فن الكتابة وبناء النص

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ فن الكتابة وبناء النص

51

فن الكتابة وبناء النص قراءة في األسس المعرفية والتجليات اإلبداعية

∗أحمد الزمر/ د

توطئة ابي تعد اللغة العربية بفروعها آافة ، مادة اإلبداع ر الكت األدبي والتعبي

إن وتجلياته ذلك ل الل ف ر واالتصال فحسب ، ب يلة للتفكي ة ليست وس غ

افي والفكر م يتعد آذلك وسيلة مهمة من وسائل حفظ التراث الثق لألم

ا وإذا آانت اللغة آذلك فإن الكتابة هي األ , داة الفعالة ، التي من خالله

. تتحقق وظائف اللغة عامة ، وحفظ التراث الثقافي خاصة

زة من ا وأضاربهويأتي هذا البحث ، لبحوث في هذا السياق ليكون هم

ين ة وب م األدب من جه ين عل ا وب ة ، وبينه ة آاف وم اللغ وصل بين عل

ة ، األدب واإلنسان من جهة ثانية ، وبين اإلنسان والحياة من جهة ثالث

.سيما الكتابة اإلبداعية البحث ، والوهنا تكمن أهمية الكتابة آما بينها

ى إق وقد ذا البحث عل ة حرصنا في ه ين األسس المعرفي ة الوحدة ب ام

ا للغة العربية ، وآان حرصنا أشد على إبراز ة وتجلياته ات اللغ جمالي

.نعاءأستاذ األسلوبية والبالغة والنقد ــ آلية اللغات ــ جامعة ص ∗

ـــــــــــــــــــــــــــــــ 80جملة دراسات يـمنية العدد

52

الل ن خ ة "م ن الكتاب ى " ف ارعل ي اعتب ة الت ي البوتق ة ه أن الكتاب

ا , وصرفها وعروضها تنصهر فيها علوم اللغة جميعها ، نحوها أدبه

وي ب النح ا الترآي صهر فيه ا ين دها وبالغته داللي ونق سياق ال ي ال ف

تقاق ويتقاطع المعجم , وعلم المعاني اللفظي في النص األدبي مع االش

. الصرفي

ول ان : وخالصة الق داعي وجه شكل والمضمون في النص اإلب إن ال

اد ة واحدة ، ال تك شكل من حدود المضمون ، وال لعمل ز حدود ال تمي

ين لمعجمية والدال اللة ا تفرق تفريقا جوهريا بين الد لة الصرفية ، وال ب

ي ب البالغ وي والترآي ب النح اهر الترآي د الق ام عب رحه اإلم ا ش آم

. وأسرار البالغة , ئل اإلعجازالجرجاني في آتابيه ، دال

و ة وه ات اللغ راز جمالي االت إب ن مج ال رحب م ام مج ن إذن أم نح

و مجال ة إال الكتابة اإلبداعية ، التي ال تل وم اللغ ى شيء من عل ي عل

ه ,تت عليه أ ادت , ووظيفت ه في أذهان وأف ه ، ورسخت قدم اب من الكت

ولهم ه , وعق سيل ب سنتهم وت ى أل ري عل ة يج ا وممارس ه خلق وجعلت

.أقالمهم

ة ا مهم ة صعبة ولكنه وث مهم ن البح وع م ذا الن ة ه م أن مهم وأزع

ة ي , جليل ة ف ا المختلف ة بفروعه ا توظف اللغ ي أنه تكمن صعوبتها ف

د ياق واح ذس ا ا التو، وه ب عمق ف يتطل ك ظي ي تل ا ف ا وذوقي معرفي

. الفروع جميعا


53

ة في جلى في أنها دعوة إلى تو تأما عظمة هذه البحوث فت ظيف المعرف

ى صفراء إل ب ال ن بطون الكت اة ، واالنطالق م سان والحي ة اإلن خدم

اة عقول الباحثين والكتاب والشعراء وسائر المبدعين في مجاالت الحي

.قافيا وفكريا وجمالياإنسانيا وث

د وربما يكون في هذا البحث بفقراته الثالث يئا جدي ا يضيف ش ى ام إل

للمبدعين الموضوع ، بل أرجو أن يكون حافزاما قيل أو آتب في هذا

.لإلفادة من علوم اللغة العربية وتوظيفها في خدمة المجتمع والناس

د ذا الموضوع عاقتصرتوق اول ه ي تن ى جوانب ثالث ل الدراسة ف

ة تبدو اب بأصول الكتاب ى , ذات أهمية في تبصير الكت ا عل د رتبته وق

:النحو اآلتي

التعريف واألرآان واألساليب .1

مفاتيح صناعة الكتابة .2

علم البيان أثره وتجلياته في الكتابة واإلبداع .3

)1(

التعريف واألرآان واألساليب

التعريف والنشأة


54

شد والتنظيم ) آتب ( الكتابة مشتقة من وتعني , وتعني الجمع وال

سخ ، و ط والن ذلك الخ ناعة آ ى ص ق عل ب وتطل صدر آت ي م ه

ة صياغة والخياط ة آال ب , الكتاب ه الكات ل من م الفاع ن , واس لم

والسائق لمن تكون , حرفته الصياغة آالصائغ لمن , تكون صنعته

ه ذه حرفت ان , ه ن آ ى م ب عل الم ؛ ألن الغال ب الع رف والكات يع

م ده عل ون عن ة أن يك ة الكتاب صالة , ومعرف ه ال ه علي ي آتاب وف

ا من أصحابي : (( والسالم إلى أهل اليمن )) . قد بعثت إليكم آاتب

رض واإل)1( اب الف ا والكت ال أراد عالم در ق م والق زام والحك ل

): 2(الجعدي

ا بنة عمي آتاب اهللا أخرجني ا يا نعن اهللا م ل أم نكم وه ع

)3(فعال

ا ومجمل القول أن الكتابة في اللغة تعني عددا من المعاني من بينه

:

.تصوير اللفظ بحروف الهجاء يقول آتب الشيء آتابة خطه .1

يم .2 شد والتنظ ع وال ا , الجم ة جمعه ب الكتيب ال آت ب , يق وتكت

ه آتائب الى , الرجل وآتب الجيش جمع ال تع ا : ((ق ه في وآتبن ل

ه )4)) (ال لكل شيء وتفصي موعظة شيء لاأللواح آ ا ل أي جمعن

.


55

زام .3 ضاء واإلل دره , الق ل ؛ أي ق رزق واألج ب اهللا ال ه آت ومن

ضاه ومن ود وق ة العه اته آتاب دول حيث واالتفاقي راد وال ين األف ب

.يكون الكتاب المكتوب ملزما لكليهما

ة ي ثالث سير ف ة ت درك أن الكتاب ة ن ي اللغوي ذه المعن ن وحي ه وم

: اهاتاتج

. سي مادي اتجاه ح .1

. اتجاه اجتماعي معنوي .2

)5. (اتجاه إنساني إلهي .3

سمع ة ال سوسة بحاس ة مح ا حرآ سمع له ق فت ة تطل ة آلم فاللفظ

.وتصويرها بحروف الهجاء يجعلها مرئية بحاسة البصر

ادي اه الم اه لمعنى الك وهذا المعنى يمثل االتج ل االتج ة ، ويتمث تاب

شد وال ى ال ي معن وي ف اعي المعن ى االجتم ي معن يم وف ع والتنظ جم

زام اقاإلل دل واالتف ذه الم شر فه ي الب ين بن ة ب ا معنوي والت داللته

دلوالت , اجتماعية ا من م ة وجميعه ات التنظيمي شمل العالق ة وت الكتاب

ا اه والمعاهدات بين األفراد والدول ، أم ل في معنى االتج الثالث فيتمث

ذا القضاء والقدر وآتابة الرزق واألجل واإليجاب و زام وه الحكم واإلل

يم اول تنظ ه يتن ه أي أن د ورب ين العب ات ب شؤون العالق ي ب اه يعن االتج

ذا دخل في إطار ه ه وي ين خالق ه وب ة بين حياة اإلنسان من حيث العالق

المعنى من معاني الكتابة


56

أوجبهاأي) 6 )) ( آتب ربكم على نفسه الرحمة : ((قوله تعالي .1

قضىأي ) 7 )) (غلبن أنا ورسلي آتب اهللا أل: ((قوله تعالي .2

ثبتهأي ) 8 )) ( آتب اهللا في قلوبهم اإليمان : ((قوله تعالي .3

)10( حكم وألزم أي) 9 )) ( آتاب اهللا عليكم : ((قوله تعالي .4

:الكتابة واللغة

د ة ؛ بي ربما تختلف مادة البحث في الكتابة عن مادة البحث في اللغ

ين الك ة ب ة وثيق ك عالق ل أن هنال ي نق ة ه ك أن الكتاب ة ، ذل ة واللغ تاب

ين أن ي ح ة ، ف ة مرئي اهرة آتابي ى ظ سمعية إل صوتية ال اهرة ال الظ

ن جني اللغة تعد رموزا ول اب ا يق صوتية منقوطة مسموعة أو هي آم

) .11 () قوم عن أغراضهم آلأصوات يعبر بها(

ة أن آتابة آل لغة هي التعبير : لذلك نقول أو هي المرئي لتلك اللغ

ة المحدثون اء اللغ دها المنطوق ) 12(آما يقول علم ة من بع ل اللغ نق

ى سموع إل ة الم ة مرآب ة إذن عملي ور ؛ فالكتاب ي المنظ دها المرئ بع

ارات دد المه ن ع ة م ا مؤلف ة العلي ة والعقلي ة , األدائي شكل الكتاب وت

تم ذي يه وع ال ة ، وهو الن ستويات الكتاب اإلبداعية أعلى مستوى من م

رتبط , عبير عن األفكار والمعاني بالت وصوغها في قوالب وتراآيب ت

.ط وأدوات لغوية محكمة التنسيق فيما بينها برواب


57

ة شأة الكتاب إن ن ة ف م اللغ ى آتب عل ا إل ة مرده وإذا آانت نشأة اللغ

. )13(مرجعها آتب األدب ومصادره

ى أن والدينية وتشير المصادر التاريخية ع أول من وض واألدبية إل

سالم ه ال ي اهللا إدريس علي ا نب م تعلمه سالم ث ه ال و آدم علي ة ه , الكتاب

ى وعمل على نشرها بين أبنائه وهكذا توارثها األنبياء حتى وصلت إل

ا ه أرسل مكتوب ى أن رآن إل ذي أشار الق سالم ال ه ال نبي اهللا سليمان علي

.فيه إلى عبادة اهللا إلى ملكة اليمن يدعوها

في أول عهدها صورا وأشكاال ورموزا مرسومة وقد آانت الكتابة

ة بلغات ا من الكتاب اس أنواع ك وعرف الن د ذل إال أنها قد تطورت بع

ة ا مختلف ة وغيره ة والعربي صينية والفينيقي صرية وال ة الم . آالكتاب

)14 (

ل اإلسالم بحوالي وقد عرف العرب الكتابة ذا الخط العربي قب به

د أصبحت مع رون ، وق ة من ثالثة ق ة أهل الجاهلي ة رف العرب بالكتاب

ا ة يقرره ة يقيني ادي معرف دليل الم ى ال ائم عل ي الق ث العلم البح

وا اب عرف المحسوس يؤيد ذلك النقوش والكتابات وبروز عدد من الكت

.بعد ذلك بكتاب الوحي والعهود والمواثيق

اب أ د رزهم عدي ب ويذآر المسعودي عددا من أسماء الكت ن يزي ب

ى األيادين يعمر ولقيط ب ة والفارسية ويعقب عل اتبين بالعربي وآانا آ

ذين ون ال اب المحترف م الكت اب ه ن الكت ماءهم م ر أس أن من ذآ ك ب ذل


58

ا وصحت ثبتوا على الكتابة واستمروا في ممارستها وطالت مدتهم فيه

ى ة عل نالرواي ك م اب أو الر أمذل ب الكت ن آت ذا كهم دون م ابين فه ت

د ر ال يع صنف األخي سعودي ال د الم ا عن ذا أن , ون آتاب ى ه ومعن

روطه ه ش صطلحا ل نعة وم ة وص ة مهن د الكتاب ان يع سعودي آ الم

) .15(وقواعده في آل زمان ومكان

ة في ة بالغ ة من أهمي ا للكتاب ى م ذا التعريف إل ونشير في نهاية ه

: تكمن هذه األهمية في نقاط أهمها , حياة األمم واألفراد

س ة م ـ أن الكتاب داث ـ ن أح اريخ م سجله الت ا ي وم تودع م وعل

. ومعارف وتجارب تفيد منها األجيال المتعاقبة

.وبالكتابة عرفنا حضارات األمم التي قامت منذ آالف السنين

سا ا محاسن وم م ــ الكتابة حفظت لن راد والجماعات واألم وئ األف

ية الم ن مح ’ اض أخرة م ال المت ادت األجي ذلك أف دمين ول ن المتق اس

ب و ساوئهم تجن ستقبل , م ا م يس له ا فل ي له ي ال ماض ة الت , واألم

ا ف وجعلته خاص والمواق ال واألش دت األعم ي خل ي الت ة ه والكتاب

.مشاعل نور ومعالم هداية

ة ا األمان وفرت له ــ تعد الكتابة أهم وسيلة من وسائل التوثيق إذا ت

ة ة ف , العلمي صدق والحيادي ويم األ وال داث وتق ة األح خاص ي آتاب ش

ائق راز حق احثون المنصفون إب اريخ المواقف وبالكتابة استطاع الب الت

ك موطن , ها والسلبية اإليجابية من والمشرقية والمظلمة فكانت هذه وتل


59

ة رة والموعظ ب , العب رك الجان شرق وت ب الم ل بالجان م العم ن ث وم

.المظلم من التاريخ

: أرآانها وطرق تعلمها / الكتابة

ة ن م الكتاب دفا ف ت ه ذلك آان ون األدب ول دا ف ن فن ن أه م م تعل

.علومها المختلفة البالغة ب

ضايا الجتهم لق ي ضوء مع ة ف ة بالكتاب اء البالغ ام علم أتي اهتم وي

ة ؛ البالغة من وجوه مختلفة الجوا الجوانب الداللي د ع ا فق التي أنتجته

ا ياقها وطرق تراآيبه ن األ , تلك األلفاظ والتراآيب في س ان اب ر وآ ثي

ين في أآثر ه بحث ذا الموضوع إذ خصص ل ا به علماء البالغة اهتمام

.آتابه

د فصلين ان وأصوله وقواعده عق م البي ففي معرض حديثه عن عل

أوجز في الفصل األول من الفصلين األسس التي ينبغي ) 16(للكتابة

ا ات مراعاته ال ومف اهر الجم ا مظ ضح فيه ة آي تت ة األدبي ي الكتاب ن ف

.سمي ذلك أرآان الكتابة الحسن و

: وسوف نتعرف على النحو التالي

اقة إذ يهدف : الرآن األول ه جدة ورش اب علي أن يكون مطلع الكت

إذا أحسن الكاتب مستهل ابن األثير ه ف رأ من عنوان اب يق ى أن الكت إل

ما آتب شريطة أن يكون قراءةواستهواه إلى آتابته جذب إليه القارئ

مضمونها وبذلك يكون قد أمتع دأ به رسالته داال على الذي ب االستهالل


60

الته راءة رس ك القارئ ودعاه ضمنا إلى ق ه بمضمون تل ا أوحى إلي آم

.الرسالة وهذا الرآن يشترك فيه الشاعر والكاتب

رآن الث ى : اني ال ى معن ى إل ن معن ب م روج الكات ون خ أن يك

بعض ضها ب ذه بع اني آخ اب المع ون رق ة لتك إ, برابط ستطع ف م ي ذا ل

المعني واألفكار وربطها برباط موضعي يسوغ تجاورها الكاتب لملمة

ى وتأثيرها على المتلقي إنما , فلن يستقيم له الهدف من رسالته ود إل يع

الة بحيث ا الرس ار تصب الدقة واألحكام اللذين آتبت بهم ع األفك جمي

الة وإن اختلقت اليبها في خانة واحدة هي الهدف من الرس وطرق أس

ن مما يشترك فيه الكاتب والشاعر تعبيراتها وهذا الرآ

ث رآن الثال ون : ال رة أن تك ة بكث ر مخلوق ب غي اظ الكات ألف

ارئ ل الق ا وتجع ر منه ي تنف ة الت ة ، الغراب ست غريب تعمال ولي االس

اظ التي ر من األلف يعزف عن قراءة النص الذي يحتوي على عدد آبي

ى ودة إل ى الع ارئ إل ضطر الق اجم ت ة المع ة , العربي ست غراب ولي

بل غرابة األلفاظ وإن آانت واضحة المعاني , المعاني هي المستكرهة

.

ب أن ى الكات ة فعل ة األدبي ي الكتاب وب ف ر المطل و األم فالتوسط ه

اظ ب األلف ول يتجن أن نق ة ف رات المبتذل ن : والتعبي ر م ره خي شى س أف

ة ة مبتذل ره ؛ ألن آلم ضح س ضحه أو ف ةف رة م آلم ن آث ة م بتذل

رة استعمال استعمالها وأن يقال زجره وبكته خير من سبه وشتمه لكث


61

ا ويستحسن آذلك أن يتجنب الكاتب ) 17(األخيرين بين عامة الناس م

و رة وه ر مباش اظ غي ا بألف ى عنه اظ وأن يكن ن األلف ره م ستقبح ذآ ي

الى ه تع أو(أسلوب سلكه القرآن وأسس له في عدد من اآليات مثل قول

ساء ال ستم الن ه ) 18)(م ائط ( وقول ن الغ نكم م د م اء أح ) 19) (أو ج

ه ذاب (آناية عن فضالت اإلنسان وقول سومهم سوء الع أن ) 20)(ي وآ

ارقهم ة ال تف ذاب عالم ن الع صيبهم م ا ي ن م سي م ذاب نف و ع وه

ان , خنوع واالنكسار مظاهره الذل وال ر عن مع ؛ وألن هذه األلفاظ تعب

. مة البارزة الدالة على شيء ما العالفقد صورها بصورة

وحيث يؤآد ابن األثير على ضرورة اختيار الكاتب لأللفاظ السلسة

سبوآة نطقا وداللة ستعملة م اظ الم أن تكون األلف اب ب فإنه يطالب الكت

اس دي الن ا في أي ر م اظ وهي سبكا غريبا يظن السامع أنها غي من ألف

اظ مأ ون األلف ديهم أي أن تك ي أي ا ف بكها مم د أن س تعمال بي ة االس لوف

.وترآيبها هو الغريب العجيب

د المعنى ابن األثير أنوازعم ال يريد بالسبك الغريب العجيب تعقي

يدل على , وآد الذهن , حد ال يكاد يفهم إال بشق األنفس وإغماضه إلى

ه من سال راه في آتب اظ , سة في األسلوب ذلك ما ن ساطة في األلف وب

.بير وجمال في التع

ه وقد أدرك ابن م من آالم , األثير نفسه ذلك االلتباس الذي قد يفه

تدرك فاس


62

ول آتابي أني أردت ومع ذلك فال تظن أيها الناظر في : قائال ذا الق به

إهمال جانب المعاني بحيث يكون اللفظ حسنا بديعا وال يكون تحته من

شبه ساويه وي ه وي ا يماثل ى م ا المعن ر األس ن األثي سنة ذات اب ليب الح

ل والوجه , المعنى السقيم باإلنسان ذي الطلعة الحسنة والرونق الجمي

شاعر ) 21(الوضاء لكنه بليد أبله ه الكاتب وال شترك في رآن ي وهذا ال

.آذلك

ا : الرآن الرابع سألتين هم ى م ر إل ن األثي شير اب رآن ي ذا ال في ه

ريم و ) 23(والتضمين) 223 (االقتباس رآن الك ة من الق ار النبوي األخب

ان ا آ ب أي ائل والكت ضمين الرس ة وت صاحة والبالغ دن الف ا مع فإنهم

ة أو نوعها سواء أآانت رسائل إخوانية ا تضمين ديواني ذه أو غيره ه

ا من أسس الرسائل المعاني د أساس ريم يع رآن الك ا من الق المناسبة له

ر اظ الق ان تقوية هذه المعاني ؛ على أن يحافظ على ألف فصاحته آن لمك

.اآلية بجملتهإال انه ال ينبغي أن يؤخذ لفظ

ة أما االقتباس من القرآن في المواضع التي تتطلب ا للتحلي ك إم ذل

تثبيت المعاني واألفكار التي يتضمنها النص أو االستدالل فالهدف منه

.األدبي

لوك ن س ب م ن الكات در تمك ال فبق ة ح ى آي سلكين وعل ذين الم ه

سلكا في واإلفادة من معان د سلك م اليبه يكون ق رآن وألفاظه وأس ي الق

.البالغة راقيا


63

ي ق ف ان الالئ اظ ووضعها المك ار األلف ي اختي رآن ف نهج الق إن م ف

وهذا يختص به الكاتب دون )24(سياق داللتها منهج دونه خرط القتاد

.الشاعر

ان أو صعوبة بمك ال من ال الة أو مق ك في آل رس بيد أن توخي ذل

المران سبيل النجاح عسر جد ى آل حال ف ر وعل ن األثي ا آما يقول اب

سلكين مرهون ذين الم ا أن اإلحساس في ه ومبعد آل طريق وعر آم

.لموضع الذي يقتضيه ابعدم التكلف وعدم إقحام النص في غير

ر لطرق : أما الفصل الثاني ن األثي ذي خصصه اب وهو الفصل ال

ز أو ة الكن ده بمثاب ة وع م الكتاب اب تعل ه الكت رف من ذي يغت ع ال المنب

.ثروتهم اللغوية والفكرية وأساليب تعبيرهم

عملية يمكن للكاتب إذ سلك وتتخلص هذه الطرق في ثالث تجارب

ة من مراتب إحداها ة مرموق ى مرتب أو أفاد من مجموعها أن يصل إل

. الكتابة

دمين : هذه التجارب أولى ة المتق ع ويطل , أن يتصفح الكاتب آتاب

اعهم ى أوض اني عل تنتاج المع اظ واس تعمال األلف ي االس رف ف ويع

خصائص ومميزات آل آاتب ثم يحذو حذوهم ويتبع خطواتهم ويقتفي

آثارهم وهي خطوة عملية ال شك انه سيفيد منها وقد تدخله في مصاف

زا الكتاب لكنها ال تخلق منه دعا متمي ا مب د , آاتب ر يري ن األثي ولعل اب

دمين صور بالمتق ر الع ى م ة عل ي الكتاب رزين ف اب المب اك , الكت وهن


64

ا ي آت أتي ف ال ي ذا المج ي ه ة ف ارات هداي اروا من ون ص ب معروف

ع ) 25(مقدمتهم عبد الحميد الكاتب ن المقف ) 27(والجاحظ ) 26(واب

) 30(والقاضي الفاضل )29(وابن حيان التوحيدي ) 28(وابن العميد

.ابة اإلبداعية وصناعة الحياة ونظائرهم من الرواد في مجال الكت

ه : التجربة الثانية دمين ومعرفت ة المتق ى آتاب أن يمزج اطالعه عل

دمين بأساليب وانتقاء معاني أآثر جودة مما حصل عليه من آتب المتق

ار اني واألفك ذه المع ك عصرنة ه ى ذل اب ويضيف إل د , من الكت وتع

رقى من سابقتها التجربة أهذه

ة ة الثالث صف : التجرب ى شيء حأال يت ع عل دمين وال يطل ة المتق آتاب

ار منها بل يصرف همه إلى حفظ قدر آبير من القرآن وعدد من األخب

ا غ ودواوينالنبوية وعدد من القصائد المختارة شعراء مم لب فحول ال

اس اإلجادة في المعاني والصياغة واأللفاظ على شعره ثم يحاول االقتب

ة ذه المحفوظات الثالث ستقيم من ه ى أن ي ع أخرى إل ارة ويق نهض ت في

.على طريقة يفتتحها ومنهج يشقه لنفسه وأسلوب يتميز به

ه ه إال أن سلكه وصعوبة الوصول إلي ى وعورة م نهج عل ذا الم وه

ك هو سر منهج يرقى بصاحبه دعين ولعل ذل إلى مصاف الكتاب المب

ى نصوص ذات صياغة د الكاتب إل اب حيث يعم ر من الكت نبوغ آثي

ى عالية وأساليب منتقاة وألفاظ ه وعل ع في ذهن ا فتنطب مختارة فيحفظه

وف ة س ن الكتاب اج متواصل آم ررة وإنت اوالت متك د مح سانه وبع ل


65

اء رة واقتف ان مبتك دة ومع ار جدي اء بأفك ن العط ا م ه ينبوع سيل قلم ي

.أساليبهم

: الكتابة أساليب ومرتكزات

ة ه الكلم ن أدات ة ف سن , الكتاب ياغتها ، وح رق ص تعمالها وط اس

: الكتابة بها وللكتابة أسلوبان وممارسة

.األسلوب العلمي .1

.األسلوب األدبي .2

د ة ويع ة أو أدبي واء أآانت علمي ة س ر محور الكتاب ى أن الفك ، عل

ة عن العاطفة يعتمد التحليل المنطقي األسلوب العلمي فكر مجرد ،ودق

وي والتر ر اللغ ي التعبي ب المنهج لوب ووضتي اد وح األس والحي

0وعقالنية التعبير

ة صدد الكتاب ا ب ا هن د أنن ة ابي ا اإلبداعي ة وتجلياته سها لفني وأس

ة المعرفية من داخل حدودها األصلية ، التي تعتمد على خروج الكلم

ة بحيث تكون العبارة األدبية ، مفعمة باإلحساس ، صادرة عن العاطف

ذا األس . مرتبطة بالموقف اإلنساني ائز وه ددا من الرآ لوب يتطلب ع

: أو العناصر ذات الصفة اإلبداعية من أهمها

: الفكرة : أوال


66

ولكي تصبح الفكرة عنصرا أدبيا فعلى الكاتب أن يمألها بالمشاعر

سانية الفياضة ، ال اإلن ة واالنفع ا . وبالعاطف لوب له ي األس الفكرة ف ف

ة ، التي تدفأهمية خاصة ، وهي المحرك األساسي ى الكتاب ع الكاتب إل

سها ، شغله بنف رك وت ي متح ى عضو ح ول إل ى يتح ه حت زال ب وال ت

. وفاعل في جسم أدبي له خصائصه ومقوماته وهو النص

ة ى اللباق د في استخراجها عل لكن الفكرة في األسلوب األدبي تعتم

ا صرح به ب ال ي ة ، فالكات ذآاء والمراوغ ه وال ذآرها عبارات وال ت

: فقول شوقي مثال إيحاء أو تعريضا أو إشارة صراحة لكن

ر الل للطي دوح ح ه ال ى بالبل رام عل أح

)31(من آل جنس

ى الفكرة التي يريد د عل ل من التغري إيصالها إلينا ليست منع البالب

واطن من ا ولكن أن يطرد الم ا وعاشت في آنفه أشجارها التي ألفته

اس ووطنه اح لكل أجن وطن مب ذا ال يمنع من العودة إليه في حين أن ه

ل البشر واءه العلي سمون ه ه ويتن يعيشون على ترابه ويتمتعون بخيرات

در . ويجوبون أرضه طوال وعرضا ى ق إذن يجب أن يكون الكاتب عل

وعي تمكن من التعامل مع آاف من ال ال الفكري آي ي اللغوي والخي

. وحس الفنان وعمق المفكرقرائه بشفافية األديب


67

: تعدد المعنى : ثانيا

ة تعدد المعنى هو الرآيزة الثانية ة اإلبداعي من رآائز أسلوب الكتاب

ادا ذات معنى حيث تكون الكلمة في هذا األسلوب رحب ، وتكتسب أبع

. ومضامين ما آان لها أن تكتسبها في الخطاب العادي

ا ا داللته ة له شمس آلم عفال اوز الوض ة ال تتج ذه الدالل ن ه ية لك

ع شمس التي تطل ادة ال المعنى المتعارف عليه ، ومعناه منحصر في م

. وتغرب عند المساء صباحا

: بيد أن هذا اللفظ أصبح ذا معنى أشمل وأوسع في بيت الخنساء

خرا شمس ص وع ال ذآرني طل ل ي ره لك وأذآ

غروب شمس

ى المعنى حيث يمتد ليعطي ة إضافة إل اني اإليحائي مزيدا من المع

ذا البيت وهو المادي المباشر والذي زاد من آثافة معنى الشمس في ه

إذ أدت معنى الخروج والعمل صباحا السياق الذي وضعها فيه الشاعر

سياق ، ثم العودة ذا ال شمس في ه ك أن ال ى ذل عند الغروب ، أضف إل

وهن والضعف عند الشروق ، توحي بمعنى القوة والتصميم وبمعنى ال

ساع ذا االت ؤذن بالمغيب ، وواضح أن ه في ، ونهاية األشياء ساعة ت

المعنى ليس مصدره اللفظ وإنما االستخدام األدبي للكلمة ووضعها في


68

ن ضال ع ة ف سياقية واإليحائي اني ال ن المع دد م سع لع وي يت ياق لغ س

. المعاني المباشرة

ر ف انت وانظ ضا آي ل أي ات مث ت آلم ن : قل يم واألب واألم م اليت

: قاموسنا االجتماعي إلى القاموس السياسي في قول شوقي

اه اة وخلف م الحي ليس اليتيم من انتهى أبواه من ه

ذليال

ا ه أم ى ل ذي تلق و ال يم ه ا إن اليت ت أو أب تخل

)32( مشغوال

: لحسن البصري للخليفة عمر بن الخطاب وقول ا

ده ( ى ول ؤمنين آاألب الحاني عل ر الم ا أمي ادل ي ام الع األم اإلم وآ

. )الشفيقة البرة بولدها

يم ة اليت ع آلم شوقي وض ا ف ن داللته ه م ا في ياق أفرغه ي س ف

يا ى سياس ا معن ة وحمله ذي تجب االجتماعي اليتيم ال دين ف ا جدي وثقافي

أمور أخرى ، رعايته هو هذا الذ شغلت ب ي تجد له أما ولكن تخلت وان

ه أب شغاله ول بة الن ة مناس ة روحي ه رعاي وم برعايت اه ال يق ن أب لك

.أو غيرهما من األعمال بالسياسة أو التجارة

أخرجهما عن والحسن البصري وضع آلمتي األب واألم في سياق

ة سياقهما األسري المتعارف عليه إلى معاني سياسية واجتماعي ة وثقافي

ه شفافية ـ مسؤوليته وعالقت المحكومين ، أدرك من خاللها الحاآم ـ ب ب


69

ذه المسؤ وأن الذي يحكم هذه ال تكليف وليةعالقة هو المسؤولية وأن ه

ان ورضا وليست تشريفا وأن عليه أن يقوم ه بحب وحن بخدمة مجتمع

. وشفقة آما يخدم األب أبناءه واألم ولدها

اني آله ذه المع ام إن ه ن الحك ره م ا غي ر وأدرآه ا عم د أدرآه ا ق

ا العادلين يا واجتماعي لقد وظف الحسن البصري الكلمتين توظيفا سياس

ا أن الحاآم ، وهي في الوقت نفسه ستبدين مفاده ام الم رسالة إلى الحك

. وآفاءته للحكم الذي يفتقد هذه الصفات يفتقد شرعيته

: بناء الجملة والعبارة : ثالثا

اء تس ا عى الكتابة اإلبداعية دوما إلى التميز واالرتق اليبها ولغته بأس

م حرص ن ث شاعرهم ، وم وبهم وم ين وقل ول المتلق ستقطب عق ي ت آ

اراتهم م وعب اء جمله ى بن دعون عل اب المب ذابا الكت يال ج اء جم بن

. ومصورا ألحاسيسهم وأفكارهم

اري اء المعم د البن د بعي ى ح شبه إل اء ي ذا البن م ،وه اء المحك فالبن

صوص اء الن ذا بن ز ، وهك ؤثر ومتمي ذاب وم ق ج المزخرف المتناس

ة ام األدبي ك اإلحك و ذل صوص ه ن الن ا م ين غيره ا وب رق بينه الف

ا والتنظيم والزخرفة الواعية التي ال تكلف فيها وفر فيه وال تعسف ، تت

:

. حسن اختيار الكلمات )1


70

. قوة الترابط والتنظيم )2

ة و )3 سيق حسن الزخرف ال من : التن ه الجم شكل في ي يت التعبير الفن ف

ه ي بذات ا ال يكتف ل منهم انبين آ ر إذ أن ج دهما اآلخ ضد أح ل يع ب

ال ا )33(الزخرفة والتنسيق مسلكان رئيسيان من مسالك الجم وم

اء من شك أن جمال التعبير يقوم على هذه القواعد التي أسسها علم

ا سا معرفي ة تأسي ت إبداعاتالبالغ اب تجل شعراء والكت د ال ه عن

. واألدباء

بعدد من المكونات من على أن هذه اإلبداعات واألساليب محكومة

: أهمها

. المكونات الثقافية التي تغذي فكر الكاتب )1

. المكونات الذوقية التي تنمي قدرات الكاتب النقدية )2

ة )3 ة والممارسات الكتابي أثر المكونات المهاري ا وت التي تمرن عليه

)34. (ا أسلوبه به

ه للمعنى المكون الداللي )4 فإن البناء الفني للنص مرتبط بمدى خدمت

تيعابه ى اس ه عل رآن وقدرت د الق ل صورة ويع ي أجم رازه ف ، وإب

ذلك المثل األعلى إلحكام بناء الجملة أو النص وتناسق أجزائه ؛ ول

از ، ة وآتب اإلعج ي آتب البالغ عا ف ه واس ل ب ال التمثي ان مج آ

) .35(يب التعبير األدبي وأسال


71

ذلك سوف نتأمل بيد أننا هنا بصدد بناء الجملة األدبية ام ل بشكل ع

ا اب مع ن آت ا م رة نقتطعه م [فق ي القل وان ]وح ت عن ال (( تح الجم

ائس ول )) الب يق

تاذ {: الرافعي ع صديقي األس ال ) ح(آنت أجلس م من أفاضل رج

رأي السلك السياسي ه أ ، وهو آاتب من ذوي ال وادر دب غض ل ، ون

ا شاء اهللا وفي قلبه إيمان ال أعرف مثله في مثله وطرائف ، ، قد بلغ م

ه ألحسب حتىقوة وتمكنا ، م علي اء اهللا عوقب فحك أنه رجل من أولي

ا ، ون محامي م فجع أن يك ي الحك د ف م زي يا ، ث وعفت ل قاض م ض ث

)36(} .. فجعل سياسيا العقوبة

: قضايا الترآيبية في النص نتأمل عددا من ال

. التنوع والدقة في استخدام الحروف •

ه : الترابط اللفظي بين الكلمات مثل • آاتب من : (اإلضمار في قول

) . ذوي الرأي

) . له أدب غض(: العالقة بين الصفة والموصوف في قوله •

. ) ال أعرف مثله في مثله: (اإليجاز في قوله •

ه لمميز الترابط بين التمييز وا • وة : (في قول ا شاء اهللا ـ ق غ ـ م د بل ق

) . وتمكنا

. الترابط والترتيب والتقابل بين الجمل األخيرة في النص •


72

اس من وجاهة ه الن ا يعرف ك من دالالت أحالت م وما نتج عنه ذل

. إلى بؤس ومذلة وقهر وعزة وسلطان

ه فالسياسي رجل أجرم فعوقب ثم أجرم فعوقب ثم أجرم فعوقب إن

اب ة لبائس مسكين ولكن في ثي ة والعظم ان األبه ذلك آ والغطرسة ول

. ممن يستحق العطف والشفقة والرحمة

: الخيال وجمال التمثيل : رابعا

يعد الخيال من الرآائز األساسية التي يقوم عليها بناء النص األدبي

ة مهما من عناصر اإلبداع ، وعنصرا ة اإلبداعي ن الكتاب والتجلي في ف

ة ة الفني و الملك ل ، وه طة التمثي ة بواس صورة األدبي صنع ال ي ت الت

. والتشخيص

شاهد داع الكاتب أو األديب صورا وم وتتجلى أهمية الخيال في إب

شاعر واألديب مألوفة ا في حياتنا قد اعتدنا على رؤيتها فيأتي ال ليبعثه

ث د ويب ن جدي ا ام ة فيه اة والحرآ ارة لحي ه إث و في ى نح ا عل ويتخيله

سماء تبكي ل يتمطى ، وال وطرافة وجمال فالنهار عندهم يتثاءب واللي

أ وتربو وتبتلع واألرض تهتز سيل والجبال ت ان ت ، والبحار وب والودي

رؤوس ر وال تألأل وتني ى تتألف وتضحك والوجوه ت شتعل وتنضج إل ت

م آخر ما هنال ا في عل د عرفن ال ، وق ا الخي ة مرده رات أدبي ك من تعبي

ان ى البي ه عل ن صوره وتعبيرات ر م ي آثي ي ف ال مبن ي أن الخي العرب


73

ة تعارة والكناي شبيه واالس م آالت ذا العل ث ه ا مباح رى مجراه ا ج وم

) . 37(آالتشخيص والرمز واإليحاء وتراسل الحواس الخ

ن ال ارس ف د أن من أراد أن يم ذلك أج ة ول تحم كتاب ه أن يق إن علي ف

ه ونماذجه ه وتطبيقات م بمباحث ان وأن يل م البي م وأعني عل آي هذا العل

ال ق عنصر الخي ى تحقي ك عل ه ذل ك يعين يس ذل ا يكتب ول فحسب فيم

ة ، راز العاطف رة ، وإب فهذه المباحث بأنواعها تشارك في توضيح الفك

اني ، سيد المع ف وا وتج م والتخل تعارة للظل الظالم اس در ف ساد لغ والف

تعارة ور اس ل ، والن اء والجه ضارة والوف ان والح م واإليم للعل

تقامة ، زة واالس ة والع ة والحري تعارة للكرام اة اس ة والحي والمقاوم

ود والثورة ، والموت استعارة سالم والجم للهوان والذل والقهر واالست

.

ويصاب بالملل ، فالخيال يحيل الجماد إلى آائن حي يرجو ويخاف

يضع يديه في ويحيل التواضع إلى طائر ذي جناحين والبخل إلى رجل

. عنقه في صورة مزرية

ك الصحة بيد أنه ينبغي أن يكون المقياس لصحة الخيال ومرجع تل

فمن الخيال ما يكون آحلم النائم ال هو الذوق األدبي وعقالنية الصورة

ن الخ وع م ذا الن ل وه ع العق سجم م ع وال ين ى مرج ستند إل د ي ال يع ي

شار ، وسعيا وراء السراب ضربا من الوهم أ ب اد خط ولذلك أدرك النق

: تخيل للوصل رقابا وللبين رجال تلبس نعال وهو يقول حين


74

وقدت لرجل البين نعلين رقاب الوصل أسياف هجرها وجذت

)38(من خدي

)2( مفاتيح صناعة الكتابة

صنعة أو ذه ال اتيح ه د مف واد تع ك الم ة وتل لكل صنعة موادها الولي

.تلك

ى سه إل شاعره وأحاسي ب م ل الكات دفها أن ينق ة ه نعة الكتاي وص

.اآلخر بصورة مؤثرة حيث يشارآه ذلك اآلخر رؤيته وانفعاالته

ابي ا أو مصادفة على أن التوفيق في الخطاب الكت أتي اعتباط ال ي

ة سعى ود صادقة وإرادة جازم ا ألصول وقواعد وجه وإنما يأتي وفق

.الكاتب المتالآها ردحا من الزمن

ا ولذا وجب على آل مريد للكتابة أن يكرس جهده لإلحاطة بمواده

ا ى مفاتيحه رف عل ة وأن يتع اتيح , األولي ك المف ة تل ف , وطبيع وآي

.لق منها تلك الصور الموحية والمؤثرة في آن تتماهى فيما بينها وتتخ

ة بمعنى أن ة آني ثم إن العالقة بين هذه المواد والكاتب ليست عالق

ذلك ينبغي شاء عمل أدبي ل ا أراد إن واد آلم ذه الم الكاتب يستحضر ه

ة واد صناعة الكتاب درس م ن أن ي على الكاتب وقبل أن يمارس هذا الف

حتى يشعر أنها قد ترسخت في , احدة دراسة تفصيلية وشاملة ولمرة و

ره سيج تفكي ي ن ة ف ة فعال ا حي ه وأصبحت خالي ه وامتزجت بكيان ذهن


75

ي ) 39( لوآيات ه دمات وس ة لمق ة طبيعي ة نتيج تكون الكتاب ذ س عندئ

ى . أسبق من الكتابة ومن هذا المنطلق سوف نشير إشارات موجزة إل

ى أن واد عل ذه الم ن ه ب م ه الكات م ب ي أن يل ا ينبغ يات م ذه األساس ه

واد في مصادرها والتعمق ك الم ى تل داخل للتعرف عل ليست سوى م

ادة ا إف فيها بالقدر الذي يمكن الكاتب من هضم تلك المواد واإلفادة منه

.تمكنه من اآتساب فن الكتابة وممارستها في ميادين متعددة

ا وأما ما هي تلك المواد وآيف يتعرف عليها الكاتب وآيف يوظفه

ما سنوضحه في تب في اآتساب فن الكتابة اإلبداعية وتجلياته فهذا الكا

.خطوات البحث اآلتية

:الحروف: أوال

واد صناعة ى من م ادة األول ا الم والحديث عن الحروف باعتباره

:الكتابة يقتضي الحديث عن

.معاني الحروف .1

.مخارج الحروف .2

أثر الحرف في فصاحة اللفظ المفرد .3

:معاني الحروف •

فيره وحده : ريفها تع ه وش ن منظور حرف آل شيء طرف قال اب

ـلى حرف (ومنه قوله تعالى ) 40( ـبد اهللا عـ ـن يعـ ـناس مـ ـن الـ )وم

ذي هو ) 41( ه وال ثابت آال ر واسط في ه غي ق في دين ه قل وتأويله أن


76

د رف ح ا ألن الح م حروف روف المعج ميت ح ل وس رف الجب ى ح عل

ان, منقطع الصوت ا حروف المع ي أم أتي ف ا ت ا ألنه سميت حروف ي ف

ولذلك , الغالب قبل الكلمة أو بعدها فصارت آالحدود بالنسبة للكلمات

ان ه آ قالوا لمسيل الماء الحرف ؛ ألنه انحرف فسال عنه الماء ولو أن

ول , معتدال لبقي الماء ثابتا في قعره ا يق وهذا الطريق من االشتقاق آم

زا رضيا إنما يحذق حقيقتها : (ابن جني ) من آان سبطا مرتضا ال آ

ة ) 42( ة وثقاف ن , أي الناضج موهب ضاعة م ل الب دئ قلي يس المبت ول

م ات , العل روف أو الكلم ا الح اني بأنه روف المع اء ح رف العلم ويع

رادي اه االنف الدالة على معنى في غيرها أي أن داللة الحرف على معن

ك المتع ان ذل ه سواء أآ ق اسما أو فعال متوقفة على ذآر متعلق ) 43(ل

داء أو التبعيض ) من(فالحرف , آاالسم والفعل د االبت والحرف , يفي

. يفيد االستعالء ) على(والحرف , يفيد االنتهاء ) إلى(

بيد أن إفادة هذه الحروف تلك المعاني ال تبدو بارزة من الحرف

ى , وإنما من سياق جمله , نفسه ل إل رأي وهذا ما يجعلنا نميل آل المي ال

.أو التعريف األول فالمعاني بسياقاتها

ي ى ف ى معن دل عل ى ي احثين أن حرف المعن د رأى بعض الب وق

ة اجم اللغوي اني والمع ب المع ي آت روف ف اني الح ع مع سه وبتتب نف

ع حروف شمل جمي وجدناهم يذآرون للحرف أآثر من سبعين معنى ت


77

ة ردة والمرآب اني المف ن , المع ق وم سيم الالح ا للتق ك وفق رز تل أب

:المعاني

, والنفي , واإللصاق, والتبعيض, والتصور, والتصديق, االستفهام

ي ف, والنه صاحبة, والعط اوزة, والم شرط, والمج سلب, وال , وال

والتعقيب , والترتيب , والتأنيث, والقسم, والتمني, والتوآيد, واالستثناء

ل , سير , و التعلي ك , والتف و, والتملي تعال, دوالجح , ء واالس

..الخ......والقصر , والظرفية , واإلباحة , والظرفية , واالستعانة

:بـنـيـتــها • :تنقسم حروف المعاني من حيث بنيتها أو صيغتها إلى قسمين

.الحروف المفردة: األول

.الحروف المرآبة: الثاني

ردة الحروف المف روف : ف ي الح ةه ن األحادي ألف م ي تت أي الت

:الثة عشر حرفا هيحرف واحد وعددها ث

يم الم والم الهمزة واأللف والياء والتاء والسين والفاء والكاف وال

والنون والهاء والواو والياء وزاد عليها المرادى حرف الشين

القي دها الم د ع اني وق روف مع ا ح ة فكله روف المرآب ا الح أم

ا سعين حرف دا وت رادى واح ا الم ين جعله ي ح ا ف انين حرف ين وثم اثن

:العلماء على تقسيمها إلى األقسام اآلتية واتفق


78

ا , أو , من : المرآب ترآيبا ثنائيا مثل .1 و , أن , إن , ي , هل , ل

.بل , لن , لم

ى , إلى : المرآبة ترآيبا ثالثيا مثل .2 ذ , عل , ليت , أن , إن , من

,بلى

,مهما , آأن , لوال , لعلى , لكن : المرآبة ترآيبا رباعيا مثل .3

.لكن : بة ترآيبا خماسيا مثل المرآ .4

م الصرف وجميع هذه الحروف مبنية ال تشتق وال توزن وليس لعل

ا ق به سمها , أي تعل ذلك ق ياقيا ول ا س ا داللي النحو ارتباط ل ارتبطت ب ب

:علماء النحو إلى أقسام ثالثة

.قسم مختص باالسم آحروف الجر وإن وأخواتها .1

والسين , النصب قسم مختص بالفعل آحروف الجزم وحروف .2

.وسوف

ل .3 ا مث شترك بينهم سم م ا : وق ف , م روف العط وإن , وح

)44(وأخواتها في حالة آفها عن العمل

:مخارج الحروف •

ردة سو الحروف المف ان هذا المبحث يختص ب اء أآانت حروف مب

وقد درس جهاز النطق اإلنساني ومخارج الحروف , أم حروف معان

م األصوات دراسة مسهبة في آتب اللغ رآن وعل ة وآتب علم تجويد الق

ة ة العربي م اللغ ولكننا سنشير هنا على تقسيم مخارج الحروف وفقا لعل


79

نظرا ألهمية هذا الموضوع لمن يرغبون في ممارسة الكتابة اإلبداعية

شعرية ار الكلمات ال ى اختي , حيث يستعينون بمعرفة هذه المخارج عل

ي ل آ ن الجم ا م ي مواقعه ا ف ارة أو وترتيبه سق العب ب ن ستقيم للكات ي

م ة إذا ل الجملة وتسلم من االضطراب والقلق التي تساور الجملة العربي

ا اور آلماته ا أن , تتج سناء ، آم ق الح ي عن د ف ق العق ق تناس وتتناس

ة يقى الداخلي ة الموس ى معرف ب عل ساعد الكات ارج ي ذه المخ ة ه معرف

سبة إل سيم المخارج ن ا في للنص المكتوب ويأتي تق اآن خروجه ى أم

. وذلك على النحو التالي ) 45(جهاز النطق اإلنساني

ة .1 روف الجوفي ع :الح ذي ينقط ى الجوف ال سبة إل ة ن ميت جوفي وس

م , مخرجها فيه وتسمى أيضا هوائية ؛ ألنها تنتهي بانقطاع هواء الف

دفع , وتسمى أيضا حروف المد أو الحرآات الطويلة ألن الهواء المن

رئت دود من ال ذه الم م , ين يمر دون أن يعترضه عالق فيحدث ه وه

ا ق به اء ويلح واو والي ف وال ة األل روف الثالث ذلك الح ون ب يعن

ضمة ة وال ي الفتح صيرة وه د الق روف الم ثالث أو ح ات ال الحرآ

.والكسرة

: نسبة إلى الحلق وفيه ثالثة مخارج :الحروف الحلقية .2

.أولها مخرج الهمزة والهاء وتخرجان من أقصى الحلق

ثانيها مخرج العين والحاء وتحرجان من وسط الحلق

.ثالثها مخرج الغين والخاء وتخرجان من أدني الحلق


80

ا عسرة صعبة النطق وهذه األحرف إذ , ا تجاورت في الكلمة جعلته

, فمعرفة الكاتب لهذه المعلومات تجعله يتجنب هذا النوع من الكلمات

.في النصوص اإلبداعية

ان :األحرف اللهوية .3 اف ) ك , ق( نسبة إلى اللهاة وهما حرف دأ الق ويب

من اللهاة أي من أقصى اللسان مما يلي الحلق وما يحاذيه من الحنك

.لى ويليه الكاف ويخرج من أقصى اللسان بعد مخرج القافاألع

شجرية .4 ر : الحروف ال اء غي شين والي يم وال ة أحرف الج ي ثالث وه

ل ة مث اء(المدي م أي ) ي جرة الف ى ش سبة إل جرية ن ميت ش ت وس بي

. مفرجة وهو آما يحدده سيبويه ـ وسط الحنك األعلى

حرف الضاد ويخرج نسبة إلى حافة اللسان وهي : األحرف الحافية .5

الم ) 46(من أول حافة اللسان وما يليها من األضراس ، وحرف ال

سان أي أن ى منتهى طرف الل ا إل ويخرج من حافة اللسان من أدناه

ة إذ يمكن إخراجه , مخرج الالم هو أوسع مخارج الحروف الحافي

.من آلتا حافتي اللسان وما يحاذيهما

سب : الحروف الذلقية أو الطرفية .6 ه وهي ن سان أي طرف ق الل ى ذل ة إل

وق ا ف ين م ه وب سان بين ن طرف الل رج م النون تخ راء ف ون وال الن

يال في , الثنايا ه أدخل قل ون إال أن وآذلك الراء يخرج من مخرج الن

. ظهر اللسان النحرافه إلى الالم


81

ة .7 روف النطعي م : الح ع الف ى نط سبة إل ك , ن ار الحن قف غ و س وه

ة ي ثالث ى وه ذه :األعل رج ه يبويه مخ ل س د جع ط،ت،د، وق

.الحروف ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا

لية .8 روف األس ستدقه :الح سان وم لة الل ى أس سبة إل ة : ن ي ثالث وه

راف ) ز,س ,ص ( سان وأط رف الل ين ط ا ب ة م ا متقارب ومخارجه

سفلى ن ال ا م ا قريب ا العلي رج , الثناي ذا المخ ي ه ا ف صاد أدخله وال

صفيرية والسين أوسط ضا األصوات ال سمى أي دها وت زاي أبع ها وال

.أو أصوات الصفير

, نسبة على اللثة وهي ما حول األسنان من اللحم :الحروف اللثوية .9

ين ظهر ) ث , ذ,ظ : (وفيه مغارزها وهي ومخارجها متقاربة ما ب

.اللسان مما يلي رأسه وبين رأس الثنيتين العليين

ب ,ف (إلى الشفة وهي ثالثة أصوات نسبة : األحرف الشفوية .10

وأضاف سيبويه الواو غير المدية وقد جعل سيبويه مخرج الفاء ) م ,

ا ا العلي سفلى وأطراف الثناي شفة ال ا , من بطن ال يم مم ومخرج الم

ومخرج الواو آذلك , بين الشفتين أيضا

شومية .11 ف : األحرف الخي صى األن و أق شوم وه ى الخي سبة إل ن

ي روف ه ذه الح ام وه ال اإلدغ ي ح شددتان ف ون الم يم والن الم

ة أو ا بغن ين إدغامهم وين ح ساآنة والتن ون ال اء والن واإلخف

)47.....(إخفائهما


82

ا ا رأين ا آم بعة عشر مخرج ا س د عشر تتوزعه اب األح ذه األلق فه

ة ة للكتاب دى األسس المعرفي د إح ارج تع ذه المخ ة ه ى أن معرف عل

. خاصة العربية عامة والكتابة اإلبداعية

:أثر األصوات في فصاحة اللفظ المفرد •

على أن تلك الدراسة الصوتية ومعرفة مخارج الحروف وصفاتها

روع ر في ف ليست دراسة عبثية بل إنها على صلة وثيقة وذي أثر آبي

رد (بدء من فصاحة المعجم , الثقافة العربية م ) اللفظ المف ومرورا بعل

ا التجويد وعلم النحو وانتهاء بعل ق منه ا يتعل م البالغة والنقد والسيما م

اء البالغة أن فصاحة د علم د أآ رد فق بنظرية الفصاحة في اللفظ المف

إذ ) 48(اللفظ المفرد ترجع إلى تأليفه من أصوات متباعدة المخارج

ان أسلس في نطق الكلمات أليف آ , أنه آلما تباعدت الحروف في الت

ا وآلما تقاربت مخارج الحروف آانت ر تكلف , أعسر في النطق وأآث

. أضف إلى ذلك أن الكتابة إنما نشأت عن أشكال الحروف وأصواتها

وتتوقف فصاحة الكلمة على آيفية تجمع الحروف فيها؛ حيث ينشا

.وتنشأ الموسيقى واالنفعال , وتنشأ الصورة , عن هذا التجمع الخط

دث ا تتح ة ، إنم صاحة الكلم ن ف دثنا ع ا تح وات وإذا م ن أص ع

ة ا متقارب م حروف ان أن نرس ه باإلمك كالها ألن ن أش روف ال ع الح

ة د الكلم صعوبة تفق ا إال ب تلفظ به ا أو ال ستطيع نطقه ارج وال ن المخ

اء ب اله ستطيع أن نكت ثال ن الي فم ا االنفع يقاها وأثره ا وموس داللته


83

ذا ولكن , ) 49) (الهعخع (والعين والخاء والعين في جوار بعضها هك

ى الك ا إضافة إل ة نطقه يقاها وسالس الي وموس ا االنفع دت أثره ة فق لم

دت ا فق اجم ؛ أي أنه ي المع ا ف ا وتنقيب ا بحث اج من ي تحت ة الت الدالل

: فالفصاحة في أبسط تعريف لها هي . فصاحتها

ة ف والغراب د والتكل ن التعقي ات م وص الكلم ان وخل ور والبي الظه

صرف اس ال ة القي ص , يومخالف ة الف ا فعالم ة آم صف الكلم احة أن تت

يوصف بها الكالم والمتكلم

: الموسيقى واإليقاع •

وإذا آانت فصاحة الكلمة من األسس المعرفية للكتابة اإلبداعية فإن

ذي يقيا أو جزء من المقطع الموسيقى ال ا موس الكلمة قد تكون مقطع

اتيح ص ناعة يكون الجملة شعرا أو نثرا ولذا فإن الموسيقى تعد أحد مف

م وجب أن , الكتابة وأسسها المعرفية لمن يريد احتراف الكتابة ومن ث

داع ات اإلب ى مكون رف عل ه أن يتع دع علي ب المب ى الكات وه إل نن

ثال الموسيقي في الشعر وعناصر اإليقاع في الكتابة النثرية فيتعرف م

ور ل البح ون تفاعي ي تك ل الت اد والفواص باب واألوت رف , األس ويع

ل دود آ شعرية ح ة ال ي الجمل ة ف ور , تفعيل ن بح ر م ل بح وأوزان آ

وآذلك القافية التي تعد أحد أرآان الموسيقى الخارجية , الشعر الخليلي

شعر ه آتب العروض وموسيقى ال ك آل شعري ومحل ذل في النص ال

يل , ك التفاص ن تل ديث ع دود الح ث المح ذا البح ل ه ) 50(وال يتحم


84

ي الك اع ف ا عناصر اإليق ة أم م آامل ا عل ة فمرجعه ة النثري ة األدبي تاب

البديع وما يشتمل عليه من مباحث آالسجع والجناس والطباق والمقابلة

شاآلة ة ، والم ة والتوري رار والموازن سيم , والمزواجة , والتك , والتق

) . 51(وغيرها من أنواع البديع , والمبالغة , والترصيع ، واالزدواج

تها وهذه المباحث في متناول اليد ا وممارس لمن أراد التعرف عليه

د ا ال يع ك المصطلحات وحفظه ة تل د أن معرف ة بي ه اإلبداعي ي آتابت ف

شعر صوص ال ن ن ددة م اذج متع ة ونم ظ أمثل م يحف ا ل داعيا م ا إب آاتب

ي داع األدب ن اإلب وع م ذا الن حابها ه ارس أص ي م ر الت ي , والنث وف

ش خاصة -عر العربي القرآن الكريم آثير من هذه النصوص ، وفي ال

ام ي تم عر أب سنات -ش ذه المح اذج له ائل , نم ب ورس ذلك خط وآ

احظ ده آالج ا بع ي وم صر العباس ي الع دعين ف ن الع, المب د ، واب مي

شندى ا والقاضي الفاضل والقلق ذا وم ي ه اذا يعن ائل م سأل س د ي ، وق

صناع , عالقته بالكتابة اإلبداعية سبة ل ر بالن ه يعني الكثي ة والجواب أن

ة , الكتابة ردة ومرآب يعني معاني آثيرة لعل أهمها ، معرفة الكلمة مف

ذلك , معرفة عميقة عمق الموسيقى والسيما الموسيقى الداخلية يعني آ

ذه النصوص ل ه اإلطراب والمتعة التي يفيدها المتلقي عند سماعه لمث

دها ة تقلي صوص ومحاول ذه الن أثر به ذلك الت ي آ ة ويعن اإلبداعي

ة ومحاآات ي بداي ب ف ضع الكات ر ي و أم ا وه ى منواله سج عل ا والن ه

.الطريق


85

: صفات الكلمة مفتاح صناعة الكتابة •

ة في آل آلمة في الكتابة اإلبداعية تثير صوتا وصورة ؛ ألن الكلم

ا سهولة نطقه ريح األول ل تكلم والمخاطب ، ت ريح الم اإلبداع الكتابي ت

ة على جهاز النطق البشري ، وتريح الثاني تقبالها ، وعذوب سهولة اس ل

ريح أنها أن ت إيقاعها على جهاز االستقبال البشري والكلمة التي من ش

ضا جهاز اإلرسال وجهاز االستقبال ظاهرا آلمة إبداعية ألنها تريح أي

ة في الذوق اإلنساني باطنا وألنها تشرك حواسه آلها الظاهرة والباطن

ة , عملية الكتابة سيرة سر صنا لذلك آانت الكتاب م م اة ومن ث عة الحي

.سر وسرور

ه إال إذا صاحب سبة ل ذلك بالن ة آ وال يتأتى لكاتب أن تكون الكتاب

ة ة معرف ا المعجمي رارها وداللته رف أس ردة ، فع ة مف ة الكلم عميق

تخدامها ه اس سر ل املة تي ات , وش شرات الكلم ين ع ن ب ا م واختياره

امال وعرف من وتابعها ترآيبا و , المترادفة أو المشابهة بناء أدبيا متك

ة رز صفات الكلم سيرة أب ك الم ا , عرف سهولتها , خالل تل , ورقته

ا ا , وطرافته ا , ودقته دتها , وإيحائيته بحيث تكون , وشاعريتها , وفائ

صالحة لالستخدام األدبي ووسيلة اتصال وتأثير بين المرسل والمتلقي

ى إآساب وفي متناول صناع الكلمة والجملة ، وي , ساعد عل مكن أن ي

ة , الجملة الصفات السابقة التأمل الذآي المخلص العميق ألسرار اللغ

سان , العربية اة إن ببا في صناعة حي ة س ومن ثم يمكن أن تكون الكلم


86

ه ب حيات ن جوان ب م ي جان ل , ف تخدامها األمث سن اس ا , إذا أح وفق

ا والكلمة بتلك الصفات هي الصو , للصفات السابقة رة التي نبحث عنه

اس سهلة , في آل عمل أدبي نقدمه للن ة ال نهم ، إذ أن الكلم اه م أو نتلق

تضع نفسها في خدمة الكاتب وتنقل مشاعره إلى اآلخرين وبذلك تحقق

ة , اإلفادة وتكتسب صفتي االستعمال والشاعرية وإذا آان صناع الكتاب

در يلجأون إلى الكلمات المستعملة إنما يفعلون ذلك أل ن هذه الكلمات أق

ة , على أن تحمل آالمهم من جهة وتحمل إليهم هموم اآلخرين من جه

.أخرى

ى شعر األغن شاعرية صفة ال شاعرية إذ ال سب صفة ال ذلك تكت وب

.وأعماق اآلخر , أعماق الذات , المتصل باألعماق , بالمشاعر

شاعر الفياضة ذه الم م إن ه ر , ث ذات واآلخ اق ال صال بأعم واالت

دعون من صناع ه المب سعى إلي ا ي ة م يمنحان الكلمة بعدا آخر هو غاي

م ترسمها الكلمات , وهو البعد اإليحائي , الكلمة , فترمز إلى صور ل

دها , وتهمس بألحان لم توقعها األصوات ردة بيع ة المف ذه هي الكلم ه

ائي صيح واإليح وم , الف روء والمفه دلول , المق دال والم ك , ال وآل ذل

. سياق الكتابة اإلبداعية القاتمة على أسس معرفية محكمة في

: بالغة الجملة وصناعة الكتابة •

ر , البالغة هي مقياس التعبير أو مقياس التوفيق في التعبير والتعبي

شفا عن د آ هو صورة االنفعال اإلنساني ومنتجه المعنوي فالبالغة تع


87

ه , الذوق اإلنساني ارة ل ة و , وإث ومن , صقال لمواهب الكاتب وتربي

درس البالغي ا في ال را مهم ل , هنا تكون التربية الجمالية والفنية أم ب

. هي الغرض األساسي من هذا الدرس

وحي ر عن معنى ي أما الجملة فتنشأ من آلمات تجمع بصورة تعب

اء األسلوب , موقفا ة بن ذا ) 52(بل هي الخطوة األولى في عملي إن ه

ف الم صورة التعري ي ب ل األدب ان العم ى أرآ شير إل ة ي سط للجمل ب

:مصغرة حيث يومئ إلى

شكل المتضمن مجمل الصورة اللفظية التي تجسد األسلوب أو ال

ا ات وم شمل األصوات والكلم اهرة إذ ت ة الظ ناعة الكتاب عناصر ص

شأ , ينشأ عنهما من دالالت وإيقاع موسيقى ا ين آما تشمل الجمل وم

ة وإذا , ت وصيغ نحوية عنها من دالال ة ومحسنات بديع وأشكال بياني

شكل الخارجي للعمل األدبي لوبيين إن ال اد واألس آنا نقول بقول النق

دخل ذا المعنى ي شكل به إن ال يصور عالما داخليا أي انفعاال شعوريا ف

: في إطار عناصر المضمون وهي

ة ى , العاطف ارة ، إذ إن , والمعن ف واإلث ر والموق ذه العناص ه

ذلك نتجه شكل التصويري ل ر ال درك بغي ة ال ت المضمونية خفية باطني

ذا البحث في صناعة ة((في ه ن الكتاب ى )) ف ة إل من األسس المعرفي

الصور التعبيرية والتجليات اإلبداعية ألن تلك الصور والتجليات تفتح

ر لنا نافذة إللى إدراك ما خلفها من انفعاالت ومعان وهذا اإلد راك يثي


88

ة . ويوحي له باتخاذ موقف , عند المتلقي المشارآة إذن فترآيب الجمل

ة ة اإلبداعي ناعة الكتاب اس ص و أس نص , ه سبة لل ة بالن فالجمل

.اإلبداعي تمثل الجذع بالنسبة للشجرة

شجرة وغصونها روع ال ة ف ه آاف رع من شجرة تتف وإذا آان جذع ال

ألدبي تتفرع منها جميع فروع النص فإن الجملة تشكل أساسا للنص ا

يقى , ى والموس صورة والمعن صوت وال ن ال ارة , م أثير واإلث والت

االت ي , واالنفع سياق ينبغ ي ال ه وف نص وتجليات ات ال ائر مكون وس

ة(لطالب ن الكتاب ة وعناصر ) ف أنواع الجمل االسمية والفعلي م ب أن يل

راض شائية وأغ ة واإلن ل الخبري ذلك الجم ا وآ ة و بناته ل جمل آ

. )53(البالغة انه آتب النحو وآتبومرجعية ذلك ومض

ا شر إليهم م ت بيد أن هناك رآنين أساسيين تتكون منهما الجملة األدبية ل

ح شكل واض ة ب ب البالغ شكل , آت سمى ال ت م درجان تح ا ين وإن آان

: والمضمون في النقد العربي وهما

))الشكل((الدال الذي تتحدث به الجملة .1

)). المضمون((ول الذي تتحدث عنه الجملة المدل .2

ا سكون في الموسيقى فمنهم وهذان الرآنان في الكتابة مثل الحرآة وال

سكون ؛ أي تنشأ آل أنواع الكتابة آما تنشأ أنواع الموسيقى عن الحرآة وال

ين , أن هناك شكال يعبر به ومضمونا يعبر عنه ة الكاتب أن يوافق ب ومهم

ا وم, هذين الرآنين د مصدرا أساس د األدبي التي تع ك آتب النق ة ذل رجعي

.لإلبداع األدبي شعره ونثره


89

ة النحو وقد نظر العلماء إلى بناء الجملة من زوايا مختلفة أبرزها زاوي

ب ستوعب الكات ان أن ي ة بمك ن األهمي ه م ذلك فإن اني ول م المع ة عل وزاوي

اء هاتين الزاويتين فبناء الجملة ليس هو الهدف المقص ا المقصود بن ود إنم

تكلم من , واستنتاج المعنى , الداللة د الم وهذا إنما يحصل بمعرفة ماذا يري

وي دث اللغ وي والح ام النح ين النظ ة ب اء اللغ رق علم ذلك يف الم ول , الك

ا ه وم سند إلي سند وم ا ترآبت من م ة هي م فالنظام النحوي يرى أن الجمل

) .54( وقد يستغنيعنها سواهما زيادة أو فضلة قد تكون ضرورية

إن ام النحوي ف ه النظ ق من ذي ينطل ال ال ه المج وي فأن ا الحدث اللغ أم

ة أو د تكون هي الغاي ا ق الفضالت وإن آانت مبنية على رآني الجملة لكنه

ا وال وزن ة له ضلة ال قيم ك الف القصد من الكالم ولذلك فإن الجملة بدون تل

: األول قول الشاعر , ن ولتثبيت هذا المعنى نورد هذين المثالي

إنما الميت ميت األحياء ليس من مات فاستراح بميت

آاسـفا باله قـليل الرجاء إنما المـيـت من يعيش آئيبا

ا (لو أمعنا النظر في البيت وتدبرنا قوله ) إنما الميت من يعيش آئيب

ر ا الميت إ(وسألنا ما القيمة الداللية للجملة المكونة من المبتدأ والخب نم

اقض ) من يعيش ا التن دو فيه ل يب اء ب ة البن ـير مكتمل ة غ دنا الجمل لوج

ال ضلة أو الح ا(واضحا إذن فالف ة ) آئيب اء الجمل ت بن ي أآمل ي الت ه

ال ذه الح ة ؛ ألن ه ون جمل ا أن تك ستحق معه ة ت ة آالمي ا قيم وأعطته

.ولذلك لم يستقم المعنى إال بذآرها , هي الغاية من الكالم

: ثال الثانيالم


90

ين : ((قوله تعالى ا العب )) وما خلقنا السموات واألرض وما بينهم

ذه ) 56( ا في ه إن العنصرين األساسيين مسوقان من أجل نفي خلقهم

ة ة المعين ين((الحال ا )) العب ة أيم ال اختلت الجمل ذه الح وإذا حذفت ه

ل اختالل في معناها رغم اآتمال عناصرها األصلية من الفعل والفاع

ضلة ) 57( ف الف ي تعري ا ف ويين دقيق ر النح اء تعبي ذلك ج ول . ول يق

ه :( الصبان في شرحه على األشموني ستغنى الكالم عن ا ي الفضلة م

)ال من حيث آونه حدث لغوي) 58(من حيث هو آالم نحوي

وإذا نظرنا إلى الجملة من زاوية الغرض الذي تساق من أجله فإننا

ن ر م وع آ خ ى ن نتعرف عل سامها ، س ة وأق ل الخبري ل ، الجم الجم

ى نتعرف عل ة وس ر الطلبي ة وغي اليبها الطلبي شائية وأس ة اإلن والجمل

ة أن القيم ن ش ع م ي ترف ية آ د أساس ر تع ي التعبي رق ف اليب وط أس

: اإلبداعية للكتابة األدبية ومن تلك األساليب

صر لوب الق أخير , أس ديم والت لوب التق از , و أس لوب اإليج وأس

وأشباهها من األساليب التي ال , وأسلوب الفصل والوصل , إلطناب وا

ى مصاف نعفي الكاتب من معرفتها وممارسة الكتابة بها آي يرقى إل

دعين اب المب ة , الكت ة وخاص ب البالغ بق آت ا س ك آم ضان ذل وم

.مباحث علم المعاني

فن الكتابة وبناء النص

Documents

Transcript of فن الكتابة وبناء النص