كيف تنمي ملكتك الفقهية

26
؟ ة ي ه ق ف ل ا ك ت ك ل م ي م ن ت ف ي ك ن ي ور ن ل و ا مد ذ ح م مد ولد ح+ اْ تَ ل ع ن م لا5 ة ا6 ي طل ي لا ف ها، م ر ك+ وا ن ي الدار ي ف اصد ق م ل ي ا عل+ ، وا ها مH ظ ع+ ل وا+ ئ ا ض ف ل اِ ّ ل6 ج+ ا ن م ن ي الد ي ف ة ق ف ل ا ة. ي6 لب ط ا ت ت الد ن ع ت م سا ت ة، و رت ط ف ت م ا ق ي س ا ن م لا5 ة ا ي ل5 ا وقd ش ت ئ ة، ولا ي م ه ن حي ي ح ص ل ا ي ف اء6 ما ج ك ة، ي ف ة رت ي خ ل ل ا ع6 ج ره، و ك ع ذ ف لة ور ض فَ ّ ل6 ج+ ، وا ن ي الد ي ف ة ق ف ي ل ي ا عل لام س5 لا اd ت ح د ق ل- م سل ة و ي عل لة ي ال صل- ي6 ب لب ا ن+ ا ما ه عن لة ال ي ض ر ان ت ف س ي6 ب+ ا ن6 ي ة عاوت مd ت ي جد ن م ال: ف ن ي الد ي ف هة ق ف يً را ي خ ة6 لة ترذ ال ي ن م« 1 .) ل ت ع ر ل ا6 ب+ ذا لك ي ذ عل ة، و ق ف ل ا ن م م+ ئذ الدا ا ذي لار ا ي ف هد6 ج ل ل ا د6 ي ي عل ن ي ا الد اع هد6 ت ت+ ا ي ح و ل اd ت ح د ق ف لd ت م6 ب لة د ال6 تُ عما« : ول ف ي ري ه ر لم ا ما5 لا ا ن+ د ا6 ح ي ف، ن ي الد ي ف ة ق ف ل ا ن+ اd م س ه م نH عظ ي ي ف مة+ لا ه ا هد ن م ول+ لا ا ة ق ف ل ا2 .) ل ك ي ف مة ك ح ل ا ون م ه ق ي ارع، وd س ل راذ ا م ون م ه ق ي هاء ق ف ل ع، وا+ ئ ا ض6 ب ل ح ا6 ب ر+ ة ا ق ف ل ا اعة ض6 ي« : ي ور6 ج ل ا ن6 يل ا ا ف د ي ر لي ل مان ر ل ع ا ش ت ا ن5 ا وم؛ ف ل ع ل ة مدار ا ي عل ة ق ف لا« : اف ص+ ، وا» ع+ ئلطا ا ن م ي ض عا ل ا ر مي ب م ه ي او ت ف ع، و ف وا ع ف ي+ لا ة ا ت5 ا ة ف ق ف ي ل ا ي ف ن ك ت ل ف3 .) ن م ر،d لي ة ا ي يِ ع م ن م واء تلار وا ن ي الد ي ف ة ق ف ل ا ن م اذ ذي لار ا6 ها ي+ ملن ي ف ر، م ع ل رص ا فال ل ع ي س ي ا عل رص ح ل ا ف6 ت عd ش ت ، و سارعة مت ل ا ة ي ت ا ت ح ل ا داب6 ح ي س م ل م ا ض خ ي ف لاء. و ق ع ل ا6 ت ل ع+ ا ح ه ا ت م ماء و ل ع ل ا لة6 ج+ ا6 ت ي ل سا+ ا

Transcript of كيف تنمي ملكتك الفقهية

Page 1: كيف تنمي ملكتك الفقهية

كيف تنمي ملكتك الفقهية؟أحمد ولد محمد ذو النورين

  

الفقه في الدين من أجل* الفضائل وأعظمها، وأعلى المقاصد في الدارين وأكرمها، فال يطلبه إال من عل5ت3 همته، واليتشـوق إليـه إال مـن

استقامت فطرته، وتسامت عن الدنيا طلبته.

لقد حث اإلسالم على التفقه في الدين، وأجلA فضله ورفـع ذكـره، وجـعل الخيـرية فـيه، كما جاء في الصحيحين من حديث معاوية بن  أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال:

(.1»من يرد الله به خيراS يفقهه في الدين«)

فقد حث الوحي أتباع هذا الدين على بذل الجهد في االزدياد الدائم من الفقه، وعلى ذلك دأب الرعيل األول من هذه األمة في تعظيمهم

شأن الفقه في الدين، فنجد أن اإلمام الزهري يقول: »ما ع_بد الله(.2بمثل الفقه«)

قال ابن الجوزي: »بضاعة الفقه أربح البضائع، والفقهاء يفهمون مراد الشارع، ويفهمون الحكمة في كل واقع، وفتاويهم تميز العاصي

من الطائع«، وأضاف: »الفقه عليه مدار العلوم؛ فإن اتسع الزمان(.3للتزيد فليكن في التفقه فإنه األنفع«)

فالحرص على استغالل فرص العمر، في ملئها باالزدياد من الفقه في الدين واالرتواء من معqينه الثر، من أساليب أجلة العلماء ومناهج أغلب العقالء. وفي خضم المستجدات الحياتية المتسارعة، وتشعب الفتوى،

وجرأة وتطاول غير أهل الشأن على التصدر والتعالم والتقول على الله بغير علم؛ مما أدى إلى اضطراب عظيم وضرب صارخ لمحكمات

النصوص بعضها ببعض، ورد بعضها تحت طائلة التخرص وتحكـيم الهوى على النـص، أو زعـم موافقـة روح الشريعة..، في خضم هذا

التهارج دعت الحاجة أكثر من ذي قبـل إلى إشـاعة تنـمية الملـكة الفـقهية بـين الدارسـين، حتى يـتأتى تخـريـج طلبة علم فقهاء،

يملكون سلطان المواءمة بين نصوص الشرع واستيعاب الواقع؛ لسد حاجة المسلمين في تغطية مستجدات الحياة ذات التعقيد البالغ

بالفقه الحي الذي أساسه ومبناه على الوحي.. وفي إطار ذلك ال بد لطالب العلم أن يكون منضبطاS في رؤيته، وأن يضع لنفسه غاية نبيلة

يسعى إلى تحقيقها، فتكون جهوده هادفـة وعلمـه لمقـصد. يقول اإلمام الشاطبي: »كل مسألة ال ينبني عليها عمل، فالخوض فيها

Page 2: كيف تنمي ملكتك الفقهية

خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل عمل القلب وعمل الجوارح، من حيث هو مطلوب شرعاS. والدليل على ذلك

Sمكلفا Sاستقراء الشريعة، فإنا رأينا الشارع يعرض عما ال يفيد عمال (.4به«)

وهـنا يلزم التأكـيد قـبل كل الشـروط والوسـائـل التي ال مناص منها لتنمية ملكة الفقه على ضرورة إخالص النية لله عز وجل، وإال محقت

بركة هذا التفقه وكان وباالS على صاحبه، كما ال بد من التقوى التيل5ف من كل شيء وال خلف منها، والتي هي وصية الله ـ تعالى ـ هي خ5

لألولين واآلخرين.

qنإيAاك_م3 أ5 ب3لqك_م3 و5 ي3ن5ا الAذqين5 أ_وت_وا ال3كqت5اب5 مqن ق5 Aد3 و5ص ل5ق5 قال ـ تعالى ـ: }و5

وا اللAه5{ ]النساء: [، ثم هو سبب لتحصيل كل علم نافع، قال ـ131اتAق_ك_م_ اللAه_{ ]البقرة: م_ ي_ع5لـ* وا اللAه5 و5 اتAق_ [282تعالى ـ: }و5

والحديث عن تنمية الملكة الفقهية يمر عبر عدة وقفات:

:Sأولها: تعريف هذا المركب لغة واصطالحا

ـ التنمية والنماء: ومعناها: الزيادة والعزو والكثرة والعلو والرفع.1

ي3ت_ه: رفعت_ه على وجه اإلصالح. ون5م5

ومنه حديث أم كلثوم بنت أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي - صلى قال: »ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول الله عليه وسلم -

(»Sوينمي خيرا S5خيرا.)

اه: زاده وكث�ره، ومنه قول األعور الشني: Aونم

لقد علمت عميرة أن جاري

إذا ضن المنمي من عيال

وكل شيء رفعته فقد نميته، ومنه قول النابغة:

فعد* عما ترى إذ ال ارتجاع له

(qد ت_ود على عيرانة أ_ج_ (6وانمq الق_

وأما التنمية اصصالحاS: فتعني الترقية والتطوير والتقوية ومضاعفةالقدرات.

Page 3: كيف تنمي ملكتك الفقهية

ـ الملكة: ملك يملك ملكاS وملكوتاS وملكة: إذا قوي في الشيء.2} qالد*ين qي5و3م qكqال والملكة بمعنى الملك، ومن ذلك قوله ـ تعالى ـ: }م5

ل3كq ت_ؤ3تqي4]الفاتحة: م_ الqك5 الـ3 مA م5 لq اللAه_ [ ومنها قوله جل ذكره: }ق_اء_{ ]آل عمران: ت_عqز� م5ن ت5ش5 اء_ و5 ل3ك5 مqمAن ت5ش5 م_ ت5نزqع_ الـ3 اء_ و5 ل3ك5 م5ن ت5ش5 م_ الـ3

[، وتأتي ملك بمعنى نفع، ومنه قوله ـ تعالى ـ: }و5م5ن ي_رqدq اللAه_26ي3ئSا{ ]المائدة: لqك5 ل5ه_ مqن5 اللAهq ش5 ل5ن ت5م3 ت3ن5ت5ه_ ف5 q41ف.]

د5ك5 qو3ع ن5ا م5 ل5ف3 ا أ5خ3 وتأتي بمعنى الطاقة، ومنه قوله ـ تعالى ـ: }م5ل3كqن5ا.. { ]طه: [، وتأتي بمعنى القهر والسلطان والعظمة، ومنه87بqم5

م5نq { ]الفرقان: ح3 Aلرqق� ل ح5 ئqذ� الـ3 ل3ك_ ي5و3م5 م_ [.26قوله ـ تعالى ـ: }الـ3

والملكة في االصطالح: صفة راسخة في النفس تكتسب عن طريق( .7التكرار)

ـ الفقـهيـة: وهي نسبة إلى الفقه الذي هو لغة: الفهم، ومـنـه3{ ]هـود: ول_ ا ت5ق_ Aم ا م* Sيرqه_ ك5ث ق5 ا ن5ف3 ع5ي3ب_ م5 ال_وا ي5ا ش_ قولـه ـ تعـالـى ـ: }ق5

ون915 ه_ ق5 و3مq ال ي5ك5اد_ون5 ي5ف3 م5الq ه5ؤ_الءq ال3ق5 [، وقــولــه جـل ذكـره: }ف5دqيثSا { ]النساء: د5ةS م*ن78ح5 ل_ل3 ع_ق3 [، وقولـه جلت عـظـمـتـه: }و5اح3

و3لqي{ ]طه: وا ق5 ه_ ق5 انqي* ي5ف3 [، والفـقه في الدين يعني28 ـ 27ل*س5 معرفة األحكام الشرعية العمـليـة التـي بعــث بها محــمـد - صلى الله

ر5 مqن ك_ل* ل5و3ال ن5ف5 عليه وسلم - ، وهـو المقصود بقوله ـ تعالى ـ: }ف5{ ]التوبة: qي الد*ينqوا ف ه_ Aق ة� ل*ي5ت5ف5 م3 ط5ائqف5 ن3ه_ ة� م* ق5 ر3 q122ف.]

وقد ذهب المتأخرون من العلماء إلى حصر الفقه في دائرة العلم باألحكام الشرعية العملية المستنبطة من األدلة التفصيلية. يقول

اإلمام البيضاوي: »الفقه: العلم باألحكام الشرعية العملية المكتسب(.8من أدلتها التفصيلية«)

وتأسيساS على ماتقدم فإن الملكة الفقهية إذاS هي: )اكتساب الفقه الشرعي تنظيراS وممارسة، حتى يصير سجية تمك*ن صاحبها من فهم

المسائل المعروضة عليه، وتقوده إلى امتالك آلية تسعفه بتنزيلSالنصوص على الوقائع واستنباط األحكام الشرعية في ظلها، ترجيحا

بين اآلراء، وتخريجاS على مذاهب الفقهاء، وموازنة بين المصالح والمفاسد(. ولتحصيل ملكة علمية راسخة ال بد من أخذ العلم على يد العلماء الراسخين فيه، يقول اإلمام الشاطبي: »من أنفع طرق العلم

الموصلة إلى عناية التحقيق به أخذه عن أهله المحققين به على (، ويضيف اإلمام الشاطبي مبيناS صفة العلماء9الكمال والتمام«)

الذين هم أهل ألن3 يؤخذ عنهم: »وللعالم المحقق بالعلم أمارات وعالمات... إحداها العمل بما علم، حتى يكون قوله مطابقاS لفعله، فإن كان مخالفاS له فليس بأهل ألن يؤخذ عنه وال أن يقتدى به في

Page 4: كيف تنمي ملكتك الفقهية

علم، ... والثـانية أن يكون ممن رباه الشيوخ في ذلك العلم، ألخذه عنهم ومالزمته لهم، فهو الجدير بأن يتصف بما اتصفوا به من ذلك،

وهكذا كان شأن السلف الصالح،... والثالثة االقتداء بمن أخذ عنه والتأدب بأدبه كما علمت من اقتداء الصحابة بالنبي - صلى الله عليه

(.10 واقتداء التابعين بالصحابة وهكذا في كل قرن..«) وسلم - وكذلك ال بد للعامل على تنمية الملكة الفقهية من تنويع المشايخ

الذين يأخذ عنهم، يقول ابن خلدون: »على كثرة الشيوخ يكون حصول (. وقال السختياني: »إنك ال تعرف خطأ11الملكات ورسوخها«)

(.12معلمك حتى تجالس غيره«)

ثانياS: أسس بناء الملكة الفقهية:

ولكي ينمي طالب العلم ملكته الفقهية ال بد له من التركيز علىأسس يقيم تشييد بنيان طلبه عليها:

ـ اإلخالص:1

يقول ابن فارس: الخاء والالم والصاد أصل واحد مطرد، وهو تنقية(. واإلخالص هو ترك الرياء في العمل.13الشيء وتهذيبه)

ي3ئSا{ ]النساء: رqك_وا بqهq ش5 [،36يقول الله ـ تعالى ـ: }و5اع3ب_د_وا اللAه5 و5ال ت_ش3 فالعمل حتى يكون مقبوالS عند الله ـ جل ذكره ـ ال بد أن يتصف

بصفتين، أوالهما اإلخالص، والثانية االتبـاع، قال الله جلت عظمته:qب*ه رqك3 بqعqب5اد5ةq ر5 ا و5ال ي_ش3 Sح qالـ ل3ي5ع3م5ل3 ع5م5الS ص5 ب*هq ف5 اء5 ر5 و لqق5 ج_ م5ن ك5ان5 ي5ر3 }ف5

دSا{ ]الكهف: الqص_{110أ5ح5 خ5 [، وقـال ـ تعالى ـ: }أ5ال لqلAهq الد*ين_ الـ3اع3ب_دq اللAه35]الزمر: ق* ف5 ح5 ل3ن5ا إل5ي3ك5 ال3كqت5اب5 بqالـ3 5نز5 [، وقال جل ذكره: }إنAا أ

ا لAه_ الد*ين{ ]الزمر: Sصqل ند25م_خ3 qك_م3 ع وه5 يم_وا و_ج_ qأ5ق [ وقال ـ تعالى ـ: }و5{ ]األعراف: ين5 ل5ه_ الد*ين5 qصqل د� و5اد3ع_وه_ م_خ3 qج [، ذلك أن الشـرك29ك_ل* م5س3

Aب5ط5ن ك3ت5 ل5ي5ح3 ر5 محبط للعمل مؤذن بالخسارة، يقول ـ تعالى ـ: }ل5ئqن3 أ5ش3{ ]الزمر: رqين5 qاس خ5 ل5ت5ك_ون5نA مqن5 الـ3 ل_ك5 و5 [، وعن أبي هريرة ـ رضي65ع5م5

يقول: الله عنه ـ قال: »سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - »إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه« قال: »... ورجل تعلم العلم

فه الله ـ تعالى ـ نعمه فعرفها. وعلمه، وقرأ القرآن، فأ_تي به، فعر� قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك

القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ؛ فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي

(.14في النار...«)

قال ابن عبد البر: »وهذا الحديث فيمن لم ي_رد بعمله وعلمه وجه الله(.15تعالى«)

Page 5: كيف تنمي ملكتك الفقهية

ولما سمع معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ هـذا الحـديـثي5اة5 الد�ن3ي5ا ح5 بكـى ثـم قـال: »صـدق الله ورسـوله: }م5ن ك5ان5 ي_رqيد_ الـ3

ل5ئqك5 الAذqين5 و3_ ون5 * أ ا ال ي_ب3خ5س_ يه5 qا و5ه_م3 ف يه5 qم3 ف ال5ه_ م3 أ5ع3م5 qا ن_و5ف* إل5ي3ه و5زqين5ت5ه5

ا ك5ان_وا Aل� مqب5اط ا و5 يه5 qن5ع_وا ف ا ص5 بqط5 م5 ةq إالA النAار_ و5ح5 ر5 qي اآلخqم3 ف ل5ي3س5 ل5ه_{ ]هود: ل_ون5 (. وعن ابـن عمر ـ رضـي الله عنـهما ـ16[)16 ـ 15ي5ع3م5

قال: »من طلـب العلم لغير الله ـ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -(.17أو أراد به غير الله ـ فليتبوأ مقعده من النار«)

ذلك أن العلم الشرعي إنما يعد من أجل القرب إلى الله، والله ـ تعالىب إليه إال بما شرع بعد اإلخالص له فيه، يقول اإلمام Aـ ال ي_تقر

الشاطبي: »كل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يـكون مـن حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله تعالى، ال من جهة أخرى؛ فإن ظهر فيه

(.18اعتبار جهة أخرى فبالتبع والقصد الثاني ال بالقصد األول«)

وعـن أبـي هـريـرة ـ رضـي الله عـنه ـ أن النبي - صلى الله عليهم علـماS مما يبتـغى بـه وجـه الله ال يتـعلمه إال وسلم - قال: »مـن تعلـ�

(.19ليصيب به عرضاS من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة«)

فيجب على طالب العلم أن يتقي الله في نفسه ويخلص العمـل لله تعالى، ويبادر بالتوبة واإلنابة وتصحيح المسار في العـمل والطلـب، ويجعل همه بعلمه ابتغاء وجه الله والدار اآلخـرة، بعـيداS عــن الريـاء

والتسـمع واإلخـالد إلى قلـيل المتـاع من الدنيا، وال شيء أعظم في ذلك داللة من قول النـبي - صلى الله عليه وسلم - : »إنما األعمـال

(. وفي هذا اإلطار ال بد20بالنـيات، وإنما لكل امرئ ما نوى«) لمتطلب العلم من التطابق بين القـول والعـمل؛ فـقـد نعى الله ـ تعالى ـ على أهل الكتاب من قبلـنا التنـاقض بين القـول والعمل،5نت_م3 ت5ت3ل_ون5 ال3كqت5اب5 أ ك_م3 و5 س5 و3ن5 أ5نف_ ت5نس5 ون5 النAاس5 بqال3بqر* و5 م_ر_

5ت5أ3 فقال: }أ{ ]البقرة: ل_ون5 qال ت5ع3ق [، كما نعاه على هذه األمة، وعده من44أ5ف5

ن_وا لqم5 ا الAذqين5 آم5 5ي�ه5 أسباب مقـته جـل شأنه، قال ـ تعالى ـ: }ي5ا أ} ع5ل_ون5 ا ال ت5ف3 ول_وا م5 ند5 اللAهq أ5ن ت5ق_ qا عSت ع5ل_ون5 * ك5ب_ر5 م5ق3 ا ال ت5ف3 ول_ون5 م5 ت5ق_

[، وقـد كان منهـج األنـبياء قائـماS على التطابق بين3 ـ 2]الصف: ا القول والعمل، وفي ذلك يقول ـ جل ذكره ـ نقالS عن شعـيب: }و5م5

اك_م3 ع5ن3ه_{ ]هود: 5ن3ه5 ا أ ك_م3 إل5ى م5 الqف5 رqيد_ أ5ن3 أ_خ5_ [. يقول اإلمام88أ

الشاطبي: »العلم الذي هو العلم المعتبر شرعاS ـ أعني الذي مـدح الله ورسـوله أهـله على اإلطالق ـ هو العلم الباعث على العمل، الذي ال

يخلي صـاحـبه جـارياS مـع هـواه كيفما كان، بل هو المقـيد لصــاحـبـه(»Sأو كرها S21بمقـتــضاه، الحـامـل لـه على قوانـيـنه طـوعا.)

ـ معـرفة األحكام الشرعية الفرعية، سواء أكانت عيـنـية أو2

Page 6: كيف تنمي ملكتك الفقهية

كفـائـيـة، وسـواء أكــانـت مــن العــبـادات أو المعامالت:

وهنا يطيب لي التنبيه على األولويات التي ينبغي أن يهتم لها طالبمqن باالهـتمام، العلم، فليس كل علم حري بالدراسة، وما كل علم ق5 يقـول اإلمام الشاطبي: »من العلم ما هو مـن صلب العلم، ومنه ما

(.22هو ملح العلم ال من صلبه، ومنه ما ليس من صلبه وال ملحه«)

وتحصيل األحكام الشرعية إنما يتم عبر منهجين:

معرفة هذه األحكام عن طريق النصوص من الكتاب والسنة، )1Sواستخالصا Sودراسة وفهما Sاستقراء.

فلتحصيل المسائل المتعلقة باألحكام ال بد من دراسة هذا الكتابSوتفسيرا Sالعزيز والعكوف عليه، وتحصيل داللته بعد حيازته حفظا وأحكاماS وفهماS، حتى يفقه طالب العلم ناسخه ومنسوخه، وعامه

وخاصه، وراجحه ومرجوحه، ونصه ومؤوله.

ثم يسلك الطريق نفسه مع السنة النبوية بوصفها الرافد الثاني لشريعة الله المحكمة، المبينة للقرآن ومعانيه، والمخصصة له

والمرجحة ألحكامه، فال بد من قراءة صحاحها وسننها وجوامعهاومصنفاتها.

S لتحمـل أصـعب وفي سبيل ذلك ال بد أن يكون طالب الفقه مستعدا المـشاق وأعظم المتاعب؛ إذ الفقه في الدين ال ينسجم مع اتباع الهوى والركون إلى الراحة والدعة. يقول يحيى بن أبي كثير: »ال

(، فال بد من الصبر والجلد وطول23يستطاع العلم براحة الجسم« ) النفس، يقول خالد بن صفوان: »مفتاح نجح الحاجة الصبر على طول

(.24المدة، ومغالقها اعتراض الكسل دونها« )

ويقول ابن حنبل البوحسني الشنقيطي:

جرع النفس على تحصيله

مضض المرين ذل وسغب

( معرفة الفقه عبر مذهب من المذاهب المتبوعة.2

هذه المذاهب التي لم تقم إال لالرتواء من الفقه واالزدياد من معارفه، فعن طريقها يتمكن طالب العلم من تشقيق مسائل الفقه وتفريعSدالئلها، وحصر جزئياتها تحت أبواب واضحة المعالم، وترتيبها ترتيبا يسهل عليه خوض غمارها وكشف دثارها وجمع صغارها وكبارها..؛

Page 7: كيف تنمي ملكتك الفقهية

فقد بلغ أئمة هذه المذاهب أبعد الشأن في علمهم ودرايتهم وبلوغهم الغاية القصوى في مرتبة العلم باألحكام والفتوى، وصار الناس كلهم

يعولون في الفتوى عليهم، ويرجعون في معرفة األحكام إليهم، وأقامبqط مذهب كل إمام الله من يضبط مذاهبهم ويحرر قواعدهم، حتى ض_

منهم؛ أصول_ه وقواعد_ه وفصوله، فانضبط الكالم في مسائل الحالل والحرام، وكان ذلك من لطف الله على عباده المؤمنين، ومن جملة

عوائده الحسنة في حفظ هذا الدين.

إن هذا المسلك الثاني للتفقه في الدين يراد به التزام طالب العلم في بداية الطلب أحد هذه المذاهب تخرجاS وتفهماS وتفقهاS، حتى تتضح

له الرؤية الفقهية وتنضبط عنده المسائل، وتستقيم له الدالئل، ويجتمع لديه الفقه بعيداS عن التعصب المذموم والتقليد المقيت، في

إطار من التعلق بالدليل والركون إليه.

هذه المذاهب إن اجتمعت على حكم شرعي واتفقت عليه سبل أربابها كان هو الحكم المعبر عنه باإلجماع واالتفاق في كتب الفقه ومسائله

وأبوابه، وهذا النوع ال يعد خصوصية ألي من المذاهب، بل هو مما أطبق عليه أئمة اإلسالم. بعكس الحكم الشرعي المختلف فيه، فإنه

يعد من خصوصيات المذهب الذي أخذ به أهله بل قد يكون من مفرداتهم؛ فهو قول إلمام ذلك المذهب، والمنتسبون إلى المذهب

ينتسبون إليه من هذا الوجه، ويوصفون تبعاS لذلك بحنفيتهم أومالكيتهم أو شافعيتهم أو حنبليتهم.

والفقـه الذي نحـن بصـدد تحصـيله وتنمـية المـلكة فيه ال يخرج عن أمور خمسة، بي�نها اإلمام القرافي بقوله: »المذهب الذي يقلد فيه

اإلمام خمسة أمور ال سادس لها: أولها: األحكام: كوجوب الوتر، واألسباب: كالمعاطاة، والشروط: كالنية في الوضوء، والموانع:

جاج: كشهادة الصبيان والشاهد واليمين، فهذه qين في الزكاة، والحAكالد (.25الخمسة إن اتفق على شيء منها فليس مذهباS ألحد«)

فأول هذه الخمسة ـ كما سبق ـ األحكام الشرعية الفروعـية االجـتهـاديـة، سـواء أكـان تعـلـقـها بالعـبـادات أو المعامالت؛ كوجوب

الفاتحة في الصالة وركنية الطواف في الحج.

ثانياS: أسباب تلك األحكام، والتي إما أن يكون متفقاS عليها بين المذاهب؛ ككون رؤية الهالل سبباS لثبوت دخول الشهر، أو تكون تلك

األسباب مختلفاS فيها؛ كما هو شأن الرضعات المحرمة في عددهاوصفتها، فهذه قد وقع الخالف فيها.

وثالثها: شروط تلك األحكام، التي منها المتفق عليه؛ كاشتراط حوالن الحول لوجوب الزكاة، ومنها المختلف فيه؛ كاشتراط الولي والشهود

Page 8: كيف تنمي ملكتك الفقهية

في النكاح.

ورابعها: موانع تلك األحكام، والتي منها المتفق عليه؛ كمانع الحيضللصالة والصوم، ومنها المختلف فيه؛ كمانع الدAين من وجوب الزكاة.

جاج التي تثبت بها تلك األحكام، سواء أكان تعلقها qوخامسها: الح باألسباب أوالشروط أو الموانع، هذه الحجاج التي منها المثبت المتفق عليه؛ كثبوت األموال بشاهدي عدل في باب الدعاوى، ومنها المختلف

فيه؛ كشهادة الصبيان في القتل والجراحات.

فهذه الخمسة المذكورة هي المقصودة بالتفقه والتخرج على أحد المذاهب فهماS ومعرفة ودراسة. ولهذه الطريقة من المحاسن الشيء

الكثير؛ فالدارس عندما يتعلم الفقه عبر أحد المذاهب فإنه يتعرف على المسائل المنصوص عليها في الكتاب والسنة، كما يحوز إليها المسائل التي تثبت باإلجماع أو القياس أو قول الصحابي، أو التي

تثبت بفتيا السلف وعملهم. ينضاف إلى ذلك أن دارس الفقه عبر أحد المذاهب المتبوعة تخرجاS وتفقهاS يجد مسائل الفقه مرتبة مجموعة

في كتب وأبواب مقرونة بأحكامها، مع أن المبتـدئ بالفـقه المذهـبي يحوز ملكة استعمال لغة الفقهاء، ويتعرف على مصطلحاتهم، كما في قول أهل مذهب ما: )قال اإلمام: وعليه األصحاب، وفي رواية: وجزم به المتأخرون، وهو ظاهر الرواية...(، فال بد لطالب الفقه من معرفة

هذه اللغة وتلك المصطلحات حتى يتسنى له االنضمام إلى قافلةالفقهاء.

إن كل العلماء والمجتهدين الذين كان لهم ذكر وريادة، بعد اشـتهار المذاهـب األربعة، لم يخل أحد منهم من التخرج على أحد هذه

المذاهب؛ فابن حزم ـ مثالS ـ تخرج على مذهب الشافعية، وابن تيمية تخرج على الفقه الحنبلي، والشاطبي تخرج على المذهب المالكي..؛ فهي طريقة عامة المتفقهين الذين كانت لهم إمامة في الدين، غير

أننا نعود فنكرر: هذا التمذهب ينبغي أن يتم بعيداS عن التعصب والجمود وضيق الرؤية؛ إذ المؤمن متعبAد بالوحي ال بأقوال الرجال،

ومن المذموم المقيت حصر طالب العلم ألدلة المسائل الفقهية في قول إمام معين؛ يستشهد بقوله وال يستشهد له ولو استبان له الدليل

Sواتضح له التعليل؛ في دائرة من ضـيق األفـق تجعله ال يرى قوال صحيحاS إال في المذهب الذي انتهـجـه، وال علـماS حـقاS إال في إطـار

ذلك المذهب، وقد انطبع كثير من المتأخرين ـ بكل أسف ـ بهذا التعصب األصلع والتقليد األعمى، فجاء النكير شديداS لذلك من جماعات

كثيرة من األئمة األعالم؛ كابن عبد البر في الجامع، وابن القيم فيإعالم الموقعين، والشاطبي في االعتصام والموافقات.

Page 9: كيف تنمي ملكتك الفقهية

يقول ابن القيم: »اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع ال يلتفت إلى قول سواه، بل وال إلى نصوص الشارع إال إذا وافقت

منصوص قوله ـ فهذا والله هو الذي أجمعت األمة على أنه محرم في دين الله ـ تعالى ـ ولم يظهر في األمة إال بعد انقراض القرون

(.26الفاضلة«)

وقـد قـرر أهمية5 إعمال أقوال األئمة الفقهاء عند النظر في النصوص، دون استقالل لها عن النص أو به، أئمة_ اإلسالم، ومن ذلك

ما قاله الشاطبي: »فبانطماس هذا النور عنهم ضلوا، فاقتدوا بجهال� أمثالهم، وأخذوا يقرؤون األحاديث النبـوية واآليـات القـرآنيـة

فيـنزلونها على آرائهم ال على ما قال أهل العلم فيها، فخرجوا عن(.27الصراط المستقيم«)

فينبغي لطالب العلم عند النظر في نصوص الشارع كتاباS وسنة أن يطالع أقوال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فمن بعـدهم مـن التابعـين وأتبـاعهم، ثـم يقـرأ أقـوال وفـهوم أصحاب المذاهب المتبوعة لتلك النصوص، ويختار قوالS من بينها إن كانت له أهلية اجتهاد، ولو جزئية،

بناء على قوة دليله.

فالنظر إلى النصوص يستلزم استظهار أقوال الفقهاء؛ حتى ال يأتيالمتفقه بقول ال سلف له فيه.

وهنا تنبغي اإلشارة إلى ضرورة تطبيق المنهج النبوي التربوي في التعليم، ذلك المنهج القائم على التدرب واالستنباط وعرض المسائل،

كما جاء في حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أن النبي - قال: »إن من الشـجر شجرة ال يسقط ورقها صلى الله عليه وسلم -

وإنها مثل المسلم، حدثوني ما هي؟« قـال: فوقـع في نفسي أنها (.28النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: »هي النخلة«) فالفقهاء يحتاجون إلى استلهام هذا المنهج وتطبيقه، يقول ابن

القيم: »كثرة المزاوالت تعطي الملكات، فتبقي للنفس هيئة راسخة(.29وملكة ثابتة«)

وكان العالمة السعدي يعقد المناظرات بين طالبه إلحياء التـنافـس في الطلـب وترسـيخ المسـائل في األذهـان، ويطرح عليهم المسائل

ليستخرج منهم الجواب، وأحياناS يتعمد تغليط نفسه ليعرف المنتبه والفاهم من بين الحضور، وقد يصور المسألة الخالفية بين الطالبين

ح الشيخ القول الصحيح كل واحد يتبنى قوالS ويدافع عنه، ثم يرج*(.30بالدليل)

ـ معرفة أصول الفقه:3

Page 10: كيف تنمي ملكتك الفقهية

S ال بد لطالب الفقه من دراسة أصوله ومعرفتها حتى يكتسب تأصيال فقهياS، عن طريق معرفة الكليات والقواعد الكبرى التي تقوده إلى

استنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية، فأهمية هذه األصول للمتفقه عظيمة، يقول ابن قدامة المقدسي، معرفاS هذه األصول:

»أصول الفقه أدلته الدالة عليه من حيث الجملة، ال مـن حيث (، ويقول ابن بدران: »واعلم أنه ال يمكن للطالب أن31التفصيل«)

يصير متفقهاS ما لم تكن له دراية باألصول ولو قرأ الفقه سنين(.32وأعواماS، ومن ادعى غير ذلك كان كالمه إما جهالS وإما مكابرة«)

فال بـد مـن العناية بأصول الفقه ودراسة كتبه السالمة مـن اصـطالحات المتكلمين وتفيقههم؛ ككتاب الرسالة لإلمام الشافعي،

والموافقات لإلمام الشاطبي، وإعالم الموقعين لإلمام ابن القيم.

ـ دراسة القواعد الفقهية التي تجمع للدارس شتات المسائل:4

تلك القواعد التي ال بد للمتفقه منها حتى يتسنى له النظر الفقهي؛ إذ هي عظيمة النفع، جامعة لما تشتت من المسائل الفقهية، وقد رفع العلماء على مر التاريخ من شأن هذه القواعد، واعتبروها من

أجل العلوم، يقول القرافي: »وهذه القواعد مهمة في الفقه عظيمة النفع، وبقدر اإلحاطة بها يعظم قدر الفقيه ويشرف، ويظهر رونق الفقه وي_عرف، وتتضح مناهج الفتوى وتكشف، فيها تنافس العلماء، وتفاضل الفضالء، وبرز القارح على الجذع، وحاز قصب السبق م5ن3

ع«) (.33فيها ب5ر5

والقواعد نوعان: نوع مجمع عليه؛ كاألمهات التي تندرج تحتها معظم أبواب الفقه، مثل: )األمور بمقاصدها، اليقين ال يزول بالشك،

المشقة تجلب التيسير، الضرر يزال، العادة محكمة، إعمال الكالمأولى من إهماله(، فهذه ليست خاصة بمذهب معين.

ونوع آخر مختلف فيه باعتباره أقل شمولية من القواعد السابقة، وهو قواعد كثيرة، منها: )الضرورات تبيح المحظورات، الحدود تسقط

بالشبهات، ال يجمع بين معاوضة وتبرع، االجتهاد ال ينقض باالجتهاد،التصرف على الرعية منوط بالمصلحة(.

وقد اختـص كل مذهـب مـن المذاهـب األربعة بمؤلفات فـي القـواعـدعـد� )األشباه والنظائر( البن نجيم الفقهـية؛ ففـي المذهب الحـنفي يـ_

من أحسن ما عندهم، وفي المذهب المالكي ي_عد� كتاب )القواعد الفقهية( للمقري وكتاب )الفروق( للقرافي من أحسن وأشهر ما

ألف في القواعد على مذهب مالك، أما الشافعية فمن أجمل المؤلفات لديهم في القواعد الفقهية كتاب )األشباه والنظائر( لإلمام

السيوطي، وأما الحنابلة فمن أحسن مؤلفاتهم )القواعد الفقهية(

Page 11: كيف تنمي ملكتك الفقهية

البن رجب الحنبلي.

ـ ضرورة دراسة المتفقه علم مقاصد الشريعة:5

تلك المقاصد التي يفهم من خاللها الدارس الغايات الكبرى المقصودة من الشارع، والتي راعاها أثناء التشريع ووقت نزول األحكام، وجعل

أساسها حفظ الضروريات الخمس: )حفظ الدين، حفظ النفس، حفظالعقل، حفظ المال، وحفظ النسل(.

وقد اعتبر العلماء علم المقاصد شرطاS من شروط الفقه واالجتهاد والفتوى. ومن أهم الكتب المؤلفة في علم المقاصد كتاب اإلمام أبي

إسحاق الشاطبي المسمى )الموافقات(، ذلك الكتاب الذي يعد بحق أماS وأصالS للمؤلفات في المقاصد، وقد رتب اإلمام الشاطبي في هذا

الكتاب علم المقاصد وأصله وحققه وهذبه، كذلك ي_عد� كتاب الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور التونسي )مقاصد الشريعة اإلسالمية( من

أهم ما ألفه المتأخرون في هذا العلم؛ فهذان الكتابان من أجلالمصنفات في علم المقاصد.

ـ دراسة علم الفروق:6

الذي يتمكن الدارس به من التفريق بين المسائل الفقهية المتشابهة؛ فيفرق مثالS بين أنواع الربا المحرمة والبيوع المباحة، ويستلهم عللها

التي قد يتبين بها تحو�ل البيع من اإلباحة إلى التحريم..، إلى غير ذلك؛ فعلم الفروق شرط الكتمال ملكة الفقه، وقد عد كثير من العلماء علم

الفروق واجباS لتحصيل درجة الفتيا واالجتهاد وكمال المستوى الفقهي لدى الدارس، يقول اإلمام السيوطي: »اعلـم أن فـن األشباه والنظائر فن عظيم؛ به ي_ط�ل5ع على حقيـقة الفـقه ومـدارسـه ومآخذه

وأسراره، ويتمهر في فهمـه واستحـضاره، ويقتـدر على اإللحاق والتخريج ومعرفة األحكام التـي ليسـت بمسـطورة، والحوادث

والوقائع الـتي ال تنقضي على مر الزمان، ولهذا قال بعض أصحابنا:(.34الفقه معرفة النظائر«)

وقد خصه جمع غفير من العلماء بالتصانيف والمؤلفات، من ذلك: كتاب )الفروق( لإلمام القرافي المالكي الذي شمل، إلى جانب

القواعد الفقهية، فروقاS وافرة كما يشهد بذلك عـنوانه، كذلك كتاب عبد الرحيم بن عبد الله الحنبلي المسمى )إيضاح الدالئل في الفرق

بين المسائل(، وقد جمع كتاب )القواعد الجامعة والفروق والتقاسيمالنافعة( للشيخ عبد الرحمن السعدي فروقاS كثيرة غاية في األهمية.

\ معارف إضافية للفقيه:

Page 12: كيف تنمي ملكتك الفقهية

إلى هذه األسس الستة المتقدمة تنضاف معارف ال بد منها للمهتم بتنمية ملكته الفقهية، فالفقيه كلما ازدادت معارفه توسعت مداركه،

ولهذا قال ابن الجوزي: »للفقيه أن يطالع من كل فن طرفاS، من تاريخ وحديث ولغة وغير ذلك، فإن الفقه يحتاج إلى جميع العلوم،

فليأخذ من كل شيء منها مهماS«.. ثم قال: »فينبغي لكل ذي علم أن(.35يلم� بباقي العلوم فيطالع فيها طرفاS؛ إذ لكل علم بعلم تعلق«)

ومن أهم المعارف التي ينبغي للفقيه أن يعتني بها:

( معرفة تاريخ التشريع اإلسالمي ونشأته وتطوره، وتتبع مراحله1 وأهم المحطات التي مر بها، إضافة إلى أهمية معرفة الفرق والمناهج

والمدارس الفكرية وأصولها وطرقها في االستدالل.

( معرفة عادات العرب وقت نزول الوحي، يقول اإلمام الشاطبي:2 »ومن ذلك معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالها ومجاري أحوالها حالة التنزيل، وإن لم يكن ثم سـبب خـاص ال بـد لمن أراد الخـوض في علم القرآن منه وإال وقع ـ أي3: المتفقه ـ في الشبه واإلشكاالت التي

(، وكذلك ضرورة معرفة36يتعذر الخروج منها إال بهذه المعرفة«)الواقع الذي ستنزل عليه الفتوى، والذي هو الساحة الميدانية للفقيه.

( معرفة أسباب النزول، والوقائع التي صاحبت نزول الوحي،3 والسؤاالت التي نزلت آيات وأحاديث األحكام إجابةS عليها، ويترتب

على ذلك معرفة الناسخ والمنسوخ.

( معرفة اللغة العربية، فأهمية معرفة علوم اللغة العربيـة للدارس ال4 يدانيها شيء، يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: »ونفس اللغة العربية من

الدين ومعرفتها فرض واجب؛ فإن فهم الكتاب والسنة فرض واليفهم إال بفهم اللغة العربية، وما اليتم الواجب إال به فهو واجب«)

37.)

( طلب المتفقه ما له صلة بالفقه؛ كعلم الحساب الذي يعتمد عليه5 في كثير من أمور الترqكة ومسائل الفرائض، يقول ابن القيم: »ينبغي

للفقيه أال يكون أجنبياS عن باقي العلوم؛ فإنه ال يكون فقيهاS إال إذا أخذ من كل علم بحظ، ثم يتوفر على الفقه وينجمع عليه فإنه عز

(.38الدنيا واآلخرة«)

وهذه الملكة الفقهية الناشئة لدى طالب العلم تحتاج إلى رعاية وتعهد وحماية ووقاية لحفظها من اآلفات والمعوقات، وذلك باالرتباط باألدلة

األصلية، يقول وهبة الزحيلي:

»أدلة األحكام هي روح الفقه، ودراستها رياضة للعقل وتربية له،

Page 13: كيف تنمي ملكتك الفقهية

(.39وتكوين للملكة الفقهية لدى كل متفقه«)

\ آفات في طريق المتفقه:

هذا إضافة إلى أن المتفقه ال بد له من أخذ جميع إجراءات الحيطة؛ حتى ال تدركه بعض آفات التفقه التي قد تعتور طريقه فتوقف سيره

أو تؤدي به إلى التخاذل والخور، ومن تلك اآلفات:

عدم التدرج في طلبه للفقه في الدين، ذلك الفقه الذي ال بد فيه )1من انتقاء المدرس والتدرج أثناء التحصيل والفهم، وقد أجاد عتبة بن أبي سفيان في قوله لمؤدب ولده: »لتكن أول ما تبدأ به من إصالح ب5نيA إصالح نفسك؛ فإنA أعينهم معقودة بعينك؛ فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت، وعلمهم كتاب الله وال تكرههم عليه فيملوه، وال تتركهم منه فيهجروه، ثم رو*هم من الحديثأشوقه، ومن الشعر أعمقه، وال تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه؛ فإنA ازدحام الكالم في السمع مضلة للفهم، وكن لهم

(40كالطبيب الذي ال يعجل بالدواء حتى يعلم موضع الداء«) .

يقول ابن خلدون في مقدمة تاريخه: »اعلم أن تلقين العلومSوقليال Sفشيئا Sإذا كان على التدرج شيئا S للمتعلمين إنما يكون مفيدا قليالS، يلقي عليه أوالS مسائل من كل باب من الفن هي أصول ذلك

الباب، ويقرب له في شرحها على سبيل اإلجمال، ويراعي في ذلكقوة عقله واستعداده لقبول ما ي5رqد عليه، حتى ينتهي إلى آخر الفن«)

(. كذلك ينبغي الترتيب في دراسة العلوم حسب األولوية؛ فدراسة41 العقيدة أولى من دراسة النحو..؛ إذ العقيدة أهم المهمات وأولى

المعارف، واألحكام العينية أولى بالتقديم من األحكام الكفائية، والتي يكون المسلم أكثر عرضة لها أولى من تلك التي احتماالت تعرضه لها

أضأل.. وهكذا.

( اإلكثار من المذاهب واألقوال، واالختالف وتتبع األغلوطات وغرائب2 المسائل، مما يجعله في بداية مشواره الطلبي عرضة لمحبة اللجاج

والخصومة من غير طائل، فيخرج عن جادة الصواب، ويكون همه ومبتغاه تحقيق النصر على الخصوم واألعداء، وليس تحصيل الحق

واتباعه.

قال ابن القيم: »أخس همم طالب العلم م5ن3 قصر همته على تتبعل وال هو واقع، أو كانت همته معرفة Aشواذ المسائل وما لم ينز

االختالف وتتبع أقوال الناس، وليس له همة إلى معرفة الصحيح من(.42تلك األقوال، وقل� أن ينتفع واحد من هؤالء بعلمه«)

ومن العوائق أن يدرس الدارس األصول على مذهب والقواعد )3

Page 14: كيف تنمي ملكتك الفقهية

الفقهية على مذهب آخر، ثم يأخذ الفروق على مذهب مغاير؛ فهذا يربك الدارس ويذبذبه، فاألولى له دراسة هذه العلوم على مذهب .واحد وبمنهجية مستقيمة، تقوده إلى سلك الطريق األمثل

( التقصير في المذاكرة مع العلماء وطالب العلم، قال اإلمام4 النووي: »مذاكرة_ حاذق في الفن ساعةS أنفع من المطالعة والحفظ

(»Sوذكر الخطيب البغدادي شروط المفتي، ثم43ساعات؛ بل أياما .) قال: »فمن شرط المفتي النظر في جميع ما ذكرناه، ولن يدرك ذلك

إال بمالقاة الرجال، واالجتماع مع أهل النحل والمقاالت المختلفة ومساءلتهم، وكثرة المذاكرة لهم، وجمع الكتب ودرسها ودوام

(.44مطالعتها«)

( العـنايـة بالحفـظ دون الفـهم، وهذا يجسد قول النبي - صلى الله5 (؛ ألن مجرد الحفظ دون45 »رب حامل فقه غير فقيه«) عليه وسلم -

الفهم ال يفيد فقهاS وال علماS؛ إذ الفقه والعلم إنما يكونان بالحفظوالفهم واالستيعاب والتصور، قالت الحكماء: »حياة العلم الفهم«)

(، والفهم هو أقل وأعظم ما يتوفر لدى طلبة العلم، يقول ابن46 الجوزي: »أقل موجود في الناس الفهم والغوص على دقائق

(.47المعاني«)

( ومن العوائـق: النسيان، ومن أسبابه مقارفة المعاصي، ذلك أن6دqي بqهq م5ن ا نAه3 Sع5ل3ن5اه_ ن_ور ل5كqن ج5 هـذا العلم نـور، كما قال ـ تعالى ـ: }و5

ب5ادqن5ا{ ]الشورى: qن3 عqشــاء_ مAونـور الله ال يجتمع مع ظلمة52ن ،] المعصية، يقول اإلمام الشـافـعـي:

شكوت إلى وكيع سوء5 حفظي

فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخبرني بأن العلم نور�

ونور_ الله ال يهدى لعاصي

وما أجمل ما نقله البيهقي بسنده عن ذي النون قال: »ثالثة من أعالم الخير في العالم: التقى ]بـ[ قمع الطمع عن القلب في الخلق،

وتقريب الفقير والرفق به في التعليم والجواب، والتباعد من السلطان. وثالثة من أعالم الخير في المتعلم: تعظيم العلماء بحسن

التواضع لهم، والعمى عن عيوب الناس بالنظر في عيب نفسه، وبذل المال في طلب العلم إيثاراS له على متاع الدنيا. وثالثة من أعالم

ف معاني األقوال، وإنجاز الجواب في المقال، وكفاية الفهم: تلق� الخصم مؤونة التكرار. وثالثة من أعالم األدب: الصمت حتى يفرغ

Page 15: كيف تنمي ملكتك الفقهية

المتكلم من كالمه، ورد الجواب إذا )انتظر( منه الجواب، وإعطاء(.48الجليس حظه_ من المؤانسة والمكاثرة في وجهه حتى يقوم«)

يقـول محمـد بن عبـد العظيم الزرقاني: »وعلم الموهبة؛ وهو علـم يـورثه الله ـ تعـالى ـ لمـن عمل بما علم، وال يناله من في قلبه بدعة

رqف_ ع5ن3 ص3أ5 أو كبر أو حب دنيا أو ميل إلى المعاصي، قال ـ تعالى ـ: }س5

ق*{ ]األعراف: ح5 ضq بqغ5ي3رq الـ3 ر3ون5 فqي األ5 (.49[)146آي5اتqي5 الAذqين5 ي5ت5ك5بAر_

ومن أسباب ضياع العلم كذلك عدم التكرار؛ إذ إن م5ن3 ترك التكرار ال بدأن ينسى.

ي*دت على أسسها فإنها وخالصة القول: إن تنمية الملكة الفقهية إذا ش_ تقود إلى فهم الفقه بشكل يجعل الفقيه قادراS على تنزيل أحكامهطبقاS لمقتضيات الواقع، دون تعسف مع النصوص أو لي£ ألعناقها.

فأهمية تنمية الملكة الفقهية عند استكمالها لشروطها تتجلى في دورها الفعال في صياغتها العقل5 الفقهي الذي يحرك اآلسن من الفقه ليواكب الزمن المتغير باالجتهاد المثمر؛ الذي هو من زاوية

النصوص حركة تؤكد شمولية الشريعة وصالحيتها األبدية، ومن زاوية األفراد يعتبر تجسيداS لملكة تؤهل حامليها الستنباط األحكام الشرعية

من األدلة الفرعية التي منطلقها الوحي، وهذا هو ما قاد الفقهاء األقدمين بما رسخ لديهم من الملكة الفقهية في االستنباط والترجيح،

وحسن االختيار، وإنزال النصوص على الوقائع إلى مستوى فقهياستطاعوا به أن يغطوا حياة الناس فقهاS وفتوى.

أسأل الله ـ تعالى ـ بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا الفقه في الدين، مع اإلخالص واليقين، واتباع الصراط القويم، والحمد لله

رب العالمين، والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين.

 

البخاري، كتاب العلم، باب: من يرد الله به خيراS يفقهه في الدين، )1((؛ ومسلم، كتاب الزكاة، باب: النهي عن المسألة، 71الحديث رقم )

(1037الحديث رقم ) .

(.20479( أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه رقم )2)

(؛ وصيد الخاطر، ص4/379(؛ وزاد المعاد )3/162( انظر: اإلنصاف )3)

Page 16: كيف تنمي ملكتك الفقهية

(171.)

(1/43الموافقات ) )4( .

( البخاري، كتاب الصلح، باب: ليس الكاذب الذي يصلح بين الناس،5) (؛ ومسلم، كتاب البر والصلة واآلداب، باب: تحريم2692الحديث رقم )

(.2605الكذب والمباح منه، الحديث رقم )

(.697 ـ 14/296( انظر: اللسان: مادة )نمى(، )6)

( انظر: التعريفات للجرجاني، مادة )ملك(.7)

(.1/28( انظر: اإلبهاج للسبكي )8)

(.1/139( الموافقات )9)

(144 ـ 1/141المصدر نفسه ) )10( .

(.541( المقدمة، ص )11)

(.613( رقم )1/418( جامع بيان العلم وفضله )12)

( معحم مقاييس اللغة، مادة )خلص(.13)

( مسلم، كتاب اإلمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق14)(.1905النار، الحديث رقم )

(.18 ـ 1/17( انظر: الجامع ألحكام القرآن )15)

(.7/12( انظر: تفسير الطبري )16)

(، قال األلباني: »ضعيف«، انظر: ضعيف1/95( سنن ابن ماجة )17)(.5687الجامع )

(.1/73( الموافقات )18)

(، وصححه1/92(؛ وسنن ابن ماجة )3664( سنن أبي داود )19)(.1/47األلباني. انظر: صحيح ابن ماجة )

البخاري، كتاب بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول )20((؛ ومسلم، كتاب 1الله - صلى الله عليه وسلم - ، الحديث رقم )

اإلمارة، باب: إنما األعمال بالنية وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من

Page 17: كيف تنمي ملكتك الفقهية

(7091األعمال، رقم ) .

(.1/89( الموافقات )21)

(.1/107( المصدر نفسه )22)

( مسلم، كتاب المساجد، باب: أوقات الصلوات الخمس، رقم )23)612.)

(.1/205( العقد الفريد )24)

(459، 6/446انظر: أنوار البروق في أنواء الفروق ) )25( .

(2/236انظر: إعالم الموقعين ) )26( .

(.1/201( االعتصام )27)

( البخاري، كتاب العلم، باب: طرح اإلمام المسألة على أصحابه28) (؛ ومسلم، كتاب الجنة والنار،62ليختبر ما عندهم من العلم، رقم )

(.2811باب: مثل المؤمن مثل النخلة، رقم )

(.284( مفتاح دار السعادة )29)

(. وقد عقد15( مقدمة منهج السالكين لمحمد الخضيري، ص )30) الخطيب البغدادي في كتابه: )الفقيه والمتفقه( فصالS بعنوان: إلقاء

(.2/131الفقيه المسائل على أصحابه، )

(.7( روضة الناظر، ص )31)

(.489( المدخل إلى مذهب اإلمام أحمد، ص )32)

(1/2أنوار البروق في أنواء الفروق، مقدمة الكتاب ) )33( .

(.1/6( األشباه والنظائر، مقدمة الكتاب )34)

(.439 ـ 438( صيد الخاطر، ص )35)

(3/351الموافقات ) )36( .

(.6/38( انظر: فيض القدير )37)

Page 18: كيف تنمي ملكتك الفقهية

(.1/166( صيد الخاطر )38)

(.1/22( الفقه اإلسالمي وأدلته )39)

(.1/517( العيال البن أبي الدنيا )40)

(.1/734( تاريخ ابن خلدون )41)

(.71 ـ 70( الفوائد، ص )42)

(1/48شرح مسلم للنووي ) )43( .

(.2/334( الفقيه والمتفقه )44)

(، وقد علق عليه13374( انظر: مسند اإلمام أحمد، الحديث رقم )45)شعيب األرنؤوط بقوله: »صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن«.

(.4/332( المجالسة وجواهر العلم )46)

(.476( صيد الخاطر، ص )47)

(.2/316( شعب اإليمان )48)

(2/38( مناهل العرفان )49)