الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ...

25
ا لام س لا ا ن واه ا ع ود حد ل م ل ا اق ف ن ل ح ا ي! ب ي ل% ي! ب س% ي ف اه% ي ح ل ي ا عل- اظ ف ح ل ا مد ح ع ا% ن! ب د.ر

Transcript of الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ...

Page 1: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

ا

الملحد ودعواه أن اإلسالم يبيح

في سبيلالنفاق الحفاظ على

الحياةد.ربيع أحمد

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

Page 2: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

فقد انتش77ر في عص77رنا م77رض اإللح77اد ، وه77و أح77د األم77راض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإليم77ان و يعمي الح77واس عن أدل77ة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجم77ع بين النقيض77ين ويف77رق بين المتم77اثلين ،ويجع77ل من الظن علما و من العلم جهال و من الحق ب7اطال و من الباط7ل

حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية

والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون لدىاإلنسان علم شرعي مؤصل .

ما هي إال أقوال بال دلي77ل وادع77اءات بالوشبهات أهل اإللحاد ،ورغم ض77عفها و بطالنه77ا إال أنه77ا ق77د ت77ؤثر في بعضمستند

المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك ك77ان الب77د من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللحاد شبهة تل77و األخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تل77و ال77دعوى ح77تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

وفي هذا المقال سنتناول بإذن الل77ه دع77وى بعض المالح77دة في س7777بيل الحف7777اظ علىأن اإلس7777الم ي7777بيح النف7777اق

من77ون﴿ ،واحتج أح77دهم بقول77ه تع77الى : الحي77اة cمؤcال cال يتخ77ذ ع77لc ذل77ك فليcس cيف cمنين ومن cم77ؤcدون ال cلي77اء من cكافرين أوcال اة ويح77ذركمc الله أنc تتق77وا منcهمc تق77 ء إال cي منc الله في ش77

سه وإلى الله الcمصير c( ،وبقوله تعالى28 ) آل عمران : ﴾نف 77cره وقلcب77ه مطcمئن﴿: منc أك منc كفر بالله منc بعcد إيمانه إال

Page 3: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

ر صدcرا فعليcهمc غضب منc الله cكفcشرح بال cمن cباإليمان ولكن ،و استنتج بناءا على (106 ) النحل : ﴾ولهمc عذاب عظيم

أن الخالق – عز وجل - عاجز عن حماي77ة أتباع77ههذه الدعوى –من أي ض777رر يص777يبهم في حال777ة إعالنهم عن عقي777دتهم

تعالى الله عما يق77ول الظ77المون - ،وق77د وج77دت نفس ه77ذه الش77بهة في إح77دى مواق77ع التنص77ير ،ولع77ل الملح77د اقتبس

شبهته منها .

منشأ الشبهة

في س77بيلأن اإلس77الم ي77بيح النف77اق كالم الملحد هداه الل77ه ينم عن ع77دم تفريق77ه بين النف77اق و الحف77اظ على الحي77اة

ج77ائزة فيفي ك77ل ح77ال والتقي77ة التقية ،و النف77اق م77ذموم ،والملح77د ت77وهم أن التقي77ة الج77ائزة ش77رعا منحاالت معينة

جنس النفاق الشتراكهما بصفة إظهار اإلنسان لش77يء علىخالف ما يبطن .

و كي يتضح زيف هذه الشبهة البد من بيان مفهوم النفاق و أن إباح77ة اإلس77الممفه77وم التقي77ة والف77رق بينهم77ا ثم بي77ان

اإلس77المية ،للتقية الجائزة شرعا يعد من محاس77ن الش77ريعة ال يعد منافقا إذا تظ77اهر بش77يء لينج77و منأن الرجل وبيان

وبيان أن الل77ه - س77بحانه وتع77الى - ال يعج77ز عنبطش ظالم .حماية أوليائه

مفهوم النفاق لغة واصطالحا

والنفاق لغة: مصدر ن77افق، يق77ال: ن77افق نفاق77ا ومنافق77ة ،و نافق اليربوع نفاقا ومنافقة دخل في نافقائه وفالن أظه77ر

Page 4: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

،والنفاق إما م77أخوذ من النف77ق أو النافق77اء1خالف ما يبطن ،و النفق: سرب في األرض له مخلص إلى مكان ، و النافقاء

قب77ل: موض77ع يرقق77ه ال77يربوع من جح77ره ، ف77إذا أتي من القاص77عاء ض77رب النافق77اء برأس77ه ف77انتفق ، أي: خ77رج من77ه، ويقال: نفق اليربوع من جحره ، قالوا: ومنه اشتقاق النفاق

.2؛ ألن اإليمان يخرج من قلبه ، أو يخرج هو من اإليمان

و النفاق في اللغة من جنس الخداع والمكر وإظه77ار الخ77ير،.3 وإبطان خالفه

تدل على اإلخفاء وعدم اإلظه77ار ،ول77ذلك س77ميومادة نفق الس77رب في األرض ال77ذي ل77ه مخلص إلى مك77ان آخ77ر نفق77ا ، وسمي أحد جحري اليربوع النافق77اء والنفق77ة ؛ ألن77ه يكتم77ه ويظهر غيره فإذا طلب من مخرج ه77رب إلى اآلخ77ر ، وخ77رج

النفاق بهذا االسم ؛ ألن ص77احبه يكتم خالف م77ا ،وسمي منه يظهر, فكأن اإليمان يخرج منه، أو يخرج هو من اإليمان في

خفاء .

والنفاق اص77طالحا إظه77ار اإليم77ان باللس77ان وكتم77ان الكف77ر ،وه77777ذا التعري77777ف ينطب77777ق على النف77777اق4ب77777القلب

االعتقادي ،وقيل النفاق هو إظهار اإلسالم والخير، وإبط77ان الكفر والشر؛ سمي بذلك ؛ ألنه يدخل في الش77رع من ب77اب، ويخرج منه من باب آخر، وعلى ذلك نب77ه الل77ه تع7الى بقول7ه:

قون ﴿ ( أي:67 ) التوب7777ة : ﴾ إن الcمن7777افقين هم الcفاس7777 ،وقيل النفاق هو أن يظهر المرء م77ا5الخارجون من الشرع

يوافق الحق، ويبطن ما يخالفه؛ فمن أظهر أمام الن77اس م77ا ي77دل على الح77ق، وك77ان حقيق77ة أم77ره أن77ه على باط77ل من االعتقاد، أو الفعل، فه77و المن77افق، واعتق77اده، أو فعل77ه ه77و

2/942 المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية - 11/877مجمل اللغة البن فارس - 23/1250 البن رجب جامع العلوم والحكم- 3245التعريفات للجرجاني ص - 485 لصالح بن فوزان الفوزان ص عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها- 5

Page 5: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

التظ77اهر الك77اذب بالفض77يلة ،وقي77ل النف77اق ه77و 6النف77اق والتمسك بالدين

مع إبطان الرذيلة ومخالفة الدين .

وأساس النفاق الذي بني عليه هو الكذب، وأن يقول الرج77ل بلس777انه م777ا ليس في قلب777ه، كم777ا أخ777بر الل777ه تع777الى عن

.7المنافقين أنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم

أقسام النفاق

و النفاق في الشرع ينقسم إلى قسمين:cأحدهما: النفاق األكبر – وهو النف77اق االعتق77ادي - ، وه77و أن يظهر اإلنسان اإليمان بالله ومالئكته وكتب77ه ورس77له والي77وم اآلخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا هو النف77اق الذي كان على عهد النبي - صلى الله علي77ه وس77لم -، ون77زلك cالق77رآن ب77ذم أهل77ه وتكف77يرهم، وأخ77بر أن أهل77ه في ال77در

األسفل من النار . والثاني : النف77اق األص77غر، وه77و نف77اق العم77ل – أي النف77اق العملي - ، وهو أنc يظهر اإلنسان عالنية ص77الحة، ويبطن م77ا

. 8يخالف ذلك

ومنc أعظم خصال النفاق العملي : أنc يعمل اإلنسان عمال ،ل به إلى غ77رض ويظهر أنه قصد به الخير، وإنما عمله ليتوصل به77ذه الخديع77ة إلى غرض77ه، له سيئ، فيتم له ذلك، ويتوص77 ويف77رح بمك77ره وخداع77ه وحم77cد الناس ل77ه على م77ا أظه77ره،

.9وتوصل به إلى غرضه السيئ الذي أبطنه 191المفيد في مهمات التوحيد للدكتور عبد القادر صوفي ص - 6

159 / 1 البن تيمية منهاج السنة النبوية - 73/1250 البن رجب جامع العلوم والحكم- 83/1260 البن رجب جامع العلوم والحكم- 9

Page 6: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

ومن الفروق بين النفاق األكبر والنفاق األصغر ما يلي: - إن النفاق األكبر يخرج من الملة، والنفاق األصغر ال1

يخرج من الملة. - إن النفاق األكبر: اختالف السر والعالنية في االعتقاد،2

والنفاق األصغر: اختالف السر والعالنية في األعمال دوناالعتقاد.

- إن النفاق األكبر ال يصدر من مؤمن، وأما النفاق3األصغر فقد يصدر من المؤمن.

- إن النفاق األكبر في الغالب ال يتوب صاحبه، ولو تاب4 فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم. بخالف النفاق

.10األصغر؛ فإن صاحبه قد يتوب إلى الله، فيتوب الله عليه

مفهوم التقية لغة واصطالحا

و التقي777ة لغ777ة من االتق777اء ،و أص777ل االتق777اء الحج777cز بين الشيئين، يقال: اتقاه بالترس أي جعله ح77اجزا بين77ه وبين77ه،ه أيcضا ك77ذلك ومن77cه الوقاي77ة ويق77ال وق77اه ومن77cه واتقاه بحق

،ووقى الشيء وقاية: إذا صانه بوقاء ،ووق77اه الل77ه11التقيةء يتقي77ه، ،12تعالى : أي حفظه ومنعه cي جل الش77 و اتقى الر

فظه منc ضرره cإذا اتخذ ساترا يح .

88 لصالح بن فوزان الفوزان ص عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها- 104/61- المخصص البن سيده 111/7275شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم للحميري - 12

Page 7: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

،و أص77ل 13 التق77اة والتقية والتق77وى واالتق77اء كله واح77دو المادة المن77ع، كال77ذي يتقى ال7برد ب7المالبس، ويتقى ع77ذاب الله بالطاعة، ويتقى سهام العدو بالدرع، والتقية به77ذا هي اتخ77اذ م77ا يمن77ع المك77روه، أو هي الش77يء ال77ذي يتخ77ذ لمن77ع

المكروه .

الح77ذر من إظه77ار م77ا في الض77مير منو التقي77ة اص77طالحا ار ،و قيل 14العقيدة ونحوه عند الناس ذر منc إظcه7 التقية الcح7

د وغي77cره للcغي77cر س منc معcتق77 cوقي77ل 15ما في النف، cالتقية أن مر خالف77ه c77ك77ان يض cه77ره وإنcسه بم77ا يظ cسان نفcنc16 يقي اإل

،ومن هن77ا يت77بين أن التقي77ة معناه77ا إظه77ار خالف م77ا في الباطن بسبب قهر أو خ77وف يواجه77ه اإلنس77ان أي اإلنس77ان يفع77ل التقي77ة اح77ترازا من الوق77وع في مك77روه أو التع77رض لض77رر ،وبالت77الي التقي77ة من جنس ) اإلك77راه ( بالمص77طلح

.الشرعي

حكم التقية وشروط العمل بها

التقية تجوز عند خوف الضرر كالقتل أو القطع أو اإليذاء أي منc﴿قال تعالى : ، الترخص بالتقية يكون في حال اإلكراه

cره وقلcبه مطcمئن باإليمان منc أك كفر بالله منc بعcد إيمانه إالcالله ولهم cغضب من cهمcرا فعليcر صد cكفcشرح بال cمن cولكن

( قال ابن كثير – رحمه الله106 ) النحل : ﴾عذاب عظيم فهو﴾ إال من أكره وقلبه مطمئن باإليمان﴿- : ) وأما قوله:

9/199- تهذيب اللغة ألبي منصور الهروي 1324/61- الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني 1412/314فتح الباري البن حجر - 1524/45- المبسوط للسرخسي 16

Page 8: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

استثناء ممن كفر بلسانه ووافق المشركين بلفظه مكرها لما ناله من ضرب وأذى، وقلبه يأبى ما يقول، وهو مطمئن

.17باإليمان بالله ورسوله (

وفي حكم المكره من يكون بين ق77وم ال ي77دينون بم77ا ي77دين، واإلس77اءة إلي77هإذا لم يج77ارهم في الق77ول تعم77دوا إض77راره و

فيماشيهم بقدر ما يصون به نفسه، ويدفع األذى عن77ه ؛ ألنمن77ون cمؤcال cالض77رورة تق77در بق77درها ق77ال تع77الى : ال يتخ77ذ﴿ ع77لc ذل77ك فليcس cيف cمنين ومن cم77ؤcدون ال cلي77اء من cكافرين أوcال اة ويح77ذركمc الله أنc تتق77وا منcهمc تق77 ء إال cي منc الله في ش77

سه وإلى الله الcمصير ) آل عمران : c28﴾نف. )

ومع77نى اآلي77ة : ال تتخ77ذوا، أيه77ا المؤمن77ون، الكف77ار ظه77را المسلمينوأنصارا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على

cمن دون المؤم777نين، وت777دلونهم على ع777وراتهم، فإن777ه من ﴾يفعل ذلك فليس من الله في شيء ، يعني ب77ذلك : فق77د ﴿ برئ من الله وبرئ الله منه، بارت77داده عن دين77ه ودخول77ه في﴾الكف7777ر إال أن تتق7777وا منهم تق7777اة ، إال أن تكون7777وا في ﴿ سلطانهم فتخافوهم على أنفس77كم، فتظه77روا لهم الوالي77ة بألسنتكم، وتضمروا لهم العداوة، وال تشايعوهم على ما هم

.18عليه من الكفر، وال تعينوهم على مسلم بفعل

﴾وقول77ه: إال أن تتق77وا منهم تق77اة أي: إال من خ77اف في ﴿ بعض البل777دان أو األوق777ات من ش777رهم، فل777ه أن يتقيهم بظاهره ال بباطنه ونيته، كما حكاه البخاري عن أبي ال77درداء

.19أنه قال: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم"

4/605- تفسير ابن كثير 176/313- تفسير الطبري 182/30تفسير ابن كثير - 19

Page 9: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

والتقاة ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي، فإن هذا نفاق، ولكن أفعل ما أق77در علي77ه كم77ا في الص77حيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: »من رأى منكم منك77را فليغ77يره بي77ده، ف77إن لم يس77تطع فبلس77انه، ف77إن لم

.20يستطع فبقلبه، وذلك أضعف اإليمان«

ف77المؤمن إذا ك77ان بين الكف77ار والفج77ار لم يكن علي77ه أن يجاهدهم بيده مع عجزه، ولكن إن أمكنه بلسانه وإال فبقلبه، مع أن7ه ال يك7ذب ويق7ول بلس7انه م77ا ليس في قلب77ه، إم77ا أن يظهر دينه وإم77ا أن يكتم77ه، وه77و م77ع ه77ذا ال ي77وافقهم على دينهم كله، بل غايته أن يك77ون كم77ؤمن آلفرع77ون - وام77رأة فرع77ون - وه77و لم يكن موافق77ا لهم على جمي77ع دينهم، وال كان يكذب، وال يق77ول بلس77انه م77ا ليس في قلب77ه، ب77ل ك77ان

يكتم إيمانه.

وكتمان الدين شيء، وإظهار الدين الباطل شيء آخر. فه77ذا لم يبحه الله قط إال لمن أكره، بحيث أبيح ل77ه النط77ق بكلم77ة الكف77ر. والل77ه تع77الى ق77د ف77رق بين المن77افق والمك77ره ، والرافض77ة ح77الهم من جنس ح77ال المن77افقين، ال من جنس حال المكره الذي أكره على الكفر وقلب77ه مطمئن باإليم77ان، ف77إن ه77ذا اإلك77راه ال يك77ون عام77ا من جمه77ور ب77ني آدم، ب77ل المس77لم يك77ون أس77يرا أو منف77ردا في بالد الكف77ر، وال أح77د يكرهه على كلمة الكف77ر، وال يقوله77ا، وال يق77ول بلس77انه م77ا ليس في قلب77ه، وق77د يحت77اج إلى أن يلين لن77اس من الكف77ار ليظن77وه منهم، وه77و م77ع ه77ذا ال يق77ول بلس77انه م77ا ليس في

قلبه، بل يكتم ما في قلبه .

وف77رق بين الك77ذب وبين الكتم77ان فكتم77ان م77ا في النفس يستعمله المؤمن حيث يعذره الل77ه في اإلظه77ار، كم77ؤمن آل

49- رواه مسلم في صحيحه رقم 20

Page 10: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

فرع77ون. وأم77ا ال77ذي يتكلم ب77الكفر، فال يع77ذره إال إذا أك77ره. والمنافق الكذاب ال يعذر بحال، ولكن في المعاريض مندوحة عن الك77ذب. ثم ذل77ك الم77ؤمن ال77ذي يكتم إيمان77ه يك77ون بين الكفار الذين ال يعلم7ون دين7ه، وه7و م7ع ه7ذا م7ؤمن عن77دهم يحبون77ه ويكرمون77ه ; ألن اإليم77ان ال77ذي في قلب77ه ي77وجب أن يعاملهم بالصدق واألمانة والنصح، وإرادة الخير بهم، وإن لم يكن موافقا لهم على دينهم، كما كان يوسف الصديق يس77ير في أهل مصر وكانوا كف77ارا، وكم77ا ك77ان م77ؤمن آل فرع77ون

أتقتل77ون﴿يكتم إيمانه ، ومع هذا كان يعظم موسى ويقول: .21 (2 ) غافر: ﴾رجال أن يقول ربي الله

واألمور ال77تي يك77ره اإلنس77ان على فعله77ا ل77دفع الض77رر عن نفسه أو عرضه هي في أص77لها ممنوع77ة ولكن الل77ه أباحه77ا للضرورة إذ الضرورات تبيح المحظورات ، ويجوز دفع أعلى

وم77ا ي77دل على ذل77ك قول77ه المفس77دتين بارتك77اب أخفهمام الcخ77نزير وم77ا﴿تعالى: cت77ة وال77دم ولحcميcكم الcم علي إنما حر

طر غيcر باغ وال ع77اد فال إثcم علي77cه أهل به لغيcر الله cفمن اض حيم (173﴾ )البقرة : إن الله غفور ر

ودفع اإلنسان الض77رر عن نفس77ه من ب77اب المحافظ77ة على تع77الى: ق77ال،وال يج77وز لإلنس77ان أن يض77ر بنفس77ه النفس ﴿تعالى : لكة  وال cإلى الته cديكمcبأي c (195﴾ )البقرة : تلcقوا

التقية ال تجوز بما يرجع ضرره إلى الغير كالقت77ل والزن77ا و إذوغصب األموال وإطالع الكف77ار على ع77ورات المس77لمين

ررالقاعدة ال ضرر وال ضرار ،و رر ال يزال بمثcله ، والض77 الض425-6/424 - منهاج السنة البن تيمية 21

Page 11: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

رر ،وال يج77وز لإلنس77ان أن يض77ر بنفس77ه والي77زال بال ض77 ،وليس نفس اإلنسان وعرض77ه ومال77ه أولى من نفسبغيره

الغير وعرضه وماله .

.22والتقية رخصة ، وليست بعزيمة

واألصل في المسلم القيام بدينه و إظهاره وتطابق واألخذ بالعزيمة والصبر على األذى أو ،الظاهر مع الباطن

، ومن تركالقتل أولى من الترخص وإجابة داعية اإلكراه الرخصة وصبر على إظهار اإلسالم ، و تحمل األذى فذلك

.أحظى له عند ربه إن صدق

و قال بن بطال – رحمه الله - : ) أجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم أجرا عند الله ممن

اختار الرخصة وأما غير الكفر فإن أكره على أكل الخنزير.23وشرب الخمر مثال فالفعل أولى (

الفرق بين التقية الجائزة شرعا و النفاق

1/272 البن الجوزي زاد المسير في علم التفسير- 2212/317- فتح الباري البن حجر 23

Page 12: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

تختل77ف التقي77ة عن النف77اق في التعري77ف و الغاي77ة فالتقي77ة وإظه77ار خالف77ة باللس77انالج77ائزة ش77رعا كتم77ان اإليم77ان

تك77ون التقي77ة ك77دفع أذى محق77ق أو ض77رورة قائم77ة واقعةل أم77ا النف77اق فه77وحيلة لجلب مصلحة للمسلمين في الحرب

،والخير و إبط77ان الكف77ر والش77ر لم77رض فيإظهار اإليمان و ص77احبه يمارس77ه لي77دخل بين المس77لمين فيفس77دالقلب

عقائ777دهم، ويبث الش777بهات بينهم لتش777كيكهم في دينهم،.ويغرس البدع التي تفسد عليهم دينهم

و تختلف التقية عن النف77اق في وقت التحلي به77ا فالتقي77ة مؤقت77ة مخالف77ة لم77ا يجب أن حالة اس77تثنائية الجائزة شرعا

ال تباح إال لضرورة واألصل في المس77لميتحلى به المؤمن ف يتطابق ظاهره وباطنه ، ولذلك كان التظاهر بالكفر منأن

غ77ير ض77رورة معت77برة ش77رعا نفاق77ا وخ77داعا ال يص77ح بح77ال بمجرد زوال الض77رورة الداعي77ة إليها وينتهي العمل بالتقية

أما أهل النفاق فحالهم الدائم مخالفة الظاهر للباطن .

و تختلف التقية عن النف77اق في ح77ال المتحلي به77ا فالتقي77ة حال77ة يلج77أ إليه77ا المس77لم عن77د الض77رورة دون الجائزة شرعا

رضى و حب أما النفاق فيتحلى به صاحبه عن رضى و حب .

تج77وز عن77دو تختلف التقية عن النفاق في الحكم فالتقي77ة النفاق فال يجوز مطلقا .الضرورة أما

Page 13: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

تك77ون م77ع الكف77ار أو الفس77اق و والتقي77ة الج77ائزة ش77رعا عن77دما يك77ون لهمالظلمة، أما النفاق فيكون مع المسلمين

.في الغالبالشوكة و الظهور

إباحة اإلسالم للتقية عند الضرورة من محاسن الشريعة

إن إباح77ة اإلس77الم للتقي77ة عن77د الض77رورة يع77د من محاس77ن الشريعة ،ودليل على مرونتها وعدالتها وموافقته77ا للعق77ل حيث إباحة التقية عند االضطرار في77ه مراع77اة ح77ال المك77ره المضطر ،وتكليف77ه بم77ا يس77تطيع و يق77در علي77ه فلم تلزم77ه بوج77وب تحم77ل الض77رر و األذى ،وأج77ازت ل77ه النط77ق بكلم77ة الكفر عند اإلك77راه للنج77اة من القت77ل والتع77ذيب بش77رط أن يكون القلب مطمئنا باإليمان فالكثير من الن77اس ال يتحم77ل التع77ذيب ،وه77ذا دلي77ل على عدال77ة الش77ريعة اإلس77المية فلم

تلزم اإلنسان بما ال يستطيع تحمله .

و في إباح77ة التقي77ة عن77د االض77طرار موافق77ة لحكم العق77ل دفع الض77رر والف77رار من77ه وجلب م77ا في77هفالعقل يقض77ي ب77

Page 14: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

ودف777ع أعلى المفس777دتين بارتك777اب ،الس777المة والنج777اةأخفهما .

ال يعد منافقا من تظاهر بشيء لينجو من بطش ظالم

ال يعد منافقا من تظاهر بشيء لينجو من بطش ظالم فهذا التظاهر إنما هو حيلة ووسيلة للدفاع عن النفس و الحفاظ

وه77ذا أم77ر ج77ائز ش77رعا وعقال وفط77رة وال ي77ذم منعليه77ا ب77لاستعمل هذه الوسيلة للنج77اة بنفس77ه من بطش ظ77الم

يمدح على ذكائه وحسن تصرفه كما يم77دح ض77ابط الش77رطة عندما يتظاهر أمام اللص77وص أو تج77ار المخ77درات أن77ه منهم حتى يتمكن من القبض عليهم وتخليص المجتمع من شرهم ، ويمدح الصحفي عندما يتظاهر بأنه رجل فقير يريد العمل

عند رجل محتال ليكشف احتياله .

Page 15: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

ال يعجز الله- سبحانه وتعالى - عن حماية أوليائه

الله - سبحانه وتعالى - ال يعجزه شيء في األرض وال في وقادر أن يهلك الظالمالسماء ،وال يعجز عن حماية أوليائه

و الكافر ،وينجي المؤمن من الكافر في لمح البصر لكنه - سبحانه وتعالى - أجرى بعض السنن في خلقه ،ومن هذه

وسنة اإلمالءسنة االبتالء والتمحيص للمؤمنين السنن ص الله الذين آمنوا﴿ قال تعالى: واإلمهال للكافرين وليمححق الكافرين c(141 )آل عمران : ﴾ ويم .

ص ما﴿قال تعالى : و وليبcتلي الله ما في صدوركمc وليمحدور ) آل عمران :﴾في قلوبكمc والله عليم بذات الص

أحسب الناس أن يتcركوا أن يقولوا﴿قال تعالى : ( ،و 154تنون cال يف c( .2) العنكبوت: ﴾ آمنا وهم

Page 16: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

منين على ما أنcتمc﴿قال تعالى : و cمؤcما كان الله ليذر ال cلعكمcخبيث من الطيب وما كان الله ليطcه حتى يميز الcعلي تبي منc رسله منc يشاء فآمنوا cب ولكن الله يجcغيcعلى ال

ر عظيم cأج cمنوا وتتقوا فلكم cتؤ cآلبالله ورسله وإن ( ﴾ ﴿( ،و قال تعالى : ولوc يشاء الله النتصر179عمران :

منcهمc ولكن ليبcلو بعcضكم ببعcض والذين قتلوا في سبيل (4﴾الله فلن يضل أعcمالهمc ) محمد :

وس77نة اإلمالءسنة االبتالء والتمحيص للمؤم77نين ومن حكم يظهر الصالح من الط77الح ،والمح77ق أن واإلمهال للكافرين

من المبط77ل ،والم77ؤمن من المن77افق والك77افر و ومري77دو اآلخ77رة من مري7دي ال7دنيا ،ويظه77ر من بعض العب77اد عب77ادة الصبر على البالء ،ومن آخرين عبادة الش77كر على الس77المة واألمن ،ومن آخ7777رين عب7777ادة الش7777كر على النج7777اة من الظ77المين و تظه77ر عب77ادة األم77ر ب77المعروف والنهي عن المنكر وتظهر عبادة الجهاد في سبيل الل77ه إلى غ77ير ذل77ك

من الحكم . وأنت أيها المخلوق الضعيف قد تتعمد في وض77ع ابن77ك في

تستطيع أن تحلها ل77ه لكن77ك ال تفع77ل وتترك77ه يح77لمشكلة هذه المشكلة بنفسه كي يتعود على حل المشاكل و تنمي فيه المقدرة على حل المشاكل ،وقائد الجيش ق77د يتعم77د وضع بعض الجنود في مأزق يستطيع أن يخلصهم منه لكنه يتركهم يتخلص77ون من ه77ذا الم77أزق بأنفس77هم ت77دريب لهم على التخلص من مثل هذه الم77آذق وكي ي77رى من يس77تحق من الجنود بالقيادة ومن عنده س77رعة بديه77ة ،ولل77ه المث77ل

الل777ه ق777ادر أن يهل777ك الظ777الم و الك777افر ، وينجياألعلى المؤمن في لمح البصر لكنه أمهل الك77افر وابتلى الم77ؤمن

.لحكم عظيمة

Page 17: الملحد ودعواه أن الإسلام يبيح النفاق من في سبيل الحفاظ على الحياة

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا

مراجع المقال :التعريفات للجرجانيالمبسوط للسرخسيالمخصص البن سيده

المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية

المفيد في مهمات التوحيد للدكتور عبد القادر صوفيتفسير ابن كثيرتفسير الطبري

تهذيب اللغة ألبي منصور الهروي

البن رجبجامع العلوم والحكم البن الجوزيزاد المسير في علم التفسير

شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم للحميري لصالح بن فوزان الفوزانعقيدة التوحيد وبيان ما يضادها

فتح الباري البن حجرمجمل اللغة البن فارس

البن تيميةمنهاج السنة النبوية