قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

79
1 دא אא ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﳐﺘﺎﺭﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺭﻭﻏﻮﻑ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺭﻭﻏﻮﻑ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺭﻭﻏﻮﻑ ﻛﻴﻨﻴﺚ ﺭﻭﻏﻮﻑ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﰲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺒﲑ ﺧﱪﺍءً ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺒﲑ ﺧﱪﺍءً ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺒﲑ ﺧﱪﺍءً ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻛﺒﲑ ﺧﱪﺍءً ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺪﻯ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺪﻯ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺪﻯ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻟﺪﻯ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﱄ. دאد א: ددמאقא

description

قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

Transcript of قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

Page 1: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

1

���א��� ��א���د�א������� �

كينيث روغوفكينيث روغوفكينيث روغوفكينيث روغوفجمموعة مقاالت خمتارة للربوفيسور جمموعة مقاالت خمتارة للربوفيسور جمموعة مقاالت خمتارة للربوفيسور جمموعة مقاالت خمتارة للربوفيسور أستاذ علوم االقتصاد والتخطيط العام يف جامعة أستاذ علوم االقتصاد والتخطيط العام يف جامعة أستاذ علوم االقتصاد والتخطيط العام يف جامعة أستاذ علوم االقتصاد والتخطيط العام يف جامعة

يشغل منصب كبري خرباء يشغل منصب كبري خرباء هارفارد وكان سابقا يشغل منصب كبري خرباء هارفارد وكان سابقا يشغل منصب كبري خرباء هارفارد وكان سابقاهارفارد وكان سابقا

.االقتصاد لدى صندوق النقد الدويلاالقتصاد لدى صندوق النقد الدويلاالقتصاد لدى صندوق النقد الدويلاالقتصاد لدى صندوق النقد الدويل

��ق�א���מ�א��د�د:�א�دאد�� �

Page 2: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

2

"ل� �ق�א��وאق�א������؟

لنمو ا قتصادي بشكل كبير في العديد من البلدان ذات الدخول المتوسطة مع تباطؤ ا'' أزمة الصدى''وھبوط أسعار ا)صول بشكل حاد في كل القطاعات، فھل توشك

الحتمية في ا)سواق الناشئة أن تندلع بالفعل؟ بعد أعوام من مكاسب الناتج الثابتة ــ ، بدأ التأثير المجمع المترتب على ٢٠٠٨ام والقوية أحيانا ــ منذ ا)زمة المالية في ع

تباطؤ النمو الطويل ا)جل في الصين والنھاية المحتملة للسياسات النقدية المفرطة .في التساھل في البلدان المتقدمة يكشف عن قدر كبير من الھشاشة

إن تسبب ھذه الصدمات المعتدلة نسبيا في إحداث مثل ھذه الصدمة العميقة في الناشئة يجعل المرء يتساءل عن حجم المشاكل التي قد يحدثھا تحول أكثر ا)سواق

فھل تملك ا)سواق الناشئة القدرة على الرد، وما السياسات التي قد . دراماتيكيةتجلبھا جولة جديدة من اGقراض من قبل صندوق النقد الدولي؟ وھل تعلم صندوق

ن أعباء الديون العامة والخاصة تشكل النقد الدولي أخيرا من أزمة منطقة اليورو أعوائق كبيرة تحول دون النمو، وأنه ينبغي له أن يزيد من التشديد على أھمية شطب

الديون وإعادة ھيكلتھا؟

كانت السوق وحشية بشكل خاص في التعامل مع البلدان التي تحتاج إلى تمويل . فريقيا وإندونيسياعجز كبير في الحساب الجاري، مثل البرازيل والھند وجنوب إ

ومن حسن الحظ أن مزيجا من أسعار الصرف المرنة والخدمات الدولية القوية وا)نظمة النقدية المحسنة والتحول بعيدا عن الديون بالعمMت ا)جنبية من شأنه أن

.يوفر قدرا من الحماية

لى خلق ومع ذلك فإن سنوات من الشلل السياسي وتأجيل اGصMحات البنيوية أدت إ شك أن بعض البلدان مثل ا)رجنتين وفنزويM كانت مفرطة في . نقاط ضعف

اعتمادھا على أسعار السلع ا)ساسية المواتية والظروف المالية الدولية الميسرة لكن ا)وقات الطيبة حجبت نقاط الضعف في العديد من البلدان ا)خرى . لتوليد النمو

.أيضا

للقلق أعظم كثيرا من تقلبات أسعار ا)صول ا)خيرة، ويشكل تباطؤ النمو مصدرا فM تزال أسواق . حتى ولو استولت ھذه التقلبات على المزيد من العناوين الرئيسة

ا)سھم والسندات في البلدان النامية تعاني نقص السيولة نسبيا حتى بعد ا زدھار محافظ ا ستثمارية تظل وبالتالي فإن حتى أكثر التحو ت تواضعا في ال. الطويل

Page 3: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

3

قادرة على إحداث تقلبات كبيرة في ا)سعار، بل ربما يتفاقم ا)مر سوءا عندما )أغسطس(يذھب التجار بعيدا في عطMت آب

حتى وقت قريب، كان المستثمرون الدوليون يعتقدون أن توسيع محافظھم ي ينمو بشكل جيد في وكان العالم النام. ا ستثمارية في ا)سواق الناشئة أمر بدھيوبدأت الشركات تنتبه إلى وجود طبقة . حين كانت البلدان المتقدمة راكدة تقريبا

متوسطة متنامية وقادرة ليس فقط على دعم النمو ا قتصادي، بل أيضا ا ستقرار وحتى البلدان التي احتلت المراتب ا)قرب إلى القاع في مؤشرات الفساد . السياسي

ى سبيل المثال روسيا ونيجيريا ــ كانتا تتباھيان بارتفاع عدد السكان العالمية ــ عل .من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة وارتفاع الطلب على السلع ا ستھMكية

إن اتخاذ خطوة نحو تطبيع الفوارق في أسعار الفائدة ــ التي أدى التيسير الكمي إلى و ينذر تراجع . يكون مدعاة للذعر خفضھا بشكل مبالغ فيه ــ ليس با)مر الذي قد

أسعار السندات بعد بتكرار أزمة الديون في أمريكا الMتينية في ثمانينيات القرن والواقع أن بعض . العشرين أو ا)زمة المالية اVسيوية في أواخر التسعينيات

ا)سواق الناشئة ــ على سبيل المثال كولومبيا ــ كانت تصدر ديونا عامة بفوارقو بد . متدنية إلى حد غير مسبوق في أسعار الفائدة مع سندات الخزانة ا)مريكية

أن وزراء مالية ھذه البلدان أدركوا، برغم ابتھاجھم إزاء انخفاض تكاليف ا قتراض Mإلى مستويات قياسية في بلدانھم، أن ھذا قد يدوم طوي.

ثر سوءا، اVن أو في غضون إذا تحول التباطؤ في ا)سواق الناشئة إلى شيء أك .بضع سنوات، فھل يكون العالم مستعدا؟ ھنا أيضا سنجد سببا جديا للقلق

وھناك . إن النظام المصرفي العالمي يزال ضعيفا بشكل عام، خاصة في أوروباقدر كبير من عدم اليقين يحيط بالكيفية التي قد يتعامل بھا صندوق النقد الدولي مع

ناشئة بعد تجربتھا في أوروبا، حيث اضطر إلى الموازنة بين أزمة في سوقالسياسات الرامية إلى تشجيع التغير البنيوي المطلوب بشدة في منطقة اليورو وتلك

وھذا موضوع مؤجل . الرامية إلى الحفاظ على النمو ا قتصادي في ا)مد القريبول ما إذا كان صندوق ليوم آخر، لكن التجربة ا)وروبية أثارت تساؤ ت صعبة ح

حتى تلك مثل (النقد الدولي يتعامل وفقا لمعايير مزدوجة مع البلدان ا)وروبية .(اليونان التي ھي في الحقيقة من ا)سواق الناشئة

ويبدو من غير المرجح أن . وإننا لنأمل بطبيعة الحال أ تتطور ا)مور إلى ھذا الحداق الناشئة حاليا، خاصة أن آفاقھا في ا)مد يتخلى المستثمرون الدوليون عن ا)سو

.البعيد تزال تبدو أفضل كثيرا من آفاق ا قتصادات المتقدمة

Page 4: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

4

و بد أن يكون التباطؤ في ا)سواق الناشئة بمنزلة طلقة تحذير بأن شيئا أشد سوءا عليه و نملك اVن إ ا)مل في أن يكون العالم أفضل استعدادا مما ھو . قد يحدث

.اVن في حال وصول ذلك اليوم

�و�و���وא���د�א������# א� �$��א�

منذ فجر العصر الصناعي، كان ھناك خوف متكرر من أن يؤدي التغير التكنولوجي ولقد توقع الكMسيكيون الجدد أ يحدث ھذا، )ن الناس سوف . إلى البطالة الجماعية

ولقد أثبتت ھذه . من التعديMت المؤلمة يجدون وظائف أخرى، ولو بعد فترة طويلة .التوقعات صحتھا إلى حد كبير

إن مائتي عام من اGبداع المبھر منذ فجر العصر الصناعي كان نتاجه ارتفاع مستويات معيشة الناس العاديين في أنحاء كثيرة من العالم، ولم يصاحب ذلك ميل

م يخل من العديد من المشاكل، صحيح أن ا)مر ل. حاد إلى ارتفاع مستويات البطالةوأھمھا نوبات من التفاوت الشديد بين الناس وحروب مروعة، ولكن في اGجمال، وفي قسم كبير من العالم، أصبحت أعمار الناس أطول، وأصبحوا يعملون لساعات

.أقل، وباتت حياتھم أكثر صحة في عموم ا)مر

ضر أصبح في تسارع متزايد، ولكن شك أن التغير التكنولوجي في الوقت الحا، ١٩٨٣في المقال الشھير المنشور عام . وھو ما قد يؤدي إلى اختM ت أشد عمقا

أبدى رجل ا قتصاد العظيم فاسيلي ليونتيف قلقه من أن تكون وتيرة التغير التكنولوجي الحديث سريعة إلى الحد الذي قد يصبح معه العديد من العمال العاجزين

ولكن ھل انتھت الحال . ورين، مثل الخيول بعد ظھور السياراتعن التكيف مھج بالمMيين من العمال إلى مصانع الغراء كما حدث مع الخيول؟

مع ارتفاع ا)جور اVسيوية، بدأ مديرو المصانع بالفعل في البحث عن الفرص ومع ظھور الھواتف . لMستعاضة عن الموظفين بالروبوتات، وحتى في الصين

لرخيصة التي غذت طفرة في الوصول إلى شبكة اGنترنت، فإن المشتريات الذكية اوتشير . على الشبكة من شأنھا أن تزيل عددا كبيرا من وظائف البيع بالتجزئة

الحسابات غير الرسمية إلى أن التغير التكنولوجي قد يؤدي بسھولة إلى خسارة ما .على مستوى العالمبين خمسة إلى عشرة مMيين عامل لوظائفھم سنويا

Page 5: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

5

ففي سبعينيات وثمانينيات . ھناك مثل غريب ولكنه مفيد من عالم شطرنج المحترفينالقرن الماضي، أعرب كثيرون عن مخاوفھم من تحول عبي الشطرنج إلى ذكرى من الماضي إذا أصبح بوسع أجھزة الكمبيوتر أن تلعب الشطرنج بشكل أفضل من

من إنتاج '' ديب بلو''، تمكن برنامج ١٩٩٧في عام وأخيرا . الMعبين من البشرشركة آي بي إم من ھزيمة بطل العالم في الشطرنج جاري كاسباروف في مباراة

وسرعان ما بدأ رعاة بطو ت الشطرنج المحتملين في ا متناع عن دفع . قصيرةأليس '': وتساءلوا. المMيين من الدو رات ستضافة مباريات البطو ت بين البشر

؟''الكمبيوتر ھو بطل العالم

واليوم يزال عبو القمة القليلون قادرين على الحياة في ترف، ولكن بدرجة أقل بعد (من ناحية أخرى، وبا)رقام الحقيقية . مما كانت عليه أيام ذروة نجوميتھم

، فإن ما يكسبه الMعبون من الدرجة الثانية من البطو ت)التعديل وفقا للتضخم .والمعارض أصبح أقل كثيرا مما كانوا يكسبونه في سبعينيات القرن الماضي

فاليوم أصبح عدد الناس الذين يتكسبون كMعبي شطرنج : ولكن أمرا غريبا حدثفبفضل إتاحة برامج الكمبيوتر والقدرة . محترفين أكبر كثيرا من أي وقت مضى

يشبه الطفرة المصغرة في على خوض المباريات على شبكة اGنترنت، حدث ما .ا ھتمام بالشطرنج بين الMعبين الشباب في العديد من بلدان العالم

وينظر العديد من اVباء إلى الشطرنج باعتباره بديM جذابا )لعاب الفيديو التي بل إن قلة من البلدان، مثل أرمينيا ومولدوفا، أصدرت . تحتاج إلى أي مجھود عقلي

ونتيجة لھذا فإن اV ف من الMعبين . ضي بتعليم الشطرنج في المدارستشريعات تق .اليوم يكسبون دخو طيبة إلى حد مذھل بتعليم الشطرنج ل^طفال

على سبيل المثال، يكسب معلمو الشطرنج البارعون في العديد من المدن ا)مريكية ج الذي كان أي أن عب الشطرن. دو را في الساعة ١٥٠ - ١٠٠ما يصل إلى

عاطM عن العمل با)مس أصبح اليوم قادرا على تحقيق دخل من ستة أرقام إذا كان والواقع أن ھذا مجرد مثال Gسھام . على استعداد للعمل لعدد كاف من الساعات

فMعبو الشطرنج من الدرجة الثانية الذين . التكنولوجيا فعليا في تعادل الدخول .كسبون غالبا ما يعادل ما يكسبه عبو البطو ت ــ أو أكثريتمتعون بملكة التعليم ي

فقد . إن التغير التكنولوجي ليس كله جوانب إيجابية، والتحو ت قد تكون مؤلمةيكون أحد عمال صناعة السيارات العاطلين عن العمل في ديترويت قادرا تماما

نه بعد أعوام من على إعادة تدريب نفسه للعمل في وظيفة فنية بمستشفى، ولك .ا عتزاز بعمله قد يكون كارھا بشدة لقبول مثل ھذا التحول

Page 6: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

6

وأنا أعرف أحد أساتذة عالم الشطرنج، كان قبل عشرين عاما يعتز بنجاحه في كسب شك أن التغير التكنولوجي ھذه المرة قد يكون مختلفا، . المال من البطو ت

ء تجارب القرنين الماضيين وتطبيقھا وينبغي للمرء أن يكون حريصا في استقرا .على القرنين المقبلين

بطبيعة الحال، من المرجح أن نشھد بعض الزيادة في معد ت البطالة نتيجة للتغير التكنولوجي ا)كثر سرعة، وبخاصة في أماكن مثل أوروبا، حيث تحول وفرة من

ي لنا أن نعزو ولكن في الوقت الحاضر ينبغ. أسباب الجمود دون التكيف السلسارتفاع مستويات البطالة على مدى ا)عوام العديدة الماضية إلى ا)زمة المالية في

. ا)ساس، و بد في نھاية المطاف أن تتراجع البطالة نحو مستوياتھا التاريخية فالبشر ليسوا خيو

�و�و����و�دמ�א����وא�# א�

ا والعولمة دورا ھائM لصالح حتى يومنا ھذا، لعبت المسيرة العنيدة للتكنولوجيالعمالة ذات المھارة العالية، وساعدت في تغذية مستويات غير مسبوقة من التفاوت

ترى ھل تنتھي بنا الحال إلى حرب . في الدخول والثروات في مختلف أنحاء العالمطبقية متجددة، مع صعود الحكومات الشعبوية إلى السلطة، وتوسيعھا لحدود إعادة

الدخول، وتأكيدھا على قدر أعظم من سيطرة الدولة على الحياة ا قتصادية؟توزيع

شك أن التفاوت في الدخول يشكل التھديد ا)عظم لMستقرار ا جتماعي في مختلف أنحاء العالم، سواء كان ذلك في الو يات المتحدة، أو البلدان الواقعة على

بدو أنه من السھل علينا أن ننسى أن ولكن ي. المحيط الخارجي )وروبا، أو الصينقوى السوق، إذا سمح لھا بالقدر الكافي من الحرية، قد تلعب في النھاية دورا معززا

ا)مر ببساطة أنه كلما كانت مكافأة العمال من ذوي المھارة العالية أكبر، . لMستقرار .كان الحافز إلى البحث عن سبل لMقتصاد في استخدام مواھبھم أعظم

إن عالم الشطرنج، الذي تربطني به ألفة وثيقة، يوضح بجMء صارخ الكيفية التي قد تجعل اGبداع في العقود المقبلة يؤثر على ا)جور النسبية بشكل مختلف تمام

.ا ختMف عما كانت الحال عليه على مدى العقود الثMثة الماضية

" إنسان آلي"عواصم العالم ، جاب ١٩وأوائل القرن الـ ١٨في أواخر القرن الـ ولقد فاز ھذا اGنسان اVلي الذي أطلق عليه . مبدع إلى حد العبقرية يلعب الشطرنج

في مباريات ضد أشخاص مثل نابليون وبنيامين فرانكلين، في حين " التركي"اسم

Page 7: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

7

كان إخفاء عب من البشر . تحدى العديد من العقول العظيمة في اختراق أسرارهنقلة وسط متاھة من العدد المبھرة المظھر خادعا إلى حد كبير، حتى في حجيرة مت

أن ا)مر استغرق عقودا من الزمان قبل أن يتوصل الناس إلى تخمين الكيفية التي .حقا" التركي"عمل بھا

حيث تتظاھر اV ت التي تلعب الشطرنج : واليوم انقلبت الحيلة رأسا على عقبواقع أن برامج الشطرنج على أجھزة الحاسب اVلي وال. بأنھا عبين من البشر

الشخصية تمكنت على مدى العقد الماضي من التفوق على أفضل الMعبين البشريين وأخيرا أصدر ا تحاد الفرنسي . إلى حد كبير، وتحول الغش إلى آفة متنامية

اعدة للشطرنج قرارا بإيقاف ثMثة من أفضل عبيه بتھمة التآمر للحصول على المسمن المثير لMھتمام أن أحد السبل الرئيسة لكشف الغش تتلخص في . (من كمبيوتر

استخدام أحد برامج الكمبيوتر ستكشاف ما إذا كانت نقMت الMعب تماثل .)الخيارات المفضلة لدى أفضل برامج الشطرنج على الكمبيوتر

من المعتقد ذات يوم بطبيعة الحال، ھناك العديد من ا)مثلة ا)خرى )نشطة كان أنھا من غير الممكن أن تخرج عن مجال البشر من ذوي الحدس البديھي، ولكن

فاليوم ھناك العديد من المدارس والمعلمين الذين . الكمبيوتر أصبح يھيمن عليھا اVنيستخدمون برامج الكمبيوتر لفحص المقا ت بحثا عن احتما ت ا نتحال والسرقة

بل . يمة القديمة التي أصبح ارتكابھا بالغ السھولة بفضل اGنترنتا)دبية، وھي الجرإن تصنيف المقا ت با ستعانة بالكمبيوتر أصبح علما قويا، حيث أظھرت بعض الدراسات أن تقييم الكمبيوتر أكثر عد وانسجاما وإفادة من تقييم المعلم المتوسط،

.ميزوإن لم يكن بالضرورة أفضل من تقييم المعلم المت

وتكتسب أنظمة الكمبيوتر الخبيرة المزيد من الثقل أيضا في عالم الطب، والقانون، وفي ضوء ھذه التطورات، فھناك من ا)سباب الوجيھة . والتمويل، بل وحتى الترفيه

ما يدعونا إلى اعتقاد جازم بأن اGبداع التكنولوجي سيقودنا في نھاية المطاف إلى ات التي تبدو اVن ثمينة وفريدة من نوعھا إلى سلع تباع تحويل العديد من المھار

.وتشترى

ذات يوم، قمت وأحد زمMئي من جامعة ھارفارد، كينيث فرووت، بدراسة تحركات وما أثار دھشتنا أننا . عام ٧٠٠ا)سعار النسبية لعدد من السلع على مدة فترة تمتد لـ

كثير من السلع ا)ساسية كانت تميل وجدنا أن ا)سعار النسبية للحبوب والمعادن والولقد . إلى العودة على اتجاه مركزي وسطي على مدى فترات طويلة إلى حد كبير

انتھينا إلى أنه على الرغم من تأثر القيم النسبية باكتشافات عشوائية وظواھر جوية

Page 8: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

8

وتكنولوجيات جديدة لفترات معينة من الزمن، فإن التفاوت الناتج في ا)سعار من أنه أن يخلق الحوافز التي تشجع المبدعين على تركيز المزيد من ا نتباه على ش

.السلع التي ترتفع أسعارھا بشكل كبير

فمع ارتفاع . شك أن البشر ليسوا سلعا، لكن المبدأ نفسه قابل للتطبيق عليھمرة، ينشأ تكاليف اليد العاملة الماھرة على نحو متزايد نسبة إلى اليد العاملة غير الماھ

من خMل استخدام " للغش والتحايل"لدى الشركات حافز أعظم للبحث عن سبل وقد يستغرق ھذا التحول عقودا من الزمان، لكنه . بدائل للمدخMت المرتفعة التكاليف

قد يأتي أيضا بسرعة أكبر مما نتخيل، بينما يعمل الذكاء ا صطناعي على تغذية .بتكارالموجة التالية من اGبداع وا

وربما يحاول العمال المھرة توحيد قواھم لحمل الحكومات على تمرير القوانين . والتنظيمات التي تحد من قدرة الشركات على جعل وظائفھم ذكرى من الماضي

ولكن إذا ظل النظام التجاري العالمي مفتوحا أمام المنافسة، فإن قدرة العمال المھرة ة ل^يدي العاملة إلى ما نھاية لن تكون أفضل أو على إحباط التكنولوجيات الموفر

.أنجح كثيرا من المحاو ت التي بذلھا العمال غير المھرة في الماضي

وقد يعمل الجيل التالي من التقدم التكنولوجي أيضا على تعزيز قدر أعظم من إن . المساواة في الدخول من خMل تسوية وتمھيد أرض الملعب في مجال التعليم

محدودة للغاية في - وخاصة الموارد التعليمية للتعليم الجامعي -موارد التعليمية الالبلدان ا)كثر فقرا في وقتنا الحالي، مقارنة بالبلدان الغنية، وحتى وقتنا ھذا أسھمت

.أجھزة الكمبيوتر وشبكة اGنترنت في تفاقم الفارق

ليم العالي تعرض للنمط شك أن التع. ولكن ھذه الحال ليست دائمة بالضرورةنفسه من الموجات التكنولوجية الكاسحة التي ضربت صناعة السيارات وصناعة

وإذا امتدت عملية تحويل التعليم إلى سلعة إلى مناھج . اGعMم، بين صناعات أخرىالكليات ذات المستوى ا)دنى على ا)قل، فإن التأثير على التفاوت في الدخول قد

.يكون عميقا

و أن العديد من المعلقين يتصورون أن الفجوة المتزايدة بين ا)غنياء والفقراء يبدوھم يرون أن الحكومات ستضطر إلى . نتاج حتمي نتشار العولمة والتكنولوجيا

.التدخل جذريا في ا)سواق بھدف استعادة التوازن ا جتماعي

ظمة ضريبية تصاعدية صحيح أننا نحتاج إلى أن. وأنا في واقع ا)مر أتفق معھمحقيقية، كما نحتاج إلى احترام حقوق العاملين، ووضع سياسات سخية للمساعدة من

Page 9: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

9

ففي ظل : ولكن الماضي ليس بالضرورة مقدمة )حداث حقة. جانب البلدان الغنيةالمرونة الملحوظة التي تتمتع بھا قوى السوق، سيكون من الحماقة، إن لم يكن من

نتوقع زيادة في التفاوت في الدخول النسبية في العقود المقبلة الخطورة بمكان، أن .من خMل استقرائنا لMتجاھات ا)خيرة

*دود�د(��א�������)�'�&�ن؟

انخرط المستثمرون العالميون في نوبة من الغضب الشديد إزاء القرار الذي اتخذته عي إلى التوقف لمدة دبي بالسماح لرائدة شركاتھا الخاصة، شركة دبي العالمية، بالس

عن سداد ) مما يعني ضمنا على ا)قل التخلف جزئيا عن سداد الديون(ستة أشھر ولكن ماذا توقع المستثمرون . مليار دو ر أمريكي ٢٦أقساط ديونھا التي بلغت

عالم بM ''بالضبط حين اشتروا سندات في شركات تحمل أسماء مثل الشركات العقارية المفلسة التابعة لدبي ، وھي إحدى LimitlessWorld ''حدود

.العالمية؟ يبدو أننا نتحدث ھنا عن عقلية الفقاعة

أظن أن الفكرة وراء ذلك كانت أن حكومة اGمارة ستقف وراء كل قرض، مھما وإن لم تتمكن حكومة دبي التي تفتقر إلى النفط . بلغت درجة المجازفة المرتبطة به

شقيقتھا أبو ظبي الغنية بالنفط ستسارع على نحو ما إلى من توفير المال الكافي، فإن .تقديم المال الMزم

ولكنه ربما يكون أبعد احتما . قد يتصور المرء أنه توقع سخيف ومناف للعقلمن عديد من عمليات اGنقاذ الھائلة ا)خرى التي شھدناھا في مختلف أنحاء العالم

إن ما أزعج المستثمرين حقا ھو أنھم أدركوا .في أعقاب ا)زمة المالية ا)خيرة. بطبيعة الحال أن ضمانات الديون التي يمكن تبريرھا بد، أن تسحب ذات يوم

وفي النھاية فإن عالمنا الذي أفرط في اGنفاق با ستدانة بد وأن يجد طريقة لخفض .أعباء الديون، ولن يكون ھذا جميM في مجمله

. ين يجدون متعة بالغة فيما يعتبرونه عقابا طبيعيا لطموحات دبيوھناك أولئك الذصحيح أن دبي بجزرھا ا صطناعية، وفنادقھا التي . وأنا أشاطرھم ھذا الرأي

تشبه مدينة البندقية، ومMعب التنس على أسطح المساكن، تشكل قصرا من رمال شرق ا)وسط ما تستطيع ولكن دبي أظھرت أيضا لبقية بلدان ال. في عالم الواقع

.روح المبادرة التجارية تحقيقه من إنجاز

Page 10: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

10

فقد أصبح مطارھا مركزا عالميا بالغ ا)ھمية إلى الحد الذي اضطر الجھات التنظيمية في ألمانيا أخيرا إلى إرغام طيران اGمارات على رفع أسعار السفر إلى

ا أكبر مما ينبغي من فرانكفورت، خشية أن تفقد شركة لوفتھانزا الوطنية قسمفضM عن ذلك فقد تحولت دبي، بما تتمتع به من أسواق رأس المال . أعمالھا

وأسواق السلع المفتوحة نسبيا، إلى مركز تجاري ليس فقط بالنسبة لمنطقة الشرق وفي عشية ا)زمة . ا)وسط بالكامل، بل وأيضا بالنسبة )جزاء من إفريقيا وآسيا

ان خليجية أخرى قد بدأت في التطلع إلى دبي بحثا عن ا)فكار المالية، كانت بلدبشأن الكيفية التي قد تتمكن بھا من تنويع اقتصادھا وا ستمرار في ا زدھار بعد أن

.تجف آبار النفط

والواقع أن ا فتقار إلى . صحيح أن دبي دولة التمويل خاضع لرقابة محكمة وسريةيل في اGمارات كان السبب ا)ساسي الذي جعل المعلومات التفصيلة بشأن التمو

.عجز دبي العالمية عن سداد ديونھا يشكل مثل ھذه الصدمة الشديدة

. ولكن شك أن حكام دبي كانوا متسامحين مع حرية التعبير على أكثر من نحوفقبل عام تقريبا حضرت أمسية من العروض في جامعة دبي شارك فيھا فنانون

رض أحد الفنانين، وھو مصور إماراتي، تسلسM زمنيا بصريا ولقد ع. محليونلقد عايش ذلك الفنان التحول . لتشييد إحدى محطات قطار ا)نفاق الجديد في دبي

عاما الماضية، والذي كان مدفوعا ١٣المذھل الذي طرأ على دولته على مدى المدن نموا في بطفرة من البناء والتشييد من ذلك النوع الذي قد نربطه بأسرع

.الصين، وليس في الشرق ا)وسط

وبد من الثناء ببساطة على مشاريع البناء الجديدة التي تتولى الحكومة إقامتھا، أكد الفنان على المدى الذي بلغه ذلك التغيير من تنافر في نظر المواطنين المتقدمين في

ثقة من رمال الصحراء فكيف للمرء أن يتفاعل مع ا)شكال الجامدة المنب. السنم فنان آخر رؤيته لكيفية hالقاحلة رغم ما تتمتع به من قدر عظيم من المھابة؟ وقداستخدام اGضاءة الخارجية لتحويل المآذن، ومساعدتھا في البروز من بين البنايات الضبابية الحديثة التي أصبحت من بين المعالم المميزة لھذه المدينة المعاصرة في

و يملك المرء . وكانت رؤاه رائعة، وراديكالية على نحو واضح. )وسطالشرق ا .إ أن ينبھر إزاء إمكانية التعبير عن مثل ھذه ا)فكار علنا

إن كل من ھم على دراية بدبي يدركون أن ھذه مجرد أمثلة بسيطة لقدر أعرض أھل النخبة من اتساعا من اGبداع الذي احتضنته الدولة والذي سمح للبMد باجتذاب

وھذا أشبه بما جرى في الو يات . المھنيين ا)جانب في عالم التمويل والصناعات

Page 11: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

11

المتحدة، حيث لعب أھل النخبة من ا)جانب دورا رئيسا في تنمية وتطوير صناعات .الخدمات المختلفة في دبي

يستحق شك أن بلدانا أخرى في منطقة الخليج لديھا من اGنجازات المذھلة مافقد اكتسبت شركة النفط الوطنية في السعودية خبرات محلية في حفر اVبار . الفخر

كما أحرزت قطر نجاحا في . والتنقيب عن النفط جعلتھا محل إعجاب في الغرب، في حين ساعدت أبو ظبي في رعاية تطورات ''الجزيرة''عالم اGعMم في قناة

ولكن . خMل دعمھا لشطرنج الكمبيوتر ملحوظة في عالم الذكاء ا صطناعي مندبي، التي تمتلك إ أقل القليل من الذھب ا)سود نجحت في تحقيق الكثير

.با ستعانة بموارد أقل كثيرا مما تتمتع به أي دولة أخرى في المنطقة

. ولكن من المؤسف أن دبي أثبتت في النھاية أنھا خاضعة لقوانين الجاذبية الماليةفقد أدت عمليات المضاربة وا قتراض الضخمة إلى . ھذه المرة مختلفة ولم تكن

.أعباء ديون مفرطة، ثم في النھاية العجز عن السداد

فقد عجزت . ولكن أھذه نھاية طريق النمو الھائل الذي حققته دبي؟ أشك في ھذاالبلدان في مختلف أنحاء العالم وفي مختلف عصور التاريخ عن سداد ديونھا ثم

ربما تكون . اصلت الحياة من بعد ذلك، بل وعادت إلى سابق رخائھا وازدھارھاوھناك وسيلة لMلتفاف حول احتياج دبي إلى إعادة الھيكلة وتقليم تجاوزاتھا قبل أن تتمكن من استئناف مسار نمو أكثر قدرة على ا ستدامة، رغم أن تحقيق ھذه الغاية

.سيستغرق بعض الوقت

ل العدوى إلى البلدان الضعيفة المعرضة للخطر في أوروبا وغيرھا ولكن ھل تنتقفرغم أن حالة دبي ليست مختلفة، إ أنھا تشكل حالة . من مناطق العالم؟ ليس اVن

خاصة، لذا فإن التأثير على ثقة المستثمر سيظل محصورا في الوقت الحالي، ولكن كانيات وموارد أي دولة في المستثمرين يتعلمون اVن عبر الطريق الصعب أن إم

العالم ليست بM حدود

א�*��ط��א�,�د�א��� ��ز�ن�א�*���מ

يبدو أن معركة إبدال بن برنانكي رئيس مجلس ا حتياطي الفيدرالي ا)مريكي قد وقد يتوقع المرء أن يتم تحديد رئاسة بنك ا حتياطي الفيدرالي ــ ثاني أقوى . بدأت

متحدة كما يقال، وثاني أقوى منصب مالي على منصب رسمي في الو يات ال. مستوى العالم بكل تأكيد ــ بواسطة كوكبة خاصة من محافظي البنوك المركزية

Page 12: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

12

ولكن حقيقة ا)مر ھي أن ا ختيار يقوم إلى حد كبير على تقدير رئيس الو يات لذا، فاسمحوا لي باستعراض اثنين من المرشحين الرئيسيين للمنصب، . المتحدة

زير الخزانة ا)مريكية ا)سبق لورانس سامرز، ونائبة رئيس بنك ا حتياطي و .الفيدرالي الحالية جانيت يلين

الواقع أن سامرز ويلين من ألمع الخبراء الذين يتمتعون بخبرة واسعة في مجال وفي حين تبدو الصحافة السائدة عازمة على استكشاف المرشحين . الخدمة العامة

بين شخصيتين متناقضتين، فالحقيقة ھي أن كM من المرشحين مؤھل وكأنھا مبارزة وعMوة على ذلك فإن المعروف عن كل منھما أنھما يعتقدان أن . بشكل جيد للغاية

بنك ا حتياطي الفيدرالي ينبغي له أن يركز بشكل مفرط على استقرار ا)سعار ياز الحمائمي ليصبح عائقا؛ وبطبيعة الحال كان مثل ھذا ا نح. نسبة إلى البطالة

.غير أنه اليوم يشكل ميزة

أثبتت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم أھمية الكفاءة الفنية في السياسة بواسطة الخبيرين ٢٠٠٣ووفقا لبحث نشر في عام . النقدية بشكل متكرر

عتمد بشكل ا قتصاديين كريستينا رومر وديفيد رومر، فإن جودة السياسة النقدية تحاسم على ما إذا كان محافظو البنوك المركزية يتمتعون بفھم واضح ودقيق لعملية

والواقع أن عشرينيات وثMثينيات وسبعينيات القرن . صنع السياسات والتضخمالعشرين كانت عامرة بأمثلة من محافظي البنوك المركزية الذين لم يفھموا

.انھم ثمن عدم فھمھما)ساسيات، والذين دفعت اقتصادات بلد

عادة، ينظر المرء إلى رأس البنك المركزي بوصفه حصنا ضد الضغوط السياسية والواقع أن البحث الذي . الرامية إلى خفض أسعار الفائدة وزيادة نسبة التضخم

عن التضخم واستقMل البنوك المركزية، أظھر أنه في ١٩٨٥أجريته في عام عموما إلى الرغبة في وجود محافظ للبنك المركزي ا)وقات العادية يميل المرء

يركز على استقرار ا)سعار نسبة إلى البطالة بشكل أكبر، مقارنة بما قد يوليه والواقع أن تنصيب رئيس . المواطن المطلع العادي من اھتمام ستقرار ا)سعار

لسيطرة، للبنك المركزي يساعد على اGبقاء على توقعات التضخم تحت ا'' محافظ''وبالتالي اGبقاء على أسعار الفائدة الطويلة ا)جل منخفضة وتخفيف الضغوط

.الصعودية المفروضة على ا)جور وا)سعار

الذي قدمته ('' استھداف التضخم''الماضية، كان شعار ٢٥على مدى السنوات الـ خم ، يخدم كآلية حتواء توقعات التض)١٨٩٥)ول مرة في بحث لي نشر في عام

Page 13: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

13

ولكن التركيز المفرط . من خMل طمأنة الجمھور فيما يتصل بنيات البنك المركزي .عاما ٧٥على أھداف التضخم قد يكون ھداما في أعقاب أسوأ أزمتين ماليتين في

وبد من القلق بشأن التضخم، ينبغي للبنوك المركزية أن تركز على تحفيز وك المركزية قامت بعمل جيد في إقناع عامة فالمشكلة الحقيقية ھي أن البن. ا قتصاد

الناس بأن التضخم ھو الشر ا)عظم، حتى بات من الصعب عليھا أن تقنع أي لن '' الحمائم''ومن ھنا فإن تعيين أحد . شخص بأنھا اVن جادة بشأن تحفيز ا قتصاد

.يكون بالفكرة السيئة على اGطMق

ا إحدى الحمائم داخل بنك ا حتياطي وقد اكتسبت يلين بالفعل سمعة طيبة بوصفھالفيدرالي ا)مريكي، حيث أظھرت خطبھا باستمرار انزعاجا شديدا إزاء ارتفاع

وبرغم أن عديدا من المنتمين إلى جناح اليسار ينظرون إلى . معد ت البطالة اليوم سامرز باعتباره رجM محافظا إلى حد مثير للريبة، فإن ھذه ليست الحال عندما

حول السياسة النقدية يستشھد ١٩٩١والواقع أن بحثه في عام . يتعلق ا)مر بالتضخمبه على نطاق واسع بوصفه من بين أوائل ا)بحاث التي ساقت الحجج لمصلحة تجنب أھداف التضخم المنخفضة للغاية، جزئيا من أجل إعطاء البنك المركزي

وفي ذلك الوقت كان من . نىمجال أكبر لخفض أسعار الفائدة إلى مستويات أدكنت )دعم '': الواضح أن سامرز ينظر إلى نفسه باعتباره من حمائم السياسة النقدية

تعيين أي مسؤول عن السياسة النقدية يحمل في نفسه قدرا أكبر مما أحمله من نفور .''من زيادة التضخم

ساعد على إرساء إذا كانت ا)وقات الطبيعية تستدعي وجود محافظ للبنك المركزي يتوقعات التضخم، فإن لحظتنا ھذه ھي الوقت النادر الذي يتطلب وجود محافظ للبنك

إن نسخة . المركزي أكثر بعدا عن التقليدية وعازم على مكافحة توقعات التضخمالبنك المركزي من خلوة الكرادلة في الفاتيكان سوف تواجه صعوبة شديدة في اتخاذ

Gنائب ''شارة إلى يلين أو إلى سامرز ــ أو ربما لشخص آخر القرار حول إرسال اآخر من نواب رئيس بنك ا حتياطي الفيدرالي السابقين، وھو دونالد كون، الذي

يبدي توجھات مماثلة'' يبدو اVن مناسبا

Page 14: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

14

0,و��א�ذ".

من حيث المبدأ، يعد ا حتفاظ بالذھب شكM من أشكال التأمين ضد الحرب،

المالية، وانھيار قيمة والكوارثومنذ بداية ا)زمة المالية . العملة

العالمية، كان سعر الذھب يصور ھل يشكل انھيار أسعار الذھب إذن . غالبا كمقياس للشعور بانعدام ا)من ا قتصادي

إلى ٢٠١١) أغسطس(دو ر ل^وقية في آب ١٩٠٠ــ من الذروة التي بلغتھا بنحو ــ تصويتا على الثقة ٢٠١٣) يوليو(بداية تموز دو را في ١٢٥٠أقل من

با قتصاد العالمي؟

إن القول إن سوق الذھب تعرض كل السمات الكMسيكية لفقاعة انتفخت ثم انفجرت شك أن ا رتفاع الھائل الذي سجلته أسعار . يعد في واقع ا)مر إفراطا في التبسيط

دو را ل^وقية في تموز ٣٥٠انت نحو الذھب إلى أن بلغت ذروتھا، بعد أن كوسيرتفع السعر اليوم )ن الجميع . ، جعل لعاب المستثمرين يسيل٢٠٠٣) يوليو(

.أصبحوا مقتنعين بأنه سيرتفع غدا إلى مستويات أعلى

وارتفع الطلب . وقد بدأ ا)طباء وأطباء ا)سنان في بيع ا)سھم وشراء عمMت ذھبيةوبدأت البنوك . ي الھند والصين إلى عنان السماءعلى المشغو ت الذھبية ف

المركزية في ا)سواق الناشئة في تنويع احتياطياتھا والتحول من الدو رات إلى .الذھب

فقبل عشرة . والواقع أن الحجة المؤيدة لشراء الذھب تتألف من عناصر عدة قويةقا للتضخم في ا)مد أعوام كان الذھب يباع بأسعار أقل كثيرا من متوسطه المعدل وف

البعيد، وكان دمج ثMثة مليارات من مواطني ا)سواق الناشئة في ا قتصاد العالمي .سببا في دفعة عمMقة للطلب في ا)مد البعيد

فقد أضافت ا)زمة المالية العالمية إلى جاذبية . ويظل ھذا الجانب من القصة قائماثم في وقت . مة كساد أعظم ثانيةالذھب، بسبب الخوف في مستھل ا)مر من أز

حق، أبدى بعض المستثمرين تخوفھم من أن تطلق الحكومة العنان للتضخم من .أجل تخفيف عبء الديون العامة الھائلة ومعالجة مشكلة البطالة الملحة

Page 15: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

15

ومع خفض البنوك المركزية )سعار الفائدة الرسمية إلى الصفر، لم يكترث أحد أن لذا فمن قبيل الھراء أن نقول إن ا رتفاع في سعر الذھب . ائدةالذھب يدر أي ف

لكن من الصحيح أيضا أنه مع ارتفاع السعر، سعى عدد متزايد . كان مجرد فقاعة .من المستثمرين السذج إلى شرائه

في اVونة ا)خيرة، انقلبت ا)ساسيات في ا تجاه المعاكس بعض الشيء بطبيعة ويستمر ا قتصاد الصيني في . جنون المضاربة بدرجة أكبر الحال، كما انقلب أيضا

الضعف والتباطؤ؛ كما انخفض معدل النمو في الھند بشكل حاد عن المستوى الذي لكن في المقابل، وعلى الرغم من التخفيضات التلقائية . كان عليه قبل بضع سنوات

فقد ارتفعت . دريجياغير الحكيمة، يبدو أن ا قتصاد ا)مريكي بدأ يتماثل للشفاء تنقطة أساس منذ بدأ بنك ا حتياطي الفيدرالي ا)مريكي ١٠٠أسعار الفائدة العالمية

.يقترح ــ قبل ا)وان في اعتقادي ــ أنه سيبدأ في تقليص سياسة التيسير الكمي

ومع تأكيد بنك ا حتياطي الفيدرالي ا)مريكي على انحيازه القوي ضد التضخم، نزعم أن المستثمرين يحتاجون إلى الذھب كوسيلة للتحوط ضد فمن ا)صعب أن

وكما بدأ ا)طباء وأطباء ا)سنان الذين كانوا يشترون . ارتفاع معد ت التضخمالعمMت الذھبية قبل عامين في التخلص منھا اVن، فليس من الواضح بعد عند أي

)لف دو ر المقنع يستھدف البعض حاجز ا. نقطة سيتوقف ا تجاه الھابط ل^سعار .نفسيا

، ٢٠١٠الواقع أن الحجة لمصلحة أو ضد الذھب لم تتغير إلى ھذا الحد منذ عام من ذلك العام، كان سعر ) أكتوبر(ففي تشرين ا)ول . عندما كتبت آخر مرة عنھا

الذھب ــ ا)صل المضاربي المكتمل القائم على اليقين ــ كان في طريقه إلى لكن الحجة الحقيقية لتبرير ا حتفاظ به، . دو ر للتو ١٣٠٠غ ا رتفاع، عندما بل

بل إن الذھب بد من . آنذاك كما ھي الحال اVن، لم تكن قط مرتبطة بالمضاربةفإذا كنت مستثمرا ذا قيمة صافية مرتفعة، أو صندوق ثروة . ذلك وسيلة تحوط

لك في ھيئة ذھب سيادية، فمن المنطقي تماما أن تحتفظ بنسبة صغيرة من أصو .كوسيلة تحوط ضد أحداث متطرفة

وقد يكون ا حتفاظ بالذھب منطقيا أيضا بالنسبة للطبقة المتوسطة وا)سر الفقيرة في البلدان التي تقيد إلى حد كبير القدرة على الوصول إلى استثمارات مالية أخرى ــ

وكما . مقامرة أخرى وبالنسبة )غلب اVخرين فإن الذھب مجرد. مثل الصين والھند .ھي الحال مع كل المقامرات فھي ليست بالضرورة رابحة

Page 16: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

16

وما لم تحدد الحكومات سعر الذھب بحزم، كما فعلت قبل الحرب العالمية ا)ولى، في دراسة نشرت في كانون الثاني . فإن سوق الذھب ستكون خطرة ومتقلبا حتما

كامبل ھارفي في نماذج عدة ، نظر الخبيران ا قتصاديان كلود إرب و)يناير(محتملة للسعر ا)ساسي للذھب، ووجدا أن الذھب في أفضل ا)حوال يرتبط بأي

وبد من ذلك فإن سعر الذھب ينجرف بعيدا في كثير من ا)حيان . منھا إ من بعيد. إما إلى أعلى بكثير أو أدنى بكثير من قيمته ا)ساسية الطويلة ا)جل لفترات ممتدة

يختلف ھذا السلوك بطبيعة الحال عن سلوك العديد من ا)صول المالية و(ا)خرى، مثل أسعار الصرف أو أسعار ا)سھم، ولو أن تقلبات سعر الذھب قد تكون

.(أكثر تطرفا

א�12מ����زאل�&"ون�א���و�

تزال المصارف المركزية الكبرى على مستوى العالم مستمرة في اGعراب عن إزاء التأثيرات التضخمية غير المباشرة الناجمة عن الجھود التي تبذلھا قلقھا

فعلى خلفية المخاطر السياسية وا جتماعية . لمكافحة الركود، وھذا خطأ واضحوا قتصادية المترتبة على استمرار النمو البطيء بعد أزمة مالية تتكرر أكثر من

درا معتد من التضخم المستدام أمرا مرة واحدة في كل قرن من الزمان، يشكل قبل إن ا)مر على العكس من ذلك، فMبد من تبني ھذا الشكل من . يدعو إلى القلق

.التضخم في أغلب المناطق

'' في المائة سنويا ٦إلى ٤ولنقل بنسبة ''ولعل الحجة لمصلحة التضخم المعتدل . ما أثرت القضية )ول مرةليست مقنعة تماما )نھا وردت عند بداية ا)زمة، حين

فآنذاك، وعلى خلفية تردد الحكومة في فرض شطب الديون، فضM عن أسعار المساكن الحقيقية المبالغ في تقديرھا إلى حد كبير وا)جور الحقيقية المفرطة في

.بعض القطاعات، كان التضخم المعتدل ليصبح مفيدا للغاية

لوقت على أن التعافي القوي أصبح قاب وبطبيعة الحال، كان اGجماع في ذلك اولكني كنت أرى . قوسين أو أدنى، وكان من الحماقة أن يتم تبني ھرطقة التضخم

ھذه ''خMفا لذلك، استنادا إلى البحث الذي قام عليه كتابي أنا وكارمن راينھارت، سباب القلق فبدراسة ا)زمات المالية العميقة السابقة، كان لدينا كل أ. ''المرة مختلفة

من أن يكون انحدار تشغيل العمالة عميقا إلى حد الكارثة وأن يكون التعافي بطيئا وكان التقييم السليم للمخاطر في ا)مد المتوسط ليساعد في . إلى حد غير عادي

Page 17: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

17

ا)مر ''والذي كان ببساطة أن ٢٠٠٨) ديسمبر(تبرير استنتاجي في كانون ا)ول متاحة GصMح ا)زمة المالية الحالية التي تتكرر سوى سيتطلب استخدام كل أداة

.''مرة واحدة كل قرن

وبعد مرور خمس سنوات، بلغت الديون العامة والخاصة والخارجية مستويات و تزال الحاجة قائمة إلى تعديMت نسبية ھائلة ل^جور . قياسية في العديد من الدول

ولكن يبدو أن البنوك المركزية . دول القلببين الدول الواقعة على أطراف أوروبا و .الكبرى على مستوى العالم لم تلحظ ذلك

والمشكلة ھي أن الركود الحالي ليس عاديا، والكثير من الناس لم يبدأوا ا حتفال صحيح أن ا)مر يخلو من المخاوف الفنية . بعد، ناھيك عن اGفراط في ا حتفال

الكمي إلى تشويه أسعار ا)صول، ولكن انفجار المشروعة من أن يؤدي التيسير فاVن تسنح أفضل فرصة للو يات . الفقاعات يعد ببساطة الخطر الرئيس اVن

ولن يقل ا)مر عن . المتحدة لتحقيق التعافي الحقيقي المستدام من ا)زمة الماليةولوجية كارثة إذا انحرف التعافي عن مساره بسبب التشبث المفرط بشعارات أيدي

مناھضة للتضخم، بقدر ما كانت بعض البنوك المركزية مفرطة في التشبث بمعيار .الذھب أثناء عشرينيات وثMثينيات القرن العشرين

فقد أرسل ھاروھيكو كورودا محافظ بنك اليابان . وتواجه اليابان معضلة مختلفة ٢سنويا بنسبة الجديد إشارة واضحة إلى ا)سواق بأن بنك اليابان يستھدف تضخما

.في المائة، بعد سنوات من نمو ا)سعار بنسبة اقتربت من الصفر

ولكن مع ارتفاع أسعار الفائدة ا)طول أجM اVن بشكل زاحف طفيف، فإن بنك ماذا توقع كورودا وزمMؤه؟ فإذا كان لبنك . اليابان يبدو وكأنه توقف بشكل مؤقت

خم، فإن أسعار الفائدة الطويلة ا)جل كانت اليابان أن ينجح في رفع توقعات التضوما دامت أسعار الفائدة ا سمية . لتعكس بالضرورة عMوة تضخم أعلى بالقدر نفسه

ترتفع بسبب توقعات التضخم، فإن الزيادة تشكل جزءا من الحل، وليس جزءا من .المشكلة

ارتفعت أسعار الفائدة بطبيعة الحال، ربما كان بنك اليابان محقا إذا ساوره القلق إنذلك أن عMوة . بسبب نمو عMوة المخاطر، وليس بسبب ارتفاع توقعات التضخم

المخاطر قد ترتفع على سبيل المثال إذا أصبح المستثمرون غير متأكدين حول ما إذا والحل، كما ھي الحال دوما في عالم السياسة النقدية، . كان كورودا قد يلتزم بتعھداته

.انتھاج استراتيجية تواصل واضحة ومتسقة وخالية من الغموض يتلخص في

Page 18: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

18

ف^ن البنك المركزي . أما البنك المركزي ا)وروبي فھو في منطقة مختلفة تماماا)وروبي كان يستخدم بالفعل موازنته العمومية للمساعدة في خفض تكاليف

ذرا في التعامل ا قتراض في الدول الواقعة على أطراف منطقة اليورو، فإنه كان حولكن معدل التضخم ا)على من شأنه أن يساعد في التعجيل . مع التيسير النقدي

بالتعديMت المطلوبة بشدة في البنوك التجارية في أوروبا، حيث تظل قيمة عدد كبير والتضخم . من القروض على الدفاتر عند مستويات أعلى كثيرا من قيمتھا السوقية

أن يوفر خلفية من الممكن أن ترتفع ا)جور في ألمانيا ا)على من شأنه أيضا بوسع كل البنوك المركزية .بموجبھا من دون أن تھبط بالضرورة في الدول الطرفية

والواقع أن . الكبرى على مستوى العالم أن تسوق حججا معقولة لتوخي الحذرة محافظي البنوك المركزية محقون في إصرارھم على اGصMحات البنيوي

ولكن من . وضرورة وضع خطط ذات مصداقية لضبط الموازنات في ا)مد البعيدالمؤسف أننا لم نقترب حتى من النقطة التي قد تثير رعب صناع السياسات بشأن

وينبغي لھم أن يتركوا الحفل مستمرا لبعض الوقت أن يسارعوا . مخاطر التضخم إلى فضه

�א�*�ول�א�#��ز���א��,3ود�� ��&و�و(

ولكن الحجة . توجد رصاصة كينزية سحرية نطلقھا على مشاكل منطقة اليوروالطائشة المشوشة إلى حد مذھل في الوقت الحاضر بأن فرط التقشف يقتل أوروبا

فقد استنزفت السياسة المعلقين الذين وجھوا ضرباتھم إلى أي . ليست مثيرة للدھشةكما يبدو، أن ھناك حلو '' ھضة للتقشفالمنا''ھدف متاح، في حين تعتقد الجماھير

.دورية سھلة لمشاكل بنيوية صعبة

وقد حاولت لفترة طويلة أن أبرھن أن المصاعب التي تواجھھا منطقة اليورو نابعة من حقيقة مفادھا أن التكامل المالي والنقدي في أوروبا جاء سابقا لMتحاد السياسي

وھذه لم تكن من المشاكل المعتادة . للغايةوالمالي والمصرفي الفعلي بزمن طويل .بالنسبة لجون ماينارد كينز، ناھيك عن كونھا مشكلة سعى إلى معالجتھا

في المقام ا)ول من ا)ھمية، ينبغي )ي استراتيجية واقعية تتعامل مع أزمة منطقة لديون البلدان الواقعة على '' إعفاء''اليورو أن تشتمل على عمليات شطب كبيرة

ذلك أن الديون المصرفية والحكومية الھائلة المستحقة على ھذه . أطراف المنطقة

Page 19: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

19

البلدان ــــ والتي أصبح التمييز بينھا في مختلف أنحاء أوروبا غير واضح ــــ تجعل .من النمو السريع المستدام حلما بعيد المنال

شطب بالجملة وھذه ليست المرة ا)ولى التي أشدد فيھا على الحاجة إلى عمليات أوروبا ''، كتبت أن ''سادة اليورو ا)غبياء''فقبل عامين، وفي تعليق بعنوان . للديون

فM يبدو أن أحدا يملك سلطة فرض حل معقول )زمة الديون . تمر بأزمة دستوريةوبد من إعادة ھيكلة أعباء الديون غير . التي تواجه الدول الواقعة على أطرافھا

تحقة على البرتغال، وإيرلندا، واليونان، يدفع الساسة وصناع المستدامة المسالسياسات باتجاه حزم إنقاذ متزايدة الضخامة في ظل ظروف التقشف المتزايدة البعد

.''عن الواقع

وتتلخص الطريقة ا)كثر لطفا ورقة لتحقيق بعض الخفض المتواضع )عباء الديون لتضخم المستدام ولكن باعتدال، كما أوصيت العامة والخاصة في ا لتزام بفترة من ا

التضخم ھو أھون الشرور ''في تعليق بعنوان ٢٠٠٨) ديسمبر(في كانون ا)ول إن التضخم المعتدل المستدام من شأنه أن يساعد على خفض القيمة الحقيقية . ''اVن

فع للعقارات بسرعة أكبر، ومن المحتمل أن ييسر بالنسبة ل^جور ا)لمانية أن ترتوكان ذلك ليصبح فكرة عظيمة قبل . بسرعة أكبر من نظيراتھا في الدول الطرفية

.و يزال فكرة جيدة حتى يومنا ھذا. أربعة أعوام ونصف العام

ولكن ماذا ينبغي أن يحدث أيضا إلى جانب ھذا؟ تشمل الخطوات ا)خرى إعادة على مستوى منطقة الھيكلة ا قتصادية على المستوى الوطني والتكامل السياسي

، خلصت ''يورو بM مركز يستطيع أن يصمد''وفي تعليق آخر بعنوان . اليوروفي غياب المزيد من التكامل السياسي وا قتصادي العميق ــــ الذي قد ''إلى أنه

ينتھي إلى ضم كل أعضاء منطقة اليورو الحاليين ــ فإن اليورو قد يصمد حتى .''قدإلى نھاية ھذا الع

وھنا قد تكون كل العيون على ألمانيا، ولكن اليوم فإن فرنسا ھي التي ستلعب حقا فألمانيا تستطيع أن تحمل اليورو على . الدور المركزي في تقرير مصير اليورو

ويتعين على فرنسا أن تعمل كركيزة ثانية للنمو . كتفيھا بمفردھا إلى ما نھاية .وا ستقرار

بير الكينزية المؤقتة في جانب الطلب قد تساعد على دعم النمو إن بعض التداالداخلي في ا)مد القريب، ولكنھا لن تحل مشاكل فرنسا المرتبطة بالقدرة التنافسية

ومن ناحية أخرى، يتعين على كل من فرنسا وألمانيا أن تتصالح مع . في ا)مد البعيدوإن لم . ن عقدين من الزماننھج يفضي إلى اتحاد سياسي أكبر كثيرا في غضو

Page 20: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

20

يحدث ھذا فسوف يفتقر ا تحاد المصرفي والتحويMت المالية القادمة إلى الشرعية .السياسية الMزمة

وكما حظ زميلي جيفري فرانكل، فإن النخب في ألمانيا ظلت )كثر من عشرين ولكن في. عاما على إصرارھا على أن منطقة اليورو لن تصبح اتحاد تحويMت

النھاية، تبين أن المواطنين ا)لمان العاديين كانوا محقين، وأن النخب كانت على والواقع أنه إذا كان لمنطقة اليورو أن تظل على قيد الحياة، فيتعين على دول . خطأ

الشمال أن تستمر في مساعدة الدول الطرفية بمنحھا قروض جديدة إلى أن تستعاد .الخاصةالقدرة على الوصول إلى ا)سواق

إن عمليات شطب الديون والضمانات ستؤدي حتما إلى تضخيم ديون الحكومة بل وربما بنوك ''ا)لمانية، مع اضطرار السلطات ھناك إلى إنقاذ البنوك ا)لمانية

ولكن كلما سارعنا إلى الكشف بشفافية عن الحقيقية . ''بعض الدول المجاورة .ا)طول أجM أقل ا)ساسية وا عتراف بھا، كانت التكاليف

وفي اعتقادي أن استخدام ميزانية ألمانيا لمساعدة جيرانھا بشكل مباشر من المرجح المفترض للتوسع '' النضح البطيء ل^سفل''أن تكون فرص نجاحه أكبر من تأثير

ولكن من المؤسف أن ھذا ا قتراح ضاع في المناقشة الدائرة . المالي بقيادة ألمانيافھما بلغت الحركة المناھضة للتقشف من صخب : في وقت متأخربشأن أوروبا

وعدوانية، فسيظل العMج الكينزي البسيط لمشاكل ديون العملة الموحدة والنمو غائبا

4�� א�*ول�)�'�א� 2ل� ��א��#

كي نتعرف على فھم المواطن ا)مريكي العادي للعMقة بين الو يات المتحدة تدور . ''التحول إلى ا)سوأ''أن نشاھد المسلسل التلفزيوني والمكسيك، فما علينا إ

أحداث المسلسل في ألبوكيركي في و ية نيو مكسيكو، على مسافة بضع مئات من ا)ميال من الحدود، ويروي قصة صعود وسقوط والتر وايت، مدرس الكيمياء في

.مينالمدرسة الثانوية الذي يتحول إلى واحد من كبار تجار الميتافيتا

يصور المسلسل أغلبية الشخصيات على الجانب ا)مريكي من الحدود بقدر كبير من فيتابع خطوة بخطوة انز ق بطل القصة إلى عالم المخدرات . التعاطف والعمق

Page 21: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

21

السفلي بقدر من الدقة يجعل كل قرار فردي يتخذه على طول الطريق يكاد يكون .معقو

ففي أحد . الحدود ينال معاملة أكثر سطحية لكن من المؤسف أن الجانب اVخر منالمشاھد، يقوم اثنان من القتلة المأجورين المكسيكيين بذبح عشرة من مواطنيھم

وفي حلقة . ا)برياء بM رحمة أو شفقة )نھم ربما يشھدون على عبورھم الحدودأخرى، نرى أفرادا من الشرطة الفيدرالية المكسيكية يعتدون على أحد أباطرة

.المخدرات في ضيعته، مع اGيحاء بأنھم ينفذون أمرا أصدره لھم تاجر منافس

عمل تلفزيوني رائع، ولكن من المؤسف أن العديد من '' التحول إلى ا)سوأ''إن فالمكسيك تعاني مشاكل أمنية . ا)مريكيين يرون سوى ھذا الجانب من ا)مور

بما تكون على وشك الدخول في عميقة في بعض المناطق، ولكنھا أيضا دولة روالواقع أن معد ت نمو الناتج المحلي اGجمالي في . تحول سياسي واقتصادي كبير

المكسيك كانت لبضعة أعوام اVن أقرب إلى أعلى المستويات في منظمة التعاون .ا قتصادي والتنمية، بل إنھا تفوقت على البرازيل أخيرا

في أعقاب ا نتخابات ) حدث في الو يات المتحدة كما(وبد من مواصلة ا قتتال الرئاسية الساخنة، فإن ا)حزاب السياسية الكبرى في المكسيك تبدو على استعداد للتعاون بشأن عدد من اGصMحات البنيوية المھمة الكفيلة بتنشيط النمو ا قتصادي

لحد من ا عتماد وتتضمن ا)جندة توسيع القاعدة الضريبية من أجل ا. لعقود قادمةعلى النفط، ومبادرة لزيادة المنافسة في مجال اGعMم وا تصا ت، فضM عن التغيير الدستوري الذي يھدف إلى السماح لشركة النفط المملوكة للدولة، بيمكس،

.بالدخول في مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية

ا)جانب، الذين بدأوا وھناك أيضا الخطر المتمثل في احتمال وقوع المستثمرين ذلك أن تدفق رأس المال بكميات . يعجبون بالمكسيك، في حبھا أكثر مما ينبغي

ضخمة إلى المكسيك قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في سعر صرف البيزو، وھو ما أو ربما تنزلق . يعني بدوره زيادة في تكاليف العمل التي تتسم بجاذبية شديدة اVن

برغم أن النمو المتواضع أصبح بكل تأكيد السيناريو (الركود الو يات المتحدة إلى .)المركزي في الوقت الحاضر

ثم ھناك مسألة ا)من، التي تفرض ضريبة ضخمة على الشركات في العديد من على سبيل المثال، كان من بين إنجازات إدارة الرئيس السابق . أنحاء المكسيك

ميM ويربط بين وسط مدينة ١٤٠يع طوله فيليبي كالديرون المھمة إكمال طريق سروالواقع أن ھذا الطريق الذي يعبر . دورانجو وميناء مازاتMن على المحيط الھادئ

Page 22: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

22

منطقة وعرة للغاية، والذي تطلب حفر أنفاق ومد جسور تبلغ مائتين في مجموعھا، لك وباستثناء الطقس، فإن ذ. يعد بخفض وقت العبور بنحو ثMث إلى أربع ساعات

.الطريق السريع يبدو كأنه في سويسرا

بيد أن الطريق الجديد أثار المخاوف، وخاصة في الو يات المتحدة، من احتمال استخدامه كطريق لتھريب المخدرات وا)سلحة، لذا فإن المؤسسة العسكرية تشعر

ومن المؤسف أن بعض ا)حداث . با لتزام بإقامة نقاط تفتيش على طول الطريقية المبكرة تشير إلى أن ھذه التدابير ا)منية قد تؤدي في نھاية المطاف إلى الفرد

!إبطاء حركة المرور بنفس القدر من الوقت الذي تم فيه تصميم الطريق لتوفيره

إن العديد من المشاكل التي تتسم بھا العMقات ا)مريكية المكسيكية المعقدة سوف وقد يتراجع صافي . مو ا قتصادي السريعتتحسن إذا تمكنت المكسيك من تعزيز الن

ومن المؤكد أن . الھجرة إلى الو يات المتحدة، الذي بدأ يقل بالفعل، بشكل كبيرالو يات المتحدة قد تستفيد بقدر استفادة المكسيك إذا بدأت ا)حوال في جنوب

الحدود في التحول إلى ا)فضل

)����3א��وמ���'�(��4א�*��ط��א�,�د�א��

بدو أن منتقدي بنك ا حتياطي الفيدرالي ا)مريكي وجدوا ضالتھم في الكشف يفبموجب القانون، . المحرج عن تقييمه المخاطر المالية في عشية ا)زمة المالية

يتعين على بنك ا حتياطي الفيدرالي أن ينشر محاضر اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بعد مرور خمس سنوات

.عليھا

ورغم أن ا)زمة الكاملة لم تتفجر إ بعد ) سبتمبر(انھيار ليمان براذرز في أيلول

، فقد كان من الواضح بحلول صيف ٢٠٠٨أن شيئا ما بالغ الخطورة يجري في ٢٠٠٧

أسواق ا ئتمان، التي بدأت تتصرف بأساليب ورغم ھذا فقد فشل عديد من . بالغة الغرابة

الي بوضوح في مسؤولي ا حتياطي الفيدرحتى أن أحد محافظي البنك رأى . إدراك أھمية ا)حداث التي كانت تتكشف أمامھم

Page 23: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

23

أن ا حتياطي الفيدرالي بد أن ينظر إلى ما يجري باعتباره أمرا طيبا أن تبدأ وزعم آخر أن إجھاد . ا)سواق في القلق بشأن قروض الرھن العقاري الثانوي

.ا)رجح مجرد انخفاض بسيط زائل السوق في موسم الصيف ھو في

وينتھز عديد من المنتقدين الفرصة فيعتبرون مثل ھذه التصريحات دليM على أن بنك ا حتياطي الفيدرالي يتمتع بالكفاءة الMزمة، وعلى ضرورة الحد من

صحيح أن ا)مور . بيد أن كل ھذا محض ھراء. استقMله، أو ما ھو أسوأ من ذلكجب أن تتم بشكل أفضل؛ لكن اعتبار محافظي بنك ا حتياطي الفيدرالي كان من الوا

.المسؤولين الوحيدين عن عدم ا نتباه إلى الكارثة المقبلة أمر بالغ السخف

، كان قلة من ٢٠٠٧) أغسطس(إن بنك ا حتياطي الفيدرالي لم يكن وحده؛ ففي آب كانية الوصول إلى تMل من المتعاملين في السوق، وحتى أولئك الذين يتمتعون بإم

المعلومات ومجموعة واسعة من اVراء الخبيرة، لديھم أي فكرة حقيقية عما يجري فمن المؤكد أن الكونجرس ا)مريكي كان غير مدرك لما يجري تماما؛ . من حولھم

حيث كان أعضاؤه مشغولين بممارسة الضغوط لصالح وكا ت الرھن العقاري حكومة مثل فاني ماي وفريدي ماك، ا)مر الذي أدى إلى تفاقم السكني التي تدعمھا ال

.المخاطر

، ٢٠٠٧) أبريل(وأيضا، لم يستشرف صندوق النقد الدولي المستقبل؛ ففي نيسان أصدر صندوق النقد الدولي تقريره الشھير عن آفاق ا قتصاد العالمي الذي أطلق

في الو يات المتحدة وغيرھا ، حيث أعلن أن كل المشاكل ''عيد الحب''عليه مسمى .من ا قتصادات المتقدمة، والتي كانت تثير قلقه لم تكن أكثر من مبالغات

نعلم اVن أن نماذج ا قتصاد الكلي القياسية تضع ھشاشة ا)سواق المالية في الحسبان بالقدر الكافي، وأن إصMح النماذج مع الحفاظ في الوقت نفسه على القدرة

وبصراحة، لو كانت النماذج تضع في . منشأھا مھمة بالغة الصوبةعلى تتبع الحسبان على ا)قل احتمال وجود نقائص وعيوب تشوب أسواق ا ئتمان، فربما كان بنك ا حتياطي الفيدرالي ليولي قدرا أكبر من ا ھتمام لمؤشرات أسواق

لبنوك المركزية في ا ئتمان كانعكاس لظروف ا)سواق المالية إجما ، كما فعلت ا .بلدان ا)سواق الناشئة

أخيرا وليس آخرا، فحتى لو أدرك بنك ا حتياطي الفيدرالي المخاطر، فإنه ما كان ذلك أن فاعلية سياسة أسعار . ليصبح من السھل عليه أن يتجنب ا)زمة منفردا

.ميالفائدة محدودة، وعديد من المشاكل ا)شد عمقا كانت على الجانب التنظي

Page 24: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

24

، على سبيل ٢٠٠٧فبحلول أواخر عام . ولم تكن معايرة ا ستجابة بالمھمة السھلةالمثال، كان بنك ا حتياطي الفيدرالي ووزارة الخزانة ا)مريكية على ا)رجح قد اطلعا بالفعل على تقرير واحد على ا)قل يسوق الحجج على أن التدخل القوي في

فقد . و وحده القادر على منع حدوث الكارثةدعم قروض الرھن العقاري الثانوي ھكان الھدف المنشود إنقاذ النظام المالي من ا ضطرار إلى التعامل مع التفكيك اVمن للصروح التعاقدية الشديدة التعقيد ـــ وھو ما لم يسمح باحتمال ا نھيار الشامل ـــ

.التي شيدتھا

مليار دو ر، وكانت الشركات ٥٠٠وكانت عملية إنقاذ كھذه لتتكلف ما يقدر بنحو لكن ھل كانت ھناك أي فرصة . المالية الكبرى لتصبح من بين المستفيدين الرئيسين

حقيقية لمرور مثل ھذا اGجراء عبر الكونجرس قبل تسيل الدماء في الشوارع؟

الواقع أن ھذا المنطق على وجه التحديد ھو الذي قادني إلى إعطاء توقعات مظلمة ي خطاب حظي بتغطية واسعة في سنغافورة في التاسع عشر من آب للغاية ف

وآنذاك زعمت أن ا)مور لن . ، قبل انھيار ليمان براذرز بشھر٢٠٠٨) أغسطس(تتحسن قبل أن تسوء كثيرا، وأن انھيار واحدة من أكبر الشركات المالية على

قتصاد العالمي وكنت أستند في حجتي إلى رأيي بأن ا . مستوى العالم كان وشيكاكان في طريقه إلى فترة من الركود الكبير، ولقد استفدت من عملي الكمي، مع

.كارمن راينھارت، حول تاريخ ا)زمات المالية

لم أكن أحاول الظھور بمظھر مثير في سنغافورة، بل كنت أتصور أن كل ما ذكرته الرئيسة في عديد من ورغم ھذان فإن تكھناتي احتلت العناوين . كان واضحا بالكامل

الصحف الكبرى في مختلف أنحاء العالم، ومن الواضح أن ھذا كان راجعا إلى .كونھا غير محل إجماع على اGطMق، رغم تصاعد المخاوف آنذاك

لكن ترى ھل كانت المخاوف تتصاعد في بنك ا حتياطي الفيدرالي أيضا في صيف . لكي نتمكن من اGجابة عن ھذا السؤال؟ علينا أن ننتظر إلى العام المقبل ٢٠٠٨

لكن عندما نفعل، فM ينبغي لنا أن إدراك أمر ما بعد حدوثه ليس كمثل توقعه

�و��7»�א��5و��»���� و*ش�����#

بينما يراقب العالم الو يات المتحدة وھي تتصارع مع مستقبلھا المالي، فإن مMمح كبر، ومن المرجح أن تتجلى ھذه المعركة تعكس انقسامات اجتماعية وفلسفية أ

Page 25: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

25

. ا نقسامات في ھيئات وأشكال متعددة في مختلف أنحاء العالم في العقود المقبلةولقد دارت مناقشات مطولة حول كيفية خفض اGنفاق الحكومي، ولكن ا ھتمام

ورغم ھذا، . المكرس لكيفية جعل اGنفاق الحكومي أكثر فعالية كان ضئيM للغايةبع نھجا أكثر إبداعا في توفير الخدمات الحكومية، فإن تكاليفھا سوف فإن لم نت

.تستمر في ا رتفاع بM ھوادة بمرور الوقت

في ستينيات القرن . وتواجه أي صناعة تحتاج إلى خدمات مكثفة نفس التحدياتالذي " مرض التكلفة"العشرين، كتب ا قتصاديان ويليام بومول وويليام بوين عن

والمثال الشھير الذي استخدماه كان عن رباعية موتسارت . ھذه الصناعات ابتليت بهالوترية، التي يتطلب عزفھا في العصر الحديث نفس عدد الموسيقيين واV ت

وعلى نحو مماثل، فإن تقييم ورقة . ١٩الموسيقية الذي كانت تتطلبه في القرن الـ . ان يتطلبه قبل مائة عامبحثية يستغرق من المعلم نفس الوقت تقريبا الذي ك

والسباكون البارعون يكلفون ثروة صغيرة، )ن التكنولوجيا في ھذا المجال أيضا .تطورت ببطء شديد

ولكن لماذا يترجم نمو اGنتاجية البطيء إلى تكاليف مرتفعة؟ المشكلة ھي أن نفس صناعات الخدمات بد أن تتنافس فيما بينھا في نھاية المطاف على العمال في

المجال العمالي الوطني الذي تتنافس فيه قطاعات تتسم بنمو اGنتاجية السريع، مثل ورغم أن المجا ت العمالية قد تكون . التمويل، والتصنيع، وتكنولوجيا المعلومات

مجزأة إلى حد ما، فھناك القدر الكافي من التداخل، Gرغام الصناعات التي تحتاج .أجور أعلى، على ا)قل في ا)مد البعيدإلى خدمات مكثفة على دفع

وتضم . وتمثل الحكومة بطبيعة الحال قطاعا من الطراز ا)ول للخدمات المكثفةالوظائف الحكومية المعلمين، ورجال الشرطة، وجامعي القمامة، وا)فراد

.العسكريين

Mفا وتبدو المدارس الحديثة أقرب شبھا بتلك التي كانت قائمة قبل خمسين عاما، خوفي حين كان اGبداع العسكري مذھM، فإنه يزال كثيف العمالة . للمصانع الحديثة

وإذا كان الناس يريدون نفس المستوى من الخدمات الحكومية نسبة إلى أشياء . للغايةأخرى يستھلكونھا، فإن اGنفاق الحكومي سوف يستولي على حصة متزايدة

.لوقتالضخامة من الناتج المحلي بمرور ا

والواقع أن اGنفاق الحكومي لم يرتفع كنسبة من الدخل فحسب، بل وكذلك ارتفع واليوم يمثل قطاع الخدمات، بما في ذلك . اGنفاق في العديد من قطاعات الخدمات

.في المائة من الدخل الوطني في أغلب ا قتصادات المتقدمة ٧٠الحكومة، أكثر من

Page 26: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

26

تمثل أكثر من نصف الدخل الوطني، فقد ١٩قرن الـ أما الزراعة التي كانت طيلة الكما تقلص بشكل كبير توظيف العمالة في التصنيع، . تقلصت إلى نسبة مئوية قليلة

ففي الو يات . الذي ربما كان يمثل ثلث الوظائف أو أكثر قبل الحرب العالمية الثانية. لمائة من العاملينفي ا ١٠المتحدة على سبيل المثال، يوظف قطاع التصنيع أقل من

وبالتالي فحتى في حين يطالب المحافظون ا قتصاديون بخفض اGنفاق، فھناك قوى .عاتية تدفع في ا تجاه المعاكس

و يسعنا إ أن نعترف بأن المشكلة أشد سوءا في القطاع الحكومي، حيث نمو ي حين قد وف. اGنتاجية أبطأ كثيرا حتى من نموھا في صناعات الخدمات ا)خرى

يعكس ھذا مزيجا معينا من الخدمات التي يطلب من الحكومة توفيرھا، فإن ھذا .ينبئنا بالقصة بالكامل

شك أن جزءا من المشكلة يتلخص في أن الحكومات تستخدم العمالة ليس فقط فضM عن ذلك فإن . لتقديم الخدمات، ولكن أيضا Gجراء عمليات تحويل ضمنية

كومية تعمل في العديد من المجا ت، حيث تواجه منافسة ضئيلة، الھيئات الحوبالتالي تتعرض إ لقدر بسيط من الضغوط التي قد تحملھا على اGبداع

.وا بتكار

ولكن لماذا نجلب قدرا أعظم من مشاركة القطاع الخاص، أو على ا)قل المنافسة، قوة التكنولوجيات الھدامة الحديثة إ إلى الحكومة؟ ويشكل التعليم، حيث لم نستشعر

فقد أصبحت برامج الكمبيوتر المتطورة بارعة إلى حد كبير . بالكاد، مكانا جيدا للبدء .في تقييم مقا ت التعليم المتوسط، وإن لم تكن ترقى إلى معايير أرقى المعلمين

على سبيل . صوتعد البنية ا)ساسية مجا آخر واضحا لتوسيع مشاركة القطاع الخاالمثال، كان من المعتقد على نطاق واسع ذات يوم أن السائقين على الطرق التي

ولكن وسائل النقل . تديرھا شركات خاصة ينتظرون )وقات طويلة لدفع الرسوم .الحديثة وأنظمة الدفع اVلية جعلت من ھذه المشكلة قضية محلولة

حو توسيع مشاركة القطاع الخاص ولكن يتعين على المرء أ يفترض أن التحول نفسوف تظل الحاجة قائمة إلى القيود التنظيمية، . في تقديم الخدمات ھو دواء لكل داء

وسوف تظل الحاجة قائمة . خاصة حيثما اشتمل ا)مر على احتكار أو شبه احتكارن وم. إلى اتخاذ القرار بشأن كيفية الموازنة بين الكفاءة والعدالة في تقديم الخدمات

الواضح أن التعليم يشكل منطقة، حيث يعد توفير ملعب ممھد للجميع على قدم .المساواة مصلحة وطنية قوية

Page 27: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

27

وكما وصف الرئيس ا)مريكي المحافظ رونالد ريجان في ثمانينيات القرن العشرين فإن خفض الضرائب ": تجويع الوحش"نھجه في التعامل مع السياسة المالية بعبارة

وعلى . لناس في نھاية المطاف على تقبل قدر أقل من اGنفاق الحكوميسوف يرغم اولكن اGنفاق الحكومي استمر في . أكثر من نحو، كان نھجه ناجحا بدرجة عظيمة

. النمو، )ن الناخبين ما زالوا يريدون الحصول على الخدمات التي تقدمھا الحكومةأيضا إيجاد السبل لتشكيل واليوم بات من الواضح أن كبح جماح الحكومة يعني

الحوافز الMزمة لتمكين اGبداع في الحكومة من مMحقة وتيرة اGبداع في قطاعات .الخدمات ا)خرى

وفي غياب المزيد من ا)فكار حول كيفية الوصول إلى اGبداع في تقديم الخدمات ف يحمى الحكومية، فإن المعارك كتلك التي نشھدھا في الو يات المتحدة اليوم سو

وطيسھا، مع مطالبة الناخبين على نحو متزايد بدفع ضرائب أعلى في مقابل خدمات وبوسع الساسة، كعادتھم دوما، أن يعدوا بتحسين أدائھم، ولكنھم لن ينجحوا أبدا . أقل

ما لم نجد سبM جديدة لتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية واGنتاجية

&"��&ز���)(دאع�&מ�&ز��������؟

متداد عام من النمو البطيء إلى العام الذي يليه، ينشأ جدار متزايد ا رتفاع مع افھل كانت ا)زمة المالية العالمية . حول ما يمكننا توقعه على مدى العقود القادمة

نكسة قاسية ولكنھا عابرة حلت بالنمو في الدول المتقدمة، أم أنھا كشفت عن ضعف أعمق وأطول أمدا؟

رة، تبنى عدد قليل من الكتاب، بما في ذلك متعھد اGنترنت بيتر تايل في اVونة ا)خيوالناشط السياسي وبطل العالم السابق في الشطرنج جاري كسباروف، تفسيرا

ففي كتاب سيصدر قريبا من تأليفھما، يزعمان أن . راديكاليا بعض الشيء للتباطؤمة المالية فحسب؛ بل إن الضعف انھيار النمو في الدول المتقدمة لم يكن نتيجة ل^ز

. الذي تعانيه ھذه البلدان يعكس في جذره ركودا زمنيا في التكنولوجيا واGبداعوعلى ھذا فمن غير المرجح أن تشھد ھذه البلدان أي ارتداد مضطرد إلى نمو

.اGنتاجية من دون حدوث تغيرات جذرية في سياسة اGبداع

فھو يزعم . وردون بھذه الفكرة إلى مسافة أبعدويذھب الخبير ا قتصادي روبرت جأن فترة التقدم التكنولوجي السريع التي أعقبت الثورة الصناعية، ربما تبين أنھا

Page 28: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

28

كانت بمثابة استثناء دام مائتين وخمسين عاما لقاعدة الركود في التاريخ البشري، بل ا مقارنة بما تحقق في إنه يقترح أن أھمية اGبداعات التكنولوجية اليوم تتضاءل كثير

الماضي من تقدم ھائل، مثل اكتشاف الكھرباء، وتوصيل المياه الجارية إلى المنازل، واختراع محرك ا حتراق الداخلي، وغير ذلك من ا ختراقات التي تجاوز

.عمرھا اVن قرنا من الزمان

امعة مؤخرا، قمت بمناقشة فرضية الركود التكنولوجي مع تايل وكسباروف في جولقد تساءل كسباروف بحدة . أكسفورد، وانضم إلينا رائد التشفير مارك شاتلوورث

، وزعم أن أغلب العلم الذي تقوم ٥عما قد تضيفه إلى قدراتنا أجھزة مثل آي فون عليه الحوسبة الحديثة استقر في سبعينيات القرن العشرين، وزعم تايل أن الجھود

Mل السياسة النقدية غير المحكمة والحوافز المالية المبذولة لمكافحة الركود من خالشديدة العنف تعالج في واقع ا)مر المرض الخطأ، وبالتالي فإن ھذه الجھود قد

.تكون ضارة للغاية

وھي أفكار مثيرة لMھتمام حقا، ولكن ا)دلة تزال تشير بشكل ساحق، فيما يبدو لمي تعكس في ا)ساس آثار ا)زمة المالية إلى أن اGعاقة التي يعانيھا ا قتصاد العا .العميقة، وليس أزمة إبداع زمنية مطولة

إن السبب الرئيس وراء الركود ا)خير ھو بكل تأكيد طفرة ا ئتمان العالمية وما والواقع أن التشابه العميق بين الوعكة الحالية وما يحدث دوما في . أعقبھا من انھيار

. لشاملة العميقة في مختلف أنحاء العالم ليس نوعيا فحسبأعقاب ا)زمات المالية افبصمات ا)زمة تكون واضحة جلية في مؤشرات تتراوح بين البطالة إلى أسعار

وليس من قبيل المصادفة أن يبدو العصر الحالي شديد . المساكن إلى تراكم الديون .الشبه بما أعقب عشرات ا)زمات المالية العميقة في الماضي

دما نعزو التباطؤ الحالي إلى ا)زمة المالية، فإن ھذا يعني ضمنا غياب وعن. التأثيرات الزمنية الطويلة ا)جل، التي يضرب بعضھا بجذوره في ا)زمة ذاتھا

وتكاد تكون الشركات الصغيرة والبادئة ھي ا)كثر تضررا بانكماش ا ئتمان على كار واGبداعات تأتي من الشركات و)ن العديد من أفضل ا)ف. نحو شبه ثابت

الصغيرة، وليس الشركات الراسخة، فإن ا نكماش ا ئتماني المستمر سوف يفرض وفي الوقت نفسه، تتدھور مجموعة . تكاليف حتمية طويلة ا)مد فيما يتصل بالنمو

وتمتد الخسائر إلى . المھارات التي يتمتع بھا العاملون العاطلون وشبه العاطلينمن خريجي الجامعات الحديثين أيضا؛ )نھم أقل قدرة على العثور على العديد

Page 29: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

29

الوظائف التي تعمل على تعزيز مھاراتھم على أفضل نحو فتضيف، بالتالي إلى .إنتاجيتھم ومكاسبھم في ا)جل الطويل

وبالجمع بين ھذه العوامل فسوف يكون من السھل علينا أن نتخيل اتجاھا لنمو الناتج Gجمالي أدنى بنحو نقطة مئوية واحدة من المعدل الطبيعي لعقد آخر من المحلي ا

جوردون -تايل-وإذا كانت فرضيات كاسباروف. الزمان، بل ربما لفترة أطولوتصبح الحاجة إلى -صحيحة، فإن ھذا يعني أن التوقعات تصبح أكثر قتامة

ا)زمة وفي كل ا)حوال، فإن أغلب خطط الخروج من . اGصMح أكثر إلحاحاالمالية تفترض أن التقدم التكنولوجي من شأنه أن يوفر أساسا قويا لنمو اGنتاجية

وتصبح الخيارات . الذي يفترض أن يستند إليه التعافي المستدام في نھاية المطاف .أكثر إيMما إذا توقفت الكعكة عن النمو بالسرعة الكافية

ھو أزمة إبداع أم أزمة مالية؟ لعل ھل السبب الرئيس وراء التباطؤ الحالي إذن ا)مر راجع إلى مزيج من ا ثنين، ولكن من المؤكد أن الصدمة ا قتصادية على مدى ا)عوام القليلة الماضية تعكس في المقام ا)ول انھيارا ماليا، حتى لو كان الطريق إلى ا)مام يستلزم حتما التعامل في نفس الوقت مع عقبات أخرى تعوق

و في ا)مد البعيدالنم

��:�א��������5�(�ق�א��(

كثيرا ما يتساءل الناس عما إذا كان المنظمون والمشرعون أصلحوا عيوب النظام .والجواب باختصار ھو . المالي التي دفعت العالم إلى شفا كساد أعظم ثان

المالي الحاد تضاءلت بشكل ٢٠٠٨صحيح أن فرص حدوث تكرار مباشر نھيار ير )ن أغلب المستثمرين والمنظمين والمستھلكين بل حتى الساسة سيتذكرون كب

ونتيجة لذلك، فقد يستغرق ا)مر . تجربتھم المالية المروعة لفترة طويلة من الزمن .بعض الوقت حتى يعود اGھمال إلى بلوغ أقصى مدى له مرة أخرى

لتشريعات واللوائح ذلك أن معظم ا. ولكن بخMف ذلك، لم يطرأ تغيير جذري يذكرالتي صدرت في أعقاب ا)زمة خدمت غالبا في ترقيع الوضع الراھن والمحافظة

Page 30: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

30

و يملك الساسة والمنظمون الشجاعة السياسية و القناعة الفكرية . عليه كما ھو .الMزمة للعودة إلى نظام أكثر وضوحا وأكثر مباشرة

نوي لصفوة البنوك المركزية في في خطابه ا)خير الذي ألقاه أمام المؤتمر السم آندي ھالدين من بنك إنجلترا مناشدة قوية hجاكسون ھول بو ية وايومنج، قد

وكان ھالدين محقا عندما اشتكى من . بالعودة إلى البساطة في تنظيم العمل المصرفيأن التنظيم المصرفي نشأ عن عدد ضئيل من المبادئ التوجيھية البالغة التحديد،

ھذا فمن غير المنطقي أن نجھد أذھاننا في محاولة فھم إحصائيات خوارزمية وعلى .بالغة التعقيد لقياس المخاطر وكفاية رأس المال

ففي الو يات المتحدة، كان قانون . وبالتوازي مع ھذا ينمو التعقيد التشريعي باطرادق صفحة فقط، ولقد ساعد على خل ٣٧يتكون من ١٩٣٣ستيجال لعام - جMس

-أما قانون دود . ا ستقرار المالي طيلة القسم ا)عظم من سبعة عقود من الزمان ٨٤٨فرانك GصMح وال ستريت وحماية المستھلك الصادر مؤخرا فيتكون من

صفحة، ويلزم الھيئات التنظيمية فضM عن ذلك بإنتاج عدة مئات من الوثائق Mضافية التي تتناول القواعد ا)كثر تفصيGوقد تبلغ صفحات التشريع والوثائق .ا

.ألف صفحة ٣٠مجتمعة ھذا

المحتفى بھا كان المقصود منھا بناء '' قاعدة فولكر''وكما يشير ھالدين، فإن حتى جدار أكثر متانة بين التجارة المصرفية العادية والتجارة المصرفية ا)كثر مجازفة

ورھا عبر العملية في الممتلكات، تعرضت لقدر عظيم من التخفيف مع مرلقد خضعت فكرة رئيس بنك ا حتياطي الفيدرالي السابق البسيطة لعملية . التشريعية

.انتقاء وتمييع عبر مئات الصفحات من المصطلحات القانونية

فكلما أصبحت ا)مور المالية أكثر تعقيدا، كلما : ولكن المشكلة على ا)قل بسيطةإنه سباق . حداث بتبني قواعد متزايدة التعقيدحاولت الھيئات التنظيمية مMحقة ا)

.تسلح لن تحظى الھيئات الحكومية التي تعاني نقص التمويل بأي فرصة للفوز به

وحتى في تسعينيات القرن الماضي، كانت الھيئات التنظيمية لتشتكي في المناسبات الية الخاصة من صعوبة إيجاد موظفين لديھم القدرة على فھم سوق المشتقات الم

فالباحثون المساعدون من ذوي الخبرة التي تتجاوز عاما واحدا . السريعة التطورفي العمل في مجال المشتقات المالية تزايد عليھم شركات القطاع الخاص بمرتبات

.تبلغ خمسة أضعاف ما يمكن أن تدفعه الحكومة لھم

Page 31: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

31

يميون في نشر أبحاثھم وفي الوقت نفسه تقريبا، في منتصف التسعينيات، بدأ ا)كادالعلمية التي تشير إلى أن إعمال شكل من أشكال التنظيم الذاتي ھو الوسيلة الوحيدة

فلندع البنوك تصمم أنظمة خاصة بھا Gدارة . الفعالة لتنظيم البنوك الحديثةالمخاطر، ثم نراجعھا بالقدر المحدود المتاح لنا، ثم نعاقبھا بعد ذلك بشدة إن نتج

.رة تتجاوز الحدود المتفق عليھاعنھا خسا

ولقد زعم العديد من ا قتصاديين أن ھذه النماذج الذكية كانت معيبة، )ن التھديد بالعقوبة يمثل وسيلة ردع ذات مصداقية، وخاصة في حالة ا نھيار الشامل الذي

على ولكن ا)بحاث نشرت وا)فكار طبoقت . يؤثر في جزء كبير من النظام المالي .و جدوى من تعديد العواقب. أية حال

وبطبيعة الحال، ليس من السھل تشريع اGصMح المالي في ظل ركود ا قتصاد العالمي، خشية أن يتسبب ھذا في تعويق ا ئتمان وتحويل التعافي البطيء إلى حالة

ھذا ومن المؤكد أن ا)كاديميين يتحملون أيضا المسؤولية عن . من الركود الشاملالجمود، فالعديد منھم يزال يدافع عن نماذج أنيقة ولكنھا معيبة للغاية )سواق

.مثالية تعمل على خلق وھم السMمة لنظام ھو في الحقيقة عرضة للخطر الشديد

'' رأس المال المشروط''إن الفكرة العصرية المتمثلة في السماح للبنوك بإصدار لم تعد ) د وقوع ا)زمات الشاملة للنظام بالكاملالديون التي تتحول إلى أسھم عن(

تتمتع بقدر من المصداقية يفوق القدر الذي تتمتع به فكرة ا لتزام بمعاقبة البنوك والواقع أن ا ستعانة بنظام أبسط وأكثر شفافية من شأنه . بشدة في حالة حدوث أزمة

فقد . من ا ستقرار أن يؤدي في نھاية المطاف إلى المزيد من اGقراض وقدر أعظم حان الوقت للرجوع إلى العقل والحكمة في تنظيم ا)سواق المالية

�����א�,��د��א����2,1؟&�����'��'�(

ترى إلى متى قد تستمر أسعار الفائدة المنخفضة إلى مستويات غير مسبوقة على ة والمملكة العمMت الرئيسية؟ كانت أسعار الفائدة لعشر سنوات في الو يات المتحد

. في المائة الذي لم يكن متصورا من قبل ١٫٥المتحدة وألمانيا تدور حول مستوى الـ ويبدو أن . في المائة ٠٫٨وفي اليابان انحدر سعر الفائدة لعشر سنوات إلى ما دون

المستثمرين العالميين على استعداد لقبول أسعار الفائدة ھذه المتدنية إلى حد غير والواقع أن . يبدون أي استعداد للتعويض عن التضخم المتوقع عادي، ولو أنھم

Page 32: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

32

أسعار الفائدة على سندات الخزانة ا)مريكية المعدلة وفقا للتضخم أصبحت اVن سلبية لمدة تصل

.عاما ١٥إلى

ولكن ھل ھذا الوضع ا ستثنائي مستقر؟ في المدى القريب جدا، بكل تأكيد؛ بل إن أسعار الفائدة قد

. ض إلى مستويات أدنىتنخف .ولكن على المدى ا)بعد فإن ھذا الوضع غير مستقر بكل تأكيد

فأو وقبل كل شيء، ھناك . ھناك ثMثة عوامل تكمن وراء العائد المنخفض اليوم، وھي الفكرة التي اكتسبت شعبيتھا بسبب خطاب ألقاه ''تخمة ا دخار العالمية''

و)سباب . ٢٠٠٥لحالي بن برنانكي في عام رئيس مصرف ا حتياطي الفيدرالي ا .عديدة، أصبحت الغلبة للمدخرين في عديد من مناطق العالم

. وھناك دوافع مماثلة تملي ھذا التراكم الشديد لMحتياطيات في أسواق ناشئة أخرىوأخيرا، تسعى الدول المصدرة للنفط مثل السعودية واGمارات إلى وضع بعض

.ناء سنوات الرخاءالثروة جانبا أث

وثانيا، في جھودھا لمكافحة ا)زمة المالية، كانت كل المصارف المركزية الرئيسة حريصة على خفض أسعار الفائدة القصيرة ا)مد إلى قرب الصفر، و يوجد

إن أي جھد في ا)وقات العادية من قبل أي مصرف . مخرج واضح في ا)فقرة ا)مد إلى مستويات متدنية للغاية ولفترة مركزي لخفض أسعار الفائدة القصي

ولم يحدث ھذا حتى اVن، )ن المصارف . أطول مما ينبغي يسفر عن نتائج عكسيةالمركزية كانت حريصة على تكرار شعار معدل التضخم المنخفض في ا)جل

وكان ذلك كافيا Gقناع ا)سواق بأن أي حافز سيسحب قبل أن تتجمع القوى . الطويل .لتضخمية بقدر كبيرا

فالمستثمرون يشعرون . ولكن ھناك عامل ثالث أصبح واضحا في اVونة ا)خيرةبالقلق على نحو متزايد إزاء احتما ت ا نھيار المالي العالمي، الذي قد ينشأ في أوروبا على ا)رجح، في ظل التأثيرات المترتبة على الھاوية المالية في الو يات

.ا ستقرار السياسي في الشرق ا)وسط، والتباطؤ في الصينالمتحدة، وعدم

Page 33: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

33

)سعار '' العاصفة الكاملة''وكان اجتماع ھذه العوامل الثMثة السبب وراء خلق ولكن إلى أي مدى قد تستمر ھذه العاصفة؟. الفائدة المنخفضة للغاية

ت ومن ناحية أخرى، فإن تكنولوجيا. قريبا، ستكون ألمانيا في الوضع نفسهاستخراج الطاقة الجديدة، جنبا إلى جنب مع مسار أكثر نعومة للنمو العالمي، تؤثر بشكل واضح في أسعار السلع ا)ساسية، وتقتطع قسما كبيرا من فوائض مصدري

.السلع ا)ساسية من ا)رجنتين والسعودية

ي ف) وإن لم يكن كلھا بالضرورة(وثانيا، سيكتشف عديد من المصارف المركزية وسوف تضطر . نھاية المطاف الكيفية التي قد تمكنھا من توليد توقعات تضخم أعلى

إلى التسامح مع مستويات أعلى من التضخم كوسيلة Gرغام المستثمرين على ا ستثمار في أصول حقيقية، من أجل التعجيل بعملية تقليص الديون، وكآلية لتيسير

.المساكن التسوية الھابطة ل^جور الحقيقية وأسعار

من قبيل الھراء أن نزعم أن المصارف المركزية عاجزة وغير قادرة تماما على .رفع توقعات التضخم مھما حاولت

وثالثا، ستتبدد السحب التي تخيم على سماء أوروبا، ولو أنني أعترف بأن ھذا من بل إن ا)مور من المرجح أن تتفاقم . غير المرجح أن يحدث في أي وقت قريب

ا قبل أن تتحسن، وليس من الصعب على اGطMق أن نتخيل إعادة ھيكلة عميقة سوءومع ھذا فإن حل أزمة اليورو، أيا كان ا تجاه الذي ستسلكه ا)زمة، . لمنطقة اليورو

.سيعمل على إنھاء حالة عدم اليقين الشديدة التي تخيم على التوقعات اليوم

ومن المؤكد أن أسعار الفائدة . ية بعض الوقتقد تستمر أسعار الفائدة المنخفضة للغافي اليابان ظلت مستقرة عند مستويات متدنية للغاية لفترة طويلة، وفي بعض

. ا)وقات واصلت ھبوطھا حتى عندما بدا ا)مر وكأنه من غير الممكن إ أن ترتفعستقرارھا بل إن ا. ولكن ديناميكية أسعار الفائدة المنخفضة اليوم ليست مستقرة تماما

ھذا قد ينحل بسرعة ملحوظة

א��3;�ووא�����א�د�ون

مشاكل ا قتصاد الكلي ا)كثر إلحاحا على مستوى -إن لم يكن كل - إن عديدا من ففي أوروبا يھدد . العالم تتعلق با)عباء الھائلة التي تفرضھا كافة أشكال الديون

Page 34: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

34

ي الدول الواقعة على أطراف مزيج سام من الديون العامة والمصرفية والخارجية فوعلى الضفة ا)خرى من ا)طلسي، أسفرت ا)زمة . القارة بإرباك منطقة اليورو

بين الديمقراطيين، وحزب الشاي، والجمھوريين المنتمين إلى المدرسة القديمة عن إنتاج قدر غير عادي من عدم اليقين حول الكيفية التي قد تتمكن بھا الو يات

في المائة من الناتج ٨مد البعيد من إغMق العجز الحكومي الذي بلغ المتحدة في ا)في المائة من ١٠ومن ناحية أخرى بلغ عجز الموازنة في اليابان . المحلي اGجمالي

الناتج المحلي اGجمالي، حتى مع تحول أفواج متزايدة من المتقاعدين الجدد من .شراء السندات اليابانية إلى بيعھا

دا عن اللوم والتقريع، ماذا ينبغي للحكومات أن تفعل؟ من بين المقترحات ولكن بعيالمتطرفة ذلك العMج التبسيطي الذي ابتكره جون ماينارد كينز، الذي يفترض أن العجز الحكومي يشكل أھمية عندما يكون ا قتصاد في ركود عميق؛ بل كلما كان

اVخر ھناك أنصار سقف الديون وعلى طرف النقيض. العجز أكبر كان ذلك أفضلوكل ). إن لم يكن أمس(الذين يريدون من الحكومات أن تبدأ بضبط موازناتھا غدا

.من الحلين سطحي إلى حد خطير

إن أنصار سقف الديون يحاولون بشكل صارخ التھوين من تكاليف التكيف الھائلة وھذه التكاليف . الديون المفروض ذاتيا عن تمويل'' التوقف المفاجئ''المترتبة على

ھي على وجه التحديد السبب الذي يجعل الدول المفلسة مثل اليونان تواجه اضطرابات اجتماعية واقتصادية ھائلة عندما تفقد ا)سواق المالية الثقة وينضب

.معين تدفقات رأس المال فجأة

ليھا بطبيعة الحال، ھناك منطق ظاھري جذاب في أن نقول إن الحكومات يتعين ع. أن تضبط موازناتھا مثل بقيتنا؛ ولكن من المؤسف أن ا)مر ليس بھذه البساطة

فالحكومات عادة تلتزم بعدد يحصى من أوجه اGنفاق الجارية المرتبطة بالخدمات ا)ساسية مثل الدفاع الوطني، ومشاريع البنية ا)ساسية، والتعليم، والرعاية

و تستطيع أي حكومة أن تتخلى ببساطة عن . الصحية، ناھيك عن معاشات التقاعد .ھذه المسؤوليات بين عشية وضحاھا

بطبيعة الحال، ھناك ارتباط مزدوج ا تجاه بين الديون والنمو، ولكن حا ت الركود العادية تدوم أكثر من عام واحد، ومن غير الممكن أن تفسر الضيق والشدة لفترة

ائق المفروض على النمو يأتي في ا)رجح من وھذا الع. تمتد عقدين من الزماناضطرار الحكومات في نھاية المطاف إلى زيادة الضرائب، فضM عن انخفاض

Page 35: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

35

وھذا يعني أن اGنفاق الحكومي يوفر دفعة قوية في ا)مد . اGنفاق على ا ستثمار .القريب، ولكن ھناك مفاضلة على المدى البعيد مع ا نحدار في ا)مد البعيد

ن الحكمة أن نMحظ أن ما يقرب من نصف حا ت ارتفاع مستويات الديون منذ وممعدلة تبعا (كانت مرتبطة بأسعار فائدة حقيقية منخفضة أو طبيعية ١٨٠٠عام

ويدلل على ھذا تباطؤ النمو وانخفاض أسعار الفائدة في اليابان على مدى ). للتضخمعباء ديون ضخمة يفرض أيضا خطر فضM عن ذلك فإن تحمل أ. العقدين الماضيين

ارتفاع أسعار الفائدة العالمية في المستقبل، حتى من دون ا نھيار على الطريقة الھائلة '' التيسير الكمي''وھذه ھي الحال بشكل خاص اليوم، فبعد برامج . اليونانية

ت من قبل البنوك المركزية الرئيسية، أصبحت ھياكل الديون لدى عديد من الحكومالذا فقد أصبحت عرضة لخطر . ذات فترات استحقاق قصيرة إلى حد غير عادي

.تحول أي ارتفاع حاد في أسعار الفائدة بسرعة نسبيا إلى تكاليف اقتراض أعلى

في المائة من ٩٠ومع اقتراب عديد من ا قتصادات المتقدمة اليوم من مستوى الـ فترات الديون المرتفعة، فإن توسيع الناتج المحلي اGجمالي الذي تتسم به عموما

العجز الضخم بالفعل يعد اقتراحا محفوفا بالمخاطر، وليس ا ستراتيجية الخالية من المخاطر التي يدافع عنھا التبسيطيون من أنصار جون ماينارد كينز

����א���و*�� ��<� )��د��א�

ل مع النمو ا قتصادي السريع إن ا قتصاد الكلي الحديث كثيرا ما يبدو وكأنه يتعامويتردد صدى ھذه الرسالة في . والمستقر باعتباره روح السياسة ومنتھى غاياتھا

المناقشات السياسية، وغرف اجتماعات مجالس إدارة البنوك المركزية، والعناوين ولكن ھل من المعقول حقا أن نجعل من النمو . الرئيسة على الصفحات ا)ولى

ي الرئيس إلى ا)بد، كما تفترض كتب ا قتصاد ضمنا؟الھدف ا جتماع

شك أن العديد من منتقدي اGحصاءات ا قتصادية القياسية ساقوا العديد من الحجج لصالح ا ستعانة بقياسات أوسع نطاقا للرفاھة الوطنية، مثل متوسط العمر

تشتمل مثل ھذه و. المتوقع عند الو دة، ومعرفة القراءة والكتابة، وما إلى ذلكالتقييمات على تقرير ا)مم المتحدة للتنمية البشرية، وأخيرا لجنة قياس ا)داء ا قتصادي والتقدم ا جتماعي التي ترعاھا فرنسا بقيادة خبراء ا قتصاد جوزيف

.ستجيليتز، وأماريتا سن، وجان بول فيتوسي

Page 36: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

36

Gفشل نظرية : حصائيبيد أن ا)مر قد ينطوي على مشكلة أعمق من ضيق ا)فق االنمو الحديثة في التأكيد بالقدر الكافي على أن البشر في حقيقة ا)مر مخلوقات

فھم يقيمون رفاھتھم استنادا إلى ما يرونه من حولھم، وليس استنادا إلى . اجتماعية .معيار قياس مطلق

لدراسات من المMحظات الشھيرة التي أبداھا رجل ا قتصاد ريتشارد استيرلين أن اتظھر قدرا ضئيM إلى حد مدھش من التطور في العقود التي '' للسعادة''ا ستقصائية

. تلت الحرب العالمية الثانية، على الرغم من ميل الدخول إلى النمو بشكل واضحوغني عن القول إن النتيجة التي خلص إليھا استيرلين تبدو أقل معقولية بالنسبة

، حيث تسمح الدخول السريعة ا رتفاع للمجتمعات عادة بإدخال للدول الفقيرة للغايةتحسينات كبيرة على حياتھم، ومن المفترض أن يرتبط ھذا بقوة بأي قياس معقول

.للرفاھة اGجمالية

ولكن في ا قتصادات المتقدمة، يكاد يكون من المؤكد أن السلوك المعياري يشكل وإذا كان ا)مر . ية التي يقيم بھا الناس رفاھتھمعامM بالغ ا)ھمية في تحديد الكيف

كذلك، فإن نمو الدخل المعمم قد يؤدي إلى رفع مثل ھذه التقييمات بوتيرة أبطأ كثيرا مما قد يتوقع المرء بالنظر إلى الكيفية التي قد يؤثر بھا ارتفاع دخل أحد ا)فراد

يرة السلوك قد تعني وعلى نحو مماثل فإن معا. نسبة إلى اVخرين على رفاھتهضمنا حسابات مختلفة للمقايضات بين النمو وغيره من التحديات ا قتصادية، مثل

.التدھور البيئي، مقارنة بما تشير إليه نماذج النمو التقليدية

Page 37: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

37

والواقع أن الھوس بتعظيم نمو متوسط الدخل في ا)مد البعيد إلى ا)بد ينطوي على ولنتأمل ھنا تجربة . مخاطر واعتبارات أخرى قدر من السخف يتمثل في إھمال

أو مقياس آخر أوسع (تخيل أن نصيب الفرد في الدخل الوطني . فكرية بسيطةفي المائة سنويا على مدى القرنين ١من المفترض أن يرتفع بنسبة ) للرفاھةھذا ھو ا تجاه التقريبي لمعدل نمو نصيب الفرد في الدول المتقدمة في . (المقبلين

في المائة، فإن الجيل الذي سيولد ١فمع نمو الدخل السنوي بنسبة ). )عوام ا)خيرةاوعلى مدى . عاما من اVن سيتمتع بضعف متوسط الدخل الحالي تقريبا ٧٠بعد

.قرنين من الزمان سينم متوسط الدخل إلى ثمانية أمثاله

نصيب الفرد في واVن فلنفترض أننا نعيش في ظل اقتصاد أسرع نموا، حيث يرتفعفي ھذه الحالة فإن نصيب الفرد في الدخل . في المائة سنويا ٢الدخل بنسبة

عاما فقط، ثم يرتفع إلى ثمانية أمثال مستواه الحالي في غضون ٣٥سيتضاعف بعد .قرن واحد من الزمان

ه بطبيعة الحال، تنظر البلدان في العالم الحقيقي إلى النمو في ا)مد البعيد باعتباروالواقع أن البلدان المثقلة . جزءا يتجزأ من أمنھا الوطني ومركزھا العالمي

بالديون، وھي المجموعة التي تضم اليوم أغلب ا قتصادات المتقدمة، تحتاج إلى النمو لمساعدتھا على الخروج من ورطتھا، ولكن ما دمنا نتحدث عن افتراض بعيد

يست شاملة كما يريد لنا العديد من صناع ا)مد، فإن حجة التركيز على النمو ل .القرار السياسي والمنظرين ا قتصاديين أن نتصور

في فترة تتسم بقدر عظيم من عدم اليقين ا قتصادي، قد يبدو من غير الMئق أن ولكن مرة أخرى، ربما كانت ا)زمة ھي على وجه التحديد . نشكك في حتمية النمو

ادة النظر في ا)ھداف البعيدة ا)مد للسياسة ا قتصادية المناسبة ا)كثر مMئمة Gع العالمية

"ل�א��&�������א�*د�=����د�����'�א�(��3؟

كثيرا ما أسأل عما إذا كانت ا)زمة المالية العالمية ا)خيرة تمثل بداية نھاية والحق أنه لسؤال طريف، فمن الواضح أنه يفترض وجود بديل . الرأسمالية الحديثة

وحقيقة ا)مر ھي أن البدائل الجادة الوحيدة للنموذج ا)نجلو . الح جاھز للعملص

Page 38: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

38

أمريكي المھيمن اليوم، في الوقت الراھن على ا)قل، تتلخص في أشكال أخرى من .الرأسمالية

والواقع أن الرأسمالية ا)وروبية القارية، التي تجمع بين المنافع الصحية عمل المعقولة والعطMت الطويلة والتقاعد المبكر وا جتماعية السخية وساعات ال

وتوزيع الدخول العادل نسبيا، قد تبدو وكأنھا تملك كل ما من شأنه أن يزكيھا ــــ بيد أن رأسمالية الصين الداروينية، بما تشتمل عليه من منافسة . باستثناء ا ستدامة

والتدخMت شرسة بين شركات التصدير وشبكة ا)مان ا جتماعي الضعيفة الحكومية الواسعة النطاق، ينادى بھا اVن على نطاق واسع بوصفھا الوريث الحتمي للرأسمالية الغربية، ولو لم يكن ذلك راجعا إ إلى حجم الصين الھائل ومعد ت

.إ أن النظام ا قتصادي الصيني يتطور بشكل متواصل. نموھا الھائلة المتماسكة

الواضح على اGطMق إلى أي مدى قد تستمر الھياكل السياسية والواقع أنه من غير وا قتصادية والمالية في الصين في تطوير نفسھا، وما إذا كانت الصين ستتحول في

وفي كل ا)حوال فإن الصين تزال مثقلة . النھاية إلى النموذج الجديد للرأسماليةلتي تبتلي عادة الدول المنخفضة بنقاط الضعف ا جتماعية وا قتصادية والمالية ا

الدخل السريعة النمو

.

ولعل النقطة الحقيقية الفاصلة ھنا ھي أن جميع ا)شكال الحالية من الرأسمالية، كما فقد سلكت . يثبت القسم ا)عظم من التاريخ، أشكال انتقالية في نھاية المطاف

لثورة الصناعية قبل قرنين من الرأسمالية الحديثة اليوم مسارا غير عادي منذ بداية ا .الزمان، حيث نجحت في انتشال المMيين من الناس العاديين من براثن الفقر المدقع

فأو ، فشلت حتى ا قتصادات الرأسمالية الرائدة في تثمين المنافع العامة مثل الھواء المية وكان فشل الجھود الرامية إلى إبرام اتفاقية ع. النظيف والمياه بشكل فعال

.جديدة لتغير المناخ من ا)عراض الدالة على ھذا الشلل

وثانيا، إلى جانب الثروات العظيمة، أنتجت الرأسمالية مستويات غير عادية من والواقع أن ھذه الفجوة المتنامية تعد إلى حد ما نتاجا ثانويا . التفاوت وعدم المساواة

الناس يتذمرون من نجاح ستيف جوبر؛ ف. بسيطا لrبداع وروح المغامرة التجارية

Page 39: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

39

فالثروات العظيمة تمكن : ولكن ھذه ليست الحال دوما. )ن إسھاماته واضحةالجماعات وا)فراد من شراء السلطة السياسية والنفوذ، وھو ما يساعد بالتالي في

.توليد المزيد من الثروات

الطبية، وھي السوق وتتلخص المشكلة الثالثة في توفير وتوزيع خدمات الرعايةالتي فشلت في تلبية العديد من المتطلبات ا)ساسية الMزمة لجعل آلية ا)سعار قادرة

.على إنتاج الكفاءة ا قتصادية

فمن المؤكد أن تكاليف الرعاية الصحية كنسبة من الدخل : وتتفاقم ھذه المشكلة سوءاسكانھا في السن، حتى أنھا سترتفع مع اكتساب المجتمعات المزيد من الثراء وتقدم

في المائة من الناتج المحلي اGجمالي في غضون بضعة عقود من ٣٠قد تتجاوز ففي سوق الرعاية الصحية، وربما أكثر من أي سوق أخرى، تكافح العديد . الزمان

من الدول تلك المعضلة ا)خMقية المتمثلة في اGبقاء على الحوافز الMزمة لتحسين .اجكفاءة اGنت

والمشكلة الرابعة أن ا)نظمة الرأسمالية اليوم تقلل إلى حد كبير من قيمة رفاھية صحيح أن ھذه المشكلة لم تمثل أھمية تذكر على مدى . ا)جيال التي لم تولد بعد

القسم ا)عظم من عصرنا الحديث منذ انطMق الثورة الصناعية، )ن النعمة نولوجي كانت كافية للتغلب على السياسات القصيرة المستمرة المتمثلة في التقدم التك

النظر، حيث كان كل جيل يجد نفسه في حال أفضل إلى حد كبير مقارنة بالجيل .السابق

وتمثل ا)زمات المالية مشكلة خامسة بكل تأكيد، بل ولعلھا المشكلة التي استفزت ينجح اGبداع ففي عالم التمويل، لم. القدر ا)عظم من البحث عن الذات أخيرا

التكنولوجي المتواصل في الحد من المخاطر بشكل واضح، بل وربما كان سببا في .تضخيمھا

ترى ھل تصبح الرأسمالية ضحية لنجاحھا في إنتاج الثروات الضخمة؟ في الوقت الراھن، وعلى الرغم من تحول موضوع زوال الرأسمالية إلى قضية مألوفة في

ولكن في ظل التحديات المتنامية المتمثلة . ل يبدو بعيدا للغايةالمنتديات، فإن ا حتمافي التلوث، وانعدام ا ستقرار المالي، والمشاكل الصحية، والتفاوت بين الناس، فإن مستقبل الرأسمالية بعد بضعة عقود من الزمان قد يبدو آمنا إلى الحد الذي قد يبدو

عليه اVن

Page 40: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

40

(��)�21ع�א��و�و��1(���א���ذ

على الرغم من إدراكي لصعوبة تفسير أو فھم أسعار الصرف عادة، فإنني أجد أن فھل يتصور أباطرة . بعض الشيء غامض متانة قيمة اليورو النسبية اليوم أمر

ا)خيرة التي أقرتھا حكومات منطقة اليورو '' الحزمة الشاملة''عملة حقا أن أسواق ال Gنقاذ اليورو ستصمد )كثر من بضعة أشھر؟

إن الخطة الجديدة تعتمد على خليط مريب من حيل الھندسة المالية المثيرة للشكوك حتى إن الجزء ا)فضل من الخطة، أو . والوعود المبھمة بتمويل آسيوي متواضع

ا قتراح الذي لم يتم ا تفاق عليه بعد بالفعل بتقليم أصل الدين السيادي اليوناني لدى في المائة، يكفي لحل مشكMت الدين والنمو العميقة ٥٠القطاع الخاص بنسبة

.التي يعانيھا ذلك البلد

في المائة في مقابل الدو ر ٤٠كيف إذن يتم تداول اليورو على ارتفاع بنسبة ريكي، حتى مع استمرار المستثمرين في النظر إلى ديون حكومات جنوب ا)م

أوروبا بقدر عظيم من التشكك؟ أستطيع أن أفكر في سبب واحد جيد للغاية لتبرير . ضرورة ھبوط قيمة اليورو، وستة أسباب غير مقنعة لبقائه مستقرا أو ارتفاع قيمته

.ولنبدأ بالسبب وراء ضرورة ھبوط قيمة اليورو

كن في ضوء ھذه الحقائق، ما الحجج الداعمة للقيمة الحالية لليورو، أو ارتفاع ول قيمته في المستقبل؟

قد يوھم المستثمرون أنفسھم بأن بلدان شمال أوروبا، وفقا )سوأ سيناريو : أو ممكن، ستدفع البلدان ا)ضعف عمليا إلى الخروج من منطقة اليورو، فينشأ نتيجة

لكن في حين قد يحمل ھذا السيناريو مسحة من الحقيقة فمن و. لذلك يورو خارقالمؤكد أن أي تفكك لمنطقة اليورو سيكون مؤلما للغاية، مع انحدار اليورو إلى

.مستويات متدنية قبل أن يتعافى في ھيئته الجديدة

ربما يتذكر المستثمرون أنه حتى مع أن الدو ر كان في بؤرة الذعر المالي : وثانيا، فإن العواقب انتشرت على نطاق واسع حتى أن قيمة الدو ر ٢٠٠٨ في عام

قد يكون من الصعب أن نوصل ورغم أنه . ارتفعت على نحو يخلو من المفارقةبين النقاط فمن المحتمل تماما أن يؤدي اند ع أزمة يورو كبرى إلى تأثير كرة الثلج

وربما تتم آلية ا نتقال عبر البنوك . في الو يات المتحدة وأماكن أخرى من العالما)مريكية، التي يزال العديد منھا عرضة للخطر، نظرا للرسملة غير الكافية

Page 41: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

41

والمحافظ الضخمة لقروض الرھن العقاري المسجلة بأعلى كثيرا من قيمتھا .السوقية

قد تكون البنوك المركزية ا)جنبية وصناديق الثروة السيادية حريصة على : وثالثاا ستمرار في شراء اليورو بھدف التحوط ضد المخاطر المحيطة باقتصاد الو يات

أن المستثمرون الحكوميين ليسوا مدفوعين والواقع. المتحدة وباقتصاد بلدانھا .بالضرورة بحسابات تعظيم العائد التي تحفز مستثمري القطاع الخاص

قد يتصور المستثمرون أن المخاطر في الو يات المتحدة تقل ضخامة : ورابعاوالواقع أن النظام السياسي في الو يات المتحدة يبدو . عن نظيراتھا في أوروبا

ا يتعلق بالتوصل إلى خطة لتثبيت استقرار العجز في الموازنة في ا)مد معوقا فيمالتابعة للكونجرس '' اللجنة الخارقة''وفي حين من المرجح أن تنتھي . المتوسط

ا)مريكي، والمكلفة بصياغة حزمة لضبط ا)وضاع المالية، إلى اقتراح، فإنه ليس أو الديمقراطيون راغبين في من الواضح على اGطMق ما إذا كان الجمھوريون

.قبول حل وسط في عام ا نتخابات

تبدو القيمة الحالية لليورو بعيدة كثيرا عن المستوى الMئق من حيث : وخامسادو ر في مقابل اليورو يعد رخيصا ١٫٤فسعر الصرف عند معدل . القوة الشرائية

تمكن من العمل بشكل طيب بالنسبة لقطاع التصدير ا)لماني القوي، والذي ربما يولكن بالنسبة للبلدان . حتى في حالة ارتفاع قيمة اليورو إلى مستويات أعلى كثيرا

الطرفية الجنوبية في منطقة اليورو فإن التعامل مع سعر اليورو اليوم أمر بالغ الصعوبة

"ل��3;��دوق�א��3د�א�دو��� ��ط��ق�&و�و(�؟

التفاقم، فقد يقر صندوق النقد الدولي بالحاجة مع استمرار أزمة منطقة اليورو في وتشكل الدعوة التي أطلقتھا كريستين . إلى إعادة تقييم نھجه في التعامل مع ا)زمة

جارد المديرة اGدارية الجديدة لصندوق النقد الدولي أخيرا Gعادة التمويل القسري ردة الفعل الغاضبة من والواقع أن . للنظام المصرفي المفلس في أوروبا بداية جيدة

الذين أصروا على أن البنوك على خير ما يرام وأنھا -جانب المسؤولين ا)وروبيين بد وأن تخدم كسبب لتعزيز إصرار الصندوق - تحتاج إ إلى دعم السيولة

.على التحلي بموقف معقول في التعامل مع أوروبا

Page 42: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

42

ل مبادرة أوروبية جديدة Gنقاذ حتى وقتنا ھذا، كان الصندوق حريصا على دعم كالبلدان المثقلة بالديون الواقعة على الحافة الخارجية لمنطقة اليورو، فالتزم بتقديم

ولكن من المؤسف . أكثر من مائة مليار دو ر لليونان والبرتغال وإيرلندا حتى اVنقد أن صندوق النقد الدولي يجازف اVن بأموال بلدانه ا)عضاء فحسب، بل و

.يجازف في النھاية بمصداقيته المؤسسية

قبل عام واحد فقط، وأثناء ا جتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن، كان كبار المسؤولين يخبرون كل من يرغب في ا ستماع بأن حالة الذعر من الديون

وبتقديم عروض توضيحية . السيادية ا)وروبية ليست أكثر من زوبعة في فنجانالتخلف عن السداد في ''ارعة با ستعانة ببرنامج باور بوينت وتحمل عناوين مثل ب

، حاول ''غير ضروري، وغير مرغوب، وغير مرجح: ا قتصادات المتقدمة اليوم .الصندوق إقناع المستثمرين بأن ديون منطقة اليورو كانت صلبة كالصخر

أن ديناميكية الدين لم تكن حتى أن صندوق النقد الدولي زعم فيما يتصل باليونان ناھيك عن . تشكل مصدرا للقلق البالغ، وذلك بفضل النمو المتوقع واGصMحات

الخلل الواضح في منطق الصندوق، أو على وجه التحديد أن البلدان مثل اليونان والبرتغال تواجه مخاطر خاصة بالسياسات والتنفيذ أشبه بتلك التي تواجھھا ا)سواق

.س ا قتصادات المتقدمة حقا مثل ألمانيا والو يات المتحدةالناشئة ولي

ربما كان بوسع المرء أن يخمن مع تدھور الموقف أن صندوق النقد الدولي سيرھن ولكن ما حدث بد من ذلك . معتقداته بتحركات السوق، وسيتبنى نبرة أكثر حذرا

وق النقد الدولي في ھو أن أحد كبار المسؤولين أعلن في ا جتماع التحضيري لصندأن الصندوق يعتبر اVن إسبانيا المتعثرة دولة تنتمي إلى قلب ٢٠١١) إبريل(نيسان

منطقة اليورو مثل ألمانيا، وليست دولة واقعة على محيط المنطقة الخارجي مثل .اليونان أو البرتغال أو إيرلندا

ين إلى الخروج من الواضح أن ذلك اGعMن كان من المفترض أن يدعو المستثمرباستنتاج مفاده بأنھم )غراض عملية بد أن يفكروا في الديون اGسبانية وا)لمانية

وبھذا نعود إلى الغطرسة القديمة التي اتسمت بھا منطقة - باعتبارھا متطابقة اVن بد أن صندوق النقد ! يا للھول'': حتى أن رد فعلي الساخر كان. اليورو

بعض بلدان منطقة اليورو ا)ساسية أصبحت عرضة لخطر الدولي يتصور أن بفضل خدمتي ككبير لخبراء ا قتصاد لدى صندوق النقد . ''العجز عن سداد ديونھا

، فأنا على دراية باضطرار الصندوق إلى السير ٢٠٠٣- ٢٠٠١الدولي أثناء الفترة السياسي على حبل مشدود بين بناء ثقة المستثمرين وزعزعة شعور صناع القرار

Page 43: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

43

ولكن التحلي بالحذر في خضم ا)زمة أمر يختلف عن قذف . بالرضا عن الذات .الناس بالھراء

كان رجل ا قتصاد الراحل جورج ستيجلر من مدرسة شيكاغو ليصف الدور الذي '' ل^سر التنظيمي''يلعبه صندوق النقد الدولي في أوروبا باعتباره مرآة عاكسة

بتعبير أكثر بساطة إن أوروبا والو يات المتحدة تتحكمان أو نستطيع أن نقول. الحادفي قدر أعظم مما ينبغي لھما من القوة في صندوق النقد الدولي، وأن تفكيرھما ميال

إن أكثر ما قد يحتاج إليه زعماء أوروبا من صندوق النقد الدولي . إلى فرض الھيمنةلكن ما تحتاج إليه أوروبا و. يتلخص في القروض الميسرة والدعم الخطابي القوي

حقا ھو ذلك النوع من التقييم ا)مين والحب الصارم الذي عمل صندوق النقد الدولي .تقليديا على تقديمه لعمMء آخرين أقل نفوذا على الصعيد السياسي

إن البقعة العمياء التي تميز صندوق النقد الدولي في التعامل مع أوروبا حتى وقتنا فھي نابعة أيضا . جزئيا إلى قوة التصويت التي تتمتع بھا أوروباھذا ترجع إ

التي تتخلل على نحو مماثل البحوث التي تجريھا '' ھم''و'' نحن''من عقلية إن المحللين الذين عملوا طيلة . المؤسسات ا ستثمارية الكبرى في وال ستريت

على ا)مور التي تسير حياتھم مع ا قتصادات المتقدمة فقط تعلموا وضع رھاناتھمعلى ما يرام؛ وذلك )ن ا)مور طيلة العقدين اللذين سبقا ا)زمة كانت تسير على ما

.أو على خير ما يرام في واقع ا)مر -يرام غالبا

ولھذا السبب يصر العديد من الناس على ا ستمرار في افتراض مفاده أن التعافي ولكن كان من الواجب أن تذكر ا)زمة . ىالسريع الطبيعي أصبح قاب قوسين أو أدن

المالية الجميع بأن التمييز بين ا قتصادات المتقدمة وا)سواق الناشئة يستند إلى .خط أحمر ساطع

في خطاب ألقاه أخيرا في جاكسون ھول بو ية وايومنج، اشتكى بن برنانكي رئيس لسياسي ربما يشكل اVن مجلس ا حتياطي الفيدرالي ا)مريكي بقوة من أن الشلل ا

ولكن المحللين المعتادين على دراسة ا)سواق الناشئة . العائق الرئيسي أمام التعافييدركون أن مثل ھذا الشلل يصبح من الصعب للغاية تفاديه في أعقاب أي أزمة

.مالية

وبد من تصديق تأكيدات صناع القرار السياسي بخنوع، تعلم الباحثون في ا)سواق ففي كثير من ا)حيان، ترتكب كل ا)خطاء . شئة عدم الثقة في الوعود الرسميةالنا

.التي يمكن ارتكابھا

Page 44: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

44

ويتعين على صندوق النقد الدولي أن يستعين بقدر أعظم من ھذا النوع من التشكك في تقييمه لديناميكيات الدين في منطقة اليورو، بد من السعي على نحو ينقطع

وكل من . ات مفتعلة من شأنھا أن تجعل الدين يبدو قابM لMستدامةإلى تقديم افتراضينظر عن كثب إلى الخيارات المعقدة المتاحة أمام أوروبا فيما يتصل بإخراج نفسھا من مأزق الديون فسوف يدرك محالة أن القيود السياسية ستشكل عقبة كبيرة أيا

.كان المسار الذي تسلكه أوروبا

وبا، كان صندوق النقد الدولي كثيرا ما يمنح قدرا أعظم مما ينبغي وحتى خارج أورمن المصداقية للحكومات القائمة، بد من التركيز على المصالح ا)بعد أمدا للبMد

والواقع أن صندوق النقد الدولي يسدي شعوب أوروبا صنيعا عندما . وشعوبھاكثر واقعية، بما في ذلك شطب يتقاعس عن الضغط بقوة من أجل التوصل إلى حل أ

ديون البلدان الواقعة على حافة منطقة اليورو وإعادة تخصيص ضمانات البلدان .ا)ساسية إلى أماكن أخرى

واVن بعد أن اعترف الصندوق صراحة بثغرات رأس المال التي تعيب مواقف التوصل إلى العديد من البنوك ا)وروبية، فيتعين عليه أن يبدأ بالضغط بقوة من أجل

حل شامل وجدير بالثقة )زمة الديون في منطقة اليورو، وھو الحل الذي بد أن يشتمل إما على ا نفصال الجزئي عن منطقة اليورو أو اGصMح الدستوري

إن مستقبل أوروبا، ناھيك عن مستقبل صندوق النقد الدولي، يعتمد على . الجوھري ھذا

� �#���وא��7א�*����)

مؤتمر الصحافي العام الذي عقده مجلس ا تحادي الفيدرالي ا)مريكي أخيرا، في الو)ول مرة على اGطMق، قدم رئيس المجلس بن برنانكي دفاعا حماسيا عن سياسة المجلس التي كانت عرضة للكثير من ا نتقادات والمتمثلة في شراء كميات ھائلة

ولكن ھل كانت . يضا بالتيسير الكميمن سندات الحكومة ا)مريكية، والمعروفة أ المبررات التي ساقھا مقنعة؟

ولكن استمرار . الواقع أن أغلب خبراء ا قتصاد رأوا أن أداء برنانكي كان بارعاالدو ر في ا نحدار واستمرار أسعار الذھب في ا رتفاع يشير إلى قدر كبير من

ة في عالم ا)عمال ومن بين أشد ا)مور صعوب. التشكك من جانب ا)سواق

Page 45: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

45

المصرفية أن المستثمرين يستمعون غالبا إلى رسالة مختلفة تمام ا ختMف عن تلك .التي يعتزم البنك المركزي إرسالھا

كان بنك ا حتياطي الفيدرالي مرغما بطبيعة الحال على اللجوء إلى التيسير الكمي؛ ة في سعر الفائدة ليوم وذلك )ن أداته الطبيعية لضبط التضخم والنمو، والمتمثل

وعلى الرغم من ذلك، فإن ا قتصاد ا)مريكي . واحد، بلغت مستوى الصفر بالفعل يزال بطيئا، ويأتي ذلك مصحوبا بمستويات بطالة مرتفعة وغير مستجيبة

لقد ألقي باللوم على التيسير الكمي عن كل شيء بداية من . لمحاو ت خفضھاعمال الشغب بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، بل وربما فقاعات أسعار ا)صول إلى أ

ولقد شن الجميع، من وزراء المالية ا)جانب إلى . حتى اللوم عن ا)مراض الجلديةتفسير التيسير ''راجع مقطع الفيديو المنشور تحت عنوان (رسامي الكاريكاتير

.إلى سارة بالين، ھجوما حادا على ھذه السياسة) ''الكمي

دون على أن التيسير الكمي ھو بداية نھاية النظام المالي العالمي، إن لم ويصر المنتقوأبرز شكاواھم تدور حول ضآلة المعروف عن الكيفية . يكن نھاية الحضارة ذاتھا

التي يعمل بھا التيسير الكمي، والمجازفات التي يخوضھا بنك ا حتياطي الفيدرالي ظام المالي العالمي لمجرد تحقيق فوائد بM ضرورة وعلى نحو قد يؤثر سلبا على الن

.متواضعة للغاية بالنسبة قتصاد الو يات المتحدة

مع تخلف : وسواء كان المنتقدون مصيبين أو على خطأ، فھناك أمر واحد واضحبنك ا حتياطي الفيدرالي عن غيره من البنوك المركزية العالمية في دورة إحكام

كا ت التصنيف والتقييم في خفض درجة ا ئتمان السياسة النقدية، ومع تفكير وبالنسبة )مريكا، انخفضت القوة الشرائية للدو ر ا)مريكي إلى أدنى مستوياتھا على

.اGطMق في مقابل عمMت الشركاء التجاريين )مريكا

فقد أكد أن سياسة التيسير الكمي ليست أداة غير . كان دفاع برنانكي قويا وحاسمافإذا نظر المرء إلى الكيفية التي أثرت بھا ھذه السياسة . كما يزعم منتقدوھاتقليدية

على الظروف المالية، بما في ذلك أسعار الفائدة الطويلة ا)جل، والتقلب، وأسعار ا)صول، فسيتبين له أن التيسير الكمي يشبه إلى حد كبير سياسة أسعار الفائدة

وعلى ھذا، فإن المخاوف بشأن التأثيرات .التقليدية، والتي نتصور أننا نفھمھاالسلبية المفترضة لھذه السياسة مبالغ فيھا بشكل واضح، وليس ھناك ما نستطيع أن

ولقد رد . نعتبره تحديا خاصا فيما يتصل بعكس المسار في نھاية المطاف أيضابرنانكي على الشكاوى حول أسعار السلع ا)ساسية والتضخم في ا)سواق الناشئة

Page 46: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

46

إن ھذه الظواھر ترتبط بشكل أكبر بالسياسات النقدية المتراخية وأسعار : ائMق .الصرف الجامدة إلى حد اGفراط في البلدان الناشئة السريعة النمو

فعلى . تأتي تعليقات رئيس بنك ا حتياطي الفيدرالي ھذه في لحظة حرجة وحساسةك ا حتياطي الفيدرالي إلى مدى العام المقبل أو نحو ذلك، من المرجح أن يدخل بن

. دورة تشديد السياسة النقدية، وذلك برفع أسعار الفائدة على أسس ثابتة ومستدامةوھو يرغب في استعجال ا)مر )ن اقتصاد الو يات المتحدة يزال ضعيفا،

لكنه يستطيع أن ينتظر . في المائة ١٫٨حيث لم يتجاوز النمو في الربع ا)ول ول مما ينبغي؛ خشية أن تنجرف توقعات التضخم على مستويات مرتفعة لفترة أط

وعلى حساب -إلى حد خطير، فيضطر بنك ا حتياطي الفيدرالي إلى التحرك بقوة .من أجل تخليص النظام من التضخم -آ م اقتصادية كبيرة

غما وفي إطار محاو ته للتخلص من التيسير الكمي، يتعين على برنانكي أن يتجنب لأرضيا آخر، الذي يتمثل على وجه التحديد في انھيار غير مرغوب في أسعار

المخضرمين مقتنعون بأن '' وال ستريت''والواقع أن العديد من تجار . ا)صولسياسة التيسير الكمي ھي ذات السياسة النقدية التي انتھجھا جرينسبان، لكن

نابعة من اعتقاد راسخ من وكانت سياسة جرينسبان . بتعزيزھا ببعض المنشطاتقبل رئيس بنك ا حتياطي الفيدرالي السابق بأن البنك ينبغي له أن يحاول مقاومة ا رتفاع الحاد لسوق ا)وراق المالية، إ إلى الدرجة التي قد تعمل بھا ھذه السوق

ق ولكن إذا انھارت سو. على تقويض استقرار أسعار السلع العادية في ا)مد البعيدا)وراق المالية بسرعة أكبر مما ينبغي، فيتعين على بنك ا حتياطي الفيدرالي أن

.يقلق من الركود وأن يرد بقوة من أجل تخفيف السقوط

ترى ھل كان التجار على حق؟ وھل نستطيع أن نعتبر سياسة التيسير الكمي مجرد غاية اليوم تشجع تكملة لسياسة جرينسبان؟ شك أن أسعار الفائدة المتدنية لل

وقد يزعم بنك ا حتياطي . المستثمرين على ضخ ا)موال في أصول خطرةالفيدرالي أن مھمة القائمين على التنظيم تتلخص في التأكد من أن فقاعات ا)صول تحث على اGفراط في ا قتراض، ثم اند ع أزمة ديون في نھاية المطاف، ولو

.دخل في ھذا المزيج بطبيعة الحالأن السياسة النقدية بد أن ت

ونظرا للتعافي البطيء فلعل برنانكي كان ليذھب إلى ما ھو أبعد من ھذا فيزعم أن وقد تكون السلطات النقدية . بنك ا حتياطي الفيدرالي كان صاحب الرأي الصائب

في بلدان أخرى متقدمة اقتصاديا، مثل البنك المركزي ا)وروبي، مفرطة في ولكن ربما تبنى برنانكي نھجا . لتقلب معد ت التضخم في ا)مد القريب ا ستجابة

Page 47: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

47

حذرا، من منطلق رغبته في عدم إحداث مشكMت لنظرائه ا)جانب، لمجرد الدفاع .عن سياسة بنك ا حتياطي الفيدرالي بوصفھا ا ختيار السليم بالنسبة )مريكا

ان لزاما على برنانكي أن يتوخى في الدفاع عن سياسية بنك ا حتياطي الفيدرالي، كوھناك . الحذر وأ يذكر أي شيء قد يؤدي إلى انزعاج المستثمرين بشكل مفرط

ففي نھاية المطاف بد أن يعقب : من ا)سباب ما يكفي بالفعل Gصابتھم بالتوترولكن ھل . تيسير الشروط المالية فترة مؤلمة إلى حد غير عادي من تشديد السياسات

قتصاد مستعدا عندما يأتي الوقت المناسب؟ إن شرح التحول الحتمي نحو يكون اتشديد السياسات وإحكامھا قد يمثل تحديا أعظم كثيرا من تفسير اللجوء إلى التيسير

.الكمي ا ستثنائي في المقام ا)ول

يتعين على بنك ا حتياطي الفيدرالي أن يتذكر دوما أنه مھما بلغ تحليله من عقMنية وبسبب استثمار . وھدوء فإنه يتعامل مع أسواق بعيدة كل البعد عن الھدوء والتعقل

قدر عظيم من العواطف في سياسة التيسير الكمي، فإن التأثيرات النفسية المترتبة على العودة إلى الحالة الطبيعية ستكون بالغة الخطورة وغير متوقعة

"ل��و�د���ج���,�ل�א�����؟

لى مزيد من البلدان أن تعمل على إنشاء مجالس استشارية مالية ترى ھل يتعين عمستقلة لبث قدر أعظم من الموضوعية في المناقشات الدائرة حول الموازنات الوطنية؟ الواقع أن المحتال السجين بيرني مادوف لخص أخيرا مشاعر العديد من

ر مخططا احتياليا الحكومة بالكامل تدي''الناس إزاء السياسة المالية، معلنا أن .''لتوظيف ا)موال

ربما كان بوسعنا أن نعتبر ھذا الكMم مجرد أمنيات رجل سيموت في السجن بعد ) مليار دو ر ٥٠(انھيار مخططه المالي ا حتيالي الذي حطم كل ا)رقام القياسية

وأنا شخصيا، أظن المكانة التي اكتسبھا مادوف في كتب ا)رقام . ٢٠٠٨في عام مع ذلك، وفي ظل التركيبة الفتاكة التي تواجھھا . القياسية سيظل باسمه لفترة طويلة

مجموعة من أضخم الحكومات على مستوى العالم، والتي تتألف من الديون التقليدية الھائلة، واستحقاقات معاشات التقاعد غير المسبوقة في حجمھا، وتباطؤ النمو، فإن

.عن كينونة الخطة الماليةالمرء يملك إ أن يتساءل

Page 48: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

48

، نثبت أنا وكارمن راينھارت ''عشرة أعوام من الديون''في بحث جديد حمل عنوان أن الديون الحكومية العامة في الو يات المتحدة، بما في ذلك الديون الفيدرالية والمحلية على مستوى الو يات، تجاوزت اVن المستوى القياسي الذي بلغته في

.(في المائة من الناتج المحلي اGجمالي ١٢٠(العالمية الثانية نھاية الحرب

أما اليابان فھي بطبيعة الحال في وضع أسوأ كثيرا، حيث تجاوز مجموع ديون ورغم أن ا حتياطيات من . في المائة من الناتج المحلي اGجمالي ٢٠٠الحكومة

يابان تواجه اVن تكاليف النقد ا)جنبي تعوض جزئيا عن ھذه النسبة الھائلة، فإن الھذا إلى جانب الميول الديموغرافية -جھود اGغاثة الھائلة بعد الكارثة التي ضربتھا

والعديد من البلدان الغنية ا)خرى بلغت . الباعثة على ا كتئاب في البMد) السكانية(عاما، على الرغم من ١٥٠مستويات الديون لديھا ارتفاعات غير مسبوقة منذ

.Mم النسبي في قسم كبير من العالمالس

فاVن تعمل أسعار الفائدة العالمية . و يوجد مخرج سھل للخروج من ھذه المآزقالمنخفضة على تقييد تكاليف خدمة الديون، ولكن مستويات الديون لن تنخفض إ

ية بالتدريج البطيء وعلى مدى فترات طويلة، في حين قد ترتفع أسعار الفائدة الحقيقوالواقع أن . بسرعة أكبر كثيرا، حتى بالنسبة للبلدان الغنية) المعدلة حسب التضخم(

أزمات الديون ھذه تبدو وكأنھا خرجت إلى الوجود على حين غرة وبM أي مقدمات، فضربت البلدان التي تحتمل مسارات ديونھا ببساطة أي مجال للخطأ أو المحن

.غير المدبرة

)كثر فورية ومباشرة لتبني سياسة مالية مستقلة يتلخص في كبح إن ا)ثر الوحيد اجماح اGنفاق من خMل خلق توقعات حكومية مصاحبة شديدة التفاؤل فيما يتصل

ومن حيث المبدأ، يستطيع أي مجلس استشاري مستقل ومحترم أن . بالنمو والعائداتتبة على الضمانات يرغم الحكومات أيضا على ا عتراف بالتكاليف المستترة المر

.الحكومية والديون غير الداخلة في الموازنات العمومية

شك أن أي تغيير بسيط منفرد . لقد حان اVن وقت النظر في تبني توجھات جديدةغير كاف في حد ذاته على إزالة ا نحراف الھائل في اتجاه اGنفاق با ستدانة في

جح أي تغيير بسيط منفرد في الحيلولة دون ولن ين. أغلب ا)نظمة السياسية الحديثةوالواقع أن العديد من البلدان . خطر تفاقم الديون في المستقبل وأزمات التضخم

تحتاج إلى إصMحات جذرية لجعل أنظمتھا الضريبية أكثر كفاءة وجعل برامج .أكثر واقعية -بما في ذلك خطط المعاشات التقاعدية - ا ستحقاقات

Page 49: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

49

والواقع . الس ا ستشارية المالية أخيرا بمثابة بداية مؤسسة واعدةكان ظھور المجأن عددا من البلدان، ومنھا الدنمرك وھولندا والو يات المتحدة وبلجيكا، لديھا

ولكن . ھيئات مراقبة مالية راسخة، مثل مكتب الميزانية التابع للكونجرس ا)مريكي. ة للغاية، فإنھا مقيدة إلى حد كبيرفي حين أثبتت ھذه المؤسسات ا)قدم أنھا مفيد

فمكتب الميزانية التابع للكونجرس ا)مريكي على سبيل المثال يتمتع بحرية إصدار التوقعات المالية الطويلة ا)مد استنادا إلى أفضل تقديراته للنمو، لكنه مضطر إلى

غير واقعية على المستوى السياسي في'' إصMحات سريعة''حد كبير إلى تقبل المستقبل، وبقيمة اسمية، تعمل إلى حد ما على تحييد الفعالية المحتملة )ي انتقاد

.لسياسات العجز

ولتعزيز المصداقية، تتحرك مجموعة من الحكومات بحذر نحو إنشاء مجالس مالية تتمتع بقدر أعظم من ا ستقMل، وباعتبار البنوك المركزية نموذجا لھا في كثير من

ن الطليعة الجديدة مجالس من ھذا النوع في السويد والمملكة وتتضم. ا)حيان .المتحدة وسلوفينيا وكندا

ويتمتع المجلس المالي في السويد بتفويض واسع بشكل خاص، ا)مر الذي يمنحه الصMحية ليس فقط Gصدار التوقعات، بل وأيضا للنظر بشكل أكثر عمقا في

ومن حيث . لعواقب التي قد تترتب عليھاالدوافع التي تحرك السياسات الحكومية واالمبدأ، يستطيع أي مجلس مالي مستقل أن يقدم مساعدات تقدر بثمن أثناء ا)زمة

ففي الو يات المتحدة، كان بوسع ھيئة من ھذا النوع أن تزن التكاليف . الماليةنجرس والفوائد المترتبة على خطط اGنقاذ، بل وربما المساعدة في إنھاء شلل الكو .وتشجيعه على منح دافعي الضرائب المزيد من الجانب اGيجابي من المخاطر

من قبيل المبالغة أن نتوقع أن تكتسب ھذه المؤسسات المالية الجديدة أھمية البنوك فھناك إجماع أكبر على . المركزية أو سطوتھا، على ا)قل في أي وقت قريب

والواقع أن السياسة المالية . ياسة الماليةالسياسة النقدية مقارنة باGجماع على السورغم ذلك فإن المبدأ العام يشكل فيما يبدو خطوة مھمة . أكثر تعقيدا ومتعددة ا)بعاد

.في اتجاه التعقل المالي

وسيظل . شك أن المجالس المالية في حد ذاتھا تكفي، مھما كان تصميمھا جيدايكون أحفادي أكثر مني ثراء، ربما بمرتين س''من المغري للغاية لكل جيل أن يقول

أو ثMث مرات، فمن يبالي إذن أن يضطروا في المستقبل إلى تحمل بعض أعباء فضM عن ذلك فإن الدورة السياسية تعمل على خلق انحراف قوي في . ''الديون؟

اتجاه العجز، مع سعي الزعماء إلى تجميل الشعور بالصحة ا قتصادية وا زدھار

Page 50: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

50

Mل زيادة النفقات المرئية على حساب الديون المستترة وخفض مستويات من خ .ا ستثمار في ا)مد البعيد

ومن ا)ھمية بمكان، من أجل مقاومة ھذه الضغوط القوية، إخضاع عمل المجالس المالية للمراجعة بشكل دوري بواسطة ھيئات دولية مثل صندوق النقد الدولي،

.مساءلة في الوقت نفسهلحماية استقMلھا وتعزيز ال

شك أن صحة نظرية بيرني مادوف لم تثبت بعد، ولن يكون مخططه ا حتيالي ولكن المزيد من الشفافية والتقييم المستقل المنھجي . ھو ا)عظم على اGطMق

للسياسات الحكومية من شأنه أن يعمل كخطوة مفيدة للغاية نحو حل معضلة العجز M أدنى شك واحدة من ا)فكار المبدعة والواعدة، خاصة وقد إنھا ب. الضخم ا)بدية

خرجت من بيئة سياسية قاحلة

�א����ل�א�ذ�A����#ن�א�#5ن�(�وא�(7..�א�,�و? �

بينما تتكشف ا)حداث الدرامية المثيرة في شمال إفريقيا وتتجلى تدريجيا، يتصور لو من الرضا عن الذات العديد من المراقبين خارج العالم العربي على نحو يخ

ولكن مستويات . والغرور، أن ا)مر برمته يدور حول الفساد والقمع السياسيالبطالة المرتفعة، والتفاوت الصارخ بين الناس، وأسعار السلع ا)ساسية التي ارتفعت إلى عنان السماء، كل ذلك كان أيضا من بين العوامل البالغة ا)ھمية؛ لذا،

ن أن يتساءلوا فحسب إلى أي مدى قد تنتشر أحداث مماثلة في ينبغي للمراقبيمختلف أنحاء المنطقة؛ بل يتعين عليھم أن يسألوا أنفسھم أي نوع من التغيير قد

في مواجھة ضغوط اقتصادية مماثلة إن لم تكن على ) الغرب(يكون قادما في الديار .القدر نفسه من التطرف والحدة

Page 51: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

51

بح التفاوت في الدخول والثروات والفرص أعظم من أي ففي داخل كل بلد، ربما أصوفي مختلف أنحاء أوروبا وآسيا وا)مريكيتين، تعج الشركات بكميات . وقت مضى

ھائلة من النقد التي تكدست بفضل جھودھم الدؤوبة في دعم الكفاءة والتي تستمر في ل مستمر؛ ورغم ذلك، فإن حصة العمال في الكعكة في تضاؤ. تحقيق أرباح ھائلة

.وذلك بسبب ارتفاع معد ت البطالة، وتقصير ساعات العمل، وا)جور الراكدة

ومن عجيب المفارقات ھنا أن مقاييس التفاوت في الدخول والثروات بين البلدان أصبحت في انخفاض في واقع ا)مر؛ وذلك بفضل النمو القوي المستمر الذي تشھده

مھتمون بشكل أعظم كثيرا بمدى جودة حياتھم ولكن أغلب الناس . ا)سواق الناشئة .نسبة إلى جيرانھم، وليس نسبة إلى المواطنين في بMد بعيدة

فقد عادت أسواق البورصة العالمية إلى . إن أحوال أغلب ا)غنياء على ما يراموالعديد من البلدان تشھد نموا قويا في أسعار المساكن، أو العقارات . العمل

وتعمل أسعار السلع ا)ساسية المتنامية على خلق عائدات . ھماالتجارية، أو كليضخمة )صحاب المناجم والحقول، حتى في ظل ارتفاع أسعار السلع ا)ساسية الذي أدى إلى اند ع أعمال شغب من أفراد يطالبون بالغذاء، إن لم يكن بالثورة الكلية،

الي في تفريخ العديد من وتستمر شبكة اGنترنت والقطاع الم. في العالم النامي .أصحاب المMيين، بل وحتى المليارات بوتيرة مذھلة

ورغم ذلك، فإن معد ت البطالة المرتفعة والتي طال أمدھا تبتلي العديد من العمال على سبيل المثال، في إسبانيا المتعثرة ماليا، تجاوزت معد ت البطالة . ا)قل مھارة

لطين بلة أن الحكومة ترغم في الوقت نفسه على وما يزيد ا. في المائة ٢٠اVن استيعاب تدابير تقشفية جديدة للتعامل مع أعباء الديون الخطيرة التي تثقل كاھل

.البMد

ونظرا إلى مستويات الدين العام التي بلغت مستويات قياسية في العديد من البلدان، الجة التفاوت من خMل فإن القليل من الحكومات تتمتع بمجال كبير فيما يتصل بمع

وتتمتع بلدان مثل البرازيل بالفعل بمستويات عالية . المزيد من إعادة توزيع الدخلمن التحويMت المالية من ا)غنياء إلى الفقراء إلى الحد الذي قد يجعل المزيد من

.التحركات سببا في تقويض ا ستقرار المالي ومصداقية جھود مكافحة التضخم

الصين وروسيا، والتي تشھد معد ت مماثلة من التفاوت تتمتع بمجال إن بلدان مثلأوسع لزيادة جھود إعادة التوزيع، لكن القادة في كل من البلدين كانوا محجمين عن

وينبغي )لمانيا أن تخشى، . القيام بتحركات جريئة خشية زعزعة استقرار النمو

Page 52: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

52

ا حول كيفية إيجاد الموارد ليس فقط بشأن مواطنيھا المعرضين للخطر، بل وأيض .الMزمة Gنقاذ البلدان المجاورة لھا في جنوب أوروبا

إن أسباب التفاوت المتنامي داخل البلدان مفھومة بشكل جيد، و مجال ھنا ونحن نعيش في عصر، حيث تعمل العولمة على . لMستفاضة في ذكر ھذه ا)سباب

فائقة، لكنھا تزاحم دخول الموظفين توسيع سوق ا)فراد الذين يتمتعون بمواھب وبالتالي فإن المنافسة بين البلدان على اجتذاب ا)فراد المھرة والصناعات . العاديين

المربحة، تعمل على تقييد قدرة الحكومات على الحفاظ على معد ت الضريبة وما يزيد قدر العرقلة الذي يعيق الحراك . المرتفعة المفروضة على ا)ثرياء

ماعي ما يفعله ا)ثرياء من إمطار أبنائھم بمزايا التعليم الخاص والمساعدة بعد ا جتالدراسة، في حين يعجز الفقراء في العديد من بلدان العالم حتى عن إبقاء أبنائھم في

.المدرسة

في كتاباته في القرن التاسع عشر حظ كارل ماركس اتجاھات عدم المساواة أن الرأسمالية غير قادرة على دعم نفسھا سياسيا إلى ما والتفاوت في أيامه واستنتج

.وھذا يعني أن العمال في نھاية المطاف سيثورون ويطيحون بالنظام. نھاية

ولكن خارج كوبا، وكوريا الشمالية، وبعض الجامعات اليسارية في مختلف أنحاء عاته، أفرزت فخMفا لتوق. العالم، لم يعد أحد يأخذ كارل ماركس على محمل الجد

الرأسمالية مستويات معيشة أعلى )كثر من قرن من الزمان، في حين فشلت .محاو ت لتطبيق أنظمة راديكالية مختلفة إلى حد كبير في تحقيق الغاية نفسھا

رغم ذلك، وبعد أن بلغت مستويات التفاوت المستويات نفسھا التي كانت عليھا قبل إن عدم ا ستقرار . وأن يكون بالغ الخطورة عام، فإن الوضع الراھن بد ١٠٠

فقبل ما يزيد على أربعة عقود فقط . من الممكن أن يعبر عن نفسه في أي مكاناجتاحت أعمال الشعب في المناطق الحضرية والمظاھرات الحاشدة بلدان العالم المتقدم، ا)مر الذي أدى في نھاية المطاف إلى تحفيز إصMحات اجتماعية وسياسية

.بعيدة المدى

صحيح أن المشكMت التي تعاني منھا مصر وتونس اليوم أعمق من مثيMتھا في فقد تسبب الفساد والفشل في تبني اGصMح السياسي . العديد من البلدان ا)خرى

الحقيقي في إفراز قصور حاد، ورغم ذلك فمن الخطأ إلى حد كبير أن نفترض أن .مستقرا ما دام ناشئا في بيئة من اGبداع والنمو التفاوت الھائل من الممكن أن يظل

Page 53: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

53

ولكن إ م قد ينتھي التغيير على وجه التحديد، وما ھو الشكل الذي قد يتخذه الميثاق ا جتماعي في نھاية المطاف؟ من الصعب أن نتكھن بھذا، ورغم ذلك فإن العملية

.في أغلب البلدان ستكون سلمية وديمقراطية

Vن ھو أن التفاوت بين الناس يشكل قضية طويلة ا)جل فحسبوا)مر الواضح ا .بل إن المخاوف بشأن التأثير المحتمل للتفاوت في الدخول بدأت بالفعل في تقييد السياسات المالية والنقدية في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، بينما

عتماد على التحفيز والتي تم تحاول تخليص نفسھا من السياسات المفرطة في ا .تبنيھا أثناء ا)زمة المالية

وا)ھم من ذلك أن اختMف قدرة البلدان على اGبحار عبر ھذه التوترات ا جتماعية المتصاعدة والمتولدة عن التفاوت الھائل من شأنه على ا)رجح أن يؤدي إلى الفصل

إن التفاوت يشكل العامل . عولمةبين الفائزين والخاسرين في الجولة التالية من الا)كبر الذي يمكن التنبؤ بعواقبه في العقد المقبل من النمو العالمي، وليس في

شمال إفريقيا فحسب

�<������5א����מ��ن�א���#ن�&ن�

؟ بعد ثMثة أعوام من التقلبات الھائلة ٢٠١١إلى أين تسير العمMت العالمية في عام Mت نتيجة ل^زمة العالمي، فمن المفيد أن نجري جردا لقيم في أسعار صرف العم

وفي اعتقادي أننا سنشھد مزيجا من حروب . العمMت ونظام سعر الصرف ككلولكن ھذا لن -العمMت، وانھيار العمMت، وفوضى العمMت في عامنا الجديد ھذا

.يعني نھاية التعافي ا قتصادي، ناھيك عن نھاية العالم

نا أن نبدأ باGقرار بأن نظام تعويم أسعار الصرف الحديث في اGجمال يتعين عليصحيح أن التكھن بالمنطق الكامن وراء . نجح في تبرئة نفسه على نحو فت للنظر

التقلبات الكبيرة التي شھدتھا أسعار الصرف كان يشكل تحديا كبيرا في اVونة . فضليات السياسات الذاتيةا)خيرة، خاصة في ضوء عوامل المجازفة المعقدة وأ

على سبيل المثال، ارتفعت قيمة الدو ر بشكل كبير في مستھل ا)مر، رغم أن .الو يات المتحدة كانت في قلب ا)زمة المالية

Page 54: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

54

ولكن حتى لو كانت أسعار الصرف تعمل بأساليب غامضة، فإن تأثيرھا المخفف ل حاد بعد ا)زمة في دعم فقد ساعد انخفاض قيمة اليورو بشك. يمكن إنكاره

.الصادرات ا)لمانية، وبالتالي إبقاء منطقة اليورو بعيدة عن الديون والمصاعب

كما انھارت أسعار عمMت ا)سواق الناشئة أيضا، حتى في البلدان ذات الديون ومنذ ذلك . القليلة نسبيا والتي تحتفظ باحتياطيات ضخمة من العمMت ا)جنبية

وحين ننظر إلى . أغلب عمMت ا)سواق الناشئة قوتھا بشكل حادالحين، استعادت ا)مر اVن فسيتبين لنا أن تقلبات أسعار الصرف ھذه كانت تعكس ا نھيار ا)ولي وا نتعاش الMحق في التجارة العالمية، ا)مر الذي ساعد في التخفيف من حدة

.الركود

بمثابة اGعMن عن التوسع في نظام وعلى النقيض من ذلك، لم تكن ا)زمة العالمية ذلك أن البلدان الواقعة على محيط منطقة اليورو، بما في . أسعار الصرف الثابتة

ذلك اليونان والبرتغال وإيرلندا وإسبانيا، وجدت نفسھا معلقة على سارية العملة الموحدة، وعاجزة عن اكتساب القدرة التنافسية من خMل خفض أسعار صرف

.عمMتھا

: ذات يوم قال روبرت مونديل من جامعة كولومبيا، وھو ا)ب الفكري لعملة اليوروإن العدد المثالي للعمMت في العالم بد وأن يكون فرديا، ويفضل أن يكون أقل ''

.''ولكن من الصعب أن نرى السبب وراء ذلك الرأي اVن. من ثMث

من المنطقي أن نتعامل بعملة ربما عندما تحكمنا حكومة عالمية واحدة فقد يكون ولكن حتى لو نحينا جانبا الفوائد الموازنة المترتبة على العمMت . عالمية واحدة

المرنة، فإن فكرة وجود بنك مركزي واحد يتمتع بسلطة كلية شاملة ليست جذابة ولنتذكر ھنا النقد الMذع والھستريا التي صاحبت السياسة التي . بصورة خاصة

التيسير ''ا حتياطي الفيدرالي في الو يات المتحدة والتي أطلق عليھا تبناھا بنكولنتخيل معا الذعر الذي كان لينشأ في عالم حيث كان السبيل الوحيد أمام . ''الكمي

.المستثمرين للفرار من الدو ر إما الذھب أو السلع القابلة للتخزين أو ا)عمال الفنية

ويم أسعار الصرف يعني أن الرحلة عبر عام ولكن النجاح المستمر لنظام تعفعلى سبيل المثال كبداية، نستطيع أن نتوقع بقدر كبير من . ستكون سلسة ٢٠١١

اليقين استمرار حروب العملة المزعومة، حيث تسعى بلدان العالم جاھدة لمنع أسعار صرف عمMتھا من ا رتفاع بسرعة أكبر مما ينبغي، وعلى نحو يؤدي إلى خنق

الحكومات اVسيوية معركتھا في ھذه الحرب تدريجيا '' تخسر''وربما . الصادرات

Page 55: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

55

، فتسمح بارتفاع قيمة عمMتھا في مواجھة الضغوط التضخمية ٢٠١١خMل عام .والتھديد با نتقام على الصعيد التجاري

ففي عالم مثالي، . أما عن انھيار العمMت، فإن المرشح ا)كثر بروزا ھو اليورونت أوروبا لتتعامل مع أعباء الديون المفرطة من خMل إعادة ھيكلة وجدولة كا

الديون اليونانية واGيرلندية والبرتغالية، فضM عن الديون البلدية والمصرفية في وفي الوقت عينه فإن ھذه البلدان كانت لتستعيد قدرتھا التنافسية في مجال . إسبانيا

.نطاق واسعالتصدير من خMل خفض ا)جور على

ولكن يبدو أن صناع القرار السياسي ا)وروبيين في الوقت الحالي يفضلون ا ستمرار في تضخيم حجم القروض المؤقتة القصيرة ا)مد المقدمة للبلدان الواقعة على محيط ا تحاد ا)وروبي، و يرغبون في ا عتراف بأن ا)سواق الخاصة

و يوجد عامل مجازفة أخطر على . واماستطالب في نھاية المطاف لحل أكثر دالعملة من رفض صناع القرار السياسي لمواجھة الحقائق المالية؛ وإلى أن يواجه

ويبدو . المسؤولون ا)وروبيون ھذه الحقائق فإن اليورو سيظل عرضة للخطرذلك أن قوته . ٢٠١١الدو ر من ناحية أخرى وكأنه رھان أكثر أمانا في عام

-شق طريقھا بصعوبة وبمستوى منخفض نسبيا على الصعيد العالمي الشرائية توالواقع أنھا اقتربت من أدنى مستوياتھا على اGطMق، طبقا لمؤشر سعر صرف

وھذا يعني أن إعادة الموازنة الطبيعية . الدو ر التابع لبنك ا حتياطي الفيدرالي .تصاعديا طفيفالتعادل القوة الشرائية بد وأن تعطي الدو ر زخما

بطبيعة الحال، يعتقد البعض أن مشتريات بنك ا حتياطي الفيدرالي الضخمة من . ديون الو يات المتحدة تشكل خطرا أعظم من أزمة الديون السيادية ا)وروبية

ربما، ولكن أغلب طMب السياسة النقدية ينظرون إلى التيسير الكمي باعتباره سياسة المصاحب لسعر الفائدة الذي بلغ '' فخ السيولة''صاد من قياسية نتشال أي اقت

مستوى الصفر، وبالتالي الحيلولة دون حدوث ا نكماش المستدام الذي قد يؤدي إلى .تفاقم أعباء الديون

أما عن الرنمينبي الصيني، فھو يزال مدعوما بنظام سعر صرف سياسي إلى حد يع الذي سجلته الصين بد وأن ينعكس وفي نھاية المطاف، فإن النمو السر. كبير

في ارتفاع ملموس في قيمة عملتھا، أو ارتفاع مستوى ا)سعار المحلية، أو في أن تتم أغلب عمليات التوازن من خMل ٢٠١١ولكن من المرجح في عام . ا ثنين

.التضخم

Page 56: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

56

وأخيرا، أستطيع أن أجزم بأن فوضى العملة تشكل الرھان ا)كثر أمانا على Gق، حيث تحدث تقلبات حادة وغير متوقعة في أسعار الصرف المعومة في اMط

، انفتحت نافذة ٢١أثناء منتصف العقد ا)ول من القرن الـ . مختلف أنحاء العامصغيرة ل^مل حين زعم البعض أن العمMت أصبحت أكثر استقرارا كنتيجة طبيعية

والواقع . لكن أحد يزعم ھذا اVنو. في أنشطة ا قتصاد الكلي'' لMعتدال ا)عظم''أن نظام تعويم أسعار الصرف يعمل بنجاح إلى حد مدھش، لكن يبدو أن تقلب العمMت وعدم القدرة على توقع التحركات سيظMن على ا)رجح من بين الحقائق

وما بعده ٢٠١١الدائمة في عام

�..�א�و���?�א���2*�� �

��5 ��א���د؟������;�#

ة الو يات المتحدة والقوى ا قتصادية ا)وروبية لنضالھا الحالي، نشأ مع مواصلعلى غرار ما " عقد ضائع"قدر متزايد من ا نزعاج خشية أن تكون في مواجھة

والمؤسف في ا)مر أن القسم ا)عظم من المناقشات كان يتمركز . حدث في اليابانخMل العجز في الموازنات حول ما تستطيع الحكومات أن تفعله لتحفيز الطلب من

صحيح أن مثل ھذه القضايا قد تشكل أھمية رئيسة في . وا ستعانة بالسياسة النقديةا)مد القريب، لكن كما يدرك أي خبير اقتصادي فإن النمو ا قتصادي البعيد ا)مد

.يتحدد إ استنادا إلى تحسن اGنتاجية

كانت بمثابة ضربة ١٩٩٢اجھت اليابان عام شك أن ا)زمة المالية الھائلة التي و. قاصمة، فھي الضربة التي لم تتمكن اليابان من التعافي منھا بالكامل حتى اVن

فكل من . والحق أن أوجه الشبه مع الو يات المتحدة وأوروبا اليوم تدعو إلى القلقسبب القيود الكيانين يبدو مستعدا لولوج فترة طويلة من النمو ا ئتماني البطيء، ب

التنظيمية المالية الضرورية ا)كثر صرامة، فضM عن حقيقة مفادھا أن اقتصاديھما و توجد طرق ). فرط ا ستدانة(ما زا يعانيان إلى حد كبير الروافع المالية

.مختصرة بسيطة Gتمام عملية التعافي

ربة اليابانية لكن من ا)ھمية بمكان، رغم ذلك، أن ندرك حين نتصدى لتقييم التجذلك أن اليابان . وتبعاتھا أن سقوط اليابان لم يكن راجعا إلى أزمتھا المالية فحسب

Page 57: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

57

كانت تعاني أيضا عددا من الصدمات الحادة المرتبطة باGنتاجية، التي ترتبط كثيرا فحتى لو لم تشھد اليابان نشوء فقاعتين في سوق العقارات . بمشاكلھا البعيدة ا)مد

اق المالية، فإن الصعود البالغ السرعة لجارتھا العمMقة الصين كان وسوق ا)ور .ليشكل تحديا ضخما

، كانت ھيمنة اليابان على أسواق التصدير في ٢٠ففي مطلع تسعينيات القرن الـ مختلف أنحاء العالم قد بدأت بالتأثر سلبا بعض الشيء بفعل صعود جاراتھا ا)صغر

لكن الصين تمثل . ليزيا، وكوريا، وتايMند، وسنغافورةحجما في آسيا، بما في ذلك ماتحديا مختلفا تمام ا ختMف، وھو التحدي الذي سيستغرق التعديل الMزم لمواجھته

.وقتا أطول

فضM عن ذلك، فحتى لو لم تشھد اليابان أزمة مالية فإنھا كانت لتبتلى بعوامل . إلى جانب تقلص عدد سكانھا ديموجرافية سلبية، حيث تعاني الشيخوخة السكانية

وأخيرا وليس آخرا، يتعين علينا أن ندرك أن سنوات النمو المفرط التي عاشتھا اليابان كانت مبنية على معد ت استثمارية غير عادية، لكن )ن اGنتاجية بد أن تستند في النھاية إلى اGبداع، وليس إلى أعداد متزايدة الضخامة من البنايات

.ات، فقد كان من المحتم أن تبدأ عائدات ا ستثمار في ا نحدار عند نقطة ماوالمعد

لكن من حيث المبدأ فإن ا قتصاد الياباني في ظل نظام مالي أكثر صحة كان ليتمتع ولكن معد ت . بقدر أعظم من المرونة في التصدي للتحديات المرتبطة باGنتاجية

ماء ذات يوم كانت لتسجل ھبوطا حادا على نحو النمو اليابانية التي كانت تناطح السأو آخر، وكما ھي الحال عادة، فإن ا)زمة المالية تعمل على تضخيم ا)سباب

.ا)خرى الكامنة وراء ا نھيار ا قتصادي، وليس إشعالھا بشكل مباشر

وتشكل أزمة الكساد ا)عظم التي شھدتھا الو يات المتحدة في ثMثينيات القرن الـ فمرة أخرى، أغدق قدر عظيم من ا ھتمام على تقلبات السياستين . مثا آخر ٢٠

المالية والنقدية صعودا وھبوطا، لكن لعل سياسات اقتصاد الصفقة الجديدة لعبت أيضا دورا مھما في عرقلة نمو اGنتاجية ولو بشكل مؤقت، من خMل توسيع دور

.ي كثير من ا)حيانالدولة على نحو فوضوي و يمكن التنبؤ به ف

ويبدو أن الو يات المتحدة تتحرك اليوم نحو حالة أكثر رقة وأكثر شبھا با)سلوب وقد يزعم . ا)وروبي، مع زيادة الضرائب وربما فرض المزيد من القيود التنظيمية

أنصار اGدارة ا)مريكية عن حق أنھا تتعھد اVن عملية الصيانة التي طال إھمالھا لكن إذا شھدت الو يات المتحدة نموا بطيئا على . التفاوت في الدخول لقضايا مثل

مدى العقد المقبل، فھل يجوز لنا أن نحملھا المسؤولية عن ا)زمة المالية؟

Page 58: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

58

على نحو مماثل، كانت آخر أزمات الھوية الوجودية التي واجھتھا أوروبا سببا مرة بالسياسات وعدم القدرة على أخرى في خلق قدر عظيم من عدم اليقين فيما يتصل

ففي أوروبا أيضا، إذا نشأت تأثيرات معاكسة للنمو على مدى العقد المقبل، . التنبؤ .فلن يكون بوسعنا أن نعتبر ھذه التأثيرات المعاكسة سببا ل^زمة المالية

وفي ا)مد القريب، من ا)ھمية بمكان أن تعمل السياسة النقدية في كل من الو يات وأوروبا بكل يقظة على محاربة ا نكماش على غرار ما حدث في اليابان، المتحدة

وھو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم مشكMت الديون من خMل خفض الدخول نسبة والواقع أنه سيكون من ا)فضل كثيرا، كما كنت أزعم منذ بداية ا)زمة، . إلى الديون

مرتفع باعتدال، وبالتالي انكماش أن نعيش عامين أو ثMثة أعوام من التضخم الالديون، خاصة إذا ظلت ا)جھزة السياسية والقانونية والتنظيمية مشلولة بعض

.الشيء فيما يتصل بمحاو ت إنجاز ما يلزم من خفض القيمة الدفترية ل^صول

وفي ظل الضعف الذي أصاب أسواق ا ئتمان، فإن ا)مر قد يتطلب المزيد من ما السياسة المالية، فقد بلغت ذروة نشاطھا بالفعل، وھي تحتاج إلى أ. التيسير الكمي

اGحكام التدريجي على مدى سنوات عدة؛ خشية أن تتدھور مستويات الديون وفي ظني أن ھؤ ء الذين يعتقدون ـ إلى حد اليقين . الحكومية المزعجة بسرعة أكبر

المزيد من الحوافز الكينزية، شبه الديني في كثير من ا)حيان ـ أننا في احتياج إلى .وأننا بد أن نتجاھل الديون الحكومية، يعيشون حالة من الھلع

ولكن أخيرا وليس آخرا، من ا)ھمية بمكان أن نحاول الحفاظ على ديناميكية ا قتصاد في الو يات المتحدة وأوروبا باتخاذ تدابير تعزيز اGنتاجية ـ على سبيل

ي اليقظة والحذر فيما يتصل بتطبيق سياسة مكافحة ا حتكار، المثال، من خMل توخ .ومن خMل ترشيد وتبسيط ا)نظمة الضريبية

وفي كل ا)حوال، سنجد صعوبة ھائلة في محاولة استقراء الميول اGنتاجية، بسبب . اعتمادھا على تفاعMت شديدة التعقيد بين قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية

اثنين من خبراء ا قتصاد الحائزين على جائزة نوبل، روبرت ويحضرني ھنا أن سولو وبول كروجمان كانا يتساء ن ذات يوم عما إذا كان انتشار الحاسب ا)ولي

يشكل ھذا الموضوع . (والتكنولوجيا من شأنه أن يؤدي إلى نمو صافي ا)رباحعصر : "١٩٩٠أساسا لعنوان أحد كتب كروجمان الكMسيكية المنشور في عام

.("التوقعات المضمحلة

وفي النھاية، يتعين على المشرعين أن يتذكروا أن نجاح الو يات المتحدة وأوروبا في تجنب ا نز ق إلى عقد ضائع أو فشلھما في ذلك يتوقف على قدرتھما على

Page 59: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

59

اGبقاء على الحيوية اGنتاجية لMقتصاد، وليس مجرد قدرتھما ببساطة على اتخاذ القصيرة ا)مد لتعزيز الطلب التدابير

א�#ل��ن�&�ل���2(��وא*د���#ل���3س

عندما تضرب ا)زمة المالية العالمية الكاملة النطاق ضربتھا التالية، فM ينبغي )حد فقد اقترح صندوق النقد . أن يقول إن صندوق النقد الدولي لم يحرك ساكنا لمنعھا

لى المؤسسات المالية تتناسب مع الدولي أخيرا فرض ضريبة عالمية جديدة ع .أحجامھا، فضM عن فرض ضريبة على أرباح البنوك والمكافآت

. بيد أن اقتراح الصندوق استقبل با زدراء والسخرية المتوقعين من صناعة التمويلوا)كثر من ذلك إثارة لMھتمام ذلك الخليط المتباين من المراجعات من قبل رؤساء

والواقع أن حكومات البلدان التي كانت مركز . عة العشرينووزراء مالية مجموانطMق ل^زمة المالية ا)خيرة، وخاصة الو يات المتحدة والمملكة المتحدة، متحمسة بشدة وخاصة بشأن فرض الضريبة على الحجم، وذلك )نھا كانت راغبة

ارات أما البلدان التي لم تشھد ا نھي. في فرض ضريبة كھذه على أية حالالمصرفية ا)خيرة، مثل كندا وأستراليا والصين والبرازيل والھند، فھي غير

فما الذي يدفعھا إلى تغيير ا)نظمة التي أثبتت مرونتھا وقدرتھا على . متحمسةولكن . المقاومة؟ من السھل للغاية أن ننتقد تفاصيل خطة صندوق النقد الدولي

فا)نظمة المالية . لة أصاب في الكثيرتشخيص صندوق النقد الدولي الكامل للمشكمنتفخة بضمانات دافعي الضرائب الضمنية، وھو ما يسمح للبنوك وخاصة الضخمة بينھا باقتراض ا)موال بأسعار فائدة تعكس بالكامل المخاطر التي تخوضھا في

وما دامت ھذه المخاطر تمرر في النھاية إلى . سعيھا إلى تحقيق أرباح ضخمةلضرائب، فإن فرض الضرائب على الشركات المالية بما يتناسب مع حجم دافعي ا

.قروضھا يشكل وسيلة بسيطة لضمان العدالة

إن متوسط تكاليف اGنقاذ لم يكن . ''أية مجازفات؟''ولكن الشركات المالية تتساءل وكانت ا)زمة من ذلك النوع . أكثر من بضع نقاط مئوية من الناتج المحلي اGجمالي

.ا)حداث التي تتكرر إ كل نصف قرن من الزمان من

ويشير صندوق النقد الدولي، وھو محق في ھذا، إلى أن ھذه ا دعاءات محض فأثناء ا)زمة، كان دافعو الضرائب مسؤولين عما يقرب من ربع الدخل . ھراء

Page 60: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

60

ھا، والخسائر الحالية نفس'' الطيبة''وقد تنتھي ا)زمة المقبلة إلى النتيجة . الوطنيعمليات اGنقاذ، '' نجاح''وحتى مع . التي ربما يتحملھا عامة الناس قد تكون مھولة

.فإن عديدا من البلدان عانت خسائر ھائلة في الناتج بسبب الركود والنمو الھزيل

ولكن في حين يتعين على الجھات التنظيمية أن تعالج القوائم المالية المتضخمة في قبل ا)زمة، فإن صندوق النقد الدولي كان مصيبا في عدم للبنوك، والتي كانت

ا)ضخم من ''تركيزه بشكل مفرط على التصدي لمشكلة البنوك والمؤسسات المالية ويبدو أن عددا كبيرا من المفكرين والخبراء يعتقدون أن . ''أن يسمح لھا باGفMس

را أعظم من القدرة على تفكيك البنوك الضخمة من شأنه أن يمنح الحكومات قدالخطر ''مقاومة الرغبة في المسارعة إلى اGنقاذ، وبھذا يتسنى لنا عMج مشكلة

.''ا)خMقي

بيد أن ذلك المنطق مشكوك في صحته، وذلك نظرا للعدد الھائل من ا)زمات والواقع أن أي أزمة شاملة . المماثلة التي ضربت مختلف ا)نظمة على مر القرون

ي الوقت نفسه عددا ضخما من البنوك متوسطة الحجم من شأنھا أن تضرب فتفرض القدر نفسه من الضغوط على الحكومات فتدفعھا إلى إنقاذ النظام، تماما كما

.تدفعھا إلى ذلك ا)زمة التي قد تضرب واحدا أو اثنين من البنوك الضخمة

عقدة التي قد تبدو جيدة على وفي اGجمال، ھناك عدد أكبر مما ينبغي من ا)فكار الموأي حل . الورق ولكنھا قد تثبت أنھا معيبة إلى حد كبير في أوقات ا)زمات الكبرى

. قوي لھذه المعضلة بد أن يكون بسيطا إلى حد معقول حيث يتسنى فھمه وتنفيذه .ومن الواضح أن اقتراح صندوق النقد الدولي يجتاز ھذه ا ختبارات

جد أن بعض المتخصصين في تدبير الموارد المالية يفضلون إرغام وفي المقابل سنالتي يمكن تحويلھا قسرا '' المشروطة''البنوك على ا عتماد بشكل أكبر على الديون

في حالة حدوث ) وقد تكون ھذه ا)وراق المالية بM قيمة تذكر(إلى أوراق مالية اGفMس ''ھذا الشكل من أشكال ولكن كيف يمكن تنفيذ مثل . انھيار شامل للنظام

في عالم يعج با)نظمة القانونية والسياسية والمصرفية المختلفة؟ إن '' المجھز سلفا التاريخ المالي عامر بشبكات ا)مان غير المختبرة والتي فشلت في التصدي

.وعلى ھذا فمن ا)فضل أن نعمل على كبح جماح نمو النظام. ل^زمات

د الدولي يقف على أرض أقل ثباتا حين يتصور أن فرض نظام غير أن صندوق النققد ينجح على نحو ما في تسوية أرض '' المقاسات''ضريبي عالمي يناسب كل

والبلدان التي تطبق اVن . فذلك لن يحدث ببساطة. الملعب على المستوى الدوليلية بالفعل تفرض على شركاتھا الما، أنظمة متماسكة لتنظيم القطاع المالي لديھا

Page 61: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

61

ضريبة تفوق مثيMتھا في الو يات المتحدة أو المملكة المتحدة على سبيل المثال، Mإن الو يات المتحدة والمملكة المتحدة ترغبان . حيث التنظيم المالي أكثر تساھ

في إضعاف الميزات التنافسية بفرض ضرائب على البنوك، مع امتناع بلدان أخرى ولكن ا)نظمة المعمول بھا في ھذين البلدين في حاجة . ةعن فرض ضرائب مماثل

.ماسة وملحة أكثر من غيرھما من بلدان العالم لفرض توازنات وضوابط أشد قوة

مقاومة اقتراح '' معقل''ولكن دعونا نغالي في الدفاع عن البلدان التي تشكل يق الو يات المتحدة إذ يتعين على ھذه البلدان أن تدرك أن تطب. صندوق النقد الدولي

والمملكة المتحدة حتى )كثر اGصMحات تواضعا يعني أن قدرا كبيرا من رؤوس ا)موال سوف يتدفق إلى أماكن أخرى، ا)مر الذي قد يربك الجھات التنظيمية التي

.يبدو أنھا كانت تعمل على خير ما يرام حتى اVن

ندوق النقد الدولي فرضھا على أرباح ولكن ماذا عن الضريبة الثانية التي اقترح صالبنوك ومكافآتھا؟ الحق أن ھذه الضريبة تتمتع بقدر كبير من الجاذبية على المستوى السياسي، ولكنھا في نھاية المطاف بM مغزى ـ ربما باستثناء عام ا)زمة حين تكون

ى و شك أنه من ا)فضل أن نعمل عل. برامج دعم البنوك شفافة إلى حد كبيرتحسين تنظيم السوق المالية بشكل مباشر وأن نترك ل^نظمة الضريبية الوطنية

.التعامل مع دخل البنوك كما تتعامل مع دخل أي صناعة أخرى

قد تكون أولى محاو ت صندوق النقد الدولي لوصف العMج معيبة على نحو أو ا)خMقية المفرطة آخر، ولكن تشخيصه للعلل التي يعانيھا القطاع المالي والمخاطر

و نملك اVن إ أن نأمل أن يقرر زعماء . التي يخوضھا كان مصيبا بشكل واضححين يلتقون في وقت حق من ھذا العام أن يتعاملوا مع المشكلة ٢٠مجموعة الـ

بجدية بد من طرح المناقشة تلو المناقشة لعقد أو عقدين من الزمان إلى أن تحل تاليةعلينا ا)زمة ال

Page 62: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

62

�א���(�ن�و&ز���א�*�#��א�(ط��� �

أحد من الزعماء ا)مريكيين، أو ا)وروبيين، أو حتى الصينيين، يتمنى لبMده مستقبM اقتصاديا أشبه بالوضع الذي تعيشه اليابان اليوم ففي محاولة للترويج لحزم

علينا أن نفعل ھذا يتعين'': التحفيز وخطط إنقاذ البنوك، قال زعماء الغرب لشعوبھموإ فسوف تنتھي بنا الحال إلى الغرق في مستنقع الركود وا نكماش لعقد كامل من

.''الزمان، كما حدث في اليابان

ويحب زعماء الصين أن يشيروا إلى اليابان باعتبارھا السبب الرئيس وراء عدم ا بأقل من سماحھم بأي ارتفاع ملموس في قيمة عملة الصين المبالغ في تقويمھ

لقد أرغم زعماء الغرب اليابان على السماح لقيمة عملتھا با رتفاع ''. قيمتھا الحقيقية، فانظروا اVن إلى الكارثة التي ٢٠أثناء النصف الثاني من ثمانينيات القرن الـ

.''ألمت باليابان

حدة من أجل، أحد يريد لنفسه المصير الذي انتھت إليه اليابان، التي تحولت من واأسرع القوى ا قتصادية نموا على مستوى العالم )كثر من ثMثة عقود من الزمان

و أحد يريد أن يعيش . ١٨إلى اقتصاد متباطئ إلى حد الزحف طيلة السنوات الـ و أحد . التي عاشتھا اليابان مرارا وتكرارا ) ھبوط ا)سعار(مع صدمة ا نكماش

يات الدين الحكومي المحفوفة بالمخاطر التي تواجھھا يريد أن يبحر عبر ديناميكفي المائة من الناتج المحلي ١٠٠اليابان، التي تجاوزت مستويات الدين لديھا

حتى لو أدرجنا الحيازات الھائلة لدى الحكومة اليابانية من احتياطيات (اGجمالي

Page 63: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

63

مسبوق إلى و أحد يريد أن يتحول من صاحب رقم عالمي غير). النقد ا)جنبي .ضحية للكساد ا قتصادي

ولكن من يزور طوكيو اليوم فسيرى ا زدھار في كل مكان، على الرغم من كل ذلك فالمحال التجارية والبنايات التجارية تعج بالحركة والنشاط والمطاعم مكتظة بالناس الذين يرتدون مMبس أفخر كثيرا من تلك التي يلبسھا عادة أھل نيويورك أو

فإن نصيب الفرد في الدخل '' الركود''بل حتى بعد ما يقرب من عقدين من . ريسباوما زالت ). بأسعار الصرف السائدة في السوق(ألف دو ر ٤٠في اليابان أكثر من

اليابان صاحبة ثالث أضخم اقتصاد على مستوى العالم بعد الو يات المتحدة العقد ''طيلة القسم ا)عظم من ولقد ظل معدل البطالة لديھا منخفضا . والصين، ورغم ا رتفاع الكبير الذي سجله المعدل في اVونة ا)خيرة فإنه ما زال ''المفقود

.في المائة فقط ٥

ما الذي يجري إذا؟ أو ، ستبدو ا)مور أشد جھامة حين تذھب إلى مدن مثل )فقر نسبيا ھوكايدو التي تبعد عن طوكيو مسيرة ساعتين، إذ إن ھذه المناطق اومع ازدياد . تعتمد إلى حد كبير على مشاريع ا)شغال العامة في توفير فرص العمل

. المركز المالي للحكومة ضعفا على نحو مطرد فقد أصبحت فرص العمل أكثر ندرةصحيح أنك ستجد ھناك الطرق الجميلة المعبدة في كل مكان، ولكنھا طرق لن

ع كبار السن إلى القرى، حيث يزرع عديد منھم ولقد تراج. تقودك إلى أي مكان .طعامھم، بعد أن ھجرھم أبناؤھم إلى المدن منذ مدة طويلة

وحتى في طوكيو، سيتبين لنا أن جو الحياة الطبيعية ليس أكثر من مظھر مضلل فقبل عقدين من الزمان، كان من المعتاد أن يتوقع العمال اليابانيون مكافآت نھاية

واVن تقلصت ھذه المكافآت إلى . ي قد تتجاوز ثلث رواتبھم السنويةعام ضخمة، التصحيح أن القوة الشرائية للدخل المتبقي للعمال ما زالت صامدة بفضل . شيء

واليوم أصبح . في المائة ١٠ا)سعار الھابطة، ولكنھا أصبحت أقل بما يزيد على ضطرت الشركات إلى انعدام ا)مان الوظيفي أعظم من أي وقت مضى، بعد أن ا

، الذي كان ''العمل مدى الحياة''عرض وظائف مؤقتة على نحو متزايد في محل .مضمونا ذات يوم

، فإن الموقف المالي )حتى اVن(ورغم أن الوضع في اليابان لم يبلغ مرحلة ا)زمة ة حتى اVن كانت الحكوم. الياباني أصبح مثيرا للقلق على نحو يتزايد يوما بعد يوم

قادرة على تمويل ديونھا الھائلة محليا، وذلك على الرغم من سداد أسعار فائدة Mحظة أن المدخرين . ضئيلة حتى على القروض ا)طول أجMومن الجدير بالم

Page 64: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

64

ولعلھم قرروا بعد أن . في المائة من الدين الحكومي ٩٥اليابانيين يستوعبون نحو الية والعقارات في أعقاب انھيار فقاعة احترقوا بنار انھيار أسعار ا)وراق الم

الثمانينيات أن يدخروا أموالھم في السندات التي يعتبرونھا آمنة، خاصة أن ا)سعار الھابطة على نحو متدرج طفيف من شأنھا أن تجعل العائدات أكبر من نظيراتھا في

زالت ولكن من المؤسف رغم صمود اليابان حتى اVن أنھا ما .بيئة تضخمية طبيعيةتواجه تحديات عميقة فأو وقبل كل شيء، ھناك مسألة المدد المتزايد ا نخفاض من العمالة نتيجة لمعد ت المواليد المنخفضة إلى حد غير عادي والمقاومة العنيدة

كما يتعين على البMد أيضا أن تجد السبل الMزمة . لھجرة ا)جانب إلى اليابان .لتعزيز إنتاجية عمالھا

واقع أن انعدام الكفاءة في الزراعة وتجارة التجزئة والحكومة بلغ مستويات الأسطورية فحتى في شركات التصدير اليابانية المتفوقة على مستوى العالم تسبب العزوف عن مواجھة المصالح الراسخة لشبكة الكبار في إضفاء قدر عظيم من

يةـ والعمال الذين يتولون الصعوبة على محاو ت تقليم خطوط اGنتاج ا)قل ربح .تشغيلھا

وفي ظل الشيخوخة السكانية وتقلص عدد السكان سيتقاعد مزيد من الناس وعند نقطة . ويشرعون في بيع ھذه السندات الحكومية التي يقبلون على شرائھا اVن

معينة ستجد اليابان نفسھا في مواجھة تراجيديا إغريقية حين تبدأ السوق في تفادي .ائدة أعلى كثيرا أسعار ف

وأفضل تخمين في . وستضطر الحكومة إلى التفكير في زيادة العائدات بشكل حادفي ٥ھذا السياق ھو أن اليابان سترفع ضريبة القيمة المضافة، التي تتجاوز

ولكن ھل من المعقول أن . المائة اVن، وھو أدنى كثيرا من المستويات ا)وروبيةية زيادة الضرائب في مواجھة مثل ھذه الظروف التي تتسم تقرر الحكومة اليابان

بالنمو المنخفض؟

كان المستثمرون الذين راھنوا ضد اليابان في الماضي بعيدين كل البعد عن الصواب، فقد استھانوا إلى حد كبير بالمرونة الھائلة التي يتمتع بھا الشعب الياباني

مام اليابان تبدو محفوفة بالمخاطر على ولكن الطريق المالية أ. وقدرته على التكيفنحو متزايد في ظل اGجماع السياسي الذي أصابه اGنھاك الشديد في السنوات

.ا)خيرة

ولكن ھل كان الزعماء ا)جانب مصيبين في تخويف شعوبھم بحكايات من اليابان؟ شك أن ھؤ ء الزعماء مفرطون في المبالغة؛ و بد أن الصينيين محظوظون

Page 65: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

65

ولكن ينبغي للمدافعين عن العجز في الوقت نفسه أن يشيروا إلى . بصورة خاصةإن قدرة اليابان . اليابان باعتبارھا سببا للتحلي بالھدوء إزاء حزم التحفيز الضخمة

على مواصلة ھذه المسيرة المجھدة في مواجھة الشدائد تستحق اGعجاب، ولكن ة المقبلة ھي بكل تأكيد أعظم كثيرا مما المجازفات والمخاطر المحيطة با)زم

تعترف به سوق السندات

א���د��א�#(���وא���و�א������

ترى ماذا قد يكون الدافع الكبير المقبل للنمو العالمي في حين يتعثر ا قتصاد ؟ ھناك من ٢٠١٠العالمي وھو يخرج من العقد الماضي ويدخل عقدا جديدا في عام

لعقد سيشھد انطMقة بالغة السرعة في مجال الذكاء الصناعي، يراھن على أن ھذا ا .فضM عن التأثير ا قتصادي الذي يتفق مع صعود الھند والصين

يسعني إ أن أعترف بأن منظوري لھذه المسألة ملون بشدة با)حداث التي يشھدھا عالم الشطرنج، وھي اللعبة التي مارستھا ذات يوم على مستوى احترافي

ولكن شطرنج الكمبيوتر رغم وضعه الخاص يقدم لنا . وما زلت أتابعھا من بعيدنافذة تتيح لنا النظر إلى تطور السليكون ومقياسا لمدى قدرة الناس على التكيف مع

.ھذا التطور

، لعب بطل العالم في ١٩٩٧و ١٩٩٦في عامي . إن قليM من التاريخ قد يساعدنا ھنامباريتين ضد كمبيوتر من صنع شركة أي بي إم يحمل الشطرنج جاري كاسباروف

في ذلك الوقت كان كاسباروف يھيمن على عالم ). ا)زرق الداكن('' ديب بلو''اسم الشطرنج، على النحو نفسه الذي ھيمن به تايجر وودز على لعبة الجولف ـ حتى

مته في صعق ديب بلو بطل العالم بھزي ١٩٩٦وفي مباراة . وقت قريب على ا)قلل استراتيجية في اللعب، حيث . المباراة ا)ولى hولكن كاسباروف سرعان ما عد

استغل نقاط ضعف الكمبيوتر في التخطيط ا ستراتيجي بعيد المدى، حيث بدا حكمه .وحدسه أقوى من قدرة الكمبيوتر على أداء الحسابات الميكانيكية

المفرطة في الذات لم يأخذ ديب ولكن من المؤسف أن كاسباروف الذي يتسم بالثقة فقد صدم ديب بلو البطل، . ١٩٩٧بلو على محمل الجد في المباراة الفاصلة في عام

ووصف . وفاز بالمباراة بثMث نقاط ونصف النقطة في مقابل نقطتين ونصف النقطة

Page 66: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

66

عديد من المعلقين النصر الذي أحرزه ديب بلو بالحدث ا)كثر أھمية في القرن الـ ٢١.

ما كان كاسباروف ليتمكن من الفوز باللقاء الفاصل لو كان قد استمر في اللعب ربولكن ). وھو الطول المعياري لمباريات بطولة العالم في ذلك الوقت(مباراة ٢٤

على مدى ا)عوام القليلة التالية، ورغم تعلم البشر من الكمبيوتر، فقد تحسن أداء .الكمبيوتر بوتيرة أسرع كثيرا

خدام معالجات متزايدة القوة، تمكنت برامج الشطرنج اGلكترونية من تنمية فباستالقدرة على الحساب لخطوات بعيدة للغاية، حتى أصبح التمييز بين الحسابات

وفي الوقت . التكتيكية قصيرة ا)مد والتخطيط ا ستراتيجي طويل ا)مد غير واضحبيانات ھائلة الضخامة لمباريات نفسه بدأت برامج الكمبيوتر في استغMل قواعد

، واستخدام نتائج المباريات بين )أعلى لقب في الشطرنج(جرت بين السادة الكبار وسرعان ما بات من . البشر ستقراء النقMت التي قد تحظى بأعلى فرص النجاح

الواضح أن حتى أفضل عبي الشطرنج من البشر ستكون فرصتھم ضئيلة في .أفضل من التعادل من حين إلى آخرالتوصل إلى نتيجة

اليوم، أصبحت برامج الشطرنج جيدة إلى الحد الذي يجعل سادة الشطرنج يناضلون . في بعض ا)حيان لمجرد فھم المنطق وراء بعض النقMت التي ينفذھا الكمبيوتر

صديقي '': وفي مجMت الشطرنج، كثيرا ما نرى تعليقات من كبار الMعبين مثلل إنني كان من الواجب أن أحرك ملكي بد من وزيري، ولكنني ما زلت اVلي يقو

.''ا)فضل'' البشرية''أعتقد أنني نفذت النقلة

ذلك أن عديدا من برامج الكمبيوتر المتاحة تجاريا يمكن ضبطھا . ويزداد الطين بلةج الكمبيوتر والواقع أن برام. لمحاكاة أساليب السادة الكبار إلى حد يكاد يكون خارقا

اVن أصبحت قريبة للغاية من اجتياز ا ختبار المطلق الذي وضعه عالم الرياضيات ھل يستطيع إنسان يتحدث : البريطاني الراحل أ ن تورنج لقياس الذكاء الصناعي

مع آلة أن يدرك من دون معرفة سابقة أن ما يحدثه ليس بشرا؟

قات ھنا، ومع تزايد حا ت الغش من عجيب المفار. من المؤكد أنني أستطيع، )وبلوغ ا تھامات أعلى المستويات(بمساعدة الكمبيوتر في بطو ت الشطرنج

Mذلك أن . أصبحت وسائل ا ستكشاف الرئيسة تتطلب استخدام كمبيوتر آخر مستق. اVلة وحدھا قادرة على التعرف على ما قد يقوم به كمبيوتر آخر في موقف معين

ف الذكاء الصناعي بعجز وربما لو كان hتورنج ما زال حيا اليوم لكان قد عر !الكمبيوتر عن تحديد ما إذا كان العقل اVخر الذي يتعامل معه بشريا أو آليا

Page 67: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

67

ھل يعني كل ھذا أن عبي الشطرنج من البشر أصبحوا بM عمل؟ من المشجع أن شطرنج في بعض النواحي ما والواقع أن ال. ''ليس بعد''اGجابة عن ھذا التساؤل ھي

زال يتمتع بالشعبية والنجاح اليوم كما كان حاله في أي وقت طيلة العقود القليلة إن الشطرنج يتأقلم على نحو طيب للغاية مع اللعب على شبكة اGنترنت، . الماضية

ويستطيع المشجعون أن يتابعوا بطو ت عالية المستوى أثناء إقامتھا فعليا، لقد ساعدت التكنولوجيا في عولمة الشطرنج . ليق في كثير من ا)حيانوبمصاحبة تع

على نحو شامل، حيث نال الMعب الھندي فيشي أناند اVن لقب بطل العالم، وھو أول آسيوي ينال ھذه المرتبة، كما وصل الMعب النرويجي الشاب الوسيم ماجنوس

وفي الوقت . نجوميةكارلسون إلى مرتبة نجوم موسيقى الروك من الشھرة وال .الحالي نستطيع أن نقول إن اGنسان واVلة تعلما كيف يتعايشان معا

شك أن ھذه صورة مصغرة من التغيرات ا)ضخم حجما والتي نستطيع أن فا)نظمة اVلية الرھيبة للرد على المكالمات الھاتفية، والتي نعانيھا جميعا . نتوقعھا

ولتتخيل أنك ذات يوم قد تفضل عامل الھاتف اVلي . مراVن قد تتحسن في واقع ا) .على عامل الھاتف البشري

عاما، قد تقوم أجھزة الكمبيوتر بكل شيء بداية من قيادة سيارات ٥٠في غضون وفي وقت أقرب من ذلك سيكون بوسع . ا)جرة إلى إجراء الجراحات الروتينية

حيث من المتوقع أن يصبح التعليم الذكاء الصناعي أن يحول وجه التعليم العالي،الجامعي العالمي المستوى في متناول الناس على نطاق عريض حتى في البلدان

قد تكون ھناك بطبيعة الحال استخدامات عادية ولكن حاسمة للذكاء . النامية الفقيرةالصناعي في كل مكان، بداية من التحكم في ا)جھزة اGلكترونية واGضاءة في

للماء والكھرباء، والمساعدة في مراقبة ھذه '' الشبكات الذكية''إلى تشغيل منازلنا .ا)نظمة وغيرھا من ا)نظمة بھدف تقليص الكم المھدر من الطاقة

باختصار، أنا أتفق في الرأي مع عديد من الناس الذين يزعمون أننا سننتظر لمدة . أن نرى تحو إبداعيا جديدا طويلة بعد اGنترنت وأجھزة الكمبيوتر الشخصية قبل

لذا . إن الذكاء ا صطناعي سيشكل الدفعة الMزمة لتعزيز التطور خMل ھذا العقدالتي ستستمر في العمل على (فعلى الرغم من البداية الصعبة بسبب ا)زمة المالية ، فليس ھناك من ا)سباب ما)إبطاء النمو العالمي في ھذا العام والعام الذي يليه

.يدعونا إلى ا عتقاد بأن العقد الجديد سيكون فاشM على الصعيد ا قتصادي

Page 68: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

68

وإذا لم نشھد جولة أخرى من ا)زمات المالية العميقة فلن تظل ا)مور بھذا السوء ـ شريطة أ يقف الساسة في طريق النموذج الجديد للتجارة، والتكنولوجيا، والذكاء

الصناعي

א��#��ش�א��>מ

جھة النظر الشعبية السائدة بين المتكھنين بأحوال ا قتصاد والمضاربين في إن ووھم على حق ـ . »كلما كان الركود أعمق كان التعافي أسرع«: السوق ھي كالتالي

ففي أعقاب أي ركود طبيعي، يسجل ا قتصاد غالبا نموا أسرع كثيرا : إلى درجة ماكن من المؤسف أن الركود ا)عظم في ول. من المعتاد على مدى السنة التالية

.أبعد ما يكون عن الركود العالمي الطبيعي ٢٠٠٨/٢٠٠٩

كانت ا)زمة المالية بمثابة الشاحن التوربيني للركود ا)عظم، فجعلته أشد تدميرا وكما أشرت أنا وكارمن راينھارت في . وأطول أمدا في التأثيرات المتخلفة عنه

ثمانية قرون من الحماقات : ھذه المرة مختلفة«تحت عنوان كتابنا الجديد الذي صدر ، »ا نكماش ا)عظم«، فإن الركود ا)عظم من ا)فضل أن يحمل وصف »المالية

وذلك نظرا لMنكماش الھائل المتزامن الذي شھده العالم في ا ئتمان، والتجارة، .والنمو

المكبل في العالم المتقدم، أن ولكن مما يدعو إلى التفاؤل، وعلى الرغم من ا نتعاش ا)سواق الناشئة في آسيا، وأمريكا الMتينية، والشرق ا)وسط تتمتع بقدر كبير من

و بد أن تكون غالبية ھذه ا)سواق قادرة على تحقيق النمو . قدرات النمو الكامنة .القوي، على الرغم من التحديات التي تفرضھا البيئة العالمية الصعبة

فإن إرث ا نكماش الھائل في ا ئتمان من غير المرجح أن يزول في أي ومع ذلك صحيح أن البنوك، وخاصة الكبير منھا، ستتمكن من جمع المال بالقدر . وقت قريب

. الكافي من السھولة، وذلك بفضل الضمانات الحكومية الصريحة والضمنية الشاملةوالمتوسطة الحجم، فإن ولكن بالنسبة لكل شخص آخر، وخاصة الشركات الصغيرة

وحتى الشركات في الصناعات . البيئة ا ئتمانية ما زالت تشكل صعوبة بالغة .الراسخة مثل صناعة الطاقة فإنھا تواجه مصاعب جمة في زيادة رأس المال

يقول المتفائلون إن القلق بM داع، وإن ا ئتمان سيكون متاحا للجميع قريبا فقد نضب معين ا ئتمان أيضا أثناء الركود . للبنوك نفسھا وبالسھولة التي أتيح بھا

Page 69: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

69

١٨، ورغم ذلك بدأت ا)موال في التدفق بحيوية في غضون ١٩٩١العالمي في عام .شھرا

ولكن ھذا القياس يتجاھل حقيقة واضحة مفادھا أن الموازنات العامة كانت أشد قتا عن طريق عدد وافر واVن يجري دعم أسعار اGسكان مؤ. ضعفا في ھذه المرة

فضM . من إعانات الدعم، بينما يلوح في ا)فق شبح انھيار أسعار العقارات التجاريةعن ذلك فإن العديد من نقاط الضعف التي تعانيھا البنوك تغطى اVن با ستعانة

.بالضمانات الحكومية

ل بمحاو ت بل إن حكومات مجموعة العشرين تواجه اVن توقعات كئيبة فيما يتصولقد بات من الواضح اVن أن دافع الضرائب . كبح جماح الوحش الذي خلقت

وفي غياب . سيكون متاحا دوما لضمان حصول حملة السندات على أموالھمالضوابط، فإن الشركات المالية الكبيرة ستكون قادرة على استغMل أسواق السندات

Mمما تدفعه الحكومة، وذلك بصرف لعقود مقبلة من الزمان وبأسعار أعلى قلي ولن تكلف الجھات . النظر عن المجازفة المتأصلة في حيازاتھا من ا)صول

المقرضة للبنوك نفسھا عناء القلق بشأن نوع المقامرات وا ستثمارات التي تقوم بھا .المؤسسات المالية، أو بشأن مدى فعالية الضوابط التنظيمية

غلب الحكومات تدرك الحاجة إلى فرض قدر كبير من والخبر السار ھنا ھو أن أذلك أن : ولكن ھنا تكمن الصعوبة. التنظيمات الجديدة على الشركات المالية

التنظيمات المالية تتسم بالتعقيد الشديد، وما يزيد الطين بلة ضرورة وجود درجة من ظمة جديدة وإنھا لكارثة أن تندفع البلدان فرادى إلى تطبيق أن. التماسك الدولي

.خاصة بھا

من ناحية أخرى، فإذا أخذت ا)جھزة التنظيمية وقتا أطول مما ينبغي للقيام با)مر . ، فسوف تحيط ظMل ضخمة من الشكوك بالنظام المالي»على الوجه ا)كمل«

والبنوك تدرك أنھا تواجه متطلبات رأسمال أعلى، ا)مر الذي بد وأن يرغمھا ولكن إلى أي مدى قد ترتفع . ض نسبة إلى مواردھاعلى تقليص حجم اGقرا

متطلبات رأس المال؟ ھناك الكثير من النقاش حول تفكيك البنوك التي تعد أكبر من ولكن ما الذي سيحدث بالفعل؟. أن يسمح لھا باGفMس

نظرا لھذه البيئة، فليس من المستغرب أن يستمر ا ئتمان في ا نكماش في الو يات وإذا كانت البنوك تعرف القواعد . دة، وأوروبا، وأماكن أخرى من العالمالمتح

التي ستحكم اللعبة، فMبد أن تتوخى الحذر الشديد بشأن اGفراط في توسيع موازناتھا .العامة

Page 70: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

70

لذا فقد أصبحت الجھات التنظيمية الحكومية ـ وجميعنا في نھاية المطاف ـ بين واGفراط في . جل قد يؤدي إلى الندم في المستقبلفالتنظيم المتع. حجري الرحى

أما . فرض الضوابط التنظيمية قد يؤدي إلى إعاقة النمو العالمي لعقود من الزمانإذا كانت التنظيمات متساھلة أكثر مما ينبغي، فإن ا)زمة المالية العالمية الوحشية

رقت الجھات وحتى لو استغ. المقبلة قد تأتي في غضون عقد واحد من الزمانالتنظيمية زمنا كافيا في محاولة القيام با)مر على الوجه ا)كمل، كما يتصور كثيرون منا أن ھذا واجبھم، فقد يضطر العالم إلى الحياة في ظل توسع ائتماني ضعيف بسبب إمساك البنوك عن اGقراض، في انتظار قرار واضح فيما يتصل

.بمستقبلھا

كثيرا ما يؤكد عليھا المؤرخ نيال فيرجسون من جامعة وإليكم فكرة مؤلمة أخرىإن عديدا من الزعماء والمشرعين الذين يصدرون ا)حكام على القواعد : ھارفارد

الجديدة المنظمة لعمل البنوك ھم الزعماء والمشرعون أنفسھم الذين أشرفوا على .التنظيم أثناء الفترة التي سبقت اند ع ا)زمة المالية

ما يسألني الناس عن السبب الذي يجعل خبراء ا قتصاد يوقعون بأنفسھم في كثيرا ومن المؤسف، كما . مثل ھذه المآزق مرارا وتكرارا على مدى تاريخ ا قتصاد

٦٦برھنت أنا وراينھارت من خMل توثيق المئات من ا)زمات المالية، التي غطت إن . الغطرسة والجھل: ي غاية البساطةبلدا وثمانية قرون من الزمان، فإن اGجابة ف

المستثمرين وصناع القرار السياسي كثيرا ما يتسمون جميعا بالجھل التام بالتجارب والقلة القليلة من ا)فراد الذين . التاريخية التي تعد و تحصى مع ا)زمات المالية

، كثيرا ما على دراية بسيطة بما حدث في أوقات سابقة وأماكن أخرى من العالم .« تقلقوا، إن ھذه المرة مختلفة«: يقولون

سيكون مختلفا عن غيره من ا)زمات ٢٠٠٨/٢٠٠٩لعل ا نكماش ا)عظم في . المالية الحادة السابقة، وربما نشھد انتعاشا حادا مستداما في مختلف أنحاء العالم

ر السياسي في مجموعة ولكن النصيحة التي يتعين علينا أن نوجھھا إلى صناع القراالعشرين ھي أ يراھنوا على ذلك، وأن يتحلوا بالصبر، خاصة في البلدان التي

كانت مركزا ل^زمة

Page 71: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

71

א�������א��د�د�����و� ��א��وאق�א�������

" براعم خضراء جديدة"ساد ا)سواق العالمية نوع من التفاؤل المفرط بعد ظھور واVن يرى عدد متزايد من المستثمرين . افةعلى أغصان ا قتصاد العالمي الج

انتعاشة قوية مقبلة، في الصين أو ، ثم في الو يات المتحدة، ثم في أوروبا وبقية ويبدو أن حتى مستويات النمو المروعة التي تم تسجيلھا أثناء الربعين . العالم

كانت السقطة كلما: "ويقول بعض المحللين. الماضيين لم تثبط ھذا التفكير المتفائل ."أعنف كان ا رتداد أقوى

ولكن ما مدى التوسع المعقول الذي قد . ربما يكون ھؤ ء المتفائلون على حقھو " المعيار الجديد"يتوقعه المرء حين ينتھي أسوأ ما في ا)مر أخيرا؟ ھل يكون

إلى ٢٠٠٢نفسه الذي كان سائدا أثناء سنوات ا زدھار من " المعيار القديم" ؟٢٠٠٧

الحقيقة أنني أجد صعوبة في تصور الكيفية التي قد تتمكن بھا الو يات المتحدة والصين، المحركان الرئيسيان للنمو العالمي طيلة عقدين من الزمان، من تجنب

.ا ستقرار على متوسط نمو أدنى كثيرا مما كانت عليه الحال قبل ا)زمة

المالية، وصاحبة أھم اقتصاد على مستوى ولنبدأ بالو يات المتحدة، مركز ا)زمة في أفضل التقديرات، سوف يخرج القطاع المالي في الو يات ، العالم رغم ذلك

ولكن بعض خبراء . المتحدة من ا)زمة وقد أصبح أقل حجما وأكثر خضوعا للتنظيم فقد سجلت الو يات المتحدة نموا سريعا . ا قتصاد يرون في ھذا مدعاة للقلق

أثناء خمسينيات وستينيات القرن العشرين في ظل نظام مصرفي كان خاضعا فلماذا يتكرر ذلك؟. لتنظيمات مشددة

بالتأكيد، ولكن القطاع المالي في وقت مبكر من مرحلة ما بعد الحرب لم يكن وإذا ما أرجعت السلطات . مطالبا بدعم مثل ھذا ا قتصاد المتنوع المتطور اليوم

لساعة إلى الوراء عدة عقود من الزمان فيما يتصل بالتنظيم المصرفي، عقارب افھل يكون بوسعنا أن نتيقن من عدم إرجاعھا لعقارب ساعة الدخل إلى الوراء

أيضا؟

شك أن استھMك الو يات المتحدة، والذي يشكل المحرك ا)ضخم للنمو العالمي، سعار المساكن، وارتفاع معد ت يتجه نحو مستويات أدنى، على خلفية انحدار أ

أثناء فترة الرواج، ارتفعت مستويات . البطالة، وانحدار ثروة معاشات التقاعد

Page 72: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

72

في المائة من الناتج المحلي ٧٠ا ستھMك في الو يات المتحدة حتى تجاوزت .في المائة ٦٠وفي أعقاب ا)زمة فقد تھبط ھذه المستويات إلى . اGجمالي

السياسي الكبير الذي شھدته الو يات المتحدة؟ بعد أن سئم وماذا عن التحول الناخبون من النمو المطرد، فإنھم يتطلعون اVن إلى بذل المزيد من ا نتباه إلى

بيد أن . معالجة المخاوف البيئية، وقضايا الرعاية الصحية، والتفاوت في الدخولإضافة إلى العجز الھائل تحقيق ھذه ا)ھداف السامية سيترتب عليه تكاليف باھظة،

. في الميزانية نتيجة للجھود التي تبذلھا الحكومة ا)مريكية لمواجھة ا)زمة الماليةومن المؤكد أن زيادة الضرائب وفرض المزيد من التنظيمات لن يصبا في مصلحة

.النمو

صحيح أن المجال متاح Gدارة الحكومة على نحو أكثر كفاءة، وخاصة في مجا ت ولكن ھل تكون ھذه المدخرات كافية لمعادلة ا)عباء . ليم والرعاية الصحيةالتع

المترتبة على توسع الحجم اGجمالي للحكومة؟ أرجو ذلك، و شك أن إدارة أوباما كانت بمثابة نسمة من الھواء العليل بعد العجز المذھل الذي اتسمت به سنوات بوش

العالم تتصور دوما أن توسعاتھا يمكن ولكن الحكومات في مختلف أنحاء. تشيني - .تمويلھا من مكاسب الكفاءة، وغالبا ما يتبين لھا في النھاية أنه حلم وھمي

فحتى قبل اند ع ا)زمة . من المنتظر أيضا أن يتباطأ النمو الصيني في ا)مد البعيدة على المالية كان من الواضح أن الصين لن تتمكن من ا ستمرار إلى ما نھاي

فقد بدأت المشكMت المتعلقة بالبيئة . في المائة أو تجاوزھا ١٠مسار النمو الذي بلغ وموارد المياه في التفاقم، وبات من الواضح أنه مع استمرار الصين في النمو بمعد ت أسرع من أي بلد آخر تقريبا، فإن السعة ا ستيرادية لبقية بلدان العالم لن

كانت الصين قد أصبحت أضخم مما ينبغي . التصدير الصينية تتمكن من مجاراة آلة .لھا

ومع ا)زمة المالية، أصبح التعديل الضروري لMقتصاد الصيني نحو المزيد من صحيح أن الحكومة الصينية نجحت رغم انھيار . ا ستھMك المحلي أكثر إلحاحا

توفير ا ئتمان، ولكن الصادرات في دعم النمو من خMل التوسع الھائل في اGنفاق ورغم أن ھذه ا ستراتيجية ضرورية، إ أنھا تھدد باGخMل بالتوازن الدقيق بين

إن . توسع القطاعين الخاص والعام، والذي شكل ا)ساس للتوسع الصيني حتى اVنتنامي الدور الذي تلعبه الحكومة، وتقلص الدور الذي يلعبه القطاع الخاص، ينذران

.يكون مؤكدا بتباطؤ النمو الصيني في وقت حق من ھذا العقد على نحو يكاد

Page 73: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

73

تواجه أوروبا أيضا عديدا من التحديات، وليس فقط )نھا أصبحت اVن صاحبة أسوأ ھبوط اقتصادي بين المناطق الرئيسية على مستوى العالم، بعد أن حذرت حكومة

في المائة في ٦لذي قد يبلغ ألمانيا من انحدار ھائل في الناتج المحلي اGجمالي، واويكاد يكون من المؤكد أن تتسبب ا)زمة المالية المستمرة في إبطاء . ٢٠٠٩عام

عملية التكامل بالنسبة للبلدان الطامحة إلى ا لتحاق بعضوية ا تحاد ا)وروبي في وسط وشرق أوروبا، والتي تشكل شعوبھا ذات التعداد الضئيل أقوى مصادر النمو

.في أوروبا اليومنشاطا

. لن تعاني مناطق العالم كافة بالضرورة تباطؤ التوسع ا قتصادي أثناء العقد المقبلفإذا ما افترضنا استمرار اGصMحات في بلدان مثل البرازيل والھند وجنوب إفريقيا وروسيا، فقد يكون بوسع ا)سواق الناشئة أن تسد جزءا من الفجوة في النمو التي

ولكن في كل ا)حوال، وبعد أعوام من التعديل . لبلدان ا)ضخم اقتصادا خلفتھا االمتواصل لتقديراته بشأن النمو العالمي، فMبد وأن يعيد صندوق النقد الدولي تنقيح

.ھذه التقديرات من جديد

وحتى بعد انتھاء ا)زمة فيكاد يكون من المؤكد أن يظل النمو العالمي لبعض الوقت وقد يكون ھذا التغير في . عليه أثناء سنوات الرواج قبل اند ع ا)زمة أدنى مما كان

وقد تكون الحكومات محقة في . مصلحة البيئة، والمساواة في الدخول، وا ستقرارولكن حين يتعلق ا)مر بتقديرات . انزعاجھا بشأن نوعية النمو وليس سرعته فحسباسة أن يعيدوا توطين أنفسھم على الضرائب وا)رباح فيتعين على المستثمرين والس

للنمو ـ أو متوسط نمو أدنى" المعيار الجديد"

�������5(��א���ز؟���

حتى اVن يستطيع أحد أن يجزم بتوقيت محتمل نتھاء ا)زمة المالية العالمية أ وھو أن العجز في ميزانيات الحكومات : الحالية، ولكن ثمة أمرا واحدا مؤكدا

وبات من الضروري اVن . ستويات لم يسبق لھا مثيل على اGطMقيتجه نحو م .إقناع المستثمرين في ا)عوام المقبلة بتحمل تMل من الديون الجديدة

على (ورغم أن الحكومات قد تحاول فرض ھذه الديون على المدخرين المحليين حتفاظ بكمية سبيل المثال، باستغMل نفوذھا المتزايد لدى البنوك Gرغامھا على ا

، إ أنھا ستجد نفسھا في النھاية ملزمة بتحمل )غير متناسبة من ا)وراق الحكومية

Page 74: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

74

وفي غضون بضع سنوات فقد تصل أسعار الفائدة . أسعار فائدة أعلى كثيرا أيضا في المائة بسھولة، مع ٤و ٣على أذون خزانة الو يات المتحدة طويلة ا)جل إلى

.على بقية السندات الحكومية بالقدر نفسه، أو أكثر ارتفاع أسعار الفائدة

سترتفع أسعار الفائدة لتعويض المستثمرين عن قبول حصة ضخمة من السندات الحكومية ضمن حافظات استثمارھم وعن الخطر المتزايد المتمثل في استسMم

.الحكومات Gغراءات تضخيم ديونھا، بل وحتى ا متناع عن السداد

كارمن راينارت با شتراك معي عن تاريخ ا)زمات المالية، وجدنا في بحث أجرتهأن الدين العام يتضاعف، حتى بعد التعديل تبعا لنسبة التضخم، في غضون السنوات

واVن أصبح عدد كبير من الدول، الضخمة والصغيرة . الثMث التي تعقب أي أزمة .على السواء، في الطريق إلى تحقيق ھذا التوقع

ت حكومة الصين بوضوح إلى أنھا ستلجأ إلى أية وسيلة ممكنة لدعم النمو في أشارومن المعروف أن الصين تحتفظ باحتياطيات من النقد . مواجھة انحدار الصادرات

وتدعو ميزانية . ا)جنبي تبلغ تريليوني دو ر لدعم قدرتھا على الوفاء بوعدھا ھذاالمتحدة إلى عجز ھائل في الميزانية يبلغ الرئيس باراك أوباما الجديدة في الو يات

وحتى تلك البلدان التي لم تنغمس . تريليون دو ر، أي أضعاف الرقم السابق ١٫٧٥بقوة في العربدة المالية فقد بدأت الفوائض التي جمعتھا في ا نھيار، واتجه العجز

العائدات لديھا نحو ا رتفاع إلى مستويات غير مسبوقة، وبا)خص في ظل انحدار .الضريبية

الواقع أن قلة من الحكومات قدمت توقعات واقعية لميزانياتھا، ولو من بعيد، ولكن من . واستندت في ذلك على نحو متوقع إلى سيناريوھات اقتصادية وردية

ويبدو أن الدخل . سيمر بظروف عصيبة ٢٠٠٩المؤسف أن ا قتصاد العالمي عام في المائة تقريبا أثناء ٦ليورو قد انحدر بمعدل يبلغ في الو يات المتحدة ومنطقة ا

؛ كما ھبط الناتج المحلي اGجمالي في اليابان ربما ٢٠٠٨الربع ا)خير من عام .بضعف ذلك المعدل

في المائة أثناء ٦أما ادعاء الصين أن ناتجھا المحلي اGجمالي سجل نموا بلغ معدله انھارت الصادرات في مختلف أنحاء آسيا، فقد. نھاية العام الماضي فھو محل شك

ونستطيع أن نقول إن الھند، والبرازيل إلى . بما في ذلك كوريا واليابان وسنغافورة Mولكن قـلة من ا)سواق الناشئة . درجة أقل، تمكنتا من الصمود على نحو أفضل قلي

ي البلدان بلغت المرحلة التي تستطيع معھا الصمود في وجه ا نھيار المتواصل ف .المتقدمة اقتصاديا، ناھيك عن العمل كمحركات بديلة للنمو العالمي

Page 75: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

75

وفي ظل أزمة ا ئتمان، التي ما زالت تجعل من الصعب بالنسبة للعديد من المؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم أن تحصل على المستوى ا)دنى

في إدارة أعمالھا التجارية، فقد من التمويل الMزم للحفاظ على أصولھا وا ستمرار. على حافة الھاوية ٢٠٠٩أصبح الناتج المحلي اGجمالي على مستوى العالم في

وھناك إمكانية حقيقية أن يسجل النمو العالمي أول انكماش له منذ الحرب العالمية .الثانية

وتحت أي من الظروف فمن المؤكد أن مجموعة ضخمة من البلدان ستشھد انحدارا ، في حين ستشھد بعض البلدان ٢٠٠٩في المائة عام ٥و ٤في ناتجھا يراوح بين في المائة أو أكثر، مع انخفاض في المستوى الحقيقي ١٠انحدارا قد يصل إلى

وا)سوأ من ذلك أن المؤسسات المالية إن لم . في المائة أو أكثر ١٠للركود بنسبة طا )عوام مقبلة، وخاصة في البلدان التي تسترد نشاطھا السابق فقد يظل النمو محب

وقد يكون . شھدت منشأ ا)زمة مثل الو يات المتحدة، بريطانيا، أيرلندا، وإسبانياالنمو بعيد ا)مد في الو يات المتحدة في حالة بالغة السوء، بينما توجه إدارة باراك

يع الدخول أقرب إلى أوباما البMد نحو مستويات من الرعاية ا جتماعية وإعادة توز .المستويات ا)وروبية

إن البلدان التي تتمتع بمعد ت نمو أقرب إلى النمط ا)وروبي قد تتمكن من التعامل في المائة من الناتج المحلي اGجمالي حين تكون أسعار ٦٠مع التزامات دين تعادل

في ٨٠دان إلى ولكن مع ارتفاع مستويات الدين في العديد من البل. الفائدة منخفضةفي المائة من الناتج المحلي اGجمالي، وفي ظل التأكيد على أن ٩٠المائة أو

. انخفاض أسعار الفائدة اليوم يشكل ظاھرة مؤقتة، فإن المتاعب مقبلة محالةوالعديد من البلدان التي تحمل نفسھا كميات ھائلة من الديون في محاولة Gنقاذ

حريك توقعات النمو متوسطة ا)مد قليM، ا)مر الذي يثير بنوكھا لم تنجح إ في ت .تساؤ ت حقيقية بشأن القدرة على سداد الديون أو ا ستمرار في ا ستدانة

في المائة، ١٠٠فإيطاليا، على سبيل المثال، حيث تجاوزت نسبة الدين إلى الدخل ولكن . العالميةكانت قادرة على تدبير أمورھا حتى اVن بفضل انخفاض ا)سعار

مع تراكم الديون وارتفاع أسعار الفائدة العالمية فسوف يصبح المستثمرون أكثر أما بلدان أخرى، مثل أيرلندا . توترا بشأن الخطر المتمثل في إعادة جدولة الديون

وبريطانيا والو يات المتحدة، فقد بدأت بموقف مالي أكثر قوة، إ أنھا قد تكون .ين ينقشع غبار ا)زمةأفضل حا ح

Page 76: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

76

فما زالت البنوك المركزية اVسيوية . وتشكل أسعار الصرف عامM مجھو آخرولكن حين تصبح ديون الو يات المتحدة وعملتھا من . تتشبث بعصبية بالدو ر

الطراز العتيق، فقد يسجل اليورو ارتفاعا في مقابل الدو ر بعد عامين إلى ثMثة .ما ظل اليورو موجودا على الساحةأعوام، ھذا إذا

شك أن بعض الحكومات، مع تراكم الديون واستمرار الركود، ستحاول تخفيف العبء الملقى على كاھلھا باللجوء إلى القمع المالي، أو فرض معد ت تضخم

. أعلى، أو ا متناع عن سداد الديون جزئيا، أو تركيبة من ا حتما ت الثMثةل ھذا أن لعبة النھاية للركود ا)عظم الحالي لن تكون جميلة بأي والمؤسف في ك حال من ا)حوال

���מ�������د�د����ع

إن صراعا ضخما يعتمل اVن داخل مجموعة العشرين بشأن مستقبل النظام المالي و شك أن نتائج ھذا الصراع ستؤثر في العالم ـ وليس فقط العالم الباطني . العالمي

.تمويل الدولي ـ لعقود مقبلة من الزمانالسري لل

وقد يزعم الساخرون . إن المال يعمل على تشكيل السلطة والنفوذ وصياغة ا)فكارأن ا)سس التي يقوم عليھا النظام المالي العالمي لن تتغير بأي حال من ا)حوال،

إذ إننا في جميع ا حتما ت سنشھد تغييرات ضخمة في غضون . ولكنھم مخطئونا)عوام القليلة المقبلة، وربما في ھيئة مؤسسة أو معاھدة عالمية للتنظيم المالي

الحقيقة أنه من المستحيل تقريبا أن ينجح العالم في حل الورطة الحالية دون . الدولي .ا ستعانة ببوصلة ما تشير إلى مكمن النظام الجديد

نظاما يؤدي في النھاية إلى إن الو يات المتحدة وبريطانيا تريدان بطبيعة الحال ولقد أعلن وزير خزانة الو يات المتحدة تيموثي غايثنر . توسيع نطاق ھيمنتھما

وحتى من ينتقدون . أخيرا الخطوط العريضة لنظام مالي أكثر ميM إلى المحافظةالعربدة المالية التي انغمست فيھا الو يات المتحدة في الماضي فMبد أن يعترفوا بأن

.تراح غايثنر يشتمل على بعض ا)فكار الطيبةاق

في المقام ا)ول، قد تـعمد الجھات التنظيمية إلى إجبار الممولين على ا حتفاظ بقدر أعظم من النقد لتغطية رھاناتھم الخاصة، بد من ا عتماد كثيرا على دافعي

قييم الصفقات كما يسعى غايثنر إلى جعل ت. الضرائب باعتبارھم حاجزا وقائيا

Page 77: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

77

المالية أكثر تبسيطا وسھولة، حتى يتمكن المستثمرون ومجالس اGدارة والجھات .التنظيمية من تقييم المجازفة التي يواجھونھا على نحو أفضل

ولكن في حين أن بقية بلدان العالم متعاطفة مع أفكار غايثنر، إ أن بلدانا أخرى تود فقد بدأت روسيا ومعھا الصين في التشكيك . يلو ترى المزيد من اGصMح الجوھر

ففي خطاب رصين ألقاه . في الدو ر باعتباره العمود الذي يقوم عليه النظام الدوليرئيس البنك المركزي الصيني تشو شياو تشوان تحدث عن المزايا المترتبة على

.ھاوجود عملة عالمية خارقة، والتي ربما يستطيع صندوق النقد الدولي أن يصدر

أما الرئيس الحالي لمجلس وزراء ا تحاد . وھؤ ء ھم النقاد ا)كثر ھدوءا ا)وروبي، وھو رئيس الوزراء التشيكي ميروسMف توبو نيك، فقد عبر بصراحة عن الغضب الذي يعتمل في نفوس العديد من الزعماء ا)وروبيين حين وصف

الطريق إلى "لمالية بأنه ا)سلوب ا)مريكي المسرف في التعامل مع السياسة اوربما كان بوسعه أن يقول الشيء نفسه عن وجھات النظر ا)وروبية فيما ". الجحيم

.يتصل بالقيادات المالية في الو يات المتحدة

إن ما نراھن به في إطار المناقشة الدائرة بشأن اGصMح المالي الدولي ضخم ر في مركز النظام المالي العالمي يمنح والحقيقة أن الدور الذي يلعبه الدو . للغاية

الو يات المتحدة القدرة على جمع مبالغ ضخمة من رأس المال دون تكدير وجميعنا نتذكر كيف قرر رئيس الو يات المتحدة السابق . اقتصادھا بM ضرورة

. جورج دبليو بوش تخفيض الضرائب في الوقت نفسه الذي بدأ فيه غزوه للعراقحاط من شبھات بتصرفات بوش في كل من السياقين، فقد ھبطت ولكن رغم ما أ

.أسعار الفائدة على الدين العام للو يات المتحدة في ذلك الوقت

وا)ھم من ذلك أن الدور الذي تضطلع به الو يات المتحدة في مركز النظام المالي قدرا ھائM العالمي يمنح المحاكم والجھات التنظيمية والساسة في الو يات المتحدة

ولھذا السبب . من السلطة والنفوذ على ا ستثمار العالمي في مختلف أنحاء العالمكان الخلل الوظيفي في النظام المالي الذي تتبناه الو يات المتحدة سببا في تغذية

.حالة الركود العميق التي يعيشھا العالم اVن

ثنر؟ وھل يوجد نموذج آخر للنظام من ناحية أخرى، ما البدائل المطروحة لرؤية غاي المالي العالمي؟

إن التناول الذي طرحته الصين من شأنه أن يفرض قدرا ھائM من الضرائب . المستترة على المدخرين، الذين يحصلون على فوائد ضئيلة للغاية على ودائعھم

Page 78: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

78

ئدة ولقد سمح ھذا الوضع للبنوك الخاضعة لسيطرة الدولة بتقديم قروض بأسعار فا .مدعمة للشركات والقطاعات المفضلة

وفي الھند يستخدم القمع المالي كوسيلة لتعبئة المدخرات ا)سيرة للمساعدة على تمويل الديون الحكومية الھائلة بأسعار فائدة أقل كثيرا من ا)سعار السائدة في أي

.سوق حرة

ي تواجھھا البMد نابع وفي روسيا سنجد أن القسم ا)عظم من المشكMت الحالية التذلك أن العديد من المقترضين الذين أصبحوا عاجزين . من نظامھا المصرفي المختل

عن الحصول على التمويل بشروط معقولة في الداخل، اضطروا إلى اقتراض العمMت الصعبة من الخارج، ا)مر الذي أدى إلى خلق أعباء مالية ھائلة حين انھار

.الروبل

أن تحافظ على نموذجھا المصرفي الشامل، حيث تقوم البنوك بنطاق وتريد أوروباعريض من الوظائف يراوح ما بين استقبال الودائع إلى تقديم القروض التجارية

المقترحات . الصغيرة إلى مزاولة أنشطة ا ستثمار المصرفي على مستوى عالعل ا)عمال التي طرحتھا الو يات المتحدة من ناحية أخرى من شأنھا أن تج

ويرجع ذلك جزئيا إلى أن ھذه المقترحات تھدف . المصرفية الشاملة أشد صعوبةعلى النظام " خطرا شامM "إلى إقامة سياج حول المؤسسات المالية التي تفرض

ومثل ھذه التغييرات من شأنھا أن تفرض ضغوطا على البنوك الشاملة . الماليا ستثمارية ا)عظم خطرا سعيا إلى العمل لحملھا على ھجر ا)نشطة المصرفية

.على نحو أكثر حرية

شك أن المؤسسات الھائلة الحجم في الو يات المتحدة مثل سيتي جروب، وبنك ولكن النماذج المصرفية الشاملة أقل . أوف أمريكا، وجيه بي مورجان ستتأثر أيضا

ضع في أوروبا وأجزاء من آسيا مركزية بالنسبة للنظام المالي ا)مريكي مقارنة بالو .وأمريكا الMتينية

وبعيدا عن العواقب الضمنية المترتبة على ا)نظمة الوطنية المختلفة، فإن ھيئة العمل المصرفي في المستقبل ستشكل عامM على قدر عظيم من ا)ھمية بالنسبة

لخاصة، للنظام المالي ا)وسع نطاقا، بما في ذلك رؤوس ا)موال، وا)سھم ا. ويھدف اقتراح غايثنر إلى كبح جماح كل ھذه ا)شكال بدرجة ما. وصناديق الوقاء

وقد تكون المخاوف المرتبطة با)زمة مفھومة، ولكن دون ھذه ا)ساليب اGبداعية الجديدة في التعامل مع التمويل فربما ما كان بوسعنا أن نرى صرحا مثل وادي

ن أين يقع التوازن بين المجازفة واGبداع؟ولك. السيلكون يظھر إلى الوجود

Page 79: قراءة في الاقتصاد العالمي البروفيسور كينيث رغوف

79

رغم أن قسما كبيرا من مناقشات مجموعة العشرين معني بقضايا، مثل الحوافز المالية العالمية، إ أن الرھان ا)عظم يشتمل على اختيار فلسفة جديدة للنظام المالي

ديد ل^مر، وإذا عجز زعماؤنا عن البحث عن تناول ج. الدولي وأجھزته التنظيميةفإن الفرصة قائمة لتحول العولمة المالية سريعا نحو اتجاه معاكس، ا)مر الذي بد

.أن يزيد من صعوبة الخروج من المستنقع الحالي