رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من...

160
ة ل رسا رة ه ا ظ م ل وا ة ن عاو م ل ا رة ار ؤ م ل وا رة خ الآ ق ي ر ط! ؤك ل س ي ف& ن ي ن م ؤ م ل ن;pma& ا م& ن+ ي, ن غ را ل ل اد2 رس3 والآ ؤة ع الد, ب ط ق لآم س3 الآ خ ي2 شام م3 لآ ل ي ع ف ا2 ش ل ا ي م ر حض لاد ا حد ل ا ؤي ل ع& ن, ب لة ل د ا, ن غ, ب يP ب ح ل ا ى ل عا ت لة ل مة ا ح ر

description

رساله رائعه في السير الى الله تاليف قطب الدعوه والارشاد الحبيب عبد الله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي

Transcript of رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من...

Page 1: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

رسالة

المعاونة والمظاهرةوالمؤازرة

للراغبين من المؤمنين في سلوكطريق اآلخرة

لإلمام شيخ اإلسالم قطب الدعوة واإلرشاد الحبيب عبد الله بن علوي الحداد الحضرمي

الشافعيرحمه الله تعالى

Page 2: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

بسم الله الرحمنالرحيم

العليم. الفتاح وأنت بالحق وافتح كريم، يا وأعن يسر رِّب9الحكيم(. العليم أنت إنك علمتنا ما إال لنا علم ال )سبحانك

بعث الذي المنان، الحنان الرزاق الوهاِّب الجواد الواحد لله الحمدO اإلنس جميع إلى برسالته وسلم عليه الله صلى أنبيائه خاتم محمدا

الهدًى من وبينات للناس هZدًىO فيه القرآن، عليه وأنزل والجان،O به و̀صى ما وألمته له وشرع والفرقان، وموسى وإبراهيم نوحا عليه، خلقه أكرم وجعله األديان، سائر على دينه وف̀ضل وعيسى،

اآلخر واليوم بالله يؤمنون للناس، أخرجت أمة خير أمته وجعل والتقوًى البر على ويتعاونون المنكر، عن وينهون بالمعروف ويأمرون

الزكاة، ويؤتون الصالة ويقيمون والعدوان، اإلثم على يتعاونون والfومة يخافون وال الله سبيل في ويجاهدون والصبر، بالحق ويتواصfون ل

على ويلوم الله، سبيل عن يصد فما والخiذالن، الزيغ أهل من الئم الله من الكلمة عليهم حق`ت الذين إال الله، حق بواجب القيام

الله عباد لنصح تجرد وال والهوان، والخزيi والخسران، بالشقاوة الحسنى الله من لهم سبقت الذين إال الله باِّب إلى ودعوتهم وأئمة النبيين، ورثة أولئك والرضوان، والفوز واألمان، بالسعادة العلم، في الراسخين المؤمنين من العالمين رِّب وخيرة المتقين

أسرار على الواقفون واإلحسان، واإليقان اإليمان بحقائق المتحققون بهذه فازوا وما والعيان، الكشف طريق من وملكوته ملكه في الله

وكمال اقتفائهم، بحسن إال المراتب، هذه إلى وصلوا وال المناقب، الله عبدi رحمةO، للعالمين الله أرسله الذي األئمة إلمام اتباعهم، آله وعلى عليه الله صلى محمد سيدنا وخليله وحبيبه ورسولهO صالة وأوان، حين كل في وسلم وأصحابه الله بدوام دائمين وسالما

الديان. الملك والتقصير، بالقصور المعترف الفقير، العبد فيقول بعد، أما باعلوي الحداد علوي بن الله عبد الشريف القدير، ربه عفو الراجي

الله بحول رسالة آمين: هذه أسالفه وعن عنه الله عفا الحسيني

Page 3: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

وضعها على حملني نافعه، ورحمته الله بفضل ووصية جامعة، وقوته الصادق الوعد في والرغبة رسوله، وأمر تعالى الله ألمر االمتثال

للعلم. والنشر الخير إلى والدعوة الهدًى على الداللة في الواردfكنp الله قال pت ويأمرون الخير إلى يدpعونf أمةq منكم تعالى: )ول

pهfون بالمعروف الله وقال المفلحون(، هم وأولئك المنكر عن وينZعpوقال الحسنة(، والموعظة بالحكمة رب̀ك سبيل إلى تعالى: )اد وال للناس لتبيننه الكتاِّب أوتوا الذين ميثاق الله أخذ تعالى: )وإذ

على الله إلى أدعو سبيلي هذه لنبيه: )قل تعالى وقال تكتمونه(، وسلم: عليه الله صلى الله رسول وقال ات̀بعني(، ومن أنا بصيرة منه أفقه هو من إلى فقه حامل فرِّ̀ب الغائب منكم الشاهد "ليبلغuدعا "من والسالم الصالة عليه بفقيه". وقال ليس فقه حامل ورِّب من ذلك ينقص ال تبعه من أجور مثل األجر من له كان هدًى إلى

O أجورهم من آثام مثلZ اإلثم من عليه كان ضاللة إلى دعا ومن شيئاO"، آثامهم من ذلك ينقص ال تبعه والسالم: "من الصالة عليه وقال شيئافاعله". مثل األجر من له كان خير على د̀ل

من إال عمله انقطع آدم ابن مات والسالم: "إذا الصالة عليه وقال عليه له" وقال يدعو صالح ولد أو به ينتفع علم أو جارية ثالث: صدقة

fعدي والسالم: "أجودكم الصالة O علiم رجل ب يوم يبعث فنشره علماوحده". أمةO القيامة

معلمي على يصلون كلهم والسالم: "الخلق الصالة عليه وقالالماء". حيتان حتى الخير الناس

الله إلى وأحبهم الله عيال كلهم السالم: "الخلق عليه وقاللعياله". أنفعهم تعالى

تعالى، الله إلى دعوتهم بمثل الله خلق ينفع أن أحد يستطيع وال وآالئه بآياته وتذكيرهم والطاعة، التوحيد من له يجب ما بتعريفهم

من له بالمتعرضين الواقع سخطه من وتحذيرهم برحمته، وتبشيرهموالفاسقين. الكافرين

السعي في رغبتي وأكد العظيم، األمر هذا امتثال على حثني وقد التي واألخبار اآليات في الواقعين الكريم الوعد هذا تحصيل إلى

في صادق السادة، من أخ سؤال أذكره لم مما معناها في وما ذكرتها نتفعي وصيةO له أكتب أن مني التمس السعادة، لسبيل سالك اإلرادة،

O ذلك إلى فأجبته بها، والفوز لألوامر االمتثال من تقدم فيما راغبا على حاجتي في سبحانه يكون وأن تعالى، الله معونة وفي بالثواِّب

Page 4: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

كان والسالم: "من الصالة عليه قوله في عنه رسوله به أخبر ما وفق العبد كان ما العبد عون في والله حاجته في الله كان أخيه حاجة في هذه وضع في نيتي أقول: أن وال الله، أستغفر أخيه" وأنا عون في

أعلم وأنا كيف الدينية، الحسنة المقاصد هذه على مقصورة الرسالة واإلرادات النفسية، والحظوظ الخفية، الشهوات من عندي ما

ربي رحم ما إال بالسوء ألمارة النفس إن نفسي أبرئ )وما الدنيوية، أعدًى هي يؤمن. بل ال والعدو عدو~، رحيم( والنفس غفور ربي إن

عدوك وسلم: "أعدًى عليه الله صلى الله رسول قال كما األعداء،يقول: حيث القائل در جنبيك". ولله بين التي نفسك

سبعين من أخبث فالنفسغوائلها تأمن ال نفسك توقO شيطانا

نفسي. شر من وأعذني رشدي ألهمني اللهم ال لما وأستغفرك أعلم، وأنا بك أشرك أن بك أعوذ إني اللهم

أعلم. منها: فصل كل أول في بقولي الرسالة هذه فصول صد̀رتZ وقد

O " بكذاوعليك" O كان الذي وأخي نفسي مخاطبة بذلك قاصدا في سبباO، وضعها O. المسلمين من عليها وقف من وسائر خصوصا عموما

الله شاء -إن بها المخاطب. وأنجو قلب في وقع لها الكلمة وهذه يفعل، وال يقول من حق في الواردين والوعيد التوبيخ تعالى- من

ذلك " دلوعليك" بقولي نفسي خاطبت إذا ألني يعمل؛ وال ويعلم على أحثها أزل لم أني وعلى علمت، بما بالعمل تتحقق لم أنها على

المؤمنين، على التلبيس يزول وبذلك إليه، تدعو ما استعمال قوله في يعقل ال من به تعالى الله وصف الذي للنفس والنسيان

الكتاِّب تتلون وأنتم أنفسكم وتنسون بالب̀ر الناس تعالى: )أتأمرون قول في يفعل وال يقول من حق في الوارد الوعيد تعقلون( ومن أفال

فتندلق النار إلى بالعالم وسلم: "يؤمر عليه الله صلى الله رسول أهل عليه فيجتمع بالرحا الحمار يدور كما النار في بها . فيدور1أقتابه كان األبعد فيقول: إن بنا ما على آذانا قد األبعد بال ما فيقولون النارويأتيه". الشر عن وينهى يأتيه وال بالخير يأمر

مثل يعمل وال يعلم الذي ملوالسالم: "العا الصالة عليه وقالنفسها". وتحرق للناس تضيء الفتيلة

تقرض برجال بي أسري ليلة السالم: "مررت عليه وقال وال بالخير نأمر كنا فقالوا أنتم؟ من فقلت نار من بمقاريض شفاههم

المعى. وهو بالكسر قتب جمع تندلق: تخرج- أقتاِّب 1

Page 5: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

من حق في يتحقق إنما الوعيد ونأتيه" وهذا الشر عن وننهى نأتيه تركه، على مصر وهو الخير على ويحث الدنيا، نية على الله إلى يدعو

إلى يدعو من فأما وسمعةO، رياءO فعله على مصر وهو الشر من ويحذر على ويحثها التقصير عن وينهاها نفسه يلوم ذلك مع وهو الله باِّب

له. مرجوة فالنجاة التشميرO أحسن يعمل وال ويعلم يعلم فالذي حال كل وعلى وأرشد حاال

يعلم. وال يعمل ال الذي من عاقبة وأحمد طريقة غنية وفيها كثيرة الكتبيعقل: ال ممن قائل قال وربما

إن القائل فهذا الزمان، هذا في الكتب تصنيف في فائدة فال وكفاية قوله: ال في أخطأ فقد وكفاية غنية الكتب في قوله: إن في أصاِّبO للقلوِّب ألن الزمان، هذا في للتصنيف فائدة كل إلى الجبلة بحكم ميالO جديد، Zنطiق الله فإن وأيضا أهله، يوافق بما زمان كل علماء ي

له فيحصل العالم موت بعد وتبقى البعيدة األماكن تبلغ والتصانيفO ويكتب العلم نشر فضل بذلك O معلما قال كما قبره، في الله إلى داعيا

O لسانه أنعش وسلم: "من عليه الله صلى الله رسول من به يعمل حقاZجرiيf بعده ه عليه أ Zالرسالة هذه سميت القيامة" وقد يوم إلى أجر

إليها: المشار المؤمنين من للراغبين والمؤازرة والمظاهرة المعاونة "رسالة

اآلخرة" طريق سلوك في

يجعل وأن المؤمنين، وسائر بها ينفعني أن تعالى الله أسألO وبتأليفها بها واعتنائي لها جمعي الكريم. لوجهه خالصا

O فأقول التوفيق وبالله االبتداء أوان وهذا O بالله مستعينا ومفوضاO إليه، واألعمال النيات في الصواِّب إلصابة يوفقني أن منه وسائال

الوكيل: ونعم حسبي وهو عليه، والقادر ذلك ولي فإنه واألقوال،

Page 6: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

إذا اليقين فإن وتحسينه، يقينك بتقوية الحبيب األخ ( أيهاوعليك) ذلك وعند شهادة، كأنه الغيب صار عليه واستولى القلب من تمكن ما الغطاء كشف وجهه: لو الله كرم علي قال كما الموقن يقول

O. ازددت يقينا كالطود يصير حتى ورسوخه وثباته اإليمان قوة عن عبارة واليقين

للشكوك يبقى ال بل األوهام، تزعزعه وال الشكوك، تزلزله ال الشامخ، ولم األذن إليها تصغ لم خارج من جاءت البتة. فإن وجود واألوهام

القلب. إليها يلتفت منه يفر بل اليقين هذا صاحب من الدنو يستطيع ال والشيطان

عليه الله صلى الله رسول قال كما بالسالمة، ويقنع ظله من ويفرقO عمر سلك وما عمر ظل من ليفرfق الشيطان وسلم: "إن إال ف̀جا

O الشيطان سلك آخر". ف̀جابأسباِّب: ويحسن اليقين ويقوًى

وأذنه بقلبه العبد يصغي المدار- أن عليه والذي األصل منها- وهو وكماله تعالى الله جالل على الدالة واألخبار اآليات استماع إلى

وعلى والقهر والسلطان واألمر، بالخلق وانفراده وكبريائه وعظمته بمعانديهم حل وما المعجزات من به أيدوا وما وكمالهم الرسل صدق

المحسنين إثابة من اآلخر اليوم في ورد وما العقوبات أنواع منالمسيئين. ومعاقبة

O األمر هذا كون وإلى تعالى: يقوله اإلشارةZ اليقين إفادة في كافياfوf Zتلfى الكتاِّب عليك أنزلنا أنا يكفiهiم لم )أ عليهم( اآلية. ي

السماوات ملكوت في االعتبار بعين ينظر أن الثاني السبب وبدائع المصنوعات، عجائب من فيهما الله بث وما واألرض،

المكونات.iنا تعالى: )سنريهم بقوله اإلشارةZ اليقين إفادته وإلى في آيات

uن حتى أنفسهم وفي اآلفاق الحق(. أنه لهم يتبيO به آمن ما مقتضى على يعمل أن الثالث السبب O ظاهرا وباطنا

هنالك. فيما االستطاعة ويبذل ذلك في ويش̀مرuهم فينا جاهدوا تعالى: )والذين بقوله اإلشارة إفادته وإلى لنهدين

fنا(. بل Zس

Page 7: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الله، بضمان والثقة الله، وعد إلى السكون اليقين ثمرات ومن الله عن يشغل أن شأنه من ما وترك الله، على الهمة بكنه واإلقبال ابتغاء في الطاقة واستفراغ الله إلى حال كل في والرجوع تعالى،الله. مرضاة

الشريفة المقامات وسائر اإليمان أصل فاليقين الجملة وعلى واألخالق وثمراته، فروعه من الصالحة واألعمال المحمودة واألخالقO، قوة لليقين تابعة واألعمال O. قال وصحة وضعفا عليه لقمان وسقما

وال يقينه، بقدر إال العبد يعمل وال باليقين، إال العمل يستطاع ال السالمZقص9ر عليه الله صلى الله رسول قال ولهذا يقينه، ينقص حتى عامل ي

Zكله". اإليمان وسلم: " اليقيندرجات: ثالث على اليقين في اإليمان وأهل

إمكان مع الجازم اليمين- التصديقZ أصحاِّب درجة _ وهي األولىباإليمان. عنها ويعبر يقتضيه، ما جاء لو والتزلزل التشكك

على اإليمان المقربين- استيالء درجة _ وهي الثانية الدرجةO وجوده يتصور ال بل النقيض، يجوز ال حتى فيه وثباته القلب، عن فضالباليقين. عنها ويعبر شهادة كأنه الغيب يصير الدرجة هذه وفي إمكانه،

الصديقين- من ورثتهم وكمل النبيين درجة _ وهي الثالثة الدرجةوالعيان. بالكشف عنها ويعبر شهادة الغيب يصير أن

والبعض فاضل وكل~ بعيد، تفاوت درجتهم في درجة كل أهل وبينالعظيم. الفضل ذو والله يشاء من يؤتيه الله فضل ذلك أفضل،

Page 8: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

قبل فيها والتفكر وتفقدها وإخالصها النية بإصالح أخي ( ياوعليك)O لها تابعة واألعمال العمل، أساس فإنها العمل، في الدخول حسنا

O O. وقد وصحةO وقبحا األعمال "إنما وسلم عليه الله صلى قال وفساداO، تقول ال أن نوًى" فعليك ما امرئ لكل وإنما بالنيات تعمل وال قوال

،O O وتكون إال أمر، على تعزم وال عمال الله، إلى التقرِّبf بذلك ناوياuة باِّب من المنوي9 األمر على سبحانه رتبه الذي الثواِّب وابتغاء المiن

والفضل. لسان على شرعه بما إال الله إلى التقرِّب يصح ال ( أنهواعلم)

األمر في الصادقة النية تؤثر وقد والنوافل، الفرائض من رسوله كمن المقاصد، حكم للوسائل أن حيث من لله قربة فيصير المباح حصول في التسبب أهله وبإتيانه الله، طاعة على التقوي بأكله ينويالله. يعبد ولد

العلم، يطلب فمن العمل، يكذبها ال أن النية لصدق ويشترط،O 9م، يعلم أن تحصيله في نيته أن ويزعم مثال ذلك يفعل لم فإن ويعل إنما أنه ويزعم الدنيا يطلب وكمن صادقة، غير فنيته منه التمكين عند

وصلة المحتاجين، على والتصدق الناس، عن االستغناء ألجل يطلبهالنيته. أثر فال عليه القدرة عند ذلك يفعل لم فإن األقربين،

O المعاصي في تؤثر ال والنية في له أثر ال التطهير أن كما شيئاO وافق فمن العين، نجس يقصد أنه وادعى مسلم غيبة على إنسانا عن سكت ومن المغتابين، أحد فهو قلبه على السرور إدخال بذلك التوق9ي بسكوته ينوي أنه وادعى المنكر عن والنهي بالمعروف األمر النية تعلقت وإذا اإلثم، في شريكه فهو المباشر قلب كسر عن

O، وصار أفسدته الطيب بالعمل الخبيثة الصالحات يعمل كمن خبيثاوالجاه. المال تحصيل بذلك وينوي

ابتغاء على مقصورة طاعتك في نيتك تكون أن أخي يا هدتفاج طاعة على االستعانة المباحات من تتعاطاه بما وانو تعالى، الله وجهتعالى. الله

كثيرة، نيات الواحد العمل في يجتمع أن يتصور ( أنهواعلم)تام. ثواِّب منها نية بكل للعامل ويكون

تعالى، الله مناجاة القرآن بقراءة ينوي أن الطاعات من مثاله معدنها، فإنه القرآن من العلوم استخراج وينوي ربه، مناج القارئ فإن

Page 9: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الصالحة النيات من ذلك غير إلى والسامعين، نفسه نفع وينويالحسنة.

قوله في ربك أمر امتثال باألكل تنوي أن المباحات من ومثاله به رزقناكم( وتنوي ما طيبات من كلوا آمنوا الذين أيها تعالى: )يا

الشكر استخراج في التسبب به وتنوي تعالى، الله طاعة على التقوي له( فقس واشكروا ربكم رزق من سبحانه: )كلوا يقول إذ لربك منك من واستكثر والمباحات الطاعات من عداهما ما المثالين هذين على

جهدك. النيات صالح عن عبارة النية أن معنيين: األول أحد بها ويراد تطلق النية إن ثم بهذا النية وتكون والقول، والعمل العزم على حملك الذي غرضكO األكثر في االعتبار O، كان إن العمل من خيرا O خيرا كان إن منه وشرا

،O عمله" من خير المؤمن والسالم: "نية الصالة عليه قال وقد شرابالذكر! المؤمن خص كيف فانظر

وعزمك الشيء فعل قصدك عن عبارة النية أن الثاني والمعنىO تكون ال النية عليه. وهذه عند اإلنسان يخلو ال ولكن العمل من خيرا

حاالت: ثالث إحدًى من شيء فعل على عزمهويعمل. يعزم أن األولى

هذه العمل. وحكم على القدرة مع يعمل وال يعزم أن والثانيةO أتى قد قبلها والتي الحالة الله رضي عباس ابن عن روي فيما مبينا كتب الله قال: "إن أنه وسلم عليه الله صلى الله رسول عن عنهما

uن والسيئات" ثم الحسنات يعملها فلم بحسنة همu بقوله: "فمن ذلك بي عشر عنده الله كتبها فعملها بها همu فإن كاملة، حسنة عنده الله كتبها

فلم بسيئة هم وإن كثيرة، أضعاف إلى ضعف سبعمائة إلى حسنات الله كتبها فعملها بها هم فإن كاملة، حسنة عنده الله كتبها يعملهاواحدة". سيئة

فيصير فعله، يستطيع ال أمر فعل على يعزم أن الثالثة الحالة عليه. والدليل ما وعليه للعامل ما نية فله عملت، استطعت لو يقول الله آتاه رجل أربعة والسالم: "الناس الصالة عليه قوله ذلك علىO O علما ما مثل الله آتاني لو آخر فيقول بعلمه، ماله في يعمل فهو وماالO الله آتاه ورجل سواء، األجر في فهما عمله مثل عملت آتاه ولم ماالO يؤته ما مثل الله آتاني لو آخر فيقول بجهله ماله في يخبط فهو علماسواء". الوزر في فهما عمله مثل عملت آتاه

Page 10: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

وسكناتك حركاتك في تعالى الله بمراقبة أخي ( ياوعليك) واستشعر حاالتك، وسائر وإراداتك وخطراتك وطرفاتك ولحظاتك

منك عليه يخفى ال عليك، ومطاع إليك ناظر أنه واعلم منك، قربه في وال األرض في ذرة مثقال من ربك عن يعزِّب )وما خافية

أينما معك وأخفى( وهو السر يعلم فإنه بالقول تجهر )وإن السماء(، والحفظ واإلعانة الهداية مع ويدل�ك واالقتدار واإلحاطة بالعلم كنت،

ال أن واجتهد الحياء، حق موالك من فاستحي األبرار، من كنت إن لم فإن تراه كأنك واعبده أمرك، حيث يفتقدك وال نهاك، حيث يراكيراك. فإنه تراه تكن

O نفسك من رأيت ومتى O أو طاعته عن تكاسال معصيته إلى ميال يفدها لم فإن ونجواك، سرك ويعلم ويراك يسمعك الله بأن فذكرها

الملكين مكان لها فاذكر تعالى الله بجالل معرفتها لقصور الذكر هذا يتلقuى )إذ عليها واتل والسيئات الحسنات يكتبان اللذين الكريمينiلقيانf لديه إال قول من يلفiظZ ما قعيد الشمال وعن اليمين عن المت

أقرِّب وأنه الموت قرِّب فذكرها التذكير بهذا تتأثر لم عتيد( فإن رقيب على وهي بها نزل متى وأنه غرة على بهجومه وخو9فها ينتظر، غائب هذا ينفعها لم فإن له، آخر ال بخسران تنقلب مرضية غير حالة

وما العظيم الثواِّب من أطاعه من به الله وعد ما لها فاذكر التخويف الموت بعد ما نفس يا لها وقل األليم، العذاِّب من عصاه من به توعuد -لنفسك فاختاري النار أو الجنة إال دار من الدنيا بعد وما مستعتfب من فسيح في والخلود والرضوان الفوز عاقبتها تكون شئت- طاعة إن

يكون معصية شئت، وإن المنان، الكريم الله وجه إلى والنظر الجنان، طبقات بين والحبس والحرمان والسخط والهوان الخزي آخرها

وركونها الطاعة عن تقاعدها عند األذكار بهذه نفسك فعالج النيران،القلوِّب. ألمراض النافعة األدوية من فإنها المعصية إلى

منه حياءq يراك الله أن استشعارك عند قلبك من ثار إن إنه ثم شيء فعندك طاعته في التشمير على ويحملك مخالفته عن يمنعك

المراقبة. حقائق من وأعلى المنازل وأرفع المقامات أشرف من المراقبة ( أنواعلم)

الصالة عليه بقوله إليه المشار اإلحسان مقام وهي الدرجات فإنه تراه تكن لم فإن تراه كأنك الله تعبد أن والسالم: "اإلحسان

في شيء عليه يخفى ال الله بأنه يؤمن المؤمنين من واحد يراك" وكل

Page 11: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

عليه يخفى ال كان أينما معه الله أن ويعلم السماء، في وال األرض المشهد هذا دوام في الشأن ولكن وسكناته، حركاته من شيء

O الله وبين بينه فيما يعمل ال أن أقلها التي ثمراته وحصول عمال أعز وراءه وما عزيز وهذا الصالحين، من رجل عليه يراه أن يستحي

O األمر آخر في العبد يصير أن إلى منه O تعالى بالله مستغرقا عمل وفانيا مليك عند صدق بمقعد والتحق الحق بشهود الخلق عن غاِّب قد سواه

مقتدر.

Page 12: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O تصير حتى سريرتك بإصالح أخي ( ياوعليك) عالنيتك من خيرا نظر مطمح والعالنية الحق، نظر موضع السريرة ألن وذلك الصالحة،

السر. بذكر وبدأ إال كتابه في والعلن السر تعالى الله ذكر وما الخلق،O سريرتي اجعل والسالم: "اللهم الصالة عليه دعائه من وكان من خيرا

صلحت السريرة صلحت صالحة" ومتى عالنيتي واجعل عالنيتيO الظاهر فإن محالة، ال العالنية O يكون أبدا O للباطن تبعا O. صالحا وفسادا

إذا مZضغة الجسد في وسلم: "إن عليه الله صلى الله رسول قال أال الجسد سائر بها فسد فسدت وإذا الجسد سائر بها صلح صلحت

القلب". وهيِّبf قد وكان عامرة سريرة له أن ادعى من ( أنواعلم) uرfعالنيته خ إصالح في اجتهد ومن كذاِّب، مدuع فهو الظاهرة الطاعات بترك

في وسكناته حركاته ووزن لسانه وتقويم وهيئته زيه بتحسين عالنيتهO باطنه وترك ومشيه وقيامه قعوده ورذائل األخالق بخبائث مشحونا

المولى. عن المعرضين والرياء التصنع أهل من فهو الطباع،O تستر أن أخي يا فإياك من تستحي كنت للناس ظهر لو شيئا

يكون العارفين: ال بعض االستقباح. قال خوف من ينشأ حياء ظهورهO الصوفي على باطنه في ما بجميع طيف لو بحيث يكون حتى صوفيا

أن تقدر لم فإن منه؛ شيء ظهور من استحيا ما السوق في طبقO سريرتك تجعل فيكون بينهما، تسوي أن من أقل فال عالنيتك من خيرا

في ومسارعتك لحرماته وتعظيمك لنهيه واجتنابك الله ألمر امتثالك العبد يضعها قدم أول سواء. وهذه حد على والمأل الخالء في مرضاته

التوفيق. ذلك. وبالله فاعلم الخاصة المعرفة طريق في

Page 13: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

من ساعة تم̀ر ال حتى العبادات بوظائف أوقاتك ( بعمارةوعليك) فبذلك بها تستغرقها الخير من وظيفة فيها لك وتكون إال نهار أو ليل

الله على اإلقبال ويدوم العمر، فائدة وتحصل األوقات، بركات تظهر والشرِّب كاألكل العادات من تتعاطاه لما تجعل أن وينبغي تعالى،

O للمعاش والسعي تخص�ها. أوقاتا اإلغفال مع يصلح وال حال، اإلهمال مع يستقيم ال )واعلم( أنه

وترتب أوقاتك توزع أن به-: ينبغي الله -نفع اإلسالم حجة بال. قالO وقت لكل وتعين أورادك من وأما سواه، فيه تؤثر وال تتعداه ال شغال

O نفسه ترك اتفق بما وقت كل في يشتغل البهائم إهمال سدًى مهمال رأس وعمرك عمرك، وأوقاتك ضائعة، أوقاته أكثر فتمضي اتفق كيف

الله جوار في األبد نعيم إلى وصولك وبه تجارتك، أصل وعليه مالك، وإذا له عوض ال إذ له، قيمة ال جوهرة أنفاسك من نفس فكل تعالى،

له. انتهى. عود فال فات أفضل كان وإن واحد بورد أوقاتك جميع تستغرق أن ينبغي والO األوراد لكل فإن فيها والتنقل األوراد تعدد بركات بذلك فتفوتك مثال

O ورد O القلب في أثرا O ونورا لغيره. ليست الله من ومكانة ومدداO السآمة من بذلك أمنت ورد إلى ورد من تنقلت إذا وأيضا رحمه الشاذلي الله عطاء ابن قال والملل، الضجر ومن والكسل،

الطاعات. لك لوuن الملل وجود منك الحق علم تعالى: لما اللهO لألوراد )واعلم( أن O أثرا الجوارح، وضبط القلب تنوير في كبيرا

منها ورد كل وفعل والتكرار المواظبة عند إال ويتأكد يظهر ال ولكنيخصه. وقت في

بوظائف ونهاره ليله ساعات جميع يستغرق ممن تكن لم فإنO لك فاجعل الخيرات مخصوصة أوقات في عليها تواظب أورادا منك أيستp ومتى عليها، المحافظة النفس لتعتاد فاتتك مهما وتقضيها فاتت متى بالقضاء تتداركها حتى أورادك بترك تسمح ال أنك النفس الرحمن عبد الشيخ سيدي وقال أوقاتها، في فعلها إلى بادرت

بعض وقال قرد، فهو ورد له يكن لم عنه: من الله رضي السقاف ظاهره في ورد له يكن لم فمن األوراد حيث من العارفين: الواردات

سرائره. في وارد له يكن لم ما األعمال من وخذ أمر، كل من الوسط ولزوم بالقصد وعليك

وسلم: "أحب عليه الله صلى الله رسول عليه. قال المداومة تطيق

Page 14: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

من السالم: "خذوا عليه قل" وقال وإن أدومها الله إلى األعمال الشيطان شأن تملوا" ومن حتى يمل ال الله فإن تطيقون ما األعمال

الطاعات من االستكثار إرادته مبدأ في للمريد يزين الله- أن -لعنه الخير فعل بترك عقبه على يرده أن ذلك من وغرضه فيها، واإلفراط

،O بأيهما اللعين يبالي وال ينبغي، الذي الوجه غير على فعله أو أصال قراءة أو قرآن تالوة أو نفل صالة األكثر في تكون األوراد إن دهاه. ثم

O أو علم O. أو ذكرا فكرا بهذه العامل إليها يحتاج التي اآلداِّب من نبذة نذكر ونحنفنقول: الدينية الوظائف

النوافل على زائد النفل صالة من ورد لك يكون أن ينبغيO له تعين الواردة من كان وقد عليه، المداومة تطيق بعدد وتضبطه وقتا ألف والليلة اليوم في ورده من تعالى الله رحمهم الصالح السلف

ورده من ومنهم عنهما، الله رضي الحسين بن علي اإلمام مثل ركعةذلك. غير إلى ركعة، ةثلثمائ ورده من ومنهم ركعة، خمسمائة

يكون وال باطنة، وحقيقة ظاهرة، صورة للصالة ( أنواعلم)ينبغي. كما وحقيقتها صورتها قيمت حتى قيمة تعالى الله عند للصالة

والقراءة القيام من الظاهرة واآلداِّب األركان فهي صورتها فأماونحوها. والتسبيح والسجود والركوع لله، والقصد النية وإخالص الله، مع الحZضور فهي حقيقتها وأماZنه واإلقبال يكون وأن عليه، القلب وجمعZ تعالى، الله على الهمة بك

O فكرك O وتكون بغيرها، نفسك تحد9ث فال صالتك على مقصورا متأدباتعالى. الله مع المناجاة بآداِّب

عليه وقال ربه"، مناج� المصلي والسالم: "إنما الصالة عليه قالبوجهه". عليه الله أقبل الصالة إلى العبد قام والسالم: "إذا الصالة السنة في ورد نفل وقت في مطلق بنفل تشتغل أن ينبغي وال

حتى قوله أو وسلم عليه الله صلى الله رسول فعل من المطهرةمنه. األكمل العدد على تأتي

وشهرتها المكتوبات قبل وردت التي الركعات عدد ذلك فمنذكرها. عن تغني

بعض ذهب وقد مؤكدة، ثابتة صالة وهي الوتر صالة ذلك ومن الله وسلم: "إن عليه الله صلى الله رسول وقال وجوبها إلى العلماء

والسالم: الصالة عليه وقال القرآن"، أهل يا فأوتروا الوتر يحب وتر وأقل ركعة، عشرة إحدًى وأكثرها منا، فليس يوتر لم ومن حق "الوتر

ركعات". ثالث عليه يقتصر أن ينبغي ما

Page 15: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

آخره من القيام في راسخة عادة له لمن الليل آخر من وفعلهاأفضل.

O" ومن بالليل صالتكم آخر والسالم: "اجعلوا الصالة عليه قال وتراله. أولى العشاء صالة بعد ففعلها القيام في عادة له تكن لم

وأكرها النفع، كثيرة مباركة صالة وهي الضحى صالة ذلك ومن وأفضل ركعتان، وأقلها ورد وقد عشرة اثنتا وقيل ركعات، ثمان

قال وقد ربعه، من قريب ومضى النهار أضحى إذا تصلى أن أوقاتها أحدكم من سالمي كل على وسلم: "يصبح عليه الله صلى الله رسول صدقة، تهليلة وكل صدقة، تحميدة وكل صدقة، تسبيحة فكل صدقة

صدقة المنكر عن ونهي صدقة، بالمعروف وأمر صدقة، تكبيرة وكل في يرد لم الضحى" فلو من يركعهما ركعتان كله ذلك من ويجزيه

لكفى. الصحيح الحديث هذا إال الصالة هذه فضل ركعة عشرون وأكثرها والعشاء المغرِّب بين الصالة ذلك ومن "من وسلم عليه الله صلى الله رسول قال ركعات ست وأوسطها

O له الله بنى ركعتين العشائين بين صلى عليه الجنة" وقال في بيتا فيما يتكلم ال ركعات ست المغرِّب بعد صلى والسالم: "من الصالةسنة". عشرة اثنتي عبادة له عدلن بشيء بينهن

أخبار فضله في ورد وقد العشائين، بين ما إحياء السنة ومن أبا شيخه شاور الحواري أبي بن أحمد أن ذلك من وحسبك وآثار،

بين ما يحيي أو النهار يصوم أن في تعالى الله رحمهما سليمان صمت متى ألني أستطيع بينهما. فقال: ال فقال: اجمع العشائين

تجمع أن تستطع لم إذا له الوقت. فقال هذا في باإلفطار أشتغلالعشائين. بين ما وأحي النهار صيام فدع بينهما

الله صلى الله رسول دخل عنها: ما الله رضي عائشة وقالتO صلى إال اآلخرة العشاء بعد بيتي وسلم عليه O، أو أربعا عليه وقال ستا

القدر". ليلى من كمثلهن العشاء، بعد ركعات السالم: "أربع بعد الصدقة السالم: "أفضل عليه قال فقد الليل ( بصالةوعليك)

صالة والسالم: "فضل الصالة عليه قال الليل" وقد صالة المكتوبة أن ورد العالنية". وقد على السر صدقة كفضل النهار صالة على الليل

O، بسبعين العالنية صدقة على تضاعف السر صدقة عليه وقال ضعفا قبلكم، الصالحين دأِّب فإنه الليل بقيام والسالم: "عليكم الصالة

ومطردة اإلثم عن ومنهاة للسيئات ومكفرة ربكم، إلى لكم ومقربةالجسد. عن للداء

Page 16: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

كان وقد الليل من قام فقد العشاء بعد صلى من ( أنواعلم) النوم بعد القيام في ولكن الليل أول من ورده يصلي السلف بعض أمر الذي التهجد وهو عجيب، وسر للنفس ومجاهدة للشيطان إرغام

لك( وفي نافلة به فتهجد الليل )ومن قوله في ورسوله الله به أهله وبين فراشه على من قام إذا العبد من يعجب الله المأثور: إن

الكريم. بوجهه عليه ويقبل مالئكته به ويباهي صالته إلىZح )واعلم( أنه fقpب بالليل. كيف قيام له يكون ال أن اآلخرة بطالب ي

O يزال ال والمريد O للمزيد طالبا األوقات. دوام على للنفحات متعرضا يوافقها ال لساعة الليل في وسلم: "إن عليه الله صلى قال، وقد

O الله يسأل مسلم عبد وذلك إياه أعطاه إال واآلخرة الدنيا أمر من خيرامسلم. ليلة" أخرجه كل

جنه فإذا محبتي ادعى من المنزلة: كذِّب الله كتب بعض وفيبحبيبه. الخلوة يحب محب كل أليس عني نام الليل

الخير جمع الله رحمه الجبرتي إبراهيم بن إسماعيل الشيخ وقالبالليل. إال والية لولي عقدت وما الليل في كله

الصفاء أراد من بكر أبي بن الله عبد العيدروس سيدي وقالالليل. جوف في باالنكسار فعليه الرباني

إلى ليلة كل الله وسلم: "ينزل عليه الله صلى الله رسول وقال داع من فيقول: هل األخير الليل ثلث يبقى حين الدنيا السماء

fهل فأعطيه، سائل من هل له، فأغفر مستغفر من هل له، فأستجيب على الحث في يرد لم الفجر". ولو يطلع حتى عليه فأتوِّب تائب من

لكفى. الحديث هذا غير الليل قيام عليه، والحث فيه بالترغيب طافحان والسنة والكتاِّب كيف

لطيفة وأذواق شريفة، منازالت بالليل القيام في بالله وللعارفين وطيب به األنس ولذة الله، من القرِّب نعيم من قلوبهم في يجدونها في الجنة أهل كان بعضهم: إن قال حتى الله، مع والمحادثة المناجاة

في الليل آخر: أهل وقال طيب، عيش لفي إنهم فيه نحن ما مثل ما سنة أربعين منذ آخر وقال لهوهم، في اللهو أهل من ألذ ليلهم تجرع بعد إال يكون ال النعيم وهذا الفجر، طلوع إال شيء غمني

الغالم: كابدت عتبة قال كما القيام، في المشقات وتحمل المرارات،أخرًى. سنة عشرين به وتنعمت سنة عشرين الليل قيام

أن ينبغي ركعات وكم بالليل صالتي في أقرأ قلت( ماذا )فإن في يواظب لم وسلم عليه الله صلى الله سول أن فاعلم أصلي القرآن تتبع أن الحسن ومن مخصوص، شيء قراءة على تهجده

Page 17: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O فتقرأه O شيئا أكثر أو أقل أو شهر في تختم حتى قيامك في فشيئانشاطك. حسب

الله صلى الله رسول قيام من روي ما فأكثر الركعات عدد وأما ما وأكثر وسبع تسع على االقتصار وورد ركعة عشرة ثالث وسلم عليهركعة. عشرة إحدًى عليه المواظبة وسلم عليه الله صلى عنه ورد

قمت إذا ويستحب لك ينبغي أنه األحاديث مجموع من ويتلخص الذي لله وتقول: الحمد بيدك وجهك عن النوم تمسح أن النوم من

السماوات خلق في )إن وتقرأ النشور، وإليه أماتنا ما بعد أحيانا السورة، آخر األلباِّب( إلى ألولي آليات والنهار الليل واختالف واألرض

O وتتوضأ تستاك ثم O، وضوءا تصلي ثم خفيفتين ركعتين تصلي ثم كامال من أو شئت إن ركعتين كل من تسلم تطولهن ركعات ثمان بعدهما

أنه رأيت إن ثم ورد، قد ذلك فكل واحدة بتسليمة تجمعهن أو أربع كل الوتر بنية ركعات ثالث صل ثم لك، بدا ما فتنفل نشاط عندك بقي

وفي 1األعلى ربك اسم سبح األولى في وتقرأ تسليمتين أو بتسليمة وال والمعوذتين، اإلخالص الثالثة وفي 2الكافرون أيها يا قل الثانية

في المذكورة الركعات وهذه شيء عشرة إحدًى هو الوتر أن تحسبO آخر شيء لسياق هذا الله صلى الله رسول قيام عن يرو لم إنه كال

عليم. سميع والله ذلك فاعلم عليك قصصناه ما غير وسلم عليه

كلها األعلى سورة أي 1 كلها الكافرون سورة أي 2

Page 18: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

على تداوم العزيز الكتاِّب تالوة من ورد لك يكون أن وينبغي لك فيكون جزء على تقتصر أن ذلك وأدنى وليلة، يوم كل في قراءته

أيام. ثالثة كل في تختم أن ذلك وأعلى ختمة شهر كل فيO القرآن لقراءة ( أنواعلم) O، فضال O عظيما القلب تنوير في وأثرا

O. قال أمتي عبادة وسلم: "أفضل عليه الله صلى الله رسول كبيرا قائم وهو القرآن قرأ وجهه: من الله كرم علي القرآن" وقال قراءة

في قاعد وهو قرأه ومن حسنة، مائة حرف بكل له كان الصالة في خارج وهو قرأه ومن حسنة، خمسون حرف بكل له كان الصالة حسنة، وعشرون خمس حرف بكل له كان طهارة على وهو الصالة

حسنات. عشر حرف بكل له كان طهارة غير على وهو قرأه ومنO تالوتك في همك يكون ( أنوإياك) دون منها اإلكثار على مقصوراوترتيل. تدبر

بالترتيل ذلك على واستعن والفهم، تلوت- بالتدبر إذا–( وعليك) يديه بين وأنك سبحانه، المتكلم عظمة قلبك في وأحضر والترسل

عند وكن ووصاك، ووعظك ونهاك فيه أمرك الذي كتابه عليه تقرأO والتمجيد التوحيد آيات قراءة قراءة وعند والتعظيم، باإلجالل ممتلئاO والوعيد الوعد آيات األوامر آيات قراءة وعند والرهب، بالرغب ممتلئا

O والزواجر O شاكرا O أو بالتقصير معترفا O مستغفرا التشمير. على عازما جواهر تستخرج ومنه المحيط، البحر هو القرآن ( أنواعلم)

المؤمنين من فيه الفهم طريق له فتح ومن الفهوم، ونفائس العلومO قراءته من يمل ال وصار علمه واتسع نوره وتم فتحه دام O، وال ليال نهارا المريد صفة وهذه بمطلوبه منه وظفر مقصوده فيه وجد قد ألنه

الصادق.O المريد يكون عنه: ال الله رضي مدين أبو الشيخ قال حتى مريدا

يريد. ما كل القرآن في يجد الحث ورد التي واآليات السور قراءة على ( بالمحافظةوعليك)األوقات. بعض في السنة في عليها

وتبارك السجدة، الم تنام أن قبل ليلة كل تقرأ أن ذلك فمن وسورة السورة، آخر إلى الرسول وآمن الواقعة، وسورة الملك، وإن وليلتها، الجمعة يوم الكهف وسورة والجمعة، االثنين ليلة الدخانالعظيمة. الفضائل من فذلك ليلة كل السبع المنجيات تقرأ أن أمكنك

Page 19: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

وخواتيم الحديد، أوائل أمسيت وإذا أصبحت إذا تقرأ أن ذلك ومنO والمعوذتين واإلخالص الحشر، O" وكذلك "ثالثا اإلخالص تقرأ ثالثا

واجعلها الكافرون أيها يا وقل الكرسي، آية مع النوم عند والمعوذتينالسبيل. يهدي وهو الحق يقول والله تقول ما آخر

Page 20: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

يزيد الذي وهو النافع العلم قراءة من ورد لك يكون أن وينبغي ما به وتعرف وآالئه، وأفعاله وصفاته وأقواله الله بذات معرفتك في

O ويورثك معصيته، من عنه ونهاك طاعته من به أمرك الدنيا في زهدا ومكائد عملك وآفات نفسك بعيوِّب ويبصرك اآلخرة، في ورغبة

عدوك. جمعه وقد األئمة وكتب والسنة الكتاِّب في ثابت العلم وهذا

له من عند الخطر، الكبيرة القدر، العظيمة كتبه في الغزالي اإلمام على فواظب اليقين، في وكمال العلم في ورسوخ الدين في بصيرة

الوصول في ورغبة الطريق سلوك في همة لك كانت إن مطالعتها كتب بين من الغزالية الكتب انفردت وقد التحقيق، مراتب إلى

في الكثير التأثير وحصول والتحرير بالجمع الصوفية من المحققينالقصير. الزمن مطالعة ومن والتفسير الحديث كتب قراءة من ( باإلكثاروعليك) بعض قال كما تام وسلوك عام فتح ذلك فإن عامة القوم كتب

العارفين. األمور على رسائلهم من يشتمل عما تحترز أن لك ينبغي ولكن مؤلفات أكثر في توجد األشياء وهذه المجردة والحقائق الغامضة

كالمعراج الغزالي اإلمام رسائل من شيء وفي عربي ابن الشيخ القواعد" قاعدة "تأسيس في 1زروق الشيخ ذكر به. وقد والمضنون

شئت، إن فراجعها المجرًى هذا تجري التي الكتب من التحذير في متأخر ألنه الكيالني، الكريم عبد الشيخ مؤلفات جملتها في يذكر ولم

O عنها االحتراز ينبغي مما آخرها عن ومؤلفاته للسالمة. إيثارا ما آخذ الكتب،ألني هذه مطالعة في علي بأس ال قائل )فإن( قال

إنما ونحن أنصفت، له( قد )قيل لقائله أفهمه ال لما وأسلم أفهمه سواء عن فتضل وجهه غير على تفهمه أن تفهمه مما عليك نخشى

فصاروا الكتب هذه مطالعة على عكفوا ألقوام ذلك وقع كما السبيل، بالله إال قوة وال حول فال واالتحاد، بالحلول وقالوا وإلحاد، زندقة في

العظيم. العلي

العباس أبو عيسى بن محمد بن أحمد بن أحمد المحدث الفقيه العالمة هو 1 في وتوفي وساح وتصوف والمدينة بمصر قرأ بالمغرِّب فاس أهل من زروق هـ899 سنة الغرِّب طرابلس أعمال من مسراته قرًى من تكرين

Page 21: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

ــه ذكــر من ورد لــك يكــون أن وينبغي ــوقت تحــده تعــالى الل أو بالعدد. لضبط بالسبحة بأس فال وحينئذ بعدد تحصره

وسالح التحقيق، ومفتاح الطريق، ركن الذكر ( أنواعلم) الله قال العارفين. وقد بعض قال كما الوالية، ومنشور المريدين،

O الله )فاذكروا تعالى أذكركم( وقال )فاذكروني تعالى OO قياما وقعوداO الله اذكروا آمنوا الذين أيها )يا تعالى جنوبكم( وقال وعلى O( ذكرا كثيرا عند تعالى: "أنا الله وسلم: يقول عليه الله صلى الله رسول وقال ذكرته نفسه في ذكرني فإن يذكرني، حين معه وأنا بي، عبدي ظن عليه منه". وقال خير مأل في ذكرته مأل في ذكرني وإن نفسي، في

السالم عليه ذكرني" وقال من جليس تعالى: "أنا الله السالم: "يقول درجاتكم في وأرفعها مليككم عند وأزكاها أعمالكم بخير أنبئكم "أال

فتضربوا عدوكم تلقوا أن ومن والورق الذهب إنفاق من لكم وخيرالله". ذكر قال بلى قالوا أعناقكم ويضربوا أعناقهم

األدِّب بوصف عليه واظب من يجدها ونتائج ثمرات وللذكر جنبه في يستحقر ما واللذة الحالوة من فيه يجد أن أقلها والحضور،

يفنى أن والمالهي. وأعالها الدنيوية اللذات من يعرفه ما كلسواه. وعما الذاكر عن بالمذكور ساكن القبلة مستقبل خلوة في طهارة على وهو قعد ومن رأًى ، وافر وأدِّب حاضر بقلب الله ذكر ثم الرأس مطرق األطراف

O قلبه في للذكر O. فإن أثرا أنوار عليه أشرقت ذلك على دام ظاهراالغيب. أسرار له وانكشفت القرِّب

يكون أن القلب وذكر واللسان، بالقلب كان ما الذكر وأفضلO والتوحيد كالتقديس اللسان على يجري الذي الذكر معنى فيه حاضرا

والتهليل. التسبيح عند األصلح والقراءة بالذكر والجهر اإلسرار من للذاكر واألفضل

يزال ال أن فاجتهد المستمر، الدائم الورد هو والذكر لقلبه، منهماO لسانك بينه الجمع يمكن ال ورد وقت في إال حال كل في منه رطبا

من وغيرها العبادات هذه في ويكون والتفكر، كالقراءة الذكر وبينO القربات واحد معنى على تقتصر وال األعم، بالمعنى تعالى لله ذاكرا

ورد. نوع كل من لك يكون أن ينبغي بل الذكر من أدبار في الواردة واألدعية األذكار على ( بالمحافظةوعليك)

من ذلك غير إلى واليقظة، والنوم والمساء، الصباح وعند الصلوات،

Page 22: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

عليه الله صلى الله رسول سنها فما المتعاقبة، واألحوال األوقاتO تكون أن إال ألمته وسلم الشر من والنجاة بالخير الفوز إلى لهم سببا

مكروه ناله ذلك بعد ثم أهملها والحال. فمن الوقت ذلك في الواقعيننفسه. إال يلومنu فال محبوبه وبين بينه حيل أو

لإلمام األذكار كتاِّب بمطالعة فعليه ذكرناه بما العمل أراد ومنO. المسلمين عن وجزاه الله رحمه النووي خيرا

كل بعد تقول أن وأفضله الصلوات أدبار في ورد ما آكد ومنO وتسبح عبادتك، وحسن وشكرك ذكرك على أعني مكتوبة: اللهم ثالثا

ال وحده الله إال إله بال المائة وتختم كذلك وتكبر كذلك وتحمد وثالثين هذه وقل قدير، شيء كل على وهو الحمد وله الملك له له شريك أن وقبل رجلك ثان مرات" وأنت ويميت( "عشر )يحيي بزيادة الكلمةوالمغرِّب. والعصر الفجر صالة بعد تتكلم

وبحمده الله وأمسيت: سبحان أصبحت إذا تقول أن ذلك ومن "كذلك" وال أكبر والله الله إال إله وال لله والحمد الله "مائة" وسبحان

شيء كل على وهو الحمد وله الملك له له شريك ال وحده الله إال إلهمرة". "مائة يوم كل في قدير

O لك واجعل عليه الله صلى الله رسول على الصالة من وردا وباِّب وسلم، عليه الله صلى الله نبي وبين بينك وصلة فإنها وسلم، والسالم، الصالة عليه حضرته من بواسطته المدد منه عليك يفيض

الله صلى مرة عليه صلى عليه: "من وسالمه الله صلوات قال وقدO" وقال بها عليه وأقربكم إلي والسالم: "أحبكم الصالة عليه عشراO مني في بها الله أمر صالة" وقد علي أكثركم القيامة يوم مجلسا وسلموا عليه صلوا آمنوا الذين أيها تعالى: )يا بقوله العزيز كتابه

O( فامتثل السالم وبين بينها واجمع تستقلل، وال منها واستكثر تسليمامعه. آله على وصل

O، ويومها الجمعة ليلة في منها وأكثر السالم: عليه لقوله خصوصا الله األزهر" صلى واليوم الغراء الليلة في علي الصالة من "أكثروا

العالمين. رِّب لله والحمد وسلم آله وعلى عليه

Page 23: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

له تعين وليلة يوم كل في التفكر من ورد لك يكون ( أنوينبغي) وأجدرها وأصفاها أفرغها للتفكر األوقات وأحسن ساعات، أو ساعة

الليل. جوف القلب حضور في ومن التفكر، صحة على موقوف والدين الدنيا صالح )واعلم( أن

ساعة "تفكر ورد وقد خير، كل من وافر بحظ أخذ منه حظه أعطىسنة". عبادة من عبادة من خير

العارفين بعض وقال كالتفكر، عبادة وجهه: ال الله كرم علي وقالله. إضاءة فال ذهبت فإذا القلب سراج الله: الفكرة رحمهم

عجائب في تتفكر أشرفها- أن وهو– فمنها كثيرة، الفكر ومجاري من بث وما والباطنة، الظاهرة قدرته وآثار الباهرة، الله عاتومصن

والسماوات. األرض ملكوت في اآليات وقد وأسمائه، وصفاته الله بذات معرفتك في يزيد التفكر وهذا

من مابثواألرض( و السماوات يف ماذا انظروا )قل بقوله عليه حث آيات األرض )وفي تعالى الله نفسك. قال في المصنوعات عجائب

تبصرون(. أفال أنفسكم وفي للموقنين أوصلها التي وأياديه الله آالء في تتفكر أن لك ينبغي أنه واعـلم

الله آالء تعالى: )فاذكروا الله قال عليك أسبغها التي ونعمه إليك، تحصوها( ال الله نعمة تعد�وا تعالى: )وإن الله تفلحون( وقال لعلكمالله(. فمن نعمة من بكم تعالى: )وما وقال

بشكره واالشتغال الله، بمحبة القلب امتالء التفكر هذا وثمرةO O باطنا ويرضاه. يحبه كما وظاهرا ونظره بك، الله علم إحاطة في تتفكر أن لك ينبغي ( أنهواعلم) ما ونعلم و اإلنسان خلقنا تعالى: )ولقد الله قال عليك، واطالعه إليك،

تعالى: الوريد( وقال حبل من إليه أقرِّب ونحن نفسه به توسوس تر تعالى: )ألم بصير( وقال تعملون بما والله كنتم أينما معكم )وهو

ثالثة نجوًى من يكون ما األرض في وما السماوات في ما يعلم هلال أنرابعهم( اآلية. هو إال

أو نهاك حيث يراك أن الله من تستحي أن ثمرته التفكر وهذاأمرك. حيث يفتقدك

موالك، عبادة في تقصيرك في تتفكر أن لك ينبغي ( أنهواعلم) خلقت تعالى: )وما الله نهاك. قال عنه ما بإتيانك لسخطه وتعرضك

O خلقناكم أنما تعالى: )أفحسبتم ليعبدون( وقال إال واإلنس الجن عبثا

Page 24: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

بربك غرك ما اإلنسان أيها تعالى: )يا ترجعون( وقال ال إلينا وأنكمO ربك إلى كادح إنك اإلنسان أيها تعالى: )يا الكريم( وقال كدحا

فمالقيه(.

نفسك لوم على ويحملك الله، من خوفك في يزيد التفكر وهذاالتشمير. ومالزمة التقصير ومجانبة وتوبيخها،

وكثرة الدنيا، الحياة هذه في تتفكر أن لك ينبغي ( أنهواعلم) ودوامها. قال ونعيمها اآلخرة وفي زوالها، وسرعة ووبالها، أشغالها

الدنيا في تتفكرون لعلكم اآليات لكم الله يبين تعالى: )كذلك الله وأبقى( خير واآلخرة الدنيا الحياة تؤثرون تعالى: )بل واآلخرة( وقال

اآلخرة الدار وإن ولعب لهو إال الدنيا الحياة هذه تعالى: )وما وقاليعلمون(. كانوا لو الحيوان لهي

اآلخرة. في والرغبة الدنيا في الزهد لك يثمر التفكر وهذا وحصول الموت، نزول قرِّب في تتفكر أن لك ينبغي ( أنهواعلم)

الذي الموت إن تعالى: )قل الله الفوت. قال بعد والندامة الحسرة فينبئكم والشهادة الغيب عالم إلى تردون ثم مالقيكم فإنه منه تفرون

تعملون(. كنتم بما لعلي ارجعون رِّب قال الموت أحدكم جاء إذا تعالى: )حتى وقال

O أعمل قائلها(. هو كلمة إنها كال تركت ما في صالحا عن أوالدكم وال أموالكم تلهكم ال آمنوا الذين أيها تعالى: )يا وقال

O الله يؤخر تعالى: )ولن قوله الله( إلى ذكر أجلها(. جاء إذا نفسا ليوم الزاد وإعداد العمل وإصالح األمل قصر التفكر هذا وفائدة

المعاد. وصف التي واألعمال األخالق في تتفكر أن لك ينبغي ( أنهواعلم) واآلجل. قال العاجل في للفريقين أعد وفيما وأعداءه، أولياءه بها الله تعالى: جحيم( وقال لفي الفجار وإن نعيم لفي األبرار تعالى: )إن الله

O كان )أفمن O كان كمن مؤمنا من ماأتعالى: )ف يستوون( وقال ال فاسقا السورة، آخر لليسرًى( إلى فسنيسره بالحسنى وصدق واتقى أعطى قلــوبهم( إلى وجلت اللــه ذكــر إذا الــذين المؤمنون تعالى: )إنما وقال كــريم( وقــال ورزق ومغفــرة ربهم عنــد درجــات تعــالى: )لهم قولــه

ليســتخلفنهم الصــالحات وعملــوا منكم آمنــوا الذين الله تعالى: )وعدO وقــال قبلهم( اآليــة، من الذين استخلف كما األرض في تعــالى: )فكال

O عليــه أرسلنا من فمنهم بذنبه أخذنا الصـيحة أخذتـه من ومنهم حاصـبا ليظلمهم اللـه كــان وما أغرقنا من ومنهم األرض به خسفنا من ومنهم

Page 25: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

والمنافقــات تعــالى: )المنــافقون يظلمون( وقال أنفسهم كانوا ولكن قولــه المعــروف( إلى عن وينهــون بــالمنكر يأمرون بعض من بعضهم

تعــالى: )والمؤمنــون مقيم( وقــال عــذاِّب ولهم اللــه تعــالى: )ولعنهمــات ــهم والمؤمن ــاء بعض ــأمرون بعض أولي ــالمعروف ي ــون ب عن وينه العظيم( الفـوز هـو ذلـك أكـبر اللـه من قوله: )ورضـوان المنكر( إلى

واطمأنوا الدنيا بالحياة ورضوا لقاءنا يرجون ال الذين تعالى: )إن وقالالعالمين(. رِّب لله الحمد أن دعواهم قوله: )وآخر بها( إلى

اتبــاعهم على النفس وحمــل الســعداء، محبــة التفكــر هذا وثمرة النفس وحمــل األشــقياء، وبغض بأخالقهم، والتخلق بأعمالهم والعمل

وأخالقهم. أعمالهم اجتناِّب على اإليجــاز من مقصــودنا عن خرجنــا الفكــر مجــاري نتتبــع ذهبنا وإن

للعاقل. كفاية إليه أشرنا وفيما من يناسـبه مـا التفكـر من نـوع كـل عند تستحضر ( أنوينبغي) شــيء بــذكر نــوع كــل عند ذلك إلى أشرنا وقد واآلثار، واألخبار اآليات

له. المناسبة اآليات من تطلب حيث من وصــفاته تعــالى اللــه ذات في )وإيــاك( والتفكــر

مهــاوي في وهــوًى إال أحــد بــذلك ولــع فقلمــا الكيفيــة، وتعقل الماهيةO روي وقد التشبيه، تورطات في تورط أو التعطيل رسول إلى مرفوعا

في تتفكــروا وال اللــه آيــات في وســلم: "تفكــروا عليــه الله صلى اللهقدره". حق تقدروه لن فإن الله، ذات

األوراد الوظــائف. ومقصــود هــذه آداِّب من ذكــره قصدنا ما فهذا لم مــا إليــه تصــل ولن به، فعليك فيها الله مع الحضور هو إنما وروحها اللــه مع الحضور تكلف مع الظاهرة األعمال فعل وهي طريقه، تسلك علــوم عليــك وفاضت القرِّب أنوار غشيتك هذا على واظبت فإن فيها،

الحضــور ويصــير بكليته تعالى الله على قلبك يقبل ذلك فعند المعرفةO كل سجي̀ة سبحانه الله مع O وخلقا مــع الحضــور تتكلــف فتصــير راســخا

تنشــأ الحالــة هــذه وعن عليــه، تقدر لم إليه. وربما الحاجة عند الخلق من ذلــك غــير إلى تعــالى اللــه ســوًى عمــا والفنــاء واالستغراق الغfيبة

الظــاهرة األعمــال على المواظبــة كلــه ذلــك وأصل الله، أهل مواجيدفيها. الله مع الحضور تكلف مع عليها والمحافظة ذلــك فــإن عليــه، تــدوم ال أن مخافة بورد العمل تترك أن واحذر

الحماقة. من

Page 26: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

بل والفراغ، النشاط بحسب وقت كل في تعمل ال ( أنوينبغي)O تســمي أن ينبغي عنــد منــه تنقص وال النشــاط عنــد عليــه تزيــد شــيئا

الكسل. ــادات، على والمحافظة الخيرات، إلى المسارعة ( أنواعلم) العب

ــة ــات، على والمداومـ ــاء دأِّب الطاعـ ــاء األنبيـ ــداياتهم في واألوليـ بـ وأطـوعهم أعبـدهم كانوا جرم فال بالله، الخلق أعرف ألنهم ونهاياتهم، قــدر على لــه وعبادته ربه على العبد إقبال فإن وجل عز له وأخشاهم

كــان باللــه أعــرف العبد كان فكلما للمعرفة، تابعة والمحبة له، محبتهO أشد ــوًى واتباعك للدنيا جمعك شغلك عبادة. فإن وأكثر له حبا عن لله أول من ســاعة لربــك تجعل أن فاجتهد العبادات ومالزمة األوراد اتخاذ

ــك وغير واالستغفار بالتسبيح فيهما تشتغل آخره من وساعة نهارك ذل اجعــل آدم قــال: "ابن أنه تعالى الله عن روي فقد الطاعات أنواع منذلك". بين ما أكفك آخره من وساعة نهارك أول من ساعة لي

ــل آخر من وجل عز الله على عرضت إذا العبد صحيفة أن وورد ك ما أمح للملك تعالى الله يقول خير آخرها وفي أولها في كان فإن يوم ال النــاس أكــثر ولكن الناس وعلى علينا الله فضل من وذلك ذلك، بين

يشكرون.

Page 27: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

دين فإنهمــا بهمــا، واالعتصــام والسنة بالكتاِّب ( بالتمسكوعليك) ورشــد وغنم ســلم بهمــا أخــذ من المســتقيم، وصــراطه القــويم اللــه

حــاكمين فاجعلهمــا وقصــم، وحــاد ونــدم ضل عنهما حاد ومن وعصم،O أمـرك كل في إليهما وارجع فيك ومتصرفين عليك اللـه لوصـية ممتثال

اللــه أطيعــوا آمنــوا الــذين أيهــا تعــالى: )يــا اللــه رسوله. قــال ووصية فــردوه شــيء في تنــازعتم فــإن منكم األمــر وأولي الرسول وأطيعوا

خــير ذلــك اآلخــر واليــوم باللــه تؤمنــون كنتم إن والرســول اللــه إلىO( ومعــنى وأحســن ــأويال ــه: فــردوه ت ــه إلى قول إلى أي والرســول الل

والسنة. الكتاِّبــال ــه رســول وق ــه صــلى الل ــه الل ــا "أوصــيكم وســلم علي إن بمO تضلوا لن به اعتصمتم وسنتي". الله كتاِّب أبداO الهدًى على تكون أن سرك فإن ال الــتي البيضــاء للمحجــة ســالكا

O وال فيها عiوج وأقوالــك وأعمالــك وأخالقــك نياتــك جميــع فــاعرض أمتا على واعمــل خــالف، مــا ودع وافــق مــا فخــذ والســنة، الكتــاِّب على

O، األحسن واتبع االحتياط، ســبيل غــير تتبــع وال الدين، في تبتدع وال أبداالمبين. الخسران هو ذلك واآلخرة، الدنيا فتخسر المؤمنين

الصــالة عليــه قال فقد اآلراء ومختلفات األمور ( ومحدثاتوإياك) السـالم: عليـه ضـاللة" وقـال بدعـة وكـل بدعة محدثة والسالم: "كل

رد". فهو منه ليس ما هذا أمرنا في أحدث "من يوافــق ممــا الهــدًى أئمة رآه ما حسنة" وهي ثالث: "بدعة والبدع

ــك واألحسن،و واألنفع األصلح إيثار حيث من والسنة الكتاِّب ــع ذل كجم لعمــر، الــتراويح وصــالة الديوان ونصب بكر، ألبي مصحف في القرآن قتــال وأحكــام لعثمــان، الجمعــة يــوم األول واألذان المصحف وترتيب

األربعة. الخلفاء وعن عنه الله رضي لعلي البغاة والقناعــة والـورع الزهــد لسـان مذمومـة" على والثانيــة: "بدعــة

المباحة. والمساكن والمآكل الماالبس في كالتوسع وذلك فقطO" وهي مذمومة والثالثة: "بدعة الكتــاِّب نصــوص خــالف ما مطلقا

كثــير للمبتدعــة النــوع هــذا من وقع وقد األمة، إجماع خرق أو والسنة التمســك في يبــالغ لم من وكــل الفروع، في وقوعه وقل األصول في

ذلــك مــع وهــو الرســول، متابعة في وسعه يبذل ولم والسنة، بالكتاِّب وإن عليــه، تعــر9ج وال إليه تلتفت فال تعالى، الله من مكانة له أن يدعي

لــه وخــرقت المســافات له وطويت الماء على ومشى الهواء في طار

Page 28: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O يقع ذلك فإن العادات، والــرافين والكهــان والســحرة للشياطين كثيراالل، من وغــيرهم والمنجمين Zخــرiج وال الضــ� كونــه عن ذلــك مثــلf يO O استدراجا O كرامــة كونه إلى وتلبيسا فيمن االســتقامة وجــود إال وتأييــدا

والســفلة الغوغــاء على يلبسون إنما وأمثاله المغرور وهذا عليه، ظهر أن علموا فقد واأللباِّب العقول أولو وأما شك، على الله يعبدون الذين

متابعــة في تفــاوتهم حسب على الله من القرِّب في المؤمنين تفاوت وكانت أتم الله من لقرِّب كانا أكمل المتابعة كانت كلما وأنه الرسول،أجل. به المعرفة بالواليــة يوصــف رجــل زيــارة إلى البســطامي يزيــد أبو قصد وقد

Zخامــة حضرته خرج فلما المسجد في له فقعد حائــط في بهــا فــرمى ن أســرار على يــؤمن كيــف وقــال به يجتمع ولم يزيد أبو فرجع المسجد

الشريعة. آداِّب على المحافظة يحسن لم من الله اقتفى من على إال مســدودة الطــرق كــل الله رحمه الجنيد وقال

وسلم. عليه الله صلى الرسول أثر إال دليـل وال اللـه إال معين ال اللـه رحمـه اللـه عبـد بن سهل وقال

الصبر إال عمل وال التقوًى إال زاد وال وسلم عليه الله صلى الله رسولعليها. ظاهره في له تقع التي أموره جميع بعرض يستقل ال ( أنهواعلم)

بالعلمــاء مخصــوص ذلــك فــإن أحــد، كــل والسنة الكتاِّب على وباطنه من إلى بــالرجوع فعليــك ذلــك، من شــيء عن عجزت فإن الراسخين

ــذكر أهل تعالى: )فاسألوا قوله في إليه بالرجوع الله أمرك كنتم إن ال بعلمهم العــاملون وبدينــه باللــه العلمــاء هم الــذكر تعلمــون( وأهــل ال

وال تجــارة تلهيهم ال الــذين الــدنيا في الزاهــدون تعالى الله وجه ابتغاء المكاشــفون بصــيرة على اللــه إلى الــداعون تعــالى اللــه ذكر عن بيع

الله. بأسرار

زعم لقــد حــتى هــؤالء من واحد وجود األرض بسيط على عز وقد قــد ولكن موجــودون أنهم والحــق مفقــودون، أنهم األكابر من جماعة لغفلــة اإلخفــاء، ســرادقات عليهم وضــرِّب الغــيرة بــرداء الله سترهم– يعوزه لم ذلك في وجد بصدق طلبهم فمن العامة، وإعراض الخاصة

على يوضــع ال ســيف فالصــدق منهم، واحــد تعالى- وجود الله شاء إن عليــه قــال بحجــة. وقــد للــه قائم من تخلو ال واألرض قطعه، إال شيء

ال الحــق على ظــاهرين أمــتي من طائفــة تــزال والســالم: "ال الصــالةالله". أمر يأتي حتى ناوأهم من يضرهم

Page 29: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

وورثــة المصــطفى ونــواِّب األمانــة وحمــال األرض نجــوم أولئــك حــزِّب إن أال اللــه حــزِّب أولئــك عنــه، ورضوا عنهم الله رضي األنبياء،

المفلحون. هم الله

Page 30: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

"الفرقة منهاج على وتقويمه وإصالحه معتقدك ( بتحسينوعليك)ــة" وهي الســنة بأهــل اإلســالمية الفــرق ســائر بين المعروفــة الناجي

عليــه اللــه صلى الله رسول عليه كان بما المتمسكون وهم والجماعة في ســليم قلب عن مســتقيم بفهم نظــرت إذا وأنت وأصحابه، وسلم

ســير وطــالعت اإليمــان، لعلــوم المتضــمنة والســنة الكتــاِّب نصــوص مــع الحــق أن وتحققت علمت والتابعين، الصحابة من الصالح السلف

ــة ــبة باألشـــعرية الموســـومة الفرقـ الحســـن "أبي الشـــيخ إلى نســـا، وحرر الحق أهل عقيدة قواعد رتب فقد الله األشعري" رحمه أدلته

ــدة وهي ــتي العقي ــا معتتجإ ال ــدهم ومن الصــحابة عليه ــار من بع خي وهي مكـان و زمـان كـل أهـل من الحـق أهـل عقيـدة وهي التـابعين،

في القشــيري القاســم أبــو ذلــك حكى كما التصوف أهل جملة عقيدةرسالته. أول

الحسـينيين السـادة من إخواننــا وعقيــدة عقيدتنا، الله بحمد وهي صــلى الله رسول لدن من أسالفنا وعقيدة علوي، أبي بآل المعروفين

جــد اللــه إلى المهــاجر اإلمــام وكــان هــذا، يومنــا إلى وسلم عليه الله ابن علي بن محمــد بن عيســى بن "أحمــد ســيدي المــذكورين السادة وكــثرة البــدع ظهــور رأًى لمــا عنهم اللــه الصادق" رضي جعفر اإلمام

تعــالى اللــه نفــع– يــزل ولم منها هاجر بالعراق اآلراء واختالف األهواء أن إلى بهـا "حضـرموت" فأقــام أرض أتي حتى األرض، في به- يتنقل

العلم الغفــير الجم منهم اشــتهر حــتى عقبــه، في اللــه فبــارك تــوفي، من لجماعــات عــرض مــا لهم يعــرض ولم والمعرفة والوالية والعبادة

نيــة ببركــات المضلة األهواء واتباع البدع انتحال من النبوي البيت أهل تعــالى فاللــه الفتن، مواضــع من بدينــه وفــراره المــؤتمن اإلمــام هــذا

O جزًى ما أفضل عنا يجزيه الكرام آبائه مع درجته ويرفع ولده عن والدا إنــه مفتــونين وال مبــدلين غــير وعافية خير في بهم ويلحقنا عليين في

تقدم. ما جميع في كاألشعرية الراحمين. والماتريدية أرحم عقائــد من عقيــدة بحفــظ معتقده يحصن أن مؤمن لكل وينبغي

مبتغي أحســب العلم. وال في ورســوخهم جاللتهم على المجمع األئمةfه عن بعيدة واضحة جامعة عقيدة يصادف ذلك ب اإلمام عقيدة مثل الش�

قواعد كتاِّب من األول الفصل في أوردها التي عنه الله رضي الغزالي في فــانظر مزيــد إلى تشــوفت فــإن بهــا فعليــك اإلحيــاء، من العقائــدالمذكور. الكتاِّب من الثالث الفصل في أوردها التي القدسية الرسالة

Page 31: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

طلب لمجــرد فيــه الخــوض من تكثر وال الكالم علم في تتوغل وال العلم. هــذا من المطلــوِّب بهــذا تظفــر ال فإنــك المعرفــة في التحقيق

ــق أردت إن ولكن ــة في التحق ــك المعرف ــلوك فعلي ــه بس وهي طريقO التقــوًى الــتزام O، ظــاهرا في والنظــر واألخبــار، اآليــات وتــدبر وباطنــا النفس أخالق وتهــذيب االعتبار، قصد على واألرض السماوات ملكوت

الذكر بمالزمة القلب مرآة وتصقيل الرياضة، بحسن كثافاتها وتلطيف ســبيل األمــر. فهــذا لهــذا التجــرد عن يشــغل عمــا واإلعراض والفكر،

المطلــوِّب، تعــالى- على اللــه شــاء -إن عــثرت ســلكته إن التحصــيل في وبــالغوا نفوسهم جاهدوا إنما والصوفية المرغوِّب، باألمر وظفرت كمال حصول بتوقف لعلمهم ومألوفاتها عاداتها عن وقطعوها رياضتها

ــك، على المعرفــة بمقــام التحقــق يتوقــف المعرفــة كمــال وعلى ذل عنهم اللــه رضــي المحققين وأمنيــة العــارفين بغيــة هو الذي العبوديةأجمعين.

Page 32: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

ــك) ــأداءوعلي ــرائض ( ب ــاِّب الف ــاتالمح واجتن ــار ، رم من واإلكثO ذلك فعلت إن النوافل. فإنك على حصــلت الكــريم اللــه لوجه مخلصا

عنــدها تصــير الــتي المحبــة خلعــة عليــك وخلعت الله من القرِّب غاية خلعــة بــل الواليــة خلعــة وهي وباللــه، للــه وســكناتك حركاتــك جميــع

فيمــا بقولــه وسلم عليه الله صلى الله رسول إليها أشار وقد الخالفة، ممــا إلي أحب بشــيء عبدي إلي تقرِّب قال: "ما تعالى ربه عن يرويه

فــإذا أحبــه حــتى بالنوافــل إلي يتقــرِّب عبــدي يزال وال عليه افترضت الـتي ويـده بـه يبصـر الـذي وبصـره به يسمع الذي سمعه كنت أحببته

يبطش وبي يبصــر وبي يســمع فــبي بها يمشي التي ورجله بها يبطش تــرددت ومــا ألعيذنه استعاذني ولئن ألعطينه سألني ولئن يمشي وبي الموت يكره المؤمن عبدي نفس قبض في ترددي فاعله أنا شيء فيالموت". من له بد وال مساءته أكره وأنا

القدســي الحــديث هــذا عليــه انطوًى ما الله- إلى رحمك– فانظر ومــا واللطائف الدقائق من إليه أومأ ما وتأمل والمعارف األسرار من

مــا فيهــا صــار التي العظيمة المرتبة هذه إلى الموفق العبد هذا وصلO يحبه O يكرهه وما لله محبوبا عليــه فرضــه مــا بــأداء إال الله عند مكروها

ــك كانت إن السباق فالسباق لديه الزلفى ابتغاء النوافل من واإلكثار ل الرجــال درجــات بلوغ في ورغبة الكمال مراتب إلى الوصول في همةالتحقيق. شعاع لك وبد الطريق لك وضح فقد

O النوافل في ورحمته فضله جعل قد الله ( أنواعلم) يقــع لما جبرا من بنفــل إال الفريضــة خلــل يجــبر ال الفــرائض. ولكن في الخلــل من

والنفــل األصــل هو والفرض بالصيام، والصيام بالصالة، كالصالة نوعهاO أحســن يتنفل وال المحارم ويجتنب الفرائض يؤدي والذي له، تابع حــاال

ــاك الفــرائض، بعض إهمــال في ويقــع النوافــل يتعــاطى ممن أن فإيO الفرائض من شيء عن تعرض بــترك فتأثم النوافل من بشيء اشتغاال

يشــتغل من مثــل ذلــك في وتقــع النافلــة منك الله يتقبل وال الفريضة مــا بتحصــيل االشــتغال ويترك فضيله حقه في هو الذي العلم بتحصيل

الكســب عن يقعد ومن وباطنه، ظاهره في فريضة العلم من عليه هوO عليه القدرة مع النـاس يتكففون عياله ويترك العبادات بنوافل اشتغاال

معناهما. في مما عداهما ما الصورتين هاتين على فقس من عليــك اللــه فــرض ما بامتثال القيام إلى تصل ال ( أنكواعلم)

شــرع بما العمل وإلى معصيته من عليك الله حرم ما واجتناِّب طاعته

Page 33: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فقــد بطلبــه فعليــك لعلم،بــا إال زلفى إليه تقربك التي النوافل من لكمسلم". كل على فريضة العلم طلب"والسالم: الصالة عليه قال

O الــواجب كون تعرف وبالعلم O، والمنــدوِّب واجبــا والمحــرم منــدوبا،O المحــرم وتــترك المنــدوِّب وتفعل الواجب تؤدي كيف وتعرف محرما

مــدار بــه اعمل وعلى وعليه عنه، لك غنى وال العلم من لك بد ال فإذنواآلخرة. الدنيا في سعادتك

بســبب عليه العائد الضرر كان علم بغير الله عبد من ( أنواعلم) نفسـه أتعب قــد عابـد من وكم بهـا، لـه الحاصل النفع من أكثر عبادته

غــير أنها أو طاعة أنها يرًى معصية على مصر ذلك مع وهو العبادة في بـاِّب في عــربي بن محمـد باللــه العــارف الشـيخ ىحك معصـية. وقــد

ــه المغــرِّب أهــل من رجــل عن الفتوحــات من الوصــايا ــير كــان أن كثO اشترًى وأنه العبادة في االجتهاد فـسأله شيء، في يستعملها ولم 1أتانا فــرجي! بهــا ألحصــن إال أمســكتها قال: ما إمساكها، سبب عن إنسان وبكى أشــفق بتحريمــه عرفــه فلمــا البهائم، إتيان تحريم يعلم ال وكانOانتهت بكاء .O بمعناها. الحكاية شديدا

الفرائض جميع وجوِّب يعلم أن هو مسلم كل على الواجب والعلم اللــه حــرمهن الــتي المحرمــات جميــع وتحريم عليه الله فرضهن التي

إرادة عنــد إال يجب فال الــواجب الشــيء فعــل بكيفية العلم عليه. وأماO المحــرم شهر في أسلم أو بلغ فمن مباشرته عليــه الــواجب كــان مثال

O ــلوات وجوِّب ويتعلم بهما، وينطق الشهادتين معنى يتعلم أن فورا الص أن عليــه الواجب ومن وأحكامها، أركانها معرفة من يجب وما الخمس العينيــة الواجبــات من وغيرهــا والحج والزكــاة الصــوم وجــوِّب يعــرف بالباطــل النــاس أمــوال وأخــذ الخمــر وشــرِّب الــزنى تحــريم ويعرف كيفيــة يتعلم أن عليــه يجب ال ولكن الشــريعة المحرمــات من وغيرهــا إال الزكــاة كيفية وال الحج، وإرادة رمضان مجيء عند إال والحج الصيام

O يملك حتى أعلم. والله الزكاة إخراج وقت ويجيء يزكى ماال تكــاد ال المســلمين بين معروفــة العينيــة والواجبــات والمحرمــات

جميــع يتلقى أن إال يكفــه ول األحكــام. نعم معرفــة المهم وإنما تخفى وتصـيب تخطئ بـالحق. والعامـة ويـدين اللـه يخشـى عــالم من ذلـك االقتــداء فإن بهم، اقتداء يتركونه ما وتترك يفعلونه ما تفعل أن فإياك

بعلمــه. فــإذا يعمــل عــالم اليــوم عز وقد العاملين، بالعلماء إال يصح الO يفعل الزمان هذا في العالم رأيت ــه يجهل مما يتركه أو شيئا O كون ــا حق

الحمار األتان: أنثى 1

Page 34: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O أو عن تســأله حــتى الــترك أو الفعل في رؤيته بمجرد تكتفي فال باطال تحصيل في المسلم يحتاج وال الدين، من وحكمه الشرع في ذلك وجه

في مشــقة تلحقه يكاد وال مدة، طول إلى العلم من عليه فرض هو ما مــع يجلس أن ذلــك تعلم في الفطن الطــالب ويكفي لســهولته، ذلــك

رسول إلى أعرابي جاء وقد زمان من ساعتين أو ساعة المتقن العالم يعلمــه أن فســأله منــبره على يخطب وهــو وسلم عليه الله صلى اللهخطبته. فأتم المنبر صعد ثم فعلمه منبره عن فنزل الله علمه مما

ــة وعلى ــه ويغنم يســلم أن أراد فمن الجمل ــدخل ال أن فعلي في ي اللــه حكم مــا يعلم حــتى فيــه دخل قد شيء فعل على يقيم وال شيء

فجميــع التحــريم أو اإلباحــة أو النــدِّب أو الوجوِّب من الشيء ذلك في األمــر هــذا أن واألشــبه األربعــة، األمــور هــذه أحــد عن تخلو ال األشياءمسلم. كل على واجب قــد فــالعموم وخصــوص، عمــوم إلى ينقســمون المؤمــنين إن ثم يبــادر من وأحســنهم المحرمــات، وفعــل الواجبــات تــرك في يقعــون في وينهمكــون النوافــل فعــل على يحرصــون وال واالســتغفار، بالتوبة

بكــل المحرمات ويتركون الواجبات فيؤدون الخصوص وأما المباحات، على المباحــات من ويقتصــرون المندوبات فعل على ويحافظون حال

وباللــه النــواهي واجتنــاِّب األوامــر بامتثــال القيام إلى وسيلة يكون ماالتوفيق.

Page 35: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O النظافـة ( بلزوموعليك) O، ظـاهرا نظافتـه كملت من فـإن وباطنـاO وسريرته بروحه صار fكا O، مل O وصــورته بجســمه كــان وإن روحانيا بشــرا

O. وقد الــدين : "بــنيوســلم عليــه اللــه صــلى الله رسول قال جسماني̀ا يحب نظيــف اللــه والســالم: "إن الصــالة عليــه النظافــة" وقــال على

النظافة". كالكبر األخالق، رذائل عن النفس بتزكية الباطنة النظافة وتحصل

ــاء ــد والري ــدنيا وحب والحس ــا، ال ــا وأخواته ــارم وتحليته األخالق، بمكوأخواتها. والسخاء واإلخالص والحياء كالتواضع

ــائق ــذا وحقـ ــة األخالق هـ ــا من الخالص وطريقـ ــبيل رذائلهـ وسـ من الثــاني الشــطر في الغــزالي اإلمــام جمعــه قد لفضائلها التحصيل

واستعماله. ذلك بمعرفة فعليك اإلحياء وفعـــل المخالفـــات بـــترك فتحصـــل الظـــاهرة النظافـــة وأمـــا

الموافقات. بالتخلق باطنه وعمر الصالحة، األعمال بمالزمة ظاهره زين فمن بعده بقدر منها نصيب فله وإال نظافته كملت فقد المحمودة، باألخالق

محاسنها. من وقربه واألعمال األخالق منكرات عن أخــذ من الشــرع إليــه أرشــد مــا الظــاهرة النظافــة أقســام ومنواألنجاس. األحداث من والتطهر األدناس، وإزالة الفضالتــة فمن ــك: إزال ــعر ذل ــة، ش ــف العان ــط ونت ــه، أو اإلب وقص حلق إلى اليمــنى ســبابة من يبتــدئ أن ويســتحب الظفــر، وتقليم الشارِّب، وأمـا اليمـنى، بإبهـام ويختم إبهامهـا إلى اليسرًى خنصر ومن خنصرها في كالتخليــل اليســرًى بخنصــر ويختم اليمــنى بخنصــر فيبــدأ الرجالنO. أربعين كل عن األشياء هذه فعل تأخير ويكره الوضوء، يوما وأغــواره البــدن معــاطف في تجتمع التي األوساخ إزالة ذلك ومن

المنخرين، في القذر ومن العينين، على الرمص من يجتمع وما بالماء،بالخالل. األسنان بين الطعام ومن ويتأكــد أولى، األراك من وكونــه بالســواك، فمك ( تنظيفوعليك)

تدنســت كلمــا بالمــاء ثيابــك وتنظيف العبادات، في الدخول إرادة عندبالمترفين. وتشبه إفراط غير من

وترجيلهـــا اللحيـــة، شـــعر للنظافـــة: دهن التابعـــة الســـنة ومن عين كــل في باإلثمــد واالكتحال تبقيته، يقصد شعر كل وكذا بالمشط،

،O الطيب واســتعمال كذلك، ليلة كل في يكتحل السالم عليه وكان ثالثا

Page 36: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

وغـيره، اإلنسـان من الثـائرة الكريهـة الـروائح يستر فإنه منه واإلكثار اللــه رسول كان وقد اإلسالم، جموع وسائر الجمعة حضور عند ويتأكد على الطيب بريــق رئي وربمــا منــه، ويكثر يحبه وسلم عليه الله صلى

في طيب لــه الســالم عليــه كان فقد وإال به ليستن وذلك رأسه مفرقــده ــتغني جس ــه يس ــتى الطيب عن ب ــانوا إنهم ح ــون ك ــه يجمع عرق

ــه ويخفى ريحه يظهر بما الرجل يتطيب أن ويستحب به فيتطيبون لونذلك. بضد والمرأة

مع منها شيء أصابك نفإ كلها، النجاسات عن ( باالحترازوعليك) الحــال في باالغتســال فبادر جنابة أصابتك وإذا بغسله، فبادر الرطوبة

في اللبث عليــه حــرم ولــذلك اللــه حضــرة عن مطــرود الجنب فــإنالقرآن. وتالوة المسجد ذهبت وإذا جنب فيــه الــذي الــبيت تــدخل ال المالئكــة أن ورد وقدناحية. كل من الشياطين جاءت المالئكة

عديــدة آلفــات بــذلك فتتعرض جنب وأنت تنام أو تأكل أن واحذرــإن ز فال الحــال في االغتســال عن عجــزت ف iعجــf الفــرج غســل عن ت

والوضوء. على تــزال ال أن واجتهــد فريضــة لكــل الوضــوء ( بتجديــدوعليك)

ــتى المؤمن سالح الوضوء فإن أحدثت؛ كلما الوضوء وجدد طهارة، ومO السالح كان رجــل جــار وقــد منك، الدنو على العدو يتجاسر لم حاضرا يعلمــه أن يســأله عنــه اللــه رضــي الشــاذلي الحســن أبي الشــيخ إلى

ــا يتوضأ أن عليه وشرط سنة عنده يقيم أن الشيخ فأمره الكيمياء كلم الســنة كملت فلمــا ذلــك، بعــد التعليم ووعــده ركعــتين ويصلي أحدثO الدلو فطلع ماء منها يستقي بئر إلى الرجل ذلك ذهب O مملوءا ــا أو ذهبO البئر؛ في فصبه فضة لــه فقــال فــأخبره الشــيخ إلى وجــاء فيــه زهــدا

O ونصبه كيمياء كلك اآلن صرت الشيخ: قد تعالى. الله إلى داعيا

على تداوم أن تقدر لم توضأت. فإن كلما ركعتين ( بصالةوعليك) القرآن وقراءة المسجد في الجلوس عند تدعها ال أن فاجتهد الطهارة

العبادات. من ذلك ونحو للذكر والقعود والعلم

ذلــك من الفــرض على تقتصــر أن فاحذر اغتسلت أو توضأت وإذا غسله من بلغك ما نحو على واآلداِّب السنن على تحافظ أن ينبغي بل

والسالم. الصالة عليه ووضوئه

Page 37: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ــل ( أنوينبغي) ــات بعض في تغتس ــة األوق ــة بني لم وإن النظاف الجمعــة يــوم االغتســال على الســنة في الحث ورد وقــد جنابــة تصبك

األوقــات بعض في لكن التنظيــف في كــاف وهــو بــه فعليك لحاضريهااألشخاص. بعض حق وفي

اللــه إال إله ال أن فقل: أشهد الغسل وكذا الوضوء من فرغت وإذاO أن وأشهد له شريك ال وحده ورسوله. عبده محمدا

Page 38: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O السنة آداِّب على ( بالمحافظةوعليك) O ظاهرا وعادة وباطنا الله صلى الله برسول االقتداء لك ويتم المتابعة لك تكمل وعبادة

الهدًى. ونبي الرحمة رسول وسلم عليه من شيء في تدخل فال الصديقين من تكون أن سرك وإنO– العادات رسول فيه دخل هل وتنظر تبحث العبادات- حتى عن فضال

تجدهم لم فإن األئمة، الصحابة من أحد أو وسلم عليه الله صلى الله اإلباحة، شملته وإن عنه، فأمسك ذلك على القدرة مع فيه دخلوا فيه دخلوا رأيتهم وإن تركه، في علموه لخير إال عنه أمسكوا ما فإنهم

O فاعرف بعض أمسك وقد ذلك، في بهم واقتد فيه دخولهم كيفية أوال أكله والسالم الصالة عليه أنه بلغني قد وقال البطيخ أكل عن العلماء

أتركه. فلذلك له تناوله كيفية يبلغني لم ولكن الله شاء إن بعده فيما ويأتي الفصل هذا قبل فيما تقدم وقد

العبادات. في عليها المحافظة تتأكد التي اآلداِّب من نبذة تعالى المحافظة ينبغي التي اآلداِّب من نبذة الفصل هذا في اآلن ونذكر

فنقول: العادات في عليها الله حفظه النبوية اآلداِّب على عاداته في حافظ من أن اعلم

على وحصل الردية واألخالق األعمال من وراءها ما إلى التعدي من تلك في بحكمته الله جعلها التي والدنيوية الدينية نافعموال المصالح

ه ومن العادية، األمور uأدناس من والطهارة الحرية له تكمل أن سر وباطنه ظاهره في وسكناته حركاته فليجعل البشرية الحظوظ وكيفما والعقل، الشرع إلشارة تابعة الشرعي، بالقانون مضبوطة

على فيها الدخول به فالمقصود الصوفية لسان على العادات ذم وقع اآلداِّب على محافظة دون معها واالسترسال والهوًى الشهوة مقتضى

الشرعية. على حث أن األصــل" بعــد "األربعين في اإلســالم حجــة قــال وقد

العــادات في كلــه أســرارها: هــذا من شيء على ونبه الرسول متابعةO السنة لتارك أعرف فال العبادات في وأما O إال وجها Oخ كفرا O أو فيــا حمقــاO ذلك. فاعرف جليا

فإن الله باسم أمورك جميع تصدر أن لك ينبغي ( أنهواعلم) أوله في الله تذكرت-: باسم -إذا فقل األمر أول في تسمي أن نسيت

فإذا صالحة؛ بنية إال العادات من شيء في تدخل ال أن واجتهد وآخره، باليمين وابدأ بسترها الله أمرك التي عورتك ستر به فانو ثوبك لبست

Page 39: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

نصف إلى وقميصك إزارك وارفع النزع، في وأخ9رها القميص نحو في على ثوبها إرسال وللمرأة الكعب، تجاوزن فال أبيت فإن الساق،O ناحية كل من األرض إلى قميصك كم واجعل ذراع، ثلثي من قريبا كم كان وقد تسرف، فال زدت وإن األصابع أطراف إلى أو الرسغ له قميص علي وقطع الرسغ، إلى وسلم عليه الله صلى الله رسول

وال لبسه، إلى تحتاج ما إال المالبس من تتخذ وال األصابع، أطراف إلى عورتك تكشف وال ذلك في وتوسط أخشنه وال الملبوس أنفس تتحر

O وال منها شيء كشف إلى الحاجة دعت ومتى حاجة، لغير منها شيئا ثوبك: "الحمد لبست إذا هو. وقل إال إله ال لذيا الله بسمعنده: فقلقوة". وال مني حول غير من ورزقنيه هذا كساني الذي لله

وكــبر األكمــام توســيع السنة من وليس العمامة لبس السنة ومنالعمائم.

يحرم به النطق يحل ال كالم وكل بخير، إال تنطق ال ( أنوعليك) حديث إلى واصغ ورتبه، كالمك فرتل تكلمت وإذا إليه، االستماع عليك

الذي الكالم من كان إن إال كالمه أحد على تقطعن وال حدثك من حدثك لمن تظهر وال الكالم، في المداخلة واحذر كالغيبة، الله يسخطO حدثك وإذا الجليس، يوحش مما ذلك فإن تعرفه؛ أنك تعرفه حديثا

له تقل فال المنقول الوجه غير على حكاية لك حكى أو بكالم إنسان فعرفه الدين بأمر ذلك تعلق فإن وكذا، كذا ولكنه تقول كما ليس

برفق. الصواِّب به تحلف وال بالله، الحلف وإكثارf يعنيك ال فيما ( والخوضfوإياك)O إال تعالى مناقض فإنه أنواعه بجميع الكذِّب واحذر الحاجة، عند صادقا

لإليمان. سائر واجتنب المزاح، من واإلكثارf والنميمة ( والغيبةfوإياك) مذمومه، عن تمسك كما الكالم رديء عن وأمسك القبيح، الكالمO كان فإن تقول أن قبل تقول فيما وتفكر فاصمت. وإال فقل خيرا

ذكر إال له ال عليه آدم ابن كالم والسالم: "كل الصالة عليه وقالمنكر" عن نهي أو بمعروف أمر أو الله

O الله والسالم: "رحم الصالة عليه وقال O قال امرءا أو فغنم خيرافسلم". شر عن سكت

يلقي ما بالكلمة ليتكلم الرجل والسالم: "إن الصالة عليه وقالO لها الثريا". من أبعد بها يهوي باال

مشيت وإذا حاجة، في أو خير إلى إال قدميك تنقل ال ( أنوعليك) عين من بذلك فتسقط تتبختر وال مشيتك في تختال وال تستعجل، فال

Page 40: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ويمشى عقبك يوطأ أن تحب وال أمامك يمشى أن تكره وال الله، تمشي وأنت االلتفات تكثر وال المتكبرين، أخالق من ذلك فإن خلفك

إذا والسالم الصالة عليه وكان الفضول، لمجرد طريقك في تقف وال ولم وقف ورائه من نودي وإذا صبب من ينحط كأنما يتقلع مشى

يلتفت.O واجلس عورتك على بالتحفظ جلست ( إذاوعليك) مستقبال والتحرك االضطراِّب تكثر وال والوقار الخشوع هيئة على القبلة

مجلسك. من والقيام وجوه في والتثاؤِّب والتجشؤ والتمطط الحك من ( واإلكثاروإياك)

فيك. على اليسرًى يدك فضع التثاؤِّب أخذك وإذا الناس تجعل أن استطعت وإن القلب يميت فإنه الضحك ( وكثرةوإياك)

تقول: "سبحانك حتى مجلسك من تقم وال فافعل، التبسم ضحكك إليك" فقد وأتوِّب أستغفرك أنت إال إله ال أن أشهد وبحمدك اللهمذلك. مجلسه في كان ما له غفر ذلك قال من أن ورد

O األيمن جنبك على فاضطجع النوم أردت وإذا O للقبلة مستقبال تائباO الذنوِّب جميع من O: باسمك الليل قيام على عازما ربي اللهم قائال

يوم عذابك قني اللهم ذنبي، لي فاغفر أرفعه باسمكو جنبي وضعتO" أستغفر عبادك تجمع الحي هو إال إله ال الذي العظيم الله "ثالثا

O" وقل: سبحان إليه وأتوِّب القيوم O الله "ثالثا وثالثين" مرة "ثالثاO أكبر والله كذلك لله والحمد وثالثين". "أربعا

عنها. تغفل فال هذه غير أذكار وللنوم تعالى، الله ذكر على وأنت النوم وليأخذك طهارة، على إال تنم وال

النوم كثرة إلى ذلك فيدعوك الوطيئة الفرش على النوم تتعود وال الله أعد ما رأيت إذا وتحسرك حزنك فيعظم بالليل، القيام وترك

صعيد في الناس والسالم: "يحشر الصالة عليه قال للقائمين. وقد المضاجع عن جنوبهم تتجافى كانت الذين أين مناد فينادي واحد

حساِّب". بغير الجنة فيدخلون قليل وهم فيقومون عليه داوود بن سليمان أم والسالم: "قالت الصالة عليه وقال

يأتي بالليل النوم يكثر من فإن بالليل، النوم تكثر ال بني يا السالمO القيامة". يوم فقيرا

أربع والنهار الليل أن اعلم الله رحمه الغزالي اإلمام وقال فيكفيك ساعات ثمان من أكثر فيها نومك يكون فال ساعة وعشرون

الثلث. وهي سنة عشرين منها تضيع أن سنة ستين عشت إن

Page 41: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

التيامن بين الجمع المواضع بعض في عليك تعذر ومتى قصدت وإذا القبلة، تستدبر ال أن واجتهد يمينك على فنم واالستقبال

األيسر. على تضطجع أن بأس فال النوم دون االستراحة باضطجاعكبه. فعليك الليل قيام على معونة القيلولة وقت النوم وفي

صالة بعد أو الرزق، يمنع فإنه الصبح صالة بعد تنام أن واحذراألرق. يورث فإنه العشاء صالة قبل أو الجنون، يورث فإنه العصر

بخير وأوله الله فاحمد الرؤيا من يسر�ك ما منامك في رأيت وإذا الشر من بالله فتعوذ يسوءك ما رأيت وإذا كذلك، يكون مناسب

O يسارك عن واتفل O بها تحدث وال اآلخر جنبك إلى وتحول ثالثا أحدا منك يسأل حتى تؤولها فال الرؤيا أحد عليك قص وإذا تضرك، ال فإنهافيه. تستأذنه أو ذلك

وكل لله، بالحمد واختم الله باسم فابدأ شربت أو أكلت وإذا رزقتنا فيما لنا بارك فقل: اللهم طعام إليك قدم وإذا بيمينك، واشرِّبO وأطعمنا O يكون أن إال منه خيرا خير شيء ال فإنه منه فقل: وزدنا لبنا

ورد. كما منه اللقمة، وبتصغير وبعده، الطعام قبل اليدين ( بغسلوعليك)

فمك، في ما تبتلع حتى الطعام إلى يدك دتمد وال المضغ، وتدقيقpعليه، زلنت البركة فإن وسطها من تأكل وال القصعة نواحي من وكل للشيطان، تدعها وال كلها ثم أذًى من بها ما فأمط لقمتك سقطت وإذا

والوسطى بالسبابة وكل الفراغ، بعد والقصعة أصابعك والعfقبأس. فال األرز نحو في بالبقية االستعانة إلى احتجت وإن واإلبهام،

النظر تكثر وال الفاكهة، إال يليك مما فكل غيرك مع أكلت وإذا وال الحال، يناسب بما معهم وتحدث أكلهم، حال في الحاضرين إلى

برأسك فالو مخاط أو بصاق غلبك وإن فمك، في والطعام تتكلمآخر. موضع إلى قم أو عنهم

الفراغ بعد وقل بخير لهم وادع عليهم فاثن قوم عند أكلت وإذاO أطعمتني كما لله. اللهم األكل: الحمد من O، فاستعملني طيبا صالحا

وال مني حول غير من ورزقنيه الطعام هذا أطعمني الذي لله الحمدتأخر. وما ذنبه من تقدم ما له غفر ذلك قال قوة. فمن

O تعب وال طعام، لكل اإلدام تتكلف وال f. كان وإن قط طعاما رديئا الذين من فتكون الشهوات وتناول الطيبات أكل همتك تجعل وال

غذوا الذين أمتي : "شراروسلم عليه الله صلى الله رسول فيهم قال وألوان الطعام ألوان همتهم وإنما أجسادهم عليه ونبتت بالنعيمالكالم". في ويتشدقون الثياِّب

Page 42: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

كانت بطنه يدخل ما همته كانت وجهه: من الله كرم علي، وقالمنها. يخرج ما قيمته

O؛ إلى بطنك تدخل ال أن واجتهد أربعين الحالل أكل من فإن حالالO الله وأكرمه لسانه، على الحكمة ينابيع وجرت قلبه، استنار يوما

ومن ربه، مع معاملته وحسنت سريرته، وصفت الدنيا، في بالزهدكله. ذلك من الضد على كان والشبهات الحرام أكل

كل مبدأ الحالل من فإنه الشبع وكثرة األكل في ( واالتساعوإياك) الفكرة وتشويش الفطنة وفساد القلب قسوة آفاته شر. ومناآلفات. من ذلك غير إلى العبادة عن والكسل

تشتهيه وأنت الطعام عن تمسك أن األكل في االقتصاد وسبيلصادقة. بشهوة تشتهيه حتى تتناوله وال

طعام. كل تشتهي أن الشهوة صدق وعالمة وال أنفاس، ثالثة في واشرِّب تعب̀ه، وال فم̀صه الماء شربت وإذا من وال قائم وأنت تشرِّب وال ،1ثلمته من تشرِّب وال اإلناء في تتنفس

الشرِّب: بعد وقل يدك على فاشرِّب إناء تجد لم فإن السقاء فمO جعله الذي لله الحمد O عذبا O يجعله ولم برحمته فراتا O ملحا أجاجا

بذنوبنا. وجنب الشيطان جنبنا اللهم الله، فقل: بسم أهلك أتيت وإذا

بثوبك. وأهلك نفسك واستر رزقتنا، ما الشيطان في فاقرأ باإلنزال أحسست وإذا والهدوء ( بالسكينةوعليك)

من خلق الذي تعالى: )وهو قوله لسانك تحرك أن غير من نفسكO الماء O( اآلية. فجعله بشرا نسبا

لدينه أسلم منهما كان ما وتركه التزوج من للناسك واألفضل أن له زوجة ال لمن شديدة كراهة ويكره لفكره، وأجمع لقلبه وأصلح إليهن، الميل على النفس يحمل الذي التفكير النساء شأن في يتفكر بالتزوج فعليه العبادات بوظائف قمعه على يقدر ولم بذلك بلي ومنالشهوة. يكسر فإنه بالصوم فعليه يستطيع لم فإن

رأسك واستر نعليك فالبس غائط أو لبول الخالء بيت قصدت وإذا إرادة عند وقل الخروج في واليمنى الدخول في اليسرًى رجلك وقدم

والخبائث" وعند الخبث من بك أعوذ إني اللهم الله "بسم الدخول وعافاني". وال األذًى عني أذهب الذي لله الحمد "غفرانك الخروج

بقلبك. إال الحالة تلك على الله ذكرت

المكسور فرجة أوله بضم الثلمة 1

Page 43: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O تستصحب وال O شيئا O تعالى؛ اسمه عليه مكتوبا تعبث وال له، إجالال عليه يخشى الذي القدر إال ثوبك من ترفع وال لضرورة إال تتكلم وال

منك يسمع ال بحيث وابعد شخص، يراك ال بحيث واستتر التنجس، وال ببول تستدبرها وال القبلة تستقبل وال ، ريح منك يشم وال صوت تبل وال للمشقة، فيغتفر األبنية بعض في ذلك فعل يتعذر وقد بغائط،

O، كان وإن الراكد الماء في الصلبة األرض على وال الحاجة عند إال كثيراO ذلك كل الريح مهاِّب في وال القبر عذاِّب عامة الذي البول من احترازا

الوسوسة، حد إلى خروج غير من جهدك منه باالستبراء فعليك منه واستنج برفق، أسفله على اليد وإمرار الذكر ونتر بالتنحنح ويحصل وقدم أفضل فالماء أحدهما على اقتصرت فإن بالماء ثم بالحجر حصن "اللهم االستنجاء بعد وقل الحجر في وأخره الماء في القبل

النفاق". من قلبي وطهر الفواحش من فرجي وإزالة النجاسات غسل في إال شأنك كل في ( بالتيامنوعليك)

أن فينبغي االستقذار شأنها من التي المواضع في والدخول األقذارباليسار. كله ذلك يفعل

لله وقل: الحمد فمك واستر صوتك بها فاخفض عطست وإذااليسرًى. قدمك تحت أو شمالك عن إال تبصق وال العالمين رِّب

باِّب وإغالق األواني، 1وتخمير األسقية، أفواه ( بشدوعليك) كل تطفئ حتى تنم وال منه، الخروج وعند النوم عند سيما ال المنزل

O اإلناء أصبح وإذا تواريها، أو وغيره سراج من البيت في نار أو مكشوفاO السقاء فيما إال تستعمله وال فيه الذي الماء تشرِّب فال مفتوحا

خطر، استعماله في ولكن طاهر وهو المتنجس، الماء فيه يستعمل مبهمة ليلة السنة في أن الفتوحات في عربي ابن الشيخ ذكر وقد

O إناء تصادف فال األدواء فيها تنزل O وال مكشوفا O سقفا دخلته، إال محلوال وتخمير األسقية بشد وسلم عليه الله صلى الله رسول أمر ولذلكO عليه فاجعل اإلناء به تغطي ما تجد لم وإذا ،2اآلنية اسم واذكر عوداالمتوكلين. يحب الله إن الله على وتوكل عليه الله

التخمير: التغطية. 1إناء. اآلنية: جمع 2

Page 44: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

بنية المسجد في الجلوس وكثرة المكث ( بطولوعليك) عليه قال وقد إليه، البقاع وأحب الله بيوت المساجد فإن االعتكاف؛

والسالم: الصالة عليه تقي" وقال كل بيت والسالم: "المسجد الصالة الله باإليمان" وقال له فاشهدوا المساجد يعتاد الرجل رأيتم "إذا

عليه اآلخر( وعده واليوم بالله آمن من الله مساجد يعمر تعالى: )إنما ظله إال ظل ال يوم عرشه بظل الله يظلهم الذين السبعة في السالم

إليه" يعود حتى منه خرج إذا بالمسجد معلق قلبه فقال: "ورجل فضول عن واإلمساك واالحترام باألدِّب فيه الجلوس حال عليك ولكنO الكالم بشيء التحدث لك بدا فإن والحرام، منه المحظور عن فضال

إال المسجد في تشتغل وال المسجد، خارج إلى فابرز الدنيا أمور من تعالى: )في الله فيه. قال الله ليعبد إال يبن لم ألنه فقط؛ بالعبادة

من يرزق )والله قوله اسمه( إلى فيها ويذكر ترفع أن الله أذن بيوتحساِّب(. بغير يشاء

والصالة الله وقل: "بسم اليمنى رجلك فقدم المسجد دخلت وإذا رحمتك" وال أبواِّب لي وافتح ذنبي لي اغفر اللهم الله رسول على

مرات أربع فقل الصالة من تتمكن لم فإن ركعتين تصلي حتى تجلس منه خرجت أكبر" وإذا والله الله إال إله وال لله والحمد الله "سبحان

رحمتك" "أبواِّب بدل واجعل تقدم ما وقل اليسرًى رجلك فقدموجنوده". الرجيم الشيطان من بالله "أعوذ فضلك" وزد "أبواِّب

فقل: "ال الحيعلتين في إال يقول ما مثل فقل المؤذن سمعت وإذا من فرغت فإذا وبررت، صدقت1التثويب بالله" وفي إال قوة وال حول

هذه رِّب قل: "اللهم ثم وسلم عليه الله صلى النبي على فصل جوابهO سيدنا آت القائمة والصالة التامة الدعوة والفضيلة الوسيلة محمداO وابعثه O مقاما وعدته". الذي محمودا

والسالم: الصالة عليه لقوله واإلقامة؛ األذان بين الدعاء من وأكثر "اللهم الوقت هذا في الوارد الدعاء ومن يرد"، ال األذانين بين "الدعاء

في الحث ورد واآلخرة" وقد الدنيا في والعافية العفو أسألك إني أجمع من فإنه به فعليك الوقت هذا غير في الدعاء هذا على السنة

وأفضلها. األدعية

النوم. من خير خاصة: الصالة الصبح أذان في المؤذن قول هو التثويب: هنا 1

Page 45: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

المؤذن يؤذن ال بحيث الوقت أول بالصالة ( بالمبادرةوعليك) ذلك تفعل لم فإن المسجد، في وحضرت توضأت وقد إال مكتوبة لكل األذان. وقد تسمع حين من للصالة االستعداد في تأخذ أن من أقل فال

كفضل آخره على الوقت أول والسالم: "فضل الصالة عليه قال رضوان الوقت والسالم: "أول الصالة عليه الدنيا" وقال على اآلخرة

الله". عفو وآخره الله إلى الشرع أرشدك التي الراتبة السنن على ( بالمحافظةوعليك) منها شيء بترك تتساهل أن واحذر وبعدها، المكتوبات قبل فعلها

بقضائه. فبادر بعذر منها فاتك وما القيام، وتحسين القلب، وحضور صالتك، في ( بالخشوعوعليك)

األركان، وسائر والسجود الركوع وإتمام وتدبرها، القراءة وترتيل في بها العمل إلى الشرع ندبك التي واآلداِّب السنن على والمحافظة

O يوجب عما واالحتراز ، ةصالال وجود به يفوت أو الصالة في نقصا تقول: مسفرة بيضاء صالتك خرجت ذلك فعلت إن فإنك الكمال؛ تقول: ضيعك مظلمة سوداء خرجت وإال حفظتني، كما الله حفظك

من للمرء والسالم: " ليس الصالة عليه قال ضيعتني. وقد كما اللهمنها". عقل ما إال صالته

القلب فيها يحضر ال صالة الله: كل رحمه البصري الحسن وقالأسرع. العقوبة إلى فهي

صالته، عن المؤمن يشغل أن على حريص الله لعنه والشيطانO الصالة إلى قيامه عند عليه يفتح إنه حتى ويذكره الحوائج من أبوابا

بال، على الصالة قبل له تكن لم دنياه في تهمه التي األمور من أشياء الله على اإلقبال عن صالته في يشغله أن بذلك اللعين وقصد

الله، على اإلقبال فاته ذلك له يحصل لم وإذا فيها، معه والحضورO، صالته من خرج وربما الله رحمهم العلماء استحب ولذلك مأزورا

1الناس برِّب أعوذ قل الصالة في الدخول إرادة عند يقرأ أن للمصلي

O الرجيم. الشيطان من تحصنا مخصوصة سورة قراءة على صالتك في تداوم ال ( أنوينبغي)

وهل السجدة، )الم كقراءة وذلك به، الشرع ورد إن إال الفاتحة، بعدالجمعة. يوم صبح اإلنسان( في على أتى

كلها. الناس سورة أي 1

Page 46: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

القصيرة السور قراءة على صالتك في تداوم أن واحذروالمعوذتين. واإلخالص كالكافرون

O، كنت وإن إلى اإلمام إليه المندوِّب التخفيف إلى فالمصير إماماO أمu أنه وهو عنه الله رضي معاذ حديث O عليهم فأطال قوما فشكاه جد̀ا عليه له فقال ،وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى منهم رجل

والشمس األعلى، بسبح اقرأ معاذ يا أنت والسالم: "أفتان الصالة قلناه، ما عرف األثر كتب في نظر يغشى". ومن إذا والليل وضحاها،

وسلم عليه الله صلى الله رسول صالها صالة آخر أن روي وقدO. والله بالمرسالت فيها قرأ المغرِّب صالة بالناس من يهدي عرفا

مستقيم. صراط إلى يشاء

Page 47: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

جعل فإنما له؛ المتابعة تحسن أن إمام خلف صليت ( إذاوعليك)O الصالة، أفعال من شيء في تقارنه أن واحذر به، ليؤتم اإلمام فضال

تابعة صالتك في أفعالك تجعل أن ينبغي، عليه. والذي تتقدم أن عن ويرفع يخفض والسالم: "الذي الصالة عليه قال باألثر. وقد ألفعاله

الشيطان". بيد ناصيته إنما اإلمام قبل غير من عليه والمزاحمة األول الصف إلى ( بالمبادرةوعليك) عليه قال فقد إليه، التقدم إمكان مع عنه تتأخر أن ألحد. واحذر إيذاء

"حتى األول الصف عن يتأخرون" أي ومق يزال والسالم: "ال الصالة والسالم: الصالة عليه ورحمته. وقال فضله عن الله" أي يؤخرهم

الله صلوات المقدم" وكان الصف على يصلون ومالئكته الله "إنO األول الصف ألهل يستغفر وسالمه عليه مرة. وللثاني ثالثاO كنت وتسويتها. فإن الصفوف ( برص9وعليك) األمر كان إماما عنه، غافلون الناس وأكثر الشرع في مهم~ أمر وهذا آكد، بذلك منك ويتولى ذلك على يحرض وسلم عليه الله صلى الله رسول كان وقد

قلوبكم" بين الله ليخالفنu أو صفوفكم ويقول: "لتسون بنفسه فعله أرًى ال إني بيده نفسي ويقول: "والذي الفZرfج بسد9 يأمر كانو

الصغار. الغنم الخذfف" يعني كأنه الصف خلل في يدخل الشيطان الجماعة مع الخمس الصلوات فعل على ( بالمحافظةوعليك)

المنفرد صالة على تفضل الجماعة صالة فإن ذلك؛ على والمداومة الصالة تدع أن واحذر الصحيح، الحديث في كما درجة وعشرين بسبع

الجماعة موضع إلى جئت فاسد. ومهما لعذر أو عذر لغير الجماعة في دينك في السالمة بذلك تبتغي بيتك في قعدت أو صليت، قد فوجدتها الجماعة ثواِّب لك ليحصل معك؛ يصلي من إليك تضم أن فينبغي عليه قوله مثل تاركيها، حق في الوارد والتهديد الوعيد من وتسلم عليهم ألحرقن أو الجماعة ترك عن أقوام والسالم: "لينتهين الصالة

O النداء سمع السالم: "من عليه بيوتهم" وقوله O فارغا يجب فلم صحيحا يتخلف وما رأيتنا عنه: لقد الله رضي مسعود ابن وقول له"، صالة فال

الرجل كان ولقد النفاق معلوم منافق إال الجماعة صالة يعني عنها بين يهادًى وسلم عليه الله صلى الله رسول عهد على به يؤتى

fر. من الصف- يعني في يقام حتى الرجلين iب الك ترك في به ظنك فما الجماعة ترك في كله التشديد هذا كان وإذا عليه الله صلى الله رسول قال وقد عين فرض هي التي الجمعة

Page 48: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O جمع ثالث ترك : "منوسلم لك وقع قلبه" فإذا على الله طبع تهاونا فيه تقام الذي الموضع في أن فقدر جماعة أو جمعة ترك في عذرO فيه ورغبت للحضور نشطت فإن الحاضرين على دنانير يفرق رجال

عليك أعز الدنيا غرض يكون أن الله من واستحي صحيح غير فعذركعنده. مما

فال الثواِّب وأما الحرج، إسقاط غايته الصادق العذر ( أنواعلم) الحضور عليه تعذر لمن الثواِّب يحصل " قدنعم" بالفعل إال يحصل

O الحبس أو المتواتر، اإلسهال عذره يكون كالذي وجه، كل من عدوانا غيره لمسلم بسببه يلحق ولكن الحضور عليه يتعذر ال أو ذلك، ونحو

فصاحب ونحوه، الضائع تمريض عذره يكون كالذي شديدة، مشقة ترك على والتحسر الحزن عذرهم قارن إن قبله والذي العذر هذا

الثواِّب. لهم حصل الحضورO يدع ال الكامل المؤمن إن ثم ــه كان وإن الله إلى يقربه مما شيئا ل

وهــذا فعلــه، من اللــه إلى أحب تركه أن يعلم حتى عذر ألف تركه في يقــربهم مــا فعــل في اللــه أهل من الكمل تحمل ولذلك ،يتفق ما أقلO الله إلى ضــعف من الرواســي. وأمــا الجبــال حملهــا عن تعجــز أمــورا

ــه ما ترك في يعول فال بالله معرفته وقصرت يقينه وقل إيمانه افترض وليــوفيهم عملــوا ممــا درجات )ولكل الحرج سقوط على إال عليه الله

يظلمون(. ال وهم أعمالهم ومملوك وزوجة ولد من والية عليه لك من كل ( بحملوعليك) فعلها من هؤالء من أحد امتنع المكتوبة. فإن الصلوات فعل على

بضربه فعليك الترك على أصر أو تمرد فإن وتخويفه، بوعظه فعليك ومدابرته بمقاطعته فعليك الترك عن جرزين ولم إمتنع فإن وتعنيفه،

ولعنته، لغضبه متعرض الله، رحمة عن بعيد شيطان الصالة تارك فإن رسول قال وقد ال وكيف مسلم، كل على معاداته وتجب موالته تحرم

تركها فمن الصالة وبينهم بيننا الذي : "العهدوسلم عليه الله صلى الله له صالة ال لمن دين : "الوسلم عليه الله صلى قال أشرك" وقد فقد

الجسد". من الرأس كمثل الدين من الصالة مثل وإنما هذا واجعل الدنيا، أشغال جميع من الجمعة يوم ( بالتفرغوعليك)O الشريف اليوم ومجرد خير بمحض إال فيه تشتغل فال آلخرتك، خالصا

تكون ساعة وهي اإلجابة لساعة المراقبة وأحسن الله، على اإلقبالO فيها الله يسأل مسلم يوافقها ال جمعة يوم كل في ويستعيذه خيراله. الله استجاِّب إال شر من

Page 49: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الزوال، قبل إليها تروح أن ولو الجمعة إلى ( بالبكوروعليك) أو بذكر عنه تشتغل أن واحذر للخطبة، واإلنصات المنبر، من وبالقرِّب

O فكر، أنك نفسك في واستشعر النفس، وحديث اللغو عن فضال وأنت السالم بعد واقرأ والوصية الوعظ من تسمعه ما بجميع مقصود

O والمعوذتين واإلخالص الفاتحة تتكلم أن وقبل رجليك ثان "سبعاO" وقل O سبعا العظيم الله سبحان الصالة من االنصراف بعد أيضا

وبالله ذلك فضل على يدل ما الخبر مرة" ففي "مائة وبحمدهالتوفيق.

Page 50: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

بها طيبة زكاته بإخراج الزكاة فيه تجب مال لك كان ( إنوعليك)O نفسك O الله، وجه بها قاصدا وقتها حضور عند وتفريقها بتمييزها مبادرا

عليك وتضاعفت البركات عليك درت ذلك فعلت فإن تأخير، غير مناآلفات. جميع من حصين حرز في مالك وصار الخيرات أنواع أبناء بعض يفعله ما واجتنب بتفريقها ثم الزكاة ( بتمييزوعليك) كلما يصير ولكن ماله عن الزكاة يميز ال أحدهم أن وذلك الدنيا،

O صادف O أعطاه مستحقا OهZ قسطا ب fسfالواجب، القدر يستوفي حتى وح O يجيء الذي وزرعك ثمرك من تأكل وال بدو بعد الحصاد عند نصابا

O. منه الواجب القدر تعلم حتى صالحه جافا إال تعرف أن عليك يجب فال معينة ةشجر من تأكل أن أردت وإن

فقط. فيها الواجب القدر يعطيها أو ونحوها بهبة الزكاة إسقاط في يحتال من ( أنواعلم)

يخص كالذي الهوًى مقتضى على يفرقها أو العلم، مع المستحقين غير يعذبه حتى الدنيا من يخرج ال عاجل نفع منه عليه يعود من بإعطائها

يعلمون(. كانوا لو أكبر اآلخرة )ولعذاِّب بماله الله فكيف المشروع، الوجه غير على يخرجها من حال هذا كان وإذا

O الزكاة يخرج ال من حال يكون الضاللة اشتروا الذين )أولئك رأسامهتدين(. كانوا وما تجارتهم ربحت فما بالهدًى

قاتل وقد الشر في الصالة تارك قرين الزكاة مانع أن تقرر وقدالردة. أهل وسماهم الزكاة عنه- مانعي الله رضي– الصديق بكر أبو

نفقته تلزمك من كل وعن عنك الفطر زكاة ( بإخراجوعليك)استطعت. إن وذلك المحتاجين األرحام على وبالتصدق الصدقة من ( باإلكثاروعليك)O المقلين الخير وأهل بوضعها ثوابها ويزيد تزكو الصدقة فإن خصوصا

المواضع. هذه مثل في الله البر. قال لتنال عليك؛ يعز وبما تحب بما ( بالتصدقوعليك)

نفسك على وباإليثار تحبون(، مما تنفقوا حتى البر تنالوا تعالى: )لن صدقة فإن بالصدقة؛ باإلسرار المفلحين، من لتصير الحاجة؛ عند

بسبعين العالنية صدقة على ضاعفتالرِّب. وت غضب تطفئ السرO تتصدق أن تدع وال لألعمال، المفسد الرياء طرق من وتسلم ضعفا

الصدقة. يتخطى ال البالء فإن به؛ وباكر قل وإن بشيء يوم كل

Page 51: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O تخيب وال فإنه دونها فما مرةت تعطيه أن ولو ببابك وقف سائال القول من بلين رده فأحسن تعطيه ما تجد لم فإن إليك الله هدية

O أعطيت وإذا الوعد، من وجميل O مسكينا البشر له فأظهر شيئاO منك لقبوله عليك المنة له أن نفسك في واستشعر والبشاشة عرضا

O في بحذافيرها الدنيا بذلت لو حظ الثواِّب من بسببه لك حصل يسيراO، لكنت مقابله الله عند ثوابها يصير الواحدة اللقمة أن ورد وقد رابحا ترك فإن الفقر مخافة التصدق من يمنعك وال أحد، جبل من أعظم

الغنى يجلب فهو التصدق وأما الفقر، يجلب الذي هو التصدق المدبر لعاد يتصدق أخذ لو الدنيا في يرغب الذي إن حتى والسعة،

O منها معه. وأمثاله إليه مقبال العاجلة منافعها فمن وآجلة، عاجلة منافع للصدقة ( أنواعلم)

الصحة وتجلب السوء، ميتة وتدفع والعمر، الرزق في تزيد أنها كما الخطيئة تطفئ أنها اآلجلة منافعها ومن للمال، والبركة للجسمO وتكون النار، الماء يطفئ O القيامة، يوم صاحبها رأس على ظال وسترا

ينيب. من إال يذكر وما المنافع من ذلك غير إلى العذاِّب من له

Page 52: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O البر أعمال من ( باإلكثاروعليك) فإن رمضان؛ شهر في وخصوصاO غيره، في الفريضة ثواِّب يعدل فيه النافلة ثواِّب يحصل فإنه وأيضا

وال مثله يحصل ال ما البر أعمال في والنشاط التيسير من رمضان في عن المتكاسلة النفس ألن وذلك الشهور؛ من غيره في منه قريب

الخير عن المثبطة والشياطين والعطش، بالجوع مسجونة البر ينادي والمنادي مفتحة، الجنة وأبواِّب مغلقة، النار وأبواِّب مصفدة،

أقصر. الشر باغي ويا هلم الخير باغي الله: يا بأمر ليلة كل عمل غير على الشريف الشهر هذا في تعرج ال ( أنوينبغي)

O، كان إذا إال الدنيا أعمال من شيء في تدخل وال اآلخرة، ضروريا الفراغ إلى وسيلة رمضان غير في المعاش بأمر شغلك واجعل ولزوم الله على إقبال بمزيد منه األواخر العشر وخZ̀ص فيه، للعبادة

ما إلى إال العشر هذه في المسجد من تخرج ال أن أمكنك وإن للعبادة،فافعل. منه بد ال

جرت وقد رمضان من ليلة كل في التراويح ( بصالةوعليك) O بتخفيفها البالد بعض في العادة في ذلك بسبب وقع ربما حتى جدا

O األركان بعض ترك السلف فعل من والمعروف السنن، عن فضال يقرؤون ليلة كل الصالة هذه على آخره إلى أوله من القرآن توزيع

O فيها منه فإن الشهر آخر من الليالي بعض في يختموه حتى شيئا إتمام من أقل فال وإال الغنيمة، فالغنيمة ذلك في بهم تقتدي أن أمكنكآدابها. على والمحافظة الصالة أركان

وهي شهر ألف من خير هي التي القدر لليلة لمراقبةfا وأحسن رأًى بها كوشف ومن حكيم أمر كل فيها يفرق التي المباركة الليلة

وربما وتنزل تصعد والمالئكة مفتحة السماء وأبواِّب الساطعة، األنوار العلماء وجمهور خلقها، الذي تعالى لله ساجدة كلها الموجودات رأًى وقد أرجى، منها األوتار وفي رمضان، من األواخر العشر في أنها على

الحسن ذهب وإليه عشر السابع ليلة العارفين بعض بها كوشف جماعة وذهب رمضان من ليلة أول العلماء: إنها بعض وقال البصري،

ليالي في تنتقل ولكنها مخصوصة ليلة ليست أنها إلى األكابر من هذا من ليلة كل في المؤمن يصير أن ذلك في والسر قالوا رمضان،

يصادف أن رجاء طاعته وعلى تعالى الله على اإلقبال غاية في الشهرأعلم. والله عليه أبهمت قد التي الليلة هذه

Page 53: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

لم ما السحور وتأخير الغروِّب تيقن عند الفطور ( بتعجيلوعليك) شربة أو تمرات على ولو الصائمين وبتفطير الشك، في الوقوع تخش

O فطر من فإن الماء؛ من من ذلك ينقص ال أجره مثل له كان صائماO، أجره O تفطر وال تفطر ال أن واجتهد شيئا حالل. طعام على إال صائما غير من الحالل من الموجود وتناول األكل، من ( بالتقليلوعليك) في واالتساع الشهوة، كسر الصوم مقصود فإن المالئم، للطيب إيثار

ويهيجها. يقويها ولكنه يكسرها ال الطيبات وقصد األكل صيامها في بالترغيب الشرع ورد التي األيام ( بصياموعليك) من والست وتاسوعاء، عاشوراء، ويوم الحاج، لغير عرفة كيوم

رياضة في أبلغ ذلك فإن العيد؛ يوم ثاني من فيها وابتدئ شوال،النفس.

صيام يعدل ذلك فإن شهر كل من أيام ثالثة ( بصياموعليك) الصالة عليه ألنه أحسن؛ فهو البيض األيام له تحريت الدهر. وإن

O صيامها يدع ال كان والسالم O. وال حضرا سفراO الصوم من ( باإلكثاروعليك) الفاضلة األوقات في سيما وال مطلقا

والخميس. كاالثنين الشريفة واأليام الحرم كاألشهر أن ورد وقد المجاهدة وأساس الرياضة قطب الصيام )واعلم( أن

: "كلوسلم عليه الله صلى الله رسول وقال الصبر، نصف الصوم ضعف" سبعمائة إلى أمثالها بعشر الحسنة له يضاعف آدم ابن عمل وطعامه شهوته يدع به أجزي وأنا لي فإنه الصيام تعالى: "إال الله قال

عند وفرحة فطره عند فرحة فرحتان أجلي" "للصائم من وشرابه المسك" ريح من الله عند أطيب الصائم فم ربه" "ولخلوف لقاء

السبيل. يهدي وهو الحق يقول والله

Page 54: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

والعمرة الحج من عليك الله فرض ما أداء إلى ( بالمبادرةوعليك) مت أو عجزت فربما حصولها بعد والتأخير وإياك االستطاعة، عندO به وتعد ذمتك في الوجوِّب فيستقر التمكن بعد عليه قال وقد مقصرا

أو حابس مرض أو ظاهرة حاجة تحبسه لم والسالم: "من الصالةO شاء إن فليست يحج ولم ومات جائر سلطان شاء وإن يهوديا

."O نصرانيا من كغيرهما والعمرة بالحج بالتطوع القدرة ( عندوعليك)

O قال: "إن أنه تعالى الله عن ورد فقد القربات؛ صححت قد عبدا سوء" لعبد علي يغدو وال أعوام خمسة عليه تأتي ماله وأكثرت جسمه

بمعناه. الحديث وسننه واجباته بتعلم الحج إلى المسير إرادتك ( عندوعليك)

من فيه يقال وما وآدابه السفر ورخص القبلة أدلة وبتعلم وأذكاره،O الحج قصدك تجعل وال األذكار، أن ينبغي بل التجارة وبين بينه مشتركا

سفرك مدة في إنفاقه تقصد ما إال الدنيا متاع من شيء يصحبك ال وجهها على المناسك أداء عن يشغلك ما أخذ فاجتنب والبد كان وإن

ينبغي. كما الله شعائر وتعظيم زيارته فإن ،وسلم عليه الله صلى الله رسول ( بزيارةوعليك) وسلم عليه الله صلى وهو حياته في كزيارته وفاته بعد السالم عليه الله بيت تحج أن الجفاء ومن األنبياء، سائر وكذلك قبره في حي

ناجز. عذر لغير الله حبيب زيارة وتترك لزيارته اإلسالم بالد أقصى من رأسك على جئت لو ( أنكواعلم) الله أوصلها التي الهداية نعمة بشكر تقم لم وسلم عليه الله صلىيده. على إليك

والزواج كالسفر مهم أمر في الشروع أردت ( إذاوعليك) إذا ثم إخوانك، من وأمانته بمعرفته تثق من بمشاورة ونحوهما بنية الفريضة غير من ركعتين بصالة فعليك النفس ما إشارته صادفت

والسالم: الصالة عليه المشهور. قال بالدعاء بعدهما وادع االستخارة،استشار". من ندم وما استخار من خاِّب "ما

O لله نذرت ( إذاوعليك) من ذلك غير أو صدقة أو صالة من نذرا فإن النذر؛ من اإلكثار تتعود وال به، بالوفاء بالمبادرة القربات

اإلخالل. في ليوقعك بذلك أغراك ربما الشيطان

Page 55: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ترك على أو تركه، في الخير رأيت ثم شيء فعل على حلفت وإذاخير. هو الذي وأت يمينك عن فكفر فعله، في الخير رأيت ثم شيءO، كان وإن الظن مقتضى على تشهد أو تحلف ( أنواحذر) غالباO فالواجب بيمينك مسلم مال أخذت والشك. وإذا الوهم عن فضال مساكين عشرة إطعام وكفارتها يمينك، وتكفير أخذته ما رد عليك ثالثة فصيام تجد لم فإن رقبة تحرير أو كسوتهم أو مد مسكين لكلأيام. بالقع- أي الديار تدع فإنها الفاجرة، ( واليمينإياك ثم وإياك)

O. وتغمس جهنم. نار في صاحبها خرابا الكبائر أكبر من فإنها الزور؛ شهادة ( منالحذر كل والحذر) كتمان كان وإذا بالله، باإلشراك والسالم الصالة عليه قرنها وقد

العافية الله بافترائها. نسأل الظن فما العظائم من الشهادةالندامة. حصول قبل والسالمة

Page 56: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

مات عن ( بالورعوعليك) uهات؛ المحرZ مالك الورع فإن والشب الله رسول قال العاملين. وقد العلماء عند المدار عليه والذي الدين،fتf لحم : "كلوسلم عليه الله صلى fب به" وقال أولى فالنار سZحت من ن وعرضه لدينه استبرأ فقد الشبهات اتقى والسالم: "من الصالة عليهالحرام". في وقع الشبهات في وقع ومن لفعل يوفق أن قلu والشبهات الحرام يتناول الذي ( أنواعلم)

O له وفق وإن الصالح، العمل اآلفات من له يعرض أن بد فال ظاهراوالرياء. كالعZجب عليه يفسده ما الباطنة

الله ألن عليه؛ مردود عمله الحرام يأكل فالذي حال كل وعلىO. إال يقبل ال طيب طيبا

الجوارح، بحركات إال فعلها يتصور ال األعمال أن ذلك وبيان كان فإذا الغذاء، من سبةتالمك بالقوة إال تستطاع ال الجوارح وحركات

O الغذاء الله عبد قال خبيثة، منه المتولدة والحركات القوة كانت خبيثا وصمتم كالحنايا، تكونوا حتى صليتم عنهما: لو الله رضي عمر بن

حاجز. )وروي( بورع إال منكم ذلك الله يتقبل لم كاألوتار تكونوا حتىO O اشترًى : "منوسلم عليه الله صلى الله رسول إلى مرفوعا ثوبا دام ما صالة له الله يتقبل لم حرام من درهم وفيها دراهم بعشرة

حرام من ثمنه عشر الذي الثوِّب حكم هذا كان منه" وإذا شيء عليه الملبوس في هذا كان كذلك! وإذا كله كان لو الحال يكون فكيف يتخلل الذي الغذاء في به الظن فما الجسد ظاهر على هو الذي

البدن؟ سائر في ويسري واألوصال العروقن:اقسم المحرمات ( أنواعلم)

ذلك، ونحو والخمر والدم كالميتة لعينه محرم )أحدهما( شيء بقاء توقف وهو الضطرار عند إال الوجوه من بوجه يحل ال النوع وهذا

غيره. فقدان مع تناوله على المحترمة النفس مملوك ولكنه الطاهر والماء كالحنطة نفسه في )والثاني( حالل

O يزال فال لغيرك في سائغ وجه من إليك يصير حتى عليك محرماذلك. ونحو واإلرث والهبة كالبيع الشرع

Zق9ن )فمنها( ما درجات فهي الشبهات وأما Zي ك تحريمه ت Zفي وش الحرام. حكم حكمها ال̀شبه وهذه حله

من تركها الشبه وهذه تحريمه في وشك حله تيقن )ومنها( ماالورع.

Page 57: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O كون أن يحتمل كالذي ذلك بين هو )ومنها( ما أن ويحتمل حالالO. وقد يكون ال ما إلى يريبك ما والسالم: "دع الصالة عليه قال حراما

يريبك". حتى المشكل األمر عن بإحجامه الرجل ورع على يستدل وإنما

O المتقين من العبد يكون وال يتضح، المحض الحالل يترك حتى حقا والحرام. الشبهات من وراءه ما في الوقوع تناوله عند يخشى الذي حتى المتقين درجة العبد يبلغ : "الوسلم عليه الله صلى قال وقد

O به بأس ال ما يترك الله رضوان الصحابة بأس" وقالت به مما حذراO سبعين نترك عليهم: كنا الحرام، في الوقوع مخافة الحالل من بابا

Zود9ع قد أمر وهذا عن يحجزنا بورع لنا فمن قديم زمان من منه تبالله. إال قوة وال حول فال والمحرمات الشبهات

ال من فإن لتجتنبه عليك الله حرم ما جميع ( بمعرفةوعليك)فيه. يقع الشر يعرفZخشى ال ( أنهواعلم) تناول في وقوعه من دين ذي على ي

أخذ في وال الحيوانات، من أكله يحل ال ما كأكل العينية المحرماتO الناس أموال O عدوانا إنما ذلك فإن والسرقة؛ والنهب بالغصب وظلماO يصدر على االشتباه دخل وإنما مريد، شيطان أو عنيد جبار من غالباأمور: ثالثة في النظر إهمالهم حيث من الدين أهل

الناس أن ذلك وبيان موضعه، في التفتيش "األول" تركأشخاص: ثالثة إليك بالنسبة ينقسمون

وعامله طعامه من فكل والصالح بالخير عندك "شخص" معروفتسأل. وال شئت إذا

فإذا بشر، وال بخير تعرفه وال عندك مجهول "والثاني" شخص برفق ولكن تسأل، أن الورع فمن هديته تقبل أو هذا تعامل أن أردتأفضل. السكوت كان لذلك قلبه ينكسر أنه عرفت لو إنك حتى

بالربا يعمل كالذي بالظلم عندك معروف "والثالث" شخص المال، إليه يصل جهة أي من يبالي وال وشرائه بيعه في ويجازفO، هذا تعامل ال أن فينبغي التفتيش مفقد بد وال كان وإن رأسا

عزيز نادر يده في الحالل أن تعلم حتى الورع من كله وهذا والسؤال،االحتراز. عليك يجب ذلك فعند

أو حرام أنها ظاهرة بعالمة ظن أو تعلم عين إليك وصلت وإذاالصالحين. أصلح يد على إليك وصلت وإن ردها عن تتوقف فال شبهة

والمكروة الفاسدة المعامالت من االحتراز الثاني( عدم )واألمر تبع والمكروهة. فال الفاسدة البيوع جميع تجتنب أن الخالص وطريق

Page 58: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

المحقرات، في بالمعاطاة بأس وال صحيحة، بصيغة إال تشتري والO تكتم وال السلع، على والحلف والكذِّب الغش واجتنب سلعتك في عيبا

الثمن. بذلك يشترها لم المشتري عليه اطلع لو قال الكبائر من فإنه بالربا؛ المعاملة ( منالحذر كل واحذر)وا الله اتقوا آمنوا الذين أيها )يا تعالى الله Zرfإن الربا من بقي ما وذ لعن ورسوله( وقد الله من بحرِّب فأذنوا تفعلوا لم فإن مؤمنين كنت

وشاهده. وكاتبه وموكله الربا آكل وسلم عليه الله صلى الله رسول

بالفضة كالفضة بمثله النقد بيع يحرم أنه الربا في القول وجملةO إال بالحنطة كالحنطة بمثله والمطعوم pال O بمثل مiث اختلف فإن بيد، يدا

التقابض ووجب التفاضل جاز بالحنطة والتمر بالفضة كالذهب النوع والمطعم بالثوِّب والثوِّب بالحيوان الحيوان بيع في ربا وال الحال، في

بالنقد.

O تشتري أن وهو ( واالحتكاروإياك) إليه الحاجة تعظم طعاماالغالء. بنية وتدخره

في والتبسط الدنيا شهوات في الثالث( االنهماك )واألمر سرف هذا فإن الحالل ويضيق الورع يعسر ذلك فعند ملذوذاتها،

قدر أخذ الدنيا من غرضZه من وأما السرف، يحتمل ال والحاللله. ميسر فالورع الحاجة أو الضرورة بقميص السنة في قنعت به: وإذا الله نفع اإلسالم حجة قال الحالل من يعوزك لم الخشكار من برغيفين والليلة اليوم وفي خشن،

بل األمور باطن تتيقن أن عليك وليس كثير، الحالل فإن يكفيك؛ ماO تعلمه ما كل من تحترز أن عليك O تظنه أو حراما عالمة من حصل ظناانتهى. بالمال مقرونة ناجزة

ظاهر أحله وإن اجتنابه الورع فمن شيء نفسك في حاك وإذا أفتاك وإن الصدر في وتردد النفس في حاك ما اإلثم فإن العلم؛

قلب له بمن خاص وهذا والسالم، الصالة عليه قال كما المفتوناألخذ. دون الكف جانب وفي مستنير، عام هو بل والملبوس، بالمطعوم خاص الورع أن تحسب وال

أو منه وأحل حالل يدك في كان إذا لك ينبغي ولكن األمور جميع في المدار فإن أطيب؛ وأ أحل كان بما المطعوم تقدم أن وشبهة حالل القلب تنوير في كبير أثر الحالل من وللط�عمة الغذاء، على كله

فمثله شئت ما السلف: كل بعض قال وقد للعبادة، الجوارح ونشاط

Page 59: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

وما مطعمك تعالى: أطب الله رحمه أدهم بن إبراهيم تعمل. وقالالتوفيق. ذلك! وبالله النهار. فاعلم تصوم وال الليل تقوم ال أن عليك

Page 60: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

الذي القطب فإنه المنكر عن والنهي بالمعروف ( باألمروعليك) وقد المرسلين، وأرسل الكتب الله أنزل وألجله الدين، مدار عليه الكتاِّب نصوص وتظاهرت المسلمين، إجماع وجوبه على انعقد

تعالى: )ولتكن الله تركه. قال من والتحذير به األمر على والسنة المنكر عن وينهون بالمعروف ويأمرون الخير إلى يدعون أمة منكم

المفلحون(. هم وأولئك

باألمر كتابه من موضع غير في المؤمنين الله وصف وقد على عضالموا بعض في حظهم و المنكر، عن والنهي بالمعروف

تعالى: وقال الزكاة، وإيتاء الصالة إقامة على بعضها وفي اإليمان،Zعن مريم بن وعيسى داود لسان على إسرائيل بني من كفروا الذين )ل لبئس فعلوه منكر عن يتناهون ال كانوا يعتدون وكانوا عصوا بما ذلك

ظلموا الذين تصيبن ال فتنة تعالى: )واتقوا يعملون( وقال كانوا ماخاصة( اآلية. منكم

O منكم رأًى : "منوسلم عليه الله صلى الله رسول وقال منكرا وذلك فبقلبه يستطع لم فإن فبلسانه يستطع لم فإن بيده فليغيرهاإليمان". أضعف

لتأمرنu بيده نفسي عليه: "والذي وسالمه الله صلوات وقالO عليكم يبعث أن الله ليوشكن أو المنكر عن ولتنهونu بالمعروف عذابا

لكم". يستجيب فال تدعونه ثم منه ويوقر صغيرنا يرحم لم منا والسالم: "ليس الصالة عليه وقال

المنكر". عن وينهى بالمعروف ويأمر كبيرنا إذا كفاية فرض المنكر عن والنهي بالمعروف األمر ( أنواعلم)

به، بالقائمين الثواِّب واختص الباقين، عن الحرج سقط البعض به قامإزالته. على القادرين به العالمين كافة الحرج عم أحد به يقم لم وإذا

O يترك من رأيت إذا عليك والواجب O يفعل أو معروفا أن منكراO ذلك بكون تعرفه O، أو معروفا بوعظه فعليك يدعه لم فإن منكرا

آلة وكسر بالضرِّب وقهره بتغييره فعليك ينزجر لم فإن وتخويفه، إلى يده من المغصوبة األموال ورد الخمر وإراقة المحرمة اللهو

O كان أو لله، نفسه بذل من إال بها يستقل ال الرتبة أربابها. وهذه مأذونا والوعظ التعريف أعني األولتان الرتبتان وأما السلطان، جهة من لهط. عالم أو مخب9ط جاهل إال عنهما يقصر فال مفر9

Page 61: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

واجب المحرم عن والنهي واجب، بالمعروف األمر ( أنواعلم)مستحب. المكروه عن والنهي بالمندوِّب واألمرZسمع ولم منكر عن نهيت أو بمعروف أمرت ( إذاوعليك) لك، ي

الله. أمر إلى يفيء حتى مرتكبه وهجر المنكر موضع بمفارقة في وبغضهم عليها المصرين وكراهة المعاصي ( بكراهةوعليك)مؤمن. كل واجب وهذا الله

تمت أو ظZلمت وإذا Zالوجه وتغير الغضب من عليك فظهر ش عند منه أعظم وال مثله يكون ال ما والفاعل الفعل كراهة من ووجدت عرضك وأن اإليمان ضعيف أنك فتحقق ومشاهدته، المنكر سماعك

دينك. من عليك أعز ومالك ال منكر عن نهيت أو بمعروف أمرت إذا أنك وتحققت علمت وإذا ظاهر ضرر بسببه عليك يحصل أنه علمت أو منك يقبل وال لك يستمع

كان أن بعد والنهي األمر وصار السكوت لك جاز مالك أو نفسك فيO وإيثاره الله محبة على فاعلها من الدالة العظيمة الفضائل من واجبا يتعدًى أو النهي بسبب يزيد المنكر أن علمت إذا وأما سواه، من على

وجب. ربماو أولى حينئذ فالسكوت المسلمين من غيرك إلى الضرر لك الحامل يكون أن وهي الجرائم من فإنها ( والمدهنةfوإياك) قبل من يكون نفع أو جاه أو مال فوات من الخوف السكوت على

الفسقة. من غيره أو للمنكر المباشر وحسن والرفق تعالى، لله باإلخالص نهيت أو أمرت ( إذاوعليك)

مع عبد في الخصال هذه اجتمعت فما الشفقة؛ وإظهار السياسة،O كونه O به أمر بما عامال وهيبة صولة لكالمه كان إال عنه نهى لما مجتنبادu أن وقل األسماع في وحالوة القلوِّب في ووقع الصدور في fرZ عليه ي وتخلuق عليه والتوكل الله بمراقبة تحقق من وكل كالمه، هذا مع

حتى المنكر مشاهدة عند نفسه يملك أن يقدر لم عباده على بالرحمةدفعه. على له قدرة ال بما ذلك وبين بينه يحال أو يزيله المسلمين عورات على الوقوف طلب وهو ( والتجس�سfوإياك)

المسلم أخيه عورة تتبع السالم: "من عليه قال المستورة، ومعاصيهمبيته". جوف في ولو يفضحه حتى عورته الله تتبع

* * * ظهرت فإذا مرتكبها إال تضر لم سترت إذا المعصية ( أنواعلم)ضررها. عم تغير ولم

Page 62: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

أنت موضع في والمنكرات المعاصي ظهور تفاحش ( إذاوعليك) إلى بالهجرة أو السالمة، فيها فإن بالعزلة الحق قبول من وأيست فيه

الخبيث يعم موضع على نزل إذا العذاِّب فإن أولى وهي آخر موضع كفارة الله دين نصرة في يقصر لم الذي للمؤمن ويكون والطيبO ولغيره ورحمة أعلم. والله ونقمة عقابا

Page 63: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

الحفظ وكمال والعامة الخاصة رعيتك في ( بالعدلوعليك) رعيته. عن مسؤول راع وكل عنها سائلك تعالى الله فإنه لها؛ والتفقد والبصر والسمع اللسان وهي السبع جوارحك الخاصة برعيتك وأعني

الله استرعاك رعية الجوارح هذه فإن والرجل واليد والفرج والبطن في واستعمالها معصيته عن بكفها فعليك عليها ائتمنك وأمانة إياها

نعم أجل من وهي بها لتطيعه لك خلقها إنما تعالى الله فإن طاعته؛ منها، بشيء تعصيه ال وأن بها سبحانه تطيعه أن وشكرها عليك، اللهO، الله نعمة بدلت فقد تفعله ولم ذلك تركت فإن الله أن ولوال كفرا

أن تستطيع ال لكنت طاعتك على وجبلها الجوارح هذه لك سخر تعالى إذا حالها بلسان لك تقول منها جارحة وكل منها، بشيء الله تعصي فعل على تكرهني وال الله اتق الله عبد معصية: يا بها تعمل أن أردت

يا نهيته قد وتقول الله إلى ترجع بها الله عصيت فإذا ليع الله حرم ما تعالى الله يدي بين تقف وسوف صنع، مما بريئة وأنا يسمع فلم رِّب

عملت بما وعليك خير، من بها عملت بما لك شاهدة جوارحك فتنطق وما يومئذ ملجأ من لكم ما الله من له مرد )ال يوم في شر من بها

سليم(. بقلب الله أتى من إال بنون وال مال ينفع ال نكير( )يوم من لكم

وزوجة ولد من والية عليه لك الله جعل من العامة برعيتك وأعني القيام إلى إرشادهم عليك والواجب رعيتك، من هؤالء فكل ومملوك

م وما طاعته من عليهم الله فرض بما uواحذر معصيته، من عليهم حر فيه ما إلى وادعZهم محرم، ارتكاِّب أو واجب ترك في تسامحهم أن

في تغرس وال أدبهم وأحسن اآلخرة، الدار في وسعادتهم نجاتهمO بذلك فتكون وشهواتها الدنيا حب قلوبهم أن ورد وقد إليهم، مسيئا

هذا إن ربنا ويقولون: يا الله، يدي بين به يتعل̀قون وولده اإلنسان أهلفنا لم منه. لنا فاقتصu حقك من علينا أوجبت ما يعر9

توف9يهم أن فهو العدل أما والفضل، بالعدل ( بمعاملتهموعليك) والمعاشرة والكسوة النفقة من عليك لهم الله أوجبها التي حقوقهم

بعض ظلم عن بعضهم تردع أن الواجب العدل ومن بالمعروف،O يكتب العبد الحديث: "إن وفي ظالمهم من لمظلومهم وتقتص جبارا

عليهم. فيجور بيته" يعني أهل إال يملك وما التي الحقوق طلب في عليهم تستقصي ال أن فهو الفضل وأما

الكريمة باألخالق وتخالقهم بهم ترفق وأن عليهم، لك الله أوجبها

Page 64: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الوحشة تزول ما بقدر إثم غير من األوقات بعض في وتباسطهموالتوقير. الهيبة وتبقى والتنفير

O واجعلهم جانيهم، عن والصفح مسيئهم عن ( بالعفووعليك) باطنا كفة في ذلك تجد سوف فإنك مالك، من اختلسوه مما حل في

منك وحظهم الثواِّب منهم حظك يكون أن ينبغي فال حسناتك،ZغpفfرZ : كموسلم عليه الله صلى الله رسول سئل العقاِّب. وقد ي

زلة". قال: "سبعون يوم؟ كل في للرقيق فال الله حقوق في وإما حقوقك، في هي إنما المسامحة وهذه

لها. وجه ناقصات فإنهن وتفقد حفظ بمزيد بيتك أهل من النساء وخZص

والصالة والوضوء الغسل وفرائض الحيض أحكام وعلمهن ودين عقلذلك. مجرًى يجري وما األزواج وحقوق والصيام راع وكل والعلماء، كالسالطين العباد بعض رعية تتسع وقد واإلحسان( اآلية بالعدل يأمر الله )إن تعالى رعيته. قال عن مسؤول

O أمتي أمر من ولي من والسالم: "اللهم الصالة عليه وقال فرفق شيئا الصالة عليه عليه" وقال فاشقق عليهم شق ومن به فارفق بهم

عليه الله حرم إال لرعيته غاش وهو يموت وال من والسالم: "ماالجنة" الحديث.

وإياك الواجبات أوجب من فإنه الوالدين ( ببروعليك) تعبدوا ال أن ربك تعالى: )وقضى قال الكبائر أكبر من فإنه وعقوقهما؛

O( اآلية وبالوالدين إياه إال اشكر تعالى: )أن وقال بعدها والتي إحسانا بتوحيده إليهما باإلحسان األمر قرن كيف ولوالديك( فانظر لي

لم ما أمرهما وامتثال مرضاتهما بابتغاء فعليك بشكره إياه وشكرهما على وبإيثارهما واجبة، طاعة يكن لم ما نهيهما واجتناِّب معصية، يكن

مهماتك. على مهماتهما وتقديم نفسك المعروف من إيصاله تستطيع ما بقطع تؤذيهما أن العقوق ومن

الصالة عليه قال فقد لهما، واالنتهار الوجه بتقطيب فكيف إليهما وال عاق يجده وال عام ألف مسيرة من الجنة ريح والسالم: "يوجد

رِّب لله الكبرياء إنما خيالء، إزاره مسبل وال زان شيخ وال رحم قاطعالعالمين".O أصبح تعالى: "من الله عن والسالم الصالة عليه وقال مرضيا

O لوالديه O أصبح ومن راض عنه فأنا لي مسخطا O لوالديه مسخطا مرضياساخط". عنه فأنا لي

Page 65: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

في عليه االستقصاء بعد بره على ولده يعين أن ( للوالدوينبغي) وعم البر وجود فيه عز الذي الزمان هذا في سيما وال الحقوق، طلب

fعZد� الولد وصار الشر، وجود فيه منهم، إليه يسيء لم من أوالده أبر يO الله : "رحموسلم عليه الله صلى الله رسول قال وقد أعان والدا

بره". على ولده الجيران إلى وباإلحسان فاألقرِّب، األقرِّب الرحم ( بصلةوعليك)

O األدنى O به تشركوا وال الله تعالى: )واعبدوا الله فاألدنى. قال بابا شيئاO وبالوالدين ذي والجار والمساكين واليتامى القربى وبذي إحسانا

بالجنب( اآلية. والصاحب الجنب والجار القربى كتابه من عديدة مواضع في القرابة إلى باإلحسان الله أمر وقد

القرابة على : "الصدقةوسلم عليه الله صلى الله رسول العزيز. قال اآلخر واليوم بالله يؤمن كان السالم: "من عليه وصلة" وقال صدقة

اآلخر واليوم بالله يؤمن كان آخر: "من حديث رحمه" وفي فليصل يوصيني جبريل زال والسالم: "ما الصالة عليه جاره". وقال فليكرمثه". أنه خشيت حتى بالجار سيور9

عنهم األذًى بكف إال الجيران إلى واإلحسان األرحام صلة تتم واللهم. االستطاعة حسب المعروف وبذل منهم األذًى واحتمال إنما بالمكافئ الواصل والسالم: "ليس الصالة عليه قال وقد والسالم: الصالة عليه وصلها" وقال رحمه قطعت إذا الذي الواصل إذا تسيئوا وال الناس أحسن إذا تحسنوا أن على أنفسكم "وطنوا

التوفيق. أساءوا". وبالله

Page 66: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

عرًى أوثق من فإنه الله في والبغض الله في ( بالحبوعليك) األعمال : "أفضلوسلم عليه الله صلى الله رسول اإليمان. وقال

لله المطيع العبد أحببت تعالى" فإذا الله في والبغض الله في الحبO لكونه O لكونه لله العاصي أبغضت أو مطيعا فأنت آخر لغرض ال عاصيا نفسك في تجد لم وإذا حقيقة، الله في ويبغض الله في يحب ممن أنك فاعلم لشرهم الشر ألهل وكراهة لخيرهم الخير ألهل محبة

اإليمان. ضعيف الصالحين ومجالسة األشرار واعتزال األخيار ( بمصاحبةوعليك)

خليله دين على والسالم: "المرة الصالة عليه الظالمين. قال ومجانبة : "الجليسوالسالم الصالة عليه يخالل". وقال من أحكم فلينظرالسوء". الجليس من خير والوحدة الوحدة، من خير الصالح القلب في تزرع ومجالستهم الخير، أهل مخالطة ( أنواعلم) الشر أهل مخالطة أن كما به، العمل على وتعين الخير محبة

O به، العمل وحب الشر حب القلب في تغرس ومجالستهم فإن وأيضاO خالط من O كانوا سواء ضرورةO أحبهم وعاشرهم قوما O أو أخيارا أشرارا

واآلخرة. الدنيا في أحب من مع والمرءO وكن الله، خلق على والشفقة الله لعباد ( بالرحمةوعليك) رحيما

O O شفيقا O، ألوفا O تكون أن واحذر مألوفا O فظا O أو غليظا O، فاحشا قال جافيا ال ومن الرحماء عباده من الله يرحم : "إنماوالسالم الصالة عليه

خير وال مألوف ألوف السالم: "المؤمن عليه يرحم" وقال ال يرحميؤلف". وال يألف ال فيمن الغافلين، وتذكير الضuالين وإرشاد الجاهلين ( بتعليموعليك)O ذلك تذع أن واحذر لست وأنا بعلمه يعمل من ويذكر يعلم إنما قائال كله وهذا األكابر، أخالق من ألنه لإلرشاد بأهل لست إني أو كذلك، بالعلم، العمل جملة من والتذكير العليم فإن الشيطان؛ من تلبيس

عباد وإرشادهم بطاعته والعمل الله بفضل إال أكابر كانوا ما واألكابرO تكن لم وإذا الله، سبيل إلى الله حصول إلى طريق لك فليس أهال

والدعاء الدعوًى في الشؤم وإنما إليه والدعاء الخير فعل إال األهليةالحق`. غير إلى

والمساكين، الضعفاء ومالطفة المنكسرين، قلوِّب ( بجروعليك) المستقرضين، وإقراض المعسرين، على والتيسير المقلين، ومواساة

Page 67: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

بثمانية الصدقة ثواِّب على يزيد القرض ثواِّب أن الحديث وفيمحتاج. إال يأخذه ال القرض أن وذلك أضعاف؛

عزًى السالم: "من عليه قال مصيبة به نزلت من ( بتعزيةوعليك)O أجره". مثل له كان صبره أي مصابا به ينزل بما تفرح أن وهي المسلمين من بأحد ( والشماتةوإياك)

بأخيك الشماتة تظهر والسالم: "ال الصالة عليه المصائب. قال من9ر أن ويبتليك" واحذر الله فيعافيه O تعي من فإن فيه وقع بذنب مسلما

O عير به. عيره ما بمثل يبتلى حتى يمت لم بذنب مسلما المحتاجين، حوائج وقضاء المكروبين، عن ( بالتفريجوعليك) على يسر والسالم: "من الصالة عليه قال المذنبين، عورات وسترO ستر ومن عليه، الله يسر معسر واآلخرة، الدنيا في الله ستره مسلما

من كربة عنه الله فرج الدنيا كرِّب من كربة مسلم عن فرuج ومن والله حاجته في الله كان أخيه حاجة في كان ومن القيامة، يوم كرِّب

أخيه". عون في العبد كان ما العبد عون في من ذلك فإن المسلمين؛ طريق عن األذًى ( بإماطةوعليك) : "رأيتوسلم عليه الله صلى النبي قال الحديث وفي اإليمان شعبO المسلمين". طريق من قطعه شوك غصن في الجنة في يتقلب رجال السالم: عليه رأسه. قال على والمسح اليتيم ( برحمةوعليك) يده عليها مرت شعرة بكل له الله كتب يتيم رأس على مسح "من بكل المؤمنين قلوِّب على السرور إدخال في حسنات" واجتهد عشرO. يكون لم ما أمكنك أوجه إثما من إلى حاجة في له تشفع أن سألك من لكل ( بالشفاعةوعليك)

ماله، عن يسأله كما جاهه عن العبد يسأل الله فإن جاه؛ عنده لك والسرقة الزنا كحد الشرعية الحدود من شيء عبد على توجه وإذا

شفعت وإذا جائزة، غير الحدود في الشفاعة فإن له؛ تشفع أن فاحذررشا. فإنها تقبلها فال هدية بسببها لك فأهديت شفاعة

وإظهار الوجه وطالقة المؤمنين، وجوه في ( بالتبسموعليك) لهم. الجناح وخفض الجانب ولين معهم، الكالم وطيب لهم، البشر

الصالة عليه للمؤمنين( وقال جناحك )واخفض لنبيه تعالى الله قالO المعروف من تحقرن : "الوالسالم بوجه أخاك تلقى أن ولو شيئا

صدقة" ومن الطيبة : "الكلمةوالسالم الصالة عليه طلق" وقال رحمة مائة بينهما قسمت فتصافحا المسلمان التقى المأثور: إذا

O. ألكثرهما منها وتسعون تسعة را pشi ب

Page 68: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O تهجر أن واحذر المصلحة اقتضت فإن نفسك لحظ مسلما الصالة عليه قال أيام. فقد ثالثة فوق تهجره فال هجره، الدينية

الله يتداركه أن إال النار الله أدخله ثالث فوق أخاه هجر : "منوالسالمO إلتيانه كان إذا فأما للتأديب الهجر كان إذا هذا برحمته". ومحل باطال

O تركه أو الحق. إلى برجوعه إال له آخر فال حقا من للمسلمين يتجدد ما بكل واالستبشار الفرح ( بإظهاروعليك)

الباغين على وظهورهم األسعار، ورخاء األمطار، كنزول المسار،والكفار.

كالوباء الباليا من بهم ينزل ما بسبب واالغتمام ( بالحزنوعليك) التسليم مع عنهم ذلك يكشف أن في الله إلى وتوجه والفتن، والغالء لم وسلم: "من عليه الله صلى الله رسول قال وقدره. وقد لقضائه

عليه: "مثل الله صلوات منهم". وقال فليس المسلمين بأمر يهتم منه اشتكى إذا الواحد الجسد مثل وتعاطفهم توادهم في المؤمنين

والحمى". بالسهر الجسد سائر له تداعى عضوO مسلم إليك أسدًى ( إذاوعليك) وشكره منه بقبوله معروفا

المكافأة توحشه ممن كان أو عليها تقدر لم فإن عليه ومكافأته ذراع إلي أهدي : "لووالسالم الصالة عليه قال له. وقد بالدعاء فعليك

ألجبت" وقال: "من كراع أو ذراع إلى دعيت ولو لقبلت كراع أوO إليكم اصطنع له فادعوا ذلك على تقدروا لم فإن فكافئوه معروفا

لمن قال السالم: "من عليه كافأتموه" وقال قد أنكم تعلموا حتىO إليه أسدًى O الله جزاك معروفا الثناء". في أبلغ فقد خيرا

أن تعلم وأنت عليه، صنيعته برد مسلم قلب تكسر )وإياك( أن واسطة هو وإنما حقيقة الله من هو إنما يده على إليك الواصل وال مسألة غير من شيء أتاه الحديث: من وفي مقهور مسخر

الله". على يرده فإنما فرده نفس استشراف من تعظيم على مجبولون العامة أن وهي عظيمة آفة الرد وفي

الرد على النساك لبعض الحامل كان فربما عليهم، صالتهم يردO بالزهد؛ التظاهر ههنا ومن عندهم، المنزلة حصول على منه حرصا

O الناس أيدي من يأخذ المحققين بعض كان O. به يتصدق ثم ظاهرا سرايندِّب: وقد مسائل، في الرد يجب وقد

تحمل أو حرام، أنه بعالمة تظن أو تعلم ما إليك يحمل "منها" أنكذلك. لست وأنت أهلها من أنك ظن على واجبة صدقة إليك

O إليك المسدي يكون "ومنها" أن O ظالما الظلم على مصرا أو الدين في تداهنه أو إليه يميل قلبك أن معروفه قبلت إذا وتخشى

Page 69: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ما منك يقبل ال بحيث يصير شيئا قبلت متى أنك ظنك على يغلبالحق. من إليه تلقيه

عن إضاللك بصلته يقصد أنه إنسان حال من تعلم "ومنها" أن ما القبيل هذا ومن حق، ترك أو باطل على بمساعدته الله سبيل أو الخصمين من األمور والة من وغيرهما والعامل القاضي يأخذه

مذكورة تتمات وله المحرم، الرشا هو وهذا إليهم، ترافعا إذا أحدهماالمذكورة. المسائل هذه جميع في بالرد فعليك مواضعها في

أو مالك على أو ولدك على أو نفسك على تدعو ( أنواحذر) فقد ظلمه من على دعا من فإن ظلمك؛ وإن المسلمين من أحد على

على وال أوالدكم على الو أنفسكم على تدعوا "ال الخبر انتصر. وفيإجابة". ساعة الله من توافقوا ال أموالكم

O تؤذي ( أنوإياك) الصالة عليه قال فقد حق بغير تسبه أو مسلماO آذًى : "منوالسالم الله" وقال آذًى فقد آذاني ومن آذاني فقد مسلما

كفر". وقتاله فسوق المؤمن السالم: "سباِّب عليهO تلعن أن واحذر O أو بهيمة أو مسلما O أو جمادا وإن بعينه شخصا

O كان أو جهل وأبي كفرعون الكفر على مات أنه تحققت إن إال كافرا إذا اللعنة أن ورد كإبليس. وقد بحال تناله ال الله رحمة أن علمت إلى تنزل ثم أبوابها دونها فتغلق السماء نحو تصعد العبد من خرجت فيه وجدت فإن الملعون إلى تجيء ثم أبوابها دونها فتغلق األرضO قائلها. على رجعت وإال مساغا إلى بعضهم وتحبيب المؤمنين قلوِّب بين ( بالتأليفوعليك)

القبائح. وستر المحاسن بإظهار بعضهمO اإلصالح في فإن بينهم ذات ( بإصالحوعليك) على يزيد فضال والقريب وولده الوالد بين سيما وال والصيام الصالة من النفل فضل

بين فأصلحوا إخوة المؤمنون تعالى: )إنما الله وقرابته. قالأخويكم(.

يوجب مما ونحوهما والغيبة بالنميمة البين ذات ( وإفسادوإياك)عظيم. تعالى الله عند ذلك فإن والتدابر؛ التنافر اإلفساد بذلك تقصد إلنسان إنسان كالم تنقل أن فهي النميمة أما

نمام" وقال الجنة يدخل : "الوسلم عليه الله صلى قال بينهما. وقد بالنميمة األحبة بين المشاءون تعالى الله إلى السالم: "أبغضكم عليه

اإلخوان". بين المفرقونO تذكر أن فهي الغيبة وأما كان لو يكرهه بما غيبته في إنساناO اإلشارة أو بالنطق التفهيم حصل وسواء تنقيصه، بذلك تقصد حاضرا

Page 70: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

المسلم : "كلوسلم عليه الله صلى الله رسول قال الكتابة. وقد أو السالم: "الغيبة عليه وعرضه" وقال وماله دمه حرام المسلم علىO مات السالم: من عليه موسى إلى الله وأوحى الزنى"، من أشد تائباO مات ومن الجنة، يدخل من آخر فهو الغيبة من أول فهو عليها مصراالنار. يدخل من

العباد ظلم سيما وال القيامة يوم ظلمات فإنه ( والظلموإياك) عليه الله صلى الله رسول قال الله. وقد يتركه ال الذي الظلم فإنه

كثيرة بحسنات القيامة يوم يأتي من أمتي من المفلس : "إنوسلم حسناته من هذا فيأخذ هذا مال وأخذ هذا وشتم هذا ضرِّب وقد ويأتي على فطرحت سيئاتهم من أخذ حسناته فنيت فإن حسناته من وهذا

بالخروج فبادر أحد ظلم في وقعت النار" فإن في به يقذف ثم سيئاته وبطلب النفسية، المظالم من كان إن القصاص من بالتمكين منه

من كان إن أخذته ما وبرد العرضية، المظالم من كان إن اإلحالل مظلمة ألخيه عليه كانت الحديث: "من وفي المالية، المظالم

هي إنما درهم وال فيه دينار ال يوم يأتي أن قبل منه فليستحل يمكن لم حتى المظالم بعض رد عليك تعذر والسيئات" فإن الحسنات

أن في واالضطرار واالفتقار تعالى الله إلى اللجأ بصدق فعليك بحالواالستغفار. الدعاء من ظلمته لمن وباإلكثار خصمك، عنك يرضي في وأموالهم وأعراضهم المسلمين دماء عن ( بالذِّبوعليك)

نصر من فإن كله ذلك وفي نفسك عن تذِّب كما وحضورهم غيبتهمO O خذل ومن الله نصره مسلما الله. خذله مسلما

Page 71: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O عنه تكتم ال أن وغايته مسلم، لكل بالنصح وعليك في ترًى شيئاO له إظهاره صلى الله رسول شر. قال من نجاة أو خير على حصوال

النصيحة". "الدين وسلم عليه الله في له تكون كما غfيبته في مسلم لكل تكون أن النصح ومن قلبك. يضمره ما فوق بلسانك المودة من له تظهر ال وأن حضوره،

خالف في الصواِّب أن وعرفت شيء في مسلم استشارك إذا ومنهبه. تخبره أن إليه يميل ما

الله آتاهم ما على للمسلمين الحسد النصح خالف على يدل ومما عبيده من عبد على تعالى الله إنعام عليك يشق أن فضله. وأصله من

أن ورد وقد عنه، النعمة زوال تتمنى أن وغايته دنياه أو دينه في بنعمة معترض الحطب" والحاسد النار تأكل كما الحسنات يأكل "الحسد

إنك رِّب حاله: يا بلسان يقول وكأنه وتدبيره ملكه في الله على نعمة ترًى أن وهي بالغبطة بأس وال موضعها غير في النعمة وضعت

مثلها. سبحانه منه فطلب عبيده من عبد على الله من أثنى إن ثم بقلبك، الثناء بكراهية أحد عليك أثنى ( إذاوعليك) وإن القبيح، وستر الجميل أظهر الذي لله الحمد فقل فيك بما عليك ال السلف: اللهم بعض قال كما فقل فيك ليس بما عليك أثنى

O واجعلني يعلمون ال ما لي واغفر يقولون بما تؤاخذني مما خيرايظنون.

نشاطه بثنائك يزداد أنه علمت إن إال أحد على تثني فال أنت وأماO كان أو الخير، في بفضله للتعريف عليه فأثنيت فضله يعرف ال فاضال

من جهة في االغترار ومن جهتك، في الكذِّب من السالمة بشرطعليه. تثني

O تنصح أن أردت ( إذاوعليك) به بالخلوة عنه بلغك أمر في إنسانا التفهيم إمكان مع التصريح إلى تعدل وال له القول في له والتلطف العداوة تثير ال كي تخبره فال هذا؟ عني بلغك من لك قال فإن بالتلميح

فارجع يقبل لم وإن له واشكر الله فاحمد منك قبل إن ثم وبينه، بينه فانظري أتيت، قبلك من السوء نفس يا لها وقل باللوم نفسك علىوآدابه. النصح بشرائط تقومي لم لعلك

لو تحفظه مما أشد بحفظه فعليك شيء على إنسان ائتمنك وإذاO كان لك. ملكا

Page 72: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الله رسول قال وقد فيها والخيانة وإياك األمانة ( بأداءوعليك) السالم: عليه له" وقال أمانة ال لمن إيمان : "الوسلم عليه الله صلى والرحم أكفر، فال بك إني اللهم تقول بالعرش: النعمة متعلقات "ثالثأخان". فال بك إني اللهم تقول واألمانة أقطع، فال بك إني اللهم تقول به ووعدت عليه عاهدت بما وبالوفاء الحديث ( بصدقوعليك) وفي النفاق أمارات من الوعود في والخلف العهود نقض فإن

اؤتمن وإذا أخلف وعد وإذا كذِّب حدث إذا ثالث المنافق الحديث: "آيةفجر". خاصم وإذا غدر عاهد رواية: "وإذا خان" وفي

الصدور يوغران فإنهما والجدال المراء من ( بالحذروعليك)9دان القلوِّب ويوحشان جادلك أو ماراك فإن والبغضاء العداوة ويول

فعليك مبطل أو يتبع، أن أحق الحق ألن منه؛ بالقبول فعليك محقالجاهلين(. عن يقول: )وأعرض تعالى والله جاهل ألنه عنه؛ باإلعراض

O المزاح ( بتركوعليك) O مزحت فإن رأسا تطييب نية على نادراO إال تقل فال مسلم قلب : "الوسلم عليه الله صلى الله رسول قال حقافتخلفه". موعدةO تعiده وال تمازحه وال أخاك تمار

منهم الفضل أهل سيما ال وتوقيرهم المسلمين ( بإجاللوعليك)اإلسالم. في شيبة له ومن والشرفاء والصلحاء كالعلماء

O تروع ( أنوإياك) أو به تستهزئ أو تخيفه أو المسلمين من أحدا األخالق من كله هذا فإن االستحقار بعين إليه تنظر أو منه تسخر

عليه الله صلى الله رسول قال المذمومة. وقد واألفعال المشؤومةالمسلم". أخاه يحقر أن الشر من امرئ : "بحسبوسلمالمؤمنين. أخالق من فإنه ( بالتواضعوعليك)

رفعه تواضع ومن المتكبرين، يحب ال الله فإن )وإياك( والتكبر : "الوسلم عليه الله صلى الله رسول قال الله، وضعه تكبر ومن الله

السالم: عليه كبر" وقال من ذرة مثقال قلبه في كان من الجنة يدخلاحتقارهم. الناس" يعني و"غمط رده الحق" يعني بطر "الكبر

االستصغار بعين غيره وإلى التعظيم بعين نفسه إلى نظر ومنالمتكبرين. من فهو

)ليميز بعض عن بعضهم تميز أمارات والمستكبرين وللمتواضعينالطيب(. من الخبيث الله

الحق وقبول الشهرة وكراهية الخمول حب التواضع أمارات فمنوضيع. أو شريف من به جاء ممن

ومجالستهم. ومخالطتهم الفقراء محبة ومنها

Page 73: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

من شكر مع اإلمكان حسب اإلخوان بحقوق القيام كمال ومنهاقصر. من وعذر بحقه منهم قام

والمحافل المجالس في التصدر محبة التكبر أمارات ومن الكالم في والتشدق عليها والثناء النفس وتزكية األقران على والتقدم بحقوق الوفاء وترك المشية في والتبختر واالختيال باآلباء والتبجحبالحقوق. مطالبتهم مع اإلخوان

Page 74: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

من تعرفه ال ومن تعرفه من كل على السالم ( بإقراءوعليك) به تسيء فال عليك يرد فال منهم أحد على سلمت وإذا المسلمين،

أسمعه. فلم رد لعله أو يسمع لم لعله وقل الظن،O دخلت وإذا أهلك، على فسلم بيتك دخلت وإذا O أو مسجدا بيتا

وإذا الصالحين، الله عباد وعلى علينا فقل: السالم أحد فيه وليسO لقيت قيل عليك يسلم أن قبل بالسالم تبدأه أن فاجتهد مسلما

فأيهما المسلم المسلم لقي وسلم: "إذا عليه الله صلى الله لرسول على الراكب الحديث: "يسلم بالله" وفي أوالهما قال بالسالم؟؟ يبدأ

على والقليل الكبير، على والصغير القاعد، على والقائم الماشي،الكثير".

بقولك فذكره يحمد لم فإن حمد إذا العاطس ( بتشميتوعليك)O تستأذن حتى غيرك بيت على تدخل . وال لله الحمد استأذنت فإن أوال

Zعiد فال لك يؤذن فلم ثالثا بالتلبية. فاجبه مسلم ناداك وإذا االستئذان، ت وإذا شرعي، لعذر إال اإلجابة تترك فال طعامه إلى دعاك وإذا

O تفعل أن عليك أقسم iرu تتركه أو شيئا معصية فيه يكن لم ما قسمه فبO تسأل لله. وال O بالله أحدا O بالله سئلت وإن شيئا تمنع، أن فإياك شيئا

فلم بالله سأل من : "ملعونوسلم عليه الله صلى الله رسول قاليعط". إخوانك وبزيارة الجنائز، وتشييع المرضى، ( بعيادةوعليك)

اللقاء، عند وبمصافحتهم إليهم، اشتقت كلما الله في المسلمينO كان فإن منهم؛ غاِّب عمن والسؤال أحوالهم، عن وسؤالهم مريضا

له. دعوت وإال استطعت إن أعنته شغل في كان وإن عدته، الظن تسيء أن واحذر المسلمين بجميع الظن ( بحسنوعليك) شيء فوقهما ليس : "خصلتانوالسالم الصالة عليه قال منهم، بأحد ليس وخصلتان الله، بعباد الظن وحسن بالله الظن الخير: حسن من

الله". بعباد الظن وسوء بالله، الظن الشر: سوء من شيء فوقهما من شيء في الشر تعتقد ال أن بالمسلمين الظن حسن وغاية

O له تجد وأنت وأقوالهم أفعالهم فنهاية كالمعاصي الخير في محمال يحملهم إيمانهم أن بهم وتظن عنها تنهاهم أن بمرتكبيها الظن حسنمنها. بالتوبة عليها اإلصرار وترك عنها االنتهاء على

أفعالهم في السوء تعتقد أن بالمسلمين الظن سوء وغايةO ترًى ذلك( أن )ومثال الخير ظاهرها التي وأقوالهم يكثر مسلما

Page 75: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O إال ذلك فعل ما أنه به فتظن والتالوة والصدقة الصالة للناس مرائياZ ذي من إال يصدر ال الفاسد الظن وهذا والجاه المال على وحرصا

في تعالى الله قال وقد المنافقين أخالق من وهو خبيثة طوية أي الصدقات(، في المؤمنين من المطوعين يلمزون وصفهم: )الذين

الله ذكر من : "أكثرواوسلم عليه الله صلى بالرياء. وقال يرمونهممراءون". إنكم المنافقون يقول حتى

ولوالديك لنفسك واالستغفار الدعاء من ( باإلكثاروعليك)O وأصحابك وقرابتك O المسلمين ولسائر خصوصا دعاء فإن عموما :وسلم عليه الله صلى مستجاِّب. وقال الغيب بظهر ألخيه المسلم المسلم ودعوة المظلوم دعوة حجاِّب الله وبين بينهما ليس "دعوتان

الغيب". بظهر ألخيه قال الغيب بظهر ألخيه المسلم دعا السالم: "إذا عليه وقال

من الله رحمه مهران بن ميمون بمثله" وقال ولك آمين الملك الله أمره الذي لهما بالشكر قام فقد مكتوبة كل بعد لوالديه استغفر

ولوالديك(. لي اشكر قوله: )أن في بهO يوم كل في والمؤمنات للمؤمنين استغفر من أن وورد سبعا العباد يرزق وبهم دعاؤهم يستجاِّب الذين من كان مرة وعشرين

األولياء. وصف وهذا ويمطرون القيام أردت فإذا كثيرة المسلم على المسلم حقوق ( أنواعلم)

أن تحب بما وحضورهم غيبتهم في المسلمين فعامل وجهها على بها ما الخير من لهم تحب أن على قلبك ووط9ن نفسك وجاهد به يعاملوك

رسول قال لنفسك. وقد تكره ما الشر من لهم وتكره لنفسك تحب يحب ما ألخيه يحب حتى أحدكم يؤمن : "الوسلم عليه الله صلى الله

للمسلم : "المسلموسلم عليه الله صلى الله رسول لنفسه" وقالO"، بعضه يشد كالبنيان عضو منه اشتكى إذا الواحد وكالجسد بعضاوالحمى". بالسهر الجسد سائر له تداعى

المسلمين تنفع أن تستطع لم الله: إذا رحمه معاذ بن يحيى وقال أن تستطع لم وإذا تسؤpهم فال تسرهم أن تستطع لم وإذا تضرهم، فال

وقال تذمهم، فال تمدحهم أن تستطع لم وإذا تغ̀مهم، فال تفرحهم الحق مع عنه: كن الله رضي الجيالني القادر عبد الدين محيي سيدي

السلف: الناس بعض وقال نفس، ال كأن الخلق مع وكن خلق ال كأن والحمد العافية على الله واشكروا البالء أهل فارحموا ومعافى مبتلى

العالمين. رِّب لله

Page 76: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

O كبيرا أو صغيرا كان سواء ذنب كل من ( بالتوبةوعليك) أو ظاهراOوهي السلوك طريق في العبد يضعها قدم أول التوبة فإن باطنا؛

الله تعالى: )إن الله التوابين. قال يحب والله المقامات جميع أساس وتعالى: سبحانه الله قال وقد المتطهرين(، ويحب التوابين يحب

O الله إلى )وتوبوا رسول وقال تفلحون(، لعلكم المؤمنون أيها جميعا له"... ذنب ال كمن الذنب من وسلم: "التائب عليه الله صلى الله

الحديث. فعله على والندم الذنب ترك بدون تصح ال التوبة )واعلم( أن

عشت. ما إليه تعود ال أن على والعزم ولزوم البكاء وكثرة القلب رقة منها عالمات الصادق وللتائب

المخالفة. ومواطن السوء قرناء وهجر الموافقةiصرار والواجب الفور، على تتوِّب ال ثم تذنب أن وهو )وإياك( واإل

يحترز كما وكبائرها صغائرها المعاصي من يحترز أن مؤمن كل على يفعل وال القاتلة والسموم المغرقة والمياه المحرقة النيران من

الوقوع، بعد به يفرح وال وقوعه قبل به يتحدث وال يقصده وال الذنب في منه بالتوبة والمبادرة وكراهته ستره الواجب كان فيه وقع فإذا

. الحال ال والعبد كثيرة الذنوِّب فإن حين كل في التوبة ( بتجديدوعليك) حالته حسنت وإن عديدة معاص من وباطنه ظاهره في يخلو

الله صلى الله رسول أن وحسبك طاعته، ودامت طريقته واستقامت تعالى الله إلى يتوِّب المطلق وكماله عصمته مع كان وسلم عليه

. مرة سبعين من أكثر يوم كل في ويستغفرهiكثاروعليك) سيما وال النهار وآناءf الليل آناء االستغفار من ( باإل

لزم وسلم: "من عليه الله صلى الله رسول قال وقد األسحار، عندO، ه̀م كل من له الله جعل االستغفار O، ضيق كل ومن فرجا مخرجا

يحتسب". ال حيث من ورزقهiر الرحيم. التواِّب أنت إنك علي وتب لي اغفر تقول: رِّب أن وأكث

الذكر هذا من وسلم عليه الله صلى الله لرسول يعدون كانوا فقدO الواحد المجلس في المبارك . مرة مائة من قريبا

أنت إال إله ال وهي السالم عليه النون ذي ( بدعوةوعليك) ال وأنه األعظم الله اسم أنها ورد فقد الظالمين من كنت إني سبحانك

Page 77: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

تعالى: )فاستجبنا الله قال عنه الله فرج إال مغموم وال مهموم يقولهاالمؤمنين( . ننجي وكذلك الغم من ونجيناه له

وقد اليقين ثمرات أشرف من فإنهما والخوف ( بالرجاءوعليك) القائلين: )أولئك أصدق وهو فقال السابقين عباده بهما الله وصف�هم الوسيلة ربهم الى يبتغون يدعون الذين رحمته ويرجون أقرِّب أي

O( وقال كان ربك عذاِّب إن عذابه ويخافون صلى الله رسول محذوراpيظنu بي عبدي ظن عند تعالى: "أنا الله قال وسلم عليه الله ما بي فل

وجاللي تعالى: "وعزتي الله قال والسالم، الصالة عليه يشاء" وقالfني هو إن خوفين وال أمنين عبدي على أجمع ال أخفته الدنيا في أمiن

عبادي". أجمع يوم أمfنته الدنيا في خافني هو وإن عبادي أبعث يوم وعظيم وجوده الله رحمة بسعة القلب معرفة الرجاء وأصل

هذه من فيتولد بطاعته عمل لمن وعده وجميل وإحسانه فضله كثرة منه المقصودة الرجاء. وثمرته تسمى فرح حالة المعرفة

الطاعة فإن الطاعات على المحافظة وشدة الخيرات، في المسارعةوجنته. الله رضوان إلى الموصلة السبيل هي

وغناه وقهره تعالى الله بجالل القلب معرفة فأصله الخوف وأما عصاه من بهما توعد اللذين عذابه وأليم عقابه وشديد خلقه جميع عن

الخوف. تسمى وجfل حالة المعرفة هذه من فيتولد أمره وخالف فإن منها االحتراز وشدة المعاصي ترك منه المقصودة وثمرته

عقوبته. ودار الله سخط إلى الموصلة الطريق هي المعصية وترك الموافقات فعل على يحمالن ال خوف وكل رجاء وكل

هات من البصائر أرباِّب عند معدودان المخالفات uوالتهويسات التر O رجا من فإن تحتها طائل وال لها حاصل ال التي خاف ومن طلبه شيئامحالة. ال منه Oهرِّب شيئا

نفسه واطمأنت ربه إلى أناِّب "عبدq" قد ثالثة الناس )واعلم( أنu لذة له تبق فلم قربه أنوار بإشراق شهواته ظلمات وانقشعت به إال

O رجاؤه فصار معاملته في إال راحة وال مناجاته في وخوفه ومحبة شوقاO المأمورات عن التقاعد من نفسه على يأمن "وعبدq" ال وهيبة، تعظيما

الخوف استواء العبد لهذا ينبغي والذي المحظورات، إلى والركون خوف وزن الحديث: "لو الطائر. وفي كجناحي يكونا حتى والرجاء. المؤمني أكثر حال العتدال" وهذا ورجاؤه المؤمن

فالالئق التفريط، عليه واستولى التخليط عليه غلب "وعبدq" قد أن فينبغي الموت عند إال المعاصي عن لينزجر عليه الخوف غلبة به

Page 78: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O رجاؤه يكون يموتن والسالم: "ال الصالة عليه لقوله خوفه على غالبابالله". الظن يحسن وهو إال أحدكم ذكر على باالقتصار العامة مع الرجاء في تكلمت ( إذاوعليك)

المتوقف الجزيل والثواِّب الجميل الوعد تذكر أن وهو المقيد الرجاءالسيئات. ترك و الحسنات فعل على أن مثل وذلك المطلق الرجاء في معهم تخوض ( أنواحذر)

الله عفو يظهر لم الذنوِّب ولوال يغفر، والرِّب يذنب تقول: العبد كنقطة إال الله رحمة سعة في واآلخرين األولين ذنوِّب وما وحلمه،

وربما بالعامة يضر ولكنه حق الكالم ذلك. وهذا ونحو لجي بحر في حق كل وما ذلك، في السبب أنت فتكون المعاصي بركوِّب أغراهم

رجال. مقام ولكل يقال،fالله رحمة من )وإياك( والقنوط fمن فإنهما الله مكر من واألمن

الضالون( إال ربه رحمة من يقنط تعالى: )ومن قال الذنوِّب كبائرالخاسرون(. القوم إال الله مكر يأمن وقال: )فال

وجود للرجاء يبقى ال حتى الخوف تمحض عن عبارة والقنوط. البتة

بحال. وجود للخوف يبقى ال حتى الرجاء تجرد عن عبارة واألمن الطاعة ترك في محالة ال واقعان بالله جاهالن واآلمن فالقانط

تنفعه ال أنها يرًى ألنه الطاعة يترك القانط فإن المعاصي؛ وفعل الشقاء درك من بالله نعوذ تضره ال أنها بظنه المعصية يرتكب واآلمنالقضاء. وسوء

على تسمعه ما وهي عنها القاطعةf المغفرة )وإياك( وأمانيO( الذنوِّب يغفر الله قولهم: )إن من المغترين من طائفة لسان جميعا

كل وسعت ورحمته بالخير مملوءة وخزائنه أعمالنا وعن عنا غني~ وهو الصالحة، األعمال وترك المعاصي فعل على إصرارهم مع شيء، ال المعاصي وإن تنفع ال الطاعات أن أحوالهم بلسان يقولون وكأنهم

ذرة مثقال يعمل تعالى: )فمن الله قال وقد عظيم، بهتان وهذا تضرO O ذرة مثقال يعمل ومن يره خيرا في ما تعالى: )ولله يره( وقال شرا

ويجزي عملوا بما أساءوا الذين ليجزي األرض في وما تالسماوا وسلم: عليه الله صلى الله رسول بالحسنى( وقال أحسنوا الذين

نفسه أتبع من والعاجز الموت بعد لما وعمل نفسه دان من "الكيساألماني". الله على وتمنى هواها

الكسب نع المغرورين: اقعد هؤالء من لواحد قلت أنك ولو شيئا رأينا ما وقال منك، لfسخiر برزقك يأتيك تعالى والله والتجارة

Page 79: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

قد تعالى الله أن مع والنصfب، بالكد9 بل والطلب، بالسعي إال Oيجيئ وانتكاس انعكاس إال ذلك فهل باآلخرة له يتكفل ولم بالدنيا له تكفلالرأس! أم على

لعبت قد المغفرة أماني الله: إن رحمه البصري الحسن قال وقد الصالحة، األعمال من يعني مفاليس، الدنيا من خرجوا حتى بأقوام

O جمع المؤمن الله: إن رحمه قال O، إحسانا جمع المنافق وإن وخوفاO إساءة O، إال يصبح ال فالمؤمن وأمنا O، إال يمسي وال خائفا يعمل خائفا

كثير الناس سواد ويقول العمل يترك أنجو! والمنافق ويقول:لعليلي. انتهى. يغفر وسوف ظنهم وحسن بالله معرفتهم كمال مع واألولياء األنبياء كان وقد

الخوف من غاية في بالكلية عدمها أو ذنوبهم وقلة أعمالهم وصالح بهاقتده(. فبهداهم الله هدًى الذين )أولئك واإلشفاق

Page 80: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

هذه في دمت ما منه لك بد وال األمور مالك فإنه بالصبروعليك( ) تعالى: )يا الله قال العظيمة والفضائل الكريمة األخالق من وهو الدار الصابرين( وقال مع الله إن والصالة بالصبر استعينوا آمنوا الذين أيها

تعالى: )إنما صبروا( وقال لما بأمرنا يهدون أئمة تعالى: )وجعلناهم الله صلى الله رسول حساِّب( وقال بغير أجرهم الصابرون يوفى :والسالم الصالة عليه المؤمن" وقال جنود أمير وسلم: "الصبر عليه رضي عباس البن وصيته كثير" وفي خير تكره ما على الصبر "في مع وأن الكرِّب مع الفرج وأن الصبر مع النصر أن "واعلم عنهما الله

O". رعسال يسرا الله من القرِّب حصول على موقوفة السعادة ( أنواعلم)

O، الباطل واجتناِّب الحق اتباع على موقوف وحصوله والنفس أبدا فال الباطل، إلى والميل الحق كراهية على فطرتها بأصل مجبولة

بحمل تارة الصبر إلى حاجة في السعادة تحصيل همه من يزالالباطل. اجتناِّب على بحملها وأخرًى الحق، اتباع على النفس

ويحصل الطاعات، على )أولها( الصبر أقسام أربعة على والصبرO O فيها، القلب وحضور باإلخالص باطنا عليها والدوام بلزومها وظاهرا

المشروع. الوجه على بها واإلتيان بنشاط فيها والدخول من الطاعات فعل على الله وعد ما ذكر الصبر هذا على ويبعث

O الثواِّب O، عاجال مقام إلى وصل الوجه هذا على الصبر لزم ومن وآجال ال ما واألنس واللذة الحالوة من الطاعات في يجد وهناك القرِّب

الله. دون إليه يسكن ال أن األمر هذا له حصل لمن وينبغي يوصف،O ويحصل المعاصي عن )وثانيها( الصبر عن والبعــد باجتنابها ظاهرا

O مظانها، الــذنوِّب أول ألن إليهــا؛ وميلــه بها النفس تحدث بترك وباطنا نــدم أو خــوف بــه يحصل كان فإن السالفة الذنوِّب تذكر خطرة. وأما

توعــد مــا تــذكر الصــبر هذا على ويبعث أحسن، فتركه وإال حسن فهوO العقــاِّب من المعاصــي على بــه اللــه O، عــاجال على واظب ومن وآجال

كلهــا المعاصــي من األنفــة بوجــود اللــه أكرمــه الوجه هذا على الصبرأدناها. ارتكاِّب من عليه أهون النار دخول يصير حتى

:اننوع وهي المكاره على )وثالثها( الصبر وذهاِّب واآلفات كاألمراض واسطة بال الله من يحصل "األول" ما

O ويحصــل واألصــحاِّب، األقارِّب من األعزة وموت األموال بــترك باطنــاO والتضجر، التبرم وهو الجزع وال الخلــق، إلى الشــكوًى بــترك وظــاهرا

Page 81: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ــه نعم المصيبة عند العين وفيضان للطبيب العلة وصف يناقضه يناقضذلك. ونحو والنياحة الجيوِّب وشق الخدود لطم

مــع وهــو نفسه في مؤلم الجزع بأن العلم الصبر هذا على ويبعث يستطيع ال من إلى الشكوًى وأن للعقاِّب، وموجب للثواِّب مفوت ذلكO عنها يكشف أن وال نفسه ينفع أن كــل صــفة وهــذه الحماقــة من ضرا

بيــده الــذي باللــه االكتفاء عدم على دالة فالشكوًى ذلك ومع مخلوق، والعاهــات المصــائب على الصــبر في مــا وذكــر شــيء، كــل ملكــوت

نفســه. من لــه يصــلح بمــا أعلم تعــالى الله وأن الثواِّب من والفاقات من ونقص والجوع الخوف من بشيء تعالى: )ولنبلونكم الله قال وقد

ــوال ــ ــرات( إلى واألنفس األم ــ ــه والثم ــ ــك قول ــ ــالى: )وأولئ ــ هم تعالمهتدون(.

ــه التسليم حالوة الله ذوقه الوجه هذا على الصبر لزم ومن وروuحوح fبعد. فيما الرضا ذكر تعالى الله شاء إن وسيأتي الرضا بر

ل من يكــون ما المكاره الثاني" من "والنوع fــ األذًى من الخلــق قiبالمال. أو العiرض أو النفس في

إن المؤذي بغض عن النفس بكف ذلك على الصبر كمال ويحصلO، كان ــرك عليه الدعاء عن اللسان وكف له، الشر حب9 وعن مسلما وت

O؛ له المؤاخذة O إما رأسا O حلما O أو واحتماال O عفــوا بنصــرة اكتفــاء وصــفحاالثاني. في ثوابه في ورغبة األول في الله

ــذا على ويبعث ــبر ه ــا العلمZ الص ــل في ورد بم ــظ كظم فض الغي وأصــلح عفــا تعالى: )فمن الله قال الناس، عن والعفو األذًى واحتمال

صــبر تعــالى: )ولمن الظالمين( وقال يحب ال الله إن الله على فأجرهاألمور(. عزم لمن لك إن وغفر

O كظم : "منوالسالم الصالة عليه وقال ينفــذه أن شــاء ولــو غيظاO قلبه الله مأل لنفذه O". وقال أمنا يــوم مناد السالم: "ينادي عليه وإيمانا

الناس". عن العافون فيقوم الله على أجره من ليقم القيامة وهــو الخلــق بحسـن اللـه أكرمـه الوجه هذا على الصبر لزم ومن

الكماالت. ومالك الفضائل رأس من المـيزان في أثقـل : "الشــيءوســلم عليــه اللـه صـلى وقــال

fيبلــغ العبــد وإن الخلــق حســن الصــالة صــاحب درجــة خلقــه بحســن لوالصيام".ــال ــه وق ــربكم إلي الســالم: "أحبكم علي O مــني وأق ــوم مجلســا ي

O". أحسنكم القيامة Zقا ل Zخ

Page 82: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

الوجــه بســط الخلــق تعالى: حســن الله رحمه المبارك ابن وقالاألذًى. وكف المعروف وبذل

في راســخة هيئــة الخلــق به: حسن الله نفع الغزالي اإلمام وقالبسهولة. الجميلة األخالق عنها تصدر النفس

من إليــه النفس تميل ما كل الشهوات( وهي عن الصبر )ورابعهاO النفس بكـف عنهـا الصـبر كمـال ويحصـل الـدنيا، مباحـات عن باطنـاO إليها، والميل فيها التفكير عليهــا، والتعــريج طلبهــا عن بكفها وظاهرا من وتناولهــا الشــهوات طلب في بمــا العلم الصــبر هــذا على ويبعث

ــه عن الشــغل ــه وعن الل الشــبهات في للوقــوع التعــرض ومن عبادتــع فيها البقاء وحب الدنيا على الحرص هيجان ومن والمحرمات والتمت

أنفع واحدة شهوة ترك الله رحمه الداراني سليمان أبو قال بشهواتها، اللــه أكرمــه الشــهوات عن الصــبر أدمن ومن ســنة عبــادة من للقلب أشتهي العارفين بعض قال كما يقول يصير حتى قلبه من حبها بإخراج

التوفيق. وبالله أشتهي ما أجد فال أشتهي ما ألترك أشتهي أن

Page 83: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

في نعمة من بك وما عليك، به أنعم ما على لله ( بالشكروعليك) تعالى: )وما الله قال الله، من وهي إال ودنياك ودينك وباطنك ظاهرك

وحده عده عن تعجز ما النعم من عليك الله( ولله فمن نعمة من بكمO وإحصائه تحصـوها( ال اللـه نعمـة تعـدوا )وإن بشكره القيام عن فضال

النعم من عليــه للــه فيمــا تفكر الموحدين من المريض الفقير أن ولو في االســتطاعة ببــذل فعليــك الصــبر مكابــدة عن شــكره أداء لشغلهشكره. من عليك يجب بما القيام عن بالعجز باالعتراف ثم ربك شكر إلى ووســيلة الموجــودة النعم إلبقــاء ســبب الشــكر ( أنواعلم)

ألزيـدنكم( شـكرتم تعـالى: )لئن اللـه المفقـودة. قـال النعم حصـول بأن تعالى: )ذلك شاكر. وقال عن نعمه ينزع أن من أكرم تعالى واللهO يك لم الله 9را بأنفســهم( أي مــا يغيروا حتى قوم على أنعمها نعمة مغfي

من مواضــع عــدة في بشــكره عباده الله أمر وقد عليها، الشكر بترك إن لله واشكروا رزقناكم ما طيبات من تعالى: )كلموا الله قال كتابه، لــه( واشــكروا ربكم رزق من تعــالى: )كلــوا تعبدون( وقــال إياه كنتمO أحدكم والسالم: "ليتخذ الصالة عليه وقال O، لسانا O ذاكرا O( وقلبا شــاكراشكر(. ونصف صبر نصف نصفان السالم: "اإليمان عليه وقال بك الخاصة النعم على الله تشكر أن عليك يجب كما ( أنهواعلم)

العامــة النعم على تشــكره أن عليــك يجب كــذلك والصــحة، كــالعلماألرض. وبسط السماء ورفع الكتب وإنزال الرسل كإرسال

يصــل لم وحــده الله من وأنها بالنعم القلب معرفة الشكر وأصل أن الشكر ورحمته. وغاية الله بفضل بل وقوته بحوله منها شيء إليها تـركت فقـد بهـا تطعــه لم فــإن عليــك بهـا أنعم نعمـة بكــل الله تطيع

تتبــدل وعنــده الكفــران، في وقعت فقــد بها عصيته وإن عليها الشكرــو بها لله عصيانه مع نعمة عليه بقيت ومن بالنقم النعم مســتدرج. فهــا ال حيث من تعالى: )سنستدرجهم الله قال لهم نملي يعلمــون( )إنم

O(. ليزدادوا إثمايفلته" لم أخذه إذا حتى للظالم يملي الله الحديث: "إن وفي أنهــا حيث من بــالنعم والفــرح اللــه على الثنــاء كثرة الشكر ومن

اللــه عنايــة على دالــة أنها حيث من أو الله من القرِّب نيل إلى وسيلةبعبده.

Page 84: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

أنــه اللــه عن يروًى صغيرة، كانت وإن النعمة تعظيم الشكر ومن ذكرتــك قد أني فاعلم مسوuسة حبة إليك سZقت أنبيائه: إذا لبعض قالعليها. فاشكرني بها

تزكيــة يــوهم مــا إلى خــروج غــير من بالنعم التحدث الشكر ومن بالنيــات واألعمــال الدنيويات، في بالدنيا والتبجح الدينيات في النفس واللــه الحــاالت جميــع في الصــالح بالســلف االقتــداء في كلــه والخيرأعلم. تعالى

Page 85: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

العنايــة ومظهــر الســعادة بشــير فإنــه الدنيا في ( بالزهدوعليك) يكــون كــذلك خطيئــة كــل رأس الــدنيا حب أن وكمــا الواليــة، وعنوانO ويكفيــك وحســنة، طاعــة كــل رأس بغضها اللــه أن الــدنيا في مزهــداالغرور". "متاع العزيز كتابه من مواضع عدة في سماها تعالى

النبــات كخضــرة الغــرور تعــالى: متــاع اللــه رحمــه الحسن وقال تعـالى: متـاع اللـه رحمه المكي طالب أبو الشيخ وقال البنات، ولعب

اللهـو في الـدنيا تعـالى اللـه حصـر وقـد المنتنـة للجيفـة اسم الغرور غـبي كـل إال عليهمـا يعـرج وال عاقــل إليهمـا يلتفت ال اللـذين واللعبذلك. غير ولهو( إلى لعب إال الدنيا الحياة تعالى: )وما فقال جاهل، إال يســتطيعه وال عاجــل نعيم ألهلــه الــدنيا في الزهد ( أنواعلم)

ــه صــلى قال واليقين، المعرفة أنوار بإشراق صدره الله شرح من الل فهــل وانفسح" قيــل له انشرح القلب دخل إذا النور : "إنوسلم عليه دار إلى واإلنابــة الغــرور دار عن قال: "نعم: التجافي عالمة من لذلك

الخلود". القلب تـريح الـدنيا في : "الزهـادةوسـلم عليـه اللـه صـلى وقال

والحزن". الهم تكثر الدنيا في والرغبة والبدن وازهــد اللــه يحبــك الــدنيا في : "ازهــدوالسالم الصالة عليه وقال

الناس". يحبك الناس عند فيما كــانت لو وأنها وخستها، الدنيا بحقارة القلب معرفة الزهد وأصل

O ســقى مــا بعوضــة جنــاح الله عن تزن وأنهــا مــاء، شــربة منهــا كــافرا مــا فــوق منهــا أخذ من وأن منها، لله كان ما إال فيها ما ملعون ملعونةيشعر. ال وهو حتفه أخذ يكفيه

ــدنيا إلى الميل ترك منها المقصودة المعرفة هذه وثمرة O ال ــا باطنO. بشهواتها التنعم وترك ظاهرا

وال معصية ركوِّب في الدنيا بسبب يقع ال أن الزهد درجات وأدنىطاعة. ترك في

O الدنيا من يتخذ ال أن درجاته وأعلى أحب أخذه أن يعلم حتى شيئاكثيرة. درجات الدرجتين هاتين وبين تركه من الله إلى

يحــزن وال بــالموجود، يفــرح ال منهــا: أن عالمات الصادق وللزاهد بهــا والتمتــع الــدنيا طلب يشــغله ال أن ومنها الدنيا، من المفقود علىربه. عند له خير هو عما

Page 86: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

عندك يصير حتى قلبك من والدرهم الدينار حب ( بإخراجوعليك) قلبــك من النــاس عنــد المنزلــة حب وبــإخراج والمــدر، الحجر بمنزلة

الجــاه حب فــإن وإدبارهم؛ وإقبالهم وذمهم مدحهم عنك يستوي حتى الدنيا، في الرغبة على داالن وكالهما المال حب من صاحبه على أضر

منازعة فهو الله صفات من والعظمة التعظيم، حب الجاه حب وأصل من وذلــك بالشهوات التمتع حب أصله فإنما المال حب وأما للربوبية، تعــالى: اللــه عن والســالم الصــالة عليــه قــال البهــائم. وقــد صــفات

O نازعني فمن ردائي والكبرياء إزاري "العظمة في قذفتــه منهما واحدا في أرســال جائعــان ذئبــان "مــا والســالم الصالة عليه قال النار". وقد

ــد غنم زريبــة ــا بأفس ــرف حب من له ــال الش ــل دين في والم الرجالمسلم".

من منــه بــد ال مــا على واإلقتــار الــدنيا من التقلل ( بإيثاروعليك)أمتعتها. وسائر ومساكنها ومناكحها ومآكلها مالبسها

وتحتج الزهــد ذلــك مــع وتــدعي شــهواتها في تتســع ( أنوإيــاك) البعيدة التأويالت لها وتطلب تعالى الله عند الداحضة بالحجج لنفسك

قبلــه واألنبيــاء وســلم عليه الله صلى الله رسول وإعراضZ الحق، عن يخفى ال الحالل من عليــه القــدرة مــع بالــدنيا التنعم عن بعده واألئمة

الــدنيا في الزهــد على تقــدر لم بــالعلم. وإذا معرفة أدنى له من علىO ولســت عليهــا والحــرص فيها بالرغبة تعترف أن عليك فما إال مأثومــا

مقــام الشــرع. والزهــد في محــرم وجــه على بهــا والتمتع طلبها علىذلك. فوق

فمن الدنيا في التوسع علينا فرض تعالى الله أن لو شعري وليت الجوعــة ويسد العورة يواري ما فيه عز زمان في عليه القدرة لنا أينراجعون. إليه وإنا لله فإنا الحالل من

Page 87: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

وأغنــاه كفاه الله على توكل من فإن الله، على ( بالتوكلوعليك) صـدق ثمـرات من حسبه( والتوكـل فهو الله على يتوكل )ومن وتواله

ــد ــه التوحي ــه. قــال واســتيالئه القلب في وثبات ــه علي تعــالى: )رِّب اللO( فانظر فاتخذه هو إال إله ال والمغرِّب المشرق ــدأ كيف وكيال بإثبــات ب

وعال جــل عليــه بالتوكــل أمرنــا ثم باإللهيــة االنفراد بإثبات ثم ربوبيةال عليــه بالتوكــل عبــاده اللـه أمـر وقــد للبريـة، عــذر تركــه في يبق فلم

تعــالى: المؤمنــون( وبقولـه فليتوكــل اللـه بقوله: )وعلى فيه ورغبهم صــلى اللــه رســول المتــوكلين( وقــال يحب الله إن الله على )فتوكل

يــرزق كمــا لــرزقكم توكله حق الله على توكلتم : "لووسلم عليه اللهO تغدو الطير O". وتروحZ خiمfاصا بطاناــا األمور بأن القلب معرفة الله على التوكل أصل ( أنواعلم) كله

لــو الخلــق وأن يســر وما منها يسوء وما يضر وما منها ينفع ما الله بيد الله كتبه قد بشيء إال ينفعوه لم بشيء ينفعوه أن على كلهم اجتمعوا

عليه. الله كتبه قد بشيء إال يضروه لم بشيء يضروه أن على أو له مــا تجتنب وأن بســببه اللــه تعصــي ال أن التوكــل لصحة ويشترط

O به أمرك ما وتفعل عنه نهاك Oمو عليه ذلك جميع في معتمدا ــه ستعينا بO إليه. ومفوضا إذا الدنيويــة األســباِّب من شــيء في دخولــك توكلك في يقدح وال

O كنت دونه. الله على معتمدا وأمــا الدنيويــة، األســباِّب في دخولــه ضــعف توكله صدق مfن نعم اللــه على إقبالــه دام من حــق في إال يحمــد فال بالكليــة عنهــا التجــرد عيــال هم من بســببه يضــيع ولم الله غير إلى االلتفات عن قلبه وطهر : "كفىوســلم عليــه اللـه صـلى اللـه رســول قال الله، خلق من عليه

O بالمرء 9ع أن إثما يعول". من يضي أصـل في يقـدحان ال األمـراض من والتـداوي االدخار )واعلم( أن

ادخــر وقــد وحــده اللــه هــو والضــار والنافع المغني أن يعلم من توكل صــلى هــو وأمــا الجواز، لبيان لعياله وسلم عليه الله صلى الله رسول

O لنفســه يدخر كان فما وسلم عليه الله لــه ادخــر وربمــا غــد إلى شــيئا عن والســالم الصــالة عليــه ســئل بــه. ولمـا الشــعور عنــد فنهاه غيره

فقــال: "هم أمته من حساِّب بغير الجنة يدخلون الذين األلف السبعينقون ال الذين pيتوكلون". ربهم وعلى يتطيرون وال يكتوون وال يستر

Page 88: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

اللــه غــير يرجــو ال عالمــات: "األولى" أن ثالث الصادق وللمتوكل يــرجى من عنــد بالحق القول يدع ال أن ذلك وعالمة الله، إال يخاف وال

ال والســالطين. "والثانيــة" أن كــاألمراء المخلوقين من عادة ويخشى عنــد قلبــه ســكون يكــون بحيث الله بضمان ثقة الرزق ه̀م قلبه يدخل

ال وأشــد. "والثالثــة" أن وجــوده حــال في كســكونه إليه يحتاج ما فقدO الخــوف مظــان في قلبــه يضــطرِّب يكن لم أخطــأه مــا أن منــه علمــا

ليخطئه. يكن لم أصابه وما ليصيبه الجيالني القادر عبد الشيخ سيدي أن حكي ما القبيل هذا ومن

ففزع عظيمة حية عليه فسقطت القدر في يتكلم كان به الله نفعO الحاضرون كميه أحد من ودخلت الشيخ عنق على فالتفuت فfرقا

يقطع ولم يضطرِّب لم ثابت به الله نفع والشيخ اآلخر من وخرجتكالمه.

أي يؤذه: في فلم ليأكله للسبع طZرح وقد الشيوخ لبعض وقيل من السباع سؤر حكم في قال للسبع طZرحت حين تفكر كنت شيء

الوكيل. ونعم الله العلم. وحسبنا

Page 89: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

سواه مما إليك أحب سبحانه يصير حتى الله في ( بالحبوعليك)إياه. إال محبوِّب لك يصير ال حتى بل

أو فيــه كمــال وجــود إمــا المحبــوِّب جهــة من الحب وجود وسببمنه. نوال حصول

ــه والجالل والجمال فالكمال الكمال ألجل يحب ممن كنت فإن لل بعض صــفحات على يلــوح ومــا ذلك، من شيء في له شريك ال وحده

فهــو جمــال رونــق من عليهــا يبــدو أو كمــال معــنى من الموجــودات والمخــترع لهــا الموجــد هــو بــل وتعالى سبحانه لها والمجمل المكمل

أفــاض مــا ولــوال معدومــة مفقودة لكانت باإليجاد عليها أنعم أنه ولوالمشئومة. قبيحة لكانت صنعته جمال أنوار من عليها

O ترًى فلست النوال ألجل يحب ممن كنت وإن تشــاهد وال إحســاناO O ترًى وال امتنانا O تبصر وال إكراما والله إال الخلق سائر وعلى عليك إنعما قد خير من فكم والكرم الجود بمحض ذلك بجميع المتفضل هو تعالى ومــوالك ســيدك عليــك! فهــو بهــا أنعم قد نعمة من إليك! وكم أسداه وسقاك، أطعمك والذي محياك، مماتك له والذي وهداك، خلقك الذي

وتســتغفره فيســتره، منــك القبيح يرًى وآواك، وأسكنك ورباك وكفلك بتوفيقـه وتطيعـه ويظهـره، فيكـثره منـك الجميـل ويرًى فيغفره، منه

ــه ــوه ومعونت ــوِّب في باســمك فين ــك تعظيمــك ويقــذف الغي في وحب إفاضــة عن العصــيان وجــود يمنعــه فال بنعمتــه وتعصــيه القلــوِّب، كيــف أم الكــريم؟ اإللــه هــذا غــير تحب أن لك ينبغي فكيف اإلحسان،

الرحيم؟ الرِّب هذا تعصي أن منك يحسنــل ( أنواعلم) ــة أص ــة المحب ــا المعرف ــاهدة وثمرته وأدنى المش

ومحــك قلبــك، على الغــالب هــو تعــالى اللــه حب يكــون أن درجاتهــا يكــون مــا إلى دعاك إذا إليك الخلق أحب تجيب ال أن ذلك في الصدقــه ســخط ــه في الل ــه في أو كالمعاصــي فعل ــات. وأعلى ترك كالطاع ودوامــه عزيــز البتة. وهــذا الله لغير حب قلبك في اليصير أن درجاتها

االســتغراق ينشــأ وعنه بالكلية البشرية تضمحل دوامه وعند منه، أعزبحال. وأهله الوجود شعور معه يبقي ال الذي بالله أنبيــاء وسائر وسلم عليه الله صلى الله رسول محبة ( أنواعلم) من ذلــك كــل طاعتــه على يعين ومــا الصــالحين وعباده ومالئكته الله

بــه يغــذوكم لمــا الله : "أحبواوسلم عليه الله صلى تعالى. قال محبته عليــه بحــبي" وقــال بيــتي أهــل وأحبــوا اللــه بحب وأحبــوني نعمه من

Page 90: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

والمتجالسين فيu للمتحابين محبتي الله: "وجبت عن والسالم الصالةuوالمتزاورين في uوالمتباذلين في ."uفي

�ها عالمات الصادقة وللمحبة برســول المتابعــة كمــال وأعالهــا أجل تعــالى: اللـه قــال وأخالقــه وأفعالـه أقوالـه في وسلم عليه الله صلى للـه المحبـة الله( وبحسـب يحببكم فاتبعوني الله تحبون كنتم إن )قل

O إن الله لحبيب المتابعة تكون O وإن فكثير كثيرا على واللــه فقليــل قليالوكيل. نقول ما

Page 91: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

فصــل

أشرف من بالقضاء الرضا فإن تعالى الله بقضاء ( بالرضاوعليك) محبوبــه بفعل يرضى أن المحب شأن ومن والمعرفة، المحبة ثمرات

O O، أو كان حZلوا لم اللـه: "من عن وسـلم عليـه اللـه صـلى قال وقد مZراO فليلتمس بالئي على يصبر ولم بقضائي يرض سواي". ربا

O أحب إذا اللــه : "إنوالسالم الصالة عليه وقال فمن ابتالهم قومــاالسخط". فله سخط ومن الرضا فله رضي

هــو تعــالى اللــه أن وتعتقــد تعلم أن المــؤمن أيهــا عليك فالواجب ويمنــع ويعطي ويبعــد ويقــرِّب ويســعد ويشــقي ويضــل يهــدي الــذي

فــالواجب بــه وآمنت ذلــك علمت فــإذا وينفــع، ويضــر ويرفــع ويخفضO ال أفعاله من شيء في الله على تعترض ال أن عليك O، وال ظارها ــا باطن

وهال هــذا، كــان شــيء وألي هــذا، كــان لم تقول أن االعتراض ولسانعلي. جرًى ما فالن استحق ذنب وبأي كذا، هذا كان

ــلZ فمن ــترض ممن أجهـ ــه على يعـ ــه في اللـ ــه مZلكـ في وينازعـ واألمــر بــالخلق المنفــرد هــو تعــالى أنــه يعلم ذلــك مــع وهو سلطانه، يفعــل عمــا يســأل )ال يريــد مــا ويحكم يشاء ما يفعل والتدبير والحكم

ــه أفعال جميع أن تعتقد أن عليك الواجب يسألون( بل وهم ــالى الل تعأكمل. اول منه أفضل وال أعدل وال منه أحكم ال وجه على وقعت

وأمــا اإلجمــال، وجــه على تعــالى اللــه بأفعــال الرضى حكم وهذا )منهــا( مــا قســمين على تخصك التي األمور فإن التفصيل، وجه على

ــخط فيه يتصور ال القسم وهذا والغنى كالصحة يالئمك حيث من إال ســده عليك فالواجب ذلك في عليك فضل من إلى نظرك ترضــى أن عن

ملكــه في يفعــل أن وتعــالى سبحانه له أن حيث من لك الله قسم بما واألنسب لك األصلح هو ما لك اختار قد تعالى أنه حيث من أو يشاء ما

واألمــراض كالمصــائب يالئمــك ال )ومنهــا( ممــا أكمــل وهــذا لحالــك بــل عنــده، تجــزع أو ذلــك من بشــيء تتــبرم أن عليك فحرام واآلفات قــال ولتحتسب، فلتصبر تستطع لم فإن وتسل̀م ترضى أن لك األكمل

ــتطع لم فإن بالرضا تعالى الله : "اعبدوسلم عليه الله صلى النبي تسكثير". خير تكره ما على الصبر ففي

ــاء بعض يجده ما شيء في الرضا من وليس الطمأنينــة من األغبي فعــل فــإن المحظــورات بعض وارتكــاِّب المــأمورات بعض تــرك عنــد

هــو يرضــى فكيــف تعــالى اللــه يسخط مما الطاعات وترك المعاصي غــني~ اللــه فــإن تكفــروا تعــالى: )إن اللــه قال به الله يرضى ال بشيء

Page 92: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ه تشــكروا وإن الكفر لعباده يرضى وال عنكم fرضــي لكم( وإنمــا يرضــ اللــه عن والرضــا ربــه، عن رضــي أنــه وظن نفسه عن المسكين هذا

واحد. موطن في يجتمعا أن يبعد النفس وعن إلى رسالته في عنه الله رضي الغزالي اإلمام قاله ما أحسن وما

اللــه يفعــل بمــا ترضــى أن هو الله: الرضا رحمه الدمشقي الفتح أبيO O. فإن يرضيه ما وتفعل باطنا من عنـده مـا يعـرف أن العبد أراد ظاهرا

ــا ــه الرض pيلتمس ــد فل ــزول عن ــائب ن ــات وورود المص ــتداد الفاق واشيفقده. أو هناك يجده فسوف األمراض

O فلة من تســمع ما وكثيرا fلكم مــا لهم يقــال حين الزمــان أبنــاء ســ قضــاه قــد شــيء هذا فيقولون المحرمات وتفعلون الطاعات تتركون

فهــذا مقهورون عبيد نحن وإنما عنه لنا محيص وال لنا وقدuره علينا الله بلسان يقل لم إن حاله بلسان قائل ومنتحله بعينه، الجبرية مذهب هو

O ويا الكتب، وإنزال الرسل إرسال في فائدة مقاله: ال يصدر كيف عجبا على البالغة الحجة ولله ربه على لنفسه االحتجاج اإليمان يدعي ممن بالمشـركين يتشـبه أن لنفسـه المـؤمن يرضـى كيــف أم خلقه، جميع

شــيء( أوال من حرمنــا وال آباؤنــا وال أشركنا ما الله شاء القائلين: )لو علم من عنكم هــل )قــل لنبيــه يقــول إذا بــه عليهم اللــه رد مــا يسمع

تخرصون(. إال أنتم وإن الظن إال تتبعون إن لنا فتخرجوه بهــذه يحتجــوا أن اللــه إلى رجعــوا إذا المشــركين يســع ال إنــه ثم وكنــا شــقوتنا علينــا غلبت يقولون: )ربنــا بل الله عند الداحضة الحجةO O نعمل فارجعنا وسمعنا أبصرنا ضالين( )ربنا قوما موقنون(. إنا صالحا من هــو بــل الرضــا في يقــدح ال فيــه واإللحاح الدعاء ( أنواعلم)

العبوديــة لســان وهــو بالتوحيــد التحقــق عن معــرِّب والــدعاء الرضــا بهــذه تحقق ومن واالفتقار، والذل واالضطرار بالعجز التحقق وعنوان

ورد وقــد حصــل، اللــه من القرِّب غاية وعلى ووصل، عرف األوصافــالح العبادة مخ الدعاء : "إنوسلم عليه الله صلى الله رسول عن وس

عليهم". يغضــب الله يسأل ال من أن واألرض السماوات ونور المؤمن بهــا( )وقــال فادعوه الحسنى األسماء قدرته: )ولله جلت موالنا وقاللكم(. أستجب ادعوني ربكم

حين الــدعاء عن اإلمســاك من الســالم عليــه الخليل من وقع وما اللــه حكى فقــد وإال الحــال بتلــك يختص لسر� ذلك إنما النار في طرح من أحــد عن يحــك لم بــل كتابــه من عديــدة مواضــع في الــدعاء عنــه

منه العلوم واستخرج الله كتاِّب في فتفقه عنه، حكاه مما أكثر األنبياء وال جلي وال جليـل وال دقيـق منهـا يشـذ ال فيـه مودعـة بجملتهـا فإنهـا

Page 93: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

شـيء( )وأنزلنـا من الكتـاِّب في فرطنـا تعـالى: )مـا اللـه خفي. قالO الكتاِّب عليك للمسلمين(. وبشرًى ورحمة وهدًى شيء لكل تبيانا

Page 94: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

خاتمةإلهية وصايا في

مروية صحيحة وآثار قدسية، أخبار بها وردت

ربــه: "يــا عن يرويــه فيمــا وســلم عليه الله صلى الله رسول قالO بينكم وجعلتـــه نفســـي على الظلم حـــرمت إني عبـــادي فال محرمـــا

يــا أهــدكم، فاســتهدوني هديتــه من إال ضــال كلكم بعــادي يا تظالموا، عبــادي يــا أطعمكم، فاســتطعموني أطعمتــه من إال جائع كلكم عبادي إنكم عبــادي يــا أكســكم، فاستكســوني كســوته من إال عــار كلكم

O الـذنوِّب أغفـر وأنا والنهار بالليل تخطئون أغفـر فاسـتغفروني جميعـاــا لكم، ــادي ي ــوا لن إنكم عب ــوني نفعي تبلغ ــوا ولن فتنفع ــري تبلغ ض

على كــانوا وجنكم وإنســكم وآخركم أولكم أن لو عبادي يا فتضروني،O، ملكي في ذلك زاد ما منكم واحد رجل قلب أتقى لــو عبــادي يــا شيئا

واحــد رجــل قلب أفجــر على كانوا وجنكم وإنسكم وآخركم أولكم أنO، ملكي من ذلك نقص ما منكم وآخــركم أولكم أن لــو عبــادي يــا شــيئا

واحـد كـل فــأعطيت فسـأولني واحد صعيد في قاموا وجنكم وإنسكمO عندي مما ذلك نقص ما مسألته منكم إذا المخيــط ينقص كمـا إال شيئاــا أوفيكم ثم لكم أحصــيها أعمالكم هي إنما عبادي يا البحر، أدخل إياهO وجد فمن نفسه". إال يلومن فال ذلك غير وجد ومن الله فليحمد خيرا

حتى تواضعوا أن إلي أوحى الله : "إنوسلم عليه الله صلى وقالأحد". على أحد يبغي وال أحد على أحد يفخر ال

ــه صــلى وقــال ــه الل ــام في ربي : "رأيتوســلم علي فســاق المن فقل: اللهم صليت قال: إذا قلت: لبيك محمد قال: يا أن إلى الحديث

أردت وإذا المساكين وحب المنكرات وترك الخيرات فعل أسألك إنيمفتون". غير إليك فاقبضني فتنة بعبادك

إلي قم آدم تعــالى: ابن اللــه : "قــالوســلم عليه الله صلى وقال أول من ســاعة اذكــرني آدم ابن إليــك، أهرول إلي وامش إليك أمشــلي أن تعجز ال آدم ابن ذلك، بين ما أكفيك آخره من وساعة النهار تص

عليه آدم إلى الله وأوحى آخره"، أكفك النهار أول من ركعات أربع لي وخصــلة لي خصلة ولولدك لك الخير جماع فيهن خصال "أربع السالم

الــتي أمــا عبــادي، وبين بينــك فيما وخصلة وبيك بيني فيما وخصلة لكO، بي تشرك ال فتعبدني لي هي أجزيــك فعملــك لك هي التي وأما شيئا وأمــا اإلجابــة، وعلي الــدعاء فعليك وبينك بيني فيما هي التي وأما به،

به". يصحبوك أن تحب بما فتصحبهم عبادي وبين بينك فيما هي التي

Page 95: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

ــحف وفي ــراهيم ص ــه إب ــالم: "وعلى علي ــل الس ــون أن العاق يكO O للسانه ممسكا O بزمانه عارفا تكــون أن العاقل وعلى شأنه، على مقبال

نفســه، فيهــا يحاســب ســاعة ربه فيها يناجي ساعات: فساعة أربع له وســاعة نفسه، بعيوِّب يبصرونه اللذين إخوانه إلى فيها يفضي وساعة

المباحة. وشهواتها" يعني نفسه بين فيها يخليO يــدي بين تقوم أن تعجز آدم( ال ابن التوراة: )يا وفي ــا مصــليا فأن

اللــه كتب بعض نــوري. وفي رأيت وبــالغيب إليــك اقــتربت الــذي الله برزقــك لــك وتكفلت تلعب، فال لعبــادتي آدم( خلقتك ابن المنزلة: )يا

كـل وجـدت وجـدتني إذا فإنـك تجـدني آدم( اطلبني ابن )يا تتعب، فال آدم( )ابن شيء كل من إليك أحب فأنا شيء كل فاتك فتك وإذا شيء

للشــيء تقــول أجعلــك أطعني فيكون، كن للشيء أقول الذي الله أنافيكون. كن

O عمران( كن ابن السالم: )يا عليه موسى إلى الله وأوحى ــا يقظانO لنفسك وارتد فهــو مســرتي على يوازرك ال وصاحب خدن فكل إخوانا

أخــرج بــدار، لــك فليســت الظــالمين ولدار موسى( مالك )يا عدو لك الخير فيها عمل لعامل إال هي، الدار فبئست بقلبك وفارقها همك عنها

ــه آخــذ حتى للظالم مرصد موسى( إني )يا هي، الدار فنعمت لمن منO الغــنى رأيت موســى( إذا )يا ظلمه، عقوبتــه عجلت فقــل: ذنب مقبال

O الفقر رأيت وإذا O مقبال موســى( ال الصــالحين. )يــا بشــعار قل: مرحبــا جمعـه فـإن المـال تجمـع وال الـذنوِّب، تكـثر نسـيانه فعند ذكري تنس

ذكروني إذا فإنهم يذكروني ال للظالمين موسى( قل )يا القلب يقسيذكرني. من أذكر أن نفسي على آليت ألني باللعنة؛ أذكرهم

ــدخلوا ال لقومــك قل السالم عليهم أنبيائه بعض إلى الله وأوحى ي أعــدائي مــراكب يركبــوا وال أعدائي مالبس يلبسوا وال أعدائي مداخل

أعدائي. هم كما أعدائي فيكونوا أعدائي مطاعم يطعموا والO بي السالم: كن عليه داود إلى الله وأوحى ســواي ومن مستأنســاO وبذكري فليفرحوا، عبادي: بي من للصديقين داود( قل )يا مستوحشا إلى أحببــك وكيــف رِّب، عبادي. قال: يا إلى داود( حببني )يا فليتنعمواO إلي رد داود( من )يا آالئي قال: ذكرهم عبادك؟ O، كتبته هاربا )يــا جهبذا

O لي رأيت داود( إذا O، له فكن طالبا O عني تسأل داود( ال )يا خادما عالمــا على الطريــق قطــاع أولئــك ســبيلي عن فيضــلك الــدنيا أســكرته قــد

الفجــار، وجــوه في تبســم وال األبــرار، بعمــل داود( اعمــل )يا عبادي،ــة داود( كن )يا مخالفة، أعدائي وخالف مخالطة أودائي وخالط لألرمل داود( )يــا ذنبــك، عنــك وأكفــر رزقــك في أزيــد الشفيق كاألِّب واليتيم

Page 96: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

من الفاســـقين. وأكـــثر أحب ال فـــإني لســـانك وصـــن طرفـــك غضوللخاطئين. لنفسك االستغفار

إذا الســالم: اذكــرني عليهم أنبيائــه بعض إلى تعــالى اللــه وأوحىfإذا أذكرك غضبت Zإلى اللــه أمحــق. وأوحى فيمن أمحقــك فال غضــبت O يــدخلوا ال إسرائيل لبني قل أن السالم عليه عيسى إال بيــوتي من بيتــا أســتجيب ال أني وأخــبرهم نقيــة وأبدان خاشعة وأبصار طاهرة بقلوِّب

مظلمة. قبلهم الخلق من وألحد دعوة لهمO: يا إليه وأوحى فعــظ اتعظت فــإن نفســك، عــظ مــريم، ابن أيضا

مني. فاستح وإال الناس، الــدين، لغير يتفقهون للذين تعالى: "قل الله عن اآلثار بعض وفي ألســنتهم مســاكال حمســو للنــاس ويلبســون العمـل، لغــير ويتعلمون

علي أم يغــترون!، أبي الصــبر، من أمــر وقلــوبهم العســل، من أحلىــإن ــترئون! ف ــك على ألبعثن حلفت يج ــة، أولئ ــترك فتن منهم الحليم ت

حيران".ــائلهم الفقراء رأيت السالم: إذا عليه موسى إلى الله وأوحى فس

تحت علمتــك شــيء كــل فضــع تفعــل لم فــإن األغنيــاء، تســائل كمــاالتراِّب.

وأحبــائي: ألوليــائي قــل داود، السالم: يا عليه داود إلى الله وأوًى ومحــادثهم بــذكري، مؤنســهم فــإني صــاحبه، منهم واحــد كــل ليفارق عظمــتي، إلى ينظــرون وبينهم بيــني فيمــا الحجــاِّب وكاشــف بأنسي،

لمن وجليس أحبــني، لمن حــبيب األرض: أني أهــل عــني داود يا فأبلغــع صــاحبني، لمن وصاحب بي، استأنس لمن ومؤنس جالسني، ومطي

ومصــاحبتي كرامــتي إلى فهلموا اختارني، لمن ومختار أطاعني، لمنفيكون. كن للشيء أقول الماجد، الجواد الله فأنا ومعاملتي، من لي هب الســالم: عبــدي عليهم أنبيائــه بعض إلى اللــه وأوحى

ــريب وأنا لك أستجب ادعني ثم الخشوع قلبك ومن الدموع عينيك الق قل كلمتين عني وأبلغهم والحصون المدائن على قف عبدي المجيب،

ــأكلون لهم: ال O إال ي ــا ــون وال طيب ــق إال يتكلم ــد أراد وإذا الح منهم أحO كان فإن عاقبته فليتدبر أمر في الدخول O كــان وإن فليمضه خيرا شــرا

يأته. فال يحفظــوا إســرائيل لبــني قل السالم عليه عيسى إلى الله وأوحى

رضــي كمــا دينهم لســالمة الــدنيا بــدنيء ليرضوا لهم قل حرفين عنيدنياهم. لسالمة الدين بدنيء الدنيا أهل

Page 97: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

كــالطير كن موســى الســالم: يــا عليــه موســى إلى اللــه وأوحى فــإذا القــراح، المــاء من ويشــرِّب األشجار رؤوس من يأكل الوحداني

O الكهوف من كهف إلى أوًى الليل جنه O بــه استئناســا ممن واستيحاشــاــني لمدبر أتم ال أن نفسي على آليت موسى( إني )يا عصاني O، ع عمال

إلى اســتند من ظهــر وألقصــمن غــيري، يؤمل من كل 1أمل وألقطعن أحب عمن وألعرضـن بغـيري، اسـتأنس من وحشـة وألطيلن سـواي،

O O لي موسى( إن )يا سواي حبيبا ــادا وإن إليهم، أصــغيت نــاجوني إن عبــربتهم، مني دنوا وإن أدنيتهم، علي أقبلوا وإن عليهم، أقبلت نادوني ق

صـــافوني وإن واليتهم، والـــوني، وإن اكتنفتهم، مـــني تقربـــوا وإن قلــوبهم وســائس أمورهم، مدبر أنا جازيتهم، لي عملوا وإن صافيتهم، شفاء، ألسقمهم فهو ذكري؛ في إال راحة لقلوبهم أجعل لم وأحوالهم،

إال قلوبهم رحال يحطون وال بي، إال يستأنسون ال ضياء، قلوبهم وعلىإلي. إال قرار بي يستقر وال عندي،

ــذر المذنبين داود( بشر السالم: )يا عليه داود إلى الله وأوحى وأن فقــال: الصــديقين؟ وأنــذر المنــذرين أبشــر الصديقين. فقال: وكيــف

ال أن الصــديقين وأنــذر أغفره، أن ذنب يتعاظمني ال أنه المذنبين بشرــا إال أحد على حسابي وال عدلي أضع ال فإني بأعمالهم يعجبوا هلك. )ي

من على المغفــــرة وقضــــيت نفســــي على الرحمــــة داود( كتبت علي ذلــك يكــبر وال وكبيرها صغيرها جميعها الذنوِّب استغفرني. أغفر

رحمــتي من تقنطــوا وال التهلكــة إلى بأيــديكم تلقــوا فال يتعاظمني وال وخـزائن غضـبي، سـبقت ورحمـتي شـيء كـل وسـعت رحمـتي فــإن

O أخلق بيدي. ولم كله والخير بيدي واألرض السماوات خلقت مما شيئا حكم في النــاظرون ويعلم قدرتي، لتعلم ولكن إليه؛ مني كانت لحاجة من لقيــني أقــول: من والحــق مــني داود( اســمع وصنعي. )يا تدبيري والحــق مني داود( اسمع )يا بناري أعذبه لم عذابي يخاف وهو عبادي حفظتــه أنســيت معاصــيه من مستح وهو عبادي من لقيني منأقول:

O أن أقول: لو والحق مني داود( اسمع )ياعنه أساله ولن ذنبه من عبــداO الدنيا حشو عمل عبادي واســتغفرني نــدم ثم عليهــا مصــر وهــو ذنوبــا

O إليها يعود أن يريد ال أنه قلبه من وعلمت واحدة مرة عنــه ألقيتهــا أبدا لــك إلهي داود قــال األرض، إلى الســماء من الطــائر هبوط من أسرععنك. رجاءه يقطع أن يعرفك لمن ينبغي ال ذلك أجل من الحمد

O لدنك من آتنا اللهم O أجرا O واهدنا عظيما O، صراطا ــا مستقيما واجعلن والصــالحين والشهداء والصديقين النبيين من عليهم أنعمت الذين من

الرجاء. بمعنى هنا األمل 1

Page 98: رسالة المعاونة والمؤازرة والمظاهرة للراغبين من المؤمنين في سلوك الاخره-الامام عبد الله الحداد

O، أولئك وحسن O، بالله وكفى الله من الفضل ذلك رفيقا والحمــد عليمــاO لله O أوال O وآخرا O، وباطنا وهــو والباطن والظاهر واآلخر األول هو وظاهرا

لله الحمد العظيم، العلي بالله إال قوة ال الله شاء ما عليم، شيء بكل قــدس المؤلف الله. قال هدانا أن لوال لنهتدي كنا وما لهذا هدانا الذي تأليفهــا من الفــراغ به: وكــان المسلمين ونفع ضريحه ونور سره الله النبويــة، الهجــرة ( من1069) وألــف وستين تسع سنة شهور أحد في

ــه رسول محمد ربنا إلى ووسيلتنا وموالنا سيدنا صاحبها- وهو على الل لله واأليام. والحمد الليالي بقيت ما والسالم، الصالة أفضل آله وعلى

العالمين. رِّب