بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله...

207
مات ا ق م ري ي ر ح ل ا ة ب ت ك م كاة ش م ة ب م لا س لا ا مات ا ق م ري ي ر ح ل ا ري ي ر ح ل ا امة" ق م ل ا ي ه ة حكاي ال ق ت ي, ف ام ق م/ ن عي م ل م ت ش ت و ي عل ر ي ث ك ل ا ن/ م درر ة, غ ل ل ا دD رائ, ف و، دتD لا ا م حك ل وا ال" ث مD لا وا عار شD لا وا ادرة, ث ل ا ي لت ا دل ئ ي عل غة ش لاع ط ا و ل ع و ام ق م ي عل ة ق ت ر ط ع ج س ل ا ا, وهد ات ث ك ل ا ويZ ت ح ي ي عل مات ا ق م ة" ب^ ب دD ا غ ئ/ ن سي م, خ امة ق م م هD لا ن/ م ر ه ت ش ا ا, هد ب/ ن, ف ل ا ي بD ا مد ح م م س ا ق ل ا/ ن ب ي عل/ ن ب مد ح م/ ن ب/ مان ت ع ري ي ر ح ل ا ري ص ب ل ا م ي ح ر ل ن/ ا م خ ر ل لة ا م الس تَ تْ , غ بْ شD ا ي ما عل كُ دَ مْ ي ما ك ان/. ثْ ^ تِ ّ ث ل ن/ ا مَ تْ مَ هْ لD . واِ / ان ثَ ^ لت ن/ ا مَ تْ مّ ل ع ي ما عل كُ دَ مْ ي اّ , ئ اّ مُ هل ل اَ ك بُ , ود عَ , ت ما ك. ِ رَ , هد ل اِ , ول ض, ف . وِ / نَ شّ ل ل اِ ةّ رِ شْ / ن مَ ك بُ , ود عَ , ت طاء. وِ , غ ل ن/ ا م تْ لَ ث شD ء. وا طاَ غ ل اَ / ن م ما ك. ِ حِ م ساُ م ل اِ اء, غ . واِ حِ ماد ل راء اْ ط¡ ا^ ئَ / ان ثِ ت£ فلا اَ ك ب ي, فْ كَ ث شَ , ت . وِ رَ حص ل اِ , وح ضُ , ف . وِ / نَ كّ ل ل اِ ةّ ر معْ / ن م ي ل . اِ واتَ هَ ّ ش ل اِ قْ وَ شْ / ن م كُ رِ , فْ , ع بْ ت . وِ حِ , ض ا, ق ل اِ كْ ث ه . وِ حِ اد ق ل راء اْ , ر لاَ ضاتِ ب£ بلا اَ ك ب ي, فْ كَ ث شَ , تَ كْ , ث مُ تِ هْ وَ تْ ت . وِ اتَ D ث ت طَ , ح ل اِ طَ طِ , ي خ ل . اِ واتَ ح ل اِ لْ ق, تْ / ن مَ كُ رِ , فْ , ع ب ت ما ك. ِ هاتُ تُ ّ ش ل اِ وق شً ة صاي . واِ ةّ جُ ح ل ا ئً داَ ّ ئD و مً ا قْ طُ , ن . وِ قْ دّ ض ل ا ئً ا ثّ ل حZ ت مً ا, سائِ ل . وّ ق ج ل اَ ع مً ا ثِ ّ ل ق ب مً ا ثْ لَ ف . وِ دْ سُ ر ل ي ا ل اً داِ D ائ فً ا ق ب, ف و ت ا, ئَ دِ ع سُ تْ / نD . واِ رْ دَ ق ل اَ / ان, فْ رِ ع ها بُ كِ رْ دُ , " ئً رة صي ن . وِ سْ , فّ , ب ل وي اَ هً رةِ ه ا فً مة ي, رَ ع . وِ , عْ يَ ّ , ر ل اِ / ن عً ةَ دِ D ائ, دِ / ن ع ا, نَ , فِ ر ص ن . وِ ةَ وايّ ر ل ا ي, ف. ِ ةَ وايَ , ع ل اَ / ن م ا, ثَ مِ صْ غ ت . وِ ةَ , اي ئ لا ي ا عل. ِ ةَ , عاي لا ا ا ئ, ئَ دُ , ضْ غَ ت . وِ ة رايِ ّ ي الد ل . اِ ةَ دايِ ه ل ا ئ . ولاٍ مةَ يD ماَ دِ رْ و مَ دِ رَ , ي لا, ف. ِ ةَ , رفْ , خّ , ر ل اَ لِ D ب واَ , غ يَ , فْ كُ £ ئ . وِ ةَ , بِ شْ لD لا اَ دِ D ضائ خَ / نَ مD ا ي ئ حت. ِ ةَ اه كُ , ف ل ا ي, ف. ِ ةَ اه, قّ س ل ا1

Transcript of بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله...

Page 1: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الحريري مقاماتالحريري

على وتشتمل معين مقام في تقال حكاية هي المقامة واألمثال والحكم األدب، وفرائد اللغة درر من الكثير

مقام وعلو إطالع سعة على تدل التي النادرة واألشعار مقامات على يحتوي الكتاب وهذا السجع طريقة على الفن بهذا اشتهر من ألهم مقامة خمسين بلغت أدبية

عثمان بن محمد بن علي بن القاسم محمد أبيالبصري الحريري

بسم الله الرحمن الرحيم بيان. كما اللهم إنا نحمدك على ما علمت من البيان. وألهمت من الت

نحمدك على ما أسبغت من العطاء. وأسبلت من الغطاء. ونعوذ بك من شرة اللسن. وفضول الهذر. كما نعوذ بك من معرة اللكن. وفضوح

الحصر. ونستكفي بك االفتتان بإطراء المادح. وإغضاء المسامح. كما نستكفي بك االنتصاب إلزراء القادح. وهتك الفاضح. ونستغفرك من سوق

بهات. كما نستغفرك من نقل الخطوات. الى هوات. الى سوق الش الشبا مع خطط الخطيئات. ونستوهب منك توفيقا قائدا الى الرشد. وقلبا متقل

دا بالحجة. وإصابة ذائدة عن الحق. ولسانا متحليا بالصدق. ونطقا مؤييغ. وعزيمة قاهرة هوى النفس. وبصيرة ندرك بها عرفان القدر. وأن الز تسعدنا بالهداية. الى الدراية. وتعضدنا باإلعانة. على اإلبانة. وتعصمنا من

الغواية. في الرواية. وتصرفنا عن السفاهة. في الفكاهة. حتى تأمن حصائد األلسنة. ونكفى غوائل الزخرفة. فال نرد مورد مأثمة. وال نقف

موقف مندمة. وال نرهق بتبعة وال معتبة. وال نلجأ الى معذرة عن بادرة. اللهم فحقق لنا هذه المنية. وأنلنا هذه البغية. وال تضحنا عن ظلك السابغ.

وال تجعلنا مضغة للماضغ. فقد مددنا إليك يد المسألة. وبخعنا باالستكانة لك والمسكنة. واستنزلنا كرمك الجم. وفضلك الذي عم. بضراعة الطلب.

وبضاعة األمل. بالتوسل بمحمد سيد البشر. والشفيع المشفع في المحشر. الذي ختمت به النبيين. وأعليت درجته في عليين. ووصفته في

كتابك المبين. فقلت وأنت أصدق القائلين: وما أرسلناك إال رحمة للعالمين. اللهم فصل عليه وعلى آله الهادين. وأصحابه الذين شادوا الدين.

واجعلنا لهديه وهديهم متبعين. وانفعنا بمحبته ومحبتهم أجمعين. إنك على كل شيء قدير. وباإلجابة جدير. وبعد فإنه قد جرى ببعض أندية األدب الذي

ركدت في هذا العصر ريحه. وخبت مصابيحه. ذكر المقامات التي ابتدعها بديع الزمان. وعالمة همذان. رحمه الله تعالى. وعزا الى أبي الفتح

اإلسكندري نشأتها. والى عيسى بن هشام روايتها. وكالهما مجهول ال يعرف. ونكرة ال تتعرف! فأشار من إشارته حكم. وطاعته غنم. الى أن

أنشئ مقامات أتلو فيها تلو البديع. وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع. فذاكرته بما قيل فيمن ألف بين كلمتين. ونظم بيتا أو بيتين. واستقلت من

1

Page 2: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

هذا المقام الذي فيه يحار الفهم. ويفرط الوهم. ويسبر غور العقل. وتتبين فيمة المرء في الفضل. ويضطر صاحبه الى أن يكون كحاطب ليل. أو جالب رجل وخيل. وقلما سلم مكثار. أو أقيل له عثار. فلما لم يسعف

باإلقالة. وال أعفى من المقالة. لبيت دعوته تلبية المطيع. وبذلت في مطاوعته جهد المستطيع. وأنشأت على ما أعانيه من قريحة جامدة.

وفطنة خامدة. وروية ناضبة. وهموم ناصبة. خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله. ورقيق اللفظ وجزله. وغرر البين ودرره. وملح األدب

ونوادره. الى ما وشحتها به من اآليات. ومحاسن الكنايات. ورصعته فيها من األمثال العربية. واللطائف األدبية. واألحاجي النحوية. والفتاوى اللغوية.

والرسائل المبتكرة. والخطب المحبرة. والمواعظ المبكية. واألضاحيكروجي. وأسندت روايته الملهية. مما أمليت جميعه على لسان أبي زيد الس

الى الحارث بن همام البصري. وما قصدت باإلحماض فيه. إال تنشيط قارئيه. وتكثير سواد طالبيه. ولم أودعه من األشعار األجنبية إال بيتين فذين أسست عليهما بنية المقامة الحلوانية. وآخرين توأمين ضمنتهما

خواتم المقامة الكرجية. وما عدا ذلك فخاطري أبو عذره. ومقتضب حلوهه. هذا مع اعترافي بأن البديع رحمه الله سباق غايات. وصاحب آيات. ومر وأن المتصدي بعده إلنشاء مقامة. ولو أوتي بالغة قدامة. ال يغترف إال من

فضالته. وال يسري ذلك المسرى إال بداللته. ولله در القائل: أسست عليهما بنية المقامة الحلوانية. وآخرين توأمين ضمنتهما خواتم المقامة

ه. هذا مع الكرجية. وما عدا ذلك فخاطري أبو عذره. ومقتضب حلوه ومر اعترافي بأن البديع رحمه الله سباق غايات. وصاحب آيات. وأن المتصدي

بعده إلنشاء مقامة. ولو أوتي بالغة قدامة. ال يغترف إال من فضالته. واليسري ذلك المسرى إال بداللته. ولله در القائل:

قبل النفس شفيت بسعدىصبـابة بكيت مبكاها قبل فلو التندم

لي فهيج قبلي بكت ولكنالبكا

الفضل فقلت بكاها للمتـقـدم

وأرجو أن ال أكون في هذا الهذر الذي أوردته. والمورد الذي توردته. كالباحث عن حتفه بظلفه. والجادع مارن أنفه بكفه. فألحق باألخسرين أعماال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. على أني وإن أغمض لي الفطن المتغابي ونضح عني المحب المحابي. ال أكاد أخلص من غمر جاهل. أو ذي غمر

متجاهل. يضع مني لهذا الوضع. ويندد بأنه من مناهي الشرع. ومن نقد األشياء بعين المعقول. وأنعم النظر في مباني األصول. نظم هذه المقامات. في سلك اإلفادات.

وسلكها مسلك الموضوعات. عن العجماوات والجمادات. ولم يسمع بمن نبا سمعه عنيات. وبها تلك الحكايات. أو أثم رواتها في وقت من األوقات. ثم إذا كانت األعمال بالن

انعقاد العقود الدينيات. فأي حرج على من أنشأ ملحا للتنبيه. ال للتمويه. ونحا به منحى التهذيب. ال األكاذيب? وهل هو في ذلك إال بمنزلة من انتدب لتعليم. أو هدى الى

مستقيم? صراط أحمل بأن راض أنني على

لـيا وال علـي ال منه وأخلصالهوى يرشد. ما يصم. وأسترشد. الى أعتمد. وأعتصم. مما أعتضد. فيما وبالله

المفزع فما إال الموئل منه. وال إال التوفيق به. وال إال االستعانة إليه. وال إالالمعين. نعم نستعين. وهو أنيب. وبه وإليه توكلت هو. عليهالصنعانية المقامة

2

Page 3: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

حدث الحارث بن همام قال: لما اقتعدت غارب االغتراب. وأنأتني المتربة عن األتراب. طوحت بي طوائح الزمن. الى صنعاء اليمن. فدخلتها خاوي

الوفاض. بادي اإلنفاض. ال أملك بلغة. وال أجد في جرابي مضغة. فطفقت أجوب طرقاتها مثل الهائم. وأجول في حوماتها جوالن الحائم. وأرود في

مسارح لمحاتي. ومسايح غدواتي وروحاتي. كريما أخلق له ديباجتي. وأبوح إليه بحاجتي. أو أديبا تفرج رؤيته غمتي. وتروي روايته غلتي. حتى أدتني

خاتمة المطاف. وهدتني فاتحة األلطاف. الى ناد رحيب. محتو على زحام ونحيب. فولجت غابة الجمع. ألسبر مجلبة الدمع. فرأيت في بهرة الحلقة.

ياحة. وهو يطبع شخصا شخت الخلقة. عليه أهبة السياحة. وله رنة الن األسجاع بجواهر لفظه. ويقرع األسماع بزواجر وعظه. وقد أحاطت به

مر. إحاطة الهالة بالقمر. واألكمام بالثمر. فدلفت إليه ألقتبس أخالط الز من فوائده. وألتقط بعض فرائده. فسمعته يقول حين خب في مجاله. وهدرت شقاشق ارتجاله. أيها السادر في غلوائه. السادل ثوب خيالئه.

الجامح في جهاالته. الجانح الى خزعبالته. إالم تستمر على غيك. وتستمرئ مرعى بغيك? وحتام تتناهى في زهوك. وال تنتهي عن لهوك? تبارز

بمعصيتك. مالك ناصيتك! وتجترئ بقبح سيرتك. على عالم سريرتك! وتتوارى عن قريبك. وأنت بمرأى رقيبك! وتستخفي من مملوكك وما

تخفى خافية على مليكك! أتظن أن ستنفعك حالك. إذا آن ارتحالك? أو ينقذك مالك. حين توبقك أعمالك? أو يغني عنك ندمك. إذا زلت قدمك? أو يعطف عليك معشرك. يوم يضمك محشرك? هال انتهجت محجة اهتدائك.

وعجلت معالجة دائك. وفللت شباة اعتدائك. وقدعت نفسك فهي أكبر أعدائك? أما الحمام ميعادك. فما إعدادك? وبالمشيب إنذارك. فما

أعذارك? وفي اللحد مقيلك. فما قيلك? وإلى الله مصيرك. فمن نصيرك? طالما أيقظك الدهر فتناعست. وجذبك الوعظ فتقاعست! وتجلت لك

العبر فتعاميت. وحصحص لك الحق فتماريت. وأذكرك الموت فتناسيت. وأمكنك أن تؤاسي فما آسيت! تؤثر فلسا توعيه. على ذكر تعيه. وتختار قصرا تعليه. على بر توليه. وترغب عن هاد تستهديه. الى زاد تستهديه.

ب حب ثوب تشتهيه. على ثواب تشتريه. يواقيت الصالت. أعلق بقلبك وتغل من مواقيت الصالة. ومغاالة الصدقات. آثر عندك من مواالة الصدقات. وصحاف األلوان. أشهى إليك من صحائف األديان. ودعابة األقران. آنسكر وال لك من تالوة القرآن! تأمر بالعرف وتنتهك حماه. وتحمي عن الن تتحاماه! وتزحزح عن الظلم ثم تغشاه. وتخشى الناس والله أحق أن

تخشاه! ثم أنشد: انصبابه إليها ثنىدنـيا لطالـب تبا يستفيق ما صبابه وفرط بهاغراما

صبابه يروم ممالكفـاه درى ولو

ثم إنه لبد عجاجته. وغيض مجاجته. واعتضد شكوته. وتأبط هراوته. فلما رنت الجماعة الى تحفزه. ورأت تأهبه لمزايلة مركزه. أدخل كل منهم يده

في جيبه. فأفعم له سجال من سيبه. وقال: اصرف هذا في نفقتك. أو فرقه على رفقتك. فقبله منهم مغضيا. وانثنى عنهم مثنيا. وجعل يودع من

3

Page 4: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

يشيعه. ليخفى عليه مهيعه. ويسرب من يتبعه. لكي يجهل مربعه. قال الحارث بن همام: فاتبعته مواريا عنه عياني. وقفوت أثره من حيث ال

يراني. حتى انتهى الى مغارة. فانساب فيها على غرارة. فأمهلته ريثما خلع نعليه. وغسل رجليه. ثم هجمت عليه. فوجدته مشافنا لتلميذ. على خبز

سميذ. وجدي حنيذ. وقبالتهما خابية نبيذ. فقلت له: يا هذا أيكون ذاك خبرك. وهذا مخبرك? فزفر زفرة القيظ. وكاد يتميز من الغيظ. ولم يزل

يحملق إلي. حتى خفت أن يسطو علي. فلما أن خبت ناره. وتوارى أواره.أنشد:

أبغي الخميصة لبستالخبيصـه

كل في شصي وأنشبتشيصـه

والقـنـيصـه بها القنيص أريغأحـبـولة وعـظـي وصيرت الليث على احتيالي بلطفولـجـت حتـى الدهر وألجأني

عيصهفـريصـه منـه لي نبضت والصـرفـه أهـب لـم أنني على

نفس عرضي يدنسمـورد عـلـى بي شرعت والحـريصـه

أهل الحكم ملك لماحكـمـه في الدهر أنصف ولوالنقـيصـه

وقلت: تلميذه الى وقل. فالتفت فقم شئت فكل. وإن لي: ادن قال ثم زيد أبو ذا. فقال: هذا من األذى. لتخبرني به تستدفع بمن عليك عزمت

أتيت. وقضيت حيث من األدباء. فانصرفت الغرباء. وتاج سراج السروجيرأيت. مما العجب

الحلوانية المقامة حكى الحارث بن همام قال: كلفت مذ ميطت عني التمائم. ونيطت بي العمائم. بأن

أغشى معان األدب. وأنضي إليه ركاب الطلب. ألعلق منه بما يكون لي زينة بين األنام. ومزنة عند األوام. وكنت لفرط اللهج باقتباسه. والطمع في تقمص لباسه. أباحث كل من جل وقل. وأستسقي الوبل والطل. وأتعلل بعسى ولعل. فلما حللت حلوان. وقد

بلوت اإلخوان. وسبرت األوزان. وخبرت ما شان وزان. ألفيت بها أبا زيد السروجي يتقلب في قوالب االنتساب. ويخبط في أساليب االكتساب. فيدعي تارة أنه من آل

ساسان. ويعتزي مرة الى أقيال غسان. ويبرز طورا في شعار الشعراء. ويلبس حينا كبر الكبراء. بيد أنه مع تلون حاله. وتبين محاله. يتحلى برواء ورواية. ومدراة ودراية.

وبالغة رائعة. وبديهة مطاوعة. وآداب بارعة. وقدم ألعالم العلوم فارعة. فكان لمحاسن آالته. يلبس على عالته. ولسعة روايته. يصبى الى رؤيته. ولخالبة عارضته.

يرغب عن معارضته. ولعذوبة إيراده. يسعف بمراده. فتعلقت بأهدابه. لخصائص آدابه.صفاته.ونافست في مصافاته. لنفائس

همومي أجلو به فكنتوأجتلـي

ملتمع الوجه طلق زماني الضيا

ومغناه قربى قربه أرى ورؤيتهغنـية حـيا لـي ومحياه ريا

ولبثنا على ذلك برهة. ينشئ لي كل يوم نزهة. ويدرأ عن قلبي شبهة. الى أن جدحت له يد اإلمالق. كأس الفراق. وأغراه عدم العراق. بتطليق العراق. ولفظته معاوز اإلرفاق. الى مفاوز اآلفاق. ونظمه في سلك

4

Page 5: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الرفاق. خفوق راية اإلخفاق. فشحذ للرحلة غرار عزمته. وظعن يقتادالقلب بأزمته.

القني من راقني فما بعدبعده

ساقني من شاقني وال لوصاله

ند مذ لي الح وال خالله مثل حاز خالل ذو واللفضلـه ند واستسر عني حينا. ال أعرف له عرينا. وال أجد عنه مبينا. فلما أبت من غربتي. الى منبت شعبتي. حضرت دار كتبها التي هي منتدى المتأدبين. وملتقى القاطنين منهم

والمتغربين. فدخل ذو لحية كثة. وهيئة رثة. فسلم على الجالس. وجلس في أخريات الناس. ثم أخذ يبدي ما في وطابه. ويعجب الحاضرين بفصل خطابه. فقال لمن يليه: ما الكتاب الذي تنظر فيه? فقال: ديوان أبي عبادة. المشهود له باإلجادة. فقال: هل

قوله: عثرت له فيما لمحته. على بديع استملحته? قال: نعم أقاح أو برد أو منضدلؤلـؤ عن تبسم كأنما

فإنه أبدع في التشبيه. المودع فيه. فقال له: يا للعجب. ولضيعة األدب! لقد استسمنت الثغر?يا هذا ذا ورم. ونفخت في غير ضرم! أين أنت من البيت الندر. الجامع مشبهات

وأنشد: راق لثغر الفداء نفسي

مبسمـه من ناهيك شنب وزانه

شـنـب وعن رطب لؤلؤ عن يفتربـرد

وعن طلع وعن أقاح وعن حبب

فاستجاده من حضر واستحاله. واستعاده منه واستماله. وسئل: لمن هذا البيت. وهل حي قائله أو ميت? فقال: أيم الله للحق أحق أن يتبع. وللصدق حقيق بأن يستمع! إنه

يا قوم. لنجيكم مذ اليوم. قال: فكأن الجماعة ارتابت بعزوته. وأبت تصديق دعوته. فتوجس ما هجس في أفكارهم. وفطن لما بطن من استنكارهم. وحاذر أن يفرط إليه ذم. أو يلحقه وصم. فقرأ: إن بعض الظن إثم. ثم قال: يا رواة القريض. وأساة القول

المريض. إن خالصة الجوهر تظهر بالسبك. ويد الحق تصدع رداء الشك. وقد قيل فيما غبر من الزمان: عند االمتحان. يكرم الرجل أو يهان. وها أنا قد عرضت خبيئتي

لالختبار. وعرضت حقيبتي على االعتبار. فابتدر. أحد من حضر. وقال: أعرف بيتا لم ينسج على منواله. وال سمحت قريحة بمثاله. فإن آثرت اختالب القلوب. فانظم على

: هذا وأنشد. األسلوب فأمطرت نرجس من لؤلؤا

وسقت العناب على وعضت وردا

بالبردفأغرب: فلم يكن إال كلمح البصر أو هو أقرب. حتى أنشد

نضو زارت حين سألتهاال برقعها

أطيب سمعي وأيداع قانيالخبـر

فزحزحت سنا غشى شفقاقـمـر

وساقطت من لؤلؤا خاتمعطـر

فحار الحاضرون لبداهته. واعترفوا بنزاهته. فلما آنس استئناسهم بكالمه. وانصبابهم: الى شعب إكرامه. أطرق كطرفة العين. ثم قال: ودونكم بيتين وأنشد. آخرين

في البين يومجد وأقبلتحلـل

النادم بنان تعض سودالحصر

البلور وضرست غصنأقلهـمـا صبح على ليل فالحبالدرر

فحينئذ استسنى القوم قيمته. واستغزروا ديمته. وأجملوا عشرته. وجملوا

5

Page 6: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

قشرته. قال المخبر بهذه الحكاية: فلما رأيت تلهب جذوته. وتألق جلوته.مه. وسرحت الطرف في ميسمه. فإذا هو شيخنا أمعنت النظر في توس

السروجي. وقد أقمر ليله الدجوجي. فهنأت نفسي بمورده. وابتدرت استالم يده. وقلت له: ما الذي أحال صفتك. حتى جهلت معرفتك? وأي

شيء شيب لحيتك. حتى أنكرت حليتك? فأنشأ يقول: ب بالناس والدهرشـيب الشوائب وقع ـ قل دان إن يتـغـلـب غد ففيلشخـص يوماخلـب فهو برقه منبـومـيض تثـق فال

وألـب الخطوب بكأضرى هو إذا واصبربر على فما ب حين النار فيعـار الت يقلـ

نهض ثم مفارقا معه. القلوب موضعه. ومستصحباالدينارية المقامة

روى الحارث بن همام قال: نظمني وأخدانا لي ناد. لم يخب فيه مناد. وال كبا قدح زناد. وال ذكت نار عناد. فبينما نحن نتجاذب أطراف األناشيد. ونتوارد طرف األسانيد. إذ

وقف بنا شخص عليه سمل. وفي مشيته قزل. فقال: يا أخاير الذخائر. وبشائر العشائر. عموا صباحا. وأنعموا اصطباحا. وانظروا الى من كان ذا ندي وندى. وجدة وجدا. وعقار وقرى. ومقار وقرى. فما زال به قطوب الخطوب. وحروب الكروب.

وشرر شر الحسود. وانتياب النوب السود. حتى صفرت الراحة. وقرعت الساحة. وغار المنبع. ونبا المربع. وأقوى المجمع. وأقض المضجع. واستحالت الحال. وأعول العيال. وخلت المرابط. ورحم الغابط. وأودى الناطق والصامت. ورثى لنا الحاسد والشامت.

وآل بنا الدهر الموقع. والفقر المدقع. الى أن احتذينا الوجى. واغتذدينا الشجا. واستبطنا الجوى. وطوينا األحشاء على الطوى. واكتحلنا السهاد. واستوطنا الوهاد.

واستوطأن القتاد. وتناسينا األقتاد، واستطبنا الحين المحتاج واستبطأنا اليوم المتاح. فهل من حر آس. أو سمح مؤاس? فوالذي استخرجني من قيله. لقد أمسيت أخا عيله. ال أملك بيت ليله. قال الحارث بن همام: فأويت لمفاقره. ولوطت الى استنباط فقره.

فأبرزت دينارا. وقلت له اختبارا: إن مدحته نظما. فهو لك حتما. فانبرى ينشد فيانتحال: الحال. من غير سفرتـه ترامت آفاق جوابصفرته راقت أصفر به أكرم

الغنى سر أودعت قدوشـهـرتـه سمعته مأثورةأسرتـه

المساعي نجح وقارنتبتخطرته الى وحب غـرتـه األنـام

صرتـه حوته من يصول بهنـقـرتـه القلـوب من كأنماونـضـرتـه نضاره حبذا ياعتـرتـه توانت أو تفانت وإن

إمـرتـه استتبت به آمر كمونـصـرتـه مغناتـه وحبذاكـرتـه هزمتـه هم وجيشحسرتـه دمت لواله ومترف

جمـرتـه تتلظى ومستشيطبـدرتـه أنـزلـتـه تم وبدرأسـرتـه أسلمتـه أسير وكمشـرتـه فالنـت نجواه أسر

فطرتـه أبدعته مولى وحقمـسـرتـه صفت حتى أنقذهقدرته جلت لقلت التقى لوال

ثم بسط يده. بعدما أنشده. وقال: أنجز حر ما وعد. وسح خال إذ رعد. فنبذت الدينار إليه. وقلت: خذه غير مأسوف عليه. فوضعه في فيه. وقال:

6

Page 7: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بارك اللهم فيه! ثم شمر لالنثناء. بعد توفية الثناء. فنشأت لي من فكاهته نشوة غرام. سهلت علي ائتناف اغترام. فجردت دينارا آخر وقلت له: هل

لك في أن تذمه. ثم تضمه? فأنشد مرتجال. وشدا عجال: كالمنـافـق وجهين ذي أصفرمـمـاذق خـادع مـن له تبا

عـاشـق ولون معشوق زينةالـرامـق لعـين بوصفين يبدو سخط ارتكاب الى يدعوالـحـقـائق ذوي عنـد وحبه

الخالقفـاسـق من مظلمة بدت والسـارق يمـين تقطـع لم لواله

مطل الممطول شكا والطـارق مـن باخل اشمأز والالعائق

حسـود من استعيذ والالـخـالئق مـن فيه ما وشرراشـق

في عنك يغني ليس أنالمضايق اآلبــق فـرار فـر إذا إال

الوامـق نجوى ناجاه إذا ومنحـالـق مـن يقذفه لمن واها المحق قول له قال

ففارق لي وصلك في رأي الالـصـادق فقلت له: ما أغزر وبلك! فقال: والشرط أملك. فنفحته بالدينار الثاني. وقلت له:

عوذهما بالمثاني. فألقاه في فمه. وقرنه بتوأمه. وانكفأ يحمد مغداه. ويمدح النادي ونداه. قال الحارث بن همام: فناجاني قلبي بأنه أبو زيد. وأن تعارجه لكيد. فاستعدته وقلت له: قد عرفت بوشيك. فاستقم في مشيك. فقال: إن كنت ابن همام. فحييت بإكرام. وحييت بين كرام! فقلت: أنا الحارث. فكيف حالك والحوادث? فقال: أتقلب

في الحالين بؤس ورخاء. وأنقلب مع الريحين زعزع ورخاء. فقلت: كيف ادعيتولى: القزل? وما مثلك من هزل. فاستسر بشره الذي كان تجلى. ثم أنشد حين

الـفـرج باب ألقرع ولكنالعرج في رغبة ال تعارجتمرج قد من مسلك وأسلكغـاربـي على حبلي وألقي

قلت القوم المني فإن حرج من أعرج على فليساعذروا

الدمياطية المقامة

أخبر الحارث بن همام قال: ظعنت الى دمياط. عام هياط ومياط. وأناخاء. موموق اإلخاء. أسحب مطارف الثراء. وأجتلي يومئذ مرموق الر

قاق. وارتضعوا أفاويق معارف السراء. فرافقت صحبا قد شقوا عصا الش الوفاق. حتى الحوا كأسنان المشط في االستواء. وكالنفس الواحدة في

التئام األهواء. وكنا مع ذلك نسير النجاء. وال نرحل إال كل هوجاء. وإذا نزلنابث. ولم نطل المكث. فعن لنا إعمال منزال. أو وردنا منهال. اختلسنا الل

كاب. في ليلة فتية الشباب. غدافية اإلهاب. فأسرينا الى أن نضا الليل الر شبابه. وسلت الصبح خضابه. فحين مللنا السرى. وملنا الى الكرى.

با. معتلة الصبا. فتخيرناها مناخا للعيس. ومحطا صادفنا أرضا مخضلة الر للتعريس. فلما حلها الخليط. وهدا بها األطيط والغطيط. سمعت صيتا من الرجال. يقول لسميره في الرحال: كيف حكم سيرتك. مع جيلك وجيرتك?

فقال: أرعى الجار. ولو جار. وأبذل الوصال. لمن صال. وأحتمل الخليط.

7

Page 8: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ولو أبدى التخليط. وأود الحميم. ولو جرعني الحميم. وأفضل الشفيق. على الشقيق. وأفي للعشير. وإن لم يكافئ بالعشير. وأستقل الجزيل.

للنزيل. وأغمر الزميل. بالجميل. وأنزل سميري. منزلة أميري. وأحل أنيسي. محل رئيسي. وأودع معارفي. عوارفي. وأولي مرافقي. مرافقي.

وألين مقالي. للقالي. وأديم تسآلي. عن السالي. وأرضى من الوفاء.فاء. وأقنع من الجزاء. بأقل األجزاء. وال أتظلم. حين أظلم. وال أنقم. بالل

ولو لدغني األرقم. فقال له صاحبه: ويك يا بني إنما يضن بالضنين. وينافس في الثمين. لكن أنا ال آتي. غير المؤاتي. وال أسم العاتي.

بمراعاتي. وال أصافي. من يأبى إنصافي. وال أواخي. من يلغي األواخي. وال أمالي. من يخيب آمالي. وال أبالي بمن صرم حبالي. وال أداري. من جهل مقداري. وال أعطي زمامي. من يخفر ذمامي. وال أبذل ودادي. ألضدادي. وال أدع إيعادي. للمعادي. وال أغرس األيادي. في أرض األعادي. وال أسمح

بمواساتي. لمن يفرح بمساءاتي. وال أرى التفاتي. الى من يشمت بوفاتي.ك وال أخص بحبائي. إال أحبائي. وال أستطب لدائي. غير أودائي. وال أمل خلتي. من ال يسد خلتي. وال أصفي نيتي. لمن يتمني منيتي. وال أخلص دعائي. لمن ال يفعم وعائي. وال أفرغ ثنائي. على من يفرغ إنائي. ومن حكم بأن أبذل وتخزن. وألين وتخشن. وأذوب وتجمد. وأذكو وتخمد? ال

والله بل نتوازن في المقال. وزن المثقال. ونتحاذى في الفعال. حذو النعال. حتى نأن التغابن. ونكفى التضاغن. وإال فلم أعلك وتعلني. وأقلك وتستقلني. وأجترح لك وتجرحني. وأسرح إليك وتسرحني? وكيف يجتلب

إنصاف بضيم. وأنى تشرق شمس مع غيم? ومتى أصحب ود بعسف. وأيحر رضي بخطة خسف? ولله أبوك حيث يقول:

ه بـي أعـلـق من جزيت أسـه عـلـى يبني من جزاءودبخـسـه أو الكيل وفاء علىلـي كـال كمـا للخل وكلت

ـره ولم أمـسـه من أخسر يومه منالـورى وشـر أخـسغـرسـه جـنـى إال له فماجـنـى عندي يطلب من وكل

حـسـه في المغبون بصفقةأنـثـنـي وال الغبـن أبتغي ال بالموجب ولست نفـسـه على الحق يوجب اللـمـن حقـا

أصدقهخـالـنـي الهوى مذاق ورب لـبـسـه علـى الود من الدين غريمي أقضيأنـنـي جهلـه من درى وما

جنسه هجر استغباك من فاهجررمـسـه في كالملحود وهبهالقلى

وصله في لمن والبسأنـسـه عن يرغب من لباسلـبـسة

ترج وال فـلـسـه الـى محتاج أنكيرى مـمـن الـود قال الحارث بن همام: فلما وعيت ما دار بينهما. تقت الى أن أعرف عينهما. فلما الح ابن ذكاء. وألحف الجو الضياء. غدوت قبل استقالل الركاب. وال اغتداء الغراب. وجعلت أستقري صوب الصوت الليلي. وأتوسم الوجوه بالنظرالجلي. الى أن لمحت أبا زيد وابنه يتحادثان.

وعليهما بردان رثان. فعلمت أنهما نجيا ليلتي. ومعتزى روايتي. فقصدتهما

8

Page 9: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

قصد كلف بدماثتهما. راث لرثاثتهما. وأبحتهما التحول الى رحلي. والتحكم في كثري وقلي. وطفقت أسير بين السيارة فضلهما. وأهز األعواد

س خذا من الخالن. وكنا بمعر حالن. وات المثمرة لهما. الى أن غمرا بالن نتبين منه بنيان القرى. ونتنور نيران القرى. فلما رأى أبو زيد امتالء كيسه. وانجالء بوسه. قال لي: إن بدني قد اتسخ. ودرني قد رسخ. أفتأذن لي في

قصد قرية ألستحم. وأقضي هذا المهم? فقلت: إذا شئت فالسرعة السرعه. والرجعة الرجعه! فقال: ستجد مطلعي عليك. أسرع من ارتداد

طرفك إليك. ثم استن استنان الجواد في المضمار. وقال البنه: بدار بدار!. وطلب المفر. فلبثنا نرقبه رقبة األعياد. ونستطلعه ولم نخل أنه غر

بالطالئع والرواد. الى أن هرم النهار. وكاد جرف اليوم ينهار. فلما طال أمد االنتظار. والحت الشمس في األطمار. قلت ألصحابي: قد تناهينا في

المهلة. وتمادينا في الرحلة. الى أن أضعنا الزمان. وبان أن الرجل قد مان. فتأهبوا للظعن. وال تلووا على خضراء الدمن. ونهضت ألحدج راحلتي.

وأتحمل لرحلتي. فوجدت أبا زيد قد كتب. على القتب: لي غدا من يا ساعـدا البشر دون ومساعدا أشر أو مالل عن تكنـأي أنـي تحسبن ال

انتشر طعم إذا ممنأزل لـم مـذ لكنني بخرافته. عتب. فأعجبوا كان من القتب. ليعذره الجماعة قال: فأقرأت

عنا. اعتاض من ندر ظعنا. ولم إنا آفته. ثم من وتعوذواالكوفية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: سمرت بالكوفة في ليلة أديمها ذو لونين. وقمرها كتعويذ من لجين. مع رفقة غذوا بلبان البيان. وسحبوا على سحبان ذيل النسيان. ما فيهم إال

من يحفظ عنه وال يتحفظ منه. ويميل الرفيق إليه وال يميل عنه. فاستهوانا السمر. الى أن غرب القمر. وغلب السهر. فلما روق الليل البهيم. ولم يبق إال التهويم. سمعنا من

: الباب نبأة مستنبح. ثم تلتها صكة مستفتح. فقلنا: من الملم. في الليل فقال? المدلهمضـرا بقـيتـم ما لقيتم والشـرا وقيتم المغنى ذا أهل يا

ذراكم الىاكفـهـرا الذي الليل دفع قد مـغـبـرا شعثا انثنى حتىواسبـطـرا طال سفار أخا مصفرا محقوقفا

مـعـتـرا فناءكم عرا وقدافتـرا حين األفق هالل مثلومستقـرا منكم قرى يبغيطـرا األنـام دون وأمكـم فدونكم ضيفا أمرا وما احلولى بما يرضىحـرا قنوعـاالـبـرا ينث عنكم وينثني

قال الحارث بن همام: فلما خلبنا بعذوبة نطقه. وعلمنا ما وراء برقه. ابتدرنا فتح الباب. وتلقيناه بالترحاب. وقلنا للغالم: هيا هيا. وهلم ما تهيا!

فقال الضيف: والذي أحلني ذراكم. ال تلمظت بقراكم. أو تضمنوا لي أن ال. وال تجشموا ألجلي أكال. فرب أكلة هاضت اآلكل. وحرمته تتخذوني كال مآكل. وشر األضياف من سام التكليف. وآذى المضيف. خصوصا أذى يعتلق باألجسام. ويفضي الى األسقام. وما قيل في المثل الذي سار

سائره: خير العشاء سوافره. إال ليعجل التعشي. ويجتنب أكل الليل الذي يعشي. اللهم إال أن تقد نار الجوع. وتحول دون الهجوع. قال: فكأنه اطلع على إرادتنا. فرمى عن قوس عقيدتنا. ال جرم أنا آنسناه بالتزام الشرط. وأثنينا على خلقه السبط. ولما أحضر الغالم ما راج. وأذكى بيننا السراج.

9

Page 10: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

تأملته فإذا هو أبو زيد فقلت لصحبي: ليهنأكم الضيف الوارد. بل المغنمعر. أو استسر بدر عرى فقد طلع قمر الش البارد. فإن يكن أفل قمر الش

نة عن النثرة فقد تبلج بدر النثر. فسرت حميا المسرة فيهم. وطارت الس مآقيهم. ورفضوا الدعةالتي كانوا نووها. وثابوا الى نشر الفكاهة بعدما

طووها. وأبو زيد مكب على إعمال يديه. حتى إذا استرفع ما لديه. قلت له: أطرفنا بغريبة من غرائب أسمارك. أو عجيبة من عجائب أسفارك.

فقال: لقد بلوت من العجائب ما لم يره الراؤون. وال رواه الراوون. وإن من أعجبها ما عاينته الليلة قبيل انتيابكم. ومصيري الى بابكم. فاستخبرناه

عن طرفة مرآه. في مسرح مسراه. فقال: إن مرامي الغربة. لفظتني الى هذه التربة. وأنا ذو مجاعة وبوسى. وجراب كفؤاد أم موسى. فنهضت

حين سجا الدجى. على ما بي من الوجى. ألرتاد مضيفا. أو أقتاد رغيفا. فساقني حادي السغب. والقضاء المكنى أبا العجب. الى أن وقفت على

باب دار. فقلت على بدار: عيش خفض في وعشتمالـمـنـزل هـذا أهل يا حييتم

خضل سبـيل البن عندكم ما

ألـيل لـيل خابـط سرى نضومـرمـل الطوى على الحشى جوي

مشتمل طعم يومان مذ ذاق ما

مـأكـل مـن أرضكم في له وال

مـوئل جنح دجا وقد الظالم

المسـبـلبع بهذا فهلتمـلـمـل في الحيرة من وهو عذب الر

المنـهـل عصـاك لي: ألق يقول

مـعـجـل وقرى ببشر وابشروادخـل: قال: فبرز إلي جوذر. عليه وقال. شوذر

سن الذي الشيخ وحرمةالقـرى

أم في المحجوج وأسسالقـرى

في والمناخ الحديث سوىعـرا إذا لـطـارق عندنـا ما الذرى

عنه نفى من يقري وكيفالكرى

لما أعظمه برى طوىانبـرى

تـرى ما ذكرت فيما ترى فما فقلت: ما أصنع بمنزل قفر. ومنزل حلف فقر? ولكن يا فتى ما اسمك. فقد فتنني فهمك? فقال: اسمي زيد. ومنشإي فيد. ووردت هذه المدرة

أمس. مع أخوالي من بني عبس. فقلت له: زدني إيضاحا عشت. ونعشت! فقال: أخبرتني أمي برة. وهي كاسمها برة. أنها نكحت عام الغارة بماوان. رجال من سراة سروج وغسان. فلما آنس منها اإلثقال. وكان باقعة على ما

يقال. ظعن عنها سرا. وهلم جرا. فما يعرف أحي هو فيتوقع. أم أودع اللحد البلقع? قال أبو زيد: فعلمت بصحة العالمات أنه ولدي. وصدفني عن

ف إليه صفر يدي. ففصلت عنه بكبد مرضوضة. ودموع مفضوضة. التعر

10

Page 11: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فهل سمعتم يا أولي األلباب. بأعجب من هذا العجاب? فقلنا: ال ومن عنده علم الكتاب. فقال: أثبتوها في عجائب االتفاق. وخلدوها بطون األوراق.

فما سير مثلها في اآلفاق. فأحضرنا الدواة وأساودها. ورقشنا الحكاية على ما سردها. ثم استبطناه عن مرتآه. في استضمام فتاه. فقال: إذا ثقل

ردني. خف علي أن أكفل ابني. فقلنا: إن كان يكفيك نصاب من المال. ألفناه لك في الحال. فقال: وكيف ال يقنعني نصاب. وهل يحتقر قدره إال

مصاب? قال الراوي: فالتزم منه كل منا قسطا. وكتب له به قطا. فشكر عند ذلك الصنع. واستنفد في الثناء الوسع. حتى إننا استطلنا القول.

واستقللنا الطول. ثم إنه نشر من وشي السمر. ما أزرى بالحبر. الى أن أظل التنوير. وجشر الصبح المنير. فقضيناها ليلة غابت شوائبها. الى أن

شابت ذوائبها. وكمل سعودها. الى أن انفطر عودها. ولما ذر قرن الغزالة. طمر طمور الغزالة. وقال: انهض بنا لنقبض الصبات. ونستنض اإلحاالت. فقد استطارت صدوع كبدي. من الحنين الى ولدي. فوصلت جناحه. حتى سنيت نجاحه. فحين أحرز العين في صرته. فرقت أسارير مسرته. وقال

لي: جزيت خيرا عن خطا قدميك. والله خليفتي عليك. فقلت: أريد أن أتبعك ألشاهد ولدك النجيب. وأنافثه لكي يجيب. فنظر إلي نظرة الخادع

الى المخدوع. وضحك حتى تغرغرت مقلتاه بالدموع. وأنشد: رويت الـذي رويت لمامـاء السراب يظنى من ياعـنـيت الذي يخيل وأنمكري يستسر أن خلت ما

اكتـنـيت به ابن لي والبـعـرسـي برة ما واللهاقتـديت وما فيها أبدعتسـحـر فنـون لي وإنما

الكمـيت حاكها وال حكىفيمـا األصمعي يحكها لماشتهـيت متى كفي تجنيهمـا الـى وصـلة تخذتها

حـويت ما أحو ولم حاليلـحـالـت تعافيتهـا ولو جنيت أو أجرمت كنت إنفسـامـح أو العذر فمهد

الغضا. جمر قلبي ومضى. وأودع ودعني إنه ثمالمراغية المقامة

روى الحارث بن همام قال: حضرت ديوان النظر بالمراغة. وقد جرى به ذكر البالغة. فأجمع من حضر من فرسان اليراعة. وأرباب البراعة. على

أنه لم يبق من ينقح اإلنشاء. ويتصرف فيه كيف شاء. وال خلف. بعد السلف. من يبتدع طريقة غراء. أو يفترع رسالة عذراء. وأن المفلق من

كتاب هذا األوان. المتمكن من أزمة البيان. كالعيال على األوائل. ولو ملك فصاحة سحبان وائل. وكان بالمجلس كهل جالس في الحاشية. عند

مواقف الحاشية. فكان كلما شط القوم في شوطهم. ونشروا العجوة والنجوة من نوطهم. ينبئ تخازر طرفه. وتشامخ أنفه. أنه مخرنبق لينباع.بال. ورابض يبغي النضال. فلما نثلت ومجرمز سيمد الباع. ونابض يبري الن

الكنائن. وفاءت السكائن. وركدت الزعازع. وكف المنازع. وسكنت الزماجر. وسكت المزجور والزاجر. أقبل على الجماعة وقال: لقد جئتمم في فات. وافتت شيئا إدا. وجرتم عن القصد جدا. وعظمتم العظام الر

الميل الى من فات، وغمصتم جيلكم الذين فيهم لكم اللذت، معهم انعقدت المودات. أنسيتم يا جهابذة النقد. وموابذة الحل والعقد. ما أبرزته

11

Page 12: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

طوارف القرائح. وبرز فيه الجذع على القارح. من العبارات المهدبة. واالستعارات المستعذبة. والرسائل الموشحة. واألساجيع المستملحة?

وهل للقدماء إذا أنعم النظر. من حضر. غير المعاني المطروقة الموارد. المعقولة الشوارد. المأثورة عنهم لتقادم الموالد. ال لتقدم الصادر على

الوارد? وإني ألعرف اآلن من إذا أنشا. وشى. وإذا عبر. حبر. وإن أسهب. أذهب. وإذا أوجز. أعجز. وإن بده. شده. ومتى اخترع. خرع. فقال له

ناظورة الديوان. وعين أولئك األعيان: من قارع هذه الصفاة. وقريع هذه الصفات? فقال: إنه قرن مجالك. وقرين جدالك. وإذا شئت ذاك فرض

نجيبا. وادع مجيبا. لترى عجيبا. فقال له: يا هذا إن البغاث بأرضنا الر. وقل من استهدف يستنسر. والتمييز عندنا بين الفضة والقضة متيس للنضال. فخلص من الداء العضال. أو استسار نقع االمتحان. فلم يقذ

ض عرضك للمفاضح. وال تعرض عن نصاحة الناصح. باالمتهان. فال تعر فقال: كل امرئ أعرف بوسم قدحه. وسيتفرى الليل عن صبحه. فتناجت

الجماعة فيما يسبر به قليبه. ويعمد فيه تقليبه. فقال أحدهم: ذروه في حصتي. ألرميه بحجر قصتي. فإنها عضلة العقد. ومحك المنتقد. فقلدوه

في هذا األمر الزعامة. تقليد الخوارج أبا نعامة. فأقبل على الكهل وقال: اعلم أني أوالي. هذا الوالي. وأرقح حالي. بالبيان الحالي. وكنت أستعين

على تقويم أودي. في بلدي. بسعة ذات يدي. مع قلة عددي. فلما ثقل حاذي. ونفد رذاذي. أممته من أرجائي. برجائي. ودعوته إلعادة روائي وإروائي. فهش للوفادة وراح. وغدا باإلفادة وراح. فلما استأذنته في

المراح. الى المراح. على كاهل المراح. قال: قد أزمعت أن ال أزودك بتاتا. وال أجمع لك شتاتا. أو تنشئ لي أمام ارتحالك. رسالة تودعها شرح حالك.

قط. وحروف األخرى لم يعجمن قط. وقد حروف إحدى كلمتيها يعمها الن استأنيت بياني حوال. فما أحار قوال. ونبهت فكري سنة. فما ازداد إال سنة. واستعنت بقاطبة الكتاب. فكل منهم قطب وتاب. فإن كنت صدعت عن

وصفك باليقين. فأت بآية إن كنت من الصادقين. فقال له: لقد استسعيت يعبوبا. واستسقيت أسكوبا. وأعطيت القوس باريها. أسكنت الدار ثانيها.

 ثم فكر ريثما استجم قريحته. واستدر لقحته. وقال: ألق دواتك واقرب. وخذ أداتك

واكتب:ا استجم قريحته. واستدر لقحته. وقال: ألق دواتك واقرب. وخذ أداتك واكتب: الكرم ثبت الله جيش سعودك يزين. واللؤم غض الدهر جفن

حسودك يشين. واألروع يثيب. والمعور يخيب. والحالحل يضيف. والماحل يخيف. والسمح يغذي. والمحك يقذي. والعطاء ينجي والمطال يشجي، والدعاء يفي والمدح ينقي والحر يجزي. واإللطاط يخزي. واطراح ذي

الحرمة غي. ومحرمة بني اآلمال بغي. وما ضن إال غبين. وال غبن إال ضنين. وال خزن إال شقي. وال قبض راحه تقي. وما فتئ وعدك يفي.

وآراؤك تشفي. وهاللك يضي. وحلمك يغضي. وآالؤك تغني. وأعداؤك تثني. وحسامك يفني. وسؤددك يقني. ومواصلك يجتني. ومادحك يقتني.

ك يفيض. وردك يغيض. ومؤملك شيخ وسماحك يغيث. وسماؤك تغيث. ودر حكاه فيء. ولم يبق له شيء. أمك بظن حرصه يثب. ومدحك بنخب.

. وإطراؤه يجتذب. ومالمه . وأواصره تشف مهورها تجب. ومرامه يخف يجتنب. ووراءه ضفف. مسهم شظف. وحصهم جنف. وعمهم قشف. وهو

12

Page 13: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

في دمع يجيب. ووله يذيب. وهم تضيف. وكمد نيف. لمأمول خيب. وإهمال شيب. وعدو نيب. وهدو تغيب. ولم يزغ وده فيغضب. وال خبث عوده فيقضب. وال نفث صدره فينفض. وال نشز وصله فيبغض. وما يقتضي

ض أمله بتخفيف ألمه. ينث حمدك بين عالمه. بقيت كرمك نبذ حرمه. فبي إلماطة شجب. وإعطاء نشب. ومداواة شجن. ومراعاة يفن. موصوال

. أو خشي وهم غبي. والسالم. بخفض. وسرور غض. ما غشي معهد غني فلما فرغ من إمالء رسالته. وجلى في هيجاء البالغة عن بسالته. أرضته

الجماعة فعال وقوال. وأوسعته حفاوة وطوال. ثم سئل من أي الشعوبعاب وجاره? فقال: نجاره. وفي أي الش

القـديمـه تربتي وسروجالصـمـيمـه أسرتي غسانإش الـشـمـس مثل فالبيت جـسـيمـه ومنـزلة راقاوقـيمـه ومـنـزهة يبةمـط كالـفـردوس والربع عـمـيمـه ولـذآت فيهـالـي كـان لـعـيش واهـا العزيمه ماضي روضها فيمـطـرفـي أسحـب أيام

عم وأجتلي بالـشـبـا بـرد فـي أختال الوسيمـه النالمـلـيمـه حوادثه وال نالـزمـا نـوب أتـقـي ال

ان فلو المقـيمـه كربي من لتلفتمـتـلـف كـربـاالـكـريمـه مهجتي لفدتهمـضـى عـيش يفتدى أو

البهـيمـه عيش عيشه منلـلـفـتـى خـير فالموتوالهضيمـه العظيمة الى رالـصـغـا بـرة تقـتـاده

المستضيمـه الضباع أيديتـنـوشـهـا السباع ويرى والـذئب شـيمـه تنب لم شؤمها اللـــو لــأليام

مسـتـقـيمـه فيها أحوالال كـانـت استقامـت ولو ثم إن خبره نما الى الوالي. فمأل فاه بالآللي. وسامه أن ينضوي الى

أحشائه. ويلي ديوان إنشائه. فأحسبه الحباء. وظلفه عن الوالية اإلباء. قال الراوي: وكنت عرفت عود شجرته. قبل إيناع ثمرته. وكدت أنبه على علو

د عضبه من قدره. قبل استنارة بدره. فأوحى إلي بإيماض جفنه. أن ال أجر جفنه. فلما خرج بطين الخرج. وفصل فائزا بالفلج. شيعته قاضيا حق

الرعاية. والحيا له على رفض الوالية. فأعرض متبسما. وأنشد مترنما:المرتـبـه من إلي أحبالمتربـه مع البالد لجوب

معـتـبـه لها يا ومعتبةنـبـوة لـهـم الوالة ألن د من والالصنيع يرب من ومافيهم رتـبـه ما يشي

تأت والالسراب لموع يخدعنك فال اشتبه ما إذا أمرا فكم انتبـه لما الروع وأدركهحـلـمـه سره حالم

البرقعيدية المقامة حكى الحارث بن همام قال: أزمعت الشخوص من برقعيد. وقد شمت برق عيد.

فكرهت الرحلة عن تلك المدينة. أو أشهد بها يوم الزينة. فلما أظل بفرضه ونفله. وأجلب بخيله ورجله. اتبعت السنة في لبس الجديد. وبرزت مع من برزللتعييد. وحين

حام بالكظم. طلع شيخ في شملتين. محجوب التأم جمع المصلى وانتظم. وأخذ الزعالة. فوقف وقفة متهافت. المقلتين. وقد اعتضد شبه المخالة. واستقاد لعجوز كالس وحيا تحية خافت. ولما فرغ من دعائه. أجال خمسه في وعائه. فأبرز منه رقاعا قد

كتبن بألوان األصباغ. في أوان الفراغ. فناولهن عجوزه الحيزبون. وأمرها بأن تتوسم

13

Page 14: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بون. فمن آنست ندى يديه. ألقت ورقة منهن لديه. فأتاح لي القدر المعتوب. رقعة الزمكتوب: فيها

أصبحت لقد وأوجــال بأوجـاعموقـوذا ومغـتـال ومحتالبمـخـتـال وممنواإلقاللـي لي قال ناإلخـوا مـن وخوان

أعمالي تضليع في لالعـمـا من وإعمالوتـرحـال وإمحالبـإذحـال أصلي فكمبـال في أخطر والبـال في أخطر وكم

أطفالـي لي أطفا رجـا لما الدهر فليتوأعاللي أغاللي ليأشـبــا أن فلـوال

والـي وال آل الـىآمـالـي جهزت لماإذاللي مسحب علىأذيالـي جـررت وال

لـي أسمى وأسماليبـي أحرى فمحرابيبمثـقـال أثقالي فتخفـي يرى حر فهل

وسـروال بسربـالبلبـالـي حر ويطفي قال الحارث بن همام: فلما استعرضت حلة األبيات تقت الى معرفة ملحمها. وراقم

ف يجوز. علمها. فناجاني الفكر بأن الوصلة إليه العجوز. وأفتاني بأن حلوان المعر فرصدتها وهي تستقري الصفوف صفا صفا. وتستوكف األكف كفا كفا. وما إن ينجح له

عناء. وال يرشح على يدها إناء. فلما أكدى استعطافها. وكدها مطافها. عاذتقاع. وأنساها الشيطان ذكر رقعتي. فلم تعج الى باالسترجاع. ومالت الى إرجاع الر

بقعتي. وآلت الى الشيخ باكية للحرمان. شاكية تحامل الزمان. فقال: إنا لله. وأفوضأنشد: أمري الى الله. وال حول وال قوة إال بالله. ثم

مـعـين وال معين والمصاف وال صاف يبق لمثـمـين وال أمـين فالالتساوي بدا المساوي وفي

قاع وعديها. فقالت: لقد ثم قال لها: مني النفس وعديها. واجمعي الرقاع. فقال: عددتها. لما استعدتها. فوجدت يد الضياع. قد غالت إحدى الر

تعسا لك يا لكاع! أنحرم ويحك القنص والحبالة. والقبس والذبالة? إنها لضغث على إبالة! فانصاعت تقتص مدرجها. وتنشد مدرجها. فلما دانتني

قرنت بالرقعة. درهما وقطعة. وقلت لها: إن رغبت في المشوف المعلم. وأشرت الى الدرهم. فبوحي بالسر المبهم. وإن أبيت أن تشرحي. فخذيم. واألبلج الهم. وقالت: القطعة واسرحي. فمالت الى استخالص البدر الت

عر دع جدالك. وسل عما بدا لك. فاستطلعتها طلع الشيخ وبلدته. والش وناسج بردته. فقالت: إن الشيخ من أهل سروج. وهو الذي وشى الشعر

المنسوج. ثم خطفت الدرهم خطفة الباشق. ومرقت مروق السهم الراشق. فخالج قلبي أن أبا زيد هو المشار إليه. وتأجج كربي لمصابه

بناظريه. وآثرت أن أفاجيه وأناجيه. ألعجم عود فراستي فيه. وما كنت ألصل إليه إال بتخطي رقاب الجمع. المنهي عنه في الشرع. وعفت أن

يتأذى بي قوم. أو يسري إلي لوم. فسدكت بمكاني. وجعلت شخصه قيد عياني. الى أن انقضت الخطبة. وحقت الوثبة. فخففت إليه. وتوسمته على

التحام جفنيه. فإذا ألمعيتي ألمعية ابن عباس. وفراستي فراسة إياس. فعرفته حينئذ شخصي. وآثرته بأحد قمصي. وأهبت به الى قرصي. فهش

14

Page 15: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

لعارفتي وعرفاني. ولبى دعوة رغفاني. وانطلق ويدي زمامه. وظلي إمامه. والعجوز ثالثة األثافي. والرقيب الذي ال يخفى عليه خافي. فلما

استحلس وكنتي. وأحضرته عجالة مكنتي. قال لي: يا حارث. أمعنا ثالث? فقلت: ليس إال العجوز. قال: ما دونها سر محجوز. ثم فتح كريمتيه. ورأرأ

بتوأمتيه. فإذا سراجا وجهه يقدان. كأنهما الفرقدان. فابتهجت بسالمة بصره. وعجبت من غرائب سيره. ولم يلقني قرار. وال طاوعني اصطبار.

حتى سألته: ما دعاك الى التعامي. مع سيرك في المعامي. وجوبكهنة. حتى إذا كنة. وتشاغل بالل الموامي. وإيغالك في المرامي? فتظاهر بالل

قضى وطره. أتأر إلي نظره. وأنشد: أبو وهو الدهر تعامى ولما

الورى أنحائه في الرشد عن

ومقاصـده أخو إني قيل حى تعاميتعـمـى

حذو الفتى يحذو أن غرو وال والده

. الطرف. وينقي يروق بغسول فأتني المخدع الى لي: انهض قال ثم الكف نظيف المعدة. وليكن اللثة. ويقوي النكهة. ويشد البشرة. ويعطر وينعم

ذرورا. الالمس السحق. يحسبه الدق. ناعم العرف. فتي الظرف. أريج الوصل. أنيقة األصل. محبوبة نقية خاللة به كافورا. واقرن الناشق ويخاله

الحرب. العضب. وآلة الصب. وصقالة نحافة األكل. لها الى الشكل. مدعاة فيما الرطب. قال: فنهضت الغصن ولدونة أهم الغمر. ولم عنه أمر. ألدرأ

الرسول. من سخر أنه تظنيت المخدع. وال يخدع. بإدخالي أن قصد أنه الى رجع من أقرب بالملتمس. في عدت والغسول. فلما الخاللة استدعاء في

من أجفال. فاستشطت قد والشيخة خال. والشيخ قد الجو النفس. وجدت به عرج الماء. أو في قمس كمن طلبا. فكان إثره في غضبا. وأوغلت مكره

السماء. عنان الىة المقامة المعري

أخبر الحارث بن همام قال: رأيت من أعاجيب الزمان. أن تقدم خصمان. الى قاضي معرة النعمان. أحدهما قد ذهب منه األطيبان. واآلخر كأنه

قضيب البان. فقال الشيخ: أيد الله القاضي. كما أيد به المتقاضي. إنه كانت لي مملوكة رشقة القد. أسيلة الخد. صبور على الكد. تخب أحيانا

كالنهد. وترقد أطوارا في المهد. وتجد في تموز مس البرد. ذات عقل وعنان. وحد وسنان. وكف ببنان. وفم بال أسنان. تلدغ بلسان نضناض.

وترفل في ذيل فضفاض. وتجلى في سواد وبياض. وتسقى ولكن من غير حياض. ناصحة خدعة. خبأة طلعة. مطبوعة على المنفعة. ومطواعة فيعة. إذا قطعت وصلت. ومتى فصلتها عنك انفصلت. وطالما الضيق والس

خدمتك فجملت. وربما جنت عليك فآلمت وململت. وإن هذا الفتى استخدمنيها لغرض. فأخدمته إياها بال عوض. على أن يجتني نفعها. وال

يكلفها إال وسعه. فأولج فيها متاعه. وأطال بها استمتاعه. ثم أعادها إلي وقد أفضاها. وبذل عنها قيمة ال أرضاها. فقال الحدث: أما الشيخ فأصدق من القطا. وأما اإلفضاء ففرط عن خطا. وقد رهنته. عن أرش ما أوهنته.ين. مملوكا لي متناسب الطرفين. منتسبا الى القين. نقيا من الدرن والش

ه سواد العين. يفشي اإلحسان. وينشي االستحسان. ويغذي يقارن محل

15

Page 16: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

اإلنسان. ويتحامى اللسان. إن سود جاد. أو وسم أجاد. وإذا زود وهب الزاد. ومتى استزيد زاد. ال يستقر بمغنى. وقلما ينكح إال مثنى. يسخو

بموجوده. ويسمو عند جوده. وينقاد مع قرينته. وإن لم تكن من طينته. ويستمتع بزينته. وإن لم يطمع في لينته. فقال لهما القاضي: إما أن تبينا.

وإال فينا.فابتدر الغالم وقال: أطـمـا ألرفـو إبرة أعارني وسـودهـا البلـى عفاها را

على يدي في فانخرمت مـقـودهـا جذبت لما منيخطـإ

تـأودهـا رأى إذ بإرشـهـايسامحـنـي أن الشيخ ير فلم قيمة أوتماثـلـهـا إبرة هات قال بل تـجـودهـا أن بعد

ميلي واعتاق تـزودهــا سـبة بـه هيكونـا لـديه رهنامرودهـا تفك أن عن تقصرويدي لرهـنـه مرهى فالعين غور الشرح بذا فاسبر

تعـودهـا يكن لم لمن وارثمسكنتي: فأقبل القاضي على الشيخ وقال: إيه. بغير فقال! تمويه

بالمشعر أقسمت الحرام منى خيف الناسكين من ضمومن

يرنـي لم األيام ساعفتني لو رهـنـا الذي ميله مرتهنا أبتـغـي تصديت وال ثمـنـا وال غالها إبرة منبـدال

الخطوب قوس لكنوهنـا هاهنا من بمصمياتترشقني

حالـتـه كخبر حالي وخبر ضرا وضنى وغربة وبؤساأنـا وهو الشقاء في نظيرهفـأنـا بيننـا الدهر عدل قدمرتهـنـا يدي في غدا لمامـروده فـك يسطيع هو ال

جنـى حين للعفو اتساع فيهيدي ذات لضيق مجالي والولـنـا وبيننـا إلينا فانظروقـصـتـه قصتـي فهذه

فلما وعى القاضي قصصهما. وتبين خصاصتهما وتخصصهما. أبرز لهماه. وقال لهما: اقطعا به الخصام وافصاله. فتلقفه دينارا من تحت مصال

الشيخ دون الحدث. واستخلصه على وجه الجد ال العبث. وقال للحدث: نصفه لي بسهم مبرتي. وسهمك لي عن أرش إبرتي. ولست عن الحق

أميل. فقم وخذ الميل. فعرا الحدث لما حدث اكتئاب. واكفهر على سمائه سحاب. وجم له القاضي. وهيج أسفه على الدينار الماضي. إال أنه جبر بال

الفتى وبلباله. بدريهمات رضخ بها له. وقال لهما: اجتنبا المعامالت. وادرآ المخاصمات. وال تحضراني في المحاكمات. فما عندي كيس الغرامات.

فنهضا من عنده. فرحين برفده. مفصحين بحمده. والقاضي ما يخبو ضجره. مذ بض حجره. وال ينصل كمده. مذ رشح جلمده. حتى إذا أفاق

من غشيته. أقبل على غاشيته. وقال: قد أشرب حسي. ونبزني حدسي. أنهما صاحبا دهاء. ال خصما ادعاء. فكيف السبيل الى سبرهما. واستنباط

سرهما? فقال له نحرير زمرته. وشرارة جمرته: إنه لن يتم استخراج خبئهما. إال بهما. فقفاهما عونا يرجعهما إليه. فلما مثال بين يديه. قال لهما:

16

Page 17: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

اصدقاني سن بكركما. ولكما األمان من تبعة مكركما. فأحجم الحدثواستقال. وأقدم الشيخ وقال:

مثل المخبر في والشبلولـدي وهـذا السروجـي أنااألسد

إبرة فييدي وال يده تـعــدت ومـا مـرود في وال يوما المسيء الدهر وإنما

حتى بنا مالالمعتـدي نجـتـدي غدونا عذب الراحة ندي كل

الـيد مغلول الكف جعد وكلالمـورد أجـدى إن بالجدمـقـصـد وبـكـل فن بكل بـالـدد وإال

الحظ الى الرشح لنجلبأنـكـد بـعـيش العمر وننفدالصدي

من والموت لنا بعدبالمرصـد

في فاجى اليوم يفاج لم إنغد

ك القاضي: لله له فقال نفثات أعذب فما در فيك! خداع لوال لك فيك. وواها الحاكمين. بعدها تماكر الحذرين. فال من المنذرين. وعليك لمن لك وإني القيل. يسمع أوان كل يقيل. وال مسيطر كل المتحكمين. فما سطوة واتق

عن صورته. وفصل تلبيس عن مشورته. واالرتداع اتباع على الشيخ فعاهده في منها أعجب أر همام: فلم بن الحارث جبهته. قال من يلمع جهته. والختر

األسفار. تصانيف في مثله قرأت األسفار. وال تصاريفاإلسكندرية المقامة

قال الحارث بن همام: طحا بي مرح الشباب. وهوى االكتساب. الى أن جبت ما بين فرغانة. وغانة. أخوض الغمار. ألجني الثمار. وأقتحم األخطار.

لكي أدرك األوطار. وكنت لقفت من أفواه العلماء. وثقفت من وصايا الحكماء. أنه يلزم األديب األريب. إذا دخل البلد الغريب. أن يستميل

قاضيه. ويستخلص مراضيه. ليشتد ظهره عند الخصام. ويأمن في الغربة جور الحكام. فاتخذت هذا األدب إماما. وجعلته لمصالحي زماما. فما دخلت مدينة. وال ولجت عرينة. إال وامتزجت بحاكمها امتزاج الماء بالراح. وتقويت بعنايته تقوي األجساد باألرواح. فبينما أنا عند حاكم اإلسكندرية. في عشية عرية. وقد أحضر مال الصدقات. ليفضه على ذوي الفاقات. إذ دخل شيخ عفرية. تعتله امرأة مصبية. فقالت: أيد الله القاضي. وأدام به التراضي.

إني امرأة من أكرم جرثومة. وأطهر أرومة. وأشرف خؤولة وعمومة. ميسمي الصون. وشيمتي الهون. وخلقي نعم العون. وبيني وبين جاراتي

بون. وكان أبي إذا خطبني بناة المجد. وأرباب الجد. سكتهم وبكتهم. وعاف وصلتهم وصلتهم. واحتج بأنه عاهد الله تعالى بحلفة. أن ال يصاهر غير ذي حرفة. فقيض القدر لنصبي. ووصبي. أن حضر هذا الخدعة نادي

أبي. فأقسم بين رهطه. أنه وفق شرطه. وادعى أنه طالما نظم درة الى درة. فباعهما ببدرة. فاغتر أبي بزخرفة محاله. وزوجنيه قبل اختبار حاله.

فلما استخرجني من كناسي. ورحلني عن أناسي. ونقلني الى كسره. وحصلني تحت أسره. وجدته قعدة جثمة. وألفيته ضجعة نومة. وكنت

صحبته برياش وزي. وأثاث وري. فما برح يبيعه في سوق الهضم. ويتلف

17

Page 18: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ثمنه في الخضم. والقضم. الى أن مزق ما لي بأسره. وأنفق مالي في عسره. فلما أنساني طعم الراحة. وغادر بيتي أنقى من الراحة. قلت له:

يا هذا إنه ال مخبأ بعد بوس. وال عطر بعد عروس. فانهض لالكتساب بصناعتك. واجنني ثمرة براعتك. فزعم أن صناعته قد رميت بالكساد. لما

ظهر في األرض من الفساد. ولي منه ساللة. كأنه خاللة. وكالنا ما ينال معه شبعة. وال ترقأ له من الطوى دمعة. وقد قدته إليك. وأحضرته لديك.

لتعجم عود دعواه. وتحكم بيننا بما أراك الله. فأقبل القاضي عليه وقال له: قد وعيت قصص عرسك. فبرهن اآلن عن نفسك. وإال كشفت عن

لبسك. وأمرت بحبسك. فأطرق إطراق األفعوان. ثم شمر للحرب العوان.وقال:

وينتحـب شرحه من يضحكعـجـب فإنـه حديثي اسمعريب فـخـاره في وال عيبخصائصـه في ليس امرؤ أنا

أنتسـب حين غسان واألصلبهـا ولدت التي داري سروجر الدرس وشغلي في والتبح

ال الطـلـب وحبذا طالبي علم سحر مالي ورأس الكالموالخطب القريض يصاغ منهالذي

وأنـتـخـب منها الآللي تارفـأخ البـيان لجة في أغوصيحتطـب للعود وغيري قولال مـن الجني اليانع وأجتني

ذهـب إنـه قـيل صغته مافـإذا فـضة اللـفـظ وآخذ أمتري قبل من وكنت وأحـتـلـب المقتنى باألدبنشـبـا

لـرمـتـه أخمصي ويمتطي رتـب فوقـهـا ليس مراتبا يهب من كل أرض فلم ربعيالـى الصـالت زفت وطالما سوقـه في شيء أكسدبـه الرجـاء يعلق من فاليوم

األدبنـسـب وال إل فيهـم يرقبوال يصـان أبـنـائه عرض ال

ويجـتـنـب نتنـهـا من يبعدجـيف عراصـهـم في كأنهمعـجـب وصرفها الليالي منبـه مـنـيت لـمـا لبي فحار

ذات لضيق ذرعي وضاقوالـكـرب الهموم وساورتنييدي

يستشينه ما سلوكالـى الـمـلـيم دهري وقادنيالـحـسـب

لـي يبق لم حتى فبعتأنـقـلـب إلـيه بـتـات والسـبـد أثقلت حتى وادنت

سالـفـتـي دونه من دين بحمل

العـطـب على الحشا طويت ثم

سـغـب أمضني فلما خمسا

السـغـب جهازهـا إال أر لم وأضـطـرب بيعه في أجولعـرضـا

والقلب عبرى والعينكـارهة والنـفـس فيه فجلت

18

Page 19: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

مكتـئب فيحدث التراضي حدبـه عبـثـت إذ تجاوزت وما

الغضـبمـهـا غاظها يكن فإن بناني أنتـوهـ تـكـتـسـب بالنظم

األرب لينجـح قولي زخرفتخطبـتـهـا عزمت إذ أنني أو الـرفـاق سارت فوالذي

هـا كعبتهالـى ـ جـب تستحث ـ الـن من بالمحصنات المكر ما

خلقي التمويه شعاري وال

والـكـذبوالكـتـب اليراع مواضي إالبـهـا نـيط نشأت مذ يدي وال تنظم فكرتي بل ال القالئد

كـف ال المنظوم وشعري في

خب السوأجتـلـب بها أحوي كنت ماالـى الـمـشـار الحرفة فهذه أذنت كما لشرحي فأذنيجـب بمـا واحكم تراقب واللـهـا

قال: فلما أحكم ما شاده. وأكمل إنشاده. عطف القاضي الى الفتاة. بعد أن شعف باألبيات. وقال: أما إنه قد ثبت عند جميع الحكام. ووالة األحكام. انقراض جيل الكرام. وميل األيام الى اللئام. وإني إلخال بعلك صدوقا في

الكالم. بريا من المالم. وها هو قد اعترف لك بالقرض. وصرح عن المحض. وبين مصداق النظم. وتبين أنه معروق العظم. وإعنات المعذر

مألمة. وحبس المعسر مألمة. وكتمان الفقر زهادة. وانتظار الفرج بالصبر عبادة. فارجعي الى خدرك. واعذري أبا عذرك. ونهنهي عن غربك. وسلمي لقضاء ربك. ثم إنه فرض لهما في الصدقات حصة. وناولهما من دراهمهما قبصة. وقال لهما: تعلال بهذه العاللة. وتنديا بهذه الباللة. واصبرا على كيد

الزمان وكده. فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده. فنهضا وللشيخ فرحة المطلق من اإلسار. وهزة الموسر بعد اإلعسار. قال الراوي: وكنت عرفت أنه أبو زيد ساعة بزغت شمسه. ونزغت عرسه. وكدت أفصح عن

افتنانه. وأثمار أفنانه. ثم أشفقت من عثور القاضي على بهتانه. وتزويقحه إلحسانه. فأحجمت عن القول لسانه. فال يرى عند عرفانه. أن يرش

إحجام المرتاب. وطويت ذكره كطي السجل للكتاب. إال أني قلت بعدما فصل. ووصل الى ما وصل: لو أن لنا من ينطلق في أثره. ألتانا بفص

خبره. وبما ينشر من حبره. فأتبعه القاضي أحد أمنائه. وأمره بالتجسس عن أنبائه. فما لبث أن رجع متدهدها. وقهقر مقهقها. فقال له القاضي: مهيم. يا أبا مريم? فقال: لقد عاينت عجبا. وسمعت ما أنشأ لي طربا.

فقال له: ماذا رأيت. وما الذي وعيت? قال: لم يزل الشيخ مذ خرج يصفقبيديه. ويخالف بين رجليه. ويغرد بملء شدقيه. ويقول:

شمريه وقاح منببليه أصلى كدتاإلسكندريه حاكملوال السجن وأزور

يته. وذوت هوت حتى القاضي فضحك الوقار. الى فاء سكينته. فلما دن المقربين. حرم عبادك بحرمة باالستغفار. قال: اللهم االستغراب وعقب به. فانطلق األمين: علي لذلك قال المتأدبين. ثم على حبسي بطلبه. مجدا

19

Page 20: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بعد عاد ثم حضر. لكفي لو إنه القاضي: أما له بنأيه. فقال أليه. مخبرا األولى. قال من له خير اآلخرة أن أولى. وألريته به هو ما ألوليته الحذر. ثم

عليه. التنبيه ثمرة إليه. وفوت القاضي صغو رأيت همام: فلما بن الحارثالنهار. استبان لما النوار. والكسعي أبان حين الفرزدق ندامة غشيتنيالرحبية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: هتف بي داعي الشوق. الى رحبة مالك بن طوق. فلبيته ممتطيا شملة. ومنتضيا عزمة مشمعلة. فلما ألقيت به

المراشي. وشددت أمراسي. وبرزت من الحمام بعد سبت راسي. رأيت غالما أفرغ في قالب الجمال. وألبس من الحسن حلة الكمال. وقد اعتلق

شيخ بردنه. يدعي أنه فتك بابنه. والغالم ينكر عرفته. ويكبر قرفته.حام عليهما يجمع بين األخيار رار. والز والخصام بينهما متطاير الش

واألشرار. الى أن تراضيا بعد اشتطاط اللدد. بالتنافر الى والي البلد. وكانب حب البنين على البنات. فأسرعا الى ندوته. ممن يزن بالهنات. ويغل

ليك في عدوته. فلما حضراه. جدد الشيخ دعواه. واستدعى عدواه. كالس فاستنطق الغالم وقد فتنه بمحاسن غرته. وطر عقله بتصفيف طرته.

فقال: إنه أفيكة أفاك. عل غير سفاك! وعضيهة محتال. على من ليس بمغتال. فقال الوالي للشيخ: إن شهد لك عدالن من المسلمين. وإال

فاستوف منه اليمين. فقال الشيخ: إنه جدله خسيا. وأفاح دمه خاليا. فأنى لي شاهد. ولم يكن ثم مشاهد? ولكن ولني تلقينه اليمين. ليبين لك

أيصدق أم يمين? فقال له: أنت المالك لذلك. مع وجدك المتهالك. على ابنك الهالك. فقال الشيخ للغالم: قل والذي زين الجباه بالطرر. والعيون بالحور. والحواجب بالبلج. والمباسم بالفلج. والجفون بالسقم. واألنوف

بالشمم. والخدود باللهب. والثغور بالشنب. والبنان بالترف. والخصور بالهيف. إنني ما قتلت ابنك سهوا وال عمدا. وال جعلت هامته لسيفي غمدا.

وإال فرمى الله جفني بالعمش. وخدي بالنمش. وطرتي بالجلح. وطلعي بالبلح. ووردتي بالبهار. ومسكتي بالبخار. وبدري بالمحاق. وفضتي

باالحتراق. وشعاعي باإلظالم. ودواتي باألقالم. فقال الغالم: االصطالء بالبلية. وال اإليالء بهذه األلية. واالنقياد للقود. وال الحلف بما لم يحلف به أحد. وأبى الشيخ إال تجريعه اليمين التي اخترعها. وأمقر له جرعها. ولم

يزل التالحي بينهما يستعر. ومحجة التراضي تعر. والغالم في ضمن تأبيه. يخلب قلب الوالي بتلويه. ويطمعه في أن يلبيه. الى أن ران هواه على قلبه. وألب بلبه. فسول له الوجد الذي تيمه. والطمع الذي توهمه. أن

يخلص الغالم ويستخلصه. وأن ينقذه من حبالة الشيخ ثم يقتنصه. فقال للشيخ: هل لك فيما هو أليق باألقوى. وأقرب للتقوى? فقال: إلم تشير

ألقتفيه. وال أقف لك فيه. فقال: أرى أن تقصر عن القيل والقال. وتقتصر منه على مئة مثقال. ألتحمل منها بعضا. وأجتبي الباقي لك عرضا. فقال

الشيخ: ما مني خالف. فال يكن لوعدك إخالف. فنقده الوالي عشرين. ووزع على وزعته تكملة خمسين. ورق ثوب األصيل. وانقطع ألجله صوب التحصيل. فقال: خذ ما راج. ودع عنك اللجاج. وعلي في غد أن أتوصل.

الى أن ينض لك الباقي ويتحصل. فقال الشيخ: أقبل منك على أن أالزمه ليلتي. ويرعاه إنسان مقلتي. حتى إذا أعفى بعد إسفار الصبح. بما بقي

20

Page 21: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

من مال الصلح. تخلصت قائبة من قوب. وبرئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب. فقال له الوالي: ما أراك سفمت شططا. وال رمت فرطا. قال

الحارث بن همام: فلما رأيت حجج الشيخ كالحجج السريجية. علمت أنه علم السروجية. فلبثت الى أن زهرت نجوم الظالم. وانتثرت عقود الزحام. ثم قصدت فناء الوالي. فإذا الشيخ للفتى كالي. فنشدته الله أهو أبو زيد?

فقال: أي ومحل الصيد. فقلت: من هذا الغالم. الذي هفت له األحالم? قال: هو في النسب فرخي. وفي

المكتسب فخي! قلت: فهال اكتفيت بمحاسن فطرته. وكفيت الوالي االفتتان بطرته? فقال: لو لم تبرز جبهته السين. لما قنفشت الخمسين.

ثم قال: بت الليلة عندي لنطفئ نار الجوى. ونديل الهوى. من النوى. فقد أجمعت على أن أنسل بسحرة. وأصلي قلب الوالي نار حسرة! قال:

فقضيت الليلة معه في سمر. آنق من حديقة زهر. وخميلة شجر. حتى إذارحان. وآن انبالج الفجر وحان. ركب متن الطريق. ألأل األفق ذنب الس وأذاق الوالي عذاب الحريق. وسلم إلي ساعة الفراق. رقعة محكمة

اإللصاق. وقال: ادفعها الى الوالي إذا سلب القرار. وتحقق منا الفرار. ففضضتها فعل المتملس. من مثل صحيفة المتلمس. فإذا فيها

مكتوب:مكتسب فخي! قلت: فهال اكتفيت بمحاسن فطرته. وكفيت الوالي االفتتان بطرته? فقال: لو لم تبرز جبهته السين. لما قنفشت الخمسين.

ثم قال: بت الليلة عندي لنطفئ نار الجوى. ونديل الهوى. من النوى. فقد أجمعت على أن أنسل بسحرة. وأصلي قلب الوالي نار حسرة! قال:

فقضيت الليلة معه في سمر. آنق من حديقة زهر. وخميلة شجر. حتى إذارحان. وآن انبالج الفجر وحان. ركب متن الطريق. ألأل األفق ذنب الس وأذاق الوالي عذاب الحريق. وسلم إلي ساعة الفراق. رقعة محكمة

اإللصاق. وقال: ادفعها الى الوالي إذا سلب القرار. وتحقق منا الفرار.ففضضتها فعل المتملس. من مثل صحيفة المتلمس. فإذا فيها مكتوب:

بـينـي بـعـد غادرتـه لوال قل سادمـا الـيدين يعـض نـادمـاهوفـتـاه مـالـه الـشـيخ سلـب لظـى فاصطلى لب

حـسـرتـين أعـمـى حـين بالعين جاد

عـينـين بـال فـانـثـنـى عينههـواه فـمـا معنـى يا الحزن خفض

يج بعـد من اآلثار طالب دي

عـين رزء المسلمين لدى لج كـمـا عـراك مـا جـل ولئن

الحـسـين منه اعتضت فقد فهمـا

ذين يبـغـي األريب والـلـبـيبوحـزمـا المطامع بعدها من فاعص أنواعلـم بـهـين لـيس الظـبـاء صيد

كان ولوالـفـخ يلـج طـائر كـل وال ال بـالـلـجـين محـدقـا ليصطاد سعى من ولكم

حـنـين خـفـي غير يلق ولك دفاصـطـي

21

Page 22: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

حـين صـواعـق فيه برق رببـرق كـل تـشـم وال فتبـصـر من تسترح الطرف واغضض

غرام ذل ثـوب فـيه تكتسـيوشـين

هـوى اتبـاع الفتى فبالءالـنـف

طمـوح الهوى وبذر سالـعـين

عذر. أم أعذل أبل مذر. ولم شذر رقعته الراوي: فمزقت قالالساوية المقامة

حدث الحارث بن همام قال: آنست من قلبي القساوة. حين حللت ساوة. فأخذت بالخبر المأثور. في مداواتها بزيارة القبور. فلما صرت الى محلة

األموات. وكفات الرفات. رأيت جمعا على قبر يحفر. ومجنوز يقبر. فانحزت إليهم متفكرا في المآل. متذكرا من درج من اآلل. فلما ألحدوا

الميت. وفات قول ليت. أشرف شيخ من رباوة. متخصرا بهراوة. وقد لفع وجهه بردائه. ونكر شخصه لدهائه. فقال: لمثل هذا فليعمل العاملون.

فادكروا أيها الغافلون. وشمروا أيها المقصرون. وأحسنوا النظر أيه المتبصرون! ما لكم ال يحزنكم دفن األتراب. وال يهولكم هيل التراب? وال

تعبأون بنوازل األحداث. وال تستعدون لنزول األجداث? وال تستعبرون لعين تدمع. وال تعتبرون بنعي يسمع? وال ترتاعون إللف يفقد. وال تلتاعون

ع أحدكم نعش الميت. وقلبه تلقاء البيت. ويشهد مواراة لمناحة تعقد? يشي نسيبه. وفكره في استخالص نصيبه. ويخلي بين ودوده ودوده. ثم يخلو

بمزماره وعوده. طالما أسيتم على انثالم الحبة. وتناسيتم اخترام األحبة. واستكنتم العتراض العسرة. واستهنتم بانقراض األسرة. وضحكتم عند

فن. وتبخترتم خلف الجنائز. وال تبختركم يوم الدفن. وال ضحككم ساعة الز قبض الجوائز. وأعرضتم عن تعديد النوادب. الى إعداد المآدب. وعن

ق في المآكل. ال تبالون بمن هو بال. وال تخطرون ق الثواكل. الى التأن تحر ذكر الموت ببال. حتى كأنكم قد علقتم من الحمام. بذمام. أو حصلتم من

الزمان. على أمان. أو وثقتم بسالمة الذات. أو تحققتم مسالمة هادماللذات. كال ساء ما تتوهمون. ثم كال سوف تعلمون! ثم أنشد:

الوهـم أخا يا كم الىالفـهـم يدعي من أياالجـم الخطأ وتخطيوالـذم الـذنـب تعبي

الـشـيب أنـذرك أماالـعـيب لـك بان أماصـم قـد سمعك والريب نصحـه في وماالصـوت أسمعك أماالـمـوت بك نادى أماوتـهـتـم فتحـتـاطالفـوت من تخشى أما

الـزهـو من وتختالالسهـو في تسدر فكمعـم مـا الموت كأنالـلـهـو الى وتنصبتـالفـيك وإبـطـاءتـجـافـيك وحـتـام فـيك جمعـت طباعا انـضـم شملها عيوبا

ذاك مـن تقلـق فمامـوالك أسخطـت إذاالـهـم مـن تلظيتمسـعـاك أخفق وإنتهـتـش األصفر منالنـقـش لك الح وإن

22

Page 23: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

غـم وال تغامـمـتالنـعـش بك مر وإنوتـزور وتعـتـاصالبـر الناصح تعاصينـم ومـن مان ومنغـر لـمـن وتنقـادالفـلـس على وتحتالالنفس هوى في وتسعىثـم مـا تـذكـر والالرمـس ظلمة وتنسى

اللـحـظ بك طاح لماالـحـظ الحظـك ولوتغـتـم األحزان جالالـوعـظ إذا كنت وال

جـمـع ال عاينت إذاالدمـع ال الدم ستذريعــم وال خـال والالجمع عرصة في يقيوتـنـغـط اللحد الىتـنـحـط بـك كأنيسـم مـن أضيق الىالـرهـط أسلمك وقد

الـدود ليستـأكـلـهمـمـدود الجسم هناكرم قـد العظم ويمسيالـعـود ينخر أن الى

اعتـد إذا العرض منبـد فـال بـعـد ومنأم لـمـن النار علىمـد جـسـره صراط

ذل عـزة ذي ومـنضـل مرشـد من فكم مـن وكم طـم قد الخطب وقالزل عـالـم

الـمـر بـه يحلو لماالـغـمـر أيها فبادرذم عـن أقلعـت وماالعـمـر يهي كاد فقدســر وإن الن وإنالدهـر الى تركن وال

الـسـم تنفـث بأفعىاغـتـر كمـن فتلفىالقـيك المـوت فإنتـراقـيك من وخفض

هـم إن ينـكـل وماتـراقـيك فـي وسارالـجـد ساعـدك إذاالـخـد صعر وجانب

زم مـن أسـعـد فمانـد إن اللـفـظ وزمنــث إذا وصـدقـهالبـث أخي عن ونفس

رم مـن أفـلـح فقدالـرث العـمـل ورمخـص ومـا عم بماانحص ريشه من ورش

م على تحرص والالنقـص على تأس وال اللالـرذل الخلـق وعاد الـبـذل كفـك وعود

الـضـم عن ونزههاالـعـذل تستمـع والالضـير يعقب ما ودعالـخـير نفسك وزودالـيم لـجة من وخفالـسـير مركب وهيئ

بـاح كمـن بحت وقدصـاح يا أوصـيت بذايأتـــم بآدابـــيراح لـفـتـى فطوبى

ثم حسر ردنه عن ساعد شديد األسر. قد شد عليه جبائر المكر ال الكسر. متعرضا لالستماحة. في معرض الوقاحة. فاختلب به أولئك المال. حتى أترع

كمه ومال. ثم انحدر من الربوة. جذال بالحبوة. قال الراوي: فجاذبته من

23

Page 24: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ما. فإذا هو ورائه. حاشية ردائه. فالتفت إلي مستسلما. وواجهني مسلشيخنا أبو زيد بعينه. ومينه. فقلت له:

الكيد في أفانينكزيد أبا يا كم الىذم بمن تعبا والالصيد لك لينحاش

: فأجاب من غير استحياء. وال وقال. ارتياء اليوم ترى هل لي وقلالـلـوم ودع تبصـر

تـم دسـتـه ما متىالـقـوم يقمـر ال فتى فقلت عالنيتك. طالوة في مثلك العار! فما النار. وزاملة شيخ يا لك له: بعداض. ثم كنيف مفضض. أو روث مثل نيتك. إال وخبث فانطلقت تفرقنا مبي

مال. وناوحت ذات وانطلق اليمين ذات مهب وناوح الجنوب مهب الشمال. الشالدمشقية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: شخصت من العراق الى الغوطة. وأنا ذو جرد مربوطة. وجدة مغبوطة. يلهيني خلو الذرع. ويزدهيني حفول الضرع. فلما بلغتها بعد شق النفس. وإنضاء العنس. ألفيتها كما تصفها األلسن. وفيها ما

تشتهي األنفس وتلذ األعين. فشكرت يد النوى. وجريت طلقا مع الهوى. وطفقت أفض ختوم الشهوات. وأجتني قطوف اللذات. الى أن شرع سفر

في اإلعراق. وقد استفقت من اإلغراق. فعادني عيد من تذكار الوطن. والحنين الى العطن. فقوضت خيام الغيبة. وأسرجت جواد األوبة. ولما

تأهبت الرفاق. واستتب االتفاق. ألحنا من المسير. دون استصحاب الخفير. فردناه من كل قبيلة. وأعملنا في تحصيله ألف حيلة. فأعوز وجدانه في

األحياء، حتى خلنا أنه ليس من األحياء مخارت لعوزه عزوم السيارة.. وشزر وسحل. وانتدوا بباب جيرون لالستشارة. فما زالوا بين عقد وحل الى أن نفد التناجي. وقنط الراجي. وكان حذتهم شخص ميسمه ميسم

الشبان. ولبوسه لبوس الرهبان. وبيده سبحة النسوان. وفي عينه ترجمة النشوان. وقد قيد لحظه بالجمع. وأرهف أذنه الستراق السمع. فلما أنى انكفاؤهم. وقد برح له خفاؤهم. قال لهم: يا قوم ليفرخ كربكم. وليأمن

سربكم. فسأخفركم بما يسرو روعكم. ويبدو طوعكم. قال الراوي:فارة. فزعم أنها فاستطلعنا منه طلع الخفارة. وأسنينا له الجعالة عن الس كلمات لقنها في المنام. ليحترس بها من كيد األنام. فجعل بعضنا يومض الى بعض. ويقلب طرفيه بين لحظ وغض. وتبين له أنا استضعفنا الخبر.

واستشعرنا الخور. فقال: ما بالكم اتخذتم جدي عبثا. وجعلتم تبري خبثا? ولطالما والله جبت مخاوف األقطار. وولجت مقاحم األخطار. فغنيت بها

عن مصاحبة خفير. واستصحاب جفير. ثم إني سأنفي ما رابكم. وأستسل الحذر الذي نابكم. بأن أوافقكم في البداوة. وأرافقكم في السماوة. فإن صدقكم وعدي. فأجدوا سعدي. وأسعدوا جدي. وإن كذبكم فمي. فمزقوا

أدمي. وأريقوا دمي. قال الحارث بن همام: فألهمنا تصديق رؤياه. وتحقيق ما رواه. فنزعنا عن مجادلته. واستهمنا على معادلته. وفصمنا بقوله عرى

الربائث. وألغينا اتقاء العابث والعائث. ولما عكمت الرحال. وأزف الترحال. استنزلنا كلماته الراقية. لنجعلها الواقية الباقية. فقال: ليقرأ كل

منكم أم القرآن. كلما أظل الملوان. ثم ليقل بلسان خاضع. وصوت

24

Page 25: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

خاشع: اللهم يا محيي الرفات. ويا دافع اآلفات. ويا واقي المخافات. ويا كريم المكافاة. ويا موئل العفاة. ويا ولي العفو والمعافاة. صل على محمدغ أنبائك. وعلى مصابيح أسرته. ومفاتيح نصرته. وأعذني خاتم أنبيائك. ومبل

من نزغات الشياطين. ونزوات السالطين. وإعنات الباغين. ومعاناة الطاغين. ومعاداة العادين. وعدوان المعادين. وغلب الغالبين. وسلب

السالبين. وحيل المحتالين. وغيل المغتالين. وأجرني اللهم من جور المجاورين. ومجاورة الجائرين. وكف عني أكف الضائمين. وأخرجني من ظلمات الظالمين. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين. اللهم حطني

في. في تربتي. وغربتي. وغيبتي. وأوبتي. ونجعتي. ورجعتي. وتصر ومنصرفي. وتقلبي. ومنقلبي. واحفظني في نفسي. ونفائسي. وعرضي.

وعرضي. وعددي. وعددي. وسكني. ومسكني. وحولي. وحالي. وملي. ومآلي. وال تلحق بي تغييرا. وال تسلط علي مغيرا. واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. اللهم احرسني بعينك. وعونك. واخصصني بأمنك. ومنك.

وتولني باختيارك وخيرك. وال تكلني الى كالءة غيرك. 

وهب لي عافية غير عافية. وارزقني رفاهية غير واهية. واكفني مخاشي الألواء. واكنفني بغواشي اآلالء. وال تظفر بي أظفار األعداء. إنك سميع

الدعاء. ثم أطرق ال يدير لحظا. وال يحير لفظا. حتى قلنا: قد أبلسته خشية. أو أخرسته غشية. ثم أقنع رأسه. وصعد أنفاسه. وقال: أقسم

جاج. والسراج بالسماء ذات األبراج. واألرض ذات الفجاج. والماء الث الوهاج. والبحر العجاج. والهواء والعجاج. إنها لمن أيمن العوذ. وأغنى عنكم من البسي الخوذ. من درسها عند ابتسام الفلق. لم يشفق من خطب الى

الشفق. ومن ناجى بها طليعة الغسق. أمن ليلته من السرق. قال: فتلقناها حتى أتقناها. وتدارسناها لكي ال ننساها. ثم سرنا نزجي

الحموالت. بالدعوات ال بالحداة. ونحمي الحموالت. بالكلمات ال بالكماة. وصاحبنا يتعهدنا بالعشي والغداة. وال يستنجز منا العدات. حتى إذا عاينا

أطالل عانة. قال لنا: اإلعانة اإلعانة! فأحضرناه المعلوم والمكتوم. وأريناه المعكوم والمختوم. وقلنا له: اقض ما أنت قاض. فما تجد فينا غير راض.

ين. وال حلي بعينه غير الحلي والعين. فما استخفه سوى الخف والز فاحتمل منهما وقره. وناء بما يسد فقره. ثم خالسنا مخالسة الطرار.

وانصلت منا انصالت الفرار. فأوحشنا فراقه. وأدهشنا امتراقه. ولم نزل ننشده بكل ناد. ونستخبر عنه كل مغو وهاد. الى أن قيل: إنه مذ دخل عانة. ما زايل الحانة. فأغراني خبث هذا القول بسبكه. واالنسالك فيما

لست من سلكه. فادلجت الى الدسكرة. في هيئة منكرة. فإذا الشيخ في حلة ممصرة. بين دنان ومعصرة. وحوله سقاة تبهر. وشموع تزهر وآس

وعبهر. ومزمار ومزهر. وهو تارة يستبزل الدنان. وطورا يستنطق العيدان.يحان. وأخرى يغازل الغزالن. فلما عثرت على لبسه. ودفعة يستنشق الر وتفاوت يومه من أمسه. قلت: أولى لك يا ملعون. أأنسيت يوم جيرون?

با:ب لي عافية غير عافية. وارزقني رفاهية فضحك مستغربا. ثم أنشد مطر غير واهية. واكفني مخاشي الألواء. واكنفني بغواشي اآلالء. وال تظفر بي أظفار األعداء. إنك سميع الدعاء. ثم أطرق ال يدير لحظا. وال يحير لفظا.

حتى قلنا: قد أبلسته خشية. أو أخرسته غشية. ثم أقنع رأسه. وصعد

25

Page 26: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أنفاسه. وقال: أقسم بالسماء ذات األبراج. واألرض ذات الفجاج. والماءجاج. والسراج الوهاج. والبحر العجاج. والهواء والعجاج. إنها لمن أيمن الث العوذ. وأغنى عنكم من البسي الخوذ. من درسها عند ابتسام الفلق. لم

يشفق من خطب الى الشفق. ومن ناجى بها طليعة الغسق. أمن ليلته من السرق. قال: فتلقناها حتى أتقناها. وتدارسناها لكي ال ننساها. ثم سرنا نزجي الحموالت. بالدعوات ال بالحداة. ونحمي الحموالت. بالكلمات ال

بالكماة. وصاحبنا يتعهدنا بالعشي والغداة. وال يستنجز منا العدات. حتى إذا عاينا أطالل عانة. قال لنا: اإلعانة اإلعانة! فأحضرناه المعلوم والمكتوم.

وأريناه المعكوم والمختوم. وقلنا له: اقض ما أنت قاض. فما تجد فينا غيرين. وال حلي بعينه غير الحلي والعين. راض. فما استخفه سوى الخف والز

فاحتمل منهما وقره. وناء بما يسد فقره. ثم خالسنا مخالسة الطرار. وانصلت منا انصالت الفرار. فأوحشنا فراقه. وأدهشنا امتراقه. ولم نزل

ننشده بكل ناد. ونستخبر عنه كل مغو وهاد. الى أن قيل: إنه مذ دخل عانة. ما زايل الحانة. فأغراني خبث هذا القول بسبكه. واالنسالك فيما

لست من سلكه. فادلجت الى الدسكرة. في هيئة منكرة. فإذا الشيخ في حلة ممصرة. بين دنان ومعصرة. وحوله سقاة تبهر. وشموع تزهر وآس

وعبهر. ومزمار ومزهر. وهو تارة يستبزل الدنان. وطورا يستنطق العيدان.يحان. وأخرى يغازل الغزالن. فلما عثرت على لبسه. ودفعة يستنشق الر وتفاوت يومه من أمسه. قلت: أولى لك يا ملعون. أأنسيت يوم جيرون?

با:  فضحك مستغربا. ثم أنشد مطرفار لزمت وجبت الس

فار وعفتالقـفـار الـفـرح ألجني الن ورضت السيول وخضتوالـمـرح الصبى ذيول لجرالخيولالـقـدح ورشف العقار لحسوالعـقـار وبعت الوقار ومطت

شـرب الى الطماح ولوالبالـمـلـح فمي باح كان لماراحبـح بحمل العراق ألرضالـرفـاق دهائي ساق كان وال السوضـح فـعـذري تعتبن والتـصـخـبـن وال تغضبن فالطـفـح ودن أغـن بمغنـىأبـن لـشـيخ تعـجـبـن وال

قام وتشفيالـعـظـام تقـوي المدام فإن وتنفي السالـتـرح

ما إذا السرور وأصفىواطـرح الـحـيا ستور أماطالوقـور إذا الغرام وأحلى

وافتـضـح الهوى اكتتام أزالالمسـتـهـامقـدح قـد بـه أسـاك فزنـدحـشـاك وبـرد بهـواك فبحتـقـتـرح التي الكروم ببنتالـهـمـوم وسـل الكلوم وداو

طـمـح مـا إذا المشوق بالءيسـوق بسـاق الغبوق وخصصـدح إن لـه الحـديد جبالتـمـيد بـصـوت يشـيد وشاد

سـمـح مـا إذا المليح وصاليبـيح ال الـذي النصيح وعاص

26

Page 27: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ولو المحال في وجلصـلـح ما وخذ يقال ما ودعبالمحـالسـنـح من وصد الشباك ومدأبـاك مـا إذا أبـاك وفـارق وناف الخليل وصاف

الـمـنـح ووال الجميل وأولالبـخـيل بـاب دق فمنالـذهـاب أمـام بالمتـاب ولذ فـتـح كـريم

فقلت له: بخ بخ لروايتك. وأف وتف لغوايتك! فبالله من أي األعياص عيصك. فقد أعضلني عويصك? فقال: ما أحب أن أفصح عني. ولكن

سأكني: األمـم وأعجـوبة نالـزمـا أطـروفة أنا

والعجم العرب في تالاح الـذي الحـول وأنافاهتضم الدهر هاضهحـاجة ابـن أني غير

مثلبـدوا صـبـية وأبـو وضـم على لحميلـم لـم احتال إذا لالمـعـي العيلة وأخو

وجه والعيب. ومسود الريب ذو زيد أبو أنه حينئذ الراوي: فعرفت قال األنفة. وإدالل بلسان له تورده. فقلت تمرده. وقبح عظم الشيب. وساءني

وزمجر. وتنكر الخنا? فتضجر عن تقلع شيخنا. أن يا لك يأن المعرفة: ألم ال راح شرب تالح. ونهزة ال مراح ليلة قال: إنها وفكر. ثم بدا. عما كفاح. فعد

غدا. ففارقته نتالقى أن الى عربدته. ال من فرقا قا ليلتي بعدته. وبت تعل ابنة القدم. الى خطى نقلي الندم. على حداد البسا الكرم. ال الكرم

ملك أعطيت نباذ. ولو حانة بعدها أحضر ال أن وتعالى سبحانه الله وعاهدت إننا الشباب. ثم عصر علي رد الشراب. ولو معصرة أشهد ال بغداذ. وأن

وإبليس. زيد أبي الشيخين بين التغليس. وخلينا العيس. وقت رحلناالبغدادية المقامة

روى الحارث بن همام قال: ندوت بضواحي الزوراء. مع مشيخة من الشعراء. ال يعلق لهم مبار بغبار. وال يجري معهم ممار في مضمار. فأفضنا

في حديث يفضح األزهار. الى أن نصفنا النهار. فلما غاض در األفكار. وصبت النفوس الى األوكار. لمحنا عجوزا تقبل من البعد. وتحضر إحضار الجرد. وقد استتلت صبية أنحف من المغازل. وأضعف من الجوازل. فما

كذبت إذ رأتنا. أن عرتنا. حتى إذا ما حضرتنا. قالت: حيا الله المعارف. وإن لم يكن معارف. إعلموا يا مآل اآلمل. وثمال األرامل. أني من سروات

القبائل. وسريات العقائل. لم يزل أهلي وبعلي يحلون الصدر. ويسيرون القلب. ويمطون الظهر. ويولون اليد. فلما أردى الدهر األعضاد. وفجع

بالجوارح األكباد. وانقلب ظهرا لبطن. نبا الناظر. وجفا الحاجب. وذهبتند. ووهنت اليمين. وضاع اليسار. وبانت العين. وفقدت الراحة. وصلد الز

المرافق. ولم يبق لنا ثنية وال ناب. فمذ اغبر العيش األخضر. وازور المحبوب األصفر. اسود يومي األبيض. وابيض فودي األسود. حتى رثى لي

العدو األزرق. فحبذا الموت األحمر! وتلوي من ترون عينه فراره. وترجمانه اصفراره. قصوى بغية أحدهم ثردة. وقصارى أمنيته بردة. وكنت

آليت أن ال أبذل الحر. إال للحر. ولو أني مت من الضر. وقد ناجتني

27

Page 28: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

القرونة. بأن توجد عندكم المعونة. وآذنتني فراسة الحوباء. بأنكم ينابيع الحباء. فنضر الله امرأ أبر قسمي. وصدق توسمي. ونظر إلي بعين يقذيها الجمود. ويقذيها الجود. قال الحارث بن همام: فهمنا لبراعة عبارتها. وملح استعارتها. وقلنا لها: قد فتن كالمك. فكيف إلحامك? فقالت: أفجر الصخر. وال فخر! فقلنا: إن جعلتنا من رواتك. لم نبخل بمؤاساتك. فقالت: ألرينكم أوال شعاري. ثم ألروينكم أشعاري. فأبرزت ردن درع دريس. وبرزت برزة

عجوز دردبيس. وأنشأت تقول: اشتكاء الله الى أشكو

الـمـريض المتعدي الزمان ريب

البـغـيضغـنـوا أنـاس مـن إني قوم يا عنهم الدهر وجفن دهرا

غضيض

الورى بين وصيتهمدافــع لـه لـيس فخـارهـممستـفـيض

الشهباء السنة فيأعـوزت نـجـعة مـا إذا كانوا روضاأريض

الضيف ويطعموننـيرانـهـم لـلـسـارين تشب لحماغريض

لـهـم جـار بات ما الـجـريض حال قال لروع والسـاغـبـا صـروف منهم فغيضتتـغـيض نخلـهـا لم جود بحارالـردى

بطـون منهم وأودعتالـثـرى

وأساة التحامي أسدالـمـريض

فمحملي المطـايا بعدالـمـطـا

وموطني اليفاع بعدالحضـيض

تأتلـي ما وأفرخيتـشـتـكـي

كـل فـي له بؤسا يومومـيض

يفــيض بـدمـع نـادوه موالهلـيلـه فـي الـقـانـت دعا إذا وجابرعـشـه فـي النعـاب رازق يا الكسير العظم

المـهـيض نـقـي الذم دنس منعـرضـه مـن اللـهـم لنا أتح

رحـيضمـخـيض أو حـارز من بمذقةولـو عـنـا الجـوع نار يطفئ

مـا يكشـف فتى فهلنـابـهـم

الطويل الشكر ويغنمالـعـريض

سـود الجمع وجوه يوملـه الـنـواصـي تعنـو فوالذيوبـيض

تصديت والصـفـحة لـي تـبـد لم لوالهم الـقـريض لنظـم

قال الراوي: فوالله لقد صدعت بأبياتها أعشار القلوب. واستخرجت خبايا الجيوب. حتى ماحها من دينه االمتناح. وارتاح لرفدها من لم نخله يرتاح. فلما افعوعم جيبها تبرا. وأوالها كل منا برا. تولت يتلوها األصاغر. وفوها

28

Page 29: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بالشكر فاغر. فاشرأبت الجماعة بعد ممرها. الى سبرها لتبلو مواقع برها. فكفلت لهم باستنباط السر المرموز. ونهضت أقفو أثر العجوز. حتى انتهت الى سوق مغتصة باألنام. مختصة بالزحام. فانغمست في الغمار. واملست

من الصبية األغمار. ثم عاجت بخلو بال. الى مسجد خال. فأماطت الجلباب. ونضت النقاب. وأنا ألمحها من خصاص الباب. وأرقب ما ستبدي

من العجاب. فلما انسرت أهبة الخفر. رأيت محيا أبي زيد قد سفر. فهممت أن أهجم عليه. ألعنفه على ما أجرى إليه. فاسلنقى اسلنقاء

المتمردين. ثم رفع عقيرة المغردين. واندفع ينشد: أحاطأدهـري شعري ليت يا بـقـدري علمـا

يدري ليس أم الخدع فيغـوري كنه دري وهلوبـمـكـري بحيلتـيبـنـيه قمـرت قد كم

بـعـرف بـرزت وكم وبـنـكـر علـيهـم أصطاد بـشـعـر وآخـرينبـوعـظ قوما

بـخــل وأسـتـفـز عقال بخـمـر وعقالصـخـر أخت وتارةصـخـر أنـا وتـارة

سلـكـت ولو عمـري طول مألوفةسـبـيالوخسـري عسري وداموقـدحـي قدحي لخابعـذري فدونك عذريهـذا الم لـمـن فقـل

أمره. وما أمره. وبديعة جلية على ظهرت همام: فلما بن الحارث قال التفنيد. وال يسمع المريد. ال شيطانه أن عذره. علمت من شعره في زخرف

عياني. أثبته ما عناني. وأبثثتهم أصحابي الى يريد. فثنيت ما إال يفعلالعجائز. محرمة على الجوائز. وتعاهدوا لضيعة فوجمواالمكية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: نهضت من مدينة السالم. لحجة اإلسالم. فلما قضيتفث. صادف موسم الخيف. معمعان الصيف. بعون الله التفث. واستبحت الطيب والر

فاستظهرت للضرورة. بما يقي حر الظهيرة. فبينما أنا تحت طراف. مع رفقة ظراف. وقد حمي وطيس الحصباء. وأعشى الهجير عين الحرباء. إذ هجم علينا شيخ متسعسع.

يتلوه فتى مترعرع. فسلم الشيخ تسليم أديب أريب. وحاور محاورة قريب ال غريب. فأعجبنا بما نثر من سمطه. وعجبنا من انبساطه قبل بسطه. وقلنا له: ما أنت. وكيف

ولجت وما استأذنت? فقال: أما أنا فعاف. وطالب إسعاف. وسر ضري غير خاف. والنظر إلي شفيع لي كاف. وأما االنسياب. الذي علق به االرتياب. فما هو بعجاب. إذ

ما على الكرماء من حجاب. فسألناه: أنى اهتدى إلينا. وبم استدل علينا? فقال: إن للكرم نشرا تنم به نفحاته. وترشد الى روضه فوحاته. فاستدللت بتأرج عرفكم. على تبلج عرفكم! وبشرني تضوع رندكم. بحسن المنقلب من عندكم! فاستخبرناه حينئذ عن لبانته. لنتكفل بإعانته. فقال: إن لي مأربا. ولفتاي مطلبا. فقلنا له: كال المرامين

سيقضى. وكالكما سوف يرضى. ولكن الكبر الكبر. فقال: أجل ومن دحا السبع الغبر.: ثم وثب للمقال. كالمنشط من وأنشد. العقال

والتعب الوجى بعدبي أبدع امرؤ إنيخببي عنها يقصرشـاسـعة وشقتي

ذهب من مطبوعةخـردلة معي ومابـي تلعـب وحيرتيمـنـسـدة فحيلتـي

ارتحلـت إن العطب دواعي خفتراجـالمذهـبـي ضاق قةالرف عن تخلفت وإن

29

Page 30: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

صبـب في وعبرتيصـعـد في فزفرتيالطلـب ومرمى جيالـرا منتـجـع وأنتم

السحـب انهالل والمـنـهـلة لهـاكـم فـي وجاركم حـرب في ووفركمحـرم

الـنـوب ناب فخافبـكـم مرتـاع الذ ماحـبـي فما حباءكمآمــل اسـتـدر وال

منقـلـبـي وأحسنواقصتـي في فانعطفوا ومشربي مطعمي فيعـيشـتـي بلوتم فلو

لـلـكـرب أسلمنيالـذي ضري لساءكمومـذهـبـي ونسبيحسـبـي خبرتم ولو منمعرفـتـي حوت وما خـب العلوم ـ الأدبــي دائي أن فيشـبـهة اعترتكم لما

األدب ثدي أرضعتأكـن لـم أنـي فليتأبـي فـيه وعقنـيشـؤمـه دهانـي فقد

فقلنا له: أما أنت فقد صرحت أبياتك بفاقتك. وعطب ناقتك. وسنمطيك ما يوصلك الى بلدك. فما مأربة ولدك? فقال له: قم يا بني كما قام أبوك.

وفه بما في نفسك ال فض فوك. فنهض نهوض البطل للبراز. وأصلتلسانا كالعضب الجراز. وأنشأ يقول:

مـشـيده مبـان لهمالمعالـي في سادة ياالمكـيده بدفع قامواخطـب ناب إذا ومنالعتـيده الكنوز بذلعلـيهـم يهون ومنشـواء منـكـم أريد وعـصـيده وجردقاالشـهـيده توارى بهفـرقـاق غـال فإن

ثـريده مـن فشبعةذا وال ذا يكـن لم أو تـعـذرن فإن ونـهـيده فعـجـوةطـرا

قديده من شظى ولوتسنـى ما فأحضروامـريده يروج لمـافنـفـسـي وروجوه

بـعـيده لـي لرحلةمـنـه بـد ال والزادالشـديده عند تدعونرهـط خـير وأنتـم

كـــل أيديكـم جـــديده أياد لهـايوم المفيده الصالت شملواصـالت وراحكـم

زهـيده ترفـدون مامطـاوي في وبغيتيحمـيده كربي تنفيسوعقـبـى أجر وفيقصـيده كل يفضحنفـكـر نـتـائج ولي

قال الحارث بن همام: فلما رأينا الشبل يشبه األسد. أرحلنا الوالد وزودنا الولد. فقابال الصنع بشكر نشر أرديته. وأديا به ديته. ولما عزما على االنطالق. وعقدا للرحلة حبك

النطاق. قلت للشيخ: هل ضاهت عدتنا عدة عرقوب. أو هل بقيت حاجة في نفس يعقوب? فقال: حاش لله وكال. بل جل معروفكم وجلى. فقلت له: فدنا كما دناك. وأفدنا كما أفدناك. أين الدويرة. فقد ملكتنا فيك الحيرة? فتنفس تنفس من ادكر

لسانه: أوطانه. وأنشد والشهيق يلعثم

30

Page 31: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

إلـيهـا السبيل كيفولكـن داري سروجعلـيهـا وأخنوا بهااألعـادي أنـاخ وقد

لـديهـا الذنوب حطأبغـي سرت فوالتي طرفيها عن غبت مذشيء طرفي راق ما

يستوكفها. أن بالهموع. فكره مدامعه بالدموع. وآذنت عيناه اغرورقت ثموولى. الوداع في المستحلى. وأوجز إنشاده يكفكفها. فقطع أن يملك ولم

الفرضية المقامة

باب. أخبر الحارث بن همام قال: أرقت ذات ليلة حالكة الجلباب. هامية الر وال أرق صب طرد عن الباب. ومني بصد األحباب. فلم تزل األفكار يهجن

همي. ويجلن في الوساوس وهمي. حتى تمنيت. لمضض ما عانيت. أن أرزق سميرا من الفضالء. ليقصر طول ليلتي الليالء. فما انقضت منيتي.

وال أغمضت مقلتي. حتى قرع الباب قارع. له صوت خاشع. فقلت في نفسي: لعل غرس التمني قد أثمر. وليل الحظ قد أقمر. فنهضت إليه

عجالن. وقلت: من الطارق اآلن? فقال: غريب أجنه الليل. وغشيه السيل. ويبتغي اإليواء ال غير. وإذا أسحر قدم السير. قال: فلما دل شعاعه على

شمسه. ونم عنوانه بسر طرسه. علمت أن مسامرته غنم. ومساهرته نعم. ففتحت الباب بابتسام. وقلت: ادخلوها بسالم. فدخل شخص قد حنى

الدهر صعدته. وبلل القطر بردته. فحيا بلسان عضب. وبيان عذب. ثم شكر على تلبية صوته. واعتذر من الطروق في غير وقته. فدانيته

بالمصباح المتقد. وتأملته تأمل المنتقد. فألفيته شيخنا أبا زيد بال ريب. وال رجم غيب. فأحللته محل من أظفرني بقصوى الطلب. ونقلني من وقذ الكرب. الى روح الطرب. ثم أخذ يشكو األين. وأخذت في كيف وأين?

فقال: أبلعني ريقي. فقد أتعبني طريقي. فظننته مستبطنا للسغب. متكاسال لهذا السبب. فأحضرته ما يحضر للضيف المفاجي. في الليل

الداجي. فانقبض انقباض المحتشم. وأعرض إعراض البشم. فسؤت ظنا بامتناعه. وأحفظني حؤول طباعه. حتى كدت أغلظ له في الكالم. وألسعه بحمة المالم. فتبين من لمحات ناظري. ما خامر خاطري. فقال: يا ضعيف

الثقة. بأهل المقة. عد عما أخطرته بالك. واستمع إلي ال أبا لك! فقلت: هات. يا أخا الترهات! فقال: اعلم أني بت البارحة حليف إفالس. ونجي

وسواس. فلما قضى الليل نحبه. وغور الصبح شهبه. غدوت وقت اإلشراق. الى بعض األسواق. متصديا لصيد يسنح. أو حر يسمح. فلحظت بها تمرا

قد حسن تصفيفه. وأحسن إليه مصيفه. فجمع على التحقيق. صفاء الرحيق. وقنوء العقيق. وقبالته لبأ قد برز كاإلبريز األصفر. وانجلى في

اللون المزعفر. فهو يثني على طاهيه. بلسان تناهيه. ويصوب رأي مشتريه. ولو نقد حبة القلب فيه. فأسرتني الشهوة بأشطانها. وأسلمتني

العيمة الى سلطانها. فبقيت أحير من ضب. وأذهل من صب. ال وجد يوصلني الى نيل المراد. ولذة االزدراد. وال قدم تطاوعني على الذهاب. مع

حرقة االلتهاب. لكن حداني القرم وسورته. والسغب وفورته. على أن أنتجع كل أرض. وأقتنع من الورد ببرض. فلم أزل سحابة ذلك النهار. أدلي

دلوي الى األنهار. وهي ال ترجع ببلة. وال تجلب نقع غلة. الى أن صغت الشمس للغروب. وضعفت النفس من اللغوب. فرحت بكبد حرى. وانثنيت

31

Page 32: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أقدم رجال وأؤخر أخرى. وبينما أنا أسعى وأقعد. وأهب وأركد. إذ قابلني شيخ يتأوه أهة الثكالن. وعيناه تهمالن. فما شغلني ما أنا فيه من داء

الذيب. والخوى المذيب. عن تعاطي مداخلته. والطمع في مخاتلته. فقلتقك لشرا. فأطلعني على برحائك. له: يا هذا إن لبكائك سرا. ووراء تحر

واتخذني من نصحائك. فإنك ستجد مني طبا آسيا. أو عونا مؤاسيا. فقال: والله ما تأوهي من عيش فات. وال من دهر افتات بل النقراض العلم ودروسه. وأفول أقماره وشموسه. فقلت: وأي حادثة نجمت. وقضية

استعجمت. حتى هاجت لك األسف. على فقد من سلف? فأبرز رقعة من كمه. وأقسم

بأبيه وأمه. لقد أنزلها بأعالم المدارس. فما امتازوا عن األعالم الدوارس. واستنطق لها أحبار المحابر. فخرسوا وال خرس سكان المقابر. فقلت:

أرنيها. فلعلي أغني فيها. فقال: ما أبعدت في المرام. فرب رمية من غير رام. ثم ناولنيها. فإذا المكتوب فيها:يه وأمه. لقد أنزلها بأعالم المدارس.

فما امتازوا عن األعالم الدوارس. واستنطق لها أحبار المحابر. فخرسوا وال خرس سكان المقابر. فقلت: أرنيها. فلعلي أغني فيها. فقال: ما أبعدت

في المرام. فرب رمية من غير رام. ثم ناولنيها. فإذا المكتوب فيها: شبـيه من له فما ذكاء قفـا الـذي الفقيه العالم أيها

فقـيه كل وحار قاض كلعنـهـا حاد قضية في أفتنا أخ عن مات رجل وأبـيه أمـه مـن تقي رح مسلمتـمـويه بال خالص أخ رالحـب أيها لها زوجة وله

أخيه دون باإلرث تبقى ماأخوها وحاز فرضها فحوت فيه يوجد خلف ال نص فهوسألنـا عما بالجواب فاشفنا

فلما قرأت شعرها. ولمحت سرها. قلت له: على الخبير بها سقطت. وعند ابن بجدتها حططت. إال أني مضطرم األحشاء. مضطر الى العشاء. فأكرم مثواي. ثم استمع

فتواي. فقال: لقد أنصفت في االشتراط. وتجافيت عن االشتطاط. فصر معي. الى مربعي. لتظفر بما تبتغي. وتنقلب كما ينبغي. قال: فصاحبته الى ذراه. كما حكم الله.

فأدخلني بيتا أحرج من التابوت. وأوهن من بيت العنكبوت. إال أنه جبر ضيق ربعه. بتوسعة ذرعه. فحكمني في القرى. ومطايب ما يشترى. فقلت: أريد أزهى راكب على

أشهى مركوب. وأنفع صاحب مع أضر مصحوب. فأفكر ساعة طويلة. ثم قال: لعلك تعني بنت نخيلة. مع لباء سخيلة. فقلت: إياهما عنيت. وألجلهما تعنيت. فنهض نشيطا.

ثم ربض مستشيطا. وقال: اعلم أصلحك الله أن الصدق نباهة. والكذب عاهة. فال يحملنك الجوع الذي هو شعار األنبياء. وحلية األولياء. على أن تلحق بمن مان. وتتخلق

بالخلق الذي يجانب اإليمان. فقد تجوع الحرة وال تأكل بثدييها. وتأبى الدنية ولو اضطرت إليها. ثم إني لست لك بزبون. وال أغضي على صفقة مغبون. وها أنا قد

ر اإلنذار. وحذار من تر. وينعقد فيما بيننا الوتر. فال تلغ تدب أنذرتك قبل أن ينهتك السبا. ما فهت بزور. وال با. وأحل أكل الل المكاذبة حذار. فقلت له: والذي حرم أكل الر

دليتك بغرور. وستخبر حقيقة األمر. وتحمد بذل اللبإ والتمر. فهش هشاشة المصدوق. وانطلق مغذا الى السوق. فما كان بأسرع من أن أقبل بهما يدلح. ووجهه من التعب يكلح. فوضعهما لدي. وضع الممتن علي. وقال: اضرب الجيش بالجيش. تحظ بلذة العيش. فحسرت عن ساعد النهم. وحملت حملة الفيل الملتهم. وهو يلحظني كما

يلحظ الحنق. ويود من الغيظ لو أختنق. حتى إذا هلقمت النوعين. وغادرتهما أثرا بعد عين. أقردت حيرة في إظالل البيات. وفكرة في جواب األبيات. فما لبث أن قام.

وأحضر الدواة واألقالم. وقال: قد مألت الجراب. فأمل الجواب. وإال فتهيأ إن نكلت.التوفيق: الغترام ما أكلت! فقلت له: ما عندي إال التحقيق. فاكتب الجواب وبالله

تخفـيه الذي سرها كاشفإنـي المسائل يلغز لمن قل

32

Page 33: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أبيه ابن على عرسه أخا عالشر قدم الذي الميت ذا إنفـيه غـرو وال له بحماةرضاه عن ابنه زوج رجل

عـلـقـت وقد ابنه مات ثمذويه يسـر بـابـن فـجـاءت همـنتـمـويه بـال عـرسـه وأخومـراء بـغـير ابـنـه ابن فهو

الى أدنى الصريح االبن وابنأخـيه مـن بـإرثـه وأولـى دالـج أوجـب مـات حين فلذا

تـسـتـوفـيه التـراث ثمن جةلـلـزو في هو الذي ابنه ابن وحوىبـاقـيه أمـهـا مـن أخوها لاألص

مـن الشـقـيق األخ وتخلىتـبـكـيه أن يكـفـيك وقلنا ثاإلر التي الفتيا مني هاك

يحـتـذيهـا وكـل يقضي قاض كل

فـقـيه قال: فلما أثبت الجواب. واستثبت منه الصواب. قال لي: أهلك والليل. فشمر الذيل. وبادر السيل! فقلت: إني بدار غربة. وفي إيوائي أفضل قربة. ال سيما وقد أغدف جنح الظالم. وسبح الرعد في الغمام. فقال: اغرب عافاك الله الى حيث شيت. وال تطمع في أن تبيت. فقلت: ولم

ذاك. مع خلو ذراك? قال: ألني أنعمت النظر. في التقامك ما حضر. حتى لم تبق ولم تذر. فرأيتك ال تنظر في مصلحتك. وال تراعي حفظ صحتك.

ومن أمعن فيما أمعنت. وتبطن ما تبطنت. لم يكد يخلص من كظة مدنفة. أو هيضة متلفة. فدعني بالله كفافا. واخرج عني ما دمت معافى. فوالذي يحيي ويميت. م لك عندي مبيت! فلما سمعت أليته. وبلوت بليته. خرجت

. تجودني السماء. وتخبط بي الظلماء. وتنبحني من بيته بالرغم. وتزود الغم الكالب. وتتقاذف بي األبواب. حتى ساقني إليك لطف القضاء. فشكرا

ليده البيضاء. فقلت له: أحبب بلقائك المتاح. الى قلبي المرتاح! ثم أخذ يفتن بحكاياته. ويشمط مضحكاته بمبكياته. الى أن عطس أنف الصباح. وهتف داعي الفالح. فتأهب إلجابة الداعي. ثم عطف الى وداعي. فعقته

عن االنبعاث. وقلت: الضيافة ثالث! فناشد وحرج. ثم أم المخرج. وأنشد إذعرج:

غيرشهر كل في تحب من تزر ال عـلـيه تـزده وال يوم الشهر في الهالل فاجتالء

إلـيه الـعـيون تنظر ال ثميوم بطيئة ليلتي أن لو القرح. ووددت دامي بقلب همام: فودعته بن الحارث قال

الصبح.المغربية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: شهدت صالة المغرب. في بعض مساجد المغرب. فلما أديتها بفضلها. وشفعتها بنفلها. أخذ طرفي رفقة قد انتبذوا

ناحية. وامتازوا صفوة صافية. وهم يتعاطون كأس المنافثة. ويقتدحون زناد

33

Page 34: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

المباحثة. فرغبت في محادثتهم لكلمة تستفاد. أو أدب يستزاد. فسعيت إليهم. سعي المتطفل عليهم. وقلت لهم: أتقبلون نزيال يطلب جنى

األسمار. ال جنة الثمار. ويبغي ملح الحوار. ال ملحاء الحرار. فحلوا لي الحبى. وقالوا: مرحبا مرحبا. فلم أجلس إال لمحة بارق خاطف. أو نغبة

طائر خائف. حتى غشينا جواب. على عاتقه جراب. فحيانا بالكلمتين. وحيا المسجد بالتسليمتين. ثم قال: يا أولي األلباب. والفضل اللباب. أما تعلمون أن أنفس القربات. تنفيس الكربات? وأمتن أسباب النجاة.

مؤاساة ذوي الحاجات? وإني ومن أحلني ساحتكم. وأتاح لي استماحتكم. لشريد محل قاص. وبريد صبية خماص. فهل في الجماعة. من يفثأ حميا المجاعة? فقالوا له: يا هذا إنك حضرت بعد العشاء. ولم يبق إال فضالت العشاء. فإن كنت بها قنوعا. فما تجد فينا منوعا. فقال: إن أخا الشدائد.

ليقنع بلفظات الموائد. ونفاضات المزاود. فأمر كل منهم عبده. أن يزوده ما عنده. فأعجبه الصنع وشكر عليه. وجلس يرقب ما يحمل إليه. وثبنا

نحن الى استثارة ملح األدب وعيونه. واستنباط معينه من عيونه. الى أن جلنا فيما ال يستحيل باالنعكاس. كقولك ساكب كاس. فتداعينا الى أن

نستنتج له األفكار. ونفترع منه األبكار. على أن ينظم البادئ ثالث جماناتع في عقده. ثم تتدرج الزيادات من بعده. فيربع ذو ميمنته في نظمه. ويسب

صاحب ميسرته على رغمه. قال الراوي: وكنا قد انتظمنا عدة أصابع الكف. وتألفنا ألفة أصحاب الكهف. فابتدر لعظم محنتي. صاحب ميمنتي. وقال: لم أخا مل. وقال ميامنه: كبر رجاء أجر ربك. وقال الذي يليه: من يرب إذا بر ينم. وقال اآلخر: سكت كل من نم لك تكس. وأفضت النوبة

إلي. وقد تعين نظم السمط السباعي علي. فلم يزل فكري يصوغ ويكسر. ويثري ويعسر. وفي ضمن ذلك أستطعم. فال أجد من يطعم. الى أن ركد

النسيم. وحصحص التسليم. فقلت ألصحابي: لو حضر السروجي هذا المقام. لشفى الداء العقام. فقالوا: لو نزلت هذه بإياس. ألمسك على

ياس. وجعلنا نفيض في استصعابها. واستغالق بابها. وذلك الزور المعتري. يلحظنا لحظ المزدري. ويؤلف الدرر ونحن ال ندري. فلما عثر على

افتضاحنا. ونضوب ضحضاحنا. قال: يا قوم إن من العناء العظيم. استيالد العقيم. واالستشفاء بالسقيم. وفوق كل ذي علم عليم. ثم أقبل علي

وقال: سأنوب منابك. وأكفيك ما نابك. فإن شئت أن تنثر. وال تعثر. فقل مخاطبا لمن ذم البخل. وأكثر العذل: لذ بكل مؤمل إذا لم وملك بذل. وإن

أحببت أن تنظم. فقل للذي تعظم: أس أسا المرء إذا وارععـرا إذا أرمال

دنـسـا إخـاء أبننـبـاهة أخـا أسند جناب أسل جلسـا إن مشاغبغـاشـم هب إذا أسر مـرا رسـا إذا به وارم

نكسـا وقت يسعففعـسـى تقو أسكن قال: فلما سحرنا بآياته. وحسرنا ببعد غاياته. مدحناه حتى استعفى. ومنحناه الى أن

ينشد: استكفى. ثم شمر ثيابه. وازدفر جرابه. ونهض مقاوال المقال صدقعـصـابة در للـه

األنام فاقوا وفواضـال مأثورةفضـائالسح فوجدت حاورتهم بـاقـال لديهـم بانا

34

Page 35: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فيهم وحللت فلقيتسـائال سـائال جودا مالكرا كان لو أقسمت وابـال لكانوا حيا

ثم خطا قيد رمحين. وعاد مستعيذا من الحين. وقال: يا عز من عدم اآلل. وكنز من سلب المال. إن الغاسق قد وقب. ووجه المحجة قد انتقب. وبيني وبين كني ليل دامس. وطريق طامس. فهل من مصباح يؤمنني

العثار. ويبين لي اآلثار? قال: فلما جيء بالملتمس. وجلى الوجوه ضوء القبس. رأيت صاحب صيدنا. هو أبو زيدنا. فقلت ألصحابي: هذا الذي

أشرت الى أنه إذا نطق أصاب. وإن استمطر صاب. فأتلعوا نحوه األعناق. وأحدقوا به األحداق. وسألوه أن يسامرهم ليلته. على أن يجبروا عيلته. فقال: حبا لما أحببتم. ورحبا بكم إذا رحبتم. غير أني قصدتكم وأطفالي

يتضورون من الجوع. ويدعون لي بوشك الرجوع. وإن استراثوني خامرهم الطيش. ولم يصف لهم العيش. فدعوني ألذهب فأسد مخمصتهم. وأسيغ غصتهم. ثم أنقلب إليكم على األثر. متأهبا للسمر. الى السحر. فقلنا ألحد الغلمة: اتبعه الى فئته. ليكون أسرع لفيئته. فانطلق معه مضطبنا جرابه.

ومحثحثا إيابه. فأبطأ بطأ جاوز حده. ثم عاد الغالم وحده. فقلنا له: ما عندك من الحديث. عن الخبيث? فقال: أخذ بي في طرق متعبة. وسبل

متشعبة. حتى أفضينا الى دويرة خربة. فقال: هاهنا مناخي. ووكر أفراخي. ثم استفتح بابه. واختلج مني جرابه. وقال: لعمري لقد خففت عني.

واستوجبت الحسنى مني. فهاك نصيحة هي من نفائس النصائح. ومغارسالمصالح. وأنشد:

قـابـل الـى تقربنهـا فالنـخـلة جنـى حويت ما إذا السنبل من فحوصلبـيدر عـلـى سقطت وإما

الحاصلالـحـابـل كفة في فتنشبلـقـطـت مـا إذا تلبثن والالسـاحـل في السالمة فإنسـبـحـت ما إذا توغلن وال

وجاوب بهات وخاطب وبعبسوف بالـعـاجـل منك آجال

الواصـل سوى قط مل فماصـاحـب علـى تكثرن وال صحبك. في الى أمورك. وبادر في به تأمورك. واقتد في قال: اخزنها ثم

عني: لهم وصيتي. وقل عليهم تحيتي. واتل فأبلغهم بلغتهم ربك. فإذا كالءة الخرافات. لمن في السهر إن احتراسي. وال ألغي اآلفات. ولست أعظم

شعره. فحوى على وقفنا الراوي: فلما راسي. قال الى الهوس أجلب تفرقنا بإفكه. ثم تركه. واالغترار على ومكره. تالومنا نكره على واطلعناخاسرة. باسرة. وصفقة بوجوه

القهقرية المقامة

حدث الحارث بن همام قال: لحظت في بعض مطارح البين. ومطامح العين. فتية عليهم سيما الحجى. وطالوة نجوم الدجى. وهم في مماراة

مشتدة الهبوب. ومباراة مشتطة األلهوب. فهزني لقصدهم هوى المحاضرة. واستحالء جنى المناظرة. فلما التحقت برهطهم. وانتظمت في

سمطهم. قالوا: أأنت ممن يبلى في الهيجاء. ويلقي دلوه في الدالء? فقلت: بل أنا من نظارة الحرب. ال من أبناء الطعن والضرب. فأضربوا عن

35

Page 36: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

حجاجي. وأفاضوا في التحاجي. وكان في بحبوحة حلقتهم. وإكليل رفقتهم. شيخ قد برته الهموم. ولوحته السموم. حتى عاد أنحل. من قلم وأقحل

من جلم. إال أنه كان يبدي العجاب. إذا أجاب. وينسي سحبان. كلما أبان. فأعجبت بما أوتي من اإلصابة. والتبريز على تلك العصابة. وما زال يفضح

كل معمى. ويصمي في كل مرمى. الى أن خلت الجعاب. ونفد السؤال والجواب. فلما رأى إنفاض القوم. واضطرارهم الى الصوم. عرض

بالمطارحة. واستأذن في المفاتحة. فقالوا له: حبذا. ومن لنا بذا? فقال: أتعرفون رسالة أرضها سماؤها. وصبحها مساؤها? نسجت على منوالين. وتجلت في لونين. وصلت الى جهتين. وبدت ذات وجهين. إن بزغت من

مشرقها. فناهيك برونقها. وإن طلعت من مغربها. فيا لعجبها! قال: فكأن القوم رموا بالصمات. أو حقت عليهم كلمة اإلنصات. فما نبس منهم

إنسان. وال فاه ألحدهم لسان. فحين رآهم بكما كاألنعام. وصموتا كاألصنام. قال لهم: قد أجلتكم أجل العدة. وأرخيت لكم طول المدة. ثم

هاهنا مجمع الشمل. وموقف الفصل. فإن سمحت خواطركم مدحنا. وإن صلدت زنادكم قدحنا. فقالوا له: والله ما لنا في لجة هذا البحر مسبح. وال

في ساحله مسرح. فأرح أفكارنا من الكد. وهنئ العطية بالنقد. واتخذنا إخوانا يثبون إذا وثبت. ويثيبون متى استثبت. فأطرق ساعة. ثم قال:

سمعا لكم وطاعة! فاستملوا مني. وانقلوا عني: اإلنسان. صنيعة اإلحسان. ورب الجميل. فعل الندب. وشيمة الحر. ذخيرة الحمد. وكسب الشكر.

استثمار السعادة. وعنوان الكرم. تباشير البشر. واستعمال المداراة يوجب المصافاة. وعقد المحبة يقتضي النصح. وصدق الحديث. حلية اللسان.

وفصاحة المنطق. سحر األلباب. وشرك الهوى. آفة النفوس. وملل الخالئق. شين الخالئق. وسوء الطمع. يباين الورع. والتزام الحزامة. زمامع العثرات. يدحض المودات. ب المثالب. شر المعايب. وتتب السالمة. وتطل

ف الكلف. وخلوص النية. خالصة العطية. وتهنئة النوال. ثمن السؤال. وتكل يسهل الخلف. وتيقن المعونة. يسني المؤونة. وفضل الصدر. سعة الصدر.

وزينة الرعاة. مقت السعاة. وجزاء المدائح. بث المنائح. ومهر الوسائل. تشفيع المسائل. ومجلبة الغواية. استغراق الغاية. وتجاوز الحد. يكل الحد.

وتعدي األدب. يحبط القرب. وتناسي الحقوق. ينشئ العقوق. وتحاشييب. يرفع الرتب. وارتفاع األخطار. باقتحام األخطار. وتنوه األقدار. الر

بمؤاتاة األقدار. وشرف األعمال. في تقصير اآلمال. وإطالة الفكرة. تنقيح الحكمة. ورأس الرئاسة. تهذب السياسة. ومع اللجاجة. تلغى الحاجة. وعند

د السفير. األوجال. تتفاضل الرجال. وبتفاضل الهمم. تتفاوت القيم. وبتزي يهن التدبير. وبخلل األحوال. تتبين األهوال. وبموجب الصبر. ثمرة النصر. واستحقاق اإلحماد. بحسب االجتهاد. ووجوب المالحظة. كفاء المحافظة.

وصفاء الموالي. بتعهد الموالي. وتحلي المروءات. بحفظ األمانات. واختباراإلخوان. بتخفيف األحزان. ودفع األعداء. بكف األوداء.

  وامتحان العقالء. بمقارنة الجهالء. وتبصر العواقب. يؤمن المعاطب. واتقاء

الشنعة. ينشر السمعة. وقبح الجفاء. ينافي الوفاء. وجوهر األحرار. عند األسرار. ثم قال: هذه مئتا لفظة. تحتوي على أدب وعظة. فمن ساقها

هذا المساق. فال مراء وال شقاق. ومن رام عكس قالبها. وأن يردها على

36

Page 37: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

عقبها. فليقل: األسرار. عند األحرار. وجوهر الوفاء. ينافي الجفاء. وقبح السمعة. ينشر الشنعة. ثم على هذا المسحب فليسحبها. وال يرهبها. حتى

تكون خاتمة فقرها. وآخرة دررها: ورب اإلحسان. صنيعة اإلنسان. قال الراوي: فلما صدع برسالته الفريدة. وأملوحته المفيدة. علمنا كيف

يتفاضل اإلنشاء. وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. ثم اعتلق كل منا بذيله. وفلذ له فلذة من نيله. فأبى قبول فلذتي. وقال: لست أرزأ تالمذتي. فقلت له: كن أبا زيد على شحوب سحنتك. ونضوب ماء وجنتك.

فقال: أنا هو على نحولي وقحولي. وقشف محولي. فأخذت في تثريبه. على تشريقه وتغريبه. فحولق واسترجع. ثم أنشد من قلب موجع:تحان

العقالء. بمقارنة الجهالء. وتبصر العواقب. يؤمن المعاطب. واتقاء الشنعة. ينشر السمعة. وقبح الجفاء. ينافي الوفاء. وجوهر األحرار. عند األسرار.

ثم قال: هذه مئتا لفظة. تحتوي على أدب وعظة. فمن ساقها هذا المساق. فال مراء وال شقاق. ومن رام عكس قالبها. وأن يردها على

عقبها. فليقل: األسرار. عند األحرار. وجوهر الوفاء. ينافي الجفاء. وقبح السمعة. ينشر الشنعة. ثم على هذا المسحب فليسحبها. وال يرهبها. حتى

تكون خاتمة فقرها. وآخرة دررها: ورب اإلحسان. صنيعة اإلنسان. قال الراوي: فلما صدع برسالته الفريدة. وأملوحته المفيدة. علمنا كيف

يتفاضل اإلنشاء. وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. ثم اعتلق كل منا بذيله. وفلذ له فلذة من نيله. فأبى قبول فلذتي. وقال: لست أرزأ تالمذتي. فقلت له: كن أبا زيد على شحوب سحنتك. ونضوب ماء وجنتك.

فقال: أنا هو على نحولي وقحولي. وقشف محولي. فأخذت في تثريبه.على تشريقه وتغريبه. فحولق واسترجع. ثم أنشد من قلب موجع:

غـربـه وأحد ليروعنيعضبـه علي الزمان سل هكـرا جفنـي من واستل غربـه وأسال مراغما

غربه وأجوب شرقه ويأط األفـق فـي وأجالني كل فيطـلـعة جـو فبـكـل وغربـه لي يوم

ب وكذا غـربـه ونواه متغربشخـصـه المغر عليه. إليه. ومتهافت متلفت بين بيديه. ونحن عطفيه. ويخطر يجر ولى ثمسبا. أيادي الحبى. وتفرقنا حللنا أن نلبث لم ثم

نجارية المقامة الس

حكى الحارث بن همام قال: قفلت ذات مرة من الشام. أنحو مدينة السالم. في ركب من بني نمير. ورفقة أولي خير ومير. ومعنا أبو زيد

السروجي عقلة العجالن. وسلوة الثكالن. وأعجوبة الزمان. والمشار إليه بالبنان. في البيان. فصادف نزولنا سنجار. أن أولم بها أحد التجار. فدعا

إلى مأدبته الجفلى. من أهل الحضارة والفال. حتى سرت دعوته الى القافلة. وجمع فيها بين الفريضة والنافلة. فلما أجبنا مناديه. وحللنا ناديه.

أحضر من أطعمة اليد واليدين. ما حال في الفم وحلي بالعين. ثم قدم جاما كأنما جمد من الهواء. أو جمع من الهباء. أو صيغ من نور الفضاء. أو قشر من الدرة البيضاء. وقد أودع لفائف النعيم. وضمخ بالطيب العميم. وسيق

إليه شرب من تسنيم. وسفر عن مرأى وسيم. وأرج نسيم. فلما اضطرمت بمحضره الشهوات. وقرمت الى مخبره اللهوات. وشارف أن

37

Page 38: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

تشن على سربه الغارات. وينادى عند نهيه: يا للثارات! نشز أبو زيد كالمجنون. وتباعد عنه تباعد الضب من النون. فراودناه على أن يعود. وأنجام. ال عدت ال يكون كقدار في ثمود. فقال: والذي ينشر األموات من الر

فه. وإبرار حلفه. فأشلناه والعقول معه دون رفع الجام. فلم نجد بدا من تأل شائلة. والدموع عليه سائلة. فلما فاء الى مجثمه. وخلص من مأثمه.

سألناه لم قام. وألي معنى استرفع الجام? فقال: إن الزجاج نمام. وإني آليت مذ أعوام. أن ال يضمني ونموما مقام. فقلنا له: وما سبب يمينك

الصرى. وأليتك الحرى? فقال: إنه كان لي جار لسانه يتقرب. وقلبه عقرب. ولفظه شهد ينقع. وخبؤه سم منقع. فملت لمجاورته. الى

محاورته. واغتررت بمكاشرته. في معاشرته. واستهوتني خضرة دمنته. لمنادمته. وأغرتني خدعة سمته. بمناسمته. فمازجته وعندي أنه جار

مكاسر. فبان أنه عقاب كاسر. وأنسته على أنه حب مؤانس. فظهر أنه حباب مؤالس. ومالحته وال أعلم أنه عند نقده. ممن يفرح بفقده. وعاقرته ولم أدر أنه بعد فره. ممن يطرب لمفره. وكانت عندي جارية. ال يوجد لها

ران. وصليت القلوب بالنيران. في الجمال مجارية. إن سفرت خجل الني وإن بسمت أزرت بالجمان. وبيع المرجان. بالمجان. وإن رنت هيجت

البالبل. وحققت سحر بابل. وإن نطقت عقلت لب العاقل. واستنزلت العصم من المعاقل. وإن قرأت شفت المفؤود. وأحيت الموؤود. وخلتها أوتيت من مزامير آل داود. وإن غنت ظل معبد لها عبدا. وقيل: سحقا إلسحق وبعدا! وإن زمرت أضحى زنام عندها زنيما. بعد أن كان لجيله

زعيما. وباإلطراب زعيما. وإن رقصت أمالت العمائم عن الرؤوس.عم. وأحلي وأنستك رقص الحبب في الكؤوس. فكنت أزدري معه حمر النعم. وأحجب مرآها عن الشمس والقمر. وأذود ذكراها عن بتمليها جيد الن شرائع السمر. وأنا مع ذلك أليح. من أن تسري برياها ريح. أو يكهن بها

سطيح. أو ينم عليها برق مليح. فاتفق لوشل الحظ المبخوس. ونكد الطالع المنحوس. أن أنطقتني بوصفها حميا المدام. عند الجار النمام. ثم

ثاب الفهم. بعد أن صرد السهم. فأحسست الخبال والوبال. وضيعة ما أودع ذلك الغربال. بيد أني عاهدته على عكم ما لفظته. وأن يحفظ السر

ولو أحفظته. فزعم أنه يخزن األسرار. كما يخزن اللئيم الدينار. وأنه الض ألن يلج النار. فما إن غبر على ذلك الزمان. إال يهتك األستار. ولو عر

يوم أو يومان. حتى بدا الى أمير تلك المدرة. وواليها ذي المقدرة. أن يقصد باب

قيله. مجددا عرض خيله. ومستمطرا عارض نيله. وارتاد أن تصحبه تحفة تالئم هواه. ليقدمها بين يدي نجواه. وجعل يبذل الجعائل لرواده. ويسني

المراغب لمن يظفره بمراده. فأسف ذلك الجار الختار الى بذوله. وعصى في ادراغ العار عذل عذوله. فأتى الوالي ناشرا أذنيه. وأبثه ما كنت

أسررته إليه. فما راعني إال انسياب صاغيته إلي. وانثيال حفدته علي. يسومني إيثاره بالدرة اليتيمة. على أن أتحكم عليه في القيمة. فغشيني

من الهم. ما غشي فرعون وجنوده من اليم. ولم أزل أدافع عنها وال يغني الدفاع. وأستشفع إليه وال يجدي االستشفاع. وكلما رأى مني ازدياد

م. ونفسي مع االعتياص. وارتياد المناص. تجرم وتضرم. وحرق علي األر ذلك ال تسمح بمفارقة بدري. وال بأن أنزع قلبي من صدري. حتى آل

38

Page 39: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الوعيد إيقاعا. والتقريع قراعا. فقادني اإلشفاق من الحين. الى أن قضتهين. فعاهدت سواد العين. بصفرة العين. ولم يحظ الواشي بغير اإلثم والش

الله تعالى مذ ذلك العهد. أن ال أحاضر نماما من بعد. والزجاج مخصوص بهذه الطباع الذميمة. وبه يضرب المثل في النميمة. فقد جرى عليه سيل

يميني. ولذلكم السبب لم تمتد إليه يميني:له. مجددا عرض خيله. ومستمطرا عارض نيله. وارتاد أن تصحبه تحفة تالئم هواه. ليقدمها بين يدي نجواه. وجعل يبذل الجعائل لرواده. ويسني المراغب لمن يظفره

بمراده. فأسف ذلك الجار الختار الى بذوله. وعصى في ادراغ العار عذل عذوله. فأتى الوالي ناشرا أذنيه. وأبثه ما كنت أسررته إليه. فما راعني إال

انسياب صاغيته إلي. وانثيال حفدته علي. يسومني إيثاره بالدرة اليتيمة. على أن أتحكم عليه في القيمة. فغشيني من الهم. ما غشي فرعون

وجنوده من اليم. ولم أزل أدافع عنها وال يغني الدفاع. وأستشفع إليه وال يجدي االستشفاع. وكلما رأى مني ازدياد االعتياص. وارتياد المناص. تجرم

م. ونفسي مع ذلك ال تسمح بمفارقة بدري. وال وتضرم. وحرق علي األر بأن أنزع قلبي من صدري. حتى آل الوعيد إيقاعا. والتقريع قراعا. فقادني

اإلشفاق من الحين. الى أن قضته سواد العين. بصفرة العين. ولم يحظين. فعاهدت الله تعالى مذ ذلك العهد. أن ال الواشي بغير اإلثم والش

أحاضر نماما من بعد. والزجاج مخصوص بهذه الطباع الذميمة. وبه يضرب المثل في النميمة. فقد جرى عليه سيل يميني. ولذلكم السبب لم تمتد

إليه يميني: قـد بعدما تعذلوني فال

شـرحـتـه اقتطاف بي حرمتم أن على

القطائف صنيعي في عذري بان فقد

وإنـنـي تليدي من فتقي سأرتق

وطـارفـي مـن زودتكـم ما أن على

فـكـاهة كـل لـدى الحلوى من ألذ

عـارف

قال الحارث بن همام: فقبلنا اعتذاره. وقبلنا عذاره. وقلنا له: قدما وقذت النميمة خير البشر. حتى انتشر عن حمالة الحطب ما انتشر. ثم سألناه عما أحدث جاره القتات. ودخلله المفتات. بعد أن راش له نبل السعاية.

وجذم حبل الرعاية. فقال: أخذ في االستخداء واالستكانة. واالستشفاع إلي بذوي المكانة. وكنت حرجت على نفسي. أن ال يسترجعه أنسي. أو يرجع

إلي أمسي. فلم يكن له مني سوى الرد. واإلصرار على الصد. وهو ال يكتئب من النجه. وال يتئب من وقاحة الوجه. بل يلط بالوسائل. ويلح في المسائل. فما أنقذني من إبرامه. وال أبعد عليه نيل مرامه. إال أبيات نفث

بها الصدر الموتور. والخاطر المبتور. فإنها كانت مدحرة لشيطانه. ومسجنة له في أوطانه. وعند انتشارها بت طالق الحبور. ودعا بالويل والثبور. ويئس من نشر وصلي المقبور. كم يئس الكفار من أصحاب

القبور. فناشدناه أن ينشدنا إياها. وينشقنا رياها. فقال: أجل. خلق اإلنسانمن عجل. ثم أنشد ال يزويه خجل. وال يثنيه وجل:

توهمته إذودي صـدق محضتـه ونديم حمـيمـا صديقا ألفيته حينقـال قـطـيعة أولـيتـه ثم حمـيمـا صديدا

39

Page 40: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ب أن قبل خلته يجـر ذاإلـفـا فبان ذمام ذمـيمـا جلفـا وتخيرته كلـيمـا جناه بما قلبي منهفـأمـسـى كليمـا وتظنيته معـينـا فتبينتهرحـيمـا رجـيمـا لـعـينـا وتراءيته له سبكي عنهفـجـلـى مـريدا لـئيمـا مريدا

يهب أن وتوسمت سمـومـا إال يهب أن فأبىنـسـيمـا أعجز الذي لسعه من بت

قيالرا سليمـا مني وبات سليما

افتـرقـنـا غداة نهجه وبدا مني والجسم مستقيماسقيمـا

يكن لم رائعا بالشر كانولـكـن خصيبا خصيما لي رائعا نكـا لـيتـه بلوتـه لما قلت نديمـا لي يكن ولم عديمانموما يلفى الصباح ألن بيقل الى نم حين الصبح بغض

الدجى سواد نكا إذ الليل هوى الى ودعاني كتومـا رقيبا فاه ولو يشي من وكفى قبالصد ولـومـا أتـاه فيما أثاما

وسبعه. بوأه تقريظه وسجعه. واستملح قريضه البيت رب سمع قال: فلما الغرب. من صحاف عشر استحضر تكرمته. ثم على كرامته. وصدره مهاد الجنة. وأصحاب النار أصحاب يستوي له: ال والضرب. وقال القند حلواء فيها األبرار. في منزلة تتنزل اآلنية الظنة. وهذه كذي البريء يجعل أن يسع وال

تلحق اإلبعاد. وال تولها األسرار. فال صون الى بنقلها خادمه أمر بعاد. ثم هودا الفتح. سورة وقال: اقرأوا زيد أبو علينا يهواه. فأقبل بما فيها مثواه. ليحكم

ظل في أكلكم. وجمع ثكلكم. وسنى الله جبر القرح. فقد باندمال وأبشروا تكرهوا أن شملكم. وعسى الحلواء باالنصراف. هم لكم. ولما خير وهو شيئا

الظرف. سماحة دالئل من لآلدب: إن الصحاف. فقال استهداء الى مال بسالم. الكالم. وانهض والغلم. فاحذف لك بالظرف. فقال: كالهما المهدي

الى زيد أبو اقتادنا للسحاب. ثم الروض شكر الجواب. وشكره في فوثب على عددها بيده. ويفض األواني يقلب حلوائه. وجعل في حوائه. وحكمنا

التي فعلته أشكر. وأتناسى أم النمام ذلك أأشكو أدري قال: لست عدده. ثم غيمه النميمة. فمن الجريمة. ونمنم أسلف كان وإن أذكر? فإنه أم فعلها أرجع ببالي. أن خطر الغنيمة. وقد هذه انحازت الديمة. وبسيفه هذه انهلت

أجمالي. وأنا وال نفسي أتعب ال لي. وأن تسنى بما أشبالي. وأقنع الى راحلته. على استوى حافظ. ثم خير محافظ. وأستودعكم وداع أودعكم

في راجعا عنسه. وزايلنا وخدت أن بعد زافرته. فغادرنا الى حافرته. والويابدره. أفل ليل صدره. أو غاب أنسه. كدست

النصيبية المقامة روى الحارث بن همام قال: أمحل العراق ذات العويم. إلخالف أنواء الغيم. وتحدث الركبان بريف نصيبين. وبلهنية أهلها المخصبين. فاقتعدت مهريا. واعتقلت سمهريا.

وسرت تلفظني أرض الى أرض. ويجذبني رفع من خفض. حتى بلغتها نقضا على نقض. فلما أنخت بمغناها الخصيب. وضربت في مرعاها بنصيب. نويت أن ألقي بها جراني. وأتخذ أهلها جيراني. الى أن تحيا السنة الجماد. وتتعهد أرض قومي العهاد. فوالله ما

تمضمضت مقلتي بنومها. وال تمخضت ليلتي عن يومها. دون أن ألفيت أبا زيد

40

Page 41: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

السروجي يجول في أرجاء نصيبين. ويخبط بها خبط المصابين والمصيبين. وهو ينثر من فيه الدرر. ويحتلب بكفيه الدرر. فوجدت بها جهادي قد حاز مغنما. وقدحي الفذ قد صار توأما. ولم أزل أتبع ظله أينما انبعث. وألتقط لفظه كلما نفث. الى أن عراه مرض امتد

مداه. وعرقته مداه. حتى كاد يسلبه ثوب المحيا. ويسلمه الى أبي يحيى. فوجدت لفوت لقياه. وانقطاع سقياه. ما يجده المبعد عن مرامه. والمرضع عند فطامه. ثم

أرجف بأن رهنه قد غلق. ومخلب الحمام به قد علق. فقلق صحبه إلرجاف المرجفين.موجفين: وانثالوا الى عقوته

الخـنـدريسـا ارتضعوا كأنهمشـجـوهـم بهـم يميد حيارى وعطوا الغروب أسالوا

الجيوب وشجوا الخدود وصكوا

الرؤوساوالنـفـوسـا نفائسهم وغالتالـمـنـون سالمتـه لو يودون

قال الراوي: وكنت في من التف بأصحابه. وأغذ الى بابه. فلما انتهينا الى فنائه. وتصدينا الستنشاء أنبائه. برز إلينا فتاه. مفترة شفتاه. فاستطلعناه

طلع الشيخ في شكاته. وكنه قوى حركاته. فقال: قد كان في قبضة المرضة. وعركة الوعكة. الى أن شفه الدنف. واستشفه التلف. ثم من

الله تعالى بتقوية ذمائه. فأفاق من إغمائه. فارجعوا أدراجكم. وانضوا انزعاجكم. فكأن قد غدا وراح. وساقاكم الراح. فأعظمنا بشراه. واقترحنا

أن نراه. فدخل مؤذنا بنا. ثم خرج آذنا لنا. فلقينا منه لقى. ولسانا طلقا. وجلسنا محدقين بسريره. محدقين الى أساريره. فقلب طرفه في

الجماعة. ثم قال: اجتلوها بنت الساعة. وأنشد: الله عافاني تعفينـي كادت علة منلـه وشكـرا

الأنـه علـى بالبرء ومن سيبريني حتف من بد ينسيني األكل تقضي الىولـكـنـه يتناسانـي مايحميني منه كليب حمىوال حمـيم يغن لم حم إنحـين الى الحين أخر أميومـه أدنـا أبالـي وم

تبلـينـي ثم الباليا فيهاأرى حـياة في فخر فأي قال: فدعونا له بامتداد األجل. وارتداد الوجل. ثم تداعينا الى القيام. التقاء اإلبرام.

فقال: كال بل البثوا بياض يومكم عندي. لتشفوا بالمفاكهة وجدي. فإن مناجاتكم قوت نفسي. ومغناطيس أنسي. فتحرينا مرضاته. وتحامينا معاصاته. وأقبلنا على الحديث

نمخض زبده. ونلغي زبده. الى أن حان وقت المقيل. وكلت األلسن من القال والقيل. وكان يوما حامي الوديقة. يانع الحديقة. فقال: إن النعاس قد أمال األعناق. وراود

اآلماق. وهو خصم ألد. وخطب ال يرد. فصلوا حبله بالقيلولة. واقتدوا فيه باآلثار المنقولة. قال الراوي: فاتبعنا ما قال. وقلنا وقال. فضرب الله على اآلذان. وأفرغ

نة في األجفان. حى خرجنا من حكم الوجود. وصرفنا بالهجود. عن السجود. فما الس استيقظنا إال والحر قد باخ. واليوم قد شاخ. فتكرعنا لصالة العجماوين. وأدينا ما حلحال. فالتفت أبو زيد الى شبله. وكان من الدين. ثم تحثحثنا لالرتحال. الى ملقى الر

على شاكلته وشكله. وقال: إني إلخال أبا عمرة. قد أضرم في أحشائهم الجمرة. فاستدع أبا جامع. فإنه بشرى كل جائع. وأردفه بأبي نعيم. الصابر على كل ضيم. ثم

ب بين إحراق وتعذيب. وأهب بأبي ثقيف. ب الى كل لبيب. المقل عزز بأبي حبيب. المحب فحبذا هو من أليف. وهلمم بأبي عون. فما مثله من عون. ولو استحضرت أبا جميل.رة بكسرى. وال تتناس أم جابر. فكم لها لجمل أي تجميل. وحي هل بأم القرى. المذك

من ذاكر. وناد أم الفرج. ثم افتك بها وال حرج. واختم بأبي رزين. فهو مسالة كل حزين. وإن تقرن به أبا العالء. تمح اسمك من البخالء. وإياك واستدناء المرجفين. قبل استقالل حمول البين. وإذا نزع القوم عن المراس. وصافحوا أبا إياس. فأطف عليهم

41

Page 42: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

رو. فإنه عنوان السرو. قال: ففقه ابنه لطائف رموزه. بلطافة تمييزه. فطاف أبا الس علينا بالطيبات والطيب. الى أن آذنت الشمس بالمغيب. فلما أجمعنا على التوديع. قلنا

له: ألم تر الى هذا اليوم البديع? كيف بدا صبحه قمطريرا. ومسيه مستنيرا? فسجدوقال: حتى أطال. ثم رفع رأسه

وب عند تيأسن ال ـ الكرب تجلو فرجة منالـن فلكم وانقلـب نسيم جرى مث هـب سمـوم

سكب وما فاضمحل شاتـن مكـروه وسحابلهـب له استبان فما همن خيف خطب ودخان

غـرب تفيئتـه وعلىاألسـى طلع ولطالماالعجب أبو فالزمان عرو ناب ما إذا فاصبر هاإلل روح مـن وترج تحتـسـب ال لطائفا

مسرورين الشكر. وودعناه تعالى لله الغر. ووالينا أبياته منه قال: فاستمليناببره. ببرئه. مغمورين

الفارقية المقامة حكى الحارث بن همام قال: يممت ميافارقين. مع رفقة موافقين. ال يمارون في

المناجاة. وال يدرون ما طعم المداجاة. فكنت بهم كمن لم يرم عن وجاره. وال ظعن عن أليفه وجاره. فلما أنخنا بها مطايا التسيار. وانتقلنا عن األكوار. الى األوكار. تواصينا

بتذكار الصحبة. وتناهينا عن التقاطع في الغربة. واتخذنا ناديا نعتمره طرفي النهار. ونتهادى فيه طرف األخبار. فبينما نحن به في بعض األيام. وقد انتظمنا في سلك

االلتئام. وقف علينا ذو مقول جري. وجرس جهوري. فحيا تحية نفاث في العقد. قناصقال: لألسد. والنقد. ثم

حـديث قوم يا عندياألريب لـلـبـيب اعتبـار فيهعـجـيب

حد له بأسأخـا عمـري ريعان في رأيت الحسامالقـضـيب

إقـدام المـعـرك في يقدميسـتـريب وال بالفـتـك يوقنمـن

كان ما يرى حتىبـكـراتـه الـضـيق فيفـرج ضنكارحيب

برمح الطعن موقف عنانـثـنـى إال األقـران بارز ما خضيب

يفتح سما وال الباب مستغلقمسـتـصـعـبـا منيعـامـهـيب

قـريب وفـتـح الله من نصرلـه يسـمـو حـين ونـودي إال الشباب برد في يميسبـاتـهـا لـيلة مـن وكـم هذا

القشـيب المفدى الكل لدى وهوويرشـفـنـه الـغـيد يرتشف

الحبـيب وعود بطش من فيه مادهـــره يبـتــزه يزل فلـم

صلـيبقـريب مـنـه كـان من يعافهلـقـى اللـيالـي أصارته حتى

الـطـبـيب وأعيا الداء من به تـحـلـيل الراقي أعجز قد

42

Page 43: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

مـا المجاب كان ما بعد منوصـارمـنـه البـيض وصارم

المجيب في كالمنكوس وآض

خـلـقـه دواهي يلق يعش ومن

المشـيب مسـجـى اليوم هو وها

فـمـن ميت تكفين في يرغبغـريب

دمعته. رقأت الحبيب. ولما على المحب بكاء بالنحيب. وبكى أعلن إنه ثم ببهتان. نطقت ما األجواد. والله الرواد. وقدوة نجعة لوعته. قال: يا وانفثأت

مطير. سير. ولغيمي عصاي في كان عيان. ولو عن إال أخبرتكم وال كيف عليه. ولكن الدال موقف وقفت إليه. ولما دعوتكم بما الستأثرت الراوي: فطفق جناح? قال من يجد ال من على جناح. وهل بال الطيران

أنهم يأتون. فتوهم ما يأمرون. ويتخافتون. في ما يأتمرون. في القوم قال: يا أن منه ببرهان. ففرط مطالبته بحرمان. أو صرفه على يتمالؤون

كأنكم الحياء? حتى يأباه االرتياء. الذي هذا البقاع. ما القاع. ويرامع يالمع البيت. لكسوة هززتم بردة. أو بلدة. ال استوهبتم شقة. أو مشقة. ال كلفتم

بصرت حصاته! فلما ترشح صفاته. وال تندى ال لمن الميت? أف لتكفين اله بنيله. واحتمل منهم كل مذاقته. رفأه بذالقته. ومرارة الجماعة خوف طل

السائل هذا همام: وكان بن الحارث سيله. قال واقفا خلفي. ومحتجبا بهم. التأسي علي بسيبهم. وحق القوم أرضاه طرفي. فلما عن بظهري بال السروجي شيخنا هو بصري. فإذا إليه خنصري. ولفت من خاتمي خلجت

طويته أنني نصبها. إال تكذبها. وأحبولة أكذوبة أنها مرية. فأيقنت فرية. وال لنفقة بالخاتم. وقلت: أرصده فره. فحصبته عن شغاه غره. وصنت على

يسعى انطلق فعلتك! ثم شعلتك. وأكرم أضرم لك. فما المأتم. فقال: واها دعوى ميته. وامتحان عرفان الى قدما. فنزعت هرولته قدما. ويهرول

غلوة. واجتليته على أدركته ألهوبي. حتى ظنبوبي. وألهبت حميته. فقرعت ما له: والله ميدانه. وقلت سنن عن أردانه. وعقته بجمع خلوة. فأخذت في مني لك سراويله. عن المسجى! فكشف ميتك تريني منجى. أو وال ملجأ

على بالنهى. وأحيلك ألعبك فما الله له: قاتلك غرموله. فقلت الى وأشارهى! ثم أصحابي الى عدت الل يبرقش أهله. وال يكذب ال الذي الرائد عود

وكيت. كيت من رأيت. فقهقهوا وال وريت رأيت. وما بالذي قوله. فأخبرتهمالميت. ذلك ولعنوا

الرازية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: عنيت مذ أحكمت تدبيري. وعرفت قبيلي من دبيري. بأن أصغي الى العظات. وألغي الكلم المحفظات. ألتحلى بمحاسن

األخالق. وأتخلى مما يسم باإلخالق. وما زلت آخذ نفسي بهذا األدب.ع فيه طباعا. والتكلف له هوى وأخمد به جمرة الغضب. حتى صار التطب

ي. وقد حللت حبى الغي. وعرفت الحي من اللي. مطاعا. فلما حللت بالر رأيت به ذات بكرة. زمرة في إثر زمرة. وهم منتشرون انتشار الجراد.

ومستنون استنان الجياد. ومتواصفون واعظا يقصدونه. ويحلون ابن

43

Page 44: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

سمعون دونه. فلم يتكاءدني الستماع المواعظ. واختبار الواعظ. أن أقاسي الالغط. وأحتمل الضاغط. فأصحبت إصحاب المطواعة. وانخرطت في سلك الجماعة. حتى أفضينا الى ناد حشد النبيه والمغمور. وفي وسط

هالته. ووسط أهلته. شيخ قد تقوس واقعنسس. وتقلنس وتطلس. وهو يصدع بوعظ يشفي الصدور. ويلين الصخور. فسمعته يقول. وقد افتتنت

ك! وألهجك بما ك. وأضراك بما يضر به العقول: إبن آدم ما أغراك بما يغر يطغيك. وأبهجك بمن يطريك! تعنى بما يعنيك. وتهمل ما يعنيك. وتنزع في

قوس تعديك. وترتدي الحرص الذي يرديك! ال بالكفاف تقتنع. وال من الحرام تمتنع. وال للعظات تستمع. وال بالوعيد ترتدع! دأبك أن تتقلب مع

األهواء. وتخبط خبط العشواء! وهمك أن تدأب في االحتراث. وتجمع التراث للوراث! يعجبك التكاثر بما لديك. وال تذكر ما بين يديك. وتسعى

أبدا لغاريك. وال تبالي ألك أم عليك! أتظن أن ستترك سدى. وأن الشى. أو يميز بين األسد تحاسب غدا? أم تحسب أن الموت يقبل الر

والرشا? كال والله لن يدفع المنون. مال وال بنون! وال ينفع أهل القبور. سوى العمل المبرور! فطوبى لمن سمع ووعى. وحقق ما ادعى! ونهى النفس عن الهوى. وعلم أن الفائز من ارعوى! وأن ليس لإلنسان إال ما

سعى. وأن سعيه سوف يرى. ثم أنشد إنشاد وجل. بصوت زجل: وال المغاني تغني ما لعمركالغنى

وثوى الثرى المثري سكن إذابـه

بالمال الله مراضي في فجد وثـوابـه أجـره مـن تقتني بماراضيا الزمـان صرف به وبادرفـإنـه

يغـول األشغـى بمخلبهونـابـه

الخؤون الدهر تأمن والومـكـره

عـلـيه أخنى خامل فكمونـابـه

ما الذي النفس هوى وعاصعقـابـه من هوى إال ضلة أخوأطاعه

اإلله تقوى على وحافظعـقـابـه مـن يتقى مما لتنجووخـوفـه

ذنبـك تذكار عن تله والوابـكـه

حال المزن يضاهي بدمعمصابه

الحـمـام لعينيك ومثلووقـعـه

ومطعـم ملقاه وروعةصـابـه

الحي منزل قصارى وإنحـفـرة

سينزلها عـن مستنزالقـبـابـه

سـوء ساءه لعبد فواهافـعـلـه

إغالق قبل التالفي وأبدىبـابـه

قال: فظل القوم بين عبرة يذرونها. وتوبة يظهرونها. حتى كادت الشمس تزول. والفريضة تعول. فلما خشعت األصوات. والتأم اإلنصات. واستكنت العبرات.

والعبارات. وبرز الواعظ يتهادى بين رفقته. ويتباهى بفوز صفقته. واعتقبته أخطو متقاصرا. وأريه لمحا باصرا. فلما استشف ما أخفيه. وفطن لتقلب طرفي فيه. قال:

وأنشد: خير دليليك من أرشد. ثم اقترب مني

44

Page 45: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

منـافـث فكه ملوك حدثحـارث يا تعرفـه الذي أناالمثالث تطرب ال ما أطرب جد أخو طورا عابث وطورا

خطب عودي التحى والالـحـوادث بعـدك غيرتني ما كارث

ضابـث صيد بكل مخلبي بلفـارث نـاب حـدي فرى وال كأنـي حتىعـائث ذئبـي فيه سرح وكل وارث لـألنـام

ويافـث وحـامـهـم سامهم قال الحارث بن همام: فقلت له: تالله إنك ألبو زيد. ولقد قمت لله وال

عمرو بن عبيد. فهش هشاشة الكريم إذا أم. وقال: اسمع يا ابن أم. ثمأنشأ يقول:

الـوعـيد بنـار الصدق أحرقكأنـه ولـو بـالـصـدق علـيك فأغبـى الله رضى وابغ

الـورى وأرضى المولى أسخط من

العبيد من أردانه. فطلبناه يسحب أخدانه. وانطلق ودع إنه ثم ي. بعد بالر

أي درى قراره. وال عرف من فينا الطي. فما مدارج من خبره واستنشرناعاره. الجراد

الفراتية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: أويت في بعض الفترات. الى سقي الفرات. فلقيت بها كتابا أبرع من بني الفرات. وأعذب أخالقا من الماء الفرات.

بهم. وال لذهبهم. وكاثرتهم ألدبهم. ال لمآدبهم. فجالست فأطفت بهم لتهذ منهم أضراب قعقاع بن شور. ووصلت بهم الى الكور. بعد الحور. حتى إنهم أشركوني في المرتع والمربع. وأحلوني محل األنملة من اإلصبع.

واتخذوني ابن أنسهم عند الوالية والعزل. وخازن سرهم في الجد والهزل. فاتفق أن ندبوا في بعض األوقات. الستقراء مزارع الرزداقات. فاختاروا

يات. تحسبها جامدة وهي تمر مر من الجواري المنشآت. جارية حالكة الش السحاب. وتنساب في الحباب كالحباب. ثم دعوني الى المرافقة. فلبيت

بلسان الموافقة. فلما توركنا على المطية الدهماء. وتبطنا الولية الماشية على الماء. ألفينا بها شيخا عليه سحق سربال. وسب بال. فعافت الجماعة

محضره. وعنفت من أحضره. وهمت بإبرازه من السفينة. لوال ما ثاب إليها من السكينة. فلما لمح منا استثقال ظله. واستبراد طله. تعرض

للمنافثة. فصمت. وحمدل بعد أن عطس فما شمت. فأخرد ينظر فيما آلت حاله إليه. وينتظر نصرة المبغي عليه. وجلنا نحن في شجون. من جد

ومجون. الى أن اعترض ذكر الكتابتين وفضلهما. وتبيان أفضلهما. فقال قائل: إن كتبة اإلنشاء أنبل الكتاب. ومال مائل الى تفصيل الحساب. واحتد

جاج. حتى إذا لم يبق للجدال مطرح. وال للمراء مسرح. الحجاج. وامتد الل قال الشيخ: لقد أكثرتم يا قوم اللغط. وأثرتم الصواب والغلط. وإن جلية الحكم عندي. فارتضوا بنقدي. وال تستفتوا أحدا بعدي. اعلموا أن صناعة

اإلنشاء أرفع. وصناعة الحساب أنفع. وقلم المكاتبة خاطب. وقلم المحاسبة حاطب. وأساطير البالغة تنسخ لتدرس. ودساتير الحسبانات

تنسخ وتدرس. والمنشئ جهينة األخبار. وحقيبة األسرار. ونجي العظماء.دماء. وقلمه لسان الدولة. وفارس الجولة. ولقمان الحكمة. وكبير الن

45

Page 46: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وترجمان الهمة. وهو البشير والنذير. والشفيع والسفير. به تستخلص الصياصي. وتملك النواصي. ويقتاد العاصي. ويستدنى القاصي. وصاحبهض ظ بين الجماعات. غير معر بريء من التبعات. آمن كيد السعاة. مقر

لنظم الجماعات. فلما انتهى في الفصل. الى هذا الفصل. لحظ من لمحات القوم أنه ازدرع حبا وبغضا. وأرضى بعضا وأحفظ بعضا. فعقب كالمه بأن قال: إال أن صناعة الحساب موضوعة على التحقيق. وصناعة اإلنشاء مبنية على التلفيق. وقلم الحاسب ضابط. وقلم المنشئ خابط.

وبين إتاوة توظيف المعامالت. وتالوة طوامير السجالت. بون ال يدركهغ الراس. قياس. وال يعتوره التباس. إذ اإلتاوة تمأل األكياس. والتالوة تفر

وخراج األوارج يغني الناظر. واستخراج المدارج يعني الناظر. ثم إن الحسبة حفظة األموال. وحملة األثقال. والنقلة األثبات. والسفرة الثقات.

وأعالم اإلنصاف. واالنتصاف. والشهود المقانع في االختالف. ومنهم المستوفي الذي هو يد السلطان. وقطب الديوان. وقسطاس األعمل.

والهيمن على العمال. وإليه المآب في السلم والهرج. وعليه المدار في الدخل والخرج. وبه مناط الضر والنفع. وفي يده رباط اإلعطاء والمنع.

ولوال قلم الحساب. ألودت ثمرة االكتساب. والتصل التغابن الى يوم الحساب. ولكان نظام المعامالت محلوال. وجرح الظالمات مطلوال. وجيد

 التناصف مغلوال. وسيف التظالم مسلوال. على أن يراع اإلنشاء متقول. ويراع الحساب متأول. والمحاسب مناقش.

والمنشئ أبو براقش. ولكليهما حمة حين يرقى. الى أن يلقى ويرقى. وإعنات فيما ينشا. حتى يغشى. ويرشى. إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات

وقليل ما هم. قال الحارث بن همام: فلما أمتع األسماع. بما راق وراع. استنسبناه فاستراب. وأبى االنتساب. ولو وجد منسابا النساب. فحصلت

من لبسه على غمة. حتى ادكرت بعد أمة. فقلت: والذي سخر الفلك الدوار. والفلك السيار. إني ألجد ريح أبي زيد. وإن كنت أعهده ذا رواء

وأيد. فتبسم ضاحكا من قولي. وقال: أنا هو على استحالة حالي وحولي.ه. فخطبوا منه ه. وال يبارى عبقري فقلت ألصحابي: هذا الذي ال يفرى فري

حفة. وقال: أما الود. وبذلوا له الوجد. فرغب عن األلفة. ولم يرغب في الت بعد أن سحقتم حقي. ألجل سحقي. وكسفتم بالي. إلخالق سربالي. فما

أراكم إال بالعين السخينة. وال لكم مني إال صحبة السفينة. ثم أنشد:ن يراع اإلنشاء متقول. ويراع الحساب متأول. والمحاسب مناقش. والمنشئ أبو

براقش. ولكليهما حمة حين يرقى. الى أن يلقى ويرقى. وإعنات فيما ينشا. حتى يغشى. ويرشى. إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما

هم. قال الحارث بن همام: فلما أمتع األسماع. بما راق وراع. استنسبناه فاستراب. وأبى االنتساب. ولو وجد منسابا النساب. فحصلت من لبسه

على غمة. حتى ادكرت بعد أمة. فقلت: والذي سخر الفلك الدوار. والفلك السيار. إني ألجد ريح أبي زيد. وإن كنت أعهده ذا رواء وأيد. فتبسم ضاحكا من قولي. وقال: أنا هو على استحالة حالي وحولي. فقلت

ه. فخطبوا منه الود. ه. وال يبارى عبقري ألصحابي: هذا الذي ال يفرى فريحفة. وقال: أما بعد وبذلوا له الوجد. فرغب عن األلفة. ولم يرغب في الت

أن سحقتم حقي. ألجل سحقي. وكسفتم بالي. إلخالق سربالي. فما أراكمإال بالعين السخينة. وال لكم مني إال صحبة السفينة. ثم أنشد:

46

Page 47: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

منه النصح محض شاب مانـاصـح من وصية أخي إسمع بغشه

أو تبله لم من مدح فيمـبـتـوتة بقـضـية تعجلن الخـدشـه

حتى فيه القضية وقفتجتـلـي

رضاه حالي في وصفيهوبطشه

مـن برقه خلب ويبينصـدقـه

مـن ووبلـه للشائمينطـشـه

يشـين مـا تر إن فهناكفـواره

يزين ما تر وإن كرمافأفـشـه

اإلرتقـاء استحق ومنفـرقـه

في فحطه استحط ومنحـشـه

عرق في التبر بأن واعلمبنـبـشـه يستثار أن الى خافالثـرى

يظهـر الدينار وفضيلةهـا نقـشـه مالحة من ال حكه منسـر

تعظـم أن الغباوة ومن جـاهـال

ورونق ملبسه لصقالرقـشـه

تهين أن أو في مهذبافـرشـه ورثة بزتـه لدروسنـفـسـه

هيب طمرين أخي ولكملفضلـه

عيب البردين ومفوفلفحـشـه

يغش لم الفتى وإذا لم عارا أسمالهتكـن عـرشـه مـراقـي إال

كون العضب يضر إن ماقرابـه

حقارة البازي وال خلقاعـشـه

استوقف أن عتم ما ثم على منا كل وساح. فندم السفينة من المالح. وصعد نحتقر ال أن على قذاته. وتعاهدنا على جفنه ذاته. وأغضى في فرط ما

نزدري ال برده. وأن لرثاثة شخصا سيفا غمده. في مخبوءاعرية المقامة الش

حكى الحارث بن همام قال: نبا بي مألف الوطن. في شرخ الزمن. لخطب خشي. وخوف غشي. فأرقت كأس الكرى. ونصصت ركاب

رى. وجبت في سيري وعورا لم تدمثها الخطى. وال اهتدت إليها القطا. الس حتى وردت حمى الخالفة. والحرم العاصم من المخافة. فسروت إيجاس الروع واستشعاره. وتسربلت لباس األمن وشعاره. وقصرت همي على

لذة أجتنيها. وملحة أجتليها. فبرزت يوما الى الحريم ألروض طرفي. وأجيل في طرقه طرفي. فإذا فرسان متتالون. ورجال منثالون. وشيخ طويل اللسان. قصير الطيلسان. قد لبب فتى جديد الشباب. خلق الجلباب.

فركضت في إثر النظارة. حتى وافينا باب اإلمارة. وهناك صاحب المعونةعا في دسته. ومروعا بسمته. فقال له الشيخ: أعز الله الوالي. وجعل مرب

47

Page 48: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

كعبه العالي. إني كفلت هذا الغالم فطيما. وربيته يتيما. ثم لم آله تعليما. فلما مهر وبهر. جرد سيف العدوان وشهر. ولم إخله يلتوي علي ويتقح.

حين يرتوي مني ويلتقح. فقال له الفتى: عالم عثرت مني. حتى تنشر هذا الخزي عني? فوالله ما سترت وجه برك. وال هتكت حجاب سترك. وال

شققت عصا أمرك. وال ألغيت تالوة شكرك. فقال له الشيخ: ويلك وأي ريب أخزى من ريبك. وهل عيب أفحش من عيبك? وقد ادعيت سحري واستلحقته. وانتحلت شعري واسترقته? واستراق الشعر عند الشعراء.

أفظع من سرقة البيضاء والصفراء. وغيرتهم على بنات األفكار. كغيرتهم على البنات األبكار. فقال الوالي للشيخ: وهل حين سرق سلخ أم مسخ.

أم نسخ? فقال: والذي جعل الشعر ديوان العرب. وترجمان األدب. ما أحدث سوى أن بتر شمل شرحه. وأغار على ثلثي سرحه. فقال له: أنشد

أبياتك برمتها. ليتضح ما احتازه من جملتها. فأنشد: األكـدار وقرارة الردى شركإنـهـا الـدنـية الدنيا خاطب يا

في أضحكت ما متى دار أبكتيومها غدا دار مـن لهـا بعداالـغـرار لجهامـه صدى منهينـتـقـع لم سحابها أظل وإذا

األخـطـار بجـالئل يفتدى الوأسـيرهـا تنقضي ما غاراتها حتى بغرورها مزدهى كمبـدا الـمـقـدار متجـاوز متمردا

المجن ظهر له قلبتالـثـار ألخذ ونزت المدى فيهوأولغـت

يمر أن بعمرك فاربأ عـا ما غير من سدى فيهامضـياستظهار

األسـرار ورفـاهة الهدى تلقوطالبـهـا حبها عالئق واقطع من سالمت ما إذا وارقبب العدى حربكيدها الـغـدار وتوث تفجـا خطوبها بأن واعلم

ولـو سرى وونت المدى طال

األقدار فقال له الوالي: ثم ماذا. صنع هذا? فقال: أقدم للؤمه في الجزاء. على أبياتي

زء فيها السداسية األجزاء. فحذف منها جزءين. ونقص من أوزانها وزنين. حتى صار الر رزءين. فقال له: بين ما أخذ. ومن أين فلذ? فقال: أرعني سمعك. وأخل للتفهم عني

ذرعك. حتى تتبين كيف أصلت علي. وتقدر قدر اجترامه إلي. ثم أنشد. وأنفاسهتتصعد:

الردى شرك إنها ةالدني الدنيا خاطب ياغدا أبكت يومها فيأضحكت ما متى دارصدى منه ينتقع لمسحابـهـا أظل وإذا

يفتـدى ال وأسيرهاتنقضـي ما غاراتهامتـمـردا بدا حتىبغرورها مزدهى كم

الـمـدى فـيه وأولغت نالـمـج ظـهـر له قلبتيمـر أن بعـمـرك فاربأ عـا سـدى فـيهـا مضـي

الـــهـــدى تلــقوطالبها حبها عالئق واقطع

48

Page 49: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الـعـدى حرب كيدها منسـالـمـت ما إذا وارقبالـمـدى طـال ولو تفجاخـطـوبـهـا بـأن واعلم

فالتفت الوالي الى الغالم وقال: تبا لك من خريج مارق. وتلميذ سارق! فقال الفتى: برئت من األدب وبنيه. ولحقت بمن يناويه. ويقوض مبانيه. إن

كانت أبياته نمت الى علمي. قبل أن ألفت نظمي. وإنما اتفق توارد الخواطر. كما قد يقع الحافر على الحافر. قال: فكأن الوالي جوز صدق زعمه. فندم على بادرة ذمه. فظل يفكر في ما يكشف له عن الحقائق.

ويميز به الفائق. من المائق. فلم ير إال أخذهما بالمناضلة. ولزهما في قرن المساجلة. فقال لهما: إن أردتما افتضاح العاطل. واتضاح الحق من

الباطل. فتراسال في النظم وتباريا. وتجاوال في حلبة اإلجازة وتجاريا. ليهلك من هلك عن بينة. ويحيا من حي عن بينة. فقاال بلسان واحد.

وجواب متوارد: قد رضينا بسبرك. فمرنا بأمرك. فقال: إني مولع من أنواع البالغة بالتجنيس. وأراه لها كالرئيس. فانظما اآلن عشرة أبيات تلحمانها بوشيه. وترصعانها بحليه. وضمناها شرح حالي. مع إلف لي بديع الصفة.

ألمى الشفة. مليح التثني. كثير التيه والتجني. مغرى بتناسي العهد. وإطالة الصد. وإخالف الوعد. وأنا له كالعبد. قال: فبرز الشيخ مجليا. وتاله الفتى

مصليا. وتجاريا بيتا فبيتا على هذا النسق. الى أن كمل نظم األبياتواتسق. وهي: بـرقة رقي حوى وأحوىثـغـره

ـهـاد إلف وغادرني السبـغـدره

بالـصـدود لقتلي تصدىوإنـنـي

قلبـي حاز مذ أسره لفيبـأسـره

خـوف الزور منه أصدقازوراره

خشية الهجر استماع وأرضى هجره

منـه التعذيب وأستعذبوكـلـمـا

حـب بـي جـد عذابي أجدبـره

والتـنـاسـي ذمامي تناسىمـذمة

حـافـظ وهو قلبي وأحفظسـره

التباهي فيه ما وأعجببـكـبـره أفـوه أن عـن وأكبرهبـعـجـبـه

طـاب الذي المدح مني لهنـشـره

طي منه ولي بعد من الودنـشـره

كان ولو وقد تجنى ما عدالجـنـى

رشف يجتني وغيري عليثـغـره

أعـنـتـي ثـنـيت تثـنـيه ولوال نـور أجتلـي من الى بدارابـدره

أمـري تصريف على وإنيوأمـره

المر أرى انقيادي في حلواألمـره

فلما أنشداها الوالي متراسلين. بهت لذكاءيهما المتعادلين. وقال: أشهد بالله أنكم فرقدا سماء. وكزندين في وعاء. وأن هذا الحدث لينفق مما آتاه الله. ويستغني بوجده

عمن سواه. فتب أيها الشيخ من اتهامه. وثب الى إكرامه. فقال الشيخ: هيهات أن تراجعه مقتي. أو تعلق به ثقتي! وقد بلوت كفرانه للصنيع. ومنيت منه بالعقوق الشنيع.

49

Page 50: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فاعترضه الفتى وقال: يا هذا إن اللجاج شؤم. والحنق لؤم. وتحقيق الظنة إثم. وإعنات البريء ظلم. وهبني اقترفت جريرة. أو اجترحت كبيرة. أما تذكر ما أنشدتني لنفسك.

أنسك: في إبان بالغلـط اإلصابة منهخلـط إذا أخاك سامح

زاغ إنتعنـيفـه عن وتجاف قسط أو يوما غمط أم الصنيعة شكرعنـده صنيعك واحفظشـحـط إذا وادن عز إنوهـن عاصى إن وأطعه شرط وما اشترطت بما لأخ ولـو الـوفـاء واقن

تطـلـب إن بأنـك واعلم الشطـط رمت مهذبافقـط الحسنى له ومن طق سـاء مـا الذي ذا مننـمـط فـي لزا مكروهوال المحبـوب ترى أوما

الملتـقـط الجني مع نالغصـو في يبدو كالشوكالشمـط نغص يشوبها لالـطـوي العمـر ولذاذة

سقـط أكثرهم وجدت نالـزمـا بنـي انتقدت ولووالخطـط والشجاعة عةوالـبـرا البالغة رضت

سبريرى مـا أحسـن فوجدت العلوم فـقـط معـا

المطل. البازي حملقة الصل. ويحملق نضنضة ينضنض الشيخ قال: فجعلهب. وأنزل السماء زين قال: والذي ثم حب. ما من الماء بالش روغي الس

أمونه. وأراعي أن اعتاد الفتى هذا االفتضاح. فإن لتوقي االصطالح. إال عن عبوس. فالوقت اآلن أشح. فأما أكن يسح. فلم الدهر كان شؤونه. وقد

فارة. قال: به تطور ال عارة. وبيتي هذه بزتي إن بوس. حى العيش وحشو الى الليالي. وصبا غير من لهما الوالي. وأوى قلب لمقالهما فرق

الراوي: وكنت باالنصراف. قال النظارة باإلسعاف. وأمر اختصاصهما يكن وسمه. ولم عاينت علمه. إذا أعلم لعلي الشيخ مرأى الى متشوفا الصفوف. وأجفل تقوضت منه. فلما فأدنو لي يفرج عنه. وال يسفر الزحام

ما في مغزاه حينئذ فتاه. فعرفت والفتى زيد أبو هو فإذا الوقوف. توسمته طرفه. بإيماض إليه. فزجرني عليه. ألستعرف أنقض أتاه. وكدت الوالي: ما منصرفي. فقال موقفي. وأخرت كفه. فلزمت بإيماء واستوقفني

أنيسي. وصاحب وقال: إنه الشيخ مقامك? فابتدره سبب مرامك. وألي أفاض جلوسي. ثم في بتأنيسي. ورخص القول هذا عند ملبوسي. فتسمح

يتعاشرا أن العين. واستعهدهما من بنصاب خلعتين. ووصلهما عليهما بشكر ناديه. منشدين من المخوف. فنهضا اليوم إظالل بالمعروف. الى ألعرف أياديه. وتبعتهما حمى أجزنا نجواهما. فلما من مثواهما. وأتزود أحد الخالي. أدركني الفضاء الى الوالي. وأفضينا الى بي جالوزته. مهيبا

أقول. ليستخبرني. فماذا استحضرني. إال أظنه زيد: ما ألبي حوزته. فقلت أن بلبه. ليعلم قلبه. وتلعابي غباوة له أجول? فقال: بين معه واد أي وفي غضبه. يتقد أن تيارا. فقلت: أخاف صادف إعصارا. وجدوله القت ريحه

أرحل بطشه. فقال: إني إليك طيشه. فيسري يستشري لهبه. أو فيلفحكهى. وأنى الى اآلن هى? فلما سهيل يلتقي الر خال وقد الوالي حضرت والس

سه. أخذ مجلسه. وانجلى قال: له. ثم الدهر وفضله. ويذم زيد أبا يصف تعب

50

Page 51: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة هذا في أحلك والذي الدست? فقلت: ال أعاره الذي ألست الله نشدتك

الدست. فازورت عليه تم الذي أنت الدست. بل ذلك بصاحب أنا الدست. ما مريب. وال فضح قط أعجزني ما وجنتاه. وقال: والله مقلتاه. واحمرت

بأن سمعت ما معيب. ولكن تكشيف تطلس. وتقلس. دلس. بعدما شيخاكع? قلت: أشفق سكع. ذلك أين لبس. أفتدري أن له تم فبهذا منك الل

نوى. وال له الله قرب فوره. فقال: ال من بغدغد عن طوره. فظعن لتعدي مكره. ولوال من أمر ذقت نكره. وال من أشد زاولت ثوى. فما أين كأله

أن ألكره به. وإني فأوقع يدي في يقع أن طلبه. الى في أدبه. ألوغلت حرمة اإلمام. عند مكانتي األنام. وتحبط بين السالم. فأفتضح بمدينة فعلته تشيع

اعتمد. ما بما أفوه ال أن على والعام. فعاهدني الخاص بين ضحكة وأصير دمت يتأول. ال من معاهدة همام: فعاهدته بن الحارث البلد. قال بهذا حال

السموأل. وفى كما له ووفيتالقطيعية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: عاشرت بقطيعة الربيع. في إبان الربيع. فتية وجوههم أبلج من أنواره. وأخالقهم أبهج من أزهاره. وألفاظهم أرق من نسيم أسحاره. فاجتليت منهم ما يزري على الربيع الزاهر. ويغني عن

رنات المزاهر. وكنا تقاسمنا على حفظ الوداد. وحظر االستبداد. وأن ال يتفرد أحدنا بالتذاذ. وال يستأثر ولو برذاذ. فأجمعنا في يوم سما دجنه. ونما حسنه. وحكم باالصطباح مزنه. على أن نلتهي بالخروج. الى بعض المروج.

ح النواظر. في الرياض النواضر. ونصقل الخواطر. بشيم المواطر. لنسر فبرزنا ونحن كالشهور عدة. وكندماني جذيمة مودة. الى حديقة أخذتموس. زخرفها وازينت. وتنوعت أزاهيرها وتلونت. ومعنا الكميت الش

موس. والشادي الذي يطرب السامع ويلهيه. ويقري كل سمع والسقاة الش ما يشتهيه. فلما اطمأن بنا الجلوس. ودارت علينا الكؤوس. وغل علينايب. ووجدنا صفو يومنا قد ذمر. عليه طمر. فتجهمناه تجهم الغيد الش

شيب. إال أنه سلم تسليم أولي الفهم. وجلس يفض لطائم النثر والنظم. ونحن ننزوي من انبساطه. وننبري لطي بساطه. الى أن غنى شادينا

دنا المطرب: المغرب. ومغرأالقـي مـمـا لي تأوين والحـبـلـي تصلين ال سعاد إالم

عيل حتى عليك صبرتالتـراقـي الروح تبلغ وكادتصبري

على عزمت قد أنا وهايسـاقـي ما خلي فيه أساقيانتصاف

فإن وإنفـوصـل بـه ألذ وصال كالطـالق فصرم صرما

قال: فاسفهمنا العابث بالمثاني. لم نصب الوصل األول ورفع الثاني? فأقسم بتربة أبويه. لقد نطق بما اختاره سيبويه. فتشعبت حينئذ آراء الجمع. في تجويز النصب والرفع. فقالت فرقة: رفعهما هو الصواب.

وقالت طائفة: ال يجوز فيهما إال االنتصاب. واستبهم على آخرين الجواب. واستعر بينهم االصطخاب. وذلك الواغل يبدي ابتسام ذي معرفة. وإن لم يفه ببنت شفة. حتى إذا سكنت الزماجر. وصمت المزجور والزاجر. قال:

51

Page 52: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

يا قوم أنا أنبئكم بتأويله. وأميز صحيح القول من عليله. إنه ليجوز رفع الوصلين ونصبهما. والمغايرة في اإلعراب بينهما. وذلك بحسب اختالف اإلضمار. وتقدير المحذوف في هذا المضمار. قال: ففرط من الجماعة إفراط في مماراته. وانخراط الى مباراته. فقال: أما إذا دعوتم نزال.

وتلببتم للنضال. فما كلمة هي إن شئتم حرف محبوب. أو اسم لما فيه حرف حلوب? وأي اسم يتردد بين فرد حازم. وجمع مالزم? وأية هاء إذا

قل. وأطلقت المعتقل? وأين تدخل السين فتعزل التحقت أماطت الث العامل. من غير أن تجامل? وما منصوب أبدا على الظرف. ال يخفضه

سوى حرف? وأي مضاف أخل من عرى اإلضافة بعروة. واختلف حكمه بين مساء وغدوة? وما العامل الذي يتصل آخره بأوله. ويعمل معكوسه

مثل عمله? وأي عمل نائبه أرحب منه وكرا. وأعظم مكرا. وأكثر لله تعالى ذكرا? وفي أي موطن تلبس الذكران. براقع النسوان. وتبرز ربات الحجال. بعمائم الرجال? وأين يجب حفظ المراتب. على المضروب والضارب? وما

اسم ال يعرف إال باستضافة كلمتين. أو االقتصار منه على حرفين. وفي وضعه األول التزام. وفي الثاني إلزام? وما وصف إذا أردف بالنون. نقص

بون. وتعرض للهون? فهذه صاحبه في العيون. وقوم بالدون. وخرج من الز ثنتا عشرة مسألة وفق عددكم. وزنة لددكم. ولو زدتم زدنا. وإن عدتم

عدنا. قال المخبر بهذه الحكاية: فورد علينا من أحاجيه الالتي هالت. لما انهالت. ما حارت له األفكار وحالت. فلما أعجزنا العوم في بحره.

واستسلمت تمائمنا لسحره. عدلنا من استثقال الرؤية له الى استنزال الرواية عنه. ومن بغي التبرم به الى ابتغاء التعلم منه. فقال: والذي نزل النحو في الكالم. منزلة الملح في الطعام. وحجبه عن بصائر الطغام. ال

أنلتكم مراما. وال شفيت لكم غراما. أو تخولني كل يد. ويختصني كل منكم بيد. فلم يبق في الجماعة إال من أذعن لحكمه. ونبذ إليه خبأة كمه. فلما حصلت تحت وكائه. أضرم شعلة ذكائه. فكشف حينئذ عن أسرار ألغازه. وبدائع إعجازه. ما جال به صدأ األذهان. وجلى مطلعه بنور البرهان. قال

الراوي: فهمنا. حين فهمنا. وعجبنا. إذ أجبنا. وندمنا. على ما ند منا. وأخذنا نعتذر إليه اعتذار األكياس. ونعرض عليه ارتضاع الكاس. فقال: مأرب ال

حفاوة. ومشرب لم يبق له عندي حالوة. فأطلنا مراودته. ووالينا معاودته.فشمخ بأنفه صلفا. ونأى بجانبه أنفا. وأنشد:

فـيه عما الشيب نهانيأفـراحـي

الـراح بين أجمع فكيفوالـراح

من اصطباحي يجوز وهلمعتـقة

الرأس مشيب أنار وقدإصباحـي

ما الخمر خامرتني ال آليتعلقـت

وألفاظي بجسمي روحي بإفصاحي

بكاسات لي اكتست واليد السالف

بـين قداحـي أجلت والأقـداح

صرف الى صرفت والمشعشـعة

رحت وال همي الى مرتاحاراح

مـشـمـولة علـى نظمت وال أبـدا

اخترت وال شملي سوى ندمانا الصاحي

52

Page 53: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

خط حين مراحي المشيب محاعـلـى

كـاتـب من به فأبغض رأسيمـاح

العـنـان جري على يلحى والح ملهىالـى الح الئح مـن لـه فسـحـقـا شـائب وفـودي لهوت ولو

لـخـبـا غسان من المصابيح بين

مصبـاحـي تـوقـير سجاياهـم قوم

ضـيفـهـم يا التوقـير له ضيف والشيب

صـاح سروج. سراج أنه الغيم. فعلمت إجفال األيم. وأجفل انسياب انساب إنه ثم

ق قصارانا البروج. وكان يجتاب الذي األدب وبدر ق التحر من لبعده. والتفربعده.

المقامة هذه أودع ما تفسير النحوية واألحاجي العربية النكت من نعم حلوب: فهي حرف فيه لما اسم أو محبوب حرف هي التي الكلمة أما بها عنيت وإن حرف، فهي السؤال عند العدة أو األخبار تصديق بها أردت إن

فيها ماشية كل وعلى اإلبل على وتطلق وتؤنث تذكر والنعم اسم، فهي اإلبل سميت الضامة، الناقة وهي الحرف اإلبل وفي إبل، حرفا بحرف لها تشبيها

الضخمة إنه وقيل السيف، الجبل. بحرف لها تشبيها بعضهم: قال سراويل، مالزم: فهي وجمع حازم فرد بين المردد االسم وأما ضمه عن فرد. وكنى هو القول هذا فعلى سراويالت، وجمعه واحد هو

شمالل مثل سروال واحده جمع هو آخرون: بل حازم. وقال بأنه الخصر مالزم قوله جمع. ومعنى القول هذا على فهو وسرابيل، وسربال وشماليل

ألف ثالثه جمع كل وهو الجمع من النوع هذا ينصرف لم وإنم ينصرف، ال أي دون وتفرده لثقله ساكن أوسطها ثالثة أو حرفان أو مشدد حرف وبعدها

هذه في كنى اآلحاد. وقد األسماء في له نظير ال بأن الجموع من غيرهبالالزم. ينصرف عما قبلها التي في كنى كما بالمالزم ينصرف ال عما األحجية

الهاء المعتقل: هي وأطلقت الثقل أماطت التحقت إذا التي الهاء وأما الجمع هذا فينصرف وصياقلة، كقولك: صيارفة ذكره المقدم بالجمع الالحقة

وكراهية، رفاهية نحو اآلحاد أمثال الى أصارته قد ألنها بها الهاء التحاق عند ال عما األحجية هذه في كنى العلة. وقد لهذه وصرف السبب بهذا فخف

بالمالزم. ينصرف ال عما قبلها التي في كنى كما بالمعتقل ينصرف على تدخل التي تجامل: فهي أن غير من العامل تعزل التي السين وأما

أدوات من دخولها قبل كانت التي أن وبين بينه وتفصل المستقبل الفعل تصير أن الى للفعل الناصبة كونها عن أن وتنتقل الفعل حينئذ فيرتفع النصب

مرضى، منكم سيكون أن تعالى: علم كقوله وذلك الثقيلة، من المخففةسيكون. أنه وتقديره: علم

يجره ال إذ عند حرف: فهو سوى يخفضه ال الذي الظرف على المنصوب وأمالحن. عنده الى ذهبت العامة وقول خاصة، من غير مساء بين حكمه واختلف بعروة اإلضافة عرى من أخل الذي المضاف وأما

بعدها يأتي ما وكل لإلضافة المالزمة األسماء من ولدن لدن، وغدوة: فهو في إياها استعمالهم لكثرة بلدن نصبتها العرب فإن غدوة إال به مجرور نونتها ثم الكالم المجرورات نوع من أنها ال منصوبة أنها بذلك ليتبين أيضا

53

Page 54: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بينهما أن والصحيح عند، بمعنى لدن أن النحويين بعض تنصرف. وعند ال التي فرقا دنا مما ومكنتك ملكك في هو ما على معناها يشتمل عند أن وهو لطيفامنك. وقرب حضرك بما معناها يختص ولدن عنك، وبعد منك يا، عمله: فهو مثل معكوسه ويعمل بأوله آخره يتصل الذي العامل وأما

سيان المنادى االسم في وعملهم النداء حروف من وكلتاهما أي، ومعكوسه أن بعضهم اختار وقد االستعمال، في وأكثر الكالم في أجول يا كانت وإن

كالهمزة. فقط القريب بأي ينادى منه أرحب نائبه الذي العامل وأما وأعظم وكرا ذكرا: تعالى لله وأكثر مكرا مع استعمالها بداللة القسم حروف أصل هي الباء وهذه القسم، باء فهو

ولدخولها بالله، قولك: أقسم في القسم فعل ظهور المضمر على أيضا ألنهما القسم في منها الواو أبدلت وإنما ألفعلن، كقولك: بك من جميعا

اإللصاق تفيد والباء الجمع تفيد الواو ألن معنييهم لتقارب ثم الشفة حروف في أدور الباء من المبدلة الواو صارت ثم متقاربان، والمعنيان متفق وكالهما أكثر الواو إن ذكرا. ثم تعالى لله أكثر بأنه ألغز ولهذا باألقسام وأعلق الكالم والواو الجر، غير تعمل وال االسم على إال تدخل ال الباء ألن الباء من موطنا رب بإضمار وتارة بالقسم تارة وتجر والحرف والفعل االسم على تدخل

وتنتظم الوكر برحب وصفها فلهذا العطف وأدوات الفعل نواصب مع أيضاالمكر. وعظم

ربات فيه وتبرز النسوان براقع الذكران فيه يلبس الذي الموطن وأما الثالثة بين ما وذلك المضاف العدد مراتب أول الرجال: فهو بعمائم الحجال

تعالى: كقوله بحذفها، المؤنث ومع بالهاء المذكر مع يكون فإنه العشرة الى خصائص من الموطن هذا في والهاء أيام، وثمانية ليال سبع عليهم سخره

هذا في انعكس كيف رأيت فقد وعالمة، وعالم وقائمة كقولك: قائم المؤنث في وبرز قالبه ضد في منهما كل انقلب حتى والمؤنث المذكر حكم الموطن

صاحبه. بزة والضارب: فهو المضروب على المراتب حفظ فيه يجب الذي الموضع وأما في أو فيهما اإلعراب عالمة ظهور لتعذر بالمفعول الفاعل يشتبه حيث

اإلشرة أسماء من أو وعيسى، موسى مثل مقصورين كانا إذا وذلك أحدهما، ليعرف رتبته في منهما كل إقرار اللبس إلزالة حينئذ فيجب وهذا، ذاك نحو

بتأخره. والمفعول بتقدمه منهما الفاعل حرفين: على منه االقتصار أو كلمتين باستضافة إال يفهم ال الذي االسم وأما اكفف بمعنى هي التي مه من مركبة أنها قوالن: أحدهما وفيها مهما، فهو

ما عليها فزيدت م فيها األصل إن الصحيح، وهو الثاني، والقول ما، ومن بلفظ كلمتين توالي عليهم فثقل ما ما لفظها فصار أن، على تزاد كما أخرى الشرط أدوات من مهما. ومهما فصارتا هاء األولى ما ألف من فأبدلوا واحد

كلمتين بإيراد إال المعنى عقل وال الكالم يتم لم بها لفظت ومتى والجزاء حينئذ وتكون افعل، تفعل كقولك: مهما بعدها اقتصرت للفعل. وإن ملتزما وكنت المعنى فهم اكفف بمعنى التي مه وهما حرفين على منها من ملزما

يكف. أن خاطبته بالدون وقوم العيون في صاحبه نقص بالنون أردف إذا الذي الوصف وأما

الى استحال النون لحقته إذا ضيف للهون: فهو وتعرض الزبون من وخرجالزيف. منزلة النقد في وينزل الضيف، يتبع الذي وهو ضيفن،

54

Page 55: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الكرجية المقامة حكى الحارث بن همام قال: شتوت بالكرج لدين أقتضيه. وأرب أقضيه. فبلوت من

شتائها الكالح. وصرها النافح. ما عرفني جهد البالء. وعكف بي على االصطالء. فلم أكن أزايل وجاري. وال مستوقد ناري. إال لضرورة أدفع إليها. أو إقامة جماعة أحافظ عليه.

. الى أن برزت من كناني. لمهم عناني. . ودجنه مكفهر فاضطررت في يوم جوه مزمهر فإذا شيخ عاري الجلدة. بادي الجردة. وقد اعتم بريطة. واستثفر بفويطة. وحواليه جمع

يحاشي: كثيف الحواشي. وهو ينشد وال يا عـن ينبئكـم ال قوم

الـقـر أوان عريي من أصدقفـقـريأمـري وخـفـي حالي باطنضـري مـن بـدا بما فاعتبروا انقالب وحاذروا سلـمالـقـدر نـبـيه كنـت فإننيالـدهـر

سـمـري وتبـيد صفري تفيديفـري وحـد وفـر الـى آوي غـداة كومـي وتشتكي

الـغـدر سـيوف الدهر فجردأقـريويبـري يسحـتـنـي يزل ولمالـغـبـر الرزايا غارات وشن وغـاض داري عفت حتىدري

الورى في سعري وبار وشعري

المطا عاريوعـسـر فـاقة نضو وصرت دا من مجرقشري

الصن في لي دفء الالـتـعـري في المغزل كأننيبر والصن

واصطالء التضحي غيرغـمـر رداء ذو خضم فهلالجمر

لشـكـري ال الله وجه طالبطـمـر أو بمطرف يسترني ثم قال: يا أرباب الثراء. الرافلين في الفراء. من أوتي خيرا فلينفق. ومن استطاع أن يرفق فليرفق. فإن الدنيا غدور. والدهر عثور. والمكنة زورة

طيف. والفرصة مزنة صيف. وإني والله لطالما تلقيت الشتاء بكافاته. وأعددت األهب له قبل موافاته. وها أنا اليوم يا سادتي. ساعدي وسادتي.

وجلدتي بردتي. وحفنتي جفنتي. فليعتبر العاقل بحالي. وليبادر صرف الليالي. فإن السعيد من التعظ بسواه. واستعد لمسراه. فقيل له: قد جلوت علينا أدبك. فاجل لنا نسبك. فقال: تبا لمفتخر. بعظم نخر! إنما

قى. واألدب المنتقى. ثم أنشد: الفخر بالت ابن إال اإلنسان ما لعمرك

يومه ابن ال يومه تجلى ما على

أمسه الفخر وما بالعظم الرميم

وإنمـا الفخار يبغي الذي فخار

بنفسـه ثم إنه جلس محقوقفا. واجرنثم مقفقفا. وقال: اللهم يا من غمر بنواله. وأمر بسؤاله.

صل على محمد وآله. وأعني على البرد وأهواله. وأتح لي حرا يؤثر من خصاصة. ويؤاسي ولو بقصاصة. قال الراوي: فلما جلى عن النفس العصامية. والملح األصمعية.

جعلت مالمح عيني تعجمه. ومرامي لحظي ترجمه. حتى استبنت أنه أبو زيد. وأن تعريهمر أحبولة صيد. ولمح هو أن عرفاني قد أدركه. ولم يأمن أن يهتكه. فقال: أقسم بالس

هر. إنه لن يسترني إال من طاب خيمه. وأشرب ماء المروءة هر والز والقمر. والز

55

Page 56: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

عدة. أديمه. فعقلت ما عناه. وإن لم يدر القوم معناه. وساءني ما يعانيه من الر واقشعرار الجلدة. فعمدت لفروة هي بالنهار رياشي. وفي الليل فراشي. فنضوتها

أنشد: عني. وقلت له: اقبلها مني. فما كذب أن افتراها. وعيني تراها. ثم عدة من أضحتفـروة ألبـسـنـي من لله جنه لي الر

ألبسنيها والجـنـه اإلنس شر وقيمـهـجـتـي واقياالجنـه سندس سيكسى غدوفـي ثنـائي اليوم سيكتسي

قال: فلما فتن قلوب الجماعة. بافتنانه في البراعة. ألقوا عليه من الفراء المغشاة. والجباب الموشاة. ما آده ثقله. ولم يكد يقله. فانطلق مستبشرا

بالفرج. مستسقيا للكرج. وتبعته الى حيث ارتفعت التقية. وبدت السماء نقية. فقلت له: لشد ما قرسك البرد. فال تتعر من بعد! فقال: ويك ليس

من العدل. سرعة العذل! فال تعجل بلوم هو ظلم. وال تقف ما ليس لك به علم. فوالذي نور الشيبة. وطيب تربة طيبة. لو لم أتعر لرحت بالخيبة. وصفر العيبة. ثم نزع الى الفرار. وتبرقع باالكفهرار. وقال: أما تعلم أن

شنشنتي االنتقال من صيد الى صيد. واالنعطاف من عمرو الى زيد? وأراك قد عقتني وعققتني. وأفتني أضعاف ما أفدتني. فأعفني عافاك الله منلعابة. وجعجعت به لغوك. واسدد دوني باب جدك ولهوك. فجبذته جبذ الت للدعابة. وقلت له: والله لو لم أوارك. وأغط على عوارك. لمما وصلت

الى صلة. وال انقلبت أكسى من بصلة. فجازني عن إحساني إليك. وستري لك وعليك. بإن تسمح لي برد الفروة. أو تعرفني كافات الشتوة. فنظر إلي نظر المتعجب. وازمهر ازمهرار المتغضب. ثم قال: أما رد الفروة

فأبعد من رد أمس الدابر. والميت الغابر. وأما كافات الشتوة فسبحان من طبع على ذهنك. وأوهى وعاء خزنك. حتى أنسيت ما أنشدتك بالدسكرة.

البن سكرة: من وعندي الشتاء جاء

حوائجـه حاجاتنا عن القطر إذا سبع

حبسا وكاس وكانون وكيس كن

طـال ناعم وكف الكباب بعد

وكـسـا وانكفي. وعيت بما يدفي. فاكتف جلباب من يشفي. خير قال: لجواب ثم

عدة على لشقوتي. وحصلت فروتي ذهبت وقد ففارقته شتوتي. طول الرالرقطاء المقامة

حدث الحارث بن همام قال: حللت سوقي األهواز. البسا حلة اإلعواز. فلبثت فيها مدة. أكابد شدة. وأزجي أياما مسودة. الى أن رأيت تمادي

المقام. من عوادي االنتقام. فرمقتها بعين القالي. وفارقتها مفارقة الطلل البالي. فظعنت عن وشلها. كميش اإلزار. راكضا الى المياه الغزار. حتى إذا سرت منها مرحلتين. وبعدت سرى ليلتين. تراءت لي خيمة مضروبة.

ونار مشبوبة. فقلت: آتيهما لعلي أنقع صدى. أو أجد على النار هدى. فلما انتهيت الى ظل الخيمة رأيت غلمة روقة. وشارة مرموقة. وشيخا عليه بزة سنية. ولديه فاكهة جنية. فحييته. ثم تحاميته. فضحك إلي. وأحسن

الرد علي. وقال: أال تجلس الى من تروق فاكهته. وتشوق مفاكهته? فجلست الغتنام محاضرته. ال اللتهام ما بحضرته. فحين سفر عن آدابه. وكشر عن أنيابه. عرفت أنه أبو زيد بحسن ملحه. وقبح قلحه. فتعارفنا

حينئذ. وحفت بي فرحتان ساعتئذ. ولم أدر بأيهما أنا أضفى فرحا. وأوفى

56

Page 57: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

مرحا: أبإسفاره. من دجنة أسفاره? أم بخصب رحاله. بعد إمحاله? وتاقت نفسي الى أن أفض ختم سره. وأبطن داعية يسره. فقلت له: من أين

إيابك. والى أين انسيابك. وبم امتألت عيابك? فقال: أما المقدم فمن طوس. وأما المقصد فإلى السوس. وأما الجدة التي أصبتها فمن رسالة

اقتضبتها. فسألته أن يفرشني دخلته. ويسرد علي رسالته. فقال: دون مرامك حرب البسوس. أو تصحبني الى السوس. فصاحبته إليها قهرا.

وعكفت عليه بها شهرا. وهو يعلني كاسات التعليل. ويجرني أعنة التأميل. حتى إذا حرج صدري. وعيل صبري. قلت له: إنه لم يبق لك علة. وال لي

في المقام تعلة. وفي غد أزجر غراب البين. وأرحل عنك بخفي حنين. فقال: حاشا لله أن أخلفك. أو أخالفك. وما أرجأت أن أحدثك. إال أللبثك.

وإذا كنت قد استربت بعدتي. وأغراك ظن السوء بمباعدتي. فأصخ لقصص سيرتي الممتدة. وأضفها الى أخبار الفرج بعد الشدة. فقلت له: هات فما

أطول طيلك. وأهول حيلك! فقال: اعلم أن الدهر العبوس. ألقاني الى طوس. وأنا يومئذ فقير وقير. ال فتيل لي وال نقير. فألجأني صفر اليدين.

الى التطوق بالدين. فادنت لسوء االتفاق. ممن هو عسر األخالق. وتوهمتفاق. فتوسعت في اإلنفاق. فما أفقت حتى بهظني دين لزمني تسني الن

حقه. والزمني مستحقه. فحرت في أمري. وأطلعت غريمي على عسري. فلم يصدق إمالقي. وال نزع عن إرهاقي. بل جد في التقاضي. ولج في اقتيادي الى القاضي. وكلما خضعت له في الكالم. واستنزلت منه رفق

الكرام. ورغبته في أن ينظر لي بمياسرة. أو ينظرني الى ميسرة. قال: الضار. فوحقك ما ترى مسالك الخالص. أو تطمع في اإلنظار. واحتجان الن

تريني سبائك الخالص! فلما رأيت احتداد لدده. وأن ال مناص لي من يده. شاغبته. ثم واثبته. ليرافعني الى والي الجرائم. ال الى الحاكم في

المظالم. لما كان بلغني من إفضال الوالي وفضله. وتشدد القاضي وبخله. فلما حضرنا باب أمير طوس. آنست أن ال بأس وال بوس. فاستدعيت دواة

. . وبعقوته يلب وبيضاء. وأنشأت رسالة رقطاء. وهي: أخالق سيدنا تحب وقربه تحف. ونأيه تلف. وخلته نسب. وقطيعته نصب. وغربه ذلق. وشهبه

تأتلق. وظلفه زان. وقويم نهجه بان. وذهنه قلب وجرب. ونعته شرقوغرب:

ب سيد ـ عيوف عزوف مغرب فطنمـبـر سـبـوق قلأنـوف ذكـي فاضـل نابهفـريد أغـر متلـف مخلف مخوف خطب وجل هياج بنـا إذا طـب أبـان إن مفلق

مناظم شرفه تأتلف. وشؤبوب حبائه يكف. ونائل يديه فاض. وشح قلبه غاض. وخلف سخائه يحتلب. وذهب عيابه يحترب. من لف لفه فلج وغلب. وتاجر بابه جلب وخلب.

كف عن هضم بري. وبرئ من دنس غوي. وقرن ليانه بعز. ونكب عن مذهب كز. ليسبر: بوثاب عند نهزة شر. بل يعف عفة

ويستحـق يحب فلذاعـفـافـه خـالب فـلـبـابـه بـه شغفاغـالب نـاضـلـتـه إذا فوقوفـوقـه تـرف غـر أخالقـه

إن تالف وذو يهش سجحيرتـاب بـحـقـه فلـيس خلهـفـا

بــاب يلـيه ال بـرز يعـتـرإذا خـرق بـاذل بـل باخـل ال

57

Page 58: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

غرب فل أزل عض إننـاب مـنـه فانـحـت بمنابهعضاضه

وجدير بمن لب وفطن. وقرب وشطن. أن أذعن لقريع زمن. وجابر زمن. مذ رضع ثدي لبانه. خص بإفاضة تهتانه. نعش وفرج. وضافر فأبهج. ونافر فأزعج. وفاء بحق أبلج.

عفاته: أتعب من سيلي. وقرظ إذ هز وبلي. وتوج صفاته. بحب خصبه ظل يمتدبهجة ذا خال فال

شهبه ضوء آنسبـمـن بر فإنهربه خوف بلبسظرفه مزايا زان

ونمت. ويالئم تمت بصنائع وجلت. وفوته تأثلت بمفاخر فوزه سيدنا فليهن جدب. ندب. وشريد تليد حظوته. فإنه من بحظ رقه حضرته. غوث قرب

قائل. ثم يوجد فال لخطبة جاش تسيرت. إذا قالئد أثرت. وناظم نوب وجريح ننمت. وخلت حبر قلت حبر باقل. فإن ثم قس شربه ثم نمت. هذا قد رياضا

لتوغر قلق خلق. وقد غسق. وجلبابه قرض. وفلقه برض. وقوته غريم بمجد كفه. توشح بكفه. بهبات سيدنا من الزم. فإن بحق غاشم. يستحثه

سجايا خلت وثاق. ال من فكي بأجر فاق. وباء برقه. بمن شائم خلقه. ترفد المودع السر آلليها. ولمح األمير استشف أبدي. قال: فلما أزلي. حي رب

استخلصني وبيني. ثم خصمي بين ديني. وفصل بقضاء الحال في فيها. أوعز في ضيافته. وأرتع في أنعم سنين بضع بأثرته. فلبثت لمكاثرته. واختصني

في ذهبه. تلطفت ذيلي مواهبه. وأطال غمرتني إذا رافته. حتى ريف له الحال. قال: فقلت حسن من ترى ما االرتحال. على لك أتاح لمن شكرا

على لله الغريم! فقال: الحمد ضغطة من به الكريم. وأنقذك السمح لقيان من الجد. والخلوص سعادة ما األلد. ثم الخصم أحذيك أن إليك أحب قال: أي

إلي! أحب الرسالة الرقطاء? فقلت: إمالء بالرسالة أتحفك العطاء. أم من ما نحلة من اآلذان. أهون في يلج ما نحلة علي. فإن أف وحقك فقال: وهو

والحذيا. الرسالة بين لي واستحيا. فجمع أنف كأنه األردان. ثم من يخرج العين. بما قرير وطني الى بغنمين. وأبت عنه بسهمين. وفصلت منه ففزتوالعين. الرسالة من حزت

الوبرية المقامة

ق زماني الذي غبر. الى مجاورة حكى الحارث بن همام قال: ملت في ري أهل الوبر. آلخذ إخذ نفوسهم األبية. وألسنتهم العربية. فشمرت تشمير من ال يألو جهدا. وجعلت أضرب في األرض غورا ونجدا. الى أن اقتنيت

هجمة من الراغية. وثلة من الثاغية. ثم أويت الى عرب أرداف أقيال. وأبناء أقوال. فأوطنوني أمنع جناب. وفلوا عني حد كل ناب. فما تأوبني. وال قرع صفاتي سهم. الى أن أضللت في ليلة منيرة البدر. عندهم هم

لقحة غزيرة الدر. فلم أطب نفسا بإلغاء طلبها. وإلقاء حبلها على غاربها. فتدثرت فرسا محضارا. واعتقلت لدنا خطارا. وسريت ليلتي جمعاء. أجوب

البيداء. وأقتري كل شجراء ومرداء. الى أن نشر الصبح راياته. وحيعلكوبة. ألداء المكتوبة. ثم حلت في الداعي الى صالته. فنزلت عن متن الر صهوتها. وفررت عن شحوتها. وسرت ال أرى أثرا إال قفوته. وال نشزا إال علوته. وال واديا إال جزعته. وال راكبا إال استطلعته. وجدي مع ذلك يذهب هدرا. وال يجد ورده صدرا. الى أن حانت صكة عمي. ولفح هجير يذهل

58

Page 59: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

غيالن عن مي. وكان يوما أطول من ظل القناة. وأحر من دمع المقالت.

غوب. فأيقنت أني إن لم أستكن من الوقدة. وأستجم بالرقدة. أدنفني الل وعلقت بي شعوب. فعجت الى سرحة كثيفة األغصان. وريقة األفنان.

ألغور تحتها الى المغيربان. فوالله ما استروح نفسي. وال استراح فرسي. حتى نظرت الى سانح. في هيئة سائح. وهو ينتجع نجعتي. ويشتد الى

بقعتي. فكرهت انعياجه الى معاجي. فاستعذت بالله من شر كل مفاجي. ثم ترجيت أن يتصدى منشدا. أو يتبدى مرشدا. فلما اقترب من سرحتي.

وكاد يحل بساحتي. ألفيته شيخنا السروجي متشحا بجرابثه. ومضطغنا أهبة تجوابه. فآنسني إذ ورد. وأنساني ما شرد. ثم استوضحته من أين

أثره. وكيف عجره وبجره? فأنشد بديها. ولم يقل إيها: وعـزازه كـرامة عنـدي لكأمـري دخـيلة لمستطلـع قل أرض جوب بين ما أنا

فـمـفـازه مفازة في وسرىفـأرض والمطية الصيد زادي

والعـكـازه الجراب وجهازينـعـلـي هبطت ما فإذا جـزاره والنـديم الخان غرفةفبـيتـي مصرا

أو فات إن أساء ما لي ليسابتـزازه الزمان حاول إن زنأح

أبيت أني غير األسى عن ونفسي مالـه مـن خلـوامنحـازه

جفني ملء الليل أرقدوحـزازه حـرارة مـن باردوقلـبـي

كـأس أي من أبالي المـزازه مـن حالوة ما وال تتـفـوق

لالـذ أجـعـل أن أستجيز وال ال إجـازه تسـنـي الى مجازا رالـعـا حـلة كسـا مطلب وإذا نـجـازه يروم لمـن فبعدا

طباعه طبعي عافنـكـس للـدنـاءة اهتز ومتىواهتـزازه

ركوب الخنا ركوب منوخـير الـدنـايا وال فالمـنـاياالجنازه

ثم رفع إلي طرفه. وقال: ألمر ما جدع قصير أنفه. فأخبرته خبر ناقتي السارحة. وما عانيته في يومي والبارحة. فقال: دع االلتفات. الى ما فات.

والطماح. الى ما طاح. وال تأس على ما ذهب. ولو أنه واد من ذهب. وال تستمل من مال عن ريحك. وأضرم نار تباريحك. ولو كان ابن بوحك. أو

شقيق روحك. ثم قال: هل لك في أن تقيل. وتتحامى القال والقيل? فإن األبدان أنضاء تعب. والهاجرة ذات لهب. ولن يصقل الخاطر. وينشط

الفاتر. كقائلة الهواجر. وخصوصا في شهري ناجر. فقلت: ذاك إليك. ومارب واضطجع. وأظهر أن قد هجع. أريد أن أشق عليك. فافترش الت

نة. إذ زمت األلسنة. وارتفقت على أن أحرس. وال أنعس. فأخذتني الس فلم أفق إال والليل قد تولج. والنجم قد تبلج. وال السروجي وال المسرج.

59

Page 60: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فبت بليلة نابغية. وأحزان يعقوبية. أساور الوجوم. وأساهر النجوم. أفكر تارة في رجلتي. وأخرى في رجعتي. الى أن وضح لي عند افترار ثغر

الضو. في وجه الجو. راكب يخد في الدو. فألمعت إليه بثوبي. ورجوت أن يعرج الى صوبي. فلم يعبأ بإلماعي. وال أوى اللتياعي. بل سار على هينته.

وأصماني بسهم إهانته. فأوفضت إليه ألستردفه. وأحتمل تغطرفه. فلما أدركته بعد األين. وأجلت فيه مسرح العين. وجدت ناقتي مطيته. وضالتي

لقطته. فما كذبت أن أذريته عن سنامها. وجاذبته طرف زمامها. وقلت له:ها. ولي رسلها ونسلها. فال تكن كأشعب. فتتعب وتتعب. أنا صاحبها ومضل

فأخذ يلدغ ويصئي. ويتقح وال يستحيي. وبينا هو ينزو ويلين. ويستأسد ويستكين. إذ غشينا أبو زيد البسا جلد النمر. وهاجما هجوم السيل

المنهمر. فخفت والله أن يكون يومه كأمسه. وبدره مثل شمسه. فألحق بالقارظين. وأصير خبرا بعد عين. فلم أر إال أن أذكرته العهود المنسية.

والفعلة اإلمسية. وناشدته الله. أوافى للتالفي. أم لما فيه إتالفي. فقال: معاذ الله أن أجهز على مكلومي. أو أصل حروري بسمومي! بل وافيتك ألخبر كنه حالك. وأكون يمينا لشمالك. فسكن عند ذلك جاشي. وانجاب

قحة. وتبرقع صاحبي بالقحة. فنظر إليه نظر استيحاشي. وأطلعته طلع الل ليث العريسة. الى الفريسة. ثم أشرع قبله الرمح. وأقسم له بمن أنار

الصبح. لئن لم ينج منجى الذباب. ويرض من الغنيمة باإلياب. ليوردن سنانه وريده. وليفجعن به وليده ووديده. فنبذ زمام النآقة وحاص. وأفلت وله حصاص. فقال لي أبو زيد: تسلمها وتسنمها. فإنها إحدى الحسنيين.

وويل أهون من ويلين. قال الحارث بن همام: فحرت بين لوم أبي زيد وشكره. وزنة نفعه بضره. فكأنه نوجي بذات صدري. أو تكهن ما خامر

سري. فقابلني بوجه طليق. وأنشد بلسان ذليق: وقومـي إخواني دونضيمـي الحامل أخي يا

يومـي سـرك فلقـدأمسـي ساءك يكن إن ولومي شكري واطرحلـهـذا ذاك فاغتـفـر

األرض. ويركض أديم يفري نتفق? وولى مئق. فكيف تئق. وأنت قال: أنا ثم لطيتي. حتى مطيتي. وعدت اقتعدت أن عدوت ركض. فما أيما طرفهوالتي. اللتيا حلتي. بعد الى وصلت

السمرقندية المقامة

أخبر الحارث بن همام قال: استبضعت في بعض أسفاري القند. وقصدت سمرقند. وكنت يومئذ قويم الشطاط. جموم النشاط. أرمي عن قوس

المراح. الى غرض األفراح. وأستعين بماء الشباب. على مالمح السراب. فوافيتها بكرة عروبة. بعد أن كابدت الصعوبة. فسعيت وما ونيت. الى أن

حصل البيت. فلما نقلت إليه قندي. وملكت قول عندي. عجت الى الحمام على األثر. فأمطت عني وعثاء السفر. وأخذت في غسل الجمعة باألثر. ثم

بادرت في هيئة الخاشع. الى مسجدها الجامع. أللحق بمن يقرب منب أفضل األنعام. فحظيت بأن جليت في الحلبة. وتخيرت اإلمام. ويقر المركز الستماع الخطبة. ولم يزل الناس يدخلون في دين الله أفواجا.

ويردون فرادى وأزواجا. حتى إذا اكتظ الجامع بحفله. وأظل تساوي الشخص وظله. برز الخطيب في أهبته. متهاديا خلف عصبته. فارتقى في

60

Page 61: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

منبر الدعوة. الى أن مثل بالذروة. فسلم مشيرا باليمين. ثم جلس حتى ختم نظم التأذين. ثم قام وقال: الحمد لله الممدوح األسماء. المحمود

اآلالء. الواسع العطاء. المدعو لحسم الألواء. مالك األمم. ومصور الرمم. وأهل السماح والكرم. ومهلك عاد وإرم. أدرك كل سر علمه. ووسع كل

مصر حلمه. وعم كل عالم طوله. وهد كل مارد حوله. أحمده حمد موحدم. وهو الله ال إله إال هو الواحد األحد. مسلم. وأدعوه دعاء مؤمل مسل

العادل الصمد. ال ولد له وال والد. وال ردء معه وال مساعد. أرسل محمدادا. ولألسود واألحمر لإلسالم ممهدا. وللملة موطدا. وألدلة الرسل مؤك مسددا. وصل األرحام. وعلم األحكام. ووسم الحالل والحرام. ورسم

ه. وكمل الصالة والسالم له. ورحم آله اإلحالل واإلحرام. كرم الله محل الكرماء. وأهله الرحماء. ما همر ركام. وهدر حمام. وسرح سوام. وسطا

حسام. اعملوا رحمكم الله عمل الصلحاء. واكدحوا لمعادكم كدح األصحاء. واردعوا أهواءكم ردع األعداء. وأعدوا للرحلة إعداد السعداء. وادرعوا حلل

الورع. وداووا علل الطمع. وسووا أود العمل. وعاصوا وساوس األمل. وصوروا ألوهامكم حؤول األحوال. وحلول األهوال. ومسورة األعالل.

ومصارمة المال واآلل. وادكروا الحمام وسكرة مصرعه. والرمس وهول مطلعه. واللحد ووحدة مودعه. والملك وروعة سؤاله ومطلعه. والمحوا الدهر ولؤم كره. وسوء محاله ومكره. كم طمس معلما. وأمر مطعما.

ما. همه سك المسامع. وسح المدامع. وطحطح عرمرما. ودمر ملكا مكرعاع. وإكداء المطامع. وإرداء المسمع والسامع. عم حكمه الملوك والر والمسود والمطاع. والمحسود والحساد. واألساود واآلساد. ما مول إال

مال. وعكس اآلمل. وما وصل إال وصال. وكلم األوصال. وال سر إال وساء. ولؤم وأساء. وال أصح إال ولد الداء. وروع األوداء. الله الله. رعاكم الله!

إالم مداومة اللهو. ومواصلة السهو? وطول اإلصرار. وحمل اآلصار? واطراح كالم الحكماء. ومعاصاة إله السماء? أما الهرم حصادكم. والمدر

مهادكم! أما الحمام مدرككم. والصراط مسلككم! أما الساعة موعدككم. والساهرة موردكم! أما أهوال الطامة لكم مرصدة. أما دار العصاة

الحطمة المؤصدة! حارسهم مالك. ورواؤهم حالك. وطعامهم السموم. وهواؤهم السموم. ال مال أسعدهم وال ولد. وال عدد حماهم وال عدد. أال رحم الله امرأ ملك هواه. وأم مسالك هداه. وأحكم طاعة مواله. وكدح

 لروح مأواه. وعمل ما دام العمر مطاوعا. والدهر موادعا. والصحة كاملة. والسالمة حاصلة. وإال

دهمه عدم المرام. وحصر الكالم. وإلمام اآلالم. وحموم الحمام. وهدو الحواس. ومراس األرماس. آها لها حسرة ألمها مؤكد. وأمدها سرمد. وممارسها مكمد! ما لولهه حاسم. وال لسدمه راحم. وال له مما عراه

عاصم! ألهمكم الله أحمد اإللهام. ورداكم رداء اإلكرام. وأحلكم دار السالم! وأسأله الرحمة لكم وألهل ملة اإلسالم. وهو أسمح الكرام.

م والسالم. قال الحارث بن همام: فلما رأيت الخطبة نخبة بال والمسل سقط. وعروسا بغير نقط. دعاني اإلعجاب بنمطها العجيب. الى استجالء

وجه الخطيب. فأخذت أتوسمه جدا. وأقلب الطرف فيه مجدا. الى أن وضح لي بصدق العالمات. أنه شيخنا صاحب المقامات. ولم يكن بد من

الصمت. في ذلك الوقت. فأمسكت حتى تحلل من الفرض. وحل االنتشار

61

Page 62: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

في األرض. ثم واجهت تلقاءه. وابتدرت لقاءه. فلما لحظني خف في القيام. وأحفى في اإلكرام. ثم استصحبني الى داره. وأودعني خصائص أسراره. وحين انتشر جناح الظالم. وحان ميقات المنام. أحضر أباريق

المدام. معكومة بالفدام. فقلت: أتحسوها أمام النوم. وأنت إمام القوم? فقال: مه أنا بالنهار خطيب. وبالليل أطيب! فقلت: والله ما أدري أأعجب

من تسليك عن أناسك. ومسقط راسك. أم من خطابتك مع أدناسك. ومدار كاسك? فأشاح بوجهه عني. ثم قال اسمع مني:ر مطاوعا. والدهر موادعا. والصحة كاملة. والسالمة حاصلة. وإال دهمه عدم المرام. وحصر الكالم. وإلمام اآلالم. وحموم الحمام. وهدو الحواس. ومراس األرماس.

آها لها حسرة ألمها مؤكد. وأمدها سرمد. وممارسها مكمد! ما لولهه حاسم. وال لسدمه راحم. وال له مما عراه عاصم! ألهمكم الله أحمد

اإللهام. ورداكم رداء اإلكرام. وأحلكم دار السالم! وأسأله الرحمة لكمم والسالم. قال الحارث بن وألهل ملة اإلسالم. وهو أسمح الكرام. والمسل

همام: فلما رأيت الخطبة نخبة بال سقط. وعروسا بغير نقط. دعاني اإلعجاب بنمطها العجيب. الى استجالء وجه الخطيب. فأخذت أتوسمه جدا. وأقلب الطرف فيه مجدا. الى أن وضح لي بصدق العالمات. أنه شيخنا صاحب المقامات. ولم يكن بد من الصمت. في ذلك الوقت.

فأمسكت حتى تحلل من الفرض. وحل االنتشار في األرض. ثم واجهت تلقاءه. وابتدرت لقاءه. فلما لحظني خف في القيام. وأحفى في اإلكرام.

ثم استصحبني الى داره. وأودعني خصائص أسراره. وحين انتشر جناح الظالم. وحان ميقات المنام. أحضر أباريق المدام. معكومة بالفدام. فقلت: أتحسوها أمام النوم. وأنت إمام القوم? فقال: مه أنا بالنهار

خطيب. وبالليل أطيب! فقلت: والله ما أدري أأعجب من تسليك عن أناسك. ومسقط راسك. أم من خطابتك مع أدناسك. ومدار كاسك?

فأشاح بوجهه عني. ثم قال اسمع مني: تبك ال دارا كيفـمـا الدهر مع ودردارا وال نـأى إلـفـا

كلهـم الناس واتخذ دارا كـلـهـا األرض ومثلسـكـنـا من خلق على واصبر

دارى مـن فاللـبـيب ودارهتعاشره تدريفما السرور فرصة تضع وال دارا أم تـعـيش أيوما

دارا الورى على أدارت وقدجـائلة الـمـنـون بأن واعلم دارا وما المحيا عصرا كر ماقـانـصة تـزال ال وأقسمت

من النجاة ترجى فكيفدارا وال كسـرى منه ينج لمشرك

الغموس. اليمين النفوس. جرعني الكؤوسف. وطربت اعتورتنا قال: فلما بين ذمامه. ونزلته مرامه. ورعيت الناموس. فاتبعت عليه أحفظ أن على دأبه ذلك يزل الليل. ولم مخازي الذيل. على الفضيل. وسدلت منزلة المإل

حسو التدليس. ومسر على مصر وهو إيابي. فودعته تهيأ أن ودابي. الىالخندريس.

الواسطية المقامة

62

Page 63: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

حكى الحارث بن همام قال: ألجأني حكم دهر قاسط. الى أن أنتجع أرض واسط. فقصدتها وأنا ال أعرف بها سكنا. وال أملك فيها مسكنا. ولما حللتها

مة السوداء. قادني الحظ حلول الحوت بالبيداء. والشعرة البيضاء في الل الناقص. والجد الناكص. الى خان ينزله شذاذ اآلفاق. وأخالط الرفاق. وهو

لنظافة مكانه. وظرافة سكانه. يرغب الغريب في إيطانه. وينسيه هوى أوطانه. فاستفردت منه بحجرة. ولم أنافس في أجرة. فما كان إال كلمح

طرف. أو خط حرف. حتى سمعت جاري بيت بيت. يقول لنزيله في البيت: قم يا بني ال قعد جدك. وال قام ضدك. واستصحب ذا الوجه البدري. واللون الدري. واألصل النقي. والجسم الشقي. الذي قبض ونشر. وسجن وشهر. وسقي وفطم. وأدخل النار بعدما لطم. ثم اركض به الى السوق.

ركض المشوق. فقايض به الالقح الملقح. المفسد المصلح. المكمدح. المعني المروح. ذا الزفير المحرق. والجنين المشرق. واللفظ المفر

يل الممتع. الذي إذا طرق. رعد وبرق. وباح بالحرق. ونفث في المقنع. والن الخرق. قال: فلما قرت شقشقة الهادر. ولم يبق إال صدر الصادر. برز فتى يميس. وما معه أنيس. فرأيتها عضلة تلعب بالعقول. وتغري بالدخول. في

الفضول. فانطلقت في أثر الغالم. ألخبر فحوى الكالم. فلم يزل يسعى سعي العفاريت. ويتفقد نضائد الحوانيت. حتى انتهى عند الرواح. الى

حجارة القداح. فناول بائعها رغيفا. وتناول منه حجرا لطيفا. فعجبت من فطانة المرسل والمرسل. وعلمت أنها سروجية وإن لم أسأل. وما كذبت أن بادرت الى الخان. منطلق العنان. ألنظر كنه فهمي. وهل قرطس في

التكهن سهمي. فإذا أنا في الفراسة فارس. وأبو زيد بوصيد الخان جالس. فتهادينا بشرى االلتقاء. وتقارضنا تحية األصدقاء. ثم قال: ما الذي نابك.

حتى زايلت جنابك? فقلت: دهر ه. وجور فاض! فقال: والذي أنزل المطر من الغمام. وأخرج الثمر من األكمام. لقد فسد الزمان. وعم العدوان.

. وعلى أي وصفيك أجفلت? وعدم المعوان. والله المستعان. فكيف أفلت فقلت: اتخذت الليل قميصا. وأدلجت فيه خميصا. فأطرق ينكت في

األرض. ويفكر في ارتياد القرض والفرض. ثم اهز هزة من أكثبه قنص. أو بدت له فرص. وقال: قد علق بقلبي أن تصاهر من يأسو جراحك. ويريش

. ومن الذي يرغب في ضل بن جناحك. فقلت: وكيف أجمع بي غل وقل ضل? فقال: أنا المشير بك وإليك. والوكيل لك وعليك. مع أن دين القوم

جبر الكسير. وفك األسير. واحترام العشير. واستنصاح المشير. إال أنهم لو خطب إليهم إبراهيم بن أدهم. أو جبلة بن األيهم. لما زوجوه إال على

خمسمائة درهم. اقتداء بما مهر الرسول. صلى الله عليه وسلم. زوجاته. وعقد به أنكحة بناته. على أنك لن تطالب بصداق. وال تلجأ الى طالق. ثم

إني سأخطب في موقف عقدك. ومجمع حشدك. خطبة لم تفتق رتق سمع. وال خطب بمثلها في جمع. قال الحارث بن همام: فازدهاني بوصف الخطبة المتلوة. دون الخطبة المجلوة. حتى قلت له: قد وكلت إليك هذا

الخطب. فدبره تدبير من طب لمن حب. فنهض مهروال. ثم عاد متهلال. وقال: أبشر بإعتاب الدهر. واحتالب الدر! فقد وليت العقد. وأكفلت النقد. وكأن قد. ثم أخذ في مواعدة أهل الخان. وإعداد حلواء الخوان. فلما مد الليل أطنابه. وأغلق كل ذي باب بابه. أذن في الجماعة: أال احضروا في

63

Page 64: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

 هذه الساعة! فلم يبق فيهم إال من لبى صوته. وحضر بيته. فلما اصطفوا لديه. واجتمع الشاهد والمشهود عليه. جعل يرفع األصطرالب ويضعه. ويلحظ التقويم ويدعه.

الى أن نعس القوم. وغشي النوم. فقلت له: يا هذا ضع الفاس في الراس. وخلص الناس من النعاس. فنظر نظرة في النجوم. ثم انتشط من عقلة الوجوم. وأقسم بالطور. والكتاب المسطور. لينكشفن سر هذا األمر

شور. ثم إنه جثا على ركبته. المستور. ولينتشرن ذكره الى يوم الن واسترعى األسماع لخطبته. وقال: الحمد لله الملك المحمود. المالك

الودود. مصور كل مولود. ومآل كل مطرود. ساطح المهد. وموطد األطواد. ومرسل األمطار. ومسهل األوطار. وعالم األسرار ومدركها.

رها. ومورد األمور ومصدرها. ومدمر األمالك ومهلكها. ومكور الدهور ومكر عم سماحه وكمل. وهطل ركامه وهمل. وطاوع السؤل واألمل. وأوسع

المرمل واألرمل. أحمده حمدا ممدودا مداه. وأوحده كما وحده األواه. وهو الاله ال إله لألمم سواه. وال صادع لما عدله وسواه. أرسل محمدا علما

عاع. ومعطال أحكام ود وسواع. أعلم لإلسالم. وإماما للحكام. ومسددا للر وعلم. وحكم وأحكم. وأصل األصول ومهد. وأكد الوعود وأوعد. واصل الله

له اإلكرام. وأودع روحه دار السالم. ورحم آله وأهله الكرام. ما لمع آل. وملع رال. وطلع هالل. وسمع إهالل. إعملوا رعاكم الله أصلح األعمال.

واسلكوا مسالك الحالل. واطرحوا الحرام ودعوه. واسمعوا أمر الله وعوه. وصلوا األرحام وراعوها. وعاصوا األهواء واردعوها. وصاهروا لحم الصالح والورع. وصارموا رهط اللهو والطمع. ومصاهركم أطهر األحرار مولدا. وأسراهم سوددا. وأحالهم موردا. وأصحهم موعدا. وها هو أمكم. وحل حرمكم. مملكا عروسكم المكرمة. وماهرا لها كما مهر الرسول أم سلمة. وهو أكرم صهر أودع األوالد. وملك من أراد. وما سها مملكه وال وهم. وال وكس مالصمه وال وصم. أسأل الله لكم إحماد وصاله ودوام

إسعاده. وألهم كال إصالح حاله واإلعداد لمعاده. وله الحمد السرمد. والمدح لرسوله محمد. فلما فرغ من خطبته البديعة النظام. العرية منفاء والبنين. ثم اإلعجام. عقد العقد على الخمس المئين. وقال لي: بالر

أحضر الحلواء التي كان أعدها. وأبدى اآلبدة عندها. فأقبلت إقبال الجماعة عليها. وكدت أهوي بيدي إليها. فزجرني عن المؤاكلة. وأنهضني للمناولة.

فوالله ما كان بأسرع من تصافح األجفان. حتى خر القوم لألذقان. فلما رأيتهم كأعجاز نخل خاوية. أو كصرعى بنت خابية. علمت أنها إلحدى الكبر. وأم العبر. فقلت له: يا عدي نفسه. وعبيد فلسه! أعددت للقوم حلوى. أم بلوى? فقال: لم أعد خبيص البنج. في صحاف الخلنج! فقلت: أقسم بمن

أطلعه زهرا. وهدى بها السارين طرا. لقد جئت شيئا نكرا. وأبقيت لك في المخزيات ذكرا. ثم حرت فكرة في صيور أمه. وخيفة من عدوى عره.

حتى طارت نفسي شعاعا. وأرعدت فرائصي ارتياعا. فلما رأى استطارة فرقي. واستشاطة قلقي. قال: ما هذا الفكر المرمض. والروع المومض?

فإن يكن فكرك في أجلي. من أجلي. فأنا اآلن أرتع وأطفر. وأقوي هذه البقعة مني وأقفر. وكم مثلها فارقتها وهي تصفر. وإن يكن نظرا لنفسك. وحذرا من حبسك. فتناول فضالة الخبيص. وطب نفس عن القميص. حتى

. تأمن المستعدي والمعدي. ويتمهد لك المقام بعدي. وإال فالمفر المفر

64

Page 65: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

 قبل أن . ثم عمد الستخراج ما في البيوت. من األكياس والتخوت. تسحب وتجر

وجعل يستخلص خالصة كل مخزون. ونخبة كل مذروع وموزون. حتى غادر ما ألغاه فخه. كعظم استخرج مخه. فلما همن ما اصطفاه ورزم. وشمر عن ذراعيه وتحزم. أقبل علي إقبال من لبس الصفاقة. وخلع الصداقة.

وقال: هل لك في المصاحبة الى البطيحة. ألزوجك بأخرى مليحة? فأقسمت له بالذي جعله مباركا أينما كان. ولم يجعله ممن خان في خان.

إنه ال قبل لي بنكاح حرتين. ومعاشرة ضرتين. ثم قلت له قول المتطبع بطباعه. الكائل له بصاعه: قد كفتني األولى فخرا. فاطلب آخر لألخرى.

فتبسم من كالمي. ودلف اللتزامي. فلويت عنه عذاري. وأبديت له. ثم ازوراري. فلما بصر بانقباضي. وتجلى له إعراضي. أنشد:حب وتجر عمد الستخراج ما في البيوت. من األكياس والتخوت. وجعل يستخلص

خالصة كل مخزون. ونخبة كل مذروع وموزون. حتى غادر ما ألغاه فخه. كعظم استخرج مخه. فلما همن ما اصطفاه ورزم. وشمر عن ذراعيه

وتحزم. أقبل علي إقبال من لبس الصفاقة. وخلع الصداقة. وقال: هل لك في المصاحبة الى البطيحة. ألزوجك بأخرى مليحة? فأقسمت له بالذي

جعله مباركا أينما كان. ولم يجعله ممن خان في خان. إنه ال قبل لي بنكاح حرتين. ومعاشرة ضرتين. ثم قلت له قول المتطبع بطباعه. الكائل له

بصاعه: قد كفتني األولى فخرا. فاطلب آخر لألخرى. فتبسم من كالمي. ودلف اللتزامي. فلويت عنه عذاري. وأبديت له ازوراري. فلما بصر

بانقباضي. وتجلى له إعراضي. أنشد: يا صـروف لـه والزمان دةالـمـو عـنـي صارفا

العسـوف تعنيف جاورتمـن فـضـح في ومعنفي فإنني تأتـي فـيمـا تلحـنـي ال عـروف بـهـم

الـضـيوف يراعون أرهمفـلـم بـهـم نزلـت ولقدزيوف سـبـكـتـهـم لمافـوجـدتـهـم وبلوتـهـم

ما مـخـوف أو تمكن إن فمـخـــي إال فـيهـمالعـطـوف وال الحفي والالـوفـي وال بالصفـي ال

الخروف على الضري ذئبال وثـبة فـيهـم فوثبـتالـحـتـوف كأس سقوا مكـأنـه صرعـى وتركتهماألنـوف رغم وهم يدي هاقـتـنـو ما في وتحكمت

انـثـنـيت ثم والقـطـوف المجاني حلوبـمـغـنـميطـوف خلفي الحشى لوممـك خـلـفـت ولطالمـاوالسـجـوف والدرانك ئكاألرا أربـــاب ووتـرت

بـالـسـيوف يبلغ ليس مابـحـيلـتـي بلغـت ولكمالوقـوف من فيه األسد عتـرا هـول فـي ووقفـت

أنـوف حمـى هتكت وكمفـتـكـت وكم سفكت ولكم خفوف وكم الذنوب في ليمـوبـق ارتـكـاض وكم

الـرؤوف بالمولى الظن نحـس أعـددت لكـنـنـي باالستغفار. حتى االستعبار. وألظ في لج البيت هذا الى انتهى قال: فلما

المعترف. ثم للمقترف يرجى ما له المنحرف. ورجوت قلبي هوى استمال

65

Page 66: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الباقي. البنه: احتمل وانسل. وقال جرابه المنهل. وتأبط دمعه غيض إنه والحيية. الحية انسياب رأيت الحكاية: فلما بهذه المخبر الواقي. قال والله

ثي أن الكية. علمت الى الداء وانتهاء للهوان. فضممت بالخان. مجلبة ترب الله الطيب. وأحتسب الى أسري ليلتي ذيلي. وبت للرحلة رحيلي. وجمعت

الخطيب. علىالصورية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: ارتحلت من مدينة المنصور. الى بلدة صور. فلما حصلت به ذا رفعة وخفض. ومالك رفع وخفض. تقت الى مصر توقان

السقيم الى األساة. والكريم الى المؤاساة. فرفضت عالئق االستقامة. ونفضت عوائق اإلقامة. واعروريت ظهر ابن النعامة. وأجفلت نحوها

إجفال النعامة. فلما دخلته بعد معاناة األين. ومداناة الحين. كلفت به كلف لنشوان باالصطباح. والحيران بتنفس الصباح. فبينما أنا يوم به أطوف.

وتحتي فرس قطوف. إذ رأيت على جرد من الخيل. عصبة كمصابيح الليل. فسألت النتجاع النزهة. عن العصبة والوجهة. فقيل: أما القوم فشهود.

وأما المقصد فإمالك مشهود. فحدتني ميعة النشاط. على أن سرت معقاط. وأحوز حلواء السماط. فأفضينا بعد مكابدة الفراط. ألفوز بحالوة الل العناء. الى دار رفيعة البناء. وسيعة الفناء. تشهد لبانيها بالثراء والسناء.

فلما نزلنا عن صهوات الخيول. وقدمنا األقدام للدخول. رأيت دهليزها مجلال بأطمار مخرقة. ومكلال بمخارف معلقة. وهناك شخص على قطيفة.

فوق دكة لطيفة. فرابني عنوان الصحيفة. ومرأى هذه الطريفة. ودعاني التطير بتلك المناحس. الى أن عمدت لذلك الجالس. فعزمت عليه

ن. ف األقدار. ليعرفني من رب هذه الدار. فقال: ليس لها مالك معي بمصرفين والمدروزين. ووليجة ن. إنما هي مصطبة المقي وال صاحب مبي

المشقشقين والجلوزين. فقلت في نفسي: إنا لله على ضلة المسعى.جعى. لكني استهجنت العود من وإمحال المرعى. وهممت في الحال بالر

عا الغصص. كما يلج فوري. والقهقرة دون غيري. فولجت الدار متجر العصفور القفص. فإذا فيه أرائك منقوشة. وقد أقبل المملك يميس في

بردته. ويتبهنس بين حفدته. فحين جلس كأنه ابن ماء السماء. نادى مناد من قبل األحماء: وحرمة ساسان أستاذ األستاذين. وقدوة الشحاذين. ال

عقد هذا العقد المبجل. في هذا اليوم األغر المحجل. إال الذي جال وجاب. وشب في الكدية وشاب! فأعجب رهط الصهر ما أشاروا إليه. وأذنوا في

إحضار المنصوص عليه. فبرز حينئذ شيخ قد أمال الملوان قامته. ونور الفتيان ثغامته. فتباشرت الجماعة بإقباله. وتبادرت الى استقباله. فلما

جلس على زربيته. وسكنت الضوضاء لهيبته. ازدلف الى مسنده. ومسحب سبلته بيده. ثم قال: الحمد لله المبتدئ باإلفضال. المبتدع للنوال. المقر

إليه بالسؤال. المؤمل لتحقيق اآلمال. الذي شرع الزكاة في األموال. وزجر عن نهر السؤال وندب الى مواساة المضطر. وأمر بإطعام القانع

بين. في كتابه المبين. فقال وهو أصدق والمعتر. ووصف عباده المقر القائلين: والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والحروم. أحمده على ما رزق من طعمة هنية. وأعوذ به من استماع دعوة بال نية. وأشهد أن ال إله

إال الله وحده ال شريك له إلها يجزي المتصدقين والمتصدقات. ويمحق

66

Page 67: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الربا ويربي الصدقات. وأشهد أن محمدا عبده الرحيم. ورسوله الكريم. ابتعثه لينسخ الظلمة بالضياء. وينتصف للفقراء من األغنياء. فرفق، صلى

الله عليه وسلم، بالمسكين. وخفض جناحه للمستكين. وفرض الحقوق في أموال المثرين. وبين ما يجب للمقلين على المكثرين. صلى الله عليه

لفة. وعلى أصفيائه أهل الصفة. أما بعد فإن الله تعالى صالة تحظيه بالز شرع النكاح لتتعففوا. وسن التناسل لكي تتضاعفوا. فقال سبحانه

لتعرفوا: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. وهذا أبو الدراج. والج بن خراج. ذو

الوجه الوقاح. واإلفك الصراح. والهرير والصياح. واإلبرام واإللحاح. يخطب سليطة أهلها. وشريطة بعله. قنبس. بنت أبي العنبس. لما بلغه من التحافها. بإلحافها. وإسرافه. في إسفافها. وانكماشها. على معاشها.

وانتعاشها. عند هراشها. وقد بذل لها من الصداق شالقا وعكازا. وصقاعا وكزازا. فأنكحوه إنكاح مثله. وصلوا حبلكم بحبله. وإن خفتم عيلة فسوف

يغنيكم الله من فضله. أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم. وأسأله أن يكثر في المصاطب نسلكم. ويحرس من المعاطب شملكم. فلما فرغ

ثار. ما الشيخ من خطبته. وأبرم للختن عقد خطبته. تساقط من الن استغرق حد اإلكثار. وأغرى الشحيح باإليثار. ثم نهض الشيخ يسحب ذالذله.

ويقدم أراذله. قال الحارث بن همام: فتبعته ألنظر عرجة القوم. وأكمل بهجة اليوم. فعاج بهم الى سماط زينته طهاته. وتناصفت في الحسن

جهاته. فحين ربع كل شخص في ربضته. وطفق يرتع في روضته. انسللت من الصف. وفررت من الزحف. فحانت من الشيخ لفتة إلي. ونظرة هجم به طرفه علي. فقال: الى أين يا برم. هال عاشرت معاشرة من فيه كرم? فقلت: والذي خلقها طباقا. وطبقها إشراقا. ال ذقت لماقا. وال لست رقاقا. أو تخبرني أين مدب صباك. ومن أين مهب صباك? فتنفس الصعداء مرارا. وأرسل البكاء مدرارا. حتى إذا استنزف الدمع. استنصت الجمع. وقال لي:

أرعني السمع:الوجه الوقاح. واإلفك الصراح. والهرير والصياح. واإلبرام واإللحاح. يخطب سليطة أهلها. وشريطة بعله. قنبس. بنت أبي العنبس. لما بلغه من التحافها. بإلحافها. وإسرافه. في إسفافها. وانكماشها. على

معاشها. وانتعاشها. عند هراشها. وقد بذل لها من الصداق شالقا وعكازا. وصقاعا وكزازا. فأنكحوه إنكاح مثله. وصلوا حبلكم بحبله. وإن خفتم عيلة

فسوف يغنيكم الله من فضله. أقول قولي وأستغفر الله العظيم لي ولكم. وأسأله أن يكثر في المصاطب نسلكم. ويحرس من المعاطب شملكم.

ثار. فلما فرغ الشيخ من خطبته. وأبرم للختن عقد خطبته. تساقط من الن ما استغرق حد اإلكثار. وأغرى الشحيح باإليثار. ثم نهض الشيخ يسحب

ذالذله. ويقدم أراذله. قال الحارث بن همام: فتبعته ألنظر عرجة القوم. وأكمل بهجة اليوم. فعاج بهم الى سماط زينته طهاته. وتناصفت في

الحسن جهاته. فحين ربع كل شخص في ربضته. وطفق يرتع في روضته. انسللت من الصف. وفررت من الزحف. فحانت من الشيخ لفتة إلي.

ونظرة هجم به طرفه علي. فقال: الى أين يا برم. هال عاشرت معاشرة من فيه كرم? فقلت: والذي خلقها طباقا. وطبقها إشراقا. ال ذقت لماقا.

وال لست رقاقا. أو تخبرني أين مدب صباك. ومن أين مهب صباك?

67

Page 68: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فتنفس الصعداء مرارا. وأرسل البكاء مدرارا. حتى إذا استنزف الدمع.استنصت الجمع. وقال لي: أرعني السمع:

أمـوج كنـت وبهاسروج الرأس مسقطويروج شـيء كلفـيهـا يوجـد بلدة

مـروج وصحاريهاسلسبـيل من وردهاوبـروج نجـوم همومـغـانـي وبنوهاالبهـيج ومرآها هاريا نـفـحة حبـذا

الثلـوج تنجاب حينربـاهـا وأزاهـيرسـروج الدنيا جنةمرسى قال رآها من

ونـشـيج زفـراتعنـهـا ينزاح ولمنالعلوج عنها زحنيزح مذ القيت ما مثل

يهـيج قـر كلـمـاوشـجـو تهمي عبرة كــل وهـمـوم مـريج خطب خطبهايوم عوج الخطو قاصراتالتـرجـي في ومساع

الخـروج منها لي حملـمـا حـم يومي ليت كان زيد. وإن أبو عالمتنا أنه أنشده. أيقنت ما بلده. ووعيت بين قال: فلما

صحفته. من مؤاكلته مصافحته. واغتنمت الى بقيد. فبادرت أوثقه قد الهرم درر من صدفتي شواظه. وأحشو الى أعشو بمصر مقامي مدة وظلت

للعين. الجفن مفارقة البين. ففارقته غراب بيننا نعب أن ألفاظه. الىالرملية المقامة

باب. أقلي حكى الحارث بن همام قال: كنت في عنفوان الشباب. وريعان العيش اللفر. وينتج االكتنان بالغاب. وأهوى االندالق من القراب. لعلمي أن السفر ينفج الس الظفر. ومعاقرة الوطن. تعقر الفطن. وتحقر من قطن. فأجلت قداح االستشارة.

واقتدحت زناد االستخارة. ثم استجشت جأشا أثبت من الحجارة. وأصعدت الى ساحل الشام للتجارة. فلما خيمت بالرملة. وألقيت بها عصا الرحلة. صادفت بها ركابا تعد للسرى. ورحاال تشد الى أم القرى. فعصفت بي ريح الغرام. واهتاج لي شوق الى

وعالقتي.البيت الحرام. فزممت ناقتي. ونبذت علقي على المقام سأختارفـإنـي أقصر لالئمي وقلت المقـام وأسلوجمع بأرض جمعت ما وأنفق عن بالحطيم

الحطـام

ثم انتظمت مع رفقة كنجوم الليل. لهم في السير جرية السيل. والى الخير جري الخيل. فلم نزل بين إدالج وتأويب. وإيجاف وتقريب. الى أن

حفة. في إيصالنا الى الجحفة. فحللناها متأهبين حبتنا أيدي المطايا بالت لإلحرام. متباشرين بإدراك المرام. فلم يك إال أن أنخنا بها الركائب. وحططنا الحقائب. حتى طلع علينا من بين الهضاب. شخص ضاحي اإلهاب. وهو ينادي: يا أهل ذا النادي. هلم الى ما ينجي يوم التنادي!

فهم حوله. فانخرط إليه الحجيج وانصلتوا. واحتفوا به وأنصتوا. فلما رأى تأث واستعظامهم قوله. تسنم إحدى اإلكام. ثم تنحنح مستفتحا للكالم. وقال: يا

معشر الحجاج. الناسلين من الفجاج. أتعقلون ما تواجهون. والى من تتوجهون? أم تدرون على من تقدمون. وعالم تقدمون? أتخالون أن الحج هو اختيار الرواحل. وقطع المراحل. واتخاذ المحامل. وإيقار الزوامل? أم

68

Page 69: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

تظنون أن النسك هو نضو األردان. وإنضاء األبدان. ومفارقة الولدان. والتنائي عن البلدان? كال والله بل هو اجتناب الخطية. قبل اجتالب

المطية. وإخالص النية. في قصد تلك البنية. وإمحاض الطاعة. عند وجدان االستطاعة. وإصالح المعامالت. أمام إعمال اليعمالت. فوالذي شرع

المناسك للناسك. وأرشد السالك في الليل الحالك. ما ينقي االغتسال بالذنوب. من االنغماس في الذنوب! وال تعدل تعرية األجسام. بتعبية

س بالحرام. وال ينفع االضطباع األجرام. وال تغني لبسة اإلحرام. عن المتلب باإلزار. مع االضطالع باألوزار. وال يجدي التقرب بالحلق. مع التقلب في

ظلم الخلق. وال يرحض التنسك في التقصير. درن التمسك بالتقصير. وال يسعد بعرفة. غير أهل المعرفة. وال يزكو بالخيف. من يرغب في الحيف.

وال يشهد المقام. إال من استقام. وال يحظى بقبول الحجة. من زاغ عن المحجة. فرحم الله امرأ صفا. قبل مسعاه الى الصفا. وورد شريعة

الرضى. قبل شروعه على األضا. ونزع عن تلبيسه. قبل نزع ملبوسه. وفاض بمعروفه. قبل اإلفاضة من تعريفه. ثم رفع عقيرته بصوت أسمع

. وأنشد: . وكاد يزعزع الجبال الشم الصم سـيرك الحـج ما تـأويبـا

اعتيامـك والوإدالجـا وأحـداجـا أجـمـاال الحـرام البيت تقصد أن ألحج

عـلـى بـه تقضي ال الحج تجريدك

حـاجـا اإلنصـاف كاهل وتمتطي مـتـخـذا

الهوى ردع والحق هاديامنـهـاجـا

أوتـيت مـا تؤاسـي وأنمـقـدرة

مد من جدواك الى كفامـحـتـاجـا

كـان منها الحج خال وإنكـمـلـت حـجة حوتـهـا إن فهذهإخـداجـا

المرائين حسب أنهـم غبنا ولـقـوا جنوا وماغـرسـوا وإزعـاجـا كـدا

حـرمـوا وأنهم أو عاب من عرضهم وألحمواومـحـمـدة أجـراهاجى

مـن تـبـديه بمـا فابغ أخي المهـيمـن وجهقـرب وخـراجـا والجـا الرحمـن على تخفى فليس

خـافـية الطاعات في العبد أخلص إن داجى أو

بالحسنـى الموت وبادرتـقـدمـهـا

إن المـوت داعي ينهنه فمافـاجـا

التواضع واقن ألبسنـك ولو الليالي عنكتـزايلـه ال خـلـقـاالـتـاجـا

السكب هتون تراءى ولوبـارقـه الح خـال كـل تـشـم والثـجـاجـا

من بعض بنعي أصم قد كملـه يصـاخ أن بـأهـل داع كـل مانـاجـى

69

Page 70: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

بات من سوى اللبيب وما إدراجـا األيام تـدرج ببلـغةمقتنعا

هاجـا وإن لين الى ناز وكلمـغـبـتـه قل الى كثر فكل قال الراوي: فلما ألقح عقم ا ألفهام. بسحر الكالم. استروحت ريح أبي

زيد. وماد بي االرتياح إليه أي ميد. فمكثت حتى استوعب نث حكمته. وانحدر من أكمته. ثم دلفت إليه ألتصفح صفحات محياه. واستشف جوهر حاله. فإذا هو الضالة التي أنشدها. وناظم القالئد الالتي أنشدها. فعانقته

عناق الالم لأللف. ونزلته منزلة البرء عند الدنف. وسألته أن يالزمني فأبى. أو يزاملني فنبا. وقال: آليت في حجتي هذه أن ال أحتقب وال أعتقب. وال أكتسب وال أنتسب. وال أرتفق. وال أرافق. وال أوافق من ينافق. ثم ذهب

يهرول. وغادرني أولول. فلم أزل أقريه نظري. وأود لو يمشي على ناظري. حتى توقل أحد األطواد. ووقف للجيج بالمرصاد. فلما شاهد إيضاع

الركبان. في الكثبان. وقع بالبنان على البنان. واندفع ينشد: زار من ليس القـدم على ساع مثلراكبـا

الخدم من كعاص عأطــا خـادم وال ال يا كيف هـدم ومن بان سعييستـوي قوم

طـو سيقيم نالمـفـر الـنـدم مأتم غداخـدم لمن طوبى بتـقـر الـذي ويقول

قـدمـي نفس يا ويك القدم ذي عند صالحاعـدم فوجـدانـه ةالحيا زخرف وازدريالحما مصرع واذكري صـدم خطبـه إذا مبـدم لـه وسحي حالقـبـي فعلك واندبي

األدم يحـلـم أن قبلبـتـوبة وادبـغـيهاحتدم الذي السعير كيقـي أن اللـه فعسى

الـسـدم ينفع وال لتـقـا عثـرة ال يوم نرده. مورد كل في زلت لشانه. فما لسانه. وانطلق عضب أغمض إنه ثم

س خلت يجده. حتى فال ينشده بمن فأفقده. وأستنجد نتوسده. أتفقده ومعر الكربة. الغربة. كهذه في كابدت اقتطفته. فما األرض اختطفته. أو الجن أنزفرة. من سفرة. بمثلها في منيت وال

الطيبية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: أجمعت حين قضيت مناسك الحج. وأقمت وظائف العج والثج. أن أقصد طيبة. مع رفقة من بني شيبة. ألزور قبر

النبي المصطفى. وأخرج من قبيل من حج وجفا. فأرجف بأن المسالك شاغرة. وعرب الحرمين متشاجرة. فحرت بين إشفاق يشبطني. وأشواق

تنشطني. الى أن ألقي في روعي االستسالم. وتغليب زيارة قبره عليه السالم. فاعتمت القعدة. وأعددت العدة. وسرت والرفقة ال نلوي على عرجة. وال نني في تأويب وال دلجة. حتى وافينا بني حرب. وقد آبوا من حرب. فأزمعنا أن نقضي ظل اليوم. في حلة القوم. وبينما نحن نتخير

قاخ. إذ رأيناهم يركضون. كأنهم الى نصب يوفضون. المناخ. ونرود الورد الن فرابنا انثيالهم. وسألنا: ما بالهم? فقيل قد حضر ناديهم فقيه العرب.

70

Page 71: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فإهراعهم لهذا السبب. فقلت لرفقتي: ألن نشهد مجمع الحي. لنتبين الرشد من الغي? فقالوا: لقد أسمعت إذ دعوت. ونصحت وما ألوت. ثم نهضنا نتبع الهادي. ونؤم النادي. حتى إذا أظللنا عليه. واستشرفنا الفقيهقر والبقر. والفواقر والفقر. وقد اعتم المنهود إليه. ألفيته أبا زيد ذا الش

القفداء. واشتمل الصماء. وقعد القرفصاء. وأعيان الحي به محتفون. وأخالطهم عليه ملتفون. وهو يقول: سلوني عن المعضالت. واستوضحوا

مني المشكالت. فوالذي فطر السماء. وعلم آدم األسماء. إني لفقيه العرب العرباء. وأعلم من تحت الجرباء. فصمد له فتى فتيق اللسان.

جري الجنان. وقال: إني حاضرت فقهاء الدنيا. حتى انتخلت منهم مئة فتيا. فإن كنت ممن يرغب عن بنات غير. ويرغب منا في مير. فاستمع وأجب.

لتقابل بما يجب. فقال: الله أكبر. سيبين المخبر. وينكشف المضمر. فاصدع بما تؤمر. قال: ما تقول في من توضأ ثم لمس ظهر نعله? قال: انتقض وضوءه بفعله. قال: فإن توضأ ثم أتكأه البرد? قال: يجدد الوضوء

من بعد. قال: أيمسح المتوضئ أنثييه? قال: قد ندب إليه. ولم يوجب عليه. قال: أيجوز الوضوء مما يقذفه الثعبان? قال: وهل أنظف منه

للعربان? قال: أيستباح ماء الضرير? قال: نعم ويجتنب ماء البصير. قال: أيحل التطوف في الربيع? قال: يكره ذاك للحدث الشنيع. قال: أيجب الغسل على من أمنى? قال: ال ولو ثنى. قال: فهل يجب على الجنب

غسل فروته? قال: أجل وغسل إبرته. قال: أيجب عليه غسل صحيفته? قال: نعم كغسل شفته. قال: فإن أخل بغسل فأسه? قال: هو كما لو ألغى

غسل رأسه. قال: أيجوز الغسل في الجراب? قال: هو كالغسل في الجباب. قال: فما تقول في من تيمم ثم رأى روضا? قال: بطل تيممه فليتوضا. قال: أيجوز أن يسجد الرجل في العذرة? قال: نعم وليجانب

القذرة. قال: فهل له السجود على الخالف? قال: ال وال على أحد األطراف. قال: فإن سجد على شماله? قال: ال بأس بفعاله. قال: فهل

يجوز السجود على الكراع? قال: نعم دون الذراع. قال: أيصلي على رأس الكلب? قال: نعم كسائر الهضب. قال: أيجوز للدارس حمل المصاحف?

قال: ال وال حملها في المالحف. قال: ما تقول في من صلى وعانته بارزة? قال: صالته جائزة. قال: فإن صلى وعليه صوم? قال: يعيد ولو صلى مائة

يوم. قال: فإن حمل جروا وصلى? قال: هو كما لو حمل باقلى. قال: أتصح صالة حامل القروة? قال: ال ولو صلى فوق المروة. قال: فإن قطر على ثوب المصلي نجو? قال: يمضي في صالته وال غرو. قال: أيجوز أن يؤم

ع. قال: فإن أمهم من في يده وقف? الرجال مقنع? قال: نعم ويؤمهم مدر قال: يعيدون ولو أنهم

ألف. قال: فإن أمهم من فخذه بادية? قال: صالته وصالتهم ماضية. قال: فإن أمهم الثور األجم? قال: صل وخالك ذم. قال: أيدخل القصر في صالة الشاهد? قال: ال والغائب الشاهد. قال: أيجوز للمعذور أن يفطر في شهر

س أن يأكل فيه? رمضان? قال: ما رخص إال للصبيان. قال: فهل للمعر قال: نعم بملئ فيه. قال: فإن أفطر فيه العراة? قال: ال تنكر عليهم

الوالة. قال: فإن أكل الصائم بعدما أصبح? قال: هو أحوط له وأصلح. قال: فإن عمد ألن أكل ليال? قال: ليشمر للقضاء ذيال. قال: فإن أكل قبل أن

تتوارى البيضاء? قال: يلزمه والله القضاء. قال: فإن استثار الصائم الكيد?

71

Page 72: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

قال: أفطر ومن أحل الصيد. قال: أله أن يفطر بإلحاح الطابخ? قال: نعم ال بطاهي المطابخ. قال: فإن ضحكت المرأة في صومها? قال: بطل صوم يومها. قال: فإن ظهر الجدري على ضرتها? قال: تفطر إن آذن بمضرتها. قال: ما يجب في مئة مصباح? قال: حقتان يا صاح. قال: فإن ملك عشر خناجر? قال: يخرج شاتين وال يشاجر. قال: فإن سمح للساعي بحميمته? قال: يا بشرى له يوم قيامته! قال: أيستحق حملة األوزار من الزكاة جزا?

قال: نعم إذا كانوا غزى. قال: أيجوز للحاج أن يعتمر? قال: ال وال أن يختمر. قال: فهل له أن يقتل الشجاع? قال: نعم كما يقتل السباع. قال:

فإن قتل زمارة في الحرم? قال: عليه بدنة من النعم. قال: فإن رمى ساق حر فجدله? قال: يخرج شاة بدله. قال: فإن قتل أم عوف بعد

اإلحرام? قال: يتصدق بقبضة من طعام. قال: أيجب على الحاج استصحاب القارب? قال: نعم ليسوقهم الى المشارب. قال: ما تقول في الحرام بعد السبت? قال: قد حل في ذلك الوقت. قال: ما تقول في بيع

الكميت? قال: حرام كبيع الميت. قال: أيجوز بيع الخل بلحم الجمل? قال: وال بلحم الحمل. قال: أيحل بيع الهدية? قال: ال وال بيع السبية. قال: ما

تقول في بيع العقيقة? قال: محظور على الحقيقة. قال: أيجوز بيع الداعي. على الراعي? قال: ال وال على الساعي. قال: أيباع الصقر بالتمر?

قال: ال ومالك الخلق واألمر. قال: أيشتري المسلم سلب المسلمات? قال: نعم ويورث عنه إذا مات. قال: فهل يجوز أن يبتاع الشافع. قال: ما

لجوازه من دافع. قال: أيباع اإلبريق على بني األصفر? قال: يكره كبيع المغفر. قال: أيجوز أن يبيع الرجل صيفيه? قال: ال ولكن ليبع صفيه. قال: فإن اشترى عبدا فبان بأمه جراح? قال: ما في رده من جناح. قال: أتثبت

الشفعة للشريك في الصحراء? قال: ال وال للشريك في الصفراء. قال: أيحل أن يحمى ماء البئر والخال? قال: إن كان في الفال فال. قال: ما تقول

في ميتة الكافر? قال: حل للمقيم والمسافر. قال: أيجوز أن يضحى بالحول? قال: هو أجدر بالقبول. قال: فهل يضحى بالطالق? قال: نعم

ويقرى منها الطارق. قال: فإن ضحى قبل ظهور الغزالة? قال: شاة لحم بال محالة. قال: أيحل التكسب بالطرق? قال: هو كالقمار بال فرق. قال:

أيسلم القائم على القاعد? قال: محظور فيما بين األباعد. قال: أينام العاقل تحت الرقيع? قال: أحبب به في البقيع. قال: أيمنع الذمي من قتل العجوز? قال: معارضته في العجوز ال تجوز. قال: أيجوز أن ينتقل الرجل عن عمارة أبيه? قال: ما جوز لخامل وال نبيه. قال: ما تقول في التهود?

قال: هو مفتاح التزهد. قال: ما تقول في صبر البلية? قال: أعظم به منع خطية. قال: أيحل ضرب السفير? قال: نعم والحمل على المستشير. قال:

ز الرجل أباه? قال: يفعله البر وال يأباه. قال: ما تقول في  أيعز من أفقر أخاه? قال: حبذا ما توخاه! قال: فإن أعرى ولده? قال: يا حسن ما اعتمده! قال: فإن أصلى مملوكه النار? قال: ال إثم عليه وال عار. قال: أيجوز للمرأة أن تصرم بعلها? قال: ما حظر أحد فعلها. قال: فهل تؤدب المرأة على الخجل? قال: أجل. قال: ما تقول في من نحت أثلة أخيه?

قال: أثم ولو أذن له فيه. قال: أيحجر الحاكم على صاحب الثور? قال: نعم ليأمن غائلة الجور. قال: فهل له أن يضرب على يد اليتيم? قال: نعم الى أن يستقيم. قال: فهل يجوز أن يتخذ له ربضا? قال: ال ولو كان له رضى.

72

Page 73: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

قال: فمتى يبيع بدن السفيه? قال: حين يرى له الحظ فيه. قال: فهلى. قال: أيجوز أن يكون يجوز أن يبتاع له حشا? قال: نعم إذا لم يكن مغش

الحاكم ظالما? قال: نعم إذا كان عالما. قال: أيستقضى من ليست له بصيرة? قال: نعم إذا حسنت منه السيرة. قال: فإن تعرى من العقل?

قال: ذاك عنوان الفضل. قال: فإن كان له زهو جبار? قال: ال إنكار عليه وال إكبار. قال: أيجوز أن يكون الشاهد مريبا? قال: نعم إذا كان أريبا. قال:

فإن بان أنه الط? قال: هو كما لو خاط. قال: فإن عثر على أنه غربل? قال: ترد شهادته وال تقبل. قال: فإن وضح أنه مائن? قال: هو له وصف

ف بإله الخلق. قال: ما زائن. قال: ما يجب على عابد الحق? قال: يحل تقول في من فقأ عين بلبل عامدا? قال: تفقأ عينه قوال واحدا. قال: فإن جرح قطاة امرأة فماتت? قال: النفس بالنفس إذا فاتت. قال: فإن ألقت

الحامل حشيشا من ضربه? قال: ليكفر باإلعتاق عن ذنبه. قال: ما يجب على المختفي في الشرع? قال: القطع إلقامة الردع. قال: فما يصنع بمن سرق أساود الدار? قال: يقطع إن ساوين ربع دينار. قال: فإن سرق ثمينا

من ذهب? قال: لال قطع كما لو غصب. قال: فإن بان على المرأة السرق? قال: ال حرج عليها وال فرق. قال: أينعقد نكاح لم يشهده القواري? قال: ال

والخالق الباري. قال: ما تقول في عروس باتت بليلة حرة. ثم ردت في حافرتها بسحرة? قال: يجب لها نصف الصداق. وال تلزمها عدة الطالق.

ك من بحر ال يغضغضه الماتح. وحبر ال يبلغ مدحه فقال له السائل. لله در المادح! ثم أطرق إطراق الحيي. وأرم إرمام العيي. فقال له أبو زيد: إيه يا

فتى! فإلى متى وإلى متى? فقال له: لم يبق في كنانتي مرماة. وال بعد إشراق صبحك مماراة. فبالله أي ابن أرض أنت. فما أحسن ما أبنت.

فأنشد بلسان ذلق. وصوت صهصلق:من أفقر أخاه? قال: حبذا ما توخاه! قال: فإن أعرى ولده? قال: يا حسن ما اعتمده! قال: فإن أصلى مملوكه النار? قال: ال إثم عليه وال عار. قال: أيجوز للمرأة أن تصرم بعلها? قال:

ما حظر أحد فعلها. قال: فهل تؤدب المرأة على الخجل? قال: أجل. قال: ما تقول في من نحت أثلة أخيه? قال: أثم ولو أذن له فيه. قال: أيحجر

الحاكم على صاحب الثور? قال: نعم ليأمن غائلة الجور. قال: فهل له أن يضرب على يد اليتيم? قال: نعم الى أن يستقيم. قال: فهل يجوز أن يتخذ

له ربضا? قال: ال ولو كان له رضى. قال: فمتى يبيع بدن السفيه? قال: حين يرى له الحظ فيه. قال: فهل يجوز أن يبتاع له حشا? قال: نعم إذا لمى. قال: أيجوز أن يكون الحاكم ظالما? قال: نعم إذا كان عالما. يكن مغش

قال: أيستقضى من ليست له بصيرة? قال: نعم إذا حسنت منه السيرة. قال: فإن تعرى من العقل? قال: ذاك عنوان الفضل. قال: فإن كان له

زهو جبار? قال: ال إنكار عليه وال إكبار. قال: أيجوز أن يكون الشاهد مريبا? قال: نعم إذا كان أريبا. قال: فإن بان أنه الط? قال: هو كما لو

خاط. قال: فإن عثر على أنه غربل? قال: ترد شهادته وال تقبل. قال: فإن وضح أنه مائن? قال: هو له وصف زائن. قال: ما يجب على عابد الحق?

ف بإله الخلق. قال: ما تقول في من فقأ عين بلبل عامدا? قال: قال: يحل تفقأ عينه قوال واحدا. قال: فإن جرح قطاة امرأة فماتت? قال: النفس

بالنفس إذا فاتت. قال: فإن ألقت الحامل حشيشا من ضربه? قال: ليكفر باإلعتاق عن ذنبه. قال: ما يجب على المختفي في الشرع? قال: القطع

73

Page 74: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

إلقامة الردع. قال: فما يصنع بمن سرق أساود الدار? قال: يقطع إن ساوين ربع دينار. قال: فإن سرق ثمينا من ذهب? قال: لال قطع كما لو غصب. قال: فإن بان على المرأة السرق? قال: ال حرج عليها وال فرق. قال: أينعقد نكاح لم يشهده القواري? قال: ال والخالق الباري. قال: ما تقول في عروس باتت بليلة حرة. ثم ردت في حافرتها بسحرة? قال:

ك يجب لها نصف الصداق. وال تلزمها عدة الطالق. فقال له السائل. لله در من بحر ال يغضغضه الماتح. وحبر ال يبلغ مدحه المادح! ثم أطرق إطراق الحيي. وأرم إرمام العيي. فقال له أبو زيد: إيه يا فتى! فإلى متى وإلى

متى? فقال له: لم يبق في كنانتي مرماة. وال بعد إشراق صبحك مماراة. فبالله أي ابن أرض أنت. فما أحسن ما أبنت. فأنشد بلسان ذلق. وصوت

 صهصلق: في أنا وألهلمثـلـه العالم قبـلـه العلم

كـل أنـي غير ورحلـه تعريس بينيوم له تطب لم بطوبى لح لو الدار والغريب

ثم قال: اللهم كما جعلتنا ممن هدي ويهدي. فاجعلهم ممن يهتدي ويهدي. فساق إليه القوم ذودا مع قينة. وسألوه أن يزورهم الفينة بعد الفينة.

فنهض يمنيهم العود. ويزجي األمة والذود. قال الحارث بن همام: فاعترضته وقلت له عهدي بك سفيها. فمتى صرت فقيها? فظل هنيهة

يجول. ثم أنشد يقول: نعمى صرفيه والبستلـبـوسـا زمـان لكل لبست

وبوسىالـجـلـيسـا ألروق يالئمهبـمـا جلـيس كل وعاشرت

واة فعنـد الكـؤوسـا أدير السقاة وبينالـكـالم أدير الـر أسيل بوعظي وطورا

الدمـوع النفوسـا أسر بلهوي وطورا

نطـقـت إما المسامع وأقري الحرون يقود بيانامـوسـا الش

كفي أرعف شئت وإنالـيراع

فساقط يحلي دراروسـا الطـ

حكين مشكالت وكمالسـهـى

بكشفي فصرن خفاءشموسـا

قلب كل في وأسأرنالـعـقـول خلبن لي ملح وكمرسيسـا

الثناء عليهافانـثـنـى بها فهت وعذراء حـبـيسـا طليقاموسـى فرعون كيد وال بكيدخصصت زمان من أنني على

ر كـل لـي يسعـ لظاها أطامنوغـى يوم وطيساوطيسـا

الرؤوسـا ويشبن القوى يذبنالـتـي بالخطـوب ويطرقنيالـبـغـيض البعيد إلي ويدني األنـيسـا القريب عني ويبعدخسـيسـا منه حظي كان لماأخـالقـه خـسـاسة ولـوال

74

Page 75: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة األحزان. وال له: خفض فقلت مذهب عن نقلك لمن الزمان. واشكر تلم

األستار! وانهض تهتك الهتار. وال إدريس. فقال: دع ابن مذهب إبليس. الى األوزار. بالمزار. درن نرحض أن يثرب. فعسى مسجد لنضرب. الى بنا

ذمما. أوجبت لقد التفسير! فقال: تالله أفقه أسير. أو أن فقلت: هيهاتبس. قال: فلما النفس. وينفي يشفي ما أمما. فهاك طلبت إذ وطلبت الل

وسار. ولم األكوار. وسرت الغمى. شددنا عني المعمى. وكشف لي أوضح المشقة. ووددت طعم أنساني ما مسايرته. في مسامرته. مدة من أزل معه بالسول. الزيارة من الرسول. وفزنا مدينة دخلنا إذا الشقة. حتى بعد

وشرقت. وأعرقت. وغرب أشأمالتفليسية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: عاهدت الله تعالى مذ يفعت. أن ال أؤخر الصالة ما استطعت. فكنت مع جوب الفلوات. ولهو الخلوات. أراعي

أوقات الصالة. وأحاذر من مأثم الفوات. وإذا رافقت في رحلة. أو حللت بحلة. مرحبت بصوت الداعي إليها. واقتديت بمن يحافظ عليها. فاتفق حين

دخلت تفليس. أن صليت مع زمرة مفاليس. فلما قضينا الصالة. وأزمعناقوة. بالي الكسوة والقوة. فقال: عزمت على االنفالت. برز شيخ بادي الل

من خلق من طينة الحرية. وتفوق در العصبية. إال ما تكلف لي لبثة. واستمع مني نفثة. ثم له الخيار من بعد. وبيده البذل والرد. فعقد له القوم

الحبى. ورسوا أمثال الربى. فلما آنس حسن إنصاتهم. ورزانة حصاتهم. قال: يا أولي األبصار الرامقة. والبصائر الرائقة. أما يغني عن الخبر العيان.

وينبئ عن النار الدخان? شيب الئح. ووهن فادح. وداء واضح. والباطن فاضح. ولقد كنت والله ممن ملك ومال. وولي وآل. ورفد وأنال. ووصل

وصال. فلم تزل الجوائح تسحت. والنوائب تنحت. حتى الوكر قفر. والكف. والصبية يتضاغون من الطوى. ويتمنون . والعيش مر صفر. والشعار ضر

مصاصة النوى. ولم أقم هذا المقام الشائن. وأكشف لكم الدفائن. إال بعدما شقيت ولقيت. وشبت مما لقيت. فليتني لم أكن بقيت. ثم تأوه تأوه

األسيف. وأنشد بصوت ضعيف: بسبحـانـه الرحمن الى أشكو وعـدوانـه الـدهـر تقل

وبـنـيانـه مجدي وقوضتمـروتـي قرعـت وحادثاتأغصـانـه األحداث تهتصرمن ويل ويا عودي واهتصرت

جرذانـه الممحل ربعي منجـلـت حتى ربعي وأمحلت وغادرتـنـي حـائرا بـائرا وأشـجـانـه الفـقـر أكابد

أردانـه النعـمة في يسحبثـروة أخـا كنت ما بعد مننـيرانـه السـارون ويحمدأوراقـه الـعـافـون يختبطعـانـه الـذي الدهر أعانهيكـن لـم كـأن اليوم فأصبح لـه كـان من وازور عرفانه العرف عافي وعافزائراخـانـه دهره شيخ ضر منيرى مـا يحـزنـه فتى فهل

شـانـه الذي الشان ويصلحهـمـه الـذي الهـم فيفرج قال الراوي: فصبت الجماعة الى أن تستثبته. لتستنجش خبأته. وتستنفض حقيبته.

فقالت له: قد عرفنا قدر رتبتك. ورأينا در مزنتك. فعرفنا دوحة شعبتك. واحسر اللثام

75

Page 76: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

عن نسبتك. فأعرض إعراض من مني باإلعنات. أو بشر بالبنات. وجعل يلعنض المروءات. ثم أنشد بلفظ صادع. وجرس خادع: الضرورات. ويتأفف من تغي

أصـلـه علـى اللذيذ جناهيدل فـرع كـل مـا لعمرك تسأل والبـه تؤتـى حين حال ما فكل نحـلـه عن الشهدخـلـه من عصرك سالفةالكروم اعتصرت ما إذا وميز

وتشريخـبـرة عن وترخص لتغلي مثـلـه شرى كالعقـلـه في الغميزة دخولاللوذعـي الفطن على فعار

قال: فازدهى القوم بذكائه ودهائه. واختلبهم بحسن أدائه مع دائه. حتىبن. وقالوا له: يا هذا إنك حمت على ركية جمعوا له خبايا الخبن. وخفايا الث

بكية. وتعرضت لخلية خلية. فخذ هذه الصبابة. وهبها ال خطأ وال إصابة.هم منزلة الكثر. ووصل قبوله بالشكر. ثم تولى يجر شقه. وينهب فنزل قل

بالخبط طرقه. قال المخبر بهذه الحكاية. فصور لي أنه محيل لحليته. متصنع في مشيته. فنهضت أنهج منهاجه. وأقفو أدراجه. وهو يلحظني

شزرا. ويوسعني هجرا. حتى إذا خال الطريق. وأمكن التحقيق. نظر إلي نظر من هش وبش. وماحض بعدما غش. وقال: إني إلخالك أخا غربة. ورائد صحبة. فهل لك في رفيق يرفق بك ويرفق. وينفق عليك وينفق?

فقلت له: لو أتاني هذا الرفيق. لواتاني التوفيق. فقال لي: قد وجدت فاغتبط. واستكرمت فارتبط. ثم ضحك مليا. وتمثل لي بشرا سويا. فإذا

هو شيخنا السروجي ال قلبة بجسمه. وال شبهة في وسمه. ففرحت بلقيته. وكذب لقوته. وهممت بمالمته. على سوء مقامته. فشحا فاه. وأنشد قبل

أن ألحاه: المزجى الزمان يزجي فقيريقـال لكيمـا برت ظهرت

قد أن للناس وأظهرتترجـى ما به قلبي نال فكمفلجتفلـجـا ألق لم التفالج ولواللـي يرث لـم الرثاثة ولوال

كنت مطمع. فإن أهلها في مرتع. وال األرض بهذه لي يبق لم قال: إنه ثمدين. ورافقته منها الطريق. فسرنا الرفيق. فالطريق أجردين. عامين متجر

. الدهر عشت. فأبى ما أصحبه أن على وكنت المشتبيدية المقامة الز

أخبر الحارث بن همام قال: لما جبت البيد. الى زبيد. صحبني غالم قد كنت ربيته الى أن بلغ أشده. وثقفته حتى أكمل رشده. وكان قد أنس بأخالقي. وخبر مجالب وفاقي. فلم يكن يتخطى مرامي. وال يخطئ في المرامي. ال جرم أن قربه التاطت بصفري.

وأخلصته لحضري وسفري. فألوى به الدهر المبيد. حين ضمتنا زبيد. فلما شالت نعامته. وسكنت نأمته. بقيت عاما. ال أسيغ طعاما. وال أريغ غالما. حتى ألجأتني شوائب الوحدة. ومتاعب القومة والقعدة. الى أن أعتاض عن الدر الخرز. وأرتاد من هو سداد

من عوز. فقصدت من يبيع العبيد. بسوق زبيد. فقلت: أريد غالما يعجب إذا قلب. ويحمد إذا جرب. وليكن ممن خرجه األكياس. وأخرجه الى السوق اإلفالس. فاهتز كل

منهم لمطلبي ووثب. وبذل تحصيله عن كثب. ثم دارت األهلة دورها. وتقلبت كورها وحورها. وما نجز من وعودهم وعد. وال سح لها رعد. فلما رأيت النخاسين. ناسين أو

متناسين. علمت أن ليس كل من خلق يفري. وأن لن يحك جلدي مثل ظفري. فرفضت مذهب التفويض. وبرزت الى السوق بالصفر والبيض. فإني ألستعرض غالم.الغلمان. وأستعرف األثمان. إذ عارضني رجل قد اختطم بلثام. وقبض على زند

وقال:

76

Page 77: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

مني يشتري من غالمابـرعـا قـد وخلقـه خلقه فيصنـعـا

به نطت ما بكل قلت وإن قال إن يشفيكمضـطـلـعـاوعـى

النار في السعي تسمه وإنلـعـا يقـل عثـرة تصبك وإن سعى

ولو تصاحبه وإن قـنـعـا بظـلـف تقنعه وإنرعـى يومـا قد الذي الكيس على وهو

قـط فاه ماجمعـا ادعـى ال كـاذبـا أجاب وال أودعـا سـر نـث استجاز والدعـا حـين مطمعـا

وفي النثر في وفاقصـنـعـا ما في أبدع وطالما النظم معا

جوعـا عراة أضحوا وصبيةصدعـا عيش ضنك لوال واللهأجمعـا كسرى بملك بعته ما

قال: فلما تأملت خلقه القويم. وحسنه الصميم. خلته من ولدان جنة النعيم. وقلت: ما هذا بشرا إن هذا إال ملك كريم! ثم استنطقته عن اسمه.

ال لرغبة في علمه. بل ألنظر أين فصاحته من صباحته. وكيف لهجته من بهجته. فلم ينطق بحلوة وال مرة. وال فاه فوهة ابن أمة وال حرة. فضربت

عنه صفحا. وقلت له: قبحا لعيك وشقحا! فغار في الضحك وأنجد. ثمأنغض رأسه إلي وأنشد:

من هكذا ما له باسميأبـح لـم إذ غيظه تلهب من ياينصف

أنا يوسف أنا له فأصخكشفـه إال يرضيك ال كان إنيوسف

فإن الغطاء لك كشفت ولقدتكن

إخالك وما عرفت فطناتعرف

قال: فسرى عتبي بشعره. واستبى لبي بسحره. حتى شدهت عن التحقيق. وأنسيت قصة يوسف الصديق. ولم يكن لي هم إال مساومة مواله فيه. واستطالع طلع الثمن

ألوفيه. وكنت أحسب أنه سينظر شزرا إلي. ويغلي السيمة علي. بل قال: إن الغالم إذا نزر ثمنه. وخفت مؤنه. تبرك به مواله. والتحف عليه هواه. وإني ألوثر تحبيب هذا

الغالم إليك. بأن أخفف ثمنه عليك. فزن مائتي درهم إن شيت. واشكر لي ما حييت! فنقدته المبلغ في الحال. كما ينقد في الرخيص الحالل. ولم يخطر لي ببال. أن كل

مرخص غال. فلما تحققت الصفقة. وحقت الفرقة. هملت عينا الغالم. وال همول دمعوقال: الغمام. ثم أقبل على صاحبه

الـجـياع الكـرش تشبع لكيمايبـاع مـثـلـي هل الله لحاك اإلنصاف شرعة في وهلفأنـي تـسـتـطـاع ال خطة أكليراع ال يبـلـى حـين ومثليروع بـعـد بـروع أبلـى وأنخـداع يمـازجـهـا لم نصائحمـنـي فخـبـرت جربتني أما

أرصدتني وكم حبائلي وفي فعدتلـصـيد شركـاالـسـبـاع

امـتـنـاع بها وكان مطاوعة المصاعب بي ونطت

77

Page 78: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فاستقـادتفـيهـا أبـل لـم كـريهة وأي بـاع فـيه لـي يكـن لم وغنم األيام لـي أبـدت وما مصارمتي في فيكشفجـرمـا

القنـاعم عـيب علـىمـنـي الـلـه بحمـد تعثر ولم ـ يذاع أو يكـت

نبـذ عندك ساغ فأنىالـصـنـاع برايتها نبذت كماعـهـدي

قرونك سمحت ولمبامتهـانـي

يشرى كما أشرى وأنالمتـاع

عنه عرضي صنت وهالالــوداع بـنـا جـد حديثـكصوني فـي يسـاوم لمـن وقلت

يبـاع وال يعـار فـمـا سكابهـذا الطرف ذاك دون أنا فما

الـطـبـاع تلك فوقها طباعكلـكـن عنـد سأنشد أني على

أضـاعـوا فتى وأي أضاعونيبـيعـي

قال: فلما وعى الشيخ أبياته. وعقل مناغاته. تنفس الصعداء. وبكى حتى أبكى البعداء. ثم قال لي: إني أحل هذا الغالم محل ولدي. وال أميزه عن

أفالذ كبدي. ولوال خلو مراحي. وخبو مصباحي. لما درج عن عشي. الى أنع نعشي. وقد رأيت ما نزل به من لوعة البين. والمؤمن هين لين. فهل يشي

لك في تسلية قلبه. وتسرية كربه. بأن تعاهدني على اإلقالة فيه متى استقلت. وأن ال تستثقلني إذا ثقلت? ففي اآلثار المنتقاة. المروية عنقات: من أقال نادما بيعته. أقاله الله عثرته. قال الحارث بن همام: الث

فوعدته وعدا أبرزه الحياء. وفي القلب أشياء. فاستدنى حينئذ الغالم إليه.وقبل ما بين عينيه. وأنشد والدمع يرفض من جفنيه:

واإلشفاق الوجد برحاء منتالقي ما النفس فدتك خفضالتـالقـي ركائب تني والالـفـراق مـدة تطول فما

الخالق القادر عون بحسن ثم قال له: أستودعك من هو نعم المولى. وشمر ذيله وولى. فلبث الغالم في زفير

وعويل. ريثما يقطع مدى ميل. فلما استفاق. وكفكف دمعه المهراق. قال: أتدري لم أعولت. وعالم عولت? فقلت: أظن فراق موالك. هو الذي أبكاك! فقال: إنك لفي واد

أنشد: وأنا في واد. ولكم بين مريد ومراد. ثم إلـف عـلـى والله أبك لم

فـوت على والنـزح وفـرح نـعـيم

حـين لحظه غبي علىسـفـح أجـفـانـي مدمع وإنماطـمـح

البيض المنقوشة وضيعوافـتـضـح نعنـى حتى ورطهالوضـح

يبـح لـم وبـيعـي حـر بأننـي هاتـيك ناجتك أما ويك

78

Page 79: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الـمـلـح قد معنى يوسف في كان إذ

وضح

ب ب تصل قال: فتمثلت مقاله في مرآة المداعب. ومعرض المالعب. فتصل المحق. وتبرأ من طينة الرق. فجلنا في مخاصمة. اتصلت بمالكمة.

وأفضت الى محاكمة. فلما أوضحنا للقاضي الصورة. وتلونا عليه السورة. قال: أال إن من أنذر فقد أعذر. ومن حذر كمن بشر. ومن بصر فما قصر. وإن فيما شرحتماه لدليال على أن هذا الغالم قد نبهك فما ارعويت. ونصح

لك فما وعيت. فاستر داء بلهك واكتمه. ولم نفسك وال تلمه. وحذار منض للتقويم. وقد اعتالقه. والطمع في استرقاقه. فإنه حر األديم. غير معر

كان أبوه أحضره أمس. قبيل أفول الشمس. واعترف بأنه فرعه الذي أنشاه. وأن ال وارث له سواه. فقلت للقاضي: أوتعرف أباه. أخزاه الله?

فقال: وهل يجهل أبو زيد الذي جرحه جبار. وعند كل قاض له أخبار وإخبار? فتحرقت حينئذ وحولقت. وأفقت ولكن حين فات الوقت! وأيقنت

أن لثامه كان شرك مكيدته. وبيت قصيدته. فنكس طرفي ما لقيت. وآليتما ما بقيت. ولم أزل أتأوه لخسر صفقتي. وافتضاحي بين أن ال أعامل ملث رفقتي. فقال لي القاضي. حين رأى امتعاضي. وتبين حر ارتماضي: يا هذا ما ذهب من مالك ما وعظك. وال أجرم إليك من أيقظك. فاتعظ بما نابك.

وكاتم أصحابك ما أصابك. وتذكر أبدا ما دهمك. لتقي الذكرى دراهمك. وتخلق بخلق من ابتلي فصبر. وتجلت له العبر فاعتبر. قال الحارث بن

همام: فودعته البسا ثوب الخجل والحزن. ساحبا ذيلي الغبن والغبن. ونويت مكاشفة أبي زيد بالهجر. ومصارمته يد الدهر. فجعلت أتنكب عن

ذراه. وأتجنب أن أراه. الى أن غشيني في طريق ضيق. فحياني تحية شيق. فما زدت على أن عبست. وما نبست. فقال: ما بالك سمخت

بأنفك. على إلفك? فقلت: أنسيت أنك احتلت وختلت. وفعلت فعلتك التيفعلت? فأضرط بي متهازيا. ثم أنشد متالفيا:

م موحش دصـدو منـه بدا من يا وتـجـهـ يريش وغدا األسـهـم دونهـن منمـالومـا

األدهـم يبـاع كما عيبـا حـر هـل ويقولبـد فـيه أنا فما أقصر تـتـوهـم مثلمـا عا

ليقـب األسباط باعت قد هـم وهـم يوسفاالمتـهـم إليها يسريبـالـتـي وأقسـم هذا

م النواصي شعثوهـم بـهـا والطائفين سهـدرهـم وعندي مخزيال الموقف ذاك قمت ما

يفـهـم ال من مالم هعن وكف أخاك فاعذر دراهمك الحت. وأما فقد معذرتي قال: أما ثم كان طاحت. فإن فقد

نفقتك. فلست غبر شفقتك. على عني. لفرط مني. وازورارك اقشعرارك كشحك. وأطعت طويت كنت جمرتين. وإن على مرتين. ويوطئ يلسع ممن

الحارث البواكي. قال عقلك على بأشراكي. فلتبك علق ما شحك. لتستنقذ

79

Page 80: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

له عدت أن الغالب. الى الخالب. وسحره بلفظه همام: فاضطرني بن كانت ظهريا. وإن فعلته حفيا. ونبذت صفيا. وبه فريا. شيئا

الشيرازية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: مررت في تطوافي بشيراز. علي ناد يستوقف المجتاز. ولو كان على أوفاز. فلم أستطع تعديه. وال خطت قدمي

في تخطيه. فعجت إليه ألسبك سر جوهره. وأنظر كيف ثمره من زهره. فإذا أهله أفراد. والعائج إليهم مفاد. وبينما نحن في فكاهة أطرب من

األغاريد. وأطيب من حلب العناقيد. إذ احتف بنا ذو طمرين. قد كاد يناهز العمرين. فحيا بلسان طليق. وأبان إبانة منطيق. ثم احتبى حبوة المنتدين. وقال: اللهم اجعلنا من المهتدين. فازدراه القوم لطمريه. ونسوا أن المرء

بأصغريه. وأخذوا يتداعون فصل الخطاب. ويعتدون عوده من األحطاب. وهو ال يفيص بكلمة. وال يبين عن سمة. الى أن سبر قرائحهم. وخبر

شائلهم وراجحهم. فحين استخرج دفائنهم. واستنثل كنائنهم. قال: يا قوم لو علمتم أن وراء الفدام. صفو المدام. لما احتقرتم ذا أخالق. وقلتم ما له

خب. ما جلب به بدائع من خالق! ثم فجر من ينابيع األدب والنكت الن العجب. واستوجب أن يكتب بذوب الذهب. فلما خلب كل خلب. وقلب إليه كل قلب. تحلحل. ليرحل. وتأهب. ليذهب. فعلقت الجماعة بذيله. وعاقت

مسرب سيله. وقالت له: قد أريتنا وسم قدحك. فخبرنا عن قيضك ومحك. فصمت صموت من أفحم. ثم أعول حتى رحم. قال الراوي: فلما رأيت

شوب أبي زيد وروبه. وأسلوبه المألوف وصوبه. تأملت الشيخ على سهومة محياه. وسهوكة رياه. فإذا هو إياه. فكتمت سره كما يكتم الداء الدخيل. وسترت مكره وإن لم يكن يخيل. حتى إذا نزع عن إعواله. وقد

عرف عثوري على حاله. رمقني بعين مضحاك. ثم طفق ينشد بلسانمتباك:

ظهـريه أثقلت فرطات منلـه وأعـنـو الـلـه أستغفر في األوصاف ممدوحةعـانـس عاتق من كم قوم يا

األنديه أتـقـي ال قتلتـهـا مـنـي يطلبوارثـا ديه أو قـودااألقضـيه على بالذنب أحلتقتـلـهـا في استذنبت وكلما

مسـتـشـريه األبكار وقتلهاغـيهـا فـي نفسي تزل ولم تلكم عن مفرقي فيبـدا لـمـا الشيب نهاني حتى

المعصيه فودي شاب مذ أرق فلم عاتق مندمـا مصـبـيه وال يوماالمـكـديه حرفتي ومن منييرى مـا علـى اآلن أنا وها أرب األهـويه عـن حتى وحجبهاتعنـيسـهـا طال بكرا

الـمـغـنـيه الغانية كخطبةمخطـوبة التعنيس على وهيمـيه إال بالدون الرضى علىلتـجـهـيزهـا يكفيني وليس علـى توكي ال واليد مصحيه والسما قفر واألرضدرهـمالمـلـهـيه بالقينة مصحوبةنقـلـهـا على لي معين فهل

المضنـيه أفكاره من والقلببـصـابـونـه الهـم فيغسل

80

Page 81: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

األدعـيه مـع رياه تضـوعالـذي الـثـنـاء مني ويقتني قال الراوي: فلم يبق في الجماعة إال من نديت له كفه. وانباع إليه عرفه. فلما نجحت بغيته. وكملت مئته. أخذ يثني عليهم بصالح. ويشمر عن ساق سارح. فتبعته ألستعرف ربيبة خدره. ومن قتل في حدثان أمره. فكأن وشك قيامي. مثل له مرامي. فازدلف

عني: مني. وقال: افقه مزج صاح يا مثلي قتل

المدام قتلي ليس أو بلهـذم

حـسـام بنت البكر هي عنست والتي

ال بنات من البكر ال كرم

الكرام الـكـاس الى ولتجهيزها

والـطـا ترى الذي قيامي س

ومـقـامـي في أو شئت إن التغاضي فيوتـحـكـم قـلـتـه مـا فتفهـم

المالم وانطلق. ودعني بعيد. ثم بون رعديد. وبيننا عربيد. وأنت قال: أنا ثم

علق. ذي من نظرة وزودنيالملطية المقامة

أخبر الحارث بن همام قال: أنخت بملطية مطية البين. وحقيبتي مألى من العين. فجعلت هجيراي. مذ ألقيت بها عصاي. أن أتورد موارد المرح. وأتصيد شوارد الملح.

فلم يفتني بها منظر وال مسمع. وال خال مني ملعب وال مرتع. حتى إذا لم يبق لي فيها مأرب. وال في الثواء بها مرغب. عمدت إلنفاق الذهب. في ابتياع األهب. فلما أكملت

اإلعداد. وتهيأ الظعن منها أو كاد. رأيت تسعة رهط قد سبأوا قهوة. وارتبأوا ربوة. ودماثتهم قيد األلحاظ. وفكاهتهم حلوة األلفاظ. فنحوتهم طلبا لمنادمتهم. ال لمدامتهم. وشعفا بممازجتهم ال بزجاجتهم. فلما انتظمت عاشرهم. وأضحيت معاشرهم. ألفيتهم

أبناء عالت. وقذائف فلوات. إال أن لحمة األدب. قد ألفت شملهم ألفة النسب. وساوتتب. حتى الحوا مثل كواكب الجوزاء. وبدوا كالجملة المتناسبة األجزاء. بينهم في الر

فأبهجني االهتداء إليهم. وأحمدت الطالع الذي أطلعني عليهم. وطفقت أفيض بقدحي مع قداحهم. وأستشفي برياحهم ال براحهم. حتى أدتنا شجون المفاوضة. الى التحاجي

بالمقايضة. كقولك إذا عنيت به الكرامات. ما مثل النوم فات. فأنشأنا نجلو السهى. وننشل السمين والقمر. ونجني الشوك والثمر. وبينا نحن ننشر القشيب والرث

. وغل علينا شيخ قد ذهب حبره وسبره. وبقي خبره وسبره. فمثل مثول من والغث يسمع وينظر. ويلتقط ما ننثر. الى أن نفضت األكياس. وحصحص الياس. فلما رأى

إجبال القرائح. وإكداء الماتح والمائح. جمع أذياله. ووالنا قذاله. وقال: ما كل سوداء تمرة. وال كل صهباء خمرة. فاعتلقنا به اعتالق الحرباء باألعواد. وضربنا دون وجهته

باألسداد. وقلنا له: إن دواء الشق أن يحاص. وإال فالقصاص القصاص. فال تطمع في أن تجرح وتطرح. وتنهر الفتق وتسرح! فلوى عنانه راجعا. ثم جثم بمكانه راصعا. وقال:

أما إذا استثرتموني بالبحث. فألحكم حكم سليمان في الحرث. اعلموا يا ذوي الشمائلمول الذهبية. أن وضع األحجية. المتحان األلمعية. واستخراج الخبية األدبية. والش

الخفية. وشرطها أن تكون ذات مماثلة حقيقية. وألفاظ معنوية. ولطيفة أدبية. فمتى نافت هذا النمط. ضاهت السقط. ولم تدخل السفط. ولم أركم حافظتم على هذه

الحدود. وال مزتم بين المقبول والمردود. فقلنا له: صدقت. وبالحق نطقت. فكل لنا من لبابك. وأفض علينا من عبابك. فقال: أفعل لئال يرتاب المبطلون. ويظنوا بي

وقال: الظنون. ثم قابل ناظورة القوم ناد واري الفضل فيبـذكـاء سـمـا من يا الز

بـــزاد أمــد جوعقـولـي يمـاثـل ماذاوأنشد: ثم ضحك الى الثاني

فاق الذي ذا يا شـين يدنـسـه ولمفضال

81

Page 82: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

عـين أصابته ظهرالمحاجي قول مثل مايقول: ثم لحظ الثالث وأنشأ

الجـائزه النقود مثلفـكـره نتـائج من يا جائزه صادف حاجيتلـلـذي قولك مثل ما

وقال: ثم أتلع الى الرابع وإضمار لغز من ضالـغـام مستنبـط أيادينـار ألـف تنـاولمثل ما لي اكشف أال

ثم رمى الخامس ببصره وقال: المنجلي الذكاء أخو ياأللـمــع أيهـذا يانحـلـية أهمل مثل ما وعـجـل هديت بي

وقال: ثم التفت لفت السادس وتضعـف مجاريه خطى همـدا عـن تقـصـر من يا اكفف اكفف يحاجيك أضحىلـلـذي قـولـك مثـل ما

وقال: ثم خلج السابع بحاجبه جـلـت الذكاء في ورتبةتـجـلـت فطنة له من يا

أفلت الشقيق قولي مثل مابـيان ذا زلـت فمـا بينوأنشد: ثم استنصت الثامن

غـضـه األزهـار مطلولةفـضـلــه حـدائق مـن يا اختار ما الحجى ذي جيلـلـمـحـا قـولـك مثل ما

فضهوقال: ثم حدج التاسع ببصره

البراعه وفي الذكي قلبال فـي إليه يشار من يا جماعه دس للمحاجي لكقـو مثـل ما لنا أوضح

: قال الراوي: فلما انتهى إلي. هز وقال. منكبيكـت له من يا وينكت بها الخصوم يشجيالـتـي الن

اسكت خالي قولي مثل مالـنـا فـقـل المبين أنت ثم قال: قد أنهلتكم وأمهلتكم. وإن شئتم أن أعلكم عللتكم. قال: فألجأنا لهب الغلل. الى استسقاء العلل. فقال: لست كمن يستأثر على نديمه. وال ممن سمنه في أديمه.

وقال: ثم كر على األول الدقـيقـه أفكاره جلتهالمعمى أشكل إذا من يا

قال إن حقيقـه مثله ما تلك خذالمحاجي لك يوماوقال: ثم ثنى جيده الى الثاني

نا فضله عنبـيانـه بدا من يا مبي زينا وحش حمارقولهـم مثال ماذا

وقال: ثم أوحى الى الثالث بلحظه كاألصمعي وذكائهفضله في غدا من ياتقمع أنفق حاجاكللـذي قولك مثل ما

وأنشد: ثم حملق الى الرابع ظالمـه أنار دجاعويص ما إذا من يا

مدامه ريح إستنشقـولـي يماثل ماذاوقال: ثم أومض الى الخامس

يشـكـا أو يروي أن عنفـهـمـه تـنـزه من يا

82

Page 83: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

هلكى غط يحاجي أضحىلـلـذي قـولـك مثل ماوأنشد: ثم أقبل قبل السادس

كمالـه فيها بانالتي الفطنة أخا يامثالـه شيء أيمـدة بالليل سار

وقال: ثم نحا بصره الى السابع تحلى من يا سوقه الناس في أقامبفـهـم

فروقه أحبب مثل مافـبـين البـيان لكوأنشد: ثم قصد قصد الثامن

ذروه كل فاقت المجد فيذروة تـبـــوأ مـن ياإذ أعـط قولـك مثل ما عـروه بغير يلوح ريقا

وقال: ثم ابتسم الى التاسع شـك بـغـير والبيان يةالـدرا حسـن حوى من يا ملكي الثور الذكاء ذي جيلـلـمـحـا قولك مثل ما

وقال: ثم قبض بجمعه على ردني كوكبه ونور المشكالت فيفطنـتـه بثقوب سما من يا

بينـهجحـفـلة صفير مثال ماذا بـه ينـم تـبـيانـا

قال الحارث بن همام: فلما أطربنا بما سمعناه. وطالبنا مكاشفة معناه. قلنا له: لسنا من خيل هذا الميدان. وال لنا بحل هذه العقد يدان. فإن أبنت.

مننت. وإن كتمت. غممت. فظل يشاور نفسيه. ويقلب قدحيه. حتى هان بذل الماعون عليه. فأقبل حينئذ على الجماعة. وقال: يا أل البالغة

والبراعة. سأعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. وال ظننتم أنكم تعلمون. فأوكوا عليه األوعية. وروضوا به األندية. ثم أخذ في تفسير صقل به األذهان.

واستفرغ معه األرذان. حتى آضت األفهام أنور من الشمس. واألكمام كأن لم تغن باألمس. ولما هم بالمفر. سئل عن المقر. فتنفس كم تتنفس

كول. وأنشأ يقول: الثرحـب ربعـي وبهشعـب لي شعب كلصـب القلب مستهامبـسـروج أنـي غيرالمـهـب فيه الذي ووالج البكر أرضي هي

أصبو الروض دون ءالغـنـا روضتها والىعذب اعذوذب وال وحـل بعدها لي حال ما

ملحه أدنى السروجي. الذي زيد أبو هذا ألصحابي الراوي: فقلت قال توشيته. وانقياد حسن لهم أصف األحاجي. وأخذت التفت لمشيته. ثم الكالم

سكع أين ندر وقع. ولم إذ صنع مما قمر. فعجبنا بما طمر. وناء قد به فإذاوصقع.المقامة هذه المودعة األحاجي تفسير

مطاعين. فمثله عين، إصابته ظهر طوامير. وأما بزاد. فمثله أمد جوع أما هادية. وأما فمثله دينار، ألف تناول الفاصلة. وأما فمثله جائزة، صادف وأما

الشقيق مهمه. وأما فمثله اكفف، اكفف الغاشية. وأما فمثله حلية، أهمل أسماء من الرقة ألن أبارقة، فضة. فمثله اختار ما أخطار. وأما فمثله افلت، ربع الرقة في فقال وسلم، عليه الله صلى النبي، بها نطق وقد الفضة

83

Page 84: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

خالصة، فمثله اسكت، خالي طافية. وأما فمثله جماعة، دس العشر. وأما ناديت إذا ألنك ساكنة وإثباتها الياء حذف لك جاز نفسك الى مضافا

وصه األحجية، أصل في حذفه كما النداء حرف ههنا حذف وقد ومتحركة، فمثله زينا، وحش حمار وأما هاتيك، فمثله تلك، خذ اسكت. وأما بمعنى

الفرا. جوف في الصيد الحديث: كل ومنه الوحش، حمار الفرا ألن فرازين، من. ومضارع يمون مان من األمر ألن منتقم، فمثله تقمع، انفق قوله وأما

استدعاء من األمر ألن رحراح، فمثله مدامة، ريح استنش تقم. وأما وقمت وفي الهلكى، هم البور ألن صنبور، فمثله هلكى، غط رح. وأما الرائحة

القرآن: وكنتم احبب سراحين. وأما فمثله مدة، بالليل سار بورا. وأما قوما فالن يقال الجبان، والالع مق، يمق ومق من األمر ألن مقالع، فمثله فروقة،

كان إذا الع هاع اعط جزعا. وأما جبانا فمثله عروة، بغير يلوح إبريقا وأما عروة، بغير اإلبريق والكوب اس، واألمر اإلعطاء األوس ألن اسكوب،

الوحش. وأما ثور هو القنا وزن على الألى ألن الآللي، فمثله ملكي، الثور كان تعالى: وما الله الصفير. قال المكاء ألن مكاشفة، فمثله جحفلة، صفير

قصره ولكنه المد المكاء في واألصل وتصدية؛ مكاء إال البيت عند صالتهم قصر من األمرين أحجيته. وكال في الفراء همزة حذف كما األحجية هذه في

جائز. المهموز همزة وحذف الممدودالصعدية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: أصعدت الى صعدة. وأنا ذو شطاط يحكي الصعدة. واشتداد يبدر بنات صعدة. فلما رأيت نضرتها. ورعيت خضرتها. سألت نحارير الرواة. عمن تحويه من السراة. ومعادن الخيرات. ألتخذه

جذوة في الظلمات. ونجدة في الظالمات. فنعت لي قاض بها رحيب الباع.ب إليه باإللمام. باع. تميمي النسب والطباع. فلم أزل أتقر خصيب الر

وأتنفق عليه باإلجمام. حتى صرت صدى صوته. وسلمان بيته. وكنت مع اشتيار شهده. وانتشاق رنده. أشهد مشاجر الخصوم. وأسفر بين

المعصوم منهم والموصوم. فبينما القاضي جالس لإلسجال. في يوم المحفل واالحتفال. إذ دخل شيخ بالي الرياش. بادي االرتعاش. فتبصر الحفل تبصر نقاد. ثم زعم أن له خصما غير منقاد. فلم يكن إال كضوء

. حتى أحضر غالم. كأنه ضرغام. فقال الشيخ: أيد شرارة. أو وحي إشار الله القاضي. وعصمه من التغاضي. إن ابني هذا كالقلم الردي. والسيف

الصدي. يجهل أوصاف اإلنصاف. ويرضع أخالف الخالف. إن أقدمت أحجم. وإذا أعربت أعجم. وإن أذكيت أخمد. ومتى شويت رمد. مع أني كفلته مذ. فأكبر القاضي ما شكا دب. الى أن شب. وكنت له ألطف من ربى ورب

كلين. ولرب إليه. وأطرف به من حواليه. ثم قال: أشهد أن العقوق أحد الث عقم أقر للعين. فقال الغالم. وقد أمعضه هذا الكالم: والذي نصب القضاة للعدل. وملكهم أعنة الفضل والفصل. إنه ما دعا قط إال أمنت. وال ادعى

إال آمنت. وال لبى إال أحرمت. وال أورى إال أضرمت. بيد أنه كمن يبغي بيض األنوق. ويطلب الطيران من النوق! فقال له القاضي: وبم أعنتك. وامتحن طاعتك? قال: إنه مذ صفر من المال. ومني باإلمحال. يسومني أن أتلمظ

بالسؤال. وأستمطر سحب النوال. ليفيض شربه الذي غاض. وينجبر من حاله ما انهاض. وقد كان حين أخذني بالدرس. وعلمني أدب النفس.

84

Page 85: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ره متخمة. والمسألة أشرب قلبي أن الحرص متعبة. والطمع معتبة. والشمألمة. ثم أنشدني من فلق فيه. ونحت قوافيه:

واشكر العيش بأدنى إرضلـديه كـثـير القـل من شكرعليه

لـم الـذي الحرص وجانبإلـيه المـتـراقـي قدر يحطيزل

عن الليث يحامي كماواستـبـقـه عرضك عن وحاملبـدتـيه

مـن ناب ما على واصبرفـاقة

أولي صبر وأغمض العزم عليه

فـي مـا المسؤول خولكولـو الـمـحـيا ماء ترق واليديه

عن جفنيه قذى أخفىعـينـه قـذيت إن مـن فالحرناظـريه

ديبـاجـتـيه يخلـق أن ير لمديبـاجــه أخـلـق إذا ومـن. وقال له: صه يا عقق. يا من هو قال: فعبس الشيخ واكفهر. واندرأ على ابنه وهررق! ويك أتعلم أمك البضاع. وظئرك اإلرضاع? لقد تحككت العقرب الشجى والش

باألفعى. واستنت الفصال حتى القرعى! ثم كأنه ندم على ما فرط من فيه. وحدته المقة على تالفيه. فرنا إليه بعين عاطف. وخفض له جناح مالطف. وقال له: ويك يا

بني إن من أمر بالقناعة. وزجر عن الضراعة. هم أرباب البضاعة. وأولو المكسبة بالصناعة. فأما ذوو الضرورات. فقد استثني بهم في المحظورات. وهبك جهلت هذا

حاباه: التأويل. ولم يبلغك ما قيل. ألست الذي عارض أباه. في ما قال وما النفس عزيز يقال لكيومسـغـبة ضر على تقعدن ال

مصطبر أرض هل بعينك وانظر

معطـلة حفها كأرض النبات من

الشجـر ثـمـر لـه مـا لعود فضل فأيبـه األغـبـياء تـشـير عما فعد

ربع عن ركابك وارحلبه ظمئت

به يهمي الذي الجناب الىالمطر

در من الري واستنزلفإن السحاب

فليهنك به يداك بلتالـظـفـر

الرد في فما رددت وإنمنقـصة

قبل موسى رد قد عليكوالخضر

قال: فلما أن رأى القاضي تنافي قول الفتى وفعله. وتحليه بما ليس من أهله. نظر إليه بعين غضبى. وقال: أتميميا مرة وقيسيا أخرى? أف لمن

ينقض ما يقول. ويتلون كما تتلون الغول! فقال الغالم: والذي جعلك مفتاحا للحق. وفتاحا بين الخلق. لقد أنسيت مذ أسيت. وصدئ ذهني مذرح? وهل بقي من يتبرع صديت. على أنه أين الباب الفتح. والعطاء الس

باللهى. وإذا استطعم يقول ها? فقال له القاضي: مه! فمع الخواطئ سهم صائب. وما كل برق خالب. فميز البروق إذا شمت. وال تشهد إال بما

علمت. فلما تبين للشيخ أن القاضي قد غضب للكرام. وأعظم تبخيل

85

Page 86: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

جميع األنام. علم أنه سينصر كلمته. ويظهر أكرومته. فما كذب أن نصبشبكته. وشوى في الحريق سمكته. وأنشأ يقول:

رضـوى من أرسخ وحلمهعلـمـه الذي القاضي أيها يا أخو الدنيا في ليس أنجـهـلـه على هذا ادعى قد

جدوىوالسـلـوى كالمن عطاؤهممعـشـر من أنك درى وما

يثنيه بم فجد الدعوى كذب من افترى ممامـسـتـخـزيا عدوى ومن جدوى من أوليتبـمـا أثـنـي جذالن وأنثني

قال: فهش القاضي لقوله. وأجزل له من طوله. ثم لفت وجهه الى الغالم. وقد نصل له أسهم المالم. وقال له: أرأيت بطل زعمك. وخطأ وهمك? فال تعجل بعدها بذم. وال تنحت عودا قبل عجم. وإياك وتأبيك. عن مطاوعة أبيك! فإنك إن عدت تعقه. حاق بك مني ما تستحقه. فسقط الفتى في يده. والذ بحقو والده. ثم نهض يحفد. وتبعه الشيخ

ينشد: صعده في القاضي فليقصددهره ضاره أو ضامه من

بـعـده من أتعب وعدلهقبـلـه بمن أزرى سماحه لمسيره. احرورف أن وتنكيره. الى الشيخ تعريف بين الراوي: فحرت قال

أسراره. وأعرف على أظهر رباعه. لعلي الى باتباعه. ولو النفس فناجيت وأعتقب. يخطو يزل انطلق. ولم حيث العلق. وانطلقت ناره. فنبذت شجرة الخلصان. على التعارف الشخصان. وحق تراءى أن وأقترب. الى ويبعد عاش! فال أخاه كاذب االرتعاش. وقال: من االهتشاش. ورفع حينئذ فأبدى

إليه حالة. فأسرعت حؤول محالة. وال بال السروجي أنه ذلك عند فعرفت. وتركني أخيك ابن وبارحه. فقال: دونك سانحه ألصافحه. وأستعرف البر

. فلم ومر عينهما. استبنت وقد فر. فعدت كما فر افتر. ثم أن الفتى يعدهما. أين ولكن

ة المقامة المروي

حكى الحارث بن همام قال: حبب إلي مذ سعت قدمي. ونفث قلمي. أن أتخذ األدب شرعة. واالقتباس منه نجعة. فكنت أنقب عن أخباره. وخزنة أسراره. فإذا ألفيت منهم بغية الملتمس. وجذوة المقتبس. شددت يدي

بغرزه. واستنزلت منه زكاة كنزه. على أني لم ألق كالسروجي في غزارةقب. إال أنه كان أسير من المثل. وأسرع حب. ووضع الهناء مواضع الن الس

قل. وكنت لهوى مالقاته. واستحسان مقاماته. أرغب في من القمر في الن االغتراب. وأستعذب السفر الذي هو قطعة من العذاب. فلما تطوحت الى مرو. وال غرو. بشرني بملقاه زجر الطير. والفأل الذي هو بريد الخير. فلم أزل أنشده في المحافل. وعند تلقي القوافل. فال أجد عنه مخبرا. وال أرى

له أثرا وال عثيرا. حتى غلب اليأس الطمع. وانزوى التأميل وانقمع. فإنيرو. إذ طلع أبو لذات يوم بحضرة والي مرو. وكان ممن جمع الفضل والس زيد في خلق ممالق. وخلق مالق. فحيا تحية المحتاج. إذا لقي رب التاج.

ثم قال له: اعلم وقيت الذم. وكفيت الهم. أن من عذقت به األعمال. أعلقت به األمال. ومن رفعت له الدرجات. رفعت إليه الحاجات. وأن

عم. عم. كما يؤدي زكاة الن السعيد من إذا قدر. وواتاه القدر. أدى زكاة الن والتزم ألهل الحرم. ما يلتزم لألهل والحرم. وقد أصبحت بحمد الله عميد

86

Page 87: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

مصرك. وعماد عصرك. تزجى الركائب الى حرمك. وترجى الرغائب من كرمك. وتنزل المطالب بساحتك. وتستنزل الراحة من راحتك. وكان فضل

الله عليك عظيما. وإحسانه لديك عميما. ثم إني شيخ ترب بعد اإلتراب. وعدم اإلعشاب حين شاب. قصدتك من محلة نازحة. وحالة رازحة. آمل

من بحرك دفعة. ومن جاهك رفعة. والتأميل أفضل وسائل السائل. ونائل النائل. فأوجب لي ما يجب عليك. وأحسن كما أحسن الله إليك. وإياك أن

تلوي عذارك. عمن ازدراك. وأم دارك. أو تقبض راحك. عمن امتاحك. وامتار سماحك. فوالله ما مجد من جمد. وال رشد من حشد. بل اللبيب

من إذا وجد جاد. وإن بدأ بعائدة عاد. والكريم من إذا استوهب الذهب. لم يهب أن يهب. ثم أمسك يرقب أكل غرسه. ويرصد مطيبة نفسه. وأحب

الوالي أن يعلم هل نطفته ثمد. أم لقريحته مدد. فأطرق يروي في استيراء زنده. واستشفاف فرنده. والتبس على أبي زيد سر صمتته.

وإرجاء صلته. فتوغر غضبا. وأنشد مقتضبا: ذا الـلـعـن أبيت تحقرن ال

أدب السربـال خلق بدا ألن

سـروتـا التأميل ألخي تضع وال

حرمـتـه كـان أم لسن ذا أكان

سـكـيتـا وافاك من بعرفك وانفح

مختبطـا ألفيت من بغوثك وانعشمنكوتـا

أشـاد مـال الفتى مال فخيرلـه

أو الركبـان تناقله ذكراصـيتـا

المشتري على وما حمدابموهـبة

أعطاه ما كان ولو غبنياقـوتـا

عن العذر ضاق المروءة لوالفطن

جاوز ما الى اشرأب إذاالقـوتـا

جـد المـجـد البتناء لكنهومـن

العلى نحو ثنى السماح حبليتـا

ذو الشكـر نشر تنشق وما كـرم

المسك بنشر وأزرى إالمفتـوتـا

يقض لم والبخل والحمداجتماعهما

حتى ذا خيل لقد وذا ضباحـوتـا

محبوب الناس في والسمحخالئقه

ينفك ما الكف والجامدممقـوتـا

أمـوالـه على وللشحيح يوسعنهعـلـل أبـدا وتـبـكـيتـا ذمـا من كفاك جمعت بما فجد

نشـب جدواك مجتدي يرى حتى

مبهوتا

العود تريك الزمان منرائعة قـبـل منـه نصيبك وخذمنحوتـا

فالدهر تستمـر أن من أنكدبـه

أم الحال تلك تكرهت حالشيتا

87

Page 88: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فقال له الوالي: تالله لقد أحسنت. فأي ولد الرجل أنت? فنظر إليه عنعرض. وأنشد وهو مغض:

أو صله ثم خاللهورز أبوه من المرء تسأل ال فاصـرم ابنة كونها مذاقهاحال حين السالف يشين فما الحصرم

قال: فقربه الوالي لبيانه الفاتن. حتى أحله مقعد الخاتن. ثم فرض له من سيوب نيله. ما آذن بطول ذيله. وقصر ليله. فنهض عنه بردن مآلن. وقلب جذالن. وتبعته حاذيا حذوه. وقافيا خطوه. حتى إذا خرج من بابه. وفصل عن غابه. قلت له: هنئت بما

أوتيت. ومليت بما أوليت! فأسفر وجهه وتالال. ووالى شكرا لله تعالى. ثم خطر اختياال.ارتجاال: وأنشد

بالحماقة نال يكن من األصول لطيب قدره سما أوحظـابقيولـي ال ارتفعت وبقوليبفضولي ال انتفعت فبفضلي

ثم ودعني ودأب! ثم فيه جد لمن األدب. وطوبى جدب لمن قال: تعساهب. وذهب. وأودعني الل

العمانية المقامة

حدث الحارث بن همام قال: لهجت مذ اخضر إزاري. وبقل عذاري. بأن أجوب البراري. وعلى ظهور المهاري. أنجد طورا. وأسلك تارة غورا. حتى

فليت المعالم والمجاهل. وبلوت المنازل والمناهل. وأدميت السنابك والمناسم. وأنضيت السوابق والرواسم. فلما مللت اإلصحار. وقد سنح لي

أرب بصحار. ملت الى اجتياز التيار. واختيار الفلك السيار. فنقلت إليه أساودي. واستصحبت زادي ومزاودي. ثم ركبت فيه ركوب حاذر ناذر.

رع للسرعة. سمعنا عاذل لنفسه عاذر. فلما شرعنا في القلعة. ورفعنا الش من شاطئ المرسى. حين دجا الليل وأغسى. هاتفا يقول: يا أهل ذا الفلك

القويم. المزجى في البحر العظيم. بتقدير العزيز العليم. هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم? فقلنا له: أقبسنا نارك أيها الدليل. وأرشدنا كما يرشد الخليل الخليل. فقال: أتستصحبون ابن سبيل. زاده في زبيل.

وظله غير ثقيل. وما يبغي سوى مقيل? فأجمعنا على الجنوح إليه. وأن ال نبخل بالماعون عليه. فلما استوى على الفلك. قال: أعوذ بمالك الملك.

من مسالك الهلك! ثم قال: إنا روينا في األخبار. المنقولة عن األحبار. أن الله تعالى ما أخذ على الجهال أن يتعلموا. حتى أخذ على العلماء أن

موا. وإن معي لعوذة. عن األنبياء مأخوذة. وعندي لكم نصيحة. براهينها يعل صحيحة. وما وسعني الكتمان. وال من خيمي الحرمان. فتدبروا القول وتفهموا. واعملوا بما تعلمون وعلموا. ثم صاح صيحة المباهي. وقال:

أتدرون ما هي? هي والله حرز السفر. عند مسيرهم في البحر. والجنة من الغم. إذا جاش موج اليم. وبها استعصم نوح من الطوفان. ونجا ومن معه

من الحيوان. على ما صدعت به آي القرآن. ثم قرأ بعض أساطير تالها. وزخارف جالها. وقال: اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها. ثم تنفس

تنفس المغرمين. أو عباد الله المكرمين. وقال: أما أنا فقد قمت فيكمغين. ونصحت لكم نصح المبالغين. وسلكت بكم محجة مقام المبل

الراشدين. فاشهد اللهم وأنت خير الشاهدين. قال الحارث بن همام: فأعجبنا بيانه البادي الطالوة. وعجت له أصواتنا بالتالوة. وآنس قلبي منجي. ألست جرسه. معرفة عين شمسه. فقلت له: بالذي سخر البحر الل السروجي? فقال لي: بلى. وهل يخفى ابن جال? فأحمدت حينئذ السفر.

88

Page 89: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وسفرت عن نفسي إذ سفر. ولم نزل نسير والبحر رهو. والجو صحو. والعيش صفو. والزمان لهو. وأنا أجد للقيانه. وجد المثري بعقيانه. وأفرح

بمناجاته. فرح الغريق بمنجاته. الى أن عصفت الجنوب. وعسفت الجنوب. ونسي السفر ما كان. وجاءهم الموج من كل مكان. فملنا لهذا الحدث الثائر. الى إحدى الجزائر. لنريح ونستريح. ريثما تؤاتي الريح. فتمادى

اعتياص المسير. حتى نفد الزاد غير اليسير. فقال لي أبو زيد: إنه لن يحرز جنى العود بالقعود. فهل لك في استثارة السعود بالصعود? فقلت له: إني

ألتبع لك من ظلك. وأطوع من نعلك. فنهدنا الى الجزيرة. على ضعف المريرة. لنركض في امتراء الميرة. وكالنا ال يملك فتيال. وال يهتدي فيها

سبيال. فأقبلنا نجوس خاللها. ونتفيأ ظاللها. حتى أفضينا الى قصر مشيد. له باب من حديد. ودونه زمرة من عبيد. فناسمناهم لنتخذهم سلما الى

االرتقاء. وأرشية لالستقاء. فألفينا كال منهم كئيبا حسيرا. حتى خلناه كسيرا أو أسيرا. فقلنا: أيتها الغلمة. ما هذي الغمة? فلم يجيبوا النداء. وال فاهوا

 ببيضاء وال سوداء. فلما رأينا نارهم نار الحباحب. وخبرهم كسراب كع ومن يرجوه! فابتدر خادم قد السباسب. قلنا: شاهت الوجوه. وقبح الل علته كبرة. وعرته عبرة. وقال: يا قوم ال توسعونا سبا. وال توجعونا عتبا.

فإنا لفي حزن شامل. وشغل عن الحديث شاغل. فقال له أبو زيد: نفس خناق البث. وانفث إن قدرت على النفث. فإنك ستجد مني عرافا كافيا. ووصافا شافيا. فقال له: اعلم أن رب هذا القصر هو قطب هذه البقعة.

وشاه هذه الرقعة. إال أنه لم يخل من كمد. لخلوه من ولد. ولم يزل يستكرم المغارس. ويتخير من المفارش النفائس. الى أن بشر بحمل

عقيلضة. وآذنت رقلته بفسيلة. فندرت له النذور. وأحصيت األيام والشهور.تاج. وصيغ الطوق والتاج. عسر مخاض الوضع. حتى خيف ولما حان الن

على األصل والفرع. فما فينا من يعرف قرارا. وال يطعم النوم إال غرارا. ثم أجهش بالبكاء وأعول. وردد االسترجاع وطول. فقال له أبو زيد: اسكن يا هذا واستبشر. وابشر بالفرج وبشر! فعندي عزيمة الطلق. التي انتشر

سمعها في الخلق. فتبادرت الغلمة الى موالهم. متباشرين بانكشاف بلواهم. فلم يكن إال كال وال حتى برز من هلمم بنا إليه. فلما دخلنا عليه. ومثلنا بين يديه. قال ألبي زيد: ليهنك منالك. إن صدق مقالك. ولم يفل

فالك. فاستحضر قلما مبريا. وزبدا بحريا. وزعفرانا قد ديف. في ماء ورد نظيف. فما إن رجع النفس. حتى أحضر ما التمس. فسجد أبو زيد وعفر.

وسبح واستغفر. وأبعد الحاضرين ونفر. ثم أخذ القلم واسحنفر. وكتبكع ومن على الزبد بالمزعفر:سباسب. قلنا: شاهت الوجوه. وقبح الل

يرجوه! فابتدر خادم قد علته كبرة. وعرته عبرة. وقال: يا قوم ال توسعونا سبا. وال توجعونا عتبا. فإنا لفي حزن شامل. وشغل عن الحديث شاغل. فقال له أبو زيد: نفس خناق البث. وانفث إن قدرت على النفث. فإنك

ستجد مني عرافا كافيا. ووصافا شافيا. فقال له: اعلم أن رب هذا القصر هو قطب هذه البقعة. وشاه هذه الرقعة. إال أنه لم يخل من كمد. لخلوه من ولد. ولم يزل يستكرم المغارس. ويتخير من المفارش النفائس. الى

أن بشر بحمل عقيلضة. وآذنت رقلته بفسيلة. فندرت له النذور. وأحصيتتاج. وصيغ الطوق والتاج. عسر مخاض األيام والشهور. ولما حان الن

الوضع. حتى خيف على األصل والفرع. فما فينا من يعرف قرارا. وال يطعم

89

Page 90: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

النوم إال غرارا. ثم أجهش بالبكاء وأعول. وردد االسترجاع وطول. فقال له أبو زيد: اسكن يا هذا واستبشر. وابشر بالفرج وبشر! فعندي عزيمة الطلق. التي انتشر سمعها في الخلق. فتبادرت الغلمة الى موالهم.

متباشرين بانكشاف بلواهم. فلم يكن إال كال وال حتى برز من هلمم بنا إليه. فلما دخلنا عليه. ومثلنا بين يديه. قال ألبي زيد: ليهنك منالك. إن

صدق مقالك. ولم يفل فالك. فاستحضر قلما مبريا. وزبدا بحريا. وزعفرانا قد ديف. في ماء ورد نظيف. فما إن رجع النفس. حتى أحضر ما التمس.

فسجد أبو زيد وعفر. وسبح واستغفر. وأبعد الحاضرين ونفر. ثم أخذ القلمواسحنفر. وكتب على الزبد بالمزعفر:

شروط من والنصح لكنـصـيح إنـي الجنين أيهذاالدين

مـكـين السكون من وقراركـنـين بكـن مستعصم أنتمـبـين عـدو وال مداج فإل من يروعك ما فيه ترى ما

والهون األذى منزل الى تتـحـول منه برزت ما فمتى

هـتـون بدمع له فتبكي قىتـل الذي الشقاء لك وتراءى الرغيد عيشك فاستدمبالمظنـون المحقوق تبيع أنوحـاذر

لك مخادع من واحترسالمهين العذاب في ليلقيك كيرقي

ه نصيح كمولكـن نصحت لقد ولعمري بـظـنـين مشب ثم إنه طمس المكتوب على غفلة. وتفل عليه مئة تفلة. وشد الزبد في

خرقة حرير. بعدما ضمخها بعبير. وأمر بتعليقها على فخذ الماخض. وأن ال تعلق بها يد حائض. فلم يكن إال كذواق شارب. أو فواق حالب. حتى اندلقبد. بقدرة الواحد الصمد. فامتأل القصر حبورا. شخص الولد. لخصيصى الز

واستطير عميده وعبيده سرورا. وأحاطت الجماعة بأبي زيد تثني عليه. وتقبل يديه. وتتبرك بمساس طمريه. حتى خيل إلي أنه القرني أويس. أو

األسدي دبيس. ثم انثال عليه من جوائز المجازاة. ووصائل الصالت. ما قيض له الغنى. وبيض وجه المنى. ولم يزل ينتابه الدخل. مذ نتج السخل.

الى أن أعطي البحر األمان. وتسنى اإلتمام الى عمان. فاكتفى أبو زيدحلة. وتأهب للرحلة. فلم يسمح الوالي بحركته. بعد تجربة بركته. بل بالن

أوعز بضمه الى حزانته. وأن تطلق يده في خزانته. قال الحارث بن همام: فلما رأيته قد مال. الى حيث يكتسب المال. أنحيت عليه بالتعنيف. وهجنت

له مفارقة المألف واألليف. فقال إليك عني. واسمع مني: وتمـتـهـن تضام فيهوطـن الـى تصبون ال

القنن على الوهاد تعليالتـي الدار عن وارحلحضـن حضنا انه ولويقـي كـن الى واهرب

الـدرن يغشاك بحيث متـقـي أن بنفسك واربأهـا الـبـالد وجب وطـن فاختره أرضاكفـأير ودع السكـن الى والحنين هدلـلـمـعـا التذك

الـغـبـن يلقى أوطانهفـي الـحـر بأن واعلم

90

Page 91: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الثمـن في ويبخس رىيستز األصداف في كالدر معاذيري. له اتبعت! فأوضحت لو أنت استمعت. وحبذا ما قال: حسبك ثم

عذيري. فعذر له: كن وقلت تشييع شيعني يذر. ثم لم حتى واعتذر. وزود الفراق أشكو وأنا القارب. فودعته في ركبت أن األقارب. الى وأذمه. وأود

وأمه. الجنين هلك كان لوالتبريزية المقامة

أخبر الحارث بن همام قال: أزمعت التبريز من تبريز. حين نبت بالذليل والعزيز. وخلت من المجير والمجيز. فبينا أنا في إعداد األهبة. وارتياد

الصحبة. ألفيت بها أبا زيد السروجي ملتفا بكساء. ومحتفا بنساء. فسألته عن خطبه. وإلى أين يسرب مع سربه? فأومأ الى امرأة منهن باهرة

السفور. ظاهرة النفور. وقال: تزوجت هذه لتؤنسني في الغربة. وترحض عني قشف العزبة. فلقيت منها عرق القربة. تمطلني بحقي. وتكلفني

فوق طوقي. فأنا منها نضو وجى. وحلف شجو وشجى. وها نحن قد تساعينا الى الحاكم. ليضرب على يد الظالم. فإن انتظم بيننا الوفاق. وإال

فالطالق واالنطالق. قال: فملت الى أن أخبر لمن الغلب. وكيف يكون المنقلب. فجعلت شغلي دبر أذني. وصحبتهما وإن كنت ال أغني. فلما حضر القاضي وكان ممن يرى فضل اإلمساك. ويضن بنفاثة السواك. جثا أبو زيد بين يديه. وقال: أيد الله القاضي وأحسن إليه. إن مطيتي هذه أبية القياد.راد. مع أني أطوع لها من بنانها. وأحنى عليها من جنانها. فقال كثيرة الش

شوز يغضب الرب. ويوجب الضرب? لها القاضي: ويحك! أما علمت أن الن فقالت: إنه ممن يدور خلف الدار. ويأخذ الجار بالجار. فقال له القاضي: تباباخ. وتستفرخ حيث ال إفراخ? اعزب عني ال نعم عوفك. لك! أتبذر في الس

وال أمن خوفك! فقال أبو زيد: إنها ومرسل الرياح. ألكذب من سجاح! فقالت: بل هو ومن طوق الحمامة. وجنح النعامة. ألكذب من أبي ثمامة.واظ. واستشاط استشاطة حين مخرق باليمامة. فزفر أبو زيد زفير الش المغتاظ. وقال لها: ويلك يا دفار يا فجار. يا غصة البعل والجار! أتعمدين

في الخلوة لتعذيبي. وتبدين في الحفلة تكذيبي? وقد علمت أني حين بنيت عليك. ورنوت إليك. ألفيتك أقبح من قردة. وأيبس من قدة. وأخشن من

ليفة. وأنتن من جيفة. وأثقل من هيضة. وأقذر من حيضة. وأبرز من قشرة. وأبرد من قرة. وأحمق من رجلة. وأوسع من دجلة! فسترت

عوارك. ولم أبد عارك. على أنه لو حبتك شيرين بجمالها. وزبيدة بمالها. وبلقيس بعرشها. وبوران بفرشها. والزباء بملكها. ورابعة بنسكها. وخندف

بفخرها. والخنساء بشعرها في صخرها. ألنفت أن تكوني قعيدة رحلي. وطروقة فحلي! قال: فتذمرت المرأة وتنمرت. وحسرت عن ساعدها

وشمرت. وقالت له: يا أألم من مادر. وأشأم من قاشر. وأجبن من صافر. وأطيش من طامر! أترميني بشنارك. وتفري عرضي بشفارك? وأنت تعلم

أنك أحقر من قالمة. وأعيب من بغلة أبي دالمة. وأفضح من حبقة. في حلقة. وأحير من بقة. في حقة! وهبك الحسن في وعظه ولفظه.

والشعبي في علمه وحفظه. والخليل في عروضه ونحوه. وجريرا في غزله وهجوه. وقسا في فصاحته وخطابته. وعبد الحميد في بالغته وكتابته. وأبا

عمرو في قراءته وإعرابه. وابن قريب في روايته عن أعرابه. أتظنني

91

Page 92: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أرضاك إماما لمحرابي. وحساما لقرابي? ال والله وال بوابا لبابي. وال عصا لجرابي! فقال لهما القاضي: أراكما شنا وطبقة. وحدأة وبندقة. فاترك أيهادد. واسلك في سيرك الجدد. وأما أنت فكفي عن سبابه. وقري الرجل الل إذا أتى البيت من بابه. فقالت المرأة: والله ما أسجن عنه لساني. إال إذا

جات كساني. وال أرفع له شراعي. دون إشباعي. فحلف أبو زيد بالمحرثاث. فنظر القاضي في قصصهما الثالث. أنه ال يملك سوى أطماره الر

 نظر األلمعي. وأفكر فكرة اللوذعي. ثم أقبل عليهما بوجه قد قطبه. ومجن قد قلبه. وقال: ألم يكفكما التسافه في

مجلس الحكم. واإلقدام على هذا الجرم. حتى تراقيتما من فحش المقاذعة. الى خبث المخادعة? وايم الله لقد أخطأت استكما الحفرة. ولم

غرة. فإن أمير المؤمنين. أعز الله ببقائه الدين. نصبني يصب سهمكما الث ألقضي بين الخصماء. ال ألقضي دين الغرماء. وحق نعمته التي أحلتني هذا

المحل. وملكتني العقد والحل. لئن لم توضحا لي جلية خطبكما. وخبيئة خبكما. ألنددن بكما في األمصار. وألجعلنكما عبرة ألولي األبصار! فأطرق

أبو زيد إطراق الشجاع. ثم قال له: سماع سماع:هما بوجه قد قطبه. ومجن قد قلبه. وقال: ألم يكفكما التسافه في مجلس الحكم. واإلقدام

على هذا الجرم. حتى تراقيتما من فحش المقاذعة. الى خبث المخادعة?غرة. فإن وايم الله لقد أخطأت استكما الحفرة. ولم يصب سهمكما الث أمير المؤمنين. أعز الله ببقائه الدين. نصبني ألقضي بين الخصماء. ال

ألقضي دين الغرماء. وحق نعمته التي أحلتني هذا المحل. وملكتني العقد والحل. لئن لم توضحا لي جلية خطبكما. وخبيئة خبكما. ألنددن بكما في

األمصار. وألجعلنكما عبرة ألولي األبصار! فأطرق أبو زيد إطراق الشجاع.ثم قال له: سماع سماع:

وهـذي السروجي أناعـرسـي

غير البدر كفؤ وليسالشـمـس

قـسـي عـن ديرها تناءى والوأنـسـي أنـسـهـا تنافى وما أرض سقياي عدت وال

خـمـس لـيال مـنـذ لكنـنـاغرسـي الطوى ثوب في نصبح

ونمسـي وال المضغ نعرف ال

التحـسـي من نشروا موتى أشباحالـنـفـس لخـفـوت كأنا حتى

رمـسالـمـس األلـيم الضـر وشفناوالـتـأسـي الصبـر عز فحين أو الجد لسعد قمنا

فـلـس الجـتـالب المقام هذالـلـنـحـس حـين الحر يلحي والفقريرسـي

لباس في التحلي الىبـس ـ الـل

عن وسل يومي الى فانظردرسـي وهـذا حـالـي فهـذه أمسي

أو تشا إن بجبري وأمرحبـسـي

صحتـي يديك ففيونـكـسـي

92

Page 93: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فقال له القاضي: ليثب أنسك. ولتطب نفسك. فقد حق لك أن تغفر خطيتك. وتوفروقالت: عطيتك. فثارت الزوجة عند ذلك واستطالت. وأشارت الى الحاضرين

على أوفىحاكـم لكم تبريز أهل يا تبريزا الحكامضيزى قسمته الندى يومأنه سوى عيب من فيه ما

مهزوزا زال ما له عودجنى نبغي والشيخ قصدته جدواهمن نال وقد الشيخ فسرح وتمييزا تخصيصا مـن أخيب وردني شـائم تموزا شهر في خفا برقا

األراجيزا الشيخ ذا لقنتالـتـي أني يدر لم كأنهتبريزا أهل في أضحوكةغادرتـه شئت إن وأنني

مني قد أنه لسانهما. علم جنانهما. وانصالت اجتراء القاضي رأى قال: فلما الزوجين. وصرف أحد منح متى الدهياء. وأنه العياء. والداهية بالداء منهما ركعتين. المغرب صلى بالدين. أو الدين قضى كمن اليدين. كان صفر اآلخر

يمنة التفت وغمغم. ثم وبرطم. وهمهم وطرسم. واخرنطم فطلسم القضاء يذم وندامة. وأخذ كآبة وشامة. وتململ شوائبه ومتاعبه. ويعد

حتى الحريب. وانتحب يتنفس كما تنفس وخاطبه. ثم طالبه ونوائبه. ويفند موقف في عجيب. أأرشق لشيء هذا النحيب. وقال: إن يفضحه كاد

أين الخصمين. ومن أرضي أن بمغرمين. أأطيق قضية في بسهمين. أألزم يوم هذا لمآربه. وقال: ما حاجبه. المنفذ الى عطف أين? ثم ومن حكم

يوم االغترام. هذا يوم االعتمام. هذا يوم وإمضاء! هذا وقضاء. وفصل نصيب! وال فيه نصاب يوم عصيب. هذا يوم الخسران! هذا يوم البحران. هذا

األصحاب. فرق بدينارين. ثم لسانهما المهذارين. واقطع هذين من فأرحني فيه القاضي مذموم. وأن يوم أنه الباب. وأشع وأغلق يحضرني مهموم. لئال

لبكائه. ثم دعائه. وتباكى على الحاجب خصوم! قال: فأمن زيد أبا نقد وعرسه مجالس احترما الثقلين. لكن ألحيل أنكما المثقالين. وقال: أشهد

وقت كل تبريز. وال قاضي قاض كل الكالم. فما فحش فيها الحكام. واجتنبا وقد وجب. ونهضا قد حجب. وشكرك من له: مثلك األراجيز. فقاال تسمعنارين. القاضي قلب بدينارين. وأصليا حظيا

يسية المقامة ن الت حدث الحارث بن همام قال: أطعت دواعي التصابي. في غلواء شبابي. فلم أزل زيرا

للغيد. وأذنا لألغاريد. الى أن وافى النذير. وولى العيش النضير. فقرمت الى رشد االنتباه. وندمت على ما فرطت في جنب الله. ثم أخذت في كسع الهنات بالحسنات.

قاة. وعن وتالفي الهفوات قبل الفوات. فملت عن مغاداة الغادات. الى مالقاة الت مقاناة القينات. الى مداناة أهل الديانات. وآليت أن ال أصحب إال من نزع عن الغي.

وفاء منشره الى الطي. وإن ألفيت من هو خليع الرسن. مديد الوسن. أنأيت داري عن داره. وفررت عن عره وعاره. فلما ألقتني الغربة بتنيس. وأحلتني مسجدها األنيس.

رأيت به ذا حلقة ملتحمة. ونظارة مزدحمة. وهو يقول بجأش مكينو ولسن مبين: مسكين ابن آدم وأي مسكين. ركن من الدنيا الى غير ركين. واستعصم منها بغير

مكسن. وذبح من حبها بغير سكين. يكلف بها لغباوته. ويكلب عليها لشقاوته. ويعتد فيها لمفاخرته. وال يتزود منها آلخرته. أقسم بمن مرج البحرين. ونور القمرين. ورفع قدر

الحجرين. لو عقل ابن آدم. لما نادم. ولو فكر في ما قدم. لبكى الدم. ولو ذكر المكافاة. الستدرك ما فات. ولو نظر في المآل. لحسن قبل األعمال. يا عجبا كل

العجب. لمن يقتحم ذات اللهب. في اكتناز الذهب. وخزن النشب. لذوي النسب. ثم

93

Page 94: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

من البدع العجيب. أن يعظك وخط المشيب. وتؤذن شمسك بالمغيب. ولست ترى أنيرشد: تنيب. وتهذب المعيب. ثم اندفع ينشد. إنشاد من

الصبا غي على وهوشـيبــه أنـذره مـن ويح يامنكمـش

القوى ضعف من أصبحبـعـدمـا الهوى نار الى يعشو يرتعش

المـفـتـرش يفترش ما أوطأويعـتـده الـلـهـو ويمتطـي مـا الـذي الشيب يهب لم

ب ذو نجومهرأى ـ دهـش إال الـلخـدش بعـرض بالى وال عنهالـنـهـى نهـاه عما انتهى وال

مات إن فذاك يعش وإنلـه فسـحـقـا يعـش لـم كأن عدنـبـش عشر بعد ميت كنشرنشـره امرئ محيا في خير ال

يروقطـيب عـرضـه مـن وحبذا رقـش بـرد مثل حسناتنتـقـش أو مسكين يا هلكتذنـبـه شـاكـه قـد لمن فقل

قد ما السود الخطايا منبـهـا تطمـس التوبة فأخلصنقـش

لم ومن طاش من وداررضـى بخلـق الناس وعاشريطش

يرش لـم مـن كان ال زمانهحـصـه إن الحر جناح ورش الموتور وأنجد إنجاده عن عجزتفـإن ظـلـمـا

فاستجـش به الحشر في عساككـبـوة ذو نـاداك إذا وانعش

تنتعـش فاشرب النصح كأس وهاكوجد

من على الكأس بفضلةعطش

قال: فلما فرغ من مبكياته. وقضى إنشاد أبياته. نهض صبي قد شدن. وأعرى البدن. وقال: يا ذوي الحصاة. واإلنصات الى الوصاة. قد وعيتم اإلنشاد. وفقهتم اإلرشاد. فمن نوى منكم أن يقبل. ويصلح المستقبل.

فليبن ببري عن نيته. وال يعدل عني بعطيته. فوالذي يعلم األسرار. ويغفر اإلصرار. إن سري لكما ترون. وإن وجهي ليستوجب الصون. فأعينوني رزقتم العون. قال: فأخذ الشيخ في ما يعطف عليه القلوب. ويسني له

المطلوب. حتى أنبط حفره. واعشوشب قفره. فلما أن ترع الكيس. انصلت يميس. ويحمد تنيس. ولم يحل للشيخ المقام. بعدما انصاع الغالم. فاسترفع األيدي بالدعاء. ثم نحا نحو االنكفاء. قال الراوي: فارتحت الى أن أعجمه. وأحل مترجمه. فتبعته وهو يشتد في سمته. وال يفتق رتق صمته.

فلما أمن المفاجي. وأمكن التناجي. لفت جيده إلي. وسلم تسليمويدن? فقلت: إي والمؤمن البشاشة علي. ثم قال: أراقك ذكاء ذاك الش

جي! فقلت: أشهد المهيمن! قال: إنه فتى السروجي. ومخرج الدر من الل إنك لشجرة ثمرته. وشواظ شررته. فصدق كهانتي. واستحسن إبانتي. ثم

قال: هل لك في ابتدار البيت. لنتنازع كأس الكميت? فقلت له: ويحك

94

Page 95: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم? فافتر افترار متضاحك. ومر غيرمماحك. ثم بدا له أن تراجع إلي. وقال: احفظها عني وعلي:

عنك الراح بصرف إصرفتـكـتـئب وال القـلـب وروحاألسى

اتـئب قـدك الـهـم عنك تدفعبـه مـا فـي المـك لمـن وقل تصحب. ال كنت وأغتبق. وإذا أصطبح حيث فسأنطلق. الى أنا قال: أما ثم سبيلي بطريق. فخل لي طريقك برفيق. وال لي يطرب. فلست من تالئم وال

ولى تنقب. ثم وال عني تنقر ونكب. وال بن الحارث يعقب. قال ولم مدبرا همام: فالتهبت أالقه. لم لو انطالقه. ووددت عند وجدا

جرانية المقامة الن

حكى الحارث بن همام قال: ترامت بي مرامي النوى. ومساري الهوى. الى أن صرت ابن كل تربة. وأخا كل غربة. إال أني لم أكن أقطع واديا. وال

أشهد ناديا. إال القتباس األدب المسلي عن األشجان. المغلي قيمةنشنة. وتناقلتها عني األلسنة. وصارت اإلنسان. حتى عرفت لي هذه الش أعلق بي من الهوى ببني عذرة. والشجاعة بآل أبي صفرة. فلما ألقيت

الجران بنجران. واصطفيت بها الخالن والجيران. تخذت أنديتها معتمري. وموسم فكاهتي وسمري. فكنت أتعهدها صباح مساء. وأظهر فيها على ما

. سر وساء. فبينما أنا في ناد محشود. ومحفل مشهود. إذ جثم لدينا هم عليه هدم. فحيا تحية ملق. بلسان ذلق. ثم قال: يا بدور المحافل. وبحور

النوافل. قد بين الصبح لذي عينين. وناب العيان مناب عدلين. فماذا ترون. في ما ترون? أتحسنون العون. أم تنأون. إذ تدعون? فقالوا: تالله لقد

غظت. ورمت أن تنبط فغضت. فناشدهم الله عماذا صدهم. حتى استوجب ردهم. فقالوا: كنا نتناضل باأللغاز. كما يتناضل يوم البراز. فما

تمالك أن شعث من المنضول. وألحق هذا الفضل بنمط الفضول. فلسنته لسن القوم. ووخزوه بأسنة اللوم. وأخذ هو يتنصل من هفوته. ويتندم على

فوهته. وهم مضبون على مؤاخذته. وملبون داعي منابذته. الى أن قال لهم: يا قوم إن االحتمال من كرم الطبع. فعدوا عن اللذع والقذع. ثم هلم

ز. فسكن عند ذلك توقدهم. وانحلت عقدهم. الى أن نلغز. ونحكم المبر ورضوا بما شرط عليهم ولهم. واقترحوا أن يكون أولهم. فأمسك ريثما

يعقد شسع. أو يشد نسع. ثم قال: اسمعوا وقيتم الطيش. ومليتم العيش.وأنشد ملغزا في مروحة الخيش:

سيرها في وجاريةمشـمـعـلة

المسير إثر على ولكنقفولهـا

جنسها من سائق لهايستحثـهـا

اإلحتثاث في أنه علىرسيلهـا

تنظف القيظ أوان في ترىبالندى

المصيف ولى إذا ويبدوقحولها

النخل: ثم قال: وهاكم يا أولي الفضل. ومراكز العقل. وأنشد ملغزا في حابول منهـا أصله تنشاأم الـى ومنتسـب

عنهـا برهة نفتهكانـت وقد يعانقها ينهى وال يلحى والالجانـي يتوصل به

95

Page 96: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

القلم: ثم قال: ودونكم الخفية العلم. المعتكرة الظلم. وأنشد ملغزا في الكرام بصحبته باهت كمااإلمـام عـرف به ومأموم

األوام يعروه حين ويسكنصـاد طيشان يرتوي إذ له يستسعى حين ويذري اإلبتسـام يروق كما يرقندموعا

الميل: ثم قال: وعليكم بالواضحة الدليل. الفاضحة ما قيل. وأنشد ملغزا في أختين ناكح وما جهـرا

وخـفـية النكـاح في عليه وليس

سـبـيل في يغش هذي يغش متى

هذه الحال تـجـده لـم بعل مال وإن

يمـيل المشـيب عند يزيدهما تـعـهـدا

البـعـول في وهذا وبراقـلـيل

الدوالب: ثم قال: وهذه يا أولي األلباب. معيار اآلداب. وأنشد ملغزا في بالجافي ليس وصولموصول وهو وجافطاف راسب من لهفاعجـب بارز غريق دموع يسح متالف هضم ويهضممهضـوم

صـاف قلبـه ولكنحـدتـه منه وتخشى

قال: فلما رشق. بالخمس التي نسق. قال: يا قوم تدبروا هذه الخمس. واعقدوا عليها الخمس. ثم رأيكم وضم الذيل. أو االزدياد من هذا الكيل! قال: فاستفزت القوم شهوة الزيادة. على ما أشربوا من البالدة. فقالوا

له: إن وقوفنا دون حدك. ليفحمنا عن استيراء زندك. واستشفاف فرندك. فإن أتممت عشرا فمن عندك. فاهتز اهتزاز من فلج سهمه. وانخزل

خصمه. ثم افتتح النطق بالبسملة. وأنشد ملغزا في المزملة: طول مغمومة ومسرورة

دهـرهـا وال السرور ما تدري هي وما

الغـمب تقر طـلـقـت لـواله ولـد وكـمجـنـينـهـا ألجـل أحـيانـا

األم وتبعد حـال ومـا أحيانا

عـهـدهـا عهـده يستحل لم من وإبعادظـلـم

استـلـذ الليل قصر إذاوصـالـهـا

عن فاإلعراض طال وإن غنم وصلها

ن أنـيق بـاد ملـبـس لها يزدرى لما لكن يزدرى بمامـبـطـالحـكـم

الظفر: ثم كشر عن أنيابه الصفر. وأنشد ملغزا في ـبـا ومرهوب الش يشـرب وال يرعى ومانـام

واعجب وصفه فاسمع رالنح دون العشر في يرىالكبريت: ثم تخازر تخازر العفريت. وأنشد ملغزا في طاقة

بـد فكـرت إذا منها وماوتقصى تدنى محقورة وما مشتبهان رأسان لها ضـد ألخـيه منهما وكلجـدا

وال الخضاب عدما إذاوتلغى خضبا هما إن تعذب تعدالكرم: ثم تخمط تخمط القرم. وأنشد في حلب

96

Page 97: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ه تحولفسـدا إذا شيء وما رشـدا غـي راق هو وإن بدا حيث الشر أثارأوصافاولـدا ما بئس ولكنوالـده العرق زكي

سيار. وأنشد ملغزا في الطيار: ثم اعتضد عصا التعـاقـل بهمـا عابه ومامـائل شـقـه طيشة وذي يرى العـادل الملك يعتلي كماعـلـية فـوق أبـدا

ضار الحصا لديه تساوى والباطل الحق يستوي وماوالنالفاضـل الكيس ينظر كمانظرت إن أوصافه وأعجب تراضي به الخصوم مـائل أنـه عرفـوا وقدحاكما

قال: فظلت األفكار تهيم في أودية األوهام. وتجول جوالن المستهام. الى أن طال األمد. وحصحص الكمد. فلما رآهم يزندون وال سنا. ويقضون النهار بالمنى. قال: يا قوم

إالم تنظرون. وحتام تنظرون? ألم يأن لكم استخراج الخبي. أو استسالم الغبي?رك فقنصت. فتحكم كيف شيت. وحز الغنم فقالوا: تالله لقد أعوصت. ونصبت الش

والصيت. ففرض عن كل معمى فرضا. واستخلصه منهم نضا. ثم فتح األقفال. ورسم األغفال. وحاول اإلجفال. فاعتلق به مدره القوم. وقال له: ال لبسة بعد اليوم.

فاستنسب قبل االنطالق. وهبها متعة الطالق. فأطرق حتى قلنا مريب. ثم أنشد والدمعمجيب:

وأنسـي لهوي وربعشمسي مطلع سروجنـفـسـي ولذة بهانعيمـي حرمت لكن

عنها واعتضت وأمسـي يومي أمراغترابالعنـسـي قرار والبـأرض مقـر لي ما

بنـجـد يوما ويومـا وأمسي أضحي بالشأممستـخـس منغصبقـوت الزمان أزجي

بفلـس لي ومن فلسوعـنـدي أبـيت والببـخـس الحياة باععيشي مثل يعش ومن

النض. وندر خالصة اختبن إنه ثم يعود. أن األرض. فناشدناه في ضاربانجع. له الترغيب رجع. وال ما وأبيك الوعود. فال له وأسنيناالبكرية المقامة

ح. الى حكى الحارث بن همام قال: هفا بي البين المطوح. والسير المبر

أرض يضل بها الخريت. وتفرق فيها المصاليت. فوجدت ما يجد الحائر الوحيد. ورأيت ما كنت منه أحيد. إال أني شجعت قلبي المزؤود. ونسأت نضوي المجهود. وسرت سير الضارب بقدحين. المستسلم للحين. ولم

أزل بين وخد وذميل. وإجازة ميل بعد ميل. الى أن كادت الشمس تجب. والضياء يحتجب. فارتعت إلظالل الظالم. واقتحام جيش حام. ولم أدر

أأكفت الذيل وأرتبط. أم أعتمد الليل وأختبط? وبينا أنا أقلب العزم. وأمتخض الحزم. تراءى لي شبح جمل. مستذر بجبل. فترجيته قعدة مريح. وقصدته قصد مشيح. فإذا الظن كهانة. والقعدة عيرانة. والمريح قد ازدمل

ببجاده. واكتحل برقاده. فجلست عند راسه. حتى هب من نعاسه. فلما ازدهر سراجاه. وأحس بمن فاجاه. نفر كما ينفر المريب. وقال: أخوك أم الذيب? فقلت: بل خابط ليل ضل المسلك. فأضئ أقدح لك. فقال: ليسر

97

Page 98: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

عنك همك. فرب أخ لك لم تلده أمك. فانسرى عند ذلك إشفاقي. وسرى الوسن الى آماقي. فقال: عند الصباح يحمد القوم السرى. فهل ترى كما

أرى? فقلت: إني لك ألطوع من حذائك. وأوفق من غذائك. فصدع بمحبتي. وبخبخ بصحبتي. ثم احتملنا مجدين. وارتحلنا مدلجين. ولم نزل

نعاني السرى. ونعاصي الكرى. الى أن بلغ الليل غايته. ورفع الفجر رايته. فلما أسفر الفاضح. ولم يبق إال واضح. توسمت رفيق رحلتي. وسمير

ليلتي. فإذا هو أبو زيد مطلب الناشد. ومعلم الراشد. فتهادينا تحية المحبين. إذا التقينا بعد البين. ثم تباثثنا األسرار. وتناثثنا األخبار. وبعيري

ينحط من الكالل. وراحلته تزف زفيف الرال. فأعجبني اشتداد أمرها. وامتداد صبرها. فأخذت أستشف جوهرها. وأسأله من أين تخيرها. فقال:

إن لهذه الناقة. خبرا حلو المذاقة. مليح السياقة. فإن أحببت استماعه فأنخ. وإن لم تشأ فال تصخ. فأنخت لقوله نضوي. وأهدفت السمع لما يروي. فقال: اعلم أني استعرضتها بحضرموت. وكابدت في تحصيلها

الموت. وم زلت أجوب عليها البلدان. وأطس بأخفافها الظران. الى أن وجدتها عبر أسفار. وعدة قرار. ال يلحقها العناء. وال تواهقها وجناء. وال

ر. فاتفق تدري ما الهناء. فأرصدتها للخير والشر. وأحللتها محل البر الس أن ندت مذ مدة. وما لي سواها قعدة. فاستشعرت األسف. واستشرفت

التلف. ونسيت كل رزء سلف. ثم أخذت في استقراء المسالك. وتفقد المسارح والمبارك. وأنا ال أستنشي منها ريحا. وال أستغشي يأسا مريحا. وكلما ادكرت مضاءها في السير. وانبراءها لمباراة الطير. العني االدكار.

واستهوتني األفكار. فبينما أنا في حواء بعض األحياء إذ سمعت من شخصد: من ضلت له مطية. حضرمية وطية. جلدها قد متبعد. وصوت متجر

ها قد حسم. وزمامها قد ضفر. وظهرها كأن قد كسر ثم جبر. وسم. وعر تزين الماشية. وتعين الناشية. وتقطع المسافة النائية. وتظل أبدا لك

مدانية. ال يعتورها الونى. وال يعترضها الوجى. وال تحوج الى العصا. وال تعصي في من عصى. قال أبو زيد: فجذبني الصوت الى الصائت. وبشرني

بدرك الفائت. فلما أفضيت إليه. وسلمت عليه. قلت له: سلم المطية. وتسلم العطية. فقال: وما مطيتك. غفرت خطيتك? قلت له: ناقة جثتها

كالهضبة. وذروته كالقبة. وجلبها ملء العلبة. وكنت أعطيت بها عشرين. إذ حللت يبرين. فاستزدت الذي أعطى. ودريت أنه أخطا. قال: فأعرض عني

حين سمع صفتي. 

وقال: لست بصاحب لقطتي! فأخذت بتالبيبه. وأصررت على تكذيبه. وهممت بتمزيق جالبيبه. وهو يقول: يا هذا ما مطيتي بطلبك. فاكفف عني

من غربك. وعد عن سبك. وإال فقاضني الى حكم هذا الحي. البريء من الغي. فإن أوجبها لك فتسلم. وإن زواها عنك فال تتكلم. فلم أر دواء

قصتي. وال مساغ غصتي. إال أن آتي الحكم. ولو لكم. فانخرطنا الى شيخصبة. أنيق العصبة. يؤنس منه سكون الطائر. وأن ليس بالجائر. ركين الن

فاندرأت أتظلم وأتألم. وصاحبي مرم ال يترمرم. حتى إذا نثلت كنانتي. وقضيت من القصص لبانتي. أبرز نعال رزينة الوزن. محذوة لمسلك الحزن.

وقال: هذه التي عرفت. وإياها وصفت. فإن كانت هي التي أعطي بها عشرين. وها هو من المبصرين. فقد كذب في دعواه. وكبر ما افتراه.

98

Page 99: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

اللهم إال أن يمد قذاله. ويبين مصداق ما قاله. فقال الحكم: اللهم غفرا. وجعل يقلب النعل بطنا وظهرا. ثم قال: أما هذه النعل فنعلي. وأما

م ناقتك. وافعل الخير بحسب طاقتك. مطيتك ففي رحلي. فانهض لتسل فقمت وقلت: لست بصاحب لقطتي! فأخذت بتالبيبه. وأصررت على تكذيبه. وهممت بتمزيق جالبيبه. وهو يقول: يا هذا ما مطيتي بطلبك.

فاكفف عني من غربك. وعد عن سبك. وإال فقاضني الى حكم هذا الحي. البريء من الغي. فإن أوجبها لك فتسلم. وإن زواها عنك فال تتكلم. فلم أر

دواء قصتي. وال مساغ غصتي. إال أن آتي الحكم. ولو لكم. فانخرطنا الىصبة. أنيق العصبة. يؤنس منه سكون الطائر. وأن ليس شيخ ركين الن

بالجائر. فاندرأت أتظلم وأتألم. وصاحبي مرم ال يترمرم. حتى إذا نثلت كنانتي. وقضيت من القصص لبانتي. أبرز نعال رزينة الوزن. محذوة لمسلك الحزن. وقال: هذه التي عرفت. وإياها وصفت. فإن كانت هي التي أعطي بها عشرين. وها هو من المبصرين. فقد كذب في دعواه. وكبر ما افتراه. اللهم إال أن يمد قذاله. ويبين مصداق ما قاله. فقال الحكم: اللهم غفرا.

وجعل يقلب النعل بطنا وظهرا. ثم قال: أما هذه النعل فنعلي. وأمام ناقتك. وافعل الخير بحسب طاقتك. مطيتك ففي رحلي. فانهض لتسل

فقمت وقلت: ذي العتيق بالبيت أقسم

الحـرم في العاكفين والطائفين

الحـرم األعاريب في قاض وخيريحـتـكـم إلـيه مـن نعم إنك

حكم دوم ودم فاسلم النعامعـم والن

: فأجاب من غير روية. وال عقد وقال. نية شكرك عن جزيت يا خيرا

عم ابن أستوجب لست إذ شكرا

يلـتـزم شر استقضي إذا من األنام

ظلـم يرع فلم استرعي من ثم

الحـرم في سواء والكلب فذان

الـفـيم

ثم إنه نفذ بين يدي. من سلم الناقة إلي. ولم يمتن علي. فرحت نجيح األرب. أجر ذيل الطرب. وأقول: يا للعجب! قال الحارث بن همام: فقلت له تالله لقد أطرفت. وهرفت بما عرفت. فناشدتك الله هل ألفيت أسحر منك بالغة. وأحسن للفظ صياغة? فقال: اللهم نعم. فاستمع وانعم. كنت عزمت. حين أتهمت. على أن أتخذ ظعينة. لتكون لي معينة. فحين تعين

ز من الوهم. الخطب الملب. وكاد األمر يستتب. أفكرت فكر المتحر المتأمل كيف مسقط السهم. وبت ليلتي أناجي القلب المعذب. وأقلب العزم المذبذب. الى أن أجمعت على أن أسحر. وأشاور أول من أبصر.

ف. هب أذنابها. غدوت غدو المتعر فلما قوضت الظلمة أطنابها. وولت الشف. فانبرى لي يافع. في وجهه شافع. فتيمنت وابتكرت ابتكار المتعي

بمنظره البهيج. واستقدحت رأيه في الترويج. فقال: أوتبغيها غوانا. أم بكرا

99

Page 100: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

تعانى? فقلت: اختر لي ما ترى. فقد ألقيت إليك العرى. فقال: إلي التبيين. وعليك التعيين. فاسمع أنا أفديك. بعد دفن أعاديك. أما البكر

فالدرة المخزونة. والبيضة المكنونة. والباكورة الجنية. والسالفة الهنية. والروضة األنف. والطوق الذي ثمن وشرف. لم يدنسها المس. وال

تسغشاها البس. وال مارسها عابث. وال وكسها طامث. ولها الوجه الحيي.

والطرف الخفي. واللسان العيي. والقلب النقي. ثم هي الدمية المالعبة. واللعبة المداعبة. والغزالة المغازلة. والملحة الكاملة. والوشاح الطاهر القشيب. والضجيع الذي يشب وال يشيب. وأما الثيب فالمطية المذللة.بة. لة. والقرينة المتحب هنة المعجلة. والبغية المسهلة. والطبة المعل واللرة. والفطنة المختبرة. ثم إنها عجالة بة. والصناع المدب والخليلة المتقر

الراكب. وأنشوطة الخاطب. وقعدة العاجز. ونهزة المبارز. عريكتها لينة.نة. وأقسم لقد صدقت في نة. وخدمتها مزي وعقلتها هينة. ودخلتها متبي

النعتين. وجلوت المهاتين. فبأيتهما هام قلبك? قال أبو زيد: فرأيته جندلة يتقيها المراجم. وتدمى منها المحاجم. إال أني قلت له: كنت سمعت أن

البكر أشد حبا. وأقل خبا. فقال: لعمري قد قيل هذا. ولكن كم قول آذى!ندة ويحك أما هي المهرة األبية العنان. والمطية البطية اإلذعان! والز

رة االقتداح. والقلعة المستصعبة االفتتاح! ثم إن مؤونتها كثيرة. المتعسفة. ويدها خرقاء. وفتنتها ومعونتها يسيرة. وعشرتها صلفة. ودالتها مكل صماء. وعريكتها خشناء. وليلتها ليالء. وفي رياضتها عناء. وعلى خبرتها

غشاء! وطالما أخزت المنازل. وفركت المغازل. وأحنقت الهازل. وأضرعت الفنيق البازل. ثم إنها التي تقول: أنا ألبس وأجلس. فأطلب من يطلق ويحبس! فقلت له: فما ترى في الثيب. يا أبا الطيب? فقال: ويحك أترغب في فضالة المآكل. وثمالة المناهل? واللباس المستبذل. والوعاء

فة? والوقاح المتسلطة. فة. والخراجة المتصر المستعمل? والذواقة المتطر والمحتكرة المتسخطة? ثم كلمتها كنت وصرت. وطالما بغي علي

فنصرت. وشتان بين اليوم وأمس. وأين القمر من الشمس? وإن كانت الحنانة البروك. والطماحة الهلوك. فهي الغل القمل. والجرح الذي ال

يندمل! فقلت له: فهل ترى أن أترهب. وأسلك هذا المذهب? فانتهرنيهبان. والحق انتهار المؤدب. عند زلة المتأدب. ثم قال: ويلك أتقتدي بالر

 قد استبان? أف لك. ولوهن رائك. وتبآ لك وألولئك! أتراك ما سمعت بأن ال رهبانية في اإلسالم. أو ما حدثت بمناكح نبيك عليه أزكى السالم? ثم

أما تعلم أن القرينة الصالحة ترب بيتك. وتلبي صوتك. وتغض طرفك. وتطيب عرفك? وبها ترى قرة عينك. وريحانة أنفك. وفرحة قلبك. وخلد

ذكرك. وتعلة يومك وغدك. فكيف رغبت عن سنة المرسلين. ومتعة المتأهلين. وشرعة المحصنين. ومجلبة المال والبنين? والله لقد ساءني

فيك. ما سمعت من فيك. ثم أعرض إعراض المغضب. ونزا نزوانرا? فقال: العنظب. فقلت له: قاتلك الله أتنطلق متبخترا. وتدعني متحي

أظنك تدعي الحيرة. لتستغني عن المهيرة! فقلت له: قبح الله ظنك. وال أشب قرنك! ثم رحت عنه مراح الخزيان. وتبت من مشاورة الصبيان. قال الحارث بن همام: فقلت له أقسم بمن أنبت األيك. أن الجدل منك وإليك.

فأغرب في الضحك وطرب طربة المنهمك. ثم قال: العق العسل. وال تسل! فأخذت أسهب في مدح األدب. وأفضل ربه على ذي النشب. وهو

100

Page 101: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

ينظر إلي نظر المستجهل. ويغضي عني إغضاء المتمهل. فلما أفرطت في العصبية. للعصبة األدبية. قال لي: صه. واسمع مني وافقه: ال رهبانية في

اإلسالم. أو ما حدثت بمناكح نبيك عليه أزكى السالم? ثم أما تعلم أن القرينة الصالحة ترب بيتك. وتلبي صوتك. وتغض طرفك. وتطيب عرفك?

وبها ترى قرة عينك. وريحانة أنفك. وفرحة قلبك. وخلد ذكرك. وتعلة يومك وغدك. فكيف رغبت عن سنة المرسلين. ومتعة المتأهلين. وشرعة

المحصنين. ومجلبة المال والبنين? والله لقد ساءني فيك. ما سمعت من فيك. ثم أعرض إعراض المغضب. ونزا نزوان العنظب. فقلت له: قاتلك

را? فقال: أظنك تدعي الحيرة. الله أتنطلق متبخترا. وتدعني متحي لتستغني عن المهيرة! فقلت له: قبح الله ظنك. وال أشب قرنك! ثم رحت

عنه مراح الخزيان. وتبت من مشاورة الصبيان. قال الحارث بن همام: فقلت له أقسم بمن أنبت األيك. أن الجدل منك وإليك. فأغرب في

الضحك وطرب طربة المنهمك. ثم قال: العق العسل. وال تسل! فأخذت أسهب في مدح األدب. وأفضل ربه على ذي النشب. وهو ينظر إلي نظر

المستجهل. ويغضي عني إغضاء المتمهل. فلما أفرطت في العصبية.للعصبة األدبية. قال لي: صه. واسمع مني وافقه:

راســخ أدب وزينـتـهالفـتـى جمال إن يقولون ومنالمكثرين سوى يزين إن وما شـامـخ سودده طود والكامخ القرص األدب منلـه فـخـير الفقـير فأمام أديبيقـال أن لـه جمـال وأي ـ نـاسـخ أو يعـل

جهدا. وال نألو ال حجتي. وسرنا لهجتي. واستنارة صدق لك قال: سيتضح ثم الخير. فدخلناها عنها عزب قرية السير. الى أدانا جهدا. حتى نستفيق

المختط. أو المحط. والمناخ بلغنا إن الزاد. فما من منفض لالرتياد. وكالنا المسلم. تحية زيد أبو ضغث. فحياه عاتقه الحنث. وعلى يبلغ لم غالم لقينا

هاهنا الله? قال: أيباع وفقك تسأل المفهم. فقال: وعم وقفة وسألهطب. بالخطب? قال: ال والله. البلح. بالملح? قال: كال والله! قال: وال الر

العصائد. بالقصائد? والله! قال: وال الثمر. بالسمر? قال: هيهات قال: وال بك يذهب الثرائد. بالفرائد? قال: أين الله! قال: وال عافاك قال: اسكت

أصلحك هذا عن الدقيق? قال: عد الدقيق. بالمعنى الله? قال: وال أرشدك الجراب. هذا من والجواب. والتكايل السؤال تراجع زيد أبو الله! واستحلى

شيخ يا له: حسبك سويطين. فقال بطين. والشيخ الشوط أن الغالم ولمح بهذا خبرة: أما به صبرة. واكتف الجواب أنك. فخذ فنك. واستبنت عرفت قد

عر يشترى فال المكان بقصاصة. القصص بنثارة. وال النثر بشعيرة. وال الش أخبار بلقمة. وال لقمان حكم بغسالة. وال الرسالة وال بلحمة. وأما المالحم

يجيز. إذا من المديح. وال له صيغ يميح. إذا من منهم فما الزمان هذا جيل أنه يمير. ولو من الحديث. وال أطربه يغيث. إذا من األراجيز. وال له أنشد

ديمة. لم الربع تجد لم الجديب. إن األديب. كالربع مثل أن أمير. وعندهم نشب. فدرسه يعضده لم األدب. إن بهيمة. وكذا دانته قيمة. وال له تكن

زيد: أعلمت أبو لي يحدو. فقال يعدو. وولى انسدر حصب. ثم نصب. وخزنه البصيرة. وسلمت بحسن له األدبار? فبؤت أنصاره بار. وولت قد األدب أن

القصاع. حديث في المصاع. وخض من اآلن الضرورة. فقال: دعنا بحكم

101

Page 102: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة الرمق. يمسك ما في التدبير جاع. فما من تشبع األسجاع. ال أن واعلم

ترهن أن بيديك. فقال: أرى إليك. والزمام الحرق? فقلت: األمر ويطفئ تلتقم. بما إليك وأقم. ألنقلب وضيفك. فناولنيه جوفك سيفك. لتشبع

الناقة. ورفض ركب أن لبث والرهن. فما السيف الظن. وقلدته به فأحسنت والصداقة. فمكثت الصدق ضيع كمن أتعقبه. فكنت نهضت أترقبه. ثم مليا

السيف. وال ألقه الصيف. ولم في اللبنالشتوية المقامة

مم. الى نار حكى الحارث بن همام قال: عشوت في ليلة داجية الظلم. فاحمة الل تضرم على علم. وتخبر عن كرم. وكانت ليلة جوها مقرور. وجيبها مزرور. ونجمها

مغموم. وغيمها مركوم. وأنا فيها أصرد من عين الحرباء. والعنز الجرباء. فلم أزل أنص عنسي. وأقول: طوبى لك ولنفسي! الى أن تبصر الموقد آلي. وتبين إرقالي. وتبين

مرتجزا: إرقالي. فانحدر يعدو الجمزى. وينشد لـيل خابـط من حييت

الـنـار ضـوء أهداه بل هداهسـاري رحـب الباع رحيب الى

المـمـتـار بالطارق مرحبالـدارالـزوار عـن بـمـزور ليسبـالـدينـار الكف جعد ترحاب

وال األقـطـار ترب اقشعرت إذامـئخـار الـقـرى بمعتام الزمان بؤس على فهوبـاألمـطـار األنـواء وضنت

الضاريـفـار مرهف الرماد جم نـهـار وال لـيل في يخل لمالـشواري واقتـداح وار نحر من

ثم تلقاني بمحيا حيي. وصافحني براحة أريحي. واقتادني الى بيت عشاره تخور. وأعشاره تفور. ووالئده تمور. وموائده تدور. وبأكساره أضياف قد

جلبهم جالبي. وقلبوا في قالبي. وهم يجتنون فاكهة الشتاء. ويمرحون مرح ذوي الفتاء. فأخذت مأخذهم في االصطالء. ووجدت بهم وجد الثمل

بالطالء. ولما أن سرى الحصر. وانسرى الخصر. أتينا بموائد كالهاالت دورا. والروضات نورا. وقد شحن بأطعمة الوالئم. وحمين من العائب والالئم.

فرفضنا ما قيل في البطنة. ورأينا اإلمعان فيها من الفطنة. حتى إذا اكتلنا بصاع الحطم. وأشفينا على خطر التخم. تعاورنا مشوش الغمر. ثم تبوأنا مقاعد السمر. وأخذ كل واحد منا يشول بلسانه. وينشر ما في صوانه. ما

عدا شيخا مشتهبا فوداه. مخلولقا برداه. فإنه ربض حجرة. وأوسعنا هجرة. فغاظنا تجنبه. الملتبس موجبه. المعذور فيه مؤنبه. إال أنا ألنا له القول.

وخشينا في المسألة العول. وكلما رمنا أن يفيض كما فضنا. أو يفيض في ما أفضنا. أعرض إعراض العلية عن األرذلين. وتال: إن هذا إال أساطير

األولين. ثم كأن الحمية هاجته. والنفس األبية ناجته. فدلف وازدلف. وخلع الصلف. وبذل أن يتالفى ما سلف. ثم استرعى سمع السامر. واندفع

كالسيل الهامر. وقال: بـال أرويهـا أعاجيب عنديكـذب

أبا فكنوني العيان عنالـعـجـب

يا رأيت قوم ابنة أعني وما العجوز بولغـذاؤهـم أقـوامـا

102

Page 103: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

العنـب األعـراب من ومسنتينقـوتـهـم

من تغني خرقة يشتووا أنالسغـب

ساء ما متى وقادرينصـنـعـهـم

الذنب قالوا فيه قصروا أوللحطب

أنـامـلـهـم خطـت وما وكاتبين في خط ما قرأوا وال حرفاالكتـب

وتابعين فـي عقابـا مـسـيرهـم

على البيض في تكميهموالـيلـب

بـدت نـبـل ذوي ومنتدينلـهـم

الـى منهـا فانثنوا نبيلةالـهـرب

العتـيق البيت تر لم وعصبةوقـد

حجت على شك بال جثياكـب الـر

مـن أدلجـن بعدما ونسوةحـلـب

ما غير من كاظمة صبحنتـعـب

أرض من سروا ومدلجينكاظـمة

في الصبح الح حين فأصبحواحلب

مـن نسل وله شاهدتهغـانـية قـط يالمـس لـم ويافعاالـعـقـب

للمـشـيب مخف غير وشائبابـدا

ن فتي وهو البدو في لم السيشـب

بـين شجار في رأيتهفـمـه يفـه لـم بلبـان ومرضعاالـسـبـب

أخو يهواها غبيراء صارتحـصـدت إذا حتـى ذرة وزارعاالطرب

عـلـى مغلول وهو وراكبافـرس

غل قد عن ينفك وما أيضاخـبـب

راحــلة يقـتـاد طـلـق يد وذا أخو مأسور وهو مستعجالكـرب

وجالسا تـهـوي ماشيامـطـيتـه

مـن أوردت الذي في وما بهريب

ذا الـكـفـين أجذم وحائكاخـرس

الخلق في فكم عجبتم فإن عجب من

الرمح كصدر شطاط وذاقامـتـه

من يشكو بمنى صادفتهالـحـدب

مـسـرات في وساعيا األنـاميرى

إفراحهم مأثما كالظلـموالـكـذب

مـن الخلق حديث في له ومالـه الـرجـال بمنـاجـاة ومغرماأرب

وذا مذهب في له ذمام والذمـتـه بالـعـهـد وفت ذمام

103

Page 104: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الـعـرب قـط استبانت ما قوى وذا

لـينـتـه غـير مستبين ولينه

مـحـتـجـب غير فحل فوق وساجدا

مـكـتـرث أفضـل يراه بل بماأتى

الـقـرب وعاذرا ظـل مـن مؤلمـايعـذره

في والمعذور التلطف معصخـب

جري عليها يجري والماءلـمـغـتـرف مـاء بهـا ما وبلدةمنسـرب

القطا أفحوص دون وقريةشحنـت

خلسة من عشيهم بديلمالـسـلـب

رؤيتـه عـنـد يتـوارى وكوكباال

أمنع في يرى حتى إنسانالحجـب

قومـت وروثة لـم بالمال صاحبها ونفسخـطـر لـه مـاالتـطـب

خالص نضار من وصحفةشـريت

مـن بقيراط المكاس بعدالـذهـب

بخشخـاش ومستجيشايخـب فـلـم أعـاديه مـن أظلهمـا لـيدفـع وفـي كلب بي مر وطالماذنـب بـال ثـور ولـكـنـه ثورفـمـه ناظير رأى وكم علـى فيال

جـمـل الرحل فوق تورك وقد

والـقـتـب البيد بعرض لقيت وكم

مشـتـكـيا وفي جد في قط اشتكى وما

لعـب أبصـرت وكنت عينين من ينظر بالدولـراعـية كـرازا

كالـشـهـب عينين مقلتي رأت وكم

مـاؤهـمـا في والعينان الغرب من يجريحلب

أن غير من بالقنا وصادعا كفاهعلـقـت يثـب ولـم ال بـرمـح يوما

في البسر رأيت يوم وبعدبـهـا نخـيل ال بأرض نزلت وكمالقـلـب

الفـال بأقطار رأيت وكم طـبـقـا

الجو في يطير الى منصباصـبـب

الـدنـيا فـي مشايخ وكمرأيتـهـم

دين من ينجو ومن مخلالـعـطـب

يشتكي وحش لي بدا وكم سـغـبـا

من أمضى ذلق بمنطقالقـضـب

بـاألدب أخـلـلـت وال أخل وما مستنـج دعاني وكم

104

Page 105: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فـحـادثـنـي تحت قلوصي أنخت وكم

جـنـبـذة من شئت ما تظل ومن عجم

عـرب سر منع الى نظرت وكم

ساعـتـه القطر مستهل ودمعه

ـحـب كالـس رأيت وكم ضر قميصا

صـاحـبـه األعضاء واهي انثنى حتى

والعصب

لجفأتـلـفـه الدهـر ان لو إزار وكم السير حثيث لبدمضـطـرب

ـبة أفـانـين من وكم هذا ومن تلهي ملح ومن عنديمـعـجنـخـب

بـان القول للحن فطنتم فإنلـكـم

على طلعي ودلكم صدقيرطبـي

فـيه العار فإن شدهتم وإنعـلـى

العود بين يميز ال منوالـخـشـب

قال الحارث بن همام: فطفقنا نخبط في تقليب قريضه. وتأويل معاريضه. وهو يلهو بنا لهو الخلي بالشجي. ويقول: ليس بعشك فادرجي. الى أن

تعسر النتاج. واستحكم االرتجاج. فألقينا إليه المقادة. وخطبنا منه اإلفادة. فوقفنا بين المطمع والياس. وقال: اإليناسف قبل اإلبساس! فعلمنا أنهض كم. ويرتشي في الحكم. وساء أبا مثوانا أن نعر ممن يرغب في الش

غم. فأحضر صاحب المنزل ناقة عيدية. وحلة سعيدية. ب بالر للغرم. أو نخي وقال له: خذهما حالال. وال ترزأ أضيافي زباال. فقال: أشهد أنها شنشنة

أخزمية. وأريحية حاتمية. ثم قابلنا بوجه بشره يشف. ونضرته ترف. وقال: يا قوم إن الليل قد اجلوذ. والنعاس قد استحوذ. فافزعوا الى المراقد. واغتنموا راحة الراقد. لتشربوا نشاطا. وتبعثوا نشاطا. فتعوا ما أفسر.

ر. فاستصوب كل ما رآه. وتوسد وسادة كراه. فلما ويتسهل لكم المتعس وسنت األجفان. وأغفت الضيفان. وثب الى الناقة فرحلها. ثم ارتحلها

ورحلها. وقال مخاطبا لها: وأسـئدي وأوبـي وأدلجـيوخـدي فسيري ناق يا سروج

مرعاها خفاك تطا حتىوتـسـعـدي حينئذ فتنعميالندي

جدي النوق فدتك إيهوتنـجـدي تتهمي أن وتأمني واجهدي

عند بالنشح واقتنعيفـفـدفـد فدفـد أديم وافري المـوردالمجتـهـد حلفة حلفت فقدالمقصـد ذاك دون تحطي وال

بـلـدي في أحللتني إن إنكالعـمـد الرفيع البيت بحرمةالـولـد بمحـل مني حللت انصاع. ولما الصاع مأل انباع. وإذا باع إذا الذي السروجي أنه قل: فعلمت

أغشاهم حين الشيخ أن النوم. أعلمتهم من النوام اليوم. وهب صباح انبلج حدث. وما قدم ما وفات. فأخذهم الناقة البتات. وركب السبات. طلقهم

105

Page 106: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة كل تحت مشعب. وذهبنا كل في انشعبنا خبث. ثم بما منه طاب ما ونسوا

كوكب.الرملية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: كنت أخذت عن أولي التجاريب. أن السفر مرآة األعاجيب. فلم أزل أجوب كل تنوفة. وأقتحم كل مخوفة. حتى اجتلبت كل أطروفة.

فمن أحسن ما لمحته. وأغرب ما استملحته. أن حضرت قاضي الرملة. وكان من أرباب الدولة والصولة. وقد ترافع إليه بال في بال. وذات جمال في أسمال. فهم

الشيخ بالكالم. وتبيان المرام. فمنعته الفتاة من اإلفصاح. وخسأته عن النباح. ثم نضتالوقاح: عنها فضلة الوشاح. وأنشدت بلسان السليطة

والـجـمـره التمرة يده فيالـذي ذا يا الرملة قاضي يامـره سوى البيت يحجج لمالـذي بعلي جور أشكو إليك وخفنـسـكـه قضـى لما وليته الجمره رمى إذ ظهرابالعـمـره الحجة صلة فييوسـف أبـي رأي على كانأمـره لـه أعـص لم إليهضـمـنـي مذ أني على هذا

مـره فـرقة وإمـا ترضيحـلـوة ألـفة إمـا فمـرهمـره أبي الشيخ طاعة فيالحـيا ثوب أخلع أن قبل من

فقال له القاضي: قد سمعت بما عزتك إليه. وتوعدتك عليه. فجانب ما عرك. وحاذر أن: تفرك. وتعرك. فجثا الشيخ على ثفناته. وفجر ينبوع وقال. نفثاته

عذره رابها ما في يوضحامرئ قول الذم عداك إسمعنذره قضى قلبي هوى والقلى عنها أعرضت ما واللهوالـذره الـدرة فابـتـزنـاصـرفـه عـدا الدهر وإنما

والشـذره الجزعة من عطلجـيدهـا كمـا قفر فمنزلي في أرى قبل من وكنتعـذره بـنـي رأي ودينـهالهوى

حـذره آخـذ عـف هجرانالدمـى هجرت الدهر نبا فمذبـذره أتـقـي ولكـن عنهرغـبة ال حرثـي عن وملت

هذره واحتمل عليه واعطفحـالـه هـذه مـن تلـم فال قال: فالتظت المرأة من مقاله. وانتضت الحجج لجداله. وقالت له: ويلك يا مرقعان. يا من هو ال طعام وال طعان! أتضيق بالولد ذرعا. ولكل أكولة

مرعى? لقد ضل فهمك. وأخطأ سهمك. وسفهت نفسك. وشقيت بك عرسك. فقال لها القاضي: أما أنت فلو جادلت الخنساء. النثنت عنك

خرساء. وأما هو فإن كان صدق في زعمه. ودعوى عدمه. فله في هم قبقبه. ما يشغله عن ذبذبه. فأطرقت تنظر ازورارا. وال ترجع حوارا. حتى قلنا: قد راجعها الخفر. أو حاق بها الظفر. فقال لها الشيخ: تعسا لك إن زخرفت. أو كتمت ما عرفت! فقالت: ويحك وهل بعد المنافرة كتم. أو

بقي لنا على سر ختم? وما فينا إال من صدق. وهتك صونه إذ نطق. فليتنا القينا البكم. ولم نلق الحكم. ثم التفعت بوشاحها. وتباكت الفتضاحها.

ب. ثم وجعل القاضي يعجب من خطبهما ويعجب. ويلوم لهما الدهر ويؤن أحضر من الورق ألفين. وقال: أرضيا بهما األجوفين. وعاصيا النازغ بين

اإللفين. فشكراه على حسن السراح. وانطلقا وهما كالماء والراح. وطفق القاضي بعد مسرحهما. وتنائي شبحهما. يثني على أدبهما. ويقول: هل من عارف بهما? فقال له عين أعوانه. وخالصة خلصانه: أما الشيخ فالسروجي

106

Page 107: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

المشهود بفضله. وأما المرأة فقعيدة رحله. وأما تحكمهما فمكيدة من فعله. وأحبولة من حبائل ختله! فأحفظ القاضي ما سمع. وتلهب كيف خدع. ثم قال للواشي بهما: قم فردهما. ثم اقصدهما وصدهما. فنهض

ينفض مذرويه. ثم عاد يضرب أصدريه! فقال له القاضي: أظهرنا على ما نبثت. وال تخف عنا ما استخبثت. فقال: ما زلت أستقري الطرق. وأستفتح

الغلق. الى أن أدركتهما مصحرين. وقد زما مطي البين. فرغبتهما في العلل. وكفلت لهما بنيل األمل. فأشرب قلب الشيخ أن ييأس. وقال:

الفرار بقراب أكيس! وقالت هي: بل العود أحمد. والفروقة يكمد. فلماتبين الشيخ سفه رائها. وغرر اجترائها. أمسك ذالذلها. ثم أنشأ يقول لها:

بالجمله التفصيل عن واغنيسبلـه فاقتفي نصحي دونكبـتـلـه بـتة وطلقـيهـانخلة عن نقرت متى طيري

وحاذري األبـلـه ناطورهـا سبلهاولـو إليهـا العودعـمـلـه لـه فيها ببقعةيرى ال أن للـص ما فخير

شئت: ثم قال لي: لقد عنيت. في ما وليت. فارجع من حيث جئت. وقل لمرسلك إن جـمـيلـك تعقب ال رويدكبـاألذى

والحمد المال وشمل فتضحي منصدع

د مـن تتغـضـب وال اللسان صوغ في هو فماسـائل تـزيبمبـتـدع

مـنـي ساءتـك قد تك وإنخـديعة

قـد األشعـريين شيخ فقبلكخـدع

أصحب إنه فنونه! ثم شجونه. وأملح أحسن فما الله القاضي: قاتله له فقال االلتفات. الى يرى ال من سير له: سر العين. وقال من بفردين. وصرة رائده

لألدباء. انخداعي لهما الحباء. وبين بهذا يديهما والفتاة. فبل الشيخ ترى أن جال ممن بمثله سمعت العجاب. وال االغتراب. كهذا في أر الراوي: فلم قال

وجاب.الحلبية المقامة

روى الحارث بن همام قال: نزع بي الى حلب. شوق غلب. وطلب يا له من طلب! وكنت يومئذ خفيف الحاذ. حثيث النفاذ. فأخذت أهبة السير. وخففت نحوها خفوف

الطير. ولم أزل مذ حللت ربوعها. وارتبعت ربيعها. أفاني األيام. في ما يشفي الغرام. ويروي األوام. الى أن أقصر القلب عن ولوعه. واستطار غراب البين بعد وقوعه.

فأغراني البال الخلو. والمرح الحلو. بأن أقصد حمص. ألصطاف ببقعتها. وأسبر رقاعة أهل رقعتها. أفرعت إليها إسراع النجم. إذا انقض للرجم. فحين خيمت برسومها.

ووجدت روح نسيمها. لمح طرفي شيخا قد أقبل هريره. وأدبر غريره. وعنده عشرة صبيان. صنوان وغير صنوان. فطاوعت في قصده الحرص. ألخبر به أدباء حمص. فبش

بي حين وافيته. وحيا بأحسن مما حييته. فجلست إليه ألبلو جنى نطقه. وأكتنه كنه حمقه. فما لبث أن أشار بعصيته. الى كبر أصيبيته. وقال له: أنشد األبيات العواطل.

ريث: واحذر أن تماطل. فجثا جثوة ليث. وأنشد من غير الـسـالح حـد لحسادك أعدد الـسـمـــاح ورد وأورد

الرمـاح وسمر الكوم وأعملالمـهـا ووصل اللهو وصارمالـمـراح الدراع ال عمـادهسـمـا محـل إلدراك واسع ما والله حسو السؤدد

ال رداح رود الحمـد مراد والالـطـ

107

Page 108: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الصـالح أهل سر ما وهمهصـدره واسـع لـحـر واهامـطـاح سـألـوه ما ومالهلـسـؤالــه حـلـو مورده

اآلمــل أسـمـع ما صـراح لؤم والمطل ماطلهوال ردا كسا والدعـا لـمـا اللهـو أطاع وال راح كـأس له راحا

ه إصـالحـه سوده مـاح أهواءه وردعهســـر والطـ الصحاح مهور العور مهر ماعـلـمـه لـه المدح وحصل

فقال له: أحسنت يا بدير. يا رأس الدير! ثم قال لتلوه. المشتبه بصنوه: ادن يا نويرة. يا قمر الدويرة! فدنا ولم يتباطا. حتى حل منه مقعد المعاطى. فقال له: اجل األبيات

وخط: العرائس. وإن لم يكن نفائس. فبرى القلم وقط. ثم احتجر اللوح تـجـنـي غب يفتن بتجنتـجـنـي فجننتنـي فتنتني

ض يقتضي غنجغضيض ظبي بجفن شغفتني جفنـي تغيتثـنـي بين يشف بزي نيفـشـفـت بزينتين غشيتنيظني فخيب يشفي بنفث نيفتـجـزي تجتبيني فتظنيت

ضغن تشفي يبغي خبيث نبتـزيي جيب غش في ثبتتففـن بفن يشجي بنشيج نيفـثـنـت تجني في فنزت

فلما نظر الشيخ الى ما حبره. وتصفح ما زبره. قال له: بورك فيك من طال. كما بورك في ال وال. ثم هتف: اقرب. يا قطرب. فاقترب منه فتى يحكي نجم دجية. أو تمثال

ورقم: دمية. فقال له: ارقم األبيات األخياف. وتجنب الخالف. فأخذ القلم تخب والزين السماح فبث إسمح تضيف آمال

خفـف السوال في أم فننسـؤال ذي رد تـجـز والتقـشـف ولو ضنين مالتـبـقـي الدهور تظن وال

فجفن واحلم نفنف العطاء في وصدرهميغضي الكرامف مـا تبغ وال ثبتوداد ذي عـهـد تخـن وال تـزي

فقال له: ال شلت يداك. وال كلت مداك. ثم نادى: يا عشمشم. يا عطر منشم! فلباه غالم كدرة غواص. أو جؤذر قناص. فقال له: اكتب األبيات

المتائيم. وال تكن من المشائيم. فتناول القلم المثقف. وكتب ولم يتوقف: يهـد نـهـد وياله وتـالهيقـد بـقـد زينـب زينـتيحـد بـحـد تاعس ناعسوطرف وظرف جيدها جندهايخـد بخد واغتدت واعتدتوباهت وتاهت زها قد قدرها

وجـد وجـد نـم ثم وسطتوشـطـت فأرقتني فارقتنيوحـيت وحنـت فديت فدنت مغضبا مـغـضـيا يود يود

فطفق الشيخ يتأمل ما سطره. ويقلب فيه نظره. فلما استحسن خطه. واستصح ضبطه. قال له: ال شل عشرك. وال استخبث نشرك. ثم أهاب بفتى فتان. يسفر عن

أزهار بستان. فقال له: أنشد البيتين المطرفين. المشتبهي الطرفين. اللذين أسكتا كلزا بثالث. فقال له: اسمع ال وقر سمعك. وال هزم جمعك. وأنشد من نافث. وأمنا أن يعز

تريث: غير تلبث. وال ولو أعطى لمن واشكرآثـارهـا تـحـسـن سمة سم

سمسمه ال استطعت مهما والمكر

لتقتنيتأتـه والمـكـرمـه السؤدد فقال له: أجدت يا زغلول. يا أبا الغلول. ثم نادى: أوضح يا ياسين. ما يشكل من ذوات

أغن: السين. فنهض ولم يتأن. وأنشد بصوت

108

Page 109: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الكف ورسغ الدواة نقسمـثـبـتة

وإن خطـا هما إن سيناهمادرسـا

قسـب في السين وهكذاوبـاسـقة

واقسر والبخس والسفح قبسا واقتبس

الـكـالم بالليل تقسست وفيوفـي

واتخـذ وشموس مسيطرجـرسـا

قارس وبرد قريس وفيال فـخـذ

وكن مني صواب للعلممقتـبـسـا

فقال له: أحسنت يا نغيش. يا صناجة الجيش. ثم قال: ثب يا عنبسة. وبين الصاداتعثار: الملتبسة. فوثب وثبة شبل مثار. ثم أنشد من غير

قبصت قد يكتب بالصاد دراهـمـا

لتستمع وأصخ بأنامليالـخـبـر

والصماخ أبصق وبصقتوصنجة

واقتص الصدر وهو والقص األثر

وهـذي مقلتـه وبخصتفـرصة

الفريصة منه أرعدت قدللخـور

وقصرت حبست أي هندادنـا وقد

عيد وهو النصارى فصحمنتظـر

قـارصة والخـمـر وقرصتهإذا

هذا وكل اللسان حذتمستـطـر

فقال له: رعيا لك يا بني. فلقد أقررت عيني. ثم استنهض ذا جثة كالبيذق. ونعشة كالسوذق. وأمره بأن يقف بالمرصاد. ويسرد ما يجري على السين والصاد. فنهض

بيديه: يسحب برديه. ثم أنشد مشيرا ما فاكتب بالسين شئت إن

أبينـه بالصادات فهو تشأ وإن

يكتتـب ومسطار وفقس مغس

ومملـس الحق وسراط وسالغ

والسقـب والسويق وسقر والسامغان

ومس تفصح هذا كل وعن الق

الكتب

فقال له: أحسنت يا حبقة. يا عين بقة. ثم نادى: يا دغفل. يا أبا زنفل. فلباه فتى أحسن من بيضة. في روضة. فقال له: ما عقد هجاء األفعال.

التي أخرها حرف اعتالل? فقال: اسمع ال صم صداك. وال سمعت عداك!ثم أنشد. وما استرشد:

الفعل إذا عنك غم يوماهجـاؤه

وال الخطاب تاء به فألحقتقف

بـاأللـف يكتب فهو وإال بياءفكـتـبـه ياء التاء قبل تر فإن الثالثي الفعل تحسب وال

والذي ذاك في والمهموز تعداه

يختلف فطرب الشيخ لما أداه. ثم عوذه وفداه. ثم قال: هلم يا قعقاع. يا باقعة البقاع. فأقبل

فتى أحسن من نار القرى. في عين ابن السرى. فقال له: اصدع بتمييز الظاء منأجش: الضاد. لتصدع به أكباد األضداد. فاهتز لقوله واهتش. ثم أنشد بصوت

109

Page 110: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الضـاد عن السائلي أيهااأللـفـاظ تـضـلـه لكـيال ءوالـظـا

يغنيك الظاءات حفظ إنفاسـمـع

له امرئ استماع هااسـتـيقـاظ

والـمـظـالـم ظمياء هيواإلظ

والظبى والظلم المحـاظ والـلـ

والظبي والظليم والعظاوالـشـي

واللظـى والظل ظموالـشـواظ

والنظـم واللفظ والتظنيوالـتـق

والظما والقيظ ريظمـاظ ـ والـل

والظئر والنظير والحظاواأليقــاظ والـنـاظـرون حظوالـجـا

والعظم والظلف والتشظيوالظـن

والشظا والظهر بوبظـاظ والش

والمظـفـر واألظافيروالـمـح

والحافظـون ظورواإلحـفـاظ

والمظـنة والحظيراتن والـمـغـتـاظ والكاظمـون ةوالـظـ

والمواظـب والوظيفاتواإللـظــاظ واإلنـتـظـار ةوالـكـظواإلغـالظ والـفـظ وظـهـيروعـظــيم وظـالـع ووظـيف والظلف والظرف ونظيفوالـوعـاظ الـفـظـيع ثم هرالـظـا

والمظ والظعن وعكاظوالـحـن

والـقـارظـان ظلواألوشـاظ

والشظف الظران وظرابوالـجـواظ والجعـظـري هظالـبـا

والحناظـب والظرابينواألرعـاظ الـظـيان ثـم ظبوالـعـن

ناظي والظأب والدلظ والشوالظب

والعنظوان ظابوالـجـنـعـاظ

والتعـاظـل والشناظيرواإلنـعـاظ بـعـد والبظـر لموالـعـظ

النوادر سوى هذي هيالـحـفـاظ آثـارك لتقـفـو هافاحـفـظ

منها صرفت ما في واقضتق كما

كقيظ أصله في ضيهوقـاظـوا

فقال له الشيخ: أحسنت ال فض فوك. وال بر من يجفوك. فوالله إنك مع الصبا الغض. ألحفظ من األرض. وأجمع من يوم العرض. ولقد أوردتك ورفقتك زاللي. وثقفتكم

تثقيف العوالي. فاذكروني أذكركم واشكروا لي وال تكفرون. قال الحارث بن همام: فعجبت لما أبدى من براعة. معجونة برقاعة. وأظهر من حذاقة. ممزوجة بحماقة. ولم

110

Page 111: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

يزل بصري يصعد فيه ويصوب. وينقر عنه وينقب. وكنت كمن ينظر في ظلماء. أوهي. واستبان تدلهي. حملق إلي وتبسم. وقال: لم يسري في بهماء. فلما استراث تنب

يبق من يتوسم. فبهت لفحوى كالمه. ووجدته أبا زيد عند ابتسامه. فأخذت ألومه علىر حرفة الحمقى. فكأن وجهه أسف رمادا. أو أشرب سوادا. إال وكى. وتخي ر بقعة الن تدي

تمادى: أنه أنشد وما وهذي حمص تخيرت

قاعـه أهل حظوة ألرزقالصناعه الر غير الدهر يصطفي فما

بقـاعـه إال المال يوطن والالرقيعب ألخي وال ـ بقـاعـه ربيط لعير ما سوىدهـره مـن الل

شفاعة. وأفضل بضاعة. وأنجع صناعة. وأربح أشرف التعليم إن قال: أما ثمه مطواعة. يتسيطر مشاعة. ورعية مطاعة. وهيبة إمرة ذو براعة. ورب

ب تسيطر م وزير. ويتحكم ترتيب أمير. ويرت ملك بذي قدير. ويتشبه تحك صغير. بعقل شهير. ويتقلب بحمق يسير. ويتسم أمد في يخرف أنه كبير. إال

األعالم. والساحر األيام. وعلم البن إنك له: تالله خبير. فقلت مثل ينبئك والل الالعب أزل لم الكالم. ثم سبل له باألفهام. المذل معتكفا بناديه. ومغترفا

. ونابت األيام غابت أن واديه. الى سيل من الغبر. ففارقته األحداث الغرالعبر. ولعيني

الحجرية المقامة حكى الحارث بن همام قال: احتجت الى الحجامة. وأنا بحجر اليمامة. فأرشدت الى

شيخ يحجم بلطافة. ويسفر عن نظافة. فبعثت غالمي إلحضاره. وأرصدت نفسي النتظاره. فأبطأ بعدما انطلق. حتى خلته قد أبق. أو ركب طبقا عن طبق. ثم عاد عود

المخفق مسعاه. الكل على مواله. فقلت له: ويلك أبطء فند. وصلود زند? فزعم أنحيين. وفي حرب كحرب حنين. فعفت الممشى الى حجام. الشيخ أشغل من ذات الن وحرت بين إقدام وإحجام. ثم رأيت أن ال تعنيف. على من يأتي الكنيف. فلما شهدت

موسمه. وشاهدت ميسمه. رأيت شيخا هيئته نظيفة. وحركته خفيفة. وعليه منحام طباق. وبين يديه فتى كالصمصامة. مستهدف للحجامة. النظارة أطواق. ومن الز والشيخ يقول له: أراك قد أبرزت راسك. قبل أن تبرز قرطاسك. ووليتني قذالك. ولم تقل لي ذا لك. ولست ممن يبيع نقدا بدين. وال يطلب أثرا بعد عين. فإن أنت رضخت

بالعين. حجمت في األخدعين. وإن كنت ترى الشح أولى. وخزن الفلس في النفس أحلى. فاقرأ عبس وتولى. واغرب عني وإال. فقال الفتى: والذي حرم صوغ المين. كما

حرم صيد الحرمين. إني ألفلس من ابن يومين. فثق بسيل تلعتي. وأنظرني الى سعتي. فقال له الشيخ: ويحك إن مثل الوعود. كغرس العود! هو بين أن يدركه

طب. فما يدريني أيحصل من عودك جنى. أم أحصل منه على العطب. أو يدرك منه الر ضنى? ثم ما الثقة بأنك حين تبتعد. ستفي بما تعد? وقد صار الغدر كالتحجيل. في حلية

هذا الجيل. فأرحني بالله من التعذيب. وارحل الى حيث يعوي الذيب. فاستوى الغالم إليه. وقد استولى الخجل عليه. وقال: والله ما يخيس بالعهد. غير الخسيس الوغد. وال يرد غدير الغدر. إال الوضيع القدر. ولو عرفت من أنا. لما أسمعتني الخنا. لكنك جهلت

قال: فقلت. وحيث وجب أن تسجد بلت. وما أقبح الغربة واإلقالل. وأحسن قول من الذيل الطويل الغريب إن

ممتهـن لـه ما غريب حال فكيفقـوت

الـحـر تشين ما لكنهمـوجـعة

والكافور يسحق فالمسكمفتـوت

جمر الياقوت أصلي وطالماغضى

والياقوت الجمر انطفى ثمياقوت

111

Page 112: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

فقال له الشيخ: يا ويلة أبيك. وعولة أهليك! أأنت في موقف فخر يظهر. وحسب يشهر. أم موقف جلد يكشط. وقفا يشرط? وهب أن لك البيت. كما ادعيت. أيحصل بذلك. حجم قذالك? ال والله ولو أن أباك أناف. على

عبد مناف. أو لخالك دان. عبد المدان. فال تضرب في حديد بارد. وال تطلب ما لست له بواجد. وباه إذا باهيت بموجودك. ال بحدودك.

وبمحصولك. ال بأصولك. وبصفاتك. ال برفاتك. وبأعالقك. ال بأعراقك. والك. وال تتبع الهوى فيضلك. ولله القائل البنه: تطع الطمع فيذل

تـنـمـي فالعـود استقم بنيعـروقـه

الـتـوى ما إذا ويغشاه قويماالـتـوى

وكـن المـذل الحرص تطع والفـتـى

بـالـطـوى أحشاؤه التهبت إذاطـوى

فكم المردي الهوى وعاصق من ـ محـل

إلى أطاع أن لما النجمهـوى الـهـوى

فـيقـبـح القربى ذوي وأسعفيرى أن

باب الحر إلى من على اللضوى انضوى

يخـون ال مـن علـى وحافظنـبـا إذا

ما إذا يرعى ومن زماننـوى الـنـوى

خير فال فاصفح تقتدر وإنامـرئ فـي

بـالـشـوى أظفاره اعتلقت إذاشـوى

ذا تـر فـلـم والشكـوى وإياكنـهـى

ما الذي الجهل أخو بل شكا عوى ارعوى

فقال الغالم للنظارة: يا للعجيبة. والطرفة الغريبة! أنف في السماء. واست في الماء! ولفظ كالصهباء. وفعل كالحصباء! ثم أقبل على الشيخ بلسان سليط. وغيظ مستشيط.

وقال: أف لك من صواغ باللسان. رواغ عن اإلحسان! تأمر بالبر. وتعق عقوق الهر.تك. نفاق صنعتك. فرماها الله بالكساد. وإفساد الحساد. حتى ترى فإن يكن سبب تعن أفرغ من حجام ساباط. وأضيق رزقا من سم الخياط. فقال له الشيخ: بل سلط الله

غ الدم. حتى تلجأ الى حجام عظيم االشتطاط. ثقيل االشتراط. عليك بثر الفم. وتبي كليل المشراط. كثير المخاط والضراط. قال: فلما تبين الفتى أنه يشكو الى غير

مصمت. ويراود استفتاح باب مصمت. أضرب عن رجع الكالم. واحتفز للقيام. وعلم الشيخ أنه قد أالم. بما أسمع الغالم. فجنح الى سلمه. وبذل أن يذعن لحكمه. وال يبغي

أجرا على حجمه. وأبى الغالم إال المشي بدائه. والهرب من لقائه. وما زاال في حجاجقاق. وتال ردنه سورة االنشقاق. وسباب. ولزاز وجذاب. الى أن ضج الفتى من الش

فأعول حينئذ لوفارة خسره. وانعطاط عرضه وطمره. وأخذ الشيخ يعتذر من فرطاته.ض من عبراته. وهو ال يصغي الى اعتذاره. وال يقصر عن استعباره. الى أن قال له: ويغي فداك عمك. وعداك ما يغمك! أما تسأم اإلعوال. أما تعرف االحتمال. أما سمعت بمن

قال: أقال. وأخذ بقول من ذو يذكـيه مـا بحلمك أخمد

سـفـه إن واصفح غيظك نار من

جان جنى ازدان ما أفضل فالحلمبـه اللبـيب

جنـى ما أحلى بالعفو واألخذجـان

فقال له الغالم: أما إنك لو ظهرت على عيشي المنكدر. لعذرت في دمعي المنهمر. ولكن هان على األملس ما القى الدبر. ثم كأنه نزع الى االستحياء. فأقلع عن البكاء. وفاء الى االرعواء. وقال للشيخ: قد صرت الى ما اشتهيت. فارقع ما أوهيت. فقال:

112

Page 113: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

هيهات شغلت شعابي جدواي. فشم بارق سواي. ثم إنه نهض يستقري الصفوف.يطوف: ويستجدي الوقوف. وينشد في ضمن ما هو

بالبـيت أقسم الـحـرامالمحـرمـه الزمر إليه تهويالـذي

قـوت عندي أن لو المشراط يدي مستلـمـا يوموالمحجمه

لم التي نفسي ارتضت والتـزل

بهذي المجد الى تسموـمـه الس

الفتـى هذا اشتكى والحـمـه مـنـي شاكته وال منيغـلـظة

الدهر صروف لكنغادرنـنـي

الليلة في كخابطالمـظـلـمـه

الـى الفقر واضطرنيمـوقـف

اللظى خوض دونه من المضرمه

مـرحـمـه تعطـفـه أو عليرقة تـدركـــه فـتـى فهـل قال الحارث بن همام: فكنت أول من أوى لبلواه. ورق لشكواه. فنفحته

بدرهمين. وقلت: ال كانا ولو كان ذا مين! فابتهج بباكورة جناه. وتفاءل بهما لغناه. ولم تزل الدراهم تنهال عليه. وتنثال لديه. حتى آل ذا عيشة خضراء.

وحقيبة بجراء. فازدهاه الفرح عند ذلك. وهنأ نفسه بما هنالك. وقال للغالم: هذا ريع أنت بذره. وحلب لك شطره. فهلم لنقتسم. وال نحتشم.

فتقاسماه بينهما شق األبلمة. ونهضا متفقي الكلمة. ولما انتظم بينهما عقد االصطالح. وهم الشيخ بالرواح. قلت له: قد تبوغ دمي. ونقلت إليك قدمي.

فهل لك أن تحجمني. وتكفكف ما دهمني? فصوب طرفه وصعد. ثمازدلف إلي وأنشد:

وبين بيني جرى وماوخـتـلـي خدعتـي رأيت كيفسـخـلـي

انثنيت حتى بعد الخصب رياض أرعىبـالـخـصـل فائزا المحل

قـل قلـبـي مهجة يا باللهلـي

قط عيناك أبصرت هلمثـلـي

عـقـل كـل بالسحـر ويستبيقـفـل كـل بـالـرقـية يفتـحقـبـلـي اإلسكنـدري يكن إنالـهـزل بـمـاء الجـد ويعجن أمـام يبـدو قـد فالطللـلـطـل ال للـوابـل والفضلالـوبـل على إليه. فقرعته المشار شيخنا أنه عليه. وأرتني أرجوزته قال: فنبهتني

قرع. وقال: كل بما يبل سمع. ولم عما باألرذال. فأعرض االبتذال. واالتحاق وابنه هو المهان. وانطلق مقاصاة قاصاني الوقع. ثم الحافي يحتذي الحذاء

رهان. كفرسيالحرامية المقامة

روى الحارث بن همام عن أبي زيد السروجي قال: ما زلت مذ رحلت عنسي. وارتحلت عن عرسي وغرسي. أحن إلى عيان البصرة. حنين المظلوم الى النصرة. لما أجمع

عليه أرباب الدراية. وأصحاب الرواية. من خصائص معالمها وعلمائها. ومآثر مشاهدها

113

Page 114: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وشهدائها. وأسأل الله أن يوطئني ثراها. ألفوز بمرآها. وأن يمطيني قراها. ألقتري قراها. فلما أحلنيها الحظ. وسرح لي فيها اللحظ. رأيت بها ما يمأل العين قرة. ويسلي عن األوطان كل غريب. فغلست في بعض األيام. حين نصل خضاب الظالم. وهتف أبووام. ألخطو في خططها. وأقضي الوطر من توسطها. فأداني االختراق في المنذر بالن

مسالكها. واالنصالت في سككها. الى محلة موسومة باالحترام. منسوبة الى بني حرام. ذات مساجد مشهودة. وحياض مورودة. ومبان وثيقة. ومغان أنيقة. وخصائص أثيرة.

كثيرة: ومزايا المعانـي في تنافوا وجيرانودنـيا دين مـن شئت ما بها

المـثـانـي برنات ومفتونالمـثـانـي بآيات فمشغوفعـان تخلـيص الى ومطلعالمعانـي بتلخيص ومضطلع

وبالجـفـان بالجفون أضراوقـار فيهـا قارئ من وكم من وكم معلم المـجـانـي حلو للندى ونادفـيهـا للعلـم

واألغـانـي الغواني أغاريدفـيه تـغـن تزال ال ومغنى من فيها شئت إن فصلالدنـان من فادن شئت وإمايصليالعنـان منطلق الكاسات أوفيهـا األكياس صحبة ودونك

قال: فبينما أنا أنفض طرقها. وأستشف رونقها. إذ لمحت عند دلوك براح. وإظالل الرواح. مسجدا مشتهرا بطرائفه. مزدهرا بطوائفه. وقد أجرى

أهله ذكر حروف البدل. وجروا في حلبة الجدل. فعجت نحوهم. ألستمطر نوهم. ال ألقتبس نحوهم. فلم يك إال كقبسة العجالن. حتى ارتفعت

األصوات باألذان. ثم ردف التأذين بروز اإلمام. فأغمدت ظبى الكالم. وحلت الحبى للقيام. وشغلنا بالقنوت. عن استمداد القوت. وبالسجود. عن

استنزال الجود. ولما قضي الفرض. وكاد الجمع ينفض. انبرى من الجماعة. كهل حلو البراعة. له من السمت الحسن. ذالقة اللسن. وفصاحة الحسن. وقال: يا جيرتي. الذين اصطفيتهم على أغصان شجرتي. وجعلت

خطتهم دار هجرتي. واتخذتهم كرشي وعيبتي. وأعددتهم لمحضري وغيبتي. أما تعلمون أن لبوس الصدق أبهى المالبس الفاخرة. وأن فضوح

الدنيا أهون من فضوح اآلخرة? وأن الدين إمحاض النصيحة. واإلرشاد عنوان العقيدة الصحيحة? وأن المستشار مؤتمن. والمسترشد بالنصح

قمن? وأن أخاك هو الذي عذلك. ال الذي عذرك? وصديقك من صدقك. ال من صدقك? فقال له الحاضرون: أيها الخل الودود. والخدن المودود. ما سر كالمك الملغز. وما شرح خطابك الموجز. وما الذي تبغيه منا لينجز?

فوالذي حبانا بمحبتك. وجعلنا من صفوة أحبتك. ما نألوك نصحا. وال ندخر عنك نضحا. فقال: جزيتم خيرا. ووقيتم ضيرا. فإنكم ممن ال يشقى بهم

ب فيهم مظنون. وال يطوى دونهم جليس. وال يصدر عنهم تلبيس. وال يخي مكنون. وسأبثكم ما حاك في صدري. وأستفتيكم في ما عيل فيه صبري.

اعلموا أني كنت عند صلود الزند. وصدود الجد. أخلصت مع الله نية العقد. وأعطيته صفقة العهد. على أن ال أسبأ مداما. وال أعاقر ندامي. وال أحتسي

قهوة. وال أكتسي نشوة. فسولت لي النفس المضلة. والشهوة المذلة المزلة. أن نادمت األبطال. وعاطيت األرطال. وأضعت الوقار. وارتضعت العقار. وامتطيت مطا الكميت. وتناسيت التوبة تناسي الميت. ثم لم أقنع بهاتيكم المرة. في طاعة أبي مرة. حتى عكفت على الخندريس. في يوم

114

Page 115: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الخميس. وبت صريع الصهباء. في الليلة الغراء. وها أنا بادي الكآبة. لرفض اإلنابة. نامي الندامة. لوصل المدامة. شديد اإلشفاق. من نقض الميثاق.

معترف باإلسراف. في عب السالف: فيا الى وتدني ذنبي من تباعدتعرفونـهـا كفارة هل قوم

ربي قال أبو زيد: فلما حل أنشوطة نفثه. وقضى الوطر من اشتكاء بثه. ناجتني نفسي يا أبا

زيد. هذه نهزة صيد. فشمر عن يد وأيد. فانتهضت من مجثمي انتهاض الشهم.: وانخرطت من الصف انخراط وقلت. السهم

فاقالــذي األروع أيهـا وسـؤددا مجـداغـدا بـه لينجـو دالـرشـا يبتغي والذي

دا منه بتمـا عـالج عندي إن مـسـهـمـلـددا غادرتنـيعـجـيبة فاستمعهـا

والهدى الدين ذوي جسـرو ساكني من أنابـهـا ثـروة ذا كنت مـسـودا ومطاعـا

سـدى لهم ومالي فالضـيو مألف مربعيبالجدا العرض وأقيباللهـى الحمد أشتري

والندى البذل في طاحبـمـنـفـس أبالي ال كس إذا عبـالـيفـا النـار أوقد أخمـدا الن

نالمـؤمـلـو وبراني ومقـصـدا مالذاالصدى يشتكي فانثنىصـد بارقـي يشم لمفأصـلـدا زندي قدحقـابــس رام وال ال

طالما مسعـدا فأصبحت نالـزمـا ساعدعـودا كـان مـا ريغـي أن اللـه فقضى

أرضـنـا الـروم بوأ دا ضغـن بعد ـ تـولمـوحـدا صادفـوهمـن حـريم فاستباحوا

بـدا ومـا لي بها راستـس ما كل وحووا دالـبـال في فتطوحت دا طـريدا مـشـر

مجتدى قبل من كنتبعـدمـا الناس أجتديالـردى لـهـا أتمنىخصـاصة بي وترى

تـبـددا أنسـي شملبـه الـذي والـبـالءلتـفـتـدى أسروهاالـتـي ابنتـي إستباء

يدا نصـرتـي الى دوم محـنـتـي فاستبنواعتـدى جار فقد نالـزمـا من وأجرنيالعدى يد من ابنتي كفـكـا علـى وأعني

تـمـردا عـمـن ثمالـمـآ تنمـحـي فبذاتـزهـدا مـمـن بةاإلنـا تـقـبـل وبـه اهتدى ما بعد من زاغلـمـن كفـارة وهو قمت ولئن مـرشـدا فهت فلقدمـنـشـدا

هـدى لمن واشكر يةوالـهـدا النصح فاقبللـتـحـمـدا يتسنىبـالـذي اآلن واسمح

115

Page 116: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

قال أبو زيد: فلما أتممت هذرمتي. وأوهم المسؤول صدق كلمتي. أغراه القرم الى الكرم بمؤاساتي. ورغبه الكلف بحمل الكلف في مقاساتي.

فرضخ لي على الحافرة. ونضخ لي بالعدة الوافرة. فانقلبت الى وكري. فرحا بنجح مكري. وقد حصلت من صوغ المكيدة. على سوغ الثريدة. ووصلت من حوك القصيدة. الى لوك العصيدة. قال الحارث بن همام:

فقلت له سبحان من أبدعك. فما أعظم خدعك. وأخبث بدعك! فاستغربفي الضحك. ثم أنشد غير مرتبك:

بـيشـه كأسد بنوه دهرفـي فأنـت بالخداع عشالمعيشه رحى تستدير ىحـت المـكـر قناة وأدربريشـه فاقنع صيدها رتـعـذ فإن النسور وصد بالحشيشه نفسك فرض كتـفـت فإن الثمار واجنالمطيشه الفكر من دهرنـبـا إن فـؤادك وأرح

عيشـه كل باستحالة ذنيؤ األحــداث فتـغـايرالساسانية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: بلغني أن أبا زيد حين ناهز القبضة. وابتزه قيد الهرم النهضة. أحضر ابنه. بعدما استجاش ذهنه. وقال له: يا بني إنه قد دنا

ارتحالي من الفناء. واكتحالي بمرود الفناء. وأنت بحمد الله ولي عهدي.ه وكبش الكتيبة الساسانية من بعدي. ومثلك ال تقرع له العصا. وال ينب بطرق الحصى. ولكن قد ندب الى اإلذكار. وجعل صيقال لألفكار. وإني

أوصيك بما لم يوص به شيث األنباط. وال يعقوب األسباط. فاحفظ وصيتي. وجانب معصيتي. واحذ مثالي. وافقه أمثالي. فإنك إن استرشدت بنصحي.

واستصبحت بصبحي. أمرع خانك. وارتفع دخانك. وإن تناسيت سورتي. ونبذت مشورتي. قل رماد أثافيك. وزهد أهلك ورهطك فيك. يا بني إني

جربت حقائق األمور. وبلوت تصاريف الدهور. فرأيت المرء بنشبه. ال بنسبه. والفحص عن مكسبه. ال عن حسبه. وكنت سمعت أن المعايش إمارة. وتجارة. وزراعة. وصناعة. فمارست هذه األربع. ألنظر أيها أوفق

وأنفع. فما أحمدت منها معيشة. وال استرغدت فيها عيشة. أما فرص الواليات. وخلس اإلمارات. فكأضغاث األحالم. والفيء المنتسخ بالظالم. وناهيك غصة بمرارة الفطام. وأما بضائع التجارات. فعرضة للمخاطرات.

وطعمة للغارات. وما أشبهها بالطيور الطيارات. وأما اتخاذ الضياع. والتصدي لالزدراع. فمنهكة لألعراض. وقيود عائقة عن االرتكاض. وقلماها عن إذالل. أو رزق روح بال. وأما حرف أولي الصناعات. فغير خال رب

فاضلة عن األقوات. وال نافقة في جميع األوقات. ومعظمها معصوب بشبيبة الحياة. ولم أر ما هو بارد المغنم. لذيذ المطعم. وافي المكسب. صافي المشرب. إال الحرفة التي وضع ساسن أساسها. ونوع أجناسها.

وأضرم في الخافقين نارها. وأوضح لبني غبراء منارها. فشهدت وقائعها معلما. واخترت سيماها لي ميسما. إذ كانت المتجر الذي ال يبور. والمنهل

الذي ال يغور. والمصباح الذي يعشو إليه الجمهور. ويستصبح به العمي والعور. وكان أهلها أعز قبيل. وأسعد جيل. ال يرهقهم مس حيف. وال

يقلقهم سل سيف. وال يخشون حمة السع. وال يدينون لدان وال شاسع. وال يرهبون ممن برق ورعد. وال يحفلون بمن قام وقعد. أنديتهم منزهة.

116

Page 117: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وقلوبهم مرفهة. وطعمهم معجلة. وأوقاتهم محجلة. أينما سقطوا. لقطوا. وحيثما انخرطوا. خرطوا. ال يتخذون أوطانا. وال يتقون سلطانا. وال يمتازون

عما تغدو خماصا. وتروح بطانا. فقال له ابنه: يا أبت لقد صدقت. في ما نطقت. ولكنك رتقت. وما فتقت. فبين لي كيف أقتطف. ومن أين تؤكل

الكتف? فقال: يا بني إن االرتكاض بابها. والنشاط جلبابها. والفطنة مصباحها. والقحة سالحها. فكن أجول من قطرب. وأسرى من جندب.

وأنشط من ظبي مقمر. وأسلط من ذئب متنمر. واقدح زند جدك بجدك. واقرع باب رعيك بسعيك. وجب كل فج. ولج كل لج. وانتجع كل روض. وألق دلوك الى كل حوض. وال تسأم الطلب. وال تمل الدأب. فقد كان

مكتوبا على عصا شيخنا ساسان: من طلب. جلب. ومن جال. نال. وإياك والكسل فإنه عنوان النحوس. ولبوس ذوي البوس. ومفتاح المتربة. ولقاحكلة. وما اشتار العسل. المتعبة. وشيمة العجزة الجهلة. وشنشنة الوكلة الت من اختار الكسل. وال مأل الراحة. من استوطأ الراحة. وعليك باإلقدام. ولو

على الضرغام. فإن جراءة الجنان. تنطق اللسان. وتطلق العنان. وبهاتدرك الحظوة. وتملك الثروة. كما أن الخور صنو الكسل. وسبب الفشل.

  ومبطأة للعمل. ومخيبة لألمل. ولهذا قيل في المثل: من جسر. أيسر.

ومن هاب. خاب. ثم ابرز يا بني في بكور أبي زاجر. وجراءة أبي الحارث. وحزامة أبي قرة. وختل أبي جعدة. وحرص أبي عقبة. ونشاط أبي وثاب.

ومكر أبي الحصين. وصبر أبي أيوب. وتلطف أبي غزوان. وتلون أبي براقش. وحيلة قصير. ودهاء عمرو. ولطف الشعبي. واحتمال األحنف.

وفطنة إياس. ومجانة أبي نواس. وطمع أشعب. وعارضة أبي العياء. واخلب بصوغ اللسان. واخدع بسحر البيان. وارتد السوق قبل الجلب.

وامتر الضرع قبل الحلب. وسائل الركبان قبل المنتجع. ودمث لجنبك قبل المضطجع. واشحذ بصيرتك للعيافة. وأنعم نظرك للقيافة. فإن من صدق توسمه. طال تبسمه. ومن أخطأت فراسته. أبطأت فريسته. وكن يا بني خفيف الكل. قليل الدل. راغبا عن العل. قانعا من الوبل بالطل. وعظم

وقع الحقير. واشكر على النقير. وال تقنط عند الرد. وال تستبعد رشح الصلد. وال تيأس من روح الله إنه ال ييأس من روح الل إال القوم

الكافرون. وإذا خيرت بين ذرة منقودة. ودرة موعودة. فمل الى لنقد. وفضل اليوم على الغد. فإن للتأخير آفات. وللعزائم بدوات. وللعدات

معقبات. وبينها وبين النجاز عقبات وأي عقبات. وعليك بصبر أولي العزم. ورفق ذوي الحزم. وجانب خرق المشتط. وتخلق بالخلق السبط. وقيد

الدرهم بالربط. وشب البذل بالضبط. وال تجعل يدك مغلولة الى عنقك وال تبسطها كل البسط. ومتى نبا بك بلد. أو نابك فيه كمد. فبت منه أملك.

واسرح منه جملك. فخير البالد ما جملك. وال تستثقلن الرحلة. وال تكرهن النقلة. فإن أعالم شريعتنا. وأشياخ عشيرتنا. أجمعوا على أن الحركة بركة.

والطراوة سفتجة. وزروا على من زعم أن الغربة. كربة. والنقلة. مثلة. وقالوا: هي تعلة من اقتنع بالرذيلة. ورضي بالحشف وسوء الكيلة. وإذا

أزمعت على االغتراب. وأعددت له العصا والجراب. فتخير الرفيق المسعد. من قبل أن تصعد. فإن الجار. قبل الدار. والرفيق. قبل

الطريق:بطأة للعمل. ومخيبة لألمل. ولهذا قيل في المثل: من جسر.

117

Page 118: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

أيسر. ومن هاب. خاب. ثم ابرز يا بني في بكور أبي زاجر. وجراءة أبي الحارث. وحزامة أبي قرة. وختل أبي جعدة. وحرص أبي عقبة. ونشاط

أبي وثاب. ومكر أبي الحصين. وصبر أبي أيوب. وتلطف أبي غزوان. وتلون أبي براقش. وحيلة قصير. ودهاء عمرو. ولطف الشعبي. واحتمال

األحنف. وفطنة إياس. ومجانة أبي نواس. وطمع أشعب. وعارضة أبي العياء. واخلب بصوغ اللسان. واخدع بسحر البيان. وارتد السوق قبل

الجلب. وامتر الضرع قبل الحلب. وسائل الركبان قبل المنتجع. ودمث لجنبك قبل المضطجع. واشحذ بصيرتك للعيافة. وأنعم نظرك للقيافة. فإن

من صدق توسمه. طال تبسمه. ومن أخطأت فراسته. أبطأت فريسته. وكن يا بني خفيف الكل. قليل الدل. راغبا عن العل. قانعا من الوبل

بالطل. وعظم وقع الحقير. واشكر على النقير. وال تقنط عند الرد. وال تستبعد رشح الصلد. وال تيأس من روح الله إنه ال ييأس من روح الل إال القوم الكافرون. وإذا خيرت بين ذرة منقودة. ودرة موعودة. فمل الى

لنقد. وفضل اليوم على الغد. فإن للتأخير آفات. وللعزائم بدوات. وللعدات معقبات. وبينها وبين النجاز عقبات وأي عقبات. وعليك بصبر أولي العزم.

ورفق ذوي الحزم. وجانب خرق المشتط. وتخلق بالخلق السبط. وقيد الدرهم بالربط. وشب البذل بالضبط. وال تجعل يدك مغلولة الى عنقك وال

تبسطها كل البسط. ومتى نبا بك بلد. أو نابك فيه كمد. فبت منه أملك. واسرح منه جملك. فخير البالد ما جملك. وال تستثقلن الرحلة. وال تكرهن

النقلة. فإن أعالم شريعتنا. وأشياخ عشيرتنا. أجمعوا على أن الحركة بركة. والطراوة سفتجة. وزروا على من زعم أن الغربة. كربة. والنقلة. مثلة. وقالوا: هي تعلة من اقتنع بالرذيلة. ورضي بالحشف وسوء الكيلة. وإذا

أزمعت على االغتراب. وأعددت له العصا والجراب. فتخير الرفيق المسعد. من قبل أن تصعد. فإن الجار. قبل الدار. والرفيق. قبل الطريق:

أحـد قبلـي يوصها لموصـية إلـيك خذهـابـد المعاني صاتخـــال حـاوية غراء والز

واجتهد النصيحة محضمـن تـنـقـيح نقحتهاشد أخي اللبيب عملمـثـلـتـه بما فاعمل الر

األسد ذاك من الشبل ذاه الـنـاس يقـول حتى اقتديت أوصيت. واستقصيت. فإن قد بني قال: يا ثم اعتديت لك. وإن فواها

ابنه: له فيك. فقال ظني تخلف ال أن علي:. وأرجو خليفتي منك! والله فآها رفع عرشك. وال وضع ال أبت يا رشدا. سددا. وعلمت قلت نعشك. فلقد

ينحل لم ما ونحلت فقدك. فألتأدبن ذقت بعدك. ال أمهلت ولدا. ولئن والد الليلة أشبه يقال: ما الواضحة. حتى بآثارك الصالحة. وألقتدين بآدابك

أشبه وابتسم. وقال: من لجوابه زيد أبو بالرائحة. فاهتز بالبارحة. والغادية سمعوا ساسان. حين بني أن همام: فأخبرت بن الحارث ظلم. قال فما أباه

أم تحفظ كما لقمان. وحفظوها وصايا على الحسان. فضلوها الوصايا هذي من لهم الصبيان. وأنفع لقنوه ما اآلن. أولى الى ليرونها إنهم القرآن. حتى

العقيان. نحلةالبصرية المقامة

حكى الحارث بن همام قال: أشعرت في بعض األيام هما برح بي استعاره.

118

Page 119: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

والح علي شعاره. وكنت سمعت أن غشيان مجالس الذكر. يسرو غواشي الفكر. فلم أر إلطفاء ما بي من الجمرة. إال قصد الجامع بالبصرة. وكان إذ

ذاك مأهول المساند. مشفوه الموارد. يجتنى من رياضه أزاهير الكالم. ويسمع في أرجائه صرير األقالم. فانطلقت إليه غير وان. وال الو على

شان. فلما وطئت حصاه. واستشرفت أقصاه. تراءى لي ذو أطمار بالية. فوق صخرة عالية. وقد عصيت به عصب ال يحصى عديدهم. وال ينادى

وليدهم. فابتدت قصده. وتوردت ورده. ورجوت أن أجد شفائي عنده. ولم أزل أتنقل في المراكز. وأغضي لالكز والواكز. الى أن جلست تجاهه. بحيث أمنت اشتباهه. فإذا هو شيخنا السروجي ال ريب فيه. وال لبس

يخفيه. فانسرى بمرآه همي. وارفضت كتيبة غمي. وحين رآني. وبصر بمكاني. قال: يا أهل البصرة رعاكم الله ووقاكم. وقوى تقاكم. فما أضوع

رياكم. وأفضل مزاياكم! بلدكم أوفى البالد طهرة. وأزكاها فطرة. وأفسحه رقعة. وأمرعها نجعة. وأقومها قبلة. وأوسعها دجلة. وأكثرها نهرا ونخلة. وأحسنها تفصيال وجملة. دهليز البلد الحرام. وقبالة الباب والمقام. وأحد جناحي الدنيا. والمصر المؤسس على التقوى. لم يتدنس ببيوت النيران.

وال طيف فيه باألوثان. وال سجد على أديمه لغير الرحمن. ذو المشاهد المشهودة. والمساجد المقصودة. والمعالم المشهورة. والمقابر المزورة. واآلثار المحمودة. والخطط المحدودة. به تلتقي الفلك والركاب. والحيتان والضباب. والحادي والمالح. والقانص والفالح. والناشب والرامح. والسارح والسابح. وله آية المد الفائض. والجزر الغائض. وأما أنتم فممن ال يختلف في خصائصهم اثنان. وال ينكرها ذو شنآن. دهماؤكم أطوع رعية لسلطان.

وأشكرهم إلحسان. وزاهدكم أورع الخليقة. وأحسنهم طريقة على الحقيقة. وعالمكم عالمة كل زمان. والحجة البالغة في كل أوان. ومنكمعر واخترعه. وما من استنبط علم النحو ووضعه. والذي ابتدع ميزان الش

من فخر إال ولكم فيه اليد الطولى. والقدح المعلى. وال صيت إال وأنتم أحق به وأولى. ثم إنكم أكثر أهل مصر مؤذنين. وأحسنهم في النسك

قوانين. وبكم اقتدي في التعريف. وعرف التسحير في الشهر الشريف. ولكم إذا قرت المضاجع. وهجع الهاجع. تذكار يوقظ النائم. ويؤنس القائم.. إال ولتأذينكم باألسحار. وما ابتسم ثغر فجر. وال بزغ نوره في برد وال حر دوي كدوي الريح في البحار. وبهذا صدع عنكم النقل. وأخبر النبي، عليه

السالم، من قبل. وبين أن دويكم باألسحار. كدوي النحل في القفار. فشرفا لكم ببشارة المصطفى. وواها لمصركم وإن كان قد عفا. ولم يبق منه إال شفا. ثم إنه خزن لسانه. وخطم بيانه. حتى حدج باألبصار. وقرف

باإلقصار. ووسم باالستقصار. فتنفس تنفس من قيد لقود. أو ضبثت به براثن أسد. ثم قال: أما أنتم يا أهل البصرة فما منكم إال العلم المعروف.

ومن له المعرفة والمعروف. وأما أنا فمن عرفني فأنا ذاك. وشر المعارف من آذاك. ومن لم يثبت عرفتي فسأصدقه صفتي. أنا الذي أنجد وأتهم.

وأيمن وأشأم. وأصحر وأبحر. وأدلج وأسحر. نشأت بسروج. وربيت على السروج. ثم ولجت المضايق. وفتحت المغالق. وشهدت المعارك. وألنت

العرائك. واقتدت الشوامس. وأرغمت المعاطس. وأذبت الجوامد. وأمعت الجالمد. سلوا عني المشارق

والمغارب. والمناسم والغوارب. والمحافل والجحافل. والقبائل والقنابل.

119

Page 120: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

واستوضحوني من نقلة األخبار. ورواة األسمار. وحداة الركبان. وحذاق الكهان. لتعلموا كم فج سلكت. وحجاب هتكت. ومهلكة اقتحمت. وملحمة

ألحمت. وكم ألباب خدعت. وبدع ابتدعت. وفرص اختلست. وأسدقى. وحجر ق غادرته لقى. وكامن استخرجته بالر افترست. وكم محل شحذته حتى انصدع. واستنبطت زالله بالخدع. ولكن فرط ما فرط

والغصن رطيب. والفود غربيب. وبرد الشباب قشيب. فأما اآلن وقد استشن األديم. وتأود القويم. واستنار الليل البهيم. فليس إال الندم إن نفع.

وترقيع الخرق الذي قد اتسع. وكنت رويت من األخبار المسندة. واآلثار المعتمدة. أن لكم من الله تعالى في كل يوم نظرة. وأن سالح الناس

كلهم الحديد. وسالحكم األدعية والتوحيد. فقصدتكم أنضي الرواحل. وأطوي المراحل. حتى قمت هذا المقام لديكم. وال من لي عليكم. إذ ما

سعيت إال في حاجتي. وال تعبت إال لراحتي. ولست أبغي أعطيتكم. بل أستدعي أدعيتكم. وال أسألكم أموالكم. بل أستنزل سؤالكم. فادعوا الى

الله بتوفيقي للمتاب. واإلعداد للمآب. فإنه رفيع الدرجات. مجيب الدعوات. وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. ثم

أنشد:ب. والمناسم والغوارب. والمحافل والجحافل. والقبائل والقنابل. واستوضحوني من نقلة األخبار. ورواة األسمار. وحداة الركبان. وحذاق

الكهان. لتعلموا كم فج سلكت. وحجاب هتكت. ومهلكة اقتحمت. وملحمة ألحمت. وكم ألباب خدعت. وبدع ابتدعت. وفرص اختلست. وأسد

قى. وحجر ق غادرته لقى. وكامن استخرجته بالر افترست. وكم محل شحذته حتى انصدع. واستنبطت زالله بالخدع. ولكن فرط ما فرط

والغصن رطيب. والفود غربيب. وبرد الشباب قشيب. فأما اآلن وقد استشن األديم. وتأود القويم. واستنار الليل البهيم. فليس إال الندم إن نفع.

وترقيع الخرق الذي قد اتسع. وكنت رويت من األخبار المسندة. واآلثار المعتمدة. أن لكم من الله تعالى في كل يوم نظرة. وأن سالح الناس

كلهم الحديد. وسالحكم األدعية والتوحيد. فقصدتكم أنضي الرواحل. وأطوي المراحل. حتى قمت هذا المقام لديكم. وال من لي عليكم. إذ ما

سعيت إال في حاجتي. وال تعبت إال لراحتي. ولست أبغي أعطيتكم. بل أستدعي أدعيتكم. وال أسألكم أموالكم. بل أستنزل سؤالكم. فادعوا الى

الله بتوفيقي للمتاب. واإلعداد للمآب. فإنه رفيع الدرجات. مجيبالدعوات. وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. ثم أنشد:

واعـتـديت فيهـن أفرطتذنـوب مـن الـلـه أستغفر الضالل بحر خضت كم واغتـديت الغي في ورحتجهال

الهوى أطعت وكم وافتـريت واغتلت واختلتاغتـرارا العذار خلعت وكم ونـيت ومـا المعاصي الىركـضـاانتـهـيت وما الخطايا الىالتخـطـي في تناهيت وكم

هـذا قـبـل كـنـت فليتني جـنـيت مـا أجن ولم نسياسـعـيت التي المساعي منخـير للـجـرمـين فالموت

رب يا عـصـيت وإن عني للعفوأهـل فـأنـت عفوا

قال الراوي: فطفقت الجماعة تمده بالدعاء. وهو يقلب وجهه في السماء. الى أن دمعت أجفانه. وبدا رجفانه. فصاح: الله أكبر بانت أمارة االستجابة.

120

Page 121: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وانجابت غشاوة االسترابة. فجزيتم يا أهل البصيرة. جزاء من هدى من الحيرة. فلم يبق من القوم إال من سر لسروره. ورضخ له بميسوره. فقبل

عفو برهم. وأقبل يغرق في شكرهم. ثم انحدر من الصخرة. يؤم شاطئ البصرة. واعتقبته الى حيث تخالينا. وأمنا التجسس والتحسس علينا. فقلت

له: لقد أغربت في هذه النوبة. فما رأيك في التوبة? فقال: أقسم بعالم الخفيات. وغفار الخطيات. إن شأني لعجاب. وإن دعاء قومك لمجاب.

فقلت: زدني إفصاحا. زادك الله صالحا! فقال: وأبيك لقد قمت فيهم مقام المريب الخادع. ثم انقلبت منهم بقلب المنيب الخاشع! فطوبى لمن صغت

قلوبهم إليه. وويل لمن باتوا يدعون عليه! ثم ودعني وانطلق. وأودعني القلق. فلم أزل أعاني ألجله الفكر. وأتشوف الى خبرة ما ذكر. وكلما

كبان. وجوابة البلدان. كنت كمن حاور عجماء. أو استنشيت خبره من الر نادى صخرة صماء. الى أن لقيت بعد تراخي األمد. وتراقي الكمد. ركبا

بة خبر? فقالوا: إن عندنا لخبرا قافلين من سفر. فقلت: هل من مغر أغرب من العنقاء. وأعجب من نظر الزرقاء. فسألتهم إيضاح ما قالوا. وأن

يكيلوا بما اكتالوا. فحكوا أنهم ألموا بسروج. بعد أن فارقها العلوج. فرأوا أبا زيدها المعروف. قد لبس الصوف. وأم الصفوف. وصار بها الزاهد

الموصوف. فقلت: أتعنون ذا المقامات? فقالوا: إنه اآلن ذو الكرامات! فحفزني إليه النزاع. ورأيتها فرصة ال تضاع. فارتحلت رحلة المعد. وسرت

نحوه سير المجد. حتى حللت بمسجده. وقرارة متعبده. فإذا هو قد نبذ صحبة أصحابه. وانتصب في محرابه. وهو ذو عباءة مخلولة. وشملة

موصولة. فهبته مهابة من ولج على األسود. وألفيته ممن سيماهم فيحته. من غير وجوههم من أثر السجود. ولما فرغ من سبحته. حياني بمسب

أن نغم بحديث. وال استخبر عن قديم وال حديث. ثم أقبل على أوراده. وتركني أعجب من اجتهاده. وأغبط من يهدي الله من عباده. ولم يزل في

قنوت وخشوع. وسجود وركوع. وإخبات وخضوع. الى أن أكمل إقامة الخمس. وصار اليوم أمس. فحينئذ انكفأ بي الى بيته. وأسهمني في

قرصه وزيته. ثم نهض الى مصاله. وتخلى بمناجاة مواله. حتى إذا التمع الفجر. وحق للمتهجد األجر. عقب تهجده بالتسبيح. ثم اضطجع ضجعة

المستريح. وجعل يرجع بصوت فصيح: المـرتـبـع والمعهداألربــع ادكـار خل

ودع عـنــه وعـدالـمـودع والظاعـن واندب الصحفـا فيه سودتسـلـفـا زمانا

الشـنـع القبيح علىمعـتـكـفـا تزل ولمأودعـتـهـا لـيلة كم أبـدعـتـهـا مآثمـا

ومضجـع مرقد فيأطـعـتـهـا لشهوةأحدثتـهـا خزية فيحثثـتـهـا خطى وكم

ومـرتـع لملـعـبنـكـثـتـهـا وتوبةالعلـى السموات ربعـلـى تجـرأت وكمتدعـي ما في صدقتوال تـراقـبـه ولـممـكـره أمنـت وكمبـره غمـصـت وكمع الحذا نبذأمـره نـبـذت وكـم الـمـرقـ

121

Page 122: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

وفهتاللعب في ركضت وكم بالكـذب عمداالـمـتـبـع عهده منيجـب مـا تـراع ولـم

شـعـار فالبس شـآبـيب واسكبالـنـدم الـدم زوال قبـل المـصـرع سوء وقبلالـقـــدم

المعترف خضوع واخضع المـقـتـرف مالذ ولذالمقـلـع انحراف عنهوانحـرف هواك واعص

فـنـي العمـر ومعظموتـنـي تـسـهـو إالمبـالـمـرتـدع ولسـتالمقـتـنـي يضر ما فيخطـط الرأس في وخطوخـط الشـيب ترى أما

نـعـي فـقـد بفـودهالشـمـط وخط يلح ومنالمخـلـص ارتياد علىاحرصـي نفس يا ويحك

صح واستمعيوأخـلـصـي وطاوعي وعـي النوانقـضـى القرون منمـضـى بمـن واعتبريتخـدعـي أن وحاذريالقـضـا مفاجاة واخشيالـردى وشـك وادكريالـهـدى سبـل وانتهجي

بـلـقـع لحـد قعر فيغـــدا مـثـواك وأن الـخـال القفر والمنزلالـبـلـى بـيت لـه آها

الـمـتـبـع والالحـقاأللـى السـفـر وموردواسـتـودعـه ضمه قدأودعــه مـن يرى بيتأذرع ثـــــالث قيدوالـسـعـه الفضاء بعد

أبــلـــه أو داهـيةيحـلـــه أن فـرق التـبـع كـمـلـك ملكلـه مـن أو معسـر أو

والـبـذي الحيي يحويالـذي الـعـرض وبعدهرعـي ومن رعى ومنوالمـحـتـذي والمبتدي

وقـي قـد عبـد وربحالـمـتـقـي مفـاز فيا وهـولالمـوبـق الحساب سوء الـفــزع يوم

وطـغـى تعـدى ومنبـغـى مـن خسـار وياالـوغـى نـيران وشب مـطـمـع أو لمطعـم

وجـل من بي ما زاد قدالـمـتـكـل عليه من ياع عمري فيزلـل مـن اجترحت لما الـمـضـي

المنسـجـم بكاه وارحممـجـتـرم لعبـد فاغفردعـي مـدعـو وخـيررحـم مـن أولـى فأنت

وشهيق. بزفير رقيق. ويصلها بصوت يرددها يزل همام: فلم بن الحارث قال مسجده. الى برز عليه. ثم أبكي قبل من كنت عينيه. كما لبكاء بكيت حتى

من انفض خلفه. ولما صلى من مع ردفه. وصليت تهجده. فانطلقت بوضوء أمسه. قالب في يومه بدرسه. ويسبك يهينم بغر. أخذ شغر حضر. وتفرقوا

قوب. ويبكي إرنان يرن ذلك ضمن وفي استبنت يعقوب. حتى بكاء وال الر عزمة بقلبي االنفراد. فأخطرت هوى قلبه باألفراد. وأشرب التحق أنه

بما كوشف نويت. أو ما تفرس الحال. فكأنه بتلك والتخلي االرتحال. وتخليته

122

Page 123: بسم الله الرحمن الرحيمlib.nu.edu.sa/uploads/ba/100.doc · Web viewولله أبوك حيث يقول: جز ي ت م ن أعـل ـق بـي و د ه ج زاء م

الحريري مقامات اإلسالمية مشكاة مكتبة

الله. فأسجلت على فتوكل عزمت قرأ: فإذا األواه. ثم زفير أخفيت. فزفر كما إليه دنوت محدثين. ثم األمة في أن المحدثين. وأيقنت بصدق ذلك عند أيها المصافح. وقلت: أوصني يدنو نصب الموت الناصح. فقال: اجعل العبد

المآقي. من يتحدرن وعبراتي وبينك. فودعته بيني فراق عينك. وهذاالتالقي. خاتمة هذه التراقي. وكانت من يتصعدن وزفراتي

خاتمةمضجعه: الله برد علي بن القاسم محمد أبو الرئيس الشيخ قال االضطرار. وقد بلسان باالغترار. وأمليتها أنشأتها التي المقامات آخر هذا

االعتراض. هذا سوق في عليها لالستعراض. وناديت أرصدتها أن الى ألجئت يبتاع. ولو وال يباع أن يستوجب المتاع. ومما سقط من بأنها معرفتي مع

لم الذي عواري الشفيق. لسترت نظر لنفسي التوفيق. ونظرت نور غشيني تعالى الله أسغفر مسطورا. وأنا الكتاب في ذلك كان مستورا. ولكن يزل من يعصم ما الى اللهو. وأسترشده اللغو. وأضاليل أباطيل من أودعتها مما

الخيرات المغفرة. وولي وأهل التقوى أهل هو بالعفو. إنه السهو. ويحظيواآلخرة. الدنيا في

 

123