¶ãŽëðàË íªó¶ãŽë ˛”ó“í®ß“òÓÒ»îß“ ñ ª‘ñíŽ èß“ªä£ƒ ·...

14
ية: هامش يدور على هامش في الروا الوصف د. أحمد ال ن اوي بدري51 ؤى فكريةلة ر الثد الث العدفري في2016 الرواية : الوصف هامش يدور على هامشظل"ر النكسا رواية "ا* وذجا الطيبنصر بلحاج ب ل د.لناوي بدريد ا أ جامعة صفاقس)تونس( نعتاق سبيل ا حال ق مزهر وال مور والبداوة وشم يندمل راء جرح "الصح" يف والفطرة كنزظل:ر النكسا ا182 . لخص ا: يسعى هذا ا لبحث إل مقاربة الوصف الرواية بوصفه عنصرا ا هامشي فيها إذا ما قورنلسرد . أتىت ت لهذه ه ة امشي ا من طبيعة الرواية ة جناسي ا نفسها إذ ا إستند تاسس إل ما هو سردي. ث تلحقه منل خ طبيعةوصوفات ا الث عليها يدور الوصف رواية" نكسار اظل ال" لن صر بلحاجلطيب ذلك ها أنيعها رج ج من هذا ز امي و ت تفل ت منه. كما تطمحذه ه الورقة إل ل و هذا ن كو ا نطاب ا ذه ه الرواية وذلكبتغاء ا الظفر بصورةكنة لذات ل مة تكل ا ومقاصدها من الوصف ذه ه الرواية. وقد توصلنا إل أن الوصف ذه ه الرو اية يدور على ما هو هامشي. وأن هذا ن كو ا نطاب ا نكومقولت ت أساسي: مقولة القبيح مقولة وميل ال. وإن ارتبط القبيحماضر فإنميل ال قصر علىاضي ا ق وعل به ات شخصي وأمكنة وأزمنة وأحدا. وهذا ما حدا بنا إلكم امنتصار الذات مة تكل اا ه و بدائي سانن ا نفورها و من الراهن ته ومدني الزائفة. كلمات الفاتيح ا: الوصف- السرد- تأويل ال- لوسائط ا ة لي التأوي- امش ا- كزر ا- القبيح- ميل ال الرواية قدر الوصف فيهايته مع أة من حيث طبيعتهالرواي ا. فا هامشي عنصرا أن يكون سرديية جنسجناس ا فيها.نت درجة حضور الوصف كا ، أ. مث وصفي سرديا جنس أو أ ا جنس وصفي إل أت من قاربوها ما يش مقار ند و ة ف القص يعر فجينات مثجناسية اا نتمية إل دائر ورة ملضر والرواية- فيقول: ة ف القص ا نعرن "إنrécit حداث، متوالية من ا ا غة ل غة، وثديدا ال ل ة، بواسطة ال ة كانت أم خيالي واقعيكتوبة" ا( 1 ) . University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahras http://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

Transcript of ¶ãŽëðàË íªó¶ãŽë ˛”ó“í®ß“òÓÒ»îß“ ñ ª‘ñíŽ èß“ªä£ƒ ·...

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 51

الوصف يف الرواية :

هامش يدور على هامش

لنصر بلحاج بالطيب منوذجا* رواية "انكسار الظل"

أمحد الناوي بدري د.

)تونس(جامعة صفاقس

والفطرة كنز ال يفىن" "الصحراء جرح ال يندمل والبداوة وشم مورق مزهر والرتحال سبيل االنعتاق

.182انكسار الظل:

:امللخص من اهلامشّية هذه له تتأتى .ابلسرد قورن ما إذا فيها هامشيّا عنصرا بوصفه الرواية يف الوصف مقاربة إىل لبحثا هذا يسعى يدور عليها اليت املوصوفات طبيعة خالل من تلحقه ثّ .سرديّ هو ما إىل ابألساس تستند إّّنا إذ نفسها األجناسّية الرواية طبيعة

ها ذلك ابلطيب بلحاج صرلن "الظل انكسار" رواية يف الوصف ّّ .منه تتفّلت وال احلّيز هذا من خترج ال مجيعها أّن ومقاصدها املتكّلمة للذات ممكنة بصورة الظفر ابتغاء وذلك الرواية هذه يف اخلطابّ املكّون هذا اتّول إىل الورقة هذه تطمح كما .الرواية هذه يف الوصف من مقولة : أساسّيتني مبقولتني حمكوم اخلطابّ املكّون هذا وأنّ .هامشيّ هو ما على يدور ايةالرو هذه يف الوصف أنّ إىل توصلنا وقد

ق املاضي على قصر اجلميل فإنّ ابحلاضر القبيح ارتبط وإن .اجلميل ومقولة القبيح ّّ .وأحدااث وأزمنة وأمكنة شخصّيات به وعّل .الزائفة ومدنيّته الراهن من ونفورها اإلنسان يف بدائيّ وه ملا املتكّلمة الذات ابنتصار احلكم إىل بنا حدا ما وهذا

:املفاتيح الكلمات اجلميل- القبيح- املركز- اهلامش- التأويلّية الوسائط - التأويل- السرد- الوصف

أن يكون عنصرا هامشّيا. فالرواية من حيث طبيعتها –مع أمهيته فيها –قدر الوصف يف الرواية

، أّّي كانت درجة حضور الوصف فيها.األجناسية جنس سرديّ ومل جند يف مقارابت من قاربوها ما يشري إىل أّّنا جنس وصفّي أو أّنا جنس سردّي وصفّي مثال.

فيقول: -والرواية ابلضرورة منتمية إىل دائرهتا األجناسية–فجينات مثال يعّرف القّصة واقعّية كانت أم خيالّية، بواسطة الّلغة، وحتديدا الّلغة أبّّنا متوالية من األحداث، récit"إننا نعّرف القّصة

. (1)املكتوبة"

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 52

، (2)إال ليكّمل السرد فيها. إّما ألنّه بطبيعته مظهر منه مظاهره -إذا–فما وجود الوصف يف الرواية ت، أحواهلا فاحلدث ال بّد أن يشحن حني يسّرد مبظهر وصفّي، وإّما ألنّه خيدم السرد من جهة التعريف ابملروّيّ

وهيآهتا املاديّة منها أو املعنويّة.. ومن هذا (3)إّّيه ومتمما مكمالفالوصف ال يوجد يف الرواية حبسب تعبري جينات إاّل خادما للسرد

املنطلق فهو ال يكون فيها إال هذا اهلامشّي الذي ال بّد منه ليكتمل البعد احلكائّي يف الرواية ويصري للحكاية للوصف يف الرواية مظهر سردّي ، أو قد يكون فيها مسّردا وخاّصة إذا وّظف فيها لإلعالن عن معىن. قد يكون

برانمج سردّي أو فاحتة تنبئ عّما تصري إىل األحداث يف احلكاية، كأن نصف الطبيعة ابجلمال والطقس ابالعتدال ء عن أّّنا ستلزم بيتها ومتتنع عن إنباء عن أّن الشخصّية ستخرج يف نزهة أو أن نصف الطبيعة خبالف ذلك إنبا

اخلروج.إال أّن السرديّة ال تتأّتى للوصف يف مثل هذه االستعماالت من طبيعة الوصف نفسها، ولكن تتأّتى له ممّا يتأّوله املروّي له، وممّا ميكن أن يستدّل عليه املتلّقي إذا ما ربط السابق من األحداث ابلاّلحق منها، ووضع

ن هذا السياق احلدثّي. ولذلك عّد روالن ابرت مثل هذه السرديّة املؤّداة ابلوصف وظائف الوصف موضعه م . fonctions cardinales (4)اثنويّة أو قرائن أو مبلغات مقابل ما أطلق عليه الوظائف األساسّية

لكّنها ّث إن هامشّية الوصف يف الرواية ليست حاصل النظر يف طبيعة الرواية األجناسّية فحسب ، و حاصل النظر يف املقارابت النقديّة اليت اشتغلت هبذا املكّون اخلطاّب. فهي وإن مل تغفل عنه، فإّّنا مل تنظر إليه

عنصرا مستقالّ بذاته. فقد قاربته املناهج املضمونّية يف عالقته ابلواقع وقدرته على صنع النماذج يف النّص الروائّي. ووضعته

قة، فجعلته عنصرا من عناصر شىت تتشّكل منها الزمنّية يف النّص السردّي ضمن ما أطلق البنيوية ضمن دائرة ضيّ . وهو هبذا يكون معّطال مؤقّتا للسرديّة أو احلدثّية، سرعان ما Pause(5)عليه اإليقاع وخّص مبصلح الوقف

يُتجاوز لتنمو احلكاية.مقام أكرب هو املقام املتعّلق بوجهة وأّما سردّيت التلّفظ فقد ذّوبت املقام القائم ابلوصف يف

، ليصبح أداة من أدوات كثرية تتحّقق هبا وجهة النظر شأنه يف ذلك شأن التعليقات Point de vue(6)النظروالتأّمالت وغريها ممّا يشهد حبضور املتلّفظ أو ما أطلقوا عليه املتلّفظ الصامت أو املتكّلم الصامت الذي هو

ر اإلدراك.صاحب وجهة النظر ومصد

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 53

عنصر مكّمل للسرد من جهة طبيعة الرواية األجناسّية ومن جهة املقارابت اليت -إذا–فالوصف يف الرواية اشتغلت به، نستثين منها بعضا من الدراسات قصرها أصحاهبا على دراسة الوصف أمثال فيليب هامون، وجون

. فتناولوا حدوده يف النّص السردّي )بداّيته فقد اهتّم هؤالء ابلوصف لكن من مدخل لسانّ .(7)ميشال آداموّناّيته(، وبّينوا كيفّيات بنائه، ووظائفه... من خالل مقاطع وصفّية كانت تنتقى من هذا األثر السردّي أو ذاك

شواهد على ما يقولون. ومل يكن مّههم أن ينظروا إىل الوصف يف القّصة من جهة عالقته ابلسرد. إضافة إىل –، ونشري إىل أنّنا ننظر إىل الوصف (8)رس الوصف يف رواية "انكسار الظل"من هذا املنطلق ند

عمال لغوّّي، ال ميكن أن يتحّقق يف الرواية إاّل عرب مادة صوتّية تضّمن قّوة إجنازيّة أو قيمة ال قولّية -كونه بناءفأن نصف ليس معناه فقط أن تنشد لتحقيق فائدة ولبلوغ مقصد أو مقاصد، مثله مثل أي عمل لغوّي آخر.

أن نوّجه أعماال تُنشد لتغيري وضعّية املتلّقي وانطباعاته واعتقاداته. -مع ذلك-ننقل أخبارا تصف العامل، ولكنه كما تقول به البالغة الغربّية –عمال أو فضاء حتكمه الصدفة -اإذ –فليس الوصف يف الرواية

كوم يف النّص السردي يف كلّيته مبعايري قيمّية، وموّجه ابساراتيجّيات وإّّنا هو فضاء قويّل حم (9)-الكالسيكّيةوسواء أكان املوصوف يف الرواية إعادة إنتاج ملعرفة سابقة تقّدم للموصوف له، أم كان إنتاجا ملعرفة تلفظّية.

، وما هو (11)قايفّ ، فإنّه يف احلالتني يظّل نشاطا صادرا عّما هو ث(10)جديدة مل يسبق للمخاطب به أن امتلكهاثقايّف ال بّد أن يكون مسنودا مبا هو قيمّي يتناغم واألنساق اجلمالّية اليت حتكم هبا لغة الوصف، يتوّصل إليه

وفقا ملقتضيات طبيعة العمل اإلبداعّي املقّيد مبقام املكتوب املدّون املنّزل يف مقام تعاملّي غري (12)املتلّقي ابلتأويل .Dépragmatiséحقيقيّ

جتليات اهلامشّي يف رواية "انكسار الظل": يبدو اهلامشّي يف هذه الرواية من جوانب خمتلفة منها ما يّتصل ابلعتبات فيها، ومنها ما يتّصل ابملنت.

نصر بلحاج ابلطيب. فهو ابألساس طبيب ال صلة له ابألدب (13)فمّما يتعّلق ابلعتبات اسم املؤّلفعلى هامش الرواية بعيدا -يف ما نزعم–رة بنظرّّيت السرد وقوانني اشتغاهلا. يكتب اختصاصا، وال عالقة له مباش

عن األضواء، خارج دائرة اهتمام اإلعالم. يكتب من مواقع هامشّية عن مواقع هامشّية جغرافّيا وثقافّيا.اية بني يدي من الصورة املنتقاة واجهة تقّدم هبا هذه الرو -كذلك–ويتجّلى اهلامشّي يف هذه الرواية

قارئها. وهي صورة جتّسد اباب خشبّيا عتيقا مشّققا، جتاوزه االستعمال إىل غريه من األبواب احلديديّة العصريّة، فلم صاحلا ليشغل الوظيفة اليت كان يشغلها. -مع وجاهته–يعد

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 54

نوان "انكسار الظل". وأّما اثلث مظهر يتعّلق ابلعتبات اجمللية لألبعاد اهلامشّية يف هذه الرواية، فهو العيضعنا صلب موضوع املداخلة من جهة الوصف، وجهة ما حييل عليه من أمارات اهلامشّي وما ميكن أن حتّمل به

من أبعاد رمزيّة تفتح للتأويل مسارب قد ال تنتهي. ي من فالبلوغ ابللغة يف هذا العنوان "انكسار الظل" هذا املستوى من االنزّيح أو العدول يصرف املتلقّ

االهتمام ابلبعد احلدثّي املضّمن يف هذا القول )حدث االنكسار( إىل البعد الوصفّي فيه. فهذان املكّوانن )االنكسار( و )الظل( هبذا اإلسناد املخصوص الذي مجع بينهما جّسدا وضعا ووصفا حالة قبل أن خيربا حبدث.

ى املعىن املباشر. وهو على سبيل التأويل استعارة فاالنكسار حالة، والظل املوصوف صورة ألصل، إذا حسبناه عل تصرحيّية من التاريخ أو من اهلويّة أومن املاضي أو ممّا ميكن أن يكون أصال أو مركزا.

يضعنا هذا إزاء ثنائّية اهلامش واملركز، ويضع أفق التلقّي أمام أسئلة عديدة ينبثق مجيعها من نسق ثقايّف ستقيم الظل والعود أعوج؟". وإذا كان األصل أو املركز مصرحا به يف هذا املثل فإنّه يف خيتزله املثل املعروف " هل ي

عنوان هذه الرواية مغّيب. فكيف ميكن أن ينفصل الظّل )اهلامش( عن أصله؟.

وهل أن انكسار الظل انتج ابلضرورة عن انكسار األصل؟. كيف ميكن للظّل أن ينكسر دون أن ينكسر األصل؟.

سر الظل؟.ملاذا انكاملشتق الدال على املطاوعة؟. أال ميتلك هذا اهلامش آليات الرفض واملقاومة وال االسم ملاذا استعمال هذا

يستطيعها؟. ما هو موقف الواصف من هذا املآل؟.

غيض من فيض أسئلة كثرية يثريها هذا العنوان يف املتلّقي، لعّل الوصف يف هذه الرواية أن جييب على بعض منها.

الوصف يف رواية "انكسار الظل": هامش يدور على هامشمشل الوصف يف هذه الرواية عناصر متعّددة. منها ما هو إنساّن الشكل ومنها ما هو من طبيعة احليوان،

وهو يف هذا وذاك يدور على ما ميكن عّده هامشّيا ومل ينفّك ومنها ما هو من طبيعة اجلماد كاألشياء واألمكنة. . ذلك أّن املوصوفات يف هذه الرواية تنتمي إىل بيئة حملّية موغلة يف البدائّية.من دائرته

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 55

فالشخصيات املوصوفة منتزعة من هذا الفضاء اهلامشّي مبا ُعنّي هلا من أمساء )لليت فاطنة بنت عمر، لليت –ر...(. وهي هامشّية مرمي بنت خالد، سراق الزيت، اميميت الدالية، الطاهر ولد جليلة، رقية بنت على، بوك عم

مبا تفعله كاالجتماع يف الظل حول براد شاي، وسرد حكاّيت هامشّية تؤّثث بتاريخ الفالقة مّمن انهضوا -كذلك املستعمر الفرنسّي ومل حتفل هبم كتب التاريخ الرمسّي. يقول الراوي عن إحدى الشخصّيات:

تقطت صور معارك بئر لدنس ووادي الغدامسي وبرج مل تلتقط عيناه صور احلوش الراهن الذي تراه ولكّنها ال .(14)بوشفال اليت حيمل أخبارها اهلمس والشعر"

مبا متلكه وال يعدو أن يكون عكازا أو غطاء رأس أو قفة أو -كذلك–وهذه الشخصيات هامشّية دجاجة أو براد شاي قدمي:

.(15)أكرب منه أبيض اللون""براد صغري أزرق اللون فقد غطاءه فوضعوا على فوهته غطاء براد . كذلك األمكنة )......(والشخصيات احليوانّية ال تتعّدى أن تكون شاة أو عنزا أو دجاجة أو جربوعا

فهي مجيعها إىل عامل الصحراء وإىل جمتمع الصحراء تنتمي. (16)واألشياء اليت تؤثّثها )بعرة شاة، أو عود حطب(كون ربطة عنق وبدلة أو منديال، أو صينّية. وهي هذه وإذا ما جتاوزت ذلك فال تتخّطى أن ت

، وإّما أن يكون االستعمال قد عّدل يف (17)االستثناءات إّما أن يكون من يستعملها دخيال على جمتمع الصحراءهذه األشياء الدخيلة فبدت يف صورة غري ما وضعت له يف األصل وما حتّدد هلا يف املركز من استخدام. يقول

"وضعت على رأسها غطاء جديدا من الكتان امللّون زيّنته مربعات صفراء ومحراء وزرقاء يوضع عادة يف الوصاف: .(18)املدينة فوق الطاوالت"

فيضفي عليها االستعمال طابعا بدائّيا ويفقدها قيمتها األساس وتلّون بلون بيئة الشخصّيات. كذا كان مع سراويل والقمصان واللعب البالستيكّية:األطفال اليت يلبسوّنا يف األفراح

"شّد صيب آخر على سرواله الواسع اجلديد ث رفعه حىت كاد يبلغ إبطيه. هّز صيب كم قميصه الفضفاض اجلديد .(19)وأانمله تطل من الكم لتمسك بسيارة صغرية من البالستيك وقطعة من خبز السوق"

عة تصيب األشياء فتهّمش وتغدو اتفهة ال قيمة هلا:تتضافر مع االستعمال عوامل أخرى كالقدم والبلى والطبي .(20)"قرب الباب صينية من األملنيوم غزاها الغبار والسواد والقدم وبعض االعوجاج"

موثوقة مبقولة أساسّية هي مقولة -مع هامشّيتها–ما ميكن قوله يف ما خيّص هذه املوصوفات هو أّّنا ة عديدة منها ما هو صريح ومنها ما هو ضميّن يتوّصل إليه عرب أتّول القبيح. نتوّصل إليها عرب وسائط أتويليّ

الوصف وكيفّيات بنائه يف هذه الرواية.

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 56

الوسائط التأويلّية ملقولة القبح: النعوتوهي وسائط تستقى من آليات الوصف املعتمدة يف رواية "انكسار الظل" كـالوسائط املباشرة:

، أم أشياء: "عليها كأسان صغريان (21)ات كانت:"فم لليت فاطنة األدرد"اليت خّصت هبا املوصوفات شخصيّ ويستدّل عليها من األحوال املقّيدة هبا هذه املوصوفات: "انغرز عكاز آخر حمداث حشرجة رملّية .(22)منكفئان"

ثرية يف هذه ابلتشابيه املتوّخاة يف تقدمي هذه املوصوفات وهي ك -كذلك–ويستدّل عليها .(23)متأوهة أخرى" الرواية نقتصر منها على األمثلة التالية:

.(24)"بدا جبينها لوحا خشبيا كبلته التجاعيد"- .(25)"وجنة لليت فاطنة كحبة تني جافة"- . (26)"حطت الشمس على كتف املغيب، صفراء ككرة حنظل"-

وصوفات أو ممّا يطلق عليه تتأّكد مقولة القبح يف املوصوفات أيضا من األفعال اليت أسندت إىل هذه املالوصف ابألفعال واألفعال يف هذه الروابة يف األغلب األعّم تنتمي إىل دائرة داللّية واحدة ال خترج عن معىن

القبيح: .(27)"اضمحّلت احلََلمة وانزوت"- .(28)"ذاكرة احلجر يصيبها الضمور كمخ البشر"- .(29)"خال اآلن احلوش الكبري"-

.(30)بني احلني واآلخر طرشقة حادة حني تدوس أضراسها مضغة اللبان" "تنبعث من فمها- .(31)"أسناّنا اليت هتدمت]...["-

إّن صفات كاألدرد واللوح اخلشيب والتجاعيد وحبة تني جافة قدمية، وأفعال من قبيل اضمحل وضمر النهاية.وخال وتدوس ... جتّسد معىن القبح يف أعمق جتلياته اليت هي الوضاعة والعدم و

ومن الوسائط املباشرة نذكر إضافة إىل ما تقّدم التعليقات. وهي إّما أن تكون صادرة عن الواصف نفسه. يقول:

.(32)"كيف يهب الزمن سطوة لأللوان الركيكة الذليلة " وإّما أن يكون مصدرها الشخصّية عرب ما يطلق عليه احلوار الباطيّن. تقول لليت فاطنة:

.(33)اجلائرة متتّد أمامي مطويّة كأّيم املسغبة" "ما هلذه األرض

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 57

فهذه التعليقات وإن اختلفت مصادرها تؤّكد قبح املوصوفات على اختالفها وتنّوعها وهذا يدعم ما يؤّدى من وصف ابلنعوت وابلتشبيه وابألحوال وغريها من اآلليات اليت اختذت مطّية للوصف. فكلها يرسم أثرا لفاجعة

عرب الوسائط التأويلّية الضمنّية. -كذلك–ت، تتوّضح تصيب املوصوفاوميكن ضبطها من خالل طبيعة املوصوفات وانطالقا من كيفّيات بناء الوسائط التأويلّية الضمنّية:

الوصف وطرائق اشتغاله كثبات املوصوفات وسكوّنا، والبناء اهلرمّي املتدرّج من األعلى إىل األسفل والتنميط.ذه الرواية حرص واضح على انتقاء موصوفاته من عوامل تدرك ابحلواّس. وقّلما التفت إىل فبالوّصاف يف ه

رصد املعنوّي منها ممّا يّتصل مبشاعرها وأحاسيسها. فحسب الوصاف أن يعرّب عن موصوفاته هبذا العضو أو ذاك الروحّي والعاطفّي ويقرهبا من عامل ممّا يرّكز عليه إدراكه فيه ممّا جيعل هذه املوصوفات مفرغة من بعدها اإلنسانّ

"نتأت أسناّنا كبرية متنافرة عجزت شفتاها الغليظة عن احتوائها فكانت تلوك اللبان األشياء ويدنيها من احليوانّية: .(34)املعجون يف فم نصف مفتوح أضفى على وجهها قبحا مورواث"

رجها يف مظهر جيعلها يف مصاف القبيح أّن وما يعّمق هذه السمة يف املوصوفات وينزع عنها احلياة وخي الواصف يعّطل حركتها ويقّدمها يف أشكال اثبتة وهيآت جامدة ال حركة فيها وال حياة.

يتجّسد هذا السكون وانعدام احلركة من خالل قرائن عديدة ميّهد هبا الواصف للمقطع الوصفّي كالوقوف:

.(35) إىل جملسها. وضعت على رأسها غطاء خفيفا..." "ظّلت واقفة تبحث عن أفضل السبل اليت توصلها .(36)أو اجللوس : "جلس على زربّية زاهية األلوان"

.(37)ومثله الظهور: "بدا جبينها لوحا خشبّيا " ويتجّسد انعدام احلركة بقرائن غري هذه القرائن التقدميّية تّتصل ابملوصوفات نفسها أو ابلصفات.

.(38)صل جوهرها ساكنة ال حياة فيها: "األزهار مطفأة كعيون حمتضر"فقد تكون املوصوفات يف أوقد يكون سكوّنا من جهة الوصف العتماد الوصف على النعوت: "خترج من جامعة بغداد، طويل

.(39) القامة، ضخم اجلثّة..."ارعة يعرّب هبا أو العتماد الوصف على اجلمل االمسّية كما هو واضح يف األمثلة السابقة أو األفعال املض

عّما اعتادت الشخصّية فعله وما ألفته فتجعل من حركتها مكرورة معادة فتفقد هبذا التكرار حرارة احلياة:"جتلس غرّب غرفتها يف الصباح. جتلس مشال غرفتها بعد الغداء وبعد صالة الظهر. ّث جتلس شرقّي غرفتها يف

.(40)العشّية

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 58

ومن الوسائط التأويلّية الضمنّية املؤّكدة قبح املوصوفات يف هذه الرواية تضاف إىل سابقاهتا، كيفّيات بناء الوصف. إذ إنّه يقوم أساسا على نظام يتدرّج يف اجّتاه انزل يراعى يف ترتيبه أجزاء املوصوف، ألويّة األعلى على

يقول الواصف بعد أن أمّل بوصف أطراف لليت قطع الوصفّي.األسفل حىّت يبلغ األجزاء الدنيا منه فيختم هبا امل فاطنة العلويّة ابدائ ابلرأس والشعر ث الوجه فالعينني واخلدين والفم والشفتني واألذنني والرقبة:

.(41) "جتعد جلد الثديني... اضمحلت احللمة وانزوت داخل التجاعيد... حول السرة جتاعيد مدورة..."يف اجتاه األسفل إىل أن يصل القدمني من املوصوف: "تتحسس أطراف ملحفتها ّث يستمّر الوصف

واتباع عني الوصف هذا املنحى التنازيّل يف بناء الوصف ليس مشروطا ابستعمال رقعة املقطع .(42)لتسار ساقيها"ما قّلت عناصر الوصفّي وبكثرة التفاصيل وتعّدد العناصر املوصوفة، ألّن الوصف ال حييد عن هذا النظام مه

املوصوف وتقّلص املقطع الوصفّي. وهذه أمثلة نكتفي هبا للتمثيل: .(43)"تكشف عن حنرها وعن منبت ّنديها وعن فخذيها"- .(44)"عارّيت الزنود والساقني"-

.(45)لبس الرجل قميصا ينسدل حىت كعبيه" .(46)"ال تعرف له الناس أنفا وال فما وال ذقنا"-

املتوّخى يف بناء العناصر الوصفّية املنتقاة يتجاوز مشيئة الوصاف أحياان لينتظم وفقا بل إن هذا املنحى لقوى غيبّية خترج عن إرادته وتشد موصوفاته إىل األسفل وجتربها على أن تسلك هذا السبيل: .(47)"كأن قوى عجيبة تشد اجلسد/اخلريف لتكوره حول سرته/املنشأ وتدنيه من األرض/املستقر"

اإليغال يف احمللّي والنزوع إىل املدرك ابحلواّس املقّيد بقوانني املاّدة من املوصوفات وهيمنة القبيح على إّن صفات الشخصّيات والبناء اهلرمّي املتدرّج من األعلى إىل األسفل، يستتبع ابلضرورة خضوع الوصف يف هذه

إطار املختلف املمّيز املتفّرد واملتنوّع وهذا ما الرواية لضرب من التكرار واالجارار حتكم هبما املوصوفات خارج أطلقنا عليه التنميط.

يضاف إىل ما تقّدم من ضروب التنميط أن األجزاء اليت ينتقيها الواصف يف موصوفه ويرّكز عليها وصفه تكاد أن تكون واحدة. تستوي يف هذا املوصوفات شخصيات إنسانية وأشياء وغريها.

العناصر املوصوفة يف شخصّية -تقريبا–شخصّية "رشيد النابلي" مثال هي نفسها فالعناصر املوصوفة يف"ابرك" أستاذ األنكليزيّة. كذلك الشأن ابلنسبة إىل شخصّية لليت فاطنة بنت عمر ولليت مرمي بنت خال. فكلتامها

يف وجهها أو يف جسدها عجوز تتوّكأ على عكاز، تكثر -إضافة إىل التوازن الاركييّب الذي بين عليه امسامها–

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 59

. حىت (48)التجاعيد، يداها مرتعشتان. كانتا مجيلتني وأصبحتا قبيحتني. وكلتامها من "املرزوقيات صافيات احلليب"إن الواصف لفرط ما اخنرط يف اجلمع بينهما انساق يف ّناية وصفهما ليجمعهما يف موصوف واحد هو القلبان.

ك قلب لليت فاطنة وقلب لليت مرمي.. يعين بذل(49)يقول "رقص القلبان"والعناصر املوصوفة يف ابب حوش لليت فاطنة هي نفسها تقريبا العناصر املوصوفة يف ابب حوش الشاوش عبد الكرمي. فقد وصفت احليطان وطبقة اجلبس ث لون البابني وكالمها بين، ث اخلشب الذي به تشكال والشرائح

احلديديّة والرباغي واملسامري.قد يتغرّي الطول أو احلجم أو اللون أو احلالة اليت عليها املوصوف من اجلدة أو القدم. لكن األجزاء اليت ف

أييت عليها الواصف تكاد أن تكون واحدة. وإذا خرج الواصف عن هذه القاعدة قبإسقاط جزء من املوصوف أو إضافة آخر. متاما كما فعل مع شخصّييت "احلمرون" و"خناق الدجاج".

يقول يف وصف األّول منهما:وضع على رأسه حلفة جريديّة من احلرير األبيض تنساب على جنبات وجهه مرفرفة لتصل إىل حوضه فوق شاشّية

.(50)محراء ال تعرف البلى والفلول. تلوح من حتت الشاشية عراقية بيضاء" ويقول يف وصف اآلخر:

.(51)لفافة ابلية من الكتان الكاكي""يضع على رأسه الصغري شاشية ابلية يلّف حوهلا إّن إغراق املوصوفات يف ما هو مادّي وإخراجها يف أشكال مقولبة اثبتة منزوعة منها احلركة واحلياة

وبناءها يف أشكال هرمّية تنازلية جيردها ممّا هو إنساّن وينزع عنها مسات التمّيز والتفّرد ويعدم منها الفاعلّية وجيعلها وموّجهة هبا، وهذا مجيعه يؤّكد قبح املوصوفات ومن مثّة قبح اهلامش مبا أّن (52)افة األسفل واألعلىحمكومة بثق

هذه املوصوفات تنتمي إليه ومتثّله. الوصف رفض للهامش حني ختّلى عن مركزيّته: دون ماضيها؟. ملاذا املغاالة يف تقبيح اهلامش؟ وملاذا هذه الكثافة من التقبيح يوسم هبا حاضر املوصوفات لعّلنا نستطيع أتّول هذا حني ننظر إىل الوصف إساراتيجّية قولّية حتكم هبا املوصوفات وهبا توّجه يف

مواجهة للموصوف له وحماّجته. ذلك أّن تقبيح هذه املوصوفات هو سبيل لتنفريه منها وقصد مبّيت للتأثري فيه ا يشمله من عناصر )املوصوفات وصفاهتا( وكيفّيات بنائها حىت يسّلم برفضها وينقاد لإلعراض عنها. فالوصف مب

هو تعبري عن فهم خمصوص للعامل. فهو إذ يوّصفه يوّجه إىل الفعل أو على األقّل يدفع ابجتاه اخّتاذ موقف.

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 60

والواصف يف رواية "انكسار الظل" حني يصف فإّّنا يكشف عن عامل سيطرت فيه النوازع املاديّة وانتفت الرمزيّة وتشّيأ فيه اإلنسان وماتت فيه روح املقاومة وجّفت لديه منابع الذاكرة وانكسرت صلته ابملاضي منه القيم

واحندر إىل احلضيض. وهو إذ يصف ال يكتفي ابلكشف عن هذا العامل واإلخبار عنه وإّّنا ليحتّج على ما آل إليه الوجود

ألاننية واخلوف اجلشع والطمع وحني ختلى طوعا أو كرها اإلنساّن وعلى ما أضاعه يف رحلته "حني أصبح عبدا لعن هويّته أو ماضيه ومركزيّته أو كما يقول الوصاف نفسه يف هذه الرواية: "حني أضاع حكمة االلتفات إىل

. وانساق وراء املادة أو وراء "الوهم" و"اخلرافة" ، فكان "اإلنسان الذي يصنع عدّوه وقاتله كما يصنع (53)الوراء" حبسب تعبري هذا الواصف نفسه. (54)جلسد خالّيه السرطانّية القاتلة حتت أتثري جينات الفناء"ا

والواصف يف هذه الرواية إذ يصف، فإّّنا ليعقد مع املاضي اجلميل عالقة محيمّية، وليدعو إىل إحياء قيم اق من دنس الراهن ومعانقة للبدائّي الصحراء/ املركز الذي ضاع، وإىل بعث قيم البداوة والارحال سبيال إىل االنعت

يف اإلنسان وحتقيقا جملتمع "الكفاية والعدل" حىت يستقيم الظل الذي انكسر ويسارجع حالته الطبيعّية احملكومة ابلفطرة وقيم النشأة األوىل. يقول الراوي يف هذه الرواية:

متأل الالفتات واحلناجر. أيقنت أنين "تطايرت حويل ويف خاطري الكلمات واألوراق واألشعار والشعارات اليتأدركت احلقيقة الثابتة فتأسست عندي جنة الدنيا: جمتمع الكفاية والعدل. فيه يالمس اإلنسان الكمال. أيقنت

. (55)كذلك أن ال بد هلذا اجملتمع من أن يسود حىت وإن داس على الرقاب فال شفاء هلذا العامل املشوه إال به"التأويل حني ننظر يف ماضي املوصوفات يف هذه الرواية فنجده حمكوما مبقولة اجلميل. نطمئن إىل هذا

تستوي يف ذلك املوصوفات مجيعها أمكنة وأشياء وشخصّيات. يقول الواصف يف وصف لليت فاطنة مثال:ة ويف اجلفون "بدا جبينها لوحا خشبّيا كبلته التجاعيد. على أوسطه وشم مرتعش كرسم دارس. يف احلاجبني ارتعاش

جتاعيد توحي أبهداب وكحل قدمي. اقتلع الزمن األهداب وحما كحلها. ّنت يف بياض العينني أوعية دمويّة دقيقة. ترك السواد املظلم مكانه مكرها للون رصاصّي مدهلم. كيف يهب الزمن سطوة لأللوان الركيكة الذليلة على

سن؟ على أرنبة األنف وشم أخضر مرتعش. كانت الوجنة حساب احلور القدمي الذي كان ماربعا على عرش احلانضجة كتفاحة. مل تكن تدري أن حتتها عظما سينتأ يوما ليحل حملها حني تنكمش كحبة تني جافة. الزمن لعبة غامشة على رقعة اجلسد/الشطرنج /الطني. يعوض السواد ابلرماد. يعّوض الواضح ابلغائم الطائر ابلزاحف، احلي

.(56)ستقيم ابملنحين، ويعوض املاء ابلاراب"ابمليت، امل

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 61

هكذا يبدو ماضي املوصوفات معّتقا ابجلمال عابقا ابحلياة والسمو والشرف واليقني واحلرية، سقطت مجيعها حني ختلت الصحراء عن مركزيّتها لتغدو هامشا معّتقا برائحة املوت واالنداثر يكتنفها الغموض والذل

وقيمة.والقبح مفرغة من كل معىن حماولة أتليف:

هي إذا لعبة حتول يف املراكز واهلوامش يكشفها الوصف يف هذه الرواية. فما كان ابألمس مركزا ممثال يف الصحراء والبداوة أصبح اليوم هامشا ملركز آخر أتت به املدنّية الغازية. فاخنرط فيه جمتمع الصحراء دون مقاومة.

لة لرفضه والتنكب عنه. يقول الواصف: وهذا مأتى القبح هلذا اهلامش وع"أصابتنا لعنة احليطان منذ االستقرار وموت الرحيل وصغر النفس وانشغال البال. أصبحنا عبيدا للحوانيت وماء

.(57)الواحات... لألاننية واخلوف واجلشع والطمع للظل املذل"يف إظهار عيوبه وكشف جانبه البشع عرب خنتم فنقول إن تقبيح احلاضر يف رواية "انكسار الظل" واملبالغة

االهتمام ابنتقاء املادّي من املوصوفات وإخراجها يف مظهر ابئس منكسر وتلبيسها عالمات اهلزمية واالستكانة، عمل بقدر ما خيرب عن هذا احلاضر فإنّه ينبه إىل مواطن اخللل فيه كذلك فإّن امليل إىل جتميل املاضي وومسه

والطهر دون احلاضر وجعله مصدرا للقيم واملعان عمل بقدر ما خيرب فإنّه يرغب املوصوف له ابجلمال والرباءة وحيلمه ابستعادة ما اندثر منه وأصبح يف عداد اهلامشّي املاروك املتجاوز عنه حال من احللول املمكنة لتخطي

أزمات احلاضر ومشكالته. ىل كونه سبيال مرجتى إىل تغيري العامل وطريقا إىل هكذا نتجاوز ابلوصف كونه جمرد متثيل للموصوفات إ

بنائه وفقا ملا ترتئيه الذات الكاتبة ووفقا ملا يالئم هذا اخلطاب وطبيعته اإلبالغّية. فليس الوصف مبخرب عن التأثري يف متلقّ فعل يتضّمن قّوة إجنازيّة تبتغي -إضافة إىل ذلك–املروّّيت أحواهلا وهيئاهتا فحسب وإّّنا هو

. يفارضه املخاطب ويتصّوره ليزهد يف االنبهار مبنتجات املدنّية ويتصاحل مع ماضيه اهلوامش:

تعّد روايته "انكسار الظل" العمل األدّب الثالث بعد "زعفران" )جمموعة قصصّية( و"األّيم . نصر بلحاج ابلطيب كاتب قصة قصرية ورواية* احلافية" )رواية(.

(. تتأّطر احلكاية فيها بزمنني األول عاّم ميكن إرجاعه إىل منتصف 2012بتونس سنة اثنيت عشرة وألفني ) ورواية انكسار الظل صدرت (، وجتربة التعاضد )يف تونس( واحتالل العراق.1967القرن املاضي وما تاله ممّا ميّثل أهّم حمطاته التارخيّية لتونس وللعامل العرّب كحرب سبعة وستني )

و زمن ميكن القول عنه إنّه زمن خاّص أثثت حكايته أبحداث وشخصّيات مستقاة ممّا هو حمّلّي من اتريخ بلدة ابجلنوب وأّما الثان فه التونسّي معّينة ابمسها غي هذه الرواية، ومستلهمة منه، هي بلدة "دوز" قبل أن تصبح مدينة.

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 62

ا أبرقام دون أن خيّصص هلا عناوين. تتفاوت األجزاء يف ما بينها ( جزءا. اكتفى فيها املؤّلف بومسه14قّسمت هذه الرواية أربعة عشر )أكثر من جزء تفاوات يبلغ أحياان األربعني صفحة. وليس الفصل بني هذه األجزاء لضرورات سرديّة وإكراهات فنّية. إذ إّن احلدث الواحد قد ميتّد على

ة رقم أصبح عالمة فارقة يف اتريخ تونس املعاصر ملن أراد أن يؤرّخ للثورة التونسّية. بـ" سعي واع ملالءم -حسب اعتقادان–من أجزاء هذه الرواية. ولكّنه ل متني جانفي". يتبنّي هذا خاّصة إذا ما نظران إىل خامتة هذه الرواية اليت كانت أقرب إىل أن تكون مقحمة، دون أن يكون بينها وبني املنت وص 14

و كانت بوحي منها.جيعلنا نقّر أبّّنا كتبت زمن الثورة أأثر –عودة الطاهر ولد جليلة من ليبيا –التقاء لليت فاطنة ولليت مرمي -تشّكلت احلكاية يف هذه الرواية من مقاطع كربى خنتزهلا يف ما أييت:

بلغ اخلمسني من عمره.التقاء الراوي مع الطاهر ولد جليلة بعد أن –انتقال الرفاق للدراسة يف مدينة قابس –على نفوس أهايل البدة 67حرب 1- Gérard , Genette : Frontière du récit. In l’analyse structurale du récit, éd : Seuil. paris,

1981. P :158. .158ص: املرجع السابق: -2 .157املرجع نقسه: ص: -3 Roland, Barthes : introduction à l’analyse structurale des récit. In : l’analyse structurale du انظر:-4

récit, éd : Seuil. paris, 1981. P :15. فالوصف يصبح ليس فقط اثنوّّي بل مستوى أدىن. أو لغزا ال يفّك شفرته إاّل السرد. يقول روالن ابرت: "حىت نفهم "ملاذا تصلح" هذه

مستوى أكرب )أعمال الشخصّيات أو السرد( ألنّه هنا فقط ميكن أن حنّل لغز هذه القرينة" جيب أن ّنّر إىل القرينة ]الوظيفة الثانويّة املتحّققة ابلوصف[ . 15املرجع السابق: ص:

ة السرد، فإنّه يقّر أبّن هذه اهلامشّية أو املركزيّة ونشري إىل أن حممد اخلبو مع موافقته النقاد على حكمهم هبامشية الوصف يف مقابل مركزيّ وضوع القراءة وليس من خالل املدخل األجناسّي للرواية أو القّصة. يقول: حتّدد من النّص م

ف "فقد تقدم الوصف الذي كثريا ما كان هامشيا بينما تراجع السرد وأصبح يف مقام اهلامش" للتوسع، انظر مقاله : اهلامش واملركز بني الوصطاع اهلامشي قي السرد العرب )جمموعة من املؤلفني(. دار بريوت للنشر. د.ت. ص والسرد : "الثعبان" لصنع هللا إبراهيم مدرج يف كتاب مجاعي: الق

. وقد وّجهنا إليه مشكورا حمي الدين محدي بعد اّطالعه على هذه املداخلة .166 -147ص: :Gérard, genette : f111. Seuil. Paris. 1972.P:128انظر: -5 .Alain, rabatel : la construction textuelle du point de vue. Lausanne. Paris. 1998للتوسع، انظر: -6

وخاصة عند متييزه بني نوعي وجهة النظر عنده الداخلية واخلارجية. ,Philippe, Hamon : Introduction à l’analyse du descriptif, Paris , Hachette-انظر على سبيل املثال: -7

1981. -j. M. Adam, A. Petit, Jean : Le texte descriptif, Nathan, Paris, 1989.

.2012نعتمد الطبعة األوىل. تونس. -89- Philippe, Hamon : Introduction à l’analyse du descriptif. Op. Cit. P : 45.

.47املرجع السابق: -10 .45املرجع السابق: -11

. ص: 2012معة صفاقس، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، وحدة البحث يف املناهج التأولية. . جا1انظر: حممد بن عياد: يف املناهج التأولية. ط -1242.

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدري نأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على هامش

2016فيفري –العدد الثالث –جملة رؤى فكرية 63

: Gérard, Genette : Seuils, éd ; Seuil, Paris , 1987. Pللتوسع يف العنوان بوصفه عتبة من العتبات يف الرواية انظر:-1338. 54…..

. 45انظر رواية "انكسار الظل". ص: -14 .31: مص ن-15 .22مص ن: -16 .159، 113مص ن: -17 .77مص ن: -18 .72مص ن: -19 .31مص ن: -20 .21مص ن: -21 .18مص ن: -22 .31مص ن: -23 .20مص ن: -24 .30مص ن: -25 .105مص ن: -26 .22مص ن: -27 . 23مص ن: -28 .29مص ن: -29 .77مص ن: -30 .20مص ن: -31 .20مص ن: -32 .26ن: مص -33 .77مص ن: -34 .15مص ن: -35 . 81مص ن: -36 .20مص ن: -37 .153مص ن: -38 .113مص ن: -39 .17مص ن: -40 .22مص ن: -41 .22مص ن: -42 .159مص ن: -43 .171مص ن: -44

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533

اوي بدرينأحمد الد. الوصف في الرواية: هامش يدور على الهامش

جامعة سوق أهراس -خمرب الدراسات اللغوية و األدبية –جملة رؤى فكرية 64

. 81مص ن: -45 .22مص ن: -46 . 13مص ن: -47 . 11مص ن: -48 . 43مص ن: -49 .217 -216مص ن: -50 .208مص ن: -51ظفر به يف ما ارتباط األسفل ابلدوّن الوضيع واألعلى ابلسمو والرفعة نراه متأصال يف الثقافة اإلنسانية بصفة علمة والثقافة العربية بصفة خاصة. ن -52

من مالزمتنا بني الفعل "تعاىل" لذكر لفظ اجلاللة، هو لغوّي معجمّي : داللة النزول واهلبوط فيس مقابل داللة العلّو واالرتفاع، ويف ما هو دييّن انطالقاا هو من الثقافة وفيما هو فلسفّي متمثل خاصة يف نظرية املثل األفالطونّية ويف الثالوث املشكل للشخصية اإلنسانّية األان األعلى واألان واهلو ، وفيم

يستعمل أداة للضرب...الشعبية واالستعمال اليومي وهذا ما يذكران به النعل واحلذاء وخاصة حني .46رواية انكسار الظل: -53 .76مص ن: -54 .76مص ن: -55 .20مص ن: -56 .186مص ن: -57

University of Souk Ahras - Université Mohamed Chérif Messaadia de Souk-Ahrashttp://www.univ-soukahras.dz/en/publication/article/533