Rivalités linguistiques et efforts de promotion du...

18
بن بركةمد عثمان د العد18 سبتمب ر2018 | لغاتية ال مجلة كل209 Rivalités linguistiques et efforts de promotion du français à l’Unesco de 1945 à 1970 Par : CHLOE MAUREL 1 غة الفرنسيةلجهود ترقية الية ولغوت العا الصران عام اليونسكو م1945 / 1970 ترجمة وتعريب وتعليق د. بن بركةحمد عثمان ملغات.ية ال كلغة الفرنسيةل قسم المعة طرابلس جاخص البحث ملونسكو في عام منذ نشأة الييزية والفرنسيةنجللغتين افس بين اللتنا تطور ا1945 ية مختلفةتا مصالح لغوية وثقافدول ذوان من ال مجموعتاعارضت . وقد ت" : كتلة التينية" ال برعاية بفرنسانغكتلة ا وال لوساكسونية برعايةيات بالوعاملينسية المسئولين والحدة. ولقد أصبحت جنكة المتمملمريكية وال المتحدة اريع الولمشات ، واجتماعامستعملة في اغة الل ، وال اية ، موضوعا قعت الرسلرهانامش ا ينتشر على هار الذيلتأثيعات حية ل لصرالمنظمة. مية ل ثقافيا وسياسيارك التأثير مدى وبعداغوي ، فإن لمعالن البعد ال وبغض النظر عن عاميليونسكو ما بي. وانقسمت اقتصاديا وا1945 و1948 بين التأثيريننغ احت إدارةرنكوفوني ت. ثم ازداد التأثير الفرنكوفونيكسوني والف لوسارنكوفولفكي الموالي ل المكسي نية السيد جيم توريس بوديهTorres Jaime Bodet ، من) 1948 إلى1952 . وبعدتلمحاو ادة التأثيرعا ي مننجلوساكسون ا1953 إلى1958 فاهيمغة الفرنسية والمل ، كسبت ال تصير سائدةات ، لكيى مدار الستينيرنكوفونية أرضية علية الفلثقاف ا إلى حوالي1970 .ومن الممكن تفسير هذا الت راجع إلى أهمية طور على أنه اليونسكو بواسطةتي تدور حوليين الرنكوفونت المثقفين الف وحيوية شبكاة والدور الفرديسية الفرنسيلسياسية وادبلومات اللشبكا التطوعية لعمال ا ذلك تحديدا السيد رونيهونسكو بما فيى رأس اليموجودة علت اللشخصيا ل1 article est publié dans la Revue Documents pour l’Histoire du Français Langue Étrangère ou Seconde2008

Transcript of Rivalités linguistiques et efforts de promotion du...

Page 1: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 209 مجلة كلية اللغات |

Rivalités linguistiques et efforts de

promotion du français à l’Unesco de 1945 à 1970

Par : CHLOE MAUREL1

الصراعات اللغوية وجهود ترقية اللغة الفرنسية يف 1970/ 1945اليونسكو من عام

محمد عثمان بن بركةوتعليق د. ترجمة وتعريب

قسم اللغة الفرنسية كلية اللغات.

جامعة طرابلس

ملخص البحث

تطور التنافس بين اللغتين اإلنجليزية والفرنسية منذ نشأة اليونسكو في عام . وقد تعارضت مجموعتان من الدول ذواتا مصالح لغوية وثقافية مختلفة 1945

بالواليات برعايةلوساكسونية والكتلة األنغبفرنسا برعايةالالتينية" الكتلة: "المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة. ولقد أصبحت جنسية المسئولين والعاملين

قعية ، موضوعا ا، واللغة المستعملة في اإلجتماعات ، والمشاريع الومية للمنظمة. لصراعات حية للتأثير الذي ينتشر على هامش الرهانات الرس

وبغض النظر عن البعد اللغوي ، فإن لمعارك التأثير مدى وبعدا ثقافيا وسياسيا بين التأثيرين 1948و 1945 واقتصاديا. وانقسمت اليونسكو ما بين عامي

لوساكسوني والفرنكوفوني. ثم ازداد التأثير الفرنكوفوني تحت إدارة األنغ Torres Jaime جيم توريس بوديه نية السيد المكسيكي الموالي للفرنكوفو

Bodet إلعادة التأثير المحاوالت. وبعد 1952إلى 1948( ، من، كسبت اللغة الفرنسية والمفاهيم 1958إلى 1953األنجلوساكسوني من

إلى الثقافية الفرنكوفونية أرضية على مدار الستينيات ، لكي تصير سائدةطور على أنه راجع إلى أهمية .ومن الممكن تفسير هذا الت1970حوالي

وحيوية شبكات المثقفين الفرنكوفونيين التي تدور حول اليونسكو بواسطة األعمال التطوعية للشبكات الدبلوماسية والسياسية الفرنسية والدور الفردي للشخصيات الموجودة على رأس اليونسكو بما في ذلك تحديدا السيد رونيه

1 article est publié dans la Revue Documents pour l’Histoire du Français Langue Étrangère ou Seconde2008

Page 2: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 210 مجلة كلية اللغات |

الكلمات المفاتيح : نيات من القرن الماضي. خالل الستي (René Maheu)ماهو

لوفونية ، الفرنكوفونية.باردة ، األنغالثقافة ، اليونسكو ، الحرب ال

النص كامال . أنشئت اليونسكو : منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ، عقب الحرب العالمية الثانية ، في إطار وضع نظام 1

المتحدة.وقد استقرت المنظمة في باريس مثل المعهد الدولي للتعاون الفكري الذي كان سبقها وأدى وظيفته في فترة ما األمم

. واستعملت l’Institut international de coopération intellectuelle بين الحربين تحت رعاية هيئة األمم

. وقد تطور التنافس ، منذ البداية ، بين اللغتين عندما تكونت ، وفقا للمصطلح فيها االنجليزية والفرنسية كلغتين رسميتين لها

: كتلتين ذلك العصر ، مجموعة من الدول ذات اهتمامات لغوية وثقافية مختلفة فيل الدبلوماسية مراسالتالالمستخدم في

المتحدة األمريكية والمملكة المتحدة. في حين الواليات برعايةاألنجلوساكسونية والكتلة ، فرنسابرعاية الالتينية الكتلة

اصبحت جنسية المدراء واللغة المستخدمة في العديد من اإلجتماعات والمؤتمرات ومختلف المشاريع القائمة إلى جانب

ها اختيار المكان الذي تدار فيه ؛ أصبح كل ذلك مجاال لصراعات حية تنتشر على هامش الرهانات الرسمية للمنظمة مع مثيل

لوفونية.هيمنة األنغوهو إشعاع الفرنكوفونية أو

على ، ساحة تدور عليها ، مختلفة اللغات والثقافاتالالتي أسست لتجميع الشعوب ، . لماذا وكيف أصبحت اليونسكو 2

بعدا الكتلتينمعارك ضارية بين تحزبات لغوية متعارضة ؟ بماذا أخذت هذه المنافسة بين هاتين ، العكس من ذلك

؟ 1970 – 1945سياسيا واقتصاديا ؟ كيف تطور توازن هذه القوى بين الفرنسية واإلنجليزية داخل اليونسكو ما بين

ين التأثيرين . سيتيح المنظور الزمني توضيح خطوات التطور الذي برز تدريجيا : إذا كانت المنظمة انقسمت ب3

نحو تأثير فرنكوفوني 1952إلى 1948، فإن هذا اإلتجاه ينحو مع 1948إلى 1945لوساكسوني والفرنكوفوني منذ األنغ

واألرضية فقد كسب التاثير الفرنكوفوني الموقع 1955- 1953لوسكسوني ما بين بعد محاولة إعادة التأثير األنغمتزايد ، و

فية الفرنكوفونية تحتل مكانة بارزة في على مدار الستينيات من القرن الماضي على نحو جعل الفرنسية والمفاهيم الثقا

. 1970عام

ظهور إنشقاق مبكر بني "كتلة التينية " و"كتلة أنغلوساكسونية"للغوي والثقافي بين التأثير ، على الصعيدين ا 1947و 1945. انقسمت اليونسكو ، منذ سنواتها األولى ما بين 4

لوساكسوني والتأثير الفرنكوفوني.األنغ

، بمشاركة مثقفين فرنسيين مثل 1946-1945. لقد اتسمت اللقاءات واإلجتماعات األولى لليونسكو الوليدة ، في عامي 5

Lucien)( لوسيان فيفر Jacques Maritainوجاك ماريتان )( Paul Rivet)وبول ريفيه ( Léon Blum)ليون بلوم

Febvre) ورونيه كاسان(René Cassin) كوريه -يوفريديريك جول(Frédéric Joliot-Curie وفرانسوا) مورياك

(François Mauriac) على غرار المعهد الدولي للتعاون الفكري القديم ما بين الحربين والذي اتسم بمفهوم كالسيكي

نشاء اليونسكو (. مع ذلك ، وفيما يتعلق بفترة المعهد الدولي للتعاون الفكري ، فإن إ1نخبوي مرتكز على الثقافة الفرنسية )

حقيقية : في الوقت الذي رفضت فيه الواليات المتحدة اإلنضمام ، في فترة ما بين الحربين ، إلى هيئة األمم يبرز قطيعة

Page 3: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 211 مجلة كلية اللغات |

ومؤسساتها الثقافية ومن بينها المعهد المذكور ، فقد حركت الحرب العالمية الثانية في ذهن الحكومة األمريكية الوعي بأهمية

المتحدة ، منذ ذلك الحين ، في الشئون السياسية والثقافية الدولية. وهكذا ، ومنذ نشأة اليونسكو ، انضمت تدخل الواليات

أظهرت حكومتها قلقها الواضح في مزاولة تأثيرها الكبير على هذه الهيئة الثقافية.والواليات المتحدة

نحو عمل ثقافي تقوم به وسائل تحديداطات اليونسكو. وقد حاولت الواليات المتحدة جاهدة في توجيه برامج ونشا7

اإلعالم ) الراديو والتلفزيون والصحافة المكتوبة بأعداد كبيرة والسينما ( . لمواجهة السمة الثقافية النخبوية األوربية التي

ل اإلعالم ، تأمل ميزت المعهد الدولي للتعاون الفكري. وكانت الواليات المتحدة ، من خالل النهوض في استعمال وسائ

(. وتمثل اليونسكو إذا 2كذلك في تسخير اليونسكو كموجه لنشر لغتهم وإيديولوجيتهم ومنتوجاتهم الثقافية في العالم أجمع)

فائدة ثالثية للواليات المتحدة : ثقافيا ، فهي تسمح بالتمكين لسيطرة اللغة اإلنجليزية في العالم ؛ سياسيا ، وفي إطار الحرب

دة الناتجة إذا عن التعارض اإليديولوجي بين كتلتين ؛ واقتصاديا ، بسماحها للواليات المتحدة في فتح " أسواق جديدة البار

( 1950إلى 1946وإمكانية اإلستثمار فيما وراء البحار "، مثلما أكد ذلك والتر ليفز ، المدير العام المساعد لليونسكو ) من

(.3ل األعمال األمريكان)ط رجااوسأفي خطابه أمام ممثلي

التي تعتبر بالنسبة لها وسيلة لتطوير إشعاع و كذلك . أما فيما يتعلق بالحكومة الفرنسية ، فهي مهتمة كثيرا باليونسكو8

الثقافة واللغة الفرنسيتين في العالم. ومن أجل ذلك ، وأثناء المؤتمر التأسيسي لليونسكو ، أصرت الحكومة الفرنسية ، وعن

ةطالبالمريق صوت ممثلها ليون بلوم ، على الحصول على إقامة مقر المنظمة بباريس ، ضد تفضيل الواليات المتحدة ط

بمدينة دانماركية أو هولندية أو نرويجية بدال عن باريس. وقد أبرم اتفاق سري بين الفرنسيين واألمريكيين : مقر اليونسكو

من ينتخب لوظيفة المدير العام دير العام ال تكون للفرنسييين أبدا ، بل يكون بباريس ، ولكن في مقابل ذلك وظيفة الم

(.4لوساكسونيا )أنغ

. ومع ذلك فإن المرشح األمريكي المقترح من الواليات اتلمتحدة والذي التزمت فرنسا بمساندته ، وهو أرشيبالد ماك 9

(. ولعدم وصول الواليات المتحدة إلى إيجاد بديل 5األخيرة ) ليش ، الشاعر وأمين مكتبة الكونغرس ، انسحب في اللحظة

كفء له ، فقد تقدم البريطاني أخيرا رغم بعده عن الحصول على إجماع الحكومة األمريكية وذلك بسبب شخصيته المرحة

وقد تم إختياره وميله اليساري : والمقصود بذلك هو عالم األحياء جوليان هاكسلي شقيق الكاتب المعروف الدوس هاكسلي ،

حكومة األمريكية ، فهو مع ذلك كانت شخصيته مقبولة قليال من ال فقد(. وحتى إن لم يكن أمريكيا 6بدقة )

لوساكسوني.باإلضافة إلى ضمانات أخرى ممنوحة للواليات المتحدة ومنها تعيين " المدير العام المساعد لإلدارة "، وهي أنغ

.األمريكية قادم من إدارة الدولةال، وظيفة منحت لألمريكي والتر ليفز

. وأثناء فترة جوليان هاكسلي كلها ، لعب والتر ليفز دورا كبيرا في اليونسكو متكفال بكل القرارات اإلدارية ومقررا 10

هميل معد في جزء كبير من ذلك للتوجهات الهامة للمنظمة. وفي الواقع ، فإن الرجل العالم جوليان هاكسلي ، باعتبار

للوظائف اإلدارية ، أطلق لوالتر ليفز يده في نقاط عديدة. ولذا فقد ظهر والتر ليفز كمدير عام رسمي في الخفاء. ولقد الحظ

أن والتر ليفز " هو السيد المطلق للمالية باإلدارة ( G.Bidault) وبكل اهتمام ، وزير الخارجية الفرنسي السيد جورج بيدو

وحتى في توظيف األشخاص لليونسكو.ويأسف الوزير : " أن في الواليات المتحدة قسما خاصا يرسل وبدون توقف

مذكرات ضخمة إلى هوتيل ماجيستيك ) مبنى اليونسكو بباريس( ، وإلى الدول األعضاء الذين يتسآلون بالضبط عما

بواشنطن وليس بباريس ".والحظ جورج بيدو وبقلق إلى أي مدى وبسرعة فعلياكان المدير العام الحقيقي موجودا إذا

(. وفي الحقيقية فإن أعضاء الوفد األمريكي باليونسكو تم 7أصبحت اليونسكو " مؤسسة خاضعة للتأثير األمريكي " )

Page 4: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 212 مجلة كلية اللغات |

هو سكرتير الدولة المساعد بالواليات (W.Benton يليام بنتون)إختيارهم مباشرة من وزارة الدولة ، وأن رئيس الوفد و

( وقد تحصلت فرنسا بعد عدة شهور في مقاب ذلك ، على تعيين مدير عام مساعد ثان : إلى جانب المعين من 8المتحدة.)

األدبي ، ، ذو التكوين سوجان توما(. J.Thomas) ساإلدارة ، يبرز مدير عام مساعد للثقافة الفرنسي جان توما

( ) القرن 9ثم أستاذا قديما بها ، ومؤلفا لكتب عن فلسفة عصر األنوار.) للمعلمين وباعتباره خريجا من المدرسة العليا

مركزية التي كانت قد وسمت المعهد الدولي للتعاون -الثامن عشر( ، يندرج تحت التقاليد الثقافية ، والنخبوية الفرنكو

: " وهو بالنسبة لمن عرفوه ، يجسد وال زال حرف الكاف (E.Delavenay)ه إميل دوالفني الثقافي. وقد كتب عنه زميل

( ولقد نجحت فرنسا إذا في مناقشة إعادة التوازن فيما يتعلق بجنسيات فريق الريادة.10) في شعار اليونسكو " )أي الثقافة(.

نسكو مسرحا لصراعات هامة ايديولوجية ولغوية بيسن . وخالل فترة تولي منصب جوليان هاكسلي كلها ، كانت اليو11

ساكسونية " -، وفي األرشيفات السرية ، بروز مصطلحات " الكتلة األنجلو 1947فرنسا والواليات المتحدة. وقد رأينا منذ

(. 11الفرنسيبة )و " الكتلة الالتينية " وهما مجموعتا ضغط متعارضتان وممثلتان كل واحد منهما باللغة اإلنجليزية واللغة

ساكسونية " ، و " -وتعكس األرشيفات الدبلوماسية الفرنسية إصرار الدبلوماسيين الفرنسيين لمقاومة " الكتلة األنجلو

.(12)الفكرواللغة الفرنسية باليونسكو اإلمبريالية الثقافية األمريكية " ، والتأكيد على حفظ

بين الشخصيات الكبيرة باليونسكو. وقد الحظ عندئذ جوليان هاكسلي في أغلبية 1947. كان األنجلوساكسون في سنة 12

تلك السنة في رسالة موجهة إلى والتر ليفز : " كثير من األمم األخرى غير راضين عما يعتبرونه تأثيرا غير مبرر

نسيين أو " وقد بذلت الحكومة كل ما في وسعها لتفضيل توظيف الفر .(13)وخصوصا األمريكان " لألنجلوساكسون

الشخصيات األجنبية المستعملة للغتنا استعماال جيدا وقابلة ألفكارنا وثقافتنا " ، كما عبر عن ذلك جورج بيدو ، ولكن تظل

، لعدم جصول أي مثقف فرنسي كبير على منصب مهم 1947هذه الجهود مثمرة قليال. وهكذا يأسف بيدو ، في سنة

سوى بعض -...[ قلعة أنجلوساكسونية في قلب باريس. ولم تعط أية وظيفة هامة باليونسكو : " بقي هوتيل ماجستيك ]

.(14)فرنسي "ألي –الوظائف اإلدارية

تحت عنوان " فرنسا 1948في مارس (Figaro). إن المقال المنشور في الصفحة األولى من مجلة الفيغارو 13

، يوحي بالصراع اللغوي بين (A.Siegfried)ي أندريه سيغفريد واليونسكو " ، بقلم عالم اإلجتماع والمؤرخ والجغراف

الفرنسية واإلنجليزية الذي تطور باليونسكو ، ويوحي كذلك برغبة فرنسا في استعمال اليونسكو للمحافظة وتطوير إشعاعها

اليات المتحدة في جعل الثقافي واللغوي في العالم : ويوجد في اليونسكو ، وحسب رأيه ، مفهوم آخر في مواجهة طموح الو

المعلومات الحر . وهذا المفهوم : " يعود تداول تنميةاليونسكو " ماكينة " للتعريف " بأسلوب الحياة األمريكية " من خالل

دون البحث ، الممثلين األكثر نشاطا واألكثر تأثيرا لها في األساس إلى الالتينية التي ) نحن الفرنسيين( وجدنا أنفسنا فيها

لكل شكل واضح للقوة التي خفيةالمقاومة ال تميز مفهوم الالتينية بالدفاع عن قيم " اإلنسانية " ، " و". وي عنها مباشرة

تمثلها اليوم الصحافة األمريكية واإلذاعة األمريكية والفيلم األمريكي ووكالة األخبار األمريكية ، دون أن ننسى الرسوم

م كله ". و اندريه سيغفريد ، بانتقاده المفهوم األمريكي للثقافة ، فهو يواجهه بالثقافة المتحركة التي انتشرت في العال

الكالسيكية الفرنسية. وهو يقدم فرنسا على أنها " الرائد الطبيعي لمجموعة من الدول حريصة على إيقاف األمركة السريعة

ول المتوسط ، الشرق األوسط ، الهند ". ويحاول جاهدا تبرير جدا للكون ". ويدخل في هذه المجموعة " أمريكا الالتينية ، د

مكان الخطة األولى لفرنسا على رأس هذه الحركة : " أنا بالتأكيد ال أبالغ عند قولي بأن فرنسا هي الرائدة المعترف بها

تنا الثقافية سليمة ]...[ وأن لحركة كهذه ، ألنها تمثلها ]...[ بكل عظمة. ]...[ كل من يسافر يالحظ ، في الواقع ، أن مكان

[ كان المعا ]...[ 1947حيوية فرنسا الروحية كاملة. إن وفدنا بالمكسيك ] بمناسبة المؤتمر الثاني العام لليونسكو ، في عام

Page 5: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 213 مجلة كلية اللغات |

(. وتشهد تأكيدات الشعور15ونرى هنا كيف حافظنا في العالم أو في بعض أجزاء من العالم ، على هذا النفوذ الصريح ")

بالرضا ، في الواقع ، على حاجة الفرنسيين لإلطمئنان وتبرز قلق فرنسا التي تدرك اإلنحدار السريع لمكانتها اللغوية

والثقافية في العالم لصالح الثقافة األنجلوساكسونية واألمريكية على وجه الخصوص.

األنجلوساكسونية ، طيلة السنوات األولى ، في صراع . ومع ذلك ، وإذا كانت اللغة اإلنجليزية والمفاهيم الثقافية 14

جدي مع التأثير الفرنسي داخل اليونسكو، فإن السنوات القادمة ستقود إلى التطور.

1952-1948التأثري " الالتيني " املتنامي ذلك على حد سواء في نحو أتجاه أكثر " التينية ". وكان 1952إلى نهاية 1948. لقد تطورت اليونسكو منذ نهاية 15

الوظيفة اإلدارية أو األعمال التي تقوم بها الدول األعضاء ، حيث يبرز التجديد للفرنكوفونية.

بديال عن جوليان هاكسلي ( Jaime Torres Bodet). وقد تم انتخاب مدير عام جديد المكمسيكي جيم توريس بوديه 16

ذي يجمع العديد من الميزات مثل كونه أستاذا قديما وأمين مكتبة وشاعرا وهذا الشخص ، ال .1948، في ديسمبر من عام

وزيرا للتعليم 1946و 1943ودبلوماسيا ورجال سياسيا ، جعلت منه كما يبدو الرجل المناسب لهذه الوظيفة. وكان ما بين

(. 16العا في بالده المكسيك ونظم حملة وطنية واسعة لمحو األمية فعالة وشعبية)

. وعلى وجه الخصوص ، فهو محترم جدا من الحكومة الفرنسية من حيث مظهره الفكري الفرنكوفوني ومحبته 17

للفرنكوفونية : وباعتبار أمه فرنسية ، فهو يتقن الفرنسية ويستعملها طواعية. وهو يقدر الثقافة الفرنسية ، ويهتم بتاريخ

إلضافة لذلك ، فقد شارك في سنوات الثالثينيات ، في العديد من اجتماعات فرنسا ومرتبط باألوساط األدبية الفرنسية. با

المعهد الدولي للتعاون الفكري بباريس. وباعجابه بهذا المعهد كمنظمة موستوحاة فرنسيا ، فقد طالب به صراحة ليكون

أنه نموذج مخالف ال يمكن ( ، في حين أ نه أثناء إنشاء اليونسكو ، قدمه األنجلوساكسون على17نموذجا لليونسكو )

اإلقتداء به. ويبدو توريس بوديه ، المخلص لعقلية المعهد المذكور ، مهتما جدا بإشراك النخب األدبية في أعمال اليونسكو.

إن هذا التوجه الفكري الذي يزعم إعطاءه لليونسكو يتماشى مع تطالب به فرنسا ويتعارض مع ما تطالب به الواليات

توجه مؤسس على وسائل اإلعالم ونشر الثقافة الشعبية. المتحدة ، وهو

. ولقد كان السيد توريس بوديه إرتبط كثيرا وبسهولة ، وهو في أحضان ادارة اليونسكو ، وبسبب مظهره الفكري 18

وتمكنه الكامل للفرنسية ، ارتبط مع العاملين الفرنسيين أووبعلى كل حال مع الفرنكوفونيين أكثر من األنجلوساكسون. وكان

و فيليب سوبو ( R.Cailloisسيين المشتغلين لليونسكو من أمثال روجيه كايوا يفضل عقد أحاديث أدبية مع الكتاب الفرن

(Ph.Soupault) (18 ، باإلضافة لذلك .) فقد عين في الحال و بمجرد إنتخابه مديرا عاما ، الفرنسي رونيه ماهو

(R.Maheu) ألولى كما أن مفهومه اإلنساني مديرا لمكتبه. ويروي لنا هذا األخير ما يلي : " كان بيننا تعاطف منذ اللحظة ا

(. وهذه بداية لتعاون ضيق بين الرجلين ، إذ يقدم 19لرسالة اليونسكو يتجاوب مع أفكاري الشخصية بصورة كاملة " )

توريس بوديه لرونيه ماهو منطلقا يتيح له بعد خمسة عشر عاما أن يكون بدوره مديرا عاما.

رنسية بطالقة ، فقد ساهم ذلك كثيرا في منح الموظفين الفرنسيين مكانا مهما بإدارة . بما أن توريس بوديه يتكلم الف19

اليونسكو وبالتالي لألفكار الفرنسية.وهكذا وأثناء توليه لمنصبه ، انحدر تأثير األمريكي والتر ليفز كثيرا لصالح مجموعة

(J.-J.Maayouxو جان جاك مايو )( J.Thomasوجان توما ) (J.Havet)صغيرة من الفرنسيين من أمثال جاك هافيه

Page 6: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 214 مجلة كلية اللغات |

ورونيه ماهو. وكان توريس بوديه يشتغل وهو على إتصال مع الوزيرين الفرنسيين للشئون )المدير السابق للمعهد(

(.20الخارجية في تلك الفترة وهما جورج بيدو وروبر شومان )

. وانجز ، خالل هذه السنوات ، العديد من المفكرين المرموقين الفرنسيين أو الفرنكوفونيين من أمثال األناسيين كلود 20

هنري ريفيير ، وجورج باالندييه ، أو السينارست الوثائقيين مثل -ليفي شتراوس ، وألفرد ميترو ، وميشيل ليريس ، وجورج

ء رساالتهم من أجل اليونسكو. ويدخل هؤالء المفكرون الفرنكوفونيون غالبا كريس ماركر وجان رووش ، أنجز كل هؤال

، من خالل شبكات معرفية ، في اتصال مع اليونسكو ، ويتحصلون بذلك على وظائف أو على مهمات محددة في كثير من

لكتابة إحدى 1951 ( ، عندما اختاره زميله ألفرد ميترو في عام21األحيان. وهذا ما حدث لكلود ليفي شتراوس )

منشورات سلسلة مطبوعات اليونسكو حول مشكلة العنصرية. وإذا كان شبه الغالبية من هذه المنشورات أصابها النسيان

)وهي ، أصبحت مشهورة (22) (Race et Histoire)بسرعة ، إال ما كتبه كلود ليفي شتراوس )الجنس والتاريخ(

وقد أتاحت هذه الشبكات توظيف ومشاركة جزء متنام من .م يكتبها أنجلوساكسوني(الوحيدة من بين التي كتبها فرنسي ول

الفرنكوفونيين باليونسكو. وعلى العكس من ذلك ، فقد ترك العديد من األنجلوساكسون اليونسكو على مدار تلك السنين ، فلم

تجدد عقودهم.

، قد أدت إلى تنامي التأثير)الالتيني( 1952إلى عام . وهكذا فإن تولية توريس بوديه باليونسكو والتي دامت 21

وخصوصا التأثير الفرنكوفوني يتزامن مع انحدار التأثير األنجلوساكسوني. وقد لوحظ هذا التطور بقلق من قبل

(A. Compton)الدبلوماسيين األنجلوساكسون. ومن بداية تولية فوريس بوديه ، الحظ الفيزيائي األمريكي أرثر كونتون

، والموظف باليونسكو ، الحظ في تقرير سري لإلدارة األمريكية ، 1927والحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء في عام

أن مجموعة الدول التي يكلفها باعتبارها " أوروبية التينية " وفي صفها يضع تحديدا فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ

ه الفكري الفرنسي وال تتقاسم عموما إصرار الواليات المتحدة حول مشاركة " وإيطاليا وسويسرا واليونان ، " متأثرة بالتوج

اآلخرين" باليونسكو. كما الحظ تزامنيا فقدان تأثير المجموعة التي تقودها الواليات المتحدة وينتسب إليها المملكة المتحدة

هند( إلى جانب الدنمارك دا وجنوب أفريقيا والواألعضاء اآلخرون واألعضاء السابقون بالكمونولث ) نيوزلندا وأستراليا وكن

والنرويج.

Foreign)ر سري موجه للخارجية البريطانية ، يعتقد دبلوماسي بريطاني ، في تقري 1950. إضافة لذلك ، وفي عام 22

Office) ،يبدو أن هناك رجوعا إلى روح المعهد الدولي للتعاون الفكري في فترة ما قبل الحرب ، ه وسط اليونسكو " أن

وهذا الرجوع مستوحى خصوصا من الفرنسيين الذين يوليهم المدير العام الحالي إهتماما كبيرا " ، ويساور القلق هذا

الدبلوماسي من " تنامي التأثير الفرنسي مقارنة بالتأثير األنجلوساكسوني في اليونسكو " ، وومؤكدا أن الموظفين الساميين

باليونسكو كلهم ، من اآلن فصاعدا ، " ذوو مظهرثقافي، أساسا ، فرنسي ". ثم يوضح: يعتبر المدير العام نفسه فرنسي

، في السنة نفسها ، حول شئون اليونسكو ، ( K.Holland)رة األمريكية كينيث هوالند (. ويالحظ مستشار اإلدا24القلب")

أن الصراع بين الفرنسيين واألمريكيين في أمانة اليونسكو يبرز في بالتحديد في نشاطات المنظمة ، كما أن المفاهيم

(. 25افرنسية في حالة تغلب على المفاهيم األمريكية )

الكتلة الالتينية " أثناء تولي توريس بوديه فحسب ، بل تتوسع أيضا : إنضم إليها العديد من الدول . وال تتقوى "23

، كوسيلة لتقوية 1948العربية ودول أريكا الالتينية. وقد استعملت فرنسا المؤتمر العام ،والمنعقد ببيروت في ديسمبر

، وكما يشهد بذلك المقاالت المؤيدة لفرنسا والمنشورة بالجريدة روابطها مع لبنان والدول العربية األخرى ومن بينها مصر

. إن إختيار بيروت لعقد هذا المؤتمر )وفي أثنائه أنتخب توريس (Le Journal d’Egypte( )26)المصرية الفرنكوفونية

Page 7: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 215 مجلة كلية اللغات |

بوديه( ، هو نتيجة للجهود المبذولة من جان مارون ، نائب مطراني ماروني بباريس وعضو الوفد اللبناني باليونسكو،

ومسكون بالثقافة الفرنسية الكالسيكية.وتالحظ السفارة األمريكية ببيروت بقلق في تقرير سري لإلدارة األمريكية أن جان

(. وقد 27"معاد لألمريكان" ، وذو توجه يبدو تماما "مناصرا للفرنسيين") مارون الحاصل على الدكتوراه من السوربون

نظمت فرنسا ، بمناسبة المؤتمر العام ببيروت ، عدة تظاهرات ثقافية بهذه المدينة وذلك لتنمية مكانتها وإشعاعها التقافي لدى

الحقة ، حيث تعقد المؤتمرات العامة (. إن إختيار البلدان ، في السنوات ال28جمهور بلد كان تحت وصاية فرنسية )

)باريس وفرنسا لثالث مرات ( 1950، فهناك إيطاليا )فلورانس (1948)ديسمبرلليونسكو ، يكشف أنه " باإلضافة للبنان

، وهو ما يبين واضحا التوجه " الالتيني " لليونسكو في هذه السنين. (1952و 1951، 1949

فترة ، تحصلت الكتلة الالتينية على حليف جديد : انظمت يوغسالفيا إلى لليونسكو في . وأخيرا ، وعلى مدار هذه ال24

بكل وضوح للفرنكوفونية ؛ وقد الحظ تقرير سري مناصرا (Ribnikar). وكان ممثلها السيد ربنيكار1950مارس عام

نيكار ينمي في بالدنا التي يعرفها جيدا عندئذ عن مقر الخارجية الفرنسية ) ( في تلك الفترة وبكل الرضا : " السيد رب

(.29مشاعر الصداقة وهو يجيد لغتنا بصورة كاملة " )

. من جانب آخر ، فإن تسيير األمريكي والتر ليفز ألدارة اليونسكو ، اعتبارا من بداية والية توريس بوديه ، كان ، 25

أن اإلدارة األمريكية قلقة من " المد المتنامي للشعور شيئا فشيئا ، محل اعتراض واضحا في أروقة اليونسكو ، لدرجة

( . وهناك ملحوظة سرية تعبر عن معارضة فرنسا لتجديد عقد والتر ليفز 30المعادي لألمريكان " في إدارة اليونسكو )

وقلة علمه لوظيفته. إن الحجج المطروحة بكل وضوح وبالغة هي على النحو التالي : لمعرفته الرديئة للغة الفرنسية

(. 31بأساليب التفكير األوروبية ، مارس السيد ليفز ]...[ عمال يتجه إلى ترجيح مفاهيم إدارية ذات طابع أمريكي محض " )

"المنطلق األساس للمصالح األمريكية داخل المنظمة " ، وأسر إلى حكومته أنه يشعر 1950و حسب ليفز نفسه من يناير

(. وأنه سيفقد فعليا وظيفته في األسابيع المقبلة. إن توظيف األشخاص 33داخل المنظمة ) بأنه مهدد محصور في أقلية

، فإن الجنسية الغالبة من بين المراكز 1950الفرنكوفيين في مناصب مسئولة ينمو كثيرا ضد األنجلوساكسون. وهكذا وفي

لألمريكان 45للبريطانيين و 51نسيون مقابل وظيفة منها يشغلها الفر 60للموظفين الكبار هي الجنسية الفرنسية :

(.وهذا رجوع حقيقي لما يتعلق بالسنوات الماضية.33)

. ويظهر التعارض واضحا تماما ، في هذه الفترة ، بين الكتلة الالتينية والكتلة األنجلوساكسونية داخل السكرتارية 26

وساكسون.ومن الممكن ،على وجه الخصوص ، إبراز أمثلة عبر الصراعات والخصومات بين العاملين الفرنسيين واألنجل

(.وأساس ذلك ، هو 34متعددة للتوترات الحية داخل أقسام المنظمة المختلفة بين زمالء العمل األمريكان والفرنسيين )

حول شئون اليونسكو ، اإلختالفات اللغوية والثقافية والمفاهيمية. وقد نقل السيد ، كينيث هوالند ، مستشار األدارة األمريكية

إلى اإلدارة المذكورة ، وفي مناسبات عديدة ، وفي تقاريره السرية ، عدم الرضا المتنامي لكثير من األمريكان المعينين من

(.35اليونسكو ، وهو يعود إلى شعورهم بأن المدير العام ال يعيرهم اهتماما ويفضل عليهم الفرنسيين العاملين بالمنظمة )

وتبدو اللغة المستخدمة داخل السكرتارية )أي داخل إدارة اليونسكو( هكذا وبدون غموض موجها عظيما للتاثير . 27

الثقافي واإليديولوجي والسياسي. فإذا سيطرت اإلنجليزية أثناء فترة والية جوليان هاكسلي ، فتحت فترة والية توريس

غة التي يستعملها دائما في أحاديثه مع العاملين وفي مالحظاته إنعكس اإلتجاه لصالح الفرنسية ، وهي الل بوديه

ومراساالته ضد اإلنجليزية. وقد الحظ األمريكان وتأسفوا على أن إستخدام المدير العام للفرنسية " غير جوهريا من طابع

صاعدا دورا أكثر أهمية من الماضي " اإلجتماعات ويالحظ مما يجري ، أن العاملين الفرنكوفونيين يلعبون منذ ذلك الحين ف

(. والحظت اإلدارة األمريكية وتذمرت كذلك من قضية أنه تحت والية توريس بوديه كانت المعاييرالكبرى ، ورغم 36)

Page 8: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 216 مجلة كلية اللغات |

أن ذلك غير رسمي ، إلختيار الموظفين مرتبطة بالتمكن من الفرنسية. وردا للمحسوبية التي يرون أن الفرنسيين يستفيدون

، فإن األمريكان يعيبون الوثائق المكتوبة بالفرنسيةمؤكدين بأنها ستكون أقل صرامة وأكثر لفظية من تلك المكتوبة منها

(. 37باإلنجليزية )

.ويالحظ كذلك الصراعات القوية بين الفرنسية واإلنجليزية عند إنجاز أعمال اليونسكو في الواقع. وتتعارض في هذه 28

ألمريكية مع الكي دورسيه ) مقر الخارجية الفرنسية ( في موضوع استعمال اللغة الفرنسية في برامج الصراعات اإلدارة ا

( في الشرق الوسط وترمي هذه البرامج إلى جلب تعليم مدرسي ألطفال الالجئيين الفلسطينيين 38أونوروا ) -التعليم يونسكو

، اهتمت اإلدارة العامة للشئون الثقافية الفرنسية 1952نة في مخيمات لبنان وسوريا واألردن أو في قطاع غزة : ففي س

اهتماما قويا للحفاظ على اللغة الفرنسية " على قدم المساواة التام " في هذا البرنامج مع اللغة اإلنجليزية. وسيتواصل التنافس

(. 39األنوروا )-ج اليونسكواللغوي ، طيلة سنوات متعاقبة ، بين الفرنسية واإلنجليزية في تعليم األطفال لبرنام

Arab States. وينطبق األمر نفسه في موضوع إختيار لغة التعليم في مركز التعليم األساسي للدول العربية ) 29

Fundamental Education Centre, ASFEC ) يكلف السيد جورج 1952حيث أنشأت اليونسكو في مصر عام :

هوده في"التحريض على توظيف أكبر عدد ممكن من األساتذة والمدرسين الفرنسيين " بيدو سفير فرنسا بالقاهرة لبذل ج

(. 40لمنع التقاليد األنغلوفونية السائدة في هذا البلد )

. وأخيرا ، فإن " المشروع الرائد " المتعلق " بالتعليم األساسي" بإشراف اليونسكو على جزيرة هاييتي من عام 30

هو أيضا مناسبة لصراعات حيوية بين اإلنجليزية والفرنسية. وفي إطار هذا المشروع 1950خسينيات إلى بداية ال 1946

المتمركز حول سكان فضاء بائس ومحصور في هاييتي ، فقد ساندت اليونسكو المجهودات اللغوية لتحقيق كتابة إمالئية للغة

أخر كثيرا حتى يندلع الجدال بين الخبراء الفرنسيين والخبراء الكريول الهاييتية وهي لغة محلية قريبة من الفرنسية. وال نت

األمريكيين في كيفية كتابة هذه اللغة ؛ فالبعض يطالب بكتابتها على الطريقة الفرنسية واآلخرون على المثال

استلهام اإلنجليزي.وتتأكد الصراعات كذلك على الخطة التربوية في موضوع المنهج التعليمي أي يعني وضع : هل عليها

الطرق التربوية الفرنسية أو األنجلوساكسونية ؟ وخصوصا ، في أية لغة يكون التعليم ؟ وقد برز ، من خالل النقاشات

-Saint)(.وباعتبار سان دومينيك 41والمعارضات ، صراع سياسي بين تأثير اللغة اإلنجليزية وتأثير اللغة الفرنسية )

Dominique) ، وهي بلد الثقافة الفرنسية 1804وهي مستعمرة فرنسية نالت إستقاللها في عام أكثر حدة من هاييتي ،

1000فيها مهمة ومتجذرة. وتشكل هاييتي ، الواقعة غير بعيد إذا من الواليات المتحدة وقريبا من شوطيء فلوريدا ) حوالي

مكن اغفاله .وعلى مدارسير هذا المشروع ، قلقت كيلومتر من ميامي ( ، بالنسبة للواليات المتحدة رهانا استراتيجيا ال ي

اليونسكو من البعد السياسي لهذه الجداالت ، باإلضافة إلى أن الهاييتيين منقسمون أيضا فيما بينهم حول هذه القضايا . وتشهد

ه الصعوبات. وقد العالقات المضطربة خالل هذه السنين بين اليونسكو والحكومة الهاييتية والسفارة األمريكية بها على هذ

(.42إلى هجر هذا المشروع الشاق.الذي أدى إلى نتائج تافهة ) 1954انتهت اليونسكو نحو

. ومع نهاية هذه السنين التي تقوى خاللها التأثير الفرنسي باليونسكو ، غيرت كل من حكومتي الواليات المتحدة 31

فشلهما في تمييز الثقافة األنجلوساكسونية ، فقد انفكا عن التزامهما لهذه والمملك المتحدة موقفهما من اليونسكو : وللخيبة في

(. ولمالحظتهما أن اليونسكو لم تقدم لهما أية فائدة محسوسة على المستويات السياسية واإلقتصادية 43المنظمة )

كو، تحاول جاهدة من اآلن فصاعدا واإليديولوجية والثقافية ، فإن الواليات المتحدة ، وهي تدافع عن تحديد ميزانية اليونس

في تقليص انتشار عمل هذه المنظمة وفرملة تدخلها المباشر داخل الدول األعضاء ؛ وهو تدخل تدرك الواليات المتحدة اآلن

Page 9: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 217 مجلة كلية اللغات |

وغدا أنه منافسة لبرامجها الخاصة والمشاركة الثنائية مع هذه الدول. وحتى وإن تم إنتخاب األمريكي لوثر ايفانس مديرا

(.44اما بديال عن توريس بوديه فهذا ال يغير من رأي الحكومة األمريكية )ع

. ولقد أدت شخصية توريس بوديه عندئذ ، باإلضافة إلى تطور الشبكات اللغوية والثقافية الفعالة سواء بين العاملين 32

ثير الفرنكوفوني على أرض الواقع ، وظهوره في اليونسكو أو في الدوائر الدبلوماسية ، وفي سنوات قليلة ، إلى إتساع التأ

. 1952سيطرته في لحظة مغادرة توريس بوديه لليونسكو نهاية عام

. بعض التقهقر " للكتلة الالتينية " أمام "الكتلة 1953-1958 األنغلوساكسونية "

بمحاوالت إنعاش التأثير األنجلوساكسوني باليونسكو. 1958إلى 1953. وتتصل الفترة القادمة من 33

. وقد فصل الرجل العملي والمهتم قليال بالشئون الفكرية ، في هذا الموضوع بقوة شخصيته ، وهو المدير العام 34

شديدة مع معاونيه الفرنكوفونيين الذين يشكلون مجوعة متماسكة في الجديد ، والقادم من تكساس لوثر ايفانس ، ولهجته ال

عداوتها له . وهذا ما يذكره الموظف الفرنسي السابق إميل دوالفني في مذكراته عن لوثر ايفانز بطريقة تحقيرية جدا : "

ان يعاني أثناء سنوات رئاسته قصير القامة ، سمين ، ذقن مربع ككلب البلدغ ، نبرة عالية وأحيانا شوارعية ، صوت حاد ، ك

لليونسكو من عقدة النقص التقافية تجاه رجال مثقفين من أمثال جان توماس أو رونيه ماهو.وكان يعوض شعور النقص إلى

(.45عدوانية بانتسابه إلى حضارة فظة نسبيا" )

نيين ، وهو ما يمكن إدراكه بواسطة . وقد برزت " صدمة حضارية " حقيقية بين لوثر ايفانز والموظفين الفرنكوفو35

المراسالت الداخلية باإلضافة إلى التقارير السرية المكتوبة من الفرنكوفونيين. ويشهد إميل دوالفني على المعارضة

الواضحة بين لوثر ايفانز ومساعده الفرنسي جان توماس أثناء اإلجتماعات : " كنا نرتجف في هذه اللحظات من صدمة

(. ويعبر عن ذلك أيضا موظف سابق جيرار بولال ، أ ن ما بين لوثر ايفانز 46هوميمن للعالقات اإلنسانية " )ثقافتين وومف

وتوماس هو معارضة ليس بين مفهومين فقط ، ولكنه من حيث الشخصية أيضا ، بين "جموح التكساسي " للوثر، وللحذر

(. وقد الحظ ممثلو األمم المتحدة انفسهم هذه الهوة : بينت 47) األوروبي النورمالي " لجان توماس )خريج المدرسة العليا(

فيما يتعلق بلوثر ايفانز : اتجاهه في تسمية األشياء بمسمياتها 1958رسالة سرية من السفارة األمريكية بباريس عام

.[ ولدت حقدا وكراهية كبيرين وشخصيته الصلبة العدوانية وفرضيته الوقحة لألشياء " الثقافية " بالمعنى الحقيقي للكلمة ]..

(.48بين األوروبيين في الغرب والجنوب " )

مهما يكن فمع لوثر ايفانز وهو على رأس اليونسكو عودة مؤقتة للغة اإلنجليزية التي تتحقق : يعبر المدير العام .36

عه باإلنجليزية لكل من يريد أن الجديد حصريا بهذه اللغة ويحيط به معاونون أنغلوفون " سيكون من األفضل الحديث م

(. ومنذ ذلك الحين ، أصبح عدم إتقان اإلنجليزية 49يكون مفهوما كما ينبغي ، وهو ما يشير إليه موظف فرنسي سابق )

عائقا حقيقيا يؤدي إلى تهميش األعضاء العاملين الذي ال يتكلمون اإلنجليزية مثلما حدث لروجيه كايواعالم اإلجتماع

العام وكان يتكلم مع -(. حتى أن لوثر ايفانز " يتخلص" من الفرنسي رونيه ماهو الذي كان عندئذ نائب المدير50الفرنسي )

وعينه ممثال لليونسكو باألمم المتحدة ليبعده عن مركز القرار وهو 1955ذلك اإلنجليزية بطالقة : أرسله إلى نيويورك عام

Page 10: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 218 مجلة كلية اللغات |

ة بعدها من "منفاه" الذي يشير إليه ، ارجاع مقر اليونسكو الباريسي إال بعد مقر اليونسكو. ولن يستطيع رونيه ماهو العود

(. 51)1958نهاية رئاسة لوثر ايفانز في عام

. مع ذلك ، وبالرغم من اإلدارة األمريكية لليونسكو ، فإن " الكتلة الالتينية " ظلت مؤثرة كثيرا داخل اليونسكو 37

للفرنسيين من مجموع العاملين. كما أن اللغة الفرنسية والمفاهيم التربوية والثقافية الفرنسية وبالتحديد بفضل األهمية العددية

نجحت في الحفاظ على نفسها في اإلجتماعات المتنوعة والمؤتمرات الدولية التي نظمتها اليونسكو أو كان لها صلة بها.

ع للتأثير الفرنكوفوني لليونسكو ، ومع محاوالت إعادة تتصل ببعض التراج 1958-1953. وأخيرا ، فإذا كانت فترة 38

التأثير األنجلوساكسوني ، فإن هذه الظاهرة تبقى محدودة : لوثر ايفانز، الكتوم تجاه الفرنكوفونية ، لم يقدم مع ذلك أي مفهوم

رة من الفرنكوفيين من أمثال ج ان توماس في السنوات الماضية. جديد للشأن الثقافي لليونسكو ، وهاجم بعنف المفاهيم المطو

لم يترك لوثر إيفانز ، الذي يرى نفسه إداريا وليس مثقفا ، أي اثر ملموس على التوجهات الثقافية لليونسكو.

. تأكيد وتقوية الفرنكوفونية باليونسكو من جديد1958ما بعد .ومن الممكن تفسير ذلك 1970إلى عام 1958تتأكد سيطرة التيار الفرنكوفوني شيئا فشيئا بصورة واضحة من عام .39

بشخصية رؤساء اليونسكو في تلك الفترة من ناحية ، ومن ناحية أخرى باإلرادة السياسية لفرنسا الديغولية على حد سواء ؛

، إلى جانب العمل المضني 1959، وزارة الشئون الثقافية في عا الخامسة واقعيا ، فقد أنشئت ، مع بداية الجمهورية

للشبكات الدبلوماسية في تنمية المكانة واإلشعاع الثقافي لفرنسا في العالم.

ز إنتخاب اإليطالي فيتورينو فيرنوزي 40 ، 1958مديرا عاما لليونسكو في عام (Vittorino Veronese). لقد عز

و المفاهيم " الالتينية "، ذلك أن هذا األخير ، بالرغم من كونه من الناحية السياسية " أطلنطيا " ، فهو قريب إذا التوجه نح

من الواليالت المتحدة ، يتقن الفرنسية أفضل من اإلنجليزية، وهو بذلك يستعمل الفرنسية كثيرا في ممارسة وظيفته ، ويمنح

فينيين . ويستدعى بعد ذلك على الفور السيد رونيه ماهو لمقر اليونسكو بباريس ليجد دوره مكانا أولويا للعاملين الفرنكوفو

الرائد الذي كان يشغله في إدارة اليونسكو. ثم عينه السيد فيرونيزي المدير العام المساعد مع رضا الحكومة الفرنسية الكامل

لمنظمة ، كان رونيه ماهو هو من يدير اليونسكو. وإلنطماسه (. ومن الناحية العملية ، وأثناء فترة رئاسة فيرونيزي ل52)

، تاركا الوكالة 1961وتجاوزه سريعا بسبب ثقل المسئوليات وتعقيدات المنظمة ، يستقيل فيرونيزي من منصبه في عام

.1962(. ثم ينتخب رونيه ماهو مديرا عاما بدوره في السنة التي تليها أي 53لرونيه ماهو لمدة سنة )

1945. وكانت الواليات المتحدة مبدئيا غير موفقة على إنتخاب رونيه ماهو ، وهوأمر ضد اإلتفاق السري لعام 41

(. ومع ذلك ، 54والقانون الضمني القاضيين بأن قادة مقرات األمم المتحدة يجب أال يكونوا من مواطني الدولة المضيفة )

هت الواليات المتحدة والمملكة المتحدة إلى اإلنضمام لترشيح رونيه ماهو. وبغياب مرشح أنجلوساكسوني كفء ، فقد انت

إلى 1933وعلى آية حال ، واعية جدا بقضية أن رونيه ماهو يتقن اإلنجليزية ويعرف إنجلترة جيدا حيث عاش بها من

(.55كملحق ثقافي بلندن ) 1939

منصبه لمدة اثنتي عشرة سنة حيث ينتخب للمرة الثانية في عام . وكان ذلك بداية فترة طويلة لبقاء رونيه ماهو في42

. وليس ذلك ألنه أول مدير عام لفترتين متتاليتين فقط ، بل ألنه أول مدير عام يمضي إلى نهاية فترته األولى ، ذلك 1968

ي فرض تأثير فرنكوفوني أن سابقيه استقالوا قبل نهاية فترتهم. إن وجوده الدائم على رأس اليونسكو يتيح له الفرصة ف

(.56سلطوي ، وهو ما سبب حساسية الحكومتين البريطانية واألمريكية )

Page 11: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 219 مجلة كلية اللغات |

. إن تفوق اللغة والمفاهيم الفرنسية انعكس في أعمال اليونسكو واقعيا ،وخصوصا في دول أفريقيا المتحررة حديثا 43

، عند زيارتها العديد من دول أفريقيا ، اتجاها 1965وانضمت إلى اليونسكو. وهكذا الحظت ممثلة بريطانيا ، في عام

متناميا لدى حكوماتها في التأثر " بالطرق واللغة والنظم اإلدارية الفرنسية " ، وعلى وجه الخصوص في الكاميرون حيث

، كما الحظت تتصارع المملكة المتحدة وفرنسا التأثير في هذا البلد في جزئيه الشرقي األنجلوفوني والغربي الفرنكوفوني

(. في الواقع ، في الدول 57ممثلة المملكة المتحدة أن أعمال اليونسكو تؤدي إلى توسيع التأثير الفرنسي في الجزء الشرقي )

األفريقية والتي كان الكثير منها مستعمرات سابقة لفرنسا أو للمملكة المتحدة ، وحيث نظمت اليونسكو أو دعمت في

ين مشاريع تربوية مهمة ، فإن إختيار لغة التعليم ) اإلنجليزية أو الفرنسية ( لماليين األطفال الستينيات من القرن العشر

األفارقة كان يشكل رهانا عظيما. ولقد نجح رونيه ماهو في فرض إبقاء الفرنسية في أغلبية المدارس العديدة ومدارس

(.58و ) غالبا على نموذج "مدارس المعلمين الفرنسية " ( )المعلمين الذين أنشئوا في أفريقيا تلك السنين وبمساعدة اليونسك

. وانتشرت رهانات أخرى متشابهة في أمريكا الالتينية كذلك ، حيث لوحظ في الستينيات ، وفي إطار مشروع تربوي 44

ن إلعطاء دروس طموح بإشراف اليونسكو على هذه القارة ، منافسة لغوية بين الخبراء األمريكان والفرنسيين المبعوثي

بجامعة سان باولو. يراقب األمريكان والفرنسيون بعضهم بعضا ويتصارعون لفرض لغتهم الخاصة على الطالب ، ومناهج

(.59عملهم وطريقة تفكيرهم بواسطة اللغة ويدفعون اليونسكو إلى تعيين كثير من الخبراء من جنسية بلديهما )

نية والفرنكوفونية كذلك من خالل الندوات والنزاعات فيما يتعلق باختياربعض . وقد انتشر الصراع بين األنجلوفو45

المصطلحات أو ترجمة بعض المفاهيم في عناوين بعض أعمال اليونسكو. وفي الحقيقة ، وباعتبار اإلنجليزية والفرنسية

اليونسكو يجب أن تظهر كذلك باللغتين. لغتين رسميتين لليونسكو ، فيجب أن تظهر الوثائق الرسمية باللغتين ، كما أن خطة

" وبعيدا عن التفاهة ، فقد أخذت بعض قضايا المفردات غالبا أبعادا سياسية . وينطبق هذا على اختيار مصطلح " إعالم "

information " عنوانا ألحد أقسام اليونسكو اإلدارية الجديدة تفضيال على 1965الذي ارتضاه الفرنسيون في عام

الذي يرجع غالبا إلى اإلتصاالت مع الجماهير أي باألحرى إلى المفاهيم األمريكية "communications"مصطلح

، وذلك في إطار تحرير كتاب " اإلتجاهات (. واألمر نفسه يعود إلى منتصف الستينيات ، وتحت رعاية اليونسكو60)

األساسية للبحث في العلوم اإلجتماعية واإلنسانية ، فقد التوترات حول موضوع الترجمة لمصطلح " علوم اإلنسان " في

أو إلى علوم (human sciences)أو علوم إنسانية ( social sciences)اإلنجليزية. هل يترجم إلى " علوم إجتماعية "

؟ ولقضية الترجمة هذه رهانات لمكانة وطنية. وفي الحقيقة ، فإن مصطلح علوم اإلنسان (sciences of man)إلنسان ا

الفرنسي ، وهو أكثر إطراء لفرنسا ، يرجع إلى الفالسفة الفرنسيين التنويريين. ويصر الفرنسيون عندئذ على إدخال

(.61المصطلح الفرنسي ) مصطلح " علوم اإلنسان " اإلنجليزي ألنه منسوخ عن

. وقد أدى الصراع أحيانا بين اإلنجليزية والفرنسية كذلك إلى شل وعرقلة بعض مشاريع اليونسكو. وهذا ما حدث في 46

عندما تقدم الشاعر الفرنسي ايف بونفوا ) ( بمشروع معجم المفاهيم الدولي ) ( وبمساندة الكاتب الفرنسي 1970عام

ن ) ( والمدير العام رونيه ماهو باإلضافة إلى الحكومة الفرنسية التي اغتبطت بأن "حصة الفرنسيين في جان دورميسو

إنجازه ستكون متفوقة " والذي رفض أخيرا بسبب المعارضة األنجلوساكسونية. ويحلل الشاعر الفرنسي المذكور بكل

(.62فريقان وطنيان متنازعان " ) مرارة : " أصبح مشروعي مثل كرة القدم التي يلعب بها

، كانت الواليات المتحدة تقلق شيئا فشيئا من التأثير الفرنسي " الفعال " في اليونسكو المتعلق 1970. وفي عام 47

بالتفوق العددي للعاملين الفرنسيين المضاد لألنجلوساكسون. وفي الواقع ، وصل عدد العاملين الفرنسيين باليونسكو منذ ذلك

، وبواسطة امتياز عددي 1970(. وفي عام 63الحين لحوالي الضعف في النصاب النظري المسموح به للفرنسيين )

Page 12: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 220 مجلة كلية اللغات |

واضح للعاملين وتأثير مفاهيمي قوي ، على حد سواء ، على توجه وقيام األعمال باليونسكو يتأكد التأثير العظيم للمجال

الفرنكوفوني داخل هذه المنظمة.

اخلالصةفي التجمعات 1970و 1945تبدو الصراعات اللغوية بين اإلنجليزية والفرنسية حاضرة في اليونسكو ما بين وهكذا

واإلجتماعات واإلدارة وكتابة النصوص والتقارير والمقاالت والمنشورات وفي األعمال الملموسة على أرض الواقع.

ير مضامين ثقافية وسياسية واقتصادية. كما أن رهانها باإلضافة لذلك ، وبغض النظر عن البعد اللغوي ، فلمعارك التأث

بواسطة الدور 1970و 1945الرمزي مهم جدا. و يمكن تفسيرالتأكيد المتنامي للمجال الفرنكوفوني في اليونسكو ما بين

وية الفردي للشخصيات التي كانت على رأس هذه المؤسسة ) توريس بوديه ورونيه ماهو تحديدا ( ، واألهمية والحي

لشبكات المثقفين الفرنسيين المحيطة باليونسكو والعمل اإلرادي لألوساط الدبلوماسية والسياسية. وسيتواصل التفوق للغة

والتأثير الفرنسيين باليونسكو في السنوات القادمة ، كما ستكون هذه الظاهرة إحدى العوامل التي أدت إلى إنسحاب الواليات

. 1985-1984ن اليونسكو في عامي المتحدة والمملكة المتحدة م

..................................................................................................

اهلوامش

1. Archives de l’Unesco, x 07.21 (44) : « Délégation de la France » ; Roger Caillois, « In

memoriam : René Maheu », décembre 1975,p.10-11.

.11-10، ص. 1975أرشيف اليونسكو ، " وفد فرنسا " ، ديسمبر

2. Archives de l’ONU, RAG2 /76, box 10 : lettre de D. Osborne à H. Laugier,25 nov.1946 :

rapport préliminaire sur la première conférence générale de l’Unesco.

: تقرير مبدئي حول المؤتمر األول العام لليونسكو. 1946نوفبر ، 25أرشيف األمم المتحدة ،

3. Archives de l’Unesco, Unesco and economic development, an adress by Walter H.C.

Laves, 10 juin 1953, p. 4 : “ new markets overseas and opportunities for investments “.

. 1953 10أرشيف اليونسكو ، اليونسكو والنمو اإلقتصادي ،

4. Archives diplomatiques françaises, NUOI, carton 355 : note confidentielle du 22 novembre

1946.

.1946نوفمبر 22األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ،

5. Ronald W. Clark, The Huxleys, London, Heinemann 1968, p. 313.

Page 13: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 221 مجلة كلية اللغات |

6. Archives de l’ONU, RAG 2/76, box 10 : rapport confidential de Dorothy Osborne à L.

Gros, 13 déc. 1946, p. 1-2.

ارشيف األمم المتحدة ، تقرير سري من دوروثيه إلى غروس.

7. Archives diplomatiques françaises, site de Nantes, carton 117 : « La deuxième session du

conseil exécutif et le role de la France à l’Unesco » , 3 aout 1947, p. 5-6.

.1947أغسطس 3األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ، الدورة الثانية للمجلس التنفيذي ودور فرنسا في اليونسكو ،

8. Archives diplomatiques françaises, NUOI carton 355 : note du ministère des Affaires

étrangères, 21 décembre 1946 ; Julian Huxley, Memories II, New York, Harper and Row

publishers, 1973, p. 17-18.

.1973ديسمبر 21رجية ، األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ، ملحوظة وزارة الشئون الخا

9. Archives de l’Unesco, dossier biographique de Jean Thomas.

أرشيف اليونسكو ، الملف الشخصي لجان توماس.

10. Emile Delavenay, « Mes souvenirs de J. Thomas : tradition 1948, p. 56-62.

.1948ذكرياتي عن جان توماس ،

11. FR, NUOI carton 333 : note du 3 aout 1947 ; Julian Huxley, Memories II, op.cit., p. 44.

12. Archives diplomatiques fravçaises, site de Nantes, cartron 117 : « La deuxième session

… »,doc. Cité, p. 13-15.

األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ، الدورة الثانية ..............

13. Archives diplomatiques américaines, Decimal file, RG 59, entry CDF 1945-49, box 2242 :

lettre de J. Huxley à Walter Laves, 22 sept. 1947.

.1947سبتمبر 22األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

14. Archives diplomatiques françaises, site de Nantes, carton 117 : « La deuxième session

… », doc.cité, p. 10, 12, 16-17.

األرشيف الدبلوماسي الفرنسي

15. Le Figaro, 5 mars 1948, p. 1 et 6 : « La France à l’Unesco », par André Siegfried.

، أندريه سهغفريد : فرنسا واليونسكو 1948مارس 5الفيغارو ،

16.José Luis Martinez, Semblanzas de Académicos , ediciones del centenario de la academia

mexicana, México, 1975, 313 p., article sur Torres Bodet ; Seth Spaulding et Lin Lin,

Historical Dictionary of the UNESCO, The Scarecrow Press, Inc., Lanham, Md., and London,

1997, p. 48 ; Courrier de l’Unesco, décembre 1948, p. 2 : « En deux ans, 1 200 000 Méxicains

apprirent à lire. Biographie de M. Torres Bodet ».

17. Archives de l’Uesco, DG / 161, 7 janvier 1952, p. 11 ; PER / ST/ 8 , p. 2.

1952ينلير 7أرشيف اليونسكو ،

Page 14: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 222 مجلة كلية اللغات |

18. Lien-Link (bulletin des anciens fonctionnaires de l’Unesco), no 80 : « Jaime Torres Bodet.

Thougts on the one-hundredth anniversary of his birth » , par Alfredo Picasso de Oyague.

. 80نشرة الموظفين السابقين باليونسكو ، رقم

19. Mirèse Akar, “Portrait : DG de l’Unesco, René Maheu », L’Orient-Le Jour, no 83, 6-12

janvier 1973, p. 13-15.

20. Archives diplomatiques françaises, Cabinet du ministre : cartons 38 (G.Bidault et 114

(R.Schuman).

. 38األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ، صندوق رقم

21. Interview de Claude Levy-Stauss par Chloé Maurel, 17 janvier 2003.

. 2003يناير 17ليفي شتراوس ، -مقابلة مع كلود

22. Claude Levy-Strauss et Didier Eribon, De près et de loin, suivi d’un entretien inédit,

« Deux ans apès », éditions Odile Jacob, 1990, p. 90.

23. Archives diplomatiques américaines, Decimal file, RG 59, entry CDF 1945-49, box 2254 :

rapport confidentiel d’Arthur Comton à G.V. Allen sur la conférence générale de 1948, p. 2.

1948األرشيف الدبلوماسي األمريكي

24. Archives diplomatiques britanniques, FO 371/88915 : mémorandum de Paul Matthews au

Foreign Office, 26 janvier 1950, intitulé « Unesco », p. 5. « The DG himself considers

himself French in sympathy ».

1950يناير 26األرشيف الدبلوماسي البريطاني ،

25. Archives diplomatiques américaines, Decimal file : 398.43. RG 59. Department of state ,

1950-54, box 1600, lettre confidentiel de K. Holland à Ch. Thomson, 16 janvier 1950, sur les

activités de l’Unesco.

، نشاطات اليونسكو. 1950يناير 16األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

26. Le Journal d’Egypte : 4 déc. 1948, 1er

déc.1948, 29 nov. 1948, articles de Maurice Perrier.

27. Archives diplomatiques américaines, box 1566 : rapport confidentiel de l’ambassade

américaine à Beyrouth au département d’Etat, 21 oc. 1958.

. 1958أكتوبر 21األرشيف الدبلوماسي األمريكي

28.Après l’effondrement en 1918 de l’Empire Ottoman auquel il était soumis, le Liban a été

confié à la France comme mandat de la Société des Nations de 1923 à 1944.

1923، سلم لبنان تحت الوصاية الفرنسية برعاية هيئة األمم ما بين 1918بعد تفتت اإلمبراطورية العثمانية في عام

. 1944و

29. Archives diplomatiques françaises, NUOI 1946-1959, carton no 333 : télégramme de M.

Baudet au ministre des Affaires étrangères, 14 juin 1951.

Page 15: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 223 مجلة كلية اللغات |

.1951يونية 14األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ،

30. Archives diplomatiques américaines, Decimal file, RG 59, entry CDF 1945-49, box 2243 :

lettre confidentielle de W. Benton au Secrétaire d’état, 22 sept. 1947.

. 1947سبتمبر 22األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

31. Archives diplomatiques françaises, NUOI carton 355, GL/AL, 15 décembre 1949,

direction générale des relations culturelles, service de l’Unesco : note confidentielle pour le

secrétaire général.

.1949ديسمبر 15األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ،

32. Archives diplomatiques américaines , box 1601 : rapport confidentiel de K. Holland, 15

mars 1950 ; « the main bulwark of American interest in the organisation. »

.1950مارس 15األرشيف الدبلوماسي األمريكي

33. SC/ADM/12, cf. Gail Archibald, Les Etats-Unis et l’Unesco, 1944-1963, Paris,

Publications de la Sorbonne, 1993, p. 170.

34. E. Delavenay, op. cit., p. 345 : Peter Lengyel, International Social Sience : the Unesco

experience, Transaction Books, New Brunswick, USA, et Oxford, 1986, p. 17 ; M. Prévot,

L’ile des Uneskimos, Mémoires d’un ancien fonctionnaire de l’Unesco, 1949-1983, janvier

1996, dactylographié, non publié, conservé aux archives de l’Unesco, p. 145.

35. Archives diplomatiques américaines, decimal file : 398-43. RG 59. Department of state,

1950-54, box 1600 : rapport confidentiel de K. Holland à Ch. Thomson, 6 janvier 1950.

.1950يناير 6األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

36. Archives diplomatiques américaines, Decimal file, RG 59, entry CDF1945-49, box 2254 :

rapport confidential de K. Holland à Ch. Thomas, 21 janv. 1949.

.1950يناير 21األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

37. Archives diplomatiques américaines, Decimal file : 398.43. RG 59. Department of state,

1950-54, box 1600 : télégramme confidentielde K. Holland au département d’Etat, 27

janv.1950.

.1950يناير 27األرشيف الدبلوماسي األمريكي ،

38. United Nations Relief and Works Agency for Palestine Refugees in the Near East

(UNRWA) : agence des Nations Unies mise en place en 1948 pour fournir de l’aide

educative, des soins médicaux, des services matériels et sociaux et de l’aide humanitaire

d’urgence aux réfugiés palestiniens.

39. Archives de l’Unesco, 37 : 362.92 (5-011) « -66 » , IV : mémo de R. Maheu à McCune,26

juill.1961.

Page 16: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 224 مجلة كلية اللغات |

.1961يولية 26أرشيف اليونسكو ،

40. Archives diplomatiques françaises, Relations culturelles 1951-52. Œuvres diverses.

Carton no 242 : lettre du ministre des affaires étrangères au résident général de France en

Tunisie, 20 nov. 1952.

.1952نوفمبر 20األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ،

41. L’expérience-témoin d’Haiti, première phase. 1947-1949, Paris, Unesco, 1952 ; et 375

(729-4) A 61, XIX : lettre de McConnell à Adiseshiah, 27 mai 1952 ; lettre de M.Adiseshiah à

Wakefield, 10 avril 1952 ; 375 (729-4) A61, XX : lettre d’A. Lestage au directeur du

département de l’éducation, 2 juin 1953 ; et interview d’André Lestage par Chloé Maurel, 24

février 2003.

42. Archives de l’Unesco, 375 (729-4) A61, XXI : lettre de L. Bernot à A. Lestage, 6 fév.

1954.

.1954فبراير 6أرشيف اليونسكو ،

43. Elhem Chtini, La Grande-Bretagne et l’Unesco, 1942-1957, 12 ans de relations entre une

institution des Nations-Unies et une puissance fondatrice, thèse de doctorat d’histoire, janvier

1997, université Paris1, dir. R. Girault, p. 687-688, 138-139, 258-259.

.1997، يناير 1957-1942ونسكو رسالة دكتوراه في التاريخ عن العالقات بين بريطانيا والي

44. G. Archibald, op. cit., p. 156.

45. Emile Delavenay, Témoignage. D’un village savoyard au village mondial, 1905-1991,

Edisud, La Calade, Aix-en-Province, 1992, p. 373.

46. Emile Delavenay, « Mes souvenirs de J. Thomas » , article cité.

47. Gérard Bolla, « Luther H. Evans, librarian et directeur général », in Lien-Link no 82.

48. Archives diplomatiques américaines, box 1566 : lettre cxonfidentielle de l’ambassade

américaine à Paris au département d’Etat, 15 octobre 1958, 8 p. 3 : « His tendency to call a

spade, his rough and ready cantakerousness, his presumed disrespect for things ‘ cultural with

a capital C and his declared preoccupation with needs of underdeveloped areas have produced

considerable resentment and dislike among Western and Southern Europpeans.”

49. E. Delavenay, op. cit.,p. 373.

50. Odile Felgine, Roger Caillois, raison et verthges : un home dans son siècle, thèse de

littérature, Paris IV, 1993, p. 366.

51. E. Delavenay, op. cit., p. 395.

52. E. Delavenay, op. cit., p. 395 ; Archives diplomatiques françaises, NUOI carton 835, note

du 16 septembre 1959.

Page 17: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 225 مجلة كلية اللغات |

53. Institut Luigi Sturso (Rome), archives privées de V. Veronese, carton23 M : cmmuniqué

de presse n° 2159, Paris, 2 nov. 1961 : démission du directeur général de l’Unesco ; et deux

lettres de Veronese au président du conseil exécutif, Mohamed Awad ( l’une publique, l’autre

confidentielle ), 14 oct. 1961.

.1961نوفمبر 2معهد لويدجي ستورزو

54. Archives diplomatiques américaines, Decimal file, RG 59, entry CDF 1960-63, box 829 :

lt. Confid. De Kellermann au département d’Etat, 20 juill. 1960 ; box 823 : mémorandum de

conversation entre Maheu et Harlan Cleveland, 5 juill. 1961, p. 1 ; lt. Confidentielle de John

H. Morrow au département d’Etat, 18 juill. 1961, hntitulée « Who is running Unesco ? » ;

OHRO, interview de Luther Evans, p. 319 et 699 ; EU, box 825 : memorandum de Donald B.

Eddy à Hefner, 31 mai 1962, 4 p., p. 2-3.

55. Archives diplomatiques britanniques, PREM 11/5185 : record of meeting with Prime

Ministre, 10 avril 1964 : note confidentielle intitulée : R. Maheu.

.1964أبريل 10األرشيف الدبلوماسي البريطاني ،

56. Archives diplomatiques britanniques, OD 24/15 ; fonds Benton à H. Cleveland et L.

Battle, 21 oct.

.1963 أكتوبر 21األرشيف الدبلوماسي البريطاني ،

Archives diplomatiques françaises, site de Nantes, carton 6, lettre de Jean Fernand Laurent à

la DGACT, 21 juill. 1967 ; lettre de Jean-Fernand Laurent au ministre des affaires étrangères,

24 oct. 1967.

57. Archives diplomatiques britanniques, OD24/041 : rapport de Mary Smieton, juillet 1965,

p. 8-9.

.1965األرشيف الدبلوماسي البريطاني يولية

58. Archives diplomatiques américaines, subject numeric file, 1970-73, special organisations,

box 3225 : airgram de Watson au département d’Etat, 13 mai 1971, p. 6-7 ; FR, Nantes ,

carton 57 : lettre d’H. Costilhes à R.Schuman, 6 mars 1971 ; X 07-83 Maheu, IV : note sur la

coopération entre l’Unesco et la Syrie, 11 janv. 1967, p. 10-11 ; VI : note sur la coopération

entre l’Unesco et la Tunisie, 2 oct. 1974 ; aide-mémoire sur les entretiens qui ont eu lieu entre

les autorités algériennes et le DG de l’Unesco, 3 janv.-5 fév. 1973, p. 2 ; Iia : instructions

données par l& DG durant sa visite à Alger ; EU, box 3225 : airgram de Blake au département

d’Etat, p. 1-3.

. 1973فبراير 5-يناير 3يف الدبلوماسي األمريكي ، األرش

Page 18: Rivalités linguistiques et efforts de promotion du ...lan1.uot.edu.ly/upload/1543011137-a5cbf.pdfكايروم اوسنارفو)Frédéric Joliot-Curie( هيروك ويلوج كيريديرف

حممد عثمان بن بركة

2018رسبتمب 18العدد 226 مجلة كلية اللغات |

59. Archives de l’Unesco, 372 (8) Mpo1 A 63 (81), III : brochure « CRPE, 3e cours de

spécialistes en éducation pour l’Amérique latine, projet majeur n° 1 de l’Unesco, 15 mars-10

déc. 1960 ».

.1960ديسمبر 10-مارس 15، أرشيف اليونسكو

60. Archives de l’Unesco, X o7 A 120/197 UNSA : observation et commentaires du

gouvernement français sur l’avant-projet de programme et de budget 1965-66, 17 déc.1963, p.

8-10.

.1963ديسمبر 17أرشيف اليونسكو ،

61. Archives de l’Unesco, 3 A 54/53, « Tendances principales de la recherche dans les

sciences sociales et humaines » IV : mémo de Julian Hochfeld à Elmandjra, 14 janv. 1966 ;

lettre de M. Elmandjra à J. Hochfeld, 19 janv. 1966.

.1966يناير 19أرشيف اليونسكو

62. Interview d’Yves Bonnefoy par Chloé Maurel, 16 mars 2004 ; Archives diplomatiques

françaises, site de Nantes, carton 104 : lettre de Jean Fernand Laurent au ministre des affaires

étrangères, 6 janv. 1970.

1970يناير 6مقابلة مع ايف بونفوا ،

63. Archives diplomatiques américaines, Subject numeric file, 1970-72, special organisations,

box 3225 : airgram de l’ambassade américaine de Paris au département d’Etat, 24 décembre

1970, p. 44.

. 1970ديسمبر 24األرشيف الدبلوماسي االمريكي ،

64. Archives diplomatiques françaises, cabinet du ministre, Couve de Murville, 180, lettre de

M. Couve de Murville à X. Deniau, 25 mai 1968.

1968مايو 25األرشيف الدبلوماسي الفرنسي ،