لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

13

Click here to load reader

Transcript of لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

Page 1: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

1

*و ال ميني يف الكفايات ال يسار برينود ليب يف جامع وارزامن :تعريب

فرنســا،علــى ســبيل املثــال ( عديــد مــن البلــدان األوربيــة و يف الكيبــك، و الربازيــل،يف بنـاء و تنفيـذ مقـررات و من التعليم األساسي، مت و يتم ابتداء ) بلجيكا أسبانيا، الربتغال،

:هيهذه اإلصالحات املتعلقة باملناهج الدراسية . موجهة حنو الكفاياتبرامج مدرسية يف الغالب قرارات تتخذها أو تتحمل مسؤوليتها حكومـات أو برملانـات مـن الـيمني أو مـن -

الوسط اليمني؛ الدويل؛ البنك أو OCDEمن منظمات عاملية مثل و املساندة الدعم جتدهي إصالحات - فيهـــا مقولـــة الكفايـــة تفـــرض نفســـها يف جمـــال حلظـــة أصـــبحتوليـــدة إصـــالحات هـــي -

اســتحقاق مــربرة التضــامنات، مفككــة األهليــة، مــن ســالليم ها مزحيــة مــا ســبق الشــركات، .األجرةالقـول، يـدفع إىل اجلديـدة، وملة و اللربالية يف سياق العاملية و الع تقع هذه اإلصالحات أن

حنــو و املقــررات املدرســية املوجهــةالــربامجهــذه بــأن اليســاريني، خاصــة عنــد فئــة مــن وهــذا الطبقــات املهيمنــة و القــوى احملافظــة الــيت تــدير شــؤون الكفايــات هــو أمــر مــن اخــرتاع

و املطالبــة املعــارف ةمــ و تأكيــد قيمواجهتــه،و بالنتيجــة يلــزم اســتنكار األمــر و .الكوكــب

Page 2: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

2

الـدفاع عـن املعـارف موقـف :التـايل و ميكن إمجال األمر علـى النحـو .بإعادة االعتبار إليها .مييين الدعوة إىل برامج موجهة حنو الكفايات موقف يساري،

حتديـد و ، ختفيه هذه املناهج اجلديدة كشف القناع عما نه من املالئم أال أحد جيادل يف ولكـن يلـزم التعامـل بنـوع مـن احلـذر مـع مثـل .اليت جتين فوائـده و منافعـه ية جتماعالطبقة ا ال

الـذين يسـامهون باخلصـوص، املدرسـني و ، و املثقفني الباحثني،فكل .اجلاهزةاألحكام هذه نـوع مـن التـوازن بإجيـاد ملزمـون ، أولئك مجيع الرتبوية، املنظومات تشهدهايف التحوالت اليت

.املبادراترهاب يشل بني سذاجة ال تغتفر و بني يتـواله املؤرخـون بعـد ف اإلصـالحات اليت ترتتب عن مثـل هـذه أمر النتائج و العواقب أما

كانت املقررات املوجهـة حنـو الكفايـات تراجعـا فيكشفون هل سنة،مضي ثالثني أو مخسني علـى خـالف ذلـك األمـر أن أم اجملتمعـات، عميقا يف حترر األشخاص و يف تنمية دميقراطيـة

مـن :الصـواب علـى جـادة كـان نيفـريق الأي يف أمـر و بـذلك حيسـمون . و نفع عمـيم قدمتهو .ناصرهاقاوم هذه اإلصالحات أم من

نحن مضـطرون الختـاذ فـ و مـع ذلـك املسـافة، أما حنـن اليـوم فلـيس بوسـعنا اختـاذ هـذه يكـون مـن قـد و.لذي نناصـره ا موقف دون أن نعلم على وجه الدقة ما الذي نعارضه و ما

موقــف احلــذرأن هــذا يبــدو و.الصــمت و التــزام االخنــراط، و عــدم احلــذر االنتظــار،اب بــ

Page 3: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

3

غـــري أن التـــاريخ ال يصـــنعه أولئـــك الـــذين ينتظـــرون هنايـــة التـــاريخ الختـــاذ املوقـــف ،ســـليم .املناسب

نـوي أن أتقـدم أ و لكـين تعقيدها، أن أحيط باملسالة يف احليز، لضيق قادر،ال أزعم أنين :أفكاربثالث .للثانية إذ األوىل أساس الكفايات،ال تعارض بني املعارف و -1األمــــر يتعلــــق بطبيعــــة الكفايــــات املســــتهدفة يف التعلــــيم األساســــي و عالقاهتــــا -2

.االجتماعيةباملمارسات

ــاه أوقيمــة منــهاج ال تتحــدد يف املقــام األول -3 علــى أرض الواقــع حتــى بتطبيقــه بنواي . و هذا التطبيقالنوايا تلك املستفيدين منمني و إمنا حبجم و نسبة املتعل، فحسب

صحيح أن هذه األفكار الثالث وحدها غري كافية جلعلنا نقـرر مـا إذا كنـا سنسـاند أو ولكنــها قــد تســاعدنا علــى األساســي،نعــارض الــربامج املوجهــة حنــو الكفايــات يف التعلــيم

.بعيدا عن التبسيط و االختزالاالستدالل I- حمل املعارف الكفايات ال حتل

حلسـاب " تضـحي باملعـارف " كثريا ما نسمع من يقول إن الربامج املوجهة حنـو الكفايـات أمـا صـحته فقائمـة علـى اعتبـار أن .صـحيح صحيح و غري يف حقيقته األمرو . الكفايات

هـي تنمية الكفايات تتطلب مزيدا من الوقـت للعمـل داخـل الفصـل، لتـوفريه تكـون النتيجـة

Page 4: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

4

و هـذا مكمـن صـعوبة االختيـار .للتـدريس زمين املخصـص للمعـارف املعـدة احليز الـ تقليصالسـتثمار دون أي اعتبـار إلعـداد املـتعلمني موسوعي، احملافظة على برامج ذات طابع ،بني

ما تقدمه هذه الربامج من معارف يف جمـاالت أخـرى تتجـاوز الفـوز يف و توسيل و استعمال ختصـيص مزيـد مـن الوقـت لتمـرين هبدفعارف تدريس نسبة أقل من امل وبني االمتحانات؛

اختـاذ مشـكالت و قضـايا و تعبئة هـذه املعـارف و جتنيـدها و ترحيلـها حلـل املتعلمني على .مشاريعقرارات و قيادة

ــتحكم يف ــى ال ــدرة عل ــة شــيئا آخــر غــري الق ــن الوضــعي ليســت الكفاي ــة م ــة معين ات فئكـل ذلـك ليتحقـق . جل إجناز فعل حمكم ريورات املعقدة، أل املتقاربة، و يف جمموعة من الس

:يلزم توفر شرطني قيم؛ و مواقف، و معلومات، و قدرات، و ومعارف، مالئمة،امتالك موارد معرفية -ــة - ــتمكن مــن تعبئ ــات وهــذه ال ــآزر، يف الوقــت املكون ــها تت ــذكاء و املناســب،جعل ب .فعالية

روف أو علـة اسـتعماهلا إذا كانت التقليد املوسوعي يـراكم املعـارف دون أي اهتمـام بظـ وسـائل أوهلما اعتبـار املعـارف :مبدأين فإن املقاربة بالكفايات تقوم على املتعلمني،من قبل .تعلم املعارف أمر قابل ليكون موضوع و توسيل هذه، و ثانيهما أن استعمالللعمل

Page 5: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

5

و ال يــدلفيــه، للعمــل أمــر ال عيــب و ال ابتــذال و وســائلن تكــون املعــارف أدوات أفاجلنس البشـري هـو جـنس عامـل و منشـغل .بالضرورة على نزعة منفعية مبعناها القدحي

اإلهليـات و لقـد كانـت الفلسـفة و .و فعليـا بفهم الكون من أجـل الـتحكم فيـه حتكمـا رمزيـا ــة و ــم الفلـــكاهلندسـ ــور علـ ــة، يف العصـ ــديات القدميـ ــتجابة لتحـ ــا اسـ ــة و يف جوهرهـ نفعيـ

األساسـي، فيـه البحـث املعاصرة مبا من العلوم كبري جزءويصدق األمر نفسه على .ذرائعية و االقتصادية أو ة و السيكولوجي ة و الكيميائي ةريورات الفيزيائي إذ هتدف إىل التحكم يف الس

مـن تـاريخ مل تكن املعارف يف أي فرتة .االجتماعية اليت ترتبط هبا حياتنا على هذا الكوكب ذلـك أهنـم يبـذلون :احلياة العادية للناس ذاته على ويصدق احلكم ". معارف جمانية "البشرية

كانــت أو طبيعيــة الظــواهر، علــى و يســيطروناجلهــد ليتعلمــوا كيــف يتوقعــون و يقــودون علمـا بـأن .مبـا خيـدم مصـاحلهم و حيقـق منـافعهم طبيعيـة، وحتـى فـوق سيكوسوسيولوجية

و ، و احلـب ،لسـعادة فا. فحسبمادية اقتصادية أو و تلك املصاحل ليست دوما هذه املنافع الــيت نعمــل بــالطرق و الصــيغ هــي كــذلك أمــور تتعلــق ، و التــوازن العقلــي، و املتعــة،الصــحة

.هبا وليس مـن املعقـول وسائل إلجناز األفعال، أدوات املعارف تتخذوعليه فليس مشينا أن

،ثقـايف بشري بعـد ففي كل فعل .وحده بعده التطبيقي البشري يف يف شيء أن خيتزل الفعل و ، و رياضـي ، و صـحي ، و ديـين ، و مجعـوي ، و فـين ، و نقـابي ،و سياسـي تربوي، و آخر

Page 6: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

6

و ســيكون بامتيــاز،الفعــل اإلنســاني ذلــك ،الشــغلدون أن ننســى . و إنســاني، اخل،علمــيفالشغل هو الوسـيلة الـيت يطورهـا ."استغالل رأمسايل " موضوع ه بسبب كون خمادعة احتقاره

ربط الـ و بإجيـاز، فـإن . الطبيعة و إنتاج ما هـو يف حاجـة إليـه الكائن البشري للسيطرة على و وحـدهم اجلمـاعي، الفعـل و الشـغل أمـر مـن صـميم الوجـود الفـردي و بني املعارف و بني

مـع أنـه هـو مـا جيعـل الـربط، السـماح ألنفسـهم باحتقـار هـذا فاقـدو الـوعي ميكنـهم املرتفون .ممكنةحياهتم

انتصارات "فال جدال أن املعارف هي : البداهة االرتباط هبذه املقاربة بالكفايات وثيقة علـى مبـدى إمكانيتـها يف إضـفاء املعنـى قيمتها احلقيقيـة تتحـدد أن غري ،"اإلنسانيةحققتها

إن . قيــادة الفعــل وهدايــة املمارســة وســيلة لالعــامل، و مبــدى صــالحيتها لتكــون أداة و اهــذإن ترحيل و تعبئة .القابلة لذلك األمور تعلمه كباقي أمر يتم و احلالة هذه، ،توسيل املعارف

ده علــى قارعــة الطريــق و بــدون و إجيــاد التــآزر بــني املكتســبات ، كــل ذ لــك لــيس أمــرا جنــ قد حيصل أحدهم على حاسوب و لكنه ال ليس قادرا بعد على استعماله و كذلك .جهد

الـرغم اقـف أو قـيم، فعلـى شأن مواردنا العقلية معارف كانت أو قدرات أو معلومـات أو مو . لالشتغالجاهزيتها ذلك ليس وحده ضامن من أهنا تسكن أدمغتنا فإن

ــتم تعلمــه يف املدرســة وهــذا، و يصــح ذلــك أن التقليــد ، بكيفيــة خاصــة، علــى مــا يأو علـى األقـل ( املعـارف املسـتوعبة علـى اسـرتجاع اهتمامـه و يركـز املدرسي يويل عنايته

Page 7: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

7

الشـفوية، يف الصيغ املتداولة لالمتحانـات و االختبـارات الكتابيـة أو ) الذاكرة يف تلك املخزنة أشـكال إن . دون أن يكرتث كثريا بتعبئة و جتنيد ما يتم تعلمـه يف صـورة أفعـال و إجنـازات

املدرسـة ف التقييم املدرسي و إن اختلفت و تعددت ليس من مهها قياس ترحيـل املعـارف، هــذا الوضــع هــو مــا تســعى الــربامج املوجهــة حنــو الكفايــات .ال تعمــل علــى اإلعــداد لــذلك

.ملعاجلته يعمـل علـى يلزمـه و باسـتمرار أن العقليـة، فلكي يتعلم الفـرد اسـتعمال و توسـيل مـوارده

ــول،بحــث عــن طــرح قضــايا و ال ــ و ،ذ قــراراتاختــا و حل تســيري ، وضــعيات معقــدة ريدبتإذا كانـت الغايـة هـي أن . العواقـب قيـادة سـريورات غـري مضـمونة و أحباث، أو ،مشاريع

يتمكن كـل مـتعلم مـن بنـاء كفاياتـه، فبمثـل هـذه املهـام جتـب مواجهتـه، لـيس مـن حـني حلـني .فحسب، و إمنا كل أسبوع، و كل يوم، و يف صور شتى

هـذا االهتمـام . مضافةاألخذ هبذا التوجه ال يقلل من قيمة املعارف بل ميكنها من قيمة عارف من نتائجـه، املسـامهة يف إضـفاء املعنـى علـى هـذه املعـارف، باستعمال و توسيل امل

فمن املسلم به أن كثريا من املـتعلمني . فيكون بذلك عالجا إلحدى علل اإلخفاق الدراسي و اجلـواب عـن ."صـاحلة ألي شـيء هـي " العناء يف تعلم أشياء صعبة إذا مل يفهمـوا جيدون

إن الغايـة .ال يعدو كونه اسـتخفافا مبعانـاهتم ، " ستفهم حني تكرب " بعبارة ،مثل هذا السؤال

Page 8: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

8

املدرســية و املمارســات هــي إحكــام الصــلة بــني املعــارف مــن األخــذ باملقاربــة بالكفايــات .االجتماعية

.و لكن يبقى حتديد أيها

II هناك كفايات و هناك كفايات مصــلحة نــه خيــدم لكفايــة و التــهويل مــن شــأنه بــدعوى أ بــدال مــن التصــارع حــول مفهــوم ا

هنا يف ذلــك شــأن شــأ– الشــركات احلديثــةالعلــم بــأنبدايــة، ، يكــون مــن األفيــدالشــركات، عالفعل النـاج من مصلحتها أن تكون على بينة من أمر العالقة بني املعارف و بني -املدرسة

ــا ــدرج ضــمن ســياق املنافســة و . إلحكــام عمــل م ــات ين ال جــدال يف أن االهتمــام بالكفاي أعمـق حنـو فهـم ناكونـه يـدفع تجسد يف تالسياق، هذا مزية غري أن . يةالبحث عن اإلنتاج

ما يسهل و معرفة من نايف كونه ميكن العمل، و أثناء لذكاءا طبيعة لطبيعة العمل البشري، و ســواء تعلــق األمــر ، تعبئــة املعــارف النظريــة أو املســطرية يف وضــعية مــن الوضــعيات يضــمن

و يف كنــف ثقافــة تعليمــات معينــة،ني تنفيــذ إجنــاز مهمــة معينــة، أو تنظــيم عمــل مــا، أو حــب حشــد و تعبئــة تلــك املعــارف يف مثــل تلــك حيــول دونمينــع و مــا معرفــة مــنأو مــا، معينــة

اختــزال اجملــال االقتصــادي يف االســتغالل األقصــى لقــوى العمــل ذات األهليــة . الوضــعيات الكثري، و إن كانت الرأمسالية كما وصفها ماركس ما زالت على قيـد الدنيا مل يبق من عمره اآلن فصاعدا مل تعد القوة اخلالصة و البسـيطة هـي فإنه من الكوكب،احلياة يف جزأ من هذا

Page 9: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

9

و إمنـا املعـول العليـا، اليت تضمن اإلنتاجية يف جمـال الصـناعات املعتمـدة علـى التكنولوجيـات .اجملالعليه لضمان ذلك هو ذكاء الفاعلني يف هذا

عـامل االقتصـاد حيلـم أنسيكون من السذاجة إذن مصارعة املقاربـة بالكفايـات بـدعوى فمــا .الواقــع أعقــد مــن ذلــك بكــثري.أنــاس آلــيني مــربجمني بشــكل حمكــم مطيعــة وروبوهــاتب

حتتاجه الشركات هو نوع من االستثمار الذاتي، ذلك أن التنظيم اجلديد للشغل يتطلـب مـن ــوا املســؤولية، أن يعــدوا مشــاريع، أن ينخرطــوا، أن ــد، مــن العــاملني، أن يتحمل ــة، تتزاي فئ

... وي خميلة مبدعة، و مستقلنييكونوا متعاونني، ذليست الشركات نزيهة و غري مغرضة، و ليس من باب اإلنسانية كوهنا مل تعـد تنتظـر مـن املدرسة عماال يتكيفون فورا مع منصب شـغل حمـدد و حيققـون إجنـازات يف هـذا املنصـب

ثـل هـؤالء فبسبب التطور الذي يلحق التكنلوجيا و األسواق، سـرعان مـا يصـبح م . وحدهصحيح أنه ما زال على قيد احلياة يف بعض املنـاطق املتخلفـة مـن هـذا .العمال غري منتجني

، عمـال يبيعـون قـواهم مقابـل أجـور خبسـة ، و هـم غـري مطـالبني "معذبو األرض "الكوكب ليس هـذا اجلـزء مـن اليـد العاملـة هـو الـذي يـربر جنـاح املقاربـة .بالتفكري أو اختاذ املبادرة

.يات يف عامل االقتصادبالكفاال تصـدر عـن موقـف مثـايل الشـركات على بصرية و إدراك أن على النقد إذن أن يكون

و إمنـا تشرتي الذكاء و حس املسؤولية و املشـروع الشخصـي و القـدرة علـى املبـادرة حني

Page 10: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

10

االقتصاد يطالب بكفايات مـن مسـتوى عـال ، : وهذا هو مصدر البس القائم .عن حساب له يبدو من جهة ما و كأنه يتبنى الطموحات القصـوى الـيت تسـعى إليهـا مدرسـة وهو ما جيع

.ذات النزعة اإلنسية ، مهتمة بأن توفر، لكل فرد، من الوسائل ما به يستقل يف تفكريه أي منط مـن الكائنـات البشـرية ةفحص املناهج الدراسية بدقة ملعرف يستوجب وهذا ما

ــل بــني النزعــة .ها تكوينــفتــدعي هــذه املنــاهج اســتهدا لقــد كــان مــن اليســري إجيــاد التقابو لكــن املقارنــة .االســتقاللية و النزعــة االمتثاليــة، و بــني الفكــر النقــدي و الطاعــة العميــاء

و بـني اسـتقاللية ختـدم ثقافـة " حقيقية" تصبح هشة حني يتعلق األمر بالتمييز بني استقاللية و فكـر نقـدي ملجـم ، يقصـي "حقيقي"كر نقدي الشركة ، وحني يتعلق األمر بالتمييز بني ف

.من جمال اهتمامه قيما معينة و ممارسات ماــتم يف ضــوء الســؤال تنحــاز؟ لقــد أي جانــب إىل :التــايلقــراءة املنــاهج اليــوم يلــزم أن ت

احلقــول كفايــات فاعــل يف عديــد مــن حتديــد)Perrenoud 2001 a 2001 b(حاولــت يف :التايل على النحو ،االجتماعية

و وعلمـه إتيانـه، عيـه مبـا ال يسـعه و و مـن مـوارد، ا ميلكـه ممـ يف التحقـق مهارة الفرد -1 .له يف الرتويج الوسع و كل ذلك تقييم و القدرة على ،حبقوقه وحاجياته

ــذق -2 ــة، حـ ــمن اجلماعـ ــرده أو ضـ ــرء مبفـ ــادة املـ ــوين و قيـ ــاريع، يف تكـ ــوير مشـ و تطـ .اسرتاتيجيات

Page 11: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

11

.تسقيا حتليال مواقع التدافع، و العالقات، و وضعيات،ال مهارة حتليل -3 و تقاســم مجــاعي، و املشــاركة يف فعــل تــآزر، و العمــل يف التعــاون، القــدرة علــى -4

.الزعامة . مهارة إعداد و تنشيط تنظيمات و أنساق للفعل اجلماعي من منط دميوقراطي-5 . على تدبري الصراعات و جتاوزهاة القدر-6 .يرة القواعد و توظيفها و بنائها مهارة مسا-7 . القدرة على إعداد أنظمة حتظى بالتوافق داخل ثقافات خمتلفة-8

إذا و. تصور االستقاللية على هذا النحو، بطبيعة احلال، ميكن أن يكون موضـوع نقـاش الــذين ميتلكــون مهمــا يكــن األمــر ( ال يكــرس ســلطة املهيمــنني و تصــور مقبــولافرتضــنا أنــه

، فـإن عمـال مثـل هـذا )ن هذا القبيل، و إن كانت املدرسة مل تعمل علـى تنميتـها كفايات م .ميكن أن يتخذ وسيلة إلجراء حتليل نقدي للمناهج املوجهة حنو الكفايات

و بـدال مـن أن نلغـي ، دفعـة واحـدة ، كـل .صحيح أن االستقاللية ليس الرهان الوحيد ناهج اليت تستهدف كفايات منتجة لالسـتالب ، املناهج املوجهة حنو الكفايات ، لنلغ تلك امل

ختدم مصاحل أقوياء هذا العامل و مرتفيه ، كفايات تدفع إىل التكيف مع هذا العـامل كمـا هـو يكـون فـاعال أن عوض "وكيال ذكيا "، حبثا عن موطئ قدم فيه، و رغبة يف أن يصبح الفرد

Page 12: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

12

وص ملعرفـة مـا إذا كانـت مـن لـنفحص بكـل دقـة تفاصـيل النصـ .اجتماعيا كامـل الكينونـة .أجل إعداد كائن حر أو كائن مستعبد

ــر خطــري ــه ألم ــربامج املوجهــ إن ــر بعــض ال ــد هــاهلم أم حنــو ةأن يتحــول اليســاريون، و قــدة،الكفايــات، ملــا هلــا مــن وشــائج مــع الليرباليــة ليصــبحوا حــراس املعرفــة مــن أجــل اجلدي

لطة إال عنــد أولئــك الــذين حيســنون علمــا بــأن املعرفــة ال تكــون مصــدر قــوة أو ســ .املعرفــة .استعماهلا يف داخل العالقات االجتماعية

االهتمام باملناهج احلقيقية و بالتفاوتات خيـدم إال أقليـة حتققـه ال فقد يكون املقرر رائعا يف حني أن .نصوصاليست النصوص إال

.جيلمن األفراد ضمن كل ة و النوايـا الـيت تتأسـس عليهـا املنـاهج يف معظم األنظمة الرتبوية جنـد أن غايـات املدرسـ

مـا أوال بـني حتقيقهـا، أثنـاء التفـاوت اهلائـل فيها هو ولكن موطن الضعف .كلها أمور مشرفة ، )Perrenoud 1995 (" الفعلـي املنهاج"حتدد تمن تأويال االنواي و تلك الغايات تتعرض لهو كمـا هـو احلـال دائمـا .للمـتعلمني احلقيقيـة التعلمـات التفاوت يف خاصة، ةبكيفيوثانيا و

. كيفما كانتاألهدافهم الذين يبلغون احملظوظة األوساط أطفال ،"الورثة" فإن

أي: الكفايـات خطـورة يف املقـررات املوجهـة حنـو اجلوانـب أكثر اجلانب،يكون هذا قدو إىلفــال تقــدم معــارف متينــة و حقيقيــة ملــن هــم يف أمــس احلاجــة حــني ال تفــي بوعودهــا ،

Page 13: لا يسار و لا يمين في الكفايات- تعريب جامع وارزامن

13

أم املقررات قدمية كانـت ، حني حتليل ، دوما يلزم وهلذا) . Perrenoud 2001 b (.ذلك هـو هـذا التحليـل يكـون املرجـع يف أن ، حنـو الكفايـات أوجديدة ، موجهة حنو املعارف

تتعثر تعلماهتم مهما كانـت املتعلمني الذين أولئك الوسائل املعتمدة لتنفيذ هذه الربامج لصاحل ــررات و ــداغوجيات املق ــداء .البي ــدد ابت ــذ داخــل الفصــول بع ــالتجهيزات و التالمي ، و ب

ــب و أوضــاع املدرســني ــداغوجيا تنظــيم ب، و روات ــل املدرســي يف صــيغة تســمح ببي العم التكـوين دبعدمرورا ب - للتعلم متعددة السنوات على سبيل التمثيل أسالك إقامة -فارقية

.و التطوير املهين و املصاحبة اليت تدعم ممارسة املدرسنيانســـجام يكـــون مـــن األفيـــد مطـــاردة غيـــاب بـــاملقررات،وعليـــه فعوضـــا عـــن التنديـــد

حتقيقهـا علـى أرض وسـائل و إمكانيـات تـوفر أناحلكومات الـيت تسـن هـذه املقـررات دون كيفمـا كانـت طبيعـة املنـهاج فـإن البيـداغوجيا . التفاوتـات وهي بـذلك تكـرس ، الواقع . يبقيان على رأس األولويات ) Perrenoud1999 c et d( التكويين مالتقيي و الفارقية

:املقال يف األصل باللغة الربتغالية ، وقد نشر يف * Pátio. Revista pedagogica (Porto Alegre, Brasil) n° 23, Setembro-Outubro 2002, pp. 8-11.

:املتوفرة يف املوقع اعتمدنا يف تعريبه على النسخة الفرنسية وقد http://www.unige.ch/fapse/SSE/teachers/perrenoud/php_main/php_2002/2002_12.html