النظريات الحديثة

26
ول: الأ ث ح ب م ل ا ها ت ي م ه و ا ة ي ج ار خ ل ا ارة خ" ب ل ا ة ي ه ما ة ى ب ت ا ا ، و م ن, م ز ل ا لأف ت ج ا ب ة ف ل ت ح م ة وج ا ب9ك ل ان, ذ دم، و ك ق ل اC د ن م ارة خ" ب لن, ا ا س نG الأ رف ع ات لأق ع ل ل ري ق ف لوذ ا م ع ل ا ي ه ارة خ" ب ل ن, ا و ا ه ة ي ل ع ق ف ت م ل ء ا ي ش ل ن, ا ك ل ، و اة ن ح ل ا ي ف ورات ط ت, ن م ث ح ب م ل ا ا هد ي ف ها ت ن وا ج ض ع ب ي عل وء ض ل ط ا ي ل س ن خاول ن وف س ا، و اب ز م, ن م زة ف و ت ما ل ة ي ل الدو. ة ي ج ار خ ل ا ارة خ" ب ل وم ا ه ف م ول: الأ ب ل مط ل ا اء ق ت ك الأ ة اس ن س اع ن ن ع ا ت ط ي س نا لأ ه نG ا ، ق ة ف ل ت ح م ل م ا لا ع ل ذول ا ي ف ة ي س ا ن س ل م ا ظ ي ل ا ث ف ل ت ج ا ما ه م ل ك, ج تC ي" ت, ن ا ة دول ر ال ط ض ت ا ه ع ا ن ن ن, ا لأ9 ك ل ، ذ ن, م ز ل ن, ا م ة ل وب ط زة ت ف ل و ة ل كام ورة ض ت ى ت ا د ال ة ذول ي ل ا ن م, ن ك با م ه م، و9ك ل ن, ذ ما ه كت م ت لأ ة ي ف را غ ج ل وا ة صاذب" ي ف الأ ها ف رو ظ, ن م ا غ ها، ر ن ا اج ن ت ج ادول ن, ال ا ذG ري، ا خ الأدول ن, ال ع ة ل ر ع ي ف ش عي ب, ن ع ا ت ط ي س نا لأ ه نG ا ق اسة ن س ل ة ا هد ق ي ف ج ن ى لG ا, اج نC نG ا ي فض ض خ ت ن, ن ز ا م الأ ي ض ي ف ب ما تG ع، وا ل س ل ن, ا م ة اج ت ح ن ل ما ك, ج تC ي" ت, ن ا ها ن مكا« ا ش ب لي زاذ ف كالأ ري خ ذول ا ات خ" ب مي ض ت ا ق با ه ل اذ ن ن م ثا ه بC ي" ت, ن لأ ة اذب ص" ي ف والأ ة ي ع ت ت لط ا ها ف رو ظ ها هل و ت ي لت ع ا ل س ل ا, ن م زاذ ت ت س الأ دها ن ع ج ت ص ت، عة ف ب ز م ة ف ل ك ت ن, ن ك ل ها و ج ا نC نG ع ا ت ط ي س ن و ، ا ل جدوذها ج ذا ها ج ا نC نG ع ا ت ط ي س ن لأً لأ ص ف م, ارج خ ل ا: ي ه ة ي ج ار خ ل ا ارة خ" ب ل ا وذ ب ض ف م ل ا ن, ق ذG ، ا ة ي ج ار خ ل ا ارة خ" ب ل ة ا ي ل ع وم ف ب ي س الد سا و الأ ه ا هد~ 1 ~

Transcript of النظريات الحديثة

ماهية التجارة الخارجية و المبحث األول:

أهميتها

عرف اإلنسان التجارة منذ القدم، و ك��ان ذل��ك بأوج��ه مختلف��ة ب��اختالف الزمن، و ما أتى به من تطورات في الحياة، ولكن الشيء المتفق عليه هو أن التج��ارة هي العم�ود الفق�ري للعالق�ات الدولي��ة لم�ا ت��وفره من مزاي��ا،

.وسوف نحاول تسليط الضوء على بعض جوانبها في هذا المبحث

المطلب األول: مفهوم التجارة الخارجية

مهم���ا اختلفت النظم السياس���ية في دول الع���الم المختلف���ة، فإنه���ا ال تستطيع اتب�اع سياس�ة االكتف�اء ال�ذاتي بص�ورة كامل�ة ولف�ترة طويل�ة من ال��زمن، ذل��ك ألن اتباعه��ا يض��طر الدول��ة أن تنتج ك��ل احتياجاته��ا، رغم أن ظروفها االقتصادية والجغرافية ال تمكنها من ذلك، ومهما يكن ميل أي دولة إلى تحقيق هذه السياسة فإنها ال تس��تطيع أن تعيش في عزل��ة عن ال��دول األخرى، إذ أن ال��دول ك��األفراد ليس بإمكانه��ا أن تنتج ك��ل م��ا تحتاج��ه من الس��لع، وإنم��ا يقتض��ي األم��ر أن تتخص��ص في إنت��اج الس��لع ال��تي تؤهله��ا ظروفها الطبيعية واالقتص��ادية ألن تنتجه��ا ثم تبادله��ا بف��ائض منتج��ات دول أخرى ال تستطيع إنتاجها داخ��ل ح��دودها، أو تس��تطيع إنتاجه��ا ولكن بتكلف��ة

_ مرتفعة، يصبح عندها االستيراد من الخارج مفضال

هذا ه��و األس��اس ال��ذي تق��وم علي��ه التج��ارة الخارجي��ة، إذن فالمقص��ودبالتجارة الخارجية هي:

عملية التبادل التج��اري في الس��لع والخ��دمات وغيره��ا من عناص��ر>> اإلنتاج المختلفة بين عدة دول بهدف تحقيق منافع متبادلة ألطراف التب��ادل

.>>

التج��ارة س��واء الداخلي��ة أو الخارجي��ة هي نتيج��ة لقي��اموب��الرغم من أن التخصص و تقسيم العمل، فقد جرت ع�ادة الكث�ير من االقتص�اديين ال�ذين يتعرض��ون لموض��وع التج��ارة الخارجي��ة على تأكي��د الف��وارق بينه��ا و بين

_ إلى واحد أو أكثر من الفوارق التالية :التجارة الداخلية استنادا

التجارة الداخلي��ة داخ��ل ح��دود الدول��ة الجغرافي��ة أو السياس��ية، في حين أن التجارة الخارجية على مستوى العالم.

~ 1 ~

اختالف العمل��ة المحلي��ة عن العمل��ة األجنبي��ة، فنج��د أن التج��ارة الخارجي��ة تتم بعمالت متع��ددة ولكن التج��ارة الداخلي��ة تتم بعمل��ة واح��دة

فقط.

التجارة الخارجية تتم مع نظم اقتصادية و سياسية مختلف�ة، في حين أن التجارة الداخلية في ظل نظام واحد.

وجود عقبات و موان��ع وتش��ريعات وق��وانين تنظم التج��ارة الخارجي��ة وتختلف عن تشريعات التجارة الداخلية.

من التج��ارة الخارجي��ة تتم% 90اختالف ط��رق النق��ل، حيث أن بالنقل البحري و جزء بس��يط منه��ا يتم بالنق��ل ال��بري على عكس التج��ارة

الداخلية.

اختالف ظ��روف الس��وق والعوام��ل الم��ؤثرة في��ه في حال��ة التج��ارة الخارجية، عنها في حال�ة التج�ارة الداخلي�ة من خالل طبيع�ة المس�تهلكين،

األسعار، المنافسة، األنظمة المسيرة ألسواق...الخ.

ص��عوبة انتق��ال عناص��ر اإلنت��اج في حال��ة التج��ارة الخارجي��ة مقارن��ة بالتجارة الداخلية.

.اختالف طرق و أساليب التمويل

بع��د أن تعرفن��ا على أهم الف��وارق بين التج��ارة الخارجي��ة و التج��ارةالداخلية يمكن تعريف التجارة الخارجية من زاويتين مختلفتين:

و يشمل:المعنى الضيق:

.)الصادرات و الواردات المنظورة )السلع

.)الصادرات و الواردات غير المنظورة )الخدمات

و يشمل:المعنى الواسع:

. الصادرات و الواردات المنظورة

. الصادرات و الواردات غير المنظورة

. الحركة الدولية لرؤوس األموال

. الهجرة الدولية لألفراد

"و يطلق االقتصاديون على المعنى الضيق للتج��ارة الخارجي��ة مص��طلح التجارة الدولي**ة " وعلى المعنى الواسع مصطلح " التجارة الخارجية

".

~ 2 ~

من خالل ما سبق يمكن أن ن��بين مفه��وم التج��ارة الخارجي��ة على أنه��ا :_ عبر الحدود السياسية للدول��ة، إم��ا داخل��ة إليه��ا و عملية تبادل السلع ماديا تسمى )الواردات( أو خارجة منه��ا و تس��مى )الص��ادرات(، كم��ا تأخ��ذ أيضا شكل خدمات تؤدى من رعايا دولة إلى رعاي�ا دول�ة أخ�رى، و تس�مى الخ��دمات ال��تي ت��ؤدى للغ��ير ب� )الص��ادرات غ��ير المنظ��ورة(، و تس��مى

(.الواردات غير المنظورة)الخدمات التي يتم تلقيها من الغير ب�

أهمية التجارة الخارجية المطلب الثاني:

_ في الحياة االقتصادية و االجتماعي��ة و _ مميزا تلعب التجارة الخارجية دورا السياسية إذ يمكن من خالل هذا الدور تحديد المالمح األساس��ية للدول��ة، و الجوانب و المظاهر و األشكال األساس��ية لعالقاته��ا م��ع ال��دول األخ��رى، و

يتمثل هذا الدور الهام للتجارة الخارجية في المجاالت التالية:

المجال االقتصادي:.1

تسعى التجارة الخارجية في المجال االقتصادي إلى تحقيق التالي:

لتصريف فائض اإلنتاج عن حاجة الس��وق المحلي��ة، حيث _ تعتبر منفذا يك��ون اإلنت��اج المحلي أك��بر مم��ا تس��تطيع الس��وق المحلي��ة اس��تيعابه، و

االستفادة من ذلك في تعزيز الميزانية من الصرف األجنبي.

،تساعد في الحصول على مزيد من الس��لع والخ��دمات بأق��ل تكلف��ة .نتيجة لمبدأ التخصص الدولي الذي تقوم عليه

تش��جيع الص��ادرات يس��اهم في الحص��ول على مكاس��ب في ص��ورة _ في زيادة االستثمار و بن��اء المص��انع و إنش��اء رأس مال أجنبي، يلعب دوراالبنية خاصة في الدول النامية، و بالتالي النهوض بالتنمية االقتصادية.

تعتبر مؤش��را على ق��درة ال��دول اإلنتاجي��ة و التنافس��ية في الس��وق الدولية الرتباط هذا المؤشر باإلمكانات اإلنتاجي��ة المتاح��ة، و ق��درة ال��دول على التصدير و مستويات الدخول فيها، و ك�ذلك ق�درتها على االس��تيراد و

.انعكاس ذلك كله على رصيد الدولة من العمالت األجنبية

نق���ل التكنولوجي���ا و المعلوم���ات األساس���ية ال���تي تفي���د في بن���اء االقتصاديات المتينة و تعزيز عملية التنمية الشاملة.

تحقيق التوازن في السوق الداخلية نتيجة تحقيق التوازن بين كميات .العرض و الطلب

المجال االجتماعي:.2

~ 3 ~

تسعى التجارة الخارجية في المجال االجتماعي إلى تحقيق التالي:

زيادة رفاهية األفراد عن طريق توسيع قاعدة االختيارات فيم��ا يخص .مجال االستهالك

تحقيق التغييرات الضرورية في البنية االجتماعية الناتجة عن التغي��ير في البنية االقتصادية.

إمكاني��ة الحص��ول على أفض��ل م��ا توص��لت إلي��ه العل��وم و التقني��ات .المعلوماتية و بأسعار رخيصة نسبيا

االرتق��اء ب��األذواق وتحقي��ق كاف��ة المتطلب��ات و الرغب��ات و إش��باع الحاجات.

.التأثير المتزايد للتجارة الخارجية على حياتنا اليومية

المجال السياسي:.3

تسعى التجارة الخارجية في المجال السياسي إلى تحقيق ما يلي:

تعزي��ز الب��نى األساس��ية الدفاعي��ة في ال��دول من خالل اس��تيراد أفضل و أحسن ما توصلت إليه العلوم و التكنولوجيا.

إقام��ة العالق��ات الودي��ة و عالق��ات الص��داقة م��ع ال��دول األخ��رى المتعامل معها.

العولمة السياسية التي تسعى إلزالة الحدود و تقصير المسافات، فهي تح��اول أن تجع��ل الع��الم بمثاب��ة قري��ة كوني��ة جدي��دة، و ي��ذلك تك��ون ق��د استفادت من التكنولوجيات الحديث��ة و مس��الك التج��ارة الخارجي��ة الع��ابرة

.للحدود

لنظرية النماذج الرئيسية ل المبحث الثاني:

الحديثة للتجارة الخارجية

تتكون النظرية الحديثة في التج��ارة الدولي��ة، من ثالث نم��اذج رئيس��ية وهي:

~ 4 ~

.نموذج اقتصاديات الحجم.نموذج الفجوة التكنولوجية.نموذج دورة حياة المنتج

الحجم اقتصاديات نموذج المطلب األول:

: تعريف نموذج اقتصاديات الحجم.1

نعني باقتصاديات الحجم وفورات اإلنتاج الكبير، و هي المزايا التي يتمتع بها نظام أو أس��لوب اإلنت��اج الكب��ير. و هن��اك وف��ورات داخلي��ة، و وف��ورات

خارجية.

:و هي الترك��يز على الزي���ادة في العوام���ل الوف**ورات الداخلي**ة الداخلية لرفع اإلنت��اج في المش�روع لالس��تفادة من مزاي��ا اإلنت��اج الكب��ير و

ذلك من خالل: و هي الزيادة في العوامل الفنية لإلنت��اج، و يتمالوفورات الفنية:ا.

تحقيقه��ا من خالل الرف��ع في الطاق��ة اإلنتاجي��ة عن طري��ق الزي��ادة في توظيف عوامل اإلنتاج، خاصة منها العمل و رأس الم��ال و زي��ادة كفاءته��ا

عن طريق تقسيم العمل، و األخذ بأحدث المبتكرات التكنولوجية.

كم��ا يتحق��ق ه��ذا الن��وع من الوف��ورات من خالل التقلي��ل من الفق��د و المخلفات و المنتجات الثانوية، و إمكانية االستفادة من الفضالت، و هو م��اتعجز عنه المشروعات الصغيرة، و إمكانية إجراء البحوث و التطوير.

و تتمث��ل في الزي��ادة في العوام��ل اإلداري��ةالوف*ورات اإلداري*ة:ب.للمشروع و ذلك بأخذ الشكلين:

.إما بزيادة حجم الوحدة اإلنتاجية.و إما يجمع عدد من الوحدات اإلنتاجية تحت إدارة واحدة

بحيث ال يترتب عليه زيادة مماثلة في تكاليف اإلدارة، و هو ما يعزى إليه أحيان��ا ان��دماج بعض الش��ركات المس��تقلة، و لكنه��ا ش��ركات ص��غيرة أو

متوسط و ما تشهده اآلن من شركات كبيرة.

فالمشروع الكب��ير ل��ه الق��درة على تجني��د أفض��ل المه��ارات و الخ��برات الفنية و اإلدارية و التنظيمية لخدمته، مما يزي��د في الكف��اءة اإلنتاجي��ة

للمشروع و التقليل في اإلنفاق.

و تتمثل في الزيادة من المقوم��ات التجاري��ةالوفورات التجارية:ج. للمش��روع من خالل الرف��ع من الكف��اءة في ش��راء الم��واد الخ��ام، و بي��ع المنتج��ات النهائي��ة، و التخفيض في تك��اليف النق��ل و الدعاي��ة و اإلعالن، و

استغالل سمعته لترويج أنواع أخرى من المنتجات.

~ 5 ~

و تكون من خالل إمكانية الرفع من المقوماتالوفورات المالية:د. المالية للمشروع، بسهولة الحصول على االئتمان، سواء بإص��دار الس��ندات و بيعه��ا في األس��واق المالي��ة، أو بزي��ادة رؤوس أم��وال المش��روعات عن��د طريق االكتتاب فيه، و إم�ا ب�االقتراض مباش�رة من المؤسس�ات االئتماني�ة

المختلفة مثل البنوك.

و هي الترك��يز على زي��ادة ت��وفر العوام��ل: الوف**ورات الخارجي**ة الخارجي�ة ال�تي ت�ؤدي إلى الرف�ع من إنتاجي�ة المش�روع، و ي�أتي ذل�ك من

خالل: بتوظي��ف بعض الص��ناعات في إح��دى المن��اطق المناس��بة،: التركزا.

فإن هذا سيؤدي إلى تحسين و تنمية المواصالت، و اجتذاب العمال المهرة المدربين مما يزيد في الكفاءة اإلنتاجية للمشروع، و ظهور أسواق للم��واد

الخام قريبة، و الذي له دور في تقليل تكاليف النقل. اش��تراك المش��روعات المترابط��ة في القي��ام باألبح��اث العلمي��ة وب.

الفنية، و في القيام بما يل��زم من التج��ارب و تب��ادل المعلوم��ات، و ه��و م��ا يؤدي إلى الرفع من الكفاءة اإلنتاجية، و كذلك إيج��اد ط��رق جدي��دة لإلنت��اج

مما يساعد على خفض تكاليف اإلنتاج.معنى نموذج اقتصاديات الحجم في التجارة الخارجية:.2

تشكل نظرية اقتصاديات الحجم في التجارة الخارجي��ة، تط��ويرا لنم��وذج )هكشر- أولين( لنسب عناصر اإلنتاج، بإدخالها وفورات اإلنتاج الكبير كأح��د المصادر الرئيسية للمزايا النسبية المكتسبة. و تعتبر هذه النظرية أن توفر سوق داخلية ضخمة ش�رطا ض�روريا لتص�دير الس�لع ال�تي يتم إنتاجه�ا في ظ��ل اقتص��اديات الحجم، و المتمثل��ة في زي��ادة العائ��د م��ع زي��ادة اإلنت��اج

)نتيجة انخفاض النفقات(.

و ت��رى ه��ذه النظري��ة أن ال��دول الص��ناعية الص��غيرة الحجم تتج��ه إلى الحصول على مزايا نسبية مكتسبة، مصدرها اقتصاديات الحجم في الس��لع نصف المصنعة أو الوسيطة لعدم قدرتها في التأثير على أذواق و تفضيالت

المستهلكين في الدول األخرى.

على العكس من ذلك فإن الدول الص��ناعية الكب��يرة الحجم تحص��ل على مزايا نسبية مكتسبة مص��درها اقتص��اديات الحجم في إنت��اج الس��لع التام��ة الص���نع أو الس���لع االس���تهالكية بس���بب ق���درتها على الت���أثير على أذواق

المستهلكين في الدول األخرى.

و عليه يمكن القول ب��أن نظري��ة اقتص��اديات الحجم تس��عى إلى تفس��ير هيكل التجارة الخارجية بين الدول الصناعية المتقدمة ذات السوق الداخلي

~ 6 ~

الكبير مثل الواليات المتحدة و ألماني��ا، فرنس��ا، إنجل��ترا، إيطالي��ا في إنت��اج السلع التامة الصنع أو السلع االستهالكية، في حين أن الدول الصناعية ذات السوق الداخلية الصغير مثل بلجيكا، هولن��دا، لكس��مبورج، اليون��ان، ال��دول

اإلسكندنافية في إنتاج السلع نصف المصنعة أو السلع الوسيطة.

المطلب الثاني: نظرية الفجوة التكنولوجية

الفجوة التكنولوجية: تعريف نموذج.1

يعتمد نموذج الفجوة التكنولوجية، في تفسيره لنمط التجارة الخارجي��ة بين الدول، على إمكانية حيازة إحدى ال��دول على ط��رق فني��ة متقدم��ة لإلنت��اج تمكنها من إنتاج س��لع جدي��دة، أو منتج��ات ذات ج��ودة أفض��ل، أو منتج��ات بنفقات إنتاجية أقل، األمر الذي يؤهل هذه الدول إلى اكتساب مزايا نسبية

مستقلة عن غيرها من الدول.

من ذلك فاالختالفات الدولية في المستويات التكنولوجية، من شأنها تحقق اختالف��ات من��اظرة له��ا في المزاي��ا النس��بية المكتس��بة، وت��ؤدي إلى قي��ام

التجارة الخارجية من خالل:

زيادة الكفاءة النسبية إلحدى ال�دول في إنت��اج الس�لع ال�تي تنتج في جميع الدول أطراف التبادل الدولي، األمر الذي يترتب عليه اكتس��اب ه��ذه الدولة لميزة نس��بية دون غيره��ا من ال��دول، ه��ذه االختالف��ات الدولي��ة في المزاي��ا النس��بية بين ال��دول، تمكن الدول��ة ذات التف��وق التكنول��وجي من تصدير السلع التي تتمتع فيها بميزة نس��بية إلى غيره��ا من ال��دول ال��تي لم

تشهد تغيرا في مستويات التكنولوجيا المستخدمة لها.دخ��ول إح��دى ال��دول بمنتج��ات جدي��دة ذات مس��تويات تكنولوجي��ة

متقدمة إلى األسواق الدولية، في الوقت ال��ذي ال تس��تطيع ال��دول األخ��رى )على األق���ل في البداي���ة( إنتاجه���ا داخلي���ا، أو تقلي���ديا، لكونه���ا ال تمل���ك التكنولوجيا الالزمة إلنتاجها، أو أنه��ا ال تس��تطيع الحص��ول عليه��ا من ال��دول

موطن االختراع.

فمنطوق نموذج الفج��وة التكنولوجي��ة يتض��من أن الدول�ة ص�احبة االخ�تراع تتمتع باحتكار مؤقت في إنتاج و تصدير الس��لعة ذات التق��دم التكنول��وجي، ويزول هذا االحتكار المؤقت بزوال التفوق التكنولوجي لهذه الدولة، و ذلك عندما تأخذ العملية اإلنتاجية شكلها النمطي، و تصبح دوال اإلنت��اج للس��لعة محل الدراسة متش��ابهة بين ال��دول، و عن��دها تفق��د العوام��ل التكنولوجي��ة بسبب ذلك التطور دورها الهام لعامل مفسر لنمط التج��ارة الخارجي��ة بين

الدول في هذا النوع من المنتجات.

~ 7 ~

( اس��م "تج��ارة الفج��وةM.V.Posnerو ق��د أطل��ق االقتص��ادي )بوس��نر التكنولوجية" على النموذج الذي أسسه، و هو نم�وذج الفج��وة التكنولوجي��ة على أنه يمكن تحديد الفجوة التكنولوجية بياني��ا باس��تخدام الرس��م البي��اني

التالي:

الصادرات اإلنتاج

P1 P2 P3 P4

الصادرات اإلنتاج

إنتاج و تصدير الدول

المخترعة

إنتاج و تصدير الدولالمقلدة

صياغة نموذج الفجوة التكنولوجية:.2

الرس��م البي��اني يوض��ح كيفي��ة اإلنت��اج والتص��دير وفق��ا لنم��وذج الفج��وة التكنولوجية، و ال��ذي من خالل��ه يمكن تحدي��د "فج��وة الطلب" من جه��ة، و

"فجوة التقليد" من جهة أخرى، و ذلك كما يلي:

و هي عبارة عن تلك الفترة الزمني��ة ال��تي تق��ع بين: فجوة الطلبا. ، وP1بداية ظهور إنتاج سلعة دورة المنتوج في الدولة صاحبة االختراع عند

.P2بداية استهالك تلك السلعة في الخارج عند تتمثل في تلك الفترة الزمنية التي تفصل بين بداية فجوة التقليد:ب.

، و بداي��ة إنت��اج نفس الس��علة فيP1اإلنت��اج في الدول��ة ص��احبة االخ��تراع .P3الخارج عند

(M.V.Posnerو انطالقا من تحديد فجوتي الطلب و التقليد، يعرف )بوس��نر تجارة الفجوة التكنولوجية رياضيا على أنها: دالة في ال��زمن محص��ورة بين

(، و تع��رف على أنه��اP1 � P3( و فجوة التقليد )P1 � P2فجوة الطلب ) تل��ك التج��ارة ال��تي تح��دث خالل الف��ترة الزمني��ة ال��تي تب��دأ بقي��ام الدول��ة المخترعة بتصدير المنتوج أو السلعة الجديدة، و بداية اإلنتاج لهذه الس��لعة

في الدول المقلدة.

~ 8 ~

لكن مع ظه��ور اإلنت��اج في الدول��ة المقل��دة للس��لعة مح��ل الدراس��ة، تب��دأ العوامل التكنولوجية في فق��دان ال��دور ال��ذي ك��انت تلعب��ه كعام��ل مفس��ر لنم���ط التج���ارة الخارجي���ة بين ال���دول في المنتج���ات الص���ناعية كثيف���ة التكنولوجيا، ويحل محلها عامل ال��وفرة أو الن��درة النس��بية لعناص��ر اإلنت��اج في كال ال��دولتين: باعتب��اره العام��ل الرئيس��ي الختالف المزاي��ا النس��بية

الطبيعية، وقيام التجارة الخارجية.

تطوير نموذج الفجوة التكنولوجية:.3

( في مجال تجارة الفجوةM.V Posnerغير أن التحليل الذي جاء به )بوسنر التكنولوجية، قد شهد تطورا هام��ا على ي��د ك��ل من االقتص��اديين )هوفب��اور

G.C.Hufbauer ( و )فريمانC.Freemanكل منهما مستقال عن اآلخ��ر حيث ،) توصال من خالل دراستهما التطبيقي��ة الختب��ار م��دى ص��حة ه��ذا النم��وذج، و

مدى مالءمته مواقع االقتصاد العالمي، إلى نتيجتين أساسيتين:

أن االختالفات في مستويات األجور الدولية تعتبر عامال محددا لطول الفترة التي تستغرقها الفجوة التكنولوجية، و بالتالي لتحدي�د نم�ط التج�ارة الخارجية الن��اتج عنه�ا. فاالختراع�ات أو التجدي��دات ق�د تنتق�ل بس�رعة من الدول صاحبة االختراع أو التجديد إلى دول أخ��رى تنخفض فيه��ا مس��تويات األجور، و تسمح بإنتاج سلعة دورة المنتوج بنفق��ات أق��ل من نفق��ات إنت��اج الدولة صاحبة االخ��تراع أو التجدي��د. و هي نتيج��ة من ش��أنها س��اعدت على إبراز ال��دور اله��ام ال��ذي تلعب��ه الش��ركات المتع��ددة الجنس��يات في تنمي��ة التجارة الخارجية، و القيام باستثمارات خارج الدول��ة األم حيث تق��وم ه��ذه الشركات بالعديد من االستثمارات األجنبي��ة في ال��دول ال��تي تنخفض فيه��ا مستويات األجور )في الدول السائرة في طريق النم��و( س��عيا إلى تخفيض نفقات إنتاجها، تتمكن من زيادة قدرتها التنافس�ية خاص�ة إذا ك�انت األج�ور

تشكل جانبا هاما في نفقات اإلنتاج.)دلت النتائج التي توصلت إليها دراسة كل من )هوفباور( و )فريم��ان

على صحة الفرضية التي اعتمدت عليها النظرية التكنولوجية الخاصة بع��دم تشابه دوال اإلنتاج في السلعة الواح�دة و س�لعة دورة المنت�وج بين ال�دول

المختلفة خالل فترة الفجوة التكنولوجية.

المطلب الثالث: نموذج دورة حياة المنتوج

دورة حياة المنتوج: تعريف نموذج.1

تنش��أ دورة حي��اة المنت��وج من اختالل وض��عين مت��وازيين يتخللهم��ا ح��دوث ظاهرة تخصص دولة معينة في إنتاج سعلة معين��ة، ال يفس��ر قي��ام التج��ارة

الخارجية فيها على أساس اختالف المزايا النسبية الطبيعية.

~ 9 ~

يح��دث ذل��ك في ال��دول األك��ثر تق��دما و على رأس��ها الوالي��ات المتح��دة األمريكية، اليابان، ألمانيا، حيث تتوفر على المقوم��ات األساس��ية لالخ��تراع المتمثلة في توفره��ا على الطلب ال��داخلي أو المعرف��ة التكنولوجي��ة ال��تي تبرر استحداث المنتوج الجديد. فانطالقا من اخ��تراع ه��ذا المنت��وج الجدي��د، فإن الوضع التوازني األول لالقتصاد الوطني فيه��ا س��يختل، و يأخ��ذ مس��ارا جديدا، حيث تنشأ فجوة تكنولوجية بين هذه الدول الصناعية األك��ثر تق��دما، و الدول الص��ناعية األق��ل تق��دما مث��ل: فرنس��ا، إنجل��ترا، إيطالي��ا، إس��بانيا،

اليونان و غيرها من الدول األوروبية األخرى.

و خالل ه��ذه الفج��وة التكنولوجي��ة، ي��زداد نض��ج المنت��وج الجدي��د، و تص��ير األساليب التكنولوجية المس��تخدمة أك��ثر اس��تقرارا. أم��ا في نهاي��ة الفج��وة التكنولوجية، فتبدأ األساليب التكنولوجي��ة في االتس�اع و االنتش�ار، و تص��بح متاحة في األسواق الدولية، و عندها يتشكل وضعا توازني��ا جدي��دا، و تنتق��ل فيه عملية اإلنتاج إلى ال��دول اآلخ��ذة في النم��و لتمتعه��ا بم��يزة نس��بية في

إنتاجها.

و طبقا للنظرية التكنولوجية الجديدة في التجارة الخارجية، فإن دورة حياة ( فإنها تمر بثالث مراح��ل: مرحل��ةR.VERNONالمنتوج، و كما يراها )فرنون

المنتوج الجديد، مرحلة المنتوج الناضج، و مرحلة المنتوج النمطي.

و بم��رور المنت��وج من مرحل��ة االخ��تراع إلى مرحل��ة التنمي��ط، ف��إن مع��دلالطلب على هذا المنتوج سوف يتعرض صعودا أو هبوطا.

ففي المرحلة األولى، نجد أن معدل الطلب ه��ذا يتم��يز ب��البطء، ليأخ��ذ في االرتفاع خالل مرحلة النضج، ثم يعود مرة أخرى إلى الهبوط عن��دما يص��بح المنتوج نمطيا، كما يصاحب هذه المراحل المختلف��ة لنم��و الطلب تغ��يرات مناظرة في األهمية النسبية لعناصر اإلنتاج المختلف��ة المتمثل��ة في األرض، العمل الماهر، العمل غير الماهر، رأس الم��ال الم��ادي و التكنولوجي��ا، و هي تغ��يرات من ش��أنها تنعكس على مس��توى اإلنت��اج و هيك��ل التج��ارة

الخارجية.

تحليل مراحل دورة حياة المنتوج:.2

المسار الذي تتخذه دورة حي��اة المنت��وج يمكن أن يوض��ع من خالل الرس��مالبياني التالي:

مسار دورة حياةالمنتوج

الكمية

~ 10 ~

المرحلة المرحلةالمرحلة

الثالثة الثانية األولى

الزمن مرحلة المنتوج مرحلة المنتوجمرحلة المنتوج

النمطي الناضجالجديد

مرحلة المنتوج الجديد:ا.

تتميز المرحلة األولى من دورة حياة المنتوج، بأن نشاط البحث و التط��ويريحتل مكانة بالغة األهمية في إخراج المنتوج الجديد إلى الوجود.

و عليه فإن االستثمار في هذا النشاط يتوقف على توفر عدد من الشروط األساسية ال��تي تحكم ق��رارات المس��تثمرين الخ��واص في مج��ال البحث و

التطوير، و التي يمكن إيجازها كما يلي:

قادر على استيعاب المنتجات الجدي��دة ح��تى يمكنوجود سوق داخلي: االس��تمرار في اس��تخدام الوس��ائل و الط��رق الفني��ة الجدي��دة في عملي��ةاإلنتاج، و من ثم الحصول على عائد مجزي يبرر تلك االستثمارات الكبيرة.

سواء منه��ا البش��رية )علم��اء، خ��براء،ضرورة توفر قدرة تكنولوجية: عمال متخصصين...الخ( أو المادية )آالت، معدات متطورة...الخ( من شأنها

أن تسمح بإنتاج منتجات جديدة، أو تحسين جودة منتجات قائمة.

ل��دى المش��روعات اإلنتاجي��ة ص��احبة االخ��تراع،وجود قدرة تنافس**ية: لمواجهة المنافسين، سواء تعلق األم��ر بالمنافس��ة على مس��توى األس��واق

الداخلية أو األسواق الدولية.

وعليه فإذا ظهر منتوج جدي��د إلى ح��يز الوج��ود نتيج��ة اإلنف��اق االس��تثماري الكبير من قب�ل المش�روعات اإلنتاجي�ة في مج�ال البحث و التط�وير، ف�إن اإلنت��اج يقتص��ر في البداي��ة على ع��دد مح��دود من المنتجين، )وعلى ع��دد مح��دود من ال��دول ك��ذلك(، و ذل��ك إلمكاني��ة اختي��ار األس��لوب و األفض��ل لإلنتاج و التسويق، و باعتبارها مرحلة تجربة، ف��إن المع��روض من المنت��وج الجديد س��يكون في ح��دود ض��يقة، و بكمي��ات قليل��ة في ك��ل من األس��واق الوطنية و الدولية، و ذلك قصد معرفة حجم الطلب عليه��ا، و اختب��ار أذواق

المستهلكين.

~ 11 ~

( ت��رى ب��أن هيك��ل الطلب المحلي يتناس��بLinderوإذا كانت نظرية )لن��در طرديا م��ع متوس��ط دخ��ل الف��رد، فإن��ه يمكن أن يس��تنتج من الطلب على المنتج��ات الجدي��دة ذات الج��ودة العالي��ة، و األس��عار المرتفع��ة نس��بيا، أن الدول الصناعية المتقدمة ذات المستوى المرتفع من متوسط دخ��ل الف��رد

تشكل موطنا لصناعة سلع دورة المنتوج.

مرحلة المنتوج الناضج:ب.

خصائص مرحلة المنتوج الناضج:

توق��ف العدي��د من المنتج��ات عن الظه��ور في األس��واق س��واء لع��دم توافقها مع رغبات المستثمرين أو لعدم مواكبتها ألذواق المستهلكين.

استتباب األساليب و الوسائل الفنية لإلنت��اج، بع��دما ك��انت متغ��يرة في مرحلة المنتوج الجديد.

.رغبة المستهلكين في الوصول إلى مستويات أفضل من الجودةزي�ادة درج�ة نمطي�ة اإلنت�اج ت�ؤدي إلى انخف�اض المخ�اطر المص�احبة

لعمليات اإلنتاج و التسويق.التحول من االستخدام المكث��ف لعناص��ر اإلنت��اج ذات تكنولوجي��ا عالي��ة

إلى استخدام عناصر إنتاج ذات تكنولوجيا نمطية.،سيادة المرونة السعرية للطلب، نظرا لوجود منتجات شبيهة منافس��ة

في حالة ارتفاع سعر المنتوج الناضج.سيادة ظاهرة اإلنتاج الكبير، التي تنش��أ عن��ه مزاي��ا اقتص��اديات الحجم

ال��تي تلعب دورا هام��ا في تخفيض نفق��ات اإلنت��اج، ومن ثم زي��ادة الطلبعلى المنتجات الناضجة.

المظاهر االقتصادية لمرحلة المنتوج الناضج:

فإلى جانب الخصائص السابقة التي تتميز بها مرحلة المنتوج الناضج، هناك ع��دد من الظ��واهر االقتص��ادية المهم��ة ال��تي تب��دأ في الظه��ور خالل ه��ذه

المرحلة و هي:

.زيادة االستثمارات األجنبية.زيادة حركات رؤوس األموال األجنبية،زيادة دور الشركات متعددة الجنسيات في تسويق المنتج��ات دولي��ا

فمع نهاية المرحلة الثاني��ة ه��ذه، تب��دأ الش��ركات األم في ال��دول الص��ناعية المتقدمة، في إنشاء فروع لها في الدول المستوردة سواء أك��انت ص��ناعية متقدمة في أوروبا الغربية. أو دوال آخ��ذة في النم��و وذل��ك نتيج��ة للعوام��ل

اآلتية:

- إشباع الطلب الناشئ والمتزايد في دول االستيراد.

~ 12 ~

االستفادة من نفقات اإلنتاج المنخفضة الناتجة عن وفرة الم��واد األولي��ة،- أو وفرة عنصر العمل الرخيص إلعادة استيراد هذه المنتج��ات م��رة أخ��رى من ج��انب الدول��ة األم، أو زي��ادة المرك��ز التنافس��ي له��ا في األس��واق

الخارجية.

مرحلة المنتوج النمطي:ج.

يرى أصحاب المناهج التكنولوجية في التجارة الخارجية، أن المرحلة الثالثة لدورة المنتوج، تتم��يز بتط��ورات هام��ة ت��ؤدي في نهاي��ة األم��ر إلى تط��ابق خصائص سلعة دورة المنت��وج في مرحلته��ا النمطي��ة، م��ع خص��ائص س��لعة

)هكشر � أولين(، باألساس في النواحي التالية:

تماثل دوال اإلنتاج بالنسبة للسلعة الواحدة بين دول العالم المختلفة وفي ظل هذه الظروف تصبح التكنولوجيا المس��تخدمة في اإلنت��اج ش��ائعة،

ويمكن الحصول عليها من األسواق العالمية.اختف��اء ظ��اهرة اقتص��اديات الحجم، وخض��وع اإلنت��اج لق��انون الغل��ة

الثابتة، والغلة المتناقصة.سيادة المنافسة الكاملة في أسواق السلع، وخدمات عناص�ر اإلنت��اج

ويصبح فيها السعر أداة تنافسية أساسية.تشابه الطلب نظرا التخاذ السلعة محل الدراسة لشكلها النهائي في

جميع الدوال.ينتج عن نمطي��ة الس��لعة اس��تبعاد إمكاني��ة ح��دوث ظ��اهرة انعك��اس

كثافة عناصر اإلنتاج المستخدمة.

المبحث الثالث: نظريات حديثة أخرى مفسرة

للتجارة الخارجية

المطلب األول: نظرية تشابه الطلب

من أوائ��ل(Stephan LINDERيعتبر االقتصادي الس��ويدي )س��تيفان لين��در االقتصاديين الذين قدموا دور الطلب في نموذج تفسير التج��ارة الدولي��ة. و قد سلم )ليندر( في بداية تحليله ب��أن نظري��ة نس��ب عوام��ل اإلنت��اج تق��دم تفسيرا جيدا للتجارة في السلع األولية, كما سلم بعدم قدرة هذه النظري��ة على تفسير التجارة الدولية في منتجات الصناعات التحويلي��ة ال��تي يش��كل

هيكل الطلب عليها أساس التجارة الخارجية.

~ 13 ~

و تتمثل فرضية تشابه هيكل الدخل أو تشابه التفض��يل أو تش��ابه الطلب التي قدمها ليندر فيما يلي: )يزداد حجم التجارة في الس��لع المص��نوعة بين

دول تتشابه في أنماط الطلب(.

على ذلك يعتبر وجود الطلب الداخلي ش��رطا ض��روريا إلنت��اج الس��لعة و تص��ديرها. و حيث أن الدول��ة لن تس��تورد مطلق��ا س��لعة ليس له��ا س��وق محلى، فإن هذه الفرضية تؤكد أيضا على أن التجارة المرتقبة للدول تكون

مقصورة على تلك السلع التي يتواجد سوق داخلي لها.

يرجع السبب في االتجاه إلى السوق المحلى أوال، إلى افتراض المعرفة غير الكاملة و عدم اليقين فيما يتعلق باألس��واق الخارجي��ة، مم��ا يرف��ع من درجة المخ�اطرة عن�د التص�دير إلى أس�واق ال نع�رف عنه�ا ش�يئا. كم�ا أن تق��ديم الس��لعة إلى الس��وق المحلى - و خاص��ة إذا ك��انت س��لعة جدي��دة مبتكرة- يساعد المنظم على التعرف على مدى مالئمة السلعة الحتياج��ات جمه��ور المس��تهلكين و إن ك��انت في حاج��ة إلى تع��ديل، و ذل��ك من واق��ع الصلة المباشرة بين المنتج و المستهلك القريب من�ه، بحيث يس�تفيد األول من التغذية العكسية للمعلومات. و من البديهي أن ترتفع النفقات إذا ك��ان

التسويق االختباري يتم بأسواق خارجية.

و لكن على ال�رغم من جاذبي�ة التحلي�ل المتق�دم، فهن�اك أمثل�ة مض�ادة توض�ح إمكاني��ة اإلنت��اج للتص��دير ح�تى في حال�ة ع�دم وج�ود س��وق محلى للمنتجات، و أبرز ما يساق على ذلك قيام بعض دول شرق آسيا التي تدين بالبوذية و غيرها من ديانات، بإنتاج أش��جار الكريس��ماس الص��ناعية و م��واد الزين��ة الخاص��ة بأعي��اد الميالد، و تق��وم بتص��ديرها إلى دول مس��يحية. كم��ا نالحظ قيام هذه الدول بإنتاج مستلزمات الحج، و سجاد الص��الة، و بوص��لة تحديد مكان الكعبة المشرفة لتحديد اتج��اه القبل��ة، و تق��وم بتص��ديرها إلى الدول اإلسالمية، على الرغم من عدم وجود طلب داخلي على هذه الس��لع

في البالد المنتجة لها.

هيك��ل الطلب دال��ة في متوس��ط ال��دخل الف��ردي، و على ذل��ك فال��دول المتشابهة أو المتقاربة في مستويات الدخول تشهد ظاهرة تداخل الطلب، و يترتب على ذلك ارتفاع درجة كثافة التج��ارة فيم��ا بينه��ا. و من المالح��ظ أيض��ا أن ال��دول ذات متوس��ط ال��دخل المرتف��ع تتمت��ع أيض��ا بمعام��ل رأس��مال/عم��ل مرتف��ع قياس��ا إلى ال��دول ذات متوس��ط ال��دخل الف��ردي المنخفض. كما أشار )ليندر( أيضا إلى أهمية التقارب الجغ��رافي و التش��ابه الثقافي كعوامل إضافية تزيد من كثاف�ة التج�ارة بين البل�دين. و على ذل�ك تقوم كل دولة بإنتاج احتياجات أغلبية السكان )أي تلبي��ة حاج��ات الم��واطن المتوسط(، و تقوم باستيراد احتياجات األقليات، سواء األقلية الغني��ة ج��دا، أو األقلية الفقيرة. فمن المتصور تشابه متوسط دخل األغلبية في الواليات

~ 14 ~

المتحدة و دول أوربا الغربية، بحيث يمي��ل تفض��يلها إلى الس��لع المص��نوعة ذات درجات الجودة المرتفعة. على حين يتشابه متوسط دخل األغلبي��ة في دول أخذة في النمو مث��ل مص��ر، المكس��يك، تركي��ا، بحيث تفض��ل األغلبي��ة

لديها استهالك السلع األقل جودة و األرخص سعرا.

يترتب على ما سبق، توق�ع ارتف�اع كثاف�ة التج��ارة بين ال�دول الص��ناعية معا, و انخفاض كثاف��ة التج��ارة بين ال��دول الص��ناعية كمجموع��ة، و ال��دول اآلخذة في النمو كمجموع��ة، و لكن ال ينبغي أن نأخ��ذ األم��ر على إطالق��ه، حيث نالحظ في كثير من الدول األقل تقدما اتجاها نحو سوء توزيع الدخل، مما يؤدى إلى ارتفاع متوسط الدخل الفردي لفئة محدودة من الس��كان، و يؤدي ذلك بالتالي إلى نوع من الت�داخل في التفض�يل و أنم�اط الطلب بين هذه الفئة و طائفة األغلبية في الدول الصناعية، مم��ا يس��اعد على تفس��ير جزء من التجارة في السلع الكمالية عالية الجودة التي تنس��اب من ال��دول

المتقدمة إلى الدول المتخلفة، و إلى الدول النامية البترولية الغنية.

المطلب الث***اني: نظري***ة المنافس***ة غ***ير الكامل***ة و (: Krugman المبادالت فيما بين الفروع )كروغمان

يمكن التمييز في هذا المجال بين نظريتين:

أما األولى فتتناول بالبحث تنافس احتكار المنتجين )قلة الب��ائعين مقاب��ل كثرة المشترين( وتبادالت السلع المختلفة، و أما الثاني��ة، فتحل��ل التن��افس االحتكاري )سوق يميزه كثرة البائعين و المشترين و تباين السلع أيض��ا( و

التبادل الدولي لسلع متباينة.

تأتي التجارة فيما بين الف��روع -حس��ب الطريق��ة األولى- كنتيج��ة لتب��ادل سلع متماثلة تماما. ففي االقتصاد المغلق نجد أن اإلنت��اج يق��وم ب��ه محتك��ر واحد في كل بلد، بينم�ا نج��د في االقتص��اد المفت��وح أن مؤسس�تين -تنتمي كل واحدة منها إلى أحد البلدين -تقوم�ان بإنت��اج نفس الس�لعة، و ه�ذان السوقان المكتفي��ان ذاتي��ا يش��كالن -عن��دما يفتح المج��ال للمبادل��ة- س��وقا واحدة تسعى كل واحدة من المؤسستين حينئذ لكسب جزء من��ه في البل��د

الشريك.

و يتح��ول هك��ذا النم��وذج إلى نم��وذج احتك��ار ثن��ائي حيث أن كال منالمؤسستين تسعى لكسب جزء من السوق في البلد األجنبي.

و يتحق��ق الت��وازن عن��دما تض��من ك��ل من المؤسس��تين لنفس��ها نص��فالسوق في البلد الشريك.

و تكوين التجارة -في هذه الظروف- متصلبة تماما و قائمة على التب��ادلبين الفروع.

~ 15 ~

و في النظرية الثانية القائم��ة على المنافس��ة االحتكاري��ة، ف��إن التج��ارة فيما بين الفروع تظهر و كأنها تبادل لسلع متشابهة و لكن غير متماثل��ة، إذ هي مختلفة فيم�ا بينه�ا، و ه�ذه االختالف�ات بين س�لع متقارب�ة في نوعيته�ا سوف تمكن المستهلكين من إشباع طلب على االختالف، مما سيؤدي إلى

( و )لويدGRUBELقيام تبادل، و من االقتصاديين من قدموا -أمثال )جروبالLLOYDتفسيرات أخرى للتبادل فيما بين الف��روع حيث يعتق��دون بوج��وب )

التمييز بين المحددات وفقا لطبيعة الس��لع المتبادل��ة ال��تي ق��د تظه��ر على شكل سلع متماثل�ة و متجانس�ة، أو كس�لع مختلف�ة، أو س�لع تكنولوجي�ة أو قابلة لالنقس��ام، فالحال��ة األولى تخص تب��ادل س��لع متجانس��ة وظيفي��ا رغم إمكانية اختالفها من حيث عناص��ر ثالث��ة )مك��ان إنتاجه��ا، ف��ترة اس��تعمالها، التغليف...( و تخص الحالة الثانية تبادل سلع مختلفة وظيفيا )سلع بديلة( و تتعل��ق الحال��ة الثالث��ة بتب��ادل س��لع تكنولوجي��ة أو قابل��ة لالنقس��ام و تك��ون التجارة فيما بين الفروع -حينئذ- ناتجة عن االختراع و الفج��وة التكنولوجي��ة مم��ا يتطلب تحليال نيوتكنولوجي��ا، و من ناحي��ة أخ��رى، نالح��ظ أن تقس��يم عمليات إنتاج السلع تسمح بقيام تج��ارة -في مج��ال التص��دير و االس��تيراد-

مرتبطة بعمليات التركيب الجارية في بلد أجنبي مثال.

كل هذه العناصر تساعد على توسيع المبادالت فيما بين الف��روع و غالب��اما تفسرها الميزات النسبية القائمة على توافر إمهال عناصر.

~ 16 ~