المقدمة:.

كم فاعبدون { ] اآلية األنبياء [92} إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربه عليكم إذ قوا واذكروا نعمت الل ه جميعا وال تفر } واعتصموا بحبل اللف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا كنتم أعداء فأل

ار فأنقذكم منها { ] آل عمران [ 103حفرة من النسول إن كنتم تؤمنون ه والر } فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله واليوم اآلخر ذلك خير وأحسن تأويال { ] النساء [ ، } وأطيعوا بالل

ه ورسوله وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم { ] األنفال [ اللنات وأولئك قوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البي ذين تفر } وال تكونوا كال

لهم عذاب عظيم { ] آل عمران [ آيات جلية تبني أمة واحدة و مجتمع متآلف يتآخى في سراء كان أو

ضراء أوشدة أو رخاء, هي ركائز اصيلة اصلها القرآن في حياتنا و حركتنا لنصبو دوما نحو امة افضل و اكمل )كنتم خير أمة أخرجتاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر... ] آل عمران اآلية 110للن

. ومع كل هذا وبالرغم مايحمله مفهوم الوحدة من بداهة عقلية و

انسانية ومنفعة سامية تجد ان هناك العديد من الناس مازال يهمشها تارة واخرى يقصيها. و هؤالء الناس عادة هم قشور وال لب , و رواة وال

عقل ينسجون بيوتا الفكارهم ليتخندقوا فيها طوائفا وفرقا يكفرون متفكهين و يجادلون عمهين قد استحوذ عليهم افك ابتدعوه وشرك

مضو فيه و نصبوه وكأنهم لم يسمعوا ما ورد عن ما روي عن المعصومين رضي الله عنه : " عن أبي العباس قال: سألت أبا عبدالله

عليه السالم عن أدنى مايكون به االنسان مشركا، قال: فقال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض عليه." وما علموا وانى لهم ان فعلهم

هذا تقيدا لألمة واضعافا لها تماما كما انبأنا بذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول: توشك األمم أن تتداعي عليكم تداعي األكلة على قصعتها، قال قائل منهم أمن قلة يا رسول الله يومئذ؟ قال )ص(: بل انتم كثير ولكنكم كغثاء السيل ولينزعن الله من عدوكم المهابة منكم، وليقذف في قلوبكم الوهن. قال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال:

حب الدنيا وكراهية الموت . فالوحدة االسالمية هي تأصيل الفكر و الحركة ضمن إطار إسالمي

موضوعي متجنبة حالة الغاء اآلخر أو الزامه بمذهب جديد أو سلبه اياه. و الوحدة ليست حلما أو بدعة ابتدعها مفكرون في هذه االمة بل هي

نهج اسالمي اصيل نشأ منذ لحظات االسالم األولى حيث نجد ان االسالم كان يعطي اي شخص ينطق بالشهادتين حصانة حقوقية لدمه

وماله وعرضه كما ان المسلم يملك حقا عالميا على اخيه المسلم :" عن أبي عبدالله

عليه السالم قال: من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم."

العرض:.

الوحدة األولى في المجتمع المكي: إن األساس األول الذي شاد عليه اإلسالم بناءه االجتماعي هو األخوة بين أفراده جميعا.. فمن الطبيعي وهو مجتمع يقوم على عقيدة تجمع

بين أبنائه أن يجعل منها رابطة قوية تشد كل المسلمين وتؤلف بينقلوبهم.|

إنه يجعل هذه األخوة عالقة حقيقية تزيد على عالقة الدم والنسب وتفضلها.. وقد كان اإلسالم بذلك أول من أقام مجتمعا على أساس

رابطة روحية يجعل لها االعتبار األول، ويعتمد عليها في تقرير الحقوقوالواجبات..

ففي المجتمع المكي كان رباط األخوة هو األساس المتين الذي يتجمع حوله المسلمون دون اعتبار لما كان بين العرب قبل اإلسالم من

روابط تقوم على األنساب واألجناس والتعصب لها.. ففي اإلسالم ال تفاخر باألنساب وال اعتبار للجنس، فاإلسالم يرفض أن يفترق الناس

أجناسا مختلفة وأن تفصل بينهم فواصل من صنع أيديهم. ولهذا فقد احتضن المجتمع اإلسالمي األول المسلمين من كل جنس ومن كل لون، ولم يجد الفارسي أو الرومي أو الحبشي حائال يمنعهم

من االنتساب لهذا المجتمع بل والتصدر فيه.. وكانت هذه األخوة نوعا جديدا من العالقات لم يعهده المجتمع العربي

قبل اإلسالم، إذ كان ذلك المجتمع يقوم على رباط النسب والجنس فجاء اإلسالم ليجعل الترابط في مجتمعه يقوم على أساس روحي

وفكري من وحدة العقيدة ووحدة الغاية، متخطيا في ذلك الروابط التيتحمل في طياتها عوامل التفكك وبذور االنهيار.

وكان المسلمون في المجتمع المكي صفا من العاملين، أخذوا هذه الدعوة أول أمرها ألما وعناء ولم يكن في طبيعة الدعوة اإلسالمية ما

يجذب غير العاملين المخلصين.. وكان الرسول )ص( رمزا لإلسالم

وأفقا واسعا من الصبر واالحتمال، وظل يالقي من العنت ما ذهب بماله ومال زوجه وأصحابه، وكان يمر على المستضعفين من أصحابه

فيقول: صبرا ال املك لكم من الله شيئا. وبذلك خلى ما بينهم وبينربهم وعرضهم عرضا مباشرا للمحنة واحتمل معهم ما يحتملون..

والمؤمنون يرون هذا ويحمل كل فرد ما يطيق من البالء.. لقد دخلوا اإلسالم مغارم من أول يوم عرفوا فيه اإلسالم وآمنوا بالرسول على

أنه مبلغ ال على أنه قادر على حمايتهم أو االنتصار لهم. ورغم هذه اآلالم جميعا كانت لهم عبادتهم المحببة وأخوتهم الخالصة ووقفاتهم

الطويلة التي يفرضونها على أنفسهم.. وتكونت المجموعة اإلسالمية األولى، فكانت مجموعة عالمية تدعو لدين عالمي وأخوة عالمية تفنى فيها فروق الجنس واللون والطبقات، فالناس كلهم إخوة ينتسبون إلى

أب واحد، ويعبدون ربا واحدا.. وقام المجتمع اإلسالمي على أساس من التكافل والتكامل والتفاهم..

وكان في تكامله وتفاهم أعضائه ما جعل كل عضو فيه يؤدي واجبه، ويقوم بالعمل الذي تؤهله له مواهبه، ويمنحه المجتمع من الطاقة ما

يكفيه للسير في هذه المهمة.. فإذا اشتكى عضو ظهر التكافل واضحافيتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..

فاإلسالم أقام عدالته االجتماعية على هذا المعنى الدقيق من التكافل ووحدة الشعور.. بل وكان في هذا المجتمع الكريم ما هو أسمى من

العدالة االجتماعية.. كان فيه الكرم االجتماعي والغذاء اإلجتماعي.. وبه كان يدفع الفرد أكثر مما يطلب منه، ويبذل أكثر مما طلب منه الشرع

اإلسالمي.. إذ لم يكن األمر أمر مال فقط ولكنهم كانوا جسدا واحدا لهشعور واحد وهدف واحد وكيان واحد ومصلحة واحدة.

ومن أهم المظاهر التي تدل على هذا: _ التكافل االقتصادي: كان أغنياء المسلمين ينفقون األموال لتحرير1

إخوانهم من الرق، ومن األمثلة على ذلك أبو بكر الصديق كان له مال كثير، أنفقه على عتق الرقيق المعذبين.. وهم قوم خالط الدين قلوبهم

وخالفوا ساداتهم في اإليمان، وثبت هؤالء الضعفاء على إيمانهم رغم ما أصابهم من أذى وإرهاق.. ويروي لنا التاريخ أن أبا فكيهة كان عبدا

لصفوان بن أمية وأنه أسلم مع بالل فكان من السابقين األول، وقد أخذه أمية بن خلف وربط في رجله حبال، وأمر به فجر ثم ألقاه في

الرمضاء، وخنقه خنفا شديدا. وكان أخوه أبي بن خلف يقول زده عذابا حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره، ولم يزل على تلك الحال حتى ظنوا

أنه مات. ثم أفاق فمر به أبو بكر فاشتراه وأعتقه.

وتكررت هذه الحوادث مع عمار وبالل وغيرهم كثير، فما كان من أغنياء المسلمين إال أن جعلوا مالهم فداء إلخوانهم في العقيدة حتى

يخففوا عنهم بعض ما يحملون من األلم. واشتد العذاب بالمسلمين جميعا حين قاطعتهم قريش اقتصاديا

وألجأتهم إلى شعب أبي طالب، فوضع المسلمون مالهم بين يدي المحنة ترعاه حتى أتت عليه ومضت األعوام الثالثة وفنيت أموال

المسلمين حتى أكلوا ورق الشجر من الفقر والجوع. _ رد الجوار: لقد دخل بعض الصحابة في جوار نفر من أقوياء الكفار،2

ولكن أمر األذى اشتد بإخوانهم فلم تطب نفوسهم بأن يعيشوا في مكة آمنين وإخوانهم في العذاب. فما كان منهم إال أن ردوا الجوار إلى أصحابه واقتحموا لهيب العذاب سعداء بما يلقون في جنب الله..

ويروي ابن هشام في كتابه )السيرة النبوية( فيقول: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله )ص( من بالء وهو يغدو ويروح

في أمان من الوليد بن المغيرة قال: والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من البالء

واألذى في الله ما ال يصيبني لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس وفت ذمتك وقد رددت إليك

جوارك، قال له: يا ابن أخي لعله آذاك أحد من قومي: قال: ال ولكننيأرضى بجوار الله وال أريد أن أستجير بغيره.

قال: فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري عالنية كما أجرتك عالنية. قال: فانطلقنا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد: هذا عثمان قد

جاء يرد علي جواري: قال: صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار. ولكني أحببت أن ال أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره ثم انصرف

وعثمان ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كالب في مجلس من قريش ينشدهم فجلس معهم عثمان: فقال لبيد: أال كل شيء ما خال الله باطل، فقال عثمان صدقت قال: وكل نعيم ال محالة زائل، قال

عثمان: كذبت، نعيم الجنة ال يزول. قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش والله ما كان يؤذي جليسكم فمتى حدث هذا فيكم؟ فقال رجل من القوم: إن هذا سفيه في سفهاء معه، قد فارقوا ديننا فال تجدن في

نفسك من قوله. فرد عليه عثمان حتى سرى أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخفرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان. فقال: أما والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية

لقد كنت في ذمة منيعة. قال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله واني والله لفي جوار من هو

أعز منك وأقدر يا أبا عبد شمس. فقال له الوليد: هلم يا ابن أخي إنشئت إلى جوارك فعد. فقال: ال.

كما رد أبو بكر جوار ابن الدغنة سيد األحابيش حينما طلب إليه أن يكف عن تألوة القرآن في المسجد قائال: أرد عليك جوارك وأرضى

بجوار الله. _ الفداء: ومن نتائج وحدة الشعور عند المسلمين تقديرهم العميق3

لرسول الله )ص( كرمز لهذه الدعوة، ومما يدل على هذا ما حدث وقت الهجرة حين نام علي ابن أبي طالب في فراش الرسول وتسجى ببرده وخرج الرسول مهاجرا إلى ربه.. وهكذا كانت أخوة اإلسالم تمأل

قلوب المسلمين وأرواحهم وتجعل منهم دروعا تحمي رسول الله )ص(وتفديه.

لقد كانوا قوما أحبوا هذا الدين من قلوبهم حبا صادقا، ولم يأخذوا اإلسالم )وظيفة( يؤدون منها عمال، أو وراثة يحيون فيها، وإنما أخذوه

روحا وعقيدة توجه كل أوضاع حياتهم. ولهذا لم ير العالم كأصحاب محمد )ص( قوما من مختلف العناصر والبيئات واألجناس والطبقات اجتمعوا على التضحية هذا االجتماع

الرائع، وبذلوا ألخوتهم هذا البذل السخي.في المجتمع المدني:

عندما وصل المهاجرون إلى المدينة تنافس فيهم األنصار فحكموا القرعة بينهم فما نزل مهاجر على أنصاري إال بقرعة.. وكانوا يؤثرون

إخوانهم المهاجرين على أنفسهم.. وسجل القرآن ذلك الموقف الفريد: )والذين تبوؤا الدار واإليمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم وال

يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كانبهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون(.

وحتى يمكن الرسول )ص( بينهم هذا اإلخاء آخى بين المهاجرينواألنصار فكان كل أنصاري ونزيله أخوين في الله. ويستطيع

اإلنسان أن يدرك بحسه اإلسالمي أن هذه األخوة كانت أرقى بكثير من األخوة العصبية.. فهي قلوب ألف الله بينها حتى صارت شيئا واحدا في

أجسام متفرقة.. حتى إنهم كانوا يتوارثون بعد الموت دون ذوي األرحام، والرسول عليه السالم يقول لكل اثنين )تآخيا في الله أخوين أخوين(.. ودام هذا الميراث إلى أن أنزل الله سبحانه قوله في سورة

األحزاب: )وأولو األرحام بعضهم أولى بعض في كتاب الله(. ولتثبيت دعائم األخوة في هذا المجتمع الكريم فإن الرسول )ص( ابتدأ عمله في المدينة بإيجاد الروابط التي تربط أفراد الجماعة اإلسالمية،

وكون وحدة تضم العناصر المختلفة األنساب واألماكن، وجعل من ذلك المجتمع المختلف أنسابا وقبائل مجتمعا مؤتلفا في شعوره، تمحى فيه

الفوارق. لقد وجد النبي )ص( مهاجرين من بطون مختلفة، ووجد أنصارا أووا

ونصروا، ولكن الدماء لم تكن قد جفت بينهم فجاء إلى ذلك المجتمع الذي كان متنافرا، ليؤلف بين قلوبهم، واألمم إنما تتكون بتأليف

القلوب المتنافرة، وجمعها على الحق، وأشد ما يجمع الناس علىالحق _اإليمان بالله والخضوع ألحكامه..

قال السهيلي في كتابه الروض األنف: )آخى رسول الله )ص( بين أصحابه حين نزلوا بالمدينة، ليذهب عنهم وحشة الغربة، ويؤنسهم من

مفارقة األهل والعشيرة ويشد أزرهم بعضهم ببعض(.. وهذا أحد أغراض المؤاخاة.. فالمؤاخاة أوال تتجه إلى تكوين وحدة

الجماعة المؤمنة، ولذلك كانت المؤاخاة بين المهاجرين واألنصار أوال، وكانت بين المهاجرين بعضهم مع بعض ثانيا، وبين األنصار بعضهم مع بعض ثالثا، أوسهم مع خزرجهم، ليقضي الرسول على الثغرة السابقة

باأللفة التي تجمع القلوب، وتزيل نفورها. فالمؤاخاة كانت لتجعل رابطة األخوة هي العالقة الوثيقة بين النسيب الشريف، والمولى الضعيف، ولذلك كانت المؤاخاة بين حمزة بن عبد

المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول الله )ص(. والمؤاخاة كانت لتضع مبدأ المسأواة عمليا بين أفراد الجماعة

المسلمة.. قال ابن إسحاق: )وآخى رسول الله )ص( بين أصحابه من المهاجرين واألنصار، فقال _فيما بلغنا، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم

يقل: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي. فكان رسول الله سيد المرسلين، وإمام المتقين،

ورسول رب العالمين، الذي ليس له خطير وال نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله )ص(، وعم رسول الله )ص(، وزيد بن حارثة،

مولى رسول الله )ص( أخوين، وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث بن حادث الموت، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين،

الطيار في الجنة، ومعاذ بن جبل، أخو بني سلمة، أخوين. وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ابن أبي قحافة، وخارجة بن

زهير، أخو بلحارث بن الخزرج، أخوين. وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعتبان بن مالك، أخو بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن

الخزرج أخوين: وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح، واسمه عامر بن

عبد الله، وسعد بن معاذ بن النعمان، أخو بني عبد األشهل، أخوين، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن الربيع، أخو بلحارث بن الخزرج،

أخوين، والزبير بن العوام، وسالمة بن سالمة بن وقش، أخو بني عبد األشهل، أخوين، ويقال: بل الزبير وعبد الله بن مسعود، حليف بني

زهرة، أخوين. وعثمان بن عفان، وأوس بن ثابت بن المنذر، أخو بني النجار، أخوين وطلحة بن عبيد الله، وكعب بن مالك، أخو بني سلمة،

أخوين، وسعد بن زيد بن عمر بن نفيل، وأبي بن كعب، أخو بني النجار، أخوين. ومصعب بن عمير بن هاشم، وأبو ايوب خالد بن زيد، أخو بني

النجار، أخوين. وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعباد بن بشر بن وقش، أخو بني عبد األشهل، أخوين. وعمار بن ياسر، حليف بني مخزوم،

وحذيفة بن اليمان، أخو بني عبد عبس، حليف بني عبد األشهل أخوين. ويقال ثابت بن قيس بن الشماس، أخو بلحارث بن الخزرج، خطيب

رسول الله )ص(، وعمار بن ياسر، أخوين. وأبو ذر، وهو برير بن جنادة الغفاري، والمنذر بن عمرو، أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج،

أخوين. وكان حاطب بن أبي بلتعة، حليفة بني أسد بن عبد العزى، وعويم بن

ساعدة، أخو بني عمرو بن عوف، أخوين وسلمان الفارسي، وأبو الدرداء، عويمر بن ثعلبة، أخو بلحارث بن الخزرج، أخوين. وبالل، مولى أبي بكر رضي الله عنهما، مؤذن رسول الله )ص( وأبو رويحة، عبد الله

بن عبد الرحمن الخثعمي، أخوين. فهؤالء من سمي لنا، ممن كانرسول الله )ص( آخى بينهم من أصحابه.

وقال ابن اسحاق: فلما دون عمر بن الخطاب الدوأوين بالشام، وكان بالل قد خرج إلى الشام، فأقام بها مجاهدا، فقال عمر لبالل: إلى من تجعل ديوانك يا بالل؟ قال: مع أبي رويحة، ال أفارقه أبدا، لألخوة التي كان رسول الله )ص( عقد بينه وبيني، فضم إليه، وضم ديوان الحبشة

الى خثعم، لمكان بالل منهم، فهو في خثعم الى هذا اليوم بالشام(. يتبين لنا من هذا العرض الكبير لعقد اإلخاء العام بين المسلمين

بعضهم وبعض أن هذا اإلخاء يرتبط بمعنى العقيدة التي يقررها القرآن الكريم بقوله تعالى: )إنما المؤمنون إخوة(.. فاإلسالم دين تجميع

وألفة. ومن هنا يجيء اإلخاء مظهرا من مظاهر الهدي اإلسالمي الذي يستحق المؤمن عليه ثواب الله ورضوانه. يقول الشيخ محمد أبو زهرة

في كتابه )خاتم النبيين(.إن المقصود من هذه المؤاخاة:

أوال: عقد األلفة بين الضعيف والقوي، وتمكين الصحبة بين المؤمنين،

وأال يتعالى مؤمن على مؤمن. ثانيا: أن المهاجرين كانوا من قبائل مختلفة، والقرشيون منهم كانوا من بيوت متنافسة، فكان ال بد من محو العصبية والدمج بينهم بحكم أخوة

اإلسالم. ثالثا: أن األنصار لم يكونوا متآلفين فيما بينهم، فكانت على مقربة من هدايتهم العدأوة المستعرة األوار بينهم، بين األوس والخزرج، فكان ال

بد من العمل على نسيانها، وذلك بالمؤاخاة اإلسالمية. رابعا: أن النبي )ص( عندما عقد عقد المؤاخاة كان يشرع لألمة من

بعده هذا النظام الذي يجمع المسلمين، ولم يكن حكما لحادثة واقعة، وال عالجا مقصورا، على ما بين المهاجرين واألنصار بل هو تأليف

للمؤمنين ونظام متبع، وربما تكون الحاجة إليه من بعد أشد وأكبر(. ولهذا فإن األخوة اإلسالمية تمتاز على كل أساس يهتدي إليه البشر،

ألنها عقيدة قوية تحوي ركائز روحية وإنسانية، ال افتعال فيها وال تزوير.. ولقد أصبحت هذه األخوة الصادقة في المجتمع اإلسالمي

مقياسا من مقاييس اإليمان يزكو بها العمل وتعلو بها الدرجة.. بل ترقى المحبة في الله واألخوة في اإليمان به حتى تصير أفضل األعمالوأوالها بالقبول.. يقول الرسول )ص(: )أفضل األعمال الحب في الله(.

إن هذا التصور لمنزلة األخوة في الله يحيط العالقة في المجتمع المسلم بهالة من نور العقيدة تحميها من االنفصام وتثبتها على الدوام،

وتكفل للمجتمع اإلسالمي أن يظل بمنأى عن الصراع والمنافسة.. يقول الدكتور مصطفى عبد الواحد في كتابه )المجتمع اإلسالمي(:

)واإلسالم يعلنها واضحة في مجتمعه على لسان رسوله: )التؤمنوا حتى تحابوا(.. والقرآن يعلن هذه الحقيقة وحين يبين أن الرابطة التي

جمعت بين أبنائه لم تكن صنع قانون يفرض، ولم تجتلب بغايات مادية ولم تدخل في نطاق المنفعة، بل صدرت عن العقيدة ونبعث من

األخوة، وتلك اآلصرة ال تشترى بشيء من الدنيا ولو كانت كل مافيها من أموال، ولكنها تنبع ببساطة من القلوب المؤمنة حتى تسيطر عليها

العقيدة ويدفعها اإليمان.. يقول الله سبحانه: )وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في األرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم، ولكن الله ألف

بينهم(. وهذا ما حدث في المدينة فعال حين قام أول مجتمع إسالمي بعد هجرة المسلمين إليها، فكانت األخوة بين المؤمنين الدعامة األولى التي قام

عليها المجتمع.. حيث أفلحت األخوة في شدهم برباط متين من المحبة واإليثار.. فقد فتح أهل يثرب الذين اعتنقوا اإلسالم قلوبهم إلخوانهم

الذين وفدوا من مكة، على غير أرحام بينهم، بعيدا عن نطاق العصبية للقبيلة فقط، واتسعت ديارهم وأموالهم وأسواقهم ألولئك الذين

هاجروا إليهم. وهذا الذي قام به األنصار نحو إخوانهم المهاجرين لم يصدر عن طبع أو كرم اعتاده العرب نحو من ينزل عليهم، ولكنه صدر عن إدراك لعالقة

جديدة أنشأها اإلسالم بين أتباعه، هي أن المسلم أخو المسلم، وأن لتلك األخوة حقوقا تقتضيها، ليست عاطفة مجردة، بل هي تنظيم

عملي للمجتمع الجديد يربط بين األفراد برباط وثيق.. ولذا لم يتحرج المهاجرون من بقائهم في ديار األنصار ومن اعتمادهم

على عونهم فترة من الزمان، فقد قضت األخوة على التقاليد الجاهليةالتي ال تعرف ارتباطا إال بالقبيلة وال تأوي إال إلى العصبية والنسب.

قال أعداء اإلسالم التسلسل الكلمة الكاتب

"لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في اإلسالم وفي18قدرته على التوسع واإلخضاع وفي حيويته المدهشة" لورانس بروان

"من يدري؟ ربما يعود اليوم الذي تصبح فيه بالد الغرب مهددة17 بالمسلمين يهبطون إليها من السماء لغزو العالم مرة ثانية، وفي

الوقت المناسب" ألبر مشادور "إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنة16

على العالم وخطرا أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له، أما إذا بقوامتفرقين فإنهم يظلون حينئذ بال وزن وال تأثير" المنصر لورانس بروان

"إن الوحدة اإلسالمية نائمة، لكن يجب أن نضع في حسابنا أن15النائم قد يستيقظ" أرنولد توينبي

"إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم اإلسالمي وعاشوا في14 ظل أنظمة ديمقراطية فإن اإلسالم ينتصر في هذه البالد،

وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب اإلسالمية ودينها"المستشرق األمريكي "و ك سميث" )الخبير بشؤون الباكست

"و ماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا" الكوست )وزير13(1962المستعمرات الفرنسي عام

"ال يوجد مكان على سطح األرض إال واجتاز اإلسالم حدوده وانتشر12 فيه؛ فهو الدين الوحيد الذي يميل الناس إلى اعتناقه بشدة تفوق أي

دين آخر" هانوتو )وزير خارجية فرنسا سابقا( "إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه11

المسلمون حين يغيرون نظام العالم" ساالزار

"إذا وجد القائد المناسب الذي يتكلم الكالم المناسب عن اإلسالم،10 فإن من الممكن لهذا الدين أن يظهر كإحدى القوى السياسية العظمى

في العالم مرة أخرى" المستشرق البريطاني مونتجومري وات "إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد" بن9

جوريون "يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ونقتلع اللسان العربي8

من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم" الحاكم الفرنسي في الجزائر بعدمرور مائة عام على اح

"يجب أن ندرك أن الخالفات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية7 ليست خالفات بين دول أو شعوب، بل هي خالفات بين الحضارة اإلسالمية والحضارة المسيحية".. لقد كان الصراع محتدما ما بين المسيحية واإلسالم منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع اإلسالم لسيطرة

الغرب، وخضع التراث اإلسالمي للتراث المسيحي. إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم

الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي اإلسالمي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين اإلسالمي، وال تستطيع أمريكا إال أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي لإلسالم وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، ألنها إن فعلت عكس

ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. إن روستو يحدد أن هدف االستعمار في الشرق األوسط هو تدمير الحضارة اإلسالمية،

وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إالاستمرارا للحروب الصليبية.

** أيوجين روستو رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية األمريكية ومساعد وزير الخارجية األمريكية، ومستشار الرئيس جونسون لشؤون

م أيوجين روستو1967الشرق األوسط حتى عام لقد كان إخراج القدس من سيطرة اإلسالم حلم المسيحيين واليهود6

على السواء، إن سرور المسيحيين ال يقل عن سرور اليهود ، إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين، وقد أصدر الكنيست اليهودي

ثالثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين فيأية مفأوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود. راندولف تشرشل

5 كان قادتنا يخوفننا بشعوب مختلفة، لكننا بعد االختبار لم نجد مبررا لمثل تلك المخأوف.. كانوا يخوفنا بالخطر اليهودي، والخطر الياباني

األصفر، والخطر البلشفي.. لكنه تبين لنا أن اليهود هم أصدقاؤنا،

والبالشفة الشيوعيون حلفاؤنا، أما اليابانيون، فإن هناك دوال ديمقراطية كبيرة تتكفل بمقأومتهم. لكننا وجدنا أن الخطر الحقيقي علينا موجود في اإلسالم، وفي قدرته على التوسع واالخضاع، وفي

حيويته المدهشة. لورانس برأون في كتابه "العالم العربي المعاصر": إن الخوف من العرب،4

واهتمامنا باألمة العربية، ليس ناتجا عن وجود البترول بغزارة عند العرب، بل بسبب اإلسالم. يجب محاربة اإلسالم، للحيلولة دون وحدة العرب، التي تؤدي إلى قوة العرب، ألن قوة العرب تتصاحب دائما مع

قوة اإلسالم وعزته وانتشاره. إن اإلسالم يفزعنا عندما نراه ينتشربيسر في القارة األفريقية. مورو بيرجر

لما وقف كرزون وزير خارجية إنكلترا في مجلس العموم البريطاني3 يستعرض ما جرى مع تركيا، احتج بعض النواب اإلنكليز بعنف على

كرزون، واستغربوا كيف اعترفت إنكلترا باستقالل تركيا، التي يمكن أن تجمع حولها الدول اإلسالمية مرة أخرى وتهجم على الغرب. فأجاب

كرزون: )) لقد قضينا على تركيا، التي لن تقوم لها قائمة بعد اليوم .. ألننا قضينا على قوتها المتمثلة في أمرين: اإلسالم والخالفة. فصفق

النواب اإلنكليز كلهم وسكتت المعارضة (( . كرزون وزير خارجيةإنكلترا

إن الوحدة اإلسالمية تجمع آمال الشعوب اإلسالمية، وتساعد2 التملص من السيطرة األوربية، والتبشير عامل مهم في كسر شوكة هذه الحركة، من أجل ذلك يجب أن نحول بالتبشير اتجاه المسلمين

عن الوحدة اإلسالمية. القس سيمون إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية، أمكن أن يصبحوا لعنة1

على العالم وخطرا، أو أمكن أن يصبحوا أيضا نعمة له، أما إذا بقوا متفرقين، فإنهم يظلون حينئذ بال وزن وال تأثير... يجب أن يبقى العرب

والمسلمون متفرقين، ليبقوا بال قوة وال تأثير. أسباب التمزق و عقبات الوحدة :

إن من أهم مشاكل الوحدة اإلسالمية حسب ما بينه القادة والمفكرون اإلسالميون أو ما هو واضح للمهتمين بها يتمثل في ثالث عقبات

رئيسية وأخرى فرعية. هي:أوال النعرات القومية ثانياـ النعرات الطائفية ثالثاـ الحكومات المهزومة

ـ الجانب العاطفي1أو توضح على أساس الجوانب الحياتية كما في ـ الجانب السياسي.3ـ الجانب الفكري 2والنفسي

أوالـ النعرات القومية ـ التعصب القومي والعنصري ظاهرة تسود كل

المجتمعات الجاهلية فالمجتمع الجاهلي ينتقد القيم اإلنسانية ويفتقد التربية اإلنسانية ولذلك يعيش أفراده في مستوى منحط من

التصورات واألفكار والقيم وتصبح مظاهر اللغة أو اللون أو النسب هي معايير التمييز والتفضيل بين أبناء البشر وتهبط قيمة كل المعايير

اإلنسانية الصحيحة فالرسالة اإلسالمية )اإللهية( تستهدف فيما تستهدف طرح معايير وتصورات إنسانية في المجتمع كي يتجأوز

الكائن البشري األطر الضيقة التي تؤطر فكر اإلنسان الجاهلي مثل المرعى والقطيع. فاإلسالم واجه في الجزيرة العربية كما ذكرنا

مجتمعا فرقته العصبيات القبلية واستفحلت فيه العداءات النسبية والعرقية من هنا كانت عملية القضاء على هذه النعرات والعصبيات من اصعب مهام القائد )الرسول األكرم)ص( ( على طريق إنشاء المجتمع

الموحد وعانى القائد ما عانى الستتباب معيار التقوى في المجتمع اإلسالمي بدل المعايير الجاهلية لكن الجاهلية الحديثة أعادت لنا تلك

القبائل والعصابات بأسلوب جديد ومسميات جديدة معقدة محاطة بأطر ونظريات علماء االجتماع األوربيين واليهود واألمريكان ومحملة

بكل الوسائل الرخيصة للقضاء على اإلسالم فخلقت الفرقة وروحالعداء بين أبناء األمة اإلسالمية .

ثانياـ النعرات الطائفية. االتجاهات الفكرية واالجتهادية المختلفة ظاهرة شهدها العالم اإلسالمي منذ فجر اإلسالم بعضها طبيعي يعود إلى

طبيعة المجتمع البشري وبعضها اآلخر مفتعل استحدثه المغرضون ألهدافهم الخاصة وخالل عصور تاريخية مختلفة استغلت هذه

االختالفات ألغراض شخصية من قبل أفراد ال يؤمنون باإلسالم أصال ولعبت السياسة على مر التاريخ اإلسالمي دورا كبيرا في بروز

االتجاهات الفكرية والفقهية أو ضمورها وهذه المسألة واضحة لكل باحث في التاريخ اإلسالمي، والجانب الكبير من تفشي هذه النعرات

يعود إلى جهل المسلمين فرعاع الناس كانوا دوما وقود النزاعات الطائفية واداة بيد المغرضين يستغلون تعصبهم األعمى إلى هذه الجهة

فلكي نخطو لألمام البد أن0أو تلك، فيثيرون المعارك واالشتباكات تزول هذه النعرات الطائفية بين المسلمين وأن يحس المسلمون

اجمع أن مشكلتهم واحدة هي طواغيت األرض الذين انقضوا على امتنااإلسالمية وسلبوا ثرواتها.

ثالثاـ الحكومات المهزومة. بعد أن فشل الغزاة في فرض سيطرتهم المباشرة على العالم اإلسالمي وضعوا خطة شاملة للسيطرة غير

المباشرة على هذه األمة شملت الجوانب السياسية والثقافية

واالقتصادية واالجتماعية للمسلمين والذي ينهض بهذا الدور هو الحكام الضعفاء في عالمنا اإلسالمي فبعد أن تمزق العالم اإلسالمي إلى دويالت متفرقة هنا وهناك اهتم الغزاة بتربية أفراد من هذه األمة

ليخلفوهم في تنفيذ مخطط التبعية ومارس هؤالء دورهم بكل إخالص فقمعوا كل حركة تحررية وقدموا ثروات األمة المادية والمعنوية قربانا

بين يدي أسيادهم، إن هذه الحكومات رغم تصاغرها أمام األسياد وخضوعها وتخاذلها أمام المستعمرين لكنها تقف من شعوبها موقف

الطاغية الجبار المتفرعن وبذلك ينفصل الجهاز الحاكم عن شعبه ويحرم المجتمع من أحد أهم دعائم الوحدة وهي وحدة الحكام

والمحكومين. كما ان هناك مشاكل وعقبات أمام الوحدة يمكن إيرادها على أساس أنها ثانوية وقد يعدها البعض أو قد تصل في بعض األحيان إلى أسباب

أو مشاكل رئيسية هي: ـ وعاظ السالطين، إن هذه الظاهرة في عالمنا اإلسالمي ليست1

جديدة فقد برزت في تأريخنا اإلسالمي مع بروز االنحراف عن اإلسالم كما أنها ال تختص باإلسالم بل تظهر كلما عصفت األهواء واألغراض

بالرساالت اإللهية ومهمتهم هي إصدار الفتأوى التي تسند ذوي السلطة والنفوذ وتضفي عليهم الشرعية على انحرافهم وقد ظهرت

ذروة المأساة حينما تولى زمام األمور قيادات معادية لإلسالم ومعادية لكل تحرك إسالمي بناء وهذه القيادات بدورها مارست كل ألوان

الضغوط على علماء الدين كي يساعدوها على مسخ اإلسالم والقضاء على الروح اإلسالمية وحماية المشاريع االستعمارية في بالد

المسلمين.ـ خلو ساحة الرسالة من القادة المبدئيين واألمة المؤمنة.2 ـ فشل االطروحات الداعية للوحدة ألن اغلبها انطلقت من األوساط3

المنحرفة عن الرسالة اإللهية. ـ عدم تشخيص السبب الرئيسي للصراع ومن ثم عدم االستطاعة4

في تقديم العالج الناجح. ـ استغل المستعمرون سلبيات الحكومات الضعيفة فطرحوا األفكار5

البديلة للدولة اإلسالمية مثل فكرة الدولة القومية خاصة أيام ضعفالحكم العثماني.

ـ الهزيمة الداخلية بين قطاع كبير من األمة وذلك بعد الغزو6 االستعماري من خالل االبتعاد عن القيم والتعاليم اإلسالمية واللجوء

إلى الثقافة الغربية الرامية إلى تفكيك األمة والسيطرة عليها.

الخاتمة:.

بعد تعريفنا للوحدة اإلسالمية و الوقوف على نقاط مهمة منها الوحدة اإلسالمية األولى وما قاله األعداء عنا و أسباب تمزقنا ال يسعنا بعد

العمل على قيامها إال أن نرفع أيدينا لخالقها و نتضرع إليه بأن يرحمنا برحمته و يرشدنا إلى الطريق السليم فليس ذنبنا أننا ولدنا في زمن

ليس بزماننا و مكان غير مكاننا .