ة وعلوم التسيري كليــة العلوم اقتصادـي

العلوم االقتصاديةقسـم ةمتطلبات نيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادي الستكمالمذكرة مقدمة

-االقتصادي التحليل :ختصص -

:عنوانب

الدكتور كمال بن موسى: تحت إشراف محمد بابكر: طالبالمن إعداد

:أمام اللجنة املتكونة من السادة الصفة اجلامعة الرتبة العلمية واللقب االسم

مدايل إبراهيجامعة أستاذ التعليم العايل عبد ايد قدي /الدكتور األستاذ رئيساً

مقرراً مجامعة دايل إبراهي أستاذ حماضر كمال بن موسى/ الدكتور

مناقشاً مجامعة دايل إبراهي أستاذ حماضر خالد كواش/ رالدكتو

مناقشة مجامعة دايل إبراهي ةأستاذة حماضر مسية كبري/ الدكتورة مناقشاً مجامعة دايل إبراهي الدروسأستاذ مكلف ب حسان برزوان / األستاذ

السنة الجامعية 2008 /2009

ِإن لَا اللَّه رغَيا يمٍ متَّى بِقَووا حرغَيا يم هِمبَِأنْفُس 11سورة الرعد اآلية

لو غري : يف يومه إال قال يف غده إين رأيت أنه ال يكتب إنساناً كتاباً {ا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان هذا لكان أحسن ولو زيد هذ

العرب، وهذا دليل أعظمأفضل، ولو ترك هذا لكان أمجل، وهذا من }على إستالء النقص على مجلة البشر

عماد الدين األصفهاين

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

احملتـــــويات

رقم الصفحة مـــحــتـــويـات الــبــحـــث

شكـر وعـرفـان إهــداء

فهرس المحتويات قائمة الجداول قائمة األشكال قائمة المالحق أ ـ و مقدمة عامة

التنمية وإشكاالت المصطلح -1 02 مدخل

02 مفهوم التنمية االقتصادية 1-1

02 تعريف التنمية االقتصادية - 1- 1-1

07 أهداف التنمية االقتصادية - 2- 1-1

09 مراحل تطور مفهوم التنمية االقتصادية - 3- 1-1

17 الدروس المستخلصة من تجارب التنمية السابقة - 4- 1-1

ـاهـيم عـامـة حـول النمـو االقتصادي – 1-2 18 مـف

18 مو االقتصادي تعريف الن - 1- 2- 1

21 السياسات الضرورية لتحقيق النمو االقتصادي - 1-2-2

24 العوامل المؤثرة في النمو االقتصادي - 1-2-3

27 الفرق بين النمو االقتصادي والتنمية االقتصادية - 1-2-4

29 التنميةاالقتصاد والتصورات النظرية حول البيئة وعالقتها ب – 1-3

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

احملتـــــويات

29 المختلفة لمصطلح البيئة التعاريف - 1-3-1

53 ماهية اقتصاد البيئة - 1-3-2

37 العالقة التكاملية بين التنمية والبيئة - 1-3-3

 على الدروس المستفادة من التجارب السابقة - 1-3-4 ً  الجديد للتنمية بناءا 44 المفهوم

48 خالصة الفصل األول

ميالتنمية المستدامة وقفة عند اإلطار المفاهي -2

52 مدخل

53 اإلطار النظري للتنمية المستدامة -2-1

53 الخلفية التاريخية لـظهور المصطلح 2-1-1

64 مفهوم التنمية الـمستدامـة 2-1-2

74 أهـداف التنمية المستدامـة 2-1-3

80 مـبـادئ الـتنمية الـمـستـدامـة 2-1-4

83 أبـعـاد الـتـنـمـيـة الـمـسـتـدامـة -2-2

83 البعد االقتصادي والمالي للتنمية المستدامة 2-2-1

86 البعد البشري للتنمية المستدامة 2-2-2

88 البعد البيئي للتنمية المستدامة 2-2-3

89 البعد التكنولوجي للتنمية المستدامة 2-2-4

92 قياس التنمية، المفهوم، مؤشرات -2-3

92 مفاهيم أساسية حول المؤشرات 2-3-1

94 األساليب األولى لقياس التنمية 2-3-2

96 مؤشرات قياس التنمية المستدامة 2-3-3

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

احملتـــــويات

113 المعوقات الرئيسية لتحقيق التنمية المستدامة 2-3-4

116 خالصة الفصل الثاني

التنموية بين اإلطار الفكري والواقع العملي األهداف -3 119 مدخل

120 المفاهيمي لألهداف التنموية اإلطار 3-1

120 لأللفيةاإلنمائية السياق التنموي لصياغة األهداف 3-1-1

130 األهداف اإلنمائية مفاهيم أساسية حول 3-1-2

137 مكونات األهداف التنموية الجديدة 3-1-3

162 تدامةالثالثة كمحفزات للتنمية المس األلفيةأهداف التنمية في 3-2

162 العناصر الرئيسية لإلستراتيجية التنموية لأللفية الثالثة3-2-1

166 منهج تحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية الثالثة 3-2-2

191 معوقات تحقيق األهداف اإلنمائية 3-2-3

192 تقييم دور األهداف اإلنمائية في تحقيق التنمية المستدامة 3-2-4

199 لثخالصة الفصل الثا

االقتصادية الجزائر واألهداف اإلنمائية لأللفية الثالثة كدراسة حالة في ظل اإلصالحات -4

202 مدخل

203 واقع االقتصاد الجزائري في مطلع األلفية الثالثة 4-1

203 تحقيق األهداف التنمويةاإلصالح االقتصادي في الجزائر ودوره في 4-1-1

208 سطرة لتحقيق األهداف اإلنمائية لأللفية الثالثةالبرامج الم 4-1-2

224 الجزائر و التوجهات اإلنمائية في األلفية الثالثة 4-2

225 تقييم التجربة الجزائرية في بلوغ األهداف التنموية 4-2-1

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

احملتـــــويات

255 في الجزائر توطين أهداف األلفية 4-2-2

259 خالصة الفصل الرابع

ـاتـمـة الدراسة 262 خ

مـراجـع مـة اـل 269 قـاـئ

XXI-I الـمـالحـــق

-حالة اجلزائر -مية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التن مذكرة ماجستري

قائــمة اجلـداول

الصفحة عنوان اجلدول الرقم 28 االقتصاديةالفرق بني النمو االقتصادي والتنمية 1-1 42 تطوراً األقلالبشرية املختلفة يف البلدان املتطورة و األنشطةن عاملشاكل البيئية الناجتة 1-2 78 األهداف الرئيسية للتنمية املستدامة 2-1 89 ملستدامة واألهداف اخلاصة بكل منهااألبعاد املختلفة للتنمية ا 2-2 97 املؤشرات املؤلفة لعناصر مقياس االستدامة البيئية 2-3 128 قياس تقدم التنمية، مؤشرات عملية أساسية 3-1 132 أهداف التنمية يف األلفية الثالثة، والغايات املستهدف الوصول إليها 3-2 143 الغايات، واملؤشراتهدف القضاء على الفقر املدقع واجلوع، 3-3 145 هدف حتقيق تعميم التعليم االبتدائي، الغايات، واملؤشرات 3-4 150 هدف تعزيز املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة، الغايات، واملؤشرات 3-5 152 هدف ختفيض وفيات األطفال، الغايات، واملؤشرات 3-6 154 الغايات، واملؤشرات هدف حتسني الصحة اإلجنابية لدى األمهات، 3-7 156 هدف مكافحة االيدز واملالريا واألمراض األخرى املنتشرة، الغايات، واملؤشرات 3-8 158 ، الغايات، واملؤشراتضمان االستدامة البيئيةهدف 3-9 161 ، الغايات، واملؤشراتتطوير شراكة عاملية من أجل التنميةهدف 3-10 168 احلكومي اإلنفاق إمجايلالعسكري إىل اإلنفاقالرمسية ونسبة اإلمنائيةساعدات على امل اإلنفاقنسبة 3-11 193 أهداف ومؤشرات لتحقيق املساواة االجتماعية 3-12 195 أهداف ومؤشرات لتحقيق الصحة العامة 3-13 209 2001-1999املؤشرات االقتصادية للفترة تطور 4-1 212 قتصاديالا برنامج دعم اإلنعاشحمتويات 4-2 215 لقطاعاتاهيكل توزيع املخصصات املالية لربنامج دعم النمو على خمتلف 4-3 226 "2000 ،1995 ،1988:" تقديرات نسبة الفقر يف اجلزائر خالل سنوات 4-4 228 الفقر البشري وفقر الدخل يف اجلــزائر 4-5 229 2004 – 1995" املتوسط السنوي ملعدل منو أهم املؤشرات الكلية املرتبطة مبستوى املعيشة خالل الفترة 4-6 230 2004، 2000، 88،95:تطور نسبة الفقر خالل سنوات 4-7 231 2005إىل 1995للفترة من عدد السكان البطالني حسب نوع اجلنستطور 4-8

-حالة اجلزائر -مية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التن مذكرة ماجستري

قائــمة اجلـداول

232 2007-2004ر للفترة يف اجلزائمعدل البطالة تطور 4-9 233 2005-2000تطور التسجيل يف التعليم مبختلف أطواره يف اجلزائر للفترة 4-10 234 2006و 2002و 1998لسنوات لالفئات العمرية حسب تطور نسبة األمية 4-11 237 2008-1998يف التوزيع بالنسبة للدخل للنساء للفترة ةاملساوا 4-12 238 2008- 1998سني من اإلناث حسب مستوى التعليم عدد املتمدر 4-13 239 سنة 24-6للفئة معدل التمدرس حسب اجلنس 4-14 241 حالة والدة 1000معدل وفيات األطفال لكل 4-15 242 من صفر إىل مخس سنوات لكل الف مولود حي األطفالوفيات 4-16 243 الرضعتطور نسبة الوفيات 4-17 244 ستشفائى و املتابعة ما بعد الوالدةإلاملتابعة الصحية للحمل، الوالدات يف الوسط اتطور نسبة 4-18 250 السكان احملرومني من شبكة الربط باملاءعدد ربط السكان بشبكة املاء الصاحل للشرب ونسبة تطور 4-19 252 2007- 2004تطور حجم املديونية يف اجلزائر للفترة 4-20 253 2008و 1993هلاتف الثابت بني سنوات عدد مشتركي ا 4-21 253 2008- 1998عدد أجهزة اإلعالم اآليل املقتناة على املستوى الوطين بني سنوات 4-22

رحال -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري -ة اجلزائ

األشكالقائــمة

الصفحة الشكل عنوان الرقم 16 مراحل تطور مفهوم التنمية 1-1 33 عناصر النظام الطبيعي البيئي 1-2 35 عناصر النظام البيئي احلضاري 1-3 70 موقع عملية التنمية املستدامة بني اعتبارات التنمية املختلفة 2-1 72 األبعاد احملورية الثالثة لالستدامة 2-2 74 ةاملستدامهداف الثالثة اليت يتعني دجمها يف التنمية جمموعة األ 2-3 110 حماور االستدامة ووسائل حتقيقها 2-4 189 اخلطوط العامة لنظام الدارة البيئية املتكاملة 3-1 195 العوامل املؤثرة على الصحة يف الدول النامية 3-2 231 تطور عدد السكان البطالني حسب السنوات و اجلنس 4-1 234 2005-2000تطور عدد املسجلني يف خمتلف أطوار التعليم باجلزائر 4-2 235 وذلك حسب الفئات العمرية 2006٬2000٬1998تطور نسبة األمية للسنوات 4-3 236 .تطور عدد طلبة التعليم العايل يف اجلزائر 4-4 237 مؤشر املساواة يف توزيع الدخل بالنسبة للنساء 4-5 238 2008-1998عدد املتمدرسني من اإلناث حسب مستوى التعليم تطور 4-6 239 سنة 24-6للفئة معدل التمدرس حسب اجلنستطور 4-7 242 حسب اجلنس والزمن األطفال وفيات عدد 4-8 243 2005-1990تطور عدد وفيات األطفال يف اجلزائر للفترة من 4-9 245 .تطور نسبة املتابعة الصحية للحمل، الوالدات يف الوسط اإلستشفائى و املتابعة ما بعد الوالدة 4-10 246 2005-1999عدد وفيات األمهات أثناء الوالدة للفترة من 4-11 251 نسبة تطور ربط السكان بشبكة املاء الصاحل للشرب والسكان احملرومني من شبكة الربط باملاء 4-12 253 2007-2004تطور حجم املديونية للفترة 4-13 254 2008-1998املقتناة للفترة االعالم اآليل جهزةأتطور عدد 4-14

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

املالحققائــمة

امللحق عنوان الرقمI معطيات اقتصادية و اجتماعية عن اجلزائر: امللحق األول II 2000إعالن األمم املتحدة بشأن األلفية :لثاينامللحق ا III اية احلرب العاملية الثانية: امللحق الثالث تطور مفهوم التنمية وحمتواها منذ IV املرأةجلندرية ومتكني الفجوة امؤشرات قياس : امللحق الرابع V 2005 مؤشرات أهداف االلفية لبلدان مشال افريقيا:امللحق اخلامس

مـقـدمـة عـامـة

أ -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

باملتغريات يالعامل األلفية الثالثة وقد أخذت العوملة تشق طريقها خبطى متسارعة يف عامل مل دخل والتحوالت والتطورات املتداخلة، وألن لكل عصر معطياته وألننا نعيش اآلن يف عصر تكنولوجيا املعلومات

لفية الثالثة البد أن يكون مفهوما عصريا يتالءم مع التحوالت واقتصاد املعرفة فإن مفهوم التنمية يف األوالتغريات العاملية اليت نتج عنها جدل ونقاش يف األساليب والطرق اليت يتم بواسطتها قياس مستوى التنمية

.احملقق من طرف الدول

لقرن العشرين كان هلـذا عـرف مفهوم التنمية عدة تطورات، فخالل عقدي األربعينيات واخلمسينيات من اينظر إىل التنمية على أا االرتفاع يف مستوى دخل األفراد، والذي كان مرادفا ملفهوم النمو االقتصادي، حيث عرِفت التنمية على أا كل عملية يتم من خالهلا زيادة الدخل الوطين ومتوسط دخل الفرد باإلضافة إىل حتقيق

تعرب عن التقدم، وخالل عقد الستينيات أصبح ينظر إىل التنمية على أا معدالت منو مرتفعة يف قطاعات معينة قدرة االقتصاد الوطين على حتقيق زيادة سنوية يف الناتج الوطين، حبيث تكون هذه الزيادة مبقدار أعلى من

ة يف معدالت بالرغم من حتقيق معدالت عالية للنمو االقتصادي إال أا كانت مرفقة بزيادومعدل منو السكان، قوم تالنظر يف هذا املفهوم، ويف منتصف السبعينيات أصبحت تعبِر عن تلك العملية اليت ةالبطالة وعليه مت أعاد

من خالهلا بتخفيض أو القضاء على الفقر والبطالة وسوء توزيع الدخل، وذلك من خالل الزيادة املستمرة يف يف مستوى الدخل احلقيقي اًعرفت الدول النامية تدهور معدالت النمو االقتصادي، ومع حلول الثمانينات

ألسباب داخلية وخارجية مما أدى إىل جلوئها إىل االقتراض اخلارجي، ومن مث تعرضت املوارد الطبيعية إىل االسترتاف من أجل الوفاء بالتزاماا اخلارجية ونتيجة لذلك أصبح هناك اهتمام على املستوى العاملي مبفهوم

للتنمية، وهو ما أصطلح " االقتصادية، البيئية، والبشرية االجتماعية، والسياسية"الذي يعكس األبعاد التنميةيف مؤشرات التنمية اإلنسانية واليت اًويف اية التسعينيات عرف العامل تراجع. على تسميته بالتنمية املستدامة

:حنصرها يف النقاط التالية . م1990بلداً مما كان عليه الوضع يف عام 54ارتفاع حدة الفقر يف * . بلداً 21ارتفاع عدد اجلياع يف * . اًبلد14تزايد وفيات األطفال دون سن اخلامسة يف * .اًبلد12تناقص معدل االلتحاق بالتعليم االبتدائي يف* .احنصار التغيري يف مؤشرات التنمية يف بلدان العامل النامي*

ب -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

وأمام ظاهرة ايار الصياغات يف معاجلة املشكالت املطروحة وإدراكاً حلجمها، كان البد من على احلفاظ على استحداث ج جديد يمكّن من خالله حتقيق التنمية ويكون يف متناول كل الشعوب وقادراً

رئيسي للبشرية يف القرن الواح د والعشرين، وكـذا دحر شبح التخلف التوازن البيئي الذي يعترب االهتمام اـلاملرعب، كما جيب أن يتمثل اهلدف الرئيسي هلا يف تلبية احلاجيات األساسية جلميع السكان، يكون فيها التعليم عبارة عن تنمية للقدرات البشرية على املستوى األخالقي واجلمايل والعمل التضامين، وليس استنساخ مناذج

ات البشرية واليت ال تتوافق واملعطيات االقتصادية للدول، ونتيجة هلذه الفجوة لالستهالك اخلاصة باألقلياملوجودة بني الرؤية الكامنة يف التنمية والواقع الراهن الذي يعيشه األفراد يف العديد من بلدان العامل، أخذت

) لتعاون والتنمية االقتصاديةاألمم املتحدة والبنك العاملي، وصندوق النقد الدويل، ومنظمة ا(اموعة الدولية تغيري هذه الصورة القامتة اليت عرفتها التنمية من خالل تراجع مؤشراا ومن مث إعطاء رؤية حماولة على عاتقها

جديدة تكون أكثر توسعية يف مفهومها، واليت حتث على االستثمار يف العنصر البشري عن طريق القضاء والعناية الصحية وحتقيق املساواة بني اجلنسني واحملافظة على البيئة ) التعليم(عـلى الـفقر، وحمو األمية

باعتبارها الطريق املناسب لتحقيق معدالت عالية يف النمو االقتصادي، كما تعترب العدالة يف توزيع الدخل سميته وزيادة التوظيف وإشباع احلاجيات األساسية لإلنسان من األهداف املركزية هلا وهو ما اصطلح على ت

دولة على حتقيق مثانية عشر غاية رئيسية وملموسة ومقيدة 189بإعالن األلفية الثالثة والذي تعهدت من خالله م واليت تعاجل كل ما حييط حبياة اإلنسان من مشاكل من خالل وضع أهداف 2015جبدول زمين حبلول عام

:وغايات حمددة يقاس مدى حتققها مبؤشرات واضحة واليت حتث على .ـ القضاء على الفقر واجلوع1 .ـ حتقيق تعميم التعليم االبتدائي للجميع2 .من أساليب القوةالنساء حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني ـ3 .ـ خفض عدد وفيات األطفال دون سن اخلامسة بنسبة الثلثني4 .أرباع ختفيض وفيات األمهات عند الوالدة بنسبة ثالثة من خالل ـ حتسني صحة املرأة5اإليدز واملالريا والسل وأمراض /ـ القضاء على انتشار األمراض، السيما فريوس نقص املناعة البشرية 6

.أخرى .ـ ضمان االستدامة البيئية7 .ـ تطوير شراكة عاملية من أجل ضمان التنمية تكون هلا أهداف بالنسبة للتجارة وختفيف الديون8

ج -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

عرفت هي األخرى مشكلة يف التنمية حيث حاولت بعد حصوهلا على ياًمنا اًوباعتبار اجلزائر بلد االستقالل السياسي، الوصول إىل حتقيق االستقالل االقتصادي وذلك عن طريق انتهاجها للنموذج االشتراكي للتنمية لكنه مل حيقق هلا األهداف املرجوة، مما اضطرها إىل البحث عن بديل جديد خاصة بعد أزمة النفط يف

واليت اضطرا إىل تطبيق النموذج الرأمسايل يف التنمية والذي يعتمد على سياسة األسواق، وهذا ال 1986عام .1988يتم إال بتطبيق جمموعة من اإلصالحات االقتصادية اليت بدأا يف سنة

دايـة األلـفية الثالثة وحماولة منها للتكييف مع املعطيات الدولية اجلديدة ، قامت اجلزائر بتطبيق ومع ـبسياسة تنموية تعتمد على سياسة املشاريع الكربى من خالل وضع برنامج لإلنعاش االقتصادي ميتد من الفترة

وكذا وضع صناديق للتنمية ) 2009-2005(و برنامج أخر لدعم النمو ميتد للفترة ) 2001-2004( .ة مناطق اهلضاب العليااحمللية متثلت يف صندوق لتنمية مناطق اجلنوب وآخر لتنمي

وبناءاً على هذه الظروف واملعطيات اجلديدة فإن تبين األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة من طرف وقع فيه العامل حيث عرفت عملية التنمية ) ايار الصياغات(اموعة الدولية يعود سببه إىل مأزق يف التنمية

يف بلدان اجلنوب، وكذا إىل بروز أطروحات وخطابات التيار املناهض اًوتأخر يف بلدان الشمال اًوتطور اًتقدمللعوملة االقتصادية الليربالية بالذات وهو التيار العاملي املكون بشكل رئيسي من منظمات اتمع املدين والذي

. 1999ظهر خالل مظاهرات سياتل

اجلديد حنو التنمية املستدامة يف األلفية الثالثة عن طريق حتديد ويف ظل هذا االهتمام الدويل املتزايد والتوجه :جمموعة من األهداف التنموية تربز لنا معامل اإلشكالية اليت نعمل على معاجلتها وفق الطرح التايل

ـ ما مدى قدرة اجلزائر على حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ومن مث التنمية املستدامة من اللتزام بتحقيق هذه األهداف ؟ خالل ا

ولتبسيط هذه اإلشكالية أكثر ارتأينا حتليلها ضمن أربعة أسئلة فرعية مثلت يف احلقيقية احملاور األساسية : للمذكرة وهي

ما هي طبيعة العالقة والتفاعل احلاصل بني التنمية والبيئة واالقتصاد ؟ - نمية املستدامة يف األلفية الثالثة ؟ما هي حقيقة التحديات املفروضة على الت -

د -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

هل هناك عالقة بني حتقيق األهداف التنموية والتنمية املستدامة ؟ - ؟ أين وصلت اجلزائر يف حتقيقها لألهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ومن مث التنمية املستدامة -

عن األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية تفترض هذه الدراسة واليت نبحث من خالهلا وضع متاملستدامة مع دراسة حالة اجلزائر، ومن أجل معاجلة اإلشكالية املطروحة أعاله وكذا األسئلة الفرعية

: جمموعة من الفرضيات جاءت على النحو التايلاجلزائر ال يعد خياراً بل حتمية يفرضها الواقع إن تبين األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة من طرف .1

.االقتصادي العاملي .مل ينتج عن حتسن مؤشرات االقتصاد الوطين حتسن احلالة االجتماعية لإلنسان يف اجلزائر .2لقد ساهم برناجمي اإلنعاش االقتصادي ودعم النمو يف اجلزائر بصورة إجيابية يف حتقيق األهداف .3

.اإلمنائية

:يأن أخلص أهم املسوغات اليت دفعتين إىل تبين هذا املوضوع وحماولة مقاربته ودراسته نظرياً فيما يلميكن لست كاتباً باملعىن املهين الذي صاحبه يبحث عن املوضوع ليخرجه للناس، لكين {:يقول مالك ابن نيب

}أشعر بواقع من حويل فيدفعين إىل دراسته وإخراجه للناسباألهداف اإلمنائية لأللفية اًأنين مل أجد اهتمامإذ لذي شعرت به خالل فترة دراسيت اجلامعية، الواقع ا

.الثالثة يف املقررات الدراسية املتعلقة بالتنميةغياب أو قلة الدراسات املهتمة بفهم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة يف اجلزائر على مستوى دوائر البحث

.ياسية واالقتصاديةواهليئات السالرغبة الشخصية يف االطالع املكثف واملنهجي على إعالن األمم املتحدة لأللفية الثالثة املتعلق باألهداف

.اإلمنائيةتنبع أمهية املوضوع من كونه يتطرق إىل قضية هامة وهي قضية األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة من كما

جديداً جيعل من أفراد اتمع حمور التنمية وهدفها األول واألساسي، فهي تم بتطويرهم اًحيث كوا مفهوموتنميتهم من خالل النظر إليهم واعتبارهم موردا اقتصاديا مهماً تعزى إليهم النسبة الكبرية من النمو االقتصادي

ن مثار النمو االقتصادي احملقق، وذلك الذي يحقق يف الدول املتقدمة، ويف الوقت نفسه ضرورة استفادة البشر م

ه -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

أحواهلم التعليمية والصحية ورفع مستوى معيشتهم، وترجع األمهية كذلك إىل مواجهة التنمية من خالل حتسنييف بداية األلفية الثالثة ألزمة متثلت يف استمرار منو الفقر يف الوقت الذي ال تزال فيه شعوب العامل تستهلك

القابلة للتجديد والقيام بإفساد البيئة احمليطة باإلنسان من خالل االستخدام واالستغالل مواردها الطبيعية غري .غري العقالين للموارد، وكذا عدم وجود املوارد املالية الكافية لتحقيق التنمية املستدامة املطلوبة

ملامنا تعميقإىل هذه الدراسة دفو ةلثالا لأللفية التنموية األهداف مبفهوم إ كمحددات جديدة للتنمية ثاجلزائر دولة حققتها اليت اإلجنازات على ذلك الوقوف على لتحقيقها والتعرف على مؤشراا، فضالً اًومقياس

ودراسة مفهوم التنمية املستدامة والتعرف تواجه حتقيقها، اليت التحديات وبيان املفهوم هذا وبلورة إطارها يفث ضرورة االهتمام بتكوين القدرات البشرية للمجتمع عن طريق تعليمها على مؤشراا ومضامينها من حي

وتدريبها دف تزويدها باملهارات والقدرات الالزمة الستخدامها يف العملية اإلنتاجية، فضالً عن توفري الرعاية فسه االستفادة الصحية والغذاء الالزم هلا لدعم هذه القدرات يف حتقيق النمو االقتصادي املنشود ويف الوقت ن

. من النمو االقتصادي احملقق بتوسيع خيارات اتمع وحتسني قدراته البشرية بعملية متكررة ومستمرة

األسئلة اليت طُرِحت يف اإلشكالية، فقد تطلب األمر من ق هـدف هـذه الدراسة واإلجابة عنلتحقيو تطور ، من أجل تتبع املسار التارخيي لخيي والتحليليالباحث القيام بعملية املزج بني املنهج الوصفي، التار

ـاش، وذلك من أجـل التعرف عليها كـالنمو االقتصادي، املفاهيم واملصطلحات اليت كانت حمـل نقالتنمية املستدامة مضامنيالتنمية االقتصادية، التنمية املستدامة، األهداف اإلمنائية، باإلضافة إىل التعرف على

التعليم، الصحة واألمن الغذائي واحملافظة على البيئة وأمهيتها يف حتسني القدرات البشرية، وذلك األساسية وهي من أجل االستفادة منها يف حتقيق النمو االقتصادي املنشود واالستفادة من مثرات النمو االقتصادي يف حتقيق

.مزيد من التنمية املستدامةية املستخدمة يف قياس وحتليل النتائج املتوصل إليها يف جمال حتقيق وكذا التطرق إىل األساليب اإلحصائ

.التنمية املستدامة واألهداف اإلمنائية لأللفية الثالثةفضال عن استخدام األسلوب التحليلي للتعرف على خمتلف خمططات اإلنعاش االقتصادي اليت طبقت يف

لتنمية املستدامة يف اجلزائر من خالل مؤشرات التنمية اجلزائر خالل العشرية األخرية، والتعرف على واقع ا .املستدامة اليت مت استخدامها، وكذا األهداف التنموية

و -حالة اجلزائر -ثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامةتقييم األهداف اإلمنائية لأللفية ال مذكرة ماجستري

ـامـةمـقـ دمـة ع

قتضى األمر انظراً لطبيعة الدراسة املتمحورة حول التنمية املستدامة واألهداف التنموية لأللفية الثالثة، فقد انت يف اجلانب النظـري منها أو التطبيقي، واملتمثلة عـلى جمموعة مـن الدراسات سواءاً ك دعتماالا

:فيمايلي الكتب املتعلقة بالتنمية االقتصادية والنمو، والبيئة والتنمية املستدامة واليت قامت بدراسة اجلانب .1

.املفاهيمي وكذا التطور التارخيي للظاهرة وخمتلف اإلشكاالت اليت طرحت .القتصاديةكتب االقتصاد اجلزائري واإلصالحات ا .2خمتلف اإلحصائيات املقدمة من طرف - النسب املئوية، املعدالت –أدوات التحليل اإلحصائي .3

.املنظمات واهليئات الوطنية والدولية املتعلقة باجلزائر .، أو وطنيةقليميةإ ،كانت دولية يئات املالية واالقتصادية سواءالتقارير الصادرة عن اهل .4 املتعلقة باهليئات واملنظمات الدولية للمواقع العاملية لالتصاالت شبكةالاملسح املعلومايت من خالل .5

.الوطنية واإلقليمية،

اإلجابة عن اإلشكالية العامة من خالهلاوعلى هذا األساس سوف تتضمن الدراسة أربعة فصول حاولنا :واألسئلة الفرعية املطروحة من قبل كما يلي

النمو االقتصادي، التنمية االقتصادية، البيئة، وكذا مت : سة املفاهيم التاليةومت فيه درا: الفصل األول .التطرق إىل العالقة التكاملية املوجودة بني التنمية والبيئة واالقتصاد

ومت فيه التطرق إىل وقفة عند اإلطار املفاهيمي للتنمية املستدامة من حيث التعريف وكذا : الفصل الثاين لظهور املصطلح وحتديد األبعاد املتعلقة بالتنمية املستدامة واألهداف املرجوة من حتقيق التنمية السياق التارخيي

.املستدامة، ودراسة خمتلف املؤشرات اليت ميكن بواسطتها القياس وكذا املبادئ اليت ترتكز عليهاهدف على حدة واألسباب و مت التطرق فيه إىل األبعاد التنموية اجلديدة بالتطرق إىل كل : الفصل الثالث

.العالقة اليت تربطها بالتنمية املستدامةواليت أدت إىل اختيارها، وما هي خمتلف طرق قياسها واقـع األهداف اإلمنـائية يف اجلزائر، وذلك من خاللهوهـو الفصل الذي تناولنا :الفصل الرابع

جمموعة من اإلحصائيات حول واقع على للتعرف على املستوى احلقيقي الذي وصلت إليه، حيث مت االعتمادمن خالل الربامج املسطرة 2015حبلول عام هايف اجلزائر وجمهودات الدولة يف السعي إىل حتقيق األهداف

. لذلك

:ألولا فصلال

.التنمية وإشكاالت املصطلح

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

2

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

: مدخللقد كان و املفاهيم اليت استحوذت على اهتمام املنشغلني بالعلوم االجتماعية، بنيمفهوم التنمية من يعترب

اين الرؤى فيما بني علماء االقتصاد حول حمتوى ـسبقها إىل االهتمام ذا املوضوع رغم تبعلم االقتصاد أشري إىل ى أن التنمية تـلـأدىن من االتفاق ع اًإال أن هناك حداألهداف؛ و لالتنمية من حيث حتديد الوسائ

ريق النمو ـخلف بشكل يدفعه إىل طو املؤسسات االقتصادية للمجتمع املت لـاملتغريات املستمرة يف اهلياكالجتماعية عوامل اـإغفال ال االقتصادية دون ةلى اعتبار أن التصنيع هو جوهر عملية التنميـو ذلك ع ،الذايت

.و السياسية و الثقافية والبيئية يف العملية التنمويةالتنمية إصطالحرها اومن أجل اإلملام حبيثيات خمتلف التغريات والتطورات واإلشكاالت اليت أث

:سنحاول يف هذا الفصل التطرق إىل ، وعليهمنه ةالقريب واإلصطالحات

. ية االقتصاديةمفهوم التنم :املبحث األول ـيـم عـامــة : املبحث الثاين .لنمو االقتصاديحول امـفـاه . التنميةاالقتصاد والتصورات النظرية حول البيئة وعالقتها ب: املبحث الثالث

مفهوم التنمية االقتصادية 1- 1

املصطلحات املتداولة و املستعملة بكثرة يف من ، وهوياًنسب اًحديث اًتعبرياالقتصادية مصطلح التنمية عتربيدخل قاموس املفردات منذ اية احلرب العاملية الثانية، وكان علماء االقتصاد أول مـن العصر احلديث والذي

ترمي إىل حتسني األوضاع االقتصـادية واالجتماعيـة "التنمية االقتصادية "اهتم ذا املفهوم اجلديد فكانت قاس التقدم والتخلف مبـدى زيـادة حيث كان ي طــط وبرامج معينة ومدروسة،مع، وذلك عرب خللمجت

.اإلنتاج وتوافر الثروة ومنو الدخل تعريف التنمية االقتصادية 1-1- 1

التدرجيي، ويقال منا املال منواً أي زاد، ويقال دويقصد ا االزديا) منَّى(التنمية مشتقة من الفعل :لغوياً

.1نتسباهو ) انتمى(الرجل إىل أبيه أي نسبه، و) منى(احلديث إىل فالن أسنده له ورفعه، و) منى(

.قتصادياً واجتماعياايقصد ا الزيادة أي رفع مستوى اتمع :اصطالحا

ن العربابن منظور، 1 دون تاريخ: القاهرة ( ،لسا مجة، ب دار املصرية للتأليف والتر . 455، ص )نشر ال

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

3

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

ع كما هو ال يؤدي بالضرورة إىل التقدم واالرتقاء باتم فهوم التنمية عن مفهوم التغيري، فهذا األخريوخيتلف مالنمو بصورة سريعة اخلطى يف والتغري التدخل املقصود لتحقيق التنميةبيف حني يقصد احلال يف حالة احلرب،

1.حدود فترة زمنية معينة حتددها خطط التنمية

وعليه ومهما تعددت مفاهيم التنمية فإا تتفق يف اهلدف العام منها وهو حتقيق سعادة اإلنسان ورفاهيته، :على سبيل الذكر ال احلصر نذكر منها ل أن جنمل بعض التعاريف اليت تناولت هذا املفهومسنحاو

بزيادة يف اًهي عبارة عن تلك العملية اليت حيدث من خالهلا تغيري شامل ومتواصل يكون مصحوبهيكلي وحتسن يف توزيع الدخل لصاحل الطبقة الفقرية وحتسن نوعية احلياة وتغري متوسط الدخل احلقيقي،

2.يف اإلنتاج هي تلك العملية اليت يتم مبقتضاها توجيه اجلهود لكل ): 1956(تعريف هيئة األمم املتحدة للتنمية

لتحسني الظروف االجتماعية واالقتصادية يف اتمعات احمللية ملساعدا على من األهايل واحلكومة، 3.ميكناالندماج يف حياة األمم واإلسهام يف تقدمها بأفضل ما

اعملية متعددة األبعاد تتضمن إجراء تغريات :"يعرف رمزي إبراهيم سالمة التنمية االقتصادية على أجذريـة يف اهلياكل االجتماعـية و السلوكـية و الثقافية، و النظم السياسية و اإلدارية جنبا إىل جنب مع

الدخل القومـي و استئصـال جذور زيادة معدالت النـمو االقتصادي، و حتقيق العـدالة يف توزيـع 4".الفقر املطلق يف جمتمع ما

ـ ـالة اليت يـي احلـأو ه الذي هو يف وضع يتسم بالركود لفترة صبح فيها االقتصاد الوطين %7و %5مبعدل يتراوح بني ـ قادراً على توليد زيادات متواصلة يف الناتج الوطين اإلمجايل طويلة

%2زيادة متواصلة يف مستوى الدخل الفردي احلقيقي مبعدل يتراوح بني سنوياً،وهو ما يعين حتقيق 5 ).سنوياً %3بفرض أن معدل منو السكان هو(سنوياً %4و

دون تاريخ نشر: اإلسكندرية ( اإلسالم والتنمية البشرية،عبد الرمحان العيسوي، 1 . 15-12، ص ص )املكتب العريب احلديث، بد القادر عطية، 2 . 17، ص )2000الدار اجلامعية، : مصر( ، اجتاهات حديثة يف التنميةعبد القادر حممد عب . 15، مرجع سبق ذكره، ص عبد الرمحان العيسوي 3براهيمرمزي علي 4 دار اجلامعية، :األردن (،"اقتصاديات التنمية"سالمة، إ .109، ص)1998العامل متغري،إبراهيم العيسوي 5 مية ومؤشراا"التنمية يف . 13، ص )2001دار الشروق،: القاهرة ( ،2ط، دراسة يف مفهوم التن

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

4

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

كماا سياسة اقتصادية طويلة األجل لتحقيق النمو االقتصادي،التنمية عرف تا عملية على أأي أنية طويلة، فإذا كان معدل النمو أكرب من معدل منو يزداد بواسطتها الدخل الوطين احلقيقي خالل فترة زم

1.السكان فإن متوسط دخل الفرد احلقيقي سريتفع تمع عن طريق استنباط أساليب إنتاجية أفضل ورفع مستويات اإلنتاجالتنمية االقتصادية هي تقدم ا

زيادة رأس املال املتراكم من خالل إمناء املهارات والطاقات البشرية وخلق تنظيمات أفضل، هذا فضال عن 2.يف اتمع على مر الزمن

التنمية االقتصادية هي فعل يستوجب التدخل والتوجيه من قبل الدولة اليت متتلك القدرة على أن تنمياتمع اقتصاديا بشكل خاص، وتكون مسؤولة عن مدى جناح تدخلها أو فشله، كما هلا احلق يف اسـتعمال

املالية والتشريعية من أجل حتقيق النجاح، فهي تعمل على إحداث التغريات املؤسسـية ة،كل إمكانياا املادي 3.والتنظيمية والتقنية الالزمة لذلك

أما االقتصاديKind Berborger فيؤكد أن التنمية االقتصادية هي الزيادة اليت تطرأ على النـاتجة و فنية يف املؤسسات اإلنتاجية القائمة أو اليت ينتظر القومي يف فترة معينة مع ضرورة توفري تغريات تكنولوجي

4 .إنشاؤها ا عملية السعي الدائم حنو حتقيق الزيادة املضطردةهناك من ينظر إىل التنمية االقتصادية على أساس أ

العاملة قطاعيا املؤسساتية والتقنية، ويف توزيع القوى اث تغيريات هيكلية عميقة يف البىنيف اإلنتاج املرتبطة بإحدـ ـ، املتزامنة مع وضع أسس لتحقيق الوجغرافيا، تعليميا ومهنيا و مهارياً ة بـني مجيـع ـع دالة االجتماعـي

راد، وحتقيق نوع من املساواة يف التطور بني الريف واملدينة، وكل ذلك سيدفع باتمع حنو زيادة اعتماده ـاألف 5.ئما الجناز التنمية الشاملةعلى قدراته الذاتية اليت يعمل على تطويرها دا

بل تتضـمن من التعاريف السابقة يبدو لنا أن التنمية االقتصادية تنطوي ليس فقط على تغيريات حمدودة، اهليكلية والتنظيمية، فهي تتضمن زيادات يف الدخل الوطين تغيريات هامة يف ااالت االقتصادية واالجتماعية،

ـال احلقيقي ونصيب الفرد منه، وهذا التحسن يف الدخل يساعد على زيادة االدخار مما يدعم تراكم رأس امل .والتقدم التكنولوجي يف اتمع

ةالتنمية االقتكامل بكري، 1 ية، : بريوت ( ، صادي .63، ص)1996دار النهضة العربمية االقتصادية حممد عبد العزيز عجمية، حممد علي الليثي، 2 ظرياا،سياساا"التن درية ( ، "مفهومها،ن .20، ص) 2000الدار اجلامعية،: اإلسكنمية املستقلة سعد حسني فتح اهللا، 3 جتيات و النتا"التن .22، ص)1995مركز دراسات الوحدة العربية،: بريوت ( ،1ط ،"ئجاملتطلبات و االستراد الرمحن، حريب حممد موسى عريقات، 4 مساعيل عب طباعة و النشر، دار وائ: األردن(، 1، طمفاهيم أساسية يف علم االقتصاد الكليإ .325، ص)1999ل لل .47سعد حسني فتح اهللا، نفس املرجع السابق، ص 5

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

5

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

مل التنمية االقتصادية كذلك على حتسني كل من مهارة وكفاءة وقـدرة العامـل يف تباإلضافة إىل ذلك تشل واملواصالت، وتقـدم املؤسسـات احلصول على الدخل، وتنظيم اإلنتاج بطريقة أفضل وتطوير وسائل النق

املالية، زيادة معدل التحضر يف اتمع، حتسن مستويات الصحة والتعليم وتوقعات احلياة، والشك أنه يوجـد 1.فرق شاسع بني الدول املتقدمة اقتصاديا والدول املتخلفة فيما يتعلق بكل هذه الوسائل

نوجزها يف تتطلبها عملية التنمية، شف مجلة من األمورحسب التعاريف املقدمة للتنمية ميكننا أن نست :2النقاط التالية

،ال االقتصادياالجتماعي والثقايف والسياسي حدوث تغري شامل وهادف سواءاً كان يف ا ؛واألخالقي ؛حدوث زيادة مستمرة يف متوسط الدخل احلقيقي لفترة طويلة من الزمن ؛الطبقة الفقرية أي التخفيف من ظاهرة الفقر حدوث حتسن يف توزيع الدخل لصاحل ؛ضرورة التحسني يف نوعية السلع واخلدمات املقدمة لألفراد ؛ وجود تغري يف هيكل اإلنتاج مبا يضمن توسيع الطاقة اإلنتاجية بطريقة تراكمية ؛ وجود استمرارية أو تواصل يف عملية التنمية فوية تتطلب وجود سلطة عليا تقودها ضرورة تدخل الدولة، فالتنمية عملية غري ع.

االرتقاء باإلنسان يف : إضافة إىل ما سبق ذكره والتنمية كلمة شاع استعماهلا كثريا يف العصر احلايل؛ ويراد ا ...يف معارفه وعلومه، وتفكريه وإبداعه، ويف غذائه، وعمله، وعالجه، ومجيع شؤونه ،حياته املادية واملعنوية

تنمية الشاملة تتوافق مع توجهات اإلسالم يف حتسني أوضاع اإلنسان، وحتقيق مزيد من الراحة والدعوة إىل ال .والطمأنينة والكرامة والسعادة له

يعود إىل اختالف االستخدامات وتعدد الزوايا و الذي التنمية ملصطلحاليت مت إعطاءها د التعاريفإن تعدر التعريف املتعارف عليه والذي يكاد يكون عليه إمجاع من طـرف مجيـع عتبِأُهلذا اليت ينظر ا إىل التنمية،

املهتمني مبوضوع التنمية هو التعريف الذي قدمته هيئة األمم املتحدة والذي حادتلك العملية اليت "د التنمية بأ

.21عجمية ، حممد علي الليثي، مرجع سبق ذكره، صحممد عبد العزيز 1د القادر عطية، مرجع سبق ذكره، ص ص 2 . 26-17عبد القادر حممد عب

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

6

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

واالقتصـادية يف ميكن من خالهلا توحيد اجلهود لكل من املواطنني واحلكومة لتحسني الظروف االجتماعية .1"ملساعدا على االندماج يف حياة األمة واملسامهة يف تقدمها بأقصى ما ميكن اتمعات احمللية،

اإلسالم الذي كان أسبق مـن أي فكـر بهالذي جاء هو م و األمشل لفكرة التنمية ـلكن التعريف األه عديدة مترادفة يف اًة موجود بلفظه، لكننا جند ألفاظمتقدم يف معاجلة قضايا التنمية، وإن مل يكن مصطلح التنمي

برياً هـي الكثري من نصوص القرآن الكرمي والسنة النبوية وكتابات العلماء قريبة من لفظ التنمية أكثرهـا تـعـأَكُم هـو :العمارة، التعمري،التمكني، احلياة الطيبة والتثمري، وذلك مصداقاً لقوله تعاىل شأَن ن ضِ مـالْـأَر

كُمرمعتاسا ويهف2 ،}نلَ مما عحالص نذَكَرٍ م ثَى أَوأُن وهو نمؤم هنيِيحاةً فَلَنيةً حبطَي مهنزِيجلَنو مهرأَج وإِلَيـه رِزقه من وكُلُوا مناكبِها يف فَامشوا ذَلُولًا الْأَرض لَكُم جعلَ الَّذي هو{3٬}يعملُونَ كَانوا ما بِأَحسنِورش4}الن.

جمموع األحكام والقواعد والوسائل الشـرعية املتبعـة : (( ومن هنا ميكن تعريف التنمية االقتصادية بأا هي .5)) الدنيوية واألخروية وحتقيقا لعبادة اهللا تعاىل نساينإلالعمارة األرض إشباعاً حلاجات اتمع

ا رِّهلذا عا "فت التنمية على أعملية تغيري شاملة وهادفة، حتركها وتديرها آليات منضبطة تنسق بني خطواـبين وترسم مراحلها وتنظم مؤسساا، وتوحد سريها تنبثق هذه العملية من وعي اتمـع بضـرورا وت

مع من دوائر التخلف والفقر إىل الرفـاه قضيتها، وتفاعله مع متطلباا، ترمي يف جمملها إىل اخلروج باتاملادي والتوازن االجتماعي و االستقرار النفسي، فهي عملية حضارية األبعاد، املطلوب فيها العمل علـى

".إجناحها بعزمية و إرادة :من خالل هذا التعريف تتضح لنا خصائص التنمية وفق املنهج اإلسالمي يف العناصر التالية

ري كاملة وشاملة ؛كوا عملية تغي )1 جيب أن تكون منبثقة من وعي اتمع بضرورة القيام بالتنمية ؛ )2 هي عملية طويلة املدى تتوزع مثارها على اتمع الذي يتبناها كقضية أو إىل أجيال تأيت من بعده؛ )3 .حتتاج إىل موارد بشرية مدربة متخصصة وحمفزة )4

www.quranwww.quran-: التايل متاح على الرابط االلكتروين ،رؤية اإلسالم حلل مشكلة التنمية االقتصادية عربان، حسن حممد ماشا 1

unv.edu.sd/StaffContributes/7/3.doc 41 ص 06/05/2008 :، تاريخ اإلطالع. م 2 .61سورة هود اآلية رقم 3 حل اآلية رق .97سورة النرقم 4 .15سورة امللك اآلية .14، ص )1998ة احلديثة للكتاب، املؤسس: لبنان( ،"دراسات يف اإلعالم و التطور"كمال حبيب، حازم النيب، 5

www.quran

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

7

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

هي تلك العملية " :التعريف التايل لص إىلميكن أن خن التنمية،ها ملصطلح امن خالل خمتلف التعاريف اليت سقناهلدف منها اليت ميكن من خالهلا حتديث اتمع ومن مث زيادة معدالت النمو االقتصادي خالل فترة زمنية،

."هو تلبية حاجات واحتياجات األفراد مع ضمان العدالة االجتماعية يف التوزيع

:اديةأهداف التنمية االقتص 1-1-2

جلانب التطبيقي العملي بني اإن العملية التنموية من خالل ما تطرقنا إليه يف التعاريف السابقة هي مزيج ديالت يف والفهم الفكري النظري ملا جيب أن تقوم به اتمعات املتقدمة واملتخلفة على حد سواء مـن تـع

وأياً كان املفهوم اخلاص للحياة األفضل فـاملفهوم .فضلهياكلها االقتصادية واالجتماعية، دف حتقيق حياة أ :1كلها تدور يف العناصر التالية ف إىل حتقيق مجلة من األهدافالعام هلا يهد :زيادة الدخل الوطين .1

تعترب زيادة الدخل من أول أهداف التنمية االقتصادية، بل هي أهم هذه األهداف على اإلطالق، ذلك بان فقر و اخنفاض مستوى املعيشة، و الدخل الاسي الذي يدفع إىل القيام بالتنمية االقتصادية، إمنا هو الغرض األس

ـلع و الوطين الذي نقصد زيادته هنا هو الدخل الوطين احلقيقي ال النقدي، أي ذلك الـذي يتمثـل يف الس .اخلدمات اليت تنتجها املوارد االقتصادية خالل فترة زمنية معينة

ـات البلـد و زيادة ال دخل الوطين احلقيقي حتكمه عوامل معينة كمعدل الزيادة يف عدد السكان، وإمكانيكلما كان معدل الزيادة يف عدد السكان كبريا، كلما اضطرت الدولة إىل حتقيق نسبة : املادية و الفنية، مثال

سن، كلما أمكن حتقيق نسبة أعلى للزيادة يف دخلها الوطين احلقيقي، فكلما توافرت أموال كثرية و غايات أح .أعلى يف الزيادة يف الدخل الوطين احلقيقي عادة ما تكون ضعيفة نسبيا

تعترب منن زيادة الدخل الوطين احلقيقي أيا كان حجم هذه الزيادة أو نوعها، إمنا أميكن القول عموماً

، و ذلك من خالل إتاحة اقتصادياأهداف التنمية االقتصادية و أمهها على اإلطالق يف الدول املتخلفة ة، و هذا راجع للدافع الفرص للحصول على االحتياجات األساسية من مأكل و ملبس و مسكن و محاـي

.14، ص )1998املؤسسة احلديثة للكتاب، : لبنان( ،"دراسات يف اإلعالم و التطور"كمال حبيب، حازم النيب، 1

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

8

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

الفقر و اخنفاض مستوى املعيشة، باإلضافة إىل زيادة منو عدد السكان و غري وجود احلقيقي للتنمية و املتمثل يف 1 .املتماشية مع النمو االقتصادي

:ع املستوى املعيشيــرف .2التنمية االقتصادية ليست جمرد وسيلة لزيادة الدخل الوطين فحسب، و إمنا هي أيضا وسيلة لرفع مسـتوى

قد حتدث هذه الزيادة فعالً لكنها ال ألنهاملعيشة، وذلك أنه ال تتوقف فقط عند حتقيق زيادة يف الدخل الوطين يشي، الن الزيادة يف عدد السكان كانت بنسبة اكرب من الزيادة يف صحوبة بتغريات يف املستوى املعـتكون م

الدخل الوطين، وكذلك نظام توزيع الدخل يكون خمتل على مستوى الدولة، فان ما حيدث يف هذه احلالة هو ة املسـيطرة علـى ـطبقـحتول معظم الزيادة اليت حتققت يف الدخل الوطين إىل طبقة معينة من الناس هي ال

االقتصادي، و هي عادة ما تكون قلة، و بذلك يظل مستوى معيشة اجلزء األكرب من السكان علـى النشاط زيادة يف الدخل الوطين فحسب، بل جيب أن ترتبط حتقيقحاله هذا إن مل ينخفض، و حتقيق هذا ال يقف عند

وطين على األفراد من زيادة بتغيريات يف هيكل الزيادة السكانية من جهة و طريقة توزيع الدخل الـذه الـه .جهة أخرى

ألنهيعترب حتقيق رفع مستوى املعيشة من بني األهداف اهلامة اليت تسعى التنمية االقتصادية إىل حتقيقها ومنه من املتعذر حتقيق الضروريات املادية للحياة من مأكل و ملبس و مسكن و غريه، و حتقيق مستوى مالئم

بزيادة الدخول و زيادة فرص التشغيل و رفع الذي يتحققفع مستوى املعيشة، و رتيما مل تعليمللصحة و ال 2.و االرتقاء بالقيم اإلنسانية و الثقافية يف اتمع، مستوى التعليم كما و كيفا

:تقليل التفاوت يف الدخول و الثروات .3ضعف متوسط نصيب الفرد مع اخنفاض الدخل الوطين و اًهذا اهلدف هو هدف اجتماعي، ألنه يكون متزامن

منه، مع ما يصاحبه من تفاوت كبري يف توزيع الدخول و الثروات، إذ تستحوذ طائفة صغرية من اتمع على ن الثروة الوطنية، و ـنصيب عال من الدخل الوطين، بينما ال متلك غالبية أفراد اتمع إال نسبة بسيطة جدا م

ات سياسية و اقتصادية فيما ينتجه اتمع و ما يستهلكه، وكلما زاد ينجر عن هذا التفاوت يف الدخول اضطرابهذا االضطراب كلما كرب ذلك اجلزء املعطل من رأس مال اتمع و اجلزء الذي تكترته الطبقـة الغنيـة و ال

ال، تنفقه، و هذا اجلزء املكترت يؤدي يف األجل الطويل إىل ضعف قدرة اجلهاز اإلنتاجي، و زيادة تعطل العم

.330، ص مرجع سبق ذكرهعبد الرمحن، حريب حممد موسى عريقات، إمساعيل 1براهيمرمزي علي 2 ق ذكرهسالمة، إ .112، صمرجع سب

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

9

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

ذلك بأنه لو كان قد أعيد إنفاقه على شراء السلع و اخلدمات يف السوق، لعمل ذلك على زيادة نشاط العمال

1 .و بالتايل يؤدي إىل زيادة تشغيلهم :القتصاد الوطينلتعديل التركيب النسيب .4

لذي يغلب عليه حول تعديل تركيب االقتصاد الوطين و تغيري طابعه التقليدي، ايدور هذا اهلدف كما أنه لبنيان االقتصادي،لإىل اقتصاد يعتمد على الطابع احلديث القطاع الزراعي باعتباره جمال اإلنتاج األول

.خرى كمصدر من مصادر الدخل الوطينبالنسبة للقطاعات األ اًهام اًيلعب دوريما على ما تنشده الدولة من و هكذا نالحظ سيطرة الزراعة املعاشية على االقتصاد مما يشكل خطرا جس

البد للتنمية االقتصادية أن تسعى إىل التقليل من سيطرة الزراعة ف يف جمرى حياا االقتصادية، هدوء و استقرار و إفساح اال أمام الصناعة لتلعب دورها إىل جانب بقية قطاعات االقتصاد الوطين األخرى، و بالتايل تضمن

تصيب النشاط االقتصادي الوطين نتيجة سيطرة الزراعة عليه أو على األقل تضمن القضاء على التقلبات اليت .التخفيف من حدا

على هذا األساس فعلى القائمني بعملية التنمية االقتصادية ختصيص نسبة معتربة من موارد الدولة للنهوض القضاء من أجلات القائمة، و ذلك بالصناعة، سواء كان ذلك بإنشاء صناعات جديدة أو بالتوسع يف الصناع

.على املشاكل اليت تثريها سيطرة الزراعة على البنيان االقتصادي

مراحل تطور مفهوم التنمية 1-1-3

لقد مر مفهوم التنمية بعدة مراحل تعكس كل منها طبيعة ظروف الدول النامية و مراحل منوها من حيث اسية و االجتماعية من ناحية و طبيعة عالقتها باألنظمة الدولية مـن ناحيـة طبيعة هياكلها االقتصادية و السي

.أخرى ):مرحلة التنمية والنمو(املرحلة األوىل فترة األربعينيات و اخلمسينيات

مع بعض الًحبيث كان متداخ يف هذه املرحلة اعتربت ظاهرة التنمية من بني الظواهر احلديثة نسبياً، هذه املرحلة حبيث يف ، وكانت تطغى عليه التفسريات االقتصادية،اً معهالحات األخرى وخمتلطاملفاهيم واملصط

.2ل مصطلحي التنمية االقتصادية والنمو بشكل متشابه رغم أن هناك بون شاسع بينهما ااستعممت

.333، مرجع سبق ذكره، صعبد الرمحن، حريب حممد موسى عريقات يلإمساع 1مي، 2 مي الت يف الوطن العريبرعد سامي عبد الرزاق .43، ص )2008دار دجلة، : عمان، األردن (، 1، طالعوملة والتنمية البشرية املستدامة

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

10

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

انت مرادفا فخالل هذين العقدين كان ينظر للتنمية على أا ارتفاع مستوى دخل األفراد حيث أا ك ال الذي كان اهلدف منه هو حتقيق املرأس املرحلة مت التركيز على تكوين ففي هذه، ملفهوم النمو االقتصادي

منو مستقر يف الناتج احمللي اإلمجايل والذي يؤدي بدوره إىل منو مستمر يف دخل الفرد اإلمجايل، لكن هذا النمو ة لكافة أفراد اتمع، كما مت النظر إىل العنصر البشري باعتباره احملقق مل ينتج عنه توفري املكاسب االجتماعي

. 1وسيلة للتنميةمن حماوالت النهوض ببىن اًكانت تعرف نوع ويعود قصر النظر يف هذه املرحلة إىل أن اتمعات

االقتصاديات الوطنية اليت خلفها االستعمار مما جعل هذه الدول تّمما جعل للتنمية،ز على اجلانب االقتصادي ركهذه الفترة تتميز بارتفاع كبري يف معدالت النمو واليت كان اهلدف منه حتقيق زيادة عالية يف مستوى دخل

من جهة أخرى أدت عملية التنمية والنهوض باالقتصاديات الوطنية إىل تعبئة رؤوس و الفرد هذا من جهة،واألثر خالل التركيز على النمو االقتصادي وإمهال العنصر البشري وذلك من األموال كعنصر أساسي،

. 2لتساقطي للنمو على أفراد اتمعاذج والت روستوومن ويعد w.rostow املعروف باسم مراحل النمو االقتصادي أحد النماذج املشهورة يف

: 3والذي أشتمل على مخسة مراحل وهي تلك الفترة اليت تعكس التنمية، ؛ مرحلة النضج - ؛مرحلة اتمع التقليدي - .مرحلة االنطالق - ؛ مرحلة االستهالك الواسع - قبل االنطالق؛ مرحلة ما -

): مرحلة التنمية وفكريت النمو والتوزيع(مرحلة الستينيات: املرحلة الثانيةرغم االختالف الذي يف عملية اخللط بني النمو والتنمية االقتصادية، اًلقد عرفت هذه املرحلة استمرار

ر النوعي احلاصل يف بنية التأكيد على أن النمو كمي و التنمية تشمل التغي ظهر بينهما وذلك من خاللـىندرجة غ د األنشطة االقتصادية مثل درجة التوسع يف الطاقة اإلنتاجية،االقتصاد وذلك من خالل تنوع وتعد

كانت وعليه 4هذه تتمحور حول الزيادة يف الناتج احمللي اإلمجايل إال أن كل معايري االختالف اتمع املعين،

يف الوطن العريبحممد عابد اجلابري وآخرون، 1 ية،مر:بريوت( ،التنمية البشرية .83، ص) 1995كز دراسات الوحدة العربمي، 2 مي الت .44مرجع سبق ذكره، ص رعد سامي عبد الرزاق جلزائر(، أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادية، )مدخل بيئي(دور املنظمة العاملية للتجارة يف حتقيق أبعاد التنمية املستدامةكمال ديب، 3 العلوم : ا ئر، كلية جامعة اجلزا

.02، ص )2009ـ2008دية وعلوم التسيري، االقتصاميمي، ، ورد يف حماولة حتديد مفهوم جمهول:التنمية املستقلةإمساعيل صربي عبد اهللا، 4 .44، ص مرجع سبق ذكرهرعد سامي عبد الرزاق الت

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

11

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

تعين قدرة االقتصاد الوطين على حتقيق زيادة سنوية يف الناتج الوطين حبيث يكون أعلى من معدل زيادة التنمية .السكان

ع على اعتبار أن زيادة وقد متيزت هذه املرحلة بإعطاء األمهية الكبرية للناتج الوطين مع إمهال عملية التوزي لياً يف املراحل الالحقة إىل زيادة دخول األفراد وتغيري يف مستويات حيام آالناتج الوطين اإلمجايل ستؤدي

كدون على ضرورة زيادة حصة جند بعض املفكرين االقتصاديني يؤ وعليه وذلك من خالل التوسع يف اإلنتاج،حيث ميكن توفري اإلدخارات الالزمة دات يف دخول العاملني،أرباح املشاريع اإلنتاجية وعدم حصول زيا

. 1لالستثمارات اليت تتطلبها عملية التنميةه مت االهتمام دف إحداث النمو دون التركيز على ضمان العدالة يف توزيع بزيادة الدخل وعـلـي

ة أفراد اتمع ويف مستويام الدخول اليت ميكن من خالهلا حتقيق ارتفاع ملموس وحمسوس يف مستوى معيشمت يف هذه املرحلة االهتمام بالبعد السياسي للتنمية إال انه كان يتمحور حول كيفية التخلص من احلياتية،كما

التبعية واللحاق بالبلدان املتقدمة، يف حني مل تم بقضايا الدميقراطية، املشاركة السياسية، حقوق اإلنسان . 2ذج اجتماعي متماسكودي إىل عملية التغيري اتمعي يف إطار منؤت باعتبارها الوسائل اليت

) املتكاملة/مرحلة التنمية االقتصادية االجتماعية الشاملة(مرحلة السبعينيات: املرحلة الثالثة

إىل ظهور ويرجع ذلك، اقد عرفت هذه املرحلة إعادة صياغة مفهوم جديد للتنمية واستراتيجياـل طبيق سياسات التنمية والنمو يف مرحليت ـمن املشاكل السياسية واالجتماعية اليت نتجت عن ت جمموعة

وكذلك انتشار اجلرمية ،عدم املساواة بني الطبقات زيادةارتفاع نسبة الفقر، وـاخلمسينيات والستينيات كً عن املشاكل املرتب طة بالبيئة مثل التلوث واحلرمان والتبعية، وظهور منط جديد من مشكالت الصحة فضال

ذا التحول يف مفهوم التنمية مت مناقشته يف املؤمترات الدولية وخمتلف اجلهود ه ،واسترتاف املوارد الطبيعيةتبنت اجلمعية العامة لألمم املتحدة اإلستراتيجية الدولية 1970ففي عام املبذولة على الصعيد الدويل واحمللي،

مية جيب أن يكون هدفها النهائي هو ضمان التحسينات الثابتة لرفاه كل إنسان للتنمية اليت جاء فيها أن التن .3وأن متنح اجلميع مثارها وفوائدها

مي، 1 مي الت .45، صمرجع سبق ذكره رعد سامي عبد الرزاق .45، صنفسه املرجع السابق 2 .46، صفسهن املرجع السابق 3

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

12

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

من خالل إشباع احلاجات األساسية للفرد "النهوض الشامل باتمع بأسره " تعين التنمية و عليه أصبحت .ية االختيارباإلضافة إىل حتقيق ذاتيته و شعوره اإلنساين و توفري حر

ثر لويس بني التنمية االقتصادية و حرية االختيار حيث أن فائدة النمو ليس يف أن الثروة تزيد رو قد ربط آ .سعادة اإلنسان بل مبا تؤديه هذه الثروة من زيادة يف جمال اختياره اإلنساين

ية البيئية وذلك من خالل مت عقد مؤمتر يف مدينة ستوكهومل بالسويد والذي أكد على التنم 1972ويف عام لحقها النمو االقتصادي تناوله لقضايا النمو االقتصادي والتنمية ومحاية البيئة والتأكيد على األخطار اليت ي

والتلوث الصناعي على البيئة الطبيعية، باإلضافة إىل أن الفقر يّديداً لكل من الرفاه البشري والبيئة شك ل. البطالة و ف التنمية من خالل حجم مشاكل الفقر،عرِّالذي يseers ذج سريز ومنهذه املرحلة يف وقد ساد

وعليه فهو بط حدوث التنمية يف أي دولة بالقيام مبكافحة هذا الثالوث اخلطري،توعليه ير، يف التوزيع ةمساواالألاوات يف التوزيع حىت ولو مسيعتقد أنه ال ميكن أن حتدث تنمية يف أي دولة يتفاقم فيها الفقر والبطالة و الأل

.كان الدخل الوطين ونصيب الفرد منه متضاعف 1:تودارو الذي خيتصر التنمية يف ثالثة أبعاد وهيذج ومنذج أخر هو وكما عرفت هذه املرحلة من

؛ إشباع احلاجات األساسية )1 ؛ احترام الذات )2 .حرية االختيار )3

ملؤمتر يف اطرحه مت ية وهو منهج احلاجات األساسية الذيأيضاً والدة ج جديد للتنم هذه املرحلة توقد عرفوكان يهدف هذا 1976ق باالستخدام يف العامل املنعقد يف عام تعلِّاملنظم من طرف منظمة العمل الدولية واملُ

اً وتوجيه الناتج احمللي يالطرح إىل ضرورة ترقية االستخدام الدائم و املرضي للموارد جمتمعياً وازي عائداإلمجايل من أجل إشباع احلاجات األساسية من السلع واخلدمات واالهتمام حباجات الفئات األفقر من

.2السكان :وميكن تقسيم احلاجات األساسية إىل ثالثة أجزاء رئيسية وهي

.وتضم جمموعة من العناصر مثل الغذاء وامللبس واملأوى : احلاجات األساسية املادية الفردية )1

.03، مرجع سبق ذكره، صكمال ديب 1مي، 2 مي الت .47مرجع سبق ذكره، ص رعد سامي عبد الرزاق

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

13

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

وتضم عناصر مثل اخلدمات الصحية والتعليمية والثقافية واملرافق : اسية املادية العموميةاحلاجات األس )2 .العامة .كاحلرية و املشاركة السياسية وحقوق اإلنسان: احلاجات األساسية املعنوية )3

يث حتافظ على املوارد الطبيعة ح وعليه عرفت هذه املرحلة إضافة ملسة جديدة ملصطلح التنمية لتصبح شاملةمت التركيز على اجلوانب غري االقتصادية للتنمية يف شكل أهداف وليس يف شكل وسائل لتحقيق النمو

.االقتصادي ) مرحلة العقد الضائع(مرحلة الثمانينيات: املرحلة الرابعة

داية الثمانينات شهدت الدول النامية تدهورا يف مستوى الدخل احلقيقي ألســباب داخلية ـب يـف و خارجية، مما أدى إىل جلوئها لالقتراض اخلارجي و من مث إىل استرتاف الكثري من مواردها الطبيعية للوفاء

.بالتزاماا اخلارجية ا خاصة يف الدول ت عرف هذه املرحلة مبرحلة العقد الضائع للتنمية وذلك ملا عرفه العامل من انتكاسات مر

: األسباب وهي النامية وذلك يعود إىل جمموعة من التباطؤ الكبري يف معدالت منو االقتصاد العاملي؛ ؛)1982(انفجار أزمة املديونية 1986(اخنفاض أسعار النفط (.

ونتيجة هلذه التحوالت أصبحت الدول النامية غري قادرة على مواصلة االلتزام خبطط التنمية املوضوعة واليت اليت كان توفريها مكلفاً بالنسبة للدول اليت تعاين من صعوبات كانت دف إىل تقدمي اخلدمات األساسية

.1ذج احلاجات األساسيةووتشهد معدالت منو سكانية عالية، مما نتج عنه تراجع من ت هذه املرحلة بزيادة ضغوط املنظمات الدولية على اقتصاديات الدول من اجل انتهاج إصالحات كما متيز

حيث مت انتقاد السياسات التنموية املطبقة سابقا ت اليت عرفها االقتصاد العاملي،اقتصادية تتوافق مع التحوالبسياسات تنموية قائمة على التحرير االقتصادي بداهلاستواواليت كانت تعتمد على الدور القيادي للدولة

.وخصخصة القطاع العام وبالتايل مل تتمكن الدول باالجتاه املعكوس،ولقد وصفت جلنة اجلنوب عقد الثمانينيات بأنه عقد من التنمية

.من الوصول إىل عملية إعادة التوزيع املرجوة وال النمو

مي، 1 مي الت .49مرجع سبق ذكره، ص رعد سامي عبد الرزاق

-حالة اجلزائر -تقييم األهداف اإلمنائية لأللفية الثالثة ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة مذكرة ماجستري

14

ملصطلحالتنمية وإشكاالت ا الفصل األول

)، والتنمية البشريةمرحلة التنمية املستدامة(مرحلة التسعينيات : املرحلة اخلامسة صطلح األول بدأت لقد متيزت هاته املرحلة بظهور مصطلحي التنمية املستدامة والتنمية البشرية، فامل

بوادر ظهوره يف عقد السبعينيات إال انه مل يكتمل ب�