مجلة الفجر - العدد الثالث

description

العدد الثالث: أيار 2013 - جمادى الآخرة 1434 www.alfajrmg.net

Transcript of مجلة الفجر - العدد الثالث

Page 1: مجلة الفجر - العدد الثالث

العدد الثالث - أيار 2013 - جمادى اآلخرة 1434

النقد في الصراع السياسي

أحمد دعدوش

خيمة المجد »قصيدة«

أنس الدغيم

حتى نعذر بعض السياسيين

عبد الرحمن جعفر

الجماعة من المحلية إلى العالمية

من أوراق المؤتمر األول لإلخوان

Page 2: مجلة الفجر - العدد الثالث

العدد الثالث - أيار 2013 - جمادى اآلخرة 1434

المقاالت المنشورة تعبر عن رأي كتابها وال تعبر بالضرورة عن رأي المجلة أو هيئة تحريرها

االفتتاحية

الجماعة من المحلية إلى العالميةمن أوراق المؤتمر األول لإلخوان

كيف السبيل لتحقيق اإلخالص جماز الجماز

دين اإلسالم علي الطنطاوي

النقد في الصراع السياسي أحمد دعدوش

حتى نعذر بعض السياسيين عبد الرحمن جعفر

فتاوى | إعطاء األمان للمجرمينرابطة العلماء السوريين

الدكتور مصطفى السباعي أسامة السيد عمر

تحيات بعد سنتين من التقدم والثبات علي المحيمد الحسيني

خيمة المجد أنس إبراهيم الدغيم

الهدية عماد السيد عمر

3

4

6

8

12

15

18

20

23

26

27

:: فريق التحرير

رئيس التحرير حسام الغضبان محرر عمار يحيى الضايع محرر د. عامر الغضبان محرر أسامة السيد عمر

الطباعة والتوزيع أسامة الشيدون الطباعة والتوزيع أنس حسين

التسويق اإللكتروني منى السعيد

مجلة شهرية تصدر عنمكتب الشباب في جماعة اإلخوان المسلمين

في سورية

تصفح الفجر www.alfajrmg.net

تواصل مع الفجر [email protected]

تصميم وتنفيذ

Page 3: مجلة الفجر - العدد الثالث

ــلمني ــوان املسـ ــة اإلخـ ــازات مجاعـ ــهامات وإنجـ ــر إىل إسـ ــن ينظـ مـ

ـــة ـــة لنهض ـــت اجلامع ـــد أسس ـــدة، فق ـــة رائ ـــم جترب ـــم يراه ـــال تارخيه خ

جديـــدة يف ميـــدان العمـــل لنـــرة الديـــن وإصـــاح املجتمـــع .

ـــارضة ـــت ح ـــا زال ـــا م ـــول عمره ـــع ط ـــدة، م ـــة ممت ـــة جترب ـــة اجلامع وجترب

ــاح ــات اإلصـ ــن مرشوعـ ــر مـ ــة لكثـ ــات، راعيـ ــة املجتمعـ يف حركـ

االجتامعـــي، قائمـــة بـــدور كبـــر يف حفـــظ األمـــة ومحايـــة األوطـــان .

ـــزت ـــا أنج ـــزت م ـــة مباركـــة، أنج ـــة جترب ـــذه التجرب ـــك نحســـب أن ه لذل

ـــأله ـــرا، ونس ـــكر أوال وآخ ـــد والش ـــه احلم ـــه، فل ـــاىل وتوفيق ـــون اهلل تع بع

ــل ــن املعـــايص والزلـ ــا مـ ــه، وأن حيفظنـ ــا نعمـ ــم علينـ ــاىل أن يديـ تعـ

والفتـــن .

ـــذا ـــة، وهل ـــة برشي ـــوان جترب ـــة اإلخ ـــة مجاع ـــى جترب ـــك، تبق ـــع كل ذل وم

ـــو ـــام ه ـــل، ك ـــف وفش ـــاء وضع ـــا أخط ـــي تارخيه ـــة«، فف ـــميناها »جترب س

ـــرشي . ـــل ب ـــال كل عم ح

ـــم يف ـــو دوره ـــوان ه ـــخ اإلخ ـــر يف تاري ـــني ننظ ـــا ح ـــا يرسن ـــر م ـــن أكث لك

ـــات ـــه التجمع ـــراد وتوجي ـــة األف ـــهامهم يف هداي ـــوي، وإس ـــال الدع املج

ـــك ـــه، وذل ـــعي ملرضات ـــاىل والس ـــة اهلل تع ـــة طاع ـــات إىل وجه واملجتمع

ـــا ـــك رج ـــدي اهلل ب ـــأن هي ـــل، »ف ـــل الفض ـــامل وأفض ـــم األع ـــن أعظ م

ـــم« . ـــر النع ـــن مح ـــك م ـــر ل خ

ـــال ـــس املج ـــه- لي ـــه وحموريت ـــا بأمهيت ـــع معرفتن ـــوي -م ـــال الدع واملج

الوحيـــد الـــذي شـــاركت فيـــه مجاعـــة اإلخـــوان حيـــث شـــاركت،

ـــدان ـــراك يف البل ـــل واحل ـــاالت العم ـــت كل جم ـــاركات غط ـــا مش ـــإن هل ف

ـــا ـــدم نموذج ـــاركاهتا تق ـــكاد مش ـــا، وت ـــت فيه ـــي قام ـــات الت واملجتمع

وجتربـــة يف كل ميـــدان للنشـــاط والتطـــور االجتامعـــي .

ـــرهتا ـــر مس ـــة ع ـــا للجامع ـــت حتدي ـــي مثل ـــف الت ـــر املواق ـــن أكث ـــل م ولع

ـــال ـــات املج ـــني متطلب ـــارض ب ـــا التع ـــظ فيه ـــي ياح ـــف الت ـــك املواق تل

ـــودا ـــدي موج ـــذا التح ـــون ه ـــام يك ـــيايس، ورب ـــال الس ـــوي واملج الدع

ــا ملنحـــى اإلســـام ــة، حـــني أعلنـــت عـــن تبنيهـ ــام اجلامعـ ــذ قيـ منـ

ـــي ـــاح االجتامع ـــوة واإلص ـــدف الدع ـــري، وهل ـــر النظ ـــمويل يف الفك الش

يف االســـراتيجيات واخلطـــط امليدانيـــة والعمليـــة .

وكان لإلخـــوان توجهـــات متعـــددة وجتـــارب خمتلفـــة يف اجتهاداهتـــم

ملقابلـــة هـــذا التحـــدي، وظهـــر أن اســـتجابة االجتهـــادات الفكريـــة

واخلطـــط العمليـــة ملتطلبـــات األصالـــة واملعـــارصة وتغـــرات الواقـــع

ـــارب ـــذه التج ـــة ه ـــن دراس ـــرى، لك ـــة وأخ ـــني جترب ـــة ب ـــت متفاوت كان

ــتقبيل ــترشاف املسـ ــود االسـ ــكل جهـ ــا لـ ــا رضوريـ ــت متطلبـ أصبحـ

والتخطيـــط للمراحـــل القادمـــة .

ـــش ـــورة، نعي ـــة الث ـــا، مرحل ـــن تارخين ـــة م ـــة املفصلي ـــة احلالي ويف املرحل

عـــرا جديـــدا نحتـــاج فيـــه لاهتـــداء بتجـــارب املـــايض بقـــدر مـــا

ـــد ـــة ق ـــارب املاضي ـــت التج ـــتقبيل، وإذا كان ـــل املس ـــداع للعم ـــاج لإلب نحت

علمتنـــا أمهيـــة مفـــردات مثـــل التخصـــص، والتنســـيق، والتخطيـــط،

واملرونـــة، فإننـــا يف املراحـــل اآليت نحتـــاج لتخصـــص أدق، وتنســـيق

أوثـــق، وختطيـــط أكثـــر إحكامـــا، ومرونـــة أكثـــر اســـتيعابا، نحتـــاج

ــا ملتطلبـــات التـــزام األفـــراد بدعوهتـــم، لـــكل ذلـــك مـــع ماحظتنـ

وانتـــامء الدعـــوة ألصوهلـــا وحفاظهـــا عـــى ثوابتهـــا .

ما مقدار استعدادنا لتحقيق هذه القفزة ؟؟

إننـــا نحتـــاج لفكـــر املفكريـــن وأفـــكار املبدعـــني، ونحتـــاج لعمـــل

ـــات ـــني ومراجع ـــح الناصح ـــاج لنص ـــني، ونحت ـــر الثابت ـــني وص العامل

الناقديـــن املنصفـــني.

ماذا نحتاج ؟:: التحرير

3

Page 4: مجلة الفجر - العدد الثالث

الجــماعــــــةمن المحليـــــــة إلى العالميــــــة

ليس من السهل الكتابة عن مجاعة بحجم اإلخوان املسلمني يف سورية

بمراحلها املختلفة واألحداث التي مرت هبا يف صفحات حمدودة، لكننا

سنحاول الرتكيز لنعطي إشارات وإضاءات عن مالمح رئيسية يف مسريهتا

لسبعة عقود خلت. وسيشمل بحثنا هذا توضيح التطورات التي مرت

هبا اجلامعة، واملنعطفات التي واجهتها، واألحداث الكبرية التي مرت هبا،

وتأثري ذلك كله عىل بنيتها التنظيمية وأشكال ممارستها ألنشطتها املتنوعة،

وعىل خططها وسياساهتا عىل كافة الصعد. وسنعرج بعد ذلك عىل توقعاتنا

املستقبلية للتنظيم واألدوار املطلوبة منه ليكافئ األوضاع التي أوجدهتا

ثورة الشعب السوري املجيدة ضد العصابة األسدية.

وتسهيال للبحث، سنحاول تقسيم تاريخ اجلامعة إىل مراحل تشكل كل

منها فرتة هلا ظروفها وطبيعتها اخلاصة، ولكل منها صفاهتا ومزاياها، وهي

مراحل مرتبطة بظروف سياسية أو تنظيمية أضفت عىل كل منها ظالهلا

وتأثرياهتا، وهي:

1. منذ التأسيس حتى الوحدة مع مرص عام 1958:

- عمل مفتوح برتخيص رسمي

- مقارعة االستعامر

- اجلهاد يف فلسطني

- مشاركة سياسية: برملان ووزارات

- عمل دعوي عام

- تأثر بالصدام بني إخوان مرص وعبد النارص.

2. فرتة الوحدة 1961-1958:

- إعالن املراقب العام د. مصطفى السباعي حل اجلامعة

- عدم رضا بعض التجمعات اإلخوانية واستمرارها باللقاءات

رسا

- حتول بعض شخصيات اجلامعة إىل التيار النارصي، وإىل

مجاعات إسالمية أخرى.

3. فرتة االنفصال 1963-1961:

- استعادة التنظيم دون ترخيص رسمي

- مشاركة سياسية: برملان ووزارات

- عمل دعوي مفتوح

4. فرتة حكم البعث 1970-1963:

- العودة للعمل الرسي

- مغادرة املراقب العام األستاذ عصام العطار سوريا مما أثر عىل

الصف

- أحداث حمدودة يف مساجد بحامة ودمشق ومحص،

واحتجاجات للعلامء

- بوادر االنشقاق يف صفوف اجلامعة

4

:: ورقــة قدمتهــا دائــرة عمــل الجماعــة إلــى المؤتمــر األول تمــوز 2012 المســلمين فــي ســورية، 16 لإلخــوان

Page 5: مجلة الفجر - العدد الثالث

5. الفرتة األوىل من حكم حافظ أسد 1979-1970:

- انشقاق اجلامعة

- أحداث الدستور

- غض النظر عن أنشطة اجلامعة رغم االعتقال املتكرر لقيادات

منها

- توسع العمل املسجدي

- تويل األستاذ عدنان سعد الدين منصب املراقب العام ألحد

طريف اجلامعة، والدكتور حسن هويدي مراقبا عاما للطرف

اآلخر

- وضع أول خطة عامة للجامعة

- ظهور الطليعة املقاتلة وبدء عمليات االغتيال

- احلرب األهلية يف لبنان

6. الفرتة الثانية من حكم حافظ أسد 2000-1980:

- تفجر الرصاع بني اجلامعة والنظام وهروب أعداد كبرية من

سوريا

- توحيد طريف اجلامعة بمشاركة الطليعة املقاتلة بقيادة د. حسن

هويدي

- أحداث محاة

- التحالف الوطني

- النفري وتوابعه

- حتول اجلامعة للمؤسسية )املكاتب واألجهزة واملناطق(

- االنشقاق الثاين

- إحباط ونفور الشباب وهجرهتم للخليج والغرب

- غزو العراق للكويت

- وحدة اجلامعة من جديد وتويل األستاذ عيل البيانوين منصب

املراقب العام.

7. الفرتة األوىل من حكم بشار األسد 2011-2000:

- انتقال املراقب العام للندن

- غزو واحتالل العراق

- وضع خطة عامة للجامعة هدفها الرئييس العودة إىل الداخل

- حترك سيايس واسع للجامعة: ميثاق الرشف، املرشوع

السيايس، جبهة اخلالص، تعليق األنشطة بسبب احلرب عىل

غزة

- انتخاب املهندس رياض الشقفة مراقبا عاما

8. فرتة انطالق الثورة السورية 2011 حتى اآلن ]متوز 2012[:

- دعم ونرصة الثورة وارتباك يف حتديد طرق ووسائل ذلك

- مؤمترات املعارضة وتشكيل املجلس الوطني

- إعادة هيكلة القيادة

- عقد أول مؤمتر عام للجامعة

إشارات ودالالت :

* كان التنظيم يف سورية يف بداياته شعبة من شعب املركز العام يف مرص،

وبعد الصدام مع عبد النارص استقل التنظيم بشكل أوضح عن املركز

العام، خصوصا بعد تشكيل املكتب التنفيذي للبالد العربية، الذي ترأسه

األستاذ عصام العطار عندما توىل قيادة اجلامعة يف سورية.

* كانت فرتات العمل العلني تركز عىل الدعوة العامة والعمل السيايس،

لكن اإلعداد الرتبوي ووضع مناهج له بدأت مع العمل الرسي فرتة

الستينيات من القرن املايض، وكانت تعتمد بشكل رئييس عىل كتب إخوان

مرص، خصوصا رسائل اإلمام البنا. ثم اعتمدت كتب الشهيد سيد قطب

وشقيقه حممد. ويف السبعينيات وضع منهج جديد اعتمدت فيه كتابات

الشيخ سعيد حوى. ويف الثامنينيات اعتمدت بعض كتب الشيخ منري

الغضبان.

* تعترب فرتة العمل الرسي يف اجلامعة هي الفرتة األطول، وقد انعكس

ذلك عىل الواقع الداخيل للجامعة وعىل صالهتا وعالقاهتا وعىل نظرة

اآلخرين إليها. وإن كانت الشخصيات األوىل للجامعة تعرف عىل املستوى

العام منذ الثامنينيات إال أن صفة الرسية بقيت قائمة، لكن بدأ يتسع نطاق

العمل العلني يف اجلامعة منذ اندالع الثورة.

5

Page 6: مجلة الفجر - العدد الثالث

كيف السبيل إلى تحقيق

؟اإلخالص:: جماز الجماز

www.almoslim.net

ورد هـذا السـؤال إىل موقـع املسـلم www.almoslim.net ، فأجـاب

عنـه الشـيخ مجـاز اجلاز بـا يأيت:

كيـــف لـــي أن أخلـــص النيـــة هلل، علمـــ بأننـــي

أجاهـــد النفـــس األمـــارة بالســـوء علـــى الطاعـــة؟

وأن أكـــون حـــذرا لتجنـــب الريـــاء والســـمعة؟ ومـــا

ـــم ـــعور بطع ـــن الش ـــا م ـــن به ـــي أتمك ـــور الت األم

الســـعادة فـــي طاعتـــي هلل؟

ـــز ـــا هلل ع ـــون خملص ـــبيل إىل أن تك ـــد: الس ـــني، وبع ـــد هلل رب العامل احلم

ـــا: ـــور، منه ـــدة أم ـــون بع ـــل يك وج

ـــل 1 ـــد قي ـــه، وق ـــل إتيان ـــل قب ـــث العم ـــر يف باع ـــك ، فتنظ ـــبة نفس حماس

ـــوي، ـــى أن ـــت حت ـــام أن ـــال: ك ـــازة؟ ق ـــهد اجلن ـــري: أال تش ـــن جب ـــع ب لناف

ـــض. ـــال: ام ـــم ق ـــة ث ـــر هني ـــال: ففك ق

ـــالة 2 ـــن ص ـــك أرسار، م ـــني رب ـــك وب ـــون بين ـــك ، فيك ـــة نفس تربي

ـــرت ـــام كث ـــك، وكل ـــو ذل ـــم ونح ـــر وعل ـــان وذك ـــة وإحس ـــام وصدق وصي

ـــن ـــل ب ـــاة الفضي ـــد وف ـــالص. وبع ـــى لإلخ ـــة كان أدع ـــك الصاحل أعامل

ـــر ـــال: غف ـــك؟ ق ـــل اهلل ب ـــاذا فع ـــه: م ـــل ل ـــام، فقي ـــاض، رؤي يف املن عي

ـــا ـــا نركعه ـــات كن ـــا إال ركيع ـــال: واهلل مل تنفعن ـــم؟ ق ـــوا: ب ـــي، قال يل ذنب

ـــل. ـــز وج ـــا هلل ع ـــا فيه ـــل أخلصن ـــوف اللي يف ج

ر 3 ـــد ـــة ال يق ـــن العبودي ـــاىل م ـــارك وتع ـــتحقه اهلل تب ـــا يس ـــم أن م أن تعل

بـــيء ، وأنـــك عاجـــز عـــن أن توفيهـــا حقهـــا، وأن مـــا تنالـــه مـــن

ثـــواب وأجـــر مـــن اهلل عـــز وجـــل، تفضـــل منـــه وإحســـان، فليـــس

معاوضـــة.

ــه 4 ــانه ومنتـ ــل اهلل وإحسـ ــو فضـ ــك هـ ــر فيـ ــم أن كل خـ أن تعلـ

ــك. ــاهلل ال بنفسـ ــك بـ ــك، وأنـ عليـ

ـــاىل، 5 ـــارك وتع ـــة اهلل تب ـــرك يف طاع ـــك وتقص ـــك وآفات ـــة عيوب مطالع

ـــيطان، ـــب الش ـــك ونصي ـــظ نفس ـــن ح ـــك م ـــك وأعامل ـــوي أقوال ـــا يق وم

ـــاف ـــن التف ـــه ع ـــح عن ـــام ص ـــلم في ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــي ص ـــئل النب ـــد س وق

الرجـــل يف صالتـــه؟ فقـــال: »هـــو اختـــالس خيتلســـه الشـــيطان مـــن

ـــل، ـــرف الرج ـــات ط ـــذا التف ـــإذا كان ه ـــاري[، ف ـــد« ]البخ ـــالة العب ص

ـــال؟! ـــل وع ـــوى اهلل ج ـــا س ـــه إىل م ـــات قلب ـــف التف فكي

اعلـــم قيمـــة الدنيـــا، وأهنـــا فانيـــة زائلـــة ليســـت باقيـــة، صـــح 6

ـــة ـــن وجن ـــجن املؤم ـــا س ـــال: »الدني ـــه ق ـــلم أن ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــه ص عن

الكافـــر« ]مســـلم[، فـــإذا أردت أن تكـــون يف ســـجن الدنيـــا وجنـــة

اآلخـــرة، فاســـجن نفســـك عـــن الريـــاء وحـــب الســـمعة والشـــهرة.

ـــا، 7 ـــب الدني ـــت تطل ـــإذا راءي ـــة، ف ـــاء الدنيوي ـــب الري ـــر يف عواق تفك

ـــع ـــن ترج ـــني، ول ـــد ح ـــو بع ـــك ول ـــرب من ـــوف هت ـــا س ـــم أن الدني فاعل

ـــن ـــلم: »م ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــه ص ـــى قول ـــذا معن ـــني، وه ـــي حن ـــري خف بغ

ـــه، ـــني عيني ـــره ب ـــل فق ـــره، وجع ـــه أم ـــرق اهلل علي ـــه، ف ـــا مه ـــت الدني كان

ـــه[. ـــن ماج ـــه...« ]اب ـــب ل ـــا كت ـــا إال م ـــن الدني ـــه م ومل يأت

ــم 8 ــد باإلثـ ـ ــك متوع ــة، وأنـ ــاء األخرويـ ــب الريـ ــر يف عواقـ تفكـ

والعقـــاب، وأن املرائـــني أول مـــن تســـعر هبـــم النـــار يـــوم القيامـــة،

ـــوم ـــد يق ـــن عب ـــا م ـــال: »م ـــه ق ـــلم أن ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــه ص ـــح عن ص

ـــق ـــىل رؤوس اخلالئ ـــه ع ـــمع اهلل ب ـــاء إال س ـــمعة وري ـــام س ـــا مق يف الدني

ـــني ـــرت املرائ ـــك اهلل س ـــة هيت ـــوم القيام ـــي ي ـــرباين[، فف ـــة« ]الط ـــوم القيام ي

ويفضحهـــم جـــزاء كذهبـــم، فكـــن عـــىل حـــذر.6

Page 7: مجلة الفجر - العدد الثالث

تعـــرف عـــى القـــر وأحوالـــه، واليـــوم اآلخـــر وأهوالـــه، وتذكـــر 9

املـــوت وســـكراته، فإنـــه رادع لـــك بـــإذن اهلل.

خـــوف نفســـك مـــن الريـــاء، إذ الـــذي يظـــل حـــذرا خيشـــى 10

ـــان ـــه، واإلنس ـــع في ـــه يق ـــك فإن ـــن ذل ـــن يأم ـــا م ـــو، أم ـــه ينج ـــيء فإن ال

ـــدا. ـــك جي ـــم ذل ـــذره، فافه ـــة ح ـــه وقل ـــن جهل ـــى م ـــد يؤت ق

ــن 11 ــك مـ ــص ال يعدمـ ــا، فاملخلـ ــراه خملصـ ــن تـ ــب مـ صاحـ

ـــارك ـــإذن اهلل تب ـــود ب ـــري حمم ـــري كب ـــه تأث ـــيكون ل ـــل س ـــه يشء، ب إخالص

وتعـــاىل.

احـــرص عـــى إخفـــاء العبـــادة وإرسارهـــا، فهـــو أحـــرى أال 12

خيالطهـــا الريـــاء، وفيهـــا تربيـــة لنفســـك عـــىل التواضـــع واخلمـــول

املحمـــود.

ـــده، 13 ـــر وح ـــع وي ـــذي ينف ـــو ال ـــاىل، فه ـــة اهلل تع ـــعر عظم استش

ـــال، ـــل وع ـــه ج ـــامئه وصفات ـــىل أس ـــرف ع ـــادة. تع ـــراده بالعب ـــب إف فوج

ـــا ـــي وم ـــا ختف ـــم م ـــمعك، يعل ـــراك ويس ـــري، ي ـــميع بص ـــه س ـــم أن واعل

ـــإن اهلل جـــل ـــاس، ف ـــن. راقـــب اهلل تعـــاىل يف كل يشء، وال تراقـــب الن تعل

ـــك؟! ـــه علي ـــك اطالع ـــك، أال يكفي ـــع علي ـــال مطل وع

ـــل: 14 ـــص، مث ـــن أخل ـــا م ـــود هب ـــل املوع ـــك بالفضائ ـــوق نفس ش

ـــوب ـــة يف قل ـــة واملهاب ـــالوة واملحب ـــه، واحل ـــديده ل ـــاىل وتس ـــق اهلل تع توفي

ـــه يف األرض، ـــول ل ـــع القب ـــه، ووض ـــامء ل ـــل الس ـــب أه ـــه، وح ـــاس ل الن

واإلنقـــاذ مـــن الضـــالل يف الدنيـــا، وتفريـــج كـــروب الدنيـــا، ونـــرص

األمـــة، وحســـن اخلامتـــة، واســـتجابة الدعـــاء، والنجـــاة مـــن عـــذاب

ـــر ـــني وآخ ـــني كل ح ـــك ب ـــد نفس ـــات؛ وتعاه ـــة الدرج ـــرة، ورفع اآلخ

ـــل ـــذه الفضائ ـــن ه ـــراءة ع بالق

ـــبيال، 15 ـــك س ـــتطعت إىل ذل ـــا اس ـــه م ـــاىل وادع ـــاهلل تع ـــتعن ب اس

أن يوفقـــك اهلل تعـــاىل ألن تكـــون خملصـــا لـــه يف كل يشء، وأن جينبـــك

ـــم ـــال: »الله ـــا، فق ـــه دع ـــلم أن ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــه ص ـــح عن ـــاء. ص الري

ـــا ال ـــتغفرك مل ـــه، ونس ـــيئا نعلم ـــك ش ـــرشك ب ـــن أن ن ـــك م ـــوذ ب ـــا نع إن

ـــل ـــم اجع ـــه: »الله ـــه بقول ـــر ريض اهلل عن ـــا عم ـــد[، ودع ـــه« ]أمح نعلم

عمـــيل كلـــه صاحلـــا، واجعلـــه لوجهـــك خالصـــا، وال جتعـــل ألحـــد

ـــة[. ـــن تيمي ـــاوى اب ـــيئا« ]فت ـــه ش في

ـــلم ـــىل اهلل وس ـــداد، وص ـــق والس ـــك التوفي ـــاىل ل ـــارك وتع ـــأل اهلل تب أس

ـــني. ـــه أمجع ـــه وصحب ـــىل آل ـــد اهلل وع ـــن عب ـــد ب ـــا حمم ـــىل نبين ع

7

حرصنــا علــى »العناويــن« أكثــر مــن »المضاميــن«،

يشــبه أن تســمي أوالدك بأســماء الصحابــة علــى

أمــل أن يقتــدوا بهــم، ثــم ترميهــم ليتربــوا فــي

الشــوارع...

د. أحمد خيري العمريwww.facebook.com/Ahmedkalomari

<< كيف السبيل إلى تحقيق اإلخالص

Page 8: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــم: ـــال لك ـــي فق ـــل أجنب ـــم رج ـــو جاءك ـــذي: ل ـــرة لتالمي ـــت م قل

ـــالم، ـــا اإلس ـــا م ـــم فيه ـــد أن يفه ـــن، يري ـــن الزم ـــاعة م ـــه س إن لدي

فكيـــف تفهمونـــه اإلســـالم يف ســـاعة؟ قالـــوا: هـــذا مســـتحيل،

ـــث ـــري واحلدي ـــد، والتفس ـــد والتجوي ـــدرس التوحي ـــه أن ي ـــد ل وال ب

ـــرج ـــائل، ال خي ـــكالت ومس ـــل يف مش ـــول، ويدخ ـــه واألص والفق

منهـــا يف مخـــس ســـنني. قلـــت: ســـبحان اهلل، أمـــا كان األعـــرايب

ـــا ـــده يوم ـــه وســـلم فيلبـــث عن يقـــدم عـــىل رســـول اهلل صـــىل اهلل علي

ـــه إىل قومـــه، فيكـــون هلـــم ـــوم، فيعـــرف اإلســـالم وحيمل أو بعـــض ي

ـــا؟ ـــا ومبلغ ـــالم داعي ـــون لإلس ـــام، ويك ـــدا ومعل مرش

وأبلـــغ مـــن هـــذا، أمـــا رشح الرســـول الديـــن كلـــه يف حديـــث

»ســـؤال جربيـــل« بثـــالث مجـــل، تكلـــم فيهـــا عـــن: اإليـــامن،

واإلســـالم، واإلحســـان؟ فلـــامذا ال نرشحـــه اليـــوم يف ســـاعة ؟

فام اإلسالم؟ وكيف يكون الدخول فيه؟

كل نحلـــة مـــن النحـــل الصحيحـــة والباطلـــة، وكل مجعيـــة مـــن

ــزاب ــن األحـ ــزب مـ ــارة، وكل حـ ــة والضـ ــات النافعـ اجلمعيـ

ــة، ــس فكريـ ــادئ« وأسـ ــك »مبـ ــكل ذلـ ــرة، لـ ــرية والرشيـ اخلـ

ــون ــريه، وتكـ ــه سـ ــه وتوجـ ــدد غايتـ ــة، حتـ ــائل عقائديـ ومسـ

ــه. ــه وأتباعـ ــتور ألعضائـ كالدسـ

ومـــن أراد أن ينتســـب إىل واحـــد منهـــا، نظـــر أوال إىل هـــذه

ـــره ـــا بفك ـــل هب ـــا، وقب ـــد صحته ـــا واعتق ـــإن ارتضاه ـــادئ«، ف »املب

الواعـــي وبعقلـــه الباطـــن، ومل يبـــق عنـــده شـــك فيهـــا، طلـــب

ـــا، ـــا ومتبعيه ـــلك أعضائه ـــم يف س ـــة، فانتظ ـــاب« إىل اجلمعي »االنتس

ـــتورها، ـــا دس ـــه هب ـــي يلزم ـــامل الت ـــوم باألع ـــه أن يق ـــب علي ووج

ويدفـــع رســـم االشـــرتاك الـــذي حيـــدده نظامهـــا، وكان عليـــه

ـــر ـــا، فيتذك ـــه ملبادئه ـــىل إخالص ـــلوكه ع ـــدل بس ـــك- أن ي ـــد ذل -بع

ـــل ـــا، ب ـــا خيالفه ـــامل م ـــن األع ـــأيت م ـــال ي ـــام، ف ـــادئ دائ ـــذه املب ه

ـــا ـــة فعلي ـــا، وداعي ـــنا عليه ـــاال حس ـــلوكه مث ـــه وس ـــون بأخالق يك

ـــا. هل

ــاد« ــا، و«اعتقـ ــم« بنظامهـ ــي: »علـ ــة هـ ــة يف اجلمعيـ فالعضويـ

بمبادئهـــا، و«إطاعـــة« ألحكامهـــا، و«ســـلوك« يف احليـــاة موافـــق

هلـــا. هـــذا وضـــع عـــام ينطبـــق عـــىل اإلســـالم.

ـــه ـــل أسس ـــه أوال أن يقب ـــالم علي ـــن اإلس ـــل يف دي ـــن أراد أن يدخ فم

العقليـــة، وأن يصـــدق هبـــا تصديقـــا جازمـــا، حتـــى تكـــون لـــه

ـــدة«. »عقي

وهـــذه األســـس تتلخـــص يف أن يعتقـــد أن هـــذا العـــامل املـــادي

ــاة ــا ليســـت هـــي احليـ ــاة الدنيـ ليـــس كل يشء، وأن هـــذه احليـ

ـــودا ـــيظل موج ـــد، وس ـــل أن يول ـــودا قب ـــان كان موج ـــا. فاإلنس كله

ـــل أن يعـــرف ـــل وجـــد قب ـــه، ب ـــد نفس ـــه مل يوج بعـــد أن يمـــوت، وأن

ـــل وال ـــه عاق ـــه، ألن ـــن حول ـــامدات م ـــذه اجل ـــده ه ـــه، ومل توج نفس

8

]من كتابه: تعريف عام بدين اإلسالم[

Page 9: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــدم ـــن الع ـــا م ـــوامل كله ـــذه الع ـــد ه ـــده وأوج ـــل أوج ـــا، ب ـــل هل عق

إلـــه واحـــد، هـــو وحـــده الـــذي حييـــي ويميـــت، وهـــو الـــذي

ـــه. ـــب ب ـــاه وذه ـــاء أفن ـــق كل يشء، وإن ش خل

وهـــذا اإللـــه ال يشـــبه شـــيئا ممـــا يف العـــوامل، قديـــم ال أول لـــه،

ـــى يشء ـــامل ال خيف ـــه، ع ـــدود لقدرت ـــادر ال ح ـــه، ق ـــر ل ـــاق ال آخ ب

ـــس ـــة بمقايي ـــه املطلق ـــاس عدالت ـــن ال تق ـــادل ولك ـــه، ع ـــن علم ع

العدالـــة البرشيـــة، هـــو الـــذي وضـــع نواميـــس الكـــون التـــي

ــدار، ــا بمقـ ــل كل يشء فيهـ ــة«، وجعـ ــني الطبيعـ ــميها »قوانـ نسـ

وحـــدد مـــن األزل جزئياتـــه وأنواعـــه، ومـــا يطـــرأ عليـــه )عـــىل

ــات ــكون، وثبـ ــة وسـ ــن حركـ ــامدات( مـ ــىل اجلـ ــاء وعـ األحيـ

ـــىل ـــه ع ـــم ب ـــال حيك ـــان عق ـــح اإلنس ـــرك؛ ومن ـــل وت ـــول، وفع وحت

كثـــري مـــن األمـــور التـــي جعلهـــا خاضعـــة لترصفـــه، وأعطـــاه

ـــل ـــار، وجع ـــا خيت ـــا م ـــق هب ـــد، وإرادة حيق ـــا يري ـــه م ـــار ب ـــال خيت عق

ـــأ ـــا يكاف ـــرة، فيه ـــة يف اآلخ ـــاة دائم ـــة حي ـــاة املؤقت ـــذه احلي ـــد ه بع

املحســـن يف اجلنـــة، ويعاقـــب املـــيسء يف جهنـــم.

ــه، وال ــد معـ ــه يعبـ ــك لـ ــد، ال رشيـ ــد أحـ ــه واحـ ــذا اإللـ وهـ

وســـيط يقـــرب إليـــه ويشـــفع عنـــده بـــال إذنـــه، فالعبـــادة لـــه

ــا. ــكل مظاهرهـ ــة، بـ ــده خالصـ وحـ

ـــات ـــواس، وخملوق ـــدرك باحل ـــا ت ـــرة لن ـــة ظاه ـــات مادي ـــه خملوق ل

ــن ــف، ومـ ــي مكلـ ــا حـ ــاد وبعضهـ ــا مجـ ــا، بعضهـ ــة عنـ مغيبـ

األحيـــاء مـــا هـــو خالـــص للخـــري املحـــض )وهـــم املالئكـــة(،

ومنهـــا مـــا هـــو خمصـــوص بالـــرش املحـــض )وهـــم الشـــياطني

ــري ــه اخلـ ــط، منـ ــو خمتلـ ــا هـ ــن[(، ومـ ــن اجلـ ــياطني مـ ]والشـ

ــن(. ــس واجلـ ــم اإلنـ ــح )وهـ ــح والطالـ ــر، والصالـ والرشيـ

وأنـــه خيتـــار ناســـا مـــن البـــرش، ينـــزل عليهـــم امللـــك بالـــرشع

اإلهلـــي ليبلغـــوه البـــرش، وهـــؤالء هـــم الرســـل.

وأن هـــذه الرشائـــع تتضمنهـــا كتـــب وصحائـــف أنزلـــت مـــن

الســـامء، ينســـخ املتأخـــر منهـــا مـــا تقدمـــه أو يعدلـــه. وأن آخـــر

فـــت الكتـــب والصحـــف هـــذه الكتـــب هـــو القـــرآن، وقـــد حر

قبلـــه، أو ضاعـــت ونســـيت، وبقـــي هـــو ســـاملا مـــن التحريـــف

والضيـــاع.

وأن آخـــر هـــؤالء الرســـل واألنبيـــاء هـــو حممـــد بـــن عبـــد اهلل

ـــال ـــان، ف ـــه األدي ـــاالت، وبدين ـــه الرس ـــت ب ـــريش، ختم ـــريب الق الع

ـــده. ـــي بع نب

ـــد ـــن عن ـــه م ـــدق بأن ـــن ص ـــالم، فم ـــتور اإلس ـــو دس ـــرآن ه فالق

ـــذا ـــامن هب ـــا«. واإلي ـــمي »مؤمن ـــال س ـــة وتفصي ـــه مجل ـــن ب اهلل، وآم

املعنـــى، ال يطلـــع عليـــه إال اهلل، ألن البـــرش ال يشـــقون قلـــوب

النـــاس، وال يعلمـــون مـــا فيهـــا، لذلـــك وجـــب عليـــه ليعـــده

ـــانه ـــق بلس ـــامن بالنط ـــذا اإلي ـــن ه ـــم، أن يعل ـــدا منه ـــلمون واح املس

ـــدا ـــهد أن حمم ـــه إال اهلل، وأش ـــهد أن ال إل ـــا: أش ـــهادتني، ومه بالش

رســـول اهلل.

فـــإذا نطـــق هبـــام صـــار مســـلام، أي: »مواطنـــا« أصيـــال يف دولـــة

اإلســـالم، ومتتـــع بجميـــع احلقـــوق التـــي يتمتـــع هبـــا املســـلم،

وقبـــل بالقيـــام بجميـــع األعـــامل التـــي يكلفـــه هبـــا اإلســـالم.

ــا ــس فيهـ ــهلة، ليـ ــة، سـ ــادات( قليلـ ــامل )أي العبـ ــذه األعـ وهـ

مشـــقة بليغـــة، وليـــس فيهـــا حـــرج.

ـــأله ـــه، يس ـــام رب ـــي فيه ـــني يناج ـــاح ركعت ـــع يف الصب ـــا: أن يرك أوهل

مـــن خـــريه، ويعـــوذ بـــه مـــن عقابـــه، وأن يتوضـــأ قبلهـــام أي

ـــة(. ـــه جناب ـــت ب ـــه )إن كان ـــده كل ـــل جس ـــه، أو يغس ـــل أطراف يغس

ـــاب ـــد غي ـــع بع ـــا، وأن يرك ـــم أربع ـــا، ث ـــطه أربع ـــع يف وس وأن يرك

ـــا. ـــل أربع ـــا، ويف اللي ـــمس ثالث الش

<< دين اإلسالم

9

Page 10: مجلة الفجر - العدد الثالث

ــا هـــذه هـــي الصلـــوات املفروضـــة، ال يســـتغرق أداؤهـــا كلهـ

نصـــف ســـاعة يف اليـــوم، ال يشـــرتط هلـــا مـــكان ال تـــؤدى إال

فيـــه، وال شـــخص معـــني )أي رجـــل ديـــن( ال تصـــح إال معـــه،

ـــه. ـــلم ورب ـــني املس ـــا( ب ـــادات كله ـــا )وال يف العب ـــطة فيه وال واس

ـــوره، ـــلم فط ـــه املس ـــدم في ـــا، يق ـــهرا معين ـــنة ش ـــاين: أن يف الس الث

فيجعلـــه يف آخـــر الليـــل بـــدال مـــن أن يكـــون يف أول النهـــار،

ـــار ـــع يف النه ـــمس، ويمتن ـــروب الش ـــد غ ـــا بع ـــداءه إىل م ـــر غ ويؤخ

ـــك ـــن ذل ـــون م ـــاء، فيك ـــارشة النس ـــرشاب ومع ـــام وال ـــن الطع ع

ـــة ـــه، وصح ـــب خللق ـــه، وهتذي ـــة ملعدت ـــه، وراح ـــاء لنفس ـــهر صف ش

جلســـده، ويكـــون هـــذا الشـــهر مظهـــرا مـــن مظاهـــر االجتـــامع

ـــش. ـــاوي يف العي ـــري، والتس ـــىل اخل ع

الثالـــث: أنـــه إذا فضـــل عـــن نفقـــات نفســـه ونفقـــات عيالـــه

مقـــدار مـــن املـــال حمـــدود، بقـــي ســـنة كاملـــة ال حيتـــاج إليـــه،

ـــنة، ـــاء الس ـــد انقض ـــه بع ـــرج من ـــف أن خي ـــه، كل ـــى عن ـــه يف غن ألن

مبلـــغ 2.5% للفقـــراء واملحتاجـــني، ال حيـــس هـــو بثقلهـــا،

ـــن ـــد للتضام ـــن وطي ـــاج، ورك ـــغ للمحت ـــون بال ـــا ع ـــون فيه ويك

االجتامعـــي، وشـــفاء مـــن داء الفقـــر، الـــذي هـــو رش األدواء.

الرابـــع: أن اإلســـالم رتـــب للمجتمـــع اإلســـالمي، اجتامعـــات

دوريـــة:

ـــوم، ـــرات يف الي ـــس م ـــد مخ ـــارات، يعق ـــس احل ـــة جمال ـــامع بمثاب اجت

ـــق كل عضـــو ـــة«، يوث ـــالة اجلامع ـــة، هـــو »ص ـــص املدرس ـــل حص مث

ـــني ـــامره أن يع ـــن ث ـــون م ـــه، ويك ـــني يدي ـــام ب ـــه هلل بالقي ـــه عبوديت في

ـــاء ـــعف األغني ـــل، ويس ـــامء اجلاه ـــم العل ـــف، ويعل ـــاء الضعي األقوي

ـــن ـــال ع ـــل عام ـــال يعط ـــاعة. ف ـــع س ـــاده رب ـــدة انعق ـــري، وم الفق

ـــه ـــف عن ـــامع وختل ـــم االجت ـــه، وإذا ت ـــن جتارت ـــرا ع ـــه، وال تاج عمل

ـــواب ـــه ث ـــن فات ـــه ولك ـــىل ختلف ـــب ع ـــه، مل يعاق ـــىل يف بيت ـــلم فص مس

ـــوره. حض

ــو ــبوع، هـ ــرة يف األسـ ــد مـ ــاء، يعقـ ــس األحيـ ــامع ملجالـ واجتـ

ـــوره ـــاعة. وحض ـــن س ـــل م ـــاده أق ـــدة انعق ـــة«، وم ـــالة اجلمع »ص

واجـــب عـــىل الرجـــال.

ــو ــنة، وهـ ــني يف السـ ــد مرتـ ــة، يعقـ ــس املدينـ ــامع كمجالـ واجتـ

ـــدى ـــزام، وم ـــبيل اإلل ـــىل س ـــس ع ـــوره لي ـــد«، وحض ـــالة العي »ص

انعقـــاده أقـــل مـــن ســـاعة.

ـــكان ـــنة يف م ـــد كل س ـــام، يعق ـــعبي الع ـــر الش ـــو كاملؤمت ـــامع، ه واجت

ــة، ــة وفكريـ ــة ورياضيـ ــة دورة توجيهيـ ــو يف احلقيقـ ــني، هـ معـ

يكلـــف املســـلم بـــأن حيـــره مـــرة واحـــدة يف العمـــر، إذا قـــدر

عـــىل حضـــوره، وهـــو »احلـــج«.

هذه هي »العبادات« األصلية التي يكلف هبا.

ومـــن العبـــادات أن يمتنـــع عـــن أفعـــال معينـــة، أفعـــال جيمـــع

عقـــالء الدنيـــا عـــىل أهنـــا رش، وأن الواجـــب االمتنـــاع عنهـــا،

ـــه، ـــم بأنواع ـــاس، والظل ـــىل الن ـــدي ع ـــق، والتع ـــال ح ـــل ب كالقت

ـــراض ـــب األع ـــذي يذه ـــا ال ـــل، والزن ـــب العق ـــذي يغي ـــكر ال واملس

ــدر، ــش، والغـ ــذب، والغـ ــا، والكـ ــاب، والربـ ــط األنسـ وخيلـ

ـــة ـــالء كلم ـــا إع ـــراد منه ـــي ي ـــكرية الت ـــة العس ـــن اخلدم ـــرار م والف

ـــا، اهلل، ومنهـــا »بـــل مـــن أشـــدها« عقـــوق الوالديـــن، واحللـــف كاذب

ـــرة، ـــة الرشي ـــامل القبيح ـــن األع ـــك م ـــال ذل ـــزور، وأمث ـــهادة ال وش

التـــي جتتمـــع العقـــول عـــىل إدراك قبحهـــا ورشهـــا.

ــب ــات، أو ارتكـ ــض الواجبـ ــام ببعـ ــلم يف القيـ ــرص املسـ وإذا قـ

ـــن اهلل، ـــو م ـــب العف ـــاب وطل ـــع وت ـــم رج ـــات، ث ـــض املمنوع بع

فـــإن اهلل يعفـــو عنـــه، وإن مل يتـــب فإنـــه يبقـــى مســـلام معـــدودا

ــاب يف ــتحق العقـ ــا« يسـ ــون »عاصيـ ــه يكـ ــلمني، ولكنـ يف املسـ

ـــر. ـــاب الكاف ـــدوم دوام عق ـــت، ال ي ـــه مؤق ـــن عقاب ـــرة، ولك اآلخ

أمـــا إذا أنكـــر بعـــض املبـــادئ، أي العقائـــد األصليـــة، أو شـــك

<< دين اإلسالم

10

Page 11: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــا ـــا جممع ـــه، أو حرام ـــىل وجوب ـــا ع ـــا جممع ـــد واجب ـــا، أو جح فيه

ــرآن، ــن القـ ــدة مـ ــة واحـ ــو كلمـ ــر ولـ ــه، أو أنكـ ــىل حرمتـ عـ

فإنـــه خيـــرج مـــن الديـــن، ويعتـــرب مرتـــدا تنـــزع عنـــه اجلنســـية

ـــة ـــي كاخليان ـــالم، فه ـــة يف اإلس ـــرب جريم ـــردة أك ـــالمية. وال اإلس

ــا ــع عنهـ ــا -إن مل يرجـ ــة، جزاؤهـ ــني احلديثـ ــى يف القوانـ العظمـ

ويتنصـــل منهـــا- املـــوت.

ـــأيت بعـــض املمنوعـــات، ـــات، أو ي ـــرتك املســـلم بعـــض الواجب ـــد ي ق

ــه ــلام، ولكنـ ــى مسـ ــة، فيبقـ ــوب واحلرمـ ــرتف بالوجـ ــو معـ وهـ

يكـــون »عاصيـــا«، أمـــا اإليـــامن فـــال يتجـــزأ، فلـــو آمـــن مثـــال

بتســـع وتســـعني عقيـــدة، وكفـــر بواحـــدة فقـــط، كان كافـــرا.

ـــزب أو ـــب إىل ح ـــن انتس ـــن، كم ـــري مؤم ـــلم غ ـــون املس ـــد يك وق

ـــب ـــام بواج ـــرتاكاهتا، وق ـــع اش ـــا، ودف ـــر اجتامعاهت ـــة، وح مجعي

العضـــو فيهـــا، ولكنـــه مل يقبـــل بمبادئهـــا، ومل يقتنـــع بصحتهـــا،

ـــا. ـــاد أمره ـــا، أو فس ـــس عليه ـــا للتجس ـــل فيه ـــل دخ ب

وهـــذا هـــو »املنافـــق« الـــذي ينطـــق بالشـــهادتني، ويـــؤدي

ـــد ـــاج عن ـــة وال ن ـــن باحلقيق ـــري مؤم ـــه غ ـــرا، ولكن ـــادات ظاه العب

اهلل، وإن كان عنـــد النـــاس معتـــربا مـــن املســـلمني، ألن النـــاس

هلـــم الظواهـــر، واهلل وحـــده يطلـــع عـــىل الرسائـــر والقلـــوب.

ــي: ــالم، وهـ ــة لإلسـ ــس الفكريـ ــان باألسـ ــن اإلنسـ ــإذا آمـ فـ

ــيط، ــه عـــن الرشيـــك والوسـ ــاهلل، وتنزهيـ ــق بـ ــق املطلـ التصديـ

ـــدر، ـــرة، وبالق ـــاة اآلخ ـــب، وباحلي ـــل، وبالكت ـــة، وبالرس وباملالئك

ونطـــق الشـــهادتني، وصـــىل الفرائـــض، وصـــام رمضـــان، وأدى

زكاة مالـــه إن وجبـــت عليـــه الـــزكاة، وحـــج مـــرة يف العمـــر إن

ـــو ـــا؛ فه ـــىل حرمته ـــع ع ـــات املجم ـــن املحرم ـــع ع ـــتطاع، وامتن اس

ـــس ـــه، وال حي ـــر من ـــامن ال تظه ـــرة اإلي ـــن ثم ـــن، ولك ـــلم مؤم مس

بحالوتـــه، وال يكـــون مســـلام كامـــال، حتـــى يســـلك يف حياتـــه

مســـلك املســـلم املؤمـــن.

ـــذا ـــاج ه ـــلم، منه ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــول اهلل ص ـــص رس ـــد خل ولق

الســـلوك بجملـــة واحـــدة، كلمـــة مـــن جوامـــع الكلـــم، ومـــن

ـــا، ـــري الدني ـــه، خ ـــري كل ـــع اخل ـــة جتم ـــرش، كلم ـــه ب ـــق ب ـــا نط ـــغ م أبل

ـــرة. ـــري اآلخ ـــن خ ـــه م ـــا يف عقب وم

ـــه، ـــه وجلوت ـــوده، وخلوت ـــه وقع ـــلم يف قيام ـــر املس ـــي: أن يتذك ه

ـــر ـــه، وناظ ـــع علي ـــا، أن اهلل مطل ـــا كله ـــه، ويف حاالهت ـــده وهزل وج

ـــأس ـــاف أو يي ـــراه، وال خي ـــه ي ـــر أن ـــو يذك ـــه وه ـــال يعصي ـــه، ف إلي

وهـــو يعلـــم أنـــه معـــه، وال يشـــعر بالوحشـــة وهـــو يناجيـــه، ال

ـــى ـــإن ع ـــوه، ف ـــه ويدع ـــب من ـــو يطل ـــد وه ـــة إىل أح ـــس باحلاج حي

-ومـــن طبيعتـــه أن يعـــي- رجـــع وتـــاب، فتـــاب اهلل عليـــه.

كل ذلـــك مـــن قولـــه صـــىل اهلل عليـــه وســـلم، يف تعريـــف

ـــه ـــراه فإن ـــن ت ـــإن مل تك ـــراه، ف ـــك ت ـــد اهلل كأن ـــان«: »أن تعب »اإلحس

يـــراك«.

هذا هو دين اإلسالم بالقول املجمل.

<< دين اإلسالم

التعزيــز والتحفيــز، وتســليط الضــوء على الفعــل الوطني

والمبــادرات العمليــة اإليجابيــة فــي بعــض الكتائــب

والمــدن كفيــل فــي كثيــر مــن األحيــان بإشــاعة الجمــال

والصــواب فــي بقيــة المــدن والكتائــب.

برأيــي، التحفيــز أجــدى مــن النقــد، باألخــص الحــاد

منــه، داريــا، كفرنبــل، ســراقب، وأبــو فــرات أمثلــة علــى

ــد ويشــيع بفعــل التشــجيع. ــذي يمت هــذا الجمــال ال

أحمد أبو الخيرwww.facebook.com/ahmadtalk

11

Page 12: مجلة الفجر - العدد الثالث

النقد في الصراع السياسي:: أحمد دعدوش

ملاذا ال نتحمل النقد؟ــذه األرض ــىل هـ ــا عـ ــة وجودنـ ــم قصـ ــرآن الكريـ ــا القـ ــص لنـ يلخـ

ـــس ـــع النف ـــى إىل رصاع م ـــيطان، انته ـــان والش ـــني اإلنس ـــرصاع أويل ب ب

ذاهتـــا. فبعـــد أن أخطـــأ كالمهـــا، راجـــع آدم نفســـه واســـتغفر ربـــه

فتـــاب عليـــه، أمـــا الشـــيطان فتحـــدى ربـــه، وقـــال »بـــام أغويتنـــي«

فعاقبـــه.

ــا زال ــوم، ومـ ــى اليـ ــام حتـ ــودي قائـ ــرصاع الوجـ ــذا الـ ــا زال هـ ومـ

الشـــيطان يبـــذل جهـــده إلغـــواء بنـــي آدم بـــكل الشـــهوات، كـــام ال

ـــام كان ـــه مه ـــع نفس ـــن يراج ـــكل م ـــا ل ـــة إىل اهلل مفتوح ـــاب التوب ـــزال ب ي

ـــه ـــاس وصف ـــن الن ـــد م ـــف واح ـــرم إال صن ـــن حي ـــا، ول ـــؤه فاحش خط

ـــبه ـــم فحس ـــزة باإلث ـــه الع ـــق اهلل أخذت ـــه ات ـــل ل ـــه »وإذا قي ـــرآن بقول الق

جهنـــم ولبئـــس املهـــاد« ]البقـــرة: 206[.

ـــي، ـــذا الغ ـــس إىل ه ـــد أودى بإبلي ـــرأي ق ـــبث بال ـــرب والتش وإذا كان التك

ـــال ـــار، ف ـــي آدم ليقودهـــم إبليـــس إىل الن ـــن بن ـــودا م ـــه حش ـــل ب وأض

ـــية ـــراض نفس ـــن أم ـــلوك م ـــذا الس ـــن ه ـــج ع ـــا ينت ـــل م ـــىل عاق ـــى ع خيف

ـــوم. ـــا كل ي ـــل حياتن ـــس تفاصي ـــة مت اجتامعي

لقـــد ختطـــى الغـــرب الكثـــري مـــن تبعـــات هـــذا التعصـــب، فبعـــد

ـــا ـــا بعده ـــية وم ـــورة الفرنس ـــا رواد الث ـــام هب ـــي ق ـــية الت ـــات القاس الرب

ـــتقر ـــة، اس ـــية واالجتامعي ـــة والسياس ـــات الديني ـــن املقدس ـــري م ـــد الكث ض

ـــد ـــيس للنق ـــل النف ـــىل التقب ـــذب ع ـــد واجل ـــن الش ـــرون م ـــد ق ـــر بع األم

ـــا. ـــام كان خمتلف ـــر مه ـــرتام اآلخ ـــة واح ـــة الديمقراطي ولآللي

ومـــن امللفـــت أن نـــرى اليمـــني املتطـــرف، وحتـــى النازيـــة اجلديـــدة

12

ــية ــاحة السياسـ ــودة يف السـ ــت موجـ ــا زالـ ــية، مـ ــركات الفاشـ واحلـ

بمعظـــم الـــدول الغربيـــة، بـــل نجدهـــا متـــارس اللعبـــة الديمقراطيـــة

ــىل ــا عـ ــا أساسـ ــن قيامهـ ــم مـ ــالم بالرغـ ــلطة واإلعـ ــل إىل السـ لتصـ

عقليـــة شـــمولية متعصبـــة.

ـــاال ـــن مث ـــوش االب ـــد ب ـــة يف عه ـــة اليميني ـــل اإلدارة اجلمهوري ـــام متث ورب

ـــة ـــة بوالي ـــة ريفي ـــأ يف بيئ ـــذي نش ـــس ال ـــه، فالرئي ـــذا التوج ـــا هل صارخ

ـــذي ـــه، وال ـــراث عائلت ـــوال ت ـــة ل ـــح إىل السياس ـــن ليطم ـــاس ومل يك تكس

كان عقلـــه مشـــبعا بالتعصـــب الدينـــي والعســـكري، كان -يف رأيـــي-

ـــه ـــل إن ـــى قي ـــة، حت ـــد برباع ـــاص النق ـــىل امتص ـــاء ع ـــدر الرؤس ـــن أق م

ـــائل ـــخرية يف وس ـــد والس ـــا للنق ـــدة تعرض ـــات املتح ـــاء الوالي ـــر رؤس أكث

ـــغل ـــاده وانش ـــرتث لنق ـــك مل يك ـــع ذل ـــه م ـــري أن ـــينام، غ ـــالم والس اإلع

ـــريه. ـــد تعب ـــىل ح ـــي ع ـــام الصليب ـــايل، ورب ـــه اإلمربي ـــذ مرشوع بتنفي

صدمة حضارية

يف املقابـــل، مـــا زال العـــرب يعيشـــون حتـــى اآلن صدمـــة حضاريـــة

ـــة ـــم احلري ـــوا طع ـــم يعرف ـــة، فل ـــار اخلالف ـــذ اهني ـــا من ـــتيقظوا منه مل يس

منـــذ عقـــود، وكانـــوا ال يلبثـــون أن يتخلصـــوا مـــن اضطهـــاد حتـــى

ـــن ـــة لتدف ـــاءت النكس ـــى ج ـــتبداد، حت ـــالل أو اس ـــت احت ـــوا حت يرزح

ــم. كل طموحاهتـ

ـــا كان ـــام م ـــئ، فرب ـــريب مفاج ـــع ع ـــض يف ربي ـــوم انتف ـــل الي ـــع أن جي وم

ـــات ـــورة املعلوم ـــد وث ـــالم اجلدي ـــل اإلع ـــأ يف ظ ـــه نش ـــوال أن ـــل ل ليفع

ـــال ـــزال مثق ـــو ال ي ـــزام، وه ـــك واالهن ـــاذل والش ـــة التخ ـــن تربي ـــدا ع بعي

ـــر. ـــل اآلخ ـــه بتقب ـــة خربت ـــابقة لقل ـــال الس ـــبء األجي ـــم ع برتاك

Page 13: مجلة الفجر - العدد الثالث

13

وبعـــد ســـنتني مـــن انـــدالع الثـــورة الســـورية، وعندمـــا أســـتعرض

ــا ــة ومـ ــرات املعارضـ ــطة ومؤمتـ ــي ألنشـ ــل التارخيـ ــوم التسلسـ اليـ

ـــا ـــذ مؤمتره ـــات من ـــحابات وخالف ـــقاقات وانس ـــن انش ـــه م ـــت ل تعرض

ــة ــتت الداميـ ــة التشـ ــن رضيبـ ــم مـ ــك بالرغـ ــا، وذلـ األول يف أنطاليـ

وســـخرية العـــامل، فـــإين ال أتفـــاءل كثـــريا بـــأن يتفـــق يومـــا أقطـــاب

ـــه، ـــوال حيات ـــذر ط ـــكيك واحل ـــاد التش ـــذي اعت ـــل ال ـــن اجلي ـــة م املعارض

ـــام ـــد مه ـــأي نق ـــم ب ـــة، وضيقه ـــاهتم املغلق ـــيس يف جلس ـــت بنف ـــد رأي وق

ـــون ـــن حيمل ـــباب الذي ـــن الش ـــدر ع ـــا يص ـــا عندم ـــاء، وخصوص كان بن

ـــه. ـــار نفس ـــن التي ـــوا م ـــو كان ـــى ل ـــورة حت ـــن الث ـــرب م ـــبء األك الع

ـــة ـــة االجتامعي ـــال بالرتبي ـــا أص ـــدم اهتاممن ـــكلة إىل ع ـــذه املش ـــود ه ـــد تع ق

والســـلوكية والتطويـــر النفـــيس، فجميـــع احلـــركات والتنظيـــامت

ـــة ـــة احلركي ـــود بالرتبي ـــوال عق ـــغلة ط ـــت منش ـــية كان ـــزاب السياس واألح

والفكريـــة، وربـــام اقتـــرصت تربيتهـــا النفســـية عـــىل تلقـــني النـــشء

مبـــادئ الـــوالء للقـــادة ال أكثـــر.

ـــورات ـــعل الث ـــذي أش ـــل ال ـــدى اجلي ـــوال ل ـــد قب ـــادئ مل جت ـــذه املب ـــن ه لك

ـــباب ـــرد الش ـــا مت ـــوم مفاده ـــرش الي ـــرية تنت ـــرة خط ـــاك ظاه ـــرا، فهن مؤخ

ـــمع ـــا نس ـــة، وأصبحن ـــايخ بصل ـــن واملش ـــت إىل املفكري ـــا يم ـــىل كل م ع

ـــا أدى ـــامء، مم ـــني والعل ـــن املفت ـــتغناء ع ـــوات إىل االس ـــن الدع ـــري م الكث

ـــار ـــل اهني ـــن يف ظ ـــوار واملجاهدي ـــل الث ـــن قب ـــة م ـــاوى عجيب ـــور فت لظه

ـــض ـــؤ بع ـــع تواط ـــا م ـــه، وخصوص ـــابق ودعات ـــل الس ـــامء اجلي ـــة بعل الثق

ـــر. ـــض اآلخ ـــر البع ـــت وتأخ ـــام أو صم ـــع النظ ـــايخ م ـــار املش كب

التيار اإلسالمي

ـــر ـــد أكث ـــن النق ـــية م ـــال واحلساس ـــني األجي ـــاع ب ـــكلة االنقط ـــدو مش وتب

وضوحـــا بـــني اإلســـالميني لألســـف، وقـــد يكـــون لتداخـــل الشـــأن

الدينـــي بمثيلـــه الســـيايس والشـــخي واحلركـــي لـــدى بعضهـــم دور

كبـــري يف ذلـــك، إذ نـــرى قـــدرة العلامنيـــني عـــىل اســـتفزازهم الرسيـــع

بمجـــرد إطـــالق لســـاهنم بالســـخرية مـــن رموزهـــم أو تدينهـــم

ـــن ـــة الدي ـــن قداس ـــان الكثريي ـــل يف أذه ـــث تتداخ ـــم- حي ـــس دينه -ولي

ـــىل ـــا ع ـــا مفرتض ـــن تعدي ـــاءة للمتدي ـــدو اإلس ـــن، فتغ ـــار املتدي ـــع وق م

ـــتنفار. ـــتلزم االس ـــا يس ـــن مم الدي

وهـــذا التداخـــل هـــو مـــا يســـعى إليـــه العلامنيـــون ويســـلطون عليـــه

أضواءهـــم النتقـــاد الفكـــر اإلســـالمي الســـيايس برمتـــه، وقـــد بـــات

ــم ــىل قيـ ــح عـ ــد املنفتـ ــل الصاعـ ــل اجليـ ــن قبـ ــد مـ ــل نقـ ــا حمـ أيضـ

ـــرتس ـــوم ت ـــول الي ـــن املقب ـــد م ـــم يع ـــا، فل ـــو كان متدين ـــى ل ـــة حت التعددي

أحـــد مـــن النقـــد بـــأي حجـــة، ســـواء كان رمـــزا للديـــن أو بطـــال

ــة. للمقاومـ

ومـــع وصـــول اإلســـالميني للســـلطة يف مـــرص، ظهـــرت هـــذه املشـــكالت

ـــوال ـــون ط ـــر العلامني ـــد أن أق ـــرية، فبع ـــهور األخ ـــرب يف الش ـــوح أك بوض

عقـــود بـــأن اإلســـالميني كانـــوا أكثـــر النـــاس تعرضـــا لالضطهـــاد

ـــبة ـــدى نس ـــة ل ـــورة الذهني ـــت الص ـــا انقلب ـــان م ـــاة، رسع ـــد الطغ ـــىل ي ع

ـــد ـــه اجلدي ـــيل الوج ـــم ممث ـــالميون ه ـــح اإلس ـــني ليصب ـــن املواطن ـــرية م كب

ــالم ــىل اإلعـ ــيطرون عـ ــم املسـ ــتعان خصومهـ ــد اسـ ــتبداد، وقـ لالسـ

ــي، ــل اجلمعـ ــورة يف العقـ ــذه الصـ ــيخ هـ ــى لرتسـ ــوات ال حتـ هبفـ

بالرغـــم مـــن التنـــازالت الكثـــرية التـــي يقدمهـــا اإلســـالميون.

ـــة ـــج احلواري ـــد والربام ـــالم اجلدي ـــائل اإلع ـــىل وس ـــة ع ـــرة رسيع وبنظ

)تـــوك شـــو( املرصيـــة، ســـنجد كـــام هائـــال مـــن النقـــد لإلســـالميني

وحلركاهتـــم وأحزاهبـــم وأفكارهـــم وســـلوكهم بقـــدر غـــري مســـبوق،

ــخرية ــه السـ ــت عليـ ــال، وإن غلبـ ــة احلـ ــوع بطبيعـ ــد متنـ ــو نقـ وهـ

الالذعـــة، وقـــد ال يربئـــه أحـــد مـــن هتمـــة التحيـــز.

<< النقد في الصراع السياسي

Page 14: مجلة الفجر - العدد الثالث

14

ـــع ـــد والتقري ـــث، فالنق ـــرص احلدي ـــة يف الع ـــة السياس ـــي طبيع ـــذه ه وه

الـــرصاع الســـيايس يف كل باتـــت مـــن مســـتلزمات والســـخرية

الديمقراطيـــات احلديثـــة، إذ تـــكاد ال ختلـــو صحيفـــة أو شـــبكة

تلفزيونيـــة يف الغـــرب مـــن مســـاحة مهمـــة للكاريكاتـــري والربامـــج

ـــد ـــيني، وق ـــا للسياس ـــن نقده ـــريا م ـــزءا كب ـــص ج ـــي ختص ـــة الت الكوميدي

ـــه ـــامح ل ـــد والس ـــذا النق ـــل ه ـــىل جتاه ـــل ع ـــيون يف املقاب ـــاد السياس اعت

ـــح. ـــيلة للرتوي ـــة كوس ـــاء السياس ـــن أخط ـــاس م ـــتياء الن ـــاص اس بامتص

ـــام ـــد مه ـــذا النق ـــالميني هب ـــض اإلس ـــدر بع ـــق ص ـــفنا أن يضي ـــن يؤس لك

ـــم ـــويه صورهت ـــة لتش ـــة منظم ـــن محل ـــو كان ضم ـــى ل ـــا، وحت كان الذع

وإقصائهـــم، فـــإن قبـــول اإلســـالميني بدخـــول لعبـــة السياســـة عـــن

طريـــق املنافســـة الديمقراطيـــة يلزمهـــم بقبـــول كل هـــذه التبعـــات،

ـــه ـــا تقتضي ـــة وم ـــذه األمان ـــل ه ـــبء مح ـــدا ع ـــوا جي ـــم أن يدرك وعليه

ــل كل ــام فعـ ــد، كـ ــخرية والنقـ ــن السـ ــل مـ ــدر هائـ ــل لقـ ــن حتمـ مـ

األنبيـــاء.

ــة ــة الديمقراطيـ ــا لآلليـ ــلطة وفقـ ــداول السـ ــوا بتـ ــم رضـ ــام أهنـ وبـ

ـــد ـــوا النق ـــم إن محل ـــم خصومه ـــن يعذره ـــا، فل ـــكل تبعاهت ـــرض ل وبالتع

ـــامل ـــل ع ـــن يدخ ـــه، ألن كل م ـــن نفس ـــن الدي ـــخرية م ـــل الس ـــىل حمم ع

ــة ــد بحجـ ــة ألحـ ــن، وال حصانـ ــع اآلخريـ ــاوى مـ ــة سيتسـ السياسـ

تدينـــه.

ـــي ـــن النب ـــخروا م ـــن س ـــت يف م ـــي نزل ـــة الت ـــريون اآلي ـــتدعي الكث ويس

صـــىل اهلل عليـــه وســـلم وصحابتـــه بغـــزوة تبـــوك عندمـــا حكمـــت

ـــة ـــر اآلي ـــن تدب ـــم«، لك ـــد إيامنك ـــم بع ـــد كفرت ـــذروا ق ـــم »ال تعت بكفره

ـــن ـــخرية م ـــني الس ـــل ب ـــع الفاص ـــط الرفي ـــد اخلي ـــف عن ـــتدعي التوق يس

ـــخاص. ـــن األش ـــخرية م ـــني الس ـــوزه وب ـــن ورم الدي

ـــروف ـــإن ظ ـــالميني، ف ـــن اإلس ـــخر م ـــن يس ـــر م ـــا بكف ـــو حكمن ـــى ل وحت

املرحلـــة تســـتدعي أخـــذ األمـــر عـــىل حممـــل الســـخرية السياســـية ال

ـــه ـــرد حمـــدودا يف ســـاحة السياســـة واإلعـــالم دون نقل ـــر، وأن يظـــل ال أكث

ـــي ـــة النب ـــن براع ـــتفاد م ـــه مس ـــذا كل ـــاء، وه ـــاء واإلفت ـــاحة القض إىل س

ـــاء ـــض األخط ـــن بع ـــاوز ع ـــية يف التج ـــلم السياس ـــه وس ـــىل اهلل علي ص

ـــاب ـــن اخلط ـــر ب ـــه لعم ـــك قول ـــن ذل ـــة، وم ـــان الدول ـــر بكي ـــي ال ت الت

»معـــاذ اهلل أن تتســـامع األمـــم أن حممـــدا يقتـــل أصحابـــه« ]أمحـــد[،

ـــد ـــغ ح ـــذي بل ـــرو ال ـــن عم ـــامن ب ـــزاح النعي ـــع م ـــاهله م ـــك تس وكذل

ـــه ـــك من ـــل يضح ـــدرا، فظ ـــهد ب ـــايب ش ـــق صح ـــاءة يف ح ـــذب واإلس الك

ـــه. ـــن حماكمت ـــدال م ـــال ب ـــا كام عام

ــد التســـاؤالت ومـــع تواصـــل الـــرصاع الدمـــوي يف ســـوريا، وتزايـ

ــتبداد ــرف إال االسـ ــذي مل يعـ ــد الـ ــيايس للبلـ ــتقبل السـ ــأن املسـ بشـ

ــتكون ــؤولية سـ ــد أن املسـ ــالميني، أعتقـ ــاد لإلسـ ــي واالضطهـ البعثـ

مضاعفـــة عـــىل إســـالميي ســـوريا، فهـــم مل خيوضـــوا جتربـــة سياســـية

ـــا ـــكريا عنيف ـــاال عس ـــوم قت ـــودون الي ـــم يق ـــام أهن ـــود، ك ـــذ عق ـــر من تذك

ــاء ــه إللقـ ــرون فيـ ــوم يضطـ ــيأيت يـ ــدان، وسـ ــس يف امليـ دون أي منافـ

الســـالح والتنافـــس احلـــر عـــىل أصـــوات الشـــعب، وربـــام ســـيكون

ـــلطة ـــم إىل الس ـــن زمالئه ـــبقهم م ـــن س ـــاء م ـــل أخط ـــا حتم ـــم أيض عليه

يف دول الربيـــع العـــريب، فهـــل ســـيتعلمون مـــن أخطـــاء مـــن مهـــدوا

ـــب ـــدر أرح ـــة بص ـــاحة املعرك ـــن س ـــيخرجون م ـــل س ـــق؟ وه ـــم الطري هل

ـــيغلب ـــارب س ـــع املح ـــم أم أن طب ـــح خصومه ـــد وجتري ـــتيعاب نق الس

عـــىل نفوســـهم يف املرحلـــة املقبلـــة؟

<< النقد في الصراع السياسي

Page 15: مجلة الفجر - العدد الثالث

حتى نعذر بعض

السياسيين:: عبد الرحمن جعفر

ـــاحة ـــن س ـــل م ـــا أن ينتق ـــا أحيان ـــارض يف ثورتن ـــر املع ـــد يفك قالثـــورة السياســـية إىل امليدانيـــة ألســـباب عديـــدة، أمههـــا أن اإلنجـــازات واملكاســـب العســـكرية واضحـــة، والنظـــام ـــذه ـــري ه ـــه غ ـــه ودجل ـــم بخبث ـــا ال يفه ـــذي حيكمن ـــرم ال املجــكريا ــام عسـ ــة النظـ ــال ومواجهـ ــة إىل أن قتـ ــة، إضافـ اللغــــة ـــة وديني ـــة ووطني ـــة أخالقي ـــة ومنزل ـــارض قيم ـــي للمع يعطــد األوراق ــالط وتعقيـ ــل أن اختـ ــعبية، يف مقابـ ــدة شـ وقاعــــرأي ـــة ال ـــب ونقم ـــتثري غض ـــا تس ـــا جيعله ـــيا وتداخله سياس

العـــام مـــن السياســـيني والعمـــل املعـــارض برمتـــه.

لكـــن مـــع هـــذا فلـــكل ميـــدان رجالـــه، فكـــام أن هـــروب ـــكري ـــدان العس ـــن املي ـــة- م ـــد السياس ـــذي ال جيي ـــل -ال املقاتـــن ـــإن أجب ـــك ف ـــزام، كذل ـــن واهن ـــو جب ـــيايس ه ـــل الس للعمـــا ـــفء يف زمانن ـــه الك ـــيايس النزي ـــذه الس ـــن أن يتخ ـــرار ممك قــن ــا مـ ــكرية هاربـ ــة العسـ ــاحة املعركـ ــزول إىل سـ ــو النـ هــــاركا ـــا، ت ـــا وتبعاهت ـــا وخطورهت ـــية ورضاوهت ـــة السياس املعركـــا لغـــريه الـــذي ربـــام يســـري هبـــا إىل اهلاويـــة، خيانـــة أو إياهـــيايس ـــل الس ـــرتك العم ـــد ي ـــؤولية، إذ ق ـــدم مس ـــة أو ع جهالــرى ــه يـ ــكري، لكونـ ــه إىل العسـ ــا أو يتجـ ــارض هنائيـ املعـــر، وألن ــة الذكـ ــباب آنفـ ــرس لألسـ ــا أيـ ــة ميدانيـ املواجهـمعطيـــات املعركـــة امليدانيـــة أشـــد وضوحـــا؛ ففيهـــا يـــدرك

ـــهد ـــراره، وإن استش ـــاذ ق ـــرتدد يف اخت ـــد ال ي ـــه، وق ـــدوه أمام عيف ســـاحة املعركـــة يكـــرم ويعلـــو شـــأنه، بـــل يعلـــو شـــأن عائلتـــه ومدينتـــه لعظمـــة تضحيتـــه التـــي يســـتحق الثنـــاء ـــد ـــة عن ـــة الرفيع ـــة العالي ـــا، واملنزل ـــا يف الدني ـــر عليه والتقدي

اهلل تعـــاىل.

أمـــا السياســـة فقـــد يلقـــى يف يمهـــا مكتوفـــا ال طاقـــة لـــه ـــن ـــا م ـــي يتلقاه ـــة الت ـــداء العاتي ـــات الع ـــة موج ـــا بمواجه فيهـــل ـــط الداخ ـــا بضغ ـــة يف ثورتن ـــوب، واملتمثل ـــدب وص كل حـــام ـــة النظ ـــاة، وسياس ـــاطئ النج ـــول إىل ش ـــد الوص ـــذي يري الـــه ـــدة بوج ـــه املمت ـــدويل وأيادي ـــع ال ـــة املجتم ـــه، وسياس وأعوان

ـــا. ـــورة وثواره الث

ـــه ـــية ألن ـــه السياس ـــن معركت ـــفء م ـــيايس الك ـــرب الس ـــد هي وقـــل ـــا، يف مقاب ـــريا أحيان ـــل تأث ـــة أق ـــؤولية امليداني ـــرى يف املس يـــي ال ـــية الت ـــه السياس ـــم معارك ـــم وغ ـــن ه ـــه م ـــا حيمل ـــل م ثقـــورة؛ ـــىل الث ـــا ع ـــا وخطورهت ـــة رضاوهت ـــارع حقيق ـــدرك الش يـــارات ـــخاص وتي ـــع أش ـــات م ـــل يف رصاع ـــيايس يدخ ألن الســدم ــاوض، وتقـ ــا، وتفـ ــورة وتبيعهـ ــىل الثـ ــز عـ ــد تقفـ قــــه يف ـــذي تواجه ـــص ال ـــك املخل ـــام ذل ـــون أم ـــر، وتتل وتؤخـــن ـــم مم ن، ويته ـــو ـــد خي ـــر؛ فق ـــا م ـــارات أحاله ـــه خي معركت

15

Page 16: مجلة الفجر - العدد الثالث

<< حتى نعذر بعض السياسيين

ـــا ـــد أحيان ـــد جيته ـــني، وق ـــة واملعرتك ـــة املعرك ـــرف طبيع ال يعـــن ـــدوه الذي ـــداؤه ومنتق ـــاده أع ـــم أن الجته ـــو يعل ـــام وه مرغـــف ـــه وق ـــم، أو ألن ـــة عنه ـــاب احلقيق ـــه لغي ـــاؤوا فهم ـــا أس إم

ـــه. ـــا كان دافع ـــم أي ـــق مراده ـــم لتحقي ـــرة أمامه عث

واملشـــكلة بعـــد هـــذا كلـــه أنـــه -وبعـــد كل معاناتـــه- قـــد ـــور ـــع األم ـــىل وقائ ـــني ع ـــة املطلع ـــل السياس ـــه إال أه ال يفهمعـــىل حقيقتهـــا، أمـــا العـــوام والبعيـــدون عـــن املعطيـــات واألحـــداث التـــي قـــد تفـــرض عليـــه، فـــال ينتظـــر منهـــم ـــت ـــل، وأن ـــت جاه ـــن، وأن ـــت خائ ـــم: أن ـــري قوهل ـــام- غ -ربعميـــل، إىل غـــري ذلـــك مـــن الصفـــات التـــي قـــد جتعـــل ــد ــا عنـ ــن غريهـ ــل مـ ــتقالة أفضـ ــم االسـ ــروب وتقديـ اهلـ

الكثرييـــن.

ــة ــي امليدانيـ ــام هـ ــية -كـ ــورة السياسـ ــؤون الثـ ــويل شـ إن تــــتهان ـــر ال يس ـــاد، وثغ ـــم وجه ـــؤولية وه ـــكرية- مس والعســـورات، ال يعلمـــه إال مـــن يعيشـــه ويامرســـه، ـــه مـــن ثغـــور الث بـــه ـــف في ـــر، وختتل ـــه املخاط ـــدد في ـــور، وتتع ـــه األم ـــل في تتداخوجهـــات النظـــر، وقـــد يرتتـــب عـــىل القـــرار املتخـــذ فيـــه ـــم ـــق مظل ـــا يف نف ـــورة، أو دخوهل ـــار الث ـــف أو اهني ـــأ ضع خط

ـــريه. ـــم مص ال يعل

ـــيايس ـــا الس ـــي يواجهه ـــاة الت ـــب واملعان ـــع كل املصاع ـــن م لكقـــد خيفـــف عنـــه أن يتفهمـــه الثائـــر امليـــداين والعســـكري ويعـــذره، وينتقـــل نقـــده لـــه مـــن النقـــد الســـلبي املتمثـــل ـــاء. ـــي البن ـــايب املوضوع ـــد اإلجي ـــفيه، إىل النق ـــن والتس بالتخوي

ــيايس ــد السـ ــدور يف خلـ ــرية تـ ــئلة كثـ ــاك أسـ ــل هنـ ولعـالكـــفء النزيـــه، ختفـــف اإلجابـــة عنهـــا بعـــض معاناتـــه يف

ـــة: ـــاءل يف كل حلظ ـــه؛ إذ يتس ـــف علي ـــذي يق ـــري ال ـــر اخلط الثغ

ــية ــوار خطـــورة املعـــارك السياسـ - هـــل يـــدرك الثـوكيـــف يمكـــن لعدونـــا أن يلتـــف عـــىل الثـــورة ــدرا؟! ــم هـ ــا وتضحياهتـ ــاء أهلنـ ــع دمـ ــيا؛ فتضيـ سياسـ

ــني ــات املخلصـ ــوال ثبـ ــه لـ ــوار أنـ ــي الثـ ــل يعـ - هـيف املعـــارك السياســـية، لرأينـــا أمثـــال بشـــار األســـد طـــروادة، بحصـــان إلينـــا خيرجـــون وعصابتـــه ـــىل ـــا وع ـــوا عليه ـــا لينقض ـــن ثورتن ـــا م ـــرون عودتن ينتظ

مـــن ثـــار هبـــا؟!

ــية ــوار أن معاقـــل الثـــورة السياسـ ــم الثـ - هـــل يعلـهومجـــت مـــرات ومـــرات مـــن أنظمـــة عربيـــة ــا مـــن متواطئـــة، وجمتمـــع دويل ناقـــم، وتـــم صدهـ

خملـــي الثـــورة السياســـيني؟!

ـــن أن ـــا ع ـــفت لن ـــورة كش ـــر أن الث ـــم الثائ ـــل يعل - هـــام ـــدويل، وأن نظ ـــع ال ـــة للمجتم ـــت مباع ـــورية كان ســـا، وأن ـــم هب ـــا ملصاحله ـــا إال حارس ـــن هب ـــد مل يك األسأي إســـقاط هلـــذا النظـــام، واختيـــار أي بديـــل عنـــه لـــن يـــرىض عنـــه هـــذا املجتمـــع إال بحاميتـــه لتلـــك ـــىل ـــدويل ع ـــع ال ـــخط املجتم ـــبب س ـــح، وأن س املصالــا متمســـكة بمبـــادئ الثـــورة التـــي املعارضـــة كوهنــــه، ـــوزه وأركان ـــع رم ـــام بجمي ـــقاط النظ ـــىل إس ـــص ع تنوبالســـيادة الكاملـــة لســـورية وشـــعب ســـورية عـــىل

كامـــل أراضيهـــا؟!

- هـــل يعلـــم الثـــوار أن كال مـــن النظـــام واملجتمـــع ــم ــح هلـ ــالء وفتـ ــني عمـ ــني املعارضـ ــدويل زرع بـ الـ

16

ـــا ـــد أحيان ـــد جيته ـــني، وق ـــة واملعرتك ـــة املعرك ـــرف طبيع ال يعـــن ـــدوه الذي ـــداؤه ومنتق ـــاده أع ـــم أن الجته ـــو يعل ـــام وه مرغـــف ـــه وق ـــم، أو ألن ـــة عنه ـــاب احلقيق ـــه لغي ـــاؤوا فهم ـــا أس إم

ـــه. ـــا كان دافع ـــم أي ـــق مراده ـــم لتحقي ـــرة أمامه عث

واملشـــكلة بعـــد هـــذا كلـــه أنـــه -وبعـــد كل معاناتـــه- قـــد ـــور ـــع األم ـــىل وقائ ـــني ع ـــة املطلع ـــل السياس ـــه إال أه ال يفهمعـــىل حقيقتهـــا، أمـــا العـــوام والبعيـــدون عـــن املعطيـــات واألحـــداث التـــي قـــد تفـــرض عليـــه، فـــال ينتظـــر منهـــم ـــت ـــل، وأن ـــت جاه ـــن، وأن ـــت خائ ـــم: أن ـــري قوهل ـــام- غ -ربعميـــل، إىل غـــري ذلـــك مـــن الصفـــات التـــي قـــد جتعـــل ــد ــا عنـ ــن غريهـ ــل مـ ــتقالة أفضـ ــم االسـ ــروب وتقديـ اهلـ

الكثرييـــن.

ــة ــي امليدانيـ ــام هـ ــية -كـ ــورة السياسـ ــؤون الثـ ــويل شـ إن تــــتهان ـــر ال يس ـــاد، وثغ ـــم وجه ـــؤولية وه ـــكرية- مس والعســـورات، ال يعلمـــه إال مـــن يعيشـــه ويامرســـه، ـــه مـــن ثغـــور الث بـــه ـــف في ـــر، وختتل ـــه املخاط ـــدد في ـــور، وتتع ـــه األم ـــل في تتداخوجهـــات النظـــر، وقـــد يرتتـــب عـــىل القـــرار املتخـــذ فيـــه ـــم ـــق مظل ـــا يف نف ـــورة، أو دخوهل ـــار الث ـــف أو اهني ـــأ ضع خط

ـــريه. ـــم مص ال يعل

ـــيايس ـــا الس ـــي يواجهه ـــاة الت ـــب واملعان ـــع كل املصاع ـــن م لكقـــد خيفـــف عنـــه أن يتفهمـــه الثائـــر امليـــداين والعســـكري ويعـــذره، وينتقـــل نقـــده لـــه مـــن النقـــد الســـلبي املتمثـــل ـــاء. ـــي البن ـــايب املوضوع ـــد اإلجي ـــفيه، إىل النق ـــن والتس بالتخوي

ــيايس ــد السـ ــدور يف خلـ ــرية تـ ــئلة كثـ ــاك أسـ ــل هنـ ولعـالكـــفء النزيـــه، ختفـــف اإلجابـــة عنهـــا بعـــض معاناتـــه يف

ـــة: ـــاءل يف كل حلظ ـــه؛ إذ يتس ـــف علي ـــذي يق ـــري ال ـــر اخلط الثغ

ــية ــوار خطـــورة املعـــارك السياسـ - هـــل يـــدرك الثـوكيـــف يمكـــن لعدونـــا أن يلتـــف عـــىل الثـــورة ــدرا؟! ــم هـ ــا وتضحياهتـ ــاء أهلنـ ــع دمـ ــيا؛ فتضيـ سياسـ

ــني ــات املخلصـ ــوال ثبـ ــه لـ ــوار أنـ ــي الثـ ــل يعـ - هـيف املعـــارك السياســـية، لرأينـــا أمثـــال بشـــار األســـد طـــروادة، بحصـــان إلينـــا خيرجـــون وعصابتـــه ـــىل ـــا وع ـــوا عليه ـــا لينقض ـــن ثورتن ـــا م ـــرون عودتن ينتظ

مـــن ثـــار هبـــا؟!

ــية ــوار أن معاقـــل الثـــورة السياسـ ــم الثـ - هـــل يعلـهومجـــت مـــرات ومـــرات مـــن أنظمـــة عربيـــة ــا مـــن متواطئـــة، وجمتمـــع دويل ناقـــم، وتـــم صدهـ

خملـــي الثـــورة السياســـيني؟!

ـــن أن ـــا ع ـــفت لن ـــورة كش ـــر أن الث ـــم الثائ ـــل يعل - هـــام ـــدويل، وأن نظ ـــع ال ـــة للمجتم ـــت مباع ـــورية كان ســـا، وأن ـــم هب ـــا ملصاحله ـــا إال حارس ـــن هب ـــد مل يك األسأي إســـقاط هلـــذا النظـــام، واختيـــار أي بديـــل عنـــه لـــن يـــرىض عنـــه هـــذا املجتمـــع إال بحاميتـــه لتلـــك ـــىل ـــدويل ع ـــع ال ـــخط املجتم ـــبب س ـــح، وأن س املصالــا متمســـكة بمبـــادئ الثـــورة التـــي املعارضـــة كوهنــــه، ـــوزه وأركان ـــع رم ـــام بجمي ـــقاط النظ ـــىل إس ـــص ع تنوبالســـيادة الكاملـــة لســـورية وشـــعب ســـورية عـــىل

كامـــل أراضيهـــا؟!

- هـــل يعلـــم الثـــوار أن كال مـــن النظـــام واملجتمـــع الـــدويل زرع بـــني املعارضـــني عمـــالء وفتـــح هلـــم

Page 17: مجلة الفجر - العدد الثالث

<< حتى نعذر بعض السياسيين

ـــات ـــوا جبه ـــي خيرق ـــال لك ـــالم واالتص ـــوات اإلع قناملعارضـــة ويضللـــوا الـــرأي العـــام؟! وأن املجتمـــع ـــد ـــليمهم مقالي ـــانحة لتس ـــرص الس ـــر الف ـــدويل ينتظ ال

احلكـــم؟!

- هـــل يعلـــم الثـــوار بـــأن األســـلحة السياســـية واإلعالميـــة التـــي تواجـــه هبـــا ثورتنـــا مـــن أخبـــث ــا ــز عنهـ ــد يعجـ ــل قـ ــا بـ ــي صاغهـ ــلحة التـ األسـإبليـــس، وأن ســـهامها أشـــد فتـــكا وتأثـــريا بالثـــورة

ــتية؟! ــخ البالسـ ــرشات الصواريـ ــن عـ مـ

ـــرك ـــتطيع التح ـــيايس ال يس ـــر أن الس ـــم الثائ ـــل يعل - هدون العســـكري العســـكري، وال دون تضحيـــات

الســـيايس؟!

ــر ــتم اآلخـ ــوار أن التخويـــن وشـ - هـــل يـــدرك الثــــىل ـــوار ع ـــني الث ـــرق ب ـــازع والتف ـــه والتن ـــه علي وهتجمـــتعامر، ـــا االس ـــا فين ـــة زرعه ـــي سياس ـــات، ه كل اجلبهـــذي ـــد ال ـــام األس ـــا نظ ـــد أركاهن ـــا ويوط ـــل أن يثبته قب

ـــد«؟! ـــرق تس ـــدأ »ف ـــىل مب ـــتعبدنا ع اس

ــا أرجـــو أن ال يفهـــم مـــن كالمـــي أننـــي أنتقـــص وختامـمـــن قـــدر املقاتـــل يف امليـــدان، ألنـــه بالرغـــم مـــن كل مـــا ذكـــرت؛ فإنـــه ال يســـتوي املقاتـــل امليـــداين -الـــذي جياهـــد ـــم ـــن بأمواهل ـــل اهلل املجاهدي ـــريه، »فض ـــع غ ـــه- م ـــه وروح باملـــنى« ـــد اهلل احلس ـــة وكال وع ـــن درج ـــىل القاعدي ـــهم ع وأنفس

]النســـاء: 95[.

ولكـــن مـــا قصدتـــه اإلنصـــاف ثـــم اإلنصـــاف؛ فالثـــورة

ـــه ـــن قبل ـــى م ـــا أن ال يؤت ـــد من ـــة كل واح ـــور، ومهم ـــا ثغ كلهـــدركا أن ـــا كان، م ـــه أي ـــص يف موقع ـــه، وأن خيل ـــا كان موقع أيقيمتـــه كثائـــر هـــي يف إخالصـــه أوال هلـــذا الوطـــن وهـــذه الثـــورة، ومـــن ثـــم اتقانـــه ملهمتـــه التـــي ختـــدم الثـــورة، يف املوقـــع الـــذي يـــراه مناســـبا، سياســـيا كان أو اقتصاديـــا أو

عســـكريا أو إغاثيـــا.

17

الصمــت مرحلــة ليســت المرحلــة هــذه أن باعتقــادي

علــى األكاذيــب التــي يحــاول هــذا الطــرف أو اآلخــر نشــرها

والتســويق لهــا حــول اإلســاميين .. لكــن مــا أعتقــده أيضــا

أننــا مــا زلنــا نفتقــد الكثيــر مــن أصحــاب األقــام القويــة

ــا والعميقــة فــي طرحهــا ومناقشــتها ونقدهــا نقــدا موضوعي

ــب والشــائعات التــي ــكل هــذه األكاذي وشــفافا، وتفنيدهــا ل

يبثهــا الحاقــدون فــي الليــل والنهــار علــى اإلســاميين

ــة! ــذه المرحل ــي ه ــة ف وخاص

مدونة أروى عبد العزيز facebook على موقع

Page 18: مجلة الفجر - العدد الثالث

18

اجلواب:

ــم ــت يف أحكامهـ ــائلني إىل التثبـ ــق السـ ــد اهلل أن وفـ ــا نحمـ فإنــــا أن ـــاس اطمئنان ـــي الن ـــذا يعط ـــاء، فه ـــق بالدم ـــام يتعل ـــة في وبخاصـــق، ومل ـــت يف التحقي ـــة والتثب ـــىل األدل ـــت ع ـــادرة قام ـــكام الص األحـــة، ويف ـــط الرشعي ـــن الضواب ـــت م ـــام املنفل ـــن روح االنتق ـــدر ع تصـــم ـــد إعطائه ـــالم بع ـــىل االستس ـــام ع ـــاكر النظ ـــجيع لعس ـــك تش ذلاألمـــان ممـــا حيقـــن الدمـــاء وخيفـــف عـــن الثـــوار وحيقـــق هلـــم

ـــارات. االنتص

ـــلم ـــالحه وس ـــى س ـــان فألق ـــوار األم ـــاه الث ـــذي أعط ـــذا ال وإن هنفســـه قبـــل القـــدرة عليـــه، جيـــب الوفـــاء بعهـــده، وال يمـــس ا ـــأهي ـــاىل: »يـ ـــه تع ـــال بقول ـــل، عم ـــا فع ـــل م ـــد فع ـــوء وإن كان ق بســـاس ـــن عب ـــال اب ـــدة: 1[، ق ـــود« ]املائ ـــوا بالعق ـــوا أوف ـــن ءامن ذي الـــرض ـــا ف ـــرم وم ـــا ح ـــل اهلل وم ـــا أح ـــي: م ـــود، يعن ـــي: العه يعنـــدد يف ـــم ش ـــوا، ث ـــدروا وال تنكث ـــه، وال تغ ـــرآن كل ـــد يف الق ـــا ح ومـــه ـــد ميثاق ـــن بع ـــد اهلل م ـــون عه ـــن ينقض ذي ـــال تعاىل:»وال ـــك فق ذل

ـــد: 25[. ـــل« ]الرع ـــه أن يوص ـــر اهلل ب ـــآ أم ـــون م ويقطع

ــلمون ــلم : »املسـ ــه وسـ ــىل اهلل عليـ ــي صـ ــول النبـ ــال بقـ وعمـــم ــري عليهـ ــم، وجيـ ــم أدناهـ ــعى بذمتهـ ــم يسـ ــأ دماؤهـ تتكافـأقصاهـــم وهـــم يـــد عـــىل مـــن ســـواهم، يـــرد مشـــدهم عـــىل مضعفهـــم ومترسعهـــم عـــىل قاعدهـــم، ال يقتـــل مؤمـــن بكافـــر ـــود ـــون املعب ـــال يف ]ع ـــو داوود، ق ـــده«. رواه أب ـــد يف عه وال ذو عه7 / 302[ )قـــال يف رشح الســـنة: أي أن واحـــدا مـــن املســـلمني

ـــذا ـــه وإن كان ه ـــلمني دم ـــة املس ـــىل عام ـــرم ع ـــرا ح ـــن كاف إذا أمـــا ـــيفا تابع ـــرأة أو عس ـــدا أو ام ـــون عب ـــل أن يك ـــم مث ـــري أدناه املجـــال ـــم )ق ـــم أقصاه ـــري عليه ـــه(، وجي ـــر ذمت ـــال خيف ـــك ف ـــو ذل أو نحاخلطـــايب: معنـــاه أن بعـــض املســـلمني وإن كان قـــايص الـــدار إذا عقـــد للكافـــر عقـــدا مل يكـــن ألحـــد منهـــم أن ينقضـــه وإن كان

أقـــرب دار مـــن املعقـــود لـــه( انتهـــى.

ـــد ـــم إن كان ق ـــان وال نعل ـــوار األم ـــاه الث ـــن أعط ـــم م ـــذا حك وهـــق ـــن طري ـــم ع ـــذه تعل ـــك فه ـــة ذل ـــا معرف ـــب، وأم ـــاب أم مل يت تـــرج ـــوريا - ف ـــال يف س ـــع احل ـــم يف واق ـــن نعل ـــه، ونح ـــؤاله وحال ساهلل عنهـــا - أن مـــن يطلـــب األمـــان ليســـلم نفســـه فإنـــه يفعـــل ـــد أن ـــؤه ويري ـــني خط ـــا تب ـــه بعدم ـــعر ب ـــدم يش ـــن ن ـــا ع ـــك غالب ذلـــعود ـــن مس ـــث اب ـــدم، حلدي ـــة إال الن ـــا التوب ـــواب، وم ـــع للص يرجـــلم ـــه وس ـــىل اهلل علي ـــول اهلل ص ـــمعت رس ـــال: س ـــه ق ريض اهلل عنيقـــول : »النـــدم توبـــة«. ]أمحـــد 376/1 وابـــن ماجـــة )4252( وصححـــه ابـــن حبـــان )612([، وأنتـــم تعلمـــون أن اإلعـــالم ـــن ـــوف م ـــه باخل ـــود لدي ـــن اجلن ـــري م ـــول كث ـــحن عق ـــر ش الفاجــم، ــوا عليكـ ــم إن قبضـ ــيقتلونكم ويذبحونكـ ــم سـ ــوار بأهنـ الثــــان ـــالم األم ـــقاق واالستس ـــد االنش ـــذي يري ـــب ال ـــا يطل ـــن هن ومـــرتك ـــه، وي ـــان الزم ل ـــإن األم ـــك ف ـــق، ولذل ـــه احل ـــني ل ـــا تب بعدملربـــه، فـــإن كان كاذبـــا أهلكتـــه ذنوبـــه، وقـــد ذكـــر البغـــوي يف ـــد ـــن يزي ـــة ب ـــه يف حارث ـــيل ريض اهلل عن ـــن ع ـــه روي ع ـــريه: )أن تفســـا ـــاء تائب ـــم ج ـــال، ث ـــذ امل ـــاء وأخ ـــفك الدم ـــا فس ـــرج حمارب كان خـــة ـــه تبع ـــه علي ـــيل ريض اهلل عن ـــل ع ـــم جيع ـــه فل ـــدر علي ـــل أن يق قب

ورد السؤال اآليت إىل املكتب العلمي يف رابطة العلامء السوريني:

استفتيت من بعض من يف الثغور يف القصر حتديدا، أهنم أعطوا أمانا ألحد األعداء ممن قدم من خلف احلدود إن هو ألقى سالحه أال ينال بسوء، فسلم نفسه قبل القدرة عليه، ثم تبني بعد ذلك أنه قتل واغتصب، أرجو اجلواب إذ تريثت ملزيد من التثبت، وفقكم اهلل ملا فيه رضاه،

والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته.

:: لجنة الفتوى في رابطة العلماء السوريينwww.islamsyria.com

Page 19: مجلة الفجر - العدد الثالث

<< فتاوى

19

د إىل صاحبـــه(. يف دم وال مـــال، إال أن يوجـــد معـــه مـــال فـــري

ـــن ـــل م ـــاء رج ـــال: )ج ـــعبي ق ـــر الش ـــن عام ـــر ع ـــن جري وروى ابـــد ـــامن، بع ـــرة عث ـــة يف إم ـــىل الكوف ـــو ع ـــى، وه ـــراد إىل أيب موس مـــذ ـــام العائ ـــذا مق ـــى، ه ـــا موس ـــا أب ـــال : ي ـــة فق ـــىل املكتوب ـــا ص مـــرادي، كنـــت حاربـــت اهلل ورســـوله، ـــن فـــالن امل ـــا فـــالن ب بـــك، أنـــام ! فق ـــيل ـــدر ع ـــل أن تق ـــن قب ـــت م ـــعيت يف األرض، وإين تب وســـارب ـــه كان ح ـــالن، وإن ـــن ف ـــالن اب ـــذا ف ـــال : ه ـــى فق ـــو موس أباهلل ورســـوله، وســـعى يف األرض فســـادا، وإنـــه تـــاب قبـــل أن يقـــدر عليـــه، فمـــن لقيـــه فـــال يعـــرض لـــه إال بخـــري، فأقـــام الرجـــل مـــا شـــاء اهلل، ثـــم إنـــه خـــرج فأدركـــه اهلل جـــل وعـــز

ـــه(. بذنوبـــه فقتل

وذكـــر ابـــن قدامـــة يف ]الـــرشح الكبـــري[ هـــذه املســـألة فقـــال: ـــدود اهلل ـــه ح ـــقطت عن ـــه س ـــدرة علي ـــل الق ـــم قب ـــاب منه ـــن ت )ومـــذوا ـــل، وأخ ـــام القت ـــي وانحت ـــع والنف ـــب والقط ـــن الصل ـــاىل م تعــوال إال أن ــراح واألمـ ــس واجلـ ــن األنفـ ــني مـ ــوق اآلدميـ بحقـيعفـــى لـــه عنهـــا ال نعلـــم يف هـــذا خالفـــا(. وبـــه قـــال مالـــك والشـــافعي وأصحـــاب الـــرأي وأبـــو ثـــور، واألصـــل يف هـــذا ـــم ـــدروا عليه ـــل أن تق ـــن قب ـــوا م ـــن تاب ـــاىل: »إال الذي ـــول اهلل تع ق

فاعلمـــوا أن اهلل غفـــور رحيـــم« ]املائـــدة: 35-34[.

ــن ــه يشء مـ ــقط عنـ ــه مل يسـ ــدرة عليـ ــد القـ ــاب بعـ ــا إن تـ فأمـاحلـــدود لآليـــة، فأوجـــب عليهـــم احلـــد ثـــم اســـتثنى التائبـــني ـــه ـــوم، ألن ـــة العم ـــىل قضي ـــى ع ـــم يبق ـــن عداه ـــد القـــدرة فم بعـــا ـــالص، وبعده ـــة إخ ـــا توب ـــر أهن ـــدرة فالظاه ـــل الق ـــاب قب إذا تـــه ـــول توبت ـــه، وألن يف قب ـــد علي ـــة احل ـــن إقام ـــة م ـــا تقي ـــر أهن الظاهوإســـقاط احلـــد عنـــه قبـــل القـــدرة ترغيبـــا يف توبتـــه والرجـــوع عـــن حماربتـــه وافســـاده فناســـب ذلـــك اإلســـقاط عنـــه، وأمـــا بعدهـــا فـــال حاجـــة إىل ترغيبـــه ألنـــه قـــد عجـــز عـــن الفســـاد ـــة ]10/ 313[. ـــن قدام ـــري الب ـــرشح الكب ـــى. ال ـــة. انته واملحارب

ـــه ـــن حرابت ـــاب م ـــد ت ـــة وق ـــل احلراب ـــن أه ـــاه م ـــا إن اعتربن وأمــاب ــن بـ ــابق، فمـ ــان السـ ــي األمـ ــه وأعطـ ــدرة عليـ ــل القـ قبــــة ـــة احلراب ـــه عقوب ـــقط عن ـــوء وتس ـــس بس ـــه ال يم ـــك أن أوىل كذلـــل أن ـــن قب ـــوا م ـــن تاب ذي ـــاىل : »إال ال ـــه تع ـــال بقول ـــا، عم بتفاصيلهحيـــم« ]املائـــدة: 34- تقـــدروا عليهـــم فاعلمـــوا أن اهلل غفـــور ر

.]35

قـــال ابـــن كثـــري: )أمـــا عـــىل قـــول مـــن قـــال: إهنـــا يف أهـــل ـــل ـــوا قب ـــإذا تاب ـــلمون ف ـــون املس ـــا املحارب ـــر، وأم ـــرشك، فظاه الالقـــدرة عليهـــم فإنـــه يســـقط عنهـــم انحتـــام القتـــل والصلـــب

جـــل، وهـــل يســـقط قطـــع اليـــد أم ال؟ فيـــه قـــوالن وقطـــع الرـــل ـــه عم ـــع وعلي ـــقوط اجلمي ـــي س ـــة يقت ـــر اآلي ـــامء، وظاه للعل

الصحابـــة(.

تنبيه:

ــون ــان أن يكـ ــد األمـ ــة عقـ ــاء يف صحـ ــض الفقهـ ــرتط بعـ اشــــون ـــل أن ال يك ـــىل األق ـــم ع ـــرتط بعضه ـــلمني واش ـــة املس ملصلحـــان ـــاء األم ـــن إعط ـــه م ـــذي نفهم ـــلمني، وال ـــىل املس ـــه رضر ع فيـــي ـــال وه ـــة يف القت ـــة املعروف ـــة العام ـــون يف احلال ـــل أن يك للمقاتقيـــام حـــرب بـــني فريقـــني فيعطـــي أحدمهـــا أو بعـــض مـــن يف ـــي أن ـــذا يعن ـــل، وه ـــق املقاب ـــن يف الفري ـــض م ـــان لبع ـــف األم الصـــون ـــن أن يك ـــد م ـــال ب ـــام ف ـــوم الع ـــىل املفه ـــادة ع ـــا زي ـــة فيه أي حالـــذي ـــان لل ـــاء األم ـــة إعط ـــك حال ـــن ذل ـــاص، وم ـــا اخل ـــا حكمه هلارتكـــب جرائـــم كمـــن ارتكـــب جريمـــة االغتصـــاب مثـــال أو ـــوريا ـــع يف س ـــإن الوض ـــه: ف ـــال، وعلي ـــتباك القت ـــري اش ـــل يف غ القتـــان ـــوا األم ـــارص أال يعط ـــة العن ـــب وكاف ـــادة الكتائ ـــن ق ـــي م يقتلعنـــارص األمـــن والشـــبيحة والقناصـــة إال يف حـــاالت خاصـــة ـــني ـــؤالء املجرم ـــاف رش ه ـــا انكف ـــن خالهل ـــق م ـــتثنائية، يتحق واسعـــن النـــاس؛ ألن مقتـــى األمـــان تركهـــم ليذهبـــوا يف حـــال ـــامل ـــاس، الحت ـــىل الن ـــم ع ـــاد ورضر عظي ـــذا فس ـــبيلهم، ويف ه ســـن وقنصهـــم ونحـــوه. ـــل املتظاهري عودهتـــم اإلفســـاد يف األرض بقت

ـــا مرشوطـــا، ـــد احلاجـــة إلعطـــاء األمـــان: أن يكـــون أمان واألوىل عنكأن يقـــال هلـــم: نعطيكـــم األمـــان بـــرشط تســـليم أنفســـكم، أو بـــرشط قبولكـــم ملحاكمـــة عادلـــة، أو انشـــقاقكم عـــن اجليـــش والتحاقكـــم بركـــب الثـــورة، ونحـــو ذلـــك، ويف حـــال إعطـــاء األمـــان هلـــم مـــع وجـــود رضر مـــن وراء هـــذا األمـــان، فـــإن

األمـــان يكـــون باطـــال غـــري الزم .

ـــان ـــذا األم ـــه ه ـــي ل ـــن أعط ـــال م ـــتئناف قت ـــوز اس ـــن ال جي ولكــان، ــبهة األمـ ــود شـ ــك؛ لوجـ ــم بذلـ ــد إعالمهـ ــل إال بعـ الباطــــا ختافـــن مـــن ونفيـــا للغـــدر واخليانـــة، كـــام قـــال تعـــاىل: »وإمــال: 58[ أي: ــواء« ]األنفـ ــىل سـ ــم عـ ــذ إليهـ ــة فانبـ ــوم خيانـ قـأعلمهـــم بنقـــض أماهنـــم حتـــى تصـــري أنـــت وهـــم ســـواء يف ــلول«: ــارم املسـ ــة يف »الصـ ــن تيميـ ــال ابـ ــم بالنقـــض، وقـ العلـ

ــبهة األمـــان كحقيقتـــه يف حقـــن الـــدم«. »ومعلـــوم أن شـ

واهلل تعاىل أعلم

Page 20: مجلة الفجر - العدد الثالث

ــن ــا والبارزيـ ــا وعلامئهـ ــم أن حتتفـــي بمبدعيهـ ــادات األمـ جـــرت عـ

ـــر ـــي ونفتخ ـــن أن نحتف ـــا نح ـــق لن ـــاة، وحي ـــف رضوب احلي ـــا يف خمتل منه

ـــربات ـــن خ ـــريا م ـــم وكث ـــن رضوب العل ـــد م ـــت العدي ـــخصية مجع بش

ــري ــه الكثـ ــد فيـ ــرب فقـ ــن مضطـ ــف يف زمـ ــت مواقـ ــاة، وصنعـ احليـ

بوصلتـــه، وأضـــاع طريقـــه، وتـــاه يف دروب احليـــاة املعوجـــة أحيانـــا

واملعقـــدة يف كثـــري منهـــا.

وكـــام أنـــه كان للدعـــوة يف النصـــف األول مـــن القـــرن املـــايض

جـــروح أصابـــت منهـــا مواجـــع عديـــدة، بـــدءا بســـقوط اخلالفـــة،

ــيمها، ــالم وتقسـ ــة واإلسـ ــار ودول العروبـ ــالل أمصـ ــرورا باحتـ ومـ

ـــه ـــاع أرباب ـــر وضي ـــق الفك ـــة لتمزي ـــطني، باإلضاف ـــة فلس ـــاء بنكب وانته

ــلمني ــود املسـ ــتوردة، وقعـ ــب املسـ ــة واملذاهـ ــكار الدخيلـ ــني األفـ بـ

عـــن العمـــل النهضـــوي، وتراجـــع الفكـــرة اإلســـالمية إىل اخللـــف

ـــد كان ـــرب؛ فق ـــدن والتغ ـــاء التم ـــدي أدعي ـــىل أي ـــا ع ـــتبداهلا بغريه واس

ـــوف األوىل ورد ـــالمي للصف ـــل اإلس ـــاد العم ـــن أع ـــورية م ـــاء س ـــن أبن م

ـــرى ـــا وأج ـــم نفوس ـــى هب ـــا وأحي ـــم قلوب ـــار اهلل هب ـــم وأن ـــاس إىل دينه الن

اهلل عـــىل أيدهيـــم خـــريا عظيـــام.

ـــذي ـــاىل، ال ـــه اهلل تع ـــباعي رمح ـــى الس ـــيخ مصطف ـــم الش وكان يف مقدمته

ــز ــع يعجـ ــري واسـ ــي وفكـ ــة وإرث علمـ ــازات عظيمـ ــه إنجـ كان لـ

ـــث ـــا مك ـــف م ـــامر ضع ـــن األع ـــوا م ـــو قض ـــه ول ـــن صناعت ـــريون ع كث

ـــباعي. الشـــيخ الس

ـــورية ـــص بس ـــة مح ـــباعي يف مدين ـــني الس ـــى حس ـــور مصطف ـــد الدكت ول

ـــون ـــداده يتول ـــوه وأج ـــن، وكان أب ـــم ودي ـــأ يف أرسة عل ـــام 1915، ونش ع

ـــه ـــأته بأبي ـــر يف أول نش ـــد تأث ـــص، وق ـــري بحم ـــع الكب ـــة يف اجلام اخلطاب

العـــامل املجاهـــد الشـــيخ حســـني الســـباعي الـــذي كان يطلـــب منـــه

ـــد ـــكان يصع ـــاره، ف ـــة أظف ـــذ نعوم ـــت من ـــه يف البي ـــب يف إخوت أن خيط

عـــىل طاولـــة ويتحـــدث ألبيـــه وأمـــه وإخوتـــه والـــكل ينصـــت لـــه

يف خشـــوع وتدبـــر. فنشـــأ رمحـــه اهلل خطيبـــا بليغـــا وداعيـــة مؤثـــرا،

ومل تكـــن العائلـــة تـــدري أن هـــذا الـــذي خيطـــب يف أهلـــه ســـيكون

ـــا. ـــا م ـــها يوم ـــه ونرباس ـــب أمت خطي

وكان والـــده رمحـــه اهلل يصحبـــه إىل حلقـــات ودروس علـــامء محـــص،

ــم ــة، ثـ ــوم الرشعيـ ــى العلـ ــرا، وتلقـ ــم مبكـ ــرآن الكريـ ــظ القـ فحفـ

التحـــق باملدرســـة املســـعودية، ومـــن ثـــم بالثانويـــة الرشعيـــة التـــي

ختـــرج فيهـــا عـــام 1930، قبـــل أن يســـافر إىل مـــرص لينضـــم لقســـم

ــام 1933. ــر عـ ــه يف األزهـ الفقـ

ـــت ـــورية حت ـــا س ـــر هب ـــت مت ـــية كان ـــروف قاس ـــل ظ ـــباعي يف ظ ـــأ الس نش

ـــري ـــي والفك ـــع الدين ـــل والرتاج ـــاد واجله ـــمت بالفس ـــتعامر، اتس االس

والتأخـــر األممـــي، فـــكان أول عمـــل قـــام بـــه يف صغـــره هـــو تأليـــف

ـــة ـــا إىل حمارب ـــة، ودع ـــري األجنبي ـــدارس التبش ـــة م ـــة ملقاوم ـــة رسي مجعي

االســـتعامر ومدارســـه ومظاملـــه مـــن فـــوق املنابـــر بخطـــب مثـــرية،

ـــتعامرية ـــلطات االس ـــج الس ـــا أزع ـــة، مم ـــرات الصاخب ـــود املظاه وكان يق

ـــع ـــة توزي ـــام 1931 بتهم ـــرة ع ـــه أول م ـــض علي ـــي القب ـــة، فألق احلاكم

نـــرشات ضـــد سياســـة فرنســـا يف املغـــرب، ولكنهـــم أفرجـــوا عنـــه

ـــة ـــرة ثاني ـــل م ـــه، واعتق ـــب اعتقال ـــذي أعق ـــعبي ال ـــاج الش ـــا للهي ختفيف

ـــه ســـافر إىل مـــرص عـــام 1932 وســـجن عـــدة أشـــهر، وعندمـــا أفـــرج عن

ـــن ـــة م ـــذه املرحل ـــته، ويف ه ـــع دراس ـــر ليتاب ـــق باألزه ـــام 1933 والتح ع

حياتـــه بالتحديـــد تواصـــل مـــع الداعيـــة الكبـــري حســـن البنـــا، ورأى

:: أسامة السيد عمر

20

Page 21: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــلمني. ـــوان املس ـــة اإلخ ـــم يف مجاع ـــه، وانتظ ـــه وطريقت ـــه بغيت في

ـــرتك ـــتعمر، فاش ـــم املس ـــت ظل ـــن حت ـــيل وتئ ـــا تغ ـــرص وقته ـــت م وكان

ـــالب ـــم ط ـــي، وتزع ـــل الوطن ـــه يف العم ـــع إخوان ـــاب م ـــباعي الش الس

ــا ــا دعـ ــاين، ممـ ــالل الربيطـ ــد االحتـ ــرات ضـ ــاد املظاهـ ــر وقـ األزهـ

املســـتعمرين اإلنجليـــز إىل القبـــض عليـــه وســـجنه عـــام 1934، ثـــم

ســـجنوه مـــرة ثانيـــة عـــام 1940 وأخرجـــوه مـــن مـــرص، ومـــا كاد

ـــا ـــيون خوف ـــه الفرنس ـــض علي ـــى قب ـــام 1941 حت ـــورية ع ـــل إىل س يص

ـــان ـــص ولبن ـــجون مح ـــه يف س ـــوا ب ـــري، فزج ـــم اجلامه ـــري عليه ـــن أن يث م

مـــدة ســـنتني ونصـــف، ثـــم خـــرج مـــن الســـجن وتابـــع نشـــاطه يف

الدعـــوة إىل اإلســـالم، وأعلـــن قيـــام »مجاعـــة اإلخـــوان املســـلمني«

ـــارا ـــورية تي ـــد يف س ـــم، وأوج ـــادة احلكي ـــة قي ـــاد اجلامع ـــام 1945، وق ع

إســـالميا واعيـــا اســـتقطب خـــرية الشـــباب.

ـــنة ـــه »الس ـــن أطروحت ـــوراه ع ـــال الدكت ـــة، فن ـــرص للدارس ـــاد إىل م ـــم ع ث

ـــام 1949. ـــاز ع ـــة االمتي ـــالمي« بدرج ـــع اإلس ـــا يف الترشي ومكانته

ـــا ـــباعي مدرس ـــل الس ـــد عم ـــن، فق ـــني واملفكري ـــن املرب ـــري م ـــادة كث وكع

ـــه ـــع إخوان ـــس م ـــل أن يؤس ـــص قب ـــدارس مح ـــن يف م ـــن الزم ـــرتة م لف

ـــد، ـــذا املعه ـــر هل ـــق، وكان أول مدي ـــالمي« يف دمش ـــريب اإلس ـــد الع »املعه

وكان اهلـــدف أن يكـــون منـــارة لعلـــوم الديـــن والدنيـــا عـــىل املنهـــج

ـــرض ـــم ع ـــدارس، ث ـــذه امل ـــه ه ـــت في ـــت قل ـــل يف وق ـــالمي األصي اإلس

ـــا ـــني فيه ـــق، فع ـــة دمش ـــوق بجامع ـــة احلق ـــتاذا يف كلي ـــل أس ـــه العم علي

عـــام 1950، فـــكان مـــن أملـــع أســـاتذة اجلامعـــة يف فـــن التدريـــس

ـــي. ـــه العلم ـــب إنتاج ـــن خص ـــال ع فض

ـــة ـــتقلة للرشيع ـــة مس ـــة خاص ـــاء كلي ـــباعي يف إنش ـــور الس ـــر الدكت وفك

ـــامء ـــج عل ـــىل ختري ـــل ع ـــة، تعم ـــات اجلامع ـــدى كلي ـــون إح ـــالمية تك اإلس

يف الرشيعـــة اإلســـالمية عـــىل أرفـــع املســـتويات العلميـــة والفكريـــة..

ونجحـــت مســـاعيه رغـــم العراقيـــل والصعوبـــات التـــي وضعـــت يف

ـــا. ـــد هل ـــام 1955، وكان أول عمي ـــها ع ـــم تأسيس ـــه، وت طريق

كـــام عمـــل مـــع بعـــض اإلخـــوة عـــىل إنشـــاء موســـوعة للفقـــه اإلســـالمي

ـــىل ـــه ع ـــه وتصنيف ـــدة وتبويب ـــة جدي ـــه صياغ ـــه وصياغت ـــدف إىل إحيائ هت

أحـــدث األســـاليب املتبعـــة يف العـــامل، ومل متنعـــه هـــذه االنشـــغاالت

ـــب ـــي مل يغ ـــه الت ـــاد والتوجي ـــظ واإلرش ـــن دروس الوع ـــات ع واملتابع

ـــم ـــل معه ـــة والتواص ـــاء بالعام ـــىل اللق ـــا ع ـــد كان حريص ـــا، فق ـــا يوم عنه

ـــدروس ـــة إىل ال ـــرات، باإلضاف ـــدوات واملؤمت ـــب والن ـــالل اخلط ـــن خ م

ـــه ـــام مرض ـــى يف أي ـــا حت ـــرص عليه ـــي كان حي ـــم الت ـــة العل ـــة لطلب اخلاص

ـــول: ـــمه كان يق ـــة جلس ـــن الراح ـــيء م ـــه ب ـــه إخوان ـــا طالب ـــديد، ومل الش

ـــىل ـــوت ع ـــن أن أم ـــو اهلل م ـــي نح ـــوم بواجب ـــا أق ـــوت وأن ـــري يل أن أم »خ

فـــرايش، فاآلجـــال بيـــد اهلل، وإن أملـــي مـــن حرمـــان الطـــالب مـــن

دروس التوجيـــه أشـــد وأقســـى مـــن آالمـــي اجلســـدية، وحســـبي اهلل

ـــكال«. ـــه االت وعلي

أمـــا قضيـــة فلســـطني فقـــد كانـــت عنـــد الســـباعي قضيـــة العقيـــدة

ـــالد ـــاء الب ـــاف أنح ـــيم ط ـــرار التقس ـــن ق ـــام أعل ـــددة. فل ـــاهتا امله ومقدس

ـــبيل اهلل.. ـــهاد يف س ـــا روح االستش ـــب فيه ـــة ويله ـــري املؤمن ـــري اجلامه يث

ويف عـــام 1948 اندفـــع يف مقدمـــة الركـــب يقـــود كتائـــب الشـــباب

ـــدس، ويف ـــة الق ـــول مدين ـــية ح ـــارك القاس ـــم املع ـــاض هب ـــن، فخ املؤم

أرض املعركـــة اســـتمروا يقاتلـــون ببســـالة وشـــجاعة نادرتـــني إىل أن

ـــة. ـــن أرض املعرك ـــن ع ـــاد املجاهدي ـــة وإبع ـــع اهلدن ـــال بتوقي ـــف القت توق

كـــام كان الســـباعي عـــىل رأس الذيـــن ال يعـــدون السياســـة مهـــارة يف

كـــذب أو لباقـــة يف خـــداع، وإنـــام السياســـة أن هيتـــم املســـلم بأمـــر

ــام عـــىل ــا كان قائـ ــة مـ ــلمني ليكـــون منهـــم، وأن خـــري السياسـ املسـ

تقـــوى وهـــدى وبصـــرية.

ــن ــام كان ابـ ــا وإنـ ــص وحدهـ ــة محـ ــا ملدينـ ــن ابنـ ــباعي مل يكـ والسـ

ـــة ـــا يف اجلمعي ـــا عنه ـــق نائب ـــه دمش ـــك اختارت ـــام كان، ولذل ـــالم أين اإلس

ــه ــت حولـ ــار والتفـ ــه األنظـ ــت إليـ ــام 1949، فاجتهـ ــية عـ التأسيسـ

القلـــوب، وانتخـــب نائبـــا لرئيـــس املجلـــس وأصبـــح عضـــوا بـــارزا

ـــودة ـــوا مس ـــن وضع ـــعة الذي ـــاء التس ـــد األعض ـــتور وأح ـــة الدس يف جلن

<< د . مصطفى السباعي

21

Page 22: مجلة الفجر - العدد الثالث

الدســـتور، وقـــد بذلـــت لـــه العـــروض بإحلـــاح وإغـــراء للدخـــول يف

ـــع ـــش م ـــعبي، والعي ـــل الش ـــرا العم ـــا مؤث ـــة فرفضه ـــوزارات املتعاقب ال

مشـــكالت اجلامهـــري وقضاياهـــا.

ـــادر إىل ـــا ب ـــدون هب ـــي هيت ـــادئ الت ـــاس باملب ـــة الن ـــه وتوعي ـــرش فكرت ولن

ـــيس ـــه يف تأس ـــع إخوان ـــاهم م ـــه، فس ـــة دعوت ـــتغلها خلدم ـــة واس الصحاف

جريـــدة املنـــار عـــام 1947 وعالـــج فيهـــا أهـــم مشـــاكل األمـــة. ويف

ـــتمرت ـــي اس ـــهاب« الت ـــدة »الش ـــه جري ـــع إخوان ـــس م ـــام 1955 أس ع

ـــلمون« ـــة »املس ـــدر جمل ـــه أص ـــام 1955 نفس ـــام 1958. ويف ع ـــى ع حت

بعـــد احتجاهبـــا يف مـــرص. ويف عـــام 1958 رأى تغيـــري اســـم املجلـــة

ـــل ـــا جع ـــره م ـــده وفك ـــن جه ـــا م ـــالم« وأعطاه ـــارة اإلس ـــامها »حض فس

ـــاع ـــربا للدف ـــا من ـــل، وجعله ـــالمي األصي ـــر اإلس ـــة للفك ـــا مدرس منه

عـــن قضايـــا العـــامل اإلســـالمي الكبـــري، وأفـــرد فيهـــا بابـــا للقضيـــة

ـــة«. ـــدرة املغتصب ـــم »ال ـــطينية باس الفلس

ـــر ـــة تزخ ـــات تارخيي ـــه اهلل، صفح ـــباعي رمح ـــاة الس ـــت حي ـــذا كان وهك

ـــكان ـــامل. ف ـــل األع ـــات وجالئ ـــوالت والتضحي ـــر والبط ـــر واملآث باملفاخ

الداعيـــة الفـــذ الـــذي وهـــب دعوتـــه وفكرتـــه كل ذرة مـــن جهـــده

ـــرية ـــنوات األخ ـــى الس ـــه، حت ـــه وحيات ـــه وأعصاب ـــه وروح ـــره وقلب وفك

ـــنوات ـــامين س ـــتمر ث ـــرض واس ـــه امل ـــا علي ـــم فيه ـــي هج ـــه الت ـــن حيات م

ـــال. ـــداء الرج ـــه أش ـــىل محل ـــدر ع ـــا ال يق ـــن اآلالم م ـــا م ـــل خالهل مح

ورغـــم هـــذه اآلالم فقـــد كانـــت فـــرتة مرضـــه هـــذه مـــن أخصـــب

ـــاء ـــم إرصار األطب ـــا، رغ ـــا واجتامعي ـــا وأدبي ـــا فكري ـــه إنتاج ـــرتات حيات ف

ـــك ـــى ذل ـــه كان يأب ـــه، ولكن ـــبب مرض ـــة بس ـــن الكتاب ـــف ع ـــه بالتوق علي

ـــه ـــه رمح ـــباعي علي ـــتاذنا الس ـــة. ورضب أس ـــة الكتاب ـــىل متابع ـــرص ع وي

ـــه ـــا في ـــع م ـــل م ـــرب اجلمي ـــات الص ـــه أروع آي ـــل مرض ـــالل مراح اهلل خ

ـــاء اهلل. ـــليم لقض ـــا والتس ـــن الرض م

ويف يـــوم الســـبت الثالـــث مـــن ترشيـــن األول 1964 ويف مستشـــفى

ـــباعي إىل ـــل الس ـــدة، وانتق ـــعلة املتوق ـــأت الش ـــق، انطف ـــاة يف دمش املواس

ـــا. ـــاوز 49 عام ـــر مل يتج ـــن عم ـــه ع ـــوار رب ج

ـــن ـــق ع ـــت دمش ـــل خرج ـــورية، ب ـــاء س ـــن أبن ـــات اآلالف م ـــرج مئ وخ

ـــري. ـــواه األخ ـــا إىل مث ـــودع قائده ـــا، ت ـــرة أبيه بك

رمحـــك اهلل يـــا شـــيخنا، ومجعنـــا بـــك يف مســـتقر رمحتـــه مـــع النبيـــني

والصديقـــني والشـــهداء والصاحلـــني، وحســـن أولئـــك رفيقـــا.

مؤلفاته الفكرية :

ـــه اهلل، ـــباعي رمح ـــه الس ـــا كتب ـــم م ـــىل أه ـــة ع ـــرة فاحص ـــالل نظ ـــن خ م

ـــف ـــه يف خمتل ـــت كتب ـــل كان ـــد، ب ـــن واح ـــم وف ـــب يف عل ـــه مل يكت ـــد أن نج

ــزاد ــالمية بـ ــة اإلسـ ــد املكتبـ ــة، ومـ ــة والفكريـ ــات الفقهيـ املوضوعـ

ـــه: ـــم كتب ـــن أه ـــود، وم ـــال لعق ـــه األجي ـــت من ـــم تعلم ضخ

الدين والدولة يف اإلسالم -

السنة ومكانتها يف الترشيع اإلسالمي -

نظام السلم واحلرب يف اإلسالم -

املرأة بني الفقه والقانون -

أخالقنا االجتامعية -

اشرتاكية اإلسالم )ألفه عام 1959( -

املرونة والتطور يف الترشيع اإلسالمي -

<< د . مصطفى السباعي

22

شــهيدا نســميه بروحــه المســلم يضحــي عندمــا

وهللا يعــده بحيــاة وجنــات ونعيــم فعجبــا لمــن يزاحمنــا

علــى لقــب الشــهادة وهــو غيــر مؤمــن... ربمــا ألنهــم

استســاغوا المزاحمــة باســم الديمقراطيــة

أعزاءنا... في اآلخرة

»إن الحكم إال هلل«

يمان حسناويwww.facebook.com/yhasnawi

Page 23: مجلة الفجر - العدد الثالث

»خطبة«

تحيات بعد سنتين من التقدم

والثبات

:: علي المحيمد الحسيني

ـــلني، ـــيد املرس ـــىل س ـــالم ع ـــالة والس ـــني، والص ـــد هلل رب العامل احلم

ـــني. ـــه أمجع ـــه وأصحاب ـــىل آل ـــني، وع ـــادق األم ـــد الص ـــيدنا حمم س

ـــر ـــىل تأخ ـــل! أمل ع ـــايره أم ـــا يس ـــرص أمل ـــب ليتع ـــإن القل ـــد ف ـــا بع أم

ـــيء إن ـــه، وجي ان ـــاء إب ـــل إن ج ـــز وج ـــاه اهلل ع ـــذي وعدن ـــرص ال الن

ـــن ـــام م ـــاد أنفثه ـــالد والعب بالب ـــا أمل ـــىل م ـــاه، وأمل ع ـــا بمقتض عملن

ـــات: ـــذه التحي روع ه

ـــل ـــم ص ـــرار، الله ـــهدائنا األب ـــىل أرواح ش ـــة ع ـــالة ورمح ـــة وص حتي

ـــدك ـــد وع ـــه ق ـــىل آل أيب أوىف فإن ـــت ع ـــام صلي ـــهيد ك ـــىل كل ش ع

ـــأوىف )1(. ـــده ف ـــز وع فأنج

ــاء ــل أحيـ ــا بـ ــبيل اهلل أمواتـ ــوا يف سـ ــن قتلـ ذيـ ــبن ال سـ »وال حت

ـــه ـــن فضل ـــم اهلل م ـــام آتاه ـــني ب ـــون )169( فرح ـــم يرزق ـــد رهب عن

ذيـــن مل يلحقـــوا هبـــم مـــن خلفهـــم أال خـــوف ون بال ويســـتبرش

ــن اهلل ــة مـ ون بنعمـ ــتبرش ــون )170( يسـ زنـ ــم حي ــم وال هـ عليهـ

ـــران[. ـــني )171(« ]آل عم ـــر املؤمن ـــع أج ـــل وأن اهلل ال يضي وفض

ــم يف ــالم عليكـ ــني، سـ ــاد اهلل الصاحلـ ــا عبـ ــم يـ ــالم عليكـ السـ

ــر العاملـــني. ــع أجـ اخلالديـــن، إن اهلل ال يضيـ

إشــارة إىل حديــث الصحيحــن أن عبــد اللــه بــن أيب أوىف قــال كان رســول اللــه صــى اللــه )1(ــاه ــم فأت ــل عليه ــم ص ــال الله ــم ق ــوم بصدقته ــاه ق ــلم إذا أت ــه وس علي

أبو أوىف بصدقته فقال اللهم صل عى آل أيب أوىف .

ـــا ـــد، يلفه ـــارض العتي ـــذا احل ـــد إىل ش ـــايض التلي ـــق امل ـــن عب ـــة م حتي

ــائم ــها نسـ ــام، تنعشـ ــا ياســـمني الشـ املســـك والعنـــرب ويلفحهـ

قاســـيون إىل املقاتلـــني األشـــاوس الكـــرام، حياهـــم اهلل، حيتهـــم

ــد ــع عنـ ــجار يف الربيـ ــم األشـ ــم األرض، حيتهـ ــامء، حيتهـ السـ

خرهتـــا، حيتهـــم األزهـــار عنـــد تفتحهـــا وشـــذاها ونضارهتـــا

حياهـــم الرعـــد إن صالـــوا وإن وثبـــوا

وإن هـــم مـــن عنـــاق الســـيف مـــا تعبـــوا

وهامتهـــا أنتـــم تاجهـــا ثـــورة يـــا

ـــحب ـــا الس ـــت هل ـــد دان ـــار وق ـــمس النه ش

التاريـــخ ســـطركم يف صـــدر صفحتـــه ـــطبوا )2( ـــد ش ـــخ ق ـــن التاري ـــون م واملرجف

حيـــا اهلل الكتائـــب الباســـلة املقاتلـــة الضاريـــة رضواة األســـود،

حيـــا اهلل األشـــاوس، حيـــا اهلل الرجـــال وزنـــود الرجـــال التـــي

امتـــدت للزنـــاد لتســـطر األجمـــاد.

)2( مــن قصيــدة للشــاعر املبــدع الكبــر األســتاذ إســاعيل الحمــد، خــص بهــا أهــل مدينــة ــة ــة –مجموع ــار دامي ــه : أزه ــن ديوان ــت ضم ــد طبع ــاء. وق ــا: الحدب ــورة وعنوانه ــة أول الث القوري

شــعرية مــن وحــي الثــورة الســورية- وهــو شــاعر الوطــن الجريــح كــا لقــب نفســه، وأرى أن يلقــب

ــورة«. ــعراء الث ــر ش »أم

23

Page 24: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــرأت جروحهـــم، وإن ســـبقتهم أشـــالؤهم ـــة إىل اجلرحـــى إن ب وحتي

ـــبيل ـــدوة يف س ـــىل »غ ـــالء ال تب ـــاك بأش ـــدل هن ـــد لتب ـــان اخلل إىل جن

ــت« ــمس وغربـ ــه الشـ ــت عليـ ــا طلعـ ــري ممـ ــة خـ اهلل أو روحـ

]مســـلم[، فكيـــف بمـــن جـــرح يف اهلل ومل يكتـــف بالغـــدو

والـــرواح، مل يكتـــف بغبـــار استنشـــقه أو بـــارود شـــم رائحتـــه.

ـــئ ـــا جت ـــة فإهن ـــب نكب ـــبيل اهلل أو نك ـــا يف س ـــرح جرح ـــن ج ».. وم

ـــا ـــران ورحيه ـــون الزعف ـــا ل ـــت, لوهن ـــا كان ـــزر م ـــة كأغ ـــوم القيام ي

ريـــح املســـك ومـــن خـــرج بـــه خـــراج يف ســـبيل اهلل كان عليـــه

طابـــع الشـــهداء« ]أمحـــد والرتمـــذي والنســـائي وأبـــو داود[

حتيـــة إىل األيتـــام واألرامـــل واآلبـــاء واألمهـــات واإلخـــوة

واألخـــوات وســـائر أقـــارب الشـــهداء.

ــا، ــراق أوصاهلـ ــع الفـ ــون قطـ ــكىل حنـ ــة إىل كل أم ثـ ــة قلبيـ حتيـ

وهجـــر ابنهـــا الشـــهيد يف عـــامل الدنيـــا وصاهلـــا؛ فبكتـــه بدمـــوع

ـــا ـــا أمامه ـــفيعا هل ـــده ش ـــه فتج ـــق ب ـــى تلح ـــب حت ـــرى ال تنض ح

ــرات ــاوات الصابـ ــاء اهلل، وإىل كل اخلنسـ ــد إن شـ ــان اخللـ يف جنـ

اللـــوايت أحيـــني متـــارض العامريـــة مـــن قربهـــا.

ـــة، ـــارت أرمل ـــرت فص ـــربت أو تصاب ـــة رؤوم ص ـــة إىل كل زوج حتي

ـــا ـــك، إن هلل م ـــوىل أيتام ـــاه وت ـــوالك اهلل أخت ـــام، ت ـــة وأم أيت أو أرمل

ـــدار. ـــده بمق ـــى وكل يشء عن ـــا أعط ـــه م ـــذ ول أخ

ــن ال ــم أو الذيـ ــراق قلوهبـ ــوع الفـ ــن لـ ــام الذيـ ــة إىل األيتـ حتيـ

ــم. ــراق لغضاضتهـ ــى الفـ ــون معنـ يدركـ

ـــوا ـــتتوا وتفرق ـــم وتش ـــروا منازهل ـــن هج ـــن الذي حتيـــة اىل املرشدي

ـــز ـــاهلل العزي ـــوا ب ـــم إال أن يؤمن ـــوا منه ـــا نقم ـــا )وم ـــام وعدوان ظل

احلميـــد( ]الـــربوج: 8[

أطـفـاهلا يف خيام املـوت ينهـشهـم

خـوف وبـرد وتـجــويع وتـشـريـد

وتضحك األرض باألطـفـال زاهـية

والشام قـد عـوجـلت فـيها املوالـيد

تـظـل مـوعـودة بالعـــيــد يبهـجها وكـم تــولـت وخانـتــها املـواعــيـد)1(

حيا اهلل شعبا مل يرتض بانحناء جبهته إال هلل ولسان حاله:

يا ]شام[ مل أشعر برأيس ينحني .. كان هذا الرأس من أعضائي

حيا اهلل رجاال ونساء وأطفال أبوا أن يسجدوا إال هلل، إي واهلل أبو أن

يسجدوا لغري اهلل..

يف الشام شعب إذا فرقته احتدا والكلب كلب ولو سميته أسدازورا تظن إذا قطعتهم سجدوا الشعب هذا لغري اهلل ما سجدا )2(

ــل أو يف ــدة إن يف الداخـ ــاعني للوحـ ــن والسـ ــا اهلل املتوحديـ حيـ

ــة، ــة اخلارجيـ ــة وإن يف املعارضـ ــب املقاتلـ ــارج، إن يف الكتائـ اخلـ

فقـــد قـــرن اهلل عـــز وجـــل الفشـــل بالتفرقـــة وذمهـــا، أال تـــرون

ـــا ـــل م ـــام إىل الفش ـــزاع آل زواجه ـــام الن ـــو دب بينه ـــني ل أن الزوجالضمر يف أطفالها عائد إىل الشام بحسب القصيدة، وهي للشاعر األستاذ إساعيل )1(

الحمد عنوانها : )العيد يف الشام( من ديوانه املذكور، وقد لحنها وأنشدها صديقنا املنشد القدير جميل

الصبان، وهي منشورة عى اليوتيوب.

مل أهتد لقائل هذه األبيات أسأل الله أن يجزل له املثوبة والعطاء. )2(

<< تحيات بعد سنتين من التقدم والثبات

24

Page 25: مجلة الفجر - العدد الثالث

ـــاة؟ ـــفينة احلي ـــه يف س ـــريان علي ـــر يس ـــىل أم ـــا ع ـــا ويصطلح مل يصلح

يقـــول اهلل جـــل يف عـــاله »وأطيعـــوا اهلل ورســـوله وال تنازعـــوا

ــن« ابريـ ــع الص وا إن اهلل مـ ــرب ــم واصـ ــب رحيكـ ــلوا وتذهـ فتفشـ

ــال: 46[ ]األنفـ

وحتيـــة خاصـــة وقلبيـــة إىل الكتائـــب األبيـــة إىل الذيـــن وضعـــوا

ـــم ـــني أخويك ـــوا ب ـــوة فأصلح ـــون إخ ـــام املؤمن ـــم: »إن ـــب أعينه نص

ـــب ـــوا نص ـــرات: 10[، وضع ـــون« ]احلج ـــم ترمح ك ـــوا اهلل لعل ق وات

ـــت ـــم ويثب ك وا اهلل ينرص ـــرص ـــوا إن تن ـــن آمن ذي ـــا ال ـــا أهي ـــم »ي أعينه

ـــة ـــة املتداول ـــم القول ـــب أعينه ـــوا نص ـــد: 7[، وضع ـــم« ]حمم أقدامك

ـــوى(. ـــرص لألق ـــوى فالن ـــت التق ـــة: )إن غاب الصحيح

ـــا ـــرشوا مجيع ـــات، وأب ـــات الطيب ـــذه التحي ـــا ه ـــي مجيع ـــوا من تقبل

بيـــوم الفـــرح واالبتهـــاج، أبـــرشوا بيـــوم العيـــد، يـــوم تثـــأرون

ممـــن ظلمكـــم، يـــوم ينـــادي املنـــادي مـــن مـــكان قريـــب، يـــوم

ـــن كل ـــل م ـــة، ب ـــقط الطاغي ـــداء أن س ـــت ن ـــن كل بي ـــمعون م تس

ـــدن ـــج م ـــوم ترت ـــار، ي ـــة بش ـــقط الطاغي ـــة س ـــت ودكان ـــارع وبي ش

ـــب. ـــره لقري ـــدا لناظ ـــآذن، وإن غ ـــري امل ـــوات تكب ـــلمني بأص املس

حتيـــة إىل شـــعب ســـورية كل ســـورية، عربـــا وكـــردا وتركامنـــا،

ـــاء ـــرات وأبن ـــة الف ـــص بالتحي ـــرار، وأخص ـــوا يف األح ـــىل أن يكون ع

الفـــرات أخـــص الفـــرات؛ ألننـــي قـــد حرمـــت منـــك أعوامـــا

ـــا ـــادا مألهت ـــا أجس ـــاك اهلل وحي ـــم، فحي ـــر العظي ـــا النه ـــدة أهي مدي

وهـــي تعـــب املجـــد مـــن رضاعهـــا إىل مماهتـــا، حرمـــت منـــك

ــام ــاين نظـ ــا وإن أقصـ ــا مديـــدة ولكننـــي ال زلـــت فراتيـ أعوامـ

<< تحيات بعد سنتين من التقدم والثبات

املجـــرم الفـــايش حافـــظ األســـد منـــذ نعومـــة أظفـــاري

وبنفيس األرض اجلميلة والربا

والتني والزيتـــون جري الــامء

والزرع والرمان والنهر الذي

جعــــل البالد مــــنابع اآلالء

هنر الفرات ال عدمــت سقـــاءكم

فمذاق ماكــم بلسمي ودوائي

يا زمزم الشام الذي من نبعه

جعل اإلله معيشة األحياء

وحرمت منكم ال أحب تباكيا

فأكفكف العربات وهي ترائي

لو سحت العني الدموع بقدر ما جيري الفـــرات ملا أتت بوفاء )1(

ولئـــن كان الفـــرات خـــري مـــورد لســـقي زروع أينعـــت ثامرهـــا

ـــجناء ـــني والس ـــوع املظلوم ـــإن دم ـــامل، ف ـــا إىل الك وزروع يف طريقه

ـــت ـــامر أينع ـــقيا لث ـــري س ـــت خ ـــام كان ـــم النظ ـــة حك ـــني طيل واملغرتب

ـــام ـــامل، ف ـــا إىل الك ـــامر يف طريقه ـــة وث ـــورة املبارك ـــذه الث ـــا ه ومنه

ـــا دمـــوع أنـــني زفـــرات ـــإذن اهلل، فاســـق ي بعـــد الثـــورة إال الثـــروة ب

ـــر ـــا الثائ ـــظ أهي ـــم، وأغل ـــر العظي ـــذا النه ـــقي ه ـــام يس ـــني ك املظلوم

ـــه ـــن أرادوا ب ـــالء الذي ـــرف أش ـــر فج ـــظ النه ـــام أغل ـــم ك ـــىل الظل ع

ـــوء ـــرة الس ـــم دائ ـــدور عليه ـــم أن ت ـــد آن هل ـــوء، فق ـــالد الس وبالب

من قصيدة يل عنوانها: يوم العيد كتبتها عام 1999. )1(

25

Page 26: مجلة الفجر - العدد الثالث

اجلهـــات جتتمـــع منـــك قريبـــا حتـــى املـــاء نحـــو املـــاء جـــاز و شـــهيد دم قـــام وقفـــت حيـــث و نخـــال فصـــار الـــرتاب يف جتـــذر جلـــت و العـــايص مـــاؤك تبـــارك حـــر لـــكل احلـــرام البلـــد هنـــا مســـتعان صـــرب ) حــــم ( هنـــا شـــعرا و مطـــرا خوفنـــا عربنـــا

فينـــا التاريـــخ يكـــرب قمنـــا و فتـــح ميـــالد حزننـــا نـــؤرخ نصـــا العـــريب وجهـــك نقـــرأ و )حتـــى( النحـــو علـــوم يف كأنـــك

ــة األقاحـــي ــا فئـ ــا محـــص يـ أجـــل يـاملجـــد غضـــا كان عـــود قبلـــك و بكـــرا العـــريب ربيعنـــا كان و ســـمينا يـــا تشـــظى وطنـــا يـــا و حتـــى الصبـــح يديـــك يف ختلـــق

مـــن حريـــر ترابـــا مـــا وطئـــوا و ــا ــا األرض قمحـ ــوا لتحيـ ــم زرعـ و كـفـــام صنعـــوا لوجـــه الشـــام خبـــزا ــا ــرت عجافـ ــد مـ ــون قـ ــل مخسـ أجـمـــاء ببعـــض الغـــامم عـــاد فـــام عـــرش دون طفـــل قـــام أن إىل يبنـــي و الدنيـــا دفـــة يوجـــه كـــرسى تـــاج باألنامـــل يقابـــل و كـــم مـــر الصبـــاح ببـــاب هـــود ملحـــا الشـــهداء دم تقاســـمنا زورا و الـــوايل لينعـــم نبـــاع خصـــم األرض كل األرض كأن رمينـــا عـــن يـــد و األرض ضاقـــتكريـــم محـــى اســـتباح الظلـــم إذا عزمنـــا إذا القيـــود فتنكـــرس أرجـــو و حيـــريين لغـــز أيب.. رسمديـــا ســـؤاال يواجهنـــي قليـــال مكثـــوا أهنـــم لـــوال و كـــرام اجلـــدوى عـــن نامـــت ال و

خذنـــا تعـــال نبـــاع ال فحتـــى جـــب اليـــوم حتـــى اجلـــب كأن

ــادت ــني و جـ ــم عـ ــت هلـ ــام ابيضـ فـشـــاخمات قبابـــك مازالـــت و جبـــان عينـــا هنـــا نامـــت فـــام

حيـــاة وتســـكنه قـــرب هنـــا هنـــا التاريـــخ يفتـــح بـــاب عمـــرومنـــي أنـــا مـــن جرجنـــاز وأنـــت

قريبـــا ســـيجمعنا دمـــا لعـــل حـــر لغـــري ســـالم ال ســـالم

الصـــالة يل فحيـــث وقفـــت جـــاز الفـــرات و رهنـــك النيـــل يظـــل القضـــاة دعاويـــه عـــن نامـــت و األبـــاة فاهنمـــر فغـــام نـــاء و احلادثـــات البديـــع النظـــم عـــن احلـــامة و اخلالديـــة إرث و اهلـــواة و ينظـــم اجلـــن ديـــك و الـــرواة تصـــادره ال جريئـــا األمهـــات جتـــود زالـــت مـــا و الشـــتات ليســـقط عـــن جناحيـــك اللغـــات تســـكنه و لغـــة بـــال نحـــاة معـــي الواقفـــني كل و الفئـــات أنكـــرت و حتيزنـــا احليـــاة الرشـــد تبلـــغ ملـــا و الوارفـــات الظـــالل فأورقـــت الغـــزاة حيـــارصه مطـــرا يـــا و احلفـــاة النـــور موكـــب يف مشـــى العـــراة لبـــس ال و شـــبعوا ال و الـــوالة حصـــد كـــم و آثـــارا و الـــزكاة لســـاكتها دفعـــت ال و اجلبـــاة و الســـنابل تنتظـــر و الســـقاة مـــأل ال و وردوا ال و األحجيـــات يديـــه يف تســـبح البغـــاة هـــدم مـــا اهلل لوجـــه احلصـــاة اجلبـــل تقلـــق كذلـــك الـــرساة قعـــد ال و محـــدوا فـــام الطغـــاة أمتنـــا خبـــز يـــرسق و الزنـــاة أمتنـــا باســـم يامنـــع الطائـــرات الســـامء تنتهـــز و الكـــامة ضـــاق مـــا و ذرعـــا بنـــا األنـــاة املـــرء مآخـــذ فـــرش الـــذوات تنكـــرس حـــني هنـــزم و العصـــاة يرجـــو ال و حـــال لـــه ؟ الرمـــاة اجلبـــل غـــادر ملـــاذا محـــاة ذبحـــت ملـــا لوالنـــا و الرعـــاة بيوســـفنا حظيـــت ال و و كل يـــا ذئـــب مـــا ســـام الغـــواةجنـــاة الدنيـــا كواكـــب كل و الرامجـــات جتـــود زالـــت مـــا و ات القـــرب تنـــام بعهدهتـــا و ال مـــات البعـــري هنـــا ... و ماتـــواالرفـــات املجـــد خيمـــة وحتـــرس املعجـــزات تبقـــى مـــا ويفتـــح اخلالـــدات ومنـــك أنـــا ومنـــك النازفـــات اجلـــراح وتلتئـــم الصفـــات حتتشـــد فيـــه وقـــرب

:: الشاعر : أنس إبراهيم الدغيم

26

Page 27: مجلة الفجر - العدد الثالث

:: عماد السيد عمر

ـــي ـــة لصديق ـــن هدي ـــل ع ـــث املتواص ـــن البح ـــاعات م ـــد س ـــريا، بع وأخ

وجدهتـــا، لقـــد وجـــدت اهلديـــة املناســـبة لـــه. ليـــس هنـــاك مناســـبة

ـــىل ـــل ع ـــا دلي ـــاء، إهن ـــة ووف ـــون حمب ـــا عرب ـــة، ولكنه ـــك اهلدي ـــة لتل معين

ـــب. احل

ــل ــا بأمجـ ــة وغلفناهـ ــا اهلديـ ــد زينـ ــاء، لقـ ــت اللقـ ــان وقـ ــد حـ لقـ

ـــز، ـــي العزي ـــا صديق ـــل ي ـــور.. تفض ـــن العط ـــا بأحس ـــة، وطيبناه األغلف

إهنـــا عربـــون حمبـــة ووفـــاء.

ـــة ـــرات غريب ـــه نظ ـــت يف عيني ـــا رأي ـــدأ يتأمله ـــة وب ـــي اهلدي ـــذ صديق أخ

ـــا، ومل ـــي، وأخذه ـــه عن ـــق بوجه ـــاح الصدي ـــه، أش ـــة مل تعجب وكأن اهلدي

ـــان؟ ـــزاء اإلحس ـــذا ج ـــل ه ـــه!! ه ـــا ل ـــكرا«.. عجب ـــة »ش ـــل كلم يق

لقـــد حتطـــم قلبـــي. مل يكـــن لزامـــا عـــيل أن أتعـــب هـــذا التعـــب وأن

ــداؤه أي ــيل إهـ ــا عـ ــن لزامـ ــه، مل يكـ ــن أجلـ ــاء مـ ــذا العنـ ــاين هـ أعـ

ـــت ـــام كان ـــه، مه ـــي ل ـــعر بحب ـــرح وأن يش ـــت أن يف ـــي أحبب يشء، ولكن

ـــذت ـــد أخ ـــة!! لق ـــى هدي ـــا تبق ـــرية.. فإهن ـــرية أو كب ـــي صغ ـــة هديت قيم

ـــوم. ـــيئا بعـــد الي ـــه ش ـــن أهدي ـــراري، ل ق

انتهت القصة...

ـــه ـــل ومقابلت ـــي للجمي ـــران صاحب ـــن نك ـــد م ـــم بالتأكي ـــتأتم كلك ـــد اس لق

ـــدث كل ـــف حي ـــذا املوق ـــران. إن ه ـــة بالنك ـــاءة واهلدي ـــان باإلس اإلحس

ـــا!! ـــوم يف حياتن ي

ـــا ـــا اهلل علين ـــم هب ـــم ينع ـــا ونع ـــا وعطاي ـــن هداي ـــم م ـــىل، ك ـــل األع وهلل املث

ـــق ـــا ح ـــكره عليه ـــا وال نش ـــه هب ـــران نقابل ـــن النك ـــم م ـــوم وك يف كل ي

ـــكر؟! الش

ـــو ـــى وه ـــرش بأنث ـــا يب ـــام مل ـــود كظي ـــه أس ـــل وجه ـــا يظ ـــد من ـــم واح ك

يريـــد الولـــد، إهنـــا هديـــة الرمحـــن فكيـــف ال نشـــكره؟!

وكيف يتمعر وجه أحدنا يف مقابل عطايا الرمحن؟!

وهل شكرناه حقا عىل كل النعم؟! وهل أدينا حق شكره؟!

ربـــام يركـــب أحدنـــا ســـيارة متوســـطة الرفاهيـــة أو عاديـــة، فيحنـــق

ـــىل ـــة أو أغ ـــر رفاهي ـــيارة أكث ـــب س ـــريه يرك ـــرى غ ـــو ي ـــب وه أو يغض

ســـعرا، وينســـى أن يشـــكر ربـــه عـــىل مـــا وهبـــه وعـــىل مـــا أعطـــاه.

ـــار، ـــل والنه ـــهم يف اللي ـــام يسبـ ـــن أوالده، ورب ـــتكي م ـــن يش ـــا م ـــم من ك

ـــس ـــة؟! اجل ـــذه النعم ـــىل ه ـــاء ع ـــاح مس ـــه صب ـــكر رب ـــى أن يش وينس

ـــال. ـــب طف ـــم أن يالع ـــذا العقي ـــى ه ـــم يتمن ـــرتى ك ـــم ل ـــل عقي ـــع رج م

ـــرشي ـــأكل ون ـــك ون ـــض ونضح ـــم ونرك ـــي ونتكل ـــمع ونم ـــرى ونس ن

ـــم!! ـــى كل النع ـــرح وننس ونم

ـــني ـــن املبتل ـــا م ـــم فيه ـــرتى ك ـــفى ل ـــزور مستش ـــوى أن ت ـــك س ـــا علي م

ـــة. ـــة أو نزه ـــة أو رشب ـــون أكل ـــن يتمن ـــرىض الذي امل

ـــا، ـــا زال يعطين ـــران- م ـــم النك ـــا -رغ ـــا أن ربن ـــم علين ـــرب النع ـــن أك إن م

ـــا، ورغـــم مـــا أســـأنا يف أرضـــه مـــا ورغـــم اجلحـــود مـــا زال يتفضـــل علين

ـــة ـــوم القيام ـــبنا ي ـــني أن حياس ـــا ب ـــو خرين ـــوا: ول ـــام قال ـــقينا.. وك زال يس

ـــا. ـــم بن ـــه أرح ـــا، ألن ـــاب ربن ـــا حس ـــا الخرتن ـــبنا ربن ـــا أو حياس أبون

إهنـــا دعـــوة للشـــكر ودعـــوة للرضـــا.. اللهـــم إنـــا راضـــون، فهـــل

أنـــت راض عنـــا؟!

27

Page 28: مجلة الفجر - العدد الثالث

الصبر على الهوى أشق من الصبر في المعركة وأعظم أجرا

فالشجاع يدخل المعركة يمضغ في شدقيه لذة الظفر

فإذا حمي الوطيس نشطت نفسه وزغردت..

ع مرارة الحرمان والمؤمن وهو يصارع هواه يتجر

ت نفسه وأعولت..فإذا صمم على الصبر ول

والشجاع يحارب أعداءه رياء وسمعة وعصبية واحتسابا

ولكن المؤمن ال يحارب أهواءه إال طاعة واحتسابا

:: مصطفى السباعي