فوائد عقدية و سلوكية من آية الكرسي

د.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والص""الة والس""الم على خ""اتم المرس""لين وعلى أص""حابه الغ""ر المي""امين ، و على من

أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

@ل""ه إ@ال? ه""و الحي القيوم ال﴿ فقد قال تع""الى : الل""ه ال إماوات@ وم""ا ف@ي نة وال ن""وم ل""ه م""ا ف@ي الس""? تأخ""ذه س""@ن""ده إ@ال? ب@إ@ذن@""ه@ يعلم م""ا بين فع ع@ األرض@ من ذا ال?ذ@ي يش""لم@""ه@ إ@ال? ن ع@ يء م@ يط""ون ب@ش"" م وم""ا خلفهم وال يح@ أي""د@يه@ماوات@ واألرض وال ي""ؤوده يه الس""? ع كرس""@ اء وس"@ ب@م""ا ش"

فظهما وهو العل@ي ه""ذه ["" 255]البق""رة: ﴾العظ@يم ح@ هي آية الكرسي ،وسميت بذلك لذكر الكرسي فيه""ا ،و هي أعظم آي""ة في الق""رآن فعن أبي بن كعب رض""ي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ي""ا أب""ا المن""ذر: أت""دري أي آي""ة من كت""اب الل""ه مع""ك

قال: يا أبا المن""ذر,أعظم؟ « قال: الله ورسوله أعلم ، قلت: ق""ال :أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟

@ل""ه إ@ال ه""و الحي القيوم ق""ال فض""رب في ﴾ الل?ه ال إ ﴿ .1صدري وقال : » والله ليهنك العلم أبا المنذر «

ن ي ب@كون@ها أعظم ل@م""ا جمعت م@ @ن?ما تمي?زت آية الكرس@ وإي?ة@ والوحداني"""ة @له@ ن اإل فات@ م@ ماء@ والص""" ول@ األس""" أص"""بعة @رادة@ وهذ@ه@ الس""? @ والملك@ والقدرة@ واإل والحياة@ والع@لم

فات@ والل?ه أعلم .2أصول األسماء@ والص

810- رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 16/94 - شرح النووي على صحيح مسلم 2

ومما ورد في فضل آية الكرسي أيض""ا عن أبي هري""رة رضي الله عن"ه، ق"ال: وكل"ني رس"ول الل"ه ص""لى الل"ه عليه وس""لم بحف""ظ زك""اة رمض""ان، فأت""اني آت فجع""ل يحثو من الطع""ام فأخذت""ه، وقلت: والل""ه ألرفعن""ك إلى رسول الله صلى الله علي""ه وس""لم، ق""ال: إني محت""اج، وعلي عي""ال ولي حاج""ة ش""ديدة، ق""ال: فخليت عن""ه، فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وس""لم: »ي""ا أب""ا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة«، قال: قلت: يا رسول الل""ه، ش""كا حاج""ة ش""ديدة، وعي""اال، فرحمت""ه، فخليت سبيله، قال: »أما إنه قد كذبك، وسيعود«، فعرفت أن""ه سيعود، لقول رسول الله ص""لى الل""ه علي""ه وس""لم إن""ه س""يعود، فرص""دته، فج""اء يحث""و من الطع""ام، فأخذت""ه، فقلت: ألرفعن""ك إلى رس""ول الل""ه ص""لى الل""ه علي""ه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عي""ال، ال أع""ود، فرحمته، فخليت س""بيله، فأص""بحت، فق""ال لي رس""ول الله صلى الله علي""ه وس""لم: »ي""ا أب""ا هري""رة، م""ا فع""ل أس""يرك«، قلت: ي""ا رس""ول الل""ه ش""كا حاج""ة ش""ديدة، وعي""اال، فرحمت""ه، فخليت س""بيله، ق""ال: »أم""ا إن""ه ق""د ك""ذبك وس""يعود«، فرص""دته الثالث""ة، فج""اء يحث""و من الطع""ام، فأخذت""ه، فقلت: ألرفعن""ك إلى رس""ول الل""ه، وهذا آخر ثالث مرات، أنك تزعم ال تعود، ثم تعود ق""ال: دعني أعلمك كلم""ات ينفع""ك الل""ه به""ا، قلت: م""ا ه""و؟

الل""ه﴿قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: [، ح""تى تختم255 ]البقرة: ﴾ال إله إال هو الحي القيوم

اآلية، فإنك لن يزال عليك من الله حاف""ظ، وال يقربن"ك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله علي""ه وس""لم: »م""ا فع""ل أس""يرك البارحة«، قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات

ينفعني الله بها، فخليت سبيله، قال: »م"ا هي«، قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آي"ة الكرس"ي من

الل"""ه ال إل"""ه إال ه"""و الحي﴿أوله"""ا ح"""تى تختم اآلي"""ة: [، وقال لي: لن يزال علي""ك من255 ]البقرة: ﴾ القيوم

الله حاف""ظ، وال يقرب""ك ش""يطان ح""تى تص""بح - وك""انوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الل""ه علي""ه وس""لم: »أم""ا إن""ه ق""د ص""دقك وه""و ك""ذوب، تعلم من تخاطب منذ ثالث ليال ي""ا أب""ا هري""رة«، ق""ال: ال، ق""ال:

3»ذاك شيطان«

عن أبي أمام""ةومما ورد في فضل آي""ة الكرس""ي أيضاول الل?ه@ ص""لى الل""ه الباهلي رضي الله عن""ه : ق""ال رس""الة ي دب""ر ك""ل ص"" علي""ه وس""لم :» من ق""رأ آي""ة الكرس""@

ن دخول@ الجن?ة@، إ@ال الموت . 4«مكتوبة لم يمنعه م@

وق"""د اش"""تملت آي"""ة الكرس"""ي على عش"""ر جم"""لمستقلة ،وهي :

@له إ@ال? هو ﴿ - 1 .﴾ الل?ه ال إ .﴾ الحي القيوم﴿ - 2نة وال نوم ﴿ - 3 .﴾ ال تأخذه س@موات@ وما ف@ي األرض@ ﴿ - 4 .﴾ له ما ف@ي الس?نده إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ ﴿ - 5 .﴾ من ذا ال?ذ@ي يشفع ع@م وما خلفهم ﴿ - 6 .﴾ يعلم ما بين أيد@يه@ه@ إ@ال? ب@ما شاء ﴿ - 7 لم@ ن ع@ يطون ب@شيء م@ .﴾ وال يح@موات@ واألرض ﴿ - 8 يه الس? ع كرس@ .﴾ وس@

2311- رواه البخاري في صحيحه رقم 3 وصححه األلباني في صحيح الجامع9848 - رواه النسائي في السنن الكبري رقم 4

972 ،والسلسلة الصحيحة حديث رقم 6462حديث رقم

فظهما ﴿ - 9 .﴾ وال يئوده ح@ .﴾ وهو العل@ي العظ@يم ﴿ - 10

وه"""ذه الجم"""ل تزخ"""ر ب"""الكثير من الفوائ"""د العقدي"""ة والسلوكية الهامة لكل مس""لم ومس""لمة فح""ري بن""ا أن

نتعلمها ونعلمها .

@ل""ه إ@ال? ه""و ﴿و الجملة األولى : قول""ه تع""الى : ﴾ الل?ه ال إ أي ال معبود ح""ق إال الل""ه ، وال معب""ود بح""ق إال الل""ه ، و في هذا الج""زء من اآلي""ة ذك""ر توحي""د األلوهي""ة ،و ال""رد على من يعب""د غ""ير الل""ه ، ف""إذا ك""ان ال معب""ود ح""ق إال الله ، وال معبود بحق إال الله فكل إله غير الله فهو إل""ه باط""ل ،و ك""ل م""ا عب""د دون الل""ه فه""و معب""ود بباط""ل ، وليس بح""ق ، ومن ثم ال يج""وز أن يعب""د إذ عبادت""ه من دون الله تعتبر شركا و عبادة باطلة فكيف يقدم المرء

على عبادة باطلة ؟!! وكيف يعبد المرء إله باطل ؟!!

وإذا كان ال معبود حق إال الله ، وال معبود بح""ق إال الل""ه ف""الواجب ص""رف جمي""ع أن""واع العب""ادة لل""ه وح""ده دون غيره ؛ ألن الله هو اإلله الحق المعبود بح""ق المس""تحق للعبادة ،وال يجب أن تصرف العبادة لغير الله كائن""ا من كان ؛ ألن أي إله غير الل""ه إل""ه باط""ل معب""ود باط""ل ال يستحق العب""ادة ،وعبادت""ه من دون الل""ه عب""ادة ش""ركية

باطلة .

وإذا كان ال معبود حق إال الله ، وال معبود بح""ق إال الل""ه فمن يعب"""د غ"""ير الل"""ه فق"""د أعطى لمعب"""وده م"""ا ال يس""تحقه ،وم""ا ال ينبغي ل""ه ،وص""رف العب"""ادة لغ"""ير مستحقها ووضع العبادة في غ""ير موض""عها،وه""ذا ظلم ﴿عظيم وج""ور م""بين ،وص""دق الل""ه تع""الى القائ""ل :

رك لظلم عظ@يم  إ@ن? . [13 ] لقمان : ﴾الش

وإذا كان ال معبود حق إال الله ، وال معبود بح""ق إال الل""ه فمن يعبد غير الله فقد شبه معبوده بالله في خصائص اإللهي""ة ،وجعل""ه ش""ريكا لل""ه في اإللوهي""ة ،وه""ذا ظلم

أكبر منه ظلم أي ال يوجدليس بعده ظلم

و بعد أن عرفنا ربنا عز وج""ل أن ال معب""ود ح""ق إال ه""وهدوال معبود بحق إال هو أردف يد اإللوهية ب@م""ا يش"" ت?وح@

ل""ة@ فات@ه@ الكام@ ه@ وص""@ ن ذ@ك""ر@ خصائ@ص""@ فق""ال :له تعالى م@﴾ الحي القيوم أي أن الله ع""ز وج""ل اس""تحق العب""ادة﴿

وحده ؛ ألنه الحي القيوم .

والحي أي الذي له الحياة المطلقة الكاملة التامة ال""تي لم تسبق بعدم ،وال يلحقها عدم فهي حياة ذاتية دائم""ة

مالزمة له فلم يزل وال يزال الله متصفا بها .

أال يوج""دوإذا كانت حياة الله حياة كاملة فهذا يستلزم فال يش""وبهابأي وج""ه من الوج""وه  فيها وال عيبنقص

سنة وال نوم وال مرض وال موت و ال فناء ونحو ذلك .

وإذا كانت حياته تعالى أكمل حي""اة وأتم حي""اة اس""تلزم إثباتها إثبات وجود كل كم""ال يض""اد نفي كم""ال الحي""اة فحياة الله الكاملة تستلزم وجود صفة الس""مع والبص""ر والعلم واإلرادة والقدرة والكالم وسائر صفات الكم""ال

ب""دون وج""ود جمي""ع ص""فات الحي""اة الكاملة ال تتمإذ ،و الحي هو ذو الحياة الكاملة المتضمنة لجمي""عالكمال

.صفات الكمال

و القيوم هو الذي يقوم بنفس""ه ويق""وم ب""ه غ""يره، فالوام ك""ل ش""يء، وذل""ك وامه بشيء ويتعلق به ق@ يتعلق ق@

.5غاية الجالل والعظمة

واسم القيوم يتضمن كم""ال غ""نى الل""ه وكم""ال قدرت""ه فإنه القائم بنفسه ال يحت""اج إلى من يقيم""ه بوج""ه من الوجوه وهذا من كم"ال غن"اه بنفس"ه عم""ا س"واه وه"و المقيم لغ""يره فال قي""ام لغ""يره إال بإقامت""ه وه""ذا من كمال قدرته وعزته فانتظم هذان االس""مان – أي الحي

.6القيوم - صفات الكمال والغنى التام والقدرة التامة

74- جواهر القرآن ألبي حامد الغزالي ص 52/184- بدائع الفوائد البن القيم 6

واسم القيوم يتضمن جمي""ع ص""فات الل""ه الفعلي""ة من: الخلق، والتدبير، واإلحياء، واإلماتة، واإلع""زاز واإلذالل،

.7والعطاء والمنع، والخفض والرفع

وكل شيء من األشياء والوجود قائم بالل""ه ع""ز وج""ل؛ فهو الذي أوجدها، وهو الذي أم""دها ح""تى بقيت، وه""و الذي أعدها أي هيأها لما تكون صالحة له وقيام الشيء بالله عز وجل يشمل ثالث""ة أش""ياء : اإليج""اد، واإلم""داد،

.8واإلعداد

والحي القيوم سبحانه وتعالى الذي ال يزول وال يأفل ، فإن اآلفل قد زال قطعا، واسم "القيوم" تضمن أنه ال يزول ، وال ينقص ش""يء من ص""فات@ كمال@""ه ، وال يفنى

وال يعدم ، بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل وال يزال موصوفا بصفات@ الكم""ال. و ه""ذا يتض""من كونه قديما ، فالقيوم يتضمن معنى القديم ، وزي""ادات صفات الكمال دوامها الذي ال يدل عليه لفظ الق""ديم . ويتضمن أيضا كونه موجودا بنفس""ه، وه""و مع""نى كون""ه واجب الوجود ، ف""إن الموج""ود بغ""يره ك""ان مع""دوما ثم

د ، و كل مفعول فهو محدث ق""ديم أزلي، وتق""دير وج@ مفعول كما يقوله بعض المتفلس""فة باط""ل في ص""ريح

.9العقل

وذكر القيوم بعد الحي للتأكيد على كمال حيات""ه فالل""ه ع""ز و ج""ل حي بذات""ه مس""تغني بنفس""ه عن غ""يره لم

يحتج إلى غيره ليحيه ؛ ألنه كامل الحياة ،وقيوم .50 لعبد الرحمن البراك ص شرح العقيدة الطحاوية- 741- شرح العقيدة السفارينية البن عثيمين ص 81/58- جامع المسائل البن تيمية 9

وذكر الحي القيوم بعد ذكر توحيد اإللوهية لبي""ان بعض أسباب استحقاقه بإفراده بالعبادة دون غ""يره إذ أن""ه ال معب""ود بح""ق إال ه""و ؛ ألن ال كام""ل الحي""اة إال ه""و ،وال كامل الص""فات إال ه""و ،وال حي بذات""ه إال ه""و وال ق""ائم بنفسه إال هو ،وال مقيم للخلق إال هو ،وال مدبر للخل""ق إال ه""و ،وال موج@""د للخل""ق إال ه""و ،وال رازق للخل""ق إال ه""و ،وال حاف""ظ للخل""ق إال ه""و ،وال معت""ني ب""الخلق إال

هو ،والله عز وجل ال يزول وال يأفل .

﴾ وفي قوله تعالى : الحي القيوم الرد على من يعب""د﴿ غير الله إذ من يستحق العبادة البد أن يكون حيا كام""ل الحياة كامل الصفات قائم بنفسه ال بغيره مقيم لغيره ال يزول وال يأفل ،ومن يعبد صنما فقد عب""د ميت""ا ليس بحي وال ق""ائم بنفس""ه فض""ال عن أن يقيم غ""يره ،ومن يعبد بشرا فقد عبد ناقص الحياة ناقص الصفات يق""وم بغيره ال بنفسه ويزول ويأفل ،ومن عبد نجما أو قم""را

الن""اقص ذات""ا ،وفقد عب""د جم""ادا ميت""ا ي""زول و يأف""ل بأي حال من األحوال .وصفات ال يكون إلها

ولو علم جميع البشر صفات من يستحق العبادة ،و أن""ه البد أن يكون حيا قيوما بم""ا تس""تحقه ه""ذين الص""فتين من المعنى ،وأن هذين الصفتين ال يتصف بهما إال الله

ما عبدوا غير الله .

وبع""د أن ذك""ر س""بحانه وتع""الى كم""ال حيات""ه وكم""ال قيوميته أردف ذلك بما يدل على كمال حياته وقيوميته

نة وال ن""وم فقال سبحانه : ﴾ ال تأخ""ذه س""@ أي أن الل""ه﴿

كام""ل الحي""اة كام""ل القيومي""ة فال يغلب""ه س""نة - و هي النعاس مقدمة النوم - وال يغلبه نوم إذ الس""نة والن""وم

﴿: ال تأخ""ذهتن""افي كم""ال الحي""اة والقيومي""ة. ،وقول""ه نة وال ن""وم يتض""من كم""ال حيات""ه وقيوميت""ه، ف""إن﴾س""@

النوم أخو الموت، ومن تأخ""ذه الس""نة والن""وم ال يك""ون قيوما دائما بنفسه، مقيما لغ""يره، ف""إن الس""نة والن""وم

10يناقض ذلك

و إن قيل إن كان الله ال تأخ""ذه س""نة فه""و ال ين""ام من ع""دمباب أولى فما فائ""دة نفي الن""وم عن""ه ،والج""واب

فق""د يأخ""ذ غلب""ة الس""نة ال يس""تلزم ع""دم غلب""ة الن""ومنة إذ ق""د ين""ام اإلنس""اناإلنسان الن""وم وال تأخ""ذه الس""نة@ عن@ الل?ه@فجأة دون أن يس""بق ذل""ك س""نة ، ونفي الس""

ن األحياء@ من ن? م@ تعالى ال يغن@ي عن نفي@ الن?وم@ عنه ؛ أل@ن الن?اس@ من ا، وم@ نة ف""إ@ذا ن""ام ن""ام عم@يق"" ال تعتر@يه@ الس

نة ف@ي غير@ وقت@ الن?وم@ غلبة .11تأخذه الس

نة، لكن وقد يستطيع اإلنسان أن يدفع عن نفس""ه الس"" ، وق""د ي""دافعال يس""تطيع أن ي""دفع عن نفس""ه الن""وم

اإلنس""ان الن""وم، فيحص""ل ل""ه الس""نة ولكن ال يحص""ل النوم ، أي ق""د توج""د الس""نة منف""ردة عن الن""وم، وق""د

فنفى الق""رآن ك""ل منهم""ا إذ يوجد النوم من غير س""نة االقتص"""ار على نفي الن"""وم ال يفي"""د نفي الس"""نة ،

واالقتصار على نفي السنة ال يفيد نفي النوم .

1/264لوامع األنوار البهية ألبي العون السفاريني - 103/19 - التحرير والتنوير البن عاشور 11

نة وال ن""وم ﴾وقوله تعالى : ال تأخذه س""@ في""ه رد على﴿ من يعبد غير الله فاإلله المستحق للعب""ادة ه""و ال""ذي ال يغلبه السنة و ال يغلبه النوم فكي""ف تعب""دون من يغلب""ه السنة و يغلبه النوم من البش""ر ؟!! كي""ف س""محت لكم عق""ولكم أن تعب""دون بش""را مثلكم ينعس وين""ام ؟!!و

بأي حال من األحوالالناقص ذاتا وصفات ال يكون إلها.

وإذا عرف المكلف أن الله سبحانه وتعالى حي قيوم ال يحول وال يزول القائم الدائم ال""ذي ل""ه الحي""اة الدائم""ة والبقاء, وأنه منزه عن مش""ابه الخل""ق فال يج""ري علي""ه الموت او الفناء وال تأخذه سنة وال ن"وم يرف"ع ويخفض ويقبض ويبس""ط, وي""رزق ويح""يي ويميت, وأن""ه يهب ألهل الجنة الحياة الدائم""ة, وأن""ه ق""ائم على ك""ل نفس بم""ا كس""بت يحف""ظ ويج""ازي ويحاس""ب, وفي ال""ذكر

وعنت@ الوج""وه ل@لحي القيوم@ وق""د خ""اب من﴿الحكيم: وجب علي""ه أن ي""ؤمن ب""ه ويتوك""ل علي""ه﴾ حم""ل ظلما

ويقدسه وينزهه , ويعبده حق عبادته, فهو المدبر ألم""ر الخالئق في السماء واألرض, المصرف لش""ؤونها ألنه""ا ليست قائمة بنفسها ب""ل محتاج""ة للحي القي""وم ال""ذي يرزقها ويحييه""ا ويقيمه""ا, وال ش""ك أن من ع""رف ه""ذا في ربه توكل عليه, وانقطع قلبه عن الخلق إليه, ذل""ك أنهم محت"""اجون مفتق"""رون مثل"""ه إلى خ"""القهم في قيامهم وقعودهم وحياتهم ومماتهم وبعد مماتهم, في دينهم ودنياهم, فكيف يرجوهم بعد ذلك ؟ وقد علم أن الله سبحانه وتعالى واهب الحياة ومالكها فل""ه الكم""ال والقدرة التامة, وهو القيوم الذي له كمال القدرة فهو

القائم بنفسه المقيم لغيره فال قيام لغيره إال بإقامت""ه.12فهو القائم بتدبير ما خلق وله الحياة وله الممات

وبع""د أن ذك""ر س""بحانه م""ا ي""دل على كم""ال حيات""ه و م""ا فيقيوميته أردف ذلك بذكر كمال ملكه وس""لطانه ل

موات@﴿فقال: السموات وما في األرض له م""ا ف@ي الس""? دفعا لما قد يتوهمه البعض أن الله قد﴾وما ف@ي األرض@

يكون قائما على ملك غيره ال ملكه ومدبرا لمل""ك غ""يرهال ملكه .

وهذا الجزء من اآلية يدل أن الله هو المالك وما س""واه ممل""وك وه""و الخ""الق ال""رازق الم""دبر وغ""يره مخل""وق مرزوق مدبر ال يملك لنفسه وال لغ""يره مثق""ال ذرة في

،و في ه"""ذا إخب"""ار ب"""أن13الس"""ماوات وال في األرض ، و أن14الجمي"""ع في ملك"""ه وتحت قه"""ره وس"""لطانه

الجمي""ع خاض""عون لمش""يئته، وه""و المص""رف لش""ئونهم والمدبر ألمرهم و الحافظ لوجودهم ،وهذا تأكيد لكمال

قيوميته .

و إذا كان الله مالك م""ا في الس""موات وم""ا في األرض ،وفي ه""ذافله أن يفعل في ملكه ما يشاء وكيف يشاء

رد على من يعترض""ون على أوام""ر الل""ه و تص""رفه فيخلقه .

- صيد األفكار في األدب واألخالق والحكم واألمثال لحسين بن محمد المهدي 122/206

110- تفسير السعدي ص 132/190- محاسن التأويل للقاسمي 14

و إذا كان الله مالك م""ا في الس""موات وم""ا في األرض فال يجوز أن نتصرف في ملك الل""ه إال بم""ا يري""ده الل""ه

ويرضاه .

ه""""و المال""""ك وح""""ده فه""""و اآلم""""رو إذا ك""""ان اللهوحده ،والناهي وحده ،والحكم حكمه والخلق ملكه .

ومل"""ك ك"""ل م"""ا في الس"""موات واألرض من أس"""باب استحقاق الله العبادة وحده فإذا كان الل""ه ه""و المال""ك وحده فهو المعبود وح""ده ،وفي ه""ذا رد على من يعب""د غير الله إذ كيف تعب""دون غ""ير الل""ه ،والل""ه ه""و المال""ك وحده ؟!!،وكيف تعبدون غير الله وجميع ما سوى الل""ه ممل"""وك لل"""ه فكي"""ف تعب"""دون الممل"""وك وت"""تركون الملك ؟!!.،وكيف تعبدون من ال يملك شيئا ،وت""تركون

عبادة من يملك كل شيء ؟!!

وإذا عرف الم""رء أن الل""ه ع""ز وج""ل ه""و المال""ك وح""ده ال""ذي بي""ده األم""ر كل""ه والن""اس خاض""عون لمش""يئته و سلطانه وقهره فإن""ه ي""ذل ل""ه وح""ده وال يخش""ى أح""دا

سواه .

و إذا ك""ان الل""ه ع""ز وج""ل ه""و المل""ك المال""ك وح""ده فالواجب على اإلنسان الرض""ى و التس""ليم لم""ا قض""اه

.الله له

ملكه وسلطانه لما في الس""مواتوبعد أن ذكر سبحانه واألرض أردف ذلك بما يدل على كمال ملكه وس""لطانه

ن""ده إ@ال? ب@إ@ذن@""ه@ ﴿فق""ال: فع ع@ وذك""ر ،﴾ من ذا ال?ذ@ي يش""نده إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ ﴿قوله : بعد قول""ه: ﴾ من ذا ال?ذ@ي يشفع ع@

موات@ وم""ا ف@ي األرض@ ﴿ يفي""د أن ه""ذا﴾ له ما ف@ي الس""? الملك ال""ذي ه""و خ""اص بالل""ه ع"ز وج""ل، أن""ه مل"ك ت""ام السلطان، بمعنى أنه ال أح""د يس""تطيع أن يتص""رف، وال بالشفاعة التي هي خير، إال بإذن الله، وه""ذا من تم""ام

.15ربوبيته وسلطانه عز وجل

واه، ثبت أن? ا ثبت أن?ه هو المل@ك والمال@ك ل@كل ما س""@ ولم?ياء@ ن األش"" يء م@ حكمه ف@ي الكل جار ليس ل@غير@ه@ ف@ي ش""

. 16حكم إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ وأمر@ه@

واالستفهام في هذه اآلي""ة إنك""اري: لمع""نى النفي، أي ال أح""د يش""فع عن""ده إال بإذن""ه، وس""يق النفي بطري""ق االستفهام لإلشارة إلى اس""تحالة ذل""ك كأن""ه ق""د س""ئل وبحث عن نظير تك""ون ل""ه ق""درة الخ""الق الب""اري ح""تى يك""ون ش""فيعا عن""ده قريب""ا من""ه ي""ؤثر في إرادت""ه، فلم

يوجد، ألن ذلك مستحيل استحالة مطلقة .

والش""فيع يك""ون : لمع""نى النص""ير للمش""فوع ألجل""ه، المعاضد له، ويكون في مرتبة المشفوع عنده أو قريبا منه؛ ألنه يؤثر في إرادته، ويحول""ه من نظ""ر إلى نظ""ر، وله معه أو عنده سلطان أو شركة في أمره؛ وإن ذل""ك

169- شرح العقيدة الواسطية البن عثيمين ص ص 157/8- تفسير الرازي 16

مس""تحيل على الل""ه س""بحانه وتع""الى، فال نظ""ير ل""ه س""بحانه؛ إن""ه الق""ادر فع""ال لم""ا يري""د، فال إرادة ألح""د بجوار إرادته سبحانه، إنما اإلرادة له وحده؛ ولذلك كان أكثر العلماء على أن هذه الجملة السامية سيقت لبيان عموم سلطانه، وأنه قد انفرد بالت""دبير، فال إرادة ألح""د

في سلطانه غير إرادته. ولقد قال البيض""اوي، وه""و من أئم""ة أه""ل الس""نة، في

نده إ@ال? ب@إ@ذن@""ه@﴿تفسير قوله تعالى: من ذا ال?ذ@ي يشفع ع@ " بيان لكبرياء شأنه، وأن""ه ال أح""د يس""اويه أو يداني""ه، ﴾

يستقل بأن يدفع ما يريده شفاعة واستكانة، فضال عنأن يعاوقه عنادا أو مناصبة أي مخاصمة ".

وإن""ه من كم""ال س""لطانه وش""مول إرادت""ه أن""ه ال إرادة ألح""د إال مش""تقة من إرادت""ه؛ ول""ذا ك""ان االس""تثناء في

أي أنه ال يك""ون ألح""د إرادة إال ﴾ إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ ﴿قوله تعالى: إذا كانت مس""تمدة من إذن""ه؛ فه""و المس""يطر على ك""ل ش""يء، يعطي من يش""اء ويمن""ع من يش""اء، وي""أذن لمن يشاء، ويعطي لمن يشاء إرادة في سلطان إرادته، ه""و

.17المنفرد باألمر والتدبير

ن""ده إ@ال? ب@إ@ذن@""ه@ فع أح""د ع@ وعلي""ه فإ@نك""اره ونفي""ه أن يش""، ماوات@ وم""ا ف@ي األرض@ ن كمال ملك@ه@ ل@ما ف@ي الس? يتضم?ن""ده غي""ره ب@غي""ر@ فع ع@ وأن?ه ليس له شر@يك، ف""إ@ن? من ش""فاعته ارت ش"" @ذن@ه@ وقب@ل شفاعته كان مشار@كا له إ@ذ ص"" إن""ده الف@ من ال يشفع ع@ @ليه@، ب@خ@ سببا ل@تحر@يك@ المشفوع@ إ

2/937 - زهرة التفاسير 17

ر@يك ب@وج""ه @ن?ه منفر@د ب@الملك@ ليس ل""ه ش"" أحد إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ فإن الوجوه@ .18م@

وإذا كان ال أحد يشفع عند الله إال بإذن"ه فكي"ف تتطلبالشفاعة من أحد لم يأذن الله له بها ؟!!

نده إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ قوله : و معنى ﴾ من ذا ال?ذ@ي يشفع ع@ أن ﴿ الله هو الذي يأذن للشفعاء أن يشفعوا، وبدون إذن""ه ال يمكن ألحد أن يشفع أب""دا، ال األنبي""اء، وال المالئك""ة، وال األولياء، وال الصالحين، وهذا محل الشاهد؛ أن الشفاعة ال تك""ون إال ب""إذن الل""ه، ففي ه""ذا رد على المش""ركين الذين اتخذوا الشفعاء ب""دون إذن""ه س""بحانه وتع""الى في ذلك، وزعموا أن هؤالء الش""فعاء يقوم""ون بم""ا يري""دون منهم عند الله ع""ز وج""ل، ول""ذلك ص""رفوا لهم العب""ادة، فصاروا يذبحون للقبور، وينذرون لها، ويطوف""ون به""ا، ويتبركون بها، ويتمسحون بترابها، وبجدرانها، يعبدونها

ند الله@﴿من دون الله، ألنهم يقولون: هؤالء@ شفعاؤنا ع@ ، تركوا الله عز وجل وعبدوا غيره، فعملهم هذا حابط﴾

.19باطل، ألنهم يضعونه في غير محله

نده إ@ال? ب@إ@ذن@ه@ ﴿وفي قوله تعالى : ﴾ من ذا ال?ذ@ي يشفع ع@ ال""""رد على من ينك""""رون الش""""فاعة إذ اآلي""""ة تثبت

.وإال لما صح االستثناءالشفاعة ،

3/210- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح البن تيمية 181/243إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لصالح الفوزان - 19

ن كون@""ه@ مال@ك""ا ا بي?ن س""بحانه وتع""الى أن?ه يل""زم م@ و لم?ن ف ب@وج""ه م@ ر ، أن ال يك""ون ل@غي""ر@ه@ ف@ي ملك@""ه@ تص"" ل@لك""لن كون@ه@ عال@ما ب@الكل وك""ون@ الوجوه@، بي?ن أيضا أن?ه يلزم م@، أن ال يك""ون ل@غي""ر@ه@ ف@ي ملك@""ه@ غي""ر@ه@ غي""ر ع""ال@م ب@الك""ل

ن الوجوه@ إ@ال? ب@إ@ذن@""ه@، وه""و قول""ه : ف ب@وجه م@ يعلم﴿تصرم وم""ا خلفهم ارة إ@لى كون@""ه@ ﴾م""ا بين أي""د@يه@ وه""و إ@ش""

م﴿: فقول""ه 20 سبحانه عال@ما ب@الك""ل يعلم م""ا بين أي""د@يه@، ﴾وما خلفهم ي""ع@ الكائ@ن""ات@ ه@ ب@جم@ لم@ دل@يل على إ@حاطة@ ع@

ر@ها ومستقبل@ها يها وحاض@ .21ماض@

م وم""ا خلفهم ﴿وفي قول@ه : دلي""ل ﴾ يعلم ما بين أي""د@يه@ على عموم تعلق علمه بالجزيئ""ات والكلي""ات ف""يرد به""ا

.22على من نفى تعلقه بالجزيئات

م وم""ا خلفهم ﴿وفي قول@ه : بي""ان ﴾ يعلم م""ا بين أي""د@يه@ إحاط""ة علم""ه ب""أحوال خلق""ه المس""تلزم لعلم""ه بمن

.23يستحق الشفاعة ومن ال يستحقها

م وم""ا خلفهم ﴿وفي قول@ه : ال""رد﴾ يعلم م""ا بين أي""د@يه@ على غالة الق""در الق""ائلين أن الل""ه يعلم األش""ياء بع""د

حدوثها فقط .

7/8- تفسير الرازي 201/519- تفسير ابن كثير 212/726 - تفسير ابن عرفة 221/402- روح البيان لأللوسي 23

م﴿و إذا استحضر المرء قوله تعالى : يعلم ما بين أيد@يه@ علم أن الل""ه مطل""ع علي""ه و يعلم ماض""يه﴾وم""ا خلفهم

وحاض""ره ومس""تقبله ال تخفى علي""ه خافي""ة فيح""ذر أنيعصاه أو ينوي معصيته .

و بعد أن بين سبحانه كمال علم""ه وإحاطت""ه أردف ذل""ك بأنه ال سبيل للخلق إلى علم ش""يء من األش""ياء إال بع""د

لبيان ضآلة علم البش""ر بالنس""بةمشيئته لهم أن يعلموهيء م@ن﴿: إلى علم الله ق""ال س""بحانه يط""ون ب@ش"" وال يح@

اء ه@ إ@ال? ب@م""ا ش"" لم@ @ الل?ه@ على ﴾ع@ لم ن ع@ أي ال يط?ل@""ع أح""د م@ شيء إ@ال? ب@ما أعلمه الل?ه عز? وجل? وأطلعه عليه@. ويحتم""ل@ ذات@""ه@ لم ن ع@ يء م@ أن يك""ون الم""راد ال يط?ل@ع""ون على ش""

فات@ه@ ، إ@ال? ب@م"""ا أطلعهم الل?ه علي"""ه@ ، كقول@"""ه@ : وال﴿ وص"""@لما يطون ب@ه@ ع@ .24[ 110 ]طه: ﴾يح@

لم@""ه@ إ@ال? ب@م""ا﴿و يدل قول""ه : ن ع@ يء م@ يط""ون ب@ش"" وال يح@ أننا ال نعلم شيئا عن الله إال ما أعلمنا ب""ه ؛ وألن﴾شاء

الله لم يعلمنا كيفية صفاته فال سبيل لنا لنعرفها .

لم@""ه@ إ@ال? ب@م""ا﴿و يدل قول""ه : ن ع@ يء م@ يط""ون ب@ش"" وال يح@ ال أحد يمكن أن يأتي بعلم لم يشأ الله ل""ه أن﴾ أن شاء

يعلمه فإذا علم اإلنسان شيئا فليحمد الله ويشكره أنه.من عليه بعلم ما علمه

1/521- تفسير ابن كثير 24

لم@""ه@ ﴿: وعط@فت جملة ن ع@ يطون ب@شيء م@ على﴾ وال يح@م وما خلفهم ﴿: جملة@ ل""ة ﴾ يعلم ما بين أيد@يه@ ن?ه""ا تكم@ أل@

﴾ والل?ه يعلم وأنتم ال تعلم""""ون ﴿ ل@معناه""""ا كقول@""""ه@:.25 [216]البقرة:

كم""ال ملك""ه وحكم""ه فيس""بحانه وتع""الىولم""ا بين يم"""""ا وراء ، بي?ن أن? ملك"""""ه ف@ الس"""""موات وف@ي األرض@

ماوات@ واألرض@ أعظم وأجل مم"ا ي"دل على عظيم26 الس?موات@﴿ ملكه وواسع سلطانه فقال : يه الس""? ع كرس@ وس@

أي ش"""مل، وأح"""اط، كم"""ا يق"""ول القائ"""ل: ﴾واألرض وسعني المكان؛ أي شملني، وأحاط بي؛ و »الكرس""ي« هو موضع قدمي الله عز وجل؛ وه""و بين ي""دي الع""رش

.27كالمقدمة له؛ وقد صح ذلك عن ابن عباس موقوفا

موات@ واألرض ﴿وقوله : يه الس""? ع كرس""@ ي""دل على﴾ وس@ كم""ال عظمت""ه وس""عة س""لطانه، إذا ك""ان ه""ذه حال""ة الكرسي أن""ه يس""ع الس""ماوات واألرض على عظمتهم""ا وعظمة من فيهما، والكرسي ليس أكبر مخلوقات الل""ه تعالى، بل هنا ما ه""و أعظم من""ه وه""و الع""رش، وم""ا ال يعلمه إال هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير األفكار وتك""ل األبص""ار، وتقلق""ل الجب""ال وتك""ع عنه""ا فح""ول الرجال، فكيف بعظم""ة خالقه""ا ومب""دعها، وال""ذي أودع

3/22- التحرير والتنوير البن عاشور 257/8- تفسير الرازي 263/254 - تفسير العثيمين الفاتحة والبقرة 27

فيها من الحكم واألس""رار م""ا أودع، وال""ذي ق""د أمس""ك.28السماوات واألرض أن تزوال من غير تعب وال نصب

وبع"""د أن ذك"""ر س"""بحانه م"""ا ي"""دل على عظيم ملك"""ه وسلطانه وواسع ملكه وسلطانه اتبع ذلك ب""ذكر قدرت""ه على حفظ هذا الملك نفي""ا لم""ا ق""د يتوهم""ه البعض أن اتساع الملك يفقد القدرة على حف""ظ المل""ك ورعايت""ه والسيطرة عليه كم""ا ه""و المعه""ود من ب""ني آدم فالل""ه يحفظ هذا المل""ك و يتحكم في""ه رغم س""عة ه""ذا المل""ك

فظهم""ا ﴿وعظمت""ه ق""ال س""بحانه : أي ال ﴾ وال يئوده ح@م""ا، يه@ فظ الس""موات واألرض، وم""ا ف@ له وال يكر@ثه ح@ يثق@ير لدي""ه@، وه""و هل علي""ه@، يس""@ ومن بينهم""ا، ب""ل ذل@""ك س""ي""ع@ يب على جم@ ق@ بت، ال""ر? القائ@م على كل نفس ب@ما كس""

.29 األشياء@، فال يعزب عنه شيء وال يغ@يب عنه شيء

فظهم""ا ﴿و يدل قوله : على كم""ال ق""درة﴾ وال يئوده ح@ الله وكمال قوته إذ ال يثقل""ه حف""ظ الس""موات واألرض

رغم سعتهن وكبرهن .

فظهما ﴿وقوله : يدل على أن ك""ل ش""يء ﴾ وال يئوده ح@ في الكون في حفظ الله وحياطته؛ فالس""ماء بأفالكه""ا وطبقاتها وكواكبه""ا، وك""ل م""ا فيه""ا يس""ير على نظ""ام

110- تفسير السعدي ص 281/519- تفسير ابن كثير 29

محكم محفوظ بعناية بديع السماوات واألرض، واألرض وما عليها ومن عليها، وما فيها ظاهرا وباطنا، كل ذلك في حفظ الله خاضع لقوانين""ه ال""تي س""نها في خلق""ه،

.30وال شيء يكون فيها أو منها إال بإرادته سبحانه

وإذا كان الله تع""الى اليثقل""ه حف""ظ الس""موات واألرض رغم سعتهن وكبرهن فال يثقله حفظ""ك أيه""ا اإلنس""ان

فثق في حفظ الله لك .

فظهم"""ا و ي"""دل قول"""ه : ﴾ وال يئوده ح@ أن الس"""موات﴿واألرض يحتجن إلى من يحفظهن

فظهم"""ا وجمل"""ة : ﴾ وال يئوده ح@ عط@فت على جمل"""ة@ ﴿يه ﴿ ع كرس@ لت@ها﴾ وس@ ن تكم@ ن?ها م@ .31 أل@

و لما بين الله عز وجل كمال قدرته وكمال قوت""ه على حفظ السموات و األرض اتبع ذلك بذكر علوه وعظمت""ه نفيا لما قد يتوهمه البعض أن حفظ الس""موات واألرض يحتاج إلى نزول الله بنفسه من فوق عرشه ليحفظهن فحفظ الله للس""موات واألرض ال يحت""اج أن ي""نزل الل""ه

2/941زهرة التفاسير - 303/24التحرير والتنوير البن عاشور - 31

بنفس""ه ليحفظهن ؛ ألن""ه كام""ل الق""درة كام""ل الق""وة وه""و﴿عظيم الذات و الصفات واألفعال قال سبحانه :

.﴾العل@ي العظ@يم

أي الل""ه ع""ز﴾ وه""و العل@ي العظ@يم ﴿وقول""ه تع""الى : و العل""و، وجل له العل""و المطل""ق و العظم""ة المطلق""ة

عند اإلطالق يشمل علو ال""ذات و عل""و الص""فات و عل""و الذات فمعناه أن الله بذاته فوق جميع خلقه . وأما علو الصفات فمعناه أنه ما من صفة كم""ال إال ولل""ه تع""الى

فالله متص""ف ب""العلو المطل""ق في ذات""هأعالها وأكملها وصفاته وأفعاله فذاته أعلى الذوات فالله فوق الع""الم وال ش"""يء فوق"""ه، وص"""فاته وأفعال"""ه أعلى الص"""فات

واألفعال وأرفعها جماال وحسنا وكماال .

والعظمة عند اإلطالق تشمل عظمة الذات والص""فات واألفعال .

ال""رد على﴾ وه""و العل@ي العظ@يم ﴿و في قول""ه تع""الى : من ي""دعي أن الل""ه معن""ا بنفس""ه فالل""ه وص""ف نفس""ه

، وعل""وب""العلو ،والعل""و يش""مل عل""و المك""ان والمكان""ة المكان يستلزم أن يكون الله فوق جميع خلقه ، وليس

، والله عز وجل م""ع خلق"ه بس"معه وبص"ره معهم بذاته وعلمه وقدرته ال تخفى عليه خافية في األرض وال في

. السماء

هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات