كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم...

117
اﻟﺠﺰﻳﺮة أوراق اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﺎﻟﻢ أوﺑﺎﻣﺎ ﺑﺎراك9

description

كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.pdf

Transcript of كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم...

Page 1: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

أوراق الجزيرة

باراك أوباما والعالم العربي

9

Page 2: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

الطبعة األولى 2008 –الدوحة

قطر-الدوحة +).974( 4930218- 4930183- 4930181 :هواتف +).974( 4831346: فاآس

E-mail: [email protected]

) (رقم التصنيف

ISBN ( )

Page 3: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

أوراق الجزيرة

باراك أوباما والعالم العربي

عالء بيومي

9

Page 4: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 5: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

المحتويات

7 مقدمة 15 أزمة الحزب الديمقراطي األميرآي : الفصل األولى

23 هوامش الفصل األول 25 صعود باراك أوباما: الفصل الثاني

26 أوباما اإلنسان: القسم األول 32 أوباما المرشح الرئاسي: القسم الثاني

44 خاتمة الفصل الثاني 48 هوامش الفصل الثاني

55 باراك أوباما والشرق األوسط: الفصل الثالث 57 إسرائيل والفلسطينيون: القسم األول 75 العراق: القسم الثاني 88 إيران: القسم الثالث 97 الديمقراطية والعالقة مع الدول العربية الكبرى: القسم الرابع

103 اإلسالم في حملة أوباما الرئاسية: القسم الخامس 116 خاتمة الفصل الثالث 118 هوامش الفصل الثالث

131 خاتمة الدراسة

Page 6: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 7: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

7

باراك أوباما والعالم العربي

المقدمةاراك ة ب ة األميرآي ديمقراطي للرئاس ح ال ف المرش ي مواق ث ف البح

ا اه Barack Obamaأوبام دة، تج باب عدي م ألس ط مه شرق األوس الة ية المقبل ات الرئاس وفمبر (فاالنتخاب ي ) 2008ن ام العرب رأي الع شغل ال ت

ايير يم والمع ا الق والعالمي ألنها تأتي بعد ثمان سنوات عجاف تراجعت فيهو بوش رئيس األميرآي جورج دبلي Georgeالدولية أمام سياسات إدارة ال

W. Bush ة ذي فضل األحادي القوانين ال اعي، وضرب ب ل الجم ى العم علسرية وحرب سجون ال امو وال الدولية عرض الحائط آما حدث في جوانتان

.العراق يالمتضررين من سياسات إدارات آما أن العالم العربي آان من أآثر

بوش، والتي غزت العراق تحت تأثير المحافظين الجدد وصقور واشنطن ادوا اإلدارة، ون اطوا ب ذين أح شرق ال اء ال ادة بن رور وتطرف بإع ل غ بك

ي رائيلي، ورأوا ف ين اإلس ي اليم يهم و متطرف اآلة ترض ى ش ط عل األوسة مشروع شرق األوسط "حرب العراق فرصة لبداي اء ال ادة بن ذي " إع وال

1.المنطقة بالقوة إذا تطلب األمر" تغيير أنظمة"يقوم على د ن سابق عن شروع ال شل الم يط ف ة والتخط سوء الني ه ول ة انطالق قط

ى أو ه األول ة"وجبهت ا دون " المرآزي ا أميرآ ي احتلته راق، والت ي الع وهلة أن اإلدارة راق الفاش رب الع ت ح ث أثبت انوني، حي رر ق ق أو مب حاتها، ة أو تخطيط أو إدراك لعواقب سياس األميرآية دخلت العراق بال رؤي

الم ة، وأن قطب الع ذ البداي ائر ناهيك عن عدم قانونية الحرب من األوحد الثه ا وتدفع بط داخلي دد يتخ افظين الج وريين والمح وش والجمه ادة ب تحت قيار داخلي واختي ه ال يم بيت ام آتنظ سط المه ام بأب اء عن القي ة العمي األيدلوجيادير شعوب مسئولين أآفاء يقومون على مشاريعه المتهورة التي تغامر بمق

.المنطقةام هد ع د ش وش األخ 2008وق ام ب و ع والت وه سلطة تح ي ال ر ف ي

سالم اإلسرائيلية شرق األوسط آمفاوضات ال ر -ضخمة في ال سورية غي الة المباشرة تحت رعاية ترآية، ومفاوضات إسرائيل غير المباشرة مع حرآ

Page 8: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

8

)9(أوراق الجزيرة

ة دا لألزم ع ح ذي وض ة ال اق الدوح صرية، واتف ة م ت رعاي اس تح حمساؤ رين للت ت الكثي خمة دفع والت ض ي تح ة، وه سياسة اللبناني ول ال ل ح

شرق األوسط ا يجري بال ة م مغزاها وآيف بدت أميرآا عاجزة عن مالحق 2.من تغيرات بعدما باتت غارقة في مأزق العراق

سنت، ط تح شرق األوس ي ال اع ف ي أن األوض ك ال يعن ن ذل ولكة ات العربي تقرار، والعالق دة عن االس راق مازالت بعي ي الع -فاألوضاع ف

ستقب ؤ بم صعب التنب رائيلية ي د اإلس ع الم ى تراج افة إل ذا إض لها، ه .2005الديمقراطي بالعالم العربي منذ أواخر عام

ات ابعين العرب لالنتخاب ر من المت ذه الظروف ينظر آثي وفي ظل هى األوضاع رة عل ا الكبي را لتبعاته ام نظ ة باهتم ة المقبل ية األميرآي الرئاس

يا وعسكريا ا سياس ه أميرآ في أمور بالشرق األوسط في وقت توغلت في .العالم العربي الداخلية بشكل مفرط

ة ة المقبل ة اإلدارة األميرآي رف هوي د أن يع ي يري الم العرب فالعا وش، أو أنه ار ب اء أث ا آانت سترغب في اقتف وسياساتها المتوقعة، وإذا مر ة أآث ر والبحث عن سياسة أميرآي ة التغيي درس وأدرآت أهمي تعلمت ال

.مرعقالنية وإدراآا لعواقب األا اراك أوبام سياق ظهر ب ديمقراطي للرئاسة –وفي هذا ال المرشح ال

ة ى –األميرآي ة حت ة الداخلي ساحة األميرآي ى ال ا عل ن معروف م يك ذي ل الام ر ع زب 2004أواخ ام للح ؤتمر الع ي الم ا ف ا هام ى خطاب ين ألق حو (الديمقراطي ة )2004يولي ة مهول درات إلقائي ، وهو خطاب آشف عن ق

ان يتمتع به ذي آ ا ال ك الوقت –ا أوبام مجرد مرشح ديمقراطي – في ذل .يتنافس على أحد مقاعد مجلس الشيوخ األميرآي عن والية ألينوي

وقد خرجت الصحف األميرآية في اليوم التالي لخطاب أوباما تتحدث ر ة وفك ة هائل درات خطابي ع بق د يتمت م سياسي أميرآي جدي يالد نج عن م

ى ادرة عل درة ن د وق الهم جدي ن أم ر ع اهير والتعبي ع الجم ل م التواص .وطموحاتهم

ن أصول در م ذي ينح ا ال ا بأوبام ل اهتمام ي أق الم العرب ن الع م يك ولالمي الم اإلس ي الع ه ف ن طفولت زءا م ضى ج سلمة وق ذور م ة وج أفريقي

Page 9: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

9

باراك أوباما والعالم العربي

رب ات الع ن حري ع ع سيا وداف سلمة بأندون ة م ي مدرس امين ف ودرس لعة األميرآيين المدنية في الخطاب سياسة األميرآي و ( الذي قدمه للحياة ال يولي

3.، آما عارض حرب العراق قبل بدايتها)2004

وخالل االنتخابات الرئاسية التمهيدية حاز أوباما على اهتمام آثير من سحاب من العراق وعن الحوار مع ه تحدث عن االن المتابعين العرب ألن

اء الجسور إيران وسوريا وعن أهمية تغليب الدبلوماسية عل ى الحرب وبن 4.مع العالم اإلسالمي

ل ا أق ا وخارجه ل أميرآ ابعين داخ ن المت د م ا للعدي دا أوبام ا ب آمسية ة الرئي سته الديمقراطي ة من مناف سياسة الخارجي صقورية على ساحة ال

ون ة صقورية Hillary Clintonهيالري آلينت ، والتي تبنت سياسة خارجي .تلف آثيرا عن مواقف المحافظين الجددمتشددة رأى البعض أنها ال تخ

حين ن المرش ة م ية ومهادن ر دبلوماس ا أآث دا أوبام الطبع ب وبة دفاع عن سياسات بوش بالمنطق ى ال الجمهوريين الذين آانوا عازمين عل

.وعلى رأسها حرب العراقى أن ا، حت ا وخارجه وهكذا فاز أوباما بإعجاب الكثيرين داخل أميرآ

بعض رأى أن أوبام ين ال دا دولت ا ع ع فيم الم أجم ات محل إعجاب الع : ا بر من هما الصين ألسباب تنافسية واقتصادية ، وإسرائيل والتي شكك الكثيوريا ران وس اه إي ة تج ه المهادن اته ومواقف ا وسياس ي أوبام ريها ف مناصد ي أح ر ف ا ذآ ة أن أوبام ة ، خاص صفة عام رب ب سطينيين والع والفل

سطينيين ال أحد يعا "تصريحاته أن بط ". ني أآثر من الفل ه ارت ا أن ل ، آم قبي شيوخ األميرآ س ال ول مجل روفين دخ رآيين مع سطينيين أمي اتذة فل بأس

سور ى رأسهم البروفي سطيني وعل شعب الفل بمواقفهم المدافعة عن حقوق ال 5.األميرآي الراحل إدوارد سعيد

ى أوبا ودة عل ة المعق ال العربي ل ضاعفت اآلم ا عوام ا وهي جميعه ماه سموا تج ذين انق رائيل وال ع مناصري إس ه م رت عالقت ا وت خاصة وأنه

.أوباماات دم االنتخاب ع تق وال فم س المن ى نف ستمر عل م ت صة ل ن الق ولكا ة ألوبام ة واليميني رائيلية والجمهوري ادات اإلس د االنتق ية وتزاي الرئاس

دأت تصريحاته ولمواقفه الدبلوماسية، تحول أوباما تدريجيا نحو اليمين، وب

Page 10: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

10

)9(أوراق الجزيرة

و ل يوني ؤتمر 2006تتلون بصبغة أخرى، حتى ألقى في أوائ ام م ا أم خطاب" إيباك"لجنة الشؤون العامة األميرآية اإلسرائيلية المعروفة اختصارا باسم

AIPAC - ونفوذا سياسيا وهي أآبر منظمات لوبي إسرائيل وأآثرها شهرةه، إذ أظهر أوب – ق حيث بدا وآأن أوباما أخر يتحدث في ه المطل ا التزام ام

ن ا أعل ا، آم بأمن إسرائيل، وتجنب الحديث عن أي ضغط قد يمارسه عليهآعاصمة إلسرائيل، وهي تصريحات أشعرت " غير المقسمة"دعمه للقدس

ت أدراج ا ذهب ى أوبام ودة عل الهم المعق أن أم رب ب سلمين والع بعض الم 6.الرياح

دة عن حقيق ساؤالت عدي ر ت سابقة تثي ته، التطورات ال ا وسياس ة أوبامساسة ن ال ره م ه آغي ه، أم أن ودة علي ال المعق م األم ا لحج ي حق ل يرتق فهن ة م سياسة األميرآي اذير ال ضغوط ومح ضع ل د وأن يخ رآيين الب األميأحزاب وصراعات وتحزب ولوبيات وجماعات مصالح تحول بضغوطها يين صاف سياس رآيين ألن سياسيين األمي ن ال ر م راء آثي ا الحم وخطوطه

.يرددون ما تريده تلك الجماعاتة، ذه الدراس ة، وهي موضوع ه سابقة الهام ة ال ع المفارق ل م وللتعام

.رأينا أن نقسم بحثنا التالي لثالثة أجزاء أساسية، آما يليفصل أول يتناول األوضاع الداخلية داخل الحزب الديمقراطي، والذي

ا أو أي إدارة ديم ة، يمثل الوعاء األول لمواقف أوبام ا قراطي از أوبام إذ لوفزب ن الح ح ع ا آمرش وز به سوف يف ل ف وفمبر المقب ي ن ة ف بالرئاسده ه وقواع ي بنخبت ه ويحتم ن أجندت ر ع ي يعب ديمقراطي األميرآ السياساته شكلين ل ه والم ه أعضاء إدارت ين قيادات ن ب ار م ة، ويخت الجماهيري

.والقائمين على تطبيقهاديمقراطي زب ال ا أن الح أي ح–آم ة –زب آ راعات داخلي ه ص ب

سكرها، زب لمع ادات الح د قي ى ش سابق عل رى تت احرة وأخ ات متن وجماعة ا في حال وهي جميعها قيود سوف تنضاف للضغوط المفروضة على أوبام

.فوزه بالرئاسةسان سه آإن ا نف رض ألوبام وف يتع ة س ن الدراس اني م زء الث الج

ديمقراطيين وسياسي ومرشح ديمقراطي، وآيف تمكن من الفوز بتر شيح الة ة والمالمح العام له في االنتخابات الرئاسية الحالية وطبيعة أجندته الداخليلفلسفته السياسية والجماعات المحيطة به، وهل هو بالفعل سياسي مختلف

Page 11: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

11

باراك أوباما والعالم العربي

ق سه ببري اط نف ادي أح ي ع ه سياس ا أن ه؟ أم ر إلي بعض النظ و لل ا يحل آم خطابي وهالة إعالمية أخفت حقيقته؟

ذا ف وله ة مواق ذه الدراس ن ه ر م ث واألخي صل الثال ي الف اول ف نتنسالم، ة ال ي عملي ط، وه شرق األوس ضايا ال م ق اه أه صيلة تج ا التف أوبامة دول العربي ا من ال ة وموقف أوبام ران، وقضية الديمقراطي والعراق، وإيزءا ا ج ا أوبام ي يمنحه سودان الت وريا وال سعودية وس صر وال رى آم الكب

را من اهتما ي آبي اول صورة اإلسالم ف ا نتن ور، آم ضية دارف سبب ق ه ب مي سلمين الت الم والم ن اإلس ف م ة التخوي ن موج ه م ا وموقف اب أوبام خط

داث ذ أح ا من اح أميرآ ذه 9-11تجت ع ضحية ه سه وق ا نف خاصة أن أوبامسلم يخفي ه م الموجة بشكل أو بأخر بعدما روج خصومه شائعات تقول بأن

رى ي ؤامرة آب ي م المه ف دمير إس سلمين لت ن الم ا م داء أميرآ دبرها أع . الواليات المتحدة من الداخل

صفة ة ب ا الخارجي سياسة أوبام ام ل تم الدراسة بتصور ع ى أن نخت عل .عامة وببعض السيناريوهات المحتملة لمواقفه تجاه الشرق األوسط

Page 12: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

12

)9(أوراق الجزيرة

هوامش المقدمة

، 2008مارس 21، الجزيرة نت، "الشرق األوسط الجديد" عالء بيومي، 1http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6ACB5A7D-23B1-42E0-BB79-FEC31E6CF270.htm

يونيو 30، الجزيرة نت، "أميرآا بين التهدئة واالستعداد لمواجهة إيران" عالء بيومي، 22008،

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/5D00479E-29AE-4C39-A067-CE6515F0FC1B.htm.

،2006يونيو 24، الجزيرة نت، "ترويض أوباما" عالء بيومي، 3 http://www.aljazeera.net/NR/exeres/B5980788-C88E-4996-958C-70B16674BBE6.htm . 4 Alaa Bayoumi, “Arabs Heed Obama’s Call fro Change,” http://english.aljazeera.net/focus/uselections2008/2008/02/2008525184018320591.html, 4 Feb 2008. 5 Peter Wallsten, “Allies of Palestinians See a Friend in Obama; They Consider Him Receptive Despite His Clear Support of Israel,” Los Angeles Times, 10 April 2008, A-1. Jo Becker and Christopher Drew, “Pragmatic Politics, Forged on the South Side,” The New York Times, 11 May 2008, 1. 6 Katharine Jose, “Obama's AIPAC Speech, Rahm's Endorsement,” New York Observer, 4 June 2008.

Page 13: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 14: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

14

الفصل األول

أزمة الحزب الديمقراطي األميرآي حيث - الفيدرالية 2006مهوريين الكبيرة في انتخابات هزيمة الج

أشعرت بعض أهم -فقدوا السيطرة على الكونجرس األميرآي بمجلسيه قادتهم بأن عصر سيطرة اليمين األميرآي على واشنطن قد ولى، وأن

سوف تكون بمثابة فرصة ) 2008نوفمبر (االنتخابات الفيدرالية المقبلة قراطيون بعودة مدهم السياسي المدفوع بالفضائح يحتفل من خاللها الديم

الرئيس يواألخطاء العديدة التي ارتكبتها قيادات بالكونجرس وبإداراتجورج دبليو بوش خالل السنوات الثمانية األخيرة، وعلى رأسها حرب

1.العراق

شعر العديد من المتابعين بأميرآا 2008ولكن مع دخول شهر مارس – 2008تصار الديمقراطيين المنتظر في انتخابات عام وحول العالم بأن ان

بات أمرا متروآا لحسابات عديدة -ومن ثم استعادتهم البيت األبيض ومعقدة، وربما صار بعيد المنال، وأن السبب في ذلك يعود ال لروح جديدة دبت في الجسد الجمهوري وإنما لعادة قديمة تمكنت من عقل وقلب قيادات

2.اطي وجماهيرهالحزب الديمقر

انقسام تاريخيأصل هذه العادة يعود النقسام أو شرخ تاريخي يقسم الحزب الديمقراطي منذ نهاية الستينيات إلى فريقين متناحرين متصارعين

اليسار " فريق يعرف باسم 3متساويين في النفوذ بشكل جدي وواضح،تينيات، بعدما وهي القوى التي هزت أميرآا والعالم خالل عقد الس" الجديد

فجرت بحرا من الثورات والحرآات الجماهيرية الغاضبة التي أغرقت 4.المجتمع األميرآي بشكل عام منذ منتصف الستينيات

ضم جماعات تعبر عن األفارقة األميرآيين " اليسار الجديد"والمهاجرين والشواذ والحرآات النسوية والمثقفين والشباب والحرآات

يرها من الجماعات والحرآات الثائرة التي رفضت المعادية للحرب وغ

Page 15: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

15

باراك أوباما والعالم العربي

الوضع القائم في أميرآا ورأت فيه وضعا تقليديا رجعيا ال يرتقي لعصر ما 5 .بعد الحرب العالمية الثانية

الجماعات السابقة صعدت في أوساط الحزب الديمقراطي بسرعة فائقة لى الحزب، التقليدية المسيطرة ع رغم رفض ومقاومة النخب الديمقراطية

والتي شملت إقطاعيي الجنوب والطبقات العاملة والمتوسطة البيضاء وبعض مثقفي الشمال البيض الليبراليين وصقور السياسة الخارجية داخل

.الحزب الديمقراطي اليسار الجديد – صراعا طاحنا بين الفريقين 1968وقد شهد عام

اطيين في مؤتمرهم أدى إلى انقسام الديمقر-ونخب الحزب التقليدية االنتخابي العام لفريقين، نخب تقليدية تسيطر على قاعات المؤتمر الداخلية

" المؤتمر العام"ومرشحه الرسمي، ونخب ثائرة غاضبة ومتظاهرة خارج 6".اليسار الجديد"تريد طرح مرشحها المعبر عن

لفريقين متناحرين 1968ويبدو أن انقسام الحزب خالل مؤتمر عام تعان بقدر آبير من النفوذ والشعبية حمل في أحشائه مستقبل الحزب يتم

يسار "و" يسار جديد"لعقود قادمة، فمنذ ذلك الحين والحزب مقسم بين تطلق عليه تسميات مختلفة ألنه يتغير باستمرار بفعل " تقليدي محافظ

.هجرة آثير من أعضائه منذ ذلك الحين إلى الحزب الجمهوريالحزب بين جناحين متصارعين متساويين في القوة آما بات انقسام

تقريبا أحد أهم سمات الديمقراطيين وأسباب ضعفهم وهزائمهم المتتالية، وهو العام الذي - 1968مما أدى لخسارتهم الرئاسة باستمرار، فمنذ عام

وحتى اآلن لم يفز الحزب الديمقراطي بالرئاسة –يؤرخ به لبداية األزمة دورات رئاسية فقط، حيث فاز جيمي آارتر بدورة رئاسية إال لمدة ثالث

-1992(، وفاز بيل آلينتون بدورتين رئاسيتين )1980-1976(واحدة ، وذلك في مقابل فوز الجمهوريين بسبع دورات رئاسية خالل )2000

7.الفترة ذاتها

صعود الليبراليين الجددوره في الوقت ذاته دخل الحزب الجمهوري فترة من أزهى عص

السياسية فقد استفاد من صراعات الحزب الديمقراطي السياسية واستقبل

Page 16: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

16

)9(أوراق الجزيرة

جماعاته النازحة الرافضة ألجندة اليسار الجديد، وعلى رأسها أثرياء الجنوب والبيض من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين رفضوا أجندة

ن اليسار ألسباب أخالقية أو حقوقية، حيث رأى بعضهم أ" اليسار الجديد"الجديد مفرط في علمانيته وتجاهله للدين وللثقافة التقليدية ، وفي مناصرته لحقوق األقليات والمهاجرين، هذا إضافة إلى المحافظين الجدد الذي

على مستوى السياسية الخارجية، حيث " اليسار الجديد"رفضوا أجندة ، آاإلتحاد شعروا بأن اليسار الجديد يبالغ في مهادنة أعداء أميرآا

8.السوفيتي آما يبالغ في انتقاد إسرائيل

أضف إلى ذلك الثورة الجماهيرية التي اشتعلت في أوساط اليمين األميرآي بقيادة الجماعات المسيحية المتدينة التي رفضت أجندة اليسار

9 .الجديد األخالقية والدينيةسام على نفسه من الفرقة واالنق" اليسار الجديد"في المقابل عانى

منذ والدته في " اليسار الجديد"الذات، وغياب األجندة الموحدة، إذ تكون منتصف الستينيات من جماعات فئوية متفرقة آاألفارقة والمهاجرين والمثقفين والحرآات النسوية والشواذ وغيرهم، ولكل جماعة أجندة وقادة

بالصالح العام وممثلون، ولكنها أجندة وقيادات فئوية ال تتعلق بالضرورة 10 .أو بأجندة الحزب الديمقراطي العامة

في هذه الظروف تبلورت قيادات أو حرآة جديدة للتيار المحافظ أو " الليبراليين الجدد"داخل الحزب الديمقراطي عرفت بأسماء مختلفة مثل

، وهي حرآة ولدت من رحم األزمة، أزمة تراجع اليسار "الطريق الثالث"نقسام الحزب الديمقراطي، وثورة قوى اليمين المسيحي وصعود اليمين، وا

11 .المتدينة فاصال في صعود تلك الجماعات، حيث شهد تأسيس 1985وآان عام

وهو أحد أهم الجماعات السياسية المعبرة عن " مجلس القيادة الديمقراطي"، فقد ضم المجلس أهم قادة التيار وعلى رأسهم بيل "الليبراليين الجدد"تيار

، وهي فترة )1991-1990(آلينتون، والذي تولى رئاسة المجلس في الفترة قادت آلينتون والديمقراطيين للبيت األبيض لدورتين متتاليتين، وهو أمر لم

12 .يتكرر منذ بداية أزمة الحزب الديمقراطي في أواخر السيتنيات

Page 17: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

17

باراك أوباما والعالم العربي

وتبلور جيلهم " الليبراليين الجدد"وبصعود آلينتون صعد نجم م الجديد داخل الحزب حيث رأوا أن عودة الحزب للسلطة تتطلب وصوته

:سحب البساط من تحت أقدام اليمين من خالل ما يليمخاطبة ود الطبقة المتوسطة البيضاء عن طريق االهتمام : أوال

بقضاياها وعلى رأسها األخالق ومكافحة انتشار الجرائم بالمدن بقة المتوسطة البيضاء واالعتراف بالصعوبات التي عانت منها الط 13.بسبب تبعات ثورة الحقوق والحريات المدنية

الطبقات الفقيرة تقليص برامج الرعاية الحكومية الموجهة لدعم: ثانياواألقليات، ومطالبة تلك الفئات بتحمل المسئولية واالعتراف

14 .بدورها في إخراج أنفسها وعائالتها من الفقر

ني يحترم األخالق والدين يخاطب تبني خطاب أخالقي ودي: ثالثااهتمامات المتدينين من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة الرافضين

15.لعلمانية النخب الليبرالية وألجندتها األخالقية المتحررة

على مستوى السياسة الخارجية بدا الليبراليون الجدد بشكل عام : رابعااليساريين "أآثر صقورية على ساحة السياسة الخارجية من

، وقد فضل بعضهم الترآيز على الداخل والتخلص من "الجددقضايا السياسة الخارجية بمشاآلها العديدة، في حين طالب آخرون برفض العزلة وتفضيل العمل الدولي الجماعي والترآيز على بناء المنظمات والمعايير الدولية في عصر ما بعد انتهاء الحرب

16 .حكم الرئيس بيل آلينتون الذي ساندالباردة، وهو االتجاه

بين بيل آلينتون وحرب العراق

داخل الحزب " الليبراليين الجدد"فوز آلينتون ساهم في صعود 17داخله ولكنه لم يقض عليها، الديمقراطي، آما أضعف قوى اليسار الجديد

وما تبعها من حروب ، ومن صعود لقوى اليمين 9-11آما ساهمت أحداث داخل الحزب" اليسار"ي والجمهوريين في تراجع أصوات األميرآ

18.الديمقراطي والسياسة األميرآية بشكل عام

Page 18: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

18

)9(أوراق الجزيرة

تراجعا مستمرا في نفوذ 2004 إلى 2000وبهذا شهدت الفترة من ألسباب مختلفة، ومع ذلك لم يتمكن الليبراليون الجدد من " اليسار الجديد"

رشح الحزب 2000 إخراج الحزب الديمقراطي من أزمته، ففي عام ولكنه خسر االنتخابات، وفي - آل جور -الديمقراطي نائب بيل آلينتون

رشح الحزب الديمقراطي جون آيري، والذي صوت لحرب 2004عام ، ثم صوت ضد تشريع خاص "الليبراليين الجدد"العراق تماشيا مع أغلبية

لحزب بتمويل الحرب خالل االنتخابات التمهيدية لكي يرضى قواعد ا، لذا بدا "اليسار الجديد"المعادية للحرب ، والتي ظلت تحت تأثير قوى

صوت لتشريع "آيري في االنتخابات العامة منقسما على نفسه يقول بأنه ، وهو تناقض وانقسام داخلي "خاص بتمويل الحرب قبل أن يصوت ضده

واضح لم يتردد جورج بوش ومستشار السياسي آارل روف في استغالله 19.فخسر الديمقراطيون المنقسمون على أنفسهم االنتخابات استغالل،آل

مثلت نقطة 2004هزيمة آيري والديمقراطيين في انتخابات عام تراجع غير مسبوقة لهم حيث سيطر الجمهوريون بعد االنتخابات على البيت األبيض وعلى الكونجرس بمجلسيه وبات الديمقراطيون حزب أقلية

كلمة، آما باتوا يشعرون بأزمتهم على آل المستويات، على بكل ما تعنيه المستوى القيادة السياسية الغائبة، والتحالف الجماهيري المنقسم على نفسه، وغياب الحرآات الجماهيرية النشطة والتي توازي قوى اليمين المسيحي متصاعدة النفوذ، وغياب األفكار التي تعيد تقديم الليبرالية للشعب

20.األميرآيأفرطوا في مهادنتهم لليمين " الليبراليين الجدد"وهنا يرى البعض أن

تقديم سياسات وسطية بديلة عن سياسات اليسار الجديد األميرآي فبدلالمتشددة في يساريتها وسياسات اليمين األميرآي الحاآم المتشددة في

يمين باالنهزامية في مواجهة قوى ال" الليبراليون الجدد"أصوليتها شعر تنازل بعد األخر حتى وصل بهم الحال لتبني األميرآي مما دفعهم لتقديم

سياسات آحرب العراق وبات من الصعب التفريق بين بعض قياداتهم 21.وقيادات المحافظين الجدد على ساحة السياسة الخارجية

ثار األميرآيون ثورة شعبية تلقائية ضد آل من 2006وفي عام حتى أنهم " الليبراليين الجدد"فثار الديمقراطيون ضد دعموا حرب العراق،

Page 19: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

19

باراك أوباما والعالم العربي

والتي فاز -رفضوا ترشيح السيناتور جوزيف ليبرمان بوالية آونيكتيكت آلل فيها ليبرمان آمستقل ال آديمقراطي، والمعروف أن ليبرمان آان نائبا

مجلس القيادة "، آما أنه تولى رئاسة 2000جور في انتخابات السياسية، لست " الليبراليين الجدد"هم منظمات ، وهو أ"الديمقراطي

، ولعل هزيمة ليبرمان آانت رمزا معبرا عن سخط )1996-1995(سنوات 22".الليبراليين الجدد"الديمقراطيين على

أدى إلى عودة الروح 2006انتصار الديمقراطيين في انتخابات عام داخل الحزب بعد " الليبراليين الجدد"وتراجع قوى " اليسار الجديد"لقوى

أن دعموا حرب العراق، ولكن هذا االنتصار لم يحسم الصراع داخل ، فسرعان ما شعرت القوى "اليسار الجديد "الحزب لصالح قوى

الجماهيرية اليسارية بأن قيادات الكونجرس الديمقراطي مترددة في تطبيق مشاعر غضب 2007أجندتهم المعادية للحرب، حيث شهدت أواخر عام

سعة وسط الجماهير المعارضة للحرب ضد قيادات الديمقراطيين في واالكونجرس حيث رأى نشطاء الحرب أن قادة الديمقراطيين بالكونجرس لم

23.يفوا بعهودهم االنتخابية

وفي ظل االنقسام السابق بين قواعد الحزب اليسارية وقياداته ظهور 2008المحافظة المترددة تمنى البعض أن تشهد انتخابات عام

قيادات ديمقراطية جديدة تتخطى االنقسام بين يسار الحزب ويمينه بعدما أرهق الصراع بين اليساريين والليبراليين الجدد الحزب الديمقراطي

24.وأنصاره لعقود

Page 20: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

20

)9(أوراق الجزيرة

:هوامش الفصل األول

1 David Frum, “Beware the Coming Democratic Sea-Change,” Financial Times, 8 Feb 2008. 2 Jonathan Freedland, “There’s Only One Winner From This Democratic Battle – The Republicans: Clinton and Obama Now Face Months of Bitter Rancour and Division. By November, They will Both be Damaged Goods,” The Guardian, 6 March 2008, 31. 3 Thomas B. Edsall, “The Implosion Of the Democrats; And Why Prospects for a Party Revival Are Bleak,” The Washington Post, 20 Nov 1994, C3. Daniel Larison, “Battling Over What's Left,” American Conservative, 18 June 2007, Vol. 6, No. 12, 16. 4 Norman Podhoretz, “Life of His Party; How Bill Clinton saved the Democrats,” National Review, 13 Sept 1999, Vol. LI, No. 8. 5 Thomas B. Edsall, “Show of Party Unity Masks Scars of Ideological Battle; Center Wins Day in Democrats' Tug of War,” The Washington Post, 13 July 1992, A1. Kurt Shillinger, “Democrats' Bugbear: Who Are We, Anyway?,” Christian Science Monitor, 26 August 1996, 1. 6 William Schneider, “Scars of '68 Still aren’t all Healed,” The National Journal, 4 Sept 1993, Vol. 25, No. 36, 2168. 7 Schneider, “Scars of '68 Still aren’t all Healed.” 8 Edsall, “Show of Party Unity Masks Scars of Ideological Battle.” Michael Tomasky, “Party in search of a Notion,” The American Prospect, May 2006, 20. Harry McPherson and Richard Holbrooke, “A Foreign Policy for the Democrats,” The New York Times, 10 April 1983, 30. 9 Michael Leahy, “On Blaming Clinton For Liberalism’s Fall,” Arkansas Democrat-Gazette, 19 February 1995, J-2. Nicolaus Mills, “The E-Word; No right-wing attack against Democrats is more electric than the charge of elitism. It can be buried, but that requires acknowledging the ways in which it has been -- let's face it – true,” The American Prospect, March 2004, 42. 10 Edsall, “Show of Party Unity Masks Scars of Ideological Battle.” Leahy, “On Blaming Clinton For Liberalism’s Fall.” Shillinger, “Democrats' Bugbear.” Cynthia Moothart, “Reasons to Hope; Bush Catalyzes A Nascent Progressive Movement,” In These Times, 19 Jan 2004, 17. 11 Larison, “Battling Over What's Left.” 12 Larison, “Battling Over What's Left.” 13 Edsall, “Show of Party Unity Masks Scars of Ideological Battle.”

Page 21: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

21

باراك أوباما والعالم العربي

14 Dan Balz, “Choosing a Candidate, and More; For Democrats, Party’s Tone and Image Also at Stake,” The Washington Post, 3 Jan 2008, A-1. Fred Siegel, “Come Home, America; The siren song of contemporary liberalism,” The Weekly Standard, 28 January 2008, Vol. 13 No. 19. 15 Paul Starobin, “Bullier Pulpits,” The National Journal, 13 Jan 1996, 60. 16 McPherson and Holbrooke, “A Foreign Policy for the Democrats.” 17 J.J. Goldberg, “Back Home With Bill Clinton,” The Jerusalem Report, 13 August 1992, 34. 18 David Brooks, “The New Stupid Party; The Gephardt Democrats' slow, Social Security-induced suicide,” The Weekly Standard, 10 Sept 2001, 11. Lee Bockhorn, “Searching for a Better Left; The post 9/11 angst of the American left rolls on,” The Daily Standard, 12 Sept 2002. 19 Peter Beinart, “A Fighting Faith,” The New Republic, 13 Dec 2004, 17. Larison, “Battling Over What's Left.” 20 Lisa Zagaroli, “Dems Look at What Went Wrong, How to Recover; The Part Recuperates After a Crushing Defeat in the Presidential Race and the Loss of Some Leaders,” The Detroit News, 7 Nov 2004, A-10. Tomasky, “Party in search of a Notion.” 21 Larison, “Battling Over What's Left.” 22 Michael Rust, “Is the Bloc Party Over for Democrats?,” Insight on the News, 31 July 1995, 8. Noam Sheiber, “The Centrists Didn’t Hold,” The New York Times, 28 July 2007, A-15. 23 Ezra Klein, “The Democrats' Choice: Manager or Visionary,” The American Prospect, March 2008, Vol. 19, No. 3, 12 24 Ken Brociner, “The Left's Identity Crisis,” In These Times, Nov 2007, 38.

Page 22: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

22

الفصل الثاني

صعود باراك أوبامازمة تاريخية ذآرنا في الفصل السابق أن الحزب الديمقراطي يواجه أ

، آما 1968حالت بينه وبين البيت األبيض لسبع فترات رئاسية منذ عام ذآرنا أن األزمة السابقة تقسم الحزب على مستوى الجماهير والقيادات بين

بأجندته التي تميل لحقوق " اليسار الجديد"فريقين متناحرين، فريق يدعم داخلية وللعزلة على ساحة الطبقات الفقيرة واألقليات على ساحة السياسة ال

بأجندتهم التي تميل " الليبراليين الجدد"السياسة الخارجية، وفريق يدعم لمصالح الطبقة المتوسطة على الساحة الداخلية وتفضل العمل الدولي

.الجماعي وتميل للصقورية أحيانا على المستوى الخارجيالصعود عاشت مرحلة من " الليبراليين الجدد"آما ذآرنا أن قوى

والتنامي المستمر داخل أروقة الحزب الديمقراطي منذ منتصف الثمانينات، وأنها صعدت بقوة بفضل بيل آلينتون، ولكن حرب العراق أضعفتها بسبب

. الجدد لحرب العراق" الليبراليين"تأييد رموز الرئاسية 2008آما ذآرنا أن الحزب الديمقراطي دخل انتخابات عام

ته، وأن قوى اليسار الجديد التي زادت قوتها بين قواعد منقسما على ذاالحزب الجماهيرية بعد فشل حرب العراق شعرت بأن نخب الحزب

ال تستجيب بشكل حقيقي أو جاد " الليبراليين الجدد"الواقعة تحت تأثير 1.لمطالبها

في ظل هذا السياق انتخب الديمقراطيون باراك أوباما ممثال لهم في بعد صراع انتخابي طويل مع ) 2008نوفمبر (ت الرئاسية المقبلة االنتخابا

هيالري آلينتون وريثة الكلنتونية الشرعية، فهل يعني ذلك أن أوباما فاز ؟ وهل يعني ذلك !في أجندته ومواقفه االنتخابية" اليسار الجديد"ألنه مثل

اريين أن أوباما سوف يميل للعزلة على ساحة السياسة الخارجية آحال اليسالجدد؟ أم أن أوباما سوف يعاني آحال الحزب الديمقراطي من االنقسام

بعد مخاض على الذات خاصة وان انتخابه من قبل الديمقراطيين جاء ؟!عسير

Page 23: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

23

باراك أوباما والعالم العربي

ولماذا اختار الديمقراطيون أوباما بالذات؟ وهل سيتمكن أوباما من اليين في عصر توحيد الحزب وإعادة بناء األجندة الليبرالية؟ وقيادة الليبر

ما بعد حرب العراق وجورج دبليو بوش لفترة سيطرة وهيمنة ديمقراطية وليبرالية جديدة، أم أن انقسام الحزب سوف يمثل جدارا يحول بين

الديمقراطيين والنجاح السياسي؟

أوباما اإلنسان: القسم األول ألب آيني 1961ولد باراك حسين أوباما في جزر هاواي في عام

لواليات المتحدة للدراسة وأم أميرآية بيضاء أعجبت بحسين أوباما هاجر لوتزوجته وأنجبت منه أوباما سريعا، قبل أن يترآها حسين أوباما ويترك ولده أوباما لاللتحاق بالدراسة بجامعة أميرآية مرموقة، وتشير بعض المقاالت إلى أن حسين أوباما حصل بعد زواجه من أم أوباما وتدعى آن

إحداهما للدراسة بجامعة صغيرة سوف هام على منحتين دراسيتين،دونله تكاليف استقدام عائلته الصغيرة لإلقامة معه، وثانيها منحة محدودة توفر

قدرا مناسبا من المال الستقدام للدراسة بجامعة آبيرة معروفة لن توفر لهة باراك وآن للعيش معه، ولألسف فضل حسين أوباما المنحة المحدود

2.بالجامعة المرموقة لينفصل عن آن وباراك ابن العامينوبذلك أوآلت مهمة رعاية باراك ألمه والتي تزوجت بعد أربع سنوات من مهاجر مسلم إندونيسي اصطحب آن وباراك للعيش معه في إندونسيا، وآان باراك حين ذاك ابن السادسة لذا بدا دراسته االبتدائية

إحداهما آاثولكية واألخرى مسلمة، حيث تينهناك، حيث التحق بمدرستعرف أوباما من خاللهما على حياة مختلفة ودرس مواد آالدراسات اإلسالمية وزار المساجد وتعرف على أصحاب مسلمين وغير مسلمين

3.بأندونيسياوبذلك تفتحت أعين أوباما على عالم آبير وتربي بشكل غير تقليدي

األميرآي داخل الواليات المتحدة حيث ال يختلف آثيرا عن نشأة الطفل 4.تتاح له فرصة االحتكاك بشعوب أخرى في هذه السن المبكرة

ولكن أوباما عاش في فترة المراهقة سنوات صعبة للغاية، حيث واجهته أزمة هوية شخصيته لسببين، أولهما عرق أوباما، وذلك ألن أوباما

ن أوباما مشاآل العنصرية في األسود نشأ في آنف جديه البيض، لذا لم يعا

Page 24: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

24

)9(أوراق الجزيرة

طفولته، ولم يشعر بها حتى وصل إلى مرحلة المراهقة وبدأ يشعر بالتوترات العنصرية القائمة على مستويات مختلفة، وبدأ يشعر بأن الناس ينظرون إليه وإلى أقرانه السود نظرة مختلفة، حيث ذآرت له جدته

يملؤه الشباب رعالبيضاء أن تشعر أحيانا بالخوف من السير في شا 5.السود

أصدقاؤه من السود يتحدثون معه عن معاناتهم وأفكارهم آسود، آما بدأوتوجه بعضهم نحو األيدلوجيات واألفكار السوداء الغاضبة والرافضة لواقع العنصرية، آما تطرف أخرون وأهملوا دراستهم وانشغلوا بالصراعات

.العنصريةترآه بعد عامين من والدته والده الذيأما مشكلة أوباما الثانية فكانت

ولم يره بعد ذلك سوى مرة واحدة في حياته، لذا عاش أوباما طفولته أحالم (منشغال بأبيه وحقيقته وجذوره، ويقول أوباما في مذآراته ومراهقتهأنه آان يظن في طفولته أنه ابن أمير Dreams From My Father) من أبي

فسأل عاش في هذا الحلم طويال حتى آبرأفريقي ثري ومهاب، وأنه موظفة المكتبة عن خارطة لكينيا ومعلومات عن قبيلته وقبلية أبيه، وعندما قرأ أوباما عن أسلوب حياة القبيلة الفقيرة ومساآن ومالبس ووظائف أبناء

6.قبيلته الفقراء شعر أوباما بالندم الشديد أنه أآتشف الحقيقة مشتتا بين عوالم –وهو في مقتبل العمر –وبهذا وجد باراك نفسه

مختلفة، وأحالم صعبة عجز أبوه وأمه وأجداده عن تحقيقها، وجد نفسه بال هوية أو أبوين يعيش في آنف جديه وسط جو مليء بالصراعات

وماض مجهول غامض ال يحمل أخبار سارة، والتوترات العرقية، 7.وحاضر مليء بالتحديات

ية مراهقته أسير الغضب واإلدمان لفترة قصيرة، بدا وقد وقع باراك فيمسؤولية نفسه وااللتزام بنظام ولكنه تعلم سريعا أن عليه نبذ الغضب وتحمل

حياة إيجابي، وبذلك تعلم أوباما أن تمزقه بين عوامل مختلفة يمكن أن يمثل نعمة ال نقمة إذا تمكن هو أن يصبح جسرا بين تلك العوالم، فهو يفهم البيض

وهو يعرف طبيعة حياة السود، وله جذور أفريقية وعاش في إندونيسيا،و األفارقة األميرآيين الفقراء والبيض من أبناء الطبقة المتوسطة، ويمتلك حسا

Page 25: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

25

باراك أوباما والعالم العربي

آمالهم مرهفا وذآاءا فطريا وقدرة عالية على التعامل مع الناس ومخاطبة 8.وطموحاتهم

ةنبوغ مبكر ورغبة في خدمة الناس وامتالك للقوبعد الدراسة الثانوية ألتحق أوباما بجامعة صغيرة في والية آاليفورنيا

Californiaثم ترآها بعد عامين ليلتحق بجامعة آلومبيا ، Columbia العريقة، ليدرس على أيدي أساتذتها الكبار ومن بينهم البروفيسور العربي

.األميرآي المعروف إدوارد سعيد بعد حصوله 1983ا من الجامعة في وبعد تخرج أوباما من آولومبي

السياسية بحث أوباما الحائر عن وظيفة تتوافق مع العلومسعلى بكالوريورؤيته المعقدة للعالم وتساعده على فهم جذوره وهويته، وقد وجد ضالته في

Illinoisبوالية ألينوي Chicago في وظيفة بمدينة شيكاغو 1985عام 9.األميرآية

مسؤول عن تنمية بموظف اجتماعي أو ناشط شبهوالوظيفة آانت أ ).Community Organizer(المجتمع المحلي

طبيعة الوظيفة تفرض على من يشغلها االختالط بالفقراء والمعدمين إلى مشاآلهم، وفهم والسعي لتنظيمهم والبحث في همومهم واإلنصات

م ويساعدوا مساعدة هؤالء ليوحدوا طاقاته تاريخ مجتمعهم وموارده وآيفية .أنفسهم من خالل مشاريع تنموية

وخالل عمل أوباما اختلط بقيادات المدينة من ساسة وقساوسة وناشطين، وتعلم آثيرا عن حياتهم وظروفهم وتمكن من بناء أآثر من مشروع ساعدهم، آما تعلم أيضا أهمية أن يكون واحدا منهم، لذا تردد على

س وصار عضوا فيها بعدما نشأ في بيت آنائس المدينة واختار إحدى الكنائ 10 .غير متدين

وتقول بعض المصادر أن أحد الدروس األساسية التي تعلمها أوباما خالل عمله في مساعدة الفقراء بشيكاغو أن التغيير صعب وأنه يحتاج لموارد آبيرة ولسلطة ونفوذ وقوة سياسية، لذا بعد قضاء ثالث سنوات في

أوباما أن يبحث عن مصدر آبير للقوة يساعده على الوظيفة السابقة قرر فقرر ترك شيكاغو تحقيق أحالمه الكبيرة في مساعدة الفقراء والمحتاجين،

Page 26: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

26

)9(أوراق الجزيرة

أحد أعرق الجامعات Harvardليلتحق بدراسة القانون في جامعة هارفارد 11.األميرآية

وخالل دراسته بهارفارد حقق أوباما تقدما علميا ملحوظا وصار Harvard Lawلطالب الجامعة ة قانونية مرموقة تصدرمحررا لمجل

Review وآان ذلك في نهاية العام األول لدراسة أوباما بالجامعة، وخاللأصبح أوباما أول أفريقي أميرآي يتولى رئاسة تحرير ) 1990(عامه الثاني

المجلة المعروفة منذ نشأتها، وبهذا دخل أوباما التاريخ خالل دراسته ونال شهرة ال بأس بها، لذا تعاقدت دار نشر مع أوباما لنشر الجامعية

أحالم " تحت عنوان 1995مذآراته أو سيرته الذاتية والتي ظهرت في عام ".من أبي

من شيكاغو إلى واشنطنبعد تخرج أوباما من هارفارد عاد إلى شيكاغو حيث استقر فيها هو

سة حيث صار عضوا وزوجته ميشيل وعمل بالمحاماة ثم دخل مجال السيا، وهو منصب شغله 1997بمجلس شيوخ والية ألينوي بداية من أوائل عام

. 2004أوباما حتى فاز بعضوية مجلس الشيوخ األميرآي في أواخر عام وخالل عمله بمجلس شيوخ ألينوي وثق أوباما عالقاته بمؤسسات

وسة، ومن ونخب المدينة المختلفة من أثرياء وسياسيين وقادة أفارقة وقسا بين هؤالء نشطاء فلسطينيون أميرآيون مثل البروفيسور رشيد خالدي،

إن أوباما وناشطون وأثرياء يهود من أشهر رجال أعمال شيكاغو، ويقالظل جسرا دائما يربط عوالم مختلفة وال يرضي أي طرف بشكل آامل ويثير إعجاب الكثيرين بقدراته الفائقة على الحديث والتواصل وآسب

12.قول وقلوب من يعرفوهع آتبت شهادة ميالد سياسي جديدة ألوباما حين اختير 2004وفي عام

يوليو (خطاب رئيسي خالل المؤتمر العام للحزب الديمقراطي إللقاءوهو خطاب أبرز مواهب أوباما آمتحدث باهر وسياسي يمتلك ) 2004

قدرات خطابية رائعة ورسالة جديدة تحث على الوحدة وترفض نقسامات والخالفات الداخلية التي قسمت األميرآيين حيث أآد أوباما في اال

13.خطاب على ضرورة توحيد األميرآيين ونبذ الفرقة والتناحر الداخلي

Page 27: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

27

باراك أوباما والعالم العربي

وآان أوباما في هذا الوقت مرشحا لعضوية مجلس الشيوخ األميرآي عن والية ألينوي وهو منصب فاز به أوباما بأغلبية آبيرة بعد الصيت

، وخالل عامه األول في مجلس الشيوخ األميرآي 2004 حاز عليه في الذيليعكف على التعلم أنفق أوباما وقته بعيدا عن األضواء بقدر اإلمكان

بخصوص عدد آبير من القضايا وعلى رأسها قضايا السياسية الخارجية، آما حرص أوباما أيضا على توطيد عالقته بأعضاء الكونجرس األميرآي

14.يين وديمقراطيين على حد سواءمن جمهوروهكذا فضل أوباما قضاء عامه األول بالكونجرس األميرآي بعيدا

فبدا ميله المبكر المبكر عن األضواء، عاآفا على التعلم وبناء الخبرات،للبعد عن االرتجالية والميل للوسطية واالعتدال في تصرفاته، وتفضيل

لثوري الغاضب، وهو تفضيل بات المنهج اإلصالحي الهادئ على المنهج ا 15.من أهم سمات أوباما

بدأ أوباما في طرح 2006 وعلى مدى عام 2005وفي نهاية عامة 16مبادرات سياسية مختلفة آمطالبته باالنسحاب التدريجي من العراق،

آما زار الشرق األوسط 2002،17حيث عارض أوباما الحرب منذ عام لب بالعمل على تأمين مخازن األسلحة وإفريقيا ودول أوربا الشرقية وطا

النووية الواقعة في البلدان المستقلة عن االتحاد السوفيتي، وطالب بمزيد 18.من المساعدات إلفريقيا ولشعوب العالم الفقيرة

ويقول من تابعوا سجل أوباما بمجلس الشيوخ أنه ليبرالي بشكل في عام % 96، و2005في عام % 97واضح حيث صوت مع حزبه بنسبة

وهي نسبة عالية بشكل واضح توضح 2007،19في عام % 97، و2006ميول أوباما السياسية الليبرالية والتي تناقض خطابه الذي يتحدث عن الوسطية وتخطي الجسور الحزبية والسياسية، ولكن في نفس الوقت تتحدث مصادر مختلفة عن خطاب أوباما اإليجابي وعالقته الجيدة

20.لديمقراطيين على حد سواءبالجمهوريين وا

أوباما المرشح الرئاسي: القسم الثاني أعلن أوباما ترشيح نفسه لالنتخابات الرئاسية عن 2007في فبراير

الحزب الديمقراطي قاطعا آثيرا من الشائعات التي تنبأت بذلك، وأمتلك

Page 28: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

28

)9(أوراق الجزيرة

عددا من مصادر القوة التي ميزته عن منافسيه، أوباما منذ الوهلة األولى :وعلى رأسها ما يلي

وانتماؤه لجيل الشباب نسبيا مما )1961ولد في (صغر سنه : أواليجعله قادرا أآثر على مخاطبتهم مقارنة بهيالري والتي يصغرها بثالثة عشر عاما والتي تنتمي للجيل الذي ولد بعد الحرب العالمية

21.الثانية والذي يحكم أميرآا حتى اآلنلد بعد الحرب العالمية الثانية وترعرع خالل جيل هيالري آلينتون و

الستينيات والسبعينيات وهي فترة مليئة بالصراعات السياسية والثقافية فترةلقوى اليمين والفكرية، مثل ثورة الحقوق المدنية وثورة الشباب وصعود

المسيحي المتدينة وثورة الجمهوريين وصعود اليسار الجديد وأزمة الحزب غيرها من القضايا السياسية الصعبة التي قسمت األميرآيين الديمقراطي و

22.على مدى العقود الخمسة األخيرةوهي قضايا قسمت األميرآيين لفرق متناحرة متحزبة متشددة،

ولم -ودفعت الجيل الجديد الذي ولد في الستينيات وبداية السبعينيات ة والسياسيين، إلى أن يمل السياسي–يترعرع إال في منتصف الثمانينات

فالسياسية يسيطر عليها الجيل القديم بصراعاته العديدة، والجيل الجديد نشأ في ظروف مختلفة تسيطر عليها قضايا جديدة آالتعليم والتكنولوجيا والعولمة، لذا مال غالبية أبناء الجيل الجديد للعزلة، ومال بعضهم للحزب

آا، وشعر هؤالء بخيانة التي هزت أمير9-11أحداث الديمقراطي بعد 2006الجمهوريين لهم بعد حرب العراق لذا انقلبوا على الجمهوريين في

23.وباتوا مشتتين ال والء حزبي لهموقد رأى آثيرون أن أوباما بشبابه وحديثه اللبق وانتمائه لهذا الجيل المتعلم والذي يجيد استخدام التكنولوجيا هو األقدر على اجتذاب هذا الجيل

24.لجديد للحزب الديمقراطياقدرات أوباما الخطابية الهائلة والتي شبهها البعض بعظماء : ثانيا

الساسة األميرآيين عبر التاريخ، والذين امتلكوا هذه الموهبة وعلى 25.رأسهم جون آيندي ومارتن لوثر آينج ورونالد ريجان

ة خطاب أوباما اإليجابي وحديثه عن تخطي الفوارق الحزبي: ثالثاوالعرقية والثقافية التي تقسم األميرآيين، وهو خطاب ألهب

Page 29: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

29

باراك أوباما والعالم العربي

مشاعر األميرآيين الراغبين في تخطي تلك الفوارق وعلى رأسها قضية العنصرية، فانتخاب أوباما رئيسا للواليات المتحدة آأول رئيس أفريقي أميرآي سوف يمثل عالمة تاريخية فارقة في تاريخ

26.س المختلفة في أميرآاالعالقة بين األعراق واألجنامعارضة أوباما لحرب العراق قبل بدايتها آانت ميزة آبيرة : رابعا

تفوق بها على أهم منافسيه، وهما جون إدواردز وهيالري .آلينتون

، وأن 2002والمعروف أن إدواردز وهيالري أيدا الحرب في ي إدواردز تراجع عن قراره واعتذر على خطئه وتحول ألحد أآبر منتقد

، أما هيالري فقد رفضت )2007(الحرب خالل حملة االنتخابات التمهيدية االعتذار عن قرارها وإن أآدت ندمها عليه، وحاولت في معظم األحيان تشتيت انتباه الناخبين عن قضية العراق والتأآيد على التشابه أو التطابق

27.اقمواقف المرشحين الديمقراطيين المنادي باالنسحاب من العر بين

وبهذا بدا اوباما األآثر قدرة على مخاطبة قواعد الحزب الديمقراطية بسبب 2005وروحا ثائرة منذ عام اليسارية التي اآتسبت أهمية آبيرة

28.معارضتها القوية لحرب العراق ولسياسة بوش الخارجية

هدوئه وإيجابيته خالل االنتخابات برفضه حافظ أوباما على: خامسامنافسيه الديمقراطيين، وبتبنيه سياسات داخلية يجمع الهجوم على

مثل خفض االستقطاعات -عليها الديمقراطيون إلى حد آبير الضريبية التي منحها بوش لألثرياء مع الحد من برامج الرعاية

مسؤولياتهم، مع الترآيزعلى الحكومية ومطالبة الفقراء بتحملوهو مزيج من السياسات قضايا التعليم والرعاية الصحية والبيئة،

اليسارية التي ترضي قواعد الحزب األآثر تشددا، والسياسات 29".الليبراليين الجدد"المحافظة والوسطية التي ترضي

وهكذا بدا أوباما أآثر وسطية وأقل يسارية على ساحة السياسة الداخلية مقارنة بساحة السياسية الخارجية، فعلى الصعيد الخارجي مال

بسبب معارضته لحرب العراق وترآيزه على " اليسار الجديد"لقوى أوباما وهو أمر 30استخدام الحوار والدبلوماسية مع دول آإيران وسوريا وآوبا،

وخارجه، ووفر مادة أزعج الجماعات المحافظة والصقورية داخل الحزب

Page 30: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

30

)9(أوراق الجزيرة

نقد وهجوم الذعين على أوباما من قبل بقية المرشحين وعلى رأسهم ولكن أوباما استمر على منهجه اليساري على ساحة 31تون،هيالري آلين

السياسة الخارجية مما أآسبه دعم قواعد الحزب المعادية للحرب والثائرة مع تبني سياسات ليبرالية وسطية على صعيد السياسة الداخلية تعبر آثيرا عن سياسات الليبراليين الجدد التي سادت الحزب منذ صعود بيل آلينتون

"اليساريين الجدد"ئل التسعينيات، وبذلك مزج أوباما بين إرضاء في أواعلى ساحة السياسة " الليبراليين الجدد"على ساحة السياسة الخارجية و

32.الداخليةإن حرص أوباما على الوسطية والهدوء على مدى حملته ويقال

، وألن الصورة النمطية الشائعة "أسود"سياسيا الرئاسية قد يعود لكونهللسياسيين األفارقة األميرآيين هي صورة السياسي الثائر الغاضب الذي

بصفة عامة ويريد تغييره، لذا حرص أوباما " النظام األميرآي"يرفض 33.على تجنب الظهور بمثل هذه الصورة

الجديدة خاصة في مجال جمع أجاد أوباما استخدام التكنولوجيا: سادسا خيالية من عدد آبير من التبرعات حيث تمكن من جمع تبرعات

صغار المتبرعين، وقد ساعده على ذلك خطابه اإليجابي، وقدراته الخطابية العالية، وإدراآه مبكرا ألهمية التكنولوجيا الجديدة في التواصل مع الناخبين وجمع التبرعات، حيث برع في تصميم موقعه

اشطين على شبكة االنترنت وفي بناء شبكة واسعة من المتبرعين والن 34.عبر الواليات المتحدة

رآز أوباما منذ البداية على خطاب يطالب بالتغيير وبداية : سابعاصفحة جديدة من صفحات السياسية األميرآية، وهو خطاب تفوق فيه وأصبح عالمة مميزة له، وجعله يتقدم على أقرانه بعدما صار

35.رمزا للتغيير في عهد ما بعد جورج دبليو بوش

ن األميرآيين آانوا يبحثون عن التغيير منذ انتخابات فالواضح أ، وأن الديمقراطيين أيضا آانوا يبحثون عن التغيير لألسباب التي 2006

شرحناها في الفصل األول من الدراسة، ويبدو أن أوباما آان أآثر 36.المستفيدين من الرغبة القوية في التغيير

Page 31: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

31

باراك أوباما والعالم العربي

وجديداعلى واشنطن، وقد ساعده على ذلك آونه صغير السن نسبيا،وأفريقيا أميرآيا ويمتلك خطابا إيجابيا براقا، ولكونه لم يرتبط بحقبة أو

ارتبطت آثيرا بإرث أيدلوجية سياسية معينة مثل هيالري آلينتون والتيزوجها وباسمه، فلم تتمكن من أن تصبح رمزا للتغيير خاصة وأنها جزء

37. سنوات في الماضيمن عائلة آلينتون التي حكمت أميرآا لثماني

عيوب أوباماالعديدة السابقة لم تحل دون تعرض أوباما لهفوات عديدة المزايا

.بسبب بعض النقائص التي تعتري خلفيته وسجلهضعف خبرة أوباما خاصة على ساحة السياسة الخارجية، وهو : أوال

صار (عيب واضح بسبب قلة سنوات خدمة أوباما بواشنطن ، ولطبيعة التحديات )2005وخ في أوائل عام عضوا بمجلس الشي

األمنية التي تواجهها أميرآا في الفترة الحالية مثل حرب العراق والقاعدة واإلرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وهو عيب لم يتردد خصوم أوباما الديمقراطيين وعلى رأسهم هيالري آلينتون من

38.عيب نفسهاستغالله، وبالطبع رحب الجمهوريون باستخدام الوتزامن ذلك مع حديث أوباما المستمر عن أهمية الحوار والدبلوماسية على ساحة السياسية الخارجية لذا اتهم أوباما من قبل خصومه بالسذاجة وبرؤية العالم بصورة وردية وبأن توليه رئاسة أميرآا

39.سوف يمثل خطرا على أمن الواليات المتحدةياسي بشكل عام وصعوبة التنبؤ بمواقفه ضعف سجل أوباما الس :ثانيا

وبنواياه خاصة على صعيد السياسة الخارجية، حيث رأى مراقبون آثيرون أن ضعف سجل أوباما السياسي يجعل من الصعب أوالمستحيل معرفة مواقفه الحقيقية، ويجعل مساندته بمثابة مقامرة على خطابه اإليجابي وشخصيته، حيث رأى هؤالء أن أفضل ما

قدمه أوباما هو شخصيته وأفكاره اإليجابية ووعوده وأحالمه ي 40.الخاصة بأميرآا أفضل

Page 32: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

32

)9(أوراق الجزيرة

أن المقامرة وبالطبع رأت بعض جماعات المصالح آلوبي إسرائيلعلى أوباما غير محسوبة وغير مفضلة ألنهم يريدون رئيسا ذا سجل

41.واضح في دعم إسرائيل ومساندتها ولن يرضون بأقل من ذلكيفة أوباما ذاتها لعبت دورا سلبيا ضده، حيث شن البعض خل: ثالثا

حمالت متشددة ضد أوباما بسبب خلفيته المسلمة والسنوات التي قضاها في اندونيسيا وحديثه عن الحوار مع دول آإيران، لذا ربط بعض المتطرفين من الجمهوريين واليمينيين والمساندين إلسرائيل

والمعقدة وبعض نظريات المؤامرة، بين خلفية أوباما غير التقليديةحيث روج لهؤالء لفكرة أن أوباما مسلم يخفي إسالمه ضمن مؤامرة إسالمية لتدمير أميرآا من الداخل من خالل انتخاب أوباما

42.رئيسا ألميرآا) المسلم المتخفي(

مبالغا فيها ومتشددة إلى حد آبير إال ورغم أن تلك االتهامات تبدو من القوة دفعت أوباما نفسه ألن يدافع عن نفسه ويطلق أنها وصلت لدرجة

المواقع اإللكترونية التي تشرح خلفيته وتدحض التقارير السابقة ويرسل ومسؤولين في حملته إلى الناخبين في واليات مختلفة لتوضيح مستشارين

صورته والرد على أسئلة الناخبين بعدما وصلت تلك الحمالت إلى الناخب ويشير استطالع أجري 43لعادي وباتت قضية تؤرق الناخبين،األميرآي ا

من الناخبين األميرآيين مازالوا % 12في أوائل شهر أغسطس أن 44.يعتقدون أن أوباما مسلم

آما رأى البعض أن نسبة ال يستهان بها من األميرآيين لن : رابعا حيث أآد استطالع للرأي أجري في 45يصوتوا لرئيس أسود،

% 28من الناخبين البيض و% 20و الماضي إلى أن أواخر يونيأي آونه " العرقية"من الناخبين السود يعتقدون أن خلفية أوباما

46.في االنتخابات العامة" تضره"سوف " أفريقي أميرآي"

ورأى البعض أن الشائعات التي تثار حول أوباما وخلفيته الدينية موجهة ضد األفارقة ليست إال غطاءا جديدا يخفي وراءه العنصرية ال

األميرآيين، ورأي هؤالء أن صعود سياسي أفريقي أميرآي سياسيا بالشكل

Page 33: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

33

باراك أوباما والعالم العربي

الذي صعد به أوباما شيء يصعب تصديقه، وقد يعرض أوباما نفسه 47.للخطر، حيث خشي هؤالء من تعرض أوباما لالغتيال

في المقابل رأى بعض الناشطين األفارقة األميرآيين أن أوباما ليس بالمفهوم التقليدي للسود في أميرآا، فأوباما ولد ألب آيني مهاجر " أسود"

وأم أميرآية بيضاء وربي في آنف جديه البيض، ومن ثم لم يعش آما خشي بعض 48األميرآيون، الظروف والمعاناة التي عاشها األفارقة

هؤالء من أن يتحول أوباما إلى أداة في يد البيض لتجاهل ميراث أميرآا خطيه بدال من مخاطبته والتعامل معه بجدية ورد الحقوق العنصري وت حيث رأوا أن أوباما يبالغ في الحديث عن المثل والقيم 49ألصحابها،

األميرآية التي تحض على الوحدة والمساواة وترفض العنصرية، في الوقت الذي يتجاهل فيه الحديث عن تاريخ العنصرية ونتائجها وواقعها وما

عوقات تؤثر على قطاعات واسعة من األفارقة يترتب عليها من م 50.األميرآيين آل يوم من األيام

استشكالية لن تحل بسهولة، وهنا يرى وهكذا تظل خلفية أوباما قضيةإليها أوباما أدخلته التاريخ، تاريخ البعض أن المكانة السياسية التي وصل

صل إليه أوباما العالقة بين األعراق واألجناس األميرآية المختلفة، فما وحتى يومنا هذا هو نتاج لتغيرات آبرى طرأت على المجتمع األميرآي خالل العقود األخيرة، تغيرات قد يعجز المتابعون والخبراء عن فهمها وشرحها بشكل واضح لفترة، فما يحدث شيء آبير يحتاج لمرور قدر من

من الزمن حتى تتضح حقيقته ونتائجه ويتمكن الخبراء والمؤرخون 51.الوقوف على حقيقته

لماذا فاز أوباما بترشيح الديمقراطيين؟

في أوائل االنتخابات التمهيدية برز أوباما آمرشح معارضي الحرب المفضل، حيث فضلوه على إدواردز وهيالري الذي دعموا حرب العراق

، آما أن أوباما وجه سياسي جديد مقارنة بإدواردز نائب آيري 2002في و يعد أقدر على تمثيل التغيير المنتظر، لذا خرج إدواردز من وه السابق،

سباق االنتخابات التمهيدية سريعا أمام أوباما وظلت هيالري وحدها تنافس .أوباما في سباق عسير للغاية

Page 34: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

34

)9(أوراق الجزيرة

تميز أوباما على هيالري بخطابه الجذاب في حين امتلكت هيالري تقدت للكاريزما التي دراية سياسية واسعة وقدرة على الحوار ولكنها اف

52.يتمتع بها أوباما وزوجها بيل آلينتون

آما بدت هيالري أآبر سنا من أوباما، وريثة مرحلة سياسية سابقة، 53.ومن ثم أقل قدرة على تمثيل التغيير أو الحديث عنه

آما أن هيالري أحد رموز جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية وما يمثله ذلك الجيل من تحزب شديد المسيطر على السياسة األميرآية

وصراعات وشراسة سياسية، أما أوباما فد بدا ممثال للشباب وللجيل الجديد فخالل 54الرافض للتحزب والراغب في التعالي على الخالفات السياسية،

إنها تريد الفوز ألنها األقدر على االنتخابات التمهيدية آانت هيالري تقولإنه األقدر تهم وهزيمتهم، أما أوباما فكان يقولفهم الجمهوريين ومنافس

على جذب المستقلين وإقناع الجمهوريين الوسطيين بالعودة للحزب 55.الديمقراطي

آما رآز أوباما في حملته على الجيل الجديد وعلى قدراته الخطابية العالية التي مكنته من جذب حشود واسعة، أما هيالري فقد بدت وآأنها

56.ظمة للغاية ولكنها تقليدية تفتقر للفكر الحديثتدير حملة منعلى صعيد أخر دخلت هيالري حملة االنتخابات التمهيدية وهي تشعر أن الفوز بترشيح الديمقراطيين مضمون لها وأن عليها فقط الترآيز على

، لذا تبنت خطابا )2008نوفمبر (منافسة الجمهوريين في االنتخابات العامة فتشددت على يؤآد قدراتها على ساحة السياسة الخارجية،صقوريا يريد أن

صعيد السياسية الخارجية، وخسرت قواعد الحزب الديمقراطي اليسارية .المعارضة للحرب

في هذا السياق تفوق أوباما ألنه أرضى قواعد الحزب الجماهيرية الثائرة المعارضة لحرب العراق بسبب موقفه المعارض لحرب العراق

بتغليب الدبلوماسية والحوار في التعامل مع دول مثل إيران والمناديوسوريا وآوبا، آما فاز أوباما بتأييد نخب الحزب على صعيد سياسته

57.الداخلية التي التزم فيها بالخط العام للسياسة الديمقراطية

Page 35: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

35

باراك أوباما والعالم العربي

آما بدا أوباما أآثر شبابا وحيوية وجاذبية من منافسيه، وبدا لهم وآأنه ر على إعادة بناء الليبرالية األميرآية وأجندة الحزب الشخص القاد

الديمقراطي وإيقاف خسائر األخير وإعادة بعض المستقلين والجمهوريين الليبراليين إلى الحزب الديمقراطي، آما بدا أوباما وآأنه رمز التغيير في مرحلة ما بعد جورج دبليو بوش وما بعد جيل بوش وهيالري وبيل

58.آلينتونه األسباب توالى الدعم والتأييد ألوباما، وفاز تدريجيا بترشيح لهذ

صراع قيادات الديمقراطيين، ولكن ذلك لم يأت بسهولة ولكنه أتى بعد 59.واضحة على أوباما نفسه طويل أرهق الحزب وترك آثارا

نحو اليمين التحرك

الضغوط الهائلة التي تعرض لها أوباما من قبل هيالري آلينتون يها ونخب الحزب التقليدية دفعته للتحرك نحو اليمين بشكل أزعج ومناصر

60.آثيرا من المراقبين خاصة على ساحة السياسة الخارجيةوقد ظهر هذا التحول تدريجيا بعد أسابيع قليلة من إعالن أوباما

حيث بدا 61 آما يرى البعض،2007حملته االنتخابية الرئاسية في فبراير يتعرض لها أوباما بسبب خلفيته وقلة خبرته على أن حمالت النقد التي

ساحة السياسية الخارجية وميله للحوار قد بدأت تأتي مفعولها على المستوى المحلي، لذا رد أوباما بإرسال مبعوثين له إلى تجمعات محلية للناخبين األميرآيين، آما بدأت تصريحاته تميل نحو الصقورية بشكل

62.حوارملحوظ وتتحرك بعيدا عن الوقد ظهر ذلك في تصريحات أدلى بها أوباما بخصوص إيران، حيث

، وهو "بدون شروط مسبقة"إنه مستعد للحوار مع إيران تعرض للنقد لقولهتصريح خفف منه أوباما فيما بعد، ومال تدريجيا للتشدد عند حديثه عن

63.إيرانأوباما ظهر حيث64حدث األمر نفسه فيما يتعلق بالعالقة مع إسرائيل،

في بداية االنتخابات التمهيدية أآثر استعدادا للحديث عن أهمية عملية السالم ودورها في تقدم الدبلوماسية والحوار بالشرق األوسط، ولكن تحت

Page 36: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

36

)9(أوراق الجزيرة

ضغط حملة هيالري آلينتون والجمهوريين تشدد أوباما في خطابه تجاه 65.الفلسطينيين، وأعلن تأييده للقدس عاصمة موحدة إلسرائيل

آما بدا أوباما حريصا على عدم الظهور مع مسلمي أميرآا في أي مناسبة من المناسبات محاوال التنصل منهم ومن الظهور معهم بسبب

إنه مسلم، وقد وصل تحرك أوباما بعيدا عن مسلمي الشائعات التي قالتأميرآا لدرجة أزعجتهم وأزعجت آثيرا من المراقبين الذين رأوا أن خوف

الظهور مع مسلمي أميرآا يتناقض مع خطابه الذي يتحدث عن أوباما من 66.الوحدة والتسامح واألمل

وهكذا بدا أوباما الذي بدأ حملته الرئاسية قريبا من يسار الحزب الديمقراطي خاصة على صعيد السياسية الخارجية يميل لليمين أآثر فأآثر

يعود ذلك آما تحت الضغوط ومع تقدم حملة االنتخابات الرئاسية، وقدهيالري آلينتون (ذآرنا للضغوط التي تعرض لها أوباما من داخل حزبه

، وقد يعود أيضا إلى أن أوباما أدرك بعد تقدمه على هيالري )ومسانديها 2008في نوفمبر آلينتون أن فوزه في االنتخابات العامة التي سوف تجرىقرب من الناخبين يتطلب منه التحلي ببعض الصقورية في مواقفه لكي يت

67.الجمهوريين المستقلين المعنيين بقضايا األمن القوميعموما بدا تحرك أوباما بعيدا عن اليسار ونحو اليمين واضحا بمرور الوقت، وتبلور ذلك في اختيار أوباما لنائبه في أواخر أغسطس، حيث اختار أوباما السيناتور جوزيف بايدن رئيس لجنة العالقات الخارجية

مجلس الشيوخ األميرآي نائبا له، والمعروف أن بايدن من أقدم السياسيين بالديمقراطيين بواشنطن، حيث انضم لعضوية مجلس الشيوخ األميرآي منذ

، آما سجل بايدن على ساحة السياسة الخارجية بما يصعب 1973عام ورفض 2002وصفه باليسارية خاصة وأنه صوت لحرب العراق في

والذي 2006مجموعة دراسة العراق الصادر في ديسمبر توصيات تقرير دعا اإلدارة للبحث عن حل للصراع العربي اإلسرائيلي آمفتاح لحل

ورأى بايدن في المقابل أن تطابق موقف اإلدارة 68مشاآل الشرق األوسط،عملية السالم، األميرآية الكامل مع مواقف إسرائيل هو مفتاح التقدم في

سوف يمثل عامل ضغط يدفع العرب للتحرك وتغيير ألن هذا التطابق 69.مواقفهم التي تمثل عائقا أمام السالم

Page 37: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

37

باراك أوباما والعالم العربي

وقد رأى البعض في اختيار أوباما لبايدن نوعا من الهزيمة أو االعتراف بنقاط ضعف أوباما، حيث يرى هؤالء أن أوباما اختار بايدن

عوض رئيس لجنة العالقات الخارجية بمجلس الشيوخ األميرآي لكي يضعف خبرة أوباما بقضايا السياسة الخارجية، آما أن بايدن األبيض وأحد الوجوه القديمة والمألوفة بواشنطن قد يهدئ من مخاوف من يعارضون أوباما بسبب خلفيته وبشرته السمراء وبسبب سجله غير المعروف

70.لجماعات المصالح واللوبياتاسة الخارجية يتفق إلى هذا إضافة إلى أن سجل بايدن على ساحة السي

فقد أيد حرب العراق ويساند إسرائيل بقوة " الليبراليين الجدد"حد آبير مع ويتبع الخط العام للسياسة الخارجية لليبراليين الجدد، وهي سياسة ترفض العزلة وتميل للدبلوماسية والحوار مع استعداد واضح لتبني مواقف

71.صقورية

الثانيخاتمة الفصل دو أن أوباما الذي خاطب أحالم الكثيرين بحديثه عن الوحدة وهكذا يب

النمطية والحروب والدبلوماسية والحوار ونبذ التفرقة والعنصرية والصوربدأ يتحرك تدريجيا نحو اليمين مع تقدم سباق االنتخابات الرئاسية، وذلك ة بسبب الضغوط أو القيود التي فرضتها عليه االنتخابات والعملية السياسي

:األميرآية والتي نلخصها في أربعة ضغوط أساسيةضغوط نابعة من شخصية أوباما نفسه، فأوباما ذو بشرة سمراء : أوال

وخلفية مسلمة وسنوات قليلة قضاها في واشنطن وخبرة قليلة 72.بقضايا السياسة الخارجية واألمن القومي

تكون بداية وهي قضايا قد ال تمثل عيبا في حد ذاتها، فبشرة أوباما قدلعالج مشاآل العنصرية القابعة في وجدان المجتمع األميرآي، وخلفية أوباما المسلمة قد تمثل فرصة للتقريب بين الواليات المتحدة والعالم اإلسالمي، وقلة خبرة أوباما بقضايا السياسة الخارجية ليست شيئا جديدا

دي ورونالد ريجان بالنسبة للمرشحين الرئاسيين، فقد سبقه لذلك جون آينوجورج دبليو بوش نفسه، آما أنها فرصة للبحث عن أفكار جديدة تعيد بناء السياسية الخارجية األميرآية، وفي النهاية الرئيس األميرآي ال يحكم

73.بمفرده فهو يحكم من خالل مستشارين ومؤسسات

Page 38: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

38

)9(أوراق الجزيرة

ت ولكن السياق الذي تتم فيه االنتخابات األميرآية وما يحمله من سلبياحولت العوامل السابقة لمادة إعالمية وسياسية يستغلها خصومه في نقده

74.وفي تخويف الناخبين منهضغوط نابعة من داخل الحزب الديمقراطي نفسه، فالحزب : ثانيا

في -الديمقراطي الذي يفترض أن يمثل التيار الليبرالي في أميرآا يبدو –هوريون مقابل التيار المحافظ والتقليدي الذي يمثله الجم

منقسما على نفسه بشكل واضح بين تيار يساري يميل لليسار وتيار محافظ يميل للوسط واليمين ) اليسار الجديد(والليبرالية

مريدوه على المستوى ، والواضح أن لكل تيار)الجدد االليبراليون(الجماهيري والنخبوي، ولعل انقسام الديمقراطيين الحاد بين مؤيدي

هيالري آلينتون عالمة ذلك، آما أن حملة هيالري لم تترد أوباما وفي شن أقسى هجوم سياسي عليه لدرجة أن البعض رأى أن هجوم هيالري على أوباما هو بداية أو حجر أساسي لهجوم الجمهوريين

75.عليهضغوط نابعة من قبل الجمهوريين أنفسهم وحمالتهم االنتخابية : ثالثا

من خالل الترآيز على قضايا األمن التي تقوم على التخويف القومي واألخالق والدين، وبالطبع لم يتردد بوش في مهاجمة أوباما حتى وهو خارج أميرآا، حيث هاجم أوباما في خطاب ألقاه

في محاولة لتخويف اإلسرائيليين ويهود يأمام الكنيست اإلسرائيل 76.أميرآا من انتخابات أوباما

نابعة من بعض جماعات المصالح مثل هناك ضغوط أخرى : رابعامساندو إسرائيل لوبي إسرائيل، فكما سنرى في الفصل المقبل أثار

في الواليات المتحدة وخارجها جدال ال ينتهي بخصوص عالقة أوباما بإسرائيل وموقفه منها وتأثير سياساته تجاه دول آإيران

يين وسوريا عليها، وذلك لدرجة أن بعض قادة اليهود األميرآحذروا من أن موقف بعض قادة لوبي إسرائيل السلبي والمتشدد تجاه أوباما سوف يضر بعالقة يهود أميرآا مع أوباما في حالة

77.فوزه بالرئاسة

Page 39: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

39

باراك أوباما والعالم العربي

وهكذا يبدو أوباما وهو يعاني من ضغوط عديدة، ضغوط تحاول تغيير مواقفه األصلية القريبة من الوسطية واليسارية خاصة على ساحة

.ة الخارجية إلى الصقورية واليمينالسياسوفي هذا السياق ينبغي التساؤل عن حقيقة مواقف أوباما تجاه الشرق األوسط وقضاياه األساسية مثل العراق وإيران وعملية السالم والديمقراطية والعالقة مع الدول العربية الكبرى، فما هي حقيقة مواقف

ة أوباما لقضايا العالم العربي أوباما تجاه تلك القضايا؟ وآيف تطورت رؤيخالل حملته الرئاسية؟ وآيف أثرت الضغوط السابقة على جوهر مواقف

أوباما تجاه الشرق األوسط؟أسئلة هامة نؤجل اإلجابة عنها للفصل المقبل من الدراسة والذي يتناول بالشرح والتحليل مواقف أوباما المفصلة تجاه عدد من أهم قضايا

.الشرق األوسط

Page 40: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

40

)9(أوراق الجزيرة

:هوامش الفصل الثاني

1 Philip Klein, “Obama Rising,” American Spectator, Jul/Aug 2007, Vol. 40, No. 6, 24-31. 2 Steve Sailer, “Obama's Identity Crisis,” American Conservative, 26 March 2007, Vol. 6, No. 6, 14. 3 Perry Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him,” The Washington Post, 29 Nov 2007, A-1. Daniel Pipes, “Did Barack Obama Have a Muslim Childhood?,” The Jerusalem Post, 1 May 2008, 16. 4 Andrew Delbanco, “Deconstructing Barry,” New Republic, 9 July 2008, Vol. 238, No. 12, 20-22. 5 Andrew Ferguson, “The Literary Obama; From Eloquent Memoir to Democratic Boilerplate,” The Weekly Standard, 12 Feb 2007, Vol. 12, No. 21. 6 Jennifer Senior, “Dreaming of Obama; The Junior Senator from Illinois Might Take the Country to a Place it's Never Been, Past the Baby Boom, Beyond Race. To Many Democrats, and Even a Lot of Republicans, the Prospect is Thrilling But is it for Real?,” New York Magazine, 2 Oct 2006. Ferguson, “The Literary Obama.” 7 Sailer, “Obama's Identity Crisis.” 8 Andrew Sullivan, “The new face of America,” The Sunday Times, 16 Dec 2007, 1. 9 Byron York, “The Organizer: What did Barack Obama Really do in Chicago?, National Review, 30 June 2008, 31-35. 10 York, “The Organizer.” 11 York, “The Organizer.” 12 Peter Wallsten, “Allies of Palestinians See a Friend in Obama; They Consider Him Receptive Despite His Clear Support of Israel,” Los Angeles Times, 10 April 2008, A-1. Jo Becker and Christopher Drew, “Pragmatic Politics, Forged on the South Side,” The New York Times, 11 May 2008, 1. 13 Barack Obama, “Reclaiming the Promise to the People: A Brighter Day, Address by Barack Obama, Candidate for the Unites States Senate, Illinois, Delivered to the Democratic National Convention, Boston, Massachusetts, July 27 2004,” Vital Speeches of the Day. 14 Kathy Kiely, “Strange Alliances Grow,” USA Today, 14 Oct 2005. 15 Deirdre Shesgreen, “Obama Shuns Limelight, Build Record,” St. Louis-Dispatch, 17 Dec 2005. 16 David S. Border, “Signs of an Iraq Policy,” The Washington Post, 27 Nov 2005.

Page 41: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

41

باراك أوباما والعالم العربي

17 Barack Obama, “Remarks of Illinois State Sen. Barack Obama Against Going to War with Iraq, Chicago, IL,” 2 October 2002, http://www.cfr.org/bios/11603/barack_obama.html#12. 18 Lynn Sweet, “Obama Draws on African Roots as He Steps onto Global Stage with Sudan,” Chicago Sun-Times, 18 July 2005. Tom Curry, “Obama Builds Foreign Policy Credentials,” MSNBC, 3 Nov 2005. 19 Ton Curry, “What Obama’s Senate Votes Reveal: The List of ‘Yeas, and ‘Nays’ Offer Some Clues to an Obama Presidency,” MSNBC, 21 Feb 2008. 20 Senior, “Dreaming of Obama.” Peter Wehner, “Why Republicans Like Obama,” The Washington Post, 3 Feb 2008, B-7. 21 Senior, “Dreaming of Obama.” 22 Senior, “Dreaming of Obama.” 23 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” 24 Sullivan, “The new face of America.” E. J. Dionne Jr., “Obama’s Eloquent Faith,” The Washington Post, 30 June 2006. Jonathan Chait, “Obama Nation: Liberating Democrats from the Clinton’s Siege Mentality,” The New Republic, 13 Feb 2008. 25 Senior, “Dreaming of Obama.” Michael Gerson, “Can Obama Build a Movement?,” The Washington Post, 9 Jan 2008, A-15. Frank Rich, “Ask Not What J.F.K. Can Do For Obama,” The New York Times, 3 Feb 2008, 16. John O’Sullivan, “The Obama Appeal: He’s Post-Racist, But Also Post-American,” National Review, 11 Feb 2008, 31-34. 26 Senior, “Dreaming of Obama.” Robert G. Kaiser, “A Run for the Ages?; Scholars Say Obama's Campaign Is History in Motion,” The Washington Post, 5 June 2008, C-1. 27 Ian Bishop, “Dems at War in 1st Debate – Hillary and Obama Clash on Iraq,” New York Post, 27 April 2007. 28 Jeff Zeleny, “As Candidate, Obama Carves Antiwar Stance,” The New York Times, 26 Feb 2007, A-1. Barack Obama, “Obama Opposes Effort to Keep U.S. Troops in Iraq,” http://obama.senate.gov/press/070327-obama_opposes_e/ , 27 March 2007. James A. Barnes, “The Anti-War Zone,” The National Journal, 9 June 2007. 29 Klein, “Obama Rising.” Stuart Taylor Jr., “Cheering Obama, With Doubts,” The National Journal, 12 Jan 2008. 30 Helene Cooper, “Dissent Grows Over Silent Treatment for 'Axis of Evil' Nations,” The New York Times, 27 Oct 2006, A-10.

Page 42: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

42

)9(أوراق الجزيرة

Barack Obama, “Obama Introduces Resolution to Halt Rush to War with Iran,” http://obama.senate.gov/press/071102-obama_introduce_20/ , 22 Nov 2007. Barnes, “The Anti-War Zone.” Peter Huessy, “Diplomacy Fetish; Obama Fails to Grasp Limitations,” The Washington Times, 19 Feb 2008. 31 Tim Grieve, “Clinton goes after Obama on Iran,” Salon.com, 26 Oct 2007. 32 John Heilemann, “The Test: Inside the Clinton and Obama War Rooms, They’ve Spent Months Preparing for Super Tuesday by Shaping and Reshaping Two Candidates with Similar Politics – But Very Different Worldviews,” New York Magazine, 4 Feb 2008. Jason Horowitz, “Barack Obama, D.L.C. Clintonite?,” New York Magazine, 3 March 2008. Chait, “Obama Nation.” 33 Alec MacGillis and Perry Bacon Jr., “Obama Rises in New Era Of Black Politicians; Most Have Similar Resumes, Ideology,” The Washington Post, 28 July 2007, A-1. 34 Joshua Green, “The Amazing Money Machine: How Silicon Valley Made Barack Obama This Year’s Hottest Start-Up,” The Atlantic, June 2008, 52-63. 35 Rich Lowry, “Obama’s New Deal,” National Review, 29 Jan 2008. 36 Heilemann, “The Test.” 37 Klein, “Obama Rising.” Maureen Dowd, “The Nepotism Tango,” The New York Times, 30 Sept 2007, 13. 38 Richard Lowry, “Cut from the Same Cloth - Jimmy Carter in the '76 campaign, Barack Obama in this One,” National Review, 3 Dec 2007. E.J. Dionne Jr., “Obama the Orator; Reagan Was Dismissed as a Mere Talker, too,” Pittsburgh Post-Gazette, 29 Feb, 2008, B-7. 39 Lowry, “Cut from the Same Cloth.” 40 Taylor Jr., “Cheering Obama, With Doubts.” 41 Yuval Levin, “Unknown Quantity - Are the Democrats Gambling on a Mystery Man?,” National Review, 7 April 2008. Tom Baldwin, “Obama's Next Test: Can You Be a True Friend of Israel if You Talk to Iran?,” The Times (London), 3 June 2008, 32. Gary Rosenblatt, “Israelis Are Wary, At Best, Of Obama,” The New York Jewish Week, 6 June 2008, Vol. 221, No. 4, 7. 42 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Taylor Jr., “Cheering Obama, With Doubts.” Hilary Leila Krieger and Haviv Rettig, “Jewish leaders condemn e-mails calling Obama a Wahhabi,” The Jerusalem Post, 17 Jan 2008, 9. 43 Barack Obama, “Debunked Insight Magazine and Fox News Smear Campaign,” http://obama.senate.gov/press/070123-debunked_insigh/ , 23 Jan 2007.

Page 43: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

43

باراك أوباما والعالم العربي

Krieger and Rettig, “Jewish leaders condemn e-mails calling Obama a Wahhabi.” Baldwin, “Obama's Next Test.” 44 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Michael Dimock, “Belief that Obama is Muslim is Durable, Bipartisan – but Most Likely to Sway Democratic Votes,” Pew Research Center for the People & the Press, http://pewresearch.org/pubs/898/belief-that-obama-is-muslim-is-bipartisan-but-most-likely-to-sway-democrats, 15 July 2008. 45 Michael Riley and Kimberly S. Johnson, “Obama and the Southern Vote: The Idea of a Black President Stirs up Old Prejudices and New Hopes in Tennessee and South Carolina,” The Denver Post, 20 Jan 2008, A-1. 46 Pew Research Center for the People & the Press, “Likely Rise in Voter Turnout Bodes Well for Democrats: Section 5: Candidate Race, Age, Experience and Religion,” Pew Research Center for the People & the Press, http://people-press.org/report/?pageid=1339 , 10 July 2008. Marcus Mabry, “Where Whites Draw the Line,” The New York Times, 8 June 2008, 1. 47 Riley and Johnson, “Obama and the Southern Vote.” 48 Mabry, “Where Whites Draw the Line.” 49 David Greenberg, “Why Obamamania? Because He Runs as The Great White Hope,” The Washington Post, 13 Jan 2008, B-4. 50 David A. Frank and Mark Lawrance McPhail, “Barack Obama’s Address to the 2004 Democratic National Convention: Trauma, Compromise, Consilience, and the (Im)Possibility of Racial Reconciliation,” Rhetoric & Public Affairs, 2005, Vol. 8, No. 4, 571-594. 51 Kaiser, “A Run for the Ages?.” 52 Heilemann, “The Test.” 53 Economist, “The Cracks Begin to Show,” Economist, 15 Dec 2007, Vol. 385,No. 8559, 40. 54 Sullivan, “The new face of America.” 55 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Economist, “The Cracks Begin to Show.” Rich, “Ask Not What J.F.K. Can Do For Obama.” 56 E.J. Dionne Jr., “Clinton v. Obama The White Middle Class Will Decide if Other Democrats Get into the Race,” Pittsburgh Post-Gazette, 23 Jan 2007, B-7. 57 Toby Harnden, “I'll See the World Through Your Eyes. For the Past Week, Barack Obama has Been Criss-Crossing the United States Ahead of Tuesday's Vital Vote. He Tells Toby Harnden, the Only British Journalist on Board 'Obama One', How His Links to Africa and Muslim Indonesia would Make Him a Better President,” The Daily Telegraph, 2 Feb 2008, 23. 58 Klein, “Obama Rising.” 59 Harnden, “I'll See the World Through Your Eyes.” 60 John Pilger, “False hope in Obama,” Morning Star, 31 May 2008.

Page 44: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

44

)9(أوراق الجزيرة

Guardian Unlimited, “Barack Obama, the Flexible Hawk,” Guardian Unlimited, 4 June 2008. 61 Larry Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past,” The New York Jewish Week, 9 March 2007, Vol. 219, No. 42, 1. 62 Karen DeYoung, “Obama Tends Toward Mainstream on Foreign Policy,” The Washington Post, 3 March 2008, A-7. 63 Shamuel Rosner, “Obama to Haaretz: More Pressure on Iran Urgently Needed,” Haaretz, 17 May 2007. Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” Grieve, “Clinton goes after Obama on Iran.” 64 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” Rosenblatt, “Israelis Are Wary.” 65 Ghassan Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?,” The Arab American News, 9-15 Feb 2008, Vol. 24, No. 1148, 15. Warren P. Strobel, “Obama Seen as Pragmatic in Foreign Policy Matters; Barack Obama's Supporters Say He's Unburdened by Rigid Ideology and is Generally Pragmatic and Inclusive in His Approach to Foreign Affairs,” The Miami Herald, 9 March 2008, A-4. Wallsten, “Allies of Palestinians See a Friend in Obama.” Becker and Drew, “Pragmatic Politics.” James G Abourezk, “Deadly Fallout from Obama's Groveling Before Israel Lobby,” The Arab American News, 14-20 June 2008, Vol. 24, No. 1166, 14. 66 Gregg Krupa, “Obama Aides Grilled in Dearborn,” The Detroit News, 12 June 2008, A-5. Abourezk, “Deadly Fallout from Obama's Groveling Before Israel Lobby.” 67 Jim Rutenberg and Jeff Zeleny, “Obama Seeks to Clarify His Stance on Diplomacy,” The International Herald Tribune, 30 May 2008, 5. 68 The Forward, “Democratic Senator Slams Iraq Study Group’s Report,” The Forward, 6 Dec 2006, A-4. 69 Council on Foreign Relations, “Joseph R. Biden Jr.,” Council on Foreign Relations, http://www.cfr.org/bios/1451/joseph_r_biden_jr.html . 70 E. J. Dionne Jr., “What Biden Brings With Him?,” The Washington Post, 25 August 2008, A-17. USA Today, “Biden a Pragmatic Choice,” USA Today, 25 August 2008, A-14. 71 Peter Grier, “As No. 2, Biden Aids Obama but Muddies Image of Change,” Christian Science Monitor, 25 August 2008, Vol. 100, No. 190, 12. 72 Karl Rove, Jonathan Alter, Ellis Cose, and Raina Kelley, “Was It Ever Going To Be Easy?; Race, Class, Elitism, Experience. There are many narratives running throughout this Democratic primary season. A Newsweek forum,” Newsweek, 5 May 2008, Vol. 151, No. 18, 35. 73 Dionne Jr., “Obama the Orator.” Washingtonian, “The Obama Cabinet: He'd Have a Strong Hand With a Few Wild Cards,” Washingtonian, May 2008.

Page 45: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

45

باراك أوباما والعالم العربي

74 Levin, “Unknown Quantity.” Pipes, “Did Barack Obama Have a Muslim Childhood?.” 75 Jonathan Freedland, “McCain's Attack Lines Against Obama Have Already Been Written by Clinton: Now the Phoney War is Over. The Election That Counts Has Only Just Begun - and It Will Hinge on a Battle of Definition,” The Guardian, 4 June 2008, 25. 76 Charles Krauthammer, “Obama Talks about Unity; McCain Works to Bring it about,” Pittsburgh Post-Gazette, 8 March 2008, B-6. James D. Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel,” The New York Jewish Week, 23 May 2008, Vol. 221, No. 2, 1. Rove, Alter, Cose, and Kelley, “Was It Ever Going To Be Easy?.” 77 Wallsten, “Allies of Palestinians See a Friend in Obama.”

Page 46: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 47: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

47

الفصل الثالث

أوباما والشرق األوسطيتضح من الفصل األول أن الحزب الديمقراطي يعاني من أزمة تاريخية تقسم جماهيره وقياداته إلى فريقين متصارعين بشكل واضح، ويتضح من الفصل الثاني أن األزمة السابقة أضرت بالمرشح الرئاسي

اما والذي فاز بصعوبة وبعد فترة صراع طويلة الديمقراطي باراك أوب وهي أحد أهم -على منافسته هيالري آلينتون وريثة الكلنتونية الشرعية

المراحل التاريخية وجماعات القوى واسعة النفوذ داخل الحزب .الديمقراطي

وقد رأينا أن أوباما سعى إلى وصل جناحي الحزب المتصارعين من ية تميل لليبراليين الجدد المحافظين نسبيا، خالل تبنيه سياسات داخل

وسياسات خارجية تميل لليساريين الجدد األآثر ميال للعزلة ورفض .الحرب ورفض ممارسات اليمين األميرآي

مثل خلفية أوباما وضغوط -آما رأينا آيف ساهمت عوامل إضافية يا إلى في دفع أوباما تدريج-الجمهوريين وآل آلينتون وجماعات المصالح

اليمين منذ بداية حملته الرئاسية، حتى اتخذ بعض المواقف التي رفضها آمنوا بخطابه المثالي المنادي بالتغيير وبسياسات جديدة بعض الذين

.تتخطى حدود وقيود السياسة األميرآية التقليديةولعل الخالصات السابقة تمثل فرضية هامة في بداية هذا الفصل،

واألخير من الدراسة، والذي نخصصه لدراسة مواقف وهو الفصل الثالث أوباما التفصيلية تجاه أهم قضايا العالم العربي وعلى رأسها عملية السالم والموقف من العراق وإيران والدول العربية الكبرى، وآذلك موقف أوباما من قضيتي نشر الديمقراطية في العالم العربي وحمالت التخويف من

.ين في الواليات المتحدةاإلسالم والمسلمونحن في دراستنا لمواقف أوباما تجاه القضايا الهامة السابقة لن نتعجل في الوصول إلى نتائج عامة، بل سنحرص في المقابل على التأني في توثيق وتتبع مواقف أوباما من قضايانا الرئيسية، وإن آانت الخالصات

: ما يليإليهافي الفصلين السابقين تفترض التي وصلنا

Page 48: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

48

)9(أوراق الجزيرة

أن خطاب أوباما مثالي نسبيا وأنه أميل للدعوة للحوار : أوالوالدبلوماسية وبناء الجسور مع العالم اإلسالمي وتفهم قضايا

.الشعوب العربية واإلسالميةأن مثالية أوباما اصطدمت بقيود وضغوط السياسية واالنتخابات : ثانيا

المثالية والميل األميرآية التي دفعت أوباما للتخلي عن مواقفتدريجيا نحو اليمين وتبني مواقف أآثر صقورية وتشددا من العالم

.العربيالسابقتان على أوباما ومواقفه من القضايا الفرضيتان فهل ستنطبق

الخمسة الهامة السابق اإلشارة إليها، أم أن البحث في مواقف أوباما ق في مواقف توجد فرو وتطورها يكشف عن حقيقية تنافي ذلك، وهل أوباما الرئيسية تجاه أهم قضايا العالم العربي؟

أسئلة هامة نترك إجابتها لخاتمة هذا الفصل ولخاتمة الدراسة، على أن نرآز عبر هذا الفصل على توثيق مواقف أوباما تجاه قضايا العالم العربي الرئيسية توثيقا يسمح لنا بالوصول إلى فهم شاف لحقيقة تلك

. تعنيه بالنسبة لمستقبل سياسة أوباما تجاه المنطقةالمواقف وما

إسرائيل والفلسطينيون: القسم األولحجم المتاح من معلومات ومقاالت عن موقف باراك أوباما تجاه إسرائيل والفلسطينيين يجعل من الصعب أحيانا فهم جوهر هذا الموقف

من قبل بسبب تدفق الكتابات عن القضية، وهي آتابات تأتي باألساسمساندين إلسرائيل داخل وخارج أميرآا يسعون للوقوف على حقيقة موقف أوباما تجاه إسرائيل في الوقت الحالي، والذي يرونه وقتا صعبا مستعصيا

1.مليئا بالتحديات الخطرة على أمن ومستقبل إسرائيلمشكلة أوباما في عيون لوبي إسرائيل تنبع من حقيقة مرآزية وهي

جديدا طارئا على الساحة السياسية خدمته بواشنطن، وآونهقلة سنوات األميرآية، وسجله السياسي ضعيف يجعل من الصعب إن لم يكن من المستحيل التأآد من مواقفه الحقيقية ناهيك عن نواياه ووجهة سياساته

2.القادمة

Page 49: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

49

باراك أوباما والعالم العربي

هذا إضافة إلى أن أوباما ينحدر من خلفية فريدة، فهو إفريقي أميرآي مسلم مهاجر من آينيا، آما أنه تعلم في صباه لمدة أربعة سنوات ولد ألب

أآبر البلدان المسلمة من حيث عدد السكان، هذا إضافة إلى –بإندونيسيا عالقة أوباما الجيدة ببعض رموز الفلسطينيين األميرآيين خالل الفترة السابقة على دخوله مجلس الشيوخ األميرآي، حيث تشير تقارير مختلفة

لى أن أوباما درس في جامعة آولومبيا على أيدي البروفيسور الفلسطيني عاألميرآي الراحل إدوارد سعيد، والذي يعد أحد أهم الرموز الفكرية الداعمة للحق الفلسطيني بأميرآا خالل العقود األخيرة، آما تشير تقارير مختلفة إلى أن أوباما حضر بعض محاضرات سعيد عن حقوق

3 . واستمع إليه وتحدث معهالفلسطينيين

عالقة أوباما بالفلسطينيين األميرآيينآما ارتبط أوباما بعالقة شخصية وعائلية بالبروفيسور رشيد خالدي خالل فترة إقامة خالدي بشيكاغو قبل انتقاله للتدريس بجامعة آولومبيا بنيويورك، والمعروف أن خالدي بدوره أحد أآبر الناشطين في الدفاع عن

لحق الفلسطيني في أميرآا، وتشير تقارير إلى أن عالقة خالدي الوثيقة ابأوباما دفعت خالدي لتنظيم حمالت لجمع تبرعات ألوباما عندما آان عضوا بمجلس شيوخ والية ألينوي، وأن تلك العالقة الوثيقة امتدت حتى

4. على أقل تقدير2003عام مؤتمرات ولقاءات آما تشير تقارير مختلفة إلى أن أوباما حضر

لناشطين فلسطينيين بأميرآا نظم بعضها خالدي، وأن أوباما استمع خالل بعض تلك اللقاءات ألفكار وخطب معادية إلسرائيل، وأنه أبدى تفهمه لوجهة النظر الفلسطينية، وتحدث في تلك المؤتمرات بكلمات طالب فيها

النشطاء نالت إعجاب الحاضرين من " متوازنة"بسياسة أميرآية 5.الفلسطينيين ونالت سخط بعضهم، وانقسم آخرون حولها

حيث رأى البعض أن أوباما رجل قادر على فهم معاناة الشعوب المختلفة بسبب خلفيته الثقافية والعرقية المختلطة، وأنه يرى نفسه آجسر بين تلك الشعوب والثقافات يحاول فهم آل طرف فهما دقيقا وشرحه

أى آخرون أن أوباما سياسي آلما توغل في الحياة للطرف األخر، ورالسياسية وترقى في المناصب صار أآثر حذرا، وأآثر حرصا على عدم

Page 50: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

50

)9(أوراق الجزيرة

إغضاب أي طرف من األطراف خاصة إذا امتلك هذا الطرف نفوذا 6.سياسيا آبيرا قد يؤثر على حظوظ أوباما االنتخابية

عتذر له عن عدم ولهذا ذآر أحد الناشطين الفلسطينيين أن أوباما اآاف عن حقوق الشعب الفلسطيني منذ بداية قدرته على الحديث بشكل

حملته للفوز بعضوية مجلس الشيوخ األميرآي، وهو اعتذار نفته حملة بالقول - مثل رشيد خالدي - واآتفى فلسطينيون أميرآيون آخرون 7أوباما،

إلسرائيل أزعجتهم،بأن مواقف أوباما األخيرة والتي بدا فيها مساندا قويا 8.إال أنهم أبدوا تفهمهم وأعربوا عن استمرار دعمهم ألوباما

إيران وحماس وبرزنيسكيوزادت مشكلة أوباما مع لوبي إسرائيل بسبب بعض المواقف التي

، وعلى 2007تبناها منذ بداية حملته للفوز بالرئاسة األميرآية في فبراير حيث أعرب عن استعداده للدخول 9رأس تلك المواقف موقفه من إيران،

مع اإليرانيين لحل مشكلة برنامجهم " غير مشروط"في حوار مباشر النووي، وهو تصريح تراجع عنه أوباما تدريجيا بعد تعرضه لسيل من الهجوم القادم من أنصار إسرائيل وصقور السياسة الخارجية األميرآية

ان بموقف األوربيين وجورج بوش نفسه، الذي شبه موقف أوباما من إيرمن النازية في فترة ما بين الحربين العالميتين وهي الفترة التي شهدت صعود النازية تحت أعين األوربيين، وآان ذلك في خطاب ألقاه بوش أمام

10.الكنيست، وهو أمر أشعل غضب حملة أوباما والديمقراطيين في أميرآا جدل آبير بين عموما موقف أوباما من إيران آان وما زال محل

2007أنصار إسرائيل، ويضاف إليه تصريحات أدلى بها أوباما في عام وآانت هذه 11،"أن ال أحد يعاني أآثر من الشعب فلسطيني"ذآر فيه

العبارة جزءا من تصريح أطول عن فشل القادة الفلسطينيين في التوصل اما التفاق سالم مع إسرائيل، ولكن بعض أنصار إسرائيل وأعداء أوب

معاناة "رآزوا على المقطع األول من تصريحه والذي يتحدث عن يرجع تلك المعاناة على القادة وأهملوا المقطع الثاني الذي" الفلسطينيين

بإسرائيل، وبالطبع غضب " االعتراف"في " فشلهم"الفلسطينيين أنفسهم وأي معارضو أوباما عليه لقوله بأن ال أحد يعاني أآثر من الفلسطينيين ب

Page 51: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

51

باراك أوباما والعالم العربي

شكل من األشكال أو في أي سياق، فقد رأوا في العبارة تطرفا في مساندة 12.الفلسطينيين من قبل أوباما

أحمد يوسف المستشار . وزاد من مشكلة أوباما تصريح أدلى به د زعيم حرآة –السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية

اإلعالم األميرآية قائال حماس في غزة، حيث صرح يوسف ألحدى وسائلبأنه يفضل أوباما على غيره من المرشحين األميرآيين في االنتخابات

- وسرعان ما استغل الجمهوريون 13التمهيدية مشبها أوباما بجون آيندي، تصريحات يوسف المساندة ألوباما في شن -وعلى رأسهم جون ماآين

أن حماس تفضله، وذلك إنه بات من الواضح الذع على أوباما يقول هجومفي محاولة من ماآين والجمهوريين لتأآيد شكوك أنصار إسرائيل تجاه

14.أوباما

آما أشار البعض إلى وجود بعض المعارضين إلسرائيل وسط مستشاري أوباما تجاه الشرق األوسط، وترآزت الشكوك حول ثالثة

:مستشارين باألساس، وهمللشؤون الخارجية رة أوبامامستشا Samantha Powerسامانثا باور

والتي اتهمت بنقد إسرائيل خالل حرب لبنان 2006-2005خالل الفترة 15.وبتفضيل تسوية دبلوماسية مع إيران

مستشار األمن القومي Zbigniew Brzezinski وزبغنيو برزينسكيفي عهد الرئيس جيمي آارتر، والذي عرف بمواقفه المتوازنة الناقدة

16.ض األحيانإلسرائيل في بعوالذي عمل آمستشار لبيل آلينتون Robert Malleyوروبرت مالي

وألقى ببعض اللوم على 2000في مفاوضات السالم بكامب دايفيد عام 17.اإلسرائيليين في فشل المفاوضات

نقد في أوساط يهود أميرآا لذا تجمعت شكوك في أوساط أنصار إسرائيل تجاه أوباما، وهي

آتابات الصحف اإلسرائيلية، وفي التقارير الدولية التي شكوك ظهرت في

Page 52: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

52

)9(أوراق الجزيرة

تحدثت عن عدم رضا اإلسرائيليين عن أوباما وتفضيلهم هيالري آلينتون 18.خاصة أن استطالعات الرأي أظهرت ذلك

آما آشفت وسائل اإلعالم عن حملة شرسة وواسعة االنتشار ومؤثرةيرآيين، وقد أخذت تلك تعرض لها أوباما في أوساط الناخبين اليهود األم

الحملة أحيانا صورة دعاية ورسائل بريدية إلكترونية ومقاالت تهاجم أوباما، وتحاول الربط بين جذوره المسلمة، وعالقاته ببعض الناشطين الفلسطينيين األميرآيين، وبعض تصريحاته وموقفه تجاه إيران، وغير ذلك

19.من القضايا التي شرحناها سابقاوذ الحمالت السابقة درجة آبيرة دفعت أوباما نفسه لعقد وقد وصل نف

أآثر من لقاء مع الناخبين اليهود األميرآيين على المستوى المحلي لمحاولة آما أرسل مبعوثين يهود أميرآيين نيابة عنه 20شرح مواقفه وآسب ودهم،

وعن حملته للحديث مع قادة المنظمات اليهودية األميرآية، وعلى رأسهم ديمقراطي (المبعوثون النائب اليهودي األميرآي روبرت وآسلر هؤالء

رئيس بحملة أوباما وفريق عمله تجاه وهو عضو) عن والية فلوريدا حيث أآد وآسلر أنه ودينيس روس مبعوث بيل آلينتون 21الشرق األوسط،

22.للشرق األوسط هما أهم مستشارين ألوباما بخصوص إسرائيل

ة أميرآية وقادة يهود أميرآيون بمجلس أصدرت منظمات يهودي آماالشيوخ األميرآي بيانات يدافعون فيها عن أوباما ويرفضون حملة التشويه والشائعات التي يتعرض لها في أوساط اليهود األميرآيين، آما أفردت وسائل اإلعالم مساحات شاسعة للحديث عن عالقة أوباما الوثيقة مع يهود

حيث ذآر البعض أن عددا آبيرا من 23لته،أميرآا في شيكاغو وضمن حمأهم مستشاري أوباما بخصوص السياسية الخارجية بصفة عامة وتجاه

24.الشرق األوسط بصفة خاصة هم من اليهود

ولكن ذلك لم يشفع ألوباما لدى بعض اليهود األميرآيين بما في ذلك ا أن أوباما بعض أهم قادة المنظمات اليهودية األميرآية الذين عادوا ليؤآدو

غريب عن الساحة السياسية وغير معروف، وأن سجله غير واضح، وأنه قليل المعرفة بإسرائيل وبقضاياها، وأن موقفه المؤآد على الدبلوماسية في

Page 53: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

53

باراك أوباما والعالم العربي

التعامل مع دول آإيران مقلق، وأن مواقفه تجاه إسرائيل ضعيفة وربما 25.األضعف ألي مرشح رئاسي أميرآي منذ عقود طويلة

دا عن الحملة السابقة وما تضمنته من اتهامات ودفاع وهجوم وبعيوحملته من ناحية ومساندي إسرائيل وبعض الفلسطينيين مضاد بين أوباما

األميرآيين نود الترآيز في السطور القادمة على رصد موقف أوباما تجاه .إسرائيل وعملية السالم العربية اإلسرائيلية بشكل عام بعيدا عن الشائعات

السالم مع الفلسطينيين أي بعد 2006،26زيارة أوباما األولى إلسرائيل آانت في أوائل عام

عام من دخوله مجلس الشيوخ األميرآي، ومنذ ذلك الحين وأوباما يعبر –عن مجموعة من األفكار الرئيسية المتعلقة بعملية السالم الفلسطينية

:اإلسرائيلية، والتي نلخصها فيما يليدعم أوباما التقدم في عملية السالم القائمة على أساس حل ي: أوال

عن انتقاده لنهج إدارة 2006 وقد عبر منذ أوائل عام 27الدولتين،آاف على عملية السالم جورج دبليو بوش الذي لم يرآز بشكل

وانشغل عنها بحرب العراق، حيث أآد أوباما في مناسبات مختلفة الفلسطينية اإلسرائيلية فور توليه نيته الترآيز على عملية السالم

.الرئاسة" خارطة الطريق"آما يؤاخذ أوباما على بوش أن األخير طرح

آخطة لعملية السالم في حين لم يرآز على دفع عملية السالم ذاتها، حيث :ذآر أوباما

مهمتنا هي أن نفعل شيئا أآثر من طرح خارطة طريق أخرى، "". للسالم الحقيقي واألمن الدائم عبر المنطقةوظيفتنا هي إعادة بناء الطريق

28 اإلسرائيلية –ويأتي ترآيز أوباما على عملية السالم الفلسطينية

ضمن اهتمامه العام بتغليب الدبلوماسية آأداة للسياسة األميرآية في الشرق " اإلسرائيلي-حل الصراع الفلسطيني"األوسط، آما يندرج تحت إيمانه بأن

ولويات السياسة األميرآية التي آان ينبغي الترآيز عليها هو أولوية من أ

Page 54: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

54

)9(أوراق الجزيرة

بدل غزو العراق الذي شتت جهود أميرآا وأضعف أوائل عهد بوش 29.وأضر بأمن إسرائيل نفوذهاأدت فقط إلى تقوية ) إدارة بوش في حرب العراق (ةإستراتيجي"

ن وضع إيران االستراتيجي، وزادت تهديد الجماعات اإلرهابية، وقللت مودوال أخرى مصداقية ونفوذ أميرآا حول العالم، ووضعت إسرائيل

30". صديقة ألميرآا في المنطقة في تهديد أآبر لها

تغيير الديناميكية في العراق سوف يسمح لنا بترآيز اهتمامنا " –وتأثيرنا على حل الصراع المتدهور بين الفلسطينيين واإلسرائيليين

31".لسنواتوهي مهمة أهملتها إدارة بوش

مجموعة " عن تأييده لتقرير 2006آما عبر أوباما في أواخر عام الذي طالب الواليات المتحدة بالترآيز على عملية السالم " دراسة العراق

آأداة رئيسية لحل مشاآل أميرآا بالشرق األوسط، على أساس أن الصراع 32.طاإلسرائيلي هو من أهم أسباب عدم استقرار الشرق األوس-العربي

رأى أوباما بصفة عامة أن دفع عملية السالم واإلسراع بحل آماالدولتين ضرورة لدعم القوى الفلسطينية الداعمة لعملية السالم، ومواجهة القوى الرافضة لها والحد من سيطرتها ونفوذها في األوساط الفلسطينية

33.حيث تستفيد تلك الجماعات من تراجع عملية السالم بصفة عامة

تقرير مجموعة دراسة "لطبع لم يرض أنصار إسرائيل على وباوال عن موقف أوباما الداعم لنتائج التقرير، وال عن ترآيزه على " العراق

حيث يرون في ذلك مؤشرا على رغبة 34دفع عملية السالم إلى األمام،أوباما في الضغط على إسرائيل، ومؤشرا عاما على نوايا أوباما المساندة

في إمكانية " يشك"ن أوباما نفسه عاد وطمأن بعضهم قائال بأنه للعرب، ولك آما 35حدوث تقدم في عملية السالم، ولكنه سوف يحرص على المحاولة،

أآد في خطابه األخير أمام اإليباك أن الصراع الفلسطيني اإلسرائيلي ليس وهنا يبدو التراجع في موقف أوباما واضحا، ولكن 36سبب مشاآل المنطقة،

ما حرص في نفس الوقت على تأآيد التزامه بالدبلوماسية من ناحية أوبا .وبدفع عملية السالم من ناحية أخرى

أوباما المساند إلسرائيل

Page 55: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

55

باراك أوباما والعالم العربي

فيما يتعلق بدعم أوباما إلسرائيل، فلم يجد أوباما غضاضة في : ثانياالتعبير عن هذا الدعم بصور مختلفة، فمن ناحية تحدث أوباما عن

وية التي عاشها في طفولته بسبب انتمائه لعوالم جذوره وأزمة الهوأمه مختلفة، عالم أبوه األفريقي األسود الذي لم يعش فيه،

البيضاء وعالمها األميرآي الذي عاش فيه ولم يتمكن من الذوبان مثل اليهود الذين داخله بسبب بشرته السوداء، ويقول أوباما أنه

ن هوية ووطن يجمعهم عانوا أزمة الهوية في المهجر وبحثوا ع 37.فعثروا عليها في الصهيونية وإسرائيل

وعلى نفس المنوال تحدث أوباما عن العالقات التاريخية التي ربطت يهود أميرآا باألفارقة األميرآيين خاصة خالل ثورة الحقوق المدنية حيث دعما بعضهما بعضا، وعن أمله في أن يساهم في إعادة الدفء لتلك

38.الة ما قد يواجهها من فتورالعالقات وإزآما عبر أوباما عن التزامه بالدفاع عن أمن إسرائيل ضد أعدائها

2006،40 آما ساند إسرائيل في حربها ضد لبنان في صيف عام 39آإيران،وساند أيضا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب اهللا

ن حيث الكم آما ساند زيادة الدعم العسكري إلسرائيل م41وحماس،والنوع، وضرورة منح إسرائيل أسلحة أميرآية متقدمة تضمن لها التفوق

42.على خصومها اتفاقية لتقديم مساعدات عسكرية 2007لذا دعم أوباما في أغسطس

مليار دوالر أميرآي إلسرائيل خالل السنوات العشر المقبلة، 30بتكلفة :حيث ذآر أوباما

في حرب آان يجب عدم السماح - العراق سياسات اإلدارة الفاشلة في"هذا يجعل من المهم . قوت إيران وشجعت حماس وحزب اهللا-بها أصال

ألميرآا أآثر من أي وقت مضى أن تؤآد تقدم إسرائيل العسكري النوعي في منطقة خطرة، ولهذا السبب أدعم اتفاق الدعم العسكري الذي توصل إليه

43".اليوم" المؤلمة"تفهمه للتنازالت ي مناسبات مختلفة عنتحدث أوباما ف: ثالثا

آما وصف مطالب 44التي تقدمها إسرائيل من أجل السالم،لجوؤهم "يضعفها " مشروعة"منظمات آحماس وحزب اهللا بأنها

Page 56: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

56

)9(أوراق الجزيرة

آما ذآر في مناسبات مختلفة أن غالبية اإلسرائيليين45،"للعنف في عملية مجمعون على السالم، وأن اإلسرائيليين يريدون التقدم

ورأى أن 46،"مسؤول"السالم في حالة وجود شريك فلسطيني اإلجماع اإلسرائيلي يفوق موقف القادة الفلسطينيين غير المجمعين على السالم، وبهذا يبدو أوباما راغبا في الدبلوماسية وفي الدفع بعملية السالم، ولكنه حريص على التعبير عن دعمه إلسرائيل

47.ن السالم خيار اإلسرائيليين أنفسهموعلى التأآيد على أوتماشى هذا مع انتقادات وجهها أوباما لحزب الليكود اإلسرائيلي ولموقفه المعارض للسالم، ولموقف األميرآيين الذي يرون أن السياسة

وهي 48األميرآية المساندة إلسرائيل يجب أن تتماشى مع سياسة الليكود،في أميرآا، ودافع عنها بعض تصريحات أزعجت بعض أنصار إسرائيل

مستشاري أوباما من اليهود األميرآيين، وبذلك يبدو أوباما مرة أخرى عمليةالسالم رافضا للمطالبين بالتخلي عنها حريصا على الفوز داعما لتقدم

بدعم وتأييد اليهود األميرآيين من خالل التأآيد على دعمه إلسرائيل .المتزامن مع دعمه لعملية السالم

فاصيل دبلوماسية أوباما تفيما يتعلق بموقف أوباما تجاه تفاصيل عملية السالم الفلسطينية : رابعا

اإلسرائيلية يؤآد أوباما على يهودية دولة إسرائيل ويعارض حق ويتجنب 50 آما يرفض الضغط على إسرائيل،49العودة الفلسطيني،

ولكنه يتحدث عن51،"األرض مقابل السالم"الحديث عن مبدأ يجب أن تقدمها إسرائيل للمضي قدما في عملية " مؤلمة"تنازالت

آما 52السالم، وال يدعم أوباما الجدار العازل بشكل واضح، ويعارض سياسة حصار غزة 53يرفض مزيدا من المستوطنات،

54والهجوم عليها ويرى أنها ال تعود على إسرائيل بنتائج إيجابية، من مجلس األمن ينتقد وإن آان أوباما قد عارض إصدار قرار

55.إسرائيل بسبب الحصار المفروض على غزةآما يرفض أوباما الحوار مع حرآة حماس، وينادي بعزلها حتى تقبل بإسرائيل وباالتفاقيات السابقة وتتخلى عن العنف، ويؤآد أن موقفه تجاه

وأنه عارض إرجاء 56حماس ال يختلف عن موقف جون ماآين تجاهها،

Page 57: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

57

باراك أوباما والعالم العربي

فلسطينية التي أدت لصعود حماس وسيطرتها على الحكومة االنتخابات ال 57.الفلسطينية

آما يعارض أوباما جهود اإلصالح بين فتح وحماس، حيث عارض اتفاقية مكة، ويطالب أوباما في المقابل الدول العربية بدعم السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خالل تقديم الدعم

ومن خالل المساهمة في عزل حماس وضمان 58لدبلوماسي والمعنوي له،اعدم وصول أسلحة إليها وهو دور يطالب أوباما مصر بأن تقوم به بشكل

59.متكررآما يطالب أوباما إسرائيل بمساعدة عباس من خالل التقدم في عمليه

الفسطينيون يوميا بسبب السالم وتخفيض المعاناة التي يواجهها والموافقة على تقديم مساعدات دولية مباشرة للسلطة 60الل،االحت

61.الفلسطينيةأما بخصوص القدس وهي أحد أهم قضايا عملية السالم على اإلطالق

الشؤون أمام لجنة-فقد عبر أوباما خالل خطاب ألقاه في يونيو الماضي وبي وهي أآبر منظمات ل AIPACالعامة األميرآية اإلسرائيلية أو اإليباك

62آعاصمة لدولة إسرائيل،" غير المقسمة" عن دعمه للقدس –إسرائيل ويقول البعض أن الموقف السابق ليس جديدا وأن أوباما سبق وعبر عن

آعاصمة إلسرائيل في خطاب أرسل به لمنظمات " الموحدة"دعمه للقدس 2000.63يهودية أميرآية في شيكاغو في عام

سابق ليس إال وعدا خطابيا سبق ويقول آخرون أن وعد أوباما الوالتزم به العديد من المرشحين الرئاسيين األميرآيين في الماضي ولكنهم

64.لم يلتزموا به فور وصولهم للرئاسة األميرآيةآما ذآرت تقارير إعالمية أن حملة أوباما تراجعت بعد خطاب

ي قدسا ، وقالت أن أوباما آان يعن"غير المقسمة"اإليباك عن فكرة القدس غير مقسمة بجدار عازل، وأن أوباما يفضل ترك وضع القدس وغيره من

65.القضايا الهامة للمفاوضات بين الفلسطينيين واإلسرائيليينوبهذا يبدو مرة أخرى منهج أوباما الحريص على دعم عملية السالم والدبلوماسية وعلى إظهار دعمه إلسرائيل، آما يظهر ميل أوباما إلرضاء

Page 58: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

58

)9(أوراق الجزيرة

اك وصقور لوبي إسرائيل مع تقدم حملته االنتخابية ومع اقتراب موعد اإليب وهو موقف أزعج بعض قادة المسلمين 66انتخابات الرئاسة األميرآية،

67والعرب األميرآيين وبعض اليهود التقدميين المناصرين لعملية السالم،ولكن البعض رأوا أن موقفه السابق متوقع من أي مرشح رئاسي أميرآي

68. للنفوذ الذي يتمتع به أنصار إسرائيل داخل الواليات المتحدةنظراعلى المستوى اإلقليمي، دعم أوباما حرب لبنان وهجوم : خامسا

ولكنه في نفس 69إسرائيل األخير على بعض المنشئات داخل سوريا، اإلسرائيلية، حيث يرى -الوقت يدعم التقدم في مباحثات السالم السورية

اليك أن الدخول في حوار مع سوريا مفيد لعزلها عن مستشاره روبرت الدول العربية الكبرى آمصر " إقناع" آما يدعم أيضا العمل على 70إيران،

والسعودية بالتعاون مع إسرائيل والتعاون معها في مواجهة خطر إيران .والحد من الدعم اإليراني لحماس

العترافيجب علينا أيضا أن نقنع دوال أخرى مثل السعودية ل"يجب أن نؤآد . بمصالحها المشترآة مع إسرائيل في التعامل مع إيران

للمصريين أنهم يساعدون اإليرانيين وال يساعدون أنفسهم من خالل فشلهم 71."في منع إيران تهريب األسلحة والنقود إلى غزة

مستشارو أوباماون مواقف أوباما السابقة ال تخلوا من ازدواجية تزيد حيرة من يسع

لذا أنفق المراقبون آثيرا من الجهد في محاولة البحث عن 72لتفسير مواقفه،مؤشرات قد تساعدهم على فهم موقف أوباما الحقيقي، خاصة وأن خطابه يبدو مزدوجا متعارضا أحيانا، آما أن أوباما عادة ما يدلي بتصريحات ثم

نها، لذا فضل فيقومون بنفيها أو بالتخفيف م ومسؤولو حملته يعود مساعدوهالبعض التدقيق في هؤالء المساعدين على أمل أن يعثروا لديهم على إجابة

73.لمواقف أوباماوقد أشرنا في السابق إلى بعض مستشاري أوباما الذين أثاروا الشكوك والمخاوف لدى لوبي إسرائيل، وهم سامانثا باور، وروبرت مالي

استقالت من حملة أوباما في وبرزينيسكي، وتؤآد تقارير مختلفة أن باور بسبب تصريحات أدلت بها في حق هيالري آلينتون، أما 2008أوائل عام

Page 59: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

59

باراك أوباما والعالم العربي

مالي وبرزنيسكي فلم يكونا سوى ناصحين بعيدين ألوباما، ولم يكونا أبدا 74.من المقربين إليه أو من الدائرة المحيطة به

حث وتبقى دائرة المستشارين الصغيرة المحيطة بأوباما محل شك وبوتنقيب من وسائل اإلعالم، حيث تشير التقارير المختلفة إلى أن الدائرة

مستشارين في مجال 10-7السابقة تنحصر في مجموعة من حوالي السياسة الخارجية من بينهم بعض أقرب مساعديه الشخصيين، وبالطبع ال

مساعدون شخصيون وخبراء في يمتلك آل هؤالء نفس الخبرة، فمن بينهمالعسكرية وفي قضايا أخرى آحقوق اإلنسان وإفريقيا، وتبقى راتيجيةاإلست

دائرة أخرى من مستشاري الشرق األوسط وقضية الصراع العربي .اإلسرائيلي

دينيس روس ويؤآد روبرت وآسلر مستشار أوباما أنه يعد بإضافة ويؤآد أنه 75أهم مستشاري أوباما بخصوص الصراع العربي اإلسرائيلي،

يساند أوباما لو آان لديه أدنى شك في دعم أوباما إلسرائيل مشيرا لم يكن لإلعادة تفسير حق العودة بأسلوب "دولة إسرائيل و إلى دعم أوباما ليهودية

، وإلى التزام أوباما القوي بضمان أمن "يحفظ إسرائيل آدولة يهودية 76.إسرائيل

يل وبخصوص روس فيعد أحد أهم من صاغوا مواقف إدارة الرئيس بآلينتون تجاه مفاوضات السالم والتي يدعمها روس على الرغم من نقده للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتحميله فشل مفاوضات السالم الفلسطينية اإلسرائيلية خالل عهد الرئيس بيل آلينتون، وقد أعلن أوباما نفسه أنه

لقاء جمع يعتمد على روس في القضايا المتعلقة بعملية السالم وذلك خالل 2007.77أوباما ببعض قادة اليهود األميرآيين بنيويورك في أواخر عام

باإلضافة إلى روس ووآسلر، تشير تقارير صحفية إلى أن فريق 78أوباما الخاص بالشرق األوسط يتكون من أربعة أشخاص أساسيين،

:وهممبعوث أوباما لليهود األميرآيين، والذي أآد أن Eric Lynnإريك لين

، وأن أوباما وروس أصدقاء "لعدة سنوات"لتعاون بين أوباما وروس أمتد ا 79". الفلسطيني–خاصة الوضع اإلسرائيلي "ويتحدثون عن قضايا مختلفة

Page 60: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

60

)9(أوراق الجزيرة

مستشار األمن القومي في عهد Anthony Lakeوأنطوني اليك الرئيس بيل آلينتون، وأحد أهم متشاري السياسة الخارجية في حملة

80.أوبامامستشار السياسة الخارجية بحملة أوباما Dan Shapiroشابيرو ودان

ومبعوثه ليهود أميرآا والذي سبق وأن عمل لفترة قصيرة بمجلس األمن القومي خالل حكم الرئيس بيل آلينتون، آما عمل مساعدا بمكاتب عدد من أعضاء الكونجرس األميرآي، آما رافق أوباما خالل زيارته األخيرة

وقد اشتهر شابيرو خالل خدمته بالكونجرس بدوره في دعم 81إلسرائيل،قوانين مثل قانون محاسبة سوريا واعتبار قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب

82.هللا منظمة إرهابية أحد مساعدي السيناتور توم Denis McDonoughودينيس ماآدوناه

Center For American" مرآز من أجل تقدم أميرآا"داشيل والباحث في Progress الليبرالي التوجه .

والذي لم –والمثير هنا أن المستشارين السابقين فيما عدا ماآدوناه ويعدون جميعا من 83 هم من اليهود األميرآيين،-نتمكن من تحديد ديانته

أهم مستشاري أوباما بخصوص الشرق األوسط بصفة خاصة وبخصوص اف إليهم بعض مستشاري أوباما السياسة الخارجية بصفة عامة حيث يض، والتي عملت خالل Susan Riceاآلخرين وعلى رأسهم سوزان رايس

والية بيل آلينتون آعضو بمجلس األمن القومي وآمساعد لوزير الخارجيةللشؤون األفريقية وتعد رايس من أهم مستشاري أوباما بخصوص السياسة

. الخارجيةباما من اليهود األميرآيين الذين آما يضاف إليهم بعض قادة حملة أو

ارتبطوا به منذ شيكاغو أو الذين يحتلون مواقع قيادية داخل حملته ال ترتبط بالضرورة بالسياسة الخارجية، والذين أآدوا دعمهم ألوباما وإيمانهم

84:بموقفه المساند إلسرائيل، ومن بين هؤالء آل منيباك، والذي عضو مجلس إدارة اإل Lee Rosenbergلي روزنبرج

ساند أوباما منذ أن آان عضوا بمجلس شيوخ والية ألينوي وسافر معه إلى 86. ويؤآد دائما على موقف أوباما المساند إلسرائيل85إسرائيل،

Page 61: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

61

باراك أوباما والعالم العربي

أحد رئيسات حملة جمع التبرعات Penny Pritzkerوبني بريتزآر مستشار الرئيس بيل Abner J. Mikvaالخاصة بأوباما، وأبنر ميكفه

.ينتون السابقآلوهكذا يبدو أوباما وقد أحاط نفسه بعدد ال يستهان به من المستشارين اليهود األميرآيين المقربين، ولعل البحث المفصل في مواقف هؤالء المستشارين تجاه سبل حل الصراع العربي اإلسرائيلي ضرورة لفهم

من مواقف أوباما تجاه الشرق األوسط، وإن آان ذلك ال يمنع أوبامااالستعانة بغيرهم في حالة فوزه بالرئاسة، ولكن تبقى مواقفهم مؤشرا هاما

. على طبيعة قناعات أوباما الحالية تجاه العالقات العربية اإلسرائيلية خالصة أولية

في ظل المؤشرات العديدة السابقة والمتعارضة أحيانا يمكن تخليص :اط التاليةموقف أوباما من إسرائيل والفلسطينيين في النق

يحظى أوباما بدعم عدد ال يستهان به من يهود أميرآا ومن : أوالالفلسطينيين األميرآيين، وذلك يعود لخطاب أوباما اإليجابي والذي يؤآد تفهمه لمعاناة الفلسطينيين واإلسرائيليين على حد سواء، آما يعود أيضا لكون أوباما يريد الترآيز على عملية السالم ويرفض

سات مثل حصار غزة ويريد الدفع بمفاوضات السالم وسبل سيا . الحل الدبلوماسي في المنطقة

ولهذا يبدو أوباما قريبا من وجهة نظر اليهود األميرآيين الليبراليين واليساريين المعارضين لموقف الليكود واليمين اإلسرائيلي الرافض لعملية

.السالمالتعبير عن مواقفه تجاه إسرائيل يواجه أوباما صعوبة بالغة في : ثانيا

والفلسطينيين، وذلك بسبب سطوة لوبي إسرائيل في أوساط اليهود األميرآيين وسطوة التوجهات اليمينية المعارضة لعملية السالم

ولهذا بدت مواقف أوباما والرافضة للحوار والدبلوماسية، .متعارضة في آثير من األحيان

باما نحو اليمين ونحو تأآيد دعمه من المتوقع أن يميل أو: ثالثاومساندته إلسرائيل مع تقدم االنتخابات الرئاسية، فالحملة التي يتعرض لها في أوساط اليهود األميرآيين، وموقف حزبه المنقسم

Page 62: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

62

)9(أوراق الجزيرة

على نفسه، وسطوة لوبي إسرائيل وشكوآه تجاه أوباما، واستغالل تحت الجمهوريين للشكوك السابقة من شأنه أن يدفع أوباما

.الضغوط السابقة للتحرك نحو اليمين في االنتخابات العامةهذا يعني صعوبة التنبؤ بمواقف أوباما في حالة فوزه بالرئاسة : رابعا

األميرآية خاصة في خالل الفترة األولى من رئاسته، فمن المتوقع وفقا لمواقف أوباما أن يدفع بعجلة السالم ويطالب بتغليب الحوار،

مخاوف لوبي (يات العديدة التي يواجهها داخليا ولكن التحدمن ) مثل حرب العراق والتحدي اإليراني(وخارجيا ) إسرائيل

شأنها اإلبطاء من أجندته الدبلوماسية وتغليب الحذر والتريث في آما ذآرنا –توجهه نحو الشرق األوسط خاصة وأن أوباما عرف

ي في التغيير بتريثه ورفضه للمنهج الثور–في الفصل الثاني وللسياسات الراديكالية على الرغم من خطابه القيمي المثالي

.المطالب بالتغيير

العراق: القسم الثاني

يتميز موقف باراك أوباما بخصوص حرب العراق بعدد من الخصائص المحورية الهامة وعلى رأسها رفضه للحرب قبل بدايتها، حيث

عن رفضه لفكرة 2002 أآتوبر أعلن أوباما في خطاب جماهيري ألقاه في Dumb War.87" غبية "أو" خائبة"الحرب والتي اعتبرها حربا

) 2005(ففي أواخر عامه األول آعضو بمجلس الشيوخ األميرآي أعلن أوباما المالمح العامة لموقفه تجاه الحرب والذي رآز بشكل عام على

نسحاب شعوره بأن حرب العراق غير قابلة للحل العسكري، وبأن اال وإن آان غير مثالي في ذاته، -التدريجي من العراق بات الحل األمثل

مرارا بأن األوضاع المتردية في العراق باتت بال حيث اعترف أوباما بمخرج"حل، وأن التعامل معها أصبح من منطلق البحث عما أسماه

يضمن عدم وقوع العراق في أيدي الجماعات اإلرهابية أو في " مسؤولثن الحرب األهلية ويضمن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة أميرآا برا

ومصالحها التي تضررت بسبب الحرب، لذا طالب أوباما بالسحب 88التدريجي للقوات بشكل معتدل ومتوازن وهو جوهر موقف أوباما العام،

Page 63: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

63

باراك أوباما والعالم العربي

والذي نتناوله بالتفصيل في هذا القسم من الدراسة آما نتناول ما يتعرض .وتقويم داتله من انتقا

معارضة الحرب منذ البداية ألقى باراك أوباما خطابا خالل مظاهرة معارضة 2002في أآتوبر نظمت في مدينة شيكاغو بوالية ألينوي األميرآية، حيث -لحرب العراق

أآد أوباما على أنه ال يعارض الحروب بشكل عام وعلى أنه يعارض نظام على الرغم من ذلك يعارض حرب الرئيس العراقي صدام حسين، ولكنه

قائمة على أطماع ودوافع أيدلوجية يروج لها " غبية"العراق ألنها حرب بوش والمحافظون الجدد، وألنها لن تؤدي إال إلى احتالل مفتوح للعراق غير محسوب العواقب من حيث الوقت أو التكلفة أو التبعات السياسية، آما

بي واإلسالمي ضد الواليات المتحدة أنه سيؤدي إلى تأليب العالم العر 89.وتشتيت جهود أميرآا في محاربة القاعدة في أفغانستان وحول العالم

أعرف أنه حتى الحرب الناجحة ضد العراق سوف تتطلب احتالال "أعرف أن غزو العراق بدون . أميرآا غير محدد المدة والتكلفة والعواقب

نيران الشرق األوسط، منطق واضح وبدون دعم دولي قوي سوف يشعلويشجع أسوأ نزعات العالم العربي ال أفضلها، ويقوى قدرة القاعدة على

90".التجنيد، أنا ال أعارض آل الحروب، أنا أعارض الحروب الغبيةوبهذا ميز أوباما نفسه منذ البداية عن غيره من المرشحين

في " نقاء"الديمقراطيين للرئاسة األميرآية، حيث بات المرشح األآثر معارضة حرب العراق بين المرشحين الديمقراطيين الرئيسيين، وهما

2002.91جون إدواردز وهيالري آلينتون واللذان ساندا قرار الحرب في الذي استقال من عضوية مجلس الشيوخ األميرآي –ولكن إدواردز

عاد وأآد خالل االنتخابات التمهيدية على أنه أخطأ في - 2004في عام مه للحرب عندما آان عضوا بمجلس الشيوخ، وعلى أنه بات أآثر دع

أما هيالري آلينتون 92جرأة في معارضة الحرب، المرشحين الديمقراطيينفقد حاولت التنصل من قضية العراق برمتها، وحاولت تصوير مواقف المرشحين تجاه الحرب على أنها متشابهة، وحاولت القول بأنها آبقية

االنسحاب من العراق، ولكنها تنصلت من االعتذار عن المرشحين تريد

Page 64: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

64

)9(أوراق الجزيرة

وحاولت التقليل من الجدل حوله وحول 2002قرارها المساند للحرب في 93.حرب العراق بقدر اإلمكان

لذا برز أوباما لكونه قد عارض الحرب منذ بدايتها، آما حظي بتأييد أآبر الجماعات المعارضة للحرب والتي تسمى موف آون دوت أورج

MoveOn.org - والتي أعلنت تأييد - مليون عضو 3.2 يبلغ عدد أعضائها ، وذلك )ساندوا هيالري% 30مقابل % 70(أعضائها ألوباما بأغلبية آبيرة

على الرغم من منهج أوباما في التعامل مع الحرب والذي مال إلى االبتعاد 94.عن الصخب في معارضة الحرب مقارنة بمرشح آجون إدواردز

عتدال في معارضة الحرباالحيث رآز أوباما في موقفه من الحرب على تأآيد موقفه المعارض للحرب منذ بدايتها، وعلى أنه امتلك الرؤية والقدرة على التقدير والحكم التي مكنته من معارضة حرب أيدها عدد آبير من السياسيين الديمقراطيين

.بالكونجرس وخارجهرب العراق يكمن في إيجاد مخرج حورأى أوباما أن حل مشكلة

يحفظ للعراق قدرا من استقراره ويحفظ ألميرآا " متوازن"أو " مسؤول"قدر من أمنها وهيبتها الضائعة، لذا عارض أوباما من يطالبون بانسحاب فوري وسريع للقوات األميرآية من العراق، آما عارض من يحاولون

95.ميرآية من العراقوضع جداول زمنية صارمة النسحاب القوات األيجب علينا الخروج من العراق، ولكن ليس بأسلوب يترك خلفنا "

اإلرهاب والفوضى واالستئصال العرقي واإلبادة فراغا أمنيا يعمهالجماعية والتي يمكن أن تجرف مساحات واسعة من الشرق األوسط

أخالقية وأسباب متعلقة باألمن علينا مسؤولية. وتعرض أميرآا للخطر 96". مسؤول القومي تجعلنا ندير خروجنا بشكل

في الوقت نفسه عارض أوباما موقف الجمهوريين المطالبين ببقاء القوات األميرآية في العراق بشكل مفتوح وغير محدد من حيث المدة وحجم القوات، آما عارض بقاء قوات أميرآية دائمة في العراق على

بعد الحرب العالمية الثانية، آما غرار ما حدث في بعض بلدان أوربا وأسياعارض أيضا فكرة إرسال المزيد من القوات األميرآية للعراق ضمن

2007.97إستراتيجية زيادة القوات التي طبقت في أوائل عام

Page 65: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

65

باراك أوباما والعالم العربي

في المقابل رأى أوباما أن الحل يجب أن يكون تدريجيا وسطا يقوم سقف زمني على بداية انسحاب فوري لبعض القوات األميرآية ووضع

على بعض القوات عام النسحاب القوات األميرآية المقاتلة والحفاظألغراض تدريب الجيش العراقي ومكافحة القاعدة والمرتدين وضمان عدم وقوع العراق في أتون الحرب األهلية وحماية المصالح األميرآية الرئيسية

98.بالعراق آالدبلوماسيين األميرآيينب ووضع مثل هذا الجدول العام لسحب القوات بدء االنسحا ورأى أن

ضرورة لكي يثبت للعراقيين وغيرهم أن أميرآا غير راغبة في البقاء في العراق بشكل دائم، آما رأى أن بقاء بعض القوات األميرآية المحدودة في العراق على المدى المتوسط ضرورة لكي تثبت أميرآا ألعدائها بأنها

وقادرة على البقاء في العراق وحماية موجودة في الشرق األوسط 99.مصالحها هناك

منطق االنسحاب" إعادة نشر القوات" أو إستراتيجية -أما سبب االنسحاب التدريجي

هو إيمانه بأن حرب العراق باتت مستعصية بال حل، -آما يسميها أوباما وبغياب أي حل مثالي للمشكلة هناك، واستحالة إيجاد حل عسكري لحرب

لعراق، وأن حل مشكلة العراق حل سياسي في أيدي أبنائها، أو السياسيين ا يتباطؤون في إيجاد هذا الحل ألنهم العراقيين، وأن السياسيين العراقيين

منشغلون بانقساماتهم الطائفية الداخلية وبعدم آفاءتهم الشخصية مما حمل 100.راهنالقوات األميرآية تكلفة ال تطاق وغير ضرورية في الوقت ال

لذا رأى أن البدء في سحب القوات األميرآية ضرورة ألنه سوف يضغط على السياسيين العراقيين للبحث عن حلول لمشاآلهم الداخلية

101.وسيرسل له رسالة قوية عملية مفادها أن صبر أميرآا نفذ

فقط من خالل إعادة نشر قواتنا يمكننا الضغط على العراقيين "مسؤولية سي ولتحقيق انتقال ناجح لتحمل العراقيينللوصول إلى اتفاق سيا 102".أمن واستقرار بلدهم

إيجاد حلول وافية وال يتوقع أوباما أن يتمكن السياسيون العراقيونمنشغال بذلك، حيث عبر مرارا شافية لمشاآل حرب العراق، وال يبدو

تكرارا عن إيمانه بأن األوضاع في العراق باتت صعبة إن لم تكن

Page 66: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

66

)9(أوراق الجزيرة

أن يترك عراقا مستقرا بعض الشيء ويحول صية، وبأن غايته هيمستعدون تحول العراق ألفغانستان جديدة آالتي آان يحكمها الطالبان قبل الغزو األميرآي لها، وأن يحول دون نشوب حرب مدنية في العراق يندى لها

إدارة بوش على موقفها الحالم بأن يتحول العراق أوباما الجبين، ويؤاخذمقراطية تمثل نواة نشر الديمقراطية في الشرق األوسط، ويرى أن مثل لدي

خاصة أن الديمقراطية ال هذا الحلم هو بمثابة وهم أيدلوجي ال واقعية لهتفرض بالسالح وأن تطور مؤسسات المجتمع المدني واإلعالم الحر وغيرها من مؤسسات المجتمع الديمقراطي هو مسئولية بعيدة المدى تحتاج

103.قود لكي تتحقق على أن تنبع من داخل المجتمع ذاته وبأيدي أبنائه لعلذا ال يحلم أوباما ببناء عراق ديمقراطي أو بترك عراق مزدهر أو

إليه هو ترك عراق متماسك بعض الشيء بعيد عن مستقر، فغاية ما يطمحالحرب األهلية وحروب االستئصال العرقي مؤآدا على أن نشوب مثل تلك

ارث قد يدفع القوات األميرآية للعودة أو للبقاء، آما يؤآد أيضا على الكوأن القوات األميرآية مستعدة للبقاء في العراق لفترة أطول أو إلعادة االنتشار بشكل مختلف في حالة إذا طلب منها العراقيون ذلك بشكل عملي د وعبروا لألميرآيين عن سعي الحكومة العراقية الحثيث والجاد إليجا

حلول لمشاآل العراق وتخطي خالفاتهم البينية التي شغلتهم عن البحث عن وإن آانت -حلول لمشاآل العراق، وبهذا يحافظ أوباما على درجة ما

من التواصل مع الشعب والثقة في الحكومة العراقية التي يلقى -محدودة 104عراق،عليها أوباما قدرا آبيرا من اللوم والمسؤولية في تردي أوضاع ال

وإن آان أوباما ال ينكر في مواقع أخرى مسئولية أميرآا عما حدث في " المسؤول" العراق، لذا يصف االنسحاب المنتظر من العراق باالنسحاب

مسؤولة عما جرى في العراق وعن إيجاد حل تعبيرا عن آون أميرآا . مناسب لألزمة هناك

مجرد أحالم وآمالإحالل الديمقراطية وبناء الحكومة الكاملة هي"يجب علينا في المقابل أن نرآز على أهداف محددة يمكن تحقيقها، . اآلن

بالتحديد على منع العراق من التحول لما آانت عليه أفغانستان في فترة ما، والحفاظ على نفوذنا بالشرق األوسط، وبناء تسوية سياسية لوقف العنف

105".نالطائفي حتى تتمكن قواتنا من العودة للوط

موعد وتفاصيل االنسحاب

Page 67: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

67

باراك أوباما والعالم العربي

ألقى أوباما أول خطاب رئيسي له عن حرب 2005في نوفمبر العراق منذ توليه عضوية مجلس الشيوخ األميرآي، وقد حدد فيه آثيرا من مالمح موقفه تجاه العراق التي مازالت قائمة حتى اآلن، حيث أعرب عن

حيال، وبأنه ينبغي إيمانه بأن الحل العسكري لألوضاع بالعراق بات مستمن العراق يبدأ بسحب بعض " مسؤول مخرج"على أميرآا البحث عن

القوات األميرآية من العراق بشكل تدريجي مسؤول ، على أن ترآز وعلى وضع قوات الجيش العراقي " المرتدين"القوات الباقية على مواجهة

في عن األوضاع األمنية في مقدمة العمليات العسكرية والمسؤوليةالعراق، آما طالب بإدماج السنة في العملية السياسية بالعراق وبالترآيز على جهود إعادة البناء، وبأن يكون االنسحاب من العراق تدريجيا مرنا،

2006.106آما أعرب عن أمله في أن يبدأ هذا االنسحاب خالل عام آما طالب أوباما بتفعيل الدبلوماسية اإلقليمية والعمل مع جيران العراق آإيران وسوريا والسعودية وترآيا للبحث عن حلول لمشاآل

وذآر في 107العراق بمساعدتهم، حيث أآد على أهمية الحل اإلقليمي،آإيران وسوريا تحاول إلحاق الهزيمة بأميرآا في أماآن أخرى أن دوال

مثل هذه الفوضى العراق ولكنها ال تريد أن تعم الفوضى بالعراق ألنلبيا على أمن واستقرار سوريا وإيران، لذا رأى أن الحوار سوف تعود س

معهما وإشراآهما دبلوماسيا في إيجاد حل لمشكلة العراق هو أمر 108.ضروري

يجب علينا أن ندرك أنه ال إيران وال سوريا راغبتان في الفجوة "يؤثر في األمنية بالعراق مملوءة بالفوضى واإلرهاب والالجئين ألن هذا قد

109".الستقرار عبر المنطقة آلها وداخل بلدانهمعدم ا

التي " مجموعة دراسة العراق"لذا لم يتردد أوباما في تأييد توصيات وتوصلت لتوصيات قريبة 2006أعلنت تقريرها النهائي في أواخر عام

إلى حد آبير من اقتراحات أوباما خاصة فيما يتعلق بأهمية البحث عن حل 110. العراقدبلوماسي إقليمي لمشكلة

وقد وجدت اقتراحات أوباما السابقة تأييدا من بعض المراقبين الذينرأوا أن اقتراحات أوباما هي بداية للتصورات السياسية اإليجابية

Page 68: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

68

)9(أوراق الجزيرة

والمعقولة الساعية إليجاد بدائل لسياسة اإلدارة األميرآية بالعراق دون 111.معارضة الحرب أو تأييدها التطرق إلى

للعراق حيث أعرب قام أوباما بزيارته األولى2006وفي بداية عام عن أمله في أن تتحسن األوضاع في العراق بسرعة آافية، آما طالب

حيث 112أوباما بدمج األقليات خاصة السنة في العملية السياسية بالعراق،أعرب عن خشيته في أماآن أخرى من أن ينظر البعض ألميرآا على أنها

سنة، آما أآد أن حرب العراق شغلت أميرآا عن تساند شيعة العراق ضد ال 113.قضايا الشرق األوسط الهامة آعملية السالم

وفي أواخر العام نفسه بدا أوباما أآثر تشاؤما بخصوص األوضاع في العراق، حيث رأى أن سلوك الحكومة العراقية ال يساعد على إيجاد

للعراق بمدى حل لمشاآل العراق مطالبا بربط المساعدات االقتصادية التقدم السياسي الذي تحققه الحكومة العراقية، آما عاد وأآد أنه آان يتمنى

2006.114أن تبدأ أميرآا في سحب قواتها في أواخر عام

إستراتيجية زيادة القوات 2007لذا عارض أوباما في أوائل عام وسعى لتمرير 115األميرآية في العراق التي طالبت بها اإلدارة األميرآية،

قوانين تضع سقفا للقوات األميرآية هناك مؤآدا على أن حل مشكلة العراق ال يكون بإرسال مزيد من القوات إلى العراق ألن مشكلة العراق سياسية ال عسكرية، آما طالب أوباما بأن تبدأ اإلدارة األميرآية في سحب

2007.116القوات بداية من شهر مايو

لى اإلرهابالعراق ضمن إستراتيجية الحرب عومع دخول أوباما في سباق االنتخابات الرئاسية بدأ في وضع العراق ضمن تصور أآبر إلستراتيجية أميرآا في مواجهة اإلرهاب، حيث أآد على أن العراق شغلت أميرآا عن الساحة األهم للحرب على اإلرهاب

وأن حرب العراق أضرت بمصداقية أميرآا وبأمنها 117وهي أفغانستان، وذلك ألن الحرب 118من أصدقائها في المنطقة وعلى رأسهم إسرائيل،وبأ

قوت جماعات آالقاعدة وأعطت الفرصة لدول آإيران لتطوير برامجها النووية وزيادة دعمها لجماعات مثل حماس وحزب اهللا، آما طالب بصفة

Page 69: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

69

باراك أوباما والعالم العربي

عامة بضرورة بناء سياسة خارجية أميرآا تتخطى العراق وترآز على 119.شعبها الهامة ألميرآا وأمنالقضايا األخرى

إنهاء الحرب ضروري لتحقيق أهدافنا اإلستراتيجية الواسعة بداية ". آمنا وتتملك القاعدة مقرا من أفغانستان وباآستان حيث تعود حرآة طالبان

العراق ليست الجبهة المرآزية للحرب على العراق، ولم تكن آذلك يوما 120".ما

ة التكاليف للجيش األميرآي الذي بات آما رأى أن الحرب باتت بالغعاجزا عن مواجهة أي صراعات عسكرية طارئة بسبب انشغال الجنود األميرآيين بالعراق، وأن الجنود األميرآيين باتوا يتحملون تكلفة عجز

121.القادة العراقيين عن إيجاد حل لمشاآلهم الداخلية

عمل شرآات آما سعى أوباما لتمرير تشريعات تزيد الرقابة على وأخرى تضمن عدم استخدام اإلدارة األميرآية 122األمن الخاصة بالعراق،

للقوانين الخاصة بحرب العراق آتفويض لشن حرب جديدة على إيران، حيث أآد أوباما على أن تجربة حرب العراق تفرض عدم الثقة في اإلدارة األميرآية في شن أي حرب أخرى، ورأى ضرورة أن يتحرك الكونجرس

من أي األميرآي لتقييد يد اإلدارة األميرآية وضمان آال تستفيد اإلدارة 123.تفويضات أو تصاريح قانونية سابقة في شن حرب على إيران

آما أآد أوباما أنه لو صار رئيسا فسوف يبدأ فورا في سحب القوات ، على أن يقوم بسحب غالبية 2009األميرآية من العراق في أوائل عام

شهرا مع اإلبقاء على عدد محدود للقوات بالتشاور مع 16الل القوات خالقيادات العسكرية الميدانية وفقا للمعايير التي رصدناها سابقا، حيث أآد أوباما على أن السياسية الخارجية األميرآية باتت أسيرة لحرب العراق، وأن التخلص من الحرب وتبعاتها وإيجاد حل سريع لها بات ضرورة لكي

فرغ أميرآا لمواجهة قضايا داخلية وخارجية أهم آأوضاع االقتصاد تت 124.األميرآي المتردية وحرب أفغانستان

نقد وتقويمموقف أوباما السابق من الحرب على العراق ال يخلو من نقد وتقييم تزخر به وسائل اإلعالم ومراآز الدراسات األميرآية، حيث يرى البعض

Page 70: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

70

)9(أوراق الجزيرة

دد فهو يسمح ببقاء قوات أميرآية غير أن موقف أوباما غامض غير محاألمد مع إمكانية تغيير مهامها في حالة تغير محددة العدد لفترة غير محددة

الظروف، لذا يتساءل البعض حول رد فعل أوباما في حالة تردي األوضاع في العراق وانزالقها نحو الحرب المدنية والتي يخشاها أوباما، فهل

ين إلعادة قواته للعراق؟ وماذا لو عارض القادة سيضطر أوباما في هذا الحالعسكريون األميرآيون خطط أوباما لالنسحاب فهل سيطيعهم أوباما؟ وآيف سوف يكون موقفه أمام الناخبين المعارضين للحرب في ذلك الحين؟

ذا حدين في حالة تردي بمعنى أخر أن مبادرات أوباما المرنة تبدو سالحاعدم قدرته على االلتزام بوعوده التي يترآها األوضاع في العراق و

125.مفتوحة بعض الشيءآما يقول البعض أن أوباما تأخر في إعالن مبادراته السياسية تجاه

وبعد عام آامل أمضاه 2006يزر العراق إال في أوائل عام العراق، فهو لم في مجلس الشيوخ، آما أنه لم يعلن أي مبادرات أساسية تجاه العراق إال

ويقول آخرون أن أوباما تردد ألنه آان يأمل في 2005،126في أواخر عام أن تتحسن األوضاع في العراق، وألنه انبهر آما انخدع غيره من السياسيين األميرآيين بالنصر الذي حققته القوات األميرآية في العراق في أوائل الحرب، وأن هذه االنتصارات أسكتته آما أسكتت غيره من

يين األميرآيين، وأن صوته لم يعل بالنقد إال بعد أن تردت األوضاع السياس 127.في العراق وبعد أن رشح نفسه لالنتخابات الرئاسية

يلقي بقدر آبير من اللوم على السياسيين إن أوباما ويمكن القوليئس فقد128ويتخذ موقفا يبدو متشائما يائسا تجاه األوضاع هناك، العراقيين

ق وإمكانية تحقيق النصر هناك، بشكل جعله يرآز على من الحرب والعراالمسؤوليةاألميرآية عما جرى سحب القوات األميرآية دون التفكير في

للشعب العراقي والعراق من وراء الحرب التي شنتها اإلدارة األميرآية بإرادتها المحضة، ووفقا لهذا المنطق آان يجب على أوباما أن ينشغل

وض العراقيين عما تحملوه من وراء الحرب البالبحث عن مخرج يعموقف يفر باألميرآيين من أتون حرب العراق ويترك الشعب العراقي

. يتحمل التكلفة األآبر لما صنعه الغزو األميرآيإن ويمكن الرد على ما سبق من واقع متابعتنا لمواقف أوباما بالقول

د بديل لها يبدو صعبا، المرونة في االنسحاب من العراق مطلوبة وأن إيجاوأن المرونة هي عالمة على الوسطية ورغبة في االستجابة لحاجة

Page 71: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

71

باراك أوباما والعالم العربي

العراقيين والقوات األميرآية بالعراق التي قد تتغير مع تغير الظروف وأن 129.فرض جدول صارم لالنسحاب قد يعود بنتائج آارثية

أما بخصوص تأخر مواقف أوباما ومبادراته السياسية تجاه العراق فترى حملته أن أوباما سعى خالل عامه األول بمجلس الشيوخ للبعد عن األضواء والترآيز على التعلم وبناء الجسور مع السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وأنه آان من أول من انتقدوا حرب العراق ين قبل أن تبدأ، واستمر في نقده للحرب بشكل معتدل متوازن منذ ذلك الح

دون أن يهاجم القوات األميرآية أو يسعى لتقويض ما تتلقاه من دعم مالي 130.وجماهيري في الداخل األميرآي

بالمسؤولية األميرآية تجاه الشعب العراقي فهو أمر أما فيما يتعلقيتحدث عنه أوباما بشكل متكرر، آما أنه يرى أن العراقيين أنفسهم

ول زمني باالنسحاب ويلقون باللوم يطالبون القوات األميرآية بوضع جدبقائها في العراق، آما أن بقاء القوات األميرآية بالعراق هو عليه وعلى

131.محل سخط آثير من العراقيين والمعنيين بالحرب حول العالم

خالصةمكانة مرآزية في فكر إن العراق يحتل وبصفة عامة يمكن القول

أهمية عن المكانة التي تحتلها ومواقف أوباما من الشرق األوسط ال تقلإسرائيل وعملية السالم وهما من أهم قضايا الشرق األوسط المرآزية،

عن حرب العراق التي شنتها إدارة جورج ويعود ذلك للمشاآل التي ترتبتدبليو بوش، وهي مشاآل باتت مستعصية وبات حلها ضرورة لفك قيود

.السياسة األميرآية في الشرق األوسطإن العراق سوف يبقى قضية مرآزية في سياسات يمكن القوللذا

أوباما في حالة فوزه بالرئاسة، فهي أولوية يجب التعامل معها أوال للتفرغ لبقية مشاآل الشرق األوسط، لذا سيفرض حل مشكلة العراق سياسات

.وسوف تحد من خياراته بشكل آبير" إدارة الرئيس أوباما"بعينها على رة أخرى أن أوباما يميل في خياراته للواقعية، فهو يعلي وقد رأينا م

الحوار والدبلوماسية على الحرب والمواجهة، ولكنه في نفس الوقت يبدو برجماتيا يسعى لحل وسط ويخشى االنحياز لفئة على حساب أخرى ، وهذا

Page 72: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

72

)9(أوراق الجزيرة

يعني أن يسارية أوباما تظهر في رفضه للحرب، وأن دبلوماسيته يغلب . قعي يصعب وصفه بالمثالية أو اليساريةعليها طابع وا

إيران: القسم الثالثتعد إيران أحد أصعب القضايا المطروحة على أجندة أوباما تجاه الشرق األوسط، فهي القضية التي يتعرض أوباما بسببها ألآبر قدر من النقد من خصومه الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، وآذلك من

132.ل في أميرآاقبل لوبي إسرائيويعود ذلك لتبني أوباما منهجا مختلفا تجاه إيران عن منهج اإلدارة األميرآية الحالية، وهو منهج يقوم على الدبلوماسية آأداة رئيسية في التعامل مع إيران في مقابل المواجهة التي اعتمدتها إدارة بوش، وقد

في فتح الحوار مع صرح أوباما منذ بداية حملته الرئاسية بأنه لن يتردد اإليرانيين، وهو أمر بدا مؤسفا ومزعجا لعدد إيران واللقاء بالمسؤولين

آبير من أنصار إسرائيل في أميرآا، والذين رأوا أن موقف أوباما من يعبر عن سذاجة من قبل أوباما أو سوء نية مبيتة " مهادن"إيران موقف

في حالة انتخاب ضد إسرائيل وقضاياها مما قد يعرض إسرائيل للخطر 133.أوباما رئيسا للواليات المتحدة

وزاد النقد ألوباما عندما صرح في أحد المناظرات أنه لن يتردد في ، "بدون شرط"الحوار مع قادة دول معارضة ألميرآا ومن بينها إيران

وهو أمر تعرض بسببه أوباما النتقادات واسعة حتى أضطر لتحويره قائال أتي الدبلوماسية يضمن أن ت لك الدول دون إعداد آافأنه لن يلتقي قادة ت

134.األميرآية أآلهاوفي ظل الصراع االنتخابي الشرس الذي شهدته االنتخابات التمهيدية بين أوباما وهيالري آلينتون، استخدمت األخيرة ورقة إيران في هجومها على أوباما ورأت أنها عالمة على ضعفه وعدم إدراآه للخطر

وبالطبع لم يتردد الجمهوريون من استخدام الورقة ذاتها، حتى 135اإليراني،أن جورج دبليو بوش انتهز فرصة خطاب ألقاه أمام الكنيست اإلسرائيلي بمناسبة الذآرى الستين لقيام دولة إسرائيل لشن هجوم على أوباما بسبب موقفه من إيران داخل الكنيست اإلسرائيلي نفسه، حيث شبه بوش موقف

عن " غضت الطرف"ا من إيران بموقف بعض الدول األوربية التي أوبام

Page 73: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

73

باراك أوباما والعالم العربي

ألمانيا النازية في فترة ما بين الحربين العالميتين مما منح هتلر الوقت الكافي لبناء قوته العسكرية التي قادت لواليات الحرب العالمية الثانية وما

136.ترتب عليها من ويالت في حق يهود أوربالى درب هيالري وبوش في نقده ألوباما أما ماآين فقد سار ع

بخصوص إيران وموقفه من الحوار معها، والذي نظر إليه ماآين آعالمة 137".الحرب على اإلرهاب"على عجز أوباما عن قيادة أميرآا في عصر

وبالطبع لم يمل المحللون من نقاش القضية بين مؤيد ومعارض أيد بعض العرب ومحاول لفهم حقيقة موقف أوباما من إيران، حيث

واإليرانيين األميرآيين موقف أوباما من إيران ورأوا أنه يميل للحوار ورأى بعض مؤيدي 138ويختلف آثيرا عن مواقف هيالري وماآين،

إسرائيل أن أوباما فعل ما بوسعه للتعبير عن مساندته إلسرائيل ورغبته سية في الضغط على إيران ولكن من خالل منهج مختلف يميل للدبلوما

ثان من أنصار إسرائيل ناقد ألوباما في حين رأى فريق139على الحرب،أن رئاسة أوباما ألميرآا سوف تكون آارثية إلسرائيل ألن أوباما ساذج جدا أو ربما يكون لئيما ينوي مهادنة إيران والضغط على إسرائيل إذا ما

140.وصل للحكم وعن رؤيته وفي مقابل ما سبق لجأ أوباما إلى الدفاع عن نفسه

للعالقة مع إيران، وربما مال أحيانا للتشدد ضد إيران آما رأى البعض، وبذلك بات منهج أوباما في التعامل مع إيران محل نقد وتفنيد من قبل

141.معارضيه ومسانديه على حد سواء

حرب العراق وفقا لقراءتنا لما –نقطة انطالقنا في فهم موقف أوباما من إيران

هي حرب العراق، فالواضح أن نظرة –القضية من مصادر يتوافر عن .أوباما إليران حاليا وربما للشرق األوسط آله تبدأ من العراق

وقبل أن يصبح عضوا في مجلس 2004حيث ذآر أوباما في عام الشيوخ األميرآي في مقابلة صحفية أن حرب العراق حدت من خيارات

لخيار العسكري أو خيار الحرب أميرآا في التعامل مع إيران، وجعلت اصعبا في ظل انشغال القوات األميرآية الكبير بحرب العراق، وإن آان

بل أآد مرارا على 142ينفه بشكل آامل، أوباما لم يستبعد الخيار العسكري أو

Page 74: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

74

)9(أوراق الجزيرة

أن الخيار العسكري يجب أن يبقى على الطاولة في حالة فشل الدبلوماسية 143.في التعامل مع إيران

وباما في أماآن متفرقة أن حرب العراق آانت خاطئة من ويذآر أ لم يشكل تهديدا ألميرآا أو إلسرائيل 2002حيث هدفها، ألن العراق في

آالتهديد الذي شكلته إيران التي آانت تسعى لبناء سالحها النووي في تلك من الترآيز على مواجهة إيران دخلت إدارة جورج دبليو الفترة، ولكن بدال

ربا ال داعي لها مع العراق، وإدارتها بأسلوب آارثي أدى إلى بوش حانشغال الجيش األميرآي بالحرب، وتقديمه تضحيات ضخمة ال داعي لها، آما أنه أضعف من صورة أميرآا ونفوذها ودورها بالمنطقة، ومنح إيران الوقت والفراغ اإلستراتيجي المطلوب لبناء برنامجها النووي وتقوية

الحليفة لها آشيعة العراق وحماس وحزب اهللا وبسط نفوذها الجماعات 144.بالمنطقة

تغيير "آما يرى أوباما في أماآن أخرى أن حرب العراق وسياسة التي تبنتها إدارة بوش في التعامل مع إيران والمنطقة، دفعت " النظم

رئيسا لهم رغم تشدده، " أحمدي نجاد"اإليرانيين نحو اليمين، ونحو اختيار ا دفعت اإليرانيين لإلسراع ببرنامجهم النووي من منطلقات دفاعية آم

.أحياناأعتقد أن إيران مثل آوريا الشمالية، فهم يرون األسلحة النووية "

145".بمفاهيم دفاعية، آطريق لمنع تغيير النظام

تغيير اإلستراتيجيةلذا يرى أوباما أن إستراتيجية بوش تجاه الشرق األوسط وإيران

ق آانت المشكلة بأعمدتها الرئيسية آحرب العراق وتغيير النظم والعراورفض الدبلوماسية المباشرة وتفضيل المواجهة على الدبلوماسية بشكل عام، وأن التعامل األفضل مع إيران يتطلب إستراتيجية جديدة مغايرة

:إلستراتيجية بوش لحد آبير، إستراتيجية تقوم على ما يليسحب القوات األميرآية من العراق لكي تتخطى أميرآا مشكلة : أوال

وتبحث فيما بعدها وترآز على القضايا المهمة آعملية 146العراق،السالم، ومواجهة الخطر اإليراني، والذي وصفه أوباما في أخر

Page 75: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

75

باراك أوباما والعالم العربي

أآبر تهديد لسالم واستقرار "خطبه أمام منظمة اإليباك بأنه ". المنطقة

– أو لسالم واستقرار المنطقة –د أآبر إلسرائيل ليس هناك تهدي" 147".إيران) تهديد(أآبر من

آما أن سحب القوات األميرآية من العراق سوف يكون بمثابة عامل ضغط قوي ضد إيران والتي تشعر بأن انغماس القوات األميرآية في

148.العراق مفيد لها وعامل حماية يدفع شبح الحرب بعيدا عنها

ر الثقيلة التي ترقد على أقدام الواليات المتحدة هي أحد األحجا"سياستنا الخارجية، فسوف ) آاهل(العراق، وحتى نرفع هذا العبء عن

149".نبقى عاجزين عن حشد العالم حول قيمنا ورؤيتنايريد أوباما تبني دبلوماسية نشطة في التعامل مع إيران، : ثانيا

باشر مع إيران، وفي دبلوماسية تقوم على فتح باب الحوار المالغالب سوف يبدأ هذا الحوار على مستويات دبلوماسية منخفضة وحول قضايا آاستقرار العراق وبرنامج إيران النووي، على أن يتبع هذا الحوار بلقاءات دبلوماسية أعلى في حالة حدوث تقدم في

150.الجانب اإليراني خاصة على صعيد وقف برامجها النووينادى بشكل متكرر ومنذ أواخر عام رة إلى أن أوباماويجب هنا اإلشا

– عندما بدأ في طرح أفكار مختلفة حول حل مشكلة حرب العراق - 2005بأن تدخل أميرآا في حوار أقليمي حول سبل تحقيق استقرار العراق، على أن يتضمن ذلك الحوار دوال مثل إيران وسوريا، حيث رأى أوباما أن مثل

آما 151مسؤول من العراق،" ي إليجاد مخرج أميرآي هذا الحوار ضرورعبر أوباما في أماآن أخرى عن إيمانه بأن إيران ال تريد أن تقع العراق أسيرة الفوضى واإلرهاب بعد انسحاب القوات األميرآية ألن ذلك سوف

152.يزعزع االستقالل اإلقليمي ويضر بجيران العراق بما في ذلك إيران

ل برامج إيران النووية فيوضح أوباما أنه ال أما بخصوص الحوار حويمانع اللقاء شخصيا مع قيادات النظام اإليراني في حالة ما إذا تطلبت المفاوضات ذلك، ويكون ذلك بعد تحقق تقدم آبير من قبل اإليرانيين،

فقط، وأنه قد " أحمدى نجاد"ويقول أوباما أنه ال يعني بقادة النظام اإليراني

Page 76: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

76

)9(أوراق الجزيرة

قادة آخرين نظرا للسمعة السيئة التي أآتسبها نجاد في أميرآا يسعى للقاء ب 153.بسبب تصريحاته النارية في حق إسرائيل

سابقة في التاريخ ويقول أوباما أن حواره مع اإليرانيين ليساألميرآي، فقد سبق وتحدث رئيس مثل رونالد ريجان مع السوفيت خالل

ن يتحدث بصراحة وقوة الحرب الباردة، وأنه ينوي على غرار ريجان ألقائه بهم آما تحدث ريجان بصرامة مع السوفيت، مع اإليرانيين في حالة

ويذآر أوباما أيضا أن سياسة بوش المصرة على عدم الحديث مع النظام اإليراني أضرت بالدبلوماسية األميرآية وبموقف الدول األوربية

154.المتحاورة مع اإليرانيين

العصا والجزرة سوف يرسل أوباما رسالة واضحة للنظام اإليراني بخصوص : ثالثا

جدية الدبلوماسية األميرآية وحرصها على وقف برامج إيران إلى النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية عن إيران وضمها

.المجتمع الدوليسوف تعد إدارة أوباما حزمة قاسية من العقوبات التي سوف : رابعا

للدعوة األميرآية حالة عدم استجابتهاتتعرض لها إيران في للحوار، سوف تبدأ هذه العقوبات بمبادرات مثل حث الشرآات األميرآية على عدم االستثمار في إيران، وهي مبادرة يدعمها أوباما من خالل تقديمه قوانين تحث الواليات والحكومات المحلية

تثمار في األميرآية على عدم تشجيع تعاون الشرآات المحلية لالس آما تتضمن حث المجتمع الدولي على عدم التجارة أو 155إيران،

.االستثمار أو تصدير الطاقة إلى إيرانويقول أوباما أنه سوف يعمل آرئيس ألميرآا على إشراك دول الشرق األوسط آمصر والسعودية في فرض نظام إقليمي لعقاب إيران

ول آالصين وروسيا آما أنه سوف يتوجه لد156بالتعاون مع إسرائيل، .ومنظمات دولية آمجلس األمن الدولي لمساعدته في فرض تلك العقوبات

واضحة يمكنها التمتع بها في " جزرة"في المقابل سوف تقدم أميرآا حالة المضي قدما في مباحثات وقف برامجها النووي، وتتكون الجزرة

Page 77: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

77

باراك أوباما والعالم العربي

ة والعالقات األميرآية من مزايا آالتعاون االقتصادي والضمانات األمني 157.الدبلوماسية

يرى أوباما أن تبني أميرآا لمنهج الحوار مع إيران واستنفاذها : خامسالسبل الحوار في التعامل مع النظام اإليراني سوف يمنح أميرآا المصداقية المطلوبة للمطالبة بتعاون دولي أآبر من المجتمع تها الدولي في فرض عقوبات على إيران في حالة عدم استجاب

158.للدبلوماسية األميرآية النشطة

الحرب آمالذ أخيريؤمن أوباما بضرورة عدم استبعاد الخيار العسكري آمالذ : سادسا

أخير في التعامل مع إيران وإيقاف برامجها النووية في حالة عدم وإن آان أوباما 159استجابة إيران لمبادرات أميرآا الدبلوماسية،

لمواجهة آالحرب آخيارات تالية حريصا على النظر لخيارات ا .للدبلوماسية النشطة والفعالة والجادة

إن حيث يتجنب أوباما الحديث عن قضايا مثل تغيير النظم، ويقولتغيير النظام اإليراني ليس هدفا في حد ذاته فاألجدى واألهم هو تغيير

وهو أمر دفع البعض لمهاجمة أوباما واتهامه بغض 160سلوك إيران، 161.ن انتهاآات إيران لحقوق اإلنسان والحريات الدينية داخلياالطرف ع

مثل العزل أو –آما يرفض أوباما الحديث عن استراتيجيات آبرى حيث يرى أن إيران 162 ينوي تطبيقها في التعامل مع إيران،–االحتواء

آدولة يصعب عزلها آما يحدث مع جماعة مثل حماس والتي يؤيد أوباما من قبل المجتمع الدولي، حيث يؤآد أوباما على وجود عزلها ومقاطعتها

فوارق بين الدول والجماعات تحتم تبني استراتيجيات مختلفة في التعامل 163.مع آل منها

الحرس "آما عارض أوباما خالل االنتخابات التمهيدية قرارا يعتبر إذ يعتقد أوباما أن هذا القرار يتضمن منظمة إرهابية،" الثوري اإليراني

عبارات بخصوص القوات األميرآية بالعراق وآون وجود تلك القوات سوف يساهم في صياغة الوضع هناك، حيث رأى أوباما أن هذا القرار قد يفسر بأنه موافقة ضمنية على أن تستخدم إدارة بوش القوات األميرآية

Page 78: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

78

)9(أوراق الجزيرة

حرب إضافية على إيران وذلك على الرغم من الموجودة بالعراق في شن) عضوا72(الثة أرباع أعضاء مجلس الشيوخ األميرآي تقريبا مساندة ث 164.للقرار

مشروع قانون يضمن 2007وجدير بالذآر أن أوباما قدم في نوفمبر آال تستخدم إدارة بوش التصاريح التي حصلت عليها سابقا ومكنتها من شن الحرب على العراق في شن حرب إضافية على إيران، حيث يرى أوباما

مجال للثقة في إدارة بوش مرة أخرى، وأن الواجب يحتم تقييدها أنه ال واضح قانونيا، وإلزامها بالعودة للكونجرس لطلب تصريح وتقييد أيديها

165.ومستقل بشن حرب على إيران في حالة إذا ما قررت اإلدارة ذلكوالواضح هنا أن أوباما فاقد الثقة في إدارة بوش، وفي منهجها

والمواجهة، ويفضل في المقابل منهجا تها نحو الحربالصدامي، وفي نزع . مغايرا يتبني الحوار آمنهج أساسي والحرب آمالذ أخير

خالصةالقسم الحالي يؤآد عددا من القناعات التي توصلنا إليها بعد دراسة

:موقف أوباما من إسرائيل والعراق، وعلى رأسها ما يليشكلة العراق ا، فهو يرى أن حل لم أن أوباما حريص على إيجاد: أوال

حرب العراق عقبة رئيسية للسياسة األميرآية في الشرق األوسط، وإن استمرارها يعني تقييد الخيارات السياسية المتاحة أمام صانع

.في تعامله مع دول الشرق األوسط القرار األميرآيأن أوباما يعلي الحوار والدبلوماسية على الحرب والمواجهة، : ثانيامنطلقاته السياسية ليبرالية ترى في الحرب خيارا أخيرا وال ف

تستبعده، ولكنها تنظر إلى الدبلوماسية على أنها األداة الرئيسية .للسياسة الخارجية األميرآية

منطلقات أوباما الليبرالية لم تمنعه من النظرة الواقعية لألمور : ثالثاة التحديات التي والتسلح بعوامل القوى التي تساعده على مواجه

تواجهه، حيث يرى أن مواجهة الخطر اإليراني يتطلب التخلص من مشكلة العراق، وتبني دبلوماسية نشطة تبرئ ساحة أميرآا

Page 79: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

79

باراك أوباما والعالم العربي

أمام الرأي العام الدولي، وتبني سياسة العصى والجزرة بشكل .نشط وسريع يضمن عدم إفالت إيران من الضغوط الدولية

مين تحت الضغط الذي يتعرض له من قبل أن أوباما يميل للي: رابعاواشنطن واللوبيات والجمهوريين والديمقراطيين أحيانا، ولكن الضغوط التي يتعرض لها أوباما لم تدفعه إلى التخلي عن إستراتيجيته العامة القائمة على الحوار والدبلوماسية آبديل عن

.المواجهة والحرب

ع الدول العربية الكبرىالديمقراطية والعالقة م: القسم الرابعخالل عهد الرئيس جورج دبليو بوش ارتبطت قضية الديمقراطية بالعالقة مع الدول العربية بشكل آبير، وذلك ألن بوش أطلق في أوائل حكمه مبادرة إعادة بناء الشرق األوسط القائمة على الضغط لتغيير النظم

والتي غزتها أميرآا في –العربية بالقوة إذا تطلب األمر بداية من العراق ، ولهذا نتناول موقف أوباما من قضية نشر الديمقراطية 2003مارس

وموقفه تجاه الدول العربية الكبرى في جزء واحد من دراستنا الحالية .بسبب الترابط القوي بين القضيتين خالل السنوات األربعة األخيرة

ومن الدول وبصفة عامة يمكن شرح موقف أوباما من الديمقراطية العربية الكبرى من خالل خمسة قضايا أساسية، وهي رفضه لبناء النظم ولفرض الديمقراطية من الخارج وتفضيله ربط اإلصالح السياسي بالمساعدات األميرآية آأسلوب أفضل لنشر الديمقراطية، ورغبة أوباما في

ئيل، الحوار مع الدول العربية الكبرى بخصوص العراق والتطبيع مع إسراوموقفه السلبي من المملكة العربية السعودية بسبب قضايا حقوق اإلنسان

أميرآا للنفط القادم من الشرق األوسط، " إدمان"ورغبته في التخلص من وموقفه الداعم للحوار مع سوريا، وترآيزه الواضح على قضية دارفور

.رآيوالتي تحتل مكانة آبيرة لدى أوباما منذ دخوله الكونجرس األمي الديمقراطية ال تفرض بالسالح: أوال

عبر أوباما في أماآن متفرقة عن رفضه فرض الديمقراطية بقوة السالح ورفضه تغيير النظم بالقوة، وذلك ألنه يرى أن الديمقراطية تحتاج لدعائم داخلية عديدة مثل اإلعالم والقضاء المستقلين، والمجتمع المدني

Page 80: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

80

)9(أوراق الجزيرة

القتصادية، وهي عوامل يجب أن تأتي من القوي، والحرية السياسية واداخل المجتمعات ذاتها، وتحتاج لفترات طويلة لبنائها، آما يؤمن أوباما أن الديمقراطية ال تتحقق من خالل صناديق االنتخابات وحدها، وأن الضغط الخارجي يتنافى مع الديمقراطية، وأنه ينبغي على شعوب العالم الثالث أن

تاريخية بمحاربة الفساد ودفع ثمن الحرية السياسية تتحمل مسئوليتها ال 166.واالقتصادية

وينظر أوباما لغزو العراق آنموذج للسياسة الخاطئة التي ال يريد تبنيها، حيث غزا بوش العراق وليس لدى إدارته تصور واضح لطبيعة الشعب العراقي وتاريخه وموقفه من القوات األميرآية، آما أن بوش لم

بقائه محتال، وأن الديمقراطية ال يمقراطية العراق تتنافي معيدرك أن دتفرض من الخارج، وهي أخطاء أدت إلى غرق أميرآا في عراق ما بعد

167.الغزو والذي أهدر مصداقية وموارد أميرآالذا ال يريد أوباما تكرار تلك األخطاء، بل يؤآد أنه ال يسعى لبناء

وأن وسط على غرار أهداف بوش،ديمقراطية عراقية لتغيير الشرق األأمله ينحصر في ترك عراق قادر على آال يقع فريسة للفوضى

168.واإلرهابآما يؤآد أوباما في أماآن متفرقة أنه لن يتخلى عن نشر الديمقراطية في العالم خالل رئاسته، فهو يريد أن يفعل ذلك على نطاق واسع، ولكن

من خالل مضاعفة المساعدات من خالل برامج الدبلوماسية العامة، واألميرآية للعالم في مجاالت مثل مكافحة الفقر ونشر التعليم والرعاية الصحية، وتشجيع التجارة والشراآة االقتصادية مع أميرآا، آما ينادي أيضا بربط المساعدات األميرآي بمدى تقدم جهود اإلصالح والديمقراطية

169.داخل الدول الراغبة في تلك المساعداتومن هذا المنطلق أيد أوباما اتفاقية تجارة حرة وقعتها أميرآا مع دولة

على الرغم من معارضة بعض الديمقراطيين بمجلس 2006عمان في عام 170.الشيوخ لها

نقد وتعاون دبلوماسي مع مصر والسعودية : ثانياالرؤية السابقة ال تعني أن أوباما راض عن األوضاع الديمقراطية

عن رؤى سلبية تجاه 2002دول العربية، حيث عبر في عام داخل ال

Page 81: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

81

باراك أوباما والعالم العربي

أوضاع الديمقراطية داخل الدول العربية، ورأى أن غياب الديمقراطية بالدول العربية الكبرى مثل مصر والسعودية يوفر تربة صالحة لظهور

: اإلرهاب، حيث ذآر– حلفاءنا في الشرق األوسط دعونا نقاتل لنتأآد أن من يسمون" سوف يتوقفوا عن اضطهاد شعوبهم، وقهر –ريون والسعوديونالمص

مما مالمعارضة، والتسامح مع الفساد وعدم المساواة، وإساءة إدارة اقتصادياتهيؤدي لنشأة شبابهم بال تعليم أو مستقبل أو أمل، مستعدون لكي تجندهم الخاليا

171".اإلرهابيةاما منذ فوزه ولكن النقد السابق لم يظهر آثيرا في خطابات أوب

، حيث توارى وراء قضية 2005بعضوية مجلس الشيوخ األميرآي في أآبر وهي رغبة أوباما في الحوار مع الدول العربية الكبرى مثل مصر

172والسعودية لتحقيق ثالثة أهداف رئيسية، وهي دعم استقرار العراق، 173.ودفع عجلة السالم والتطبيع مع إسرائيل، ومواجهة الخطر اإليراني

حيث يتحدث أوباما في أماآن متفرقة عن دور مصر في وقف تدفق وعن دور الدول 174األسلحة اإليرانية إلى غزة عبر حدودها مع القطاع،

العربية وخاصة الخليجية منها في مواجهة الخطر اإليراني بالتعاون مع أميرآا، وعن رغبته في إقناع السعودية بالتعاون مع إسرائيل في مواجهة

طر اإليراني، وعن دور الدول العربية الكبرى في دعم السلطة الوطنية الخ 175.الفلسطينية في مواجهة حماس

ولعل حديث أوباما عن الحوار مع الدول العربية والعمل الدبلوماسي معها دفع البعض النتقاده واتهامه بالتغاضي عن قضايا الديمقراطية

176.وحقوق اإلنسان في الدول العربية

الحوار مع سوريا:ثالثاويتماشى موقف أوباما السابق مع موقفه الراغب في تبني الحوار مع

اإلسرائيلية، وذلك بهدف إعادة –سوريا وتشجيع محادثات السالم السورية توجيه سوريا والسعي لعزلها عن إيران، ولرغبة أوباما في تعاون سوريا

177.في تحقيق استقرار العراق

إلنسان بالسعوديةالنفط وحقوق ا: رابعا

Page 82: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

82

)9(أوراق الجزيرة

اهتمام أوباما بتبني الحوار والدبلوماسية مع الدول العربية الكبرى بما في ذلك مصر والسعودية وسوريا لم يمنعه من اتخاذ مواقف متشددة تجاه بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية والتي يهاجمها أوباما منذ عام

" أسيرة"بأن أميرآا تقع لسببين رئيسيين، أولهما شعور أوباما 2002 وهي 178لحاجتها للنفط األجنبي وخاصة النفط القادم من الشرق األوسط،

قضية تؤرق أوباما وتظهر في خطاباته بشكل متكرر ألنها ترتبط بأمن وألنها نقطة ضعف واضحة ألميرآا، آما ذآر أوباما 179الطاقة األميرآي،

اإلرهاب، " ترعى "في أآثر من مكان أن أموال النفط تذهب لدعم دولويتكرر اسم السعودية في خطابات أوباما بشكل سلبي عند حديثه عن

180.القضية السابقةانتقد أوباما سجل السعودية الخاص بحقوق اإلنسان في أآثر من : ثانيا

مناسبة، ودعا الحكومة األميرآية في إدانة بعض الممارسات وإدراجها في عن حقوق اإلنسان في العالم، وفي تقرير الخارجية األميرآية السنوي في " بالنشاط اإلسالمي الراديكالي"السياق نفسه ينتقد أوباما ما يسميه

181.السعودية والذي يدعم انتهاآات حقوق اإلنسان

دارفور: خامسايعطي أوباما لقضية درافور اهتماما آبيرا منذ دخوله مجلس الشيوخ

فه السياسية تفوق مواقفه تجاه األميرآي لدرجة أن حديثه عن دارفور ومواقبعض الدول العربية الكبرى، فهو يتحدث عن دارفور أآثر من مصر على

.سبيل المثالوقد يعود ذلك لكون أوباما هو العضو األفريقي األميرآي الوحيد بمجلس الشيوخ األميرآي، ولالهتمام الكبير الذي يعطيه أوباما لقضية

ر أفريقية، وقد يعود أيضا لبعض آونه ينحدر من جذو دارفور بحكممستشاري أوباما مثل سامانثا باور، المستشارة السابقة لحملة أوباما والمعنية آثيرا بالقضية آما يظهر في آتابتها األآاديمية، وسوزان رايس

182.األفريقية في عهد الرئيس بيل آلينتون مساعدة وزير الخارجية للشؤونوباما المتكرر عن قضية دارفور منذ ويظهر هذا االهتمام في حديث أ

- 2005أن صار عضوا بمجلس الشيوخ األميرآي، حيث طالب في يوليو وفي أول زيارة يقوم بها لألمم المتحدة بعد أن صار عضوا بمجلس الشيوخ

Page 83: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

83

باراك أوباما والعالم العربي

بأن يعطي المجتمع الدولي اهتماما خاصة بما يجري بدارفور، وبأوضاع -إبادة " ما يجري بدارفور هو الالجئين هناك، حيث رأى أوباما أن

183".جماعيةومنذ ذلك الحين وأوباما يطالب بإرسال قوات أممية لدرافور وبدعم تلك القوات من حيث السالح والمال وحدود مهمتها في حماية الالجئين،

وبأن تعين آما يطالب أميرآا بأن تمنح قضية درافور اهتماما خاصاطالب بزيادة المساعدات اإلنسانية مبعوثا رئاسيا خاصا بالقضية، آما ي

184.لالجئين عن رفضه التسرع في تطبيق العالقات 2008وقد عبر أوباما أبريل

مع السودان، مطالبا الحكومة األميرآية بأن تربط التحسن في العالقات األميرآية السودانية بتعاون السودان مع المجتمع الدولي في دارفور، آما

في نوايا الحكومة السودانية وفي التزامها عبر أوباما عن عدم ثقتهبوعودها، آما عبر أيضا على عدم رضاه عن موقف المجتمع الدولي في

آما " خمس سنوات"في دارفور الممتدة منذ " اإلبادة الجماعية"التعامل مع 185.رأى أوباما

خالصةموقف أوباما تجاه الدول العربية الكبرى وبخصوص قضية

اعتقادنا بغلبة النزعة الواقعية على سياسات أوباما تجاه الديمقراطية يعززالشرق األوسط، فأوباما المثالي في توجهاته وفي نزعته الليبرالية للحوار والدبلوماسية، يبدو حذرا في نشر الديمقراطية في التعامل مع الدول العربية الكبرى، فهو يريد تعاونها في دعم استقرار العراق وفي مواجهة

.ان وفي دفع عملية السالمإيروال يبدو أن أوباما يُكُن قدرا آبيرا من التقدير للدول العربية الكبرى فهو يرفض فتح سجلها على مستوى الحقوق المدنية وعلى مستوى الديمقراطية، ولكنه يبدو حريصا على عدم فتح تلك الملفات ويفضل أن

خل الدول والمجتمعات ينظر لها آملفات داخلية يجب أن ينبع حلها من داالعربية ذاتها، وأن دور أميرآا هو المساعدة في المطالبة باإلصالح وربطه بالمساعدات األميرآية، ولكن يرى أن األولوية تذهب للتعاون مع

Page 84: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

84

)9(أوراق الجزيرة

الدول العربية في معاجلة قضايا المنطقة األآثر سخونة آالعراق وإيران . وعملية السالم

اإلسالم: القسم الخامس أوباما عن وحدة األميرآيين ورفضه للتعصب وللصور خطاب

النمطية والصراعات العرقية والدينية والسياسية التي تفرق األميرآيين نال إعجاب آثير من المسلمين والعرب داخل وخارج أميرآا منذ صعود نجمه

السياسي بعد الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر الحزب الديمقراطي العام في خاصة وأن أوباما أدان خالل خطابه التمييز الذي يتعرض 2004 يوليو 27

9.186-11له العرب األميرآيون منذ لو آانت هناك أسرة عربية أميرآية يقبض عليها دون حصولها على "

حقها في وجود محامي أو في الخضوع للسير الطبيعي للعملية القانونية 187".فإن ذلك يهدد حرياتي المدنيةعين العرب والمسلمين ألوباما بسبب خطابه وزاد إعجاب المتاب

اإليجابي عن اإلسالم والذي رفض الربط بين اإلسالم واإلرهاب، مؤآدا آما دأب 188ويسيء تفسيره وتقديمه،" يشوه اإلسالم" "اإلرهاب"على أن

الحديث إيجابيا عن اإلسالم آأحد األديان األميرآية التي يجب معاملتها ومساواة وتقدير آبقية األديان األميرآية آالمسيحية أبنائها باحترام ومعاملة

ورفض أوباما علو الخطاب الطائفي في أميرآا . واليهودية وغيرهمافرض رؤيتها على ودعاوي الجماعات المسيحية األصولية التي تحاول

بقية الجماعات الدينية بأميرآا مفضال الحفاظ على التقاليد العلمانية حرية العبادة لجميع األميرآيين بغض النظر عن األميرآية التي ترعى

.ديانتهمفي ظل التنوع المتزايد للشعب األميرآي باتت مخاطر الطائفية أآبر "

من أي وقت مضى، وبغض النظر عما آنا عليه في الماضي، فإننا لم نعد مجرد أمة مسيحية، فنحن أيضا أمة يهودية، أمة مسلمة، أمة بوذية، أمة

189".لمن ال يؤمن بدينهندوسية، أمة هذا إضافة إلى مواقف أوباما على ساحة السياسة الخارجية خاصة تجاه الشرق األوسط حيث عارض أوباما حرب العراق قبل بدايتها وتبنى مواقف تميل للحوار مع دول آإيران وسوريا وترفض الحرب والمواجهة

Page 85: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

85

باراك أوباما والعالم العربي

ة إلى حديث باألسلوب الذي دأبت عليه إدارة جورج دبليو بوش، باإلضافوخلفيته األفريقية األميرآية " معاناة الشعب الفلسطيني"أوباما اإليجابي عن

وجذوره المسلمة، وهي عوامل ساهمت مجتمعة في صعود نجم أوباما في أوساط العرب والمسلمين داخل وخارج أميرآا قبل وبعد إعالنه الدخول

2007.190في سباق الرئاسة األميرآية في أوائل عام ئعات إسالم أوباماشا

العالقة اإليجابية بين أوباما والرأي العام العربي واإلسالمي دخلت مرحلة جديدة مع إعالن أوباما نيته دخول سباق االنتخابات الرئاسية، حيث

شائعات سلبية ) 2007أوائل عام (طفت على السطح في نفس الفترة أوباما الدينية انتشرت بسرعة وبشكل مقلق تحاول التشكيك في خلفية

.يخفي إسالمه" متطرف"أو " متشدد"والثقافية وتصويره على أنه مسلم ولألسف شارآت وسائل إعالم أميرآية محافظة ومعروفة مثل قناة

في الترويج لتلك الشائعات من خالل FOX Newsاألميرآية " فوآس نيوز"لها ال نقلها لتقارير عنها والبحث في خلفيتها بأسلوب يدعمها ويروج

يفندها، وهو أمر دفع وسائل إعالم ليبرالية أخرى لمهاجمة نظيرتها والتي ردت على تقرير نشرته قناة CNN اليمينية، مثل قناة سي إن إن

" مدرسة"إن أوباما تعلم في صغره في فوآس نقال عن مجلة محافظة يقولددة التي الدينية المتش" المدارس" على غرار ابإندونيسي" متطرفة"إسالمية

تنشئها حرآة الطالبان في باآستان وأفغانستان، في المقابل قامت قناة سي إن إن بإرسال مراسل لها إلى المدرسة االبتدائية التي درس بها أوباما لمدة

ليجد أنها مدرسة عامة غير دينية مختلطة يدرس بها اعامين بإندونيسيرية والفكر وتتمتع بقدر آبير من الح طالب مسلمون ومسيحيون

191.المستنيروهو أمر اهتمت به حملة أوباما التي نشرت معلومات تفند التقارير اليمينية مستعينة بتقارير جهات أخرى ليبرالية أآثر حيادية ومهنية بما في

192.ذلك تقارير قناة سي إن إن ومصادر أخرى

جذور أوبامافيته الثقافية وقد حاولت الشائعات السابقة التشكيك في أوباما بسبب خل

والعرقية، فالمعروف أن أوباما ولد ألب آيني ينحدر من خلفية مسلمة والذي انفصل عن والدة أوباما األميرآية وأوباما ابن " حسين أوباما"

Page 86: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

86

)9(أوراق الجزيرة

عامين، آما تزوجت والدة أوباما بزوج إندونيسي مسلم وانتقلت للعيش مع أربع قضى أوباماأوباما في إندونيسيا ا وهو في السادسة من عمره، لذا

سنوات في أندونيسيا يدرس بمدارسها حتى انفصلت أمه عن زوجها الثاني .وأرسلت أوباما للعيش مع أسرتها األميرآية وهو في العاشرة من عمره

التي نشرت نفسه عن تلك السنوات في مذآراتهوقد تحدث أوبامانشرها قبل والتي The Dreams From My Father" أحالم من أبي"بعنوان

أن يظهر أوباما على الساحة السياسية األميرآية، وقد وجد معارضو أوباما وفي المعلومات التي تضمنتها وفي قلة سنوات ظهور أوباما -في مذآراته

فرصة للتشكيك في -على الساحة السياسية وضعف معرفة األميرآيين به . أوباما وخلفيتهوألن زوج أمه آان لد ألب مسلم،إن أوباما مسلم لكونه و لذا قالوا وسجل فيها آمسلم اإنه حضر مدرسة إسالمية في إندونيسي مسلما، وقالوا

وتعلم فيها القرآن والدراسات اإلسالمية، وتردد خالل تلك الفترة على المساجد، وأن تاريخ اعتناقه للمسيحية غير واضح، لذا أشاع البعض أنه

ول بأن أوباما مسلم يخفي إسالمه مسلم، ووصلت الشائعات إلى حد القمن أجل تدمير أميرآا من " المسلمون المتطرفون"ضمن حملة يشنها

الداخل من خالل انتخاب مرشح أوباما ليكون أول رئيس مسلم ألميرآا، وأن أوباما ينوي القسم على القرآن في حالة انتخابه رئيسا ألميرآا، بل أن

الكنائس ليخفي حقيقة أنه مسلم ضمن البعض قالوا بأن أوباما يتردد على 193.مؤامرة إسالمية لتدمير أميرآا من الداخل

ورد أوباما وحملته على الشائعات السابقة بتفنيدها في مناسبات ومن وأنه ترآه " ملحدا"آان " حسين أوباما"أباه خالل سبل عديدة، حيث ذآر أن

حدة، وأن زوج وعمره عامين، ولم يلتقي معه منذ ذلك الحين سوى مرة وا لم يكن متدينا، وإنه التحق خالل فترة دراسته باندونيسيا يأمه اإلندونيسإحداهما آاثوليكية واألخرى مسلمة، وأنه مكث في آل منهما بمدرستين

عامين، وأنه خالل فترة دراسته بالمدرسة المسلمة سجل آمسلم ألن طرق درسة دينية بل آانت التسجيل الرسمية تطلبت ذلك، وأن المدرسة لم تكن م

مدرسة عامة تدرس بها بعض مواد التربية اإلسالمية وأنه حضر بعضها آما تردد على بعض المساجد وصلى مع األطفال واألصدقاء دون أن يدرى

194.معنى ذلك

Page 87: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

87

باراك أوباما والعالم العربي

آما ذآر أوباما أنه لما عاد ألميرآا لم يكن متدينا بدين ما وأنه اختار إحدى آنائس استقر على عضويةالمسيحية بعد تخرجه من الجماعة حيث

شيكاغو والتي يرأسها القس جيرمايه وايت، حيث اختار أوباما عنوان إحدى Audacity of“خطب وايت آعنوان لثاني آتبه ويدعى قوة األمل

Hope”.195 ، "ليس مسلما ولم يكن مسلما في يوم من األيام"لذا أآد أوباما أنه

في أي يوم من " مارس اإلسالملم ي"حملته لتوضح أن أوباما وعادتاأليام، وهذا يعني أن أوباما ولد ألب مسلم، ولكنه لم يربى آمسلم، ولم

196.ينشأ آمسلم، ولم يمارس اإلسالم ممارسة المؤمنين به

جذور الحملة وأسباب انتشارها في وحملته االنتخابية على الشائعات السابقة لم ينجح ردود أوباما

تفعت وانتشرت مع إعالن أوباما عن حملة الرئاسية وقفها فقد استمرت وارومع تقدمه خالل االنتخابات التمهيدية في منافسة هيالري آلينتون ونجاحه في الحصول على ترشيح الديمقراطيين له، حيث توصل استطالع أجراه

من الناخبين % 12مرآز بيو لألبحاث في الخامس عشر من يوليو إلى أن أن أوباما مسلم، وأن االعتقاد السابق يؤثر سلبيا على األميرآيين يعتقدون

موقف الناخبين بما في ذلك الديمقراطيين منه، حيث أشارت استطالعات 197من األميرآيين لن يصوتوا لرئيس مسلم،% 45أخرى سابقة إلى أن

وهذا يعني أن حملة الشائعات السابقة تلقى رواجا وتحظى بتأثير 198.آبيرين

لتتبع جذورها، حيث توصل لحملة سعى آثيرونوفي تفسير قوة ا حين آان أوباما مرشحا 2004البعض إلى أن الحملة تعود إلى عام

لعضوية مجلس الشيوخ األميرآي، حيث حاول بعض خصومه السياسيين في البحث عن جوانب من شخصيته وخلفيته قد تساعدهم في مهاجمته

ومما تتضمنه من إشارات والتشكيك فيه، فوجد البعض في مذآرات أوباما 199.لخلفيته المسلمة فرصة إلثارة الجدل حوله

وبالطبع استفاد هؤالء عن قصد أو بدون قصد من موجة العداء والمشاعر السلبية التي يتعرض لها اإلسالم والمسلمون في أميرآا منذ

9.200-11أحداث

Page 88: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

88

)9(أوراق الجزيرة

المعنيون بها وخصومه، لذا ومع صعود نجم أوباما السياسي زادلقف ناشطون يمينيون ووسائل إعالم يمينية متطرفة الشائعات السابقة ت

وقامت للترويج لها آنوع من النكاية السياسية في أوباما وبغض النظر عما تتضمنه الحملة من إساءات لإلسالم والمسلمين خاصة وأن بعض من روجوا لتلك الحملة والشائعات معروفون أصال بمواقفهم العدائية من

201.م والمسلمين ومسلمي أميرآااإلسالومن ثم اتخذت الحملة والشائعات أبعادا أآثر إثارة حيث روج البعض لفكرة أن أوباما يخفي إسالمه ضمن مؤامرة إسالمية آبرى على أميرآا،

عن اإلسالم لكونه قد ولد ألب " مرتدا"وقال آخرون بأن أوباما يعتبر " المتطرفين اإلسالميين"تله، وأن مسلم، وأن حكم المرتد في اإلسالم هو ق

سوف يرون في فوز أوباما بالرئاسة األميرآية فرصة لتأليب الرأي العام يقود أميرآا ضدهم، وأن فوز أوباما لن " مرتد"اإلسالمي ضده بحكم أنه

يمثل فرصة إيجابية لتحسين صورة أميرآا في العالم اإلسالمي بل سيمثل 202.لقاعدةأداة دعاية في أيدي جماعات آا

وأن خلفية 203في المقابل رأى البعض أن االنتماء لإلسالم ليس تهمة،أوباما المتعددة ميزة ال عيب وأنها نعمة ال نقمة، ورأى أوباما نفسه أن خلفيته الثقافية المتعددة تمكنه من فهم شعوب العالم المختلفة ومن ثم القدرة

لذا204 شعوب العالم،على صياغة سياسات أميرآية أآثر استجابة لحاجاترأى البعض أن أوباما في حالة انتخابه رئيسا ألميرآا سوف يكون رئيسا مثاليا في الفترة الحالية التي تتعرض خاللها صورة أميرآا لقدر آبير من

205.التردي في عيون العالم بفعل سياسات بوش الخارجية الخاطئةلمنافسة بين خالل اشتعال ا-ولكن ذلك لم يوقف الحملة بل وصلت

مراحل جديدة، حيث -أوباما وهيالري آلينتون خالل االنتخابات التمهيدية يشير البعض إلى أن حملة هيالري آلينتون فصلت أحد موظفيها ساهم في

206.ترويج الشائعات السابقة عن أوباماوتشير مصادر أخرى عديدة إلى أن الشائعات انتشرت بشكل مقلق

آيين على المستوى المحلي في واليات مختلفة في أوساط اليهود األميربشكل أقلق منظمات يهودية أميرآية، خاصة وأن بعض المصادر اليهودية اليمينية ساهمت فيها، وذلك إلى درجة دفعت تسعة من أآبر تلك المنظمات

Page 89: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

89

باراك أوباما والعالم العربي

إلى آتابة بيان تنفي فيه هذه الشائعات عن أوباما وتندد بها وبمن 207.يروجوها

منحنى جديدا حيث عات الموجهة ليهود أميرآاوقد أخذت الشائحاولت الربط بين خلفية أوباما المسلمة وسياساته المتوقعة تجاه إسرائيل

بأن هذه الخلفية سوف تدفع أوباما في اتجاه مساند للعرب على والقولحساب إسرائيل، وهو أمر نفته المنظمات اليهودية األميرآية التي رأت أن

وقوي في مساندته إلسرائيل، وأن انتشار هذه سجل أوباما واضح الشائعات في أوساط يهودية وإسرائيلية سوف يؤدي لتشويه عالقة اليهود

208.األميرآيين بأوباما في حالة فوزه بالرئاسةوتشير مصادر أخرى إلى أن الحزب الجمهوري استفاد من تلك

للمسلمين الحملة بحكم أن سياسييه ومرشحيه يستخدمون مصطلحات مسيئة وأن جون ماآين المرشح الجمهوري للرئاسة األمريكية تحدث في مقابلة

وهو تصريح أدلى " مسلما"أجراها أنه ال يفضل أن تنتخب أميرآا رئيسا 209.به ماآين ثم عاد وذآر أن التصريح أسيئ فهمه واستخدامه

وبهذا بدت الحملة ضد أوباما معقدة متشابكة ومؤثرة إلى حد ما، آما ذآرت -من الناخبين األميرآيين بأن أوباما مسلم % 12إيمان لدرجة

وعلى الرغم من أن أوباما -استطالعات الرأي السابق اإلشارة إليها تعرض لحملة أخرى صاخبة بسبب تصريحات ألقى بها قسه المفضل جيريماية وايت رأى البعض أنها شديدة النقد ألميرآا، وبذلك يكون أوباما

نقد لكونه مسلما ومسيحيا في آن واحد، ومع ذلك تستمر قد تعرض لل 210.الشائعات الخاصة بإسالمه

الحملة وعالقة أوباما باإلسالم والمسلمين استمرار الحملة السابقة ترك بصمات سلبية على عالقة أوباما باإلسالم والمسلمين لدرجة أشعرت مسلمي أميرآا بالقلق، فعلى الرغم من مساندة نسبة

تهان بها من مسلمي أميرآا ألوباما بسبب أجندته ولشعورهم بأن الحزب ال يسالديمقراطي ومرشحيه باتوا األقرب لمسلمي أميرآا المعنيين بشدة بحماية

، شعر مسلمو أميرآا بأن رد أوباما 9-11حقوقهم وحرياتهم المدنية منذ أحداث وذلك 211لهم،على حملة التشكيك السابقة لم يكن مناسبا وأنه بات مسيئا

:لألسباب التالية

Page 90: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

90

)9(أوراق الجزيرة

شعر المسلمون األميرآيون بأن الشائعات السابقة تعاملت مع : أوالوأن حملة أوباما ردت اعتناق اإلسالم وآأنه تهمة أو شيء مشين،

على تلك الحمالت بنفيها وبنفي انتماء أوباما لإلسالم وآأن اإلسالم أوباما بات تهمة آما تشيع تلك الحمالت، خاصة وأن حملة

" وصمة"تعاملت مع شائعات آون أوباما مسلما على أنها االنتخابية 212.سلبية يجب التبرؤ منها

ويجب هنا اإلشارة إلى أن أوباما ذآر في بعض المناسبات أن 213.الشائعات السابقة تحتوي على إساءة لمسلمي أميرآا

آان من الواضح أن مسلمي أميرآا يريدون موقفا أقوى من : ثانياباما في الرد على تلك الشائعات يتعمد الدفاع عن سمعة اإلسالم أو

والمسلمين ويرد بقوة على المسيئين لهما تماشيا مع خطاب أوباما البراق والمفرط في الحديث عن وحدة األميرآيين وعن رفضه للتعصب والتشدد ألي سبب من األسباب، خاصة وأن أوباما يعلم

ميراث من الهجوم على اإلسالم أن الحملة السابقة تعتمد على 9.214-11والمسلمين بأميرآا والتشكيك فيهم منذ

رأى البعض أن أوباما في سعيه لنفي الشائعات السابقة تعمد : ثالثااالبتعاد بأآبر قدر ممكن عن آل ما هو مسلم أو إسالمي، حيث تعمد عدم اللقاء مع المنظمات المسلمة األميرآية أو الحديث في

، وهنا يشار إلى أن حملة أوباما أو أوباما نفسه قد يكون قد المساجدتحدث مع بعض قادة المسلمين والعرب األميرآيين في بعض الواليات ذات آثافة مسلمة وعربية أميرآية آبيرة مثل والية مشيجان وقد يكون قد زار مسجدا أو مسجدين ضمن حملته، ولكن

الدعاية التي أنفقها ذلك حدث بشكل صامت وسريع ال يتماشى مع أوباما في الترويج لعالقته اإليجابية بجماعات دينية أميرآية على

األميرآيون والبروتستانت التبشيريون ، حيث يفخر رأسها اليهودجماهيرهم أوباما بسعيه لجذب أصواتهم والحديث لقادتهم ومخاطبة

ق والشعور بمعاناتهم ومشارآة أمالهم وهوما لم يحدث فيما يتعل 215.بعالقة أوباما باإلسالم والمسلمين األميرآيين

وقعت أآثر من حادثة أشعرت مسلمي أميرآا بأن أوباما يريد : رابعااالبتعاد عنهم بأآبر قدر ممكن، فعلى سبيل المثال رفض بعض

Page 91: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

91

باراك أوباما والعالم العربي

مساعدي أوباما أن تجلس فتاتان مسلمتان أميرآيتان خلف أوباما خابات التمهيدية، خوفا من أن خالل خطاب انتخابي ألقاه خالل االنت

في " الحجاب"تظهر الفتاتان اللتان ترتديان غطاء الرأس اإلسالمي 216.الصور خلف أوباما، وهو أمر اعتذر عليه أوباما فيما بعد

وجدير بالذآر أن حملة أوباما تعرضت للنقد بسبب صورة التقطت وره في الصورة بسبب ظه- بلد والده -ألوباما خالل زيارة قام بها لكينيا

".عمامة"وهو يرتدي وفي مناسبة ثانية استقال محامي مسلم من مدينة شيكاغو آان أوباما قد عينه في حملته االنتخابية آحلقة وصل مع مسلمي أميرآا بعد ترديد

بالتشدد - ويدعى مازن أصبهاني -المحامي المسلم الشاب شائعات تتهمة، وقد استقال أصبهاني في أوائل وبأنه يرتبط مع جماعات مسلمة متشدد

متطوعا عن وبعد أيام معدودة من تعيينه مسؤوال2008شهر أغسطس 217.التنسيق بين حملة أوباما ومسلمي أميرآا

أول نائب مسلم Keith Ellisonوفي مناسبة ثالثة ذآر آيث أليسون أنه أضطر ) وهو ديمقراطي عن والية مينسوتا( بالكونجرس األميرآي

ء نشاط جماهيري آان ينوي القيام به بالنيابة عن حملة أوباما في أحد إللغاالمساجد وأنه أضطر لعدم الظهور مع أوباما في والية جنوبية بسبب خلفيته المسلمة، وأن مساعدي أوباما ذآروا ألنه ما يعني أن أوباما آان جد

وز في حملته، وذلك في إشارة إلى مخاوف أوباما من الظهور مع رم حذر 218.مسلمة أميرآية

مسلمو أميرآا باألسف بسبب مواقف أوباما غير شعر: خامساالمتوازنة من حقوق الشعب الفلسطيني خاصة بعد إعالنه في

219.خطاب أمام منظمة اإليباك تأييده لنقل السفارة األميرآية للقدس

الموقف من أوباما

يرتق أنه لمولهذه األسباب شعر البعض بخيبة األمل في أوباما وإلى ولكن هؤالء اختلفوا في آيفية 220للتوقعات واآلمال التي عقدت عليه،

.تفسير ذلكحيث رأى فريق أن أوباما غير مثالي وأن المسلمين والعرب لن

أميرآيا مثاليا يساند مواقفهم بشكل آامل، وأن أوباما مازال يجدوا مرشحا 221.األفضل مقارنة بماآين

Page 92: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

92

)9(أوراق الجزيرة

لبعض بأن يرآز المسلمون على سياسات وضمن هذا االتجاه نادى اأوباما تجاه قضاياهم األساسية آقضايا الشرق األوسط وباال ينشغلوا بقضية

222.موقفه من الشائعات التي تحاك حول خلفيته اإلسالميةورأى فريق أخر أن تردد أو تخوف أوباما من االرتباط باإلسالم

أميرآا وأن موقف والمسلمين نابع من ضعف القوى السياسية لمسلمي أو عن 2004أوباما هذا لم يختلف آثيرا عن موقف جون آيري في عام

مواقف سياسيين أميرآيين آخرين، وأن أفضل أسلوب في التعامل مع هذا األمر هو تقوية المسلمين األميرآيين سياسيا لكي يثبتوا أنفسهم وقواهم

223.على الساحة السياسية األميرآيةأن رأي البعض أن الحل المتوافر حاليا أمامهم هووضمن هذا االتجاه

يدعموا أوباما أو أي مرشح سياسي أخر في صمت وبدون صخب حتى تأذن لهم قواهم السياسية بإعالن مواقفهم دون التعرض لإلحراج الناجم

224. بهم أو التقرب منهمطعن خوف المرشحين االرتبايقدم ما ينتظر منه وما ويبقى فريق ثالث يشعر بأن أوباما خذلهم، ولم

يتماشى مع خطابه المثالي عن الوحدة والتفهم والتعايش المشترك، وأن أوباما وحملته يهدران فرصة آبيرة ويحوالن ميزة آبيرة وهي خلفية أوباما الثقافية المتنوعة وجذوره المشترآة مع الثقافة اإلسالمية إلى عيب

في الرد على الشائعات السابقة وأن األجدر بأوباما أن يتخذ موقفا شجاعا 225.بتأآيد عالقته اإليجابية باإلسالم والمسلمين

خالصة العالقة مع اإلسالم ومسلمي –موقف أوباما من القضية السابقة

يعزز عددا من الخالصات التي رصدناها على مدى الفصل –أميرآا :الحالي من الدراسة، وعلى رأسها ما يلي

مثالي يجذب إليه المؤمنين بالتغيير والباحثين أن خطاب أوباما : أوال .عن سياسات أميرآية جديدة

يتماشى أحيانا مع خطابه، وذلك ألن أن سلوك أوباما السياسي ال: ثانياأوباما حذر سياسيا يريد أن يظهر بصورة الوسطي المعتدل في

Page 93: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

93

باراك أوباما والعالم العربي

عيون الناخب األميرآي وفي ظل بيئة وسياق سياسي وثقافي .معين

ن أوباما يعمل في بيئة صعبة وأن المزاج األميرآي العام أ: ثالثاوالصراعات العديدة التي يشهدها النظام السياسي األميرآي تدفع أوباما بعيدا عن الوسط ونحو اليمين، وأن الضغوط السابقة ال تأتي فقط من اليمين األميرآي والجمهوريين فهي تأتي أيضا من داخل

.الحزب الديمقراطي نفسه

تمة الفصل الثالثخاقبل االنتقال إلى الخاتمة النهائية للدراسة، رأينا أن نتوقف قليال في نهاية هذا الفصل المحوري من الدراسة لتلخيص مواقف أوباما العديدة

مع أهم قضايا الشرق األوسط آما ظهر عبر هذا والمتعارضة أحيانا :الفصل، وبهذا الخصوص يمكن ذآر ما يلي

مساند قوي إلسرائيل تعهد بحماية أمنها والدفاع عنها في أوباما: أوالحالة أي اعتداء عليها وبضمان تفوقها العسكري، آما تعهد أيضا

.بعزل حماس والجماعات الفلسطينية المعارضة لعملية السالمولكنه في نفس الوقت يرفض رؤى اليمين اإلسرائيلي المعارض

ت ويريد دعم الجماعات الفلسطينية لعملية السالم ويريد الدفع بالمفاوضا .المساندة لعملية السالم بهدف تقويتها في مواجهة األصوات المعارضة

أوباما يريد االنسحاب من العراق فور رئاسته ألميرآا، على أن : ثانيايكون انسحابه تدريجيا يبقي على عدد من القوات األميرآية

ولمنع انزالق العراق المحدودة بالعراق لحماية المصالح األميرآية . في آتون الحرب األهلية أو الفوضى السياسية

ويريد أوباما أن يطلب من جيران العراق وعلى رأسهم إيران وسوريا والدول العربية الكبرى بأن يساعدوه في ضمان أمن واستقرار

.العراق على المستوى اإلقليميوية بأي ثمن، وهو يريد أوباما منع إيران من امتالك أسلحة نو: ثالثا

يميل لتغليب الحوار والدبلوماسية على الحرب والمواجهة، ولكنه ويرى أن الحرب خيار أخير ال يريد اللجوء ال يستبعد الحرب،

Page 94: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

94

)9(أوراق الجزيرة

العصا والجزرة، من خالل إليه، ويفضل استخدام أسلوبدبلوماسية نشطة وعقوبات قاسية ومزايا آبيرة تحصل عليها إيران

. للرغبة األميرآيةفي حالة انصياعهايرفض أوباما سياسة تغيير النظم ويفضل نشر الديمقراطية على : رابعا

المدى البعيد من خالل ربط المساعدات األميرآية للدول العربية بتقدمها في اإلصالحات السياسية، آما يريد أوباما أن يحصل على ار تعاون الدول العربية الكبرى آمصر والسعودية في تحقيق استقر

العراق وفي الدفع بعملية السالم، ولكنه ال يشيد بتلك النظم ويبدي .قلقه من طبيعتها وبنيتها الداخلية

جذور أوباما اإلسالمية توارت وراء الضغوط الداخلية التي : خامسايتعرض لها بسبب ميله للحوار والشائعات التي تدور حوله، وهي

ما يربطه باإلسالم عوامل دفعته إلى التملص ولو مؤقتا من آلحتى أنه يخشى من الظهور مع مسلمي أميرآا في لقاءات

. مشترآةوبعد الوصول لتلك النتائج الهامة بقى لنا أن نحاول وضعها ضمن إطار عام يفسر سياسة باراك أوباما الخارجية ويحاول التنبؤ بموضع

ة في الشرق األوسط ضمن سياساته الخارجية، وطبيعة أولوياته السياسيالمنطقة في حالة فوزه بالرئاسة األميرآية، هذا إضافة إلى وضع بعض السيناريوهات المتوقعة لتفاصيل سياسة أوباما الشرق أوسطية في حالة

.فوزه بالرئاسة األميرآية في نوفمبر المقبل

Page 95: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

95

باراك أوباما والعالم العربي

:هوامش الفصل الثالث

1 Christina Bellantoni, “Hillary, Obama woo Jewish vote; Support Israel, worry about Iran in pitch,” The Washington Times, 14 March 2007, A-1. New York Sun, “Obama and Israel,” The New York Sun, 9 Jan 2008, 8. 2 James D. Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers,” The New York Jewish Week, 15 Feb 2008, Vol. 220, No. 40, 1. Neela Banerjee, “Obama Walks a Difficult Path As He Courts Jewish Voters,” The New York Times, 1 March 2008, A-1. 3 Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 4 Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” Mark Hemingway, “A Curious Kind of Friendship - Barack Obama's Dubious Record on Israel,” National Review, 19 May 2008. Jeffrey T. Kuhner, “Appeal to AIPAC,” The Washington Times, 15 June 2008, B-4. 5 Becker and Drew, “Pragmatic Politics.” Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 6 Becker and Drew, “Pragmatic Politics.” Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 7 Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 8 Martin Peretz, “Speaking with Obama About Israel,” The New Republic, 13 May 2008. 9 Armstrong Williams, “The Three Presidential Candidates and the Iranian-Israeli Nuclear Conflict,” New York Amsterdam News, 29 May – 4 June 2008, Vol. 99, No. 23, 13. 10 Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel.” Baldwin, “Obama's Next Test.” Don Rose, “GOP Uses Israel as Wedge Issue Vs. Obama,” Chicago Sun Times, 5 July 2008, A-14. 11 Bellantoni, “Hillary, Obama woo Jewish vote.” Hemingway, “A Curious Kind of Friendship.” 12 Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 13 Christina Bellantoni and S.A. Miller, “Obama Hit with Obstacles on Trail; Hamas, Ads Prove Irksome,” The Washington Times, 18 April 2008, A-1. 14 Khaled Abu Toameh, “McCain: It's Clear Who Hamas Wants as President – Obama,” The Jerusalem Post, 27 April 2008, 1. 15 Larry Lipman, “Wexler Blasts E-Mails Disputing Obama’s Support for Israel,” Palm Beach Post (Florida), 16 Feb 2008, A-26. Eli Lake, “Obama's Brain Trust Taking Shape,” The New York Sun, 21 Feb 2008, 1. 16 Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers.” Hemingway, “A Curious Kind of Friendship.”

Page 96: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

96

)9(أوراق الجزيرة

17 Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers.” The Jerusalem Post, “Obama Middle East Adviser Resigns for Hamas Contacts,” The Jerusalem Post, 11 May 2008, 5. 18 Kevin Sullivan, “Overseas, Excitement Over Obama; In Presumptive Nominee, Many See Chance for New Direction and New Attitude,” The Washington Post, 5 June 2008, A-10. Rosenblatt, “Israelis Are Wary.” 19 Krieger and Rettig, “Jewish leaders condemn e-mails calling Obama a Wahhabi.” James D. Besser, “Campaign Of Falsehoods On Obama Seen Sticking,” The New York Jewish Week, 25 Jan 2008, Vol. 220, No. 37, 1. 20 Jeff Zeleny, “Obama Asks Jewish Voters to Judge Him on His Policies,” The New York Times, 23 May 2008, A-19. The International Herald Tribune, “Obama Tries to Reassure Jews; No. 2 slot for Clinton Gaining Currency; Ex-president Talking of Unity, Friends Say,” The International Herald Tribune, 24 May 2008, 4. 21 Beth Reinhard and Lesley Clark, “Wexler Lends Booming Voice to Obama’s Campaign; Rep. Robert Wexler has Been Loud and Clear in His Support for Sen. Barack Obama,” The Miami Herald, 9 June 2008, A-1. 22 Lipman, “Wexler Blasts E-Mails Disputing Obama’s Support for Israel.” Robert Wexler, “Barack Obama: optimism and vision,” Jewish News of Greater Phoenix, 1 Feb 2008, Vol. 60 No. 23, 10. 23 Baldwin, “Obama's Next Test.” 24 Krieger and Rettig, “Jewish leaders condemn e-mails calling Obama a Wahhabi.” Ira N. Forman, “No Place For Slander In Jewish Discourse,” The New York Jewish Week, 15 Feb 2008, Vol. 220, No. 40, 21. 25 James D. Besser, “Obama Reacts To Attacks, Describes Mideast Views,” The New York Jewish Week, 1 Feb 2008, Vol. 220, No. 38, 28. Scott McConnell, “Obama's Israel Test,” American Conservative, 10 March 2008, Vol. 7, No. 5, 16. 26 The Associated Press, “Obama Meets Shalom, Offer Support for Israel,” The Associated Press, 10 Jan 2006. Chuck Goudie, “Obama Visits Remote Israel Town With Chicago Ties,” Chicago ABC 7 News, 11 Jan 2006. 27 Barack Obama, “Renewing American Leadership,” Foreign Affairs, July/ August 2007. 28 Bellantoni, “Hillary, Obama woo Jewish vote.” 29 Chuck Goudie, “Obama Wraps up Middle East Trip,” Chicago ABC 7 News, 13 Jan 2006. Josh Gerstein, “Obama Shapes an Agenda Beyond Iraq War,” The New York Sun, 26 Dec 2006, 1. Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel.”

Page 97: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

97

باراك أوباما والعالم العربي

30 Barack Obama, “Remarks of Senator Barack Obama on the Iraq War,” http://obama.senate.gov/speech/070321-remarks_of_sena_11/ , 21 March 2007. 31 Obama, “Renewing American Leadership.” 32 Barack Obama, “Obama Statement on Iraq Study Group Report,” http://obama.senate.gov/ , 8 Dec 2006. 33 Shani Rosenfelder, “Obama to 'Post': Lack of US leadership opened door to extremism in the West Bank and Gaza Strip. Clinton: Not many good options in Gaza. Brownback: UNRWA is wrong agency to manage crisis,” The Jerusalem Post, 8 July 2007, 5. Barack Obama, “Obama Statement of President Bush’s Proposed Middle Eastern Conference,” http://obama.senate.gov/press/070716-obama_statement_74/ , 16 July 2007. 34 Rosenblatt, “Israelis Are Wary.” 35 Peretz, “Speaking with Obama About Israel.” 36 Katharine Jose, “Obama's AIPAC Speech, Rahm's Endorsement,” New York Observer, 4 June 2008. 37 Peretz, “Speaking with Obama About Israel.” Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 38 Nicholas Riccardi, “The Democrats; Obama Woos Jewish Voters in Florida,” Los Angeles Times, 23 May 2008, 18. John M. Broder and Michael Powell, “At Pro-Israel Meeting, Obama Offers Assurances and Draws Distinctions,” The New York Times, 5 June 2008, A-25. 39 New York Sun, “Obama and Israel.” Broder and Powell, “At Pro-Israel Meeting.” Rober Fisk, “The West's Weapon of Self-Delusion,” The Independent, 7 June 2008, 42. 40 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” 41 Hilary Leila Krieger, “Livni Obama agree on curbing Iran,” The Jerusalem Post, 12 March 2008, 2. 42 Barack Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks, Chicago, Illinois,” http://obama.senate.gov/speech/070302-aipac_policy_fo/ , 2 March 2007. 43 Barack Obama, “Obama Statement on Signing of New Memorandum on Understanding With Israel,” http://obama.senate.gov/press/070816-obama_statement_79/ , 16 August 2007. 44 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks.” 45 Steve Huntley, “Obama's Vulnerable on National Security,” Chicago Sun Times, 20 May 2008, 21. 46 The Associated Press, “Obama Meets Shalom.” 47 Peretz, “Speaking with Obama About Israel.” 48 Herb Keinon, “Visiting Obama Middle East Adviser: He'd be Great for Israel,” The Jerusalem Post, 13 March 2008, 1.

Page 98: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

98

)9(أوراق الجزيرة

49 Wexler, “Barack Obama: optimism and vision.” 50 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” 51 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” 52 Becker and Drew, “Pragmatic Politics.” 53 Peretz, “Speaking with Obama About Israel.” 54 Besser, “Obama Reacts To Attacks.” 55 Pilger, “False hope in Obama.” 56 Larry Rohter and Michael Cooper, “On McCain, Obama And a Hamas Link,” The New York Times, 10 May 2008, A-12. 57 Hilary Leila Krieger , “Obama Turns Up Heat on Bush McCain Over Iran Hamas Policy,” The Jerusalem Post, 18 May 2008, 3. 58 Barack Obama, “Obama Statement on Today’s Middle Eastern Summit,” http://obama.senate.gov/press/070625-obama_statement_70/ ,25 June 2007. 59 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks.” Obama, “Obama Statement of President Bush’s Proposed Middle Eastern Conference.” 60 Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 61 Bellantoni, “Hillary, Obama woo Jewish vote.” Obama, “Obama Statement on Today’s Middle Eastern Summit.” 62 Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 63 Wallsten, “Allies of Palestinians see a friend in Obama.” 64 Lake, “Obama's Brain Trust Taking Shape.” 65 Larry Rohter, “Obama's Comments on Israel Stir Criticism in U.S.,” The New York Times, 7 June 2008, A-11. Joel Mowbray, “Obama's Jerusalem; Candidate is inconsistent,” The Washington Times, 11 June 2008, A-25. 66 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” Arnaud de Borchgrave, “AIPAC and Liege Fealty,” The Washington Times, 9 June 2008, A-25. Strobel, “Obama Seen as Pragmatic in Foreign Policy Matters.” Danielle Pletka, “Obama's Pander Pivot; Today He Becomes a Hawk on Iran,” The Weekly Standard, 3 June 2008. 67 Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?.” Abourezk, “Deadly Fallout from Obama's Groveling Before Israel Lobby.” Rose, “GOP Uses Israel as Wedge Issue Vs. Obama.” 68 Yasser Khalil, “Obama's Appeal in the Muslim World,” Christian Science Monitor, 13 June 2008, 9. 69 Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 70 Lake, “Obama's Brain Trust Taking Shape.” 71 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks.” 72 Guardian Unlimited, “Barack Obama, the Flexible Hawk.”

Page 99: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

99

باراك أوباما والعالم العربي

73 Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers.” 74 Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers.” Washington Jewish Week, “Top Diplomats: Leave Malley Alone,” Washington Jewish Week, 21 Feb 2008, Vol. 44, No. 8, 13. 75 Lipman, “Wexler Blasts E-Mails Disputing Obama’s Support for Israel.” 76 Wexler, “Barack Obama: optimism and vision.” 77 Ami Eden and Ron Kampeas, “Sen. Obama: Dennis Ross Gives Me Mideast Advice,” Jewish News, 30 August 2007, Vol. 61, No. 35, 35. 78 Washington Jewish Week, “Top Diplomats.” 79 Eden and Kampeas, “Sen. Obama: Dennis Ross Gives Me Mideast Advice.” 80 Besser, “Sniping Intensifies On Campaign Advisers.” 81 Hilary Leila Krieger, “Obama campaign appoints Daniel Shapiro Jewish senior policy adviser,” The Jerusalem Post, 20 August 2008. 82 Lake, “Obama's Brain Trust Taking Shape.” 83 Banerjee, “Obama Walks a Difficult Path As He Courts Jewish Voters.” 84 Riccardi, “The Democrats; Obama Woos Jewish Voters in Florida.” 85 Baldwin, “Obama's Next Test.” 86 Mowbray, “Obama's Jerusalem.” 87 Obama, “Remarks of Illinois State Sen. Barack Obama Against Going to War with Iraq.” 88 Curry, “Obama Builds Foreign Policy Credentials.” Jill Lawrence, “Obama on Iowa, Iraq and the 2008 Race,” USA Today, July 17, 2007. 89 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama on the Iraq War.” 90 Obama, “Remarks of Illinois State Sen. Barack Obama Against Going to War with Iraq.” 91 Barnes, “The Anti-War Zone.” Zeleny, “As Candidate, Obama Carves Antiwar Stance.” 92 Barnes, “The Anti-War Zone.” 93 Bishop, “Dems at War in 1st Debate.” Grieve, “Clinton goes after Obama on Iran.” 94 Nedra Pickler, “Obama Endorsed by Anti-War Group,” Associated Press, 2 Feb 2008. 95 Barack Obama, “Moving Forward in Iraq,” Chicago Council on Foreign Relations, http://obama.senate.gov/speech/051122-moving_forward/, 22 Nov 2005. Jeff Zeleny, “Obama: Pull GIs From Iraq Gradually,” Chicago Tribune, 23 Nov 2005. 96 Barack Obama, “Floor Statement of Senator Barack Obama on Iraq Debate,” http://obama.senate.gov/speech/060621-floor_statement_6/ , 21 June 2006. 97 Obama, “Moving Forward in Iraq.” Lawrence, “Obama on Iowa.”

Page 100: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

100

)9(أوراق الجزيرة

Robert Siegel, “Obama's Foreign Policy Aide Weigh in on Iraq,” National Public Radio (NPR) All Things Considered 8:00 PM EST, 26 June 2008. 98 DeYoung, “Obama Tends Toward Mainstream on Foreign Policy.” 99 Obama, “Floor Statement of Senator Barack Obama on Iraq Debate.” 100 Zeleny, “Obama: Pull GIs From Iraq Gradually.” 101 Barack Obama, “My Plan for Iraq,” The New York Times, 14 July 2008. 102 Obama, “My Plan for Iraq.” 103 Barack Obama,” A way Forward in Iraq,” Remarks of Senator Barack Obama, Chicago Council on Global Affairs, http://obama.senate.gov/speech/061120-a_way_forward_i/ ,20 Nov 2006. Obama, “Remarks of Senator Barack Obama on the Iraq War.” 104 Barack Obama, “Statement on Iraq Redeployment Plans,” http://obama.senate.gov/press/070515-obama_statement_57/ , 15 May 2007. 105 Obama,” A way Forward in Iraq.” 106 Obama, “Moving Forward in Iraq.” 107 Obama, “Moving Forward in Iraq.” 108 Barack Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq,” http://obama.senate.gov/speech/070119-mr_president_i/ , 19 Jan 2007. Siegel, “Obama's Foreign Policy Aide Weigh in on Iraq.” 109 Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq.” 110 Obama, “Obama Statement on Iraq Study Group Report.” 111 Border, “Signs of an Iraq Policy.” 112 Jason Straziuso, “Obama: Involve More Minorities in Iraq Government,” Chicago Tribune, 7 Jan 2006. Dori Meinert, “Obama: Obstacles Still in Iraq,” State Journal-Register, 8 Jan 2006. 113 Goudie, “Obama Wraps up Middle East Trip.” 114 Obama,” A way Forward in Iraq.” 115 Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq.” 116 Barack Obama, “Obama Offers Plan to Stop Escalation of Iraq War, Begin Phased Redeployment of Troops,” http://obama.senate.gov/press/070130-obama_offers_pl_1/index.php , 30 Jan 2007. 117 Bryan Bender, “Obama, McCain split over Afghan strategy Debate shifting troops from Iraq,” The Boston Globe, 6 July 2008, A-1. 118 Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel.” 119 Gerstein, “Obama Shapes an Agenda Beyond Iraq War.” Obama, “Remarks of Senator Barack Obama on the Iraq War.” 120 Obama, “My Plan for Iraq.” 121 Barack Obama, “Obama: GAO Report Shows Iraq’s Leaders Not Achieving Political Benchmarks,” http://obama.senate.gov/press/070904-obama_gao_repor/ , 4 Sept 2007.

Page 101: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

101

باراك أوباما والعالم العربي

122 Barack Obama, “Obama Iraq Security Contractors Amendment Wins Approval in Senate,” http://obama.senate.gov/press/070928-obama_iraq_secu/ , 28 Sept 2007. Barack Obama, “Obama Calls on Blackwater to Testify Before Senate,” http://obama.senate.gov/press/071015-obama_calls_on_17/ ,15 Oct 2007. 123 Obama, “Obama Introduces Resolution to Halt Rush to War with Iran.” 124 Obama, “My Plan for Iraq.” 125 Pilger, “False hope in Obama.” Michael Crowley, “Barack in Iraq, Can He Really End the War?,” The New Republic, 7 May 2008, 27-31. 126 Zeleny, “As Candidate, Obama Carves Antiwar Stance.” 127 Peter Wehner, “Re-thinking Iraq: Obama’s War,” Commentary, April 2008, 29-33. Kathy Kiely and David Jackson, “McCain and Obama Tweak Views on Iraq,” USA Today, 8 April 2008. 128 Obama, “Obama: GAO Report Shows Iraq’s Leaders Not Achieving Political Benchmarks.” 129 DeYoung, “Obama Tends Toward Mainstream on Foreign Policy.” 130 Shesgreen, “Obama Shuns Limelight.” Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq.” Zeleny, “As Candidate, Obama Carves Antiwar Stance.” Strobel, “Obama seen as pragmatic in foreign policy matters.” 131 Obama, “My Plan for Iraq.” 132 Lake, “Obama's Brain Trust Taking Shape.” The New York Times, “Talking With the Enemy,” The New York Times, 23 May 2008, A-24. Baldwin, “Obama's Next Test.” 133 Huessy, “Diplomacy fetish.” Rosenblatt, “Israelis Are Wary.” Hemingway, “A Curious Kind of Friendship.” 134 DeYoung, “Obama Tends Toward Mainstream on Foreign Policy.” Rutenberg and Zeleny, “Obama seeks to clarify his stance on diplomacy.” 135 Grieve, “Clinton goes after Obama on Iran.” 136 Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel.” 137 Rutenberg and Zeleny, “Obama seeks to clarify his stance on diplomacy.” Rick Montgomery, “Talking to Enemy Nations Becomes a Point of Contention for McCain, Obama,” The Kansas City Star (Missouri), 25 June 2008. Baldwin, “Obama's Next Test.” 138 Omid Memarian, “New generation of Iranian-Americans looks to Barack Obama; Politics-US: Iranian-Americans Seek Least-Hawkish Candidate,” IPS (Latin America), 7 Feb 2008. Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?.”

Page 102: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

102

)9(أوراق الجزيرة

139 New York Sun, “Obama and Israel.” Uri Savir, “Obama is Good for Peace,” The Jerusalem Post, 2 July 2008, 15. 140 Williams, “The Three Presidential Candidates and the Iranian-Israeli Nuclear Conflict.” Limor Simhony and Roni Bart, “Next President will Shape the Future of the Middle East,” The Jerusalem Post, 5 June 2008, 8. 141 Cohler-Esses, “Obama Pivots Away From Dovish Past.” Krieger, “Livni Obama agree on curbing Iran.” Pletka, “Obama's Pander Pivot.” Borchgrave, “AIPAC and Liege Fealty.” 142 David Mendell, “Obama would consider missile strikes on Iran,” Chicago Tribune, 25 Sept 2004, C-1. 143 Strobel, “Obama Seen as Pragmatic in Foreign Policy Matters.” 144 Obama, “Obama Opposes Effort to Keep U.S. Troops in Iraq.” Krieger , “Obama turns up heat on Bush.” Besser, “Obama To Argue Bush Policies Harming Israel.” 145 David Brooks, “Obama, Gospel and Verse,” The New York Times, 26 April 2007, A-25. 146 Gerstein, “Obama Shapes an Agenda Beyond Iraq War.” 147 Jose, “Obama’s AIPAC Speech.” 148 Jose, “Obama’s AIPAC Speech.” 149 Barack Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery at AIPAC Policy Forum,” AIPAC Policy Forum, http://obama.senate.gov/speech/070302-aipac_policy_fo/ , 2 March 2007. 150 Rosner, “Obama to Haaretz.” 151 Obama, “Moving Forward in Iraq.” Obama,” A way Forward in Iraq.” 152 Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq.” 153 Rutenberg and Zeleny, “Obama seeks to clarify his stance on diplomacy.” 154 Cooper, “Dissent Grows Over Silent Treatment for 'Axis of Evil' Nations.” Montgomery, “Talking to Enemy Nations Becomes a Point of Contention for McCain.” 155 Barack Obama, “Obama, Frank, Lantos Introduce Iran Divestment Bill,” http://obama.senate.gov/press/070516-obama_frank_lan/ , 16 May 2007. Rosner, “Obama to Haaretz.” 156 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery at AIPAC Policy Forum.” 157 Obama, “Renewing American Leadership.” 158 Jose, “Obama’s AIPAC Speech.” 159 Rosner, “Obama to Haaretz.” 160 Michael R. Gordon and Jeff Zeleny, “Obama Envisions New Relationship With Iran,” The New York Times, 2 Nov 2007, A-1.

Page 103: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

103

باراك أوباما والعالم العربي

161 New York Sun, “Obama's Reassurance,” The New York Sun, 23 May 2008, 10. 162 Gordon and Zeleny, “Obama Envisions New Relationship With Iran.” 163 Huntley, “Obama's Vulnerable on National Security.” 164 Gordon and Zeleny, “Obama Envisions New Relationship With Iran.” Pletka, “Obama's Pander Pivot.” 165 Obama, “Obama Introduces Resolution to Halt Rush to War with Iran.” 166 Barack Obama, “An Honest Government, A Hopeful Future,” University of Nairobi, Nairobi, Kenya, http://obama.senate.gov/speech/060828-an_honest_gover/ , 28 August 2006. Gordon and Zeleny, “Obama Envisions New Relationship With Iran.” 167 Obama,” A way Forward in Iraq.” Obama, “Remarks of Senator Barack Obama on the Iraq War.” 168 Curry, “Obama Builds Foreign Policy Credentials.” 169 Barack Obama, “Remarks of Senator Barack Obama to the Chicago Council on Global Affairs,” http://www.cfr.org/publication/13172, 23 April 2007. Brooks, “Obama, Gospel and Verse.” Obama, “Renewing American Leadership.” 170 Gerstein, “Obama Shapes an Agenda Beyond Iraq War.” 171 Obama, “Remarks of Illinois State Sen. Barack Obama Against Going to War with Iraq.” 172 Obama, “Moving Forward in Iraq.” 173 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks.” 174 Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 175 Obama, “Remarks of Senator Barack Obama as Prepared for Delivery, AIPAC Policy Forum Remarks.” Obama, “Obama Statement on Today’s Middle Eastern Summit.” Jose, “Obama's AIPAC Speech.” 176 New York Sun, “Obama's Reassurance.” 177 Obama, “Floor Statement on President’s Decision to Increase Troops in Iraq.” Obama, “Renewing American Leadership.” 178 Obama, “Remarks of Illinois State Sen. Barack Obama Against Going to War with Iraq.” Obama,” A way Forward in Iraq.” 179 Barack Obama, “Energy Security is National Security: Remarks of Senator Barack Obama, Governor’s Ethanol Coalition, Washington, DC,” http://obama.senate.gov/speech/060228-energy_security/ , 28 Feb 2006.

Page 104: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

104

)9(أوراق الجزيرة

180 Barack Obama, “Remarks of Senator Barack Obama at Emily’s List Annual Luncheon,” http://obama.senate.gov/speech/060511-remarks_of_sena_6/ , 11 May 2006. 181 Barack Obama, “Obama Calls on Rice to Address Human Rights Violations in Saudi Arabia,” http://obama.senate.gov/press/071119-obama_calls_on_21/ , 19 Nov 2007. Sue Pleming, “U.S. Offers Mild Criticism in Saudi Rape Case,” Reuters, 19 Nov 2007. Barack Obama, “Obama Calls on Rice to Condemn Ruling Against Saudi Journalists, Support Human Rights,” http://obama.senate.gov/press/080407-obama_calls_on_26/ , 7 April 2008. 182 Jack Ackerman, “Ex-Obama Aide Calls for Renewed Global Effort Against Genocide in Princeton Speech,” University Wire, 7 April 2008. 183 Sweet, “Obama Draws on African Roots.” 184 Lynn Sweet, “D.C. Rally Condemns Darfur Genocide,” Chicago Sun-Times, 1 May 2006. The Associated Press, “Sudanese Refugees Tell U.S. Senator Darfur Needs U.N. Force,” The Associated Press, 2 Sep 2006. 185 Barack Obama, “Statement of Senator Barack Obama on the Continuing Crisis in Darfur,” http://obama.senate.gov/press/080423-statement_of_se_22/, 23 April 2008.

". ترويض أوباما" بيومي، 186187 Obama, “Reclaiming the Promise to the People.” 188 Obama, “Renewing American Leadership.” 189 Obama, “Call to Renewal.” 190 Bayoumi, “Arabs Heed Obama’s Call fro Change.” William Fisher, “Muslim American Voters: Potentially Influential in an Electoral Campaign; Politics-US: Muslim American Voters Left Out in the Cold,” IPS, 18 Jan 2008. Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?.” 191 Bill Carter, “Rivals CNN and Fox News Spar Over Obama Report,” The New York Times, 24 Jan 2007, A-19. Kim Barker, “Obama's childhood in Indonesia was not defined by Islam,” Chicago Tribune, 23 March 2007. 192 Obama, “Debunked Insight Magazine and Fox News Smear Campaign.” Paul Watson, “Campaign Aides Downplay Obama’s Exposure to Islam,” Sun-Sentinel (Fort Lauderdale, Florida), 18 March 2007, A-16. 193 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Matthew Mosk, “An Attack That Came Out of the Ether; Scholar Looks for First Link in E-Mail Chain About Obama,” The Washington Post, 28 June 2008, C-1. 194 Obama, “Debunked Insight Magazine and Fox News Smear Campaign.”

Page 105: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

105

باراك أوباما والعالم العربي

Watson, “Campaign Aides Downplay Obama’s Exposure to Islam.” Chaim, “Obama's School Days.” 195 Noreen O'Donnell, “Obama's Attackers Seem to Care Little Whether He is a Christian or a Muslim,” The Journal News (Westchester County, New York), 23 June 2008, B-1. 196 Chaim, “Obama's School Days.” Beth Reinhard, “Obama Website Riles Muslims; Some American-Muslim Leaders Say Barack Obama's Website Aimed at Countering Rumors That He is a Muslim -- fightthesmears.com -- Sends a Negative Message About Their Religion,” The Miami Herald, 6 July 2008, 1. 197 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” 198 Dimock, “Belief that Obama is Muslim is Durable, Bipartisan.” 199 Mosk, “An Attack That Came Out of the Ether.” 200 James Carroll, “Islamofascism's Ill Political Wind,” The Boston Globe, 21 Jan 2008, A-11. Salam Al-Marayati, “Political Culture Stigmatizes Islam,” Iowa City Press-Citizen (Iowa), 16 March 2008, A-7. 201 Robert Spencer, “Our First Muslim President,” Human Events, 26 March 2007. Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Pipes, “Did Barack Obama Have a Muslim Childhood?.” 202 Spencer, “Our First Muslim President.” Shireen K. Burki, “Barack Obama - Muslim Apostate?,” Christian Science Monitor, 19 May 2008, 9. 203 Leonard Pitts Jr., “Islam In America; So What if Barack Obama Was a Muslim?,” Pittsburgh Post-Gazette (Pennsylvania), 29 Jan 2008, B-7. 204 Bacon Jr., “Foes Use Obama's Muslim Ties to Fuel Rumors about Him.” Harnden, “I'll See the World Through Your Eyes.” 205 Carroll, “Islamofascism's Ill Political Wind.” Donald K. Emmerson, “Obama's International Background an Asset, not a Flaw,” San Jose Mercury News (California), 1 Feb 2007, A-1. Roger Cohen, “Why Obama Should Visit a Mosque,” The New York Times, 26 June 2008. 206 Carter, “Rivals CNN and Fox News Spar Over Obama Report.” 207 Krieger and Rettig, “Jewish leaders condemn e-mails calling Obama a Wahhabi.” Besser, “Campaign Of Falsehoods On Obama Seen Sticking.” 208 Besser, “Obama Reacts To Attacks.” Forman, “No Place For Slander In Jewish Discourse.” Rose, “GOP Uses Israel as Wedge Issue Vs. Obama.” 209 Mosk, “An Attack That Came Out of the Ether.” Rose, “GOP Uses Israel as Wedge Issue Vs. Obama.” 210 Chaim, “Obama's School Days.”

Page 106: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

106

)9(أوراق الجزيرة

O'Donnell, “Obama's Attackers Seem to Care Little.” Mosk, “An Attack That Came Out of the Ether.” 211 Fisher, “Muslim American Voters.” 212 Julie Bosman and John M. Broder, “Obama's Campaign Opens a New Web Site to Strike Back at 'Dishonest Smears',” The New York Times, 13 June 2008, A-24. Tony Norman, “The 'Politics Of Inclusion' Takes A Hit,” Pittsburgh Post-Gazette, 20 June 2008, A-2. 213 Andrea Elliot, “Muslim Voters Detect a Snub From Obama,” The New York Times, 24 June 2008. 214 Kim Vo, “Detect a Snub From Obama Tactic Against Obama: San Jose Group Notes Few Step Up to Condemn Strategy,” San Jose Mercury News (California), 29 Feb 2008. Parvez Ahmed, “Obama Smears Tapping Into Growing Anti-Muslim Bigotry,” Tucson Citizen (Arizona), 7 March 2008, B-1. Krupa, “Obama Aides Grilled in Dearborn." 215 Ron Kampeas, “Obama Seeks to Quell Muslim Rumors,” Washington Jewish Week, 31 Jan 2008, Vol. 44, No. 5, 18. Kamran Memon, “Obama's "Muslim Problem",” St. Louis Post-Dispatch, 6 July 2008, B-3. Gregg Krupa, “Muslims Feel Ignored by McCain, Obama,” The Detroit News, 5 July 2008, A-1. Elliot, “Muslim Voters Detect a Snub From Obama.” 216 Geoff Earle, “Obama Camp's 'Insult To Islam' - Headscarf Ladies Got Boot From Photo Op,” The New York Post, 19 June 2008, 9. 217 Joseph Curl, “Muslim Bashers ‘Hit For Resignation,” The Washington Times, 7 August 2008. 218 Elliot, “Muslim Voters Detect a Snub From Obama.” 219 Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?.” Elliot, “Muslim Voters Detect a Snub From Obama.” 220 Krupa, “Obama Aides Grilled in Dearborn.” 221 Rubeiz, “Arab Americans Getting Close to Obama?.” 222 Khalil, “Obama's Appeal in the Muslim World.” 223 Fisher, “Muslim American Voters.” Krupa, “Muslims Feel Ignored by McCain, Obama.” 224 Elliot, “Muslim Voters Detect a Snub From Obama.” 225 Ahmed, “Obama Smears Tapping Into Growing Anti-Muslim Bigotry.” Norman, “The 'Politics Of Inclusion' Takes A Hit.” Cohen, “Why Obama Should Visit a Mosque.”

Page 107: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 108: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

108

خاتمة الدراسة

الشرق األوسط بين سياسة األميرآيةآمال باراك أوباما وقيود ال

باراك أوباما مرشح سياسي من نوع فريد بسبب خلفيته العرقية والثقافية غير المسبوقة بين المرشحين السياسيين، فهو أول مرشح رئاسي أفريقي أميرآي، وأول مرشح رئاسي ينحدر من جذور مسلمة وقضى بعض سنوات طفولته خارج الواليات المتحدة وفي أآبر بلد مسلم

).نيسياإندو(آما يمتلك أوباما قدرة خطابية هائلة ال تقل عن قدرة أهم الزعماء التاريخيين بالواليات المتحدة، هذا باإلضافة إلى خطاب يرآز على األمل والوحدة والقيم األميرآية المختلفة ويطالب بتبني الحوار مع شعوب العالم

.وتغليب الدبلوماسية على الحرب والمواجهةهي األصعب على رشيح أوباما بعد ثماني سنوات عجافآما يأتي ت

سياسة أميرآا الخارجية منذ عقود حيث توغلت أميرآا في حرب صعبة يصعب الفوز بها ألول مرة من فيتنام، حرب أرهقت الجيش األميرآي

.والموارد األميرآية، وبددت سمعة ومصداقية أميرآا عبر العالمألآبر من تلك السياسات بسب وآان الشرق األوسط هو المتضرر ا

حرب العراق، وتخلي بوش عن عملية السالم بصورتها الحالية، وتبني سياسة العزل والمواجهة مع سوريا وإيران ومع جماعات آحزب اهللا

.وحماس، هذا باإلضافة إلى سياسة تغيير النظم العربية من الداخلى الرغم من ولهذا علق بعض العرب آثيرا من اآلمال على أوباما عل

شكهم في إمكانية أن تتغير السياسة األميرآية أو أن يأتي رئيس أميرآي محايد تجاه العرب على الرغم من تاريخ أميرآا وسياساتها في المنطقة

.ولوبياتها القوية وعلى رأسها لوبي إسرائيلوقد ألهب أوباما مشاعر المتفائلين العرب بخاطبه المنادي بالحوار

لألمام والشاعر بمعاناة الفلسطينيين، والمطالب السالموبدفع عمليةباالنسحاب من العراق وبتغليب الحوار والدبلوماسية على الحرب

Page 109: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

109

باراك أوباما والعالم العربي

والمواجهة مع إيران وسوريا، هذا إضافة إلى جذور أوباما المسلمة .ولخلفيته األفريقية األميرآية

ولألسف صدقت بعض مخاوف العرب من أن تنجح لوبيات واشنطن لخطابه المثالي، يتحدث عن المثل ي ترويض أوباما وتحويله إلى مسخف

وال يطبقها، ينادي بسياسة مبنية على القيم األميرآية ويتبنى سياسة أميرآية واقعية تحافظ على الخط العام للسياسة األميرآية في المنطقة المساند إلسرائيل والرافض إلدخال سياسات جذرية على السياسة

1.ةاألميرآي

قيود السياسة األميرآيةفمع تقدم االنتخابات الرئاسية األميرآية بدا أن أوباما يتعرض ألربعة أنواع من القيود والضغوط التي تحد من أجندته المطالبة بالتغيير وتفرض

.عليه االلتزام بالخط العام التقليدي للسياسة األميرآيةيعتد عليها من خلفية لمالقيد األول نابع من أوباما نفسه فهو سياسي

الناخب األميرآي مما يسهل مهمة خصومه في إشاعة األآاذيب عنه وعن مواقفه، آما أن أوباما قليل الخبرة خاصة على ساحة السياسة الخارجية، هذا إضافة إلى أن خطابه يفرط في الحديث عن القيم أآثر من حديثه عن

.سياسات محددة لتطبيق تلك القيم على الواقعوقد حرص أوباما منذ بداية مسيرته السياسية وبسبب خلفيته غير التقليدية أن يتبنى سياسات وسطية وتقليدية إن صح التعبير في آثير من

ينعت آغيره من األحيان وأن يسعى للوسطية ويبتعد عن التشدد حتى ال . مهاالسياسيين األفارقة األميرآيين بالتشدد أو بالعداء ألميرآا وقيمها ونظا

القيد الثاني نابع من الحزب الديمقراطي، فهو حزب منقسم على نفسه انعزالي يرفض الحروب ويريد سياسات داخلية تميل " يسار جديد"بين

، وهو تيار تدخلي على "ليبراليين جدد"للفقراء والمهاجرين واألقليات، وا يريد مستوى السياسة الخارجية، أيد عدد آبير من قادته حرب العراق، آم

.سياسات داخلية تجذب الطبقة المتوسطة البيضاء إن انقسام الحزب تاريخي – آما ذآرنا عبر الدراسة - والواضح

يعود للستينات، وأنه مستمر لم يهدأ حتى يومنا هذا، وأنه عطل فوز أوباما

Page 110: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

110

)8(أوراق الجزيرة

بترشيح الديمقراطيين حتى أوائل شهر يونيو الماضي، ودفعه للدخول في بينه وبين هيالري آلينتون والتي لم تتردد هي أو " تكسير عظام"حرب

زوجها في آيل أقسى االتهامات ألوباما، حتى رأى آثيرون أن هيالري رسمت للمرشح الجمهوري للرئاسة جون ماآين المنهج المثالي لمهاجمة

.أوباما ونقده وأنه لم يعد أمام ماآين سوى تطبيق هذا المنهجأوباما وهم الجمهوريون واليمين القيد الثالث نابع من خصوم

األميرآي والذين يعتمدون منذ عقود على سياسة التخويف من الشعوب األجنبية واألقليات والمهاجرين واألصوات الليبرالية الناقدة للسياسات األميرآية، والواضح أن سنوات سيطرة اليمين على السياسة األميرآية

ستان دفعت الرأي العام األميرآي وحربي العراق وأفغان9-11وأحداث مثل بشكل عام إلى اليمين وجعله قابال لحمالت التشكيك والتخويف والقلق على

.مستقبله ومصيرهولم يجد الرئيس بوش غضاضة في نقد أوباما في خطاب ألقاه أمام

أوباما بأنه مرشح حماس الكنيست اإلسرائيلي، آما وصف جون ماآين .ريون بصفة عامة في آيل االتهامات ألوباماالمفضل، ولم يتردد الجمهو

أما القيد الرابع فهو نابع من لوبيات واشنطن وجماعات المصالح التي تريد أن تعلي مصلحتها على الصالح العام وتريد سياسة أميرآية تتطابق مع مصالحها في صورتها المتشددة ال في صورتها المعتدلة القابلة للحوار،

يسار ويمين في إسرائيل وتكتالت تميل للسالم على الرغم من وجود وأخرى تعارضه، عبر أوباما نفسه عن خشيته ممن يحاولون المطابقة بين

.سياسة أميرآا تجاه إسرائيل وعملية السالم وسياسة الليكود اإلسرائيلي

السياسة الخارجية ألوباماتغيير ومن شأن القيود القوية السابقة أن تحد من قدرة أوباما على ال

دراستنا هذه وأن تدفع سياساته للوسط إن لم تدفعها لليمين، وقبل أن ننهيبمحاولة أخيرة للتنبؤ بسياسة أوباما تجاه الشرق األوسط في حالة فوزه بالرئاسة األميرآية ينبغي علينا أن نضع تصورا سريعا ألولويات سياسة

2: خمسة محوريةأوباما الخارجية بصفة عامة، والتي نلخصها في أولويات

Page 111: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

111

باراك أوباما والعالم العربي

رفض العزلة الخارجية ودعم التفوق العسكري األميرآي وإعادة : أوال .تفعيل الدبلوماسية األميرآية

الفوز في الحرب على اإلرهاب من خالل االنسحاب من العراق : ثانياوالذي أرهق موارد أميرآا العسكرية واالقتصادية وإعادة توجيه

أفغانستان، وتحقيق التعاون موارد أميرآا لمحاربة القاعدة في .الدولي الالزم لتتبع القاعدة ومكافحة الشبكات اإلرهابية عبر العالم

منع انتشار أسلحة الدمار الشامل من خالل تأمين مصادرها : ثالثاومخازنها خاصة الموجود في بلدان أوربا الشرقية وجمهوريات

الك مزيد االتحاد السوفيتي السابق، ومن خالل الضغط لمنع امت لتكنولوجيا إنتاج األسلحة – وعلى رأسها إيران –من الدول

.النوويةتوثيق التحالفات والمعايير الدولية من خالل دعم المنظمات : رابعا

الدولية آاألمم المتحدة وتفعيل الدبلوماسية وأحالف أميرآا .المختلفة

ة إطالق مشروع أميرآي عمالق لنشر الديمقراطية ومساعد: خامساالدول الفقيرة على مواجهة مخاطر الفقر والمجاعة وتغير المناخ

. وغيرها من المشاآل الكونية

أوباما والشرق األوسطفي ظل األولويات السابقة وفي ظل ما توافر لدينا من معلومات عن مواقف أوباما تجاه الشرق األوسط خالل إعدادنا لهذه الدراسة، يمكننا رسم

لمواقف أوباما من العالم العربي في حالة فوزه بالرئاسة السيناريو التالي األميرآية في نوفمبر المقبل، وذلك على أن نؤآد منذ البداية على صعوبة التنبؤ بمواقف أوباما بسبب نحافة سجله السياسي بشكل يعيق التأآد من

.عمق مواقفه ورؤاهاسة سوف يحتل العراق المكانة األولى بين أولويات السي: أوال

األميرآية تجاه الشرق األوسط، فالعراق بالنسبة ألوباما هو مفتاح تغيير السياسة األميرآية تجاه الشرق األوسط بعدما أرهق موارد

Page 112: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

112

)8(أوراق الجزيرة

أميرآا االقتصادية وصورتها، وحجم من قدراتها العسكرية والتي .يريدها أوباما حرة غير مقيدة آأداة ضغط هامة على إيران

األولى من والية أوباما بأنها فترة انتقالية يريد لذا يمكن وصف الفترةفيها التخلص من إرث إدارة الرئيس بوش خاصة في العراق حتى يتفرغ

.لتطبيق رؤيته للسياسة الخارجية األميرآية فيما بعد العراقوسوف يلجأ أوباما في تخلصه من العراق إلى سحب القوات تدريجيا

ن وسوريا والدول العربية الكبرى، آما وإلى تفعيل الدبلوماسية مع إيراسيلجأ أوباما لمنظمات آاألمم المتحدة وإلى حلفاء أميرآا التقليديين

.لمساعدته على حل مشكلة العراقتأتي إيران في المرتبة التالية بين أولويات أوباما في الشرق : ثانيا

متنام لمصالح أميرآا وحلفائها العرب األوسط، فهي أآبر تهديدلثنيها سرائيل في الشرق األوسط، لذا يريد أوباما التفرغ إليرانوإ

عن برنامجها النووي بكافة السبل على أن يغلب الحوار والدبلوماسية في البداية، مع التحرك سريعا لعقوبات قاسية على إيران في حالة عدم انصياعها للرغبة األميرآية، وقد يجد أوباما

ن إيران في تحقيق استقرار العراق تناقضا بين الحصول على تعاومع الضغط على إيران في نفس الوقت لكي تتخلى عن سالحها

تبديدهذا التناقض من خالل تغليبه النووي، وقد يحاول أوباماالحوار مع إيران في البداية وسعيه لتطويق إيران دبلوماسيا على المستويين اإلقليمي والدولي مع اإلسراع في إخراج القوات

ألميرآي من العراق والتي يريد استخدامها آعامل ضغط ضد ا .إيران

إيجاد حل نهائي للصراع العربي اإلسرائيلي ال يبدو وآأنه أولوية : ثالثاعلى سياسات أوباما الشرق األوسطية، بسبب ما قد يتطلبه هذا الحل من ضغوط أميرآية على إسرائيل، وبسبب نفوذ لوبي

قدرة هذا اللوبي وغيره من الجماعات إسرائيلي داخل واشنطن، وعلى تشويه صورة أوباما " صقور واشنطن"المعروفة باسم

.وتعطيل سياسات إدارته داخليا

Page 113: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

113

باراك أوباما والعالم العربي

لذا لن يسعى أوباما إليجاد حل نهائي للصراع العربي اإلسرائيلي بقدر سعيه لتحريك عملية السالم من خالل تشجيع السالم مع سوريا ولبنان

نية الفلسطينية واالستمرار في عزل حماس وحزب اهللا ودعم السلطة الوطودفع الدول العربية في اتجاه التطبيع ومساعدته في تطبيق أولوياته السابقة، وهنا يمكن القول أن أوباما قد ال يتعجل ويسعى لمناقشة قضايا الحل النهائي في بداية واليته األولى، فقد يفضل أن يترك أمرا صعبا آهذا

ه الثانية، على أن يرآز في واليته األولى على دفع عجلة إلى واليت .مفاوضات السالم

فهو يريد إعادة تنظيم أولويات السياسة األميرآية بالشرق األوسط أوال من خالل االنسحاب من العراق والترآيز على إيران، وذلك قبل أن

مثل الوصول لحل نهائي للقضية -يحاول أن يخوض في قضية صعبة . تلقى معارضة داخلية-طينية الفلس

لن يضع أوباما قضية نشر الديمقراطية بالدول العربية بين : رابعاأولوياته، وسوف يفضل في المقابل أن يتحدث عن انتهاآات حقوق

خاصة في دولة آالسعودية والتي -اإلنسان داخل الدول العربية وأن يربط أوضاع حقوق -يخصها بقدر آبير من نقده حاليا

اإلنسان والديمقراطية بالمساعدات األميرآية في حالة دول آمصر، وإن آان هذا يبدو مستبعدا في بداية عهد أوباما بسبب حاجة أوباما لتعاون الدول العربية في حل مشاآل العراق

.ومواجهة إيرانآما أن أوباما يدرك أن أميرآا تحتاج لدول الشرق األوسط ألسباب

نفط، وهو يتمنى أن تتخلص أميرآا من حاجتها لنفط أخرى إستراتيجية آالالشرق األوسط في أسرع وقت، ولكن هذا يبدو مستبعدا على المدى

مع " واقعية"القريب والمتوسط، لذا سوف يحافظ أوباما على عالقات الدول العربية في السنوات األولى من واليته الرئاسية مع احتمال أن تتغير

.قبلتلك السياسات في المستمن المتوقع أن يتبنى أوباما دبلوماسية نشطة تجاه العالم : خامسا

اإلسالمي ويقوم بتفعيل أدوات الدبلوماسية العامة، ولكنه قد يقوم بذلك بأسلوب غير مباشر من خالل تقديم المساعدات في مجاالت

Page 114: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

114

)8(أوراق الجزيرة

آالتعليم والصحة ومكافحة الفقر، ومن خالل ترآيز على العمل مع منه للهروب من النقد الذي ير شرق أوسطية سعيادول إسالمية غ

قد يواجهه إذا ما حاول التقرب من دول المرآز بالعالم العربي واإلسالمي، فقد يفضل أوباما دخول العالم اإلسالمي من خالل التعاون مع دول آترآيا ودول شرق أسيا المسلمة آإندونيسيا،

نه مع تلك الدول ودول جنوب الصحراء األفريقية المسلمة، فتعاوقد يكسب سياساته تعاطف قطاعات واسعة من الشعوب اإلسالمية دون أن يثير عليه غضب لوبيات واشنطن التي ترآز في رؤيتها

.للعالم اإلسالمي على العالم العربيفي النهاية يمكن القول أن السنوات األولى من والية أوباما سوف

اآل التي تمثل تهديدا ألمن أميرآا تكون انتقالية يرآز فيها على حل المشوعلى رأسها العراق وإيران، على أن يدفع عجلة السالم لألمام ويتبنى سياسات واقعية تجاه الدول العربية الكبرى أمال في أن يحصل على دعمها في مواجهة إيران وفي دعم استقرار العراق، وقد تتغير تلك السياسات

افه السابقة، وسوف يكون هذا التغيير في بمرور الوقت إذا حقق أوباما أهداتجاه الخوض في قضايا الحل النهائي للصراع العربي اإلسرائيلي،

.والضغط على الدول العربية في اتجاه نشر الديمقراطيةه آما يجب القول أن أوباما سوف يغلب الحوار والدبلوماسية في تعامل

ي ا س ة، آم روب والمواجه ى الح شرق األوسط عل ع ال دم م ى ع حرص علا ال ة م سياسات األميرآي شكل يحمل ال شرق األوسط ب التوغل في قضايا الرى أن ه ي سابقة أن ا ال ه، فالواضح من مواقف أوبام تطيق وما ال تقدر عليشعوب ى ال ا عل ع عبء إدراآه ة يق ضايا عربي ة هي ق سالم والديمقراطي ال

حل لتلك المشكالت العربية باألساس، وأن مبالغة أميرآا في التدخل إليجاد ر ي وغي ر واقع ة غي ات العربي رك المجتمع و أن تتح دى ه د وأن األج مج

ك ساند لتل ز والم دور المحف ا ب زم أميرآ اه وأن تلت ذا االتج ي ه سها ف نفد إن التوجهات، وبالطبع يغفل هذا الموقف سها في تعقي ا نف مسؤولية أميرآ

ب الت ا يج ي، وهن الم العرب شاآل الع تحداث م ن اس م يك ا ل أن أوبام ذآير با -السياسة األميرآية يتحرك ضمن قيود عديدة فرضتها يس أميرآ على رئ

. على مدى عقود طويلة-نفسه

Page 115: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

115

باراك أوباما والعالم العربي

:هوامش خاتمة الدراسة

".ترويض أوباما" بيومي، 12 Obama, “Renewing American Leadership.” Obama, “Remarks of Senator Barack Obama to the Chicago Council on Global Affairs.”

Page 116: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.
Page 117: كتاب جديد للجزيرة للدراسات عن باراك أوباما والعالم العربي.

117

الباحثتعريف

عالء بيومي باحث في الشئون األميرآية • )حاليا - 2006ديسمبر (باحث أول في قناة الجزيرة اإلنجليزية •شئون ا • دير ال ة م المية األميرآي ات اإلس س العالق ة بمجل ر(لعربي ) آي

) 2006 ديسمبر – 2001يونيو (ين • ة دوآ ن جامع سالم م ات ال ة ودراس سياسة العام ستير ال ماج

)2005أغسطس (األميرآية ) 1996و نييو(بكالريوس العلوم السياسة من جامعة القاهرة •ع اإللك • صحف والمواق م ال ن أه دد م شورة بع االت من ه مق ة ل تروني

اإلميرآية والعربية