو تنتمي جملة من الدالالت مباحثهم األصوليون في بين دوق

ىصدناه الواسع عمبيقول الدكتور طاهر حمودة:" ويبلغ االعتماد على السياق ،السياق

مفهوم و أ بفحوى الخطاب في بحث األصوليين بطرق الداللة ال سيما ما يسمى اير بك

عمال ا و ،لفاظهاأمما يدل عليه ظواهر أكثر ، حيث يفهم من العبارات معاني الموافقة

آية -اإلسراء" أف لهما تقل فال فقوله تعالى:" ،سياقهذا المفهوم منوط عند األصوليين بال

ف أوليس النهي عن قول ،للوالدينبالنسبة نواع األذى أه النهي عن كافة منيفهم ، 32

ى الوالدين ومخاطبتهما إل باإلحسانبين ذلك هو سياق اآليات التي تأمر يوالذي ،فقط

على مقصود الشارع يذائهما فضال عن الوقوف ا و نهارهما انهى عن تو ،بالقول الكريم

يفهم في سياق آخر قد ال نفسها للوالدين من نصوص كثيرة أخرى، وهذه العبارة بالنسبة

أنواع نهي عن أي نوع من منها فهم ين ال أتدل عليه ألفاظها، إذ يمكن منها أكثر مما

2األذى."

1 002-006طاهر حمودة، دراسة المعنى عند األصوليين، ص 2 088طاهر حمودة، دراسة المعنى عند األصوليين، ص

Page 61: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

56

فكثيرا ما نجدهم -االجتماعيا من قبيل السياق موه- االستعمالعرف و القصدأما

بالحقيقة براز المعنى الداللي، وذلك واضح في حديثهم كما يسمى إا في ميعولون عليه

ل يذ يقصدون بها الداللة االجتماعية التي تعارف عليها المجتمع، وهذا من قبإ، يةفالعر

عناصر ل المجتمع للكلمة واتفاقهم على داللتها عنصر من ا، فاستعماالجتماعيالسياق

السياق الذي يساعد في وضوح الداللة.

ها من أقوال األصوليين فيما يتعلق بداللة السياقناالتي نقلالنصوص لى إويضاف

1المعاني يتعلق معظمها بفهم النظم والسياق". "يقول:مام الحرمين إما ذكره صراحة

يكون الراوي أنالشرط في رواية المعاني رحمه اهلل:" الرازي مام فخر الدين وقال اإل

الصادرة عن رسول اهلل صل الحالية والمقالية ما بعده وبالقرائن بقبل الكالم، و عالما بما

ن الراوي لما دخل عليه كان قد ذكر كالما قبل ذلك أن من المحتمل إاهلل عليه وسلم، ف

2تغير حال هذا الكالم بسبب تلك المقدمة."

يحف سياقه، وما بحسب الداللة في كل موضع ن إ:" فرحمه اهلل مام ابن تيميةوقال اإل

3القرائن اللفظية والحالية."به من

البالغة في همية الداللة السياقية أفهذه النصوص المنقولة عن أئمتنا وعلمائنا تدل على

1 ، 1882، 1تح صالح بن محمد بن عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط البرهان في أصول الفقه،الجويني،

922، ص 0ج2 122ص ، 1892، 1دار الكتب العلمية، بيروت، ط في أصول الفقه،عالم المفخر الدين الرازي، 3 12، ص 6ج، 0221، 3تح عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، ط مجموع الفتاوى، يخ االسالم ابن تيمية، شانظر

Page 62: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

57

لى صحة إوالوقوف على الغرض المقصود والمراد منها للوصول ،الفهم للنصوصحسن

.حكام منهالمعاني واألااستنباط

المرهف معها من لي لأللفاظ والتعامل و صة في رحاب البحث األحبعد هذه السيا

معانيها الدقيقة وتحصيل المراد والمقصود منها، نخلص الستجالء قبل علمائنا وأئمتنا

، وبذلك سبقوا غيرهم من بالداللة السياقيةن علمائنا المسلمين كانوا على وعي تام ألى إ

لفاظا أاستعملوا ن علماء األصول أيين، و بر غوخاصة العلماء ال علماء اللسانيات الحديثة

هميتها.أمدلولها و تحمل نفس وصيغا للتعبير عن معنى الداللة السياقية

السياق عند المفسرين: -3

واستعانوا به كونه ،أدرك المفسرون أهمية السياق منذ بداية التأليف في علوم القرآن

المعنى، وهذا واضح من خالل الشروط التي وضعوهامن وسائل تحديد مهمة وسيلة

من العلوم بمجموعة ستعانة االالشروط تتمثل في ذهم بتفسير القرآن العظيم، وهو فيمن يق

1في نظرية السياق." ةمراحل التحليل المذكور بأشبه ما تكون

عالما بها، عالما ن أن يكونآلمن يقوم بتفسير القر ومن أهم هذه العلوم التي البد

والنحو وعلوم البالغة ومتن اللغة )المعجم(، شتقاقبالقراءات، متقنا لفن التعريف واال

نهم زادوا شروطا إتحت مفهوم السياق، بل يندرج ومعرفة أسباب النزول ..إلخ، وكل هذا

جري عليه لغة تالنظم واللفظ والداللة، وما على مستوىآني وجه االعجاز القر أكمعرفة

1علم الداللة دراسة نظرية فريد عوض حيدر، نظر يو، 001-002دراسة المعنى عند األصوليين، ص طاهر حمودة،

29ص ، 0221، 1، دار اآلداب للطباعة والنشر، ط تطبيقية

Page 63: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

58

1والكلمات والفواصل.للحروف جاز وتشبيه واستعارة وتالؤم يإالقرآن من

شتغل به من علوم القرآن ين أحتاج يأول ما عن الراغب األصفهاني قوله:" إلينا وقد نقل

2لفاظ المفردة."العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق األ

ال إاهلل عالم بلغة العرب يفسر كتاب :" لو أوتي برجل غير مالك رحمه اهللعن كما نقل

3ه نكاال."تجعل

مفهوم السياق عند المفسرين: 3-1

يمثل أنموذجا شارات وأقوال للمتعاملين مع النص القرآني إن ما عرض من إ

خصوالذي يل ،الجانب النظري من مفهوم السياق لديهمى مستوى لعجهدهم المبذول ل

في النقاط اآلتية:

في تفسير بعض.أن ال يغفل عن بعضه -2

ن ال يغفل عن البيئة في تفسيره.أ -3

سباب نزول اآليات.أن يعرف أ -2

4االجتماعية عند العرب. من يعرف النظأ -1

1 12ص ، 1، بيروت لبنان، ط شروط التفسير وآدابه، تحقيق فوار أمزرميلي ، السيوطي 2، 1في غريب القرآن، تح صفوان انس وعدنان الداوودي، دار القلم، دمشق، ط الراغب االصفهاني، المفردات

26، ص 18863 022، ص 0االتقان في علوم القرآن ، ج ،لسيوطيا 4 329، ص معناها ومبناها غة العربيةالل عن تمام حسان، نقال

Page 64: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

59

ن أالسياق بكل عناصره اللغوية والحالية، ولذلك يمكن القول اشتملت على فهذه العناصر

قدمه يير الذي خطلى الدور الالتنبيه إسهامات نظرية في إما قدمه هؤالء العلماء من

همية ما ال حقائق هذا الدور قد بلغت من الحجم واأل ريروتق ،السياق في توجيه المعنى

السياق في دراسة المعنى، كما والمبكر ألثر الواضح دراكهم إيستهان به في التعبير عن

على نها تشير الى وجود رؤى واضحة لمعالم النظرية السياقية، وتبلور مفهوم السياق أ

النظري والتطبيقي.مستوييه

سياق معرفة ال بعد إن فهم النص القرآني ال يتحقق ألقد بين الكثير من علماء التفسير

، وهو ما ال بهمويخصص العام ويفسر المالمحتمل ين بشكال ويحيث يزول اإل، الكالم

.ذواق السليمةة واألفذالنا البصائررات المتميزة و دذوو القإال يدركه

شكال على المعنى عند اإلالتي تعين ر و مه(:" الرابع من األ791مام الزركشي )اإليقول

لى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص إد شفإنها تر ،داللة السياق

فمن وتنوع الداللة وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم، المطلق قييدالعام، وت

1وغالط في مناظرته.أهمله غلط في نظره

لى وظيفة السياق في الكشف إمام الزركشي يشير ن اإلأيالحظ من خالل التعريف السابق

عليه أطلق عن المعنى، وحديثه عن تنوع الداللة في التعريف السابق يندرج تحت ما

مختلفة معالم لى إيكون المقصود بكالمه توجهها قد ذ إ، "الوجوه والنظائر معل"المفسرون

1، 1، تح محمد أبو الفضل ابراهيم، دار المعرفة بيروت لبنان، ط البرهان في علوم القرآن، زركشيبدر الدين ال

022، ص م1812-هـ1326

Page 65: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

60

ذا جمعت السياقات المختلفة عند التفسير فهمت إيستدل عليها في كل موضع بالسياق، ف

1في القرآن.المتنوعة جميع وجوه اللفظ وداللته

2"سيق له.مراعاة نظم الكالم الذي ليكن محط نظر المفسر ويقول في موضع آخر:"

ما على في كل موضع انك،سم الواحد معانويقول العز ابن عبد السالم:" اذا كان لال

3النظام."وينخرم الكالم يبتر ال يقتضيه ذلك السياق كي

عناصر السياق عند علماء التفسير: 2-3

مثل مجهودهم المبذول في المستوى يمن خالل ما عرض ألقوال بعض علماء التفسير،

ي لمفهوم السياق والذي يتلخص في نقاط عدة أبرزها:ر التنظي

مستويات السياق القرآني:

لنوعي السياق وهما السياق ت متضمنة ن مستويات السياق القرآني عند المفسرين جاءإ

وقف( ويندرج تحت كل منها م)سياق ال ،و ما يسمى )سياق النص(أو الكلي أاللغوي

مستويات السياق القرآني قسيمويمكن ت ،هتم بها المفسرونامجموعة من العلوم التي

لى قسمين:إ

:قسامألداخلي )اللغوي( ويندرج ضمنه ثالثة السياق ا القسم الول:

1 69ص ، 1882 الوجوه والنظائر في القرآن، دار الشروق، ا،سلوى محمد العو 2 312، ص 1القرآن، جالبرهان في علوم الزركشي، 3

تح سعد دمشقية، دار البشائر اإلسالمية، بيروت، جاز في بعض أنواع المجاز،لى اإلإاإلشارة ،العز ابن عبد السالم

001، صم 1896-هــ1229، 1ط

Page 66: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

61

سياق النص القرآني بكامله: - أ

، ير بالمأثورفسسرين ما وضعوه من قواعد للتفومما يدخل في السياق اللغوي عند الم

ن استحضار النص القرآني جميعه عند تفسير بعضه، أل"حيث يتطلب التفسير

يؤكد ارتباط اللغوي وكيفية تحركاتهامعرفة أوجه السياق و ،القرآن يفسر بعضه بعضا

1الحكيم بعضها ببعض.آي الذكر

ر مام القرطبي في تفسير قوله تعالى:" يقول اإل لة ال قد آية -القدر" إنا أنزل ناه في لي

ن لم يجر له ذكر في ، يعني القرآن 2 هذه السورة، ألن المعنى معلوم والقرآن كله وا

2كالسورة الواحدة."

ن أفضل طريقة في أ:" لعل مالحظة علماء القرآن قديما أيضايقول عبد الجبار

تفسير القرآن الكريم مفردات وتراكيب، هي تفسير القرآن بالقرآن وهي تشير في

اللغوي )السياق في البحث صبح يعرف اليوم ألى ما إشارة قوية إالجانب األهم منها

إذ تتفق اللسانيات المعاصرة في ،غالبا في تحديد المعنى ودوره الحاسم 3غوي(،الل

خرى هي ن عالقات الكلمة ضمن الخطاب مع الكلمات األأعلى اتجاهاتها معظم

4التي تحدد معنى الكلمة.

من القرآن، والأ هير القرآن طلبفسه( يقول:" من أراد ت922مام السيوطي )ا اإلذوه

1 068علم الداللة التطبيقي في التراث العربي ، ص ،نظر هادي نهري 2 362، ص 0ج ، 0226، 1تح عبد هللا بن عبد المحسن التركي، دار الرسالة، ط الجامع ألحكام القرآن،، لقرطبيا 3ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، نقد ترجمة القرآن إلى الفرنسية في ضوء النهج السياقي، ،عبد الجبار ةتوام

062-063ص ، 02264 112، ص1899، 1 ترجمة منذر عياشي، دار طالس، دمشق، طعلم الداللة، ،يروچر ابي

Page 67: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

62

لى السياق إشارة إوهذا القول 1آخر." فسر في موضع دفي مكان فقأجمل فما

القرآن يفسر المقولة الذهبية للمفسرين " الأو كبر في القرآن، الذي هو المقصود األ

على ليس فقط تماسك النصدراكهم لمبدأ إوفي هذا دليل على ،"بعضه بعضا

نما على مستوى القرآن كله، وقد يعبر عن هذا المبدأ ا و اآلية فقط و أالسورة توى مس

2واحد."الكالم الو في حكم أل قولهم:" القرآن كله كالسورة الواحدة مثخرى أبعبارة

سياق السورة: - ب

ن للسورة الواحدة سياقا خاصا حيث يتألف من سور مفصول بينها أالحظ العلماء

ن سورة البقرة مثال كالم إخرى، فاألمعنى وابتداء يعرف به انقضاء السورة وابتداء

واحد باعتبار النظم.

ن الغرض الذي إه(:" 555) البقاعيمام سياق السورة ما قاله اإل لىمثلة عومن األ

مد وصفات الكمال اجميع المحلثبات استحقاق اهلل إسيقت له الفاتحة هو

بااللتزام سؤالق العبادة واالستعانة بالواختصاصه بملك الدنيا واآلخرة، وباستحقا

3ذلك كله."بالهالكين مختصا صراط الفائزين واالنقاذ من طريق

ه( قد اعتمد سياق السورة وسيلة مهمة في تعليل تثنية 791الزركشي )اإلمام وهذا

1 001، ص0االتقان في علوم القرآن، جالسيوطي، 2 312، ص3جفي أصول الشريعة، لموافقات ا لشاطبي،ا 3 02، ص 1ج ، 1862، 1، د ت، دار الكتاب، القاهرة، ط تناسب اآليات والسوري نظم الدرر ف البقاعي،القاضي

Page 68: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

63

رقي ن ورب ال مغ ربي ن غرب في قوله تعالى:"مشرق والمال ، 27آية -الرحمن "رب ال مش

1في سورة الرحمن فألن سياق السورة سياق المزدوجين."أما ما ورد فقال:"

سياق الفقرة: - ج

ا احتوت على أنواع من الكالم بحسب ما بث في أنه ةمنع النظر في سورة البقر يال

يا أي ها الذين آمنوا كتب علي كم قوله تعالى:" كسياقا خاصا افتمثل كل فقرة فيه فيها،

يام ، ويتكفل 257 آية-البقرة لك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ذ " إلى قوله:" الص

.اونهاياتهالوقف واالبتداء ببيان بدايات الفقرات معل

سياق اآلية: - د

سياق اآلية، يقول وأفادوا النظر فيمعتبر ن كل آية فن مستقل وقرآن أقرر العلماء

لى إلى ما كان نظيرا لما في سياق اآلية أولى من توجهه إالكالم الطبري:" فتوجيه

2عنه.منعدال ما كان

ة يلى مجموعة من القرائن المقامإالمفسرون أشار السياق الخارجي وقد القسم الثاني:

أبرزها ظهورا: نوها في ثنايا كتبهم، ولعل مالتي ذكر

معرفة أسباب النزول -

معرفة المكي والمدني من اآليات القرآنية -

1 16، ص 2البرهان في علوم القرآن، جالزركشي، 2 ج ،0229، 0تح محمود شاكر، دار مكتبة ابن تيمية للنشر، ط جامع البيان في تأويل آي القرآن،ابن جرير الطبري،

81، ص 6

Page 69: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

64

معرفة زمان نزول اآلية باعتبار نزول القرآن منجما أي مفرقا على ثالث وعشرين -

لىإجملة واحدة في ليلة القدر بعد نزوله مدة بعثة النبي صل اهلل عليه وسلم ،سنة

.السماء الدنيا

1الناسخ والمنسوخ. معرفة -

وظيفة السياق عند المفسرين: 2-2

هذا باستظهار بعض الجوانب التطبيقية لوظيفة السياق عند المفسرين، وذلك علقويت

ذهلى نتيجة مفادها وضوح الرؤية لمفهوم السياق عند المفسرين، وهإبغية الوصول

السياق جزءا ال يتجزأ من توجيهها.وكان الموضوعات التي درسوها بعض

:بيان مرجع بيان الضمير 3-3-1

لف فيه اآلراء تختلى داللة السياق، حيث إكم فيها تيعتبر من أبرز المواضيع التي يح

ودراستهم له كانت ،و ترجيحهأالوجوه، واهتمامهم به يأتي من خالل تأييد وجه وتتعد

من خالل اآلتي:

حال مر وتعدد الحالة الضميا تتبعوا حركة الضمائر في الخطاب القرآني وداللتها و -

ليه،إ

لى خطاب سابق.إحالة ا لى عنصر متقدم و إحالة إحالة الضمير نوعان: إن أبينوا -

حالة الضمير ومنها القرائن اآلتية:إعلى عدة قرائن لتبرير اعتمدوا -

1 180-198ص ، 1826، 1دار الكتب الحديثة، بيروت، ط التفسير والمفسرون، ينظر محمد حسين الذهبي،

Page 70: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

65

:فراد الضمير وتثنيته وجمعه ا قرب و على األمثل مرجع الضمير القرائن النحوية

.للفصل أو للشأننه وتذكيره وتأنيثه وكو

:و أوالبعد عن تفكيك النظر وااللتفات مثل الحقيقة والمجاز القرائن البالغية

تشتيت الضمير.

:النظم وربط تشابهمثل حقيقة الواقع والعرف اللغوي والغرض ومالقرائن المقامية

ة بالسياق وغير ذلك.لاحاإل

لى السياق إبرز المفسرين احتكاما أمام الطبري وهو من ال من كالم اإلاونضرب مث

تها من فناداهاففي تفسيره لقوله تعالى:" ،مرجع الضميرفي 1اللغوي زني أال تح قد تح

تك رب ك جعل ، و في )تحتها(فتح الميم في )من( من في قراءة ،31" مريم آية سريا تح

المفسرون في تأويل ذلك الى قولين: حيث ذهب

: أنه جبريل عليه السالمالول

: عيسى عليه السالمالثاني

استدالال بسياق ما االسم الموصول عائد على عيسى عليه السالم ن أالطبري ب حورج

" ثم قيل" فحملته فانتبذت بهتعالى: ال ترى في سياق قولهأ "وما بعده حيث يقول: قبله

2والخبر عنه.عيسى عليه السالم ذكر على ذلك من نسقافناداها" "

1أهم األسس التي اعتمدها الطبري في الترجيح بين أقوال يقول عبد الوهاب أبو صفية:" لعل مراعاة السياق من

92المفسرين"، ينظر داللة السياق منهج مأمول لتفسير القرآن، ص 2 121، ص19 جامع البيان في تأويل آي القرآن، جالطبري،

Page 71: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

66

تحديد معنى الكلمة 3-3-2

والنظائر" وكذلك كتب "معاني القرآن" و كتب األشباه تعد كتب "غريب القرآن" وكتب "

وي على نسبة كبيرة من محتواها في شرح معنى المفردات، ودور تالتفسير جميعها تح

خرى األالسياق فيها كبير في تحديد معنى الكلمة بدقة بين مجموعة من االستعماالت

ليل وطريق قيرد فيه نقل عن المفسرين وهو ما لم .في القرآن الكريم، قال الزركشي:" ..

ها تلغة العرب ومدلوالتها واستعمااللفاظ من لى مفردات األإلى فهم النظر إالتوصل

1"بحسب السياق.

مناسباتعلم ال 3-3-3

،هم العلوم المتعلقة بداللة السياق في توضيحهاأفي القرآن من مناسباتيعتبر علم ال

حيان طريق ألنها في كثير من األ مناسبات،وترجع أهمية السياق في موضوع علم ال

جاءت بهذه ، ولماذا يمعرفة الفواصل ورؤوس اآلتهاد في جلى فهم المعنى واالإموصل

بين الفاصلة القرآنية المناسبة عرابي المشهورة في ، ولعل قصة األالحروف وبغيرها

القارئ بقوله:" واهلل ع آية السرقة يختمها معندما س ،وسياق اآلية خير دليل على ذلك

عرابي هذا عزيز حكيم"، فقال األارئ:" واهلل غراء بالسرقة، فقرأ القإغفور رحيم"، فقال هذا

:"عند المفسرين كما يعبر عنها الزركشي مناسباتعلم الوفائدة 2فحكم. كالم الرب عز

بأعناق بعض، فيقوى بذلك االرتباط ويصير حاله حال جعل أجزاء الكالم بعضها آخذ

1 16، ص 0 البرهان في علوم القرآن، جالزركشي، 2، 1890، 0تح سيد رضوان وعلي الندوي، دار الشروق، جدة، ط في مشكل القرآن، العز بن عبد السالم، فوائد

116ص

Page 72: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

67

لعالقات وعالقات التناسب في القرآن تكون في كامل ا 1"البناء المحكم المتالئم األجزاء.

االشارات ن هذه أحيث ،وبعضها أو بين الكلمات م بين السورأالقرآنية سواء بين اآليات

نما تكون بعد تحليل اآليات والسور إو السورة، أمضمون اآلية المبنية على التناسبية

وقف( منصا وفق االعتبارات اللغوية )سياق النص(، ووفق االعتبارات الخارجية)سياق ال

ويقول مناع 2النزول، ومفاهيم اآليات وعالقات الخطاب بالمخاطبين."من أسباب

3ما يقتضيه النظر والسياق."أوال وآخرا حسب والربط بين المناسبة ما ذكر أ:" القطان

ليه أن علماء التفسير استخدموا منهجا في تفسير القرآن، يلتقي إن نخلص أوما يمكن

والصيغة والكلمة الصوت قد بين بعضهم دور في معظم التفاصيل مع نظرية السياق، ف

ومكان النزول وزمانه، والمخاطب ، والظروف المحيطة بالنص كأسباب النزول والتركيب

حديددور في تمن خاطب بفتحها لما لكل عنصر من هذه العناصر موالبكسر الطاء

الداللي للنص القرآني. المعنىو أ العامالمعنى

السياق عند اللغويين: -1

:أهمية السياق عند أصحاب المعاجم العربية

كتبهم منذ بداية ثنايا لى داللة السياق في إوجه علماء اللغة العربية القدامى عنايتهم

، م على المستوى المقاميأمستوى السياق اللغوي ىو، سواء علحالتأليف في اللغة والن

1 191، ص 1 البرهان في علوم القرآن، جالزركشي، 2 121، ص 19 جامع البيان في تأويل آي القرآن، جالطبري، 3 302ص ، 0222، 11مكتبة وهبة، ط مباحث علوم القرآن،مناع القطان،

Page 73: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

68

لالستعمال أكثر أوجهه وصفا عجمين العرب القدامى في مالصنيع وهنا تمكن عند

ىر أو للمقام، الذي تجلى مالحظتهم للسياق إ علي للغة، وهذا الوصف مستند أساساالف

االبداعية نصوصاليمكن الوقوف على داللة بعض فيه اللغة نشاطا تواصليا، حيث ال

و األعراف أو الدينية أو السياسية أو االجتماعية التاريخية أحاطة بالظروف من غير اإل

فيه و كشف أنتجوالتقاليد واألذواق التي أحاطت به، والحيز الزماني والمكاني الذي

1ساسا.أوهو حيز مقامي حالي بداعه إلحظات

همها كما يذكر ألقد تعددت وسائل تحديد المعنى عند المعجميين القدماء وكان من

:الدكتور عبد اهلل درويش اآلتي

،خالفب وأو ضد أما يكون التعبير عنها بلفظ نقيض كثر أو بالمغايرة التفسير -

غة نفسها أو لغة و كلمات من اللأالتفسير بالترجمة ويكون بشرح المعنى بكلمة -

أخرى،

وهو ما يصحب الكلمة من كلمات هي جزء من معناها مصاحبةالتفسير بال -

األساسي.

2التفسير بالسياق سواء كان السياق سياقا لغويا أو مقاميا. -

عناصر تحديد المعنى منن السياق عنصر مهم أويظهر من خالل الوسائل السابقة

لمعانيها يتصفح بعض المعاجم ال يجد شروحا لأللفاظ وتبيانا والذي ،عند المعجميين

1 091-092علم الداللة التطبيقي في التراث العربي، ص ،ينظر هادي نهر 2 120، ص داللة التطبيقي في التراث العربيهادي نهر، علم ال

Page 74: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

69

هذا نقول علىو األشعار، و أو الحديث او األمثال أمن خالل أمثلة سياقية من القرآن

1لى شواهد تبين معنى اللفظ من السياق.ال عإن المعاجم نفسها ال تقوم أ

، العينمعجم ( في ه275حمد الفراهيدي )أابن الخليل ومصداق ذلك ما نجده في جهد

من مواردها األولية في تراكيب الكلمات النحت تقوم على ه حيث كانت طريقته في معجم

لفاظ مستعملة وأخرى أله من مم تقسيمه على ما تحومن ث، الحرفيالبنيوي الجذر في

لفاظ بداية ونهاية طردا وعكسا، ومن ثم األلتعود الحروف في التركيب،مهملة لدى تقلب

وجعل ،استعمالالمهمل من دون و من الداللة منها المستعمل بين مع الجار دإيجاد الق

2التفريق بين المستعمل وغير المستعمل من خالل ورودها في السياق.معول

مدى حيث يالحظ ه( 525معجم )أساس البالغة( للزمخشري )بيضا أاد كن االستشهميو

ة نوعية، وذلك من خالل االهتمام نقلالذي شكل بالمعاجم شتغال ، واالالتطوير في التأليف

دراكه للتطورات المجازية للكلمة وأثر السياق االجتماعي والثقافي إعناصر جديدة، ب

تاريخ التطور الداللي في أنه يعد رائدا في مجال التأليف كماوالتاريخي في هذا التطور،

كما وقد احتوى الكتاب ،لى التركيبإلفاظ المفردة بل تجاوزها االحدود دون الوقوف عند

الداللي وهما:الدرس على عنصرين أساسيين فينهر يقول الدكتور هادي

ا وتحديد معناها.أثر االستعمال في حياة الكلمة وتعيين داللته العنصر الول:

1 022ص ، 1888، 1د ت، دار الفكر، ط محمد نورالدين منجد، االشتراك اللفظي في القرآن بين النظرية والتطبيق، 2 32ص، 1899دار الشروق، د ط، ، (نقد البالغي واللغويدراسة في ال)تطور البحث الداللي حسين الصغير،

Page 75: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

70

وظل ،الكلمة في النفس ) السياق العاطفي( ءاشيء من إيحالوقوف على العنصر الثاني:

اللغوية، ألن المعاجم من أروع ما تقدمه لنا ، وهذهفحواها في الذهن ووقعها في المخيلة

دبية التيالت الكلمة وليست هي الداللة األالداللة المعجمية المجردة ليست هي كل دال

1يره من أحاسيس، وما تلفت إليه من آفاق،نصر التأثير النفسي للكلمة بما تثتحمل ع

ثيرا عن غيره من المعاجم استعماله ك أساس البالغةولعل من األمور التي تميز معجم

.خاصة المجازفي توجيه المعنى وبسياق الحال عناصر واضحة من

بوابا أمام األدباء أيخفى أن المجاز يفتح :" والطليماتوفي بيان ذلك يقول الدكتور غازي

الزمخشري جار اهلل االستعمال السياقي لكل كلمة، ولعل منوجه جديدة أواسعة، البتكار

ن يسوق في معجمه )أساس البالغة( أعلى حتميا وحرص لى هذا الجانب إقد نظر

يقول للقارئ األعظم منها، كأنه م سغفل شرح القأعشرات العبارات المجازية لكل كلمة، و

2"تدرك المعنى. االشتقاق على محك السياقفهم المقال من المقام واضرب ا

التي تلفت نظر الدارس للمعاجم العربية والتي لها عالقة نهجيةوعليه فان الظاهرة الم

على وجوهه بتقليب المعنىن يصطلح عليه أمكن يمنهجية في شرح المادة المعجمية، ما

لمعنى المعجمي يتصف معجم هو أن افي علم ال المختلفة، ألن من الحقائق الثابتة

3بالتنوع والتعدد واالحتمال، والسياق هو الذي يحدد المعنى المناسب.

1 96-92ص ،1899، 1عند العرب، دار النشر، جامعة بغداد، ط هادي نهر، علم اللغة االجتماعي 2 012ص ، 0222، 0دار طالس، ط في علم اللغة ، ،غازي طليمات 3 080، ص (يمولوجية للفكر اللغوي عند العربتدراسة ابس)صول األ ،م حساناتم

Page 76: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

71

نشطة التي دأب اللغويون يضا في اكثر من نشاط من االأوكذا ظهر االهتمام بالسياق

فات التي كتبت في النوادر نصملعل من بينها تلك العلى القيام بها، و العرب األوائل

صنوف وغير ذلك من ،لفاظ()غريب الحديث( و)كتب األو (غريب القرآنو)اللهجات( و)

ن العمل أال إدراك اللغويين العرب الصائب، إعلى تعد من األمور التي تدللالتأليف

فيه، تجري السياق الذي بمالحظة نما هو رصد للغة في حركتها االجتماعية إالمعجمي

ة مستعمليها يعلى وظيفتها السياقية وطبإبنيتها قياسا أتنوع استعماالت الكلمة وتعدد تف

ومقام معين يحيط بها ويوجه ،لى سياق محددإكلها تستند همصداومقوحاجتهم

1استعمالها.

في الثعالبي مر عند ما هو عليه االعلى نحو بمعاجم المعانيصحاب ما يعرف أما أ

في كتابه )الفروق في اللغة(، العسكري هالل أبي وسر العربية( وعند ه )فقه اللغةبكتا

لى الترمذي في إوما نسبه العلماء (المخصص)ه( في معجمه 155وعند ابن سيده )

ن بعض ألى إتفطنوا وغيرهم، فإن هؤالء جميعا كتابه المسمى )الفروق ومنع الترادف(

داللي واحد، تختلف فيما بينها في درجة التعبير عن حقل لى إالكلمات التي تنتمي

ال يوجد الواحدة منها جزء ن في إة تقوم بينهما فين كانت هناك عالقة مفهوما المعنى، و

2خرى والسياق هو الذي يبين ذلك.في األ

1 )بتصرف يسير( 091علم الداللة التطبيقي في التراث العربي، ص هادي نهر، 2 092علم الداللة التطبيقي في التراث العربي، ص هادي نهر،

Page 77: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

72

II- السياق في الدرس اللغوي المعاصر

علماء الغرب السياق عند -1

ن أربية يدرك غي بعد المرور بالمعاجم الغرببالدرس اللغوي المن يتصل

من بينهم تناوله الكثير و السياق عناية كبيرة وعرفوه كمصطلح اقد أولو الغربيين اللغويين

.ولمانأ

( استعملت حديثا Contexteبقوله:" كلمة ) (Contexteعن المصطلح ) مانولأيتحدث

عها من ذلك النظر، لذا فالسياق ينبغي للكلمة وموقاللفظي رالنظمختلفة منها في معاني

كتاب الضمن القطعة كلها و تن يأقيقية السابقة والالحقة، حالضافته إلى اشتماله الجمل إ

ير اللغوية المتعلقة للعناصر غن أكله وكل ما يتصل بالكلمة من ظروف ومالبسات، كما

2الثقافة.سياق ينطويان تحت ا مهوكال 1بالغا في هذا الشأن. بالمقام دور

اما وراءه وأالجملة حد ر بصغر عنصر لغوي هو الصوت المفرد، لكنه يبلغ في الكأ نإ

ذا إكون نفالصوتية ذا كان العنصر اللغوي موضع التحليل هو الوحدة إ)النص(، وبالتالي ف

ما اذا كان العنصر أويكون حد هذا السياق هو الكلمة، الصوتي، لسياق ا ددو حقل أمام ا

بما هو أكثر منها فيتصل السياق قليال حدود اللغوي المطلوب تحليله هو الكلمة فيتوسع

جملة، وكلما صعدنا في العنصر إطار وهو الجملة، ألن الكلمة يتحدد معناها في

1 10الطلحي، داللة السياق، ص ةبن ردردة هللا 2 13المرجع نفسه، ص

Page 78: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

73

1.نولماأكما يقول الغموض حدود تتحليله توسع نطاق السياق، أي ضاقالمطلوب

حجم السياق ن العنصر المتخذ للتحليل هو الذي يحدد أكن القول وبعبارة أخرى يم

لى إكثر دقة في هذا الموضوع بحيث يقسمون السياق أوتنوعه، أما األسلوبيون فهم

نوعين:

ما كان مباشرا للفظ قبله أو بعده،(: يقصد Micro Contexteالسياق الصغير )

للفظ ما كان مباشرا كبر مأحيانا ما هو أ(: يقصد به Macro Contexteالسياق الكبير )

وهو للقارئ جملة المقتضيات التي تحضر يضا أل ثمت، ويالخطابو أفقرة الو أجملة كال

2الثقافي واالجتماعي.ميوله يتلقى النص بموجب

تشغيلها لمصطلح على التداولية اعتمادا مختلف االتجاهات ما هانسن فقد صنف أ

السياق ثالث درجات:

les symboleشارية )تمثل في دراسة الرموز اإلتو ولى:الدرجة ال يةتداول -

indexicauxومحددات المكان في العناية بالمخاطبين مثل السياق يت ،ها( وتطبيق

والزمان.

وعالقتها بالجملة تعبير القضايا طريقة لىترتكز عتداولية الدرجة الثانية: -

المخاطبون.ما يحدس به لى إة والسياق هنا يمتد يلفظتال

1 13الطلحي، داللة السياق، ص ةبن ردردة هللا 2 12، ص نفسهالمرجع

Page 79: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

74

1فعال الكالم.أتمثل في نظرية ت تداولية الدرجة الثالثة: -

كمن في عدم تفيه الصعوبة نأال إ ،طابعا تداوليايسلك ن السياق أفترى "أرمينيكو"ما أ

نماط:أربعة أينتهي، وله وأين معرفتنا أين يبدأ

هوية المخاطبين ومحيطهم والمرجعي ويحدد نوجوديموالفعلي ال السياق الظرفي: -

الغرض. والمكان والزمان الذين يتم فيهماالمادي

ن مضكمتميز هذا النوع باالعتراف به اجتماعيا يتو التداولي أ: المقامي السياق -

لى الثقافة نفسها.إالزم تتقاسمه الشخصيات المنتمية وهو معنى م ،و غاياتألغاية

االقتضاءات أي المخاطبون من يحدس به يتكون من كل ما :االقتضائيالسياق -

تكون مشتركة بين المخاطبين.ظارات ومقاصد نتمن اعتقادات وا

ن السياق ألن التداولية دراسة مجموع قضايا السياق، أنهما يريان إف "جاك"و "سالتاكر"ما أ

فعال اللغة، الذي يعبر من خالله عن أالذي تخضع له الجمل هو الذي يستعمل في

أثر ل كالمي لغة للسياق، ألن السياق ببساطة هو عويعتبر كل فمنطق الحوار قواعد

2فعال اللغة الالحقة.أفعال اللغة السابقة وسبب أ

نتيجة التطور لعلم ،بمختلف اتجاهاتهمسارا عميقا مع البحث التداولي خذ السياق قد أو

ا يركز على العالقات بالوحدات اللغوية وارتباطها بالزمن، كميعنى صبح أالداللة الذي

1 ، 0222، 1مطبعة النجاح، الدار البيضاء، ط السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة، علي آيت أوشان،

61-62-18ص2 60، ص نفسهالمرجع

Page 80: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

75

داة هامة تساعد على أالسياق ، من هنا فإن ت التي تشكل معنى الخطابمدلوالبين ال

من دراسة العالقة الموجودة نامكنيبحيث اد تكون متناهية، شياء بدقة تكاألالحديث عن

و التفريط أعنه يمكن االستغناء ي والكالمي في استعمال اللغة، فال بين السلوك االجتماع

ن المعنى الحرفي أذا علمنا إقناة التواصل، ال سيما ترلى تو إفيه ألنه ببساطة يؤدي

وغير نطقية ،كالتنغيم والنبرلى المقصود في غياب المالمح النطقية إللملفوظات ال يؤدي

كحركات الرأس واليد ومالمح الوجه.

مكن تحقيقه بمجرد الكالم، لذا ينه وقف على ما إة اللغة فه عن طبيعبحثفي "أوستين"أما

نجازيةا قسم 1لملفوظات قسمين: تقريرية وا

ذا إف ،"الجو جميل"شياء نحو وصف الحوادث وحاالت األ :(Constativeما التقريرية )أ

غير الجو ن كان إو يظهر كذبه مباشرة أكان الواقع كما وصف، يتضح صدق القائل

ألنناو كذب هذا القول، أذلك، لكن كثيرا ما يتلفظ بهذه الجملة و ال يمكن تحديد صدق

وفي ،ن غيرنا يبدو له غير جميل والعكس صحيحإن الجو جميل فعندما نحس أأحيانا

هل الجو جميل؟مر حقيقة األ

فراد أن بداية حوار بيتمهيدا لفقط إنما ،يرأو التقر لوصف ايستعمل هذا القول ليس في

غير متعارفين من قبل.

1، ص 0226، جامعة الجزائر 12نصيرة غماري، نظرية أفعال الكالم عند أوستين، مقالة في مجلة اللغة واألدب، ع

91

Page 81: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

76

هي التي ال تحمل الصدق :( Enoncée Performativeما الملفوظات االنجازية )أ

بين الفرق بين يتمر والوعيد، ومن هنا شياء من خاللها كالوعد واألاألبل تنجز و الكذب أ

ولى تخضع فيه اللغة للواقع بحيث تحاول ذا كانت األإنجازية، فالملفوظات التقريرية و اإل

فقولك مثال:ن تغيره، أتحاول له اللغة التي تخضع الواقع هو الذين الثانية إتمثله، فتن أ

ن يغير الملفوظ هذا أفيحاول ،والباب مفتوحبين اثنين احديث ض، يفتر آمرك بغلق الباب

ن الملفوظات رجعية، ألمالعن الحديث عن الواقع هو والحديث 1المفترض بإغالق الباب.

تحيل على ، ألنها نفسهاعلى نجازية تحيل الواقع، بينما الملفوظات اإلعلى التقريرية تحيل

واقع هي التي تكونه.

فالملفوظ ،نه يمكن التمييز بين هذه الملفوظات وباالعتماد على النحوأتين سيرى أو

المضارع المبني نجازي يستعين عادة بالضمير المتكلم المفرد، ويوظف غالبا الفعل اإل

طلب، أرجو، لكن هناك عبارات تلعب الدور نفسه دون االعتماد أللمعلوم مثل: أعد، آمر،

الضمير المتكلم الملوك والرؤساء ال يوظف فيه فحديث على هذه الصيغ المذكورة سلفا،

ن الفعل المضارع أ، كما "نحنالدال على الجمع "عمل عادة الضمير المتكلم تسالمفرد بل ي

بمصدر أو بمشتق نجازية يمكن االستغناء عنه وتعويضه الموظف في الملفوظات اإل

هذه الجملة ملفوظ ،كاسم المفعول في قولنا: "المرجو من المسافرين االبتعاد عن السكة"

1 62ص مرجع سابق، ان، شي آيت أوينظر عل

Page 82: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

77

نتباه لى االإمر أوستين الذي انتهى به األتصوره ي عن الشكل الذ ةنها بعيدأال أ ،نجازيإ

1قسمين:أزمنته وضمائره فقسمها ثر لها للفعل بكل أعديدة ال نجازات إن ألى إ

( الفعل االنجازي الوليPerformative Première):

آخر آمرك نجازي إاب، هذا النوع يمكن دعمه وتفسيره بواسطة ملفوظ مثل :اغلق الب

ول يعبر عن ذا كان األإف ،بين هذين الفعلينالكائن هنا نالحظ الفرقبإغالق الباب،

ليقدم نفسه بوضوح و ن الثاني إف ،مر بإغالق الباباأل ، كما أنه مرأحاح كفعل ا

أو صرار، وكأن المستمع ال يملك حال آخر إبوجود و به نشعر يضفي داللة نوعية و

:، وهذا النوع يسمىخيار

( الملفوظ االنجازيPerformatif Explicite)

يصعبمعاني اللغة، ويوجد ملفوظات تشعب مام ألكن هذه المعايير ال تصمد كثيرا

: سأعود كم مفسرة، ومثال ذلك قولأ ريحةنجازية صإم أنجازية أولية إهي أتحديد نوعها

هو الكفيل بإبعاد الغموض انذارا، فالسياق الملفوظيو أتخمينا أوحاال، قد يكون وعدا

نسان يشعر باللبس في التمييز بين الملفوظات التقريرية عن هذا القول، وهذا ما يجعل اإل

آخر مجال لى إلى الملفوظات، فتوصل إتين نظرته سنجازية، ولهذا طور أو والملفوظات اإل

قسام: ألى ثالثة إوتمكن من تقسيمها فعال الكالمأهو

1 66-61ص ، السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة أوشان، آيت علي

Page 83: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

78

ةطقية وهو ثالثنالتلفظ بأصوات مجرد وهو :( Acte Locutoireفعل التلفظ ) -أ

أنواع:

( الفعل الصوتيActe phonétique:) صواتأنتاج إوهو مجرد.

تباهيشاالالفعل(Acte Platique :)نتاج الكلمات يكون لها رصيد إ أن وهو

.تكون خاضعة لقواعد النحو والتركيبو في المعجم

حالياإلالفعل (Acte rhétique :)وهو استعمال هذه الكلمات في معنى معين

ن الداللة هي المعنى والمرجع، لكن لإلشارة أساس أمع تحديد مراجعها على

ن الفعل ا، ألمنظرا لتداخلهتباهي شااليصعب التمييز بين الفعل الصوتي والفعل

بالخطاب ، فهو كارتباط الخطاب المباشراالشتباهي ريد االرتباط بالفعلاإلحالي ي

1غير المباشر.

و أو أي كالم يفيد تقريرا أوهو قول بين معين (:Acte Illocutoireفعل الخطاب ) -ب

و استفهاما، وله عدة وظائف واستعماالت مختلفة، ألن فعل الخطاب ينجز بواسطة أوعدا

، لكن الشك أو القلققول فمثال: هل يكون الجو جميال غدا، قد يكون التعبير داال على لا

بالفعال تين سو أهذا ما يسميه مستمعين معنيين و لى إا هجو ذا كان مإخرى أيأخذ قيمة قد

.الخطابية

لنفسه دورا وللمستمع دورا آخر، باألمرو أنجاز المتكلم لفعل خطابي باالستفهام إيجعل

1 69ص ،القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق عاي آيت أوشان،

Page 84: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

79

و الجواب أموقف يحتمه على الرد في ذا استفهم المتكلم انتظر جوابا، والمستمع يكونفإ

ن يفهم الخطاب. ألكن شرط

(Contenu propositionnel) خطاب الذي يملك قوة خاصة ومحتوى اقتراحيهذا ال

.الشيء الذي تصفه الجملةمر هو حالة والمقصود من هذا األ

وينقسم بحسب يعة تواضعية، في الكالم وهو قابل للتغيير وذو طب زن فعل الخطاب ينجإ

هي كالتالي:لى خمسة أقسام إقيمته الخطابية

حكام إلصدار األ :(Verdictifقضائي) -

و تأثيرأإلثبات سلطة (: Exercitif)مراسي -

و قصةأخبار ألتقرير : (Promicifوعدي ) -

لضبط المواقف :(comparatifسلوكي ) -

1.بتفسير الغموضالحوار تساعد في استمرارية (: Expositifعرضي ) -

صل نتيجة لما حاهو الفعل ال (:Acte Perlocutoireفي الخطاب ) فعل التأثير -ج

قناعهم، إكالم تأثير معين في سلوك اآلخرين مثل: النه غالبا ما يكون للنطق ب، أليقال

فعال ولكي أللى مجموعة من اإعل التأثير في الخطاب يحتاج فن إ، أو اقتناعهم غضابهمإ

هي:حقق نجاحا وجب ربطها بمجموعة من الشروط ي

1 21ص ،القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق، نعلي آيت أوشا

Page 85: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

80

الشروط ال( وليةConditions primaire:) هي التي تحدد وضعية

فمثال: هملفوظأهال إلصدار المتكلم وتسمح له بفعل خطابي ما، وهذا التحديد يجعله

، يقتضي وضعا اجتماعيا يسمح بهذه الصياغة اللغوية فال يكون "افتتحت الجلسة"ملفوظ

1مثال. خص رئيس محكمةشذا كان هذا الإال إله معنى

( الشروط الجديةCondition de sincérité ): ن أيجب على المتكلم

ثما، وفي المحكمة يكون قد شهد إن ال يكون قد ارتكب أقواله و أيكون صادقا في كل

فعال كالميا ناجحا دائما ن تجرد من الجدية يكون إشهادة زور، ألن الفعل الخطابي

نه صاحبه قد كذب.أولو

خرى ما عنى به أوبعبارة ،تين في قضايا تتعلق بالملفوظسأو بما عالجه هذا ما يتعلق

.لعملية التواصتتحكم في من الشروط السياقية التي

دب ألن اأهمها أ ،بناءا على عدة تصورات األدبي نه يحدد النصإف "فان دايك"أما

نتاجا ن يعد في آن واحد أدبي يجب ن النص األأمجموعة من الممارسات النصية، و

ألفعال وعمليات التلقي واالستعمال داخل نظام التواصل وأساسا نتاج، لعملية اإل

دبية تقع في عدة سياقات تداولية ومعرفية العمليات المتواصلة األ هوهذ ،والتفاعل

.هي بواسطتهاحدد بدورها الممارسات النصية كما تحدد يثقافية وسوسيو

دوارهم وبحسب المقامات أة المشاركين و بحسب جماعتتمفصل دبية ن السياقات األإ

1 21، ص القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق، نعلي آيت أوشا

Page 86: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

81

و غير مقصود، أسلوب قد يكون مقصودا ن األألى إويشير فان دايك والمقتضيات،

ن أيمكن معينحيث يستعمل المتكلم في هذه الحالة تغيرات ذات وظيفة في سياق

فيه حكم تتلك التعابير وعالقة الملفوظات بينها كل ذولى، ألن بالدرجة األ ةنفسيكون ت

سلوبي تعبيرا عن األ ن يكون التعبيرأمواقفه وانفعاالته، كما يمكن 1حال المتكلم الذهنية

بين المتعارفين وغير المتعارفين يختلف الحاصل ن الحوار أبدليل ،سياق اجتماعي

يكون على المفردات كماسلوب المستعمل، وهذا االختالف يكون على مستوى فيه األ

:لعالقات الترابطية ومن هذه التغيراتختلف املفاظ و مستوى األ

(، Suppression) الحذف: -

( Adjonction/Répétition) االضافة والتكرار: -

(Permutation) المبادلة: -

( substruction) االستبدال: -

مستويات السياق عند فان دايك:

نما هو جزء كامل من ا فقط، و مخصوص نجاز فعل إليس هو ن استعمال اللغة إ

قسمه و التفاعل االجتماعي لذا فهو يدرس اللغة في استعماالتها، بحيث اهتم بالسياق

2مستويات عديدة منها:

1إشراف مصطفى درواش، جامعة السياق ودوره في استنباط االحكام النقدية، رسالة ماجيستر،مراد حاج محند، ينظر

03، ص 0210 مولود معمري تيزي وزو،2، افريقيا يترجمة عبد القادر قنين، )استقصاء البحث في الخطاب الداللي والتداولي( ينظر فان دايك، النص والسياق

002، ص 0222شرق، الدار البيضاء،

Page 87: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

82

:السياق التداولي -2

نه ينبغي دراسة النصوص من حيث وظائفها أيضا، ومن أجل ذلك إحسب فان دايك ف

و كسلسلة من أبات من الضروري اعتماد السياق التداولي لتأويل نص كفعل كالمي

بعدة جمل في سياق مالئم لها، و أأفعال كالمية يقوم بها الشخص حين يتلفظ بجملة

ر في الفعل الكالمي، حتى ن تتوفأالتداولية لتحدد الشروط التي ينبغي وحينها تتدخل

النفسية يتألف السياق التداولي من جميع العوامل يكون مالئما لسياق معين.

واالجتماعية كالمعرفة التي يمتلكها مستعملوا اللغة ورغباتهم وهواياتهم ومواقفهم

1وعالقاتهم االجتماعية.

دراكي:السياق اإل -3

وال أن يستوعب مستعمل اللغة أجب ساسا على فهم النص بحيث يأيرتكز هذا النوع

لى إن سياق الفهم يؤول أويمكن القول ،لجملومن ثمة متتاليات االكلمات والجمل

معلومة تصبحالنص السطحية وتبسيطها لبنية تحليل المعلومة المنقولة بواسطة

ال باالعتماد إى فهم النص إللى قضايا وال يمكن التوصل إ، لذا تتحول الجمل مفهومية

ضرورية بين جملة في الذاكرة بإقامة روابط المخزونة المعرفية تسبات على المك

ديد معلوماتها، وما يساعد على ير الذاكرة من جزء من مخزونها وتحوتحر وأخرى،

ن تكون أوالتي ينبغي ايضا طريقة بناء المعلومات الكبرى وتنظيمهأاستيعاب النص

1 90، ص القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق، نعلي آيت أوشا

Page 88: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

83

كلمة بل وال حتى جملة جملة، لكن قد ال يذكر النص كلمة ألن القارئ ،مختصرة

1.في الذاكرةتثبت خيرة هي التي هم الموضوعات، فهذه األأينسى أحد

:االجتماعيالنفسي لسياق ا -2

و جماعيا، أالمراد من هذا النوع هو مدى تأثير النصوص في مستعملي اللغة فرديا

علما بأن ،مرا مهماأمن هنا بات االهتمام بالعوامل االجتماعية المساعدة لفهم النص و

ال نسان إلاذا كان إهي التي تساعد على تكوين المعرفة وتغيير اآلراء، ألنه الوظيفية

ويفضل غالبا المعرفة والمواقف التي تتناسب ال ينميها ه إنف ،لى معرفة ماإحاجة له

لمعرفة والمواقف متفقة مع اآلراء اأن تكون ما يفضل كمن قبل، اكتسب مع ما

فراد.التفسيرية التي يكونها الفرد عن ذاته وعن عالقاته مع مجموعة معينة من األ

:السياق االجتماعي -1

، ماعية تنتج في سياقات من التفاعل التواصليفعال اجتأفعال الكالمية هي ن األإ

يؤثر في النص بواسطة االستعداد ماعي وهو بدوره فالنص يؤثر في المقام االجت

نما إالواقع االجتماعي بتشريح دراكي للمستعمل، ألن هذا المستعمل حين يقوم اإل

فهم النص من خالل آرائه مواقفه ورغباته و نتاج النصي، اإلتوجيه يمارس ضغطا في

الدور الدينامي في ذات يلجأ إلى شتى االستراتيجيات تحقيق غرضه لو ،ومصالحه

.سلوبيةالبالغية واألالبنى

1 96، ص القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق، نعلي آيت أوشا

Page 89: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

84

السياق الثقافي: -5

ن يفهم اآلخر من نصوص البنية أيمثل النص ظاهرة ثقافية ألنه غالبا ما يمكن

ات في المقامالمستعملة حوارات االجتماعية للجماعات الثقافية ونستنتج منها ومن ال

عراف السائدة بينهم، ومن أجل والعادات واأللمجتمع وحقوقهم وواجباتهم عضاء اأدور

على فهم النص يساعد كل منها متنوعة ص يتطلب مقاربات ني تحليل أن إهذا ف

1دراك سياقاته.ا والقدرة على تحليليه واستنتاج وظائفه و

س والسياقيدر نف

حيد في المشترك المميز الو هوعدأولى هذا العالم اللغوي الفرنسي أهمية كبيرة للسياق

لفاظ المشتركة، فسياق النص هو األـل الذي يحدد المعنى المقصود من اللفظي والعام

يعين قيمة ساس بينما السياق ال المعنى األإيمنح ن المعجم ال المعنى بدقة، أل عينالذي ي

من قيود الذاكرة ويحينها.الحاالت ويخلصها الكلمة في كل

اللغة تارة بهو في اللغة بينما يربطه هكونه يحصر في سوسير دي عن فندريس يختلف

خرى بالكالم.أوتارة

سون والسياق:بكجا

1 96، ص القراءة إلى البنية من الشعري والنص السياق، نعلي آيت أوشا

Page 90: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

85

ن للغة وظائف، وكل عنصر من عناصر عملية التواصل تالزمه وظيفة، أسون بيرى جاك

1المشاركة في عملية التخاطب والتواصل.الستة وهذا المخطط يوضح هذه العناصر

(: عملية التواصل22الشكل رقم )

الوظيفة المهيمنة في التواصل اليومي هي الوظيفة المرجعية وتقوم على التقرير

وظيفة ن اللغة ذات أوالنقل، وهي التي تساعدنا على التواصل، لهذا يرى جاكبسون

حيانا تنقطع مع أ الوظيفة المرجعيةن أال إلى سياق التخاطب، إبالنظر مرجعية

و االنفعالية التي تشير إلى موقف المرسل من أخرى كالوظيفة التعبيرية أوظائف

2مختلف القضايا، ولعل المخطط التالي يبين هذه الوظائف:

1، ص 1899، الدار البيضاء، 1قال للنشر، طبن جاكبسون، قضايا شعرية، تر محمد الوالي ومحمد منور، دار تواروم

09-08 2 121الطلحي، داللة السياق، ص ةردة هللا بن رد

السياق

يةاالرسال

اتصال

السنن

املرسل اليه املرسل

Page 91: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

86

(: وظائف اللغة 23الشكل رقم )

تصال ي عنصر من عناصر االبإزاء أن للغة وظيفة أسون بما يفهم من مخطط جاك

الوظيفية، وهنا فة لغوية تؤديها اللغة والمرجعية، وعلى هذا يكون السياق وظيالستة

عين التي تحوال المتكلم والسامع وأ يتعلق بموجوداته بالموقف الذي يرتبط حديثنا حتما

الشكل التالي:بيمثل و سرعة الفهم على

الوظيفة املرجعية

الوظيفة الشعرية

الوظيفة االنتباهية

وظيفة ما وراء اللغة

فهامية الوظيفة اإل الوظيفة التعبريية

Page 92: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

87

مخطط الفهم(: 22الشكل رقم )

دون عناصر مشاركة فيها، من وم قال ت تواصليةالن العملية أ"يول" يرى "براون" و

ذا وضع في سياقه التواصلي، فكثيرا ما تقول شيئا إال إحيث ال يفهم الخطاب وال يؤول

، وهنا انتبه لى غيره في سياق آخرترمي إاق ما، و ال تقصد به معنى معينا في سي

حصره يلكن في الوقت نفسه ن السياق يسمح بالتأويل و ألى نقطة مهمة هي إ"هايمز"

المراد.لتأويل وينتصر ويضع له حدودا

-الموضوع –الحضور –التلقي –خصائص السياق في المرسل ولقد صنف "هايمز"

شياء املوجودات /املوضوعاأل السياق

الرموز املشرتكة املرسل

ث النص )الكالم(-ت-ب-أ

الرموز املشرتكة املرسل اليه

Page 93: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

88

1الغرض.-المفتاح -شكل الرسالة -النظام -القناة -لمقام ا

ذا كان إف ،" فقد حدد خصائص السياق ولكنه يختلف مع هايمز في الغرضليفيتشما "أ

يتمثل غرضه في معرفة صدق أو ليفيتش ن إف ،التأويل بالسياقتحديد يدهايمز ير

كذب جملة ما، ولهذا حدد الخصائص على الشكل اآلتي:

.ن تكونأخذ الوقائع التي من الممكن أوهو الممكن:العالم -

سبوع المقبل.مس، األزمان كاليوم، األالوهو االعتماد على مجمل ظروف الزمن: -

المحتوية على ضمائر المخاطب.وذلك باالهتمام بالجمل المتكلم: -

و ما له معنى أشارة هذا وهو سماء اإلبما وظف من أوهذا يتحدد ليه:إالمشار -

لإلشارة.

خرى مثل : هذا ألى جمل إتتضمن اإلحالة اعتبار الجمل التي الخطاب السابق: -

.الخول، المذكور سالفا ..ذا كان األإخير، األ

2 .أشياء ال متناهيةهي سلسلة التخصيص: -

ن نه يبدد الغموض في الخطاب، ألإعليها فيتكئ ن هذه الخصائص ما دام المحلل إ

معنى نه يكشف الغموض فالأال إأي خطاب مجرد من السياق ولو جاء بلغة بسيطة،

حاطة بسياقه.للخطاب دون اإل

1 63، ص 1881الدار البيضاء، ، 1 ، ط(مدخل الى انسجام الخطاب) لسانيات النص ،محمد خطابي 2 12المرجع نفسه، ص

Page 94: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

89

ية ثالفير النظرية السياقية

واستحوذ دوره في ،حيزا واسعاالمعاصر اللغوي البحث لقد شغل السياق في

ترتبط حتى صار نظرية متكاملة على انتباه الباحثين واستأثر اهتمامهم تحديد الداللة

نجليزي "فيرث" اإلفي مقدمتهم عالم اللغة ويأتي ذكره، كما سبق بجهود علماء كثيرين

1جتماعية للغة.همية كبيرة للوظيفة االأالذي وضع

ذي ارتبطت به فكرة السياق ال"مالينوفسكي" المشهور األنتربولوجي على ثوقد اعتمد فير

ن وظيفة اللغة ال تنحصر في كونها وسيلة من وسائل أ نوفسكيماليكد أمن قبل، وقد

ن يكون وظيفة واحدة من وظائف اللغة، أو التعبير عنها، فذلك البد و أفكار توصيل األ

2وظائف كثيرة للغة ألنها نوع من السلوك.وهناك

تسييق ال عن طريق إال ينكشف بأن المعنى النظرية أصحاب هذه ومعنى الكلمة عند

هذه النظرية في أصحاب تلفة، ولهذا يذكر خأي وضعها في سياقات م اللغوية الوحدة

معاني هذه ن أو ،خرىأن معظم الوحدات الداللية تقع مجاورة لوحدات أشرح وجهة نظرهم

ورة االتي تقع مجخرى الوحدات األإال بمالحظة و تحديدها أها صفالوحدات ال يمكن و

3لها.

وتتميز واسعة النفوذ وذات قيمة كبيرة في دراسة المعنى ثصبحت نظرية فير أولقد

1ص في الدرس اللساني الحديث، مجلة اللغة، د ع، جامعة محمد خيضر بسكرة، السياق اللغوي غنية تومي، ينظر

116 2 339ص ، 1882، 0دار الفكر، القاهرة، ط ،)مقدمة للقارئ العربي(علم اللغة محمود السعران، 3 68-69حمد عمر مختار، علم الداللة، ص أ

Page 95: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

90

بسبب عنايتها بتسجيل الحقائق اللغوية على وفق الصور الشكلية ،وتنعت بهابالشكلية

حد غيره نظرية شكلية مرضية أقيقية للصيغ الكالمية للتركيب، ولم يقدم نماط الحواأل

ن أنه ال يستطيع إف القيمة الشكلية كان اللغوي مشككا في ومهما ها، مثللدراسة المعنى

1.ثمن اعتباره النظرات الصائبة واالقتراحات السديدة التي اقترحها فير يسقط

أهم شيء بالنسبة للغة، واللغة عند فيرت لها وظيفتها االجتماعية، وتعد هذه الوظيفة عنده

في في المعنى، فالسلوك اللغوي العادي تهن نفهم نظر أالموقف نستطيع وبسبب هذا

لى المقام )الموقف إالسبب يؤكد الرجوع يعد من العملية االجتماعية، ولهذا معظمه

2جميعها.وظروفه و وهي مالبسات النص لقرائن الحاليةباو ما يسمى أالكالمي(

فضال عن سياق الحال الوظائف اللغوية مجموعة من كل مركب من "ثفالمعنى عند فير

الصوتية ثم الصرفية والنحوية ، فالجانب اللغوي منه يشمل الوظيفة "اللغوي غير

والمخاطب والظروفوسياق الحال يشمل عناصر كثيرة تتصل بالمتكلم ،والمعجمية

3.المالبسة

ساس في علم ألتمثل حجر اذا طبقت بحكمة إن نظرية السياق ألى إولمان أشار أوقد

4نتائج باهرة في هذا الشأن.لى الحصول على إادت بالفعل قالمعنى، وقد

ولمان:" وقد وضعت لنا نظرية السياق مقاييس لشرح الكلمات وتوضيحها عن أويقول

1 013صوليين، ص عند األ معنىدراسة ال طاهر حمودة، ظرين 2 312-313المرجع نفسه، ص 3 312المرجع نفسه، ص 4 61دور الكلمة في اللغة، ص ينظر ستيف أولمان،

Page 96: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

91

أي سياقات (في سلسلة السياقاتالحقائق )ترتيب ثفير ستاذ أسماه األ بماطريق التمسك

، وهو عضو في لنفسهكل واحد منها ينطوي تحت سياق آخر ولكل واحد منها وظيفة

سياق ن نسميه أفيما يمكن الخاص هخرى، وله مكانسياق أكبر وفي كل السياقات األ

معه في كثير من األحايين إال لى درجة ال تستطيع إن هذا المنهج طموح أ الحق، و الثقافة

نا من الحكم على النتائج ننا بمعايير تمكولكن مع ذلك يعد ،تحقيق جانب واحد منه فقط

1حكما صحيحا.الحقيقية

ن يالحظ كل أوال أالمنهج السياقي خطوة تمهيدية للمنهج التحليلي وصرح نولماأوعد

و النص المكتوب. أرد في الحديث تكلمة في سياقها كما

ن إم، ف2922بعد وفاته سنة عند الدارسين أهميتها شيئا من ثن فقدت نظرية فير إل و

وعند في بريطانيا الجدد يينثالفير يسمون نمعند االهتمام بالدرس الداللي عاد

2في الواليات المتحدة االمريكية. ليينيالتحو

3ة هي: ركان رئيسأدراسة النص له ثالثة فينهجا عمليا متطرح نظرية السياق

ما جرى الو ألحال او سياق ألغوي على ما يسمى بالمقام تحليل وجوب اعتماد كل ول:ال

الكالمي وهذه العناصر هي:للحال و أهو جملة العناصر المكونة للموقف الكالمي و

الكالم الفعلي نفسه -

1 61دور الكلمة في اللغة، ص ستيف أولمان، 2 86ص ينظر البحث الداللي عند اآلمدي، 3 012-012صوليين، ص دراسة المعنى عند األ طاهر حمودة، ينظر

Page 97: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

92

نهما الثقافييكلم والسامع وتكو متشخصية ال -

بالكالم وموقفه صلةالمتالثابتة شياء والموضوعات األ -

ثر الكالم الفعلي في المشتركينأ -

اللغوي. سلوكالعوامل والظواهر االجتماعية ذات العالقة باللغة وال -

لى الخلط بين لغة إدروس وذلك حتى ال يؤدي بنا مالوجود تحديد بنية الكالم الثاني:

مضطربة.نتائج لى إحتما خرى، وهذا الخلط الذي يؤدي أو

مركبة لغوية أحداث لى الكالم اللغوي على مراحل، ألنه مكون من إوجوب النظر الثالث:

.وتحليله

للمعنى، وهو ما يسمى همية نظرية السياق تتمثل في عنايتها بالشق االجتماعي أن إ

المعنى على المستويات اللغوية )الصوتية والصرفية والنحوية جالء إن بسياق الحال، أل

من محتواه فارغ( وهو معنى حرفيو )المعنى الأ ال معنى المقالإوالمعجمة( ال يعطينا

ل عن القرائن ذات الفائدة الكبرى في تحديد المعنى، ولذلك كان يعز االجتماعي والثقافي، ف

ل في تمثى الداللي يشمل جانبين أولهما ين المعنإبه ومن ثم ف عنايةالمن الضروري

و سياق الحال.أ (المقام)في )المقال( واآلخر

هذه المجهودات الفيرثية في مجال اللغة، والتوصل إلى نظرية متكاملة تجسدت من خالل

الذي نشأ في رحاب نظرية السياق التي أثبتت جدارتها وأحقيتها بالمعنى، هذا المنهج

Page 98: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

93

ال ال ممارسة قد لقي قبوال واستحسانا لدى الدارسين العرب، وأن البيئة الغربية تأصي

الذين العرب البيئة العربية يعود الفضل فيه إلى بعض اللغويين ىهذه النظرية إلوصول

وكيف طبقوه من خالل ؟ترى كيف كان موقفهم من السياق ا، فيثتتلمذوا على يد فير

أعمالهم؟

Page 99: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

94

:المحدثينمن منظور النقاد العرب السياق -2

ساتذة أ ةثالث ،منهاسماء أمنذ بدايته بعدة العربي الدرس اللغوي اقترن

. تمام حسان ودعران سالصاحب النظرية وهم : د. محمود ثتتلمذوا على يد اللغوي فير

، ونهلوا من صول الدراسة اللسانية العلمية الحديثةفيما يبدو أخذوا عنه أ، بشركمال .ود

" والتي بين الوافد عنهم "نظرية السياق نلى الدرس العربي، وكان مإ لكذفكره ونقلوا

لى تجاوزوه إو أبالنظر المنهجي اكتفوا في ثنايا بعض كتبهم سواء نحاول تتبع مضانها

الشخصية. بصمةفوا عليها الاضأالتطبيق العلمي، و

هم أيعد من "محمود السعران "د.لـــ علم اللغة مقدمة للقارئ العربين كتاب أال شك

تضمن رافدا من روافد الدرس اللغوي الغربي، واحتوى على علم غربي تالمؤلفات التي

مختلف المدارس والمناهج اللغوية الغربية بشكل خص فيه مؤلفه لجديد هو "علم اللغة"

عربي من معرفة مضامينها ومنطلقاتها.يمكن للقارئ ال

لى نظرية السياق، وذلك عند إران مود السعن خالل هذا الكتاب تطرق المؤلف محوم

والتي اهتمت بقضية " ثو ما تعرف بمدرسة "فير أاالجتماعية نجليزية للمدرسة اإلتعرضه

يوافق آراءه ويدعمها هستاذ( تنويها بمكانته، ونجدلقب )األ ثالمعنى، وكان يطلق على فير

Page 100: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

95

:" وهنا سعرانالكتاب تصديره قضية السياق، يقول الدكتور حلمي خليل في بتعلق ي مافي

1."ثستاذه فير أنجليزية التي يتزعمها لى المدرسة االجتماعية اإلإيتضح انحيازه الكامل

ول( في أمثلة التي ذكرها على قلتها تؤكد هذا االعتبار، ومنها ما ذكره عن كلمة )واأل

ل إن اآلية الكريمة قال تعالى:" وهدى مباركا ببكة للذي للناس وضع بي ت أو

قام بينات آيات فيه ( 92)لل عالمين آل عمران، ورأى ("97)آمنا كان دخله ومن إب راهيم م

شكال كان في )أول( هل المقصوداإلنه الكعبة المشرفة، لكن أن البيت في اآلية معلوم أ

ن أم أرض وهو مذهب بعض المفسرين، األول ما بني على ظهر أن الكعبة هي أ

ققين من حول بيت وضع لعبادة اهلل وحده، وهو مذهب المأن الكعبة هي أالمقصود

من خرى أهي آيات بينات مقاليةبقرائن لغوية واستدل لذلك ورأيه هو أيضا، المفسرين

وهذا 2الكعبة.من ابراهيم واسماعيل ببناء مر كل أن اهلل عز وجل أبخبارا إالقرآن تضمنت

لى السياق اللغوي.إ يجنح نه أدليل على

عماله أما اللغوي الثاني فهو " تمام حسان" الذي احتل السياق حيزا واسعا من خالل أ

هج السياق تنه انأ اللغة العربية معناها ومبناها الماتع المتنوعة، فهو يقر في كتابه

هذه لى تطبيق إسهامات الدراسة اللغوية الحديثة، وهو سعى إالذي يعد من و ،ارتضاهو

كبرى وضح في توظيفه له كأداة أالدراسة في كتابه الذي سبق ذكره، وتجلى ذلك بصورة

تصب نواع للمعنى أثالثة لى الداللة المرجوة، وهو يرى إفي استخراج المعنى والوصول

1 10محمود السعران، علم اللغة مقدم للقارئ العربي، ص 2 012، ص نفسهينظر المرجع

Page 101: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

96

الدراسة تصوب إليه سهامي الذي هو الهدف المركز "الذي ،حوض المعنى في النهايةفي

التحليلي في الجزئي حدها المعنى الوظيفي وهو وظيفة أوهذه المعاني 1".من كل جانب

و أوالثالث االجتماعي ،المعنى المعجمي للكلمة، وهذا محل خارج السياقثاني الالنظام و

2معنى المقام.

يحدده الذيظام تالكالسياقية والمتعلقات بعض المفاهيم عن د. تمام حسانهذا ويبحث

حداها إى صورة يجعل خرى في االستعمال علحدى الكلمتين األإ...تطلب "في عمومه بأنه

كلمة له بمثل وهو توارد داللي التواردوجه سماه :ن، وله وجها3خرى.."ستدعي األت

رغب فيه أي طلبه، ورغب ظام نحوي مثل: توهو التالزمووجه آخر سماه ،)صاحب(

وعدها من قبيل المسكوتةلى ما يعرف بالتعبيرات إار شأالخ، كما أي كرهه ...عنه

تضرب أخماسا في :مثاال ال تقبل التغيير والتبديل كقولهمأضحت أ، وهي عبارات التظام

4وغيرها.ويلقي الحبل على الظالم ،أسداس

السياق ةداأتوظيف في جاد الى حد ما أن تمام حسان أ ليهإن نتوصل أوما يمكن

كان واضحا ثاالجتماعية فير وتأثره بزعيم المدرسة تنظيرا وتطبيقا، وتفعيلها على العربية

لى المعنى، وذلك بانتهاج وسائل تحليلية إالموصلة طرقوملموسا من خالل التماسه ال

تتمحور حول الدراسات اللغوية المختلفة.

1 08-09تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، ص 2 08-09المرجع نفسه، ص ينظر 3 82، ص نفسه المرجع 4 331المرجع نفسه، ص

Page 102: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

97

بها ويعلن الجتماعية ويحتفي للمدرسة ا حنجيهو اآلخر بشر كمال د. يضا أكما نجد

ن في نتبع هذه المدرسة، ألأن ال إقائال:" ونحن من جانبنا ال يسعنا بآرائها ه ثتشبصراحة

ذهب يو .لى نتائج صحيحة خالية من االضطراب والخلطإمناهجها ما يكفل لنا الوصول

1اللغوي."ال مجموعة الخصائص والمميزات اللغوية للحدث إن المعنى اللغوي ليس ألى إ

تحليل المستويات اللغوية مع القائم على لى تطبيق وممارسة هذا النمط إبشر ويدعو كمال

في ذلك المالمح الصوتية التي تساهم بما رح اللغويسالمخذ بعين االعتبار ما أسماه األ

بقدر كبير في تعيين الداللة.

ظهر تأييده لهذه الطريقة أ ،ن دراسة محمود السعدان كانت دراسة نظريةأومجمل القول

قلة في الجانب التطبيقي وذلك راجع لطبيعة الكتاب، وهو ظاهر ونجد في دراسة المعنى،

ما أ، بشريضا عند كمال أمن عنوانه " مقدمة للقارئ العربي" وهذا الطابع النظري لمسناه

ستاذه أاء بآر لم يكتف تمام حسان فكان يغلب عليه الطابع التمثيلي وكذا التنظيري، فهو

على اللغة العربية معناها ومبناهافعلها على اللغة العربية في كتابه و فحسب بل وظفها

مقتضى هذه النظرية

رسون اوالدسمائهم وجهودهم تلقفها الباحثون أوهذه النقوالت لألقطاب الثالثة المذكورة

جهود سوى و اضافة عليها أفيها التعمق ح دون يالعرب مقتصرين على زيادة شرح وتوض

يسيرة لقلة منهم.

1 316ر الكلمة في اللغة، هامش ص دو ن، ستيف أولما

Page 103: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

98

ربعة )العربية وعلم "حلمي خليل" في كتبه األالمثال على سبيل العمل وممن تصدى لهذا

) مقدمة لدراسة علم اللغة( و) الكلمة ، )مقدمة لدراسة التراث المعجمي(، وي(بناللغة ال

"المدرسة االجتماعية و أاللغوية ثدراسة لغوية معجمية(، فهو يفصل في نظرية فير

بنيوية ويعد النظرية نظرية 1ثل لذلك.يمو ثعند فير ركان التحليل أعرض ستنجليزية" وياإل

ليها إن نستخدم طرق التحليل اللغوي التي توصل أ لى المعنى ال بدإ..لكي نصل .نه "أل

2..".وينالب ةعلم اللغ

صوات والكلمات والجمل كما تتتابع في حديث كالمي بأنه:" األوهو يعرف السياق اللغوي

و نص لغوي، فاألصوات مثال تكون عادة خاضعة للسياق الذي تتركب فيه، فيتأثر أمعين

من أصوات، مثال ذلك صوت الالم المفخمة كما في بما يتقدمه أو يأتي بعده كل صوت

تبعا م في كل منطوق قولنا ) واهلل( والمرققة في قولنا )باهلل( حيث يختلف صوت الال

3سبق لفظ الجاللة.يالذي للفونيم

ال من إال يكون للكلمات ن المعنى الحقيقي ألى نتيجة مفادها " إويصل حلمي خليل

ركان الداللةأن نظرية السياق تشكل بال شك ركنا هاما من أو ".. 4خالل السياق"

5..."اآلن

1 131-131ص ، 1886دار المعرفة، الجامعة االسكندرية، حلمي خليل، العربية وعلم اللغة البنوي، ينظر 2 131المرجع نفسه، ص 3 161، ص (دراسة لغوية معجمية)ينظر حلمي خليل، الكلمة 4 160، ص المرجع نفسه 5 136ص ، 1886، 1دار المعرفة، ط حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة،

Page 104: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

99

بأمثلة كثيرة تعقب من خاللها العربيمقدمة لدراسة التراث المعجمي ل كتابه حففقد

صاحب معجم عن الخليل في المدونة التراثية العربية، ومن ذلك ما قاله ية لسياقامالمح لل

وظيفة السياق بشقيه اللغوي كان يدرك هنأالعين( حيث قال عنه:" وال شك في )

1يضاحه."إواالجتماعي في تحديد المعنى أو

في الدرس اللغوي الحديث مضانهياق في الدرس اللغوي و وبعد هذه الجولة في رحاب الس

ستحسان ن السياق بمختلف عناصره ومستوياته قد القى القبول واالأ، نجزم بهوعربي هغربي

وهذا األمر يد المعنى وتقفي مواطن الداللة، صفاعلة لتجرائية إمن حيث كونه وسيلة

س النظرية ؤسالذين تتلمذوا على يد ميين وحتى العرب ال سيما بر غكثير من ال دعن ىجلت

.تيةاالمقامبالنظرية صبحت تعرف أوهذه النظرية ثاللساني فير هاومقنن

منهج النكار إحد أنه ال يستطيع أالسياقية، ب يةهذه الفكرة حول النظر نوجزن أويمكن

الصحيح االتجاه ن هذا النهج هو أو ،برازها الداللي و السياقي في الوقوف على المعنى

ىتراعينبغي أن وهذه هي االعتبارات المختلفة التي ،والضروري في الكشف عن المعنى

2المعنى.في تجلية

النصوص المكتوبة على فعلي نأنهج في الكشف عن المعنى ينبغي من تطبيق هذا الإ

تعد نظرية السياق ":طاهر حمودةيقول الدكتور النصوص المنطوقة، على صدقكما ي

(Theory of meaning ) فضل المناهج لدراسة أمن على النحو الذي حدده فيرث

1 102، ص حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة 2 092، ص ية السياق بين القدماء والمحدثينينظر عبد المنعم خليل، نظر

Page 105: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

يلـــوالتأص التأسيس بين السياق النظري الفصل

100

جتماعية واالبتعاد عن كثير من عناصر اللغوية واالالما تميزت به من بسببالمعنى،

1"لدراسة النصوص. قهالذي طر ضحلواانهج ملاسبب بفكار البعيدة عن الواقع اللغوي و األ

لكن يبقى المنهج السياقي الذي عرف في الغرب يغلب عليه الطابع التنظيري التأصيلي

ا ما سبب غموضا ذوه ،التفعيليةو مع ندرة كبيرة في الممارسات والطرق اإلجرائية التأملي

إلى عالم اجع ر يشتغلون على المنهج السياقي وذلك كبيرا لدى الدارسين والباحثين الذين

لدى علمائنا األوائل الذين لب هذا المنهج، هذا األمر نجد نقيضه فتراض الذي يغاال

بهدف الوصول إلى الداللة والقبض على اتخذوا من هذه النظرية أداة إجرائية فاعلة وتقنية

المعنى، وقد كانت داللة النصوص الشرعية هي محور اهتمامهم وغاية جهودهم

مع علماء التفسير خصوصا المدرسة لغا عاليا مبكان هذا التوظيف يبلغ و ومراميهم،

من خالل -وعلى رأسهم "الزمخشري" صاحب الكشاف، الذي حاولنا العقلية في التفسير

استظهار وتجلية توظيف الزمخشري آلية -الفصل التطبيقي الذي جاء مقسما إلى مبحثين

أي داللة النص القرآني. السياق للوصول إلى الداللة المرجوة

1 013طاهر حمودة، دراسة المعنى عند األصوليين، ص

Page 106: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ييق ب ط الت ل ص الف

I. ريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاملمارسات النصية يف تفسري الزخمش :المبحث األول

II. الزخمشري لدى النص داللة ترجيح يف السياق أثر :ينالمبحث الثا

 

 

Page 107: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ير ش خ م الز ير س ف ت يف ة ي ص الن ات س ار م الم

التعريف بمؤلف الكشاف -

ر الزمخشري - ي تفس الاسهامات النصية

تجاوز الزمخشري حدود الجملة

الزمخشري ونظرية النظم

القرينة العقلية عند الزمخشري

ي القرينة السمعية /الدليل السم

ر النص عند الزمخشري تفس

ر الزمخشري - ي تفس املقاربة التداولية

الزمخشري ومبدأ التعاون

Page 108: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

حدودا له ويضع حيصره نفسه الوقت يف ولكن بالتأويل يسمح السياق "هايـــــــــمز:يقول 1".املراد لتأويل وينتصر

                                                            

ص ، 1991الدار البيضاء، ، 1لى انسجام الخطاب)، ط إمحمد خطابي، لسانيات النص (مدخل نقال عن 1

63

Page 109: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

104  

التعريف بمؤلف الكشاف - 1

-ه 538 م والمتوفى ب 1075-ه467 المولود في محمد بن عمر الزمخشري

م1144

:اسمه 1- 1

ألنه "،جار اهللا"ويلقب ب الخوارزميحمد الزمخشري أود بن عمر بن مبو القاسم محأ

1.جاور مكة زمنا وصار هذا اللقب علما عليه

:ته وحبه للعلم أنش

من رجب وقيل 27ربعاء زم في يوم األر حدى قرى خواإ "زمخشر"ولد الزمخشري في

عنهم دب قال وترعرع في بيئة خوارزم بيئة العلم واأل أنش ،ه467سنة 2من رجب 17في

ال وله إ هن لقيتآدب والقر مام في الفقه واألإدب وقل أهل فهم وعلم وفقه وقرائح و أ" :وسيسنال

3".تلميذ خوارزمي تقدم وزجا

لعلم وطالبه حتى اعتزل النساء فلم لوقف نفسه لخدمة أالزمخشري و أوفي هذه السنة نش

:يتزوج وفي ذلك يقول

اـــبم واألاصادف من ال يفضح األ كد أوالد الرجال فلم أتصفحت

                                                             52، ص 4ج ، 1855د ت، مطبعة يزيل، ليدن، الزمخشري جار هللا، الجبال واألمكنة والمياه، 1 7المصدر نفسه، ص 2 7المصدر نفسه، ص 3

Page 110: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

105  

اــــويعيى لكي يسدي مكسبا ومنجب ه ــــــــــــــــبا يشقى لتربية ابنأيت أر

ـــــــــــــــــــا م يعليه مركبأيولي حجرا أ ا درىـــــــــــــغر فماأل أراد به النشأ

فاصبح ذاك الطفل للناس مركبا ه ــــــــــخو شقوة مازال مركب طفلأ

1باـــــــــــبني على ذلك مذهأمسيحية رة ــلذا تركت النسل واخترت سي

قران اختاروا هذه الطريقة منهم ن كثيرا من األإوليس الزمخشري بدعا في هذا ف

هم سبب يكمن وراء هذا السلوك هو انصراف أولعل ،بو حيان التوحيديأالكسائي والطبري و

هم عنده من أن مصنفات الزمخشري وربما أل 2،و غناء تقويهم بهألى طلب العلم إهمتهم

:الزوجة والولد وفي هذا يقول

3مطالبي يلإسيقت بهم بنين وحبي تصانيفي وحبي رواتها

م لنه أل وأ ،لى سبب نفسي وهو قطع رجلهإوفسر البعض سبب عزوفه عن الزواج

" ال :بقوله يه في اصطفاء واختيار الزوجة المثاليةأظهر ر أيعثر على الزوجة الكاملة وقد

ن أكمل منه أذا اجتمع الحصن والجمال فذلك الكمال و إة لحسنها ولكن بحصنها فأتخطب المر

4".تعيش حصورا ولو عمرت دهورا

                                                            ، 1 ط وأثرھا في الدراسات البالغية، دار الفكر العربي، أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري حسنينمحمد 1

57، ص 1980 58نفسه، ص المرجع 2 7الزمخشري، الجبال واألمكنة والمياه، ص 3 189، القاھرة، ص 2عبد التواب عوض، ط تح، في المواعظ والخطب أطواق الذھبالزمخشري، 4

Page 111: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

106  

حب الشافعي أ ،كان الزمخشري ولوعا بالعلم دائم الطلب كثير االرتحال حنفي المذهب

يروي ابن خلكان ،ليهمإفي مذهبه متعصبا لشيعته معتزا بنسبته ونوه بمكانته وكان معتزليا

بو أ" قل له :خذ له االذنأذن عليه في الدخول يقول لمن يأذا قصد صاحبا له واستإنه كان أ

في قوله :"هل السنة هجاءا لهم يقولأوكان كثير التطاول على 1".القاسم المعتزلي بالباب

لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن موسىولما جاء " :تعالى

ربه للجبل جعله دكا وخر موسى تجلىانظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما

ل المؤمنين صعقا فلما ثم ، 143اآلية -األعراف "أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أو

هل السنة والجماعة كيف اتخذوا هذه القضية مذهبا أالمتسمين ب لإلسالمتعجب من المنتسبين

اله بعض ق شياخهم والقول ماأنه من منصوبات إف )ي بال كيفأوال يغرنك تسترهم بالبلكفة (

:العدلية فيهم

لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة هم لعمري مؤلفة

2فة"كلقد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتستروا بالب

" :حيث يقول "ه683 "تبن المنير ابي العباس أسكندري المشهور بوقد رد عليه اال

ولو ال هل السنة والجماعة ألى ما تسمعه من هجاء إهذا الفصل في وقد استغل الزمخشري

نافح عنه لقلنا محسان بن ثابت صاحب النبي صلى اهللا عليه وسلم وشاعره والعلى ناد تساال

                                                             255ص تح احسان عباس، دار صادر، بيروت، ، وأنباء أبناء الزمانوفيات األعيان ،بن خلكانا 1 ،2بيروت لبنان، ط ، دار المعرفة د ت، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل، الزمخشري، 2

141ص 3، ج 1970

Page 112: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

107  

لقبين بالعدلية سالما ولكن كما نافح حسان عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم تلهؤالء الم

:صحاب سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فنقولأعداءه ننافح عن أ

خلفهيم حقا ووعد اهللا ما لن ــــــــــــــــاعة كفروا رؤية ربهوجم

فهــربهم فحسبهم سبعدلوا جل أوتلقبوا عدلية قلنا لهم

1نوا في لظى فعلى شفهإن لم يؤم م ــــــــنهإوتلقبوا الناجين كال

:وفاته 3- 1

2،بها أالتي نشزم ر ه في جرجانية بجوار خوا538توفي الزمخشري ليلة عرفة سنة

داب ن مؤلفا في فنون اآلين له خمسأثاره المترجمون لحياته آذكر ،وقد ترك لنا تراثا ضخما

(الجبال هورده في كتابأونحن نذكر منها ما ،واللغات والترجمة والتفسير والحديث والفقه

ها اقارنالذي فصلها في غاية التصنيف و ")حمد عبد التواب عوض"ترجمة أمكنة والمياه واأل

3.دباءبما ذكره ياقوت الحموي في معجم األ

:مؤلفاته 4- 1

االسالمية:الدراسات في - ب

                                                            اعداد صالح الغامدي، دار الكشاف من االعتزال، تضمنهصاف فيما ت، االن)ابن المنيراإلسكندري (أحمد ناصر بن 1

116- 115، ص 2ج األندلس، ، 1984، 3دار المعارف، القاھرة، ط ، وبيان إعجازه يني، منھج الزمخشري في تفسير القرآنالجومصطفى الصاوي 2

12ص 13الجبال واألمكنة والمياه، صالزمخشري، 3

Page 113: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

108  

ن له آفي تفسير القر التأويلقاويل في وجوه الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األ -1

ه في مجلدين 1343ولها بالمطبعة المصرية بالقاهرة سنة أ ،كثر من طبعةأ

.يديناأوهي الطبعة التي بين 4وطبعة دار المعرفة بيروت لبنان

مخطوط )في الفقه(رؤوس المسائل -2

(في الفقه)معجم الحدود -3

صولالمنهاج في األ -4

ضالة الناشد والرائض في علم الفرائض -5

هل البيت والصحابةأمختصر الموافقة بين -6

أبي حنيفة)في مناقب (شقائق النعمان في حقائق النعمان -7

شافي العي من كالم الشافعي -8

ةرسالة في حكم الشهاد -9

رسالة في نص العشرة - 10

:في اللغة - ت

كثر من طبعةأله )معجم البالغة(ساس البالغة أ -1

الفائق في غريب الحديث -2

حمد التواب عوض وهو الكتاب الذي اعتمدناه في أمكنة والمياه تحقيق لجبال واألا -3

)مذكور سابقا(سرد مؤلفاته

Page 114: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

109  

عجب العجب في شرح المية العربأ -4

مقامات الزمخشري -5

مثال العربأالمستصفى من -6

جواهر اللغة -7

عجم عربي فارسيم -8

معجم العربية -9

متشابه أساسي الرواة - 10

في النحو - ج

المفصل -1

نموذجاأل -2

بيات كتاب سيبويهأشرح -3

حاجي النحويةو األأالمحاجاة بالمسائل النحوية -4

دبمقدمة األ -5

إعراب القرآن)في غريب (عراب عراب في غريب اإلنكت األ -6

مالي في النحوألا -7

المفرد والمركب في النحو -8

شرح بعض مشكالت المفصل -9

Page 115: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

110  

في العروض - د

لقسطاسا -1

في االدب - ه

جناساأل -1

حمد عبد التواب عوضأطواق الذهب حققه أ -2

تسلية الضرير -3

ديوان التمثيل -4

ديوان خطب -5

ديوان الرسائل -6

دبأ 529الكتب المصرية برقم دار ط و ديوان الزمخشري مخط -7

155خيار مخطوط بدار الكتب المصرية رقم ألبرار ونصوص اربيع األ -8

سراررسالة األ -9

مةأرسالة المس - 10

ةحتاو مرسالة ال - 11

سواكر األمثال - 12

خرى في مسائل الغزاليأالقصيدة البعوضية و - 13

من شرح شعر المتنبي للواحديالمنتقى - 14

Page 116: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

111  

نسأنزهة المست - 15

النصائح الصغار والبوالغ الكبار - 16

1914كثر من طبعة منها المصرية أنوابغ الكلم له - 17

ن حياة الزمخشري العلمية كانت حياة أن دلت على شيء فعلى إفجملة هذه المؤلفات

لتفسير الكشاف فهو ن ما يتصدرها جميعا هو مؤلفه في اأغير 1،نتاجاا خصبة مليئة حيوية و

3:وله في مدحه ما يلي 2،الذي يمثل قمة مجده العلمي

افيــــــــــــــال عدد وليس فيها لعمري مثل كشــــــــــن التفاسير في الدنيا بإ

شافيالفالجهل كالداء والكشاف ك ن كنت تبغي الهدى فالزم قراءته إ

مدى تطبيق الزمخشري في كشافه كشافه ما نحن بصدد الكشف عنه وهو ودع فيأحيث

وكما ،لنظرية النظم وفاعلية السياق المحددة والمرجحة للداللة في مواطن عديدة من كشافه

ودع فيه خالصة علمه ولب معارفه وامتزج فيه أن الزمخشري أ ":اويصيقول مصطفى ال

" 4.صدق العاطفة نحو االعتزال كمذهب

                                                             51مصطفى الصاوي الجويني، منھج الزمخشري في تفسير القرآن، ص 1رسالة دكتراه، ، )مقاربة في ضوء المنھج األسلوبي التداولي ( التأويل والحجاج في كشاف الزمخشري ،علي حميداتو 2

93ص ، 2012إشراف علي مالحي، جامعة الجزائر، ، 1تح إحسان عباس، دار المغرب اإلسالمي، ط ،(إرشاد األريب إلى معرفة األديب) ياقوت الحموي، معجم األدباء 3

2689، ص 6ج ،1993 62، ص القرآن ري في تفسيرمنھج الزمخشمصطفى الصاوي الجويني، 4

Page 117: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

112  

حمد بن أل"شهر الحواشي التي ناقشت مسائل االعتزال فيه حاشية االنتصاف أ ومن

ومن 1،مع كونه قد شهد له برسوخ قدمه في علم اللغة والبيان "المنير االسكندري المالكي

ما في كتابه مع " وهذا :ندلسي في تفسيره حيث يقولبو حيان األأشهر من تحامل عنه أ

ذلك تهمن نصرة مذهبه وتقحم مركبه وتجشم حمل كتاب اهللا عز وجل عليه ونسب )(الكشاف

2".كثر تبيانهأصابته في حسانه ومفصوح عن تفطنه في بعضه إلساءته إلإليه فمغتفر إ

ي الزمخشري كاحترامه لمفسدة عرضها في حياته مذهب المعتزلة أ" وقوله :يضا يقولأوعنه

حيان بالزمخشري ويقرنه بمعاصره ابن عطية حيث يقول بوأويشيد 3"لين...جفي قولهم باأل

ندلسي المغربي بو عبد الحق بن غالب بن عطية األأبو القاسم الزمخشري و أوهذا :"عنهما

وقد ،للتنقيح فيه والتحرير امن تعرض أفضلفي علم التفسير و اجل من صنفأالغرناطي

4"...هذا في الرمسن أحياء و التمس وخلدا في األوال كاشتهار اشتهرا

مام الكبير في التفسير فهو اإل ،هتمامن يحظى الزمخشري بكل هذا االأفليس عجبا

جل مصنفاته أن أال إ ،دب وصاحب التصانيف المتنوعة في شتى العلومألوالحديث واللغة وا

فيه الكشاف العلمية التي لقيت قبوال ،ن الذي لم يصنف قبله مثلهآفسير القر تكتابه في

بي "أ شيكوال" والشيخ "حيدر الهروي" ون بابي القاسم أوحظيت باهتمام كبير من مثل "

:"وتاج السبكي وهي شهادات كما يقول الذهبي "ابن خلدون" صاحب البحر المحيط و "حيان                                                            

7ينظر ناصر الدين أحمد بن المنير، االنتصاف فيما تضمنه الكشاف من االعتزال، مطبوع بھامش الكتاب، ص 1، تح صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، تفسير البحر المحيط ،)ـھ745أبو حيان األندلسي (محمد ابن يوسف ت 2

113، ص 1، ج1975 146، ص 1نفسه، ج المصدر 3 112، ص 6، جنفسهالمصدر 4

Page 118: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

113  

فالكل مجمع على ومهما يكن من شيء ،لبعض العلماء في تفسير الكشاف بما له وما عليه

ن يكشف عن وجه أمكنه أن وبما آن الزمخشري هو سلطان الطريقة اللغوية في تفسير القر أ

واستمد ،فاقواشتهر في اآلغرب مشرق والمقصى الأجلها طار كتابه في أاالعجاز فيه ومن

ئمة شف من معينه الفياض واعتنى األتكل من جاء بعده من المفسرين من بحره الزاخر وار

فمنهم من ميز لما جاء فيه من االعتزال ومن ناقش ما ورد فيه من ،المصنفون بالكتابة عليه

وجز أسند وصحح وانتقد ومن مختصر لخص و أحاديثه عزا و ألخرج معراب ومن وجوه اإل

1".جابأشكل و أومن محسن فصح ونقح و

                                                             312، ص 1محمد حسين الذھبي، التفسيٮر والمفسرون، ج 1

Page 119: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

114  

سهامات النصية في تفسير الزمخشرياإل - 2

الزمخشري والقول بالمجاز 1- 2

وكانت ،ن بالغة الزمخشري شكلت مرحلة مميزة من البحث البالغيأمن الواضح

نكارا كبيرا من معاصريه فقد كان كثيرا إخير الذي لقي هذا األ ،حقا لبالغة الجرجاني امتدادا

،ومكانة افكان لتطبيقات الزمخشري قدر ،وتمثله استيعابهيشكو من جهل الناس وعجزهم عن

هم أن يصل بالبالغة واالتكاء عليها في معالجة قضية من أراد من خالل كشافه أفقد

ولقد كان المتكلمون خاصة منهم علماء ،نيآالقضايا على االطالق وهي قضية االعجاز القر

ولهذا كانت 1،صحاب الفرق مهيؤون تاريخيا للقيام بهذا الدور والدفاع عن االسالمأالكالم و

في ظلها التفكير البالغي ويتمثل ذلك في مستويين أالبيئات التي نشحدى إبيئة المعتزلة

:مهمين

،ويل بعض المعتزلة لذلكأعجاز وتما يتعلق بقضية اإل -1

يات التي يتنافى ويل الكثير من اآلأساسية تميز بها كشاف الزمخشري وهي تأميزة -2

مجاز فحملوا النصوص على ال ،صولهم العقائدية خاصة التوحيدأظاهرها مع

ساسية للزمخشري جعل يهتم به أصبح هذا المظهر اللغوي الموضوعي دعامة أو

ن أوهذا المستوى الثاني ينبغي التركيز عليه من خالل بيان ،ويفيض في شرحه

نه يمكن إال إ ،ول من تعرض لهألم يبتدعوا القول بالمجاز وال و المعتزلة لم يخترعوا                                                             

35حمادي صمود، التفكير البالغي عند العرب، ص 1

Page 120: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

115  

هذا المصطلح وضبط داللته كمستوى يقابل يديهم أول من تحدد على أهم أنالقول

1.الحقيقة

وكانت مشكلة المجاز "،ثورأالتفسير بالم"لى إولى تعود فكانت محاوالت التفسير األ

و عبيدة أبوكان ،صيلأني تعترض المفسرين ولكن القضية لم تطرح بعد كمبحث لغوي آالقر

ن مفهوم أال إ 2)،نآه (مجاز القر عوا هذا المصطلح واستعملوه في كتاباذأوائل الذين من األ

المجاز فيه ليس قسيما للحقيقة بل يعني مفهوما عاما وفضفاضا يوافق ما جاء عند ابن قتيبة

3".خذهآ" وللعرب المجازات في الكالم ومعناها طرق القول وم:الذي عرف المجاز قائال

حيث جعلوه ،تعمقاكثر أوالمعتزلة استفادوا من هذه الجهود ولكن بحثهم في المجاز كان

جل وأل ،نآويل كمنهج ينضبط به مشكل القر ألى التإمكمال لعقيدهم في باب التوحيد ومجازهم

احترام قداسة النص بين ني كان ال بد على المعتزلة من حل يوفقون بهآقداسة النص القر

ا ورد واذ أ:"ومن مبادئهم يقول الشريف المرتضى موضحا هذا المبدوبين مبادئهم، ني آالقر

ن كان له إدلة العقول وجب صرفه عن ظاهره أاهللا كالم ظاهره يخالف ما دلت عليه ن ع

4".دلة العقلية ويطابقهااأليوافق ظاهر وحمله على

                                                             38، ص حمادي صمود، التفكير البالغي عند العرب 1 أبو عبيدة، مجاز القرآن، 2 ، 1تح أحمد يوسف التجاني، محمد علي النجار وعبد الفتاح اسماعيل الشلبي، الدار المصرية، ط معاني القرآن، ، الفراء 3

14ص 14، ص 1992، 3المركز الثقافي العربي، ط الفنية في التراث النقدي والبالغي، ، الصورة عصفورجابر علي 4

Page 121: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

116  

فافتتح كالمه ،بمنزلة رفيعة "المعاني والبيان"وعلى ضوء هذا خص الزمخشري علمي

لى إبل نفهم تسمية تفسيره بالكشاف استنادا )،نآمختصين بالقر (بالحديث عنهما وجعلهما

في موطن من المواضع مرادفا للكشف )استعماله (البيان

يات التي يتنافى ظاهرها مع قولهم في صفات اهللا عز وقال الزمخشري بالمجاز وحمل كل اآل

لهية حيز مكاني حالل الذات اإلا فهم منها التشبيه و ين أيات التي يمكن خاصة اآل ،وجل

.انيوزم

ولقد استمد الزمخشري شرعية القول بالمجاز من الممارسات العربية السابقة للغة خاصة

ريد بها غير ما وقعت له أكل كلمة ":بقوله -قصد المجازأ-ستاذه الجرجاني الذي عرفه أ

ن شئت قلت كل كلمة جزت ا و ،ول والثاني فهي مجازفي وضع واضعها لمالحظة بين األ

فهي نف فيها أن تستألى ما توضع له من غير إبها ما وضعت له في وضع الواضع

1"مجاز.

،كبر ليصرف القول عن ظاهره ليحقق به فكرة اعتزاليةكان الزمخشري يبذل الجهد األ

استعارة وتمثيل :والزمخشري يقسم المجاز الى قسمين

لت ما معنى الختم ن قإف ،7اآلية –البقرة " م ه وب ل ى ق ل ع هللا ا م ت " خ :في قوله تعالى :"يقول

ا هو من انمال ختم وال تغشية على الحقيقة و :قلت ؟بصارسماع وتغشية األعلى القلوب واأل

                                                             327عبد القاھر الجرجاني، أسرار البالغة، ص 1

Page 122: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

117  

وقد ذكر الزمخشري 1".االستعارة والتمثيلوهما ن يكون من كال نوعيه أباب المجاز ويحتمل

هتم به الزمخشري في ارز ما أبومن ،صليةسميها التبعية واألصور االستعارة التصريحية بق

.ثر الذي يحدثه اللفظ المستعاراالستعارة ذلك األ

ن بحثه في أقرار به لكن ما يجب اإل ،كبرأزاء المجاز بحرية إن الزمخشري يتصرف إف

وتكون الخلفية ،مسائله الجزئيةو ثرى التفكير البالغي في مستوى قضاياه الكلية أالمجاز

ساسية في التفكير عموما العقائدية وما نتج عنها من ضرورات منهجية شكلت اللبنات األ

ن نلحظه من خالل المنهج الذي اعتمده الزمخشري في أوما يمكن ،خصوصا وكشافه

وى في فهم النص القرآني والقدرة على تناول صنه ربط المباحث البالغية بغاية قأكشافه

خيرة سهامات الزمخشري الفذة في ميدان البالغة غدت هذه األإوب ،ليم بإعجازهمشكله والتس

اهللا عزبإن أحق العلوم بالتعلم وأوالها بالتحفظ بعد المعرفة مقدمة كل علم يقول العسكري:"

2".كتاب اهللا الناطق بالحق وجل علم البالغة ومعرفة الفصاحة التي يعرف بها إعجاز

جاء ،لى مقاصد النص القرآنيإوقد جعل الزمخشري البحث البالغي جل الوسيلة للوصول

.صليكتابه الكشاف محمول على بيان المعنى اللغوي األ

مجمل مباحث الكشاف بصبغة بغن ارتباط الدراسة القرآنية بالقرآن صأن نلحظه أيمكن وما

.ي بحث الزمخشريإذ أن قضية اإلعجاز شكلت الشغل الشاغل ف ،عقائدية

                                                             37، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1، ص 1986صيدا، بيروت، دار تح محمد علي البجاوي ومحمد أبو الفضل ابراھيم، أبو ھالل العسكري، الصناعتين، 2

197

Page 123: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

118  

وجه جديدة من االستعمال أبوابا واسعة البتكار أدباء مام األأن المجاز يفتح أوال يخفى

ن ألى هذا الجانب حينما حرص على إولعل جار اهللا الزمخشري قد نظر ،السياقي لكل كلمة

غفل شرح القسمأو ،عشرات العبارات المجازية لكل كلمة )ساس البالغةوق في معجمه (أيس

فهم المقال من المقام واضرب االشتقاق على محك السياق ا ":نه يقول للقارئأعظم منها كاأل

1."تدرك المعنى

                                                             214في علم اللغة، ص ،ينظر غازي طليمات 1

Page 124: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

119  

تجاوز الزمخشري حدود الجملة 2- 2

جل الممارسات النصية و برز و أأني من يعد تعامل الزمخشري مع النص القرآ

إلى حيث نظر ،النص لى مقولةإسهامات التي تجاوز فيها الزمخشري حدود الجملة اإل

مجاوزا ،ن هو كتلة واحدة كالكلمة الواحدةآالقر أنني نظرة كلية شمولية باعتبار آالقر النص

حيث اهتم ،لغوي و البالغيالنذاك في المجال آبطلك النظرة التجزيئية التي كانت سائدة

الكشف عن و ،خيها وتناسبهاآجناسها وتأنواعها و أو بدراسة المعاني و القول في صحتها

خذ آيات وكيف تترابط و تتوحد كأن بعضها سس التي صار عليها نسق الجمل و اآلاأل

ال قلة من إو هذا ما يتجلى في علم المناسبة وهو علم شريف لم يلجه 1،بحجز بعض

و "يات و السورنظم الدرر في تناسب اآل"مام البقاعي كتابا سماه العلماء وقد ألف فيه اإل

".سبق الغايات في معرفة المناسبات"هانوي له كتاب مطبوع أسماه كذا الشريف الت

ي كالمه على التناسب بين أجزاء الكالم و بيان ما يتعلق بحسن ففقد ركز الزمخشري

وكان ،النظر الشامل للنص و الخروج عن دائرة الجملة ةءت دراسته ثمر االتخلص فج

الزمخشري بعد الدراسة التحليلية للجمل و بيان ترتيب معانيها و تناسقها ينظر نظرة أوسع

و من ذلك ما يقوله معلقا ،سلوبلى بعض الظواهر الفنية في األإيصف النص و يشير

ور ففزع من في السماوات ومن في األ :"على قوله تعالى رض إال من شاء ويوم ينفخ في الص

وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله )87( الله وكل أتوه داخرين

                                                             12البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص حسنين أبو موسى، 1

Page 125: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

120  

نها وهم من فزع من جاء بالحسنة فله خير ) 88(الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون م

تناسبها " فانظر هووج اآلياتنسق درس مايقول الزمخشري بعد، النمل" )89(يومئذ آمنون

خذ بعضه بحجز أاضماده ورصانة تفسيره و الكالم وحسن نظمه وترتيبه ومكانة لى بالغةإ

1".فراغا واحداإفرغ أنما أبعض ك

شمل هو النص أوسع و أطار إلى إن الزمخشري خرج من دائرة الجملة أوهذا فيه تصريح ب

" فرضية التوسع " ــوهذه الفكرة تعرف في اللسانيات النصية ب

النحو أدركها الزمخشري بخبرته الواسعة وتضلعه في اللغة والبالغة " مبدأومن المبادئ التي

معاني التي نمو الفكرة والونجده يبحث عن ،صل هام في مفهوم النصأالموحد" الذي هو

تجلى فيه نظرية تبرز ما أومن ،السابق بساط لالحق وتوطئة له يتولد بعضها من بعض فإن

نية آبحث الزمخشري عن مالئمة الكلمة القر "la théorie de pertinence"المالئمة

فمن ،فالزمخشري له يد سابقة في الدرس العربي فيما يتعلق بمثل هذه المباحث ،لسياقها

ن يبحث أن يقول المقالة المشهورة " لكل مقام مقال " ومن الصعب أالسهل على الباحث

مالئمة الكلمة لمقامها وما يؤديه وجودها على هذه الصورة وعلى هذه الهيئة من المعاني

.يماءاتواإل

لى هدى أو في وانا أو إياكم لع " :ا يؤكد ما قلناه ما ذكره الزمخشري في قوله تعالىموم

بين" ن قلت كيف خولف بين حرف الجر الداخلين على الحق إف" ،24اآلية -سبأضالل م                                                            

113، ص3الكشاف، جالزمخشري، 1

Page 126: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

121  

نه مستعل على فرس جواده يركضه حيث شاء والضال أن صاحب الحق كألقلت ؟والضالل

1".ين يتوجهأنه منغمس في ظالم مرتبك فيه ال يدري أك

ياح فتثير سحابا فسقناه " :ويقول في قوله تعالى ن إف" ،9اآلية –" فاطر والله الذي أرسل الر

قلت ليحكي الحال التي تقع فيها ؟قلت لم جاء فتثير على المضارع دون ما قبله وما بعده

2".ثارة الرياح السحاب وتستحضر تلك الصورة البديعية الدالة على القدرة الربانيةإ

ا يبحث عن عطف جملة على جملة حينمطار الجملة إن عومن مظاهر خروج الزمخشري

الحات أن لهم جنات :"لى ذلك في قوله تعالىإر يحيث يش وبشر الذين آمنوا وعملوا الص

البقرة "زقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل تجري من تحتها األنهار كلما رزقوا منها من ثمرة ر

مر وال نهي يصح أمر ولم يسبق يوجه مؤسس مفاده عالم عطف هذا األ ،25اآلية -

مر أمر حتى يطلب له كل من ن ليس " الذي اعتمد بالعطف هو األأيه أعطف عليه وفي ر

ثواب المؤمنين فهي معطوفة نما المعتمد بالعطف هو جملة وصفإ ،و نهي يعطف عليهأ

اتقوا النار ف " :تعالى ن تقول هو معطوف على قولهأوذلك ،على جملة وصف عقاب الكافرين

.24اآلية –" البقرة التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين

محتوى الجهة الجامعة بين ن العطف سوغته الأيفهم من كالم الزمخشري ":يقول الخطابي

ومن الالفت لالنتباه 3".عقاب الكافرين والثاني ثواب المؤمنين فاألولالوظيفي وهي التضاد

                                                             15، ص 3جالكشاف، الزمخشري، 1 38، ص 4، جنفسهالمصدر 2 169، ص )مدخل إلى انسجام الخطاب (، لسانيات النصمحمد خطابي 3

Page 127: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

122  

و ارتباط العناصر المكونة لنفس أي يضا في دراسة الزمخشري ما يتعلق بكيفية ارتباط اآلأ

مكانية إلن تعدد المعطوف يخضع أعلى ،ية بواسطة العطف هو تعدد ما يعطف عليهاآل

" :ونضرب على هذا مثاال في قوله تعالى ،العطف ثم تبرير المعطوف عليه في حالة تعدده

ا ينفع إن في خلق السماوات واألرض واختالف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بم

ا أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به األرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة الناس وم

ر بين السماء واألرض آليات لقوم يعقلون ياح والسحاب المسخ اآلية - البقرة "وتصريف الر

؟حيا"أم على "أ "نزلأ" علىأل عم عطف "وبث فيها" أيس:" ض الزمخشري سائاليفتر ،164

نزل " وعلى هذا أما الظاهر فهو عطفه على "أ ،جائزاآلخر ظاهر و أحدهما يجيب باحتمالين

" عطف على فأحيا به األرض ن قوله تعالى " النحو يكون داخال تحت حكم الصلة أل

رض من ماء نزل في األأ" وما :نه قالأالواحد فك ءفاتصل به وصار جمعا كالشي "،نزل"أ

حيا بالمطر أ" على معنى فاحيأما الجائز فهو عطفه على قوله "فأوبث فيها من دابة" و

1".نهم ينمون بالخصب ويعيشون بالحياةرض وبث فيها من كل دابة ألاأل

معين اهتم بها الزمخشري ونبه لها في جزاء خطابأدور كبير في ربط لإلحالةولما كان

الة وانها لكبيرة إال على الخاشعين :"يقول في قوله تعالى ،مواطن بر والص "واستعينوا بالص

ن يكون أو لالستعانة" يجوز أن "الضمير للصالة ألى إيشير الزمخشري ،45اآلية -البقرة

لى قوله إمر بها بنو اسرائيل ونهوا عنها من قوله "واذكروا نعمتي" أمور التي لجميع األ

                                                             325، ص 1ج الكشاف، الزمخشري، 1

Page 128: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

123  

ن الضمير كما يبرز ذلك من خالل المثال يساهم بشكل فعال في إعليه ف ابناء، "استعينوا"

خاصة منها فان الضمائر اآلياتذا كان العطف يقوي الصلة بين ا و ،القرآنياتساق النص

و استحضار أحضار عنصر مقدم في خطاب سابق است" :الغيبة تقوم بوظيفتين ضمائر

1."مجموع خطاب سابق في خطاب الحق

لى عدم ا ليه و إشارة لكن تناوله يتراوح بين تعدد المشار اإل بأسماءيضا أكما اهتم الزمخشري

م قست ث :"شارة في قوله تعالىيفسر الزمخشري اإل ،ليهإشارة والمشار تطابق بين اسم اإل

حياء القتيل إلى إشارة إ ،74اآلية - البقرة "من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة قلوبكم

حالة يات المعدودة "نحن هنا مع نفس الضمير السابق في اإللى جميع ما تقدم من اآلإ وأ

2"ه.ليإي تعدد المشار أالضميرية

جعل الخطاب متماسكا من خالل استحضار شارة هوالعام الثاوي خلف اإل أن المبدإف

وهذه فكرة االستحضار كانت ماثلة عند الزمخشري حيث يقول ،كملهأعنصر متقدم وخطاب ب

،33اآلية –ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات واألرض" البقرة ":في قوله تعالى

بسط من ذلك أنه جاء على وجه أال إ" ما ال تعلمون ني أعلم إ استحضار لقوله لهم "

3".واشرح

                                                             271الخطابي، لسانيات النص، ص 1 271، ص 1ج الكشاف، الزمخشري، 2 272، ص 1جالكشاف، الزمخشري، 3

Page 129: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

124  

حالة يضا اإلأوهناك ،حالة النصية""اإل ــسانيات النصية المعاصرة بلهذا ما يعرف في ال

ن أوهي "،بن عاشور الطاهر"ال إمن المفسرين 1حسب الخطابيالمقامية والتي لم يهتد لها

.حاضرا في الخطاب بالقوة ال بالفعلليه يكون إالعنصر المحال

تكون ظهروعلى األالبقرة، " )2...( ابت ك ل ا ك ل ذ ) 1( " الم :يقول ابن عاشور في قوله تعالى

2"...والكتاب بدل وخبر ما بعده مبتدأشارة واسم اإل ،ن المعروف لديهم يومئذآلى القر إشارة اإل

لة عدم تطابق بين أمس باإلشارةكذلك من بين المسائل التي تطرق لها الزمخشري فيما يتعلق

منية أمانيهم" وقولهم "لن يدخل الجنة" أن قلت لم قيل " تلك إ" ف:ليه يقولإالمشير والمشار

ال ينزل على المؤمنين خير من ان منيتهم أ ماني المذكورة وهيلى األإقلت يشير هنا ؟واحدة

ماني الباطلة ن تلك األأال يدخل الجنة غيرهم بأن منيتهم أن يردوهم كفارا و أمنيتهم أو ،ربهم

ية وحدها حصل عدم التطابق ليه في هذه اآلإذا ما حصر الحديث عن المشار إف 3".مانيهمأ

.ليه المفردإشارة التي جاءت بصيغة الجمع المؤنث وبين المشار بين اإل

من الفصل التطبيقيالمبحث الثاني من هذا تي تفصيله في ثنايا أسيهذه القضايا وغيرها مما

لى إالدراسة المتعلقة بكشاف الزمخشري والتي جاءت خالصة من خالل محاولة الوصول

،استخراج مظاهر وتجليات المبحث اللساني النصي من خالل صنيع الزمخشري في تفسيره

فحاول ، خرهآوله بأخذا بعضه بحجز بعض ومرتبط آن كتلة واحدة آوالذي جعل من القر

                                                             178الخطابي، لسانيات النص، ص 1 122، ص 2ج ، 2000دار النشر التونسية، دت، د ط، الطاھر بن عاشور، التحرير والتنوير، 2 234، ص 1، جالكشاف، الزمخشري، 3

Page 130: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

125  

تياآني آليات التي تساهم في جعل النص القر الزمخشري استخراج الوسائل والعالقات واآل

ن أليه إن نتوصل أوما يمكن ،ابهبسأوقات نزوله و أوسور كال واحدا موحدا رغم اختالف

خشري بالمشروع النصي والذي سجام ومجاوزة حدود الجملة كانت تنم عن وعي الزماالنفكرة

ر له نظ ن الزمخشري طبق هذا المشروع ولم ي أن ما يمكن قوله أال إ ،سبق به الغربيين بقرون

رثا علميا ضخما سيما في الجانب التطبيقي إلكن خلف لنا ،و سبقه بهأفال يمكن ادعاؤه له

ر من الباحثين المهتمين ليه كثيإلذلك لم يلتفت ،الذي كان جهده وشغله الشاغل في تفسيره

1.صول قضايا النقد المعاصر في التراث العربيأبالبحث عن

                                                             11البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص حسنين أبو موسى، ينظر 1

Page 131: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

126  

:الزمخشري ونظرية النظم 3- 2

قامة الحدود لغايات عملية ا لى ضبط القواعد و إطر العلماء اضلبيان انسجام النظم

ولعل 1،نيآي المدخول ومحاوالت التشكيك والدس في النص القر أمام الر أعاجلة تسد الباب

ويل أهتمامه بتفسير وتارر يبما "المعاني والبيان" يهمية علمأكيد الزمخشري على أفي ت

مختصين به "المعاني والبيان" يي علمأوبيان انسجامه وجعلهما "نآنظم القر "مشكل النظم

بالمتشابه من )نظم العبارة والتركيب(لحاق مشكل النظم إوب ، هذا من جهة 2فهما له ال لغيره

.خرىخفاء معنييهما على الناس من جهة أما و هحيث غموض

شكال ولدفع اإل 3طماع الكائدينأجل قطع أمن )ويل مشكل القرانألف ابن قتيبة كتابه (تألقد

.الحاصل في ظاهر النص

وهو ،نآويل نظم القر أن ما في الكشاف خير مثال على تفسير وتأخرى نعتبر أومن جهة

مام الجرجاني الذي بسط مفهوم في ذلك ال محالة قد استفاد من جهود العلماء قبله خاصة اإل

نه يعنى أفمرد النظم ب "،عجازسرار البالغة ودالئل اإل"أفي كتابه 4النظم بسطا علميا دقيقا

ال إن ليس النظم أواعلم ":بالروابط التي بين الكلمات والجمل توخيا لمعاني النحو كما يقول

صوله وتعرف أن تضع كالمك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه و أ

                                                             327حمادي صمود، التفكير البالغي عند العرب، ص 1 16، ص 1الزمخشري الكشاف، ج 2 3ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص 3 235أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص حسنينمحمد 4

Page 132: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

127  

،فال تزيغ عنها وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فال تخل بشيء منها ،مناهجه التي نهجت

1".ن ينظر في وجوه كل باب وفروقهأنا ال نعلم شيئا يبتغيه الناظم بنظمه غير أوذلك

هميتهما من حيث ألى إيشير "المعاني والبيان" يلى علمإشير ولذلك نرى الزمخشري وهو ي

ستقامة وهو بصدد النظر في المعاني مبرزا ما فيها من الصواب واال 2،جليل نفعهما للمؤول

3.ي يطابق عنده علم النظمذخذ علم المعاني الأذا إال إوالتناقض وال يكون ذلك أوالخط

يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختالفا أفال :"في قوله تعالى :"يقول

لكان الكثير منه مختلفا متناقضا قد )لوجدوا فيه اختالفا كثيرا( ،82اآلية -النساء "كثيرا

فكان بعضه بالغا حد االعجاز وبعضه قاصرا عنه يمكن ،تفاوت نظمه وبالغته ومعانيه

وبعضه ،وبعضه مخالفا للمخبر عنه ،خبار بغيب قد وافق المخبر عنهإ معارضته وبعضه

وبعضه دال على معنى فاسد غير ملتئم فلما ،دال على معنى صحيح عند علماء المعاني

نه أعلم ،خبارأن وصدق تة لقوى البلغاء وتناحر صحة معائتجاوب كله بالغة معجزة فا

فالمعنى 4"...حد سواهأال من عند قادر على ما ال يقدر عليه غيره عالم بما ال يعلمه إليس

ن آفكان الخفي من المعاني في نظر القر ،الصحيح من المعاني هو ما يعرفه علماء المعاني

دعي عليه أمما و كان ألتباسه بغيره ، سواء كان معنى متشابها الوما غمض فيها على الناس

ما "علم أعلم المعاني حيز ال من إال يستخرج معانيه ومدلوالته ،نآبفساد نظمه في القر                                                             

231عبد القاھر الجرجاني، أسرار البالغة ودالئل اإلعجاز، ص 1 138علي حميداتو، التأويل والحجاج في الكشاف، ص 2 252البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص محمد حسنين أبو موسى، 3

547، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 4

Page 133: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

128  

في :"المشتبهات من كالم اهللا يقول تأويلعون على تعاطي أالبيان" عند الزمخشري فهو

قبضته يوم القيامة والسماوات وما قدروا الله حق قدره واألرض جميعا تفسيره لقوله تعالى "

والغرض من هذا الكالم ،67اآلية -الزمر "مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون

من ،خذته كما هو بجملته ومجموعه تصوير عظمته والتوفيق على كنه جالله ال غيرأذا إ

ن أ" ىما يرو مذلك حككو ،و جهة مجازألى جهة حقيقة إيمين غير ذهاب بالقبضة وال بال

ن اهللا يمسك السماوات إبا القاسم أ يا :لى رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فقالإجبريل جاء

صبع والثرى أصبع والشجر على أصبع والجبال على أرضين على صبع واألأرض على واأل

فضحك الرسول صلى اهللا .نا الملكأ :فيقولصبع ثم يهزهن أصبع وسائر الخلق على أعلى

فصح أنما ضحك ا و )،تصديقا له (وما قدروا اهللا حق قدره أعليه وسلم مما قال تعجبا ثم قر

ال ما يفهمه علماء البيان من غير إلم يفهم منه ألنهالعرب صلى اهللا عليه وسلم وتعجب

على خرهآول شيء و أقع ولكن فهمه و ،صبع وال هز وال شيء من ذلكأمساك وال إتصور

فهام فعال العظام التي تتحير فيها األن األأوهي الداللة على القدرة الباهرة و الزبدة والخالصة

جراء إال إلى الوقوف عليه إوال يوصل السامع ،نة عليه هوانايوهام هفها األتنذهان وال تكواأل

طف ألرق وال أدق وال أوال ترى بابا في علم البيان ،العبارة في مثل هذه الطريقة من التخييل

ن آالشبهات من كالم اهللا تعالى في القر تأويلعون على تعاطي أنفع و أوال ،من هذا الباب

تى آام قديما وما دققد زلت فيها األتخيالت كثره أن إف ،نبياءوسائر الكتب السماوية وكالم األ

ن في عداد العلوم الدقيقة أوالتنقير حتى يعلموا ال من حيث قلة عنايتهم بالبحثإالزالون

Page 134: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

129  

حلذ ال يإ ،ليه وعيال عليهإن العلوم كلها مفتقرة أعلما لو قدروه حق قدره ولما خفي عليهم

حاديث أيات التنزيل وحديث من آية من آوكم ،ال هوإعقدها المؤربة وال يفك قيودها المكربة

ن من أل ،الغثة والوجوه الرثة بالتأويالتالرسول صلى اهللا عليه وسلم قد ضيم وسيم الخسف

1".ليس من هذا العلم في تفسير وال يعرف قبيال منه تأول

دراسة الصور وما تحمله من معاله هو علأفعلم البيان كما يوضحه الزمخشري في النص

ويتجاوزها )ي ينفذ من هذه الصور (التخييل والتمثيلوعالم البيان هو الذ ،غراض والمرامياأل

حاد الكلم بل آوغني عن البيان والتمثيل كصورة بيانية ال تقع في 2ما،لى المراد منهإليصل

).في النظم (العبارة

نفع أساسية في فك مغاليق النظم بل كونه ألداة اوهكذا يصبح علم البيان والمعرفة به هو األ

.هاميغراضها ومراأالمشتبهات بمعرفة مقاصدها و عون على تعاطي أو

تلك توليس ،كما قال الزمخشري 3سرار والنكتبراز األإفعلم النظم هو العلم الذي يختص ب

وليس ،هذا العلم اال تلك المعاني التي تظل محتجبة حتى يبرزها متخصصو إسرار والنكت األ

ذا كان ا و 4،سرار وتوضيحا لهاهذه األال تجلية لإالحديث عن عالقات الجمل وروابط المعاني

الذي هو حاصل توخي )ن الخفاء والغموض يكتنفان النظم بصفة (عامةأكذلك عرفنا

                                                             (أورد النص بطوله كامال لبيان الفضل الذي يھتم الزمخشري ألجله بعلم البيان) 409، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 1 253خشري، ص البالغة القرآنية في تفسير الزممحمد حسنين أبو موسى، ينظر 2 250المرجع نفسه، ص 3 250ص البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري،محمد حسنين أبو موسى، 4

Page 135: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

130  

وللكشف عن هذا الغموض والخفاء ال بد من معرفة علم ،معاني النحو في معاني الكلم

1.نيآالقر ويل منظوم الخطاب أساسية لتأالمعاني وعلم البيان واللذان يشكالن قاعدة

                                                             141التأويل والحجاج في كشاف الزمخشري، ص علي حميداتو، ينظر 1

Page 136: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

131  

:القرينة العقلية عند الزمخشري 4- 2

يحدد الشريف الجرجاني القرينة بقوله:" القرينة في اللغة بمعنى الفاعلة مأخوذ من

المقارنة وفي االصطالح أمر يشير إلى المطلوب، والقرينة إما حالية أو معنوية أو لفظية،

نحو "ضرب موسى عيسى، وضرب من في الدار من في السطح، فإن اإلعراب والقرينة

ولى قرينة إن في األ، فجبلى وأكل موسى الكشمرىموسى بخالف قولك ضربت مشتق فيه

1لفظية وفي الثاني قرينة حالية..."

وهو شتبهما علماء البيان فقد وضعوا جهازا يتم من خالله عقل الغامض وفهم المأ

حضار المعنى للنفس إفي البيان هو:" قال أبو الحسن الروماني 2الذي هو الكشف، البيان

3ن كان بإبطاء."ا حضار المعنى للنفس و إألنها ،ذلك لئال يلتبس بالداللةدراك، وقيل إبسرعة

4"يضا الكشف عن المعنى حتى تدركه النفس من غير عقله.أ :"وقال

والعدل، واللذان عند علماء المعتزلة لمعرفة التوحيد فهم المتشابه لية ضرورية في عقالقرينة ال

الذي ل هوقن العإ:" القاضي عبد الجبار المعتزليصول الخمسة للمعتزلة، يقول ألهما من ا

5نزل ذلك الكالم لضرب من المصلحة".أنه تعالى أمر ونعلم على ذلك األيدل

وحينئذ المحكم وحمله على المتشابه فالنظر العقلي هو الوسيلة الوحيدة في نقل المعنى من

ن له داللة.أتشابه بالمحكم في ميلحق ال                                                            

108ص تح محمد صديق المنشاوي، دار الفضيلة، د ط، التعريفات، معجم الجرجاني، الشريف 1 49ص ، 2012، 2د ت، نادي تراث اإلمارات، ط ھيثم سرحان، استراتيجية التأويل الداللي عند المعتزلة، 2 254، ص 1، ج 1ط ، ديابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، تح محي الدين عبد الحم 3 264المصدر نفسه، ص 4 354، ص 1ج ، 1968، 1د ت، الشركة العربية، مصر، ط القاضي عبد الجبار، المغني في أبواب التوحيد والعدل، 5

Page 137: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

132  

ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم قوله تعالى:" ويقول الزمخشري مفسرا

القلوب وتغشية الختم علىن قلت ما معنى إ، ف07" البقرة آية غشاوة ولهم عذاب عظيم

ن أل تمجاز ويحالمباب من هو مانا و ة،على الحقيقثم تغشيه ال ختم والبصار؟ قلت األ

اهللا فلم اسند الختم إلى ن قلت إيضا فأويقول 1يكون من كال نوعيه، وهما االستعارة والتمثيل.

وهو قبيح، واهللا إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إلى طرقهسناده ا و ،عز وجل

ذاته ه عنه، وقد نص على تنزيهتعالى يتعالى عن أي قبح علوا كبيرا لعلمه بقبحه وعلمه بغنا

م للعبيد بقوله:" وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يضا " أويقول ، 29اآلية - ق "وما أنا بظال

ا نطق به مونظائر ذلك م )إن اهللا ال يأمرنا بالفحشاء(و، 118اآلية –النحل "يظلمون

فهام كاشفا له لغاية اإل متلقيلل ب الزمخشري بأجوبة خمسة جامعا الدليليوهنا يج ،؟التنزيل

وهو في ذلك يمثل 2.ومنبها عن األسرار ارتسألا له مختلفة هاتكاقناع المعنى من وجهات

جامع لكل شيء كشف لك اسمالذي يتعلق بكالم الجاحظ الذي يقول:" البيان "البيان"جهاز

ويهجم على إلى حقيقته فظي السامع ي حتىك الحجاب دون الضمير تقناع المعنى وه

والغاية التي مر ن مدار األدليل، ألأي جنس كان الكائنا ما كان ذلك البيان، وما محصوله

وضحت عن أفهام و بلغت اإلفبأي شيء فهام ا هو الفهم واإلإنمالقائل والسامع يجري إليها

3ع."وضذلك هو البيان في ذلك المف معنىال

لفاظ وطالقة األجزالة ما تقوم به منو فالبيان كما يفهمه الجاحظ هنا ليس بمجرد الفصاحة                                                             

155ص 1الكشاف، جالزمخشري، 1 115حميداتو، التأويل والحجاج في الكشاف، ص علي 2 55ص ، 1الجاحظ،، البيان والتبيين ج 3

Page 138: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

133  

1.الجابرييضا الكشف عن المعنى كما يقول أبل هو ،اللسان

فهام المتلقي (متلقي خطاب إعلى كيدا منهوجه تأأجابة بخمس وعرض الزمخشري في اإل

ن إ، القاعدة االعتزاليةعلى كيدى التأخر أ)، من جهة ومن جهة االعتزاليةهل فرقة أمن

الظلم العدل، فالذي يوصف بالقبح و أال وهي صول المعتزلة أصل من أاالعتزالية التي هي

ي جهة أجمع الدليل للمتلقي من يبهم لها وقيامهم بها، لذا نراه كسفعال العباد باعتبار أهي

ن العبد قادر أحدهم) على أون(والزمخشري فقهذا والمعتزلة في ذلك متتأكيدا لمبدأ "العدل"،

، والرب منزه ةاآلخر رحقا على ما يفعله ثوابا وعقابا في الداستألفعاله خيرها وشرها، ومخالق

كما لو لظلم كان ظالما خلق انه لو أل ،و ظلم وفعل هو كفر ومعصيةأشر يضاف إليه ن أ

2خلق العدل كان عادال.

والمجيب في آن هو السائل الحقيقة ) وهو في المفترضسائل جابة الزمخشري عن سؤال (الا و

جابة هذا بيانها، وهو قوله:" إاقتضت ،...؟"اهللا تعالىإلى فلم أسند الختم :"قولهواحد، وهو

لى اهللا عز وجل فليس إسناد الختم إما أصفة القلوب بأنها كالمختوم عليها و إلىالقصد :قلت

قولهم فالن الخفي غير العصي، أال ترى إلى ءيشكالا فرض تمكنه ن هذه الصفة فيأعلى

مجبول على فالن فقولهم 3"غ في الثبات عليه،بلي هنأيريدون مجبول على كذا ومفطور عليه

، ولما لم يكن إرادة الحقيقة في إسناد مكنه فيهبل ثباته وت ،عليهخلقه تحقق كذا ال يعنون به

                                                             116نقال عن حميداتو، التأويل والحجاج في الكشاف، ص 28، ص 2نقد العقل العربي ج سلسلة الجابري ،علي 1 45ص 1ج، 1992، 2تح أحمد فھمي محمد، دار الكتب العلمية، ط الشھرستاني، الملل والنحل، 2 158، ص 1ج ،الكشافالزمخشري، 3

Page 139: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

134  

1متفرعا عن الكناية.الختم على مذهبه وجب أن يعد مجازا

الزمات بين تعتبار الماساسا على أقائمة فالعملية التداولية التي قام بها الزمخشري هنا

تقاله نمن باب المجاز، واهو نما ا ن ال ختم وال تغشية على الحقيقية و إحيث يقول:" ،المعاني

فروع المجاز، منالتي هي سابق يحدد الكناية الول لى الملزوم في الوجه األإمن الالزم

الزمات بين المعاني تاعتبار الم هالبيان مرجع معل بقوله:" أن ه السكاكيل هذا يقرر تفصيو

لى ملزوم وهو إوجهة االنتقال من الزم ،لى الزمإنتقال من ملزوم من جهتين، جهة اال

وم لى ملز إكما يقال رعينا غيثا والمراد الزمه وهو العشب وجهة االنتقال من الزم ،المجاز

2."وهو كناية كما يقال فالن طويل النجاد والمراد طول القامة الذي هو ملزوم طول النجاد

صل والمتشابه فرع كما يقول "القاسم بن ابراهيم بن أن المحكم أمر وثبت ا األذذا ثبت هإف

ويله مخالفا أنه ال يخرج تأصل الكتاب المحكم الذي ال اختالف فيه أ :"اسماعيل السري"

3".ويلأهل التأصله الذي ال اختالف فيه بين ألى إلتنزيله وفرعه المتشابه من ذلك فمردود

كما ينتج )صل فرعأ( )(حقيقة مجاز )ينتج عن ذلك مجموعة من الثنائيات (محكم متشابه

ابه يحمل فالمتش ،صل والفرعويلية عند الزمخشري اعتبارا لألألية المذهبية للعملية التبيان اآل

صل نما يعدل من األا صل و ن الحقيقة هي األأعلى المحكم والمجاز فرع عن الحقيقة وبما

                                                             ، بتصرف158، ص 1أبو الحسن الجرجاني، حاشية السيد الشريف، ج 1

117لسكاكي، مفتاح العلوم، نقال عن التأويل والحجاج، ص ا 2 28، ص 2الجابري، سلسلة نقد العقل العربي، ج 3

Page 140: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

135  

ذا إ" :في المغني يوجب بالضرورة كما قال القاضي عبد الجبار 1،لى الفرع بسبب اقتضاهإ

على وجه المجاز الذي يقتضيه دليل لن يحمأن الحقيقة ليست مرادة أخاطب بما يعلم

2".العقل

اول ومتداول في كالم العرب تنو ما يناسبه على معنى مأفحمل المجاز على ما يشاكله

لوف استعماله في فصيح كالمهم غير الوحشي الغريب وال المستكره المعيب كما يقول ابن أم

" ختم اهللا على :وهو مسلك الزمخشري في حمل الكالم على المجاز في قوله تعالى 3،ثيراأل

" فالن مجبول على كذا :مشاكل لمعنى متداول عند العرب وهو قولهمقلوبهم" على معنى

.قناع المتلقي بصدق الحملإومفطور عليه" يستدل به على صحة "الحمل" وبالتالي

ختم الله على قلوبهم وعلى " :ية السابقة وهي قوله تعالىن ما قام به الزمخشري في اآلإ

لى اهللا إوكون الختم مسندا ،07رهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" البقرة آية سمعهم وعلى أبصا

ن خلق عحمال على القرينة العقلية التي تقتضي تنزيه اهللا سبحانه وتعالى متعالى مجاز كان

.ن ذلك محاال عنده والحمل مطابق لدليل العقلأل ،رادة القبيح منهاا فعال و األ

ما ل ،لى المجاز كثير في كشاف الزمخشريإو الصرف من الحقيقة أونظير هذا الحمل

ويل هذه الوجهة أنه سبحانه ال يفعل القبيح وهي قاعدة توجه تأيقتضيه الدليل العقلي من

ا ففسقوا فيها فحق واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيه " :مل تفسيره لقوله تعالىألنت ،العقلية                                                            

، 2، جوبدوي طبانة، دار النھضة، مصرفي أدب الكاتب والشاعر، تح أحمد الحوفي ابن األثير ضياء الدين، المثل السائر 1 77ص

381، ص 16المغني، ج القاضي عبد الجبار، 2 58، ص 1المثل السائر، ج بن األثير، ا 3

Page 141: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

136  

رناها تدمير أي )ففسقوا(مرناهم أ ":يقول الزمخشري ،16اآلية -اإلسراء "عليها القول فدم

وهذا ال )افسقوا(ن يقول لهم أمرهم بالفسق أن الحقيقة أل ،مر مجازمرناهم بالفسق ففعلوا واألأ

لى المجاز هو الذي يتوجب عنده صرفا إمر فصرف األ 1".ن يكون مجازاأيكون فبقي

لى المجاز بمقتضى الدليل إ )مرناأ( مررف األصفهو ي ،تقتضيه وتستوجبه القاعدة السابقة

فهو يثبت داللة المجاز وذلك كله ليتدرج المتلقي والقارئ مثبتا له مدى نجاعة ،العقلي

ويله.أالمعتزلة وصدق معتقدهم لصحة ت

ا متطابقين مام الخطاب وحمله على مقتضى العقل بل وجعلهن تحليل الزمخشري لنظإ

ويل لدى الزمخشري أوهي تشكل حدود الت ،مرذا لزم األإخضاع الخطاب على العقل إب

،بمقتضى الدليل العقلي صرف معنى الحقيقة على المجاز دون ترجيح للمعنى بينهما

وذلك ،منحاه التفسيري هذاكيد توجهه العقلي والعقائدي في أريص على تحفالزمخشري

لما يعرف بالدليل العقلي اوتقرير اكيدأخير تباعتماده الدليل العقلي والسمعي وورود هذا األ

ن أصول المعرفة وشكر النعمة واجب أن على متفقو بما يجاري به أهل شيعته من المعتزلة ال

2قبل ورود السمع ..."

اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل من ية "يقول الزمخشري في تفسيره لآل

، 15اآلية -اإلسراء "عليها وال تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال

                                                             442، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1 45، ص نحلوال للالشھرستاني، الم 2

Page 142: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

137  

ف اهللا وقد أغفلوا النظر دلة العقل التي بها يعر أن معهم قبل بعثة الرسل أل مالحجة الزمة له

1".وهم متمكنون منه

مواطن القرينة العقلية لى تتبعع "جار اهللا"يات ونظائرها كثيرة مما يؤكد مدى حرص ه اآلذه

لى إصله أن معن ظاهره ويعدله فيها التي كان يصرف القول مواضعفي الواالتكاء عليها

ي كان حاضرا بقوة في تفسير ذالا يدخل ضمن السياق الحالي ذن هأوال يخفى ،المجاز

مذهبهم العقدي.في توجيه ما ظاهره يخالف خصوصا الزمخشري موما وزلة عالمعت

                                                             147، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1

Page 143: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

138  

/الدليل السمعي القرينة السمعية 5- 2

لقرائن التي اعتمدها الزمخشري في تفسيره، والذي يبدو من خالل النوع الثاني من اوهذا

في تفسيره فيما يتعلق قدرا كبيرا تالعقلية، ومع ذلك شكلمن القرينة تهاأقل من نظير هصنيع

بالمواضع التي لم يجنح فيها صاحب الكشاف إلى الدليل العقلي، فكان يقرر ما يعرف

جوهر السياق المقالي في الدراسات النصية الحديثة.وهو ،بتفسير القرآن بالقرآن

ن تكون في أما إالقرينة السمعية "و 1،بالداللة على المراد" بنص يقول التهانوي :"القرينة ما

و في أخرى أو من سورة أخرى من هذه السورة أو في آية أولها أو آخرها أية في ه اآلذه

ه حال القرينة ذمة، فهجماع األإو في أو فعل أاهللا عليه وسلم من قول ىسنة رسول اهللا صل

2".التي نعرف بها المراد بالمتشابه ونحمله على المحكم

وعمل الزمخشري في الكشاف يقوم على بيان دالئل إعجاز النص القرآني من جهة وعلى

يات المتشابهة عارضا داللتها فهو يبسط القول في اآل ،خرىأمن جهة هانسجام خطاب

لى إولعل السبب في هذا المسلك يعود إلثباتها بحمل معناها على المحكم بخطاب استداللي،

ن يسترسل في أفكان من الضروري ،هل زمانهأ والمخالفين له من كثرة الشاكين في كالم اهللا

.لسنة العرب فيما يتداولونه من كالمأو جاريا على أو سمعيا أطلب الدليل سواء كان عقليا

                                                             163، ص 1التھانوي، كشف اصطالحات الفنون ، ج 1 126القاضي عبد الجبار، شرح األصول الخمسة نقال عن التأويل والحجاج، ص 2

Page 144: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

139  

هو مجبول على كذا ومفطور ":كيد الزمخشري بوقوع المجاز في كالم العرب كقولهأن تإ

وقوع المجاز في على كيدا منه أرده عبثا بل تيو م يكن، لعليه وكشفت الحرب عن ساقها"

ستشهاد بها لداللة ولذلك يقوم باستحضار المجازات الواقعة في كالم العرب واال ،ن الكريمآالقر

.عجاز النص القرآنيإ

يات المتشابهة وما تنطوي عليه من خفاء جعل الزمخشري يفك مغاليق الخفاء وذلك ن اآلإ

واذا أردنا أن ":بهام، ولنتأمل تفسيره لقوله تعالىيهام واإلات لدفع اإلياستدعاء المحكم من اآلب

رناها تدمير مر هنا حيث جعل األ ،"نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدم

ولما وقع المعنى مخالفا لما يعتقده كمعتزلي ،ال الصالحإيفعل ن اهللا الأمجازا باعتبار

واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله :"استدعى معنى مشابها له في قوله تعالى

اآلية -األعراف "علمون أمرنا بها قل إن الله ال يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما ال ت

ن الفعل القبيح أوبيان ذلك ،ية السابقةة محكمة يحمل عليها معنى اآل، واعتبر هذه اآلي28

ولما كان ذلك بينا ظاهرا 1.مر بفعلهأارف فكيف يصد الو مستحيل عليه لعدم الدواعي و وج

ساسا أويلية قائمة أوهي ممارسة ت "مر بالفحشاءأي ال"على قوله "مرنا مترفيهاأ"حمل معنى

وهو قانون يتحكم في ،على القرينة السمعية وقعت خارج السورة أي خارج سورة االسراء

فكلما انغلق 2انسجام الخطاب القرآني ككل،أ كيد مبدألية عند الزمخشري لتيو أالصيرورة الت

وهو عين السياق لى فتح مغاليقه باالستدالل بحجة خارج السورةإالنص سارع الزمخشري                                                             

75، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1 129التأويل والحجاج في كشاف الزمخشري، ص علي حميداتو، 2

Page 145: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

140  

قوى في الحجة أعرب و أالكتاب ":ن وكما يقول الفراءآوالسياق المقالي ممثل في القر ،المقالي

" :التي يستدل به على مراد اهللا فيقول ةويحصر القاضي عبد الجبار الطريق ، 1"من الشعر

:يخلو من وجهين فالوجه الذي نعلم ألجله مراده بكالمه ال

عن قرينة فيحمل على ما وضع في تلك اللغة التي خاطبهم ن يتجرد كالمهأما إ -1

.بها

فيحمل خطابه على ما تقتضيه تلك ،لى خطابهإو نعلم ذلك بقرينة تضاف أ -2

2على اختالفها." دلةالقرينة من سائر األ

مثل كالمه ورائه في ينه أال يختلف الزمخشري عن القاضي في شيء بل ويمكننا القول ب

وعلم آدم األسماء كلها ثم عرضهم على " :مل قوله تعالىأوللداللة على ذلك نت ،كشافه

" :يقول الزمخشري ،31اآلية -البقرة "المالئكة فقال أنبئوني بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين

سم ن االسماء ألمعلوما مدلوال عليه بذكر األليه لكونه إسماء المسميات فحذف المضاف أأي

نه أن قلت هال زعمت إ" فس أ الر ل ع ت اش ال بد له من مسمى وعوض منه الالم كقوله تعالى " و

؟ قلت: وأقيم المضاف إليه مقامه وأن األصل وعلم آدم مسميات األسماء حذف المضاف

هم أنبأفلما "سماء هؤالءأنبئوني بأ" :لقولهسماء ال بالمسميات تعلم وجب تعليقه باألالن أل

سمائهم أهم بأنبأ وأسماء ال بالمسميات ولم يقل انبئوني هؤالء نباء باألسمائهم فكما علق األأب

جناس التي راه األأن قلت فما معنى تعليمه اسماء المسميات؟ قلت إف ،وجب تعليق التعليم بها                                                            

64، ص 1الفراء، معاني القرآن، ج 1 360، ص1القاضي عبد الجبار، المغني، ج 2

Page 146: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

141  

ن هذا اسمه فرس وهذا اسمه بعير وهذا اسمه كذا وهذا اسمه كذا وعلمه أخلقها وعلمه

1) أي عرض المسميات ..."حوالها وما يتعلق بها من المنافع الدينية والدنيوية (ثم عرضهمأ

ق المواضعة ومعرفة قصده تعالى وهي معرفة عقلية نسن الزمخشري يشترط أوهكذا يتضح

يات التي ظاهرها التشبيه كذلك كان الزمخشري يؤول اآلولما كان 2،متعلقة بصفات االفعال

" اق س ن ع ف ش ك ي م و " ي :لى المجاز كما في قوله تعالىإبصرف معناها الحقيقي

وم الخطاب على معقوله :ظوالجدول يوضح مدى حمل الزمخشري من

                                                             272، ص 1الكشاف، ج 1 90- 83ص دار المعارف، بيروت، د ت، د ط، نصر حامد أبو زيد، االتجاه العقلي في التفسير، 2

Page 147: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول

142

(: العملية التأويلية عند الزمخشري40رقم )شكل ال

04ص، 2ة نقد العقل العربي، جسلسلالمصدر: الجابري،

اخلطاب معقول منظوم اخلطاب

ما يستقل بنفسه -أكونه داللة وحجة =

احلقيقة مثال: "ال تدركه األبصار"

ما ال يستقل بنفسه يف -بكونه داللة وحجة بل حيتاج إىل غريه = جماز مثاله:" قال

رب أرن أنظر إليك"

ما لوال اخلطاب ملا صح -أيعلم بالعقل مثال: معرفة

األحكام الشرعية كالصالة وسائر العبادات ..اخل

ما لوال اخلطاب ألمكن أن يعرف -ببالعقل مثال: اهلل واحد ال شريك له يف قوله تعاىل: "قل هو اهلل أحد" وهي آية

تنفي التشبيه على اهلل

يعرف املراد به وبذلك الغري 1-بمبجموعهما )قرينة مسعية( مثال محل قوله تعاىل: "أرن أنظر إليك" على

قوله تعاىل :" ال تدركه األبصار"

يعرف املراد به بذلك لغري 2-بوحده واخلطاب هنا لطف وتأكيد )قرينة عقلية( مثال ونفي التشبيه

لقوله:" ليس كمثله شيء" ومحله على قوله:" قل هو اهلل أحد"

ال اخلطاب ألمكن أن ما لو 2-بيعلم بالعقل وال ميكن أن يعلم باآلية

مثال: العدل والتوحيد

ما لوال اخلطاب ألمكن أن 1-بيعلم بأدلة املعقول فيصح أن يعلم ذلك اخلطاب مثال: استحالة الرؤيا

Page 148: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

143  

، المعتزلة (القاضي مثال)لقد تبدت العملية التأويلية كما هي عند الزمخشري وغيره من علماء

ويلي ككل لمجموعة من الضوابط والمحددات أشاعرة وعبر التراث التوما قام به خصومهم األ

1يفصلها محمد مفتاح في العناصر اآلتية:

سالمية تستجيب للمحافظة على مقومات ن الشريعة اإلأوذلك عة البشرية:يالطب -1

.يناقضها يبحث له عن تخريج فماالوجود البشري

)Le Contexte( ـــوهو المقابل لما يعرف في التداوليات المعاصرة ب المساق: -2

وهنا يظهر انسجام النص في ،تأويللي ما يسبق وما يتبع النص المعترض باأ

.كليته

أطره.صلي للنص الذي ويعني به السياق األ السياق: -3

وما والتاريخيةعتبارات اللغوية وهو يعني مراعاة المقاصد واال رفض التناقض: -4

ومنسوخ ومحكم ومتشابه.يضمن النص من ناسخ

من خالل إعمال أدلة لقد ظل تفسير القرآن بالقرآن هدفا يبتغي كل مفسر الوصول إليه

، وعامها على خاصها ، وذلك بحمل مطلقها على مقيدها ومجملها على مبينهاالقرآن جميعا

كفيل بالحصول على نتائج باهرة في العملية التأويلية، ألن خير ما يفسر به القرآن هو وهذا

بالسياق اللغوي أو السياق المقالي، وأكبر شاهد على هذا هو ما ألفه القرآن، وهذا ما يعرف

                                                             98ص ، 1990، 1للنشر، الدار البيضاء، ط دار توبقال محمد مفتاح، مجھول البيان، 1

Page 149: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

144  

اإلمام الشنقيطي في تفسير القرآن بالقرآن كتابه الماتع الموسوم "أضواء البيان في تفسير آي

."آن بالقرآنالقر

Page 150: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

145  

عند الزمخشريتفسير النص 6- 2

ن يكون نوعا من تحليل "الكشاف" صالح أل ن النظر البالغي الذي تضمنه كتابإ

و الجمل وشرح النص هو داخل في بالغة أو الجملة أسواء كان في المفردة 1،النص

علم البيان ولى هي داة المفسر األأن أن الزمخشري يذكر في مقدمة تفسيره أل ،الزمخشري

بداعية عرفتها ا والزمخشري في تفسير النصوص يعتمد مقاييس جمالية و ،وعلم المعاني

ن يكون الكالم متماسكا ومتراصا أسلوبي ية االختيار األآن أالدراسات البالغية ومنها

.رتباط فهو كالبناء المتيناقوى أومرتبط

ور ففزع من في السماوات ومن في األرض إال ويوم ينفخ في الص ":يقول في قوله تعالى

) وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب 87من شاء الله وكل أتوه داخرين(

نها 88علون(صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تف ) من جاء بالحسنة فله خير م

)89(وهم من فزع يومئذ آمنون

يقول )" النمل، 90(ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إال ما كنتم تعملون

ن مؤكده أال إ "صبغة اهللا"و "وعد اهللا"" صنع اهللا من المصادر المؤكدة كقوله :الزمخشري

ثاب اهللا أوالمعنى ويوم ينفخ في الصور وكان كيت وكيتا ،محذوف وهو الناصب ليوم ينفخ

نابة والعاقبة وجعل هذا الصنع من ثم قال "صنع اهللا" يريد اإل ،المحسنين وعاقب المجرمين

تقن أتى بها على الحكمة والصواب حيث قال :صنع اهللا الذي آقنها و تأشياء التي جملة األ                                                            

388أبو موسى، البالغة القرآنية، ص حسنين حمد م 1

Page 151: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

146  

ه لها نتقاا حكامه و أن مقابلة الحسنة بالثواب والسيئة بالعقاب من جملة أكل شيء يعني

نه عالم بما يفعل العباد ولما يستوجبون عليه فيكافئهم على أجرائها لها على قضايا الحكمة ا و

لى بالغة هذا إفانظر ،يتينخر اآلآلى إثم لخص ذلك بقوله "من جاء بالحسنة" ،حسب ذلك

نما أك ،بعض خذ بعضه بحجزأالكالم وحسن نظمه وترتيبه ومكانة اضماده ورصانة تفسيره و

ذا جاء عقيب إالمصدر ،خرس الحقائق ونحو هذاأعجز القوى و أمر ما فراغا واحدا وألإفرغ أ

لى قوله إ ترى أالال كما قد كان " إن يكون أنه ال يعني أو ،ويلألتكالم جاء كالشاهد بصحة ا

ليه بسمة التعظيم كيف إضافتها إعدما وسمها بب "فطرة اهللا" "صبغة اهللا"تعالى "صنع اهللا "

ال -ال يخلف اهللا الميعاد - حسن من اهللا صبغةأتقن كل شيء " ومن أ"الذي :تالها بقوله

ليه الزمخشري ذكره الجرجاني وسماه المحط إساس الذي يشير وهذا األ 1،تبديل لخلق اهللا"

2"."وال ترى سلطان المزية عظم في شيء كعظمته :عظم وقالالعالي والباب األ

،صابتها وتفاعل صادق مع ما تحتويها حساس دقيق بمواقع الكلمات و إوللزمخشري

نسان ما " :في قوله تعالى :"يقول شنع أدعاء عليه وهو من ، 17اآلية –عبس " أكفره قتل اإل

فراطه في كفران إتعجب من "كفرهأما " و ،ن القتل قصارى شدائد الدنيا وفظائعهام ألهدعوات

بعد شوطا في أدل على سخط وال أخشن مسا وال أغلظ منه وال أسلوبا أوال ترى ،نعمة اهللا

3".قصر متنه ئمة علىجمع لألأالحزمة مع تقارب طرفيه وال

                                                             305-304، ص 3الكشاف، جالزمخشري، 1 66دالئل اإلعجاز، ص الجرجاني، 2 561، ص 4الكشاف، جالزمخشري، 3

Page 152: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

147  

همية المقابالت بين المعاني وكيف اعتمد ألى إويلفت الزمخشري في تعليله للنص

وا ل م ع وا و ن آم ين ر الذ ش ب " و :في قوله تعالى :"يقول ،ن عليها في بث الرغبة والرهبةآالقر

شارة ن يذكر الترغيب مع الترهيب ويدفع اإلأوجل في كتابه ومن عادته عز ،ات"ح ال الص

1".رادة التنشيط الكتساب ما يزلف والتثبيط عن اقتراف ما يتلفإنذار باإل

المقاربة التداولية في تفسير الزمخشري -3

التعاون أالزمخشري ومبد 1- 3

تفعل نها "أساسية للتفاعل الحواري على اعتبار حدى الخصائص األإتعتبر المشاركة

فلوالها ما 2،وهي المؤطرة لعناصره بين ممثلي الخطاب" ،طراف الحوارأرادة القول لدى إ

طراف الحوار أي تواصل بين أانتظم

ن يظل دائما وثيق الصلة بمخاطبه يفسر له ويطلب منه النظر في أوالزمخشري يحرص

ن يجبره على قبول الحكم ولو مكرها وكل ذلك من أقناع المخاطب من دون إوغايته ،الدليل

.التشارك والتعاون أجل مبدأ

:ن قلتإيقول الزمخشري في تفسيره لسورة البقرة ما يكون لنا دليال على كثرتها في كشافه ف

نصب وليس ذاك ن يقال:أوجه ألان" مفتوحات؟ قلت " "ص" و "ق" ومن قرأ ما وجه قراءة

                                                             28، ص 1الكشاف، جالزمخشري، 1(دراسة تطبيقية في اللسانيات التداولية)، مؤسسة افريقيا الشرق، الدار التفاعل التواصليوخصائص الحوار ، يفنظمحمد 2

17ص البيضاء،

Page 153: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

148  

نحو وانتصابها بفعل مضمر ،نما لم يرتضيه تنوين المتناع الصرف على ما ذكرتا و بفتح

سعيد السيرافي بوأرئ به وحكى ق ،"يس" و "طس" و "حم"جاز سيبويه ذلك في أ"اذكر" وقد

:ن قلتإف ،وال الضالين أحركت اللتقاء الساكنين كما قر يجوز أن يقالو "يس" أن بعضهم قر أ

فعلن على حذف حرف الجر ي اهللا ألأفعلن و نها تنصب نصب قولهم نعم اهللا ألأهال زعمت

مانة أخر " فذا آوقول 1،لي له اهللا ناصح"قبرب من الأ" :وقال ذو الرمة ،فعل القسمعمال ا و

فلو زعمت ذلك لجمعت بين ،بهما فلو حن والقلم بعد هذه الفواتح مآن القر إاهللا الثريد " قلت:

) 1يغشى(والليل إذا " :قال الخليل في قوله تعالى ،كلذ واقسمين على قسم واحد وقد استنكر

خريان ليستا بمنزلة الواوان األ )" الليل، 3واألنثى(وما خلق الذكر ) 2تجلى(والنهار إذا

لى االسماء في قولك مررت بزيد وعمرو إسماء ولى ولكنهما الواوان اللتان تضمان األاأل

خريان بمنزلة االولى؟ تكون األليل فلم ال للخولى بمنزلة الباء والتاء قال سيبويه قلت واأل

ن أول على شيء لجاز نقض قسمه باألأشياء على شيء ولو كان نما اقسم بهذه األإ :فقال

2".فعلنخر فيكون كقولك باهللا ألآيستعمل كالما

ساس " التشارك " هي المقصودة بالجدل أولعل بنية هذا النص الحواري الجدلي القائم على

التعاون الذي يضطلع به الزمخشري في كشافه أمبد نإ ،هادئة المحمود التي يتم بطريق

بل ،المعترض يشارك في القول الحجاجي فقط ردد من كونيبني عليه جملة محاوراته ال يتو

ي العمل بمقتضى كالمه أ ،خذ بجملة مقاصد العارض على جهة العملكذلك من حاصل األ                                                            

87الكشاف، ص وتمامه وما قبله يا في الضباء السوانح، ينظر حاشية السيد الشريف على ھامش 1 115، ص 3الكشاف، ج الزمخشري، 2

Page 154: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

149  

ويكون معيار الفائدة في ،فعل العمل ن كان ضمنيا وعندئذ يشارك العارض والمعترض فيا و

ن القصد في كل لحظة من لحظات " أل:كالم الزمخشري هو العمل بمقاصده يقول الغزالي

استعمال اللغة قصد الفائدة طبقا لسنن المواضعة العامة في جهاز تلك اللغة مع تكريس

1".مظهر من مظاهرها العملية في الممارسة

ــ لمبدأ التعاون في" كشافه" أننا نجده يفترض سائال يعرف بومن مظاهر تكريس الزمخشري

"السائل المفترض" وهذا السائل في الحقيقة هو الزمخشري يسأل ويجيب في آن واحد، وهنا

نجده يجسد مخطط العملية التواصلية عبر أطراف التواصل المرسل والمرسل إليه، وبالتالي

يخرج من توظيف اللغة كنظام إلى بيان واقعها الخارجي أو التداولي وهو ما يعرف في

"علم االستعمال اللغوي"، فليست اللغة مجرد نظام كما دعا إلى ذلك "دي اللسانيات المعاصرة

سوسير" وانما تجاوز هذا المفهوم إلى اللغة كوظيفة تواصلية تستدعي أطرافا يتداولون خطابا

انجده التيكزات تقوم عليها النظرية التداولية تمعينا ومحيطا يخضع لهذا االستعمال هي مر

"جاكبسون"ليها وسبق بها إن صاحب الكشاف توصل أمؤكدين ،عند الزمخشري ةمجسد

ن علمائنا كانت درايتهم بها أال إ ،الذي رسم مخطط العملية التواصلية ولم يدر أنه سبق بها

جرائية وليست تأصيلية تنظيرية تأملية كما هي عند الغرب، فاستدعاء الزمخشري إعملية

ا نجد المطابقة مع النظرية الحوارية التي جسدها وهن ،ليه ويحاورهإلسائل يقوم مقام المرسل

لى إهم المظاهر التي خرج بها الدرس اللساني من حدود الجملة أوالتي تعد من "باختين"

                                                             ، بتصرف85، ص 1المستصفى، ج أبو حامد الغزالي، 1

Page 155: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

الممارسات النصية في تفسير الزمخشري المبحث األول  

150  

وهذا ما ،ثم يجيب بقوله قلت ؟ن قلتإفنجد الزمخشري يطرح افتراضا وسؤاال بقوله ف ،النص

كل هذا ينم عن و كتر أو أن طرفين بي ي اشتراكأيسمى بمنهج "المقاولة" والتي هي مفاعلة

وعي الزمخشري بالكثير من المباحث التي تمثل السمة الجوهرية في الدرس اللغوي

المعاصر.

Page 156: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ىد ل ص الن ة ل ال د يح ج ر ت يف اق يـ الس ر ث أ ير ش خ م الز

ركيب - النظم وال

ركيب ن الكلمة وال العالقة ب

ن الكلمة والسياق العالقة ب

ن الجملة والسياق العالقة ب

النظم والداللة -

(املصروف عن ظاهره) ي واملع املعار املع الاص

السياق وتماسك النص -

ترتيب الخطاب

إعادة ترتيب الخطاب

Page 157: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

البتكار واسعة أبوابا األدباء أمام يفتح اجملاز أن خيفى وال ":غازي طليماتيقول الدكتور إىل نظر قد الزخمشري اهللا جار ولعل كلمة، لكل السياقي االستعمال من جديدة أوجه لكل اجملازية العبارات عشرات} البالغة أساس{معجمه يف يسوق أن وحرص اجلانب هذا

واضرب املقام من املقال افهم للقارئ يقول كأنه منها األعظم القسم شرح وأغفل كلمة، 1".املعىن تفهم السياق حمك على شتقاقاال

                                                            

214ص ،2000، 2غازي طليمات، في علم اللغة ، دار طالس، ط 1

Page 158: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

153  

على منهج وسار "،المعاني والبيان"اعتمد الزمخشري في تفسيره على علمي

ة ممتم بالغة الزمخشرين إحتى قيل ،الجرجاني في تحليالته العقلية وفي تطبيقاته البالغية

ثارة الرغبة في إكل منهما بالغة تطبيقية وكانت غاية كل منهما لكانت ذإ ،لبالغة الجرجاني

ليه النفس ويرضى به العقل.إتطمئن وقا ذالنصوص توق ذاستشعار وت

،ا العلم من الجرجاني وراح يطبق نظريته الشهيرة على كتابه الكشافذه ياستلهم الزمخشر

فعاش ،ه471ه وقد كان الجرجاني توفي سنة 467ن الزمخشري ولد سنة أومن المعلوم

ساليب وهو قد توسع في خر وظهر في زمنه تطورات في الدراسات واألآالزمخشري عصرا

ليه الجرجاني إهب ذلى ما إتفسيره

النظم والتركيب - 1

العالقة بين الكلمة والتركيب 1- 1

ال إلى اللفظ إفال يكاد يلتفت ،ي يوليه الزمخشري اهتماما بالغاذالمعنى هو القصد ال

كما قد يكون حادي المعنى ألفاظها وقد يكون اللفظ ألى السورة يحلل إحيث نراه يعمد ،قليال

و ذو حذو منعزلة ومنفردة بل يحألفاظ على ظاهرها وهو ال يفسر األ، متعدد المعاني والوجوه

Page 159: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

154  

لفاظ خدم وتبع لها وطريق صل واألن المعاني هي األأو ،و المعنىأالجرجاني في نظرته للفظ

1.ليهاإللوصول

ناية بالغة كما هو صنيع وكثيرا ما كان الزمخشري يستشهد بشواهد الشعر ويوليها اهتماما وع

.يات ويبين مواطن البالغة فيها بالشواهد الشعريةبو القاسم يفسر اآلأفكان ،الجرجاني

،ويلحظ الزمخشري في مناح عديدة من تفسيره يشغل نفسه باللفظ الواجد عن المعرب

ي هو ذي من النظر الأ ،السياق ىلى معنإاللفظ ىمستجمعا زاده وهمته متجاوزا قضية معن

.ي هو عالقة المعنى بالمعنىذلى السياق الإعالقة اللفظ بالمعنى

كون عناصر تحيث ،لى بعضإليف وضم الكلمات بعضها أنه تأى الكالم على إلوينظر

.لغوية وسياقات مختلفة

ومن المواضع التي طبق فيها الزمخشري النظم وعالقة الكلمة بالتركيب في قوله

ذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة وال قل من ذا ال :"تعالى

:" يقول الزمخشري، 17اآلية -األحزاب "يجدون لهم من دون الله وليا وال نصيرا

و أقلت معناه ؟ال من السوءإكيف جعلت الرحمة قرينة السوء في العصمة وال عصمة

جرى مجرى قوله الشاعر متقلدا أفاختصر الكالم و ،راد بكم رحمةأن إيصيبكم سوء

                                                            ينظر صبا يوسف النجار، اإلعجاز اللغوي في القرآن بين الجرجاني والزمخشري في كتابيھما "دالئل اإلعجاز" 1

123، ص 2006"الكشاف"، رسالة ماجيستر، جامعة اليرموك،

Page 160: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

155  

1"،ل لما في العصمة من معنى المنعو و حمل الثاني على األأو رمحا أسيفا

2:ية ببيت من الشعرويستشهد على اآل

يت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا أور

.يقابل رمحا )راد بكم رحمةأو ( )،متقلدا سيفابــ( )سوءا مراد بكأ(ن يقابل أراد أ

كر مثاال ذو 3،لك بتقدير المعنىذفكان يريد التفريق بين السوء والرحمة في المعطوف عليه و

افات :"قوله تعالى اآلياتخر في شرح آ فالتاليات )2(فالزاجرات زجرا )1(صفا والص

4:بالبيت اآلياتواستشهد على شرح الصافات، ")3(ذكرا

ب ــــــــــــــــــــــــــــيم اآلـــــــــــح الغانـــــــــاب ـــــالص لهف زيابة للحارث يا

نها تدل على ترتيب أما إفهو يرى ،ة السابقةيالجملتراكيب اللة تتعلق بداللة الفاء في أوالمس

و تفاوت في أ "بآصبح فغنم ف" البيتكما في في الوجود، )يقصد الصافات(معانيها

.ة مفتوحة للقارئألثم يترك المس ،الموضوعات

وأموالهم يبتغون فضال من الله للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم :قال تعالى

ادقون ون الله ورسوله أول ورضوانا وينصر يمان من و ء ) والذين تبو 8( ئك هم الص ا الدار واإل

نصار وهي جملة وا وهم األءين تبو ذالجملة والن أيرى الزمخشري ،لحشرا ")9.(..قبلهم                                                             

255، ص 3الكشاف، جالزمخشري، 1 255، ص 3، جنفسهالمصدر 2 255، ص 3نفسه، ج المصدر 3 344، ص 3المصدر نفسه، ج 4

Page 161: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

156  

وا ءيمان على الدار وال يقال تبو عطف اإل : ما معنىن قلتإنصار فمعطوفة على األ

2:يةويستشهد بشاهد على اآل 1."خلصوا االيمانأا الدار و و ءقلت معناه تبو ؟يماناإل

علفتها تبنا وماءا باردا حتى غدت همالة عيناها

خالص واإل ففالتبوء يقابل العل )وماء(يمان يقابل واإل ،وا الدار تقابل علفتها تبناءين تبو ذال

.اسقياليقابل

ن المقصود هو دار أوهو ،خرآيا أيطرح ر للكن الزمخشري وبعد استشهاده بالبيت يعود

سمى وأليه مقامه إقام الم التعريف مقام المضاف أ"يمان لكن اهللا تعالى الهجرة ودار اإل

3".يمانيمان باإلفكان ظهور اإل ،نها دار الهجرةالمدينة أل

فهو ينظر ،ساليبغلب التراكيب واألن الزمخشري كان يحتكم في تفسيره ألأ مما سبق نلحظ

.نيآسلبة النص القر ألى المقصود مستعينا به على توجيه إ

يس "أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون لهم األرض الميتة وآية :" وفي تفسيره قوله تعالى

لك لكون ذرض وجاز حييناها فهي فعل ماض يصف األألة هنا الصفة أالمس، 33اآلية -

5:واستشهد عليها بالبيت 4،ال محدودة بعينها الميتة مطلقةرض األ

                                                             83، ص 4الكشاف، ج الزمخشري، 1 83، ص 4المصدر نفسه، ج 2 83، ص 4المصدر نفسه، ج 3 70، ص 1المصدر نفسه، ج 4 70، ص 1المصدر نفسه، ج 5

Page 162: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

157  

يعنينيرت ثم قلت ال ر مر على اللئيم فيسبني فمأولقد

لك المراد من ذرض الميتة مطلقة كن األأفكما يسبني، " يقابل حييناهاأرض تقابل اللئيم و األ

رض التي هي تصف األ )حييناهاأ(ن الصفة أوكما ،ي لئيم كانأي لئيم من اللؤماء أاللئيم

ليجيء جملة يسبني وهي وصف اللئيم في المعنى وحال فيه باعتبار ،في حكم النكرة

1".اللفظ

:"يقول الزمخشري ، 13اآلية –القمر "ذات ألواح ودسر على:" وحملناه وفي قوله تعالى

فتنوب منابها وتؤدي مؤداها ،اتفو صلواح والدسر من الصفات التي تقوم مقام المو ات األذف

2،"ل بينهمافصبحيث ال ي

ليه ويجعله إكره نلفي الزمخشري في تفسيره يضع المعنى هدفا للوصول ذمن خالل ما سبق

، وكثيرا ما كان يستشهد بشواهد من الشعر لفاظ والتراكيبغاية ومدار تغايره وتمايز األ

وبكالم العرب ليظهر المعنى ويتضح، وال شك أن الزمخشري من خالل هذا يعلن صراحة

إلى المعنى وترجيحه على معان لالهتداءتشبثه بالسياق المقالي (اللغوي) ويجعله أساسا

محتملة متعددة.

                                                            البغدادي عبد القادر ابن عمر، خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، تح عبدالسالم ھارون، الھيئة المصرية العامة 1

206، ص 4، ج 1977، 2للكتاب، مصر، ط 38، ص 4الكشاف، ج الزمخشري، 2

Page 163: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

158  

العالقة بين الكلمة والسياق 2- 1

مل موضع الكلمة ومدى مالئمتها أني يتآكثيرا عند مفردات النص القر وقف الزمخشري

بنا أ ا ما ذإعطى اهتماما بالغا ن ت أهم الوقفات التي يجب أه المباحث من ذه وتعد ،للسياق

.تغيها ونحصلهابلى الداللة نإ

وجب ما أدبي من والنظر في مفردات النص األ :"بو موسىأين نيقول الدكتور محمد حس

نها مفتاح النص وزمام ما فيه من دقيق المعاني وخفي أل ،على مفسره ودارسه يجب

1."شاراتاإل

حيانا نجد الزمخشري يهتم بمادة أف ،ني يتباين ويتفاوتآلى مفردات النص القر إوكان النطر

ي المعنى المستفاد أخرى يهتم بهيئة الكلمة أحيانا أن معناها يستفاد من مادتها و أي أالكلمة

.وات الربطأدهيئتها وبعضها بحروف المعاني و من

لى المعنى السياقي بحيث يظهر معنى المفردة من خالل إز الزمخشري قضية اللفظ و لقد تجا

2.التراكيب وداللتها ضمن السياق

متها لسياقها فقد اجتهد الزمخشري في ربط مدلول الكلمة ئما دراسته لمادة الكلمة ومالأ

من خشي :"في قوله تعالى :"يقول، شد ما تكونأمة ومتناسبة تكون مالئ بسياقها حتى

الدال سمهان قلت كيف قرن بالخشية إف 33اآلية -ق "ن بالغيب وجاء بقلب منيب الرحم                                                             

213محمد حسنين أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص 1 136عجاز اللغوي في القرآن بين الجرجاني والزمخشري، ص صبا يوسف النجار، اإل 2

Page 164: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

159  

،نه الواسع الرحمةأقلت للثناء البليغ على الخاشي وهو خشيته مع علمه ؟ الرحمة على سعة

:" والذين يؤتون في قوله تعالى ،خشى منه غائب ونحوهن الم أنه خاشي مع أبثنى عليه أكما

قلوبهم وجلة 1."فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات ،60اآلية -المؤمنون "ما آتوا و

لكن و ة،خشيمع الن التالؤم يكون أل ،فكلمة الرحمن ال تتالءم في الظاهر مع الخشية

.شد المالئمة والمطابقةأا التباعد الظاهري ذوقه وحسه يدرك وراء هذالزمخشري ب

ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم اآلخر وما هم :"لك كثيرة ومنها قوله تعالىذمثلة أو

هم بمؤمنين) (وما قوله يقول الزمخشري:" فإن قلت كيف طابق ،8اآلية -بمؤمنين" البقرة

ن الفاعل أعل والثاني في شان الفعل ال الفأكر شذل في و واأل )خرمنا باهللا وباليوم اآلآقولهم (

لى الغرض إدى ألك طريق ذسلك في فدعوه ونفيه انكار ما إلى إقلت القصد ؟ ال الفعل

ن أنفسهم من أواتهم و ذخراج إوهو ،ليس في غيره وفيه من التوكيد والمبالغة ما ،المطلوب

ا ذا و ،يمانتكون طائفة من طوائف المؤمنين لما علم من حالهم المنافية لحال الداخلين في اإل

لك نفى ما ذب ،ه الصفة فقد انطوى تحت الشهادة عليهمذنفسهم على هأنهم في أشهد عليهم ب

جوا من يريدون أن يخر :"ونحوه قوله تعالى 2."نفسهم على سبيل البث والقطعثباته ألإتحلوا نا

3"وما يخرجون منها"بلغ من قولك أهو ، 37اآلية -النار وما هم بخارجين منها" المائدة

                                                             310-309، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 203، ص 1المصدر نفسه، ج 2 196، ص 2المصدر نفسه، ج 3

Page 165: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

160  

ي تتضمنه داخل ذيد الثبات واالستقرار في المعنى الفسمية تن الجملة اإلأفبين الزمخشري

،نقطاعو اإلأو التغير ألى التجدد إي نفتقده مع الجملة الفعلية التي تشير دائما ذوال ،السياق

اآلية - البقرة ":" ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون قال تعالى

لك ذقلت لما في ؟سمية على الفعلية في جواب لورت الجملة اإلوث أ ن قلت كيف إف" ،103

1."ثبات المثوبة واستقرارهاإمن الداللة على

يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما ال يجزي والد عن ولده وال مولود هو :"وفي قوله تعالى

ولود هو جاز عن وال م"سمية فالتعبير بالجملة اإل، 33اآلية -جاز عن والده شيئا، لقمان

2."التوكيد لم يرد عليه ما هو معطوف عليهمن طريق علىوارد "شيئا هوالد

-الكهف "ويوم نسير الجبال وترى األرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا :"قال تعالى

ن أقلت للداللة على ؟"رىت"و "سير"نيا بعد ضما "حشرناهمــ "ن قلت لم جيء بإف"، 47اآلية

نه قيل وحشرناهم قبل أك ،هوال العظامحشرناهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك األ

3."لكذ

نسان ما غرك بربك الكريم" :"كر الزمخشري في قوله تعالىذي ، 6اآلية - االنفطاريا أيها اإل

نما يغتر بالكريم كما يروى عن علي ا غترار به و نكار االإكيف طابق الوصف بالكرم :"يقول

بني؟ فقال:" لثقتيمالك لم تج :"ل له فقا لبه فنظر فإذا هو بالبابنه صاح لغالم فلم يأ                                                            

302، ص 1الكشاف، ج الزمخشري، 1 338، ص 3المصدر نفسه، ج 2 487، ص 2المصدر نفسه، ج 3

Page 166: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

161  

دب أمن كرم الرجل سوء اقالو ، و عتقهأفاستحسن جوابه و ."تكبو قمني من عأحلمك و ب

حيث خلقه حيا لينفعه ،ال يغتر بتكرم اهللا عليهأن حق االنسان أن قلت معناه . غلمانه

ن ألك حتى يطمع بعد ما مكنه وكلفه فعصى وكفر النعمة المتفضل بها ذويتفضل عليه ب

نه منكر خارج عن حد الحكمة فإ،ول يتفضل عليه بالثواب وطرح العقاب اغترار بالتفضل األ

1جهله." غره :تالهاا قال النبي صلى اهللا عليه وسلم لما ذوله

ن أا اللون ليكشف ذثبات معنى بنفي ضده ويقف الزمخشري عند هإلى إن آوقد يعمد القر

فكلمة فاسد ال تؤدي معنى غير ،شارته الخفية التي هي جزء من المعنى القائم بهإللفظ

ى ا تفسير لظاهر المعنذفه ،ن كنا نفسر الفساد بعدم الصالح والصالح بعدم الفسادا صالح و

.ي ال يكون وحده مراداذال

اآلية -هود إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح" :"يقول الزمخشري في قوله تعالى

عنهم صفتهم بكلمة النفي هله نفاأقلت لما نفاه عن ؟نه عمل فاسدإن قلت هال قيل فإ"، 46

نهم هله لصالحهم ال ألأنجى من أنجى من أنما إلك ذن بذأو ،التي يستبقى معها لفظ المنفي

:" كانتا تحت بوتك كقوله تعالىأا لما انتفى عنه الصالح لم تنفعه ذن ها و ،قاربكأهلك و أ

10،2اآلية -التحريم "عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا

ن آثبات االستقامة للقر إن لكلمة عوج فقد دل بنفيها على آويقف الزمخشري عند استعمال القر

، 28اآلية -قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون" الزمر :"في قوله تعالى                                                            

214محمد حسنين أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص 1 312، ص 2الكشاف، ج الزمخشري، 2

Page 167: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

162  

"عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا علىالحمد لله الذي أنزل " خرآن في موضع رآويقول الق

ن قلت ما إف :"يقول الزمخشري ،ستقامةثبات االا فجمع بين نفي العوج و ،1اآلية - الكهف

قلت فائدته ؟خرحدهما غنى عن اآلأثبات االستقامة وفي ا نفي العوج و الجمع بين فائدة

1."دنى عوج عند السبر والتصفحأخلو من كيد فرب مستقيم مشهود له باالستقامة وال يأالت

اجتهد ،عيانلى األإن استعمال الكلمة من المعاني التي هي مختصة بها آا ما نقل القر إذف

:"ن على غيرها يقول في قوله تعالىآثرها القر آا ذالزمخشري في بيان مالئمتها لسياقها ولما

ال ترى فيها )106(فيذرها قاعا صفصفا )105(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا

،وجوج والع ن قلت قد فرقوا بين الع إف )متاأال ترى فيها عوجا وال ( ،طه ")107(عوجا وال أمتا

رض عين فكيف صح فيها عيان واألوج بالفتح في األع وج بالكسر في المعاني والفقالوا الع

رض باالستواء ا اللفظ له موقع حسن بديع في وصف األذقلت اختيار ه؟ المكسور العين

2."بلغ ما يكونأعوجاج عنها على ونفي االوالمالسة

ن بكلمة سيق في جانب الكافرين رآيحاءان مختلفان حسب سياقها فقد عبر القإوالكلمة لها

ين المقامين المتباينين ليشير ذا اللفظ هي هذويقف الزمخشري عند ه ،جانب المؤمنين وفي

؟هاب بالفريقين جميعا بلفظ السوقذن قلت كيف عبر عن الإف:" يقول يحائه هنا وهناكإلى إ

سارى والخارجين عن كما يفعل باأل ،ليها بالهوان والعنفإهل النار طردهم أسوق بقلت المراد

هب ذنهم ال يأل ،هل الجنة سوق مراكبهمأوالمراد بسوق ،و قتلألى حبس إدا سيقوا إالسلطان                                                             

548، ص 2الكشاف، ج الزمخشري، 1 69، ص 3المصدر نفسه، ج 2

Page 168: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

163  

كما يفعل بمن يشرف ويكرم من ،لى دار الكرامة والرضوانإسراعا بهم إا هال راكبين وحثإبهم

1."بين السوقينما الوافدين على بعض الملوك فشتان

تتباين معناها وصورتها وهيئتها ن كلمة سيق وهي واحدة أنلحظ من خالل ما سبق كيف

ن أي حدد الهيئة والمقصد وتباين المعنى رغم ذياق هو السفال ،كرت فيهذي ذبحسب المقام ال

.اللفظ متحد

ا ويناقشه ويبحث ذية مشابهة ويلحظ الزمخشري هآ خرى فيأية مكان أوقد تبدل

وله ،ه الكلمة بعينهاذيتين وكيف اقتضى كل مقام من المقامين هسلوب اآلأمقامين ويشرح ال

قال ربي يعلم القول في السماء واألرض وهو :"ا كالم جيد يقول في قوله تعالىذفي ه

وا تعالى:" ن قلت هال قيل يعلم السر لقولهإف"، 4اآلية -السميع العليم" األنبياء وأسر

فكان في العلم به العلم ،القول عام يشمل السر والجهرقلت ؟62اآلية –النجوى" طه

2."ن يقول يعلم سرهمأعلى نجواهم من طالعاالكد في بيان آبالسر وزيادة فكان

ه اللغة ذحاطته بمفردات ها والزمخشري يعتمد في تفسير الكلمة على خبرته اللغوية و

دراك المقامات التي تجري فيها الكلمة وتكون فيها معروفة ا ساليب و وعلى فقه األ ،ومعانيها

.وقه وحسه الرقيقذمشهورة ثم على

                                                             69، ص 3الكشاف، ج الزمخشري، 1 81، ص 3المصدر نفسه، ج 2

Page 169: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

164  

ياح فتثير سحابا فسقنا :"يقول في قوله تعالى بلد ميت فأحيينا به ه إلىوالله الذي أرسل الر

ن قلت لم جاء فتثير على المضارعة إف" ،9اآلية –فاطر "شور األرض بعد موتها كذلك الن

وتستحضر ،ثارة الرياح السحابإا هقلت ليحكي الحال التي تقع في ؟قبله وما بعده دون ما

ا يفعلون بفعل فيه نوع تميز وخصوصية ذوهك ،تلك الصور البديعة الدالة على القدرة الربانية

1.بط شراأكما قال ت، لكذو غير أو تهم المخاطب أبحال تستغرب

بسهب كالصحيفة صحصحان ىو ـــــني قد لقيت الغول تهأب

ران ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــبها بال دهش فخرت صريعا لليدين وللج ضر أف

نه يبصرهم أك ،ن يصور لقومه الحالة التي تشجع فيها بزعمه على ضرب الغولأنه قصد أل

،ته على كل هوان وثباته عند كل شدةأمشاهدة للتعجب من جر ،ياها ويطلعهم على كنههاإ

لما كان من الداللة ،رض بالمطر بعد موتهاحياء األا لى البلد الميت و إلك سوق السحاب ذوك

2."على القدرة الباهرة

ا نالحظ براعة الزمخشري في تفسيره المعنى من خالل تفحصه للمعاني داخل سياقاته

لك ينتهج ما ذوهو ب ،ب السامع ويرفع الرتابة عن الكالمذي يجذال رسلوب الحواأباستخدام

فكان ،النظم ةفي نظريفالجرجاني وظف الحوار ،سار عليه الجرجاني في معالجة قضية ما

.لك فعل الزمخشريذوك ،ليهإخر ينقل آحوار ليثير حوارا في ناحية ما ممهدا

                                                             301، ص 3الكشاف، ج الزمخشري، 1 302-301، ص 3نفسه، ج المصدر 2

Page 170: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

165  

يات متحدة آالكلمة الواحدة تقع مفردة مرة وجمعا مرة في سياق واحد و ن أويلحظ الزمخشري

فراد لموقعها الخاص ومالئمة صيغة الجمع ثم يجتهد في بيان مالئمة صيغة اإل ،في الغرض

) الذين هم في صالتهم 1قد أفلح المؤمنون( :"يقول في قوله تعالى، لموقعها الخاص بها

كاة فاعلون ) 3() والذين هم عن اللغو معرضون 2(خاشعون والذين هم ) 4(والذين هم للز

فمن ) 6(أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين علىإال ) 5(لفروجهم حافظون

والذين هم ) 8(والذين هم ألماناتهم وعهدهم راعون ) 7(ئك هم العادون ل ذلك فأو ابتغى وراء

-يعني الصالة-وال أفقد وحدت :"يقول الزمخشري )" المؤمنون، 9( صلواتهم يحافظون على

عدادها أفاد المحافظة على لتخرا آ وجمعت ،صالة كانت ي أ س الصالةنليفاد الخشوع في ج

وهي الصلوات الخمس والوتر والسنن المرتبة مع كل صالة وصالة الجمعة والعيدين والجنائز

1.."واالستسقاء

ن الزمخشري كان يهتم في تفسيراته بالدالالت اللغوية والعالقات النحوية متوخيا أشف ست ي

وقد ،يا منطقيا كما كان يفعل الجرجانيمنحى عقالن ووكانت تفسيراته تنح ،معاني النحو

فهو يوازن بين الفروق ،ليعتزاهبه اإلذوافقة ملمويالت الزمخشري وتفسيراته العقالنية أد تو تع

.مثلة السابقةهنية لصيغ النظم وائتالفه كما في األذال

                                                             140، ص 3الكشاف، ج الزمخشري، 1

Page 171: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

166  

العالقة بين الجملة والسياق 3- 1

وكيف نظر كل ،ليه الجرجانيإهب ذ ماسلك الزمخشري فيما يتعلق بجانب التركيب

والزمخشري ،و وصالأخيرا فصال أو تأفي السياق تقديما -أقصد الجملة– ليهاإمنهما

ن أليه إشارة ومما ال بد من اإل ،سس نحويةأنحوي بصير باللغة قامت دراسته للجملة على

.ت جهدا كبيرا من علماء النحو والبالغةددراسة الجملة قد استنف

خير أالتقديم والت 3-1- 1

لى بحث موسع يتعلق إدراسة الجملة متجاوزااتسعت نظرة الزمخشري في دراسة التقديم

فكان مظهرا من مظاهر الممارسة النصية ،بتقديم جملة على جملة والترتيب بين الجمل

كبر وحدة لغوية أواعتبارها ،الموسعة بعيدة عن النظرة الحرجة بالوقوف عند حدود الجملة

هي ،ةنغراض متبايأخير على تأووقع الزمخشري في التقديم وال ،قابلة للوصف والتحليل

خير ما حقه أو تأخير أهمية والعناية ومراعاة المقام والسياق لمقتضى تقديم ما حقه التاأل

.التقديم

ويتنوع حديث الزمخشري في ،علم النحوع لعالقات نحوية يقتضيها غراض تخضه األذوه

ن التقديم ال أحيث يرى الزمخشري ب ،جرجانيي رسمه الذطار الإلخير متجاوزا اأالتقديم والت

إليه هب ا ذه النظرة التي نجدها عنده تتباين مع مذه ،يحمل معه دائما صورة لمعنى جديد

Page 172: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

167  

:خيره قسمينأوت ر في تقديم الشيءمن يقسم األأ أن من الخطأواعلم :"الجرجاني حيث يقول

1."فيجعل مفيدا في بعض الكالم وغير مفيد في بعض

،نما يقال مقدم ومؤخر للمزال ال للقارإنه أن الزمخشري يقرر إوفيما يتعلق بالتقديم ف

كثر من الروح أثر بالفكرة النحوية أنه متأه القاعدة في تفسيره وكذوالزمخشري يخالف ه

2.البالغية

:" أئفكا آلهة دون الله ىخير في تفسير الزمخشري كثيرة منها قوله تعالتأمثلة التقديم والأو

لهة من دون اهللا آتريدون أ :مفعول له تقديره )ئفكا(أ :"يقول ،86اآلية -الصافات "تريدون

هم كان األ هننما قدم المفعول على الفعل للعناية وقدم المفعول له على المفعول به ألا و ،فكاإ

3".فك وباطل في شركهمإنهم على أن يكافحهم بأعنده

انعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا :"وفي قوله تعالى "وظنوا أنهم م

وبين و مانعتهمأن حصونهم تمنعهم أفرق بين قولك وظنوا ي أ ن قلت إف" ،2اآلية -الحشر

دليل على فرط توقعهم بحصانتها أقلت في تقديم الخبر على المبتد ؟ي جاءت عليهذالنظم ال

4م."ياهإومنعهم

                                                             90الجرجاني، دالئل اإلعجاز، ص 1 270ينظر محمد حسنين أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص 2 344، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 3 80، ص 4المصدر نفسه، ج 4

Page 173: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

168  

ثقال ذرة رض على السماء في قوله تعالىكر األذا تقديم ذه ومن بك من م :" ما يعزب عن ر

ال إ ،رضن تقدم على األأن حق السماء أفمع ،61اآلية –في األرض وال في السماء" يونس

رض ن قدم األألك ذعمالهم الءم أحوالهم و أرض و هل األأ شؤون كر شهادته علىذنه لما أ

وهنا يكمن دور ،صل خالفهن األأمع فالترتيب هنا جاء مراعيا فيه السياق 1،على السماء

ا ال يفسر ذفه ،وكان حقه التقديمصل السياق ومدى مالئمة الترتيب للمقام وليس فيما وافق األ

.صلنه موافق لألتقديمه أل

قلت ما ")" الغاشية، 26( ) ثم إن علينا حسابهم25إن إلينا إيابهم( :"ويقول في قوله تعالى

ال للجبار المقتدر على إيابهم ليس إن أقلت معناه التشديد في الوعيد و ؟معنى تقديم الظرف

ي يحاسب على النقير والقطمير ومعنى ذال ال عليه وهوإن حسابهم ليس بواجب أو ،نتقاماال

2."الوجوب في الحكمة

له الملك وله :"يضا في قوله تعالىأكرها ذوداللة تقديم الخبر الظرف على االختصاص ي

اآلية - ولله غيب السماوات واألرض" هود :"وفي قوله تعالى ، 1اآلية–الحمد" التغابن

) إلى22يومئذ ناضرة(:" وجوه ا في قوله تعالىذكثيرة ويؤكد هخرى أوفي مواطن ، 123

لى صرف إجل ضرورة داللة التقديم هنا على االختصاص اتجه وأل )" القيامة،23(ربها ناظرة

ه الوجوه ال ذن هأنه لو كان بمعنى الرؤية للزم عليه أل ،االنتظار والترقبلى معنى إالنظر

                                                             264، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1 595، ص 4نفسه، ج المصدر 2

Page 174: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

169  

شياء ألى إيوم القيامة ه الوجوه تنظر ذن هألى ربها كما هو مقتضى التقديم والواقع إتنظر

1.لك اليومذمنون وهم نظارة آصحابها أن أل ،كثيرة

نفاق" اإلسراء :"وفي قوله تعالى مسكتم خشية اإل –قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا أل

فال بد من فعل بعدها ،سماءدون األفعال ألتدخل على اأن حقها -لو– :"يقول، 100اآلية

،ضمير منفصل ي هو الواوذبدل من الضمير المتصل الأو :وتقديره -نتم تملكونألو -في

ا ذه هو نتم فاعل الفعل المضمر وتملكون تفسيرأف ،نتم لسقوط ما يتصل به من اللفظأوهو

تملكون فيه داللة تمنأإن ما ما يقتضيه علم البيان فهو أف ،ي يقتضيه علم النحوذالوجه ال

ات ذلو :" ونحو قول حاتم ،ن الناس هم المختصون بالشح المتبالغأو ،على االختصاص

أجل المفسر برز الكالم في صورة المبتدول كما سقط ألن الفعل األلك ألذو "ر لطمتنيسوا

2.والخبر

،ن الزمخشري يزاوج بين علم النحو وعلم البيان في جل تفسيراته وتوجيهاتهأيظهر مما سبق

نه ال فاصل بين الداللة أو ،وقيةذن المعنى الفني ينطوي على عناصر فنية ودالالت أويرى

فعندما شرح ،النحوية والبالغية سالكا سبيل الجرجاني في ردم الهوة بين النحو والبالغة

األنعام هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجال وأجل مسمى عنده" :"الزمخشري قوله تعالى

المعرفة كقوله نه تخصيص بالصفة فقاربقلت أل )؟مى عندهسجل مأو ( :"قال، 2اآلية –

ن قلت الكالم إف، 221 اآلية -:" ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم" البقرة تعالى                                                            

420، ص 4المصدر نفسه، ج 1 467، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 2

Page 175: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

170  

قلت ،وجب التقديمأفما ،لكذشبه أولي عبد كيس وما ،عندي ثوب جديد :ن يقالالسائر أ

ا المعنى ذفلما جرى فيه هن الساعة أتعظيما لش )جل مسمى عنده(أي أن المعنى و أوجبه أ

1."وجب التقديم

المقصد "المعنى"ن الزمخشري يجعل من أا الشاهد ذونحن نؤكد ما قلناه سابقا من خالل ه

للمعنى على حساب العبارة اوتغليب ،ثره خدمة للداللةإويوجه مختلف تفسيراته على ،الرئيس

رنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين" األنبياء :"وفي قوله تعالى اآلية –وسخ

عجب أن تسخيرها وتسبيحها قلت أل ؟ن قلت لم قدمت الجبال على الطيرإف :"يقول، 79

2."ناطق نه غيرأال إنها جماد والطير حيوان أل ،عجازدخل في اإلأدل على القدرة و أو

خر ثم يؤخر المتقدم أفيقدم المت ،يتينآن موقع الكلمة قد يتغير في أحيانا أوالزمخشري يلحظ

ية والغرض منها ا العدول مستعينا بسياق اآلذمل ويستكشف السر وراء هأثم يقف ليت

فاجلدوا الزانية والزاني :"يقول في قوله تعالى، حوال الناسأومستعينا بخبرته بشؤون النفس و

نهما مائة جلدة وال تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالل ه واليوم كل واحد م

" )3...(ية أو مشركة الزاني ال ينكح إال زان ) 2( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين اآلخر

ية لعقوبتهما سيقت تلك اآل :قلت "وال ثم قدمها عليه ثانياأن قلت كيف قدمت عليه إف" النور،

نها لو لم تطمع الرجل ولم أل ،ت منها الجنايةأة هي المادة التي نشأوالمر ،جنيا على ما

                                                             85، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 1 580، ص 2المصدر نفسه، ج 2

Page 176: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

171  

ما أو ،كرهاذب ألك بدذوال في أصال و أفلما كانت ،تومض له ولم تمكنه لم يطمع ولم يتمكن

1."الطلب أنه الراغب والخاطب ومنه يبدأل ،صل فيهألنكاح والرجل اكر لذالثانية فمسوقة

قتضيه كل مقام وكيف طابق كل يبراعة الزمخشري في بيان ما ا تظهرذكل هومن خالل

.بناء مقتضاه

والتأخير سرار التقديم ألها الزمخشري لكشف ذه المحاوالت الجادة والمثمرة التي بذبعد كل ه

له إال وجدنا ،ليه التقديمإن تجد لكل صورة معنى يشير أوالتي تحاول ، في نطاق الجملة

ن يكون أن التقديم ال يجب أحيث يرى ،ه الجرجاني مخالفة واضحةذستاأموقفا جريئا يخالف

كما نستشف من ،نيةآة القر وخصوصا بالنسبة للجمل ا قول جريءذوه ،لمعنى في كل صورة

سلوب مميز أوكان له ، ن الزمخشري له وجهات نظر متميزة في شروحاتهأسبق خالل ما

خير في نظم أبرازه لدور التقديم والتا ني و آمن خالل نظرته الفاحصة المحققة في النص القر

.الكالم وترتيبه

:الوصل والفصل 3-2- 1

اتها التي ركزها على التقديم ذهمية لقي الفصل والوصل في تفسير الزمخشري األ

ويلفتنا ،حد مظاهر خروج البحث البالغي من نطاق الجملةأا المبحث ذويعد ه ،خيرأوالت

.قوى من الوصل بحروف العطفأنه أن الفصل وصل تقديري خفي و ألى إالزمخشري

                                                             50، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 1

Page 177: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

172  

) إن هذا إال 24يؤثر(:" فقال إن هذا إال سحر ية قوله تعالىلك في شرحه لآلذمثلة أومن

ن أل :قلت ؟ن قلت لم يوسط حرف العطف بين الجملتينإف"المدثر، )" 25( قول البشر

1."ولى مجرى التوكيد من المؤكدخرى جرت من األاأل

،ولىفالزمخشري يقف عند الجملة الثانية ويقع على السر في ترابطها وصلتها مع الجملة األ

.معاني النحو فيه يخذلك بتو فيربط التفسير بالنظم و

مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه علىيا قوم اعملوا و :"ويقول في قوله تعالى

دخال الفاء ونزعها إي فرق بين أن قلت إف" ،93اآلية - هود "عذاب يخزيه ومن هو كاذب

ونزعها وصل ،وصل ظاهر بحرف موضوع للوصلدخال الفاء إ :قلت ؟سوف تعلمون في

ا عملنا نحن إذا يكون ذنهم قالوا فماأك ،ي هو جواب لسؤال مقدرذال باالستئنافخفي تقديري

فوصل تارة بالفاء وتارة باالستئناف للتفنن في ،فقال سوف تعلمون ،نتأعلى مكانتنا وعملت

بواب أوهو باب من ،بلغهما االستئنافأو قوى الوصلين أو ،البالغة كما هو عادة بلغاء العرب

2."علم البيان تتكاثر محاسنه

                                                             183، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 232-231، ص 2المصدر نفسه، ج 2

Page 178: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

173  

ؤالء الذين أغوينا أغويناهم كما ه قال الذين حق عليهم القول ربنا :"وفي تفسير قوله تعالى

خالء ا و :"ول الزمخشريقي 63اآلية - القصص ما كانوا إيانا يعبدون " تبرأنا إليك غوينا

1."ولىالجملتين من العاطف لكونهما مقررتين لمعنى الجملة األ

لكالم سابق اا االستئناف ردذوقد يلحظ الزمخشري في االستئناف قوة وفخامة حين يكون ه

)" 15...() الله يستهزئ بهم 14ما نحن مستهزئون(...إن :"في قوله تعالىليه إاهب ذووعيدا لل

؟ولم يعطف على الكالم قبله - يستهزئ بهم- ن قلت كيف ابتدئ قوله اهللا إف :"يقول البقرة،

ي يستهزئ بهم ذن اهللا عز وجل هو الأوفيه ،هو استئناف في غاية الجزالة والفخامة :قلت

وال يؤبه له في مقابلته لما يتنزل بهم من ،ليه باستهزاءإي ليس استهزاؤهم ذبلغ الستهزاء األاال

ي يتولى االستهزاء بهم انتقاما ذاهللا هو الن أوفيه ،لذويحل بهم من الهوان وال النكال

2."ن يعارضوهم باستهزاء مثلهأللمؤمنين وال يحوج المؤمنين

بو أثير يقول أسلوب حسنا وقوة تمن التعجيب فيزيد األوقد ينطوي االستئناف على شيء

اآلية –لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا" الفرقان :"القاسم في تفسير قوله تعالى

سلوبها قول أه الجملة في حسن استئنافها غاية وفي ذوف وهذوالالم جواب قسم مح"، 21

:القائل

غلت باب كليب بواؤها ايبل نا بنابها ك أبأس وجارة حسا

                                                             188، ص 3المصدر نفسه، ج 1 5، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 2

Page 179: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

174  

شد أن المعنى ما أال ترى أ،ا الفعل دليل على التعجب من غير لفظ التعجب ذوفي فحوى ه

1."كليب اغلى نابا بواؤهأكثر عتوهم وما أاستكبارهم وما

)1الم( :"قوله تعالىوقد يكون االستئناف تعليال للكالم السابق وفيه توكيد وتقرير كما في

ا ) 2( لك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين ذ الة ومم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الص

) 4(اآلخرة هم يوقنون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وب ) 3(رزقناهم ينفقون

بهم على ئك أول جملة في -ولئك على هدىأ-)" البقرة، 5(ئك هم المفلحون وأول هدى من ر

ونظم الكالم على ...ال فال محل لها و أ،مبتد -ين يؤمنون بالغيبذال-ن كان إمحل الرفع

دهب مذهبت بهم ذفقد -يؤمنون بالغيب ينذال-ــا نويت االبتداء بإذنك أالوجهين

2."االستئناف

قال كال فاذهبا بآياتنا إنا معكم :"تي لتقارب واختالف قال تعالىأوالوصل عند الزمخشري ي

قلت على ؟-هباذفا–ن قلت على ما عطف قوله إف :يقول ،15اآلية -الشعراء "مستمعون

3."نت وهارونأ اذهبفنه قيل ارتدع يا موسى عما تظن أك ،-كال–ي يدل عليه ذالفصل ال

والزمخشري قد يفسر االستئناف تفسيرا اعتزاليا يخضع فيه النص لمعتقده والنص بعيد عما

ه إال هو والمالئكة وأولو إل شهد الله أنه ال :"يقول في قوله تعالى، ليه من المعنىإهب ذ

سالم...(18(العلم قائما بالقسط ال إله إال هو العزيز الحكيم " آل ) 19) إن الدين عند الله اإل

                                                             216-215، ص 3المصدر نفسه، ج 1 34، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 2 88، ص 2المصدر نفسه، ج 3

Page 180: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

175  

ن قلت ماإف ،ولىنفة مؤكدة للجملة األأجملة مست -ن الدين عند اهللا االسالمإ–وقوله ،عمران

-قائما بالقسط-وقوله ،توحيد -هوال إال اله -ن قوله أفائدته :قلت ؟ا التوكيدذفائدة ه

سالم هو العدل والتوحيد ن اإلأن آذفقد -ن الدين عند اهللا االسالمإ-ردفه قوله أا إذف ،تعديل

لى تشبيه إهب ذن من أوفيه ،وما عداه فليس عنده في شيء من الدين ،وهو الدين عند اهللا

لم يكن على دين ، ي هو محض الجورذلى الجبر الإ هبذو أجازة الرؤية إليه كإو ما يؤدي أ

1."ا بين جلي كما ترىذوه ،سالمي هو اإللذاهللا ا

2.ا تعسف ال يقتضيه النظم كما يقول الشيخ عليانذوه

حيانا أعجاز ن اإلأفهو يرى ،حقيقة الفصل والوصل عند الزمخشريلنا مما سبق يظهر

وتظهر ،فضلأولى و أبل يكون الفصل ،خرىأية آية وال يكون في آفي في الوصل يكون

.حكامهأسرار النحو و أالمزية والحسن من خالل نظم الكالم ومعرفة

نه ليس هناك عاطف بين أيؤكد الزمخشري على ضرورة الجامع والتناسب بين الجملتين و

،وليس هناك عطف بين الجمل المنفصلة غاية االنفصال ،الجمل المتصلة غاية االتصال

:"يقول في قوله تعالى، نما يكون العطف في الجمل التي تتوسط بين الغايتينا هم و ا مذوه

بهم وأولئك هم المفلحون ن قلت لم جاء مع إف") 5اآلية ( –" البقرة أولئك على هدى من ر

؟- الغافلونولئك هم أ -و -ضلأنعام بل هم ولئك كاألأ-قوله وما الفرق بينه وبين العاطف

                                                             78، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 55ينظر حاشية الشيخ عليان على الكشاف، مطبعة االستقامة على ھامش الكشاف، ج ، ص 2

Page 181: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

176  

ن نهما متفقان ألإلك دخل العاطف بخالف الخبرين ثمة فذفل ،قد اختلف الخبران ههنا :قلت

فكانت الجملة الثانية مقررة لمعاني ،التسجيل عليهم بالغفلة وتشبيههم بالبهائم شيء واحد

1."ولى فهي من العطف بمعزلاأل

متأسيا بأستاذه الجرجاني، وهذا ل"وهكذا نجد الزمخشري يوجه عنايته بمبحثي "الوصل والفص

إطار الجملة واآلية من أبرز المظاهر والتجليات التي أكدت على حرص الزمخشري تجاوز

في المجال الواحدة إلى مختلف العالئق بين الجمل، وهذه التراتبية تمنح له قصد السبق

النصي.

فذالح 1-3-3

ف في ذوكان يبين المواضع التي تم فيها الح ، ف في تفسيرهذتناول الزمخشري الح

يخل بالمعنى وال ينقص ف الذن الحأفيبين ،حدوثه بحجج عقلية وسالسةويعلل ،ياتاآل

طار إفهام وتتشكل الصورة بلى األإف ويقدره ليصل ذفكان يوضح موضع الح ،من البالغة

.يزيد من حسنها وجمالها

حيث "، 70اآلية - الواقعة جعلناه أجاجا فلوال تشكرون"لو نشاء :"يقول في قوله تعالى

ولى تعلق الجزاء دخلت على جملتين معلقة ثانيتهما باأل -لو–ن أل ،فت الالم من جعلناهذح

                                                             35، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1

Page 182: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

177  

نما سرى فيها معنى الشرط اتفاقا من ا و ،ن وال عاملة مثلهاإبالشرط ولم تكن مخلصة للشرط ك

1."ولن الثاني امتنع المتناع األإ ،جملتيهافادتها في مضمون إحيث

توخي في سرارها وما تحمله من جمالية وابداعية إف مكشفا ذلى مواطن الحإينبه الزمخشري

سرار التراكيب داخل أبحيث يكشف ،معاني النحو ومعرفة المواضع والنظرة المدققة للنص

ا ذوهو به ،اهتماما ونوه بها والها الزمخشريأهم المباحث التي أف من ذويعد الح ،السياق

.يطبق نظرية النظم للجرجاني بطريقة مبدعة

–ف الضمير من ذح :يقول ،3اآلية -ما ودعك ربك وما قلى" الضحى :"وفي قوله تعالى

وهو اختصار )غنىفأ–فهدى -وى أف، (ته ونحوهااكر ذاكرات يريد والذفه من الذكح - قلى

2."وفذلفظي لظهور المح

فقد ،وفذف يتنوع ويتعدد بتعدد السياقات التي ورد فيها المحذن الحأحيث يرى الزمخشري

ولو ترى إذ وقفوا على :"كما في قوله تعالى ،ف للمبالغةذيكون اختصارا كما قد يكون الح

وف تقديره ولو ترى ذلو ترى جوابه مح :"يقول، 27اآلية - األنعام "النار فقالوا يا ليتنا نرد

3."جل المبالغةأف جاء هنا من ذن الحأويبين الزمخشري ،مرا شنيعاأيت ألر

:"ف قد يكون لتناسب الكالم وتالؤمه كما في قوله تعالىذن الحألى إكما يتوصل الزمخشري

داء أ االستعانة به وبتوفيقه علىن قلت لم اطلقت إف :"يقول، 5اآلية –الفاتحة واياك نستعين"                                                            

75، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 766، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 2 58، ص 2المصدر نفسه، ج 3

Page 183: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

178  

فقالوا اهدنا ؟عينكمأنه قيل كيف أالعبادة ويكون قوله اهدنا بيانا للمطلوب من المعونة ك

1."خد بعضه بحجزة بعضأتالؤم الكالم و أحسن لنما كان ا الصراط المستقيم و

ف حرف النداء ذفقد ح، 143اآلية –" األعراف :" قال رب أرني أنظر إليك وفي قوله تعالى

2.نه منادى قريب وقاطن للحديث وفيه تقريب به وتلطيف لمحلهأل

ف حرف ذبح أراد ال تفتأحيث ، 85اآلية -يوسف "تالله تفتأ تذكر يوسف :"وفي قوله تعالى

3.الالم والنونثباتا لم يكن بد من إنه لو كان ثبات ألن باإلو ي لتفتؤ أنه ال يلتبس أل ،النفي

ف في بعض المواضع خصوصا فيبينه ويوضحه كما في ذوقد يرى الزمخشري كثرة ورود الح

ومفعول شاء ، 20اآلية –ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم " البقرة :"قوله تعالى

هب ذل -بصارهمأبسمعهم و هب ذن يأولو شاء اهللا -ن الجواب يدل عليه والمعنى وف ألذمح

ال في الشيء المستغرب إراد ال يكادون يبرزون المعمول أف في شاء و ذولقد تكاثر الح ،بها

:كنحو قوله

تخذناه من لدنا" :"وقوله تعالى...، فلو شئت ان ابكي دما لبكيته لو أردنا أن نتخذ لهوا ال

4.-يتخذ ولدا نأراد اهللا ألو - ،17اآلية - األنبياء

                                                             114، ص 3المصدر نفسه، ج 1 461، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 2 339،ص 2المصدر نفسه، ج 3 66، ص 1المصدر نفسه، ج 4

Page 184: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

179  

من كالم عبد القاهر ا الموضوع ذكره في هذكثر ما أن الزمخشري يستمد أومن الواضح

، وبالحديث كثر شواهده هنا من شواهد الجرجاني هناكأن أو ،عجازالجرجاني في دالئل اإل

ا مبحث عن الحذف يكون الزمخشري بين مواطن البالغة واألسرار الدقيقة التي يقف وراءه

آليات تماسك النص وتناسق بناءه.الحذف، وجعله آلية من

النظم والداللة - 2

طبق الزمخشري الجانب المهم من البالغة التي كان قد استلهمه من الجرجاني في

ويوظف الزمخشري اللغة ،نها تقوم على علمي البيان والمعانيأتطبيقه لنظرية النظم حيث

ساليب ويعالج القضايا ه األذثر هأوهو في تفسيره يهتم بتقدير ،ياتهوالبالغة خدمة العتزال

نيآخصوصا ما ينماز به من نظرة شاملة ومتفحصة للنص القر ،البالغية

:صلي والمعنى المعار المصروف عن ظاهرهالمعنى األ 1- 2

ومنه ما ال ،ن المعنى فيه ما يتبادر من ظاهر اللفظ وصريحهألى إتوصل علماء اللغة

ا هو السمة الجوهرية في البحث ذوه ،ي في سياقه العامأو االستخدام أال باالستعمال إتى أيت

ثل في الخروج منحراف المتا االذلوا وقعدوا لهص أ "المعاني والبيان"البالغي حيث نلفي علماء

،ردنا التفتيش عن معناهاأا ما إذلى داللة ال ينبغي العدول عن السياق إمن الداللة الظاهرية

يضا ما يتعلق أالمجاز وهناك و االستعارة ،ا المبحث الكنايةذه الظواهر المتعلقة بهذن هوم

بل يدل في السياق عن زمن غير ،ي ال يدل في السياق على ما تدل عليه صيغتهذبالفعل ال

Page 185: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

180  

فنجد ما يخرج عن معانيها الحقيقية في سياقات ،مر واالستفهاملك األذوك ،زمن صيغته

حاطة باللغة ودراية إه االستعماالت بطريقة تنم عن ذالزمخشري تعرض لهن أحيث 1،متعددة

لى إ أوكثيرا ما يلج ،خرى حاليةألك على قرائن مقالية و ذواعتمد في ،ساليبهاأبكالم العرب و

شار أحيث ،اذهفي الجرجاني من فاد أوقد ،الشواهد الشعرية في تفسيراته وتحليالته

لى الغرض بداللة إنت تصل منه أضرب :وم على ضربينن الكالم يقألى (الجرجاني) إ

لكن ،لى الغرض بداللة اللفظ وحدهإتصل فيه ال ر آخوضرب ،قولك خرج زيدك ،اللفظ وحده

لك المعنى داللة ثانية يصل بها ذي يقتضيه موضوعه في اللغة ثم يجد لذلك اللفظ حسب الذ

2.لى الغرضإ

الكناية 2-1-1

برز وجوه أهم و أهي من التي و ،بالسياق والمتوقفة عليه الكنايةهم الظواهر اللصيقة أمن

ثبات معنى من إن يريد المتكلم أوالمراد بها ،لى الداللة السياقيةإالخروج من الداللة الظاهرية

.خر يليه ويردفهآكره باللفظ الموضوع له في اللغة ولكن يجيء بلفظ ذفال ي ،المعاني

مثلة على ذلك في الكشاف قوله تعالى:" فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار" البقرة األومن

ه أن :قلت ؟تيانهم بسورة من مثلهإن قلت ما معنى اشتراطه في اتقاء النار إف"، 24اآلية -

اهللا عليه توا بها وتبين عجزهم عن المعارضة صح عندهم صدق رسول اهللا صلى أا لم يذإ

،ا صح عندهم صدقه ثم لزموا العناد ولم ينقادوا ولم يتابعوا استوجبوا العقاب بالناراذو ،وسلم                                                            

179، ص 2012، 1الجزائر، بيت الحكمة، ط ينظر مسعود بودوخة، السياق والداللة، رسالة ماجيستر، جامعة 1 95ينظر الجرجاني، دالئل االعجاز، ص 2

Page 186: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

181  

ن من اتقى النار ترك أل ،نه من نتائجهأن استبقتم العجز فاتركوا العناد من حيث إفقيل لهم

روا سخطي يريد ذردتم الكرامة عندي فاحأن إن يقول الملك لحشمه أونظيره ،المعاندة

وهو من باب الكناية التي هي ،ر السخطذنتيجة ح وما ه امري وافعلو أبعوا توا يطيعونأف

نابة إن العناد بأويل شهن وبتآي هو من حلية القر ذشعبة من شعب البالغة وفائدته االيجاز ال

1"مرهاألك بتهويل صفة النار وتفظيع ذتتبعا سبرازه في صورته ما و ،اتقاء النار منابه

،برز مباحث البالغةأن الكناية هي من أن الزمخشري يرى أنستشف من خالل ما سبق

، لى الالزمإوفائدتها االيجاز والكالم فيه انتقال من الملزوم

في قوله يقولبلغ من الداللة الصريحة أنها ألى الكناية عن نسبة وبين إشار الزمخشري أوقد

كانا وأضل سبيال" الفرقان جعلت الشرارة للمكان :"، يقول34اآلية –تعالى:" أولئك شر م

ضل لدخوله في باب الكناية التي هي أولئك شر و أهله وفيه مبالغة ليست في قولك وهي أل

2."خت المجازأ

اآلية -ا على ما فرطت في جنب الله" الزمر ويقول في قوله تعالى:" أن تقول نفس يا حسرت

ثم ،وفالن لين الجنب والجانب، في جنب فالن وجانبه وناحيتهأنا والجنب الجانب يقال ،56

:قالوا فرط في جنبه وفي جانبه يريدون حقه قال سابق البربري

ما تتقين اهللا في جنب وامق له كبد حرى عليك تقطعأ

                                                             77،ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 508، ص 1المصدر نفسه، ج 2

Page 187: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

182  

1فقد أثبته فيه.مر في مكان الرجل وحيزه ثبت األأا إذنك ا من باب الكناية ألذوه

ا التالعب ذوه ،لى درجة الخلط بينهماإري يفرق بين المجاز والكناية شحيانا ما كان الزمخأو

بالمصطلحات كله خدمة إلعتزالياته وحمل النص على غير وجهه المعهود يقول في قوله

مجاز عن االستهانة "، 77اآلية –إليهم يوم القيامة وال يزكيهم" آل عمران تعالى:" ال ينظر

فإن قلت ،ليهإد نفي اعتداده به و احسانه يفالن تر ىلإفالن ال ينظر :والسخط عليهم تقول

صله فيمن يجوزأ :قلت ؟ي فرق بين استعماله فيمن يجوز عليه النظر وفيما عليه ال يجوزأ

ثم كثر حتى صار ، ينيهععاره نظر أليه و إن من اعتد بإنسان التفت عليه النظر كناية أل

ن لم يكن ثم نظر ثم جاء فيمن ال يجوز عليه النظر مجردا ، وا عبارة عن االعتداد واالحسان

2.لمعنى االحسان مجازا عما وقع كناية عنه

، لما كان االستواء على 5اآلية -في قوله تعالى:" الرحمن على العرش استوى" طه :"يقول

فقالوا استوى فالن على ،العرش و هو سرير الملك مما يردف الملك جعلوه كناية عن الملك

يضا لشهرته في ذلك المعنى أ هن لم يقصد على السرير البتة وقالو ا و ،العرش يردون ملك

مر ونحوه قولك يد فالن دل على صورة األأبسط و أشرح و أن كان ا و ،ته ملك في مؤداهومساوا

3."و بخيلأنه جواد أى نمبسوطة و يد فالن مغلولة بمع

                                                             106،ص 4المصدر نفسه، ج 1 288،ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 2 40، ص 3المصدر نفسه، ج 3

Page 188: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

183  

واعتبرت من الكنايات قوله ،يات التي عدل فيها الزمخشري عن ظاهر لفظهاو من اآل

لقمر، حيث ا )"7) خشعا أبصارهم ...(6شيء نكر (فتول عنهم يوم يدع الداع إلى تعالى:"

ألن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في ،بصار كناية عن الذل واالنخذالخشوع األ :"قال

في قوله تعالى:" جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا )رد األيدي في األفواه(ومنه 1."عيونهما

فواههم غيظا أيديهم في أفي تفسيرها فردوا :"، حيث قال9اآلية –في أفواههم" إبراهيم أيديهم

،كمن غلبه الضحك فوضع يده على فيه، جرا مما جاءت به الرسل أو ضحكا واستهزاءضو

2"-رسلتم بهأنا كفرنا بما إ-وأشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقت به من قولهم

يضا ووقف عنده الزمخشري قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا اذكروا أومما ورد من الكنايات

، 11اآلية - نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم" المائدة

قال ،راد به البسط الحقيقي لليد بل يراد به البطش واألذىال ي )بسط اليد(ن إحيث

3."ذا بطش بهإيه يده إلوبسط ،ذا شتمهإليه لسانه إيقال بسط :"الزمخشري

في قوله تعالى:" تخرج بيضاء من غير سوء آية :"ويذكر الزمخشري الكناية في المفرد يقول

فكنى به عن البرص كما كنى ،لرداءة والقبح في كل شيء، والسوء ا22اآلية –أخرى" طه

4."دابهآن و آمن كنايات القر وال أحز للمفاصل لطف أحسن وال أوال ترى أةبالسو عن العورة

                                                             36، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 368،ص 2ج المصدر نفسه، 2 599، ص 1المصدر نفسه، ج 3 46، ص 3المصدر نفسه، ج 4

Page 189: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

184  

ويذكر الزمخشري من فوائد الكناية زيادة على االختصار الذي يكرره في مواضعها وعلى

ن لها ذلك في إف ،ثباتإلمقصودة بالنفي وان كانت غير ا تأثير الصورة المكنى بها ألنها و

-في قوله تعالى:" قالت أنى يكون لي غالم ولم يمسسني بشر" مريم :"االيماء والتأثير يقول

من قبل أن -كقوله نه كناية عنه أل ،، جعل المس عبارة عن النكاح الحالل20اآلية

1نا ليس كذلك إنما يقال فيه فجر بها."، والز -المستم النساء–أو -تمسوهن

ولى الكناية اهتماما بالغا من خالل التمثيل لها أن الزمخشري أيظهر لنا من خالل ما سبق

لى مختلف السياقات المتنوعة إالداللة ن مظاهر الخروج عن ظاهربي ،في آيات قرآنية كثيرة

ن كان في مواطن يخضع ا وكونه صارف يصرف اللفظ عن ظاهره و ،في الفهم والتأويل

لى السياق حيث إوينزع ،يدولوجياتهإلفيحيد عن ظاهر اللفظ خدمة ،التأويل لمعتقده واعتزاله

،ويل وتحميل النص القرآني ما لم يحتملأيجد فيه مخرجه وملجئه الذي يصونه من عقاب الت

نه من زاوية لغوية خالصة ينم هذا عن أال إ ،يات المتشابهةيات الصفات واآلآخصوصا في

، كالم العرب منظومه ومنثورهببراعة الزمخشري في توجيهاته البالغية ودرايته الواسعة

وهذا التعامل مع النصوص ،لمام كبير بشواهد العرب حيث نلفيه يكثر منها في كشافها و

التفاسير اللغوية ضحى تفسيره رائدأحتى ها، ورث للزمخشري خبرة واسعة وتضلع في تفسير

.بال منازع

                                                             7، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 1

Page 190: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

185  

االستعارة والمجاز 1-2- 2

فيجعل الحقيقة هي اللفظ المستعمل في ،لى حقيقة و مجازإيقسم الزمخشري الكالم

صلي و عدل به عن موضوعه األأوالمجاز هو اللفظ الذي تجوز به ،صليموضوعه األ

نهما من أال إحيانا يفرق بينهما أحيانا يجعل االستعارة والمجاز شيئا واحدا و أو ،لقرينة صارفة

.لى ما يفهم من السياقإخروج عن الداللة الظاهرية المعهودة هاالمظاهر البالغية التي في

رز ما اهتم به الزمخشري في االستعارة ذلك الذي تراهم يسكتون عنه في اللفظ أبومن

ن قلت إ، ف27اآلية - في قوله تعالى:" الذين ينقضون عهد الله" البقرة :"يقول 1،المستعار

من حيث تسميتهم العهد بالحبل على :قلت ؟بطال العهدإين ساغ استعمال النقض في أمن

2."سبيل االستعارة لما فيه من ثبات الوصلة بين المتعاهدين

،علق السيد الشريف في تعليقه على الكشاف والزمخشري ال يريد باالستعارة الكناية كما

هو كتاب و ،ال في نهاية كتاب االيجازإن اصطالح تسمية االستعارة بالكناية لم يعرف أل

وكثير من ،ن شرحه للكناية االصطالحية لم تكن معروفة في زمانهأل ،جاء بعد الكشاف

.دة في عصرهالمعلقين على عبارات الزمخشري يفسرونها ببعض التقسيمات المعهو

والزمخشري يجعل بالغة االستعارة في التصوير والتشخيص ويظهر ذلك من خالل شرحه

في قوله تعالى:" وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج :"يقولألساليبها.

                                                             415ينظر حسنين أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري، ص 1 90، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 2

Page 191: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

186  

، وجعل لكل واحد منها في صورة 53اآلية -وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا" الفرقان

1."شهدها على البالغةأحسن االستعارات و أالباغي على صاحبه فهو يتعوذ منه وهي من

يها كل من نفسهم حول الصورة التي يتنازع فأكر اختالف العلماء ذوكثيرا ما كان الزمخشري ي

ريان في مدخول الحرف ومنه قوله جن االستعارة والتشبيه يأويشعرنا ،االستعارة والتشبيه

ه تمكن المصلوب من ب ش :"، يقول71اآلية –تعالى:" ألصلبنكم في جذوع النخل " طه

2".الجذع بتمكن الشيء الموعى في وعائه فلذلك قيل في جذوع النخل

جراء االستعارة في مدخول الحرف قوله تعالى:" إنا لنراك في سفاهة" إمثلة على ومن األ

لى إلم وسفاهة عقل حيث تهجر دين قومك حفي خفة :"، حيث يقول66اآلية –األعراف

3."ها غير منفك عنهافينه متمكن أراد أوجعلت السفاهة ظرفا على طريق المجاز ،خرآدين

اللة بالهدى فما ربحت ضا أيومما عده من االستعارة قوله تعالى:" أولئك الذين اشتروا الض

معنى اشتراء الضاللة بالهدى اختيارها ــ "، ف16اآلية -تجارتهم وما كانوا مهتدين" البقرة

4".اء بدل وأخذ آخرعطإن االشتراء فيه أل ،عليه واستبدالها به على سبيل االستعارة

نفسهم في الصورة بين من يعدها أن الزمخشري كثيرا ما يذكر اختالف العلماء أوالحق

في قوله تعالى:" ختم الله على :"وذلك كله من باب المجاز يقول ،تشبيها ومن يعدها استعارة

                                                             120، ص 3الزمخشري، الكشاف ، ج 1 60، ص 3المصدر نفسه ، ج 2 95، ص 2نفسه، ج المصدر 3 190، ص 1المصدر نفسه، ج 4

Page 192: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

187  

ن إ، قال ف7اآلية -ولهم عذاب عظيم" البقرة قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة

ال ختم وال تغشية ثم :قلت ؟بصارسماع وتغشية األقلت ما معنى الختم على القلوب واأل

ن يكون من كال نوعيه وهما االستعارة أنما هو من باب المجاز ويحتمل إعلى الحقيقة

1."والتمثيل

، يتساءل الزمخشري 18اآلية -مي فهم ال يرجعون" البقرة يقول في قوله تعالى:" صم بكم ع

ميته تشبيها بليغا ال سغلب تاستعارة فاأل -صم بكم عمي- ما إذا كان من الجائز تسمية

كر ذنما تطلق حيث يطوى إكور وهم المنافقون واالستعارة ذن المستعار له مأل ،استعارة

ليه لوال إن يراد به المنقول عنه والمنقول عنه صالحا ألل الكالم خلوا حيوي ،المستعار له

2.و فحوى الكالمأداللة الحال

بي تمام ول ألفالبيت األ ،يةبيات ليستشهد بها على االستعارة في اآلأتي الزمخشري بثالثة أوي

:والثاني للزمخشري والثالث لعمران بن حطان

اءـــــــــــن له حاجة في السمـــــــــــــأول بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفيصعد حتى يظن الجه

ه غيث وليث مسبل مشبل ـــــــففي ال ـــــــــــــــــــــن في سرباله رجأال تحسبوا

اء تنفر من صفير الصافرــــــفتخ ة ــــــــــــــــــــسد علي وفي الحروب نعامأ

                                                             155، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 203،ص 1المصدر نفسه ، ج 2

Page 193: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

188  

ا ذوبنى على ه، ول استعارة في كلمة يصعد استعارها لعلو القدر والمنزلةاأل كر في البيتذ

لك البيت الثاني استعار للممدوح غير ذوك ،المعنى الخفي الشطر الثاني وهو الترقي للسماء

،وبنى على استعارة صفة الكرم والشجاعة ثم الليث والغيث ،كور صفة الكرم والشجاعةذالم

1".سد بمعنى الشجاعة والنعامة مستعارة للجبنبيات فاألما ثالث األأو

نها مفيدة وغير أالجرجاني في تفسيره لالستعارة على ع ينالزمخشري خالف ص أنوما يالحظ

.مفيدة

-ومن المواضع التي اعتبر فيها الحقيقة والمجاز قوله تعالى:" في قلوبهم مرض " البقرة

ن يراد األلم أفالحقيقة ،ن يكون حقيقة ومجازأواستعماله المرض في القلوب يجوز "،10اآلية

مراض القلب كسوء االعتقاد والغل أن يستعار لبعض أوالمجاز ،كما تقول في جوفه مرض

2".والحسد

فهو ينبه بالطريقة التي ،لى اهتمامه بالمعنىإي وقع فيه الزمخشري يعود ذا الخلط الذوه

ن أن ما ينبغي االعتراف به أال إ ،هبه االعتزاليذة وحسب ما يتوافق وميراها مناسب

،نيآصوال في فهم النص القر أضاف أالزمخشري باعتماده على البالغة والمجاز

والعلماء يقدرون له جدارته التي تميز بها الزمخشري في تفسيره من خالل تطبيقه البالغي

.سلوبي المتميزاأل

                                                             206، ص 1ج ،الزمخشري، الكشاف 1 ، ص1المصدر نفسه، ، ج 2

Page 194: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

189  

فنجد ،شارةا ليه الكلمة المستعارة من ترميز و متذوقة يدرك ما تنطوي ع الزمخشري له لمحاتو

ويتضح جليا من خالل ما سبق غياب الوضوح في ، ن تفسيره مليء بمثل هذه اللفتاتأ

،وقد يكون هذا الخلط ناجم عن اهتمام الزمخشري بالمعنى ،المصطلحات الداللية البالغية

.ة وحسب ما يتوافق مع مذهبه االعتزاليفهو يبنيه بالطريقة التي يراها مناسب

واعق ومما عده الزمخشري من المجاز قوله تعالى:" يجعلون أصابعهم في آذانهم من الص

وهذا من ...ذنصبع هو الذي يجعل في األرأس اإل :"، فقال19اآلية –حذر الموت" البقرة

صابع من المبالغة يضا في ذكر األأو ،في اللغة التي ال يكاد يحصرها الحاصر اتاالتساع

1."ناملما ليس في ذكر األ

هم البحوث البالغية التي كانت حاضرة أوكان من ،وقد عنى بالمجاز الزمخشري عناية فائقة

على المجاز لغاية عقائدية تدور مباحثها حول صفات اهللا هقد كان تركيز ه، ففي تفسير

.واالنتصار ألصول المعتزلة الخمسة

سناد ن يستعار اإلأويجوز :يقول الزمخشري في قوله تعالى:" ختم الله على قلوبهم"، يقول

،لغيره حقيقةلى اسم اهللا على سبيل المجاز وهو إفيكون الختم مستندا ،في نفسه من غير اهللا

2."شياء على طريق المجازلى هذه األإلى فاعله حقيقة وقد يسند إفإسناد الفعل

                                                             216، ص 1الزمخشري، الكشاف ، ج 1 45، ص 1، ج المصدر نفسه 2

Page 195: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

190  

أصله شقاقا بينهما "، 35اآلية - وان خفتم شقاق بينهما" النساء يقول في قوله تعالى:"

–لى الظرف على طريق االتساع كقوله تعالى:" بل مكر الليل والنهار" سبأ إفأضيف الشقاق

1."صله بل مكر في الليل والنهارأ، 33اآلية

، قال الزمخشري في 3اآلية –أولئك في ضالل بعيد" ابراهيم ويقول في قوله تعالى:"

هذا االسناد مجازي والبعد في :قلت ؟ن قلت ما معنى وصف الضالل بالبعيدإف :تفسيرها

2."هدجد نه هو الذي يتباعد عن الطريق فوصف به فعله كما تقول جأل ،الحقيقة للضالل

لى المكان كما في قوله تعالى:" جنات تجري من تحتها األنهار" إومن صور المجاز االسناد

.سناد المجازيمن اإللى االنهار إ، اسناد الجري 25اآلية –البقرة

وفيه من المبالغة وقوة التأثير ،سنادهذا النوع من اإلللى القيمة البالغية إويشير الزمخشري

.ما ليس في غيره

يقول ،ن هذا التجوز ال بد له من قرينة دالة عليه ومصححة ارادتهألى إشار الزمخشري وأ

عبدك حفإن قلت هل يصح رب"، 16اآلية –فما ربحت تجارتهم" البقرة في قوله تعالى:"

نما ا و ،سداأيت أذا دل الشرط في صحة ر إنعم :قلت ؟سناد المجازيوخسرت جاريتك على اإل

3."ن لم تقم حالة دالة لم يصحإتريد المقدام

                                                             140، ص 2الزمخشري، الكشاف، ، ج 1 366، ص 2نفسه، ج المصدر 2 150، ص 1ج ،المصدر نفسه 3

Page 196: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

191  

، ووصفها بالكذب والخطأ 16اآلية -ناصية كاذبة خاطئة" العلق بقول في قوله تعالى:"

على االسناد المجازي وهو في الحقيقة لصاحبها وفيه من الحسن والجزالة ما ليس في قولك

ناصية كاذب خاطئ

وهو ،لى المجازي العتزالياتهإوكثيرا ما كان يخضع القرينة الصارفة للفظ عن معناه الحقيقي

قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي عالى:" وجعلنا علىتما يعرف بنفي القبح عن اهللا يقول في قوله

نه ألى ذاته وهو قوله جعلنا للداللة على إ، ووجه اسناد الفعل 25اآلية –آذانهم وقرا" األنعام

1."ال يزول عنهم ما كانوا عليه مجبولون ممر ثابت فهأ

، اعتبر الزمخشري ذكر 88اآلية –إال وجهه" القصص وفي قوله تعالى:" كل شيء هالك

2."ياه والوجه يعبر به عن الذاتإال إن المراد كل شيء هالك الوجه هنا من باب المجاز أل

،19اآلية –الله محيط بالكافرين " البقرة و يضا قوله تعالى:" أعد الزمخشري من المجاز قد و

نهم ال يفوتونه كما ال يفوت المحاط به أ :والمعنى ،اهللا بالكافرين مجازحاطة ا و :"حيث قال

3."المحيط حقيقة

وهذا مبحث موسع يتكفل ،وغيرها من المواضع العديدة التي اعتبرها الزمخشري من المجاز

،كناه المجاالت البالغية التي تطرق لها الزمخشري في كشافهتبه كل من قام بدراسات واس

لى ما يتجوز به إلفاظ لما يقتضيها ظاهرها الزمخشري كثيرا من اآليات واألرف صحيث ي                                                            

140، ص 3الزمخشري، الكشاف، ج 1 194، ص 3المصدر نفسه، ج 2 217، ص 1المصدر نفسه، ج 3

Page 197: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

192  

اومالذ ىكونه ذا دراية بما تقوله العرب وقد يكون مأو ،على سبيل االتساع في لغة العرب

وما يتعلق ،ه العقدية نصرة ألصول المعتزلة الخمسةتليه في تبريراته وتفسيراإيأوي ويلجأ

ن جملة القرائن المحفوفة بتلك النصوص تصرف عن مدلولها أل ،هابباب الصفات التي يؤول

.لى مختلف سياقاتها إلبراز مجازيتهاإفيتحتم اللجوء ،الظاهري المعهود والمتعارف عليه

برز من خالله أالذي ، و نآويقدر العلماء الجدارة التي تميز بها الزمخشري في تفسيره للقر

عجاز القرآني سرار اإلأفالزمخشري في بحثه عن يز،لممالمتفوق ا يسلوبتطبيقه البالغي األ

وال النفسية القائمة وراء هذا حثم األ ،وال يبحث عن نظم الكالم وما يدل عليه من معانأنما إ

.النظم

ن نفسه ليه في موضوع المجاز وهو موضوع بالغي لكنه في اآلإن نتوصل أوما يمكن

فرع عن ياه إبين قائل بالمجاز معتبر ،عديدةبحاث أشائك يتجاذبه ويتصارع في فهمه

وبين منكر للمجاز وبين متوسط يراه في مواضع وينكره في ،غلبهأو الحقيقة في الكالم

ال إن ال ينكره آن المجاز حاصل في لغة العرب وفي القر أن يقال أوما يمكن ،خرىأمواطن

وهي قرائن معتبرة ،الحقيقيرادة المعنى إن يخضع المجاز لقرائن تمنع من أمكابر شريطة

يات الصفات مغامرة آثباته في إن أال إ ،ليس فيها تكلف وال تحميل للنص ما ال يحتمل

لى رد إحى نافذة يتوصل بها علماء الكالم من المعتزلة واالشاعرة أضنه أومجازفة ما دام

من ن أنه عغفال وما ينبغي عدم اإل ،نها مجازأنكارها بجدوى ودعوى ا نصوص الصفات و

ن المجاز يمكن نفيه باعتبار الحقيقة التي هي من حق الشيء أن يرى آمنع المجاز في القر

Page 198: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

193  

:حقيقة فيقال إلىزالة المجاز وتحويره إفيمكن ،سدا في الحمامأيت أكما تقول ر ،ذا ثبتإ

نها تمس بالعقيدة ن مثل هذه المباحث خطيرة ألأوال شك ،يت رجال شجاعا في الحمامأر

وما كان العلماء يعنونه بالمجاز غير ما عهد في االصطالح فهو من ،نآبالقر وتتعلق

ن المجاز بهذا المفهوم نتعامل أوليس ،ي مما يجوز قوله في كالم العربأالجواز اللغوي

ن صنيع أوال شك ،يات الصفاتآيات الصفات بطريقة سهلة فنبرر به رد آمعه في

(أي ما ني مسبقاآنه يتعامل بها مع النص القر أ مالزمخشري فيه مغاالة في تطبيقه مادا

وهذا كله لتوجيه ،يات الصفات ويطبقها عليهآفهو يعتقد المجاز في يعرف بالجاهز)

ذا إال إليه إصل فهو ال يصار ن من خالف األأفي حين ،صول الخمسة عند المعتزلةاأل

ليه حتى إموهوما نصير و أر مظنونا ذيكون هذا التعال و ،تعذر حمل الكالم على الحقيقة

.ن يكون استثناءأيكون قاعدة بدل

والسياق الصيغة بين الفعل داللة 1-3- 2

ويشير ،البالغية واللطائف سرارواأل المعاني من فعالاأل صيغ في ما يلحظ الزمخشري

لىإ الماضي من الصيغة عن به يعدل ما ويفسر ووظيفتها مكانتها ويبرز دورها لىإ

.الفعل فيه ورد الذي العام السياق طارإ في العكس وأ المضارع

رنا إنا:" تعالى قوله في :"يقول شراق بالعشي يسبحن معه الجبال سخ ،18 اآلية - ص" واإل

)؟ومسبحات يسبحن( بين فرق من هل قلت نإف الحال على مسبحات معنى في ويسبحن

Page 199: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

194  

من التسبيح حدوث على الداللة وهو ،لذلك الإ مسبحات على يسبحن اختير وما نعم :قلت

ومثله تسبح يسمعها الحال تلك محاضر السامع نأوك ،حال بعد وحاال فشيئا شيئا الجبال

:عشىاأل قول

1ءشي يكن لم محرقه قال لوو تحرق يفاع في نار ضوء لىإ

،19 اآلية - الملك" ويقبضن صافات فوقهم الطير إلى يروا أولم :" تعالى قوله في :"ويقول

الطيران في صلاأل نأل :قلت ؟قابضات يقل ولم يقبضنو قيل لم قلت نإف الزمخشري يقول

مد السباحة في صلواأل الماء في كالسباحة الهواء في الطيران نأل ،جنحةاأل صف هو

2".وبسطها طرافاأل

الزمخشري وهنا ،مواضع في تكررت الفاعل واسم المضارع صيغة بين المقارنة هذه ومثل

المضارع يقع وقد ،بالفعل خبارواإل سمباال خباراإل بين الفرق كرذي الذي بالجرجاني ثرأت

سلوباأل في وقيمتها المضارع داللة وبين الصيغتين بين الزمخشري فيقارن ،الماضي مكان

والقبض المعنى صابةإ ومقصوده الصيغة في استعماله ينبغي وما ،سياقها ضوء في ويفسرها

.الداللة على

ياح أرسل الذي والله :" تعالى قوله في :"يقول - فاطر" ميت بلد إلى فسقناه سحابا فتثير الر

الحال ليحكي :قلت ؟بعده وما قبله ما دون المضارع على فتثير جاء لم قلت نإف ،9 اآلية

                                                             121، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 465، ص 4المصدر نفسه، ج 2

Page 200: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

195  

القدرة على الدالة البديعية الصورة تلك ويستحضر ،السحاب الرياح ثارةإ فيها تقع التي

1".الربانية

كذبتم ففريقا استكبرتم أنفسكم تهوى ال بما رسول جاءكم أفكلما:" تعالى قوله في :"ويقول

هو :قلت ؟قتلتم وفريقا قلت هال قيل نإف الزمخشري قال ،87 اآلية – البقرة" تقتلون وفريقا

وتصويره النفوس في استحضاره فأريد فظيع مراأل ألن الماضية الحال تراد نأ وجهين على

2"وان يراد ... القلوب يف

" لعنتم األمر من كثير في يطيعكم لو الله رسول فيكم أن واعلموا:" تعالى قوله في :"يقول

في كان نهأ على للداللة :قلت ؟طاعكمأ ندو يطيعكم قيل لم قلت نإف ،7 اآلية - الحجرات

،عليه معموال كان مرأ في رأى لهم عن كلما نهأو ،يستصوبون ما على عمله استمرار رادتهمإ

3" بدليل قوله في (كثير من األمر)

يوحي كذلك " :تعالى قوله في ليهاإ شاراتهإ وتتكرر المضارع صيغة في الداللة هذه وتتكرر

" :تعالى قوله وفي ،عادته من الوحي نأ على ليدل وحيأ يقل ولم ،3 اآلية - الشورى" إليك

قال حيث ،63 اآلية - الحج" مخضرة األرض فتصبح ماء السماء من أنزل الله أن تر ألم

                                                             224، ص 3الزمخشري، الكشاف ، ج 1 121، ص 1المصدر نفسه ، ج 2 287، ص 4نفسه، ج المصدر 3

Page 201: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

196  

نعمأ كقولك ،زمان بعد زمانا وتتجدد تبقى خضرتها نأ لىإ ليشير فأصبحت يقل ولم فتصبح

1".شيئا يكون لم وغدوت فرحت قلت ولو نعمه في غدواأو روحأف فالن علي

وراء السر لىإ الزمخشري ويلفتنا ،الواحد والمقام الواحدة اآلية في الفعل يختلف وقد

هود" تشركون مما بريء أني واشهدوا الله اشهد إني قال :" تعالى قوله في :"يقول، ختالفاال

من البراءة على اهللا شهادإ نأل :قلت ؟شهدكمأ و اهللا شهدأ نيإ قيل هال قلت نإف ،54 اآلية –

الإ هو فما شهادهمإ ماأ ،معاقده وشد التوحيد تثبيت معنى في ثابت صحيح شهادإ الشرك

2."فحسب بهم المباالة قلة على وداللة بدينهم تهاون

ذلك بالحق الموت سكرة وجاءت :" تعالى قوله فيكما االستقبال على داال الماضي يقع وقد

ولكنه ،الموت عند الإ يكون ال السكرة مجيء نأ فمعلوم ،19 اآلية - ق" تحيد منه كنت ما

3" الماضي. بلفظ عنه رعب نأب ذلك قترابا على نبه

بينا فتحا لك فتحنا إنا:" تعالى قوله في :"ويقول نزلت وقد مكة فتح هو ،1 اآلية - الفتح" م

لفظ على به وجيء بالفتح له عدة الحديبية عام مكة من وسلم عليه اهللا صلى النبي مرجع

الكائنة بمنزلة وتيقنها تحققها في هانأل ،خبارهأ في سبحانه العزة رب عادة على ،الماضي

4."يخفى ال ما المخبر نأش علو على والداللة ةمالفخا من ذلك وفي الموجودة

                                                             163، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 315، ص 2المصدر نفسه، ج 2 7، ص 4المصدر نفسه، ج 3 540، ص 3المصدر نفسه، ج 4

Page 202: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

197  

ولكنه ،ماض فيها فالفعل ،1اآلية – النحل" تستعجلوه فال الله أمر أتى:" تعالى قوله ونحوه

نزول وأ الساعة قيام من عدواو ما يستعجلون كانوا المشركين نأ حيث ،ستقبالاال على يدل

تياآل بمنزلة هو الذي" اهللا مرأ تىأ" لهم فقيل ،بالوعد وتكذيبا استهزاء بدر يوم بهم العذاب

1."وقوعه لقرب ظراتمن كان نا و الواقع

ما برزاوم ظهرام ،ومشتقاتها فعالاأل صيغ مواطن يتتبع كان الزمخشري نأ سبق مما نلحظ

وصيغ ساليبأ بمختلف واسعة ودراية حس له من الإ يدركها ال ودالالت سرارأ من تحمله

في استعمالها جاء وكيف اللغة في الصيغة استعمال بين العالقة ويربط ،واشتقاقاتها فعالاأل

القرآني التفسير من المراد المعنى على ذلك في يعول وهو ،سياقاتها متتبعا القرآنية اآليات

هو والمعنى ،الماضي لىإ المضارع وداللة االستقبال لىإ الماضي بداللة يعدل وكيف

لهذه ما نستشف ضوئه وعلى ،العام السياق طارإ في يفسر يذوال العدول في الفاصل

التصوير على فعالاأل هذه قدرة ومدى وتحكمها تضبطها التي العالقات مجموعة من الصيغ

ثرأ فيه يظهر فرادهاإ حال في عليه تدل وما الفعل صيغة بين الفارق وهذا ،الحدث ارضحا و

غير لىإ المضارع يعدل وقد االستقبال على سياق في الماضي يدل قدف ،بوضوح السياق

.المقام بداللة استقبال

                                                             400، ص 2، ج الكشاف الزمخشري، 1

Page 203: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

198  

السياق في والطلب الخبر داللة 1-4- 2

الكالم فيها يقتصر لم التي البالغية المباحث همأ من والطلب الخبر مبحث يعتبر

والطلب الخبر نماطأ تتبعوا حيث ،صولاأل وعلماء المفسرين كذا بل فحسب البالغيين عند

حاول وقد ،نيةآالقر النصوص من العلماء ولئكأ استدعاها دالالت لىإ منها كل يخرج وما

هذه بعض تحمله مما الرغم على ويطوعها ،صورها دقبأ داللتها جالءإ الزمخشري

منه ويراد حقيقته عن يخرج مراأل نأ الزمخشري ويلحظ ،حياناأ داللية كثافة من النصوص

في عليه المعول وهو الصيغ هذه فيه وردت الذي السياق رهين كله وهذا ،العكس وكذا الخبر

.الداللي االنحراف هذا

لن كرها أو طوعا أنفقوا قل :" تعالى قوله في كما الخبر بمعنى مراأل ورود على مثلةاأل فمن

:قلت ؟منكم يتقبل لن قال ثم باإلنفاق مرهمأ كيف قلت نإف" ،53 اآلية - التوبة" منكم يتقبل

اللة في كان من قل :" وتعالى تبارك كقوله الخبر معنى في مرأ هو الرحمن له فليمدد الض

لهم استغفر :" تعالى قوله ونحوه كرها وأ طوعا منكم يتقبل لن ومعناه 75 اآلية - مريم" مدا

1".80 اآلية - التوبة" لهم تستغفر ال أو

على السخط نهاية على يدل وهو وتركه المأمور فعل بين التسوية لىإ لإلشارة كله وهذا

، عليه له عما وردا المأمور

                                                             219-218، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1

Page 204: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

199  

فعله لىإ يلتفت ال نهأو ، وازدرائه واحتقاره المأمور هانةإ معنى لىإ سلوباأل هذا يشير وقد

باألعراض مرأ 107 اآلية - اإلسراء" تؤمنوا ال أو به آمنوا قل :" تعالى قوله في :"يقول

يدخلوا لم نهمأو ، عنه وبامتناعهم وبإيمانهم بهم يكترث الأو بشأنهم واالزدراء واحتقارهم عنهم

1." بالقرآن يصدقوا فلم يماناإل في

وا:" تعالى قوله الطلب لىإ بها مراأل خرج التي الصور ومن الملك" به اجهروا أو قولكم وأسر

سراركمإ عندكم يستول ومعناه جهارواإل سراراإل مريناأل بأحد خذاأل فظاهره" ،13 اآلية -

بذات عليم إنه :" تعالى قوله وهو نفسه السياق هو ذلك ودليل 2.بهما اهللا علم في جهاركما و

دور تكلم ما يعلم ال فكيف ،عنها لسنةاأل تترجم نأ قبل بضمائرها أي ،43 – األنفال" الص

3.به

،66 اآلية - العنكبوت" يعلمون فسوف وليتمتعوا آتيناهم بما ليكفروا:" تعالى قوله ذلك ومن

مجاز الحقيقة في هو واؤ شا ما العصاة يعمل نأو بالكفر مراأل نأ لىإ الزمخشري ذهب فقد

أخط مراأل ذلك نأ وعندك مرأ على عزم قد الرجل ترى نأ ومثاله ،والتخلية الخذالن عن

، فال شئت ما وافعل وشأنك نتأ قلت والتصميم باءاإل الإ منه تر لم ذاإف ،نصحه في بالغتف

4األمر.تريد بهذا حقيقة

                                                             545، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1 137، ص 4المصدر نفسه، ج 2 137، ص 4المصدر نفسه، ج 3 212، ص 3المصدر نفسه، ج 4

Page 205: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

200  

قوله في كما واجب حتم نهأ على الدالة األمر صورة في الخبر وقوع معاني من ذلككو

قليال يضحكونسف :"معناه يقول ،82 اآلية - التوبة" كثيرا وليبكوا قليال فليضحكوا:" تعالى

يكون ال واجب حتم نهأ على للداللةاألمر لفظ على خرجأ نهأ الإ) جزاء( كثيرا ويبكون

1."غيره

" الله سبيل في يقاتلون : " تعالى قوله في كما الخبر صورة في مراأل فيقع هذا يعكس وقد

في جاهدونت:" تعالى كقوله مراأل معنى فيه يقاتلون الزمخشري يقول ،76 اآلية – النساء

2."نفسكموأ بأموالكماهللا سبيل

واالنتهاء متثالاال لىسورع إ نهأك :"الزمخشري يقول كما مورأالم نأ الطريقة هذه وبالغة

إيجاد يجابإ في للمبالغة الخبر صورة في مراأل يخرج نماا و " :يضاأ ويقول 3."عنه يخبر فهو

4."عنه يخبر فهو يوجد نهأك فيجعل ،به مورأالم

الحدث هذا وقوع كيفية لىإ الصيغة هذه تشير ،مراأل بصيغة وقع حدث عن نآالقر يعبر وقد

ما قلت نإف ،243 اآلية – البقرة" أحياهم ثم موتوا الله لهم فقال :" تعالى قوله في :"يقول

العبارة هذه على به جيء نماا و فأماتهم معناه :قلت ؟"موتوا لهم فقال:" تعالى قوله معنى

، العادة عن خارجة ميتة وتلك ،ومشيئته اهللا مرأب واحد رجل ميتة ماتوا نهمأ على للداللة

                                                             137، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 246، ص 2المصدر نفسه، ج 2 118، ص 1المصدر نفسه، ج 3 372، ص 2المصدر نفسه، ج 4

Page 206: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

201  

أراد إذا أمره إنما: "تعالى كقوله توقف وال ءباإ غير من امتثاال فامتثلواكأنهم أمروا بشيء

1."82 اآلية - يس" فيكون كن له يقول أن شيئا

قال ،228 اآلية - البقرة" قروء ثالثة بأنفسهن يتربصن والمطلقات : " تعالى وكقوله

،مراأل معنى في خبر هو :قلت ؟بالتربص عنهن خباراإل معنى ماف قلتفإن :"الزمخشري

نهبأ شعارا و لألمر تأكيد الخبر صورة في مرألا خراجا و -المطلقات وليتربص- الكالم صلأو

عنه يخبر فهو ،بالتربص مراأل امتثلن ننهأفك ،امتثاله لىإ بالمسارعة يتلقى نأ يجب مما

2".اهللا رحمك الدعاء في قولهم ونحوه موجودا

إال تعبدون ال إسرائيل بني ميثاق أخذنا واذ " تعالى كقوله الخبر صورة في النهي يرد وقد

خبارإ -تعبدون ال- نأ لىإ الزمخشري ذهب فقد ،83 اآلية - البقرة" إحسانا وبالوالدين الله

االمتثال لىإ يسرع نهأك نهأل ،والنهي مراأل صريح من بلغأ وهو :"ثم قال النهي معنى في

3."عنه يخبر فهو نتهاءواال

مراأل ساليبأ ويبين ،كشافه في والطلب الخبر مواطن يتتبع كان الزمخشري نأ فالحاصل

ما ذاإ الخبر وكذا ،عنه الكف وأ الفعل طلب فادتهماإ على محمولين كانا ذاإ وما والنهي

المراد ويكون الحقيقية مراأل داللة من فيها يعدل قد مواطن في ولكنه ،خباراإل به يراد كان

                                                             221، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 365، ص 1المصدر نفسه، ج 2 292، ص 1المصدر نفسه، ج 3

Page 207: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

202  

العام فالسياق ،الخبر رادةإ على سياقها في تدل قد مراأل صيغة نإف العكس وكذا، الخبر منه

.العكس وكذا خباراإل به قصد وأ حقيقيا مراأ يكون نأ في يفصل من هو ياتلآل

والسياق االستفهام 1-5- 4

بدالالت يتعلق وما ،عنه الحديث مستقصيا االستفهام مواطن كشافه في الزمخشري يتتبع

،به تحتف لقرائن صليةاأل داللته عن يخرج نأ وبين الحقيقي الوجه يراد نأ من االستفهام

حروف على جديد معنى يدخل وحين الهمزة يلي ما هو عنه المستفهم نأ يرى فالزمخشري

،الجديد المعنى بهذا المقصود هو الحرف هذا يلي الذي نإف ،والتعجب كاإلنكار االستفهام

يكونوا حتى الناس تكره أفأنت " تعالى قوله حقيقته عن االستفهام خروج على الشواهد ومن

على نكاراإل همزة بإدخال -الناس تكره أفأنت قوله- :يقول ،99 اآلية – يونس" مؤمنين

"1 .غيره دون كراهاإل هذا على القادر هو وحده اهللا نأ على دليل فعله دون المكره

همزة اهللا غير ولىأ ،14 اآلية – األنعام" وليا أتخذ الله غير أ :" تعالى قوله في يقول

،الولي اتخاذ في ال وليا اهللا غير اتخاذ في االنكار نأل ،اتخذ هو الذي الفعل دون االستفهام

، 64 اآلية - الزمر" الجاهلون أيها أعبد تأمروني الله أفغير " ونحوه بالتقديم ولىأ فكان

2."59اآلية –" يونس لكم أذن آلله "

                                                             65، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 7، ص 2المصدر نفسه، ج 2

Page 208: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

203  

عليهم يؤخذ لم أ :" تعالى قوله في كما التقرير، السياقات بعض في االستفهام معاني ومن

فقد ،169 اآلية – األعراف" فيه ما ودرسوا الحق إال الله على يقولوا ال أن الكتاب ميثاق

" عليهم يؤخذ ألم " على" فيه ما ودرسوا" تعالى قوله في عطف قرينة إلى الزمخشري استند

1.فيه ما ودرسوا الكتاب ميثاق عليهم خذأ قيل نهأفك ،التقرير هنا االستفهام معنى نأ ليستنتج

قوله في كما السياق في االستفهام يحتمله معنى من كثرأ لالستفهام الزمخشري يذكر وقد

والتعجب إلنكارا الهمزة معنىــ "ف ،140 اآلية - األعراف" إلها أبغيكم الله أغير قال :" تعالى

2."اهللا نعمة في مغمورين كونهم مع طلبتهم من

علمه حاطةإ نأل العزة رب كالم في يقع ال صلياأل بمعناه االستفهام نأ الواضح فمن

يقع قد نعم ،االستفهام صورة من تفهم التي المعاني عن الزمخشري حديث كثر ولهذا ،شاملة

ساليبأ كثرأ نأ والمهم ،مقوالت يفصل وأ مواقف يحكي حين نآالقر في الحقيقي االستفهام

.لالستفهام الحقيقي المعنى لغير جاءت العزيز الكتاب في االستفهام

اذا علما بها تحيطوا ولم بآياتي أكذبتم:" تعالى قوله في كما للتبكيت حياناأ يكون كما كنتم أم

يقدرون فال ،بيالتكذ الإ لواميع لم نهمأل ذلك غير ال للتبكيت ،84 اآلية – النمل" تعملون

3.التكذيب بها أو التصديقإال وليس صدقنا قد اويقولو يكذبوا نأ

                                                             128، ص 2الزمخشري، الكشاف، ج 1 111، ص 2المصدر نفسه، ج 2 303، ص 3المصدر نفسه، ج 3

Page 209: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

204  

،12 اآلية - البقرة" المفسدون هم إنهم أال :" تعالى قوله في كما التحقيق االستفهام يفيد وقد

على التنبيه معنى إلعطاء النفي وحرف االستفهام همزة من مركبة الأ :"الزمخشري يقول

" بقادر ذلك أليس " كقوله تحقيقا فادأ النفي على ادخل ذاإ واالستفهام ،عدهاب ما تحقق

1."40 اآلية – القيامة

72 اآلية - هود" عجوز وأنا أألد ويلتى يا قالت :" تعالى قوله في كما االستبعاد يفيد كما

،تعجبها المالئكة عليها نكرتأ نماا و ،اهللا جراهاأ التي العادة حيث من استبعاد وهو :"يقول

الخارقة مورواأل المعجزات ومهبط اآليات بيت في كانت ألنها -اهللا مرأ من أتعجبين- فقالوا

2."للعادات

،73 اآلية – الصافات" المنذرين عاقبة كان كيف :" تعالى قوله يف التعظيم يضاأ يفيد كما

لهث م عن وسلم عليه اهللا صلى اهللا رسول همنذر أ لمن وتحذير عليهم جرى لما تعظيم :"يقول

3."له وتسلية

نس الجن معشر يا:" تعالى قوله في التوبيخ يفيد كما اآلية - األنعام "منكم رسل يأتكم ألم واإل

4"– منكم رسل يأتكم ألم - التوبيخ جهة على القيامة يوم لهم يقال :"الزمخشري قال ،130

                                                             49-48، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 312، ص 2المصدر نفسه، ج 2 521، ص 2المصدر نفسه، ج 3 52، ص 2المصدر نفسه، ج 4

Page 210: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

205  

هذاو :"قال ،211 اآلية - البقرة" إسرائيل بني سل :" تعالى قوله في كما التقريع يفيد وقد

1."القيامة يوم الكفرة لأست كما ،تقريع سؤال السؤال

قال ،50 اآلية - المائدة" يبغون الجاهلية أفحكم :" تعالى قوله في كما عبيرالت يفيد وقد

كتاب هلأ نهمأب لليهود اير عبت يكون نأ والثاني:" االستفهام لهذا وجها ذكر بعدما الزمخشري

ترجع وال كتاب عن تصدر ال وجهل هوى هي التي الجاهلية الملة حكم يبغون وهو ،وعلم

2من اهللا تعالى." وحي لىإ

المائدة" الله حكم فيها التوراة وعندهم يحكمونك وكيف :" تعالى قوله في كما التعجب يفيد وقد

نأ مع وبكتابه به يؤمنون ال لمن تحكيمهم من تعجيب يحكمونك وكيف :"يقول ،43 اآلية -

3."به يماناإل يدعون الذين كتابهم في منصوص الحكم

والغرض الكالم سياق في ثراأ للجواب نأل ،السؤال من دصالمق هو نفسه الجواب يكون وقد

من بلغت وقد عاقرا امرأتي وكانت غالم لي يكون أنى رب قال : " تعالى قوله في كما منه

صفة على وامراته وهو والأ طلب لم قلت نإف :"الزمخشري قال ،8 اآلية - مريم" عتيا الكبر

المؤمنون فيزداد جيبأ بما ليجاب :قلت ؟واستعجب استبعد بطلبيته سعفأ فلما والعقر العتي

                                                             196، ص 1الزمخشري، الكشاف ، ج 1 498، ص 1المصدر نفسه ، ج 2 492، ص 2ه، ج سالمصدر نف 3

Page 211: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

206  

غني اهللا نأ في واحد منهاج على كان خيراأو والأ زكريا فمعتقد الا و المبطلون ويرتدع يماناإ

1."سباباأل عن

طارياإل من خرجت نهاأ وكيف معانيها متتبعا الزمخشري ليهاإ تطرق وغيرها المواضع هذه

بمعزل ليهاإ ويتوصل لتفهم كانت ما ،عديدة وجوه لىإ الحقيقي االستفهام في المتمثل العام

،الكالم له سيق ما لمعرفة ومقالية حالية قرائن بمقتضى يتحدد جزء هي بل ،السياق عن

ونسبية اختالفية هي المعاني هذه نأ المالحظ ومن ،االستفهام طرفي بين العالئق ومختلف

لوك ،والسياق بالمعنى ترتبط نهاأ ذلك لمفسر مفسر ومن خرآل مؤول من تختلف واعتبارية

ورد الذي السياق رهين عليه تدل وما االستفهام صيغ فمعرفة ،زاوية من القضايا هذه يفهم

.نفسه الخطاب معنى رهين نهأ كما الخطاب فيه

وتماسك النصالسياق - 3

ترتيب الخطاب 3-1

كما اهتم ،نآالقر سس التي سار عليها نسق الجمل وترتيبها في ألاهتم الزمخشري ببيان ا

وهو من صميم النظر في المعاني ،يات وهو مبحث جدير باالهتمام والتوضيحبترتيب اآل

جزاؤه أوالمراد بترتيب الخطاب الكيفية التي تترتب بها ،وكيف يمهد سابقها لالحقها

،خرى تناظرها في سياقهاأن تكون موافقة لترتيب وحدات أه الوحدات يفترض ذفه ،ووحداته

تكون وفي كل الحاالت ،و العكسأدنى لى األإعلى ن يكون من األأا الترتيب كذوه

                                                             4، ص 3الزمخشري، الكشاف ، ج 1

Page 212: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

207  

.و المعنىأجزاء الخطاب وبين جهة من جهات اللفظ أالمناسبة قائمة بين ترتيب

بين وجود ييات فكان ينظر في المعاني و كثيرة عند الجمل واآلوكانت للزمخشري وقفات

دل على أنها خرى ألن الجملة قد تقدم على األأا ذبين في هيو ،ترتيب بعضها على بعض

.الغرض المسوق له الكالم

بطنه ومنهم من والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على :"في قوله تعالى :"يقول

هذه ن قلت لم جاءت إف ،45اآلية -لى أربع" النور يمشي على رجلين ومنهم من يمشي ع

لة آعرق في القدرة وهو الماشي بغير أقدم ما هو :قلت ؟الترتيب اذالثالثة على هجناس األ

1."ربعأو قوائم ثم الماشي على رجلين ثم الماشي على أرجل أمشى من

ن ثم أورثنا الكتاب الذي :"كثر عددا كما في قوله تعالىنها تدل على األوقد تتقدم الجملة أل

قتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله" اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم م

ان ذيقلت لإل ؟ن قلت لم قدم الظالم ثم المقتصد ثم السابقإف :"يقول ،32اآلية -فاطر

2."ل من القليلقأاليهم والسابقون باإلضافةن المقتصدين قليل أو ،بكثرة الفاسقين وغلبتهم

يب على ذالتعجزاء الخطاب بناء على ترتيب سابق تقديم لفظ أومن بين ما ترتبت فيه

ألم تعلم أن الله له ملك السماوات واألرض يعذب من يشاء :"قال تعالى اآليةالمغفرة في

لك تقدم ذقوبل ب ، ألنه40اآلية -المائدة "كل شيء قدير ويغفر لمن يشاء والله على

                                                            

195، ص 4الزمخشري، الكشاف، ج 1 453، ص 3المصدر نفسه، ج 2

Page 213: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

208  

والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال من " اآليةفي 1،السرقة على التوبة

اب على المغفرة فلكي يناسب ذا قدم لفظ العإذف ،38اآلية -الله والله عزيز حكيم " المائدة

.كر السرقة على التوبةذتقديم

فتقع الجمل مرتبة ،فكارأساس ما يقع للنفس من خواطر و أوقد يكون ترتيب الجمل على

ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم :" في قوله تعالى :"على وفق ترتيب هده الخطرات يقول

ن العاقل ينظر أل :قلت ؟يمانن قلت لم قدم الشكر على اإلإف ،147اآلية -النساء "وآمنتم

ا انتهى ذإف ،للمنافع فيشكر شكرا مبهما هوتعرض هلى ما عليه من النعمة العظيمة في خلقإ

يمان فكان الشكر متقدما على اإل ،من ثم شكر شكرا مفصالآلى معرفة المنعم إبه النظر

2."ومدارهصل التكليف أنه أوك

فكارا أيلحظ الزمخشري ،وحينما يكون المقام مقام مناظرات فكرية بين التوحيد والشرك

،بطال المعتقد الباطل وتحقيق الحقإبالسؤال البسيط وتنتهي ب أا المجال فتبدذتتصاعد في ه

بيه وقومه وبين كيف رتب ابراهيم فقد وقف الزمخشري عند مناقشات ابراهيم عليه السالم أل

إذ قال )69واتل عليهم نبأ إبراهيم ( :"في قوله تعالى :"فكاره ومعانيه يقولأليه السالم ع

قال هل يسمعونكم ) 71( ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين 70ألبيه وقومه ما تعبدون(

ون أو ) 72( إذ تدعون ) 74(لك يفعلون كذ قالوا بل وجدنا آباءنا )73(ينفعونكم أو يضر

وال عما ألهم أحسن ما رتب ابراهيم عليه السالم كالمه مع المشركين حين سأوما الشعراء،

                                                             485، ص 1الزمخشري، الكشاف، ج 1 102، ص 4المصدر نفسه، ج 2

Page 214: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

209  

فع نها ال تضر وال تنأمرها بأبطل ألهتهم فآنحى على أ ثم ،يعبدون سؤال مقرر ال مستفهم

ن يكون شبهة فضال أخرجه من أفكسره و ،قدمينبائهم األآوال تبصر وال تسمع على تقليد

1."ن يكون حجةأ

دنى سواء كان من حيث القلة لى األإعلى جزاء الخطاب التدرج من األأومن صور ترتيب

عني من أول فمن صور التدرج األ ،لى المفضولإو من حيث التدرج من الفاضل أ والكثرة

ومن مظاهر مراعاة ،ترتيب الحاصل بين االجناس الثالثةلكرناه عن اذلى القلة ما إالكثرة

واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح :"لى المفضول قوله تعالىإالتدرج من الفاضل

ن قلت لم قدم إف :"قال الزمخشري ، 7اآلية -األحزاب وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم"

نبياء ا العطف لبيان فضيلة األذه :قلت ؟رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم على نوح فمن بعده

ء فضل هؤالأفلما كان محمد صلى اهللا عليه وسلم ،راريهمذين هم مشاهيرهم و ذال

2."من قدمه زمانه لك لقدمذفضلهم ولوال أنه أالمفضولين قدم عليهم لبيان

ولم يقتصر الزمخشري على توجيه ترتيب الخطاب، بل كان يلجأ إلى ما يمكن تسميته

إعادة ترتيب الخطاب.

عادة ترتيب الخطاب إ 3-2

ن نسميه ألى ما يمكن إ ألم يكن يقتصر الزمخشري على توجيه ترتيب الخطاب بل يلج

،حداثيب غير ترتيب الوقائع واألتن الخطاب ورد بتر أعادة ترتيب الخطاب حين يالحظ إ

                                                             203، ص 3ج الزمخشري، الكشاف، 1 398، ص 3ج المصدر نفسه، 2

Page 215: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

210  

) ونحن 84) وأنتم حينئذ تنظرون (83فلوال إذا بلغت الحلقوم ( :"لك قوله تعالىذمن

ا إن كنتم ) ترجعونه 86) فلوال إن كنتم غير مدينين (85أقرب إليه منكم ولكن ال تبصرون (

ن إا بلغت الحلقوم ذإفلوال ترجعونها -ترتيب اآلية :"حيث قال)" الواقعة، 87صادقين (

1"-كنت صادقين

اآلية:" ومن آياته جزاء الخطاب أعادة ترتيب إلى إشار فيها الزمخشري أيات التي ومن اآل

ن قوله ألى إهب ذحيث ، 23اآلية -منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله" الروم

آياتهومن -هو من باب اللف وترتيبه منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله" :"تعالى

2"- ن فضله بالليل والنهارمنامكم وابتغاؤكم م

فان "ي يسميه ذمظاهر انسجام الخطاب الا المبحث المتعلق بترتيب الخطاب هو من ذوه

ن ورود الوقائع في متتالية معينة ألك ذ ،-الترتيب العادي للوقائع في الخطاب- "دايك

فان "ي يقرره ذا الذه 3،سها معرفتنا للعالمأيخضع لترتيب عادي تحكمه مبادئ مختلفة على ر

حكام من خالل تفسيره إظهر جليا من خالل الممارسة النصية التي طبقها الزمخشري ب "دايك

،نه جدير بالتنويهاال إجرائيا إن كان ا ي و ذا السبق الذولعل فان ديك لم يكن يعلم به ،الماتع

ي لم يكن الشغل الشاغل للقدامى خصوصا ذولم يكن ينقصه سوى التفصيل النظري ال

                                                             352، ص 4ج الزمخشري، الكشاف، 1 358، ص 3ج المصدر نفسه، 2 205ينظر فان دايك، النص والسياق، ص 3

Page 216: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

أثر السياق في ترجيح داللة النص لدى الزمخشري المبحث الثاني  

211  

ه الخصوصية عبر النص ذلى الممارسة والكشف عن هإي وجه عنايته ذزمخشري الال

.القرآني

ن السياق إذ أ ،جزاء الخطاب عن السياق بصفة عامةأن يفصل ترتيب أا ال يمكن ذوبه

اره تبنسجام النص باعال اتحقيق ،ن يكون الترتيب مالئما وموافقا للسياق الداخليأيقتضي

ا للسياق الخارجي بكل ذو يكون مناسبا كأ ،القرآنيمظهرا من مظاهر انسجام الخطاب

.تمفصالته وعناصره

Page 217: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 

Page 218: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

213  

نوجزها في هذه الخاتمة النتائجلى مجموعة من إلقد سمح لنا هذا العمل بالخروج

:كما يلي

فكار وغيرها أتجسيد وظائف اللسان من تعبير وتواصل ونقل على قدر لقرينة األا

.طارها تتم هذه الوظائفإذ في إ ،لى حيز الفعل هي قرينة السياقإونقلها

حيان في ودوره الحاسم في كثير من األ ،السياق بنوعيه اللغوي وغير اللغوي هميةأ

:ترجيح المعنى المراد من الحدث الكالمي من حيث

و الوحدة الدالة في أو اللفظة أو ترجيح الداللة المقصودة من الكلمة أتحديد

داخل التعبير ينضويفالسياق ،طار الجملة التي انتظمت والمقام الذي قيلت فيهإ

ليه علماؤنا القدامى وبخاصة البالغيين منهم في عبارة إشار أالمنطوق وقد

).موجزة مقتضبة دالة بقولهم (لكل مقام مقال

نوع الداللة وتقييد المطلق وتخصيص العام وتفصيل المجمل وتبين المهملت.

ال تتحدد و اللفظة المعجمية المجردة عن سياقها مفرغة من الداللة و أالكلمة

و السياق الذي سيقت فيه باستثناء طائفة أال في ظل االستعمال إداللتها الحقيقية

.حادية الداللة والمعنى وهي قليلة جدااأللفاظ والكلمات يسيرة من األ

ال من خالل تسييقها مع ضميماتها ومجاورتها لها إال تكتسب الكلمة فصاحتها

.في سياق معين

Page 219: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

214  

قيمة قرينة السياق تتجلى بوضوح في التفريق بين معاني المشترك اللفظي

فتسييق لفظة المشترك في سياق معين يترجح ويتعين ،لفاظهأوترجيحها لداللة

فقرينة السياق كفيلة برفع ،معناها المراد من بين المعاني المحتملة والمتزاحمة

و نفي أثبات إلة ألمحدثين في مسالخالف القائم بين علمائنا القدامى وحتى عند ا

.المشترك اللفظي في اللسان العربيو تضييق ظاهرة أو توسيع أ

و أهمية السياق واالستعمال في ترجيح معاني الكلمات المترادفة فيما بينها كليا أ

الترادف إذ ،و مع فارق طفيف في بعض المواضعأجزئيا وتحمل المعنى نفسه

.ما الترادف الجزئي فهو الغالبأ ،جدا في اللغةو قليال أيكاد يكون منحصرا

اللغوي وغير اللغوي وبخاصة قرينة التقديم الدور المميز لقرائن السياق بنوعيه

و ما يقتضيه الكالم أصلي المقصود ضافة معان جديدة للمعنى األإخير في أوالت

.و داع من دواعيهاأمن غرض بالغي

ني بالنظر آال في رحاب السياق القر إنية فهما شامال آال يمكن فهم النصوص القر

يفسر بعضه بعضا أن الكريم جزء ال يتجز آذ القر إ ،ليه كوحدة سياقية كبرىإ

فيقدم ،جمل وتخصيص العام وتقييد المطلقمويتجلى هذا بوضوح في تفصيل ال

.الخاص على العام ويحمل المطلق على المقيد وهلم جرا

يات ني في ترجيح معاني اآلآيات وهو من السياق القر ين اآلهمية علم المناسبة بأ

براز وجه ا و ،يات بعضهما ببعض في انسجام تامالكريمة من خالل ارتباط اآل

Page 220: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

215  

كما هو ،بعاديابا في صورة متكاملة األا ذهابا و ليهاإالمناسبة فيما بينها والنظر

ن خالل ني للزمخشري في دراسته مآويل الخطاب القر تأظاهر في تفسير و

ني من حيث موقعية الكلمة ومدى مالئمة آسلبة النص القر أذ تتبع إ ،الكشاف

.ني في شموله وكليتهآلى النص القر إالكلمة لضميماتها ومن ثم النظر

همية سبب النزول وهومن السياق غير اللغوي ودوره في ترجيح المعنى المراد أ

ال إيات يكتشف معنى اآلحيان ال بل في كثير من األ ،يات الكريمةلبعض اآل

.بمعرفة سبب النزول

ية كريمة معان عدة في سياق آنية في آن تحتمل لفظة قر أني آعجاز القر من اإل

ذ تعجز النظريات الحديثة الغربية عن تحليل مثل إ ،واحد دون لبس وال غموض

في قوله ا)سلطان(هذه الظاهرة التي هي من خصوصيات لغة التنزيل كلفظ

لوليه جعلنا فقد مظلوما قتل ومن بالحق إال الله حرم التي النفس تقتلوا وال " :تعالى

تيان بلفظ فاإل ،33اآلية -االسراء " منصورا كان إنه القتل في يسرف فال سلطانا

ي بمعنى السلطة أي معنى المصدر ية هنا الظاهر ففي سياق اآل )(سلطانا

لى إخذ الحقوق من المعتدين أمام الذي يوهو اإل السلطة،دارة إلوالحق والصالح

ن اهللا سبحانه سيجعل للمسلمين دولة ولم يكن ألى إيماء إوفيه ،المعتدى عليهم

عجازه الخفي كما ا ن وبالغته و آوهذا من نكت القر ،ية سلطانلهم يوم نزول اآل

.الزمخشريبينه

Page 221: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

216  

نفتاح على نظريات ومناهج الدراسات اللسانية الحديثة ومنها النظرية السياقية اال

الفيرثية قصد االستفادة منها في تطوير مناهج دراستنا اللغوية في حدود ما يتالئم

و الذوبان في هذه المناهج أ ،ولساننا العربي المبين دون المساس بخصوصياته

قحاما وتطبيقها إقحامها في درسنا اللغوي العربي ا و والنظريات جملة وتفصيال

بحذافيرها دونما تحفظ حيث تتميع الخصوصيات وتهدر الدالالت وتتغير

.المعاني

نه يمكن لو انتدبت كوكبة من الباحثين أمن خالل دراستنا هذه تبين لنا

غوار تراثنا الزخم أالمتخصصين في هذه الدراسة اللسانية قصد التنقيب في

صوليين والمفسرين والمحدثين الذين المتنوع في مصنفات ومصادر اللغويين واألو

قصد لفاظ والنصوصاهتموا في دراستهم وبعناية فائقة بداللة ومعاني األ

لى منهج علمي عملي قائم بذاته في دراسة علم الداللة ومنه المنهج إالتوصل

ن كنا ال ننكر بعض المحاوالت الجادة لبعض الباحثين في هذا ا و ،السياقي

.نفرادي حسب اطالعنااالمضمار وبشكل

Page 222: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ر اد ص م ال ة م ائ قـ

 ع اج ر م ال و

Page 223: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

218  

العربية المصادر والمراجع

يمر الك آن ر الق

ابن األثير ضياء الدين، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تح أحمد الحوفي وبدوي طبانة، - 1

دار النهضة، مصر.

ابن القيم الجوزية، بدائع الفوائد، تح علي بن محمد العمران، دار الكتاب العربي، بيروت لبنان، - 2

1980.

هـ)، التقرير والتحبير في شرح التحرير ضبط وتصحيح عبد اهللا 879ابن أمير الحاج (ت - 3

.1983، 2محمود ،دار المعارف، ط

.2005، 3ابن تيمية، مجموع الفتاوى، تح عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، ط - 4

ر مكتبة ابن تيمية ابن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل آي القرآن، تح محمود شاكر، دا - 5

.2008، 2للنشر، ط

.1946ابن جني، الخصائص تح محمد علي النجار، دار الكتب المصرية، - 6

ابن خلكان، وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان، تح احسان عباس، دار صادر، بيروت. - 7

.1ط ابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، تح محي الدين عبد الحميد، - 8

ابن يعقوب المغربي، مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح ، تح خليل ابراهيم خليل، دار - 9

.1983، 1الكتب العلمية، بيروت، ط

، 2أبو بكر بن السراج، األصول في النحو، تح عبد المحسن العتلي، دار الرسالة، بيروت، ط -10

2010.

هـ.1323بعة األميرية بوالق، أبو حامد الغزالي، المستصفى في علم األصول، المط -11

Page 224: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

219  

هـ)، تفسير البحر المحيط، تح صدقي محمد 745أبو حيان األندلسي (محمد ابن يوسف ت -12

.1975جميل، دار الفكر، بيروت،

.1988، 1أبو عبيدة، مجاز القرآن، تح محمد فؤاد، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط -13

.2007، 1ؤسسة الرسالة ، ط أبو محمد بن قتيبة، أدب الكاتب، تح محمد الدالي، م -14

أبو هالل العسكري، الصناعتين، تح محمد علي البجاوي ومحمد أبو الفضل ابراهيم، دار -15

.1986صيدا، بيروت،

أبو هالل العسكري، الفروق في اللغة، تح محمد ابراهيم سليم، دار العلم والثقافة، القاهرة مصر، -16

.1991، 7ط

.1929م الكتب، القاهرة، أحمد عمر مختار علم الداللة، عال -17

بدر الدين الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تح محمد أبو الفضل ابراهيم، دار المعرفة بيروت -18

م .1957-هـ1376، 1لبنان، ط

البطليوسي، االقتضاب في شرح أدب الكتاب، تح مصطفى السقا و حامد عبد المجيد، دار -19

.1996الكتب المصرية، القاهرة،

عبد القادر ابن عمر، خزانة األدب ولب لباب لسان العرب، تح عبدالسالم هارون، البغدادي -20

.1977، 2الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، ط

Page 225: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

220  

.2016التفتازاني ، مختصر التفتزاني، دار الفكر، -21

تمام حسان، األصول ( دراسة ابستمولوجية للفكر اللغوي عند العرب)، الهيئة المصرية العامة -22

.1982تاب، القاهرة، للك

.2006، 5تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، عالم الكتب ، ط -23

، 3جابر عصفور، الصورة الفنية في التراث النقدي والبالغي، المركز الثقافي العربي، ط -24

1992.

.1988، 1الجاحظ، البيان والتبيين تح على أبو ملجم، دار الهالل بيروت، ط -25

يوطي، اإلتقان في علوم القرآن، تح محمد أبو الفضل ابراهيم، المكتبة الثقافية، جالل الدين الس -26

.1973بيروت،

جويني، البرهان في أصول الفقه، تح صالح بن محمد بن عويضة،دار الكتب العلمية، بيروت ال -27

.1997، 1لبنان، ط

ر الشروق، د ط، حسين الصغير، تطور البحث الداللي (دراسة في النقد البالغي واللغوي)، دا -28

1988.

،1996حلمي خليل، العربية وعلم اللغة البنوي، دار المعرفة، الجامعة االسكندرية، -29

.1998، 2حلمي خليل، الكلمة( دراسة لغوية معجمية)، دار المعرفة، ط -30

.1996، 1حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة، دار المعرفة، ط -31

.1981لعرب، منشورات الجامعة التونسية، حمادي صمود، التفكير البالغي عند ا -32

.2015حنفي بن عيسى، محاضرات في علم النفس اللغوي، د ت، مكتبة علم النفس، -33

.1993، 3خطيب القزويني، اإليضاح في علوم البالغة، تح عبد المنعم خفاجي، ط ال -34

Page 226: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

221  

دار القلم، راغب االصفهاني، المفردات في غريب القرآن، تح صفوان انس وعدنان الداوودي،ال -35

.1996، 1دمشق، ط

.2010، 3رماني، النكت في إعجاز القرآن، تح محمد خلف اهللا احمد، دار المعارف،، ط ال -36

.2002الرويلي وسعد البازعي، دليل الناقد األدبي، المركز الثقافي العربي، -37

.1983ط، ريمون طحان، فنون التقعيد وعلوم األلسنة، دار النشر(الشركة العالمية للكتاب)، د -38

.1855زمخشري جار اهللا، الجبال واألمكنة والمياه، د ت، مطبعة يزيل، ليدن، ال -39

، القاهرة.2زمخشري، أطواق الذهب في المواعظ والخطب، تح عبد التواب عوض، ط ال -40

زمخشري، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل، د ت، دار المعرفة ، ال -41

.1970، 2ط بيروت لبنان،

سعيد نعيمي، الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني، منشورات وزارة الثقافة واإلعالن، د ط -42

، دار الرشيد للنشر ، د ع،

.1987، 2سكاكي، مفتاح العلوم، تح نعيم زرزورة، دار الكتب العلمية بيروت، ط ال -43

.1997سلوى محمد العوا، الوجوه والنظائر في القرآن، دار الشروق، -44

سيد أحمد عبد الغفار، التصور اللغوي عند علماء أصول الفقه، دار المعرفة الجامعية، ال -45

.1996، 1اإلسكندرية، ط

.1سيوطي، شروط التفسير وآدابه، تحقيق فوار أمزرميلي، بيروت لبنان، ط ال -46

، 1وت، ط شاطبي الموافقات في أصول الشريعة، تح عبد اهللا دراز، دار الكتب العلمية، بير ال -47

2004.

.1940، 1شافعي، الرسالة، تح أحمد شاكر، مكتبة الحلبي، مصر، ط ال -48

.1992، 2شهرستاني، الملل والنحل، تح أحمد فهمي محمد، دار الكتب العلمية، ط ال -49

Page 227: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

222  

.1960، 1صبحي صالح، دراسات في فقه اللغة، دار العلم للماليين، بيروت لبنان، ط -50

.2000لتنوير، دار النشر التونسية، دت، د ط، طاهر بن عاشور، التحرير واال -51

.2001، 1طاهر حمودة، دراسة المعنى عند األصوليين، دار الجميل، ط -52

دراسة مقارنة مع السيمياء الحديثة، دار الطليعة، –عادل فاخوري، علم الداللة عند العرب -53

.2012، 1بيروت، ط

.1989، 2شاكر، مكتبة القاهرة، ط عبد القاهر الجرجاني، دالئل االعجاز، تح محمود محمد -54

.2000، 1عبد اللطيف محمد حماسة، النحو والداللة، دار السالم ، ط -55

عبد المنعم خليل، نظرية السياق بين القدماء والمحدثين ، دار الوفاء للنشر والطباعة ، -56

.2007، 1االسكندرية، ط

وية تداولية)، دار الكتاب عبد الهادي بن ظافر الشهري، استراتيجيات الخطاب (مقاربة لغ -57

.2004، 1الجديد، بنغازي ليبيا، ط

عز ابن عبد السالم، اإلشارة إلى اإلجاز في بعض أنواع المجاز، تح سعد دمشقية، دار ال -58

م .1986-هــ1408، 1البشائر اإلسالمية، بيروت، ط

الشروق، جدة، عز بن عبد السالم، فوائد في مشكل القرآن، تح سيد رضوان وعلي الندوي، دارال -59

.1982، 2ط

علي آيت أوشان، السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، -60

.2000، 1ط

علي بن محمد اآلمدي، اإلحكام في أصول االحكام، تح عبد الرزاق عفيف، دار الصميعي، ط -61

1 ،2003.

Page 228: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

223  

م اللغة الحديث، دار الشؤون الثقافية، بغداد ط علي زوين، منهج البحث اللغوي بين التراق وعل -62

1 ،1986.

. 2007، 1عواطف مصطفى كنوش، الداللة السياقية عند اللغويين، دار السياب، ط -63

.2000، 2غازي طليمات، في علم اللغة ، دار طالس، ط -64

فاطمة الشيدي، أثر السياق في تحديد دالالت الخطاب (المعنى خارج النص)، دار نينوى، -65

.2011مشق، د

.1980، 1فخر الدين الرازي، المعالم في أصول الفقه، دار الكتب العلمية، بيروت، ط -66

فراء، معاني القرآن، تح أحمد يوسف التجاني، محمد علي النجار وعبد الفتاح اسماعيل -67

.1الشلبي، الدار المصرية، ط

، 1للطباعة والنشر، ط فريد عوض حيدر، علم الداللة دراسة نظرية تطبيقية، دار اآلدابال -68

2005.

، 1قاضي البقاعي، نظم الدرر في تناسب اآليات والسور، د ت، دار الكتاب، القاهرة، ط ال -69

1960.

ضي الشريف الجرجاني، الوساطة بين المتنبي وخصومه، تح محمد أبو الفضل ابراهيم وعلي اقال -70

.2006، 1البجاوي، المطبعة العصرية، بيروت ، ط

، 1قاضي عبد الجبار، المغني في أبواب التوحيد والعدل، د ت، الشركة العربية، مصر، ط ال -71

1968.

، 1قرطبي، الجامع ألحكام القرآن، تح عبد اهللا بن عبد المحسن التركي، دار الرسالة، ط ال -72

2006.

.2011محمد على التهانوي، كشف اصطالحات الفنون تح رفيق العجم، د ط، -73

Page 229: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

224  

لدسوقي، حاشية الدسوقي على مختصر السعد شرح تلخيص مفتاح العلوم، دار محمد ابن أحمد ا -74

.2002الكتب العلمية،

محمد الصغير بناني، النظريات اللسانية والبالغية عند العرب، دار الحداثة للطباعة والنشر، -75

2007.

سليمان، محمد بن يزيد المبرد، ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد، تح أحمد محمد -76

.1981، 1دار األوقاف الكويتية، ط

محمد بن يعقوب الفيروز أبادي، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، تح محمد علي -77

.1973، 1النجار، دار المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية، ط

البالغية، محمد حسنين أبو موسى، البالغة القرآنية في تفسير الزمخشري وأثرها في الدراسات -78

.1980، 1دار الفكر العربي، ط

.1984، 2أبو موسى، دالالت التركيب دراسة بالغية، مكتبة وهبة، القاهرة، ط محمدمحمد -79

.1976، 1محمد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون، دار الكتب الحديثة، بيروت، ط -80

.1991البيضاء، ، الدار1محمد خطابي، لسانيات النص (مدخل الى انسجام الخطاب)، ط -81

.1994، 1محمد عبد المطلب، البالغة و األسلوبية، الشركة المصرية العالمية للنصر، ط -82

.1990، 1محمد مفتاح، مجهول البيان، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط -83

محمد نظيف، الحوار وخصائص التفاعل التواصلي (دراسة تطبيقية في اللسانيات التداولية)، -84

ريقيا الشرق، الدار البيضاء.مؤسسة اف

محمد نورالدين منجد، االشتراك اللفظي في القرآن بين النظرية والتطبيق، د ت، دار الفكر، ط -85

1 ،1999.

.1997، 2محمود السعران، علم اللغة (مقدمة للقارئ العربي)، دار الفكر، القاهرة، ط -86

Page 230: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

225  

بيان إعجازه، دار المعارف، مصطفى الصاوي الجويني، منهج الزمخشري في تفسير القرآن و -87

.1984، 3القاهرة، ط

.2000، 11مناع القطان، مباحث علوم القرآن، مكتبة وهبة، ط -88

نصر حامد أبو زيد، االتجاه العقلي في التفسير، دار المعارف، بيروت، د ت، د ط. -89

فكر نهاد الموسى، نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث، د ت ، دار ال -90

.1987للطباعة،

هادي نهر، علم الداللة التطبيقي في التراث العربي، تح محي الدين عبد الحميد، دار األمل، -91

.2007، 1األردن، ط

.1988، 1هادي نهر، علم اللغة االجتماعي عند العرب، دار النشر، جامعة بغداد، ط -92

، 2ت، نادي تراث اإلمارات، ط هيثم سرحان، استراتيجية التأويل الداللي عند المعتزلة، د -93

2012.

ياقوت الحموي، معجم األدباء (إرشاد األريب إلى معرفة األديب)،تح إحسان عباس، دار -94

.1993، 1المغرب اإلسالمي، ط

المراجع المترجمة

بول ريكور، نظرية التأويل (الخطاب وفائض المعنى)، تر سعيد الغالمي، المركز الثقافي، الدار -95

.2006، 2البيضاء، ط

.1988، 1بيار چيرو، علم الداللة، ترجمة منذر عياشي، دار طالس، دمشق، ط -96

، الدار 1رومان جاكبسون، قضايا شعرية، تر محمد الوالي ومحمد منور، دار توبقال للنشر، ط -97

.1988البيضاء،

Page 231: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

226  

.1997، 12ستيف اولمان، دور الكلمة في اللغة، تر كمال بشر، دار غريب للنشر، ط -98

دايك، النص والسياق (استقصاء البحث في الخطاب الداللي والتداولي)، ترجمة عبد القادر فان -99

.2000قنين، افريقيا شرق، الدار البيضاء،

كلود جرمان وريمون لوبلون ترجمة نور الهدى لوشن، علم الداللة، منشورات جامعة قار يونس -100

.1997، 1بنغازي ليبيا، ط

المعاجم

، 3اييس اللغة، تح وضبط عبد السالم هارون، دار الفكر، القاهرة، ط ابن فارس، معجم مق -101

1981.

.2010ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، د ت، د ط، -102

الراغب األصفهاني، المفردات في غريب القرآن تحقيق نديم رعشلي، مركز الدراسات والبحوث -103

.2009مكتبة نزار،

فات، تح محمد صديق المنشاوي، دار الفضيلة، د ط.الشريف الجرجاني، معجم التعري -104

.2004 ،4 ط بيروت، الشروق، دار الوسيط، المعجم العربية، اللغة مجمع -105

الرسائل الجامعية

ردة اهللا الطلحي، داللة السياق، رسالة دكتراه، إشراف عبد الفتاح عبد العليم البركاوي، جامعة أم -106

.1996القرى،

.2005سالم علوي، مالمح علم الداللة عند العرب، رسالة دكتراه، جامعة الجزائر، -107

صبا يوسف النجار، اإلعجاز اللغوي في القرآن بين الجرجاني والزمخشري في كتابيهما "دالئل -108

.2006اإلعجاز" "الكشاف"، رسالة ماجيستر، جامعة اليرموك،

Page 232: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

227  

خشري ( مقاربة في ضوء المنهج األسلوبي علي حميداتو، التأويل والحجاج في كشاف الزم -109

.2012التداولي)، رسالة دكتراه، إشراف علي مالحي، جامعة الجزائر،

محمد األمين خويلد، المستويات الداللية في اللغة العربية وأبرز مظاهرها عند ابن جني، رسالة -110

.2011ماجيستر، إشراف العيد رتيمة، جامعة الجزائر،

مراد حاج محند، السياق ودوره في استنباط االحكام النقدية، رسالة ماجيستر، إشراف مصطفى -111

.2012درواش، جامعة مولود معمري تيزي وزو،

.2012، 1مسعود بودوخة، السياق والداللة، رسالة ماجيستر، جامعة الجزائر، بيت الحكمة، ط -112

المقاالت

الفرنسية في ضوء النهج السياقي، ديوان المطبوعات توامة عبد الجبار، نقد ترجمة القرآن إلى -113

.2006الجامعية، الجزائر،

جامعة الكوفة، مركز الدراسات واألبحاث. -114

.17رشيد بلحبيب، أثر العناصر غير اللغوية في تغيير المعنى، مجلة األدب، عدد -115

عمر عبد اهللا، السياق القرآني وأثره في الكشف عن المعاني، الملتقى الدولي، الرياض، زيد -116

1999

سيروان عبد الزهرة الجنابي وحيدر جبار عيدان، جدلية السياق والداللة في اللغة العربية، النص -117

القرآني أنموذجا، مجلة اللغة، د ر،

في العربية، ديوان المطبوعات الجامعية، عبد الجبار توامة ،التعدية والتضمين في االفعال -118

.1994جامعة الجزائر،

Page 233: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

228  

غنية تومي، السياق اللغوي في الدرس اللساني الحديث، مجلة اللغة، د ع، جامعة محمد -119

خيضر بسكرة،

، جامعة 17نصيرة غماري، نظرية أفعال الكالم عند أوستين، مقالة في مجلة اللغة واألدب، ع -120

.2006الجزائر،

جع األجنبيةالمرا

121- Dussossure, Coure linguistique général,Paris, 1989.

122- Jean Dubos, dictionnaire de linguistique et des sciences du langage,

Larousse 2eme Edition, 1999.

Page 234: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 

Page 235: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

230  

فهرس الايات

رقم الاية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالاي ــــــــــــــــــــــــــــ السورة ةــــــــــــــــــــــ

الفاتحة وإياك نستعني 05

1-5

يـؤمنون الذين ) 2( للمتقني هدى فيه ريب ال الكتاب ذلك ) 1(امل أنزل مبا يـؤمنون والذين ) 3(ينفقون رزقـناهم ومما الصالة ويقيمون بالغيب من هدى على أولئك ) 4(يوقنون هم وباآلخرة قـبلك من أنزل وما إليك

م )5(المفلحون هم وأولئك ر

البقرة

07 عذاب وهلم غشاوة أبصارهم وعلى مسعهم وعلى قـلوم على الله ختم

عظيم مرض قـلوم يف 10 المفسدون هم إنـهم أال 12

ا... 15- 14 )15...(م يستـهزئ الله ) 14(مستـهزئون حنن إمن مهتدين كانوا وما جتارتـهم رحبت فما باهلدى الضاللة اشتـروا الذين أولئك 16 يـرجعون ال فـهم عمي بكم صم 18 الموت حذر الصواعق من آذام يف أصابعهم جيعلون 19 وأبصارهم بسمعهم لذهب الله شاء ولو 20 النار فاتـقوا تـفعلوا ولن تـفعلوا مل فإن 24 األنـهار حتتها من جتري جنات 25 الله عهد ينقضون الذين 27 إحسانا وبالوالدين الله إال تـعبدون ال إسرائيل بين ميثاق أخذنا وإذ 83

87 بـتم فـفريقا استكبـرمت أنفسكم تـهوى ال مبا رسول جاءكم أفكلما كذ

تـقتـلون وفريقا

Page 236: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

231  

يـعلمون كانوا لو خيـر الله عند من لمثوبة واتـقوا آمنوا أنـهم ولو 103 إسرائيل بين سل 211 أعجبكم ولو مشرك من خيـر مؤمن ولعبد 221 قـروء ثالثة بأنفسهن يـتـربصن والمطلقات 228 أحياهم مث موتوا الله هلم فـقال 243

18 -19 إال إله ال بالقسط قائما العلم وأولو والمالئكة هو إال إله ال أنه الله شهد

سالم الله عند الدين إن ) 18(احلكيم العزيز هو آل )19...(اإل عمران

يـزكيهم وال القيامة يـوم إليهم ينظر ال 77 بـينهما شقاق خفتم وإن 35

الله سبيل يف يـقاتلون 76 النساء وآمنتم شكرمت إن بعذابكم الله يـفعل ما 147

11 إليكم يـبسطوا أن قـوم هم إذ عليكم الله نعمت اذكروا آمنوا الذين أيـها يا

عنكم أيديـهم فكف أيديـهم

املائدةها خبارجني هم وما النار من خيرجوا أن يريدون 37 منـ

38 والله الله من نكاال كسبا مبا جزاء أيديـهما فاقطعوا والسارقة والسارق

حكيم عزيز

40 لمن ويـغفر يشاء من يـعذب واألرض السماوات ملك له الله أن تـعلم أمل

قدير شيء كل على والله يشاء الله حكم فيها التـوراة وعندهم حيكمونك وكيف 43

املائدة يـبـغون اجلاهلية أفحكم 50 عنده مسمى وأجل أجال قضى مث طني من خلقكم الذي هو 02

ذ الله أغيـر 14 الانعام وليا أخت وقـرا آذام ويف يـفقهوه أن أكنة قـلوم على وجعلنا 25

Page 237: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

232  

نـرد ليتـنا يا فـقالوا النار على وقفوا إذ تـرى ولو 27 منكم رسل يأتكم أمل واإلنس اجلن معشر يا 130 سفاهة يف لنـراك إنا 66

الاعراف إهلا أبغيكم الله أغيـر قال 140 إليك أنظر أرين رب قال 143

169 ما ودرسوا احلق إال الله على يـقولوا ال أن الكتاب ميثاق عليهم يـؤخذ أمل

فيه الانفال الصدور بذات عليم إنه 43

منكم يـتـقبل لن كرها أو طوعا أنفقوا قل 53 هلم تستـغفر ال أو هلم استـغفر 80 التوبة

كثريا وليبكوا قليال فـليضحكوا 82 لكم أذن آلله 59

السماء يف وال األرض يف ذرة مثـقال من ربك عن يـعزب ما 61 يونس مؤمنني يكونوا حىت الناس تكره أفأنت 99 صالح غيـر عمل إنه أهلك من ليس إنه 46

تشركون مما بريء أين واشهدوا الله اشهد إين قال :" 54 عجوز وأنا أألد ويـلىت يا قالت 72

93 هود عذاب يأتيه من تـعلمون سوف عامل إين مكانتكم على اعملوا قـوم يا و

كاذب هو ومن خيزيه واألرض السماوات غيب ولله 123 يوسف يوسف تذكر تـفتأ تالله 85

بعيد ضالل يف أولئك 3 ابراهيم

أفـواههم يف أيديـهم فـردوا بالبـيـنات رسلهم جاءتـهم 9

Page 238: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

233  

النحل تستـعجلوه فال الله أمر أتى 1

مسكتم إذا ريب رمحة خزائن متلكون أنتم لو قل 100 نفاق خشية أل اإل الاسراء

تـؤمنوا ال أو به آمنوا قل 107 عوجا له جيعل ومل الكتاب عبده على أنزل الذي لله احلمد 1

الكهف أحدا منـهم نـغادر فـلم وحشرناهم بارزة األرض وتـرى اجلبال نسيـر ويـوم 100 عتيا الكرب من بـلغت وقد عاقرا امرأيت وكانت غالم يل يكون أىن رب قال 8

بشر ميسسين ومل غالم يل يكون أىن قالت 20 مريما الرمحن له فـليمدد الضاللة يف كان من قل 75 مد استـوى العرش على الرمحن 5

طه أخرى آية سوء غري من بـيضاء خترج 22 النجوى وأسروا 62 النخل جذوع يف ألصلبـنكم 71 الانبياء العليم السميع وهو واألرض السماء يف القول يـعلم ريب قال 4

ختذناه هلوا نـتخذ أن أردنا لو 17 لدنا من ال الانبياء

رنا 79 فاعلني وكنا والطيـر يسبحن اجلبال داوود مع وسخ الحج خمضرة األرض فـتصبح ماء السماء من أنزل الله أن تـر أمل 63

1-9

عن هم والذين ) 2(خاشعون صالم يف هم الذين ) 1(المؤمنون أفـلح قد لفروجهم هم والذين ) 4(فاعلون للزكاة هم والذين ) 3(معرضون اللغو

غيـر فإنـهم أميانـهم ملكت ما أو أزواجهم على إال ) 5(حافظون هم والذين ) 7(العادون هم فأولئك ذلك وراء ابـتـغى فمن ) 6(ملومني

م )9( حيافظون صلوام على هم والذين ) 8(راعون وعهدهم ألمانا

املؤمنون

وجلة وقـلوبـهم آتوا ما يـؤتون والذين 60هما واحد كل فاجلدوا والزاين الزانية 03 النور رأفة ما تأخذكم وال جلدة مائة منـ

Page 239: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

234  

طائفة عذابـهما وليشهد اآلخر واليـوم بالله تـؤمنون كنتم إن الله دين يف )"3...( مشركة أو زانية إال ينكح ال الزاين ) 2( المؤمنني من

45 ميشي من ومنـهم بطنه على ميشي من فمنـهم ماء من دابة كل خلق والله

أربع على ميشي من ومنـهم رجلني على كبريا عتـوا وعتـوا أنفسهم يف استكبـروا لقد 21

سبيال وأضل مكانا شر أولئك 34 الفرقان

53 نـهما وجعل أجاج ملح وهذا فـرات عذب هذا البحرين مرج الذي وهو بـيـ

"حمجورا وحجرا بـرزخا مستمعون معكم إنا بآياتنا فاذهبا كال قال 15

الشعراء69 -74

قالوا) 70(تـعبدون ما وقـومه ألبيه قال إذ ) 69( إبـراهيم نـبأ عليهم واتل تدعون إذ يسمعونكم هل قال ) 71( عاكفني هلا فـنظل أصناما نـعبد

كذلك آباءنا وجدنا بل قالوا) 73(يضرون أو ينفعونكم أو ) 72( )74(يـفعلون

بـتم 84 ا حتيطوا ومل بآيايت أكذ النمل تـعملون كنتم أماذا علما

63 غويـنا كما أغويـناهم أغويـنا الذين هؤالء ربـنا القول عليهم حق الذين قال

القصص يـعبدون إيانا كانوا ما إليك تـبـرأنا

وجهه إال هالك شيء كل 88

ناهم مبا ليكفروا 66 يـعلمون فسوف وليتمتـعوا آتـيـالعنكبو ت

الروم فضله من وابتغاؤكم والنـهار بالليل منامكم آياته ومن 23

33 مولود وال ولده عن والد جيزي ال يـوما واخشوا ربكم اتـقوا الناس أيـها يا

شيئا والده عن جاز هو لقمان

07 وعيسى وموسى وإبـراهيم نوح ومن ومنك ميثاقـهم النبيني من أخذنا وإذ

الاحزاب مرمي ابن

رمحة بكم أراد أو سوءا بكم أراد إن الله من يـعصمكم الذي ذا من قل 17

Page 240: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

235  

نصريا وال وليا الله دون من هلم جيدون وال سبأ والنـهار الليل مكر بل 33

م وآية 33 ناها الميتة األرض هل ها وأخرجنا أحيـيـ يأكلون فمنه حبا منـ يس

ا 82 فـيكون كن له يـقول أن شيئا أراد إذا أمره إمن )3(ذكرا فالتاليات ) 2(زجرا فالزاجرات ) 1(صفا والصافات 1-3

المنذرين عاقبة كان كيف 73الصافات تريدون الله دون آهلة أئفكا 86رنا إنا 18 شراق بالعشي يسبحن معه اجلبال سخ ص واإل

يـتـقون لعلهم عوج ذي غيـر عربيا قـرآنا 28 الله جنب يف فـرطت ما على حسرتا يا نـفس تـقول أن 56 الزمر

اجلاهلون أيـها أعبد تأمروين الله أفـغيـر 64 الشورى إليك يوحي كذلك 3

الفتح مبينا فـتحا لك فـتحنا إنا 1

الحجرات لعنتم األمر من كثري يف يطيعكم لو الله رسول فيكم أن واعلموا 7

ق حتيد منه كنت ما ذلك باحلق الموت سكرة وجاءت 19

)7...( أبصارهم خشعا) 6( نكر شيء إىل الداع يدع يـوم عنـهم فـتـول 6-7 القمر

ودسر ألواح ذات على ومحلناه 13 تشكرون فـلوال أجاجا جعلناه نشاء لو 70

الواقعة83 -87

أقـرب وحنن ) 84( تنظرون حينئذ وأنتم ) 83( احللقوم بـلغت إذا فـلوال ) 86( مدينني غيـر كنتم إن فـلوال ) 85( تـبصرون ال ولكن منكم إليه

)87( صادقني كنتم إن تـرجعونـها حيتسبوا مل حيث من الله فأتاهم الله من حصونـهم مانعتـهم أنـهم وظنوا 2

الحشر من فضال يـبتـغون وأمواهلم ديارهم من أخرجوا الذين المهاجرين للفقراء 8-9

Page 241: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

236  

 

والذين ) 8( الصادقون هم أولئك ورسوله الله وينصرون ورضوانا الله ميان الدار تـبـوءوا )9...(قـبلهم من واإل

التغابن احلمد وله الملك له 1

10 هما يـغنيا فـلم فخانـتامها صاحلني عبادنا من عبدين حتت كانـتا الله من عنـ

شيئا التحريم

به اجهروا أو قـولكم وأسروا 13 امللك

ويـقبضن صافات فـوقـهم الطري إىل يـروا أومل 19 املدثر )25( البشر قـول إال هذا إن ) 24(يـؤثـر سحر إال هذا إن فـقال 25- 24

)23(ناظرة ربـها إىل ) 22(ناضرة يـومئذ وجوه 23- 22 القيامة

بقادر ذلك أليس 40نسان أيـها يا 6 الانفطار الكرمي بربك غرك ما اإل

Page 242: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

237  

رس الاشكالهف

الصفحة كلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالش رقم 85 التواصل عملية 01 86 اللغة وظائف 02 87 مخطط الفهم 03 142 مخطط العملية التأويلية عند الزمخشري 04

Page 243: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 

Page 244: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

حةرقمالصفح

I

II

أ

12

13

17

19

20

21

22

24

33

36

36

36

37

صيل

 

س والتأص

ومفاهيم

التأسيس

رس 

محددات و

ة

ن سياق ب

الفهــــر

مدخل: م

سياقية

الاحوال

ر قال لغوية غ

ظري: الس

م

ب

الس والداللة

داللة

الا مقتضيات

املق وظروف

ي تحديد املع

صل النظ

داء

وعرفان ر

مة

م الداللة

عند العربلة

الاساسية لة

الد تحديد صر

وم املقامات ة

املقام ف

واملخاطب م

ي ية السياق

الفص

م السياق

السياق

ق الن

ق الوجودي

ق املقامي

هدالا -

شكر -

مقدم - 

مفهوم 1

الدالل 2

الدالل 3

عناص 4

نظرية -1

تعريف 1 -1

املتكلم 1 -2

فاعلي 5

مفهوم 1 

أنواع 2 

السيا -1 

السيا -2 

السيا -3 

2

3

4

4

4-

4-

5

2

2

2

Page 245: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 4-2 السياق النفس 37

I السياق عند القدامى 38

ن دراسات ي السياق 39  1 البالغي

ن عند السياق 48  2 الاصولي

 3 املفسرين عند السياق 57

 3‐1 املفسرين عند السياق مفهوم 58

ر علماء عند السياق عناصر 60  2-3 التفس

 3-3 املفسرين عند السياق ظيفةو 64

ر بيان مرجع بيان 64  1-3-3 الضم

 2-3-3 الكلمة مع تحديد 66

 3-3-3 علم املناسبات 66

ن عند السياق 67  4 اللغوي

 I I املعاصر اللغوي الدرس ي السياق 72

 1 الغرب علماء عند السياق 72

 - السياق عند أوملان 72

ن 75  - نظرية أفعال الكالم عند أوست

 - مستويات السياق عند فان دايك 81

ي 82  1- السياق التداو

 2- السياق الادراكي 82

ي النفس السياق 83 3- الاجتما

ي السياق 83 4- الاجتما

Page 246: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ي السياق 84 5- الثقا

- والسياقس يفندر 84

- جاكبسون والسياق 84

رثية 89 - النظرية السياقية الف

ن العرب النقاد منظور من السياق 94 2 املحدث

الفصل التطبيقي

ر الزمخشري املبحث الاول: 104 ي تفس  I املمارسات النصية

1 الكشاف بمؤلف التعريف 104

1-1 اسمه 104

2-1 م لنشأته وحبه للع 104

 3-1 وفاته 107

 4-1 مؤلفاته 107

 2 اإلسھامات النصية في تفسير الزمخشري 114

 1-2 بالمجاز والقول الزمخشري 114

 2-2 الجملة حدود الزمخشري تجاوز 119

 3-2 النظم ونظرية الزمخشري 126

 4-2 الزمخشري عند العقلية القرينة 131

ي الدليل/ السمعية القرينة 138 5-2 السم

ر 145 6-2 عند الزمخشري النص تفس

ر ي التداولية املقاربة 147 3 الزمخشري تفس

Page 247: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

1-3 التعاون ومبدأ الزمخشري 147

I I الزمخشري لدى النص داللة ترجيح ي السياق الثاني: أثر املبحث 147

ركيب 153 1 النظم وال

ن العالقة 153 ركيب الكلمة ب 1-1 وال

ن العالقة 158 2-1 والسياق الكلمة ب

ن العالقة 166 3-1 والسياق الجملة ب

ر التقديم 166 1- 3-1 والتأخ

 2- 3-1 والفصل الوصل 171

 3-3-1 الحذف 176

2 والداللة النظم 179

ي ملعا 179 1-2 ) ظاهره عن املصروف( املعار واملع الاص

1- 1-2 الكناية 180

2- 1-2 واملجاز الاستعارة 184

ن الفعل داللة 193 3- 1-2 والسياق الصيغة ب

ر داللة 198 4- 1-2 السياق ي والطلب الخ

5- 1-4 والسياق الاستفهام 202

3 النص وتماسك السياق 206

1-3 ترتيب الخطاب 206

2-3 الخطاب ترتيب إعادة 209

- الخاتمة 213

- قائمة املصادر واملراجع 218

Page 248: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

 

- املالحق

1 فهرس الايات 230

2 فهرس الاشكال 237

- الفهرس -

Page 249: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ملخص البحث:

لى تجاوز النظرة الجزئية التي كانت تشهدها إ ية لسانيات النصاللقد سعت

،كبر وحدة قابلة قابة للوصف اللغويأاللسانيات السوسيورية في مقاربتها للجملة واعتبارها

لى إلى النص ومن المجرد إلى الكلي ومن الجملة إجعلها تنتقل من الجزئي زهذا التجاو

خيرة كانت ممثلة في السياق لى الكفاية التواصلية، هذه األإالمستعمل ومن الكفاية النحوية

قبض في الثبت جدارته أفقد ،الذي يعد محورا رئيسا من محاور علمي الداللة والتداولية

الدالالت المحتملة مما جعله يحتل مكانة واسعة في الدرس لى المعنى والترجيح بينع

.اللغوي المعاصر

ن ن هذا فهم مغلوط ألإف ،ن هذا المنهج هو غربي محضأ ظانوحيث يظن ال

ن ا وائل و علمائنا األ ىالمتبصر بكتب التراث يظهر له جليا المعرفة المسبقة بالسياق لد

.ملأجراء دون التكان على جهة اإل

ن الزمخشري هو واحد من هؤالء العلماء جعل جهده في كتابه الماتع أوال شك

في يهفكرة السياق معتمدا عل نبنت علىاوالتي ،"الكشاف" تطبيق نظرية النظم للجرجاني

.بالكشف عن المقصود والغرض لى المعنى لكونه كفيالإمقاربة الداللة والوصول

– السياق – النص – الجملة – التداولية – اللسانيات النصية :الكلمات المفتاحية

.الزمخشري – الكشاف – المعنى – الداللة – المقام

Page 250: 1 تﺎﻐﻠ · ءاﺪﻫإ هليحرل ةرشاعلا ىركذلا ي ةرهاطلا ةيكزلا يدلاو حور ىإ ﺳأر ىع اجات ﷲ اهمادأ يماهلإردصمو

ملخص

لى تجاوز النظرة الجزئیة التي كانت تشھدھا اللسانیات إیة لسانیات النصاللقد سعت

ھذا ،كبر وحدة قابلة قابة للوصف اللغويأالسوسیوریة في مقاربتھا للجملة واعتبارھا

لى إلى النص ومن المجرد إلى الكلي ومن الجملة إجعلھا تنتقل من الجزئي زالتجاو

خیرة كانت ممثلة في لى الكفایة التواصلیة، ھذه األإالمستعمل ومن الكفایة النحویة

في ثبت جدارتھ أفقد ،السیاق الذي یعد محورا رئیسا من محاور علمي الداللة والتداولیة

الدالالت المحتملة مما جعلھ یحتل مكانة واسعة في لى المعنى والترجیح بینقبض عال

ن ھذا إف،ن ھذا المنھج ھو غربي محضظانأوحیث یظن ال.الدرس اللغوي المعاصر

ىن المتبصر بكتب التراث یظھر لھ جلیا المعرفة المسبقة بالسیاق لدفھم مغلوط أل

الزمخشري ھو ن أوال شك .ملأجراء دون التن كان على جھة اإلإوائل وعلمائنا األ

تطبیق نظریة النظم " الكشاف"واحد من ھؤالء العلماء جعل جھده في كتابھ الماتع

لى إفي مقاربة الداللة والوصول فكرة السیاق معتمدا علیھعلىانبتتوالتي ،للجرجاني

.بالكشف عن المقصود والغرضالمعنى لكونھ كفیال

:الكلمات المفتاحیة

؛ الكشاف؛ المعنى؛ الداللة؛ المقام؛السیاق؛ النص؛ الجملة؛ التداولیة؛ اللسانیات النصیة

.الزمخشري

2017نوفمبر 30نوقشت یوم