ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file]...

66
[ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﳏﺎﺿﺮﺗﺎﻥ ﺍﶈﻨﺔ.. ﺍﻟﺼﺪﺭ ﺑﺎﻗﺮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ] 1 | Page ( www.armeea.com )

Transcript of ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file]...

Page 1: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

1 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

Page 2: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

2 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

حماضرتان حول املفهوم القرآين عن احملنة ألقامها مساحـة سـيدنا

قدس " السيد حممد باقر الصدراألستاذ الشهيد آية اهللا العظمى .مفجر الثورة اإلسالمية يف العراق " سره

Page 3: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

3 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

بسم اهللا الرمحن الرحيم فما أعظم احملنة بعدك أيها الشهيد ) احملنة ( إن كان احلديث عن

!!ر الصد !!ما أعظم البؤس والشقاء !!ما أعظم اليتم والضياع

!!بعدك أيها القائد الشهيد ما أقسى يد الزمان والقدر اليت اختطفتك من شـعبك وأمتـك

! .وأنت يف بداية الطريق أهال لوجود كتال ، ال ، بل ما أشقانا حنن وما أسوأ حظنا ، إذ مل

ىل لك الشهادة ورفعك إليه صرح شامخ مثلك فينا ، فقدر اهللا تعا ! ، وما كان لنا بعدك غري اليتم والضياع

لطف اهللا علينا ذه الدولة اإلسالمية اليت يرفـع رايتـها الولو

نطفأال) مد اهللا يف عمره الشريف ( القائد العظيم اإلمام اخلميين ! يف نفوسنا آخر بصيص من نور األمل بعدك أيها الشهيد الغايل

قبل مخسة عشر عاما ومل تكن ختطر ببالنا ) احملنة ( ا عن حتدثت لن !حمنة مثلما اصطدمنا ا بعد فراقك

Page 4: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

4 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أجل كنا نفكر يف كل شيء عدا حمنة هذا التيه وهـذا الضـياع !!الرهيب

نتنازع وخنتلف داخل " (( كنا نستمع إليك وأنت حتذّرنا من أن ، )) ء مهـدد بالفنـا إطـار معرض خلطر التمزق ، داخل إطار

إىل مىت حنن نعيش املعركة داخل إطار حيكم : (( وتصرح لنا قائال ! أو يواجه خطر الفناء يوما بعد يوم ! عليه بالفناء يوما بعد يوم

وال نفكر يف أن نتناسى مصـاحلنا ! ؟ وال نفكر يف نفس اإلطار كنا نسمع هذا وأمثاله من )) . الصغرية يف سبيل املصلحة الكبرية

أحوج إىل نصـيحتك ريف ، ومل نكن نقّدر أننا سنكون فمك الشهذه بعد استشهادك ، حيث بلغت املعركة داخل اإلطار بعـدك ذروا ، وصرنا أحوج ما نكون إىل هذه النصيحة اليت أعلنتـها

. قبل مخسه عشر عاماً أجل لقد حان وقت اإلصـغاء إىل نصـائح قائـدنا الشـهيد

بناء ، خط االحتـاد والتضـحية واالستمرار على خطه الرسايل الاهللا شـاء إنوهذا ما نأمل حتققه بيننا بأفضل ما يكون . واإليثار

. تعاىل وهاتان حماضرتان من أهم احملاضرات التوجيهية اليت كان يلقيهـا

بني حني وآخر علـى طـالب ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( مساحته

Page 5: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

5 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

ة إىل تربيتـهم باإلضاف –مدرسته لريبيهم تربية رسالية صحيحة إميانا منه بأن التربية العلمية علـى صـعيد الفقـه و –العلمية

ألن مطالـب الفقـه (( األصول ال تكفي ألبناء احلوزة العلمية واألصول متأل عقل اإلنسان ولكنها ال متأل ضـمريه ، ال متـأل وجدانه ، فسوف ميتلئ عقله علما لكن ضمريه ووجدانه قد يبقى

..))فارغاً يف هاتني احملاضرتني ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( حتدث الشهيد وقد

، وكان احملرك األساس لذلك ) املفهوم القرآين عن احملنة ( حول هي احملنة الكبرية اليت كنا نعيشها تلك األيام يف ظـل حكومـة البعث الغامشة وكانت قد أشغلت األفكار واملشـاعر وأورثـت

ين ، وهي حمنة التسـفري الـذي القلق واالضطراب لدى الكثريقامت به سلطات البعث يف العراق ، حيث حاولت إخراج قطاع كبري جداً من سكنة العراق حبجة أم ال حيملون اجلنسية العراقية

. وقد مشل هذا احلكم أكثر أبنـاء احلـوزة العلميـة يف النجـف األشرف ، وكان هذا يشكل خطر التمزق وااليار على كيـان

. ة العلمية وبالتايل على املرجعية الدينية العليا احلوز

Page 6: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

6 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

ا وأن املرجعية الدينية كانت قد واجهت ذاك احلـني خطـرا مكعظيماً آخر من جراء املواقف العدائية السـافرة الـيت اختـذا

السيد حمسـن ( حكومة البعث الظاملة جتاه املرجع الديين األعلى ، يف قضـايا وأحـداث ) قدس اهللا نفسه –الطباطبائي احلكيم

سجلها التاريخ عارا وشنارا يف وجه هذا احلزب العميل وسلطته . الغامشة

املفهـوم ( وإليك إملامة سريعة مبا جاء يف هاتني احملاضرتني حول ) : القرآين عن احملنة

بتقسيم جوانـب احملنـة ) رضوان اهللا عليه ( بدأ السيد الشهيد : بصورة عامة إىل

وهي جمموعة الظروف واملالبسات : ضوعي اجلانب املو .1 . والعوامل اخلارجية اليت تؤدي إىل تكوين احملنة

وهو دور اإلنسان املمتحن وموقفه إزاء : اجلانب الذايت .2 . احملنة قبل وقوعها وبعد وقوعها

وقد ترك احلديث عن اجلانب املوضـوعي للمحنـة يف هـاتني ب الـذايت وشـرحه احملاضرتني ، وصب جهده يف توضيح اجلان

: وتفصيله ، فقّسمه إىل

Page 7: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

7 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

موقف اإلنسان املمتحن ومستواه الشعوري إزاء احملنـة . أ . بعد وقوعها

. دوره اإلجيايب يف تكوين هذه احملنة قبل وقوعها . بوقد خص احلديث يف احملاضرة األوىل باألمر األول من اجلانـب

إزاء الذايت ، أعين موقف اإلنسان املمتحن ومستواه الشـعوري احملنة بعد وقوعها ، ووضح لنا خالل ذلك أن شـعور اإلنسـان

يكون شعوراً شخصياً حمدوداً ال يتعدى : املمتحن جتاه حمنته تارة . حدود مصاحله اخلاصة

يكون شعوراً إقليميا أو طائفياً ال يتعدى حدود مصـاحل : وأخرى . اإلقليم أو الطائفة أو الوطن

ميا وسيعا حيمل هم الرسالة اإلسالمية يكون شعورا إسال: وثالثة . العظمى

والعرب ، وأكد بعد األكرادومثّل لنا يف ذلك مبحنة الصراع بني ذلك على أن شعورنا جتاه حمنة الطرد والتشريد البد وأن يتجاوز اإلطار الضيق ويبلغ مستوى الشعور باملسؤولية جتـاه الرسـالة

م بسبب الضربات اليت بـدأ اإلسالمية اليت واجهت اخلطر العظيأعداء اإلسالم يوجهوا على كيان احلوزة العلميـة يف النجـف

. األشرف

Page 8: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

8 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

بذكر أمهية كيان املرجعية ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( ومن هنا بدأ هذا الكيان الذي بذل يف سبيله من (( الدينية يف احلوزات العلمية

ة عليهم الصالة من أصحاب األئم. جهود سلفنا الصالح الطاهر والسالم ، ومن أجيال الفقهاء بعد ذلك جيال بعد جيل ، بذل يف سبيل هذا الكيان ، ودعمه وتطويره ، وتنميته ، وجعله مشـعال لإلسالم يف كل أرجاء العامل اإلسالمي ، بذل يف سبيل ذلك مـن الدم الطاهر ، والوقت الطاهر ، والعمر الطاهر ، ما امـتأل بـه

)) . الطاهر تاريخ سلفنا ) . رمحـه اهللا ( ذا الصدد إىل استشهاد الشـهيد األول وأشار

يف هـذا ) رمحه اهللا (وإىل احملن اليت تعرض هلا حممد بن أيب عمري . السبيل

كما استعرض موجزا من تاريخ احلوزة العلمية واملراحـل الـيت : مرت ا ، وهي

. بني الناس مرحلة االتصال الفردي بني املرجع الديين و .1 . مرحلة اجلهاز املرجعي .2 . مرحلة التمركز واالستقطاب .3 .مرحلة قيادة األمة يف صراعها مع الكافر .4

Page 9: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

9 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

على أن الشـعور باملسـؤولية ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( مثّ أكد : جتاه احملنة البد وأن يشتمل على مظاهر وخواص أمهها ةيالرساليت متس الرسالة إمنا هـي فان احملنة ال: الشمول والعموم .1

. حمنة اجلميع وإن مل تواجه اجلميع وجهاً لوجه . عدم االيار جتاه احملنة .2حماسبة النفس ، ووضعها موضع االمتحان و االختبـار .3

. بصورة مستمرة دائمة وأما احملاضرة الثانية ، فقد خص احلديث فيها باألمر الثاين مـن

الدور اإلجيايب الذي يلعبه اإلنسان اجلانب الذايت من احملنة ، أعينوذكر يف هذا الصـدد . املمتحن يف تكون حمنته قبل وقوع احملنة

أن منطلق املصيبة واحملنة هي األرضية النفسية غري الصاحلة الـيت يعيشها اإلنسان طيلة حياته قبل وقوع احملنـة ، وحلّـل هـذه

: األرضية النفسية إىل عاملني أساسيني هو عدم الشعور التفصيلي باالرتباط باهللا سبحانه : ول العامل األ

. وتعاىل هي النزعة األخالقية غري الصاحلة اليت تسـبق : و العامل اآلخر

. احملنة

Page 10: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

10 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

بالعامل األول مرور شرح ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( ومير الشهيد ويؤكـد علـى ) يوسف بن تاشفني ( وتفصيل ، يذكر فيه حمنة

مث يعرج . ر التفصيلي باالتصال باهللا تبارك وتعاىل ضرورة الشعوإىل العامل اآلخر ليؤكد على أن العمل الرسايل الصحيح ال بد له مسبقاً من نزعة أخالقية صاحلة ، وهذه النزعة األخالقية الصاحلة

: تشتمل على مظاهر أساسية البد من حتصيلها ، وهي ة يف سـبيل روح التضحية واإليثار باملصلحة الشخصـي .1

. املصاحل العامة . نزعة التجديد يف أساليب العمل .2استخدام العقلية االجتماعيـة فيمـا يـرتبط بالعمـل .3

. االجتماعي عن احملنة يف هـاتني ) رضوان اهللا تعاىل عليه ( وذا خيتم حديثه

. احملاضرتني القيمتني

ل هـاتني البد يل من اإلشارة إىل أنين قد التزمت يف نق: وأخريا قدس اهللا روحـه ( احملاضرتني بذكر نص عبارات استأذنا الشهيد

وال . عن طريق ما حصلت عليه من التسجيل الصـويت ) الزكية : يوجد يف ذلك تصرف مين إالّ يف حدود ما يلي

Page 11: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

11 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

. إضافات هامشية بسيطة .1 . إضافة عناوين مناسبة لكل موضوع .2 . وضع عالمات الترقيم املناسبة .3ت لفظية بسيطة جداً يف حـدود تغـيري بعـض تعديال .4

. احلروف ، أو حذف كلمة مكررة ، أو حنو ذلك وأسأل اهللا تعاىل أن جيعل ذلك خالصاً لوجهه وأداًء جلـزء مـن

) . رضوان اهللا تعاىل عليه ( حقوق أستاذنا الشهيد . كما وأسأله التوفيق إلحياء غري هذا من آثاره القيمة

إنه ويل التوفيق هـ 1404/صفر/16

علي أكرب حائري

Page 12: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

12 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

المحاضرة األولى يوم السادس والعشرين من شهر

الهجرية 1389صفر من سنة

Page 13: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

13 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم ، بسـم اهللا الـرمحن الـرحيم ، . وأفضل الصلوات على سيد اخللق وآله الطيبني الطاهرين

:احملنةحتليل جوانب و .. جانب موضـوعي : سان املسلم هلا جانبان أي حمنة متر باإلن

..جانب ذايت ، أقصـد بـه جمموعـة الظـروف اجلانب املوضوعي §

واملالبسات و العوامل اخلارجية اليت أدت إىل تكوين هذه احملنـة ووضعها بني يدي هذا اإلنسان املمـتحن ، أو هـذه اجلماعـة

. املمتحنة هـذا اإلنسـان من احملنة أقصد به دور و اجلانب الذايت §

. املمتحن وموقفه من احملنة بعد وقوعها ، وقبل وقوعها : فهناك يف اجلانب الذايت أمران

موقف اإلنسان املمتحن ومستواه الشعوري ، والنفسي : أحدمها . احملنة بعد وقوعها إزاء، واإلدراكي هو دوره اإلجيايب يف تكوين هذه احملنة قبل وقوعها : واألمر اآلخر

القدر الذي ساهم فيه عن قصد أو ال عن قصد ، عن خبث أو ، . عن حسن نية ، يف تكوين هذه احملنة اليت يواجهها

Page 14: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

14 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

.. وهلذا ، حيث أن كل حمنة هلا جانبها املوضوعي وجانبها الذايت باإلضـافة إىل الـتفكري يف اجلانـب –فال بد للممتحنني مجيعاً

عن تلك احملنة املسئولةهات املوضوعي الذي تتوىل التفكري فيه اجليف اجلانب الذايت من احملنة أيضا ، أن يعيشوا احملنـة أن يفكروا –

كعملية تطهري ألنفسهم ، وتزكية ألرواحهم ، وتصـميم علـى التوبة من التقصريات املتراكمة املتالحقة اليت عاشوها عرب حيام

كل واحـد العملية والعلمية ، هذه التقصريات اليت قد ال يحس بحدا ، لكنها حينما تتراكم تتحـول إىل فتنـة تأكـل منها على

األخضر واليابس ، تأكل من ساهم ومن مل يساهم ، تأكـل مـن . قصر ومن مل يقصر ، تأكل احلسني سالم اهللا عليه

أليست تلك التقصريات املتراكمة اليت عاشها املسلمون منـذ أن يف احملـراب ، يف سـبيل سقط اإلمام علي عليه السالم صـريعاً

الدفاع عن املسلمني ، التقصريات املتراكمة اليت عاشتها الكثـرة الكاثرة من املسلمني ، أمل تأكل الفتنة اليت متخضت عـن تلـك

؟ حىت احلسـني نفسـه ) ع(التقصريات كل الناس حىت احلسني الناس وأبعد النـاس عـن ىأصفأكلته الفتنة بالرغم من أنه كان

إذن فدرس هذا اجلانب الذايت واختبار . قول أو عمل التقصري يف –واختبار مشاعرنا جتـاه احملنـة –وحنن نواجه حمنة –نفوسنا

Page 15: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

15 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

واختبار مشاعرنا جتاه احملنة بعد وقوعهـا ، واختبـار أعمالنـا هذا االختبار عمل ضـروري .. التمهيدية اليت مهدت هلذه احملنة ب أن ال ننشـغل بـاألمل أو جي. آين جيب أن ال يشغلنا عن األمل

وحنـن . باالنفعاالت العاطفية عن حساب مرير من هذا القبيـل كيف ميكن أن نترقب فرجاً من اهللا ، أن نترقب رمحة من اهللا تعاىل إذا كنا ال نتفاعل مع النذُر اليت يريد اهللا تبارك وتعاىل أن مييز فيها

أبواب التوبة مـن ا أن يفتح أمامنا ديويراخلبيث من الطيب ، . جديد وأبواب التطهري من جديد

إذا شئنا أن نرجوا من اهللا تعاىل رجاء حقيقياً أن نرجوا منه الرمحة فـأول .. واإلمداد والعون على الصرب والثبات ومواصلة اخلط

شروط ذلك أن نتجاوب مع هذه النذُر ونعيش مع اهللا لنقرأ مـن . قدمنا و ما أخرنا جديد صفحات حياتنا وأعمالنا وما

: مشاعرنا تجاه المحنة نبـدأ بـاألمر –أعين إىل ما قدمنا –وقبل أن نرجع إىل الوراء

البد قبل كل شيء أن ننظّـف . األول ، أي مبشاعرنا جتاه احملنة هذه املشاعر وأن جنعل مشاعرنا جتاه احملنة ، مشـاعر صـحيحة

ـ الغرية علـى مصـاحلنا إسالمية تنبض بالغرية على اإلسالم ال ب

Page 16: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

16 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

اخلاصة ، بالغرية على الوجود الكلي هلذا الكيان ال بالغرية علـى هذا الوجود وهذا الوجود وهذا الوجود ، ألننا ما مل ننظف هـذا الشعور وحنن يف غمرة االمتحان القاسي املرير ، ما مل نستطع على اد أقل تقدير أن ننتصر يف معركة تغيري هذا الشعور ويف معركة إجي

شعور نظيف جتاه هذا االمتحان ، ما مل نستطع أن نغير هذا القدر أنفسنا ككل ؟ وكيف نبينكيف نطمح أن .. الضئيل من نفوسنا

إذن منطلق احلديث هو هـذا . نطمح أن نبين املسلمني ككل ؟ . الشعور الذي يواجهه اإلنسان املمتحن جتاه حمنته

كيف يكون هذا الشعور ؟ توجد حمنة ، وتولّد احملنة مشاعر متعددة ، وبالرغم مـن كثريا ما

وحدة احملنة ختتلف هذه املشاعر يف درجاـا ومسـتوياا تبعـاً . الختالف التصور والتفكري والخـتالف الروحيـة واالجتـاه

واختالف الشعور يؤدي ال حمالة إىل اختالف املوقف الذي يتخذه الشعور سوف يتخذ املوقـف املمتحن جتاه حمنته ، إذ تبعاً لنوعية

. املطلوب وفقاً لذلك الشعور : محنة الصراع بين األكراد والعرب

. أضرب لكم مثال قبل أن نأيت على املوضوع الذي نتحدث عنه

Page 17: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

17 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

مثال هناك حمنة يعيشها العراق منذ سنني وسنني ، حمنـة صـراع مسلح بني أخوين مسلمني يف الشمال ، بني بعض األكراد وبعض

.عرب ، هذه احملنة يعيشها العراق القد يكون شعور بعض الناس إزاء هذه احملنة أن هذه احملنة كلّفتـه ولده ، كلّفته أخاه ، كلّفته صديقه ، ألنه أُخذ أخوه ، أو أُخـذ

قد يعيش هذه احملنة على . أبوه ، أو أُخذ صديقه إىل املعركة فقتل ا هـو الشـعور هذا املستوى ويشعر ا ذه الدرجـة ، وهـذ

وموقفه إزاء هذا الشـعور أن يهـرب . الشخصي احملدود باحملنة أخاه ، أن يتهرب من واجبات القانون حىت ال ينخرط يف مأسـاة

. من هذا القبيل ، وال يرى له واجباً من وراء ذلك وأخرى يتعمق هذا الشعور أكثر فأكثر ، فيكون شعوره إزاء احملنة

ساس أن أبناء البلـد الواحـد يتصـارعون شعورا إقليميا على أاإلقليمـي جتـاه واالنفعال، وهذا الشعور ويتنازعون فيما بينهم

موقف أوسع مـن املوقـف األول ، إىل اختاذاملشكلة يؤدي إىل موقف يفكر فيه بأنه كيف يعيد الصفاء والسالم إىل أبناء البلـد

. الواحد شعر بإزاء احملنة أن وقد يكون شعوره أعمق من هذا وذاك ، قد ي

هذه احملنة هي نتاج عدم تطبيق شريعة اهللا تعـاىل علـى هـؤالء

Page 18: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

18 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

املسلمني ، إن عدم تطبيق شريعة اهللا عليهم هـو الـذي أدى إىل تعميق التناقض بني األخ وأخيه حىت ولدت مشكلة بـني هـذا

. وذلك وتصارع الكردي والعريب عن الشعور السابق حينئذ ، هذا الشعور سوف يولّد موقفا خيتلف

اإلقليمي أو الشعور األسبق الشخصي ، سوف جيعله هذا الشعور . حيمل هم الشريعة ويصل إىل السبب احلقيقي هلذا التوتر

: المحنة التي نعيشها هي حمنة تسفري جمموعة من طلبـة ( -كذلك احملنة اليت نعيشها

ء العلوم الدينية من النجف األشـرف بأيـدي الطغـاة وعمـال االستعمار الغاشم يف حكومة البعث الظاملة ، إذ كـان يف ذلـك

تـارة – )علي أكـرب احلـائري ( ) خطر تفتت احلوزة العلمية وايارها يفكر هذا الشخص الذي طورد وشرد أن احملنة هي أنه قد فقـد أيام الدعة والراحة ، واليوم يعيش حياة القلق واالرتباك ، أما هو

القلـق اع معني من احلوزة يعيشـون حيـاة فقط أو هو مع قطّواالرتباك ألم مطاردون مشردون من قبل الوضع الذي يعيشون

قد يكون الشعور جتاه هذه احملنة هـو شـعور . يف داخل إطاره شخص يفقد األمن واالستقرار والبد أن يفـتش عـن األمـن

وهذا هو الشعور الشخصي احملدود الّذي ال ميكـن . واالستقرار

Page 19: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

19 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

يدخل يف حساب بناء حقيقي ألن هذا الشعور من طبيعتـه أن أن جيعل هذا اإلنسان حيسب حساب احملنة يف حدود عالقتـها معـه شخصيا ، فان كان هو يف منجى من هذه احملنة على أساس أنه ال يدخل يف نطاق ذلك القطاع املطارد فعالً فسوف لن يتفاعل مـع

. احملنة ، سوف لن يشعر بوجودها اإلنسان اآلخر الذي دخل يف ذلك القطاع الذي يعـيش وذاك

فعالً مشكلة التشريد و التطريد واملراقبة سيفكر أيضا يف عـالج املشكلة يف حدود أا مشكلة جعلته يفقـد أمنـه واسـتقراره ، وحينئذ يفكر أول ما يفكر يف أن يغادر الساحة ما دامت هـذه

ة االستقرار والثبـات الساحة وما دام هذا املكان ال يوفر له حيامكان آخر أكثـر ىلإوالطمأنينة وما دام باإلمكان أن ينتقل منه

استقرارا وطمأنينة ، فلماذا يستعجل ؟ ملاذا ال يغادر هذا املكـان . وبذلك تنحل املشكلة

يف الواقع إن السلبية اليت توجد يف بعض األفراد الذين يعيشون يف وروح اهلزمية املوجودة يف بعـض إطار هذه احلوزة جتاه هذه احملنة

هذا وذاك .. األفراد اآلخرين الذين يعيشون يف إطار هذه احلوزة معاً نشئا من نوعية الشعور ورد الفعل النفسي الذي يعيشونه جتاه

حينما ينظر إىل احملنة أا حمنة حياة استقرار قد فقدت وإا . احملنة

Page 20: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

20 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

حينئذ سوف لن يشـعر .. حمنة التفتيش عن وضع أكثر طمأنينة باحملنة ذاك الذي مل يتعرض فعال لالضطراب ، وسوف يفكر مـن

. تعرض لالضطراب فعال بأن يفتش عن مكان ال اضطراب فيه هذا هو املنطق الطبيعي والنتيجة الطبيعية لشعور شخص مصلحي

. وانفعال حمدود جتاه احملنة ألنفسنا ، حينمـا وأما حينما نعيش شعورنا وغضبنا وأملنا للّه ال

.. نشعر بأن احملنة ليست هي أننا فقدنا حياة االستقرار والطمأنينة مىت كنا نعيش حياة االستقرار والطمأنينة منذ تـويف رسـول اهللا صلى اهللا عليه وآله ؟ منذ وقعت تلك املصيبة العظيمة ، حينمـا

ه خلّف القائد األعظم يف مثل هذه األيام أمة بناها جبهده وتضحيات، حينما ترك هذه األمة وهي وسهره يف آناء الليل وأطراف النهار

.. بعد يف بداية الطريق تواجه ألوان العواصف واحملن واملشـاكل أمل . منذ تلك اللحظة مل يعش اإلنسان املؤمن حيـاة االسـتقرار

يصف األمري عليه الصالة والسالم الفتنة اليت وجدت وولـدت فهل ) الفتنة اليت يشيب فيها الوليد ( ا بأ) ص(عقيب وفاة النيب

. تكون حياة يشيب فيها الوليد هي حياة االستقرار واالطمئنان ؟ لكن الفرق هو أنّ هناك من الناس من ال حيس بفقدان االستقرار

إالّ حينما متسه النـار ، إنّ الواقـع مل ستقرارا، وال يدرك أنه ال

Page 21: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

21 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

حياة االستقرار والدعة غـري يتغري ومل خيتلف منذ مئات السنني ،موجودة لشخص حيمل اهلموم اليت كان حيملها ذلـك القلـب الكبري قلب األمام علي عليه الصالة والسالم الذي قال بأن الفتنة يشيب فيها الوليد ، الشخص الذي يعيش تلك اهلموم ال جيد يف الدنيا حياة االستقرار والدعة ، بل هي حياة العناء واملسـؤولية ، حياة الكفاح واجلهاد ، ال حياة الدعة واالستقرار مهما تـوفرت

. أمامه أسباب الرخاء حبسب الظاهر فاملشكلة ليست أنا فقدنا حياة الدعة واالستقرار ، حنن كنـا إذن

قد فقدنا حياة الدعة و االستقرار منذ عصف القدر بنبينا صـلى لدعة واالسـتقرار اهللا عليه وآله ، ولئن كان بعضنا يشعر مؤقتا با

تلك اهلمووم ، ألنه مل يكن مع الناس ، ألنـه مل يعضفهذا ألنه مل ال يعيش نأيكن على مستوى املسؤولية ، وإالّ كان من املفروض

حياة الدعة واالستقرار وإمامه يقول بأا فتنة يشيب فيها الوليـد تـوفر لألنسـان نأوتلك الفتنة اليت يشيب فيها الوليد ال ميكن

إذن فال دعة وال استقرار ، حنن مل خنسر . حياة الدعة واالستقرار دعة واستقرارا ، وإمنا أمتحنا يف كيان ، أُمتحنا يف هذا الكيـان الذي ورثناه منذ مئات السنني ، هذا الكيان الذي بذل يف سبيله من جهود سلفنا الصاحل الطاهر من أصحاب األئمة عليهم الصالة

Page 22: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

22 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

بذل يف . من أجيال الفقهاء بعد ذلك جيالً بعد جيل والسالم ، وسبيل هذا الكيان وتدعيمه وتطويره وتنميتـه وجعلـه مشـعال

بذل يف سبيل ذلك مـن .. يف كل أرجاء العامل اإلسالمي لإلسالمالدم الطاهر والوقت الطاهر والعمر الطاهر ما امتأل بـه تـاريخ

. ان املشكلة هي مشكلة هذا الكي. سلفنا الطاهر إمنـا هذا الفرد ، و أوفليست املشكلة مشكلة هذا الفرد ، إذن

و هـذا . األفـراد هي مشكلة هذا الوجود الكلي لكل هؤالء أوجماناً حىت نسـتطيع إليناالكيان كما قلت ليس كيانا قد وصل

إنأن نسلمه بسهولة ، –مبربرات اهلزمية النفسية –حىت جيوز لنا هو كيان وصل إمناو .. أن نضيعه بأنفسنا ننسحب عنه باختيار ،

عرب تاريخ مليء بالتضحيات بالعمـل الصـاحل و اجلهـاد إلينا .الصاحل

( اآلالم اليت عاشها أرجائههذا هو الكيان الذي تسربت يف كل هذا الكيان و مئـات مـن إنشاءيف سبيل ) حممد ابن أيب عمري

لـيهم الصـالة و ع األئمة أصحابحممد ابن أيب عمري من أمثالالـبالء يف ألواناحملنة و االضطهاد و ألوانالسالم الذين عاشوا

.سبيل ترسيخ بذور هذا الكيان )حممد بن أيب عمري ( احملنة اليت عاشها

Page 23: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

23 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

على سبيل املثال هو ذاك الشـخص ) عمري أيبحممد ابن ( أليستعـذيب أمـام خوف نفسي بل أماميصمد ال أنالذي استطاع

.وجهه عليه أعظم سالطني العامل يف ذالك الوقت خارجي ،استدعي من قبل جهاز ذلك السلطان و كلف بأن يشي بالشيعة

تعرف أمسـاء أنت: قيل له . ألنه كان من مشاهري فقهاء الشيعة عمري ، و الشيعة ، اذكرهم لنا ، و أنت خبري ، امتنع حممد ابن أيب

يب عمري و حممد ابـن أالشيعة حممد بن بقي يكرر بأين أعرف من . عمري أيبو حممد ابن : قال .. و بعد من ؟ : قالوا أيب عمري ، و

.عمري أيبو حممد ابن : قال .. و بعد ؟ : قالوا أنه : -عليه رضوان اهللا –قال .فأمر به فضرب حىت أغمي عليه

يف حالة هذا الضرب صارت عندي حلظة ضعف ، حاولـت أن أمساء مجلة مـن األصـحاب ، ومـن أنطق ، حاولت أن أذكر

األخوان من تالمذة مدرسة األمام جعفر ابن حممـد الصـادق ، متثل –وكان محران ميتاً وقتئذ –) محران ( فتمثل أمامي شيخي

يا حممد إياك وأن تنطـق : أمامي ويف خميليت شيخي وهو يقول يل فاستعدت رباطة جأشـي : يقول . بكلمة ولو مت حتت السياط

ت على أن ال أنطق مهمـا كلـف يت وحويل وطويل وصمموقو . األمر

Page 24: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

24 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

محل هكذا إىل بيته بعد أن عجز اآلخرون عـن اسـتنطاقه ، مث صودرت أمالكه ، صودرت أمواله ، كان بزازا تـاجرا واسـع النطاق يف الثراء واملال ، وأصبح بني عشية وضحاها إنسانا فقريا

رفة بيته يشتغل برواياتـه ال ميلك شيئا من األموال ، جيلس يف ش . وأحاديثه

قصة ب داره هي القصة اليت جعلتنا خنسر كثرياً مـن أسـانيد أن السـبب يف أن أكثـر : يقولون ) . أبن أيب عمري ( روايات

الرواية املرسـلة يف [ روايات هذا الرجل العظيم كانت مراسيل مجيع رجال هي الرواية اليت مل يذكر فيها أمساء : اصطالح الفقهاء

هو أن كتب هذا الرجل العظـيم ] سندها املتصل باملصدر األول كانت يف مجلة األموال اليت بت وصودرت من بيته مـن قبـل اآلخرين ، وهلذا بقي ينقل ما علق بذهنه وكان ال حيفظ األسانيد يف كثري من األحيان فكان يرسل ، وهلذا كانت روايات أبـن أيب

جيلـس يف الشـرفة ويتلـهى ويشـتغل .عمري أكثرها مراسيل بالروايات اليت عرفها وهو مل يشعر بنوع من األيار ، كـان ال يزال أقوى ما يكون صمودا ، وثباتا ، واستبساال ، واعتقادا بأن

هو اخلط الصاحل الـذي ) ع(خط األمام جعفر ابن حممد الصادق

Page 25: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

25 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أن يواصـل –لكي يكون إنساناً صـاحلاً –جيب على اإلنسان . باستمرار فيه ، والبذل له ، والعطاء له بقدر ما ميكنه

مل جتعله هذه احملنة يتململ ، يتزعزع ، ينحرف قيد أمنلـة عـن جـاءه ) . ع(وصايا وتعليمات اإلمام جعفر ابن حممد الصـادق

شخص عميل له من عمالئه اللذين كانوا يشترون منه األقمشـة بقي يف ذمته حملمد أبن أيب حينما كان تاجرا ، وكان عليه دين قد

حممد أبـن أيب نأعمري ، وكان يتقاعس عن الوفاء ، حينما بلغه ليقدم إليـه إليهعمري وقع يف حمنة مصادرة أمواله وأمالكه ، جاء

قدم بني يديه املبلغ وقال –وال أتذكر كم كان –املبلغ من املال تقـدمي أعذرين يا شيخي إن كنت قد تأخرت حـىت اآلن يف : له

ت ردكنت معسرا وملا مسعت بأنـك قـد صـو هذا املبلغ ألينقررت أن أبيع دارى مث أقـدم بـني أمالكك ووقعت يف ضائقة

ماذا قال هـذا . يديك حقك لكي تستعني به على أمور دنياك الفقيه الصاحل ؟ ماذا قال هذا اإلنسان الذي ميثل نتاج مدرسـة

!؟ ) ع(األمام جعفر ابن حممد الصادق : (( أنه يقـول ) ع(مسعت من أشياخي عن األمام جعفر : قال له

خذ هذا املال إليك واهللا خـري )) ال يباع دار سكنٍ يف وفاء دين !! .الرازقني

Page 26: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

26 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

مل يشأ أن ينحرف قيد أمنلة حىت عـن –يف قمة احملنة –إذن فهو التعاليم والوصايا األخالقية اليت ذكرها األمام جعفر أبن حممـد

إمنـا )) ال يباع دار سكن يف وفاء دين (( فإن قوله )ع(صادق الأنه ال جيرب الدائن املدين على بيع دار سكن ، أما إذا تربع : يعين

ملدين بأن يبيع دار سكنه فيجوز شرعا للدائن أن يأخذ مال الوفاء هذا املفهوم الشرعي للكراهـة جعـل هـذا . ، ولكنه مكروه

هذه اللحظة موقف اإلباء والتمنع ، ألنه اإلنسان املمتحن يقف يف ال يريد احلياة إالّ لكي يضرب املثل األعلى لإلنسان املسـلم يف

. أخالقه وسلوكه وسريته هو الكيان الذي ) الذي متتلكه احلوزة العلمية اليوم ( هذا الكيان

انبثت فيه آالم حممد أبن أيب عمري ومئات من أمثال حممد ابن أيب . عمري

ملراحل اليت مرت ا احلوزة العلمية ا . مرحلة االتصال الفردي .1 . مرحلة اجلهاز املرجعي .2 . مرحلة التمركز واالستقطاب .3 . مرحلة القيادة .4

Page 27: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

27 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: هذه احلوزة العلمية هلا تارخيها الطويل الذي مر بعدة مراحل : مرحلة االتصال الفردي . 1

ت فردية بـني علمـاء هذا الكيان يعبر عن اتصاال اهيفوقد كان جمتهدين وقواعد شعبية يف بالد أولئك العلماء اتهدين ، يستفىت العامل فيفيت ، وكان االرتباط يقوم بشكل فردي ومباشر بني الناس

وهذه املرحلة هي املرحلة اليت عاشها أصحاب . وبني العامل املفيت أيـام واستمرت هذه املرحلة إىل. األئمة عليهم الصالة والسالم

العالمة احللي ، إذ كان الوضع العام هلذا الكيان إىل أيام العالمـة احللي رضوان اهللا عليه هو وضع علماء جمتهدين يوجد كل منـه

مث بعد هـذا دخـل . يف مكان ويرتبط به شيعة يستفتونه فيفيت . مرحلة أخرى

: مرحلة الجهاز المرجعي .2علـى يـد –حداث حبسب ما أفهم من سري األ –وقد دخلها

حممد أبن الشيخ مجال الدين ) [ رضوان اهللا لعيه ( الشهيد األول مكي العاملي ، استشهد حريقاً بالنار يوم اخلميس املصادف لتاسع

التارخيية له مـن تطبيـق ] هـ ق ) 786( مجادى األوىل سنة قام ذا التطبيق يف لبنـان ) . رضوان اهللا عليه ( الشهيد األول

وعين الوكالء وفرض جباية الزكـاة واخلمـس علـى وسوريا

Page 28: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

28 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

القواعد الشعبية من الشيعة ، وبذلك أنشأ كياناً دينياً قوياً للشيعة وكان إنشاؤه هلذا الكيـان . مترابطاً ألول مرة يف تاريخ العلماء

يف ) رضوان اهللا عليه ( هو من أهم األسباب اليت أدت إىل مقتله يف ) رض(جتد شـرح حياتـه . [ فيها قصة ال جمال اآلن للتوسع

روضـات ( مصادر عديدة من مجلتها اجلزء السابع من كتـاب ] هـ ق 1392، طبعة قم ، سنة 25 – 3ص ) اجلنات

:واالستقطابمرحلة التمركز . 3إىل أن ) مرحلة املرجعية مـع اجلهـاز ( واستمرت هذه املرحلة

لشيخ كاشف الغطاء على يد ا) املرحلة الثالث ( دخلت املرجعية . ومعاصريه من العلماء ، وهي مرحلة التمركز و االسـتقطاب

ألن املرجعية يف املرحلة الثانية بالغرم من أا كانت ذات أجهزة ، ويف . لكنها مل تكن متمركزة بنحو تستقطب العامل الشيعي كلّـه

واسعة وارتباطاتعهد الشيخ كاشف الغطاء وعن طريق عالقات ق وإيران ، أمكن وضع بذرة لالستقطاب والتمركـز ، بين العرا

. ونشأت املرجعية املركزية اليت تستقطب أنظار العامل اإلسـالمي وكان هلذا اإلنشاء وهلذا التطوير تضحياته الكبرية وجهوده الـيت

. ال جمال اآلن أيضا للتوسع يف احلديث عنها

Page 29: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

29 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

ترة طويلة مـن ويف هذه املرحلة الثالثة مرت على هذه املرجعية ف . الزمن يف عهد احلكم العثماين قبل عصر االستعمار

Page 30: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

30 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: مرحلة القيادة . 4مثّ حينما دخل املسلمون عصر االستعمار وجد نوع من التحـول

ألن هذا الكيان الذي كان قـد أصـبح الكيان،والتطور يف هذا يستقطب أنظار العامل الشيعي ، بدأ يتسـلم زمـام كياناً مركزياً

مصـاحل ىنقيادة ، بدأ يدخل الصراع مع الكافر املستعمر ويتبالاملسلمني ويدافع عنهم ، وهكذا دخل هذا الكيان مرحلة أخرى

زيادة على استقطابه ومتركزه ، وذلك منذ ) القيادة ( هي مرحلة حوايل مخسني أو ستني عاما ، منـذ أحـداث دخـول النفـوذ

ق ، وإيـران ، ولبنـان ، االستعماري إىل هذه املنطقة ، يف العراغاية األمر أن هذه القيادة كانت . وغريها من أحناء العامل الشيعي

تتذبذب بني مد وجزر ، بني ظهور وخفاء ، حسـب الظـروف إذن كل هذا التـاريخ ، . واملالبسات اليت متىن ا خالل عملها

كل هذه اجلهود ، كل هذه التضحيات ، هي عبارة عـن هـذا فهل باإلمكان أن يكون شعورنا جتاه حمنة !! بأيدينا الكيان الذي

يتعرض هلا هذا الكيان هو الشعور جتاه إنسان يفقـد مصـلحة ؟ !! يفقد حياة االستقرار واألمن فقـط ! شخصية حمدودة فقط

هل هذا هو الشعور الذي جيب أن يكون لدى وريث حممد أبـن يف سبيل ؟ لدى وريث الشهيد األول الذي بذل دمه! أيب عمري

Page 31: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

31 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

؟ هل جيب أن يكون وريث ذلك الرجل العظـيم ، !هذا الكيان حيس جتاه احملن اليت تعصف بذلك الكيان ، إحساس شخص يفقد

بل جيب أن يكون أكثـر شـعوراً !! ماالً ، أو يفقد استقرارا ال . باملسؤولية

ومن أعظم مظاهر هذا الشعور باملسؤولية هو الشمول والعموم ، وهذا الغضب وهذا الشعور بـاألمل االنفعالن هذا يعين أن يكو

يعيشه كل أبناء هذا الكيان ال أن يعيشه خصوص من يواجه النار وجهاً لوجه ، ألن هذه النار ليست نار شخص ، وإمنا هـي نـار هذا الكيان ، فال بد وأن يعيش أبناء الكيان مجيعاً شعورا خاصاً ،

جيب أن يشعر . ، يف هذا املوضوع وانفعاالً معيناً ، وتضامناً معيناًأي واحد منا بأن اجلسم الواحد إذا قطعت يده اليمىن أو قطعت

أنا يف أمـان : يده اليسرى فليس بإمكان اليد األخرى أن تقول ألني إحدى اليدين إذا قطعت فإن اليد األخرى سوف تشل عـن

. العمل يف حلظة عاجلة أو آجلة حتماً لة جسم واحد ، ومسألة كيان واحد ، وال بـد إذن فاملسألة مسأ

. أن يعيش أبناء هذا الكيان الواحد شعوراً واحداً جتاه املوضوع مثّ أولئك الذين يواجهون األحداث واجهاً لوجـه جيـب أن ال ينهاروا ، أالّ يفقدوا إرادم بني ساعة وأخرى ، أن ال يشـعروا

Page 32: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

32 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

لطيبة هنا ، ويـذهبوا بأن حل املشكلة هو أن يغادروا أرض اهللا اهذا ال حيل املشكلة ، هذا هو الـذي جيعـل . إىل أرض أخرى

ال بعمـل اختياريوجيعل هذه احلوزة تنتهي بعمل يتفتتالكيان قسري وهذا هو الذي يعطي أكـرب األضـرار علـى اإلسـالم

إن هذا البلد ، أن هذه األرض ، إن اإلسالم الـذي . واملسلمني إلنفاق عليك أو علي ، قام بإعالتنا واإلنفاق قام بإعالتك ، قام با

هذا اإلسالم حنن مدينون له بوجودنا ، مدينون له بأموالنا .. علينا ، مدينون له بكرامتنا ، بعزتنا ، بكل ما منلك من اعتبار ، هـذا اإلسالم إذا كلّفنا أن نقيم على الضيم أسبوعاً ، أو أسـبوعني ،

ذى يف سبيل اهللا ، أن نصمد أن شهراً أو شهرين ، أن نتحمل األوجوده حـىت يف سبيل أن ال يتفتت ، يف سبيل أن يواصل . نصر

إذا كلفنا ذلـك .. تنكشف هذه األزمة عن اإلسالم واملسلمني ألنـه هـو . فليس هذا التكليف بالنسبة إلينا تكليفا غري طبيعي

احملسن الذي كان دائماً يقدم وحنن نأخذ ، الذي كـان دائمـا ضل وحنن نستفيد ، الذي كان دائما وحنن نتمتع بكل ما يقدم يتف

. لنا من خريات ومكاسب وجاه عريض .. مب نصول ؟ !! ؟ لوال اإلسالم !؟ ما هو اعتبارنا !ما هو جاهنا

! . باإلسالم أالّمب جنول ؟

Page 33: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

33 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

.!مب عشنا طيلة هذه املدة واحد منكم ال ؟ أي!مب استقطبنا من استقطبنا من قلوب املؤمنني

فال تبيعوا اٍإلسالم ! ينفذ إىل قلب شخص أالّ عن طريق اإلسالم ال يوجـد ! سريع ال مربر له بانسحابال تبيعونه ! بثمن رخيص

!!ذلك الشعور الضيق أال االنسحابهناك مربر ملثل هذا . قلوبنا إميانا اللهم أمأل

. اللهم اجعلنا على مستوى املسؤولية أمددنا بإمداد منك اللهم ..

اللهم أجعلنا نعيش احملنة كمـا يعيشـها املؤمنـون الصـابون ، . الصامدون ، الذين يعيشوا هللا ال ألنفسهم

اللهم ذكّرنا دائماً بأن علي أبن أيب طالب عليه الصالة والسـالم ود وعاش الغضب حلظة لنفسه دبعحينما وقف يقاتل عمرو بن

عبد ود حىت يرجع إليه غضبه هللا تعـاىل توقف عن قتل عمرو بن . وحىت يتأمل هللا

اللهم ذكّرنا بذلك حىت جتعل أملنا دائماً هللا ال ألنفسنا ، لإلسـالم . ال ملصاحلنا ، للكيان العام ال لوجودنا

Page 34: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

34 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: محنة المّد األحمر في العراق كنت ألـف مـرة ) الشيوعي ( أنا حينما مر بالعراق املد األمحر

: ة أمتحن نفسي ، أوجه إىل نفسي هذا السؤال ومرألن العراق مهدد خبطر الشيوعية ، !! إين أنا اآلن أشعر بأمل شديد

لكن هل إين سوف أشعر بنفس هذا األمل ، وبنفس هذه الدرجـة لو أن هذا اخلطر وجه إىل إيران بدال عن العراق ، لو وجـه إىل

وجه إىل أي بلد آخر مـن باكستان بدالً عن العراق وإيران ، لو .. بالد املسلمني الكربى ، بدال عن هذه البالد

هل سوف أشعر بنفس األمل أو ال أشعر بنفس األمل ؟ ألرى أن هذا األمل الذي أعيشه ألجل تغلغل الشيوعية يف العراق هل هو ألجل

!!خبزٍ سوف ينقطع عين ؟ !!أو ملقامٍ شخصي سوف يتهدم ؟

!!؟ أو لكيان سوف يضيعألن مصاحلي الشخصية مرتبطة باإلسالم إىل حد ما ، فهل أن أملي

إذا كان . ألجل أن هذه املصاحل الشخصية أصبحت يف خطر ؟؟ إذن فسوف يكون أملي للشيوعية يف العراق أشد من أملي .. هكذا

. أو أشد من أملي للشيوعية يف باكستان .. للشيوعية يف إيران

Page 35: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

35 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

تعاىل ، إذا كان أملي ألين أريد أن يعبد اهللا يف وأما إذا كان أملي هللا .. األرض ، وأريد أن ال خيرج الناس من دين اهللا أفواجا

العراق وإيران وباكستان ، سـوف دودفحينئذ سوف ارتفع عن أعيش ملصاحل اإلسالم ، سوف أتفاعل مع األخطار الـيت ـدد اإلسالم بدرجة واحدة دون فرق بني العراق وإيران وباكسـتان

!! .. وبني أي أرجاء العامل اإلسالمي األخرى : حماسبة النفس

كل واحد منا جيب أن حياسب نفسه قبل أن يـدخل إىل حماسـبة رين ، جيب أن يتأمل يف آالمه ، يف انفعاالته النفسية ، هـل اآلخ

!هي انفعاالت هللا أو انفعاالت ملصاحله ؟مـن اهللا شـيئا ، جوريإذا كانت انفعاالته ملصاحله فيجب أن ال

ألنه هو يتأمل لنفسه ال يتأمل . جيب أن ال يرجو من اهللا حىت الثواب سوف يكون حمروما ! به اهللا ؟اهللا ؟ على ماذا يثي يثيبههللا ، فلماذا

أما إذا كـان أملـه هللا . حىت من الثواب اآلجل فضال عن الفرج حقيقة ، إذا كان انفعاله هللا حقيقة ، فحينئذ سوف يكون أوسـع نفساً ، سوف يكون أوسع أفقا ، سوف ينظـر إىل كـل العـامل

. اإلسالمي ، إىل كل املسلمني إىل كل املشاكل بنظرة واحدة

Page 36: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

36 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

رجعية املوجودة اليوم ابتليت مبصائب كثرية قبل اليـوم ، هذه امل! ابتليت مبحن كبرية ، ابتليت مبحنة كبرية قبل بضـع سـنوات

لكن أنظروا هل أن التفاعل مع تلك احملن واملصائب اليت ابتليت املوجود اليوم كان بدرجة واحدة الكيانا املرجعية ، وابتلى ا

جيب أن يتفاعل مع كـل هـذه إن الشخص الذي يعيش هللا! ؟املصائب ، مع كل هذه احملن اليت يبتلي ا هذا الكيـان بدرجـة واحدة و بنحو واحد ، سواء كانت النـار موجهـة إىل وجهـه

. مباشرة ، أو موجهة إىل أخيه ، أو موجهة إىل أخيه اآلخر إن تفاوت درجات االنفعال واختالف موقف اإلنسان جتاه هـذه

أن يعاجله كل إنسان منا يف نفسه لكي يعيش هللا وغفر احملن جيب . اهللا لنا ولكم مجيعاً

Page 37: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

37 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

المحاضرة الثانية

يوم السابع والعشرين من شهر الهجرية 1389صفر من سنة

Page 38: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

38 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أعوذ باهللا من الشيطان الرجيم ، بسـم اهللا الـرمحن الـرحيم ، . اهرين وأفضل الصلوات على أفضل النبيني وآله الطيبني الط

: المفهوم القرآني عن المحنة يؤكد أن اجلماعـة –أي حمنة –قلنا إن املفهوم القرآين عن احملنة

. املمتحنة تتحمل مسؤولية وقوع هذه احملنة مبا قدمت من عمل إن هذا : حينما يظهر الفساد يف الرب والبحر يقول القرآن الكرمي

س ذاك العمل الذي قدمه الفساد الذي ظهر يف الرب والبحر هو نفظهر الفسـاد [ الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون

يف الرب والبحر مبا كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا فاحملنة هي يف الواقع جتسيد بشكل ] 31الروم ] لعلهم يرجعون

ومـا (( مرير لألعمال املسبقة اليت قامت ا اجلماعة املمتحنـة ، ] 30الشـوري )) [ بكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم أصا

. وهي يف نفس الوقت موعظة ونذير من اهللا سبحانه أننا يف دراسة اجلانب الذايت مـن احملنـة : على هذا األساس قلنا

–وهذا ما صنعناه باألمس –البد أن نقيم أوالً شعورنا جتاه احملنة والبد لنا ثانياً أن حناسب أنفسنا ] يف احملاضرة األوىل عن احملنة [

على ما قدمنا من عمل ، وعلى مسامهتنا يف تكوين هذه احملنـة ، . وعلى دورنا اإلجيايب يف صنعها

Page 39: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

39 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: األرضية النفسية ألساليب العمل وهنا ال أريد أن أناقش أساليب العمل اليت أدت إىل هذه احملنـة ،

بيعتها أن تغير مـن وال أريد أن أحتدث عن األساليب اليت من طاملوقف ، بل أريد أن أحتدث قبل ذلك عن األرضية النفسية هلذه

. األساليب فإن منطلق املصيبة واحملنة هو تلك األرضية النفسية اليت عشـناها

هذه األرضية النفسية مل . طيلة الزمن الذي تقدم وسبق هذه احملن لعمـل تكن أرضية نفسية صاحلة لكي تنشأ ضـمنها أسـاليب ا

. الصاحلة ، ولكي تؤيت هذه األساليب مثارها هذه األرضية النفسية اليت عشناها واليت كانت وال تزال تسـاهم يف خلق املشاكل يف طريقنا ، ويف تكـوين احملـن يف وجوهنـا ،

–أستطيع أن أرجعها بالتحليل إىل عاملني نفسيني أساسيني ، ومها : كل االرتباط فيما بينهما مرتبطان –بالرغم من كوما عاملني

. هو عدم الشعور التفصيلي باالرتباط باهللا تعاىل : أحد العاملني هو أن األخالقية اليت كنـا نعيشـها ليسـت : و العامل اآلخر

أخالقية اإلنسان العامل ، بل هي أخالقية إنسان آخر ال يصـلح . للعمل احلقيقي

Page 40: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

40 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

، وإذا كنـا جـادين يف وإذا كنا نريد أن نستفيد من هذه احملنة احلساب ، فالبد أن نرجع إىل هذين العاملني األساسـيني لكـي نستطيع أن نتيح ألنفسنا فرصة التكفري عما سبق بالنسبة إىل كل

عدم الشعور باالتصال باهللا بالدرجـة ( من هذين العاملني عامل ) . الالعاملأخالقية اإلنسان ( وعامل ) الكافية

: التفصيلي باالرتباط باهللا سبحانه عدم الشعور. 1أما بالنسبة إىل العامل األول وهـو عـدم الشـعور التفصـيلي

فهذا ما يقع عادة وعلـى مـر .. باالتصال باهللا سبحانه وتعاىل الزمن يف حياة الطالب االعتيادي الذي يهاجر من بلده ويأيت إىل

آالم مـتحمال آالم الغربـة ، و ] يقصد النجف األشرف [ هنا .. السفر ، وآالم الوحشة ، وآالم فراق األحبة واألهل والوطن

كل هذا التحمل يكون يف اللحظة األوىل قائما على أساس شعور تفصيلي يشده إىل اهللا تعاىل ، يشعر بأن هذه القوة هي اليت جتذبه وتنتزعه من أهله ، ووطنه ، وبلده ، ومن أحبته ، لكي يهاجر إىل

. على يد ورثة األنبياء ، مث يواصل خـط األنبيـاء اهللا ، ويتعلّمولكن بعد أن يدخل إىل إطار هذه احلوزة ويكون هذا الشـعور التفصيلي موجوداً يف نفسه ، فينخرط يف مناهجهـا ، ويسـلك

بعد هذا تتضاءل بالتـدريج جـذوة .. مسالكها ويعيش دروا

Page 41: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

41 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أن هـذه شعوره باالتصال باهللا تعاىل ، بينما كان من املفـروض اجلذوة تنمو بالتدريج بدالً عن أن ختمد أو عـن أن تتضـاءل ، وذلك ألنه حينما يأيت إىل احلوزة ال يعيش تطبيقـاً حيـاً هلـذا االتصال باهللا تعاىل ، وإنما يعيش على أفضل تقدير دروسا معينة ومناهج معينة هي يف حدود كوا مفاهيم وأفكار ال تغذّي هـذا

ناك فراغ نفسي كبري يف قلبه ، يف وجدانه ، يف الشعور ، فيبقى هضمريه وهذا الفراغ النفسي الكبري ال ميكن أن ميأل مبطالب مـن الفقه واألصول ، ألن مطالب الفقه واألصول متأل عقل اإلنسـان ولكنها ال متأل ضمريه ، ال متأل وجدانه ، فسوف ميتلئ عقله علماً

كما كان فارغـاً حينمـا ، لكن ضمريه ووجدانه قد يبقى فارغاً كان ابن القرية ، أو ابن املدرسة ، أو ابن املعمل الذي جاء منـه إل هذه احلوزة العلمية وهذا الفراغ يف الضمري والوجدان الـذي يعيشه هذا اإلنسان سوف مييع بالتدريج شعوره باالرتباط بـاهللا

ألن هـذا . سبحانه حىت وإن أصبح ثريا من الناحيـة العقليـة أما نظريا . نميه وما يغذّيه ال نظريا وال عملياً عور لن جيد ما يالش

فألنه ال يأخذ من النظريات إالّ ما يـرتبط باسـتنباط األحكـام الشرعية ، والنظريات اليت يستنبط على أساسها احلكم الشرعي

وأما عملياً فألنـه ال يعـيش . غذاء للعقل ال للوجدان والضمري

Page 42: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

42 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

تعاىل ، ال يعيش حياة عملية وإمنا يعيش حياة جتربة لالتصال باهللامدرسية خالصة ، وهذه احلياة املدرسية اخلالصة اليت يعيشها كثريا ما تكون مشوبة أيضا باملبعدات عن اهللا تعاىل ، قد تكون أحيانـا مشوبة بكثري من الذنوب اليت تبعد اإلنسان عن اهللا تعاىل ومتيـع

من الزمن حىت تكون جذوة ذلك صلته به ، فما ميضي عليه برهة الشعور التفصيلي قد انطفأت بعد أن تكون قد حتولت إىل ارتكاز

يعين أنه يف بداية األمر يتحول شعوره التفصيلي إىل شعور مبهم . غامض خيتفي يف األعماق وتتراكم عليه مشاعر أخرى ال تـرتبط

ن طبيعة وهذه املشاعر األخرى تستورد من أهواء البيئة ، م. باهللا البيئة ، من املالبسات و التعقيدات غري الصاحلة يعيشها يف البيئة ، تتراكم هذه املشاعر الثانوية غري الطاهرة ويبقى ذاك الشـعور النظيف يف األعماق شعورا مبهما غامضا باهتا ، مث بعـد مضـي زمن يتالشى ذاك الشعور ، يتالشى حىت كقاعـدة ، ويتمـزق ،

، حىت يصبح هذا الطالب عـد أن قـد ويعوض عه شعور آخرقضى مرحلة طويلة من حياته العلمية ، بعد أن يأ مـن الناحيـة العلمية لكي جيسد ذلك الشعور عمله ، يف جهاده ، يف تطبيقه ، بعد أن يكون قد وصل إىل املرحلة اليت يكون مـدعواً فيهـا إىل

ه ائيا يكون قد فرغ وجدانه وضمري.. املسامهة يف خدمة الدين

Page 43: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

43 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

من ذلك الشعور الذي عاشه وهو يف طريقه من القرية إىل النجف وهو يف طريقه من املدينة إىل النجف ، تلك األحالم واآلمـال ، تلك التصورات الكبرية الضخمة الروحية اليت كان يعيشها وهو يف طريقه إىل مهجره العظيم ، تلك التصورات تعود كلها خواء ،

ألا بعد أن جمدت وأصبحت شعوراً إمجالياً تعود كلها فراغاً ،قد فقدت أي غذاء وإمداد متصل حىت متزقت ، وهـذا معـىن نسيان اهللا تعاىل ، وأنتم كلكم تعرفون أن من ينسى اهللا ينساه اهللا

. ، من ينقطع عن اهللا سبحانه وتعاىل ) . صانع وجهاً واحداً يكفيك الوجوه كلها ( أمل يقل اهللا

يوم نرى أن الوجوه كلها ساخطة علينا متربمة ، وذلك ألننا حنن المل نصانع وجهاً واحداً حىت يكفينا ذاك الوجه الواحـد الوجـوه كلها ، حنن مل نشعر خالل حياتنا العملية بأننا مرتبطون ارتباطـا حقيقيا باهللا تعاىل ، وإننا مدعوون من قبله سبحانه وتعاىل إىل بذل

تنا يف سبيله ، هذا الشعور حيث أننا مل نعشه وجودنا وإمكانياكل أفضلنا واشطرنا . ، مل نصانع وجهاً واحداً مل يكفنا الوجوه كلها

هو من صرف قواه وطاقاته يف سبيل أن يصانع هذا الوجه ، وهذا الوجه ، وهذا الوجه ، وعملية مصانعة الوجوه بشكل فـردي ال

ا من صانع ذلك الوجـه وأم. ميكن أن يؤدي إالّ إىل نتيجة فردية

Page 44: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

44 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

العظيم الذي بيده ملكوت السماوات واألرض فهو القادر علـى . أن يكفيه الوجوه كلها

م مـن أـم كـانوا غاألئمة عليهم أفضل الصالة والسالم بالرمضطهدين من قبل سالطني وقتهم وكانوا دائماً يعيشون احملنة من

ت كانـت حكام زمام ، وبالرغم من أن أجهزة تلك احلكومـا كلها تقوم على أساس الدعاية ضدهم ، وعلـى أسـاس نشـر املفاهيم املعاكسة خلطهم ، وبالرغم من أم سبوا علـى منـابر املسلمني ألف شهر ، وبالرغم من كل الطاقات اليت بذلت مـن قبل سالطني الوقت يف سبيل متييعهم ويف سبيل فصل قواعـدهم

أن علي ابن احلسـني من كل ذلك نرى مغربال.. الشعبية عنهم عليه الصالة والسالم حينما يأيت ليستلم احلجر األسود ينفـرج هؤالء املسلمون الذي يسب علي ابن احلسني وأبوه وجده علـى منابرهم يف بالدهم ، هؤالء املسلمون الذين نشئوا ونشأ آباؤهم على سب األمام وأبيه وجده ، هؤالء املسلمون أنفسهم ينفرجون

بينما مل يكونوا ينفرجون أمام سـلطان مـن أولئـك بني يديه ،! ملـاذا ؟ . السالطني الذي كان ينتظر طريقه إىل احلجر فال جيده

وجهاً واحداً فكفـاه الوجـوه صانع) ع(ألن علي ابن احلسني . كلها

Page 45: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

45 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

ال تقولوا بأن الناس على دين ملوكهم ، ألن امللوك وقتئذ مـاذا هل أن هشام ابن عبد امللك كان موقفهم من علي ابن احلسني ؟

أكـان حيمـل ! أو عبد امللك نفسه كان مع علي ابن احلسني ؟ ! مفهوماً صحيحاً أو يبشر مبفهوم صحيح عن علي ابن احلسني ؟

لكن الناس أنفسهم كانوا جمذوبني إىل اإلمام علي ابن احلسني ألنه اهللا وحالة االتصال ب.. كان يعيش بكل وجوده حالة االتصال باهللا

كمال لإلنسان هي حبد ذاا طاقة للنجاح يف خط اأمن مرغبالالعمل ، ألن هذا االتصال باهللا سوف يضع قاعدة ملا سـنتحدث

، فإن أخالقية اإلنسان العامل ) أخالقية اإلنسان العامل ( عنه من ال ميكن أن تتكون عند اإلنسان إالّ إذا كان يعيش حاله االتصال

وتعاىل عيشا تفصيليا ، إضـافة إىل ذلـك أن هـذا باهللا سبحانه االتصال باهللا تعاىل جيعل اإلنسان قادراً على أن يدعو ويترقب من اهللا االستجابة ، أما إذا كان نسي اهللا تعاىل أيام رخائه ، وقد ترك اهللا ودينه وحمنته ومشاكل رسالته ، وكان يفكر يف نفسه ال يف اهللا

) حينما يقع يف حمنة ( رجو هذا اإلنسان حينئذ كيف ميكن أن ي.. أن ميد يده إىل السماء فيستجيب اهللا دعائه ؟

!! وملاذا يستجيب اهللا دعائه !! ملاذا يستمع إىل لسان مل يلهج بذكر اهللا

Page 46: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

46 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

!!وإىل يدين مل تتحرك يف طاعة اهللا !!وإىل قلب مل ينبض باحلب هللا تعاىل

الدعاء إالّ إذا كنا نعيش حالـة حنن ال ميكننا أن نترقب استجابةاالتصال باهللا وكنا قد عبأنا وجودنا وقوانا هللا سبحانه وتعـاىل ، وحينئذ ميكن أن نطلب من اهللا سبحانه وتعاىل اإلمداد واملعونـة

. والتغلب على كل املشاكل واحملن

Page 47: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

47 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: حمنة يوسف بن تاشفني س لغـزو املسلمون يف اسبانيا حينما تعرضوا يف القـرن اخلـام

يوسف (ملسيحية استنجدوا بأمري املغرب مسيحي من قبل اسبانيا ام أكرب ) 1104 – 1019( يوسف بن تاشفني ) [ ابن تاشفني

أسس مدينة مراكش وانتصر علـى ملـوك . سالطني املرابطني يوسـف بـن ) ] تاشفني : مادة األعالماملنجد يف . ( األندلس

حر إىل اسـبانيا لكـي ينقـذ تاشفني قام مع جيش جرار عرب الب .. املسلمني يف اسبانيا من الغزو املسيحي الذي كان يهدد كيام

: تقول القصة أن يوسف ابن تاشفني حينما نزل البحر مع كل اسطوله وجيشه حترك ماء البحر وهبت عاصفة شديدة جدا كادت أن تقضي على

، األسطول ، حينئذ وقف يوسف ابن تاشفني يف وسـط جيشـه يـا رب : ورفع يديه إىل اهللا سبحانه وتعاىل ، وقال ما مضـمونه

أنت تعلم أين مل أترك بالدي ، مل أترك أرضي ، مل أعرب هذا البحر ىلإمن أفريقيا ( قارة ىلإ، مل أقرر أن أطوي هذه املسافة من قارة

ـ مل أحتمل خطر املوت على نفسي ، على أهلـي ، ) أوربا ىعلخطر تفتت مملكيت هناك ، مل أحتمل كـل ولدي ، على جيشي ،

هذه األخطار أال يف سبيل محاية دينك ورسالتك يف اسـبانيا ، يف

Page 48: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

48 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

سبيل احلفاظ على املسلمني وعلى الوجود اإلسالمي يف أوربا ، يف الّلهم فإن كنت تعلم أين حسن النية يف ذلك . سبيل ذلك قمت

سـالم أن وصويل إىل الشـاطئ فيـه خـري لإل علمأوإن كنت !!الّلهم فأسكن عنا هذه العاصفة و أزهلا عنا .. واملسلمني

يوسف ابن تاشفني مل يكن إماما ، أنا أمثّل بيوسف ابن تاشـفني ألنه شخص من الناس ، ال ميكن أن يقال بأنه أفضل من أي واحد

، )ع(علي ماماإلمن عندنا حبسب املوازين االعتيادية ، ليس هو ، هو ) ع(، ليس هو أحد املعصومني )ع(سني ليس هو اإلمام احل

إنسان من املسلمني لكنه وضع كل قواه يف سـبيل اهللا تعـاىل ، هاجر من بلده يف سبيل اهللا تعاىل ، كان يشعر شـعوراً تفصـيلياً

هذا الشعور التفصيلي باالتصال باهللا تعـاىل . باالتصال باهللا تعاىل توقع االستجابة من جعل من حقه أن يدعو ، وجعل من حقه أن ي

. اهللا تعاىل : تقول الرواية التارخيية

وسكن البحر إالما أمتّ األمري يوسف حديثه ودعائه مع اهللا تعاىل ، وهدأت العاصفة ، وتغير كل املالبسات إىل صاحل السـفرة ، حىت وصل يوسف ابن تاشفني ساملاً إىل الشاطئ ، واسـتطاع أن

Page 49: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

49 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

ؤخر من مأساة اإلسالم يف اسـبانيا يقضي على الغزو املسيحي وي . أربعة قرون

بعد غزو يوسـف (ث دمائة سنة بعد هذا احلا أربعبقي اإلسالم مث بعـد ) لألندلسابن تاشفني للمسيحيني الذين كانوا جماورين

أربع مائة سنة ، املسلمون هم املسلمون ، كانوا يشـهدون أن ال كما كان يشهد املسلمون يف إله إالّ اهللا ، وأن حممداً رسول اهللا ،

وانقطعوا عصر يوسف ابن تاشفني ولكنهم كانوا نسوا اهللا تعاىل ، عنه ، وانصرفوا إىل هلوهم وفسـقهم ، وتراكمـت يف حيـام

بعد أربع مائـة سـنة .. الذنوب ، ومل يكونوا يعيشون هللا تعاىل كورة البرية ( وهي أقدم مدن [ اضطر ملك املسلمني يف غرناطة

وبينها وبني .. ن أعمال األندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها م) . ( البرية أربعة فراسخ ، وبينها وبني قرطبة ثالثة وثالثون فرسخاً

وهو البلد األخري الذي بقي –) ] 788ص 3معجم البلدان ج اضطر إىل توقيع وثيقة االستسـالم ، إىل –للمسلمني يف اسبانيا

اإلسالم والوجود اإلسالمي ، إىل توقيـع توقيع وثيقة التنازل عن . وثيقة فناء اإلسالم يف كل اسبانيا ، اضطر إىل توقيع هذه الوثيقة

: تقول الرواية

Page 50: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

50 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أنه قبل أن يوقع هذا امللك املسكني التعـيس وثيقـة إعدامـه ، : وإعدام دينه وعقيدته وأمته يف ذلك البلد نثر نثـره ، مث قـال

فضـج . ، وأشهد أن حممداً رسـول اهللا أشهد أن ال إله إالّ اهللاإالّ اهللا ، لـه إأشـهد أن ال : األمراء الذين كانوا حوله قـائلني

ولكن ال راد لقضـاء : قال ) . ص(وأشهد أن حممداً رسول اهللا مث وقّع على هذه الوثيقة الـيت أدت . اهللا ، ال راد ألمر اهللا تعاىل . إىل فناء اإلسالم يف أسبانيا

!كانوا مسلمني ؟ هل !!نعم كانوا مسلمني

وقّع على وثيقة ! كانوا يريدون أن يؤكّدوا إسالمهم يف آخر حلظةلكنه ما قيمة هاتني الشهادتني ! إعدام اإلسالم وتشهد الشهادتني

ألنه مل يذكر الشهادتني إال حينما واجه خطر هذه الوثيقة ، إال ! ؟كان هذا . ة هذا اخلطر حينما أصبح ملكه وسلطانه كله يف غمر

الرجل نفسه وغريه من األمراء احمليطني به يعيشون حالة التفتـت والتناقض واالنشغال بأمرهم عن اهللا إىل اليوم األخري من حيام ، هلذا مل ينفعهم شعورهم باالتصال باهللا يف اللحظـة األخـرية ، يف

. حلظة الغرق

Page 51: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

51 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

صال باهللا تعاىل حـىت البد من أن يعيش اإلنسان خطه الطويل متميكنه أن يترقب من اهللا االستجابة لدعائه ، واإلمـداد واملعونـة

. واملساندة واملعاضدة يف عمله : عامل الالأخالقية اإلنسان . 2

حنن أخالقيتنا اليت نعيشها مل تكن . هو األخالقية : والعامل الثاين . أخالقية اإلنسان العامل

القية اليت كنا نعيشها وهذه املظاهر هي هناك مظاهر أساسية لألخأبعد ما تكون عن أخالقية اإلنسان العامل الذي يريد أن حيمـل

هـذه . رسالة اهللا والذي يريد أن ميثل األنبيـاء علـى األرض األخالقية البد لنا أن نطورها من نفوسنا ، البد لنا أن نغير هـذه

العامل لكـي يـئ األخالقية ونفتح بالتدريج أخالقية اإلنسان . األرضية النفسية اليت يقام على أساسها العمل الصحيح

: روح التضحية واإليثار . أاألخالقية اليت كنا نعيشها من نقاطها الرئيسية االرتباط باملصلحة

حنن حباجة إىل أخالقيـة . الشخصية بدالً عن االستعداد للتضحية أن ىلإصية ، حنن حباجة التضحية بدالً عن أخالقية املصلحة الشخ

نكون إىل أهبة إليثار املصلحة العامة للكيان على املصلحة اخلاصة هلذا الفرد أو هلذا الفرد ، حنن البد لنا من أخالقيـة التضـحية

Page 52: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

52 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

باملصاحل اخلاصة يف سبيل املصاحل العامة ، أما ما كان موجوداً فهو . امة على الغالب إيثار للمصلحة اخلاصة على املصلحة الع

كنا نعيش ملصاحلنا ، وكنا ال نعيش للمصـلحة العامـة حينمـا . تتعارض مع مصاحلنا اخلاصة

النزعة األخالقية اليت تتجه حنو املصلحة ( وهذه النزعة األخالقية جتعل القدر األكرب مـن طاقاتنـا ) اخلاصة ال حنو املصلحة العامة

من قبيل جو احلوزة وقوانا وإمكانياتنا خصوصاً يف جو ) يف جـو) . غري منظم ، يف جو البد لكل إنسان أن يبين نفسه فيه بنفسـه

يف مثل هذا اجلو ، إذا عاش الناس دائماً عقلية املصلحة اخلاصـة ومل يكن عندهم أخالقية التضحية باملصلحة اخلاصـة يف سـبيل

فسوف يصرف القدر األكرب مـن الطاقـات .. املصلحة العامة والقابليات يف سبيل تدعيم املصاحل اخلاصـة أو يف واإلمكانيات

. سبيل الدفاع عنها حينما تتوجه االجتاهات من املصلحة العامة إىل املصلحة اخلاصـة سوف يضطر كل إنسان يعيش يف جو عامر ذا االجتاه ، سـوف

الدفاع عـن ىلإويضطر كل إنسان منهم إىل التفكري يف نفسه ، ه ، وبذلك نصرف مثانني باملائة من قوانـا نفسه ، وإىل تثبيت نفس

وطاقاتنا باملعارك داخل اإلطار ، بينما هذه الثمانني باملائـة مـن

Page 53: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

53 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

كـان القوى والطاقات اليت تصرف يف معارك داخـل اإلطـار بأخالقية ينعألو أننا نتحلّى بأخالقية اإلنسان العامل –باإلمكان

حنـول نأ –لعامة التضحية باملصلحة اخلاصة يف سبيل املصلحة اهذه الثمانني باملائة للعمل يف سبيل اهللا بتـدعيم اإلطـار ككـل

لكنـا –لو كنا نعقل –وبذلك . وترسيخه وتكديسه وتوسيعه نستفيد أيضا حىت حبساب املقاييس العاجلة أكثر مما نستفيد وحنن نتنازع ، وخنتلف داخل إطار معرض خلطر التمزق ، داخل إطار

. مهدد بالفناء اخل إطار حيكم عليه بالفناء يوماً بعد دإىل مىت حنن نعيش املعركة

؟ وال نفكر يف نفـس !!يوم ، أو يواجه خطر الفناء يوماً بعد يوم وال نفكر يف أن نتناسى مصـاحلنا الصـغرية يف سـبيل ! اإلطار

. املصلحة الكبرية أخالقية اإلنسان العامل أول شروطها هو أن يكون عند اإلنسانشعور واستعداد بالتضحية باملصلحة الصغرية يف سبيل املصـلحة

. الكبرية ، وهذا ما ال بد لنا من ترويض أنفسنا عليه

Page 54: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

54 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

: نزعة التجديد يف أساليب العمل . باملظهر الثاين من مظاهر أخالقية اإلنسان العامل هـو االجتـاه إىل

) . العمل نزعة التجديد يف أساليب ( التجديد يف أساليب العمل النظرية هي اإلسـالم ، وال ) عمل ( وعندنا ) نظرية ( حنن عندنا

شك وال ريب أن ديننا ثابت ال يتغري وال يتجدد ، وال ميكـن يف من األيام أن يفترض كون هذا الدين حباجة إىل تغيري أو حتوير ومي

أو تطوير ، ألن هذا الدين هو أشرف رساالت السـماء وخـامت الذي ارتضاه اهللا تبارك وتعاىل لإلنسان يف كل مكان تلك األديان

ويف كل زمان ، وهلذا فالصيغة النظرية للرسالة صيغة ثابتة ال تتغري . ، وال ميكن أن نؤمن فيها بالتجدد

من اخلطأ ألف مرة أن نقول بأن اإلسالم يتكيف وفق الزمـان ، ي خلق اإلسالم فوق الزمان واملكان ، ألنه من وضع الواضع الذ

الزمان واملكان ، فقد قّدر هلذه الرسالة القدرة على االمتداد مهما . امتد املكان والزمان

. الصيغة النظرية لإلسالم صيغة ثابتة فوق التجديد وفوق التغيـر البد هلا هي أن حتكم كل عوامل التغير وكل عوامل التجدد ، ال

حتكم اإلسـالم ، بـل أن عوامل التجدد والتغير حتكم الرسالة و

Page 55: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

55 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

هذا واضح على مستوى . اإلسالم حيكم على كل عوامل التجدد . النظرية وال بد وأن يكون واضحاً عندنا مجيعا

ففي أساليب العمل اخلارجي .. وأما العمل يف سبيل هذه النظرية النزعـة حالـة ( كانت لدينا حالة أنـا اسـتطيع أن أمسيهـا

هـو [ األصول علم يف قراناهاالستصحاب الذي االستصحابيةطبقناه على أساليب العمل وطبقنـاه علـى ] البناء على ما كان

حياتنا ، فكنا نتجه دائماً إىل ما كان وال نفكر أبداّ يف أنـه هـل ؟ !باإلمكان أن يكون أفضل مما كان

وهذه النزعة االستصحابية إىل ما كان واحلفاظ على مـا كـان اصلة مسؤولياتنا ، وذلـك ألن أسـاليب جيعلنا غري صاحلني ملو

العمل ترتبط بالعامل ، ترتبط مبنطقة العلم ، ترتبط بالبستان الذي أن تزرع دتريتريد أن تزرع فيه ، وهذا البستان وهي األمة اليت

ليست هلـا حالـة .. فهيا بذور اخلري والتقوى والورع واإلميان . ، لكن األمة تـتغري واحدة ، األمة تتغري ، نعم إسالمك ال يتغري

اها الفكري ، يف مسـتواها األمة اليوم غري األمة باألمس يف مستواألخالقي ، يف عالئقها االجتماعية ، يف أوضاعها االقتصادية ، يف

وحيث أن األمـة . األمة اليوم غري األمة باألمس . كل ظروفها م كما اليوم غري األمة باألمس ال جيوز لك أن تتعامل مع األمة اليو

Page 56: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

56 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

تتعامل مع األمة باألمس أنت اليوم حينما تريد أن تتصل بإنسان من أبناء األمة يف بلد آخر ال متشي على رجليـك وال تركـب حيواناً ، وإمنا تركب سيارة لكي تصل إىل هناك ، يعـين أنـك

. تغيرت أساليب عملك مع أبناء األمة ، ملاذا ؟ ألن األمة تغيرت هي األمة ، حيث أنك تريـد أن تـزرع فحيث أن منطقة العمل

هلذا جيـب .. يف األمة ) بذور التقوى والورع واإلميان ( بذورك أن تأخذ بعني االعتبار الظروف والتغريات والتصورات اليت توجد

هذه التصورات والتغيرات اليت توجد يف األمة حتدد لنا . يف األمة ك أسلوب واحـد أساليب العمل ، وليس باإلمكان أن يكون هنا

. يصدق على األمة اليوم على األمة باألمس وعلى األمة غداً ال بد لنا أن نتحرر من النزعة االستصحابية من نزعة التمسك مبا كان حرفياً بالنسبة إىل كل أساليب العمل هذه النزعة اليت تبلـغ

ـ –حىت أن كتابا دراسيا مثال . القمة عند بعضنا ل بأبسـط أُمثإذا أريد تغيريه إىل كتاب دراسي آخر أفضـل منـه ، –األمثلة

إذا أريـد . حينئذ تقف هذه النزعة االستصحابية يف مقابل ذلك وهذا أضئل مظاهر –تغيري كتاب بكتاب آخر يف جمال التدريس

ال ليس األمر هكذا البد من الوقـوف ، : حينئذ يقال –التغيري كتاب الذي كان يدرس البد من الثبات واالستمرار على نفس ال

Page 57: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

57 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

فيه الشيخ األنصاري رضوان اهللا عليه ، أو احملقق القمي رضوان هذه النزعة االستصحابية اليت جتعلنا دائما نعيش مـع . اهللا عليه

أمة قد مضى وقتها ، مع أمة قـد ماتـت وأنتـهت بظروفهـا ومالبساا ، ألننا نعيش بأساليب كانت منسجمة مع أمة مل يبقى

، وقد انتهت وحدثت أمة أخرى ذات أفكار أخـرى ، منها أحد ذات اجتاهات أخرى ، ذات ظروف ومالبسات أخرى ، فحينئذ

ـ أمن الطبيعي أن ال نوفق يف العمل ألننا نتعامل مع ماتـت ، ةمواألمة احلية ال نتعامل معها ، فمهما يكن لنا من تـأثري سـوف

موجـود يف يكون هذا التأثري سلبيا ، ألن موضوع العمل غـري اخلارج ، موضوع العمل ميت ، وما هو املوجود يف اخلـارج ال

. نتعامل معه جيب أن يكون واضحاً عندنا أننا جيب أن نتعامل مع هذا اإلنسان احلي املوجود يف اخلارج املكون من اللحم والدم ، وهذا اإلنسان

عامل يتغير ويتطّور وختتلف ظروفه ومالبساته ، حنن البد لنا أن نتوحيث أننا ال بد وأن نتعامل مع هذا اإلنسان . مع هذا اإلنسان

فالبد من أن نفكر دائماً يف األساليب اليت تنسـجم مـع هـذا .اإلنسان

Page 58: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

58 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

يف [ كما قلنا باألمس –قبل قرون وقورن ) رض (الشهيد األول فكّر يف تنظيم شؤون الدين واملرجعية ] احملاضرة األوىل عن احملنة

ىلإن األشكال كما قلنا ، ونقل الكيان الديين من مرحلة بشكل م . مرحلة

لكن أليس باإلمكان أن يفكّر مئات العلماء الذي جـاءوا بعـد الشهيد األول إىل اآلن ، ومئات العلمـاء املوجـودون فعـالً ، ومئات العلماء الذي سوف خيلفون هؤالء العلماء بعد ذلـك ،

املئات مـن العلمـاء يف تطـوير أليس باإلمكان أن يفكّر هؤالء أساليب الشهيد األول ؟ يف حتسينها ، يف تنقيتها يف تطويرها ؟

أليس باإلمكان هذا ؟ فكّر الشهيد األول يف أن يضع قواعد هلذه املرجعية ، لكن هـذه القواعد أهي هي ؟ البد وأن تبقى حبدودها اليت كانـت يف أيـام

يف أيام املماليـك يف سـوريا املماليك ؟ تلك احلدود اليت كانت تصدق على ما هو موجود اليوم يف العامل مع تغري العـامل ولـيس

العامل اليوم عالم املماليك ؟ فإذا كنا نؤمن بأن األساليب تتغير وإن كانت النظرية ثابتـة إذن

لنا أن نفتح باباً للتفكري يف هذه األساليب ، كما نفكّـر يف فالبدالترتب ( لنظريات األصولية ، كما نفكر يف النظريات الفقهية وا

Page 59: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

59 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

، كما نفكر يف أن العصري ) اجتماع األمر والنهي ( و يف حبث ) العنيب هل هو حمكوم عليه باحلرمة والنجاسة أو غري حمكوم عليـه

وهذه من البحـوث املعقـدة يف الفقـه ... [ باحلرمة والنجاسة ] واألصول

. ك بأساليب العمل كذلك البد وأن نفكر إىل جانب ذل ملالعهذا جزء من وظيفتنا ، ألننا ندرس العلم للعمل وال ندرس

إشارة [ حبسب زعمنا اءياألنبلكي جنّمده يف رؤوسنا ، حنن ورثة أن العلماء هم ورثة األنبياء ( على األحاديث الشريفة الدالة على

ـ ) ] ي ، واألنبياء عاملون قبل أن يكونوا علماء ، هم علماء لكفإذا كنـا حنـن . يكونوا عاملني ، وليسوا عاملني من دون عمل

ورثة األنبياء فيجب أن نفكر يف أننا عاملون لكي نعمل ، فإذا كنا عاملني لكي نعمل فالبد وأن جنعل جزءا من وظيفتنـا أن نطـرح على أنفسنا ، أن نطرح على أساتذتنا ، أن نطرح على زمالئنا ،

: األسئلة أن نطرح يف كل مكان هذه ما هو العمل ؟ كيف نعمل ؟

ما هي أساليب العمل ؟

Page 60: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

60 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

كيف ميكن جتديد أساليب العمل بالشكل الذي ينسجم مع األمة اليوم ؟

حنن نتعامل مع عامل اليوم ال مع عامل عصر املماليـك إذن كيـف نتعامل مع عامل اليوم ؟

يس هنـاك هذه أسئلة قد يكون جواا صعباً يف بدية األمر ألنه لمطالعات وترويض فكري على اجلواب عليها قد جتد أن اجلواب على مسألة أصولية سهل ، ألن هذا اإلنسان الذي تسـأله قـد

وأما مثل هذه األسئلة فحيث أنـه . درس األصول عشرين سنة بنفسها أيضا أسئلة دقيقة ومرتبطة مبدى خربة اإلنسان وجتاربـه

ا قد جيد الصعوبة يف اجلـواب هلذ.. وإطالعه على ظروف العامل على هذه األسئلة ، لكن هذه الصعوبة البد من تذليلها بالبحـث

. والتفكري ومواصلة البحث والتفكري إذن فالبد وأن جنعل جزءا من وظيفتنا أن نفكر دائماً يف أنه كيف

. نغري أساليب العمل ، كيف ننسجم مع وضعنا وبيئتنا يف هذا البلد مئات السنني ، مث بعد هذا ملاذا تعيش احلوزة العلمية

؟ وإذا بأبنـاء !!يظهر إفالسها يف نفس هذا البلد الذي تعيش فيه هذا البلد أو ببعض أبناء هذا البلد يظهـرون مبظهـر األعـداء

!!!واحلاقدين واحلاسدين واملتربصني ذه احلوزة

Page 61: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

61 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

أال تفكرون يف أن هذه هي جرميتنا قبل أن تكون جرميتـهم ؟ يف أن هذه هي مسؤوليتنا قبل أن تكون مسؤوليتهم ؟ ألننا مل نتعامل

فهذه األجيال ! معهم ، حنن تعاملنا مع أجدادهم ومل نتعامل معهم اليت حتقد علينا وتتربص بنا اليوم ، تشعر بأننا نتعامل مع املوتى ال

وهلذا حيقدون علينا وهلذا يتربصون بنا ، ألننا ! نتعامل مع األحياء . نقّدم هلم شيئاً ، ألننا مل نتفاعل معهم مل

أنا منذ سنة ، منذ أكثر من سنة أحتدث مـع األخـوان ، ومـع كل واحد يكون لـه –األعزاء يف أن كل واحد من أهل العلم

لو كان يكّون له جملساً تبليغياً يف النجف األشرف يضم –قدرة يشتري منه مخسة فقط ال أكثر من مخسة ، يضم هذا البقال الذي

لنب ، هذا العطّار الذي يشتري منه شكر ، هذا اجلار الذي يسلّم ..عليه عندما خيرج من بيته ، يضم مخسة من هؤالء

د من أهل العلم عنده جملـس تبليغـي يف يـوم حلو كان كل واويسبح من الصبح إىل ) الكوفة ( اجلمعة بدالً عن أن يذهب إىل

معروف يفد إليه الكثريون يف أيام منتزه ) شط الكوفة [ ( العصر ، ] العطل لالصطياف والتنزه ، وهو قريب من النجف األشرف

بدالً عن أن يبذّر الوقت باملطاردة يف الشعر ، بدالً عن أن يبـذّر بدالً عن كل ذلك لو أنه يسـتثمر .. يف ألف هلو ، وهلو تالوق

Page 62: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

62 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

لـو . جزءا من هذا الوقت الذي يهدره ال يف غـرض معقـول يستثمر جزءا من هذا الوقت يف تكوين جملس تبليغي خلمسة من

لو أن ألف شخص من الطلبة كل واحد منـهم .. أبناء النجف يكّون جملساً تبليغياً خلمسة ، لكان لدينا قاعدة شعبية مكونة مـن مخسة آالف وألحس الناس من أبناء البلد بأننا نتعامل معهم ، إننا

وجودنا مـرتبط بوجـودهم ، إن ن، أنفكر فيهم ، إننا نعطيهم لكننا مل نتعامل معهم ، . حياتنا مصدر خري هلم ، مصدر عطاء هلم

. ال يتعاملوا معنا إذا كنا ال نتعامل معهم نومن الطبيعي أإذن البد لنا أن نفكر يف تغيري أساليب العمل ، والبد لنا دائماً أن

. نفكر فيما هي األساليب األفضل واألصح : العقلية الرياضية والعقلية االجتماعية . ج

–بقيت هناك نقطة أخرى متممة هلذه النقطة البد يل من إثارـا أننـا : وهـي –وأظن الوقت انتهى ، أقوهلا على حنو االختصار

حينما نفكر يف أساليب العمل جيب أن ال نفكر يف ذلك بعقليـة تحالة اجتماع األمـر اس( و ) الترتب ( األصول والفقه ، بعقلية

. ، أي بالعقلية الرياضية ) والنهي هناك عقلية رياضية ، وهناك عقلية اجتماعية ، توجد عقليتـان ،

. يوجد نوعان من التفكري ، تفكري رياضي ، وتفكري اجتماعي

Page 63: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

63 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

هو التفكري الذي ال يقبل حقيقة من احلقـائق : التفكري الرياضي ها قد أزيلت بالربهان القـوي أال إذا كانت كل نقاط الضعف في

الواضح الذي ال يقبل الشك واجلدال ، فإذا كانـت النتيجـة الرياضية واضحة بعد التحليل على مستوى أن أثنني زائدا اثـنني يساوي أربعة حينئذ تقبل ، وأما إذا مل يكن الربهـان الواضـح

. القاطع على صحتها ال تقبل ري الذي نعيشـه يف علـم هذا هو التفكري الرياضي ، وهو التفك

األصول ، ألن كثريا من قواعد علم األصول يبىن على أسـاس . ، لكن هذا التفكري خيتلف عـن الـتفكري االجتمـاعي الربهنة

. التفكري االجتماعي ال ميكن أن نطلب فيه الربهان أن دينرلنرجع مرة أخرى إىل ذاك املثال الساذج البسيط حينما

كتاب دراسي آخر ال ميكن أن نتطلب يف مقام نغير كتابا دراسيا ببرهن لك على أنه لو مل يدرس أ اين االمتناع برهانا رياضيا حبيث

هذا الكتاب لوقع اجتماع النقيضني ، وأما لو درس هذا الكتاب فال يقع اجتماع النقيضني ، مثل هذا الربهان الرياضي ال ميكن أن

. يكون يف العمل االجتماعي

Page 64: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

64 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

يقوم على أسـاس احلـدس االجتمـاعي ، : تماعي العمل االجواحلدس االجتماعي يتكّون من اخلربة والتجربة ومـن االطـالع

. على ظروف العامل ومالبسات العامل . إذن فيجب أن نفتح أعيننا على العامل

. إذن جيب أن نعيش اخلربة والتجربة يف العامل اليت نفكـر يف إذن جيب أن نفكر يف أساليب العمل ال بالطريقة

نغمض أعيننا وجنلس يف الغرفـة ونفكـر يف أن . علم األصول نعم هذه هي الطريقـة املفضـلة يف . الترتب مستحيل أو ممكن

أن جنلس يف غرفـة . التفكري ، يف أن الترتب مستحيل أو ممكن خالية ونقفل باب الغرفة مث نفكّر يف أن الترتب مستحيل أو ممكن

. تنبع من واقع األمر وال تنبع من اخلارج ، ألا مسألة نظريةوأما العمل االجتماعي فهو حباجة إىل حدس اجتماعي ، واحلدس

.. االجتماعي يتكون من خالل التفاعل مع الناس .. من خالل االطالع على ظروف العامل

.. من خالل االطالع على املالبسات .. خرون من خالل االطالع على التجارب اليت قام ا اآل

من خالل املقارنة بني أحوالنا وأحوال اآلخرين من خـالل كـل ذلك يتكون هذا احلدس االجتماعي إذن فلكي نكون مـتجهني

Page 65: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

65 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )

اجتاها صحيحا يف تفكرينا ، يف أساليب العمل ، جيب أن نغري من طريقة تفكرينا ، يعين أن ال نصطنع نفس الطريقة األصولية حينما

وإمنا نعتمد علـى احلـدس االجتمـاعي نفكر يف أساليب العمل ونفتش عن كيفية تكوين هذا احلدس يف أذهاننا عن طريق تعميق

. خرباتنا وجتاربنا

وفقنا اهللا وإياكم وغفر اهللا لنا ولكم

Page 66: ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ … file] ﺭﺪﺼﻟﺍ ﺮﻗﺎﺑ ﺪﻤﳏ ﺪﻴﺴﻟﺍ ﺪﻴﻬﺸﻟﺍ .. ﺔﻨﶈﺍ

[ الشهيد السيد حممد باقر الصدر.. احملنة حماضرتان حول مفهوم ]

66 | P a g e ( w w w . a r m e e a . c o m )