واقع المسرح العربي

واقع املسرح العربيشهادات ورؤى

حترير: سباعي السيد

اصدارات املسرح دوت كومWWW.AL-MASRAH.COM

الطبعة األولى - 2009

3واقع املسرح العربيشهادات ورؤى

اصدارات املسرح دوت كوم - 2009

• سباعي السيد4 على سبيل التقدمي

• د.جالل جميل11 حياة جديدة في املوت تولد

• د. ماري الياس16 املسرح السوري واقع وآفاق مستقبلية

• جوان جــــان34 املسرح السوري في مطالع األلفية الثالثة

• عبد الناصر خالفاغلقوا املسارح اجلزائرية!!! 49

• عباس احلايك56 مالمح املسرح السعودي احلديث

• كامل الباشا61 املسرح الفلسطيني بني مطرقة التمويل وسندان اإلهمال

• عصام أبو القاسم73 املسرح في السودان : أزمة مؤسسات ، ومؤسسات أزمة !

• د. وطفاء حمادي 78 املسرح اللبناني في مائة عام:

• يوسف رقة 98 تغريدة على هامش املسرح اللبناني

• عزة القصابي101 املسرح العماني بني املطرقة والسندان

• سعداء الدعاس107 شهادة مسرحية من الكويت

• أحمد شرجي110 شكرا للدكتاتورية

• عبد اجلبار خمران115 املسرح العربي في املهجر

المحتويات

تصميم الغالف: أحمد جمال التصميم الداخلي: حسن عبد املنجي



على سبيل التقدمي

سباعي السيد

قراءنا األعزاءالعالم به يحتفل الذي للمسرح العالمي اليوم بمناسبة بالتهنئة العرب المسرحيين لكل أتقدم أن يسرني أجمع،

والتمنيات بالمزيد من اإلبداع على خشبة المسرح.

هذا الكتاب هو بمثابة محاولة منا الستقراء واقع المسرح خالل من الثالثة، األلفية مستهل في ونحن اليوم العربي ينتمون نقادنا وكتابنا ومخرجينا شهادات ورؤى عدد من إلى أجيال مختلفة ، في تسع دول عربية هي: سورية ولبنان وفلسطين وعمان والجزائر والسعودية والعراق والكويت

والسودان.

حيث دعونا نخبة من المسرحيين العرب للمساهمة في عالم في األسماء ألمع من بعض واستجاب الملف، هذا لواقع ورؤيتهم بشهاداتهم إلينا فأرسلوا العربي المسرح

المسرح في بالدهم.ليس هناك مسرح عربي واحد، فهناك الكثير من التباين تركزت عربي قطر كل بين ما الثقافية، الظروف في العولمة، إطار في المسرح وضعية في والهموم القضايا بما تحمله من متغيرات تؤثر على المسرح كفن جماهيري واجتماعي بالضرورة، سواء من حيث الظروف اإلنتاجية توليه الذي واالهتمام األهمية حيث من أو واالقتصادية،

[email protected]



المؤسسة الثقافية الرسمية لهذا الفن العريق.االقتصادية الظروف بمعزل عن المسرح الحديث عن يمكن ال واالجتماعية للمجتمع الذي يفرزه، فالفنان المسرحي محكوم بعوامل تدفعه أو تعوقه عن اإلبداع الفني في مجال المسرح، والمتفرج من جهته محاصر بخيارات عديدة للترفيه وسيل ال ينقطع من الدراما عامة قنوات خالل من الساعة مدار على التليفزيون يبثها التي

ومتخصصة.وال تخفي الدكتورة ماري الياس في حديثها عن المسرح السوري- إحساسها بالمشكلة، حيث تؤكد أن » المسرح يمر بمنعطف سيؤثر على وجوده ومستقبله....ننطلق في فكرتنا هذه من استنتاج سريع العالي المعهد للدراسة في المتقدمين نقارن عدد نستخلصه عندما بأشكالها وفنونه المسرح بدراسة الراغبين المسرحية، للفنون المسارح، أو المسرح في التخرج، بعد منهم، العاملين ونسبة ..مجال في للعمل منهم يتحولون الذين بعدد النسبة هذه مقارنة ثم

التلفزيون أو غيره.«

أما األستاذ جوان جان فيرى أن المسرح السوري قطع خطوات انه يعيش القول الماضية بحيث يمكن القليلة السنوات ايجابية في مرحلة ازدهار، إال أنه يستدرك قائال: )إن( الخطوات التي قطعها المسرحيون السوريون ال تعني أن المسرح السوري قد وصل إلى شط األمان وأصبح بمقدوره الركون إلى ما هو قائم، بل على العكس تماما، فالمسرح السوري مطالب اليوم –في ظل حملة التتفيه التي تحاول النيل من الثقافة السورية- أكثر من أي وقت مضى أن يثبت أن عودة الروح إليه ليست أمرا طارئا سرعان ما يتبدد، وأن العالقة الجيدة التي استطاع بناءها مع جمهوره ليست عالقة عابرة تنتهي

بعد فترة وجيزة من الزمن.




القدس العربية ومن المسارح في جميع يتجلى باألزمة الشعور المحتلة كتب لنا المخرج المسرحي كامل الباشا عن واقع المسرح في أكد حيث ، اإلهمال وسندان التمويل مطرقة بين الفلسطيني شهادته أن كافة الدراسات والكتابات حول المسرح الفلسطيني تصل تلت التي االنجازات لتتوقف هناك وتتحول كل العام 1982 إلى ذلك التاريخ الى هامش المجهول ، ذلك ان جل االنجاز المسرحي الغالب في مجمل اإلعمال يتركز في التاريخ بعد ذلك الفلسطيني لذا ولكل ما سبق التي أنتجت داخل فلسطين المحتلة ، المسرحية ذلك بعد الفلسطيني المسرح عن هذه مقالتي في ساتحدث فانني التاريخ ، محاوال ان استفز من يمكن ان يستفز ) بضم الياء ( علنا نثير لدى الباحثين والنقاد الفضول الذي ال بد منه للولوج في العوالم

التي يتحرجون من الدخول اليها . وكان التمويل أيضا هو هاجسا مشتركا مع الكاتب اللبناني يوسف المسرحيين معاناة عن القصيرة »تغريدته« في كتب الذي رقة في المسرحي اإلنتاج »إن فقال: التمويل مشكلة من اللبنانيين لبنان يعتمد أساسا على المساعدات الممنوحة من الدول األوروبية والصناديق األميركية وبعض المؤسسات اللندنية ، وهي مساعدات إنتاج عمل مسرحي. تكاليف أنها ال تغطي بمعنى للغاية محدودة أما وزارة الثقافة اللبنانية فهي تقدم مساعدة مالية مقطوعة لسهرة الدولة تمنحها التي المتواضعة الموازنة إلى نظرا وذلك واحدة اللبنانية لهذه الوزارة ، باعتبار أن الثقافة ال تطعم خبزا وال تغني

عن جوع.«




اللبناني المسرح مسيرة حمادي وطفاء الدكتورة وتستعرض منذ بداياته حتى اآلن، وتخلص من رؤيتها التاريخية الى أنه على يترسخ ان إلى يسعى لبنان في والمسرح وأكثر عام مئة مدى عضويا كعنصر من العناصر المادية للثقافة، وأن يتجذر في وعي وأن المشهدية، والصورة والتأليف التمثيل مستوى على األجيال يخلق حالة تفاعلية مع جمهوره، وذلك على الرغم من تنافسه مع الصورة السينمائية والتلفزيونية التي يمكن أن يقدمها عندما يوظف شكل يمتلئ حتى المسرح، بها ويستعين التكنولوجية التطورات المسرح بمحمول فكري يعكس واقع العصر والمرحلة، ويعبر عن

هموم الناس وقضاياهم.من الجزائر كتب الناقد عبد الناصر خالف عن قضايا الخوصصة الفضاء إشكالية ركز انه اال المسرح، في الخصخصة( )أو يذهب وأن المغلقة، العلبة عن الخروج وض��رورة المسرحي،

المسرح إلى الناس.

ولم ننس الجهود المسرحية لفنانينا العرب في المهجر،في أوربا المسرحي خمران الجبار عبد الزميل من طلبنا حيث تحديدا، المغربي المقيم بباريس أن يكتب لنا عن تجربته المسرحية في فرنسا، فآثر الكتابة ال عن تجربته الخاصة، وإنما كتب عن تجربة كاتب ومخرج وممثل: الكاتب المسرحي قاسم مطرود المقيم ببريطانيا، والمخرج والكاتب اللبناني وجدي معوض الكندي الجنسية، والممثل بنتيجة مقالته خمران ويبدأ بهولندا. المقيم شرجي أحمد العراقي توصل إليها مفادها : إن المسرحيين العرب المقيمين خارج بلدانهم




ينتجون »مسرح إقامة« وليس »مسرح مهجر أو منفى« مستعيرا تعبير الشاعر المغربي المقيم ببلجيكا عدنان ياسين عندما تحدث عن ما سماه »أدب إقامة« ألفراد يقيمون ببلدان ربما ال يعتزمون

مغادرتها، ومنهم من يبدع بلغة البلد الذي يقيم به.

جالل الدكتور سطره ما الشهادات هذه في آلمني ما أشد لعل العراقيين. والمسرحيين المسرح مأساة فلنقل أو أزمة عن جميل كتب الدكتور جميل قائال ما يشبه الرثاء لحركة مسرحية متأججة ئ: وجاءت محنة المسرح العراقي بعد االحتالل األمريكي للعراق، إذ حاول بعض من المندسين وضعاف النفوس أن يقيموا هوة بين والدينية والعنصرية والطائفية االيدولوجيات بإقحام ، الفنانين تحتضن بغداد كانت أن فبعد . .... المسرح المقدس محراب في المهرجانات المسرحية ، والمهرجانات االحتفالية ) بابل والحضر( بها يمر التي الصعبة األحداث تحت وطأة المسرح ، غاب عنها

العراق ، إال من شذرات هنا وهناك.اإلحساس باألزمة ماثل أيضا في المسرح السوداني حيث يكتب الناقد عصام أبو القاسم تحت عنوان المسرح في السودان : أزمة مؤسسات ، ومؤسسات أزمة ! : ان واقع الممارسة المسرحية في السودان يطرح في الوقت الراهن مأزوما بالعديد من المشكالت ال تبدأ باالفتقار لدور العرض وال تنتهي بالضعف المريع لمؤسسات المسرح وضيق أفقها، الرسمية واألهلية علي السواء وال نكاد نلمح

في األفق ما يمكن أن يجعلنا نتفاءل.«الدعم أهمية على الدعاس سعداء الناقدة تشدد الكويت وفي




المؤسسي الرسمي للمسرح: » دولة مثل الكويت ، ال يشكل المسرح له وتضمن المسرح تدعم يد من ألكثر تحتاج ، ألبنائها هاجسا االستمرارية ، ولعل أهم تلك األيدي وأكثرها فاعلية ، هي المؤسسة الثقافية الرسمية ، وال يمكن أن نتجاهل دور وسائل اإلعالم في ذلك . على أمل أن يظل المسرح الكويتي محافظا على كيانه الذي نخشى

عليه من التالشي واالندثار.«

تواجه التي التحديات من عددا القصابي عزة الناقدة وترصد العماني من أهمها: اختفاء الدور المسرحية المحترفة، و المسرح ندرة وجود الفنان المتفرغ للعمل الفني، حيث أن الذين يعملون في اإلعالمية القطاعات في العاملين الهواة من هم الفنون مجاالت المسرحية كالمهرجانات المسرحية الفعاليات تراجع و والثقافية، لدى المادي العامل بضعف يتعلق آخر، تحد وهناك والملتقيات،

الفرق األهلية للمسارح.مما لفت نظري اشتراك اثنين من المساهمين في هذا الكتاب في بين الفلسطيني المسرح له: الباشا عنوانا تعبير متداول:فقد اختار مطرقة التمويل وسندان اإلهمال، أما الزميلة الناقدة عزة القصابي فكتبت تحت عنوان المسرح العماني بين المطرقة والسندان. هل هي محض صدفة ، أم انه تعبير حقيقي عن معاناة المسرح والمسرحيين

في عالمنا العربي؟!

هذا الكتاب الذي نعتبره حلقة أولى في كتاب أشمل نطل من خالله واقع وتحليل لرصد منا محاولة هو كله، العربي المسرح على




المسرح العربي من خالل كتابات ممارسيه ونقاده ،محاولة نطمح عندما جديد من إص��داره نعيد وسوف ، متكاملة تكون أن إلى يكتمل المشهد المسرحي العربي باكتمال حلقته الثانية والتي تتضمن والمغرب وتونس مصر من ونقاد لمسرحيين ورؤى شهادات واألردن قطر والبحرين واإلمارات العربية المتحدة واليمن وليبيا،

حيث لم نتمكن لظروف الوقت من إدراجها هنا.

في المساهمين المسرحيين لكل العميق بالشكر كلمتي وأختتم على الكثيرة انشغاالتهم رغم حريصين كانوا الذين الكتاب، هذا بخالص أتوجه إليهم الكتاب، هذا في بفكرهم وخبرتهم المشاركة

التحية وأهديهم أسمى آيات التقدير.

سباعي السيد

الدوحة في 27 مارس 2009



اصدارات املسرح دوت كوم - 2009 حياة جديدة في املوت تولد

د.جالل جميل

حياة جديدة في املوت تولد

»إذا كان لدي معطف اإلوز األبيض«هنريك أبسنمن مسرحية )قبر المحارب (

المسرح العراقي بين حانة ومانة ، بين التابو والمقدس،بين انه اإلنسان، مع اإلنسان وصراع األقدار، مع الصراع أشبه بجريان زمن هيرقليطس الفيلسوف اإلغريقي العتيق ، عندما وضع قدمه في الماء للمرة االولى ) ورواية أخرى تقول:وضع أصبعه (.هكذا هو زمن المسرحيين العراقيين منذ حراك نص )حنا حبش( ،على أيدي اآلباء الدومنيكان والى يومنا هذا ، وسيستمر مدا وجزرا إذا ما بقيت المتكآت من الرغم على ، البيانية خطوطه ترسم التي السياسية تحرره في أزمنة متداخلة مع ظروف هاجس االرتقاء عند إلى تحويله إمكانية ، فيه الذين وجدوا الساسة من بعض بوق دعائية من خالل ادلجة األفكار التي يقدمها ، لكن قامته الوطنية لم تنحن ابدا ، وبقي شامخا على الرغم من كثرة تريسياس نهدا له ونبت ، توسدت طريقه التي الحفريات ، فكبر الجميلة للفنون بتأسيس معهد له عند أول حاضنة النهدان وامتدا ليرضعان أجياال تلو أجيال ، وكبرت قامات

[email protected]

العــراق



الشبلي( )حقي ورائدهم ،من شيخهم النهدين كبر مع المسرحيين تزركش نجوما الالمعة األسماء من المئات قل بل عشرات إلى سماء المسرح العراقي .وانأ اسطر األسماء ،اعتذر لمن لم يسعفني الرغم من غيابه عن هذه حضور اسمه لكن نجمه ساطع ، فعلى الوريقات ، لكنه أبدا يبقى قامة من قامات المسرح العراقي والعربي .هذه أسماء شكلت حروف الحرية وأعطت لها اسمها :يحيى قاف ، نوري ثابت ، بهنام ميخائيل ، سليم عبدالرحمن ، خالص المال حمادي ، نعوم فتح اهلل السحار ، سليمان الصايغ ، جاسم العبودي ،ابراهيم جالل ،جعفر السعدي ، جعفرعلي ، خليل الرفاعي ، اديب القليجي ، فوزي مهدي ،احمد فياض المفرجي ، ابراهيم الخطيب ، عوني كرومي ، طارق فاضل ، جليل القيسي ، محي الدين زنكنه ، نورالدين فارس ، غازي مجدي ، حكمت الكلو ، خليل ابراهيم ، حسن فاشل ،عزيز عبدالصاحب ، هاني هاني ، عبدالخالق المختار ، خضير الساري ، كريم جثير ، محمود فتحي ، عبدالجبار جميل ، فاروق فياض ، وجيه عبدالغني ، راسم الجميلي ، سامي السراج التميمي ، اسعد عبدالرزاق ،بدري حسون فريد ، سامي ، طعمة عبدالحميد ،يوسف العاني ، طه سالم ، يوسف الصائغ ، خليل شوقي ، قاسم محمد ، عادل كاظم ، قاسم المالك ، صالح القصب ، قائد ، الجبوري معد ، حساني حميد ، السنيد عبدالمطلب ، النعماني طالل حسن ، فالح شاكر ، جبار صبري العطية ، عزي الوهاب ،محسن العزاوي ،كاظم الزيدي ، مرسل الزيدي ، جواد االسدي ، حسن عبد ، محمد وهيب ، شهاب احمد ، فاضل جاسم ، بهجت الجبوري ، عبداهلل جواد ، كريم عواد ، علي احسان الجراح ، سعيد العمري ، احمد ساالر ، فاضل الجراح ، شفاء شامايا ، صفوت خليل ، عقيل مهدي ،عزيز خيون ، جواد الشكرجي ، محسن العلي ، محمد نوي طبو ، عصام عبدالرحمن ، ازاد وهي صموئيل ، فوزية




ناهدة ، الزيدي ، سليمة خضير، سعدية فوزية عارف ، الشندي الرماحي ، فاطمة الربيعي ، زهرة الربيعي ، عواطف السلمان ، غزوة الخالدي ، شذا سالم ، سها سالم ، عواطف نعيم ، ليلى محمد ، سناء عبدالرحمن ، أمل طه ، نعيم اقبال ، المغازجي ابتسام ،فوزية حسن ، سمر محمد ، هديل كامل ، سهير اياد ، ثورة يوسف ، احالم عرب ، عادل كريم ، جالل جميل ، ثامر عبدالكريم ، شفيق المهدي ، ريكاردوس يوسف ، رعد فاضل ، محمد العمر ، حسين االنصاري ، كريم عبود ، طارق العذاري ، يوسف رشيد ، محمد ميمون ، شهيد رياض ، سكران موسى رياض ، حبيب حسين الخالدي ، عباس علي جعفر ، فاضل القزاز ، كاظم حيدر ، عبداهلل ، عبدالواحد طارق ، كوركيس عادل ، حيدر عبد نجم ، حسن كريم رشيد ، وهناك االن جيل من الشباب نتوسم فيهم أمال للمسرح

العراقي ، بما يمتلكونه من طاقات وحب لفنهم .ويكبر نهدا تريسياس بتأسيس مصلحة السينما والمسرح وبزوغ ، األهلية المسرحية الفرق من العديد وتشكيل ، القومية الفرقة ، العاصمة بغداد الجميلة ، وتألق مسرح الفنون أكاديمية وافتتاح وبقيت المحافظات تشكو فقرها ، عدا بعضها التي هم مسرحيوها وهيكلوا لهم جماعات من الهواة ينضوون تحت اسم شركة أو اسم اكتمل حضورها إلى أن ، نقابة أو أو مؤسسة أو جمعية دائرة ، الفني فتحولت تلك الجماعات إلى تأسيس فرقها المسرحية األهلية شبه الرسمية ، وصدر قانون تأسيس الفرق المسرحية او الجمعيات فنية شهادات حملة من المؤسسين من خمسة يكون أن ،على مسرحية إما من معاهد أو كليات فنية كي يكتمل نصاب قيام فرقة مسرحية ، مع دعم مالي إلنتاج أعمال مسرحية ضمن شروط منها ايدلوجي ومنها سياسي ومنها أعراف وتقاليد التي عدة تابوات ال يمكن المساس بها في السبعينات من القرن الماضي ، ولكن على




الرغم من ذلك فقد بدأ المشهد المسرحي والثقافي تعلو وتائره باتجاه الثقافي بالحراك إنتاجية كبيرة ومهمة دفعت أعمال االنفتاح على العراقية الحرب ومع ، متواصلة خطوات األمام إلى المسرحي المسرح حمى استعرت الماضي القرن ثمانينيات في ، االيرانية الهزلي ، الذي أطلق عليه المسرح التجاري ، واستمر في تسعينياته ، وغدا في العاصمة بغداد وحدها ، اثنان وعشرون عرضا مسرحيا يبحثون عن الذين المشاهدين باآلالف من تكتظ صاالتها ، يوميا فرض ال��ذي الجائر الحصار وتعب اليومية همومهم يزيل ما على العراقيين ،وفي تلك الحقب الزمنية كلها لم ينقطع المسرحي العراقي بتخصصاته كافة عن المشاركة في المهرجانات المسرحية ، والقراءات ، والحوارات ، والندوات ، والمؤتمرات ، العربية رغم الظروف الصعبة التي تمر بها الثقافة العراقية ومنها المسرح للعراق بعد االحتالل األمريكي العراقي المسرح . وجاءت محنة ،إذ حاول بعض من المندسين وضعاف النفوس ان يقيموا هوة بين بإقحام االيدولوجيات والطائفية والعنصرية والدينية في الفنانين ، محراب المقدس المسرح ، بإدخال تابوات ، قبر سلطانها قبل أن تولد بحنكة ودراية ودربة الفنانين العراقيين من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه الى غربه ، بإدراكهم لما يخطط له هؤالء ، ووعي تحتضن بغداد كانت أن فبعد . لها والتصدي ، بالحالة وظروفها المهرجانات المسرحية ، والمهرجانات االحتفالية ) بابل والحضر( بها يمر التي الصعبة األحداث تحت وطأة المسرح ، غاب عنها معاهد في وتخصيصا ، وهناك هنا ش��ذرات من إال ، العراق وكليات الفنون الجميلة التي غطت وسطه وشماله وجنوبه ، فمثال ، أقيم مهرجان الحدباء المسرحي األول في مدينة الموصل في شمال العراق ، من قبل كلية الفنون الجميلة / جامعة الموصل، بمشاركة عدد من الفرق المسرحية الرسمية التابعة إلى الكلية نفسها ، وشبه




واالتحادات والهيئات ، المهنية المنظمات إلى التابعة الرسمية والفرق المسرحية األهلية ، وعرض فيه اثنا عشر عرضا مسرحيا ، واختيرت النصوص للمؤلفين الذين هم من أبناء المدينة ، وسبق عشر أربعة فيها قدمت المدينة في المسرح عن ندوة المهرجان المسرحية والعروض المسرح والمؤلفين والفرق تاريخ بحثا عن

المسرحية .بنمو لالستمرار وتهيئة المسرحي بالتواصل تشبث ، كله ذلك نهدي تريسياس ، وعالمة دالة على أن المسرح العراقي مازال حيا تتواصل نبضاته ، على الرغم من هجرة العدد األكبر من فنانيه ، الذين ضاقت بهم سبل العيش ، وهم يبحثون عن لقمة يدارون بها لم المعدي ،وبدأت جثامين بعض من الفكري والفني قبل جوعهم ما آلخر البصر تعتصر عائدة الوطن الى تهاجر الغربة يتحمل يعيشها ، إجبارية غربة إنها ، العراق من صور تراه أن يمكن فنانون كبار في الفن وكبار في السن ، هم أحق بمساحة من األرض حتى لو كانت مترا مربعا واحدا ، من الكراسي التي يجلس عليها السياسيون ، ألن الفنان يعد حضارة البلد وواجهته ، ورمزا يتألأل

في سمائه .أشهد بأن اعترافي هذا يضيق على الصدور ويكبت األنفاس لكني

آمل أن احصل على معطف اإلوز األبيض .




املسرح السوري : واقع وآفاق مستقبلية

د. ماري الياسعندما نتكلم اليوم، في بداية األلفية الثالثة، عن المسرح أو غيره من السوري بشكل خاص، المسرح بشكل عام، المسارح، نشعر أنه ال يمكننا التهرب من التطرق لموضوع والفنية الثقافية المظاهر إلى نسبة عمليا المسرح وضع األخرى، فالمسرح هو جزء من وضع ثقافي عام، في وسط متغيرات تطرأ على عالم اليوم. وكذلك ال يمكننا تجاهل ما اليوم يعيش السوري المسرح الواقع؛ نتلمسه على أرض حالة من التخبط تؤثر على وضع العاملين فيه بشكل سلبي، وجوده على سيؤثر بمنعطف يمر المسرح أن لنقل أو يعيشها غريبة، تكون وقد جديدة، حالة هناك ومستقبله. بالجيل محصورة ليست وهي السوريون، المسرحيون أكثر وضوحا. تبدو مشاكله الذي المسرحيين، الجديد من ننطلق في فكرتنا هذه من استنتاج سريع نستخلصه عندما للفنون العالي المعهد في للدراسة المتقدمين عدد نقارن المسرحية، الراغبين بدراسة المسرح وفنونه بأشكالها )من والمهن الخ(، مسرحية ودراس��ات وسينوغرافيا، تمثيل التابعة له )من إضاءة وأزياء..الخ( ونسبة العاملين منهم، بعد التخرج، في المسرح أو المسارح، ثم مقارنة هذه النسبة أو التلفزيون مجال في للعمل منهم يتحولون الذين بعدد التلفزيونية الدراما فإن السورية، للحالة وبالنسبة غيره،



الذي يمكن الحصول عليه أكبر بكثير من ذلك تؤمن موردا ماليا من المسرح، وهي تشكل وسيلة سهلة لتحقيق حلم هؤالء الشباب

بالشهرة إلى ينتمون سوريين مسرحيين مع أجريناها لقاءات خالل من أجيال مختلفة، ومن خالل متابعتنا للعديد من التجارب المسرحية في سوريا، على مدى الثالثين سنة األخيرة ) أو أكثر(-ثالثة أجيال على األقل-، حاولنا سبر الهموم اآلنية للمسرحيين السورين ونحاول بأفراد تتعلق أوسع من قضايا الهموم من خالل سياق هذه قراءة .ألنهم جزء من تاريخ المسرح السوري العريق، ومشاكلهم تندرج في سياق أوسع وهو السياق الثقافي العام. أجرينا اللقاءات لنتمكن من تحديد التحول الحاصل في ظروف العمل بشكل ملموس، وكان في الحاصل التحول سبر الخصوص، وجه وعلى أيضا، يهمنا بالمؤسسة. بفنه، وعالقته باآلخر، وعالقته المبدع، عالقته ذهنية ونحاول أن نسأل عن األمور األساسية التي تعني هذا المسرحي، هذا من أسئلة طريقه؟ في تقف التي العوائق هي وما يريد ماذا النوع طرحناها على مسرحيين من جيلين؛ جيل السبعينيات والجيل مشروع ولديهم العمل باشروا الذين الجدد المخرجين أو الجديد مسرحي. بعد ذلك قادتنا األجوبة إلى قضايا أكثر تحديدا تبين التغيير المسرحي بالعمل تتعلق التي المجاالت الحاصل، وهو يشمل كل المسرحي المشروع مفهوم على هنا سنركز لكننا كمهنة، تقريبا

ومسألتا الرعاية واإلنتاج.ال بد من قراءة وضع هذا المسرح في سياقه التاريخي والجغرافي. فالمسرح السوري موجود في سياق عربي وعالمي، واإلشكاليات األساسية التي يواجهها على أرض الواقع هي جزء من إشكاليات سياق في فإننا لهذا ككل. الثقافة وإشكاليات عام بشكل المسرح الموضوع سنتعرض لتاريخ المسرح السوري أو باألحرى سنعالج

املسرح السوري واقع وآفاق مستقبلية



نوع من فيها القضايا في سياق زمني. محاولين طرح رؤية هذه لوضعهم ووعيهم المسرحيين موقف على مركزين الشمولية، اخترنا وقد المهني وضعهم لتحسين اآلنية الملحة والضرورات هذا المنظور ألسباب ستتوضح في السياق العام. سيأتي الموضوع في أربع فقرات على التوالي هي: معالجة التحوالت الموضوعية التي تطرأ على الثقافة، ومن ثم التطرق لتاريخ المسرح السوري لمسرحيين، وننهي أمثلة من شهادات تقديم ذلك بعد ثم وتطوره،

الموضوع باقتراحات نسميها ضبط المتغيرات.

أوال-تحوالت موضوعية مما ال شك فيه أن الظروف والتحوالت التي طرأت على العالم طبيعة غيرت العشرين، القرن من الثاني النصف من اعتبارا منها السياسي المستويات: كل على واالجتماعية اإلنسانية الحياة واالقتصادي واالجتماعي والتكنولوجي، وكان من نتائجها السياسية سقوط بعد العالم، على األح��ادي النموذج سيطرة واالجتماعية والمسرح عام بشكل الثقافة مجاالت وتهميش السوفيتي، اإلتحاد من ضمنها، وفتح الباب على مصراعيه أمام ثقافة استهالكية بديلة االستهالك دوامة في والمجموعة الفرد وتدخل الفردية تكرس

واإلنتاج.وقد صدرت مؤخرا كتابات عديدة تعالج وضع الثقافة ومصيرها في زمن العولمة، وتدور في مجملها حول سؤال هام: هل للثقافة لسيادة منطق يأتي كنتيجة اليوم؟ والسؤال مكان ودور في حياتنا السلعة والمنتج، في هذه المرحلة، حتى عندما يتعلق األمر بالفنون الواقع - وأبسط مثال على بأشكالها والثقافة بتجلياتها على أرض ذلك هو دخول مفهوم »الصناعات الثقافية« على قاموسنا اللغوي.وهذا ما يفتح الباب على سؤال هل ما زال بإمكان الثقافة أن تندمج




وتتأقلم مع المنطق العام لليبرالية االقتصادية )محليا وعالميا( شأنها أصال الثقافة تدخل هل والمنتجات؟ الخدمات بقية شان ذلك في ضمن نمط االستهالك؟ قد أقول بعجالة نعم في بعض األحيان )مجال الصناعات التلفزيونية مثال المتطور جدا في سوريا، أو مثال مجال أن أم السياحة واالقتصاد(، إليه من منظور ينظر قد الذي اآلثار الثقافة بشكل عام، وفي بعض أشكالها على وجه الخصوص، يجب أن تبقى على هامش المنظور االقتصادي وإال فأنها ستتحول إلى مجرد سلعة ورفاهية؟ وفي هذه الحالة كيف يكون وضع العاملين في المجاالت الثقافية والفنية؟ وهل هم واعون المرحلة التي يمرون

بها؟يعرف األح��ادي النموذج سيطرة إطار وفي المرحلة هذه في العالم والثقافة تحوالت بدأت مالمحها تظهر: وهي في الحالة التي تعنينا تمس مجاالت ثالثة أوال« تقلص دور الدولة في الفعل الثقافي بصورة تدريجية، مما سيغير من شكل الرعاية، ثانيا؛ انفتاح سوق مثل شراكة، )اتفاقيات محلية غير مكونات على الثقافي اإلنتاج الشراكة األوروبية المتوسطية، برامج مؤسسات دولية، مؤسسات غير حكومية، مراكز ثقافية تابعة لسفارات أجنبية الخ( وهي ستغير الذي برمته الثقافي المشروع مضمون وأحيانا اإلنتاج شكل من سيتبع سوق العرض والطلب، وثالثا ونتيجة لذلك فإن المثقف والفنان يعرفان تحوالت أو تحول، وسيعمدان إلى إعادة النظر في موقعهما

ودورهما، هل هو مستثمر ؟ أم هو صاحب مشروع ثقافي؟وقد حاول المسرح في العالم الذي وعى مبكرا هذا التحول المحافظة على وجوده من خالل ابتكار حلول منها: طرح فكرة خصوصيته كنواة ثقافية هامة تغذي الفنون األخرى عبر البعد الفني التجريبي منطق على طبيعيا ردا تشكل حالة اعتباره فكرة وطرح فيه، أمام للصمود ووسيلة الحياة، مظاهر كل وعولمة الثقافة تهميش




الثقافة االستهالكية، وأمام غزو وسائل االتصال األخرى. المسرح لمواكبة كانت ضرورية ملموسة تحوالت اليوم يعرف العالم في المتحوالت، وهذه التغيرات مست كل مستويات العملية المسرحية: من كتابة نص وشكل العرض ومضمون المسرح )مصادر اإللهام، ومستوى المجتمع في وجوده وشكل كمرجعية( العالمي التراث تجليه في الحياة العامة، من تكوين الفرق وتغييرات في شكل اإلنتاج األخرى. الثقافية المظاهر أو المسرح تمويل ومصادر وطبيعته وهنا نتساءل هل حاول المسرح السوري ابتكار صيغ جديدة ) ونود وإمكانيات وفضاءات فرق من هيكليات أو بنى عن هنا الكالم تمويل وأشكال إنتاج( ليضمن لنفسه البقاء واالستمرارية أسوة بما

يجري في العالم.

ثانيا مراجعة تاريخيةنقطة إلى نعود أن نوشك كأننا نهايتها في نشعر مراحل ثالث الصفر لنعيد األسئلة ذاتها التي طرحت سابقا ولتكتمل دورة تاريخ هذا المسرح!. فالمسرح يواجه اليوم ذات المشاكل التي عانى منها اآلباء األوائل. إنه يعيش أزمة وجودية تذكرنا بما حدث في نهاية البدايات، في مرحلة العشرين القرن وبدايات التاسع عشر القرن وهذه المشكلة تتعلق باألطر والصيغ التي تتبنى المسرح، ويبدو لنا

أن مشكلة األطر واإلنتاج مشكلة واضحة في الوقت الحاضر. أوال البدايات : وتمتد هذه المرحلة من بدايات ظهور المسرح مع جيل الرواد في القرن التاسع عشر إلى أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين، تاريخ تأسيس المسارح العامة التابعة عام 1961، وظهور صيغ في القومي المسرح وتأسيس للدولة، العمال ومسرح القومي، كالمسرح محددا توجها تحمل مسرحية الخ. المحافظات ومسارح األطفال، ومسرح الجوال والمسرح




المرحلة، هذه بخصوص إليها اإلشارة يهمنا التي العامة والسمة ضمن تم المسرح فوجود للمسرح، الرسمية الرعاية غياب هي صيغ كانت في غالبيتها على شكل تجمعات خاصة، من فرق غلب عليها الطابع العائلي، وجمعيات أهلية، ونشير بهذا الصدد إلى غياب المسرح المهني، والمسرحي كمهني، فأغلبية العاملين في المسرح كانوا من الهواة المتطوعين –وقد قدموا الكثير وضحوا. وكل من عمل في المسرح في تلك المرحلة، من كاتب ومخرج )إن وجد( وفي أية ضمانات، بدون في ظروف صعبة، يعمل كان وممثل، ظروف صعبة أقلها غياب الفضاءات المسرحية المتخصصة حيث

كانت العروض تقدم في صاالت سينما ومالهي وحدائق. بشكلها المدينة مظاهر كأحد المنطقة هذه دخل الذي المسرح الحديث، وأحد تجليات النهضة العربية. ولكنه خالفا لحالة مصر لم يكن مشروعا وطنيا. فقد حملت المسرح فئات اجتماعية تبنت حركة التي الكثيرة العوائق تخطي من تتمكن لم لكنها وثقافتها النهضة وقفت في وجهها. فلم يكن مشروع المسرح سهل التحقيق، فهو لم ينشأ في ظروف طبيعية كما في بالد اليونان أو في أوروبا القرون الوسطى، وال حتى في مصر. لذا عرف عقبات كثيرة منها، رفض المدينة المتحولة من بنيتها القديمة إلى مدينة حديثة، وغياب أي دعم ورعاية، وبالنتيجة غابت البنى أو األطر التي يمكن لها أن تحمل مثل هذا المشروع، وقد انعكس هذا النقص على وضع المسرحيين

وإنتاجهم الذي أتى متقطعا تابعا للظروف.والمسرح السوري منذ بداياته انشغل في أحد جوانبه –كما المسرح العربي الذي ينتمي كما قال أدوار سعيد، لثقافة ما بعد الكولونيالية الخاصة. هويته وبلورة الوطنية«، »ذاته ذاته، إثبات بهدف -وإشكالية الهوية هذه ستبقى مالزمة له على مدى قرن من الزمن بشكل تعالج نظرية قضية إلى ستتحول الثانية المرحلة في لكنها




واع. أما في مرحلة البدايات كان المسرح السوري، وضمن سياق تدخل لقضايا الباب على مصراعيه فتح قد له، البحث عن هوية في هذا السياق، منها البحث عن صيغ وأشكال للعرض المسرحي، ومواضيع للكتابة، واألهم من ذلك بحثه عن اعتراف اجتماعي به، وبقي األمر على حاله إلى أن بدأت البرجوازية المدينية تتبنى هذا

المسرح أو جزء منه. ومنذ مرحلة البدايات، بدأت بعض القضايا الجوهرية تظهر بشكل واضح وملح، ولم يكن بإمكان رجال المسرح أو القيمين على الثقافة حلها بشكل حاسم، لذلك نجد أن هذه القضايا بقيت موجودة، حتى وإيجاد لمعالجتها السوري المسرح وسعى الثانية، المرحلة في حلول لها من خالل طرحها على المستويين النظري والعملي، كما الغرب مع العالقة القضايا هذه من الثانية. المرحلة كتابات تبين وموضوع االستعارة منه، وازدواجية المرجعية )الغربية والعربية(، ومن الملفت أنه عندما كان العالم العربي ال يزال تحت االحتالل، لم يتحرج المسرحيون أمام ترجمة نصوص غربية وتقديمها على الخشبة، وال من تبني شكل العرض الغربي، إذ لم تشكل هذه القضية موضوع بحث، إال بعد تلك المرحلة، وقد يكون موضوع اعتبار النص المسرحي جنسا أدبيا مثال على ظهور هذا البحث. وقد يكون المسرح، تعريف قضايا إلى دوما بالعودة اإللحاح في السبب ونظرة فيه للعاملين االجتماعي بالوضع يتعلق وهو اجتماعيا، المجتمع لهم. ولهذا ال بد من دراسة اجتماعية لوضع العاملين في المسرح: إلى أي فئة اجتماعية ينتمي الممثل ؟ وكذلك األمر بالنسبة

لجمهور المسرح.من الثمانينيات إلى الستينيات من تمتد التي الثانية المرحلة في القرن العشرين، وهي مرحلة تأثرت بحداثة ما بعد الحرب العالمية الثانية والمد القومي لما بعد االستقالل، أعيد طرح سؤال تعريف




أن يجب التي والصيغ المجتمع في ووضعه ووظيفته المسرح يكون عليها ) أنظر بيانات سعد اهلل ونوس( كذلك طرحت عالقة المسرح بالتراث وبالهوية الوطنية، وطرح موقف من التراث أكثر ظهور المرحلة هذه مالمح أهم ومن األولى. المرحلة من عمقا مسرحيين وبروز والتعليمية( منها العامة ( المسرحية المؤسسة مجددين حاملين لمشروع ثقافي مسرحي، ثم تبني الدولة تبنيا كامال للمؤسسة المسرحية والمسرحيين وللمشروع المسرحي ككل. وقد لعب هذا األمر دورا هاما في التحول الذي سيعرفه هذا المسرح

وحتى وصوله إلى ما سمي مرحلته الذهبية.من مختص جيل ووجود واالستمرارية الرعاية وجود وبسبب قطع من المرحلة هذه في السوري المسرح تمكن المسرحيين، المحلي المستويين الخاص على بلورة مشروعه أشواط هامة في واإلقليمي. وتدل العروض التي بقيت في الذاكرة العربية لمخرجين سوريين أثبتوا وجودهم على الساحة العربية )نائلة األطرش وفواز الساجر ومانويل جيجي وغيرهم كثيرون وأغلبهم ينتمي لجيل ما بعد الستينيات( على غنى وغزارة هذا المسرح، كذلك فإن نصوص العربية المسرحية المكتبة من جزءا صارت المسرحيين الكتاب والعالمية أحيانا فنصوص سعد اهلل ونوس تقدم على مسارح عربية ممدوح لنصوص بالنسبة الحال وكذلك وتترجم وتدرس وعالمية عدوان، وفرحان ، ووليد إخالصي، وغيرهم. كذلك فإن مهرجان ثقافيا؛ مسرحيا معلما الثمانينيات حتى كان المسرحي دمشق ومناسبة الستقدام العروض العربية ولندوات مسرحية تدل عناوينها المشروع طبيعة وعلى المرحلة تلك في االهتمامات طبيعة على العربي. وقد يكون أن هذا المهرجان لعب في حينه دورا كبيرا في تحديد اإلشكاليات التي يقف عندها المسرح العربي ككل من قضايا ننظر أن يمكن ال اليوم أننا يعني ال )هذا الخ والهوية التأصيل




بعين ناقدة إلى الدور الذي لعبه هذا الطرح(، وكان إلصدار مجلة مواكبة في دورا المسرحية« »الحياة وهي بالمسرح متخصصة نظرية للحدث الثقافي، ويشكل ظهور هذه المجلة المختصة محطة

هامة في تطوير الثقافة المسرحية. التي تمتد حتى يومنا هذا، وبعد أن حقق الثالثة أما في المرحلة المسرح بدأ السابقة. المرحلة في هاما تواجدا لنفسه المسرح من لفترة مكانه في راوح االحتماالت أحسن في –أو بالتراجع، الزمن_ ليصل إلى أزمة حادة لم يتم بعد تشخيصها بشكل واضح. أين نحن من األهداف التي وضعها المسرح لنفسه منذ ثالثة عقود من الزمن من تغيير وتأصيل وفعالية اجتماعية؟ لماذا غابت األسماء الكبيرة عن المسرح؟ كل المؤشرات اليوم تدل على عمق األزمة التي يعيشها هذا المسرح. لو حاولنا رصد صورة المسرح السوري فإننا نصطدم بصورة مشوشة منقوصة وغير مكتملة تشي اليوم، بحالة من الضياع والتخبط والتراجع أمام الفنون الدرامية األخرى، وأمام كل المظاهر االحتفالية األخرى في المجتمع المرتبطة بالحياة

االجتماعية التقليدية السائدة.الجيل الجديد موجود ويقدم أعماال متفاوتة المستوى، لكنه يبدو أحيانا، وبكثافة موجود، إنه له، ليس ما في يعيش الذي كاليتيم توحي بأن المسرح معافى، لكن تجربته متقطعة –بشكل ال يسمح له بالتطور-، وهو غير قادر على ترسيخ تجاربه بحيث تشكل معلما في الحياة الثقافية االجتماعية. إنه يعيش في أطر الماضي: الصاالت عمال )مسرح اإلنتاج وأشكال المسرحية والصيغ المسرحية، تجربتهم األباء جيل فيها مارس التي تلك و...(، قومي ومسرح تجربة إن مالمح اليوم. نحن عليه تماما عما في ظروف مختلفة دول في كما ، سوريا في المسرح أن تبين الجديد الجيل مسرح عديدة في العالم، ال سيما في العالم العربي، يعيش مشاكل حقيقية،




فهو يفتقد الهوية أوال، والهوية »الخاصة« ما زالت ضرورة، وال أيضا ويعاني العولمة!، زمن في إننا بالقول منها الهروب يمكن من نتائج الهوة الموضوعية التي تفصل بينه وبين الجيل السابق، وغياب أي تواصل له مع جيل اآلباء، ألن هذا يؤدي به ألن يكون ومسرحا فاقد األب-النموذج، الذي يفترض أن يتكئ عليه. فهو ال يشكل استمرارية طبيعية له وال حتى موقفا نقديا منه. وهو ثانيا، فاقد المرجعية في الحاضر، فألي شيء يرجع هذا المسرح الذي يقدم اليوم؟ هل هو قادر، على أقل تقدير، يقرأ الحاضر المركب الذي نعيشه اليوم، وهل هذا هو سبب إلحاح المخرجين المسرحيين من جيل الشباب على كتابة نصوصهم، لماذا يرفضون إخراج وتقديم الربرتوار الموجود ويسعون دائما لكتابة نصهم الخاص؟ أال يجدون في النصوص ما يعبر عن إحساسهم بعبثية الحياة؟ ولماذا يهربون

تماما من محاولة طرح القضايا الكبيرة والمصيرية ؟ إننا نتساءل بالفعل اليزال باإلمكان تصور أن المسرح السوري ما زال قادرا على الصمود أمام متغيرات العالم، واستيعاب التحوالت الكبيرة التي طرأت على الحياة والتعبير عنها؟ ما هي الحلول التي الجديد العالم هذا في موجودا ليكون لنفسه المسرح هذا أوجدها أن بها يفترض التي القائمة بالبنى عالقته مستوى على وخاصة

تحمله؟

ثالثا شهادات

نائلة األطرش طويلة مدة السوري المسرح في عملت مخرجة األطرش نائلة المعهد في المسرح درست ثم المسرحيات من العديد وأخرجت قسم رئيسة لفترة وكانت التمثيل قسم المسرحية للفنون العالي




التمثيل في المعهد.أجرينا معها لقاء طويال نقتطع منه بعض األفكار. والسؤال األول كان حول عالقتها بالمسرح منذ بداياتها في اإلخراج، وقد أجابت منذ المسرحي: مشروعها وعن بالمسرح الخاص السؤال عن مهنة المهنة هذه أن أشعر كنت السبعينيات( )في مرحلة البداية صعبة، وأسأل نفسي ماذا سأقدم للناس؟ وكيف سأعمل؟ عدت من اإليفاد إلى بلغاريا وكنت أجهل وضع المسرح في سوريا لكني كنت اآلن، حتى على الصعب ومن تغيير. المسرح أن بقضية مؤمنة التحرر من هذا التوجه، بل أستطيع أن أقول بهذا المعنى أن هاجسي ما زال حتى اآلن سياسيا. وهذا الهاجس يتجاوز المشكلة الخاصة أو المشكلة االجتماعية، اليوم أنا أسأل نفسي ماذا غيرنا، قد نكون

ضعنا في وهم »أن نغير« أو ال ممدوح إعداد االنتظار وهو قدمته عمل أول بعد نفسها تسأل عدوان لمسرحية بانتظار غودو لصاموئيل بيكيت، كتب الكثير عن المسرحية، ولمدة ستة أشهر، ولكنها اليوم عندما ترجع بالذاكرة إلى الوراء تتساءل » ماذا غيرت المسرحية؟ بعد فترة أدركت أن هناك وتتابع ، هناك صلة وصل« وليس والسياسة المجتمع بين فجوة »من هو هذا الجمهور؟ نفس الوجوه نراها دائما، لم نستطع أن نمس واستشفاف للماضي ناقدة رؤية وفي واسع«. نطاق على الناس الحاضر تقول » ما يهمني اليوم من المسرح، وما يعنيني هو الهم يجب العولمة في ظل أكبر، هذا جدوى في يكون وقد اإلنساني، ذلك بعد اإلنسان«. الكالم عن يهمني هو ما أن تطرح من تحت طرحت واحدة من أهم القضايا التي عانى منها جيلها وهي قضية الرقابة: من منع العروض وتوقيف المسرحي عن العمل، فهي قد إثر حادثة عرض نص لمدة سنتين على األقل العمل منعت عن »ليل العبيد« لممدوح عدوان ومن إخراجها هي. بعد ذلك تقول عن




مبدأ الفرقة المسرحية التي غابت في تلك المرحلة »قررت إنشاء فرقة خاصة واصطدمت بفكرة أن الخاص غير ممكن على أرض لذلك الرقابة. وخالفا لنفس أساليب تابع الواقع ألن الخاص أيضا كان تشكيل فرقة أمرا ممكنا فيما يخص كادر الفرقة البشري« أما فيما يخص إشكاالت النتاج فتقول »بالمقابل لم يكن هناك هم إنتاجي أما عن األطر فقد كانت هناك أطر نعمل من خاللها، ولم نعاني من قدمت في إطار مشكلة بهذا الخصوص، مسرحية االنتظار مثال

المسرح الجامعي الذي كان ناشطا في تلك المرحلة.«»لم يكن هناك إشكال في اختيار الممثلين والكادر الفني التقني، كل ذلك كان متوفرا، المشاكل المادية بدأت تظهر بعد عام 1981. أمرا فرقة تشكيل يعد لم التاريخ. ذلك هذا بعد ملحة ثم صارت ممكنا، لحسن حظي أني وقتها بدأت العمل في مجال التدريس في

المعهد العالي للفنون المسرحية«. »المعهد كإطار كان نموذجيا ألنه إضافة إلى بعده التعليمي يشكل

إطارا للتجريب واإلنتاج ضمن عروض التخرج«. لو قارنا ما قالته نائلة االطرش هنا مع الشهادة الثانية سنرى حجم التحول والتغيير الحاصل وخاصة على مستوى الذهنية، بعنى ماذا التي تقف في وجه العوائق المسرحي؟ وكذلك على مستوى يريد

البداع المسرحي.

أسامة حاللمن وممثل جديد، مخرج وهو شاب خريج أسامة حالل يقول المسرح في تجارب وصاحب المسرحية للفنون العالي المعهد الحركي، وصاحب مشروع لمسرح شارع: »«أحلم بمكان صغير أعمل فيه مع مجموعة متفاهمة، وال أستطيع أن أحلم بأكثر من ذلك. أحلم أن يصبح المسرح تقليدا أن أذهب وأشتري بطاقة أنا وغيري




وأدخل المسرح ، بما أنني أعمل في عروض الشارع وال أحتاج إلى تجهيزات، لكن مع ذلك أتعرض لمجموعة من المشكالت » وهو يعرف بمشروعه بالتالي«مشروعي هو الخروج إلى الشارع وكسر المكان التقليدي للعرض أريد أن أذهب إلى المتلقي أريد أن أذهب إليه أينما كان، إلى الريف إلى أماكن ال يمكن أن يتوقع فيها رؤية عرض مسرحي، في إطار كرنفالي وقد حاولت أن أقوم بهذا األمر في العديد من األماكن منها ساحة باب توما وأمام الجامع األموي لعبة في معي المتلقي أدخل أن أريد موافقات« أية دون »ومن المسرح، أريده أن يتحرر من الكرسي الذي يجلس عليه ويتفاعل أننا محرومون من الحالة معي، أريد أن أخلق حالة ديموقراطية. االجتماعية في المسرح.«وقد يكون أسامة حالل من القالئل الذين

يحملون رؤية مستقبلية. أما عن مسرح جيل الشباب فيقول: »اآلن بدأ بعض الشباب يقدمون بعض التجارب التي ال نستطيع أن نسميها عروضا لكنها تجارب بالنسبة أما التجربة.« لتشاهد هذه قليلة تذهب مختلفة. وبدأت فئة أن يفترض فمثال »الواقع غريب فيقول المسرحية الفرقة لمفهوم الفرقة هي أن أراه ما لكن فرقة عن مشروع جماعي كلمة تعبر العرض يعتبر أن العرض مشروع فردي ، فجميع من يعمل في االلتزام يكون وبالتالي الفرقة وليس عرض المخرج هو عرض الملف أعرض كنت ولذلك الغالب، في ماديا التزاما بالعرض المادي للعرض أمام الجميع، لكن ظهرت فكرة أن المجد للمخرج فكلمة مسرحية »...« من إخراج فالن فتبدأ مشاكل الغيرة مع أن

أكثرهم ليس لديه طموح باإلخراج« يعاني التي المشاكل أكبر وهي والرعاية اإلنتاج مشاكل وعن منها الجيل الجديد » دائما المشكلة مادية حتى إنني أشعر أن األفكار تحجم بسبب الضعف المادي فبسبب المادة ال تستطيع أن تتخيل كما




تريد وال تستطيع أن تختار الممثلين كما تريد وبسبب المادة أيضا أضطر للعمل في التلفزيون«.

أما عن العالقة مع المؤسسة فهو يصفها كالتالي: »الجهات المعنية بالمسرح ال تختلف عن أي جهة رسمية أخرى بل أحيانا يعرقلون أستطع لم الشارع في للعرض موافقة ألخذ ذهبت فعندما عملك الحصول على موافقة والسبب أن المؤسسة ترى أن الوقت لم يحن الموافقة هي إحدى مجموعة من العروض، وطبعا لمثل هذه بعد ثم السياحة وزارة ثم ومن الثقافة وزارة بموافقة تبدأ الموافقات المحافظة وتنتهي مع موافقة األمن القومي، لكن وزارة الثقافة تنهي الموضوع قبل أن يبدأ وجميع هذه الموافقات تتم على شكل غريب حيث تأتي لجنة وتشاهد العرض ويكون الجواب« بنعم« أو »ال« ودون أي نقاش أو دون معرفة السبب وكل لجنة مستقلة عن األخرى« لم يمنح أسامة فرصة ال من قبل مؤسسة، مثل المعهد العالي للفنون المسرحية، وال دار األسد للثقافة والفنون )األوبرا(، فليست هناك مشاريع مخصصة لدعم الشباب. »حاولت أن أتعامل مع المعهد العالي للفنون المسرحية فلم أجد أي تجاوب، حاولت أن أتعامل مع دار األسد للثقافة والفنون أيضا لم أجد أي تجاوب مع أنني لم أطلب تمويال للعرض الذي أريد تقديمه بل كنت أطلب مكانا للبروفات ومن ثم مكانا للعرض. أحاول حاليا التعاون مع مؤسسة معرض دمشق أن حالل.فيجب أسامة هو من دائما كانت »والمشكلة الدولي« أكون نجما تلفزيونيا حتى أستطيع الحصول على مكان أعرض فيه المسرح، أو أن يكون هناك شخص يرشح اسمك في الخفاء ويصر على أن تأخذ فرصة«. وعن العالقة مع مؤسسات غير حكومية، وقد بدأ بعض المسرحيون الشباب يتوجهون لهيئات غير رسمية أو حكومية للحصول على دعم، فهو يقول«استطعت أن أمول العرض األخير بمساعدة أربع شركات تجارية العمل معها مختلف، فالعقلية




الثقافية لم تصل إليها بعد فتسمع منها طلبات غريبة بالنسبة لنا لكنها قرد إدخال شخصية مني أحدهم طلب فمثال لهم. بالنسبة منطقية الى العمل ألنه ينتج لعبة على شكل قرد. إنهم ال يتعاملون إال بشكل

تجاري فهم يرون أن من واجبك تسويق منتجاتهم هذه الجهات تدفع بما يتناسب وحجم اإلعالن الذي ستقوم به فإذا الطرقات في اإلعالن األمر عن يختلف اإلذاعة في كنت ستعلن والدفع يكون حسب اإلعالن والسبب أنه يدفع ثمن لإلعالن بشكل بشكل منتجه عن يعلن أن أحب لو مما وأرخ��ص مباشر غير

مباشر«.:

رابعا ضبط المتغيراتال يمكن للمسرح أن يوجد دون أن يتحقق له شرطان هما الحرية والرعاية، الحرية )ولو كانت نسبية( مطلب وضرورة.كذلك الرعاية المادية مهما كانت سياسة الدولة التي يتبع لها هذا المسرح. فالمسرح ال يمكن أن يكون تجارة رابحة، لذلك ال بد من تأمين الرعاية لضمان وجوده ضمن أطر متنوعة ومتعددة. وبالنسبة للمسرح السوري ال بد من إعادة النظر بشكل تطبيق هذين الشرطين وابتكار حلول جديدة كتنوع الجهات الداعمة بحسب توجه وخصوصية كل مشروع على حدة. وال يمكن أن تكون الجهة الداعمة واحدة وذاتها دائما ألن هذا بحد ذاته يقتل هامش الحرية والتنوع. وال بد من أن يتم ذلك ضمن التشريع صالحيات لها مختصة لجنة عن تصدر مستقلبية خطة

والتفيذ. تبقي أن على القادرة اإلنتاجية الصيغ مراجعة من بد ال كذلك المسرح حيا في المجتمع.وابتكار آليات عمل تسمح للمسرح بالديمومة واالستمرار بأن يتم السعي وتشجيع تشكيل فرق ومجموعات عمل العاملين جديدة. كذلك ال بد من مراجعة وضع رجال المسرح أو




فيه اليوم، وهذا يصب في مفهوم الرعاية، ويذهب ألبعد من ذلك، ألنه يعني حياة هذا المسرح، فالعمل في المسرح ال يمكن أن يتطور وأن يدوم إذا تم التعامل معه كهواية، إنه حرفة تتطلب اليوم أكثر من أي يوم مضى النظر إليها بجدية لخلق جيل مسرحي جديد قادر على النهوض بهذه المسؤولية، وكذلك خلق أطر دائمة، تحمل طابع وإنما عبر فرد وحيد، تنمو عبر أن لتجربة يمكن ال الديمومة.إذ

تراكم عمل مجموعة تسعى شيئا فشيئا لتحديد هوية لها. كذلك ال بد من إتاحة الفرصة أمام دعم للفرق والتجمعات الدائمة وتشجيعها، فال يكفي تحويل المسرح إلى علم عبر إنشاء المعاهد والمدارس وإنما يجب استكمال الخطوة عبر إعطاء الفرص واألمان للجيل الذي يفترض به أن يتخطى المرحلة السابقة، وهنا نجد الحلقة

المفقودة بين النية الطيبة والتطبيق.من ناحية أخرى ال بد من خلق فضاءات ثقافية جديدة تستوعب لفضاءات حلول وإيجاد العرض. أشكال مستوى على المستجد الثقافية، الساحة على الموجود العروض في التنوع تستوعب ومفهوم الفضاء هنا يتضمن ليس فقط المكان وإنما أيضا المناسبة، وهذا ما يسمح للمسرح بأن يتحول إلى عرض ضمن صيغ أوسع لفرجة ويجعل منه بمنظور أشمل من كونه مناسبة منه، ويربطه الفردية إلى الناس توجه الرد على يتم وبهذا لقاء وعرض مكان والتقوقع على الذات بدعوتهم إلى المشاركة في نشاطات لها طابع

جماعي.هذه ومن تفكيرهم، ونمط بالمسرحيين تتعلق إشكاليات هناك التبعية من والتخوف والمثاقفة المرجعية مثل قضايا اإلشكاليات والتجريب. قضية ازدواجية المرجعية )عربية وغربية( والمثقافة مرتبطة مباشرة بوعي المسرحي والوعي التاريخي للظرف. يجب سمح الذي هو األخرى، الثقافات على اإلنفتاح أن إلى ننتبه أن




للمسرح الغربي أن يتطور خالل القرن العشرين، وأن يتحول إلى فضاء عولمة بالمعنى اإليجابي للكلمة. والمثاقفة التي نطالب بها يجب أن تقترن بوعي تاريخي بما يحصل اليوم على الصعيد التاريخي المجتمع التاريخ وال يلغي إنسانيا ال والجغرافي، وأن تكون بحثا وال »اآلخر« على العكس، ال بد له من أن يستفيد من وجود هذا اآلخر لإلغناء، فالمنجزات الفكرية التي حققها الغرب هي منجزات ذات طابع كوني وتشكل إرثا مشتركا للبشرية ولن يكون بإمكاننا أن ننجز أي تقدم دون وعيها وتمثلها، وهذا هو السبيل الوحيد اليوم إلنجاز تقدم ملموس، ومقاومة هذا الخوف من التبعية الذي يدفع بنا إلى االنكفاء على الذات،. فالهوية ال تتحقق باالنكفاء. وهذا يصب في شرط أساسي أخر وهو االنفتاح على المسرح في العالم، فالهوية

ال تتحقق باالنكفاء على الذات.بجوهره التجريب والتجريب، الجديد من الموقف يظهر وهنا في تكون قد التجريب أهمية إن المراحل، حرق أسلوب يحمل بواقع لها عالقة التي الصحيحة األسئلة لطرح مناسبة يشكل أنه التعبير اليوم، لغته، إمكانيته في ما، عبر مراجعة ماهية المسرح عن المجتمع والحياة بشكل عام. لكن التجريب ال يمكن أن يتحول إلى وسيلة هروب لجيل لم يثبت أقدامه في المجال المسرحي بعد، وهو ال يمكن أن يقتصر على كونه بحثا شكالنيا وال أن ينطلق من الوصفات الجاهزة )حول الجسد وغيره(، وإنما يجب أن يكون بحثا جماليا وثقافيا متكامال وعملية واعية تبحث عن »فعالية« مسرحية

أكثر من أي شيء آخر.




خاتمةبمتابعة المطلوب الجديد هذا يترافق أن بد ال أخرى ناحية من دائمة وقناعة بوجوب هذه المتابعة )والمحاسبة( لكي ال نوهم أنفسنا أننا نتطور بمجرد وجود تجارب هنا وهناك، التي تبدو كالفطر الذي ينبت في أرض مشاع. إن هذه المرحلة في نظرنا مرحلة حاسمة

ستقرر شكل وجود المسرح في المجتمع ومستقبله. ويبقى المسرح مؤشرا على صحة المجتمع وعلى مستواه الثقافي. عمل على تقوم اجتماعية، كمؤسسة بتعريفه نتمسك أن ويجب اللحمة الترفيه، وفي األفراد، وتنتج منتوجا استهالكيا، يساهم في االجتماعية للناس، ولكن دوره األهم يبقى في مساهمته في إغناء الحياة الفكرية والفنية للمجتمع. فهو األكثر قدرة على قراءة العالم

والمعاناة البشرية وتحليل األفكار والمواقف.




املسرح السوري في مطالع األلفية الثالثة

سوريا

يالحظ المتابع للحركة المسرحية في سوريا في السنوات األخيرة وجود نشاط مسرحي مكثف ذي مستويات متباينة، الثقافية الحياة في المسرحي الفن لدور عودة يالحظ كما عامة، وهذا عائد بالدرجة األولى واألخيرة إلى همة ونشاط عن واحدة لحظة يتاونوا لم الذين السوريين المسرحيين األزمة لتجاوز منهم محاولة في العطاء من المزيد بذل العميقة التي تمر بها الثقافة السورية منذ ثالث سنوات، هذه االستعالء قائمة على معايير بتكريس تتجلى التي األزمة اإلبداعي بنتاجهم واالستخفاف والمثقفين المبدعين على الضوء دائرة إلى ودفعهم واألرباع األنصاف واستزالم على حملوا الذين ومبدعيها سورية مثقفي حساب على

أكتافهم راية الثقافة السورية سنوات طويلة .والخطوات التي قطعها المسرحيون السوريون ال تعني أن المسرح السوري قد وصل إلى شط األمان وأصبح بمقدوره الركون إلى ما هو قائم، بل على العكس تماما، فالمسرح التي تحاول التتفيه اليوم –في ظل حملة مطالب السوري النيل من الثقافة السورية- أكثر من أي وقت مضى أن يثبت يتبدد، أمرا طارئا سرعان ما ليست إليه الروح أن عودة وأن العالقة الجيدة التي استطاع بناءها مع جمهوره ليست

عالقة عابرة تنتهي بعد فترة وجيزة من الزمن . ومن أجل تعزيز هذا الموقع يسعى المسرح السوري اليوم

جوان جــــان

[email protected]



إلى تقديم العروض ذات المستويات الرفيعة التي تجمع ما بين تقديم أكبر أفكار ومقوالت هامة وجريئة من جهة، والقدرة على جذب

عدد من الجمهور من جهة ثانية . والواقع أن إيجاد هذه المعادلة يبدو من الصعوبة بمكان، إذ قلما نجد في مسرحنا السوري عرضا جادا وجيدا، وبنفس الوقت يستطيع أن يجذب أعدادا كبيرة من المشاهدين الذين تعودوا -ألسباب مختلفة- فيها التفكير مشاهدها من تتطلب ال التي السهلة العروض على

وبمضامينها ومراميها . السوري للمسرح المتابع يالحظها أن يمكن التي والمالحظة والتي تشير إلى اتساع رقعة مشاهدي المسرحيات الرديئة في مقابل محدودية أعداد مشاهدي المسرحيات الجيدة هي مالحظة صحيحة إلى حد ما، ذلك أن المسرحيات الرديئة تتوفر فيها كل عوامل الجذب، من نجوم مشهورين إلى ممثالت جميالت إلى كوميديا مبتذلة، في الوقت الذي ال تتوفر فيه هذه العوامل في المسارح الرسمية، إال أننا يجب أال نعتبر هذا األمر شيئا مشينا علينا أن نغيره، ألن الجمهور الذي تعود على الفن الرديء ال يمكن له أن يغير قناعاته، ثم أننا في هذه الحالة يجب أن نعتمد على نوعية المشاهدين ال على أعدادهم، لكن هذا ال يعني أننا يجب أن نقدم أعماال ال يحضرها إال مئة مشاهد ألننا في هذه الحالة نكون كمن يتعمد أن يقضي على المسرح ال أن

يساهم في إحيائه . أمرا ليس الجماهيري واإلقبال الفكرية الجودة بين الجمع إن مستحيال، لكنه بحاجة إلى صبر وأناة وتشجيع للعاملين في الحقل أخرى، فنون باتجاه هجره ال المسرح في البقاء على المسرحي




أو مهن أخرى ال عالقة لها بالمسرح، ألن أخطر ما يعانيه أي فن ما وأكثر عملهم، بجدوى فيه العاملين إيمان عدم هو الفنون من يعانيه المسرح السوري اليوم هو إطالق صفة مسرحيين وبقرارات رسمية على أشخاص ال عالقة لهم بالمسرح ال من قريب وال من عالمنا من بقعة أية في له مثيل بوجود أعتقد ال أمر وهو بعيد السنوات في ظهرت وقد العقلية، األمراض مشافي باستثناء هذا األخيرة تجمعات مسرحية تهدف إلى محاولة إيجاد معادلة الجمع بين الفكرة الجيدة والجمهور الواسع، وهي محاوالت جريئة، يكفيها

أنها ساهمت في إغناء الحركة المسرحية السورية . والواقع أن مثل هذه التجمعات ليس باألمر الجديد على المسرح السوري، لكن الجديد فيها أنها حاولت ليس فقط تقديم عروض جيدة،

بل وإيجاد أماكن عرض ثابتة خاصة بها . لقد شكل المسرح -وما زال- جزءا هاما من خارطة الحركة الثقافية والفنية في سورية، وهذه األهمية تكمن أوال في حيوية هذا الفن وقدرته الدائمة على االنبعاث والتجدد بالرغم من فترات الكمون والركود التي يمر بها بين فترة وأخرى، ذلك أنه بما يمتلكه من كوادر فنية -على صعيد التمثيل واإلخراج خاصة- قادر باستمرار على تبوء مكانته التي يستحقها كفن عريق مضى على وجوده في هذه األرض أكثر من مئة وخمسين عاما، كما تكمن أهمية المسرح السوري في تعدديته ما بين الفرق التابعة لمديرية المسارح )كالمسرح القومي في دمشق وعدد من المحافظات السورية-المسرح الجوال-المسرح عن المنبثقة الفرق وبعض والعرائس( األطفال التجريبي-مسرح والجامعي والعمالي الشبيبي كالمسرح أخ��رى، رسمية جهات




بين يجمع أن بعضه يحاول الذي الخاص والقطاع والعسكري، الجمهور اجتذاب والقدرة على المقبول من جهة، الفني المستوى من جهة أخرى، وبعضه اآلخر حسم خياراته باتجاه تلبية رغبات الجمهور بمعناه العريض دون االهتمام –غالبا- بالنواحي الفكرية أو الفنية معتمدا على النصوص الكوميدية االجتماعية الناقدة التي

تتخللها فقرات من الغناء والرقص .وعلى صعيد آخر من صعد التعددية نلمس في المسرح السوري يعمل التي الفنية والمدارس اإلخراجية األساليب في كبيرا تنوعا العمل على يفضل فمنهم من السوريون، المخرجون أسسها على والتجريب.. الحداثة نحو ينحو من ومنهم الكالسيكية، النصوص منهم من يفضل النص األجنبي المترجم، ومنهم من يؤمن بالكاتب في والموسيقا الغناء يوظف من منهم المحلي.. والنص المحلي أعماله ويعتمد على هذين العنصرين اعتمادا كبيرا، ومنهم من ال تحتمل طبيعة أعماله االعتماد على هذه العناصر.. منهم من يفضل حشد عدد كبير من الممثلين في أعماله، ومنهم من يعمد إلى تقليل القائمة هذه آخر إلى ذلك.. وسعه ما مسرحياته شخصيات عدد من التوجهات والخيارات التي تنصب بمجملها في صالح الحركة

المسرحية السورية ودفعها إلى األمام .في هذا اإلطار ال بد من التأكيد على أنه ليس هناك نوع أو أسلوب مسرحي يرضي كل الناس، إذ ال بد وأن األذواق تختلف وتتعدد، جمهورا نصنع أن نستطيع لن أننا هنا نعترف أن يجب ولكن عناصر من فيها يوجد ال مسرحية أعماال له قدمنا إذا مسرحيا وهدف مضمون بال فالمسرحية ندر، ما إال المسرحي العرض




مسرحية، تغدو ال شخصيات بال والمسرحية مسرحية، تغدو ال والمسرحية بال بناء متين ال تغدو مسرحية.. إنها قد تغدو أي شيء آخر ربما أكثر أهمية من أي عمل مسرحي، أما أن نجرؤ ونطلق

عليها صفة العمل المسرحي فهذا تزوير في وضح النهار . وإضاءة موسيقا من األخ��رى العرض بعناصر يتعلق وفيما ومؤثرات صوتية وديكور فمهمتها تعزيز العناصر األساسية سابقة الذكر والتناغم معها إليصال فكرة المسرحية إلى الجمهور بأيسر في الوحيدة العناصر هي المساعدات هذه تكون أن أما السبل، المسرح فهذا ال يربي جمهورا، كما أن زج أجناس فنية وأدبية في سياق العروض المسرحية بشكل ارتجالي ودون دراسة معمقة ال يربي جمهورا، بل على العكس من ذلك، فهذه األمور تنفر الجمهور وتبعده عن خشبة المسرح ربما إلى غير رجعة، فالجمهور عندما يأتي إلى صالة المسرح ال يأتيها لرغبته في سماع الشعر أو القصة القصيرة أو لمشاهدة السيرك أو لسماع الموسيقا الصاخبة.. إنه يأتيها الكلمة من معنى، في ما بكل أن يرى عرضا مسرحيا يريد ألنه وعدم فوز الجمهور بعرض مسرحي غني بكافة عناصر العرض المسرحي سيدفعه ألن يتوقف عن ارتياد صاالت المسارح، وهو

أمر ال يريده المسرحيون السوريون، والمخرجون في مقدمتهم .وفي ظل الحديث عن التعددية نالحظ أن النص المسرحي السوري بدوره ال يقف عند موضوعات محددة وخيارات محدودة، بل هو ينطلق في كل االتجاهات رغم غلبة الطابع السياسي واالجتماعي على عدد كبير من النصوص المحلية، باإلضافة طبعا إلى االعتماد على المرجعية التاريخية والتراثية واستلهامها وتضمينها مقوالت




معاصرة .بمحيطه الوثيق ارتباطه السوري المسرح عن المعروف ومن الصعيد تغيرات، السيما على عليه من يطرأ ما وبكل به وتأثره السوري المسرحي النص يكن لم معروف هو كما إذ السياسي، بعيدا في يوم األيام عن الهم السياسي ببعديه الخارجي والداخلي، وقد تجلى هذا األمر أكثر ما تجلى في عقدي الستينيات والسبعينيات، مسرحيا نصا المرء يصادف أن النادر من كان الوقت ذلك ففي سوريا بعيدا عن السياسة، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، وقد استمر الوضع على ما هو عليه في الثمانينيات والتسعينيات ومطالع أننا ال يمكن إغفال التأكيد على أقل، مع بنسبة الثالثة وإن األلفية الجانب االقتصادي واالجتماعي في هذه النصوص التي برز منها

ما أكد العالقة العضوية بين المناحي الثالثة سابقة الذكر .صعيد على يوازيه ما يجد لم النص صعيد على التوجه هذا العرض، إذ بقي مخرجونا بعيدين إلى حد كبير عن تلك النصوص، السنوات في نلمس لكننا المترجمة، النصوص عليها مفضلين فقد الخطأ، هذا لتصحيح مخرجينا قبل من محاوالت األخيرة أيقنوا أن الكاتب المسرحي المحلي هو األكثر ضمانا لنجاح العمل المسرحي، واألقدر على تحقيق ما يريده جمهور بلده من المسرح ألنه يعرف من يخاطب وكيف.. لذلك تأتي المطالبة الدائمة بالنص المتالحقة التجارب وأن خاصة عنها، غنى ال ضرورة المحلي أثبتت أن أكثر العروض المسرحية استقطابا للجمهور هي تلك التي يعرفون طبيعة جمهورهم ومتطلباته الذي السوريون كتابنا كتبها الفكرية والفنية، بينما بقيت النصوص المترجمة غريبة عن طبيعة




هذا الجمهور . في قدمت التي المسرحية العروض بقعة ضوء على ألقينا وإذا النص على االعتماد إلى واضحا ميال لتلمسنا األخيرة السنوات المحلي، ونقصد بالنص المحلي هو ذاك النص المسرحي الذي كتبه أو المكتوب العربي التراث على فيه اعتمد سواء كاتب سوري، الشفهي، أو على التراث المسرحي أو األدبي األجنبي، وقد تعددت هذه التجارب، ولقي بعضها نجاحا مدويا، بينما كان بعضها اآلخر

عاديا جدا، وقليل منها لم يلق قبوال لدى الجمهور . إن استمرار عملية النشاط المسرحي في سوريا وتطورها يتطلب توفير األرضية الالزمة التي تساعد المسرحيين على تقديم المزيد من العطاء واإلبداع، وهو األمر الذي ال يمكن توقعه اآلن في ظل ثقافة األوهام واألحالم التي لم تقدم شيئا إلى العاملين في الحقل اإلبداعي الفارغة من أي المنمق واألكاذيب والخطابات والثقافي إال الكالم مضمون حقيقي يمكن ترجمته على أرض الواقع، ولم يعد سرا القول إن ضعف المردود المادي أصبح يشكل العائق األبرز في وجه تقدم الحركة المسرحية في سوريا، وهذا الهم تحدث عنه الكثيرون دون نتائج ملموسة، ولم يعد غريبا الحديث عن صعوبة تجميع عدد محدود من الممثلين لتقديم عرض مسرحي، ذلك أن األغلبية الساحقة من ممثلي المسرح لم تعد راغبة في العمل فيه، وأصبح شغلها الشاغل اللهاث وراء المخرجين والمنتجين التلفزيونيين من أجل مشهد هنا أو لقطة هناك، مما أدى إلى تسلل مجموعات من الممثلين إلى خشبة المسرح تنقصها الموهبة والكفاءة، وبناء على ذلك يجب أال يكون من المستهجن أن يترك ممثل مسرحي عروض مسرحيته بعد أيام




ر بعيدا عن مكان العرض على بدايتها ليلتحق بعمل تلفزيوني يصومخرجينا إصرار المستهجن من يكون أال يجب كما المسرحي، عن المعدة مسرحياتهم على وإخراج" "إعداد عبارة كتابة على مكافأة يضمنوا كي بذلك- قناعتهم عدم -رغم مسرحية نصوص مالية إضافية، لشعورهم أن ما يتقاضونه عن إخراج عمل مسرحي

يتطلب منهم التفرغ لعدة شهور، ال يتناسب والجهد الذي يبذلونه .إن الحقيقة التي ال جدال فيها هي أن المسرحيين السوريين يريدون أن يعملوا ويبدعوا، وهم على أتم االستعداد لتحمل كل الصعاب من أجل تطور وتقدم مسرحهم الذي يحبون.. ومثلما استطاعوا أن يخلقوا نهضة مسرحية فيما مضى، فهم على أتم االستعداد لالستمرار في

هذه النهضة، لكن اإلرادة واالستعداد وحدهما ال يكفيان . مما ال شك فيه أن الفن المسرحي في سوريا يقف اآلن على مفترق طرق، فإما أن يتجاوز مشاكله وأزماته ويستمر ويتطور بإبداعات وعطاءات مبدعيه، وإما أن ينكفئ على نفسه ويمسي هامشيا وبعيدا عن جمهوره، وفي هذا اإلطار يمكن القول إن المسرح في بالدنا مازال فنا بعيدا عن اهتمامات شرائح واسعة من الناس، ولم يستطع وحاجة حياتهم، من حميما جزءا يكون أن اآلن حتى الفن هذا دائمة لهم ال يمكن االستغناء عنها.. ولكن من يتحمل مسؤولية هذا الوضع غير الصحي؟ هل هو المسرح بما يقدمه من أعمال ذات خصوصية شكال ومضمونا؟ أم الناس الذين لديهم قائمة طويلة من لترف حضور يبقى بحيث ال اليومية، بالحياة المتعلقة األولويات عرض مسرحي مكان في حياتهم؟.. في هذه الحالة ما الذي يتوجب على المسرح فعله كي يغلق هذا الحاجز الوهمي بينه وبين أكبر قدر




ممكن من الجمهور؟ الذائقة نحو فأكثر أكثر االتجاه المهام تلك أولى من أن ال شك الشعبية دون المساس بسوية العروض المقدمة.. والواقع أن الجمع بين السوية الجيدة من جهة، واالقتراب من الذائقة الشعبية من جهة المنصرمة شاهدنا السنوات الحساسية، وفي في غاية أمر أخرى فنجح الطرفين، بين للموازنة سعت التي المحاوالت من العديد هناك حيز واإلخفاق النجاح وبين اآلخر، بعضها وأخفق بعضها

ضيق ال مجال فيه للتالعب أو المغامرة . هموم طرح يعنيه فيما يعني الشعبية الذائقة من االقتراب إن من فيه بأسلوب ومعالجتها الناس، من واسعة قطاعات ومشاكل العمق ما فيه من الجمال، بعيدا عن النظر إلى األمور نظرة سياحية الطروحات في التعمق فإن لذلك القشور، بمالمسة االكتفاء أو فن إلى المتعطش الجمهور حاجة يلبي ما أكثر هو والمضامين يسمي األشياء بمسمياتها وال يحسب حسابا لرضى هذا أو غضب

ذاك . وكثيرا ما يدور الحديث عن الدور الذي يلعبه أو الذي يجب عليه أن يلعبه الفن المسرحي في مجتمعنا، وكثيرا ما يدور الحديث أيضا عن طبيعة تقبل هذا المجتمع لفن المسرح وللفنان المسرحي مبدع

هذا الفن .مسألة واالجتماعية الثقافية للحركة المسرح مواكبة قضية إن الناس تقبل قضية أبرزها عديدة، قضايا فيها تتداخل متشعبة، شك ال مما إذ فيه، العاملين وإلى إليه ونظرتهم المسرحي للفن فيه أن المسرح كفن وكنشاط اجتماعي ما زال بعيدا عن االهتمام




الجماهيري الواسع ومنحصرا في دائرة ضيقة قلما يتم اختراقها.. العروض انتظام عدم مقدمتها في يأتي التي أسبابه الواقع ولهذا المسرحية وعدم كثافتها، وخلوها في معظم األحيان مما يمكن أن يرضي الذائقة العامة.. كما أن التطور الهائل الذي طرأ على وسائل الناس المسرح أمرا شاقا، يفضل إلى صالة التوجه اإلعالم جعل عليه مشاهدة العروض المسرحية من خالل شاشة التلفزيون، وهي عروض ذات مستوى مترد عموما بحجة إرضاء أكبر عدد ممكن

من المشاهدين .السوري المسرحي الفنان عالقة تبدو النظري المستوى على بالمجتمع عالقة وثيقة وثابتة من خالل ما يحرص الفنان الحقيقي على تقديمه للناس من فائدة ومتعة، إال أن بعض المخرجين المسرحيين بسبب بالتأكيد- قصد -دون العالقة هذه إلى أساؤوا قد السوريين العروض المسرحية التي قدموها والتي سمتها األساسية االبتعاد عن الجمهور الواسع، وحتى عن ما يسمى النخبة المثقفة من الجمهور، في مغرقة شكالنية أعمال تقديم نحو المسرحيين بعض سعى إذ الترميز، ال يستطيعون هم أنفسهم فك رموزها، مما جعل العديدين أثناء حضورهم هذه العروض أنهم من جمهور المسرح يعتقدون المسرحية يتعرضون لنوع من االستهزاء واالستعالء، وهم محقون ظهورهم يديروا أن الحالة هذه في حقهم ومن هذا شعورهم في

للمسرح . لقد أساء هؤالء المسرحيون ال إلى أنفسهم فحسب بل إلى زمالئهم الذين يسعون لتقديم فن مسرحي نظيف ذي جودة عالية ومضامين

حارة وأشكال مقبولة ومستساغة .




ومثلها كمثل أية فعالية حياتية أخرى لم تتوقف الحركة المسرحية يؤمنون ومخلصين، موهوبين مسرحيين إنجاب عن سورية في بالمسرح كأداة ثقافية واجتماعية لها دورها المؤثر في تطوير وعي أفراد المجتمع واالرتقاء بذائقتهم الفنية والفكرية في مواجهة سيل االبتذال واإلسفاف الذي تمطرهم به شاشات التلفزيون صباح مساء

.ومن الطبيعي أن يتم رفد الحركة المسرحية بشكل دائم بعناصر جديدة شابة، باعتبار أن الحركة المسرحية بحاجة دائمة إلى الدماء أسماء دخول يالحظ السوري المسرح لحركة والمتابع الجديدة.. هذه من والعديد متسارع.. بشكل اإلبداع ميدان إلى جديدة شابة امتالكه بسبب أقدامه ويرسخ وجوده يثبت أن استطاع األسماء للموهبة أوال، وللثقافة المسرحية المكرسة لخدمة هذه الموهبة ثانيا.. وهذه األسماء ال تقتصر على فرق مديرية المسارح فقط بل تمتد

لتشمل فرقا أخرى كمسارح الشبيبة والجامعة والعمال.. إلخ .المسرح حركة تتوقف لم الطبيعية الحياة دورة مع وانسجاما فشباب المراحل، من مرحلة أو األجيال من جيل عند السوري طبيعي امتداد هم الثالثة األلفية مطالع في السوري المسرح امتدادا بدورهم هؤالء كان مثلما والثمانينات، السبعينيات لجيل طبيعيا ألجيال المراحل السابقة الذين يعتبرون الجيل الجديد جيال محظوظا، توفرت له إمكانية دراسة فن المسرح دراسة أكاديمية.. تقف التي التحديات تبدو نفسه الوقت في لكن سليم، كالم وهذا قائمة كانت التي التحديات من بكثير أكبر اآلن المسرح فن أمام التحديات هذه مقدمة في ويأتي مثال، والسبعينيات الستينيات في




إذ التلفزيوني، االستقبال طرائق في الكبير التوسع أحدثه ما تضاعفت عدة مرات خيارات المتابعة لدى المشاهد، فبعد أن كان البث في الثمانينيات وحتى أوائل التسعينيات مقتصرا على قناتين اثنتين أصبح بإمكان المتلقي اآلن أن يوفر أعدادا هائلة من األقنية البعض عن ارتياد دور المسرح والسينما، التي أغنت التلفزيونية كما أن تباعد المسافات بين أماكن السكن ودور المسرح حرم سكان لم الذي الوقت المسارح، في بالمدن من ارتياد المحيطة المناطق يأخذ فيه التوسع العمراني بعين االعتبار بناء مسارح يرتادها سكان المناطق البعيدة عن مراكز المدن، ومن جهة أخرى ساهمت كثافة اإلنتاج التلفزيوني وما يدره من دخل عال مقارنة مع الدخل الذي يدره المسرح في هجرة العديد من الممثلين من خشبة المسرح إلى بالتوهات التلفزيون، وبقيت في المسرح فئة فضلت عتمته وهمومه

ومشاكله وتحدياته التي ال تنتهي .العديد األخيرة حملت معها السنوات أن األحوال، نالحظ وبكل شباب فنانون أعباءها حمل التي الهامة المسرحية المشاريع من جادون، إن على صعيد الكتابة أو اإلخراج أو التمثيل في ظل تراجع نسبة مشاركة الفنانين المخضرمين في العروض المسرحية ألسباب شتى، أهمها له عالقة بدورة الحياة الطبيعية، إال أنه تجب اإلشارة إلى ضرورة االستمرار في توفير كل ما من شأنه تشجيع هؤالء على االستمرار في خوض غمار الحركة المسرحية في ظل وجود عوامل عديدة تساهم في ابتعاد فناني المسرح عن خشبته، كما أنه الشباب المسرحيين للفنانين الفرص إيجاد آلية المفيد إخضاع من إلى مقاييس تستطيع فرز الجيد من األقل جودة وتفسح المجال أمام




الفنانين المسرحيين الشباب ممن تتوفر فيهم بذرة الفنان المسرحي الجيد للمضي قدما إلى األمام .

وفي استعراض للتجارب الشابة التي ظهرت في السنوات العشر األخيرة نجد أن عددا كبيرا منها قدم تجربة أو اثنتين ثم انكفأ على نفسه لسبب أو آلخر، وربما ينتهز اآلن الفرصة المناسبة للعودة،

خاصة بالنسبة للتجارب التي لما يمر عليها زمن طويل بعد .السنوات في التي ظهرت الشابة التجارب آثر عدد من هذه لقد األخيرة أن يكون خارج إطار المسرح الرسمي، إما لتوفر فرص معينة وجد أصحاب هذه التجارب أنها أكثر مرونة في التعامل مع أعمالهم، أو نزوال عند رغباتهم الشخصية وخياراتهم، ولكن ال بد من اإلشارة في هذا الصدد إلى أن العدد األكبر من التجارب المسرحية العروض لمتابع ويمكن المسارح، مديرية احتضنتها قد الشابة المسرحي الموسم أن يالحظ أن األخيرة السنوات في المسرحية الواحد كان يقدم عرضا واحدا على األقل لمخرجين يقدمون على محاولتهم اإلخراجية األولى، وال بد أن هؤالء المخرجين الشباب يعدون العدة لتكرار التجربة وتحقيق نجاح آخر، أو لمحو صورة مشوهة وغير حقيقية تولدت بعد المحاولة األولى.. وبكل األحوال منها عانى التي الركود حالة حركت بمجملها التجارب هذه فإن المسرح السوري في بعض مراحله، ولوالها لبقي هذا المسرح في تلو للفرصة دائما بحاجة التجارب وهذه والتكرار، الجمود حالة األخرى على أن تكون هذه الفرص لمن يستحقها ولمن يثبت موهبته

وأهليته . ومن المالحظ أن معظم هذه التجارب الشابة حمل لواءها خريجو المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يضخ في كل عام دماء جديدة في شرايين المسرح السوري من خالل أقسام المعهد األربعة، حيث أثبت عدد كبير منهم وجوده وجدارته باالضطالع بدور مؤثر في عن تصدر أن المستغرب لمن وإنه سورية، في المسرح حركة




المعهد وطالبه وخريجيه تعادي ناشزة الثقافية أصوات المؤسسة وتدعو إلى تهميشه، وهي بكل األحوال أصوات مؤقتة نصف متعلمة المعرفي والجمالي، الجهل ينقصها أمية وال وبالتالي فهي نصف ووجودها في المؤسسة الثقافية كان خطأ كبيرا وسيبقى وصمة عار

على جبين المؤسسة إلى أن يقضي اهلل أمرا كان مفعوال . الشباب الفنانين من عدد خوض األخيرة السنوات شهدت وقد غمار اإلخراج المسرحي وأثبت بعضهم جدارة الفتة للنظر، فقدموا أعماال القت صدى إيجابيا، بنفس الوقت الذي بقي فيه المخرجون أثرى وقد أقل، بزخم وإن الساحة على متواجدين المخضرمون طبيعة السورية المسرحية الساحة على جيل من أكثر وج��ود الفنية، االتجاهات في مطلوبة تعددية وأفرز المقدمة، العروض ففي خارطة المسرح السوري نجد صنوفا متعددة وأشكاال متنوعة الكالم ال يعني أن المسرحي، وهذا العرض من صنوف وأشكال كان منها العديد أن إذ باالهتمام، جدير الجديدة التجارب مجمل دون المستوى المطلوب، وال بد وأن أصحابها يدركون هذه الحقيقة

ويحاولون تجاوز عثراتهم أو االنسحاب من الساحة بصمت .إن الحديث عن مسرح الشباب في سوريا يجب أال يستثني اإلشارة إلى المسرح الشبيبي )المسرح الخاص بالمرحلة التي تسبق الدراسة عبر الشباب المسرحيين تنشيط في بدوره يقوم الذي الجامعية( أكثر من عشرين الذي ال زال مثابرا عليه منذ السنوي مهرجانه الحركة إلى الشباب المسرحيين تصدير في بدوره ويقوم عاما المسرح نجوم من الكثيرين أن هنا ونذكر السورية.. المسرحية بالمسرحيين يكتظ الذي الشبيبي المسرح في فعالين كانوا اليوم الشباب الطامحين إلى تقديم مواهبهم، عسى أن يكون الزمن نصيرا بما األضواء عليهم وتسلط الرحب المسرح عالم ويدخلون لهم من بد ال وهنا واجتهاده.. موهبته حسب منهم واحد كل يستحق اإلشارة إلى مسألتين إيجابيتين، أوالهما إتاحة الفرصة في دورات




مهرجان دمشق المسرحي أمام العديد من المسرحيين الشباب لتقديم إلى الدعوة على التأكيد ثانيهما األنظار.. لفتت التي عروضهم استمرار المهرجانات المسرحية التي تقام في بعض المدن السورية لما تتيحه من فرص أمام هؤالء الشباب لالحتكاك واكتساب الخبرة

والمعرفة واالطالع على تجارب بعضهم .وفي سياق الحديث عن المسرح الشبيبي وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ال بد من اإلشارة إلى أن المفاضلة بين الموهبة تكاد تكون عمال غير ذي جدوى، المسرحي العمل والدراسة في بثقافة واسعة فال سبيل تدعم لم الموهبة إن أثبتت أن الوقائع ألن إلى تطويرها، وأن الدراسة إذا لم تكن مرتكزة على موهبة حقيقية

ال مستقبل لها . سوريا في الشباب المسرحيون منها يعاني التي المشاكل إن الرسمية الفرق إطار عملهم ضمن أكان سواء واحدة تكون تكاد مبادراتهم في حتى أو الخاصة، الفرق أو الشعبية المنظمات أو التمويل ضعف حول تتمحور مشاكل وهي الشخصية وجهودهم قبل من الدائم واالستنزاف مناسبة عرض أماكن وجود وعدم التلفزيون للمواهب الشابة وانشغال الناس بأمور حياتية بعيدة عن االهتمام بالثقافة واألدب والفن أو عدم إيمانهم بها، وغير ذلك الكثير من العوائق التي تحد من استمرار معظم المحاوالت التي يقوم بها مسرحيونا الشباب، وعلى الرغم من ذلك نسمع بين الفينة واألخرى عن تجمعات مسرحية شابة جديدة تطرح نفسها على الساحة، سالحها اإليمان بهذا الفن وبالدور الذي يمكن أن يقوم به في مجتمعه وبأنه

الفن األكثر قدرة على إبراز إمكانيات الفنان الحقيقية .اإليمان ترسيخ هو اليوم السوري المسرح يحتاجه ما أهم إن بأهميته وبدوره الثقافي والحضاري، وهذا اإليمان بحاجة إلى تعزيز ما هو متوفر منه من معطيات في عملية دفع المسرح السوري إلى المعطيات هذه من متوفر غير هو ما إيجاد على والعمل األمام،




للعروض جيدة ودعاية إعالمي واهتمام الئقة أماكن عرض من المسرحية ومكافآت مجزية تتناسب وجهد العاملين في المسرح من

كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين . بها مر التي األزمات هي كثيرة المادي العامل إلى وباإلضافة التي وقفت العقبات تاريخه، ومتنوعة هي السوري عبر المسرح في طريق استمراره وتطوره، فمنذ أن قام الغوغاء بحرق المسرح الذي كان يقدم عليه رائد المسرح السوري أبو خليل القباني عروضه وحتى اآلن واجه المسرح السوري العديد من التحديات ومحاوالت التهميش، لكنه كان دائما يخرج منتصرا بفضل جهود رجاله الذين أفنوا ويفنون زهرة شبابهم في سبيل ازدهاره.. وال أعلم إن كان من حسن الحظ أم من سوئه أن الدم ما زال يجري في عروق المسرحيين ومخرجين كتاب من المسرحية الساحة على المتواجدين القالئل وممثلين بعد كم اإلحباط الذي يواجهونه على مختلف أصعدة العمل

المسرحي . إن المسرح السوري مؤهل اليوم ألن يتخذ موقعا هاما في صدارة المسارح العربية نظرا لوجود كوادر مؤهلة وموهوبة سواء ممن درس المسرح خارج سورية أو في معهدها المسرحي أو حتى من الهواة الذين لم يدرسوا المسرح دراسة أكاديمية، لكن هذا األمر ال المسرحي تمكن التي الصلبة بتوفر األرضية يمكن أن يتحقق إال

السوري من أن يأخذ مكانه الذي يستحق . مسرح والمتفرج.. الممثل مسرح والمخرج.. الكاتب مسرح الخشبة والصالة، كمسرح الحياة، ال يخلو من المصاعب والمتاعب يفقد إحدى ميزاته، بل إحدى فقد والهموم، فإن تخلص منها يوما خصائصه، حينها قد نطالب بعودة هذه المصاعب كي نتحدث عنها

من جديد ونطالب بإزالتها.



اغلقوا املسارح اجلزائرية!!!

عبد الناصر خالف

اجلزائر

أغلقوا : بعنوان بيان نشر قررت ، في خريف 1999 فيه أدعو الوطنية، الصحافة في الجزائرية!!! المسارح كل من مدراء المسارح والهيئة الوصية : وزارة الثقافة الجزائرية، إلى غلق المسرح الوطني الجزائري والمسارح

الجهوية لمدة سنة..وفي نقاش ساخن وناري مع الدراماتيرج أستاذي ابراهيم نوال – حاليا :مدير المعهد الوطني العالي السمعي البصري البيان، هذا فحوى ، حول الكيفان- ببرج العرض وفنون دفعني للتراجع عن نشره أمام فكرة يعتبرها أساسية وهي إذا أردنا الدفاع عن المسرح الجزائري في هذه الظروف الصعبة فعلينا الكتابة عنه نقديا والتأريخ له ، والتعريف كما .. للجمهور مسرحية ثقافة لخلق ، بأعماله الجمهور مناسب التوقيت غير البيان في هذا نشر هذا ان اعتبر المسرحية شبه لألشكال وتعصب مني، تهور هو ونشره

..اآلن ونحن في سنة 2009 أي بعد مضي حوالي 10

سنوات ..أتساءل هل تراجعي كان صائبا ؟؟..هذا ، انشره لم ألنني بالندم اشعر مازلت الحقيقة في الندم جعلني أعود إلى أرشيفي الخاص للبحث عنه ، لكن لألسف الشديد لم أجده..اعتقد اآلن لو نشر هذا البيان سيثير الكثير من النقاش الحاد بين صناع العرض المسرحي في

[email protected]



الجزائر البيان يعود إلى بعض التصريحات إن دوافع محاولة نشر هذا الصحفية لمسرحيين يشتغلون في القطاع العام يدعون في حواراتهم هذه إلنجاح الوحيدة الطريقة هذه ألن المسارح خوصصة إلى يرتاد الجمهور لجعل الوحيدة الطريقة وهي ، الثقافية الصناعة

العروض بشكل مكثف.ويطالبون وزارة الثقافة باستحداث قانون خاص لتأسيس تعاونيات

مسرحية..

الذين يتحدثون بمثل هذه اللهجة الصارمة ليسوا هواة المسرح او صناع المسرح الذين ينتمون الى جمعيات ثقافية حرة ..

الذين يتحدثون عن خوصصة المسارح هم فنانون موظفون في القطاع العام، مؤمنون لدى صندوق الضمان االجتماعي

ولديهم اجرتهم الشهرية حتى وان لم يوزعوا في اي عمل مسرحي خالل سنة كاملة ..

ويأخذون عطلهم السنوية.. وتغلق مؤسساتهم في فصل الصيف..

ثورتهم في نظرهم .. سببها فشل سياسة القطاع العام والقطاع العام هو الذي جعل الجمهور ينفر من المسرح !!!

لن ادخل في متاهات موضوع الخوصصة ولكن دعني انقل اليكم بأمانة ما قاله رئيس أهم التعاونيات المسرحيات الحرة في الجزائر المسرح مدير حاليا وهو منايل ببرج السنجاب تعاونية واقصد




الجهوي لمدينة بجاية الكاتب المسرحي : عمر فطموش في انطباع لجريدة جزائر نيوز بتاريخ :06-06-2007 : شخصيا، أظن أن الخوصصة تؤدي إلى قتل المسرح وحتى البلدان الغربية الرأسمالية تحت المسرح وضع قائما،ألن المسرح في العام القطاع اليزال وأن الحقيقية، على مصداقيته الحفاظ يضمن العام القطاع تسيير في الدولة وحضور تجارية، كسلعة سيجعله المسرح خوصصة تسيير الفن الرابع يسمح ببقاء بعض القيم الفنية واإلبداعية ولو تدخلنا المسرحي واإلنتاج التفاهة، في سنسقط دون شك في خوصصته

سيقاس بالكم وليس بالنوع، ألن الغرض سيكون تجاريا صرفا•أو ما قاله الممثل المسرحي: سمير اوجيت - من المسرح الجهوي باتنة - لنفس الصحيفة : ليس من السهل خلق فضاءات حقيقية لدعم الحركة المسرحية بحجة انعدام رأس المال ورجال أعمال قادرين يخلق الذي العام القطاع المجال•،عكس هذا في اإلستثمار على للممثل التامة الحرية يمنح والذي المسرح ديناميكية لتدعيم حيزا المسرحي في تقمص الدور المنوط به• وأن المسرح الجهوي لباتنة اإلنتاج تسويق أزمة يعاني األخرى الجهوية المسارح مثل مثله

المسرحي النعدام شبكة خاصة بهذه العملية• إن الدفاع الشرس من اجل خوصصة المسرح لفنانين موظفين في القطاع العام ، دون التفكير في آليات جديدة في التوزيع واإلنتاج ،

دفعني لكتابة ذلك البيان..بتوقيف عرض المسارح إدارة تقوم أن فيه ما طالبت جملة أعمال إنتاج على والعمل ، قاعاتها داخل المسرحي اإلنتاج

مسرحية تكون مكيفة للعرض في فضاءات مفتوحة..




إن المسرح الجزائري رغم انه غني باألشكال شبه المسرحية إال إن كل األعمال مصممة لتقديمها داخل القاعة - في العلبة االيطالية-..لم نشاهد منذ سنوات أي عرض خارج القاعة ربما هناك استثناءات منها :مسرحية جحا لمسرح التاج – برج بوعريريج..أو عرض مسرحية اللثام لعبد القادرعلولة التي قدمها في بهو مسرح عزالدين مجوبي كتجربة ناجحة خالل مهرجان المسرح المحترف بعنابة..عبدالحميد المخرج ادخل و جازف التي الهربة مسرحية وأيضا

قوري الجمهور إلى خشبة المسرح..الجزائري هذا األشكال من اجل المسرح لم ال يوظف أتساءل

حمل الجمهور على االقتراب أكثر من المسرح..؟؟لما ينادي هؤالء إلى خوصصة المسرح بدل القيام بمحاوالت يقتله جمهور الذهبي.. عصره إلى الجمهور إلرجاع وتجارب

الضجر..؟من الجمهور تقريب على الموظفون المسرحيون يعمل ال لما للعبة ومؤثر جديد كمكان الساحات او المداخل بتهيئة المسرح المسرحية..خاصة في فصل الصيف الذي تغلق فيه المسارح بدعوة

العطلة السنوية أو غياب التكييف الهوائي..حتى القاعات خارج تنقل الفصل هذا في الفنية النشاطات كل والساحات المالعب من يستفيدون األحزاب ورؤساء السياسيون

العمومية للتواصل مع جمهورهم..لماذا نستثني المسرح من الذهاب إلى خارج القاعة ؟

إن الممثل الذي يفكر بهذا المنطق عن خوصصة المسارح جعلني في تلك المرحلة أصاب بالحيرة والدهشة..




اإلرث هذا بدل جديدة مسارح بناء عن يدافع إن المفروض الموجود منذ الفترة االستعمارية .. فمنذ استقالل الجزائر لم يتم بناء

أي مسرح إلى حد كتابة هذه األسطر.المفروض أن يطلب من الهيئة الوصية خلق سياسة جديدة لتوزيع

األعمال بين المسارح في إطار تبادل االنتاجاتوحماية الجمهور من الملل والمسارح من الغلق..

ان دينماكية المسارح تجعل الجمهور مقبال على العروضإن دعوة الغلق التي كتبتها في البيان ليس المقصود بها غلق المسارح بصفة نهائية بل هو محاولة فتح فضاءات جديدة تلك التي تجعل المتلقي يحضر العرض ويسحر به ومن ثم بعد مرحلة زمنية

يجد نفسه مورطا في هذه اللعبة .أو الخوصصة موضوع إث��ارة المقال ه��ذا في هدفي ليس

الجمهور..إنني أحاول أن أثير موضوع الفضاء..

كتابه في بروك بيتر االنجليزي المنظر عنه يتحدث ما وهذا النقطة المتحولة : في المسرح ، ثمة أشياء تساعد،وأخرى قد تعوق. وخارج المسرح نجد نفس العناصر . وحين نترك المساحات التقليدية ، وننطلق نحو الشارع أو الريف أو الصحراء ، أو نحو حظيرة ، أو أي مكان في الهواء الطلق ، فان هذه يمكن أن تكون ميزة وعقبة

في ذات الوقت .الميزة تتمثل في أن العالقة ستقوم على الفور بين الممثلين والعالم ، ال يمكن أن تقوم أبدا في أي شروط وهذا ما يعطي المسرح أنفاس

حياة جديدة.)




إن تركيز المسرح الجزائري على الفضاءات المغلقة هو إجحاف في حق المسرح ..في حق جمهور ال يملك حتى قاعة مكيفة ..

إلى إنتاج عروض مسرحية تذهب ضروري جدا أن نفكر في الجمهور ..

في السنة الماضية سجل إلدارة المسرح الوطني الجزائري عالمة هذه من خالل حيث للجنوب، المسرحية لأليام كاملة الستضافته التجربة غير المسبوقة في تاريخ المسرح الجزائري تم تقديم ستة عروض مسرحية، مناقشة وتشخيص واقع الفن الرابع، حيث أثار العديد من الحضور و المختصين قضية غياب الفضاءات ولكن ما غاب فعال عنهم جميعا انه لو تم االشتغال خارجيا في الفضاءات فالفضاء ، البساط مسرح أو الحلقة مسرح على شكل المفتوحة الصحراوي فضاء ساحر ومدهش .. وتمنيت بدل من تقديم ودعم عروض وحصرها داخل قاعة محي الدين بشطارزي- رغم أنها مكيفة- أن تقام العروض ليال في ساحة بور سعيد /عبدالقادر علولة وقد العروض انواع كل احتضان وبإمكانها مفتوحة ساحة وهي تعطي لألشكال شبه مسرحية أبعادا سحرية أخرى جديرة باكتشاف إلى ليال يعود البحر إلى صباحا يهاجر ان بدل الذي الجمهور

المسرح..خارج تقام التي العروض إن ويقول يعارض من هناك ربما

القاعات تصاب بالفشل لعامل الفوضى..مثل على معتاد غير الجزائري والجمهور مفتوح الفضاء ألن من بدعوة حضرت : واقعة اسرد السياق هذا األشكال..في هذه قرى بأدى مونودرام عرض الى كعوان العمري الفنان صديقي




سيدي مزغيش محافظة سكيكدة واعتقد في سنة 1997الكثيف للجمهور نظرا العرض فشل من متخوفا كنت صراحة ..كان تقديم عرضه خالل الفنان حاصر -الذي بأكملها القرية –

العمري كعوان يؤدي عرضه في دائرة صغيرة جدااااا..وبعد حوالي 10 دقائق سيطر الفنان على الجمهور ، وكان هذا

العرض من أجمل وانجح العروض التي شاهدتها في حياتي..إن الجزائري بطبعه محب للفرجة

وال اعتقد أن العروض التي تقدم في الهواء الطلق تؤثر سلبيا على الممثلين..

بل تزيده بهاء..دعونا نجرب غلق المسارح لمدة سنة ونفتح الفضاءات الموازية

وبعد سنة نتحدث عن خوصصة المسارح..انه تهور ..

ربما


السعودية



مالمح املسرح السعودي احلديث

السعودية

نشأ المسرح السعودي متأخرا نسبيا مقارنة بالدول العربية األخرى بما يربو على القرن إذ يعود أول مشروع مسرحي كتبها التي مكة" "فتح مسرحية وهو العام 1960م، إلى المزمع أن تعرض على مسرح محمد مليباري وكان من أن إال السباعي، أحمد األديب سيفتتحه كان الذي قريش هذا المشروع أجهض في مراحله األولى ولم ير النور، فقد وقف تيار من المناهضين للفن في وجهه، ومع هذا فإن هذا وجود رغم السعودي، المسرح لبدايات يؤرخ المشروع إرهاصات أبكر، "فأقدم مسرحية يرد إلينا ذكرها في تاريخ المملكة العربية السعودية هي )مسرحية بين جاهل ومتعلم في قدمت مدرسية تمثيلية وهي عام 1348ه�( أواخر -المدرسة األهلية بعنيزة والتي أسسها صالح بن صالح أحد رواد التعليم في المملكة الذي أسس مدرسته في واخر عام 1347ه�")1(، وتبعتها العديد من المسرحيات التي كانت تقدم في األندية الرياضية والمدارس، حتى سبعينيات القرن بمدينة األحساء الفنون تأسيس جمعية الذي شهد الماضي السعودية العربية للجمعية األولى الصيغة كانت والتي

للثقافة والفنون بفروعها ال�14والتي أسست سنة 1973م.ويعتمد المسرح السعودي مذ ذاك على الجهات الرسمية التي تنفذ فعالياته وتنظمها، فمن جهة هناك الرئاسة العامة للثقافة الرئيسة المرجعية كانت التي الشباب لرعاية

عباس احلايك

[email protected]



المملكة، وكانت الجمعية تعمل تحت مظلتها، ومن والرياضة في جهة أخرى وزارة الثقافة واإلعالم التي أضيفت لها مسئولية الثقافة قبل ما يقرب من الخمس سنوات، لتتحول الجمعية إلى جهة تابعة للوزارة. وتعتبر الجمعية هي الحاضن الشرعي و األب المفترض للمسرح السعودي، فهي التي رفدت المسرح السعودي منذ تأسيسها العناصر في المشتغلة البشرية وبالطاقات المسرحية بالتجارب المسرحية، فمعظم األسماء المسرحية السعودية كان للجمعية الفضل الوقت مسرحيي وحتى المؤسسين منذ المسرحي، تكوينها في )محمد أعطتهم كما الجمعية أعطوا الذين الكتاب فمن الحاضر، العثيم، فهد ردة الحارثي، سامي الجمعان، عبد العزيز السماعيل، المسرحيين الممثلين ومن وغيرهم(، .. الصقعبي العزيز عبد والمخرجين الذين قدموا تجارب مسرحية بالداخل ومثلوا بها المملكة في المهرجانات الخارجية ) أحمد الهذيل، راشد الشمراني، سامي عاشور، شادي الحساوي، إبراهيم الحمراني، أحمد الزهراني، راشد الورثان.. وغيرهم(. ومن الجمعية انطلقت مجمل المسرحيات السعودية إلى المهرجانات العربية لتقدم أنموذجا للتجربة المسرحية السعودية، ففرع الجمعية بالطائف الذي أسس ورشة مسرحية )2( في وقدمتها التجريب نحت صوب أنتجت عروضا عام 1993م مهرجانات عربية كمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان أيام عمان المسرحية ومهرجان الفجيرة للموندراما، إضافة لتجارب فرع الجمعية بالدمام واألحساء وجدة اللذين يعتبرون األنشط مسرحيا المهرجانات في الجامعات مشاركات عدا هذا تجربة، واألنضج الجامعية ومشاركات الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المهرجانات الشبابية. ولكن مع كل ما تقدمه الجمعية تبدو شريكا في مشكالت المسرح السعودي، إذ يقتصر النشاط المنهجي السنوي الذي فرضه المركز الرئيس بالعاصمة الرياض على الفروع بحجة الموازنات




المالية المحدودة على عرضين، واحد لألطفال وآخر للكبار، وهذا العدد من العروض ال�28 بمقابل المساحة الشاسعة للمملكة العربية السعودية ال يمكن أن يتكل عليه في تأسيس حركة مسرحية تحتاج

إلى صيرورة و تواصل.وفي هذا الصدد فتح المجال للفرق الخاصة لتقدم تجاربها المسرحية خارج إطار الرسمية، وليستثمروا إتساع هامش الحرية، إال أن هذه الفرق ارتكز عملها على استنساخ ما يقدمه المسرح التجاري في بعض الدول الخليجية من عروض هدفها الضحك، وتقديم عروض وضمن )البلدية( األمانة بادرت الرياض ففي المالهي، مسرح احتفالياتها بموسم العطلة الصيفية واألعياد بفتح صاالت العرض للفرق لتقديم عروضها للجمهور، إال أن كل العروض باتت متشابهة مسرحا وتقدم عربيا( أو )خليجيا النجم على تعتمد الشكل، في كوميديا يخلو من القيمة الفنية، وهذا ما يقلص من فرص االختبار والتجريب على كل عناصر المسرحية. وكان لفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام تجربة في إعطاء الفرق الخاصة مساحة لتجريب ممكناتهم، فقد انطلقت قبل سبع سنوات مسابقة مسرحية تقدم فيها الفرق المشاركة عروضها بعيدا عن المسرح السائد والمتعارف عليه )المسرح اإلجتماعي الهزلي(، والمسابقة الزالت تقام كل رمضان، فيها قدم الذاكرة في الزالت مسرحية عروض عن أفرزت وقد الحسن لياسر نتاج خبرتهم وفكرهم كمسرحية )مريم( مخرجوها ومسرحية القماش، باستخدام مدهشا إخراجيا مقترحا قدم الذي )المزبلة الفاضلة( لماهر الغانم والتي دخلت مختبرا مسرحيا لمدة ثالث سنوات، ومسرحية )من؟( لمحمد الحالل التي أدخلت المجاميع ووظفتها، ولكن تبقى معظم الفرق المسرحية المشاركة قد وضعت نفسها في مآزق التجريب المسرحي واختيار النصوص العبثية التي

تحتاج إلى تراكم خبرة ووعي في تقديمها.




المسرح السعودي مسرح ذكوري، وهذه هي الصورة التي باتت معروفة عنه في الخارج، ففكرة مشاركة المرأة مسرحيا مرفوضة السعودي المسرح اجتماعيا، وهذا ما يجعلها تحضر كصوت في المسرح إلى الدخول استطاعت السعودية المرأة لكن كطيف، أو من بوابة المسرح النسائي، ووجدت فيه متسعا من الحرية لمناقشة جماهيرية عروضا خاللها من قدمت فرقا فأسست قضاياها، )الحضور نسائي فقط(، وكانت أولى هذه العروض "أخيرا عادوا" والتي قدمت قبل أربع سنوات بالرياض، وتوالت بعدها المسرحيات "فيض كفرقة جامعية مسرحية فرق لوجود إضافة النسائية، مجلس تونسي عضو إيمان الدكتورة عليها تشرف التي المحبة" إدارة جمعية المسرحيين السعوديين والتي تقدم كالسيكيات المسرح العالمي وباللغة االنجليزية، وهذا خالف ما كان يقدم من مسرحيات

نسائية خارج إطار الرسمية. ويمكن استقراء مالمح المسرح السعودي الحديث من المسرحيات التي قدمت ضمن مهرجان المسرح السعودي الرابع الذي أقيم في الرياض بين 16 إلى 28 آذار العام الماضي، والذي اعتبر نقلة في تاريخ المسرح في السعودية من حيث ضيوف المهرجان والفعاليات المصاحبة، فمجمل نصوص العروض العشرة المشاركة ابتعدت عن االنشغال بأسئلة الهوية، فهي لم تتناول قضايا المجتمع السعودي، ولم تكن بالجرأة التي تجعلها تفتح ملفات كان للصحافة السبق في فتحها ومناقشتها، كما أنها خضعت لتبعية تيار التجريب المسرحي، بل ومفرداته، التجريب بمفهوم ووعي لفهم نتيجة تكن لم وإن باجترار الصيغ الجاهزة وتقليد ما قدمته مسارح عربية وخليجية. وألن المهرجان كان يهدف إلى ترسيخ المسرح في الوجدان الشعبي إال أن العروض لم تتمكن من تغيير نمط التلقي المسرحي، وتجتذب إليها شرائح اجتماعية خارج إطار المهتمين والمشتغلين بالمسرح،




إلى المهرجان( تحتاج التجريبية )كانت سمة عروض فالعروض التواصل على قادرا ليكون الفلسفي والفهم الثقافة يمتلك جمهور

معها.

وشكل المهرجان اختبارا قاسيا لكل المسرحيين السعوديين ليعوا تماما ماذا يقدمون وكيف يقدمونه، وستشهد المرحلة المقبلة جردة حساب لكل أخطاء الماضي اإلدارية والفنية، لتكون الخشبة حكرا للمسرح الخاسرة للمغامرات مساحة تكون ولن األفضل على الحكومة قبل من به واالعتراف شرعيته انتزع الذي السعودي بتشكيل جمعية للمسرحيين ) نقابة( في الخامس من ديسمبر 2007م وتشرف عليها وكالة وزارة الثقافة واإلعالم للشئون الثقافية والتي في ممارسته قاعدة وتوسيع المسرحي الوعي نشر إلى ستسعى واالهتمام السعودي، المسرح بمستوى واالرتقاء المملكة، أنحاء المسرحي، العمل مجال في العاملة العناصر وتطوير برعاية في جدواه إثبات وهو أقسى اختبار أمام أيضا المسرح وسيكون مجتمع سعى إلى إقصائه منذ البداية، وإثبات قدرته على البقاء في

زمن السينما والتلفزيون!.

هوامش:علي بن عيد العزيز السعيد- جريدة الجزيرة ، األحد 1428/11/29ه�. )1(

االلكتروني الطائف ونشاطاتها في موقعها يمكن االطالع على تجربة ورشة )2(www.taiftheater.com




املسرح الفلسطيني بني مطرقة التمويل وسندان اإلهمال

عنوان وال شك ضخم ذلك الذي اخترته لمقالتي ، والهدف الى متصفحه ودفع االهتمام اثارة هو الحال بطبيعة منه والدارس الباحث ان ذلك ، الفضول باب من ولو قرائته بلغت ومهما ، تواجده مكان كان ايا الفلسطيني للمسرح يضع ان بد ال ، الحقائق تدوين على وحرصه نزاهته تحت الخاضعة الفلسطينية الحالة اعتباره خصوصية في عن تبتعد ذاتية لرقابة الخضوع الى يدفعه مما االحتالل المواجهة واثارة المتاعب لنفسه ولالخرين فاذا به يتوقف او ، االخرين كتابات من يستقيها التي التعميمات عند ، هناك اعالن او صحفي وخبر هنا مقالة من يجمعها وتصل كافة الدراسات والكتابات حول المسرح الفلسطيني عند العام 1982 لتتوقف هناك وتتحول كل االنجازات التي تلت ذلك التاريخ الى هامش المجهول ، ذلك ان جل االنجاز الغلب في يتركز التاريخ ذلك بعد الفلسطيني المسرحي فلسطين داخل انتجت التي المسرحية االعمال مجمل في المحتله ، لذا ولكل ما سبق فانني ساتحدث في مقالتي هذه عن المسرح الفلسطيني بعد ذلك التاريخ ، محاوال ان استفز من يمكن ان يستفز ) بضم الياء ( علنا نثير لدى الباحثين التي العوالم في للولوج منه بد ال الذي الفضول والنقاد

يتحرجون من الدخول اليها .


كامل الباشا

فلسطني

[email protected]



وياتي اختياري للمطرقة والسندان ليس على سبيل التذمر والصراخ طلبا للنجدة ، فالمصطلح حسب تحليلي ، واذا ما فككنا عناصره ، يمكن ان يفسر ايجابيا ، واليكم التعليل : المطرقة تؤلم ولكنها تنشط خاليا الدماغ وهي في حالتنا الفلسطينية المزرية احوج ما نحتاج اليه وفي حركتنا المسرحية تدفعنا البتكار كافة االساليب المشروعة للي عنق اي مشروع اجنبي ) بتمويل اجنبي ( ليخدم اجندتنا الوطنية ، التي تتحدد وفقا العتبارات كل فرد فينا ونزاهته وذلك لغياب اجندة وطنية ثقافية تحدد الخطوط الحمراء للجميع ودون استثناء ، كما ان االهمال ، يؤلم ويدفع االلم صاحبه الى البحث عن افضل الطرق للتخلص من ذلك االلم ويحفز الفنان الفلسطيني وعلى مدى اربعة وعشرين ساعة في اليوم البراز نفسه واثبات جدارته ) غريب امرنا نحن الفلسطينيون فكل ما لدينا مقلوب ( وبما ان المال عصب

الحياة فكذلك ترتبط انجازات مسرحنا بذلك العصب .ومن السهل تتبع حركتنا المسرحية بتتبع ذلك العصب المركزي الفنانين الذي يتنقل بين الساحات المختلفه ، وتتنقل فيه الكرة بين الفلسطينيين ليبرز في كل مرحلة تيار او اتجاه على حساب االخرين

.كان العمل الفني قبل العام 1982 مرهونا بالتنظيمات الفلسطينية التاييد على حشد االداة هذه قدرة فيها االذكياء بعض ادرك التي الدعم تتلقى التي بالفرق الفلسطينية المسرحية الساحة فغصت والمساندة من التنظيمات جميعها ودون استثناء ، مما ابرز االعمال وتنافسا عدديا تناميا وشهد االحتالل ضد والتحريضية التعبوية للواقع مغايرة الفلسطيني لشخصية نمطية شكل صورة شعاراتيا




تلوي ال الذي االسطوري والبطل المناضل تصوير في ومبالغة عنقه يد الجالد ، ورغم زيف تلك الصورة وانعدام مصداقيتها اال انها تلقت القبول لدى الجماهير لما تميز به فكر الستينيات والسبعينيات المتكررة الهزائم نتج عن العربية الفكرية الساحة من تضليل في واالعالمي الثقافي وامتدادها الصهيونية الحركة مواجهة في بيروت من الخروج مرحلة وجاءت ، والعسكري واالجتماعي والتقليصات التي عانت منها موازنات منظمة التحرير الفلسطينية باكبر االثر على الحركة المسرحية فانحصر التمويل في الصندوق القومي الفلسطيني وتوقفت التنظيمات عن تمويل النشاطات الفنية الصندوق بالمقربين من المسرحي النشاط وانحصر واالجتماعية القومي ، فتاسس مسرح الحكواتي في القدس وباشر نشاطاته على ، ولكن الفلسطينية المسرحية بالحركة العاملين انه لجميع اعتبار واقع االمر هو انه لم يخدم سوى فرقة واحدة مما ساهم في تطورها الفرق على الخناق وضيق وخارجها فلسطين داخل واشتهارها وخلت الطوعية المسرحية االعمال في نشاطها االخرى وحصر الساحة اال من ثالث فرق : الحكواتي ) المذكورة اعاله (و فرقة الفنون المسرحية التي كانت تقدم اعماال مسرحية لطالب المدارس التابعة لوزارة المعارف االسرائيلية ) الى جانب العديد من الفرق الناصرة وحيفا وغيرها ( وفرق اخرى الفلسطينية في المسرحية تندرج تحت مسمى الفرق المستقله ) المسرح الفلسطيني ، المسرح والمسرح ، الرحالة ومسرح ، الجوال مسرح ، سنابل الشعبي الناهض ، وغيرها من الفرق الموسمية التطوعية ( ، ثم وبعد تاسيس مؤسسة التعاون الفلسطينية في جنيف ، بدا التمويل بالوصول الى




بعض هذه الفرق وانفتح المجال امام التمويل االجنبي عن طريق فرقة الحكواتي التي شرعت بالتجول في انحاء اوروبا وامريكا ، وتواصلت مع المؤسسات االجنبية لكون بعض اعضائها ينتسبون المؤسسات بين والتنافس التمويل اموال وبدات ، الدول تلك الى الداعمة تتدفق على الحركة الفنية والثقافية وسط غياب تام لمنظمة بعض مع والفلسطينية العربية المؤسسات او الفلسطينية التحرير المنال وغير مرتبطه باي الميزانيات سهلة االستثناءات ، وكانت اشتراطات او اجندات ) هذا ما تصورناه في حينها ( واذا بها تتحول مع مرور الوقت الى احدى اهم الوسائل للتحكم في منتوجنا الثقافي ، واذا بنا نجد انفسنا اليوم وبعد مرور سبعة وعشرين عاما على اوروبية وامريكية ومضطرين باجندة التوجه مرهونين بداية هذا للمزاوجة بينها وبين اجندة وطنية فردية يغلب عليها التعثر وتبعثر الفلسطينية وارباكها الوطنية الشخصية بلبلة بما يزيد من الجهود الدعم وتقدم االولويات تحدد رسمية الجندة تام غياب ظل وفي باالولويات وكان متذرعة الشخصيه تلك وتكوين لبناء والمساندة

الثقافة ليست كذلك .الصدمة على فعل وكرد تحوالت من ما سبق في خضم جميع الثقافية العميقة التي احدثتها اتفاقيات اوسلو وما سبقها من اعتراف بدولة اسرائيل وما لحقها من ما سمي بكسر الحاجز النفسي ، اصيبت وازدادت ، االرتباك من وبمزيد بالذهول والفنية الثقافية الحركة الشخصية الوطنية الفلسطينية تشظيا وارتباكا ، وتحولت انجازات االنتفاضة االولى ) 1987 – 1992 ( الى اخفاقات ، ومرت خمس سنوات عجاف لم تشهد فيها الحركة المسرحية الفلسطينية ما يستحق




الذكر ، ثم عادت وانطلقت كما العنقاء من جديد ، ولكنها عنقاء بقبعة افرنجيه ، تحاول طوال الوقت ان تنزع تلك القبعة ، تنجح احيانا تبذل االهمال وسندان التمويل مطرقة بين ولكنها احيانا وتفشل الجهد تلو الجهد لتحلق في احيان كثيرة بانتزاع اعجاب الجمهور مطالب ملبية اخرى مرة وتهبط ، ) اجنبي وبتمويل ( وتقديرهم

الممولين .كل ما سبق كان تحليال وتنظيرا بني على معايشة وتحليل ذاتي يبعد عن الموضوعية والتأريخ للحركة المسرحية او يقترب منها ، ولن نستطيع نفيه او اثباته اال من خالل دراسة علمية موثوق بها ، ال املك المصادر او الطاقة العلمية واالكاديمية لتنفيذها ، ولكنها في الدخول قبل منها بد ال سابقا ذكرت كما استفزازية ارضية له المكونة والعناصر الفلسطيني المسرحي الحراك عن الحديث

واالشخاص الفاعلين فيه ، واعتبر نفسي احدهم .شخصية المسرح الفلسطيني :

المسرح الفلسطيني حتى اليوم ال شخصية له ، بمعنى ان ما يقدم من اعمال مسرحية ما زال يبحث في مكونات العرض المسرحي ، فيقلد المسرح االوروبي والمسرح العربي المقلد للمسرح االوروبي في الجوائز من العديد حصدت التي العظيمة االعمال وحتى ،مهرجانات عربية وعالمية ) وقد شاركت في بعضها ( ال تتجاوز كونها استنساخا لتقنيات المسرح االوروبي وال خصوصية فيها سوى انها مسرحية ناجحة وقوية ، وهذا بطبيعة الحال ال يقلل من شانها وال يتجاوز كونه توصيفا علميا للعناصر المكونة لتلك العروض ، وحتى النصوص الفلسطينية سواء منها ما كتبه الفلسطينيون امثال




غسان كنفاني ومعين بسيسو وتوفيق ابو السعود وغيرهم ، او ما كتبه العرب امثال الفريد فرج او سعد اهلل ونوس او غيرهم .

اكتمال ، رغم عدم فلسطينيا واحدا استثني مخرجا فاني وللدقة لمعظم الهوية مجهول وهو ( المسرحية البحثية نظريته عناصر الرئيس ، اسماعيل يعقوب الراحل وهو ) العرب المسرحيين السابق لرابطة المسرحيين الفلسطينيين ، والذي رحل اواخر العام الماضي ، اقول استثنيه النني عملت معه في خمسة اعمال مسرحية واعرف الكثير عن عناصر نظريته التي اسماها ) الممر ( وكان المسرح تميز جديدة مسرحية وطريقة اسلوب عن البحث دائب 1978 ( االعوام بين التي حققها االنجازات ، ورغم الفلسطيني – 2008 ( اال ان عناصر نظريته لم تكتمل ، ومادته البحثية قيد الدراسة والمراجعة من قبل زمالئه وانا احدهم ، وارجو ان نتمكن يوما ما من الخروج بدراسة موضوعية شافية عن انجازاته في هذا المجال وان يجد اسلوبه وطريقته في العمل المسرحي من يتبناهما

ويكمل المشوار .ما سبق بطبيعة الحال ال ينفي وجود اعمال فنية مميزة ترتبط بنص خاص كنص سعد اهلل ونوس – مغامرة راس المملوك جابر والتي اخرجها فؤاد عوض في الناصره مع تبني شبه تام لشكل العرض المسرحيين محاوالت اهم من يعتبر والذي المؤلف اقترحه الذي العرب في البحث عن شكل مسرحي عربي ، او تجربة عماد متولي في نص غسان كنفاني – القميص المسروق ، او تجربة نزار الزعبي في مسرحية قصص تحت االحتالل ، ولكني اصنف تلك التجارب واشباهها في اطار المصادفات النها ال تشكل متابعة لما سبقها وال




يشكل ما تالها امتدادا لها .التي اعلن عن الفلسطينيينن : تعتبر الرابطة رابطة المسرحيين لكل يحق مسرحيا انجازا 1989 عام تامة وباستقاللية تاسيسها مسرحي فلسطيني ان يفخر بانتمائه لها ) رغم كافة االنتقادات التي توجه لها ( ، فقد جاء االعالن عن تاسيسها بعد محاوالت عديدة اصرار ان اال ، التنظيمية بالحلقة وربطها وتسييسها الحتوائها انتمائاتهم تباين رغم ( الفنية واستقالليتهم ووضوحهم اعضائها ، الرابطة جسما مستقال بقاء ( حافظت على والفكرية السياسية رغم ان تبعيتها كان من الممكن ان تضخ فيها بعض االموال اال ان استقالليتها جعلتها مساحة حرة للمسرحيين على اختالف مشاربهم ، وساحة ديمقراطية ليبرالية وطنية تناقش فيها ومن خاللها هموم المسرحيين وطموحاتهم ، ويسعون جميعا وبجهد جماعي لالرتقاء بالحركة المسرحية ولو بخطى بطيئة ولكنها ثابته ومستقلة . وللرابطة فرعين مستقلين االول في القدس ) مؤقتا في رام اهلل بسبب اتفاقات اوسلو وعدم الرغبة في التسجيل بالمؤسسة االسرائيلية ( والثاني في مدينة غزه ، ويضم فرع الرابطة في القدس ) محافظات الضفة الغربية المحتلة ( تسعة وثمانون عضوا عامال وسبعة عشر عضوا مرشحا ، بينما يضم فرع غزة اربع وخمسون عضوا عامال وعشرون عضوا مرشحا ، وتجري انتخابات الفروع بشكل منفصل ) بسبب الواقع االحتاللي ( كل عامين ويتم االتصال والتنسيق بين الفرعين هاتفيا وبالبريد االلكتروني . وقد اجريت انتخابات فرع القدس في شهر شباط 2009 وستجري انتخابات فرع غزه خالل شهرين من كتابة هذه السطور باذن اهلل ، وتعتبر الرابطة مؤسسة اهلية غير




عامة نقابة تاسيس نحو وتسعى الفلسطينيين الفنانين تمثل ربحية للفنانين الفلسطينيين وتساهم في تهيئة االرضية المناسبة لتنفيذ ذلك بكافة الوسائل المشروعة ، ورغم محدودية امكاناتها وعدم امتالكها لمقر رسمي اال ان لها انجازات تفخر بها اهمها مهرجان المسرح الفلسطيني في القدس المحتلة عام 1990 واالحتفال السنوي بيوم

المسرح العالمي ، وسواه .قاعات العروض المسرحية :

المسرح الوطني الفلسطيني ) الحكواتي ( بالقدس ) بناية مستاجره( :

االمناء ويضم منتخب من مجلس ادارة عليه مجلس . ويشرف خمسة موظفين وتستخدمه الفرق المسرحية مقابل اجرة تبلغ حوالي 350 دوالر ليوم العرض و 120 دوالر ليوم التدريب وينتج اعماال مسرحية بالتعاون مع فنانين مستقلين بواقع عملين الى ثالثة اعمال في العام ، ويحتوي قاعتين االولى تتسع ل 300 متفرج والثانية 90 متفرج والقاعتين مجهزتين ، ويعتمد المسرح بشكل اساسي على بالمئة في افضل تزيد نسبة تشغيله عن 40 التمويل االجنبي وال االحوال ، ويقوم بعرض االفالم السينمائية بشكل موسمي الى جانب والمؤتمرات والندوات الجماهيرية واالحتفاالت الفنية المعارض الوقف ويتبع الفلسطينية العائالت الحدى شخصي ملك وبنايته

االسالمي بالقدس .المسرح الشعبي – سنابل – القدس :

وتتسع قاعته 70 متفرجا ، ويعمل بتمويل اجنبي وذاتي . المركز الثقافي – رام اهلل ، بني بتمويل ياباني ، وتديره بلدية رام




ورغم وهو مقعد لسبعماية ويتسع الثقافة وزارة مع بالتنسيق اهلل كقصر جاء تصميمه لكون المسرحية العروض يالئم ال كونه للمؤتمرات اال ان بعض العروض المسرحية تقدم فيه وال تتجاوز نسبة تشغيله 5 بالمئة ، كما يحتوي على العديد من الفضاءات التي

ال يتم استغاللها اال ما ندر.مسرح وسينماتيك القصبه – رام اهلل ) بناية مستاجره ( :

المسرحية للعروض قاعتين ويحتوي فرنسي بتمويل بني يتم انتاجات مسرحية المستقلين في الفنانين ، ويشغل والسينمائيه بالمئه 5 ) ) مسرحيا التشغيلية تتجاوز طاقته اجنبيا وال تمويلها في افضل االحوال ، وتقدم فيه العروض السينمائيه يوميا وبواقع عرضين في كل من قاعاته والتي تستوعب احداها 380 متفرحا

واالخرى 280 .مقعد 100 االولى قاعتين وتحتوي : عشتار ومسرح مدرسة والثانية 70 ونسبة تشغيله ال تتجاوز 30 بالمئه في افضل االحوال ، ويقدم انتاجات ممولة اجنبيا ويستخدم فنانين مستقلين ، كما يتابع تدريب الطالب في العديد من المدارس الفلسطينية في القدس ورام

اهلل مسرح جامعة النجاح – نابلس :

الستخدامات الجامعة واحيانا يستضيف بعض العروض الفنية.مسرح خضوري – طولكرم :

ويتبع معهد المعلمين ويستضيف العروض الفنية احيانا .مسرح الحرية – جنين :

بتمويل اجنبي ويتسع 250 متفرجا ويقدم اسس في مخيم جنين




العروض المسرحية والسينمائيه وتجهيزاته غير مكتمله .مركز فنون الطفل – الخليل :

بني بتمويل اجنبي ويتبع بلدية الخليل وهو غير مالئم للعروض المسرحية .

مسرح نعم – الخليل ) بناية مستاجره ( :ويتسع ل120 متفرجا وهو غير مجهز تقنيا .

دار الندوة – بيت لحم :للعروض مجهزة احداها قاعات عدة وبه كنسية مؤسسة ويتبع المسرحية وتتسع 220 مقعدا وال تتجاوز العروض المسرحية فيه

عرضين في الشهر .دار السالم – بيت لحم :

وبه مسرح صغير وغير مالئم وغير مجهز ويستضيف العروض المسرحية لالطفال .

مركز رشاد الشوا – غزه :ويتسع احيانا المسرحية العروض ويستضيف غزة بلدية ويتبع

700 متفرج وهو غير مالئم للعروض المسرحية .ويتسع ل 450 يونس الفلسطيني – خان االحمر الهالل مركز متفرج وهو غير مالئم للعروض المسرحية وال يستخدم اال نادرا .مركز محمود درويش الثقافي – الناصره : ويتبع بلدية الناصره وال دوالرا يبلغ 350 اجر مقابل المسرحية االعمال ويستضيف

ينتج اي اعمال مسرحية .مسرح الميدان – حيفا :

والثانية متفرجا 320 تتسع االولى قاعتين وبه حيفا بلدية يتبع




240 ويشغل فنانين مستقلين بانتاجات تتحملها ميزانيته التي تقدمها البلدية ووزارة المعارف وتبلغ نسبة تشغيله حوالي 10 بالمئه .

مسرح الالز – عكا : واسسه الفنان الراحل مازن غطاس وبه قاعة للعرض المسرحي تتسع 80 متفرجا ويستضيف بعض العروض

المسرحية .كما توجد بعض المسارح المشتركه ) عرب ويهود ( مثل مسرح

السرايا في يافا ومسرح عكا في عكا .

وال موسمي بشكل العمل تمارس فرق هي : المسرحيه الفرق تزيد انتاجاتها عن انتاج واحد كل عام وقد تتوقف بعضها لسنوات

ثم تعود من جديد .القدس : مسرح الناس ، مسرح الرواة ، فرقة مسرح الحكواتي ، فرقة المسرح الفلسطيني ، مسرح جوال ، قافلة ، المسرح الكوميدي

، مسرح خراريف .رام اهلل : مسرح الرحالة ، مسرح صندوق العجب ، مؤسسة سفر

، فرقة المسرح الشعبي .نابلس : فرقة الياسمين .

بيت لحم : فرقة الرواد ، مسرح عناد ، مسرح الحارة ) هذه المسارح اكثر ديمومة وثباتا من االخرى العتمادها التمويل االجنبي(

الخليل : مسرح نعم .للثقافة بسمه مؤسسة ، البيادر مسرح ، الجنوب فرقة : غزة

والفنون ، مسرح حناضل .التدريب تمارس اجنبية مؤسسة هنالك سبق ما كل جانب الى




ايام باسم وغزه الخليل في وتعمل المدارس لطالب المسرحي المسرح .

الناصره : مسرح الحنين ، مسرح الفرنج .الجليل : مسرح السيرة ) الحكواتي ( ، مسرح الغربال ، مسرح

النقاب ، مسرح نون ، مسرح الجوال السخنيني ، وغيرها .عجل على كتبته الفلسطيني المسرح عن فيض من غيض هذا له كل أكن أستاذ تكليف من ولتلبية المسرحية بأعمالي النشغالي المسرح خدمة في جبارة جهود من يبذله لما واالحترام التقدير

العربي .مع تقديري واحترامي

كامل الباشا – القدس المحتلة.

باستطاعة الراغبين في المزيد من المعلومات البحث في المحركات االلكترونيه السماء فنانين بارزين في الحركة المسرحية الفلسطينيه اذكر منهم على سبيل المثال ال الحصر : احمد ابو سلعوم ، حسام ابو عيشه ، عماد مزعرو ، اسامه ملحس ، ايهاب زاهده ، عادل الترتير ، ايمان عون ، ادوار معلم ، لطف نويصر ، فؤاد عوض ، رياض مصاروه ، محمد عودة اهلل ، محمود ابو جازي ، نسرين فاعور ، خالد المصو ، رائده غزالة ، جورج ابراهيم ، علي ابو ياسين ، ناهض حنونه ، جمال الرزي ، حسام المدهون ، خليل طافش

، فادي الغول ، عامر خليل ، راضي شحادة . وغيرهم كتير.



اصدارات املسرح دوت كوم - 2009 املسرح في السودان : أزمة مؤسسات ، ومؤسسات أزمة !

عصام أبو القاسم

السودان

املسرح في السودان : أزمة مؤسسات ، ومؤسسات أزمة !

يصادف هذا العام مرور قرن من الزمان علي دخول فن المسرح إلي السودان ،استنادا علي أول نص مسرحي تمت كتابته وهو » المرشد السوداني« لمأمور القطينة،في عهد االستعمار،عبد القادر مختار1909 ، وبالرغم من أننا أالن في شهر مارس إال أن هذه المناسبة التاريخية لم تجد من يلتفت إلي قيمتها الثقافية لغاية االن؛علي الصعيدين الرسمي

واألهلي ! ومرت أربعينية تأسيس المسرح القومي السوداني السنة الماضية دون أي احتفاء بالرغم مما ذكر صحفيا ان إدارته الماضيين اليومين وفي للمناسبة، ضخم لمهرجان تعد قرأت لمن يتحسر، لكثرة ما هو حسن النية، كيف ان جامعة السودان التي تتبع لها كلية الدراما لم تنتبه لمرور أربعين عاما علي تأسيس األكاديمية التي تخرجت فيها أجيال عديدة

من المسرحيين منذ الستينيات! مفاصل من متواضع جزء هي التاريخية المواعيد هذه أخري تكون مشهد المسرح السوداني، وجهلها أو تجاهلها هو النصيب الذي تتشارك في قسمته مجتمعة في عالقتها شأن عليه يبدو مما الرغم وعلي القائمة! بالمؤسسات االحتفاء بمثل هذه المناسبات من طابع »مهرجاني« خاصة في المجال المسرحي العربي إال ان أمرنا هنا يتعلق بتنبه

[email protected]



الخيال المؤسسي لها، بالصفة التي تعبر عن نوع من اليقظة!هذه اليقظة التي ظلت غائبة � يمكن القول � طيلة العقد الماضي هي من أكثر مظاهر حركة المسرح في السودان تجليا في الوقت غياب المسرحي، النشر غياب : الغيابات حال ذاته الراهن؛فهو المشاركات والمؤتمرات، ضعف الورش المسرحية،غياب الفرق

الخارجية، غياب اتحاد الدراميين ..غيابات ال تحصي!منذ العام 2000 ابتدر المسرحي علي مهدي مهرجان أيام البقعة اتحاد رئيس انه من وبالرغم محلي مهرجان المسرحية،وهو الدراميين السودانيين الحاضر/ الغائب إال انه رأي ان يقيم المهرجان من موقع أهلي/ من مؤسسته الخاصة التي يطلق عليها )المسرح الوطني � مسرح البقعة( وباتت الحركة المسرحية مختزلة منذ تسع المهرجان انطالق موعد حيث مارس شهر نهايات في سنوات الذي يستمر أليام محدودة؛ من بعدها يطبق الصمت علي الساحة

المسرحية تماما !ضعف إدارة المسرح القومي / المؤسسة الرسمية،ربما كان سببا وزارة من المادي الدعم استقطاب في مهدي« »علي نجاح في وثمة مهرجانه الستمرارية المختلفة الدولة ومؤسسات الثقافة عالقته بمؤسسات مسرحية دولية عديدة، لعل أهمها الهيئة الدولية للمسرح التي تمكن مؤخرا من الوصول إلي لجنتها التنفيذية / نائبا

للرئيس! حاول المسرح القومي ان يقيم مهرجانا مماثال في نوفمبر من عام 2007 باسم »أيام الخرطوم المسرحية« ولم تسعفه حاله اإلدارية في السياسية بالتعيينات المدراء عليها يتعاقب والتي المتردية




االستمرارية، ولم يمض ألكثر من دورتين؛ وقد جاء في الحالتين مماثال لمهرجان البقعة..محليا وأغلبية الفرق التي شاركت كانت قد

صنعت في أيام البقعة المحدودة !بالرغم من مرور تسع سنوات علي مهرجان أيام البقعة المسرحية إال انه لم يساعد الساحة المسرحية كثيرا، مثال : لم يقدم إي منشورات مسرحية إال في العامين الماضيين حيث طرح كتابا يضم مجموعة قارب وآخر المختلفة دوراته في تقديمها تم التي النصوص من تجربة المسرحي الشاب الراحل مجدي النور وثالث ناقش تجربة

الرائد مكي سنادة. ال يمكن القول ان المهرجان استطاع ان يرفد الساحة بتغييرات نوعية،لم يطرح قضايا جوهرية في الممارسة المسرحية نحو فنياتها أو تقنياتها،وان كنا متشائمين لقلنا انه يداري أحوال في غاية السوء

عوضا عن معالجتها ! استقدم المهرجان مجموعة من الخبراء الدوليين في العامين الماضين لكن وان كانت إدارة المهرجان استفادت من حضورهم في تقوية عالقتها المؤسساتية بهم إال ان الساحة المسرحية »المعطلة« لم تستفد من ورش العمل التي اشرفوا عليها وال من محاورتهم ..أو « أيضا تدير والتي البقعة مهرجان إدارة ؛ المتبادلة االبتعاثات مركز الهيئة الدولية للمسرح في السودان » استفادت،وكثيرا، من حضور هؤالء الخبراء؛فقد انتقت هي العناصر المشاركة في ورش المسرحيين الخبراء واألكاديميين أولئك التي اشرف عليها العمل السفر شأن لنفسها رتبت كما التمثيلي، فريقها من أغلبيتهم وفي إلي عواصم أوربية عديدة للمشاركة في مهرجانات عالمية عديدة




تشرف عليها أو تشارك بها الهيئة الدولية للمسرح!بصورة عامة ان واقع الممارسة المسرحية في السودان ينطرح في الوقت الراهن مأزوما بالعديد من المشكالت ال تبدأ باالفتقار لدور وضيق المسرح لمؤسسات المريع بالضعف تنتهي وال العرض أفقها، الرسمية واألهلية علي السواء وال نكاد نلمح في األفق ما يمكن ان يجعلنا نتفاءل..صحيح ان ثمة مجاميع وفرق مسرحية شابة ظهرت في اآلونة األخيرة وبدت علي قدر من الحماس والجاهزية ال لكننا ايجابية بصورة اآلخر هو تغير السياسي المناخ ان كما نستطيع التغاضي عن تأثيرات ذاكرة األيام » الخربة«، فلقد رسبت في نفوس األكثرية من المسرحيين درجة عالية من فقدان الثقة في أنفسهم وفي ما حولهم فأقعدتهم وجعلت بعضهم يهاجر ، كما علمت

البعض اآلخر تفانين التزييف واالنتهازية ! ونحن ال نستطيع أن نعول علي المستقبل باالنتظار فقط ، البد من عمل علي قدر من المسؤولية ولعل مبتدأ هذا العمل هو فضح هذه البنية المسرحية وتشوهاتها وطرح التصورات الجديدة التي يمكن ان تنهض بالعمل المسرحي علي النحو الذي يجعله فاعال ومؤثرا ..وعلي الرغم من ان مثل هذا العمل يستلزم الكثير من الوقت ليثمر التي المزرية الوضعية هذه إلبدال الممكن الوحيد الخيار انه اال

يعيشها المسرح في السودان .ان إلي اإلطار، هذا ،في السودانية المسرحية الساحة وتحتاج وأفراد مؤسسات ، العربية المنطقة في المسرح أهل إليها ينتبه ودعوة فرقها وجماعاتها المسرحية في مناسباتهم المسرحية خاصة ان » االنترنت« جسرت المسافات كثيرا في الوقت الحالي ويمكن




التجارب هنا وهناك وفي رفدها بما للتواصل ان يسهم في تفعيل يطورها ..؛ وان كان المسرح السوداني يعيش هذا الوضع الخانق اال ان من بين كوادره عناصر علي درجة عالية من الحساسية في المعرفة المسرحية ..ثمة اسماء مسرحية سودانية أسست للكثير من مؤسسات المسرح في العالم العربي ..هي الظروف ساءت هنا، ال

المبدع المسرحي!




د. وطفاء حمادي

لبنان

املسرح اللبناني في مائة عام:تأسيس وتطوير وبحث عن صيغ تتالءم مع

مقتضيات العصر

ليس بالسنين والقرون وحدها تحدد نوعية الظواهر المادية والسياسية، واالجتماعية التاريخية بالمعطيات بل للثقافة، جدلي.ومن سياق في وتربطها ، تنتجها أن يمكن التي الظواهر المادية التي نحاول استجالء مسيرتها خالل مائة عام، هو المسرح في لبنان، موضوع بحثنا، والذي سنقوم بتتبع مسيرته والتعريف به من خالل مراحل ثالث: 1 �

النشوء، 2 � التأسيس، 3 - التطور والتخصص.

1 ـ النشوءعرف اللبنانيون المسرح منذ العام 1848، عندما جاء به مارون النقاش، »بحلة ذهبية افرنجية«، متوغال فية اعدادا وتأليفا واقتباسا. وباستقدامه الى بالدنا، كان النقاش يرمي

الى تحقيق عدة أهداف، منها:� نشر اللغة القريبة من لغة الناس، بعيدا عن التشدد في الفصاحة والبالغة، وقد ظهر ذلك في مسرحية »الحسود« التي انتقد فيها صديقه ناصيف اليازجي بعد أن لمس عدم هذا استعمال بسبب المتفرجين كافة الى مسرحه وصول المختلفة واالصطالحات الفصحى، العربية للغة األخير ص العربي، المسرح على وع��ام عام ألف )بوتيتسيفا



.)118� االهتمام بنشر الثقافة العربية عبر خشبة المسرح، لذلك استعان

بالشخصيات والموضوعات التاريخية أيضا.عرض النقاش بعض المسرحيات في منزله في بيروت. وبعدها وقد عام 1875، الى مصر انتقل ثم اخيه إبن النقاش سليم جاء احتضنته واحتضنت سواه من المسرحيين اللبنانيين، أديب اسحق، المسرحين الكتاب من وغيرهم أبيض ج��ورج انطون، ف��رح والمفكرين. وهناك ساهم هؤالء في وضع لبنة الحركة المسرحية )القباني، والسوريين المصريين جهود مع باالشتراك العربية، القرداحي، الخياط( وذلك ألن سوريا وبيروت لم تتمكنا من احتضان هؤالء له تعرض ما ذلك على ويدل مسرحهم. ورجال ابنائهما وسياسة العثمانية الهيمنة مثل المسرح في النهضويون المثقفون التتريك المعادية ألي توجه عربي. هذا الى جانب الضغوط الدينية المناهضة للتطور )ما حدث للقباني في سوريا( )راجع نبيل الحفار، المسرح اعتبرت التي االول 1999(، كانون الحياة، 25 جريدة

ظاهرة انحالل أخالقي وفساد.لذا كان على رجال المسرح من المصريين واللبنانيين والسوريين أن يناضلوا من أجل ترسيخ مفهوم المسرح في أذهان الناس الذين كانوا يجهلون هذا الجانب الثقافي ، كما كان عليهم تصحيح صورة المسرح التي انطبعت في ذهن الناس بشكل مشوه، إذ غالبا ما كان كان كما واآلداب، باألخالق مخال تهريجيا عمال المسرح يعتبر دور الممثل ال يتجاوز دور المهرج BOUFFON، ودور الهابط

في السلم االجتماعي المتعارف عليه آنذاك.

املسرح اللبناني في مائة عام:



وعلى الرغم من تلك الظروف، عمل المسرحيون العرب على المرأة ألول المسرح في نصه، وممثله، وصعود نشأة هذا تدعيم

مرة على الخشبة.نص يرتبط بالشعراء والصحافين

للمعنى وتطلعوا بناء النهضويون بعملية قام هؤالء المسرحيون الى عهد جديد، وانتاج قيم ومعان جديدة، تتالءم وروح العصر،

وتعيد قراءة التاريخ وتعيد تأويله أي كتابته.العربي، المسرح نشوء في اللبنانية المساهمة من انطالقا اذن، عرفه العرب مشروعا ثقافيا نهضويا ارتبط نصه ارتباطا عضويا )حسب عشر التاسع القرن منتصف في والصحافيين، بالشعراء خالدة السعيد، الحركة المسرحية في لبنان، ص 14(. وهو نص بني على أحداث وشخصيات تاريخية ذات هوية سياسية ودينية )هارون الرشيد والمأمون(. ولكن يبدو ان الوصفية والتراكمة اللفظية طغت على هذا البناء، منذ مارون النقاش أحمد أبو خليل القباني ويعقوب صنوع، وهو حسب بول شاوول )في المسرح العربي الحديث، ص 96 ، 97( نص أدبي وبالمعنى الشائع انشائي، جامد بقوالبه، يتوجه قابل غير أنه كما الممثل، الى يتوجه مما أكثر االدبية اللغة الى لالخراج، وينفصل عن الفضاء المسرحي. ولذلك ساد هذا النص منذ 1875 حتى الستينات، ويقول في ذلك عبد اللطيف شرارة: »لم يستطع لبنان أن يوجد المسرح كفن، انما استطاع ان يوجده كأدب،

كأثر يقرأ« )عن شاوول ص 97(.كبير على مجمل الى حد المسرحي للنص الوصف هذا ينطبق المرحلة التي سادت منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث كانت




الفصاحة أساسا للكتابة التأليفية. وقد نحا هذا المنحى عشرات االدباء اللبنانيين الذين كتبوا مسرحا في القرن التاسع عشر، ومنهم »يوسف لميخائيل دالل، الحسن بن يعقوب« 1869 و«احسان االنسان« فنيلون الفرنسي عن البستاني سعداهلل اقتبسها التي و«تيليماك« 1869، و«كسرى والعرب« لحبيب الشمالي و«حرب الوردتين« لعبداهلل البستاني و«المروءة والوفاء« لخليل اليازجي و«اندروماك«

ترجمة أديب اسحق عام 1875.امتاز الطابع العام لهذه المسرحيات المؤلفة والمقتبسة، بأنه كان نظما غنائيا بدأ يندمج في اتجاه النثر ويبتعد تدريجيا عن الغناء ليصل الى درجة االنفصال عن الغناء وعن المواقف الشعرية والخطابية.

كيف كان يبدو الممثل؟ظل النص يشدد على استخدام اللغة العربية الفصحى كما رأينا، لذلك وجب على الممثل أن يهتم بالصفات الخارجية للشخصية عند تجسيد النص ولغته، فكان يطلق اآلهات العميقة، ويرفع صوته عند نهاية كل جملة، ويفخم لفظ الحروف، ويبرز القافية. كما كان يهتم المعنى مسألة بعد فيما بدأت ثم معينة، بإشارة جملة كل بمرافقة الفكري والنفسي لفن الممثل بعد مرور سنوات على قيام المسرح

العربي.وكان هذا الممثل يعمل في نطاق فرق لم تتأسس على قاعدة فوارق فنية وحرفية، بل جمعتها صداقات أو عوامل منطقية أو تعاطفات سياسية، ذلك ألن التطور الفني المتفاوت والمذهبي لم يكن قد شكل احياء )جمعية لبنانية فرق ظهرت وقد للتمايز. كافية أسبابا بعد التمثيل العربي عام 1908(، وأسس عيسى النحاس الفرقة الشعبية




اللبنانية للمسرح، واشتهرت باسمه، والجدير بالذكر، أن اسم الفرق الفكري المناخ الى مضمون اخالقي، وطني وقومي يترجم يشير

آنذاك، يربط المسرح بمشروع النهضة.المسرح في مهمتين مسألتين بروز اليه، االشارة يفترض وما

اللبناني:أ � المسرح في قرية »دوما« اللبنانية.

ب � صعود المرأة على الخشبة.أ � المسرح في قرية«دوما« اللبنانية

ال تقليدا أصبح الذي المسرح، القرية هذه عام 1895، عرفت البلدة أهل يشترك بحيث عام، مئة منذ يتناقلونه دوما أهل يزال بتقديم مسرحية في منتصف كل صيف. ونادرا ما ال نجد أحد سكان دوما قد اشترك في عمل مسرحي أو أكثر، حتى لقب العديد منهم باسماء غربية الزمتهم منذ صباهم حتى مماتهم. وتبين أنها أطلقت الحرب أن من الرغم وعلى مسرحية، بأعمال مشاركتهم خالل اللبنانية بعثرت محتويات المسرح، لكنها لم تقدر على محو اسماء شاخت على خشباته: المعلم وديع الحداد الذي تولى ادارة الفرقة المسرحية منذ 1920، وقد اشترك أفراد عائلته بالتمثيل على خشبة المسرح، والسيدة أليس أيوب التي تولت ادارة الفرقة المسرحية منذ

أواخر الخمسينات وحتى مطلع الحرب األهلية.والجدير بالذكر ان مارون النقاش ساهم كثيرا بتأثير فنه بوجود هذا

المسرح فضال عن المدرسة المسكوبية التي وجدت في »دوما«.ب � صعود المرأة على الخشبة

ال يسعنا في هذا المجال سوى االشارة الى مشاركة المرأة اللبنانية




في المسرح، منذ بداية معرفة المسرح عند اللبنانيين خاصة والعرب عامة بالمسرح، أي أن سليم النقاش ابن اخ مارون النقاش يعتبر من

األوائل الذين أدخلوا المرأة الى فرقته المسرحية.كان ذلك في العام 1876 عندما تحدى كل الموانع التي حالت دون التمثيل، في زمن كان الخشبة ومشاركتها في المرأة على ظهور فيه المسرح مرفوضا من أصله، ومحكوما بقيم أخالقية واجتماعية

متزمتة، رافضة لهذه الظاهرة.ومع ذلك برزت في لبنان نساء كتبن ومثلن، وظهرن على خشبة المسرح في وقت لم يكن هذا العمل مشهودا في الشرق، حيث كان يستعان بالرجال لتمثيل أدوار النساء. وأول امرأة ظهرت على خشبة المسرح في دوما، كانت السيدة سارة الياس وذلك في حقبة الحرب العالمية األولى حيث أدت دور البطولة في مسرحية »جاندارك« JEANNE D>ARC، وتعاقبت بعدها نساء كثيرات، نذكر منهن شلهوب، وديع ايفا والسيدة بشير ايالن السيدة المثال سبيل على والسيدة اولغا المعلوف، )بحسب مايبدو من خالل احتفاظ أهل بلدة

دوما بصور النساء الالتي صعدن الى الخشبة عام 1875(.بل اللبنانية، المسرحية الخشبة إلى بالصعود المرأة تكتف ولم تعمقت طموحاتها لتطول التأليف، فكتبت حبيبة شعبان يكن نصوصا مسرحية، وكذلك شفيقة والكسندرا الخوري،وحنة الخوري شاهين،

وايفلين بسترس.ثم خرجت غالبية النساء اللبنانيات الى مصر، فمثلن على الخشبة

المصرية وفي السينما، وظهرت اسماء كروز اليوسف...تأثيرات في المسرح اللبناني والعربي




اذن شهد النصف الثاني من القرن التاسع والربع األول من القرن العشرين مسرحا ينشأ ويبحث عن مكوناته، ويتحدى قيما أخالقية ومجتمعية ودينية ترفض وجوده وحضوره في الثقافة العربية، فتم توجهه األول عبر طفرة من المسرحيات التاريخية التي تدعو الى السياسي المسرح مسار لتوجيه متعددة تيارات وظهرت اليقظة. التخلص الى دعا الذي األول التيار بتيارين: نحصرها والفكري االسالمي التراث الى والعودة المسرح، في الغربي التأثير من

والعربي.التيار الثاني الذي دعا الى التفاعل مع التأثيرات الغربية.

وإليكم لمحة عن نشأة المسرح في لبنان والعالم العربي، وقد نتجت من تأثيرات النهضة االصالحية في تلك المرحلة، وال سيما تأثيرات

مفكريها كمحمد عبده ورفاعة الطهطاوي.2 ـ التأسيس

ثمانين حوالي مضي وبعد المسرح الى العرب تعرف بعدما عاما على نشأته، اتسعت دائرته لتدخل دائرة التأسيس في مرحلة خالل من ذلك ظهر وقد واالربعينات، والثالثينات العشرينات انعكاس المستجدات السياسية واالقتصادية اثر الحربين العالميتين األولى والثانية على الواقع الثقافي والفكري في العالم العربي من جهة، وتاثيرات الفكر االشتراكي في األدب والشعر من جهة أخرى. كما برزت تيارات فكرية وفنية حديثة، أدخلت النتاج الفكري العربي التأثيرات هذه أدخلت ثم المسرح. سيما وال الحداثة، مفهوم في التطور، في المفهوم الحداثي على مكونات المسرح العربي عامة تعبر عن حاجات التي والقضايا األفكار واللبناني خاصة، وعلى




لبنان وإلى المسرح في ازدهار الى الناس وقضاياهم. وأدى ذلك ظهور المسرح الشعبي.

مكونات المسرحأ � االخراج:

ظهرت إ مكانات المسرح، من الناحية التنظيمية للعملية المسرحية التي اتخذت أبعادا جادة ومتينة للمرة األولى، وذلك بتأثير انتشار األشكال الجديدة في المسرح )االضاءة المرئية/ السمعية( وقد اثرت فن وعلى مختلفة ابداعية امكانات على مرة ألول العناصر هذه

التمثيل.يتحول بدأ العربية المسارح في االخ��راج ان القول نستطيع الثالثينات ثقافة خاصة وتجربة غنية. وذلك في تتطلب الى مهنة واالربعينات من هذا القرن. كما بدأ المسرحيون العرب يتخصصون

في الخارج.أما في لبنان، فلم يكن هناك في تلك المرحلة مخرج متخصص. فالمخرج هو رئيس الفرقة التي كونها ومارس معها االخراج استنادا الى حسه وذوقه الفني العفوي. بمعنى آخر كان االخراج أقرب الى

التنسيق.ب � النص:

اجتذبت الكتابة المسرحية شعراء كثر وقد تزامن ذلك مع تطور الحركة االدبية الشعرية. كان الشعراء والصحافيون هم من كتبوا للمسرح: فظهرت المسرحية الشعرية: »بنت يفتاح« لسعيد عقل عام 1935، و«قدموس« 1944، وكذلك »هيروديا« عام 1954

ليوسف الخال.




النصوص، منها فنية متنوعة في كتابة هذه اتجاهات بلغت كما بشير شبكة، أبو الياس المعلوف، )فوزي والرمزية الرومنسية

فارس وسعيد عقل(.وكان الطابع الغالب على المسرحيات، طابع الضخامة والفخامة والبطولة والفروسية والجو التاريخي، ولكنها ابتعدت عن مقتضيات وموروثها األدبية الكتابة لمعايير وخضعت وشروطه، العرض تجد الواقعية االتجاهات بدأت ثم والخطابي. والبالغي الغنائي

تأثيرها في القصة والرواية، أكثر مما تجده في الشعر والمسرح.درويش، )السيد المصري المسرح في برز ما أكثر ذلك برز وسالمة حجازي في المسرح الغنائي(، ونصوص الكاتب اللبناني فرح انطوان، وعلى الرغم من كل تلك الجهود، ومن التطور الذي اصاب النص المسرحي، ظلت الفصحى والمواقف المنسجمة معها وجد الذي التعليمي التاريخي/ المسرح في سيما ال الغالبة، هي فضاءه وحيزه الواسع في المسرح الذي ازدهر في لبنان )السعيد،

ص 40(.ج ـ التمثيل:

بدأ السجال يدور في األوساط المسرحية حول أسلوبين في التمثيل، تراوحا بين حدي الغلو والخطابة من جهة، واألمانة للواقع في جهة

ثانية. ولكنهما اعتمدا على االلقاء والتعبير الصوتي.وفيما عدا ذلك، لم يالحظ تبلور نظرة خاصة على المسرح في لبنان على مستوى التمثيل والعرض خارج التقاليد التي استقرت في

مصر.ومع ذلك كانت هناك محاوالت تشير الى ان معهدا للتمثيل انشىء




في لبنان هو »معهد الزهراء لتعليم المسرح« أنشأه في مدينة طرابلس عبداهلل الحسيني عام 1942. وقد تعاون مع مسرحيين هما نزار فرقة كان صاحب الذي بديعة وأحمد التمثيل درس الذي ميقاتي تمثيلية. وفي اطار »نادي انطلياس الثقافي الرياضي« كان عاصي الرحباني وأخوه منصور عماد هذا النادي إذ أدخال في المسرحيات موسيقى من أعمال ليست )جوزيف أبي ضاهر، هوامش من سيرة

ذاتية ص 24(.

حال المسرح اللبناني وفرق االربعيناتتقلص ثم لبنان حتى عامي 1946 و1947، في المسرح نشط ليتم تقديم مسرحية واحدة في السنة، تحمل موضوعا تاريخيا، وذلك الممثلة معه عملت الذي هارون فرقة منها: مسرحية فرق عبر

لمياء فغالي، وفرقة علي العريس وزوجته ناديا.إذ لبنان. في استعراضي مخرج أول العريس علي واعتبر كان رساما كما والرقص. الغناء رائعة من تشكيالت كان يصمم الديكور على الجديد اضفى مسرحي ديكور ومصمم وخطاطا الذي كان تقليديا. كما أنشأت أيضا فرق »أسرة بيروت« وجمعية الثانية. العالمية نهايةالحرب بعد حلت التي األدبي التمثيل ترقية الكوميدي شامل ومرعي. وكانت أعمال هذه الثنائي ثم بدأ العمل ومسرح فاروق والكبير،ومسرح التياتر مسرح على تقدم الفرق

الكريستال.وكانت ،1947 أو 1946 العام حتى المسارح هذه واستمرت تزورها الفرق المسرحية المصرية )فاطمة رشدي، ويوسف وهبي(.




أما مشاهدة المسرح في تلك المرحلة فكانت تكلف المشاهدين عناء ومشقة، نتيجة عدم وجود المواصالت بين سنوات 1939 و1941، أي سنوات الحرب، حين كان التعتيم الزاميا. بالرغم من ذلك كان يمشي الجمهور من التياترو الكبير في منطقة المعرض الى منطقة

البرج. فالبطاقة المسرحية كانت بمثابة ترخيص للتجول ليال.

3 ـ التطور والتخصص: المناخ العاموقد أدى هذا التراكم االبداعي في المسرح في مرحلة الستينات، أي المرحلة/ المنعطف حيث كثرت القضايا تحت تأثير الوتيرة التي يسير بها والتطور في العالم، مما يضاعف مهام المثقف وال سيما المسرحي الذي يتمتع بحساسية مميزة تجاه كل هذه التطورات، لذلك خضع المسرح اللبناني والعربي بدوره للشروط التفاعالت العالمية في مرحلة الستينات، فظهر تأثير هذه التفاعالت في بروز اتجاهات وتيارات فنية صاغتها الرؤية الحداثية في مجال الشعر والرواية. والسريالية، )الرمزية الفنية المذاهب اللبناني المسرح فعرف ستانسالفسكي للتمثيل: متنوعة اتجاهات عرف كما والعبثية، وبريشت وغروتوفسكي، فضال عن النظم المسرحية عندما ولدت وعبر فنية، ثقافية تطلعات وسط الدولية بعلبك مهرجانات فكرة الموسيقية، الشبيبة رابطة نشاط أنشطها كان أهلية مؤسسات والشخصيات المؤسسات بعض المبادرات تلك في أسهمت كما االقتصادية. فنهضت بالمهرجانات وتقاسمت مسؤولياتها مجموعة

من النساء المثقفات العارفات بالفن.ونتيجة لذلك، استنهض المسرح اللبناني لمواجهة التحدي والمعيار




الجديد، إذ أفاد المسرح اللبناني من خصوصية األوضاع السياسية والديموغرافية والثقافية في لبنان، ال سيما ما كان من جهة التعدد ومن جهة التاريخ النهضوي الذي أورث المثقف المسرحي مكانة

متميزة، في المرحلة األولى وصوال الى أواخر القرن العشرين.نضيف الى هذه العوامل، عامال آخر، يكمن في أن عملية تطوير البذور المسرحية في لبنان قد قامت خارج الدوائر الرسمية كما تم ورئيستها بعلبك مهرجانات لجنة في العربي المسرح لجنة عبر سعاد نجار، تأسيس معهد التمثيل الحديث مع منير أبو دبس الذي اللجنة استضافتها التي الطليعية، األعمال تجارب من كثيرا أفاد

المذكورة.اضافة الى أن طبيعة مدينة بيروت بمقاهيها وأنديتها سمحت بتشكيل مراكز اللقاء والحوار والنقاش وكذلك ساهم مجيء التلفزيون عام المسرحية، فضال عن الثقافية وال سيما الحالة تعزيز 1958 في

دور الشعر الحداثي في دعم المسرح في لبنان.وهكذا أصبح المسرح اللبناني في مرحلة الستينات، وحسب )خالدة للمعاني ميدانا ،)60 ص لبنان، في المسرحية الحركة السعيد، األساسية التي شغلت الناس، لتفجير لغة القضايا واالسئلة الكبرى النظرية مع الحدث فيه تالقى ميدانا أنه صار كما التي طرحت. حينا المتعارضة التيارات مواجهة السياسية، فضال عن أو الفنية

والمتالقية أحيانا.استخدم مسرح الستينات اللبناني كل هذه التطورات، لتعبر أعماله والخلفيات الشروط داخل تحركت والتي المحلية، الحاجات عن التقنية القدرات امتالك بدورها افترضت وقد المحلية. الثقافية




مالمح راسمة البحث في انطلقت لذلك ،)1965 سنة )حوالي الحداثة في تطلعاتها، وانشقاقاتها عن مقومات المسرح التقنية في

عالقته مع جمهوره.كما عمل المسرحيون على اعادة النظر في منطلقاته المبدئية على

مستوى النص، والتمثيل، والمكان المسرحي وفضائه.

أ ـ على مستوى النص:المسرحي التأليف تجربة مع واالعداد االقتباس عملية تداخلت المحلي. فبرزت ترجمات واقتباسات أدونيس وأنسي الحاج وظهرت العارف وأسامة محفوظ عصام ألفها محلية مسرحية نصوص وانطوان معلوف. كما بدأ البحث عن شكل آخر للكتابة المسرحية، تجسد في التأليف الجماعي عبر »محترف بيروت للمسرح« الذي

اسسته نضال االشقر وروجيه عساف.ملتقى ولطيفة انطوان قدم المقتبسة، النصوص الى بالنسبة عروضا المست بأغلبها الواقع السياسي واالجتماعي والديني في لبنان مثل »العالم يو«. كما ظهر تأثير التيارات الغربية في مسرح رميون جبارة مثال الذي أعد نصوصه المسرحية متمثال بالتيارات

الفنية السريالية والرمزية.مع العالقة مفهوم الذي رسخ تجربة جالل خوري قامت كذلك الترجمات مسرح بريشت، فاقتبس بعضا من نصوصه. وتنوعت والالمعقول، والعبث الوجودية وتيارات اليونانية التراجيديا بين

وبين االتجاه الواقعي )غوغول(، واالتجاه الرومنسي )كاليست(.وترجمتها، النصوص هذه نقل موضوع في يستوقفنا ما ولكن




هو الشروط التي اعتمدت الختيار هذه النصوص. لقد ترجم العبث والالمعقول الذي ظهر في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، كرد )لدى القيم على تمرد فظهر وويالتها، الحرب أهوال على فعل رواد المسرح: صموئيل بيكيت وأوجين يونسكو وأداموف(. وكانت اللغة قوالب يونسكو بكسر قام إذ اللغة، تقوم على عبثية ترجمته بدايات حتى المسرحية البنية على مسيطرة ظلت التي التقليدية القرن. مما يشير الى أن هذا المسرح ركز على اظهار عالقات انسانية متضادة ومتصادقة وهي في كل أحوالها تشي بتدمير بنية

النظام االجتماعي بأكمله.هذا في أوروبا، أما في لبنان والعالم العربي، فنحن بدورنا نطرح الخشبة الى المسرحية النصوص هذه نقل بأسباب يتعلق سؤاال اللبنانية: كنص »الملك يموت« و«المغنية الصلعاء«، و«بانتظار غودو« التي نقلت في مرحلة الستينات المرحلة التي شهدت ازدهارا

اقتصاديا ونشاطا ثقافيا مميزا.نص وبين متلق بين عالقة خلق على يقوم المسرح ان وبما

وممثل.هل باإلمكان ايجاد هذه العالمة المتوازية بين الواقع اللبناني مسرح الستينات المنقول في ايجاد متوازنة بين الواقع اللبناني، وبين البعد

الفكري الذي تحتضنه هذه النصوص الغربية؟.وفكرية، ثقافية برؤية محكوم اختيار إلى أدت أسباب هي هل الفكرية وقيمته اللبناني المتلقي ذوق مع يتالءمان جمالي وببعد والثقافية آنذاك؟ أم هل كان في كل أوجهه وحاالته اختيارا عشوائيا غير محكوم بمنطق، سوى االنفتاح على الثقافة الغربية، والسعي




النخبة الى يتوجه الثقافة المسرح عنصرا من عناصر نحو جعل المثقفة في لبنان؟.

الى جانب االقتباس واالعداد والترجمة من قبل الشعراء، واكب بترجمة نصوصهم المخرجين قيام عدد كبير من المحاوالت هذه انطوان ال��رواد: المخرجين مثل وتأليفها وإعدادها المسرحية، لترجمة الكتاب ببعض أحيانا المخرجان واستعان ملتقى، ولطيفة جالل أيضا المخرجين ومن البستاني. ادوار مثل نصوصهما خوري، يعقوب الشدراوي، ريمون جبارة، منير ابو دبس وشكيب

خوري وجوزيف بو نصار .

بـ التمثيل:عرف المسرح اللبناني التخصص الذي زاد في ترسيخ المسرح الفنون الجميلة الذي افتتح معهد اللبناني وتطويره، ال سيما بعدما أسسه انطوان ملتقى ومسرحيون آخرون. ودرس فيه رجال المسرح عساف روجيه ملتقى، ولطيفة انطوان خوري، جالل اللبناني: وروجيه نبعة، وفيما بعد يعقوب شدراوي وغيرهم من المسرحيين

اللبنانيين.التمثيل على الطالب في قسم المعهد في تعريف وقد ساهم هذا منهج الطالب فعرف المسرح: في واتجاهاته التمثيل تيارات مؤسسي من وغيرهم وميرهولد وغروتوفسكي ستانسالفسكي

االتجاهات التمثيلية في المسرح.وكان قد برز في لبنان منذ مدرسة منير أبو دبس ممثلون أثروا في المسرح اللبناني: ريمون جبارة، انطوان ملتقى، ثم جاء روجيه




رضا كرباج، انطوان خ��وري، شكيب خ��وري، جالل عساف، خوري، مادونا غازي، رينه ديك، وجاءت من الخارج الممثلة نضال االشقر. كان هذا في مرحلة الستينات أما في المراحل التالية، حتى وساهم مبدعين. كممثلين المعهد فقد ظهر خريجو القرن، أواخر

هؤالء في ترسيخ بنية التثميل في المسرح اللبناني.

ج ـ أنواع المسرح اليوم:وظهرت الى جانب هذا النوع من المسرح الثقافي، المسرح الغنائي، ومسرح القطريب، وسلوى لحود لروميو االستعراضي المسرح كركال الراقص، ويمكن فرد مساحة واسعة لمسرح الرحابنة ألنه

شكل نقلة نوعية بالنسبة الى الموسيقى المستخدمة في المسرح.وقد استند الى جهود عاصي ومنصور الرحباني تأليفا موسيقيا، مسرح في األساسية الشخصية عن فضال نصوص، وكتابة الرحابنة، التي احتلت مقاما كبيرا في الغناء وهي السيدة فيروز.ثم

ظهر مسرح زياد الرحباني كما ظهر أيضا، مسرح حسن عالء الدين الذي اشتهر بلقب شوشو، وهو المؤسس األول للمسرح الشعبي في لبنان. وقد ترجم نصوص

فارس يواكيم عن البيش LA BICHE للمسرح الهزلي.ظهرت لبنان، في المسرحية الحالة من األخرى الضفة وعلى

مسارح الشانسونييه.

المسرح والكينونةبمنعطف خطير في مرحلة اللبناني والعربي عامة المسرح مر




في خطورة اشد بمنعطف تحديدا اللبناني المسرح ثم الستينات، مرحلة الحرب التي استمرت منذ العام 1975 وحتى 1922.

األزمة العربيةوالثقافية، واالجتماعية السياسية للتغيرات وفقا أنه نعلم نحن االسئلة منعطفات عند أخرى، ثقافية ظاهرة وأي المسرح يقف في العرب أثر هزيمة فعلى أفقه، في المحتمل كينونته وعن عن حرب حزيران عام 1967، طرحت اسئلة تتناول ضرورة التغيير على مستوى مضمون الكتابة الفنية خاصة المسرحية منها. وعلى يبحثون عن ومخرجين كتابا المسرح رجال راح الشكل مستوى هذا، بحثهم وفي بهمومهم، وتبوح هواجسهم تحمل مسرحية لغة شعروا بأنهم يحتاجون إليجاد مقاييس فنية وفكرية مختلفة ومغايرة المسرحي الكاتب ونوس، سعداهلل فكتب الغربين النص بنية عن السوري، »حفلة سمر من أجل 5 حزيران« ثم بلور روجيه عساف تساؤالته في تجربة مسرح »الحكواتي« فيما بعد، أما جالل خوري تقوم التي التجارب تتالت ثم األمامية«، القرى في »جحا فكتب كتابها استعان التي تلك عن فضال المحلية، الكتابة مستوى على بنصوص مسرحية غربية مثل: بيسكاتور، وبريشت، وبيتر فايس، على السياسي ببعده أعمالهم مضمون ينطبق الذين من وغيرهم ما يتضمنه الواقع اللبناني خاصة والعربي عامة من معطيات الى جانب العمل على بلورة نص بتقنية مسرحية متميزة وجهود رجال

المسرح اللبنانيين يعبر عن رؤية رجال المسرح اللبناني.المادية العناصر في جذوره يرسخ اللبناني المسرح بدأ وبهذا وبدأ الممثل، وأداء النص، تقنيات يترسخ من خالل وبدأ للثقافة،




الجوائز في الناس وهمومهم، كما حصد كثيرا من يالمس قضايا المهرجانات المسرحية العربية، ولكن هذا الصعود النوعي للمسرح بتحد الستينات، اصطدم منذ العمودي واالمتداد والتطور اللبناني

كبير، وهو الحرب/ المنعطف الثاني.

الحرب اللبنانيةقسمت الحرب اللبنانية الخشبة المسرحية البيروتية الى منصتين: عبرت كل منصة عن طائفتها وعن عقيدتها وبعدها الفكري، ومع ومنها االستمرار، من المسرحية األعمال بعض تمكنت فقد ذلك أعمال روجيه عساف، ريمون جبارة، لطيفة ملتقى، جالل خوري مسرح أيضا الحرب مسرح في وانتعش الشدراوي. ويعقوب الشانسونييه، وهذا أمر طبيعي، ألن ازدهار هذا المسرح يقوم على

حساب المسرح النوعي.

المسرح في المرحلة الحاليةعلى أثر هذه الحرب التي استمرت حواي 20 عاما يعود المسرح اللبناني اليوم ليتابع مسيرته النوعية، التي ساهمت في دعمها عدة

عوامل منها:� اتساع دائرة عمل الرواد واستمرارها الى جانب أعمال شباب متخصصين المسرح في العاملون أصبح إذ الخريجين، المسرح وخريجي المعاهد المسرحية الخمسة وهي: معهد الفنون/ الجامعة اللبنانية، معهد الدروس المسرحية والسمعية والمرئية والسينمائية االميركية اللبنانية الجامعة في المسرح وقسم .L.E.S.A.V




L.A.U.، وقسم المسرح في جامعة األلبا ALBA، ساهمت هذه المعاهد بدفع المسرح اللبناني لالتجاه نحو االختصاص والتقنية في بها يقوم التدريس وفق مناهج علمية امكانية التمثيل. وكذلك نحو خريجو المعهد: بطرس روحانا، سهام ناصر، مشهور مصطفى، داوود جان الحسن، وجنى لبنان، في درسوا الذين دانيال نقوال ،ايلي لحود ، ميشال جبر ،زياد أبو عبسي، منى كنيعو، لينا أبيض،

ميشال جبر الذين تخصصوا في الخارج.مسار على بالمحافظة الرواد، جانب إلى جميعا، هؤالء ساهم المعهد المسرحين وسعوا إلى تطوير مناهجه، وعملوا على تخريج الحالة ويعززون يبدعون الذين والمسرحيين الممثلين دفعات من المسرحية اليوم أي من أواخر القرن. وهم: عبيدو باشا ،رفيق على أحمد، جنى الحسن ، حنان الحاج علي، جوليا قصار، تقال شمعون، رندا األسمر، ربيع مروة، أيمن بيطار، عصام بو خالد، لينا صانع، األسماء هذه تزال وما الممثلين.. من وغيرهم حديب، برناديت تتوالى وتدل على أهمية السالح الجامعي في تشكيل نواة إبداعية، فضال عن نواة للبحث في مجال المسرح، وذلك من خالل الربط ما اإلبداعية النشاطات األكاديمية وبين النظرية والمعرفة أفكار بين الخالقة، التي يعود الفشل في تعزيزها وتطويرها إلى تنوع الخلفيات الطالب تثقيف على يعملون وعم األساتذة يحملها التي الثقافية، المسرحية مشاريعهم بإعداد وتكليفهم المسرحي، بالفن وتعريفهم عوائق تكر ثم المعهد، أو الجامعة منصة بها تزدحم كانت لتي الحجز على هذه العروض، ويمهد إلنتشارها خارج أسوار المعهد

ضمن مهرجانات المسرح الجامعي.الجامعيين وغيرها القول بأن عروض النهاية ال يسعنا إال وفي




تدل على صورة أبو خليل مثال(، المحترفين )فادي من عروض الحالية وعل خصائص تشترك فيها مختلف المرحلة المسرح في

العروض منها:والمقتبس المترجم الكالسيكي، المسرحي النص إستخدام -والمعده، وأيضا تأليف نصوص مسرحية يكتبها المخرجون )سهام ناصر،جان داوود ، فادي أبو خليل، عصام بو خالد، ربيع مروة،

كريم دكروب (.- ترتكز عروض المسرح الحالي، أي مسرح الجيل الجديد على عنصر التمثيل، إذ يحتل الممثل حيزا كبيرا على مساحة العرض تدرب حيث المعهد، في تلقاها تمثيلية تقنيات مستخدما الفارغة،

على عدة مناهج تمثيلية.لغتاها تمتلك صارت التي السينوغرافيا أهمية على التشديد -

البصرية وتشكل عنصر أساسيا من عناصر العرض المسرحي.- استخدام المسرح الحالي للصورة البصرية )سهام ناصر، روجيه

عساف(- معظم نصوص هذه العروض تمتاز بتناوزلها لقضايا الحرب

والوحدة، والموت، أو تصوير الواقع الذي نعيشه.صصصوختاما، يمكن القول أنه على مدى مئة عام وأكثر والمسرح في لبنان يسعى إلى ان يترسخ عضويا كعنصر من العناصر المادية للثقافة، وأن يتجذر في وعي األجيال على مستوى التمثيل والتأليف وذلك مع جمهوره، تفاعلية حالة يخلق وأن المشهدية، والصورة التي والتلفزيونية السينمائية الصورة مع تنافسه من الرغم على يمكن أن يقدمها عندما يوظف التطورات التكنولوجية ويستعين بها واقع يعكس فكري بمحمول المسرح شكل يمتلئ حتى المسرح،

العصر والمرحلة، ويعبر عن هموم الناس وقضاياهم.




يوسف رقة

لبنان

تغريدة على هامش املسرح اللبناني

في ظل آفاقه ونتلمس اليوم المسرح واقع نرسم ..كيف وتالشي التطور إغ��راءات سحر بين ال��روح تموجات محور القريب االمس حتى كانت التي بالكلمة االهتمام الرؤية الفلسفية الخاصة في إطارها االبداعي المفعم بلوحات

مزينة بنغم الوجدان ونهم العين وفرح اللقاء ..المسرح في لبنان ، مصدر طاقة مشع بخاماته االكاديمية وتنوع مدارسه وخبرات أهله ، إال أن الواقع صادم ومؤلم على مستويات عدة سنحاول في هذا التقرير تمرير بعض متانة تكريس تواجه التي والمتعثرة المضيئة االشارات

وجوده وجوهر لمعانه .لنبدأ أوال في مشكلة المشاكل وهي االنتاج وحيز العرض السائدة النظرة تغيير وسبل المفهوم في النهج والتباسات

المستخفة بأهميته الثقافية والحضارية . أساسا يعتمد الزمالء أيها لبنان في المسرحي االنتاج على المساعدات الممنوحة من الدول األوروبية والصناديق مساعدات وهي ، اللندنية المؤسسات وبعض األميركية عمل إنتاج تكاليف تغطي ال أنها بمعنى للغاية محدودة مسرحي بل وحسبما يقول المثل الشعبي اللبناني : » قشة أقلية إال منها يستفيد ال المساعدات وهذه « خابية تسند عارفة » من أين تؤكل الكتف » .. أما وزارة الثقافة اللبنانية

[email protected]



إلى نظرا وذلك واحدة لسهرة مقطوعة مالية مساعدة تقدم فهي ، الوزارة لهذه اللبنانية الدولة تمنحها التي المتواضعة الموازنة باعتبار أن الثقافة ال تطعم خبزا وال تغني عن جوع …وهكذا تذهب العروض - ومنها أعمال في غاية األهمية – في مهب الريح حيث ال يشاهدها إال عدد محدود بحسب أيام العرض التي ال تستمر عادة

أكثر من ثالثة أو أربعة أيام ..وطأة تحت يقع فهو الخاصة أمواله من ينتج الذي المغامر أما الدين إذا لم نقل يصبح متهما بجرم إصدار شيكات مؤجلة الدفع ألن

رصيدها غير متوفر .. اإلمارات دول من تأتي لبنان في المسرح يتلقاها مساعدة أهم العربية ) قطر ودبي والشارقة ( لكن هذه المساعدات تأتي ألفراد تأخذ طابع التي وليس لمؤسسات ومعظمها ينصب على األعمال

المسرح الغنائي حصرا ..الكلفة تغطي الضخمة اإلنتاجية المساعدات هذه فان وللحقيقة اإلنتاجية للعمل بكاملها إذا لم نقل أنها تساعد صاحب الحظ- بغض عائدات أيضا من أعمال الحقة إنتاج أهميته – على النظر عن إنتاج عمله األول …وهنا البد من اإلشارة إلى أن مثل هذه المساعد ة وعلى أهميتها لكنها ال تنتج » حالة شاملة » للحركة المسرحية

اللبنانية المتنوعة األطياف ..

مكان العرض : األعمال النخبوية- أو التي باتت نخبوية – تستقبلها ثالث أو أربع صاالت للعرض ، لكن هذه الصاالت مثقلة ببرامج ال تسمح باستمرار وتواصل العرض ألكثر من أيام معدودة حتى ولو


100



القى هذا العرض إقباال حاشدا أو نجاحا منقطع النظير ..الشيء االيجابي في هذا النمط – اإلداري – لهذه الصاالت أنها أو المحلية العروض أكثر عدد ممكن من المهتمين مشاهدة تمنح العربية أو دولية ..ولكن النتيجة هي التالية : حضور هذه العروض يكون دائما لألشخاص أنفسهم وال يمكن للمجال أن يتسع لحضور

أوسع نطمح إليه ..

هذه األعمال المسرحية الجادة واإلبداعية المحصورة في اإلطار الضيق تترك المجال لخلق االلتباسات في المفاهيم حيث يسود لدى وأهميته المسرح بدور المستخفة النظرة تلك االجتماعية الغالبية الثقافية واالجتماعية كوجه من وجوه الحضارة .. وهنا العتب ليس عليهم الن تلك النظرة تكونت لديهم من األعمال الرديئة التي أتيح ارتادوها والتي هي في حقيقة التي الصاالت لهم مشاهدتها وتلك

األمر ليست أكثر من قاعات طعام في فنادق سياحية ..




عزة القصابي

عمــان

املسرح العماني بني املطرقة والسندان

االحتفال عند العماني المسرح واقع عن التحدث قبل بيوم المسرح العالمي، فإنه البد من اإلشارة إلى أن سلطنة يجمع الذي والتاريخي الجغرافي بالتنوع تتميز عمان والفلكلور التراث يمتزج والمعاصرة، حيث األصالة بين الشعبي مع مظاهر النهضة الحديثة.. وجميع تلك التجليات جعلت النسق الثقافي يتسم فيها بخصوصية منفردة ، منبثقة من العديد من العوامل، منها التباين الجغرافي والثقافي بين والقالع الجبلية الطبيعة حيث الشمال والجنوب، الشمال والحصون، والجنوب حيث المناخ المحمل برذاذ الصيف هذا ...كل والبخور اللبان برائحة يفوح الذي الخريفي ساعد على إيجاد ائتالف جمالي وروحي، تناغم مع طبيعة اإلنسان العماني الذي اتسمت روحه بالطيبة والبساطة في

آن واحد .

للتعبير عن اإلنسان، المسرح هو وسيلة ولما كان وقضاياه العديدة التي تبحث وتطرح واقعه على الركح بجرأة السبعينيات قبل المسرح مع تفاعل العماني فإن وعفوية، تعليمي فني شكل مجرد ك��ان عندما الماضي، القرن المضمون..وعقب الطفرة النفطية الحديثة، تفاعل المسرح مع الكيانات االجتماعية من خالل األندية ومسرح الشباب

102



التي امتزجت فيها روح الفنان المبدع مع قضايا المجتمع.

واليوم، اتسع نطاق المسرح العماني ليشمل العديد من المؤسسات التعليمية التي يدخل ضمن نطاقها مديريات وزارة التربية والتعليم الشباب والفرق األهلية العالي وهناك مسارح التعليم ومؤسسات من العديد انبالج إلى باإلضافة والثقافة. التراث لوزارة التابعة العروض لتقديم للفنانين ذارعيها تفتح التي الثقافية المواسم المسرحية، وغالبا ما تستقطب تلك الفعاليات تجارب الفرق األهلية للمسارح، بغية إثراء الحراك الفني وإيجاد قاعدة جماهيرية واسعة

له.

ولما كان المسرح يضج بالعديد من القضايا، كان ال بد أن تعتريه بعض التحديات، والتي غالبا ما ترافق المهمومين بالوجع المسرحي موجود عمان في ثقافية كحالة ومكان..والمسرح زمان أي في من بالعديد مكبل فهو احترافي كفن أنه إال العطاء، في ومستمر القيود، والتي تقف عقبة دون المضي قدما به..ومن هذه التحديات، و التمثيلي األداء مستوى على الفنان أدوات بتطوير يتعلق ما المعرفي، برغم أهمية هذين المستويين لدى العاملين في القطاعات ذلك يعود وقد ...! ندر ما إال يختفيان يكادان أنهما إال الفنية، التراكمي البعد واختفاء بواقعه الفنان اصطدام نتيجة التراجع، لديه، مما يجعله غير قادر على تطوير فنون األداء التمثيلي لديه، نتيجة ندرة حلقات التمثيل المحلية ذات الطابع االحترافي أو ربما

لمحدودية قدراته اإلبداعية.




فضال عن ذلك، فهناك مجموعة من التحديات التي يمكن أن تواجه المشتغلين في الحقل المسرحي، من أهمها اختفاء الدور المسرحية، في للمسارح التعليمية المؤسسات من الكثير تدشين من بالرغم مبانيها، إال أنها ما زالت تفتقد إلى وجود المسرح الذي يمكن أن تتوافر فيه جميع اإلمكانيات كمسرح احترافي، في حين ما نجده في أرض الواقع مجرد مسارح صغيرة ال تصلح سوى لتقديم الحفالت

والعروض الطالبية وإقامة المؤتمرات السنوية .

الذين يعملون أن الفني، حيث للعمل المتفرغ الفنان ندرة وجود في مجاالت الفنون هم من الهواة العاملين في القطاعات اإلعالمية والثقافية، والذين بحكم عملهم يكونون أكثر اتصاال بالمناخ الثقافي والفني على حد سواء...باإلضافة إلى ذلك، فإن هناك شريحة كبيرة من الفنانين العمانيين الذين يعملون في القطاعات الحكومية التي ليس لها صلة باإلنتاج الفني، وهذا يعني بأن التواصل مع الشارع

الفني يتطلب من أولئك الفنانين جهودا مضاعفة!

وهذا يجعل الفنان مشتتا بين عمله الذي يشكل مصدر دخل ثابت له، وبين رغبته في التواصل مع الحدث الفني الموسمي العابر؟! ...وبذلك يكون الفنان مطالب بالتضحية والتعاطي مع الواقع ...وربما هذه الحالة كانت سوف تحل ولو جزئيا في حالة وجود نقابة للفنانين العمانيين، والتي يمكن أن تحفظ للفنان حقوقه، وتسعى إلى توفير دخل ثابت له، مما يجعله قادرا على التعاطي مع فنه ..شريطة أن


104



المبدعين، مع الفنانين لجميع النقابة االنتساب في هذه باب يفتح األخذ في االعتبار ضرورة االبتعاد عن الشللية والتعصب واستبعاد

اآلخر من أجل المصالح الذاتية !

تراجع الفعاليات المسرحية كالمهرجانات المسرحية والملتقيات، األمر الذي لو وجدت كانت ستسهم في إيجاد مناخ صحي يضمن المسرحية العروض تستقطب أن يمكن مسرحية، فرجة تقديم الجديدة المحلية ..باإلضافة إلى إمكانية استضافة عروض موازية

من الدول العربية والخليجية.

وهناك تحد آخر، يتعلق بضعف العامل المادي لدى الفرق األهلية للمسارح، والذي يبدو أنه غاب عن بال المعنيين بالشأن المسرحي عند الشروع في وضع الئحة الفرق األهلية للمسارح. باإلضافة إلى ذلك، تعاني هذه الفرق من عزوف المختصين في مجال المسرح و بعض الرواد في االنضمام لعضويتها، وهذا يضعف الدعم الفني

والمعنوي لدى األجيال الشابة من الفنانين المتعاقبة.

لهذه المسرحي اإلنتاج مستوى على سلبا انعكس ذلك وجميع الفرق، فجاء موسميا ومتذبذبا لدى البعض، بينما انعدم لدى اآلخر! ..وهذا يجعلنا ندرك لماذا ال يوجد شباك تذاكر للعروض المسرحية

في السلطنة إلى اآلن!

ومحاولة التحديات تلك على التغلب أن إلى اإلشارة من والبد




معالجاتها، سيولد »ثقافة مسرحية« لدى الجمهور العماني الذي برغم معاصرته لمظاهر النهضة الحديثة، إال أنه ال يزال هناك من يجهل المقابل، ...وفي أمكن! ما االبتعاد عنها المسرح، ويحاول رسالة فإن هناك شريحة أخرى تقبل على مشاهدة العروض المسرحية على سبيل التسلية والترفيه، األمر الذي ساعد على استسهال رسالة التي تعتمد التجارية الرخيصة العروض تقديم المسرح من خالل أن دون الكوميدية، والمفارقات باأللفاظ والتالعب الضحك على

يكون للعرض المقدم أية هدف!

مما ال شك فيه، أن الفهم الصحيح لطبيعة المسرح، يجعلنا نعيد النظر في العديد من األمور التي تتعلق أحيانا بطبيعة الرسالة التي قدم من التي العامة الصورة و للناس، العرض إليصالها يسعى خاللها العرض، ومدى براعة المخرج في اللعب بالفضاء المسرحي المسرح مجال في العاملين يحمل ذلك ...جميع الفكرة لتجسيد العماني، مسؤولية النهوض بمستقبله، ويجعل هناك ضرورة لبحث بهدف المسرحية، قضاياه ومعالجة العماني الفنان لتطوير آلية

النهوض بالمسرح العماني في المستقبل.

كل تلك اآلمال العريضة تواجهنا ونحن نحتفل في السابع والعشرين وقد العماني، المسرح لنرى للمسرح العالمي باليوم مارس من من سيمكنه مما نسبي، بشكل ولو تواجهه التي العقبات تخطى شبابية بطاقات العمانية الدراما رفد في واإلسهام بثبات الوقوف


106



تستطيع أن تبدع، لو أعطيت مزيدا من الثقة والدعم اللوجستي من قبل المجتمع والمؤسسات المعنية بالشأن الفني والثقافي.




سعداء الدعاس

الكويت

شهادة مسرحية من الكويت

تمتاز الحركة المسرحية في الكويت بالعديد من الصفات المتناقضة ، فالصورة الخارجية تؤكد أننا نعيش حالة ازدهار بسبب كثرة العروض على المستويين التجاري والنوعي ، التي المهرجانات تغذيها وأخرى تجارية مواسم ظل في تتبناها مؤسسات الدولة والخاصة ، ولكن الحقيقة المؤلمة الحركة تؤكد عجز ، الكمي االزدهار دثار تحت الكامنة المسرحية الكويتية عن إنتاج ظاهرة مسرحية جيدة ، أعني ملموسا مسرحيا واقعا تمنحك التي الحالة تلك بالظاهرة دون ، المستمرة وندواته ، والدائمة المتجددة بعروضه االرتباط بمهرجان أو مناسبة مسرحية فقط . كما هو الحال في القاهرة ، حيث تجد أنه من السهل عليك أن تقرر في بحضور االستمتاع مسبق تخطيط ودون تشاء مساء أي مسرحية ما ، ساهم في تلك الظاهرة دعم الدولة للعديد من المسارح والفرق ، باإلضافة لبعض المنظمات والمؤسسات والمراكز الثقافية مثل الفرنسي ، األلماني والروسي ، كما أن حماس الشباب المصري ساهم في تلك الظاهرة بال شك

.أما في الكويت ، ورغم وجود الحماس لدى بعض الشباب المسرحي الواعد ، إال أن هذا الحماس قد تقتله أول عقبة يواجها في طريقه ، فإذا لم توفر له الدولة المسرح إلقامة

108



العرض ، تكاسل وتنحى عن التجربة ، وأعرف كثيرا من المخرجين من تخلى عن حلمه المسرحي بسبب بعض العراقيل البيروقراطية التي واجهته ، ال أعني هنا أنه من السهل على الفنان أن يتجاوز أخرى وسائل دائما هناك أن أؤمن انما ، والصعوبات العراقيل

للتعبير واالعتراض ) المعلن (أفضل من االنسحاب بالتأكيد .بالنسبة للفرق المسرحية الكويتية الرسمية ، أجدها تعاني من مشكلة حقيقية تنطلق من اإلحساس بالعظمة ، فهذه الفرق تكتفي بمجموعة من الممثلين )الرواد والمشاهير تلفزيونيا( إلبداء وجهة نظرهم في العرض المؤهل للمشاركة في المهرجانات ، ليس تقليال من حجم ، التسمية هذه على تحفظي مع ، )! )الرائد أو المشهور الممثل إنما العملية المسرحية البد أن تكون متكاملة ، البد من االستعانة بآراء مختلفة ومتجددة ، من خارج الفرقة وال تحتمي بعباءتها ، وال تنتظر أي مقابل نظير رأيها، والبد أن تكون هذه اآلراء مسبقة ، تحفظ للفرقة ماء وجهها ، بدال من مصارحتها بأخطائها بالندوات

التطبيقية والتي عادة تزعج بعض هذه الفرق .كما أن منح الفرص للشباب ال يأتي من خالل حقنهم بمصل ، أنفسهم تثقيف على حثهم طريق عن إنما ، المتوارثة العظمة وأهمية االستماع إلى الرأي اآلخر ، وأال يصدقوا األلقاب المجانية التي تمنح لهم ، دون أن يحمل أي منهم فكرا يتناسب والقاعدة التي

انطلقت منها تلك المدارس المسرحية الهامة . ساهم في تذبذب الوضع المسرحي الكويتي التخلي عن الخبرات )التكويت( في قبلنا عملية فإذا ، المجاالت العديد من العربية في الدولة ، فإننا ال يمكن أن نقبلها في األدب والفن معظم مؤسسات وهذا ، األفضل يقدم أن البد ،فالفن والذرائع الحجج كانت مهما األفضل ال يمكن أن تحصره بجنسية ما دونا عن األخرى. وشخصيا




أؤمن بأن كل شعب يظل يحتاج لخبرات اآلخرين مهما عظم شأنه ، فما بالنا بمجال لم يطرق بابنا إال متأخرا قياسا بدول عربية أخرى . والواقع خير مثال ، كلما نستغني أكثر كلما ازداد تقوقعنا حول

أنفسنا وعجزنا عن التطور . جميع ما سبق ال يلغي وجود تجارب رائعة واخرى جيدة ، فالمسرح في الكويت مازال يتنفس بجهود العديد من المسرحيين ، ومؤخرا شاهدنا عروض مهرجان الخرافي المسرحي ، وكانت في معظمها الدولة فأتمنى على السابقة ، جيدة وممتعة ، وأفضل من االعوام ، وال ضير من عرضه بمبدعيه الجيد واالهتمام العمل احتضان النخبوي المسرح الذي يفصل الكبير الحاجز لكسر مرات أخرى المهرجان في قدمت التي العروض تلك خاصة ، الجمهور عن ، صفر لعبدالعزيز تاتانيا عرض مثل جوائزه على واستحوذت

ومسرح بال جمهور لمحمد الحملي .تحتاج ، المسرح هاجسا ألبنائها يشكل ، ال الكويت مثل فدولة أهم ولعل ، االستمرارية له المسرح وتضمن تدعم يد من ألكثر تلك األيدي وأكثرها فاعلية ، هي المؤسسة الثقافية الرسمية ، وال يمكن أن نتجاهل دور وسائل اإلعالم في ذلك . على أمل أن يظل المسرح الكويتي محافظا على كيانه الذي نخشى عليه من التالشي

واالندثار .


110



أحمد شرجي

هولندا

شكرا للدكتاتورية

في السنوات األولى لدراستي للمسرح، قرأت كيف أقدمت فيسفور الكبير الروسي المخرج إعدام على الدكتاتورية األلماني والمخرج المنظر نفي عن وايضا مايرهولد، برتولد بريشت، ولوركا ذلك الشاعر اإلنساني الكبير على الحوادث وغيرها تطرح الدكتاتوري،تلك يد نظام فرانكو أسئلة كثيرة ومحيرة، هل تساهم الدكتاتورية )بدون قصد( بإنجاح وإيصال تجربة ما؟ هل يكون القمع سببا لإلبداع؟ هل تساهم المقاصل ، وهذا ما يميز كل الدكتاتوريات، ببعث روح الحياة للمشاريع اإلنسانية والفكرية الكبيرة، حتى بعد إعدام أصحابها؟ العالم المسرحي كله يتلفظ اسم مايرهولد اآلن ، منفى بريشت األمريكي ساهم كثيرا بإنتاج جواهر الدكتاتورية ينفع االعتراف بخطأ بريشت المسرحية، ولم على إقدامها إعدام لوركا، ذهبت الدكتاتوريات وبقى لوركا والمثقف، والفنان المفكر، واسم ، العظام الشعراء كأحد

وبقى المشروع الثقافي والفكري.المسرحي، الوسط في اعمل العراق داخل كنت عندما دولي، مسرحي مهرجان بأي أش��ارك ان أمنيتي كانت القاهرة مهرجان في للمشاركة تذهب التي الوفود ضمن للمسرح التجريبي ، مهرجان قرطاج الدولي ، وغيرها من انه رغم المنال، بعيد حلما كان المسرحية، المهرجانات

[email protected]



منطقي جدا ، كوني فنان مسرحي عراقي، ال اعرف لماذا هذا الحلم أو الشعور، قد يكون بأنه أشبه باالعتراف بي كفنان مسرحي من خالل التواجد هناك وتمثيل البلد.... لالسف لم يتحق هذا الحلم طيلة وجودي بالوسط المسرحي منذ نهاية الثمانينيات، بل لم أشارك حتى في مهرجانات المحافظات ، عدى مشاركاتي في مهرجانات منتدى

المسرح والمسرح العربي في بغداد.بي واستقر ، التسعينيات منتصف في المنفى اخترت أن بعد تجاربي أول��ى وقدمت هولندا، في عدة محطات بعد المطاف المسرحية كممثل داخل وسطها المسرحي،وكانت للمخرج المبدع وقد ،) الصالحية فاقد في مسرحية) الصغير(، الصديق) رسول لمهرجان المشاهدة لجنة اختارت الرئيسة، الشخصية فيها مثلت أربعة بين من المهرجان في للمشاركة عملنا التجريبي، القاهرة أعمال هولندية قدمت ملفاتها للمشاركة، وشاءت الصدف أن يكون عملنا الوحيد الذي سيمثل هولندا في المهرجان، وأرسلت لنا السفارة الهولندية في القاهرة لتخبرنا بهذا االختيار ، وتبلغنا ضرورة إكمال الذي بدا يشع باألفق، لكنه إجراءات السفر، تذكرت حلمي األول ليس عن طريق العراق، بل عن طريق بلد آخر ، أوربي ، حيث سأمثل بلغته للمرة األولى ، وأنا لم أحمل اسمه بعد ، باستثناء وثيقة

سفر تمنح لالجئيه .

رسول بجانبي ب��راغ، عبر القاهرة باتجاه الطائرة ،أقلعت الوفد وبقية )اوكيا(، الهولندية الفنانة بالتمثيل الصغير،وشريكتي سيلتحق بنا بعد يومين الرتباطهم بعمل آخر في هولندا وهما مصمم


112



بروان(، دي ماريا انا الرائعة والممثلة فاسن )ري السينغرافيا كنت فرحا كطفل، لكن بداخلي غصة كبيرة ، انتبهت اوكيا لفرحي

وتوتري، أخبرتها بحلمي الذي سيتحقق عن طريق هولندا.قبل سفرنا تحدثنا أنا ورسول الصغير عن هذه المشاركة ، مشاركتنا في المهرجان باسم هولندا ، انجاز بحد ذاته.، فهو اعتراف رسمي بأهمية التجربة وأحقيتها في المشاركة، نريد ان نقول بأننا مازلنا بلغة كان لو حتى المسرحي، بمشروعنا التواصل على مصرين أخرى، سيعرف أساتذتنا وأصدقائنا في العراق ذلك، الن حتما هناك

مشاركة عراقية بالمهرجان وسنلتقي بهم وسيرون تجربتنا....تحكيم، لجنة العاني عضو يوسف الكبير الفنان الل��ه يا الراحل وكذلك بالندوات، يشارك يوسف، مهدي عقيل الدكتور الرائع عوني كرومي، المبدع الكبير جواد االسدي له ورقة نظرية بدن)االم وزهرة منعثر وحيدر الخالدي ميمون الندوات، داخل تيريزا( كما كنا نطلق عليها سابقا الننا ننتمي لفرقة واحدة وهي) فرقة فاوست( وقدمنا أعماال جميلة حينها في الثمانييات من القرن الماضي، حضروا يمثلون العراق في مسرحية )حريق البنفسج(،

كأن اهلل يكافئنا بهذا الحضور، والذين أشادوا جميعا بخطوتنا هذه.نلتقي جميعا ان االقدار اذن هو عرس مسرحي عراقي شاءت في الزمان أكثر من عقد من بعد غياب لهم عملنا نقدم بالقاهرة، المنفى، لكنهم جاؤوا كوفد عراقي، ونحن كوفد هولندي،في بلد لم

يمض على إقامتنا فيه سوى بضع سنوات!!!!!!!!! مفارقة غريبة وشعور أكثر غرابة، عندما عرفنا بان عملنا داخل المسابقة الرسمية للمهرجان، فهذا يعني بأننا مرشحين للجوائز أنا




على مستوى التمثيل ورسول الصغير على مستوى اإلخراج ، كون مسابقة هي طالما وراد كل شيء ؟ ال لم المسابقة، داخل العمل وهناك لجنة، شعور غريب انتابني حينها استحضرت حلمي القديم المشاركة وفرحة كهذا، مأزق في وضعني ألنه عليه وبصقت تحولت إلى غصة، اخبرني المعلم الكبير يوسف العاني بان الفن بال هوية، ودع مشاعرك جانبا، أنت تمثل العراق حتى وان كنت تمثل

بلغة أخرى، تحت علم أخر...لكن كيف إذا حصلت على الجائزة؟ بماذا سينادون علي؟ العراقي او الهولندي؟ أكيد الهولندي ألني امثل هولندا ،رغم إني لم احمل رغم ! الفرصة....غريب هذه تعطيني هولندا لكن جنسيتها!!! انتماء سوى االنتماء لإلبداع الفن بال هوية ، وبال بان إني أؤمن لكني ، كذلك يكون وقد قضية شعور وطني، ليست فقط،القضية

حقيقة ال اعرف ما هو ، ولماذا كنت أفكر به حينها.سألت رسول قبل بداية العرض عن أساتذتنا وأصدقائنا ، داخل علي وقعت كلهم( ح��ض��روا...) جميعا بأنهم اخبرني القاعة، شخص أي يهمني يكن لم ، الخشبة إلى الدخول قبل كالصاعقة في القاعة سواهم، هم جمهوري الوحيد هذه الليلة ، لعلني اختصر سنوات المنفى الذي فرقنا ، امثل وعيوني تلتقي بهم واحدا واحدا، قدمت العرض وكأني امثل ألول مرة في حياتي، رغم عتاب اوكيا وانا ماريا باني مثلت بطريقة مختلفة، وهذا غير ما اتفقنا عليه في البروفات والعروض السابقة إن كانت في هولندا والمغرب، رغم لم ارتكب أي خطا أو حركة غير متفق عليها إخراجيا، لكن إني الليلة اإلحساس تغير، المشاعر كانت مختلفة هذه المرة، لم يفهمني


114



يبكي في غرفة اإلضاءة، احد سوى رسول الصغير، والذي كان ألنه حلمنا المشترك، إنهم ال يعرفون بأننا اليوم نحصل على شهادة

االعتراف الفنية.اخذ مني )الممثل الباحث( وقتا طويال من البحث، ومن ثم التنظير المنفى/ فيه ساهم أيضا وهذا للممثل، اقترحها جديدة كطريقة له الدكتاتور/الدكتاتورية، لواله لم اذهب للمغرب مؤطرا ورشا فنية الباحث( واإلعالن عنها، بل واخذ االعتراف على طريقة)الممثل بها من أساتذة وفنانين كبار ولهم باع طويل في الحقل المسرحي، من أمريكا وألمانيا والبوسنة وفرنسا وروسيا ،حيث كنا جميعا مؤطرين لورش فنية في مهرجان المسرح الجامعي الدولي بكازبالنكا، اثنوا على الطريقة والمصطلح، المهم أنهم عرفوا باني فنان هرب من

الدكتاتورية، وينتمي للفن فقط ولإلنسانية.الحلم لم يتحقق ذلك الدكتاتورية والدكتاتور ، لوال هروبي من انتمائي جعلت التي للدكتاتورية شكرا ،إذا المنال بعيد كان الذي للدكتاتورية ألنها )ساهمت( فقط، شكرا ,والثقافة والمسرح للفن

بوصول مشاريعنا المسرحية إلى اآلخر ، في الضفة األخرى.




عبد اجلبار خمران

باريس

املسرح العربي في املهجر

-1 -

فقط هناك أن أم بالمهجر؟ عربي مسرح هناك هل خارج وهناك هنا مختلفة تجارب لهم عرب مسرحيون وفكري جمالي تجانس من وهل األصل؟ وطنهم رقعة استقصاء معه يمكن المغتربين، العرب المسرحيين بين خصوصية مسرحهم »العربي« خارج أوطانهم العربية ؟ أم أننا قد نقصد بالوصف تلك العروض القادمة من الخارج و/أو تعرض بمختلف خشبات ومهرجانات الدول الغربية؟ وماذا لو كان الكاتب المسرحي عربيا ويكتب بلغة اجنبية ؟

أو أن المخرج عربيا والممثلون من جنسيات غربية؟في الحقيقة هناك أسماء مسرحية عربية من أجيال مختلفة أصيبت بلعنة المنفى االضطراري و أخرى هاجرت للبحث ]أثثت خذالنا أكثر ربما- أو- رحابة أكثر آخر أفق عن

فضائه عوامل قسوة مختلفة[ ؟ وهناك من غادر موطنه وهو طفل أو ولد ألبوين مهاجرين ليحمل انتمائه مظلة لكتاباته المسرحية أو لقراءاته اإلخراجية التي المجتمعات داخل واإلبداعاية، التمثيلية أداءات��ه أو

يعيش داخلها.

[email protected]


116



المهجر لمبدعي األدبية بالكتابات عرفناه الذي المنفى وهل العربي الوطن مبدعي مختلف يعيشه الذي المنفى هو السابقين

خارج أوطانهم ؟إلتفاتة ذكية عندما ببلجيكا عدنان ياسين المقيم المغربي للشاعر ال ربما ببلدان يقيمون ألفراد إقامة« »أدب سماه ما عن تحدث يعتزمون مغادرتها، ومنهم من يبدع بلغة البلد الذي يقيم به حتى. واقتباسا أقول أن المسرحيون العرب المقيمون خارج بلدانهم ينتجون

»مسرح إقامة« وليس »مسرح مهجر أو منفى«.

-2 -

إذا كان فعل الكتابة األدبية عمال فرديا، تتحكم فيه اواليات الذات ما كل البيضاء والورقة العزلة الفردي، حيث بعدها في المبدعة فعل فإن والمفكر.. الروائي والناثر، الشاعر ذات تقنيا تحتاجه المسرح عمل جماعي معقد تتحكم فيه مكنزمات مختلفة، أقلها تواجد مكثف ومشاركة جسدية داخل حيز زمكاني محدد، يجب احترامه حضورا؛ حفظا؛ مساهمة و خلقا..داخل انسجام جماعي تتحول فيه الذات إلى حالة مسرحية تتقاسمها مجموعة من الكائنات المسرحية

تحت مظلة ورشة هي منبع للمنجز المسرحي.الشيء الدي يزيد من صعوبة تحققه بالمنفى أو بالمهجر.

وهذه واحدة من الصعوبات التي يتقاسمها المسرحيون المغتربون مع غيرهم من المبدعين، بشكل مضاعف وبتحدي أكبر، فإذا كان أدباء »المهجر« السابقون وأدباء »اإلقامة« الالحقون قد تمتعوا بأن لم تتطلب موهبتهم أكثر من صب أحاسيسهم و أوجاعهم وكل ما

يخالجهم على األوراق.




فالمسرحي عليه المسير في درب مسرحه الطويل ، المحفوف والناشر الورق تتجاوز ركحية صياغة ألجل الخاصة بصعابه

والقارىء إلى الفضاء والجمهور.

قد يتساءل سائل عن كون النص المسرحي أيضا يلتقي كفعل كتابة مع األجناس األدبية األخرى، وبالتالي ينطبق عليه ما ينطبق عليها

من حيث هو كتابة ؟ الممارسة حيث من والفرق واحدة المبدع هموم الحال بطبيعة

ربما يكمن في الدرجة ال في النوع . وبالرغم من أن االنتباه النقدي للمسرح عرضا مرئيا على الخشبة - كما يعبر سعيد الناجي في كتابه قلق المسرح العربي - هو وليد ما غالبا كونه من أيضا بالرغم و عام، بشكل الحديثة األزمنة يقع في قلب التحوالت التي تعرفها نظرية األدب، وذلك باعتباره اليونانية مسرح كلمة جذر بأن هنا التذكير وجب مقروءا. نصا thèatron يدل في أصله على الحيز المكاني »النصف دائري« الذي كان يشغله الجمهور ألجل مشاهدة ومتابعة ما يجري أمامه، بنائه. وال فالمسرح فضاء في أساسه؛ عرض مرئي في وبالتالي تكتمل دائرة منجزه كتابة وورشة وإخراجا وتمثيال..الخ إال بتقديمه داخل فضاء أمام أناس بصفتهم مشاهدين..وهذا ما يؤكده بيتر بروك ، المسرح أفعال من فعل تحقيق لشروط الشهير بتعريفه أيضا إنسان عبر مساحة فارغة في حين والذي أوجزه في » أن يسير

يرقبه إنسان آخر«.وفضاء الورشة فضاء عن يبحث أن المسرحي على إذن


118



العرض.لمسرحيين عرب نماذج أقدم ثالث أن الورقة هذه في سأحاول وبمخرج بكاتب هنا اهتمامنا وسيتعلق أوطانهم. خارج يقيمون

وبممثل : - تجربة الكاتب المسرحي قاسم مطرود المقيم ببريطانيا.

- والمخرج والكاتب اللبناني وجدي معوض الكندي الجنسية.- والممثل العراقي أحمد شرجي المقيم بهولندا.

في حاالت خاصة تنتفي القطعية أن ولو كاتب ومخرج وممثل لمثل هذه الحدود، غير أنهم ال محالة خارج حدود أخرى.. وجدان أليفة ؛ زوادة حنين وأغنية ووجوه ؛ ومضة حب مرتبط بطفولة باتت بعيدة..إنه الوطن خامة اإلبداع ، ومنه تنهم الرؤيا. وظروف

غربة معطات هي أيضا مصدر إلهام وتبصر.

-3 -

رغم ما سبقت اإلشارة إليه بخصوص النص المسرحي واستثنائية الكتابة الدرامية استطاع كاتب مسرحيون أن يصلوا بنصوصه إلى مهتمين ونقاد وقراء ينشدون من خالل اهتمامهم المسرحي التمتع بقراءة نصوص درامية تمنحهم الرغبة في إخراجها ذهنيا وتصور فضاءاتها المقترحة ومشهديتها المتعاقبة تخيليا. ومن هؤالء الكاتب قاسم مطرود؛ ببريطانيا حاليا المقيم المغترب العراقي المسرحي تمكن صانعها تخولها ولذة مسرحية داخل فضاء تصوري وذلك في المسرحية العملية تفاصيل ومن الدرامية، الكتابة أدوات من




تشكلها الركحي. فالكلمة في النص المسرحي بالنسبة إليه صورة، والنص يكتب لكي يفجر القدرة اإلبداعية في إنجاز وتهيئة العرض

المسرحي.درس اإلخراج ومارس النقد ووجد في داخله مؤلفا ،فقاسم مطرود الفنون ليلتحق فيما بعد بأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ولج معهد الجميلة عام 1994 والتي تخرج منها عام 1998 في اختصاص

الفنون المسرحية قسم اإلخراج المسرحي. بعد هجرته إلى هولندا حصل على دبلوم في مجال إعداد وتقديم يشغل أكاديمية »هلفرسم«. وهو التلفزيونية من البرامج وإخراج

رئيس قسم الفنون المسرحية في الجامعة الحرة بهولندا.له أكثر من عشرين مسرحية منها : »طقوس وحشية« ؛ »للروح نوافذ أخرى« ؛ »رثاء الفجر« ؛ »الجرافات ال تعرف الحزن« ؛ »عزف على حراك الجمر« ؛ »دمي محطات وظل« ؛ »هروب قرص الشمس« ؛ »نشرب إذا« وغيرها كثير والتي ترجم بعضها

إلى اللغة الهولندية والفرنسية والعبرية.و مسرحياته قدمت كعروض بهولندا وبالعراق وبعديد من الدول

العربية.ويرى قاسم مطرود - بخصوص الموضوع الذي يهمنا هنا - » بأن مالمح مسرح المنفى غير واضحة حتى اآلن، في حين المسارح التي تقدم على أرضها األصلية أكثر ديناميكية ونشاطا من مسارح تفتقد أنها إال التامة بالحرية األخيرة هذه تتمتع ما فبقدر المنفى، الدعم الكافي، إذ ليس هناك مؤسسات أو منظمات كافية ]...[ لذلك

فالفنان بالمنفى يعمل بجهود مضاعفة.«


120



و يتوازيان حينا األزمنة قسمين من بين تتراوح قاسم وكتابات تتخللها كما الغربة. وزمن الوطن زمن كثيرة: أحيانا يتقاطعان

مفردات الموت؛الغياب ؛االنتظا ر السفر والقبور..الخ

- 4 -

من األسماء المسرحية العربية األصل التي برزت في السنوات األخيرة في المجتمع الغربي نذكر الكاتب والمخرج والممثل اللبناني الذي المسرحي هذا معوض. وجدي الجنسية والكندي األصل معه أختير الذي الحد إلى الفرنسية المسارح به خشبات صخبت ليكون رئيسا لمهرجان أفنيون تكريسا لتقليد اتبعاه مديراه فانسون

فودريي و أورتونس أرشامبونت منذ ستة سنوات. وجدي معوض من مواليد بيروت 1968 خرج من لبنان هربا من الحرب األهلية اللبنانية وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، توجه إلى

فرنسا فكندا التي أكمل بها دراسته عام 1991 .منها و وكندا، فرنسا بين نشرت يناهز عشرين مسرحية ما له هذه ؛ »سماوات« ؛ »غابات« ؛ »حرائق« : »ساحل« رباعيته األخيرة التي سيقدم عرضها األول بمهرجان أفنيون صيف السنة

الحالية.عالقتنا في يتجسد حساسا موضوعا الكاتب يثير خاللها ومن بتقاليدنا وموروثاتنا الفكرية والثقافية ، ليس الظاهر منها بل المبطن




والذي تتناقله األجيال وكأنها في حالة إغماء دون تمحيص أو تساؤل..األحداث بك تغوص وقد كوارث. بل ذلك صدامات ليترتب عن عميقا، لتالمس عمق النفس البشرية في صراعها وهي تبحث عن هويتها و أصلها ونسبها، وعمق التاريخ كمشترك جمعي، مرورا

بالحروب وسقوط جدار برلين وغيرها من األحداث التاريخية .

بباريس على »مسرح71« مثال »غابات« فعرض جماليا أما يجعلك تتحقق من توظيف معوض للغة مسرحية شفافة ذات نفس ملحمي.. فالفضاء والممثل بمثابة الرئة التي يتنفس من خاللها النص سينوغرافية هندسة شعرية من الحوارات وشعرية ، المسرحي خالل ومن المسرحية أحداث تمسح أن في ضير وال مدروسة.

تنقيب بطلتها قرنا من الزمن. مفهوم ينتصب اإلخراجية اختياراته و اشتغاالته ورائية ما في أن يصرح نفسه وهو الجمالية. منجزاته لتشكل كينبوع المختبر ارتجاالت الممثلين كانت مادة خام لرفع معمار العرض المسرحي، الحرب تؤثثه مفردات تجاربه الشخصي ومختبر أن مختبره كما

والمنفى والعائلة.

-4-

من المسرحيين العرب أيضا الممثل العراقي أحمد الشرجي المقيم ألنه وأيضا أعماله، عن يصلنا ما لصدى اخترته والذي بهولندا ممثل له تصوراته لألداء التمثيلي و للممارسة المسرحية، والتي يسطرها بمقاالت تنم عن صفاء ذهني لممثل يمتلك أدواته ويعرف معرفة إلى والثقافية المسرحية وهمومه اشتغاالته يحول كيف

ومعرفته إلى ممارسة.


122



معهد من تخرج ،1968 عام بغداد مواليد من الشرجي أحمد الفنون الجميلة عام 1991 ومن كلية الفنون الجميلة عام 1996 .

درس بالمعهد بصفة محاضر.غادر العراق منذ 1996ليستقر به المقام بهولندا منذ 1998.

حصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير في التمثيل. اشتغل مع كل من المسرحي بدري حسون فريد و محسن العزاوي وحيدر منعثر وغيرهم. كما أنه اشتغل باإلخراج أيضا حيث أعد وأخرج »القيامة« و«القيامة الثانية« كتجربة لمسرح التعزية بهولندا، وقدم ال »الجرافات و سالم، لضياء الضوء« بانتظار »بعيدا مسرحية تعرف الحزن« لقاسم مطرود، وله تجارب كممثل بالتلفزة والسينما

أيضا.رسول أيضا المغترب العراقي المخرج مع اشتغل وبهولندا قدم والذي الهولندية، باللغة الصالحية« »فاقد بعرض الصغير بمهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة. ليشتغل فيما بعد مع المخرجة باحتفالية واشترك بعرض »سالوتا«، ديروان ماريا أنا الهولندية »شعراء على األشجار« مع المخرجة باربا راشيل. وشارك أيضا بالفلم الوثائقي »بعثة األمان« للمخرج السينمائي الهولندي ريمون

خيلنك. وكذلك بالفلم القصير »البولدوزر« لمحمد الدراجي. أينما يحملها التي الوطن هموم هناك الغربة قسوة جانب إلى ارتحل - يقول أحمد شرجي - » الهجرة تفرض عليك واقعا جديدا عليك أن تتعايش معه وتعمل به ]...[ عليك تقبل التعايش مع اآلخر وأن تذهب إليه وال تنتظر منه المجيء إليك]...[ لكن دون أن تتحول إلى مسخ، بل تتقبل وضعك الحالي مع الحفاظ على ما تريد الحفاظ

عليه من خصوصيتك االجتماعية.«أما بخصوص المعوقات والتحديات التي تواجه الشرجي كممثل المادي الدعم هو المعوقات أكثر »لعل يصرح فهو ومسرحي




واللوجستيكي التي يصطدم بها الفنان رغم الوجود الكثير من تلك الجهات الداعمة للثقافة داخل هولندا، لكن يبقى نوعية خطابك ولمن توجهه وبأية لغة؟؟ ]...[وكذلك جهلنا بالمثقف الهولندي والمسرحي

منه خصوصا من المعوقات أيضا«


واقع المسرح العربي

Documents

Transcript of واقع المسرح العربي