التربية الإيجابية للطفل

12
ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻟﻠﻁﻔﻝ) ﺒﻘﻠﻡ/ ﺃﺴﺎﻤﺔ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺅﻭﻑ ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ( ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ، ﻤﺭﺤﺒﺎ ﺒﻜﻡ ﺃﺨﻭﺍﺘﻲ ﺇﺨﻭﺍﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻭﻗﺔ ، ﻭﺍﻟﻤﻠﻴﺌﺔ ﺒﺎﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ، ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﻗﻭﻝ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻓﺈﻨﻙ ﺴﺘﻔﻬﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺴﻠ ﺒﻴﺔ ﺘﻤﺎﺭﺱ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ، ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺘﻌﻠﻴﻤﺎ ﻭﻭﻋﻴﺎ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﻷﻁﻔﺎﻟﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ، ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ؟ ﻋﻨﺩ ﺍﺤﺘﻜﺎﻜﻲ ﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﻌﻭﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻭﺠﺩﺕ ﺃﻥ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺏ ﻋﻨﺩ ﺘﺭﻗﺒﻬﻤﺎ ﻟﻠﻁﻔﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺈﻨﻬﻤﺎ ﻴﺭﻓﻌﺎﻥ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺄﻫﺏ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺠﺔ ، ﻓﺎ ﻷﺏ ﻴﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔﻝ ، ﻭﺍﻷﻡ ﺘﻘﺭﺃ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﻔﻝ ﺍﻟﺭﻀﻴﻊ ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺤﻀﺭﺍ ﺩﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔﻝ ، ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﻌﺎﻤﻼ ﻤﻊ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺘﺭﻨﺕ ﺘﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ، ﻨﺎﻫﻴﻙ ﻋﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺴﺘﻌﺩ ﺍﺩ ، ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺤﺩﺙ ﻫﺎﻡ ﻗﺎﺩﻡ. ﻭﺍﻵﻥ ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺒﻴﻨﻨﺎ ؟ ﺇﻨﻙ ﻟﻭ ﺴﺄﻟﺕ ﺃﺤﺩ ﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻙ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻌﺩﺍﺩﻩ ﻻﺴﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ، ﻟﺭﺒﻤﺎ ﺘﻜﻠﻡ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﻼﺒﺱ ﻭﺃﻓﻀﻝ ﺩﻜﺘﻭﺭ ﻭﺃﻓﻀﻝ ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭﻩ ، ﻨﻌﻡ ﺴﻭﻑ ﻴﺘﻌﻠﻡ ﻜﻴﻑ ﺴﻴﺭﺒﻲ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﺢ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ ، ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺘﻠﻭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﺒﻨﺎﺌﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺼﻝ ﺇﻟﻰ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻥ ﻜﻴﻑ ﻨﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ؟ ﻜﻴﻑ ﻴﻔﻜﺭ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ؟ ﻤﺎ ﺁﺨﺭ ﺍﻷﺒﺤﺎﺙ ﺤﻭﻝ ﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ؟ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻗﻠﻤﺎ ﻴﻔﻜﺭ ﺒﻬﺎ ﺃﺏ ﺃﻭ ﺃﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ، ﺒﻝ ﺍﻨﻅﺭ ﺤﻭﻟﻙ ﻜﻡ ﺩﻭﺭﺓ ﺘﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﺍﻟﻤ ﺭﺍﻫﻘﻴﻥ. ﻭﻜﻡ ﺩﻭﺭﺓ ﺘﻌﻘﺩ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ. ﻭﻜﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺩﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ ﻟﻠﺒﻠﺩ ؟ ﻓﻤﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻗﺩﺭﺍﺘﻪ ﻗﻠﻴﻝ ﻭﺃﻨﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻝ ، ﺤﺼﻭﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻴﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻙ ﺘﺭﻴﺩ ﻓﻌﻼ ﺃﻥ ﺘﺘﻌﻠﻡ ﺸﻴﺌﺎ ﺠﺩﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺘﻌﺎﻤﻠﻙ ﻤﻊ ﺃﻁﻔﺎﻟﻙ ، ﻭﺃﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺜﻘﺔ ﺃﻨﻙ ﺴﺘﻭﻓﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺇﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻔﺌﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﻴﺔ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﻊ ﺴﻨﻭﺍﺕ ، ﻭﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺴﻭﻑ ﻨﺩﺨﻝ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻫﻘﻴﻥ ، ﻭﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻋﻠﻭﻤﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻪ ﻓﻌﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻨﻬﺎ. ﺍﻗﺘﺭﺍﺤﻲ ﺃﻥ ﻴﺠﻠﺱ ﻜﻼ ﺍﻟﺯﻭﺠﻴﻥ ﻟﻼﺴﺘﻤﺎﻉ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ، ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻋﻤﻝ ﺠﺩﻭﻝ ﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﺍﺤﺩﺓ ﺘﻠﻭ ﺍﻷﺨﺭﻯ ، ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺼﻝ ﻓﻬﻴﺎ ﻤﻌﺎ ﻟﻨﺴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻁ ﺴﺘﻌﺭﻑ ﻜﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻤﺘﻬﺎ: ١ ) . ﻴﺎ ﺍﷲ ﻜﻡ ﻤﺭﺓ ﻗﻠﺕ ﻟﻙ ﺃﻻ ﺘﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭ ﺴﻭﻑ ﺃﺤﺒﺴﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻴﺎ ﺸﻘﻲ( ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﻬﺎ ﺃﺒﻭ ﺨﺎﻟﺩ ﻟﻁﻔﻠﻪ ﺫﻭ ﺍﻷﺭﺒﻊ ﺴﻨ ﻭﺍﺕ ﻋﻨﺩ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ، ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻭﺭﺓ ﻏﻀﺒﻪ ﻋﺎﺭﻤﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﺨﺎﻟﺩﺍﹰ ﻭﻗﺩ ﺃﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻘﻠﻡ ﻟﻴﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺩﺍﺭ ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ، ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺃﺒﻭ ﺨﺎﻟﺩ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺓ ﻨﻔﺴﻪ ﻴﻘﻭﻝ) ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﺃﺘﻌﺒﻨﻲ ﻭﺃﻨﺎ ﻻ ﺃﻋﺭﻑ ﻜﻴﻑ ﺃﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻌﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻜﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺴﺄﺤﺒﺴﻪ ﺒﺎﻟﻐﺭﻓﺔ ﻟﻴﺘﻌﻠﻡ( ﻫﺫﺍ ﺍ ﻟﻤﺸﻬﺩ ﻴﺘﻜﺭﺭ ﻓﻲ ﻜﻝ ﺒﻴﺕ ﻭﺒﺼﻭﺭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ. ﺇﻥ ﻤﺎ ﺃﺭﻴﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻫﻲ: ﻭﺠﻪ ﻁﺎﻗﺔ ﻁﻔﻠﻙ ﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺼﺩﻫﺎ ، ﺘﺨﻴﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻴﺎﺭﺍ ﻤﺎﺌﻴﺎ ﻫﺎﺌﺠﺎ ﻓﺎﺽ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﻴﺔ ﻓﺩﻤﺭﻫﺎ ﻋﻥ ﺒﻜﺭﺓ ﺃﺒﻴﻬﺎ ، ﻭﺘﺨﻴﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺭﻴﺤﺎ ﻗﻭﻴﺔ ﺍﺘﺠﻬﺕ ﻨﺤﻭ ﺃﺸﺠﺎﺭ ﺤﺘﻰ ﺍﻗﺘﻠﻌﺘﻬﺎ ، ﻭﺘﺨﻴﻝ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺸﻌﺔ ﺸ ﻤﺱ ﺃﺘﺕ ﺒﺤﺭﺍﺭﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻓﺄﻓﺴﺩﺘﻬﺎ ، ﻭﺍﻵﻥ ﻟﻨﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺒﺎﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻠﻤﻨﺎ ﻋﻨﻪ ، ﻭﻫﻭ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻓﺠﻌﻝ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺌﻲ ﺍﻟﻬﺎﺌﺞ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﻭﻤﺠﺎﺭ، ﻭﻨﻭﺍﻋﻴﺭ ﻴﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺠﻌﻝ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﻤﺼﺩﺭﺍﹰ ﻟﻠﻤﺭﺍﻭﺡ ﺍﻟﻬﻭﺍﺌﻴﺔ ﻭ ﺘﺴﻴﻴﺭ ﺍﻟﻘﻭﺍﺭﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﻋﻴﺔ، ﻭﺠﻌﻝ ﻤﻥ ﺃﺸﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺃﺩﺍﺓ ﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﻴﺎ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﻟﺘﺸﻐﻴﻝ ﺍﻟﻤﺤﺭﻜﺎﺕ. ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻜﻝ ﺒﺴﺎﻁﺔ ﻗﺩ ﺃﺘﻘﻥ ﻓﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤﻝ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ، ﻭﻭﺠﻬﻬﺎ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺫﻤﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻫﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻭﻫﺫﺍ ﺒﺎﻟﻀﺒﻁ ﻤﺎ ﻴﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﻤﻥ ﻁﺎﻗﺔ ﻤﺘﻔﺠﺭﺓ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺩ ﺍﺨﻠﻪ ، ﻭﻴﻌﺒﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﺼﺭﺍﺥ ، ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﻭﺓ ،ﻭﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺠﺭﻱ ﺍﻟﻤﺯﻋﺞ ﺒﻝ ﻭﺤﺘﻰ ﺒﺎﻟﺘﻜﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﺨﺭﻴﺏ ، ﻭﻨﺠﺩ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ، ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻴﻜﺒﺘﻭﻨﻬﺎ ﻭﻴﺼﺩﻭﻨﻬﺎ ﺒﻤﻁﺭﻗﺔ ﻤﻥ ﺤﺩﻴﺩ. ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﺠﺩ ﻁﻔﻠﻙ ﻤﺸﺎﻏﺒﺎ ﺩﺍﺨﻝ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺃﻭ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ، ﻓﺄﺭﺠﻭ ﺃﻥ ﺘﻔﻬﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﻌﺒ ﺭ ﻋﻥ ﻁﺎﻗﺘﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ، ﻭﺃﻨﻪ ﻴﺴﺘﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻙ ﺘﻔﺭﻴﻐﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻥ ﺘﺠﺩﻫﺎ. ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺫﺍﺕ ﻤﺭﺓ ﻭﻭﺠﺩﺕ ﻁﻔﻠﻲ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐﺭﻕ ﺒﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﺩﻭﻥ ﺴﺒﺏ ﻭﺍﻀﺢ ، ﻭﻗﺎﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎﻝ ﻓﻭﻀﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺕ ، ﻭﺍﻓﺘﻌﻝ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﻁﺎﺤﻨﺔ ﻤﻊ ﺃﺨﻴﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭ، ﻭﺤﺎﺭﺕ ﺃﻤﻪ ﻤﺎﺫﺍ ﺘﻔﻌﻝ ، ﻋﻠﻤﺕ ﺃﻥ ﺒﻪ ﻁﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟ ﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﺘﻀﺎﻴﻕ ﺇﺫ ﻜﻴﻑ ﻴﺨﺭﺠﻬﺎ ، ﻭﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺒﻨﻔﺴﻲ ﻭﺭﺍﺤﺘﻲ ﺒﻌﺩ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻝ ﺃﺨﺫﺕ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﺯﻫﺔ ﺒﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ، ﻭﺍﺸﺘﺭﻴﺕ ﻟﻪ ﺤﻠﻭﻯ ، ﻭﺃﺭﺠﻌﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺕ ، ﻭﻜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻫﺸﺔ ﺃﻤﻪ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻁﻔﻠﻬﺎ ﻭﻗﺩ ﺴﻜﻨﺕ ﺠﻭﺍﺭﺤﻪ ﻭﻫﺩﺃﺕ ﻨﻔﺴﻪ. ﺤﺎﻭﻝ ﺃﺨﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﻁﺭﻗﺎﹰ ﻟﺘﻔﺭﻴﻎ ﻁﺎﻗﺔ ﻁ ﻔﻠﻙ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ: ﺨﺫﻩ ﻤﻌﻙ ﻓﻲ ﻨﺯﻫﺔ ﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﺃﻭ ﻤﺎﺭﺱ ﻤﻌﻪ ﻟﻌﺒﺔ ﻴﺤﺒﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺍﺠﻠﺱ ﻤﻌﻪ ﻭﺍﺤﻜﻲ ﻟﻪ ﻗﺼﺔﹰ ﻗﺼﻴﺭﺓﹰ ، ﻭﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﻭﺒﺨﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺴﻴﺯﻭﻝ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺃﻥ ﺘﻌﺭﻑ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺼﺭﺍﺨﻪ ﻭﺒﻜﺎﺌﻪ ﻓﺈﻥ. ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻜﻝﱠ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻭﻝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﺍﻟﻤﻜﺒﻭﺘﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﻝ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﺎﻟﺠﻬﻝ ﻭ ﺍﻟﻘﺴﻭﺓ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﻭﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺘﺩﺍﺩﺍﺕ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻁﻔﻝ ، ﻓﺘﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻝ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﻁﻔﻝ ﻴﻤﺎﺭﺴﻬﺎ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﻤﺜﻝ ﻗﺭﺽ ﺍﻷﻅﺎﻓﺭ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﻭﻝ ﺍﻟﻼﺇﺭﺍﺩﻱ ، ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﺄﺘﺄﺓ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ، ﻷﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﺒﻴﻥ ﻤﻁﺭﻗﺘﻴﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ) ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ( ﻭﻋﺎﻤﻝ ﺍﻟﻀ ﻐﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻲ ﻭﻫﻲ) ﺸﺩﺓ ﺍﻷﻫﻝ ﻋﻠﻴﻪ( ﻓﻅﻬﺭ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺘﻪ.

description

مادة تعنى بأساليب تربية الأطفال والحوار معهم وفهم نفسيتهم وأخطائنا كمربين في التعامل معهم

Transcript of التربية الإيجابية للطفل

التربية اإليجابية للطفل )أسامة عبد الرؤوف الجامع/بقلم (

بسم اهللا الرحمن الرحيم ، مرحبا بكم أخواتي إخواني في هذه المادة الجديدة ، والمشوقة ، والمليئة بالمهارات العملية في تربية

بية تمارس تجاه األطفال ، وكلما كان اإلنسان الطفل تربية إيجابية ، وعندما أقول التربية اإليجابية فإنك ستفهم أن هناك تربية سلأكثر تعليما ووعيا كلما كانت تربيته ألطفاله أكثر إيجابية ، ولكن لماذا هذا الموضوع ؟ عند احتكاكي ببعض الشعوب األخرى

ألب يشرع في وجدت أن األم واألب عند ترقبهما للطفل األول فإنهما يرفعان حالة التأهب واالستعداد إلى أقصى درجة ، فاقراءة الكتب التي تتحدث عن تربية الطفل ، واألم تقرأ عن العناية بالطفل الرضيع ، وربما حضرا دورة في كيفية تربية الطفل ، وربما تعامال مع مواقع على اإلنترنت تتكلم عن األطفال ، ناهيك عن اقتناء المجالت التي في نفس الموضوع ، والمقصود

.اد ، ألن هناك حدث هام قادم هنا بأن هناك استعدواآلن ما الذي يحدث بيننا ؟ إنك لو سألت أحد أصدقائك عن استعداده الستقبال الطفل األول في البيت ، لربما تكلم فقط عن االستعدادات الصحية من مالبس وأفضل دكتور وأفضل مستشفى إلى آخره ، نعم سوف يتعلم كيف سيربي ولكن بطريقة الصح

.والضحية تلو الضحية من أبنائه حتى يصل إلى شيء من النضج في التربية والخطأ ، ولكن كيف نتعامل مع األطفال ؟ كيف يفكر األطفال ؟ ما آخر األبحاث حول سلوكيات األطفال ؟ هذه األمور قلما يفكر بها أب

وكم دورة تعقد في كيفية التعامل . راهقين أو أم في مجتمعنا المعاصر ، بل انظر حولك كم دورة تعقد في كيفية التعامل مع الموكم هو الحضور بالمقارنة مع التعداد السكاني للبلد ؟ فمن يريد تطوير نفسه وقدراته قليل وأنت من القليل ، . مع األطفال

ستوفق في ذلك حصولك على هذه المادة يدل على أنك تريد فعال أن تتعلم شيئا جديدا في تعاملك مع أطفالك ، وأنا على ثقة أنك إن شاء اهللا إن هذه المادة مخصصة للفئة العمرية ما بين سنتين إلى تسع سنوات ، وأكثر من ذلك سوف ندخل عالم المراهقين ،

.ولهذا العالم علومه الخاصة به فعليك أن تبحث عنها وعندما تصل احدة تلو األخرى ،اقتراحي أن يجلس كال الزوجين لالستماع لهذه المهارات ، ومن ثم عمل جدول لتطبيقها و

:إلى نهاية الشريط ستعرف كم هي المهارات الرائعة التي تعلمتها فهيا معا لنستمتع بهذه المادة )يا اهللا كم مرة قلت لك أال تكتب على الجدار سوف أحبسك في الغرفة يا شقي . ( ١

وات عند دخوله إلى الغرفة ، وقد كانت فورة غضبه عارمة كانت هذه الكلمات هي التي وجهها أبو خالد لطفله ذو األربع سنهذا ( عندما وجد خالدا وقد أمسك بالقلم ليكتب على الجدار ولم تكن هي المرة األولى ، لقد كان أبو خالد في قرارة نفسه يقول

لمشهد يتكرر في كل بيت وبصور هذا ا) الطفل أتعبني وأنا ال أعرف كيف أتعامل معه ، ولكني كالعادة سأحبسه بالغرفة ليتعلم .متعددة

وجه طاقة طفلك بدال من صدها ، تخيل أن هناك تيارا مائيا هائجا فاض : إن ما أريد الحديث عنه هنا في المهارة األولى هيمس على قرية فدمرها عن بكرة أبيها ، وتخيل أن هناك ريحا قوية اتجهت نحو أشجار حتى اقتلعتها ، وتخيل أن هناك أشعة ش

أتت بحرارتها على أرض زراعية فأفسدتها ، واآلن لنتعامل مع هذه الطاقات الثالث بالمفهوم الذي تكلمنا عنه ، وهو توجيه الطاقة ، وهو ما فعله اإلنسان المعاصر فجعل للتيار المائي الهائج قنوات ومجار، ونواعير يستفاد منها وجعل من الريح القوية

و تسيير القوارب الشراعية، وجعل من أشعة الشمس الشديدة أداة لتغذية الخاليا الشمسية السوداء مصدرا للمراوح الهوائية .لتشغيل المحركات

إن اإلنسان بكل بساطة قد أتقن فن التعامل مع هذه الطاقات ، ووجهها بدال من التذمر منها أو إهمالها ، وهذا بالضبط ما يملكه اخله ، ويعبر عنها بالصراخ ، والشقاوة ،والبكاء ، والجري المزعج بل وحتى بالتكسير الطفل من طاقة متفجرة تكمن في د

.والتخريب ، ونجد األب واألم بدال من توجيه هذه الطاقة ، فإنهم يكبتونها ويصدونها بمطرقة من حديد ر عن طاقته بهذه الطريقة ، وأنه لذلك فإنك عندما تجد طفلك مشاغبا داخل البيت أو كثير البكاء ، فأرجو أن تفهم أنه يعب

.يستوجب عليك تفريغها بطريقة مناسبة عليك أن تجدها عندما دخلت البيت ذات مرة ووجدت طفلي قد استغرق بالبكاء دون سبب واضح ، وقام بأعمال فوضوية في البيت ، وافتعل

ية وهو متضايق إذ كيف يخرجها ، وبعيدا عن معركة طاحنة مع أخيه الصغير، وحارت أمه ماذا تفعل ، علمت أن به طاقة عالالتفكير بنفسي وراحتي بعد عناء العمل أخذت الولد إلى نزهة بالسيارة ، واشتريت له حلوى ، وأرجعته إلى البيت ، وكم كانت

.دهشة أمه كبيرة عندما رأت طفلها وقد سكنت جوارحه وهدأت نفسه :فلك وتوجيهها حاول أخي الكريم أن تجد طرقا لتفريغ طاقة ط

خذه معك في نزهة جميلة ، أو مارس معه لعبة يحبها ، أو اجلس معه واحكي له قصة قصيرة ، وال حاجة بأن توبخه على .صراخه وبكائه فإن ذلك سيزول تلقائيا بمجرد أن تعرف الدافع وراء هذا السلوك

من قبل الوالدين بالجهل و القسوة أن تتحول إلى ارتدادات إن الخوف كل الخوف أن تتحول هذه الطاقة لدى الطفل المكبوتة سلبية تؤثر على نفسية الطفل ، فتظهر على شكل أفعال لم يكن الطفل يمارسها مسبقا مثل قرض األظافر ، أو التبول الالإرادي

شدة األهل (غط الخارجي وهي وعامل الض) ما يريد(، أو حتى التأتأة عند الحديث، ألنه وقع بين مطرقتين هما الدافع الداخلي .فظهر ذلك على ذاته ) عليه

:اصنع ثقة الطفل بنفسه . ٢

شدني مشهد رأيته في أحد الحدائق العامة ألم توبخ طفلها بالسب والشتم ، فدعاني ذلك للتفكر في العقلية التربوية القاصرة لكثير تحقير بقصد أو بدون قصد خطأ كبير ترتكبه كثير من البيوت بل من األمهات ، إن التربية لشخصية الطفل بطريقة اإلهانة وال

ولكن لالستشفاء بسبب استفزاز ... أبدا !!.... يتعدى ذلك إلى الضرب المبرح ولكن من أجل ماذا ؟ من أجل التربية ذاتها وهي طريقة من أعيته الحيلة الطفل لوالديه فيفرغ الوالدان غضبهم بضرب الطفل ، ألنها الطريقة األسرع لخنوعه وانكساره ،

.فلجأ إلى البتر هذه الطريقة ال تصنع أطفاال غير أسوياء فحسب ، بل تصنع أطفاال فقدوا الثقة بأنفسهم ، يهتزون لكل من صرخ بوجوههم ،

م أو إهانة وينقادون لكل من يريد قيادتهم ، أو تصنع أطفاال عدوانيين لزمالئهم ليس همهم إال استعراض قوتهم بضرب أو شت .لماذا ؟ ألنهم يعكسون ما تعلموه وما تعرضوا له من قبل ، وال عجب أن ترى هذه الفئات بكثرة في شوارع المدينة

بالمقابل إن الطفل الذي ربي على التوبيخ بهدوء واحترام ، والتوجيه بالنظرة والكلمة واإلشارة إن هذا الطفل تتعزز لديه ثقته أن يهزه ، بل يتعزز لديه احترام اآلخرين ، ألنه تعلم أن يكون محترما في بيته ، يتقبل النقد في حدود بنفسه فال يستطيع أحد

العمل ، وال يرضى أبدا أن يجرح أو يهان ، ألنه لم يعتد ذلك في صغره ، وبالتالي هو لن يصدرها لغيره ، وما أجمل حديث ، إنه )) اهللا صلى اهللا عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي أف قط خدمت رسول(( أنس بن مالك رضي اهللا عنه عندما قال

التقدير الذي يصنع الرجال ، ويعطي االعتبار لشخص الطفل ، كيف ال وهذا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قد أتي بشراب ال واهللا يا : ؟ فقال الغالم أتأذن لي أن أعطي هؤالء (( فشرب منه ، وعن يمينه غالم ،وعن يساره األشياخ ، فقال للغالم

.فوضعه رسول اهللا في يده )) رسول اهللا ؟ ال أوثر بنصيبي فيك على أحد هل استأذنت من طفلك يوما ليتعلم منك هذا الخلق ؟ هل كنيت طفلك يوما كما كنى رسول اهللا طفال فقال له يا أبا عمير ؟ هل

. الصغر كالصادق ، أو الشيخ ، أو الدكتور ، أو المهندس ، أو الصالح لقبت طفلك يوما بلقب إيجابي لتصنع هويته منذوإلى اآلن ال زلت أصادف في حياتي من يبخس ذاته في تقديرها ، فأرى من غالم إبداعا مثال في تصاميم في الحاسب اآللي ،

، يرد علي بتقهقر قائال أبدا لقد كنت أو خط عربي جميل أو كلمة يلقيها أمام جمهور ، فإذا قلت له لقد كنت مبدعا ورائعامرتبكا ، أو لم أكن جيدا ، أو ما قدمته كان بمساعدة وليس مني ، يتكلم بعبارات تنم عن عدم الثقة بنفسه ، فأعرف أن من كان

أكثر إن يربيه قد طمس تقديره لذاته ، كان من المفروض أن يقول إذا مدح الحمد هللا هذا من فضل ربي وسأطور من نفسي شاء اهللا ، فهو يقر تفوقه ويرجع أمره هللا ، وما أكثر المربين الذين رأيتهم عندما يرون طالبا قد برزت شخصيته وتميز ، يضعونه في آخر الركب وعندما تسأله لماذا ، يقول به إعجاب بنفسه وعلينا تقليله ، ولربما قال له أنت مغرور، وال يعرف أنه

لب بهذه الكلمة بدال من أن يقول له أنت متميز ، وذكي، ومتفوق على أقرانك ، وأقترح عليك أن توظف يحطم شخصية هذا الطاهذه الصفات بالتواضع وحب مساعدة اآلخرين ، إني ألتساءل عن دور األمهات هل األم في أثناء تربيتها ألطفالها تدرك أنها

، أعجبني أحد اآلباء عندما ركب ! ......متروكة ألحداث وتجارب الزمن تريد فعال أن تعزز الثقة لديهم أم أن ثقتهم بأنفسهم فرد عليه األب بحزم بل تستطيع وستصل ، عندها تشجع الطفل عابنه لعبة لتسلق األطفال ، فقال الطفل خائفا أبي ال أستطي

تجد بعض األمهات يكثرون من عبارات وأكمل مسيره حتى وصل بسبب الكلمات اإليجابية التي قالها األب لطفله ، بالمقابلأخاف أن يقع طفلي ، أو أخاف أن يجرح طفلي ، أو ال تركض فتؤذي نفسك ، إذا كان ثمن تعلم مهارات الحياة واالعتماد على

.النفس ثمنه أن يجرح الطفل أو يقع فليكن إذن ، ومن بطون األشواك ينبت الورد :ك مارس مهارة التنشيط الذهني لدى طفل. ٣

وبالترجمة الحرفية الزمن downtime و uptimeفي علم البرمجة اللغوية والعصبية هناك حاالت نفسية في البالغين تسمى األعلى والزمن األدنى ، وبمصطلح تفهمونه أكثر االنكفاء الذهني والنشاط الذهني ، ما المقصود بما أقول وما عالقته بالطفل ؟

:انتبه معي نسان العادي بمصيبة فقد عزيز ، أو ضياع مال كثير ، أو هم مغرق تجده يمر بحاالت شرود ذهني مالحظ إال عندما يصاب اإل

أنه بعد مرور الوقت فإن هذا الرجل يعود لطبيعته مرة أخرى، ولكن ما أريد الحديث عنه هنا أن هناك أشخاصا مصابين خرى دون سبب واضح ، فتجد هذا الرجل ال ينتبه ألمور تحدث حوله بحاالت من الشرود الذهني الخفيف، يأتيهم بين فترة وأ

أثناء عمل ما ، فيشرد أحيانا ويسرح أحيانا أخرى ، وإذا سألته لماذا سرحت ؟ وبماذا كنت تفكر؟ يقول لك ال شيء ؟ فقط كتابا فنعس ، هذا النوع سرحت فجأة ، وربما كلمه شخص فاستمع له فسرح عقله شيئا قليال وعاد له مرة أخرى ، وربما قرأ

بسبب شرود ذهنه المستمر ينسى بعض األمور التي أمامه مثل المفاتيح أين وضعها ، أو عندما يقود سيارته فإنه يريد الذهاب أو االنكفاء الذهني المؤقت ، ولكن ما downtimeإلى مكان فيسرح فيصحو فيجد نفسه في مكان آخر ، هذه الحالة تسمى

ولكن كيف ؟...تؤدي إلى هذا ؟ السبب حقيقة يعود لمرحلة الطفولة وإهمال من قبل الوالدين األسباب التي الذين يمكثون فترة طويلة داخل البيت ، طوال فترة يومهم ، األب مشغول ، واألم مشغولة ) البيتوتيون(هناك ما يسمى باألطفال

ل البيتوتي على المستوى البعيد من خالل بقائه بين جدران ، وال تدري أخي األب أختي األم ما هو الضرر الذي يحصل للطفالمنزل فترة طويلة بين المباني اإلسمنتية المرتفعة أو الجدران المصمتة ، إن من أهم مصادر النشاط الذهني العالي ، وجعل

.ن جمال وإبداع الطفل يصحو ذهنيا هو التفاعل مع الطبيعة ، وتوظيف الحواس الخمس في االتصال مع ما هو حوله م

رتب جدوال أسبوعيا ، وخذ طفلك إلى البحر ، واجعله يرى زرقة السماء ، وهدير األمواج ، وأصوات طيور النورس ، خذ طفلك إلى البراري واجعله يلعب بالرمال ، ويرى الحيوانات، ويستمتع بنسيم الهواء ، خذ طفلك إلى الحدائق واجعله يشتم رائحة

ألوراق، ويرى خضرة النبات جرب أن تتناول غداءك مع أطفالك في الهواء الطلق خارج المنزل في أي الزهور ، ويلمس امنطقة خلوية هادئة ، واجعل طفلك يرى بهدوء واسترخاء تام سماء الليل والنجوم الالمعة بصمت وسكينة ، واتلو عليه قول اهللا

سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها : (( تعالى ) .يذكر أو أراد شكورا

أضمن لك أخي الكريم بإذن اهللا أن طفلك منذ نعومة أظفاره سوف يتمتع بنشاط ذهني عال جدا، تجعله يدرك ما حوله بشكل . أو النشاط الذهني العالي uptime وتسمى هذه الحالة حاد ، ويكون حاضر القلب ، سريع البديهة ، سريع التقاط المعلومة،

إنني أود أن أنبهك لمسألة مهمة جدا تسبب االنكفاء الذهني لدى األطفال إذا تعرضوا له مدة طويلة أال وهو التلفزيون ، تجد م التلفاز طوال مدة وجودهن كثيرا من األمهات ممن يبحثن عن الثمرة اآلنية ، ويردن أن يتخلصن من إزعاج الطفل بوضعه أما

بالبيت ، ليفرغ لهن الجو، وربما وضعت هذه األم له الشريط تلو الشريط ليكون أسير هذا الجهاز ، وهو أمر قد يسبب له االنكفاء الذهني في المستقبل ، ويسبب فقد المهارات االجتماعية بحيث أنه لن يعرف كيف يتعامل مع من هم بالخارج ، فيتحول

ون بالنسبة له في الكبر إلى عادة قهرية يصعب الفكاك منها ، فال بد من وجوده أثناء الطعام ، وقبل النوم ، وفي جلسة التلفزيإن النشاط الذهني العالي يعتمد على التفاعل المتبادل : العائلة أو األصدقاء مما يقتل الحوار األسري بينهم ، أعود للطفل فأقول

د الذهن ، بينما الطفل التلفزيوني لديه فعل وال توجد هناك ردة فعل ، فالتفاعل من طرف واحد ، ، فهناك فعل وردة فعل فيتق .فهو يستقبل فقط ، ويظل يستقبل ويستقبل دون إرسال حتى يحدث له االنكفاء الذهني ، وتضمر لديه روح المبادرة

قصة جديرة بالتأمل هذه العائلة ليست موجودة دعوني أحكي لكم عن قصة عائلة عاشت دون هذا الجهاز لمدة عامين ، وهيفي القصيم أو مكة بل هي موجودة في والية كولورادو في الواليات المتحدة األمريكية ، تقول المؤلفة ماري وين في كتابها

:وهي تحكي تجربة هذه العائلة ) األطفال واإلدمان التلفزيوني (الرائع أبناء ، بنت عمرها ثمان سنوات ، أما الولدان فهما في سن الخامسة والسادسة ، كنا نعيش لي ثالثة: تروي السيدة لي فتقول (

في كولورادو قبل أن ننتقل إلى منطقة فييل بسبب عمل زوجي ، وكان األطفال مدمنين على مشاهدة التلفزيون ، لقد كنت قلقة ا دام التلفزيون يعمل ، وبدا في البداية أن الولدان أقل جدا بشأن مشاهدتهم إياه ، وكنت أشاهد ابنتي تغيب في شبه غشية م

تحمسا للتلفزيون ، على أنه وبمرور الزمن ظهر أنهما أيضا صارا سلبيين بالكامل أمام هذا الجهاز ، في نوفمبر وبعد أن انتقلنا لكيبل التلفزيوني ، ظننا في البداية أن إلى منطقة فييل وتحديدا خمسة أميال منها ، سرعان ما عرفنا أن بيتنا يقع خارج نطاق ا

الحالة مؤقتة آملين إحياء التلفزيون ذات يوم ، وقبل أن يمر وقت طويل بدأنا ندرك أننا قد ال نرى خدمة الكيبل التلفزيوني تصل القصص والمجالت إلينا، واستسلمنا لمصيرنا ، بعد ذلك بدأت الحياة تستقر وتأخذ طابعا عاديا أكثر، وبدأنا نقرأ الكتب وليس

فقط ، وكنا نلعب مع األطفال ما يزيد على الساعة في كل مرة ، وكانوا أي األطفال يلعبون معا لفترات طويلة ، وكنا نلهو مع بعضنا البعض على نحو يفوق ما تعودنا عليه من قبل ، وصارت ابنتنا بارعة حقا بالرسم واأللوان والتصوير وتشكيل

ونني عدة مرات في كل أسبوع في عمل الكعك المحلى في قوالب ، وكنت أقرأ ألبنائي قصة يوميا ، الصلصال ، وكانت تعاوكان لدينا كتاب عن حرف وهوايات األطفال فنتنحى جانبا بعد الظهر لنتسلى بها ، لقد تغيرت حياتنا إلى األفضل ، وظهرنا

تعلمنا أشياء لم نكن نعمل بها من قبل ، بعد مرور عامين اضطررنا أكثر حيوية ونشاطا، وقويت الروابط األسرية بيننا أكثر ، و .للرجوع مرة أخرى إلى كولورادو بسبب عمل زوجي

ذا لعب تلم تعد األمور كما كانت من قبل ، منذ أن رجعنا لم يلعب األطفال مع بعضهم البعض كما كانوا من قبل ، لم يعد البي .انتهى كالمها ) حيوية والنشاط فقد وقعنا أسرى التلفزيون مرة أخرى صاخب كما كان من قبل ، وفقدنا تلك ال

أخي األب أختي األم أعتقد أن ساعة في اليوم تكفي لجلوس األطفال أمام التلفاز ، فيما عدا ذلك حاول تنمية قدرات طفلك .ك اهللا الذهنية عن طريق اللعب ، وهناك محالت تجارية متخصصة في هذا الشأن ابحث عنها ، وفق

:مارس مهارة اإلشباع العاطفي مع طفلك . ٤

يشتكي كثير من اآلباء واألمهات من جفاء أبنائهم في تعاملهم معهم ، فال توجد الكلمة الطيبة والشعور الدافئ من قبل االبن نحو .والديه ، ويجد الوالدان من الولد أو البنت االبتعاد والخصوصية المتكلفة وعدم تقبل النصيحة

أحد . والمالم في الحقيقة هما الوالدان نفسيهما ، إذ لم يكن للولد أن يصل لهذه المرحلة لوال أعمال الوالدين في مرحلة الطفولة اآلباء كان يشاهد برنامجا تلفزيونيا فما كان من الطفل إال أن اقترب من التلفزيون وأطفأه ، فما كان من األب إال أن وبخ الطفل

ه وأكمل برنامجه التلفزيوني ، المشكلة هنا أن األب فهم ابنه فهما سطحيا ، وكان الواجب عليه أن يفهم ما وراء بقوة وأبعدسلوك طفله بدال من النظر إلى الظاهر ، إن الطفل إذا شعر بجوعة عاطفية فإنه يتجه إلى أبويه، وعندما يجد األب منشغال عنه

دون فهم الصح من الخطأ في فعله ، وعندما كنت أقرأ جريدة في بيتي جاء طفلي ذو األربع فإنه يفعل أي شيء لجلب انتباه أبيه سنوات وضرب الجريدة بيده وسحبها ، في هذا الموقف كان يفترض علي أن أوبخه على فعلته هذه ، لكني لم أفعل ، التفت إليه

لفهمي إياه ، ثنيت الجريدة وجعلتها جانبا ، ولعبت مع ابني مبتسما وقلت له هل تريدني أن ألعب معك ، فأومأ إلي برأسه فرحا لمدة ربع ساعة فقط ، ثم تركته ورجعت إلكمال قراءتي ، وأكمل طفلي اللعب مع نفسه ولم يعترض ، لقد كان طفلي جائعا

من جانب آخر . طفي عاطفيا فسددت جوعته باللعب معه ، وضمه ، والمسح على رأسه ، وتقبيله حتى رضي ، إنه اإلشباع العافي موضوع اإلشباع العاطفي كثير من األمهات يعتقدن أن من أسرار الرضاعة الطبيعية هي القيمة الغذائية فقط وهذا صحيح إال أنه ما ال ينتبه له الكثيرون أن من أسرار الرضاعة الطبيعية العميقة هو احتضان الرضيع من قبل أمه أثناء الرضاع ، إنها

يصاحبها من الحنان المتدفق ، إنه التواصل بلغة ليست بالكلمات وإنما بالحب والدفء والعاطفة ، لهذا فإنني ال الضمة وماأشجع كثيرا سحب الحليب من صدر األم وإعطاءه للطفل عبر الرضاعة الصناعية ، فإن ذلك سيفقد الرضيع الكثير من حنان

.أمه ، وربما التوازن العاطفي في المستقبل رغم رجوعي إلى البيت منهكا بسبب العمل إال أنني بمجرد دخولي البيت : عجبني تصرف أحد األصدقاء الذي كان يقول ي

قلت ولم يفعلون . كل يوم : كل يوم ؟ قال: وسماع األطفال لصوت المفاتيح وأنا أفتح الباب فإنهم يتراكضون نحو الباب قلت لهت فإني ابتسم في وجوههم ، وأمسح على رؤوسهم ، وأضمهم ، وأحملهم أحيانا ، فالكل ذلك ؟ قال ألنني دوما عندما أدخل البي

وتذكرت أن من سيرة أبى بكر الصديق رضي اهللا عنه أنه كان إذا مشى في طرقات . أحسنت : يريد هذا فيتسابقون إلي ، قلت .من رحمته ورقة قلبه رضي اهللا عنه المدينة يتراكض إليه الصبيان بين يديه ، ويقولون أبتاه أبتاه لما يعلمون

عجبي ال ينتهي من أولئك اآلباء الذين إذا دخلوا بيوتهم كأنهم قد دخلوا قاعدة عسكرية يسكت األبناء ويكفوا عن اللعب ، يا اهللا ، من هذا ويشيع في البيت جو من الرهبة والخوف من العواقب، ويتحرك األب داخل البيت والكل يترقب خطواته ، لقد سمعت

النوع من اآلباء من يفخر أن أبناءه يحترمونه وأنه إذا دخل ال تسمع همسة ، ولم يدر المسكين أنه ولد لدى أبنائه اعتقاد راسخ .أن راحتهم ولعبهم في عدم تواجده في البيت ، ولك أن تتصور أخي كيف ستكون العالقة مستقبال

ر هم قد جفوا أبنائهم في الصغر ، أسأل أي واحد منهم متى آخر مرة ضممت ابنك؟ إن اآلباء الذين يجدون جفاء أبنائهم في الكب .أحبك : سيجدون صعوبة في التذكر ، وسيجدون صعوبة أكثر في التذكر عندما تسألهم متى آخر مرة قلت البنك كلمة

ألني أحبك ، اآلن وفي كل مرة أنظر :لماذا ؟ قلت : أتعلم لماذا أنظر إليك ؟ قال : نظرت ذات يوم لطفلي طويال وقلت له .أعرف أنت تحبني فأبتسم : لطفلي طويال يقول لي

لقد كان النبي صلى اهللا عليه وسلم يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد ، فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه إن ابني قد ارتحلني ( حتى ظننا أنه حدث أمر فقال قد حدث أمر ، فلما قضى صالته قالوا قد أطلت السجود يا رسول اهللا

)فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته اعلم أخي الكريم أن الطفل إنما يقتدي بمن يحب ال بمن هو قدوة ، وأفضل ما تقوي محبة طفلك بك هو أن تكثر اللعب معه ،

) .ب له من كان له صبي فليتصا( وقد كان من مقولة عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه :أظهر محبتك لزوجك أمام أطفالك . ٥

يا سالم ) . عائشة(من أحب الناس إليك ؟ قال على مرأى ومسمع من الجميع ( سئل النبي صلى اهللا عليه وسلم إن من الحاجات األساسية للطفل حاجته إلى االنتماء وحاجته إلى األمن ، وإن أي شرخ في الحياة الزوجية ينعكس على

ت األطفال ، ولو شاهدت اإلحصائيات التي تتكلم عن انحراف األطفال لوجدت أن السواد األعظم قد عاشوا في بيئة سلوكيامتفككة أسريا ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يكفي بأن يكون الزوجان تحت سقف واحد وتجري حياتهم بشكل اعتيادي؟

إذ أن الكثير من القصور في الحياة . النفسي لدى األطفال ؟ اإلجابة ال هل يكفي أن يحقق ذلك التوازن العاطفي واالستقرارالعاطفية بين الزوجين ينشأ بسبب انعكاس الحياة التي كان يعيشها الزوج أو الزوجة من قبل في بيوت آبائهم وأمهاتهم ، وذلك

اقف عاطفية بين والديه من قبل والزوجة بسبب عدم وجود الخبرة المسبقة في تعامل أحدهما لآلخر ، فالزوج مثال لم ير موكذلك ، وما أريد قوله هنا أنه توجد بعض التصورات الذهنية المبالغ بها ، والتي يظن أنها عيب أو ال يصح إظهارها أمام

لوالديهما األبناء ، واسمحوا لي أن أقول أن رؤية األبوين ممسكان بأيدي بعضهما له شعور رائع أمام األبناء وإن رؤية األطفال وهما يحتضنان بعضهما البعض لهو مشهد مؤثر حقا ، وال تسأل عن مشاعر الغبطة والسرور لدى الطفل عندما يرى األب

.يقبل أمه او يرى أمه تقبل أباه بحدود المعقول طبعا ، هذه األمور تجعل الطفل يقول بلسان حاله إن لي حياة آمنة وسعيدة لماتي من ثقة أن الطفل الذي يعيش في هذه البيئة العاطفية الموزونة لهو مستقر عاطفيا ، مستقر إنني أؤكد لك وبكل ما تحمله ك

نفسيا بحيث إنه لن يبحث عن مكان آخر من أجل إشباع عاطفته ، ولن يفهم الحياة الزوجية مستقبال على أنها طبخ ، وكوي ت أمه وأبيه من حب ، وطفولة ، وعاطفة عملية عاقلة للمالبس ، وأوامر فقط وسيعامل زوجة المستقبل بما تعلمه في بي

أال يرق قلبك وتدمع عينك لمحبة النبي صلى اهللا عليه وسلم لخديجة تلك المحبة التي لم يكن يملك عليه الصالة والسالم إال أن ينب رضي اهللا عنها يظهرها في أكثر من موضع ، ومنها حادثة أسرى معركة بدر ، وذلك عندما أسر أبو العاص زوج ابنته ز

فما كان من زينب رضي اهللا عنها إال أن بعثت بقالدة ، وما أدراكم ما هذه القالدة ، إنها قالدة الذكريات ، فما أن وقعت بين يدي القلب الكبير محمد صلى اهللا عليه وسلم حتى هاجت لديه الذكريات إنها قالدة خديجة فقد تذكر مشاهد زوجته في بيت

إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا : ( ل في بداياته في تلك األيام األولى ، فرق قلبه رقة شديدة وقال ألصحابهالزوجية األوما كانت زينب رضي اهللا عنها لتفعل ذلك . نعم يا رسول اهللا ، فأطلقوه وردوا عليها الذي لها : قالوا ) عليها الذي لها فافعلوا

لنبي صلى اهللا عليه وسلم لخديجة ، وما كانت لتفعل ذلك لوال أنها رأت وسمعت ولمست عن قرب لوال علمها العميق بمحبة ا .هذه المحبة الزوجية الخالصة

عززي االستقرار العاطفي لدى أبناءك من خالل إظهار المحبة ألبيهم ، قولي لطفلك إن أباك متضايق فتعال نخفف عنه ، :وجك بمناسبة ذكرى زواجك ولسان حالك يقول اجعلي طفلك يحمل هديتك المغلفة إلى ز

أغار عليك من نفسي ومني ومنك ومن زمانك والمكان إلى يوم القيامـة ما كفـاني ولو أني خبأتك في فؤادي

:تعلم المهارات الذهنية في تنمية عقلية الطفل . ٦

اني لدى البالغين ، وجدت أن كثيرا من استراتيجيات التفكير عند دراستي للهندسة النفسية وطرق التفكير وماهية السلوك اإلنسلدى البالغين والتي تؤثر على سلوكهم وحياتهم اليومية ، والتي تكونت أول ما تكونت خالل مرحلة الطفولة ، وتسمى هذه

:االستراتيجيات البرامج العقلية ، ولكن ما هي البرامج العقلية ؟ دعني أوضح لك ولعلك ) كوورد مايكروسوفت مثال ( أن تكتب نصوصا باستخدام الحاسب اآللي دون برنامج معالج للنصوص لعلك ال تستطيع

عند استعراضك للشبكة ، وكذلك عقلك فإن أفعالك ) نافيغيتر(أو ) اكسبلورر(عندما تود استخدام اإلنترنت فإنك تستعمل برنامج .، وهذه البرامج إما مكتسبة أو وراثية وسلوكياتك تعمل عن طريق برامج عقلية تتمتع أنت بها

:ولنستعرض بعض هذه البرامج المدهشة :أوال برنامج التشابه والفروق

فاإلنسان التشابهي يميل إلى مالحظة التشابهات ، فيقول مثال هذه المحاضرة تشبه محاضرة األمس ، وهذا الرجل يشبه الرجل يظنها واحدة، ويميل إلى تمرير األمور دون الوقوف عليها بدقة ، وربما ظن أن اآلخر ، وتتشابه لديه درجات اللون الواحد ف

البيت الذي أمامه هو ذاته البيت الذي مر به باألمس رغم أنهما مختلفين ، أما اإلنسان الفروقي فهو اإلنسان الذي يدقق كثيرا، فإذا قلت له هذا الرجل يشبه ذاك . شياء التي يلمسها ويالحظ الفروق دائما ، ويالحظ الجديد في األماكن التي يزورها ، واأل

الرجل يرد عليك مستغربا أال ترى خطوط التجاعيد بالوجه تختلف عن اآلخر ، وهو يقف عند األمور وال يمررها بسرعة ، .لديه ميزة التعلم ألنه يالحظ أكبر قدر من المعلومات ويجمعها

ثيرين إما جزء الوراثة وإما جزء البيئة ، فإذا كان الطفل فروقيا مثال وعاش في كل طفل يولد فإن برامجه العقلية تخضع لتأوالمشكلة هنا إذا كان تشابهيا وعاش في بيئة تشابهية فإن . بيئة تشابهية فإنه يصبح فروقيا مع بعض التشابه والعكس صحيح

ظة واإلدراك والتعلم ، لذلك فإن عليك أن تنمي الفروق لديه يضعف مما يعرضه لكثير من القصور في حياته من حيث المالحفتقول أحسنت ، ولكن أال ترى أن . الفروق لدى طفلك ، مثال أن تري طفلك قلما وتقول له ما لون هذا القلم ؟ فيقول ذهبي

. وأسود فتقول له إذن ما هو لون القلم مرة أخرى فيقول ذهبي. هناك نصا مكتوبا على القلم ما هو لونه ؟ فيقول أسود :مثال آخر

عندما تسير مع طفلك في المدينة وتريه أحد البيوت وتقول له ما رأيك بباب هذا البيت؟ فيقول جميل فتقول له ما فرقه عن باب .فتقول وماذا بعد فيقول النقش يختلف وإطاره أعرض لكن باب بيتنا أكبر ، وهكذا . بيتك ؟ فيقول لونه يختلف لمغزى الذي أريد أن أصل إليه ، وهو نقل الطفل من التفكير التشابهي إلى التفكير الفروقي الدقيق أرجو أن تكون فهمت ا

.بالحوار المستمر بالمقابل إذا كان الطفل فروقيا ونشأ في بيئة فروقية فإن التشابه لديه يضعف ، وللعلم فإن البرنامج التشابهي مفيد جدا في تكوين

رين بسرعة خاصة في العالقات الزوجية ، إذ أن اإلنسان الفروقي يجد صعوبة في االنسجام مع العالقات واأللفة مع اآلخاآلخرين ، فهو يدقق في كل كلمة تخرج ، وال تفوته سقطات اآلخرين وهفوات من حوله سواء مع أصدقاءه أو زوجه فيتعب

نا ذو خطأ والكمال هللا وحده في لغتنا الحوارية لهو ويتعب من حوله ، لذلك فإن تعزيز مفهوم حسن الظن باآلخرين ، ومفهوم كل .أمر مفيد جدا مع الطفل الفروقي الذي يعيش في بيئة فروقية

واسمحوا لي أن انتقل إلى برنامج عقلي آخر يتمتع به البالغون ومنشأه من الطفولة ، وهو برنامج المرجعية الداخلية والمرجعية :الخارجية فانتبه معي

أراد أحد اإلخوة : القرار على مرجعية نتكئ عليها ، هذه المرجعية تأسست منذ الصغر ، وكمثال على ذلك يعتمد منشأالتخصص في إحدى الدراسات الجامعية فتجده يتأثر جدا بكل توجيه حوله ، ولربما اتخذ قراره وعزم على المضي قدما في

ونصحه بالتراجع ، فاضطرب وتراجع رغم قناعته المسبقة ، إذن تخصص ما ، وقبل دقائق فقط من اإلقدام كلمه أحد أصدقائه .هذا اإلنسان هو صاحب مرجعية خارجية يتحفز للعمل بمؤثر خارجي

شخص آخر أراد شراء سيارة مثال واقتنع بها ، ونصحه من حوله بعدم اإلقدام على شراء هذه النوعية من السيارات تجده ال قرر ما يريد وينفذه ولربما تجده بعد ذلك قد اكتشف أنه أخطأ ، هذا اإلنسان هو صاحب يأبه كثيرا بهذه المعارضات ، وي

إن كثيرا من األمهات واآلباء ينمون المرجعية الخارجية لدى أطفالهم بطريقة غير متوازنة ، فهم يقررون له . مرجعية داخلية .معتمدا في قراراته على الغير ماذا يلبس ، وماذا يأكل ، ومتى ينام ، وأين يجلس ، فينشا الطفل

بالمقابل فإن كثيرا من األمهات واآلباء ينمون المرجعية الداخلية لدى أطفالهم بطريقة غير متوازنة أيضا فهم وبسبب التدليل إلى الزائد ، والحب المفرط يقرر طفلهم مالبسه حتى وإن كانت غير مناسبة له ، ويقرر طفلهم موعد نومه حتى لو أدى ذلك

.سهره ، ويقرر ماذا يأكل حتى إن كان األكل غير مفيد له فينشا الطفل وقراراته بيده فما الذي أريد أن أصل إليه ؟

إن ما أريد الوصول إليه هو محاولة الحفاظ على استقاللية الطفل في مرجعيته الداخلية دون الخروج عما بيد الوالدين من المرحلة العمرية وذلك باستعمال سياسة االحتواء أو ما أسميها بسياسة الخيارات المقيدة مصلحة أكيدة لطفلهما ، خاصة في هذه

كيف يا ترى ؟.... عندما يأتي موعد طعام طفلك تقولين له هل تريد أن تأكل سندويشة الجبن أم طبق البيض ؟ هذا السؤال بهذه الطريقة يحفز

، انتبهي أن تقولي للطفل هل تريد أن تأكل سندويش الجبنة اآلن ؟ أو هل الطفل نحو االختيار وسيغيب وعي الطفل عن الرفضتريد أن أضع لك العشاء ؟ ألن الطفل في هذه الحالة إن لم يختار الخيار األول وهو الموافقة فسيختار الخيار الثاني وهو

.الرفض ، أنت طبعا فتحت له المجال ليفعل ذلك :قولين له وبعد أن يوافق على تناول العشاء ت

هل تريد مع العشاء الحليب أم العصير ؟ :وبعد انقضاء وجبة العشاء وتريدين دفع طفلك للنوم تقولين له

هل تريد لبس مالبس النوم أوال أم تنظيف أسنانك ؟ أخرى افرضي أنه رد قائال أريد اللعب ، قولي له هذا ليس من الخيارات ، وكالمي واضح جدا، وأعيدي عليه الجملة مرة

.بحزم مع الضغط على الحروف على أن تكون حالتك هادئة وعند ذهابك إلى السوق فبإمكانك أن تضعي لطفلك ثالثة أطقم من المالبس ترتضينها ، وأن تقولي له بعد ذلك أيها تختار ؟

إن استعمال هذه المهارة من قبل الوالدين ألطفالهم كفيل بأن ينمي المرجعية الداخلية لديهم في اتخاذ القرار مع الموازنة .للمرجعية الخارجية

هل تريد االستماع إلى المزيد من المهارات الذهنية في تعاملك مع طفلك ؟ استمع معي إلى مهارة مميزة وفعالة جدا واعطني . لما سوف أقوله لك اآلن ككامل تركيز

: المحددة تمارس مع طفلك التربية على الخيارات المفتوحة ال الخياراأبو سالم صاحب وظيفة تتعلق بالمشتريات والتسويق ، وقد مضى عليه في هذه الوظيفة سنوات عدة وهو متقن لعمله ، ومحب

سب اآللي واستبدال جميع األجهزة القديمة وإدخال طرق جديدة له ، وفجأة يقرر مجلس اإلدارة تطوير العمل وإدخال نظام الحا .في نظامهم لم تكن معروفة من قبل ، ولألسف لم يتكيف أبو سالم مع الوضع الجديد ولم يتقبله واضطر للتنحي جانبا

لعمل يقوم عبر الذي حصل هنا أن أبا سالم كان يتمتع بقدر عال من برنامج الطرق المحددة ، إذ إنه طوال سنوات كان ا .خطوات محددة ومعروفة ، هذا التغيير الذي حصل ، وهذا التجديد لم يتوافق مع عقلية أبي سالم لذلك فضل االبتعاد

إن صاحب الخيارات المفتوحة ال ينظر إلى التغيير لكي يأتي إليه ، بل هو يبحث عن التغيير وعندما تأتيه مشكلة فإن صاحب ل واحد فإن أفلح وإال تراجع ، بينما صاحب الخيارات المفتوحة فإنه يجرب الحل األول ، فإذا لم الطرق المحددة يبحث عن ح

ينفع جرب الحل الثاني ، فإذا لم ينفع جرب الحل الثالث وهكذا ، ولكن كيف نربي أطفالنا على استراتيجية الخيارات المفتوحة؟ : دما يأتينا طفل ويقول إن ولدا في المدرسة ضربه فقد اعتدنا أن نقول له لألسف إن ما أراه في تربيتنا ألبنائنا هو العكس ، فعنأنت تعطيه : أنت تربيه على النظر للمشكلة من خالل خيار واحد ثانيا: من ضربك اضربه ، ولكن هذا ليس صحيحا ، أوال

ك طفلك مشكلة ما ، ال تعطيه الحل الحل بشكل جاهز وال تدع له مجاال للتفكير ، أرجو أن تصغي لما أقول ، إذا عرض عليمباشرة ولكن أنصت إليه ، وتعاطف معه ، وخذ فترة في التعاطف معه بعدها قل له وما رأيك أن نفعل اآلن ؟ هنا سيخبرك بأحد الحلول وهو الرد بالضرب مثال ، قل له أحسنت وماذا بعد ؟ فيقول لك حال آخر وهو إخبار األستاذ ، قل له أحسنت ثم

. الثالث ثم بعد ذلك اطرح عليه ما تعتقد أنه مناسب الحلصدقني أخي الكريم إذا استمريت معه على هذا المنوال ستدهش لتطور طريقة تفكير طفلك الصغير ، وال تستغرب إذا وجدته

بل وسوف يبحث عن أكثر من طريقة لتشغيل جهاز ما أو تجده يبتكر طرقا جديدة لتحسين ما حوله من صعوبات قد تعترضه .تجده يتكيف مع المتغيرات حوله بكل سهولة ويسر

أما اآلن وقد استمعت إلى البرامج العقلية التي تؤثر في اإلنسان منذ طفولته ، فاسمح لي أن أنتقل بك وبكل الحماس الذي .يعتريك إلى المهارة األخرى ، فكن معي

:تعلم الحوارت الذكية مع أطفالك . ٦

ني الكبير بيننا وبين أطفالنا قد ال نوفق في أحيانا إلى إدارة حوار ناجح معهم، ويترتب على ذلك عدم فهمهم بسبب الفارق الزموأحيانا الحيرة في التعامل معهم ، وكثرة الجهل بالدوافع وراء تصرفات وسلوكيات الطفل الذي يعيش في عالمه الخاص ،

إمكانك أن تتبناها في الحوار مع طفلك جربها في بيتك إن كنت أبا ، وفي والتي من الصعب أحيانا فهمها، هناك خمسة أفكار بمدرستك إن كنت مدرسا وأنا متأكد أختي الفاضلة أخواني أخواتي أنكم ستجدون نتائج ناجحة ، وستلحظون المنحى اإليجابي في

:حواركم مع أطفالكم .استعمل مع طفلك أسلوب الموافقة بدال من إنكار المشاعر : أ )يأتي الطفل إلى األب ويكون هذا الحوار السلبي (

جرحت إصبعي أثناء اللعب : الطفل .تستاهل من قال لك أن تلعب باألدوات الحادة : األب .همهمة وبكاء : الطفل .ال تبكي هذا خدش بسيط : األب

)اآلن استمع إلى الحوار اإليجابي (

جرحت إصبعي أثناء اللعب : الطفل ممم.. صحيح أووه دعني أرى :األب .نعم قفزت ووقعت بقوة : الطفل الحمد هللا على سالمتك هيا أكمل لعبك : األب

االنتقال من موقعنا إلى موقع الطفل في تفهم مشاعره يضفي للطفل شعورا بالدعم والمساعدة ، الطفل ترك البكاء : (التعليق )مام وتفاعل مع أبيه بعدما لمس منه اإلصغاء واالهت

:تفاعل مع مشاعر الطفل وأعطها اسما بدال من الشرح والمنطق : ب

)استمع إلى الحوار السلبي ( .أريد كيكة بالكاكاو اآلن : الطفل ال يوجد لدينا كاكاو اآلن ولكن غدا إن شاء اهللا: األب أريد كيكة ... أريد كيكة : الطفل ت متأخر اآلن لنشتري لك الكيكقلت لك غدا ، أال تعلم أن الوق: األب .هيء بكاء الطفل ....هيء: الطفل

)استمع إلى الحوار اإليجابي (

أريد كيكة بالكاكاو اآلن : الطفل .أنت جوعان صح : األب صح : الطفل .والكيكة لذيذة وحلوة صح : األب صح : الطفل من أين يشترونها ؟: األب من البقالة : الطفل والبقالة فيها ألعاب صح : األب نعم مثل األلعاب التي في غرفتي : الطفل .في غرفتك جميل أين هي أريد أن أراها : األب

الحظ الحوار أخذ شكال آخر وهذا إبداع من المحاور والطفل يستجيب للكلمات التي تعبر عن معاناته وما يعتلج في : التعليق .نفسه فتسهل قيادته

:أن يفعل الطفل شيئا استعمل الدمى بدال من التوجيه المباشر عندما ترغب : ج )استمع إلى الحوار السلبي (

هيا يا بني حان موعد العشاء : األب ال أريد أن آكل أريد أن ألعب : الطفل لقد قلت لك اللعب ممنوع يجب أن تأكل : األب ...بكاء ...ال أريد : الطفل

)بي استمع إلى الحوار اإليجا(

.هيا يا بني الدبدوب الصغير يريدك أن تأكل معه : األب .هو يريد أن يأكل : الطفل نعم انظر كيف جلس الدبدوب الصغير وانظر إلى اللقمة الكبيرة : األب ماذا يقول الدبدوب : الطفل يقول إن الطعام لذيذ جدا : األب .صحيح أنا أريد أن آكل أيضا : الطفل إن الطفل يستجيب لمن يحب ال إلى من هو قدوة ، وإن من أحب األشياء لديه ألعابه ، وبإمكانك أن تعد تمثيلية .. ذكر ت: التعليق

رائعة مليئة بالحوار البناء ، واألخالق ، والتصرف السليم من خالل الدمى التي يلعب بها طفلك ، تستعمل بعض األمهات التحفيز كاألخ أو ابن الجيران أو ابن الخالة أو العمة ولكن بسبب الغيرة قد ال يستجيب أسلوب االستشهاد بطفل آخر للمقارنة و

طفلها لما تريده األم فتحدث نتائج عكسية وعموما المقارنة بين اإلخوة ليست بالضرورة طريقة جيدة للتحفيز والدمى فكرة .أفضل

.لنتيجة صف المشكلة بدال من التوبيخ المباشر وستحصل على نفس ا.د )استمع إلى التوجيه السلبي (

كم مرة قلت لك أ طفئ ضوء الحمام بعد : حامد أدار مفتاح إضاءة دورة المياه وخرج دون أن يغلقه ، يراه األب فيقول موبخا .أن تستخدمه

)استمع إلى التوجيه اإليجابي ( .حامد ما زال ضوء الحمام مضاء : ب فيقول حامد أدار مفتاح إضاءة دورة المياه وخرج دون أن يغلقه ، يراه األ

بهذه الطريقة أنت تنجح في لفت انتباه طفلك نحو خطئه دون الحاجة إلى إحراجه ، وتقريع ذاته ، إضافة إلى تحفيز : التعليق .عقله نحو الحل دون إعطائه إياه مباشرة

.أعط معلومات عن المشكلة بدال من المالحقة والتأنيب . هـ

أخرج الحليب الطازج خارج الثالجة ، وشرب منه ولم يرجعه مرة أخرى صالح )التوجيه السلبي (

من شرب الحليب وترك العلبة خارج الثالجة؟ )التوجيه اإليجابي (

يا بني يصبح الحليب فاسدا إذا بقي خارج الثالجة .لتحدث معه من زاوية أخرى بهذه الطريقة تحصل على نفس النتيجة من استجابة الطفل عند ا: التعليق

وقبل أن أنتقل معك إلى المهارة األخرى دعني أعطيك فوائد من اللفتات السلوكية اللطيفة في علم الهندسة النفسية ، عادة تالحظ ا أن اإلنسان عندما يحزن فإنه ينظر لألسفل ، أو الذي يبكي تجد عينيه متجهتين لألسفل ، وكذلك الطفل فإذا رأيت طفلك غارق

في البكاء فإن التوجيه السليم للتخفيف من حالته أن توجه نظره لألعلى مثل أن تقول له أنظر إلى النجوم ، أو هل رأيت الطائر .هناك ، ستتعجب عندما ترى طفلك قد وجد صعوبة في إكمال بكائه وذلك كلما نظر لألعلى

ثيرا من اآلباء عندما يوجه أطفاله وينصحهم ، فإنه يمارس ذلك لطيفة أخرى من اللطائف التي أود أن أبوح بها إليك ، إن ك :دون إحداث ألفة في وضعه الجسماني معهم ، إن من أفضل االقتراحات لتوجيه طفل ما لكي تكون الكلمات أكثر تأثيرا

.هو أن تكون قامتك في مستوى قامة طفلك أثناء التوجيه .١ . بوضع كفك على كتفه ستجد أن مدى تقبل طفلك لكالمك سيكون قويا لمسه أثناء الحوار ، بوضع كفك بكفه ، أو .٢

أمر آخر أود إضافته هنا وهو اإلبحار مع الطفل في الحوار الخيالي معه ، يأتي الطفل وقد رسم بقرة تطير فوق الغيوم ، وحبا بنه يا بني ما هذا الذي رسمت ؟ خطأ ، بأبيه يريه إياها ، كثير من اآلباء تكون ردود أفعالهم منطقية ناضجة مثل أن يقول ال

األبقار ال تطير وإنما تمشي على قوائمها األربعة ، وكأن الطفل مثلك أيها األب يفكر بطريقة حقيقية عاقلة، ربما ال تعلم أخي واألفضل في األب أختي األم إن أخصب فترات الخيال لدى اإلنسان هي فترة طفولته ، والطفل ال يفرق بين الحقيقة والخيال ،

هذه الحالة أن تشجع طفلك على ما صنع ، وتزيد عليه فتقول وأين األسد ؟ لماذا لم يحلق مع البقرة ، وفي صحيح البخاري أن وإذا جاريت خيال طفلك اقتربت . مر بعائشة وكانت صغيرة وهي تلعب بفرس له أجنحة فضحك منها وأقرها رسول اهللا

.منه

:يجابي واحذر اإلرساء السلبي ألطفالك مارس اإلرساء اإل. ٧

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا عندما دق جرس باب منزلي ، ولم يكن الضيف سوى أحد زمالئي الذي بدا صوته متهدجا وعيناه بهما لمحة من أسى وحزن ، فما كدت أن أجلسه وأستوضح األمر منه حتى انطلق يحكي تجربته مع ابنه و يقول

: نت أغدق على طفلي ذي الثالث سنوات الكثير من العطف والحنان وهو ابني البكر ولم يرني قط إال ضاحكا ولم يك قط إال ك

في أحضاني ، ومرت األيام ورزقنا اهللا بطفل آخر ودبت الغيرة بطفلنا البكر ويوما بعد يوم بدأ يتحامل على أخيه الصغير إال في مرة من المرات دخلت البيت فرأيت طفلي البكر وقد أخذ رأس أخيه وضربه ببالط األرض أننا لم نعر ذلك كثير انتباه ، و

وهو يكيل بالضرب والصفع له حتى أخذت الطفل الصغير غشية وعندها جن جنوني وانهلت على طفلي المعتدي ضربا ، ، وحالت أمه بيني وبينه وأخذته لينام ، وحملته وقذفته إلى آخر الغرفة كما تقذف الكرة ، وأخذته ورفعته وقذفته على األرض

فما إن أصبح الصباح حتى أسقط في يدي وتملكني الرعب إذ فقد طفلي البكر النطق الصحيح ، وأخذ يحاول جهده نطق الحروف ولكن بكلمات متقطعة يا إلهي ما الذي فعلته بولدي ، ومر علي شريط الذكريات وعادت إلي مشاهد الضرب باألمس ،

رت نظرات الرعب التي رأيتها في عينيه ، وبوله في مالبسه وتملكته حالة من الصمت واالنزواء عجيبة ، وبدأنا أنا و تذك رحلة العالج مع أخصائي النطق وتوجيهات المعالج النفسي ، وتحسنت حالة ابني والحمد هللا ، إلى اآلن ورغم تحسن يوزوجت

لتوجيه ، وعندما أنظر إليه معاتبا ال زلت أرى في عينيه لمحة من نظرات حالة ابني وعندما يفعل فعال خاطئا يستوجب ا. الرعب تلك لديه ، وكأني أدركت أني في عميق نفسه لم أعد ذلك اإلنسان اآلمن بالنسبة إليه واأسفاه من نوبة غضب شيطانية

.إلى هنا انتهت قصة زميلي فما هو اإلرساء ؟ انتبه Anchorهناك مصطلح يسمى اإلرساء .. سية واسمحوا لي أن أقف هنا قليال في علم الهندسة النف

:معي اإلرساء هو ارتباط صفاء ذهني عال بمشاعر حسية قوية مكثفة ، فإذا التقى هذان االثنان يحدث اإلرساء وهي الذكرى التي ال

فيشم رائحة ال يذكر متى كانت ، لكنه يذكر أن هذه أحيانا يمر الواحد منا بمكان : أعطيك أمثلة . تنسى إما بالسلب أو باإليجاب الرائحة تحمل مشاعر جميلة وأحيانا يمر الواحد منا بحي من األحياء فإذا نظر إليه وإلى بيوته وأزقته تجيش في نفسه الذكريات

ان بيته ، ألن هذا البيت الجميلة ، لماذا ؟ ألن هذا المكان هو الحي الذي عاش فيه ، وامتأل بمشاهد طفولته، ولربما باع إنسيذكره بموت ولد له فيه ، وأحيانا يسمع المرء منا صوتا رخيما عذبا تذكره بمشاعر ذلك الزمان أو ذلك المكان أو صورة ذلك اإلنسان ، هذه األمور تسمى مراسي ، وعندما أقول إن شرط حصول المرساة وجود عاملين هما صفاء ذهني عال ومشاعر

المرحلة المتقدمة من . فما هو برأيك أصفى فترة يعيشها اإلنسان ذهنيا ؟ نعم إنها الطفولة ، وهنا يكمن الخطر حسية مكثفة ، وذلك مثلما حدث لطفل زميلي في القصة اآلنفة الذكر ، والصدمة هي حادثة Traumaحوادث اإلرساء المخيفة تسمى صدمة

بية تسبر إلى العقل الباطن ، وتلقي بظاللها باستمرار في حياته اليومية فال مريرة ممتدة في تاريخ اإلنسان ذات آثار نفسية سل

تنسى ، إذ كل الناس لديهم مصائب ومآسي ولكن ليس كل الناس لديهم صدمات ، ولو بحثت لوجدت أن ثمانين بالمئة من األماكن المظلمة ليس لشيء سوى أن الصدمات هي فترة الطفولة ، لذا ال عجب أن تجد شابا يافعا قويا يخاف خوفا شديدا من

أباه كان يضربه ويضعه في غرفة مظلمة ساعات طويلة ، وال عجب أن نجد شابا يافعا محترما تجده كلما سمع صرخة عارضة ارتعش واهتز ليس لشيء سوى أن أباه كان يهزه بصرخاته المرعبة ، وال عجب أن تجد فتاة جميلة في سن الزواج

دم إليها كاتمة السبب عمن حولها وبها صدمة في أعماق نفسها عندما كانت طفلة ، وهي تتذكر مشاهد الدماء ترفض كل من يتقعلى جبين أمها ، وكيف أن أباها كان يكيل الضرب والصفع ألمها تعلوها الصرخات على مسمع ومرأى منها ، إخواني أخواتي

هللا تعالى ، ويذكرني ذلك بمشاعر صادقة يحكيها خادم النبي صلى اهللا عليه أطفالكم أحبابكم نعمة عليكم في هذه الحياة فاحمدوا اكان النبي صلى اهللا عليه وسلم من أحسن الناس خلقا ، فأرسلني :( وسلم عندما كان صبيا فعن أنس بن مالك رضي اهللا عنه قال

ى اهللا عليه وسلم ، فخرجت حتى أمر على واهللا ال أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي اهللا صل: يوما لحاجة فقلت أنس ( الصبيان وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك فقال

ه لم واهللا لقد خدمته تسع سنين ما علمته قال لشيء صنعت: نعم أنا أذهب يا رسول اهللا قال أنس : ذهبت حيث أمرتك ؟ قلت .رواه مسلم ) فعلت كذا وكذا ، أو لشيء تركته هلا فعلت كذا وكذا

إنني أدعو اآلباء واألمهات إلى ممارسة اإلرساء اإليجابي للطفل وذلك بتخصيص غرفة للطفل تغلق وتحصر فقط لكل ما يحبه ألم مع طفلهما ، فتمتلئ هذه الغرفة الطفل ، وتكون في هذه الغرفة كل ابتسامة ، وضحكة ، وهدية ، ولعبة يمارسها األب وا

بمشاعر إيجابية عالية ترسخ وترسى على مر السنوات ، فكل زاوية منها ذكرى جميلة ، وكل بقعة منها فرحة غامرة ، وكل زاوية منها أنس بهيج ، فعندما يدخل الطفل فإنه بمجرد دخوله تأتيه مشاعر السعادة حتى لو لم يكن يريد اللعب ، بل حتى أنت

أيتها األم لربما تجدين طفلك في مزاج عكر في يوم ما فتدخلينه هذه الغرفة المغلقة فيتحسن وتصلح نفسه ، ولكي تنجح هذه التجربة على الوالدين أال يمارسا أية مشاعر سلبية في هذه الغرفة من خصام أو توبيخ للطفل ، فإن أرادا ذلك ففي خارج

اسخة لوحدها ، لألسف يمارس بعض اآلباء صورة معاكسة لهذه الفكرة فيخصص غرفة الغرفة، لتبقى المشاعر اإليجابية رلحبس الطفل وعقابه فينشأ على مر السنوات من العقاب والتوبيخ كره من قبل الطفل لهذه الغرفة حتى لو لم يحدث شيء ، بل

تأتيهم مشاعر ضيق إذا دخل بيت أبويه ال قد يصل األمر إلى كره للبيت كامال ، إلى اآلن يمر علي أناس يصارحونني أنهم يدري لماذا؟ فإذا قابل والديه خارج البيت ال تأتيه هذه المشاعر إنه اإلرساء السلبي ، علينا جميعا أن نعي هذا المفهوم وندرك

.عواقبه وكيفية التعامل معه :مارس التربية التفاؤلية واحذر التربية التشاؤمية لطفلك. ٨

في أحوال المجتمع وهم يتعاملون مع األحداث حولهم أو وهم يتحدثون تجد أن منهم المتفائل ومنهم المتشائم عندما تنظرأن المتفائل تجد في منطقه الحلول والبناء ، ) تعلم التفاؤل(وبدرجات متفاوتة ، يذكر الدكتور مارتن سيليجمان في كتابه

المشكلة ، ولكي تعرف أنك متشائم أم متفائل عليك أن تعلم أن المتشائم والمتشائم تجد في منطقه اللوم والغوص في تفاصيلهذا ( أو ) إنك دائما ما تثير قلقي ( يتوفر لديه صفتان رئيستان األولى تعامله مع الحدث السلبي أنه دائم فتجد من أقواله مثال

) .أنت لم تقل لي كلمة طيبة قط ( أو ) المدير فظ دائما نية في تعامل المتشائم مع الحدث فهي التعميم ، فيتصف اإلنسان المتشائم بأنه يعمم المشكلة ويضعها في حيز أكبر أما الصفة الثا

هذه الدنيا ال ( أو ) كل المعلمين في هذه المدرسة سيئون ( أو ) الشعب الفالني بخيل ( من حجمها ، مثل أن تجد في منطقه فهو يحمل عكس صفتي المتشائم ، فهو يؤمن بأن المشكلة عندما تأتي فهي مؤقتة ، قال ، أما اإلنسان المتفائل ) تحمل خيرا

يقول ) إنك دائما ما تثير قلقي : ( فتجد المتفائل بدال من أن يقول ) وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل اهللا فيه خيرا كثيرا ( تعالى ) إن المدير في هذا اليوم في مزاج حاد ( يقول ) ير فظ دائما هذا المد( وبدال من أن يقول ) لقد أثرت قلقي هذا الصباح : (

الشعب ( والصفة الثانية التي يملكها المتفائل أنه يرى أن المشكلة هي في مكان محدد وفي حجمها المحدد ، فبدال من قوله هذا (يقول ) ه المدرسة سيئون المعلمون في هذ( وبدال من قوله ) هذا الرجل الذي قابلته غير ودود ( يقول ) الفالني بخيل

؟ إن ما تقوله في حياتك ، وفي تفسير ..واآلن ما عالقة ذلك في الطفولة . وهكذا ) المعلم في هذه المدرسة تعامله لم يكن جيدا الك األحداث السيئة التي تقع عليك ليست مجرد كلمات تتفوه بها بل استراتيجية فكرية وسلوكية تنفذ في الالوعي في عقول أطف

الذين معك عبر الزمن ، ولو تتبعت جذور كل من التفاؤل والتشاؤم لوجدت أن المتفائل تأثر بفعل بيئته التي عاش بها ، والمتشائم تأثر كذلك بالبيئة التي عاش بها ، ومرجع االثنين هو الطفولة من رؤية الطفل ألفعال والديه ، ومنطق كل منهما في

أنت ( مل مع المشكالت ، وأكثر من ذلك أن تتعامل مع أطفالك بطريقة متشائمة مثل أن تقول له الحوار والنقاش وطريقة التعاهذه (بدال من ) جميع محاوالتك خاطئة ( أو تقول له )هذا العمل بالنسبة لك قد ال يناسبك (بدال من ) دائما هكذا ال تصلح لشيء

على أنه مهما حاول فإنه لن ينجح والجمل الثانية تنبهه على أن في الجمل األولى تربيه) المحاولة بالذات لم تكن موفقة محاوالته بهذه الطريقة لم تكن ناجحة ولكن بطريقة أخرى ستنجح ، بقي أن أقول شيئا وهو أن اإلنسان المتشائم بسبب وجود

ما تحصل عنده مشكلة في صفة تعميم المشكالت لديه فهو عندما تحصل لديه مشكلة في العمل فهو يجرها إلى البيت ، وعندفاحرص أن تفصل مشاعرك عن بقية األماكن وأن تضعها في مكانها، عندما أرسلت قريش . البيت يجرها إلى أصدقائه وهكذا

وعندما مزق كسرى الفرس رسالة ) سهيل سهل األمر : (سهيل بن عمرو للمفاوضة في صلح الحديبية قال عليه الصالة والسالم

الصديق على النبي رتفاؤال بسقوطه ، وعندما خشي أبو بك) مزق اهللا ملكه(ه وسلم قال عليه الصالة والسالم النبي صلى اهللا علي .ما بالك باثنين اهللا ثالثهما : صلى اهللا عليه وسلم من رؤية المشركين له يوم الهجرة طمأنه صلى اهللا عليه وسلم وقال

.ا فتأمل الورد وبكل ابتسامة أقول لك ، إذا أصبحت يوما متشائم :نم الذكاء العاطفي لدى أطفالك . ٩

وأن نسبة الذكاء المتوسط بين الناس هو مئة وعشرون درجة ، ويقيس كثير I.Qكلنا يعرف ما هو الذكاء العام أو ما يسمى رة رغم أن أديسون وأينشتين قد من اآلباء ذكاء أبنائهم بقدرته األكاديمية ، مثل أن يتفوق في الرياضيات والفيزياء وقوة الذاك

طردوا من المدرسة ، أما هوندا الرجل الياباني المكافح صاحب سيارات هوندا لم يكمل سوى المرحلة االبتدائية في دراسته .ورغم ذلك اصطلح مجتمعنا أن الولد الذكي هو المتفوق دراسيا

ع بعامل ذكاء مرتفع على سبيل المثال يتعثر في الحياة بينما ما العوامل المؤثرة التي تجعل من يتمت: وهنا تبرز عدة أسئلة يحقق آخرون من ذوي الذكاء المتواضع نجاحا مدهشا ؟

لماذا يناضل إنسان في الحياة بينما تصبح حياة إنسان آخر يتمتع بذكاء األول نفسه حياة راكدة خاملة ؟منخفض يشغلون بالفعل وظائف متواضعة بينما يحصل أصحاب يعتقد كثير من الناس أن كثيرا من أصحاب عامل الذكاء ال

.األمور ال تكون على هذا النحو على الدوام ... الذكاء المرتفع دائما على وظائف ذات أجور مرتفعة ولكن Theاطفي من الجيد أن تعلم أن هناك ذكاء آخر يختلف عن الذكاء العام ذي المنحة الجينية الثابتة وهي قدرات تسمى الذكاء الع

Emotional Intelligence،ولكن ما هو الذكاء العاطفي ؟ الذكاء العاطفي هو مجموعة من السمات مثل أن تكون قادرا على حث نفسك على االستمرار في مواجهة اإلحباطات ، والتحكم

والقدرة على منع األسى واأللم في النزوات ، وتأجيل إحساسك بإشباع النفس وإرضائها ، والقدرة على تنظيم حالتك النفسية ،من شل قدرتك على التفكير، وأن تكون قادرا على التعاطف والشعور باألمل ، فالذكاء العاطفي هو وعي اإلنسان بمشاعره وقت حدوثها ومن ثم السيطرة عليها ، لذلك تجد أن األشخاص المتمتعين بمهارات عاطفية متطورة هم أكثر من غيرهم إحساسا

ا عن أنفسهم والتميز بالكفاءة في حياتهم ، أما من ال يستطيعون التحكم في حياتهم العاطفية فتراهم يدخلون في معارك بالرض .نفسية داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في مجاالت عملهم ، وتمنعهم من التمتع بفكر واضح

ارة في التواصل دون كالم، فعالم اإلنسان العاطفي يتجاوز الطفل ذو الذكاء العاطفي لديه بصيرة في التفاهم مع اآلخرين ، ومه .أيضا مدى اللغة إلى المهارة الجسمانية

:هنا عليك أن تالحظ في طفلك خمسة أركان أساسية في الذكاء العاطفي خالل وجوده بين مجموعة .ر من وسيلة قدرته على التعرف على الشعور وقت حدوثه ، مثل أن يحاول تهدئة طفل آخر يبكي بأكث .١

قدرته على إدارة العواطف ، مثل تهدئة النفس وعدم االستثارة ، وهنا تجد أن الطفل لديه سرعة في التنقل من مشاعر .٢ .إلى مشاعر أخرى بإحكام

.أي توجيه العواطف لخدمة ما ، تجد في طفلك االنطالقة والحماسة لفكرة ما وتكون هذه من طباعه : تحفيز النفس .٣

الحظ في طفلك القدرة على التقاط اإلشارات ) : بالتقمص الوجداني ( عواطف اآلخرين أو ما يسمى التعرف على .٤ .االجتماعية لدى اآلخرين ، وإدراكه العميق لغضبك، وإرضائك ، والتصرف بناء على هذا اإلدراك

:توجيه العالقات اإلنسانية .٥

ة ، والفعالية ، الحظ طفلك وتأثيره على المجموعة من ناحية قيادية أو وهي القدرة التي تكمن وراء التمتع بالشعبية ، والقياد .حتى التأثير في قيادة المجموعة ، قد يكون األصغر في المجموعة لكنه الذي يحركها

إلى خليل طالب في المرحلة الجامعية متفوق وال يشك أحد في ذكائه إال أن لديه ارتباك في كثير من المواقف المهمة حيث يفتقر أبسط المهارات االجتماعية ، فهو يفتح حوارا سمجا أثناء تناوله القهوة فيغضب من أمامه ، وإذا أراد أن يشغل وقت فراغه فإنه يتسكع بغير هدف ، يبدو دائما عاجزا عن التعامل مع اآلخرين باألسلوب السائد اجتماعيا ، ألنه يفتقر إلى التوافق مع الجماعة ،

لممكن لخليل أن يتعلم في سنوات عمره األولى مثل أن يتكلم مباشرة مع الناس عندما يتحدثون ويبادر بالتواصل لقد كان من ا .االجتماعي ، وال ينتظر أن يتواصل اآلخرون معه

طفلك علم) ال يرد على اإلطالق (أو ) ال(أو ) نعم ( من عمر سنتين أن يدير حوارا ، وال يكتفي بقوله . علم طفلك من اآلن في عمر ثالث سنوات أن يعبر عن امتنانه لآلخرين وشكره إياهم ، وأن يسمح لشخص ما بأن يتقدم بالدخول من الباب قبله وأن يقول من فضلك إذا أراد خدمة ما ، علم طفلك النظر في تعابير وجوه اآلخرين كيف يكون اإلنسان متضايقا أو مغموما أو

.ون أن ينطقوا بكلمة هذه هي التفاعالت األولية للذكاء العاطفي مسرورا أو خائفا أو قلقا دولألسف إن كثيرا من اآلباء ينظرون ألطفالهم إما بسبب صغر سنهم أو لالعتقاد بعدم قدرتهم على التعلم فيعطلون نمو الكياسة

ال سخيفة ليس فقط في السلوك االجتماعية لديهم ، فتجدهم عندما يكبرون يتسمون باالرتباك والقلق ، فتصدر عنهم أفع لدى كثير ممن حولك تجد أإلدراكياالجتماعي بل أيضا في التعامل مع مشاعر من يتقابلون معهم ، الحظ ضعف الحس

البعض ال يعرفون متى يجب أن ينتهي حديثهم التليفوني ، ويستمرون في الحديث متجاهلين كل التلميحات التي تريد أن تضع يضا أولئك الذين يتركز حديثهم حول أنفسهم طوال الوقت دون اهتمام باآلخرين ، وأولئك الذين يقحمون أنفسهم حدا للمكالمة ، أ

ويتطفلون باألسئلة على اآلخرين ، هذه التصرفات الشاذة اجتماعيا تنم عن عجز في التعلم لمبادئ التفاعل مع اآلخرين ، .وبمختصر العبارة إنها رواسب الطفولة

لوب رخو في التربية يقع فيه بعض اآلباء واألمهات وهو ما أسميه بالتربية التعميميـة هناك أسللطفل ، تجد األب يقول لطفله كن مؤدبا لكن ال يعلمه كيفية أن يكون مؤدبا ، يقول لطفله كن لبقا في التعامل مع الضيوف لكن

لربك وال يعلمه كيف يكون تقيا هللا عز وجل ، ثم تجده بعد ذلك ال يعلمه بطريقة عملية كيف يكون لبقا ، ويقول لطفله كن تقيايحاسبه على تقصيره ، إن التعليم بالطريقة التعميمية تورط طفلك نحو تحقيق هدف سلوكي قد ال يعرف كيف يصل إليه أو قد

.يصل إليه بطريقة فهمه هو عمر بن الخطاب رضي اهللا عنهما ففيها الحوار الراقي، والثقة وما أجمل حادثة عبد اهللا بن الزبير عندما كان طفال صغيرا مع

.بالنفس ، والسيطرة على ردود األفعال ، والتأثير على مشاعر الطرف اآلخر وذلك أن عبد اهللا بن الزبير كان غالما يلعب مع الصبيان ، فأتى عمر بن الخطاب رضي اهللا عنه فرآه الصبيان ففروا لهيبته إال

لم لم تفر معهم؟ فنظر الغالم الصغير إلى الرجل المهاب : الزبير ظل واقفا مكانه ، فتعجب عمر منه ، وقال لهعبد اهللا بن .لم أجرم فأخافك ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع لك : بعينين تمألهما الثقة وقال

.أسأل اهللا عز وجل أن يكون طفلك مثل عبد اهللا بن الزبير قل آمين

....تي أحبابي وإخوإحدى التحليالت المنطقية التي تعالج تدني مستوى اهتمامات الشباب والفتيات في المجتمع، واالتجاه نحو توافه وسفاسف األمور في الحياة هو ما اسميه بفقدان الهوية ، الكوب إذا لم يمتلئ بالماء فإنه حتما سيمتلئ بالهواء ، وهذا ما يحدث لشبابنا اليوم ،

لمستوردة ، والجنون الرياضي ، والمكالمات الهاتفية التافهة ، والتسكع في الطرقات يعكس بوضوح فقدان الهوية فالتقليعات االداخلية ألنفسهم ، فليس لهم دور في بناء هذه الحياة ، فمن ينظر لنفسه أنه صاحب تميز وابداع أو صاحب رسالة يريد

لى أرض الواقع أو شخصية بناءة يريد الوصول إليها كقدوة ، كل ذلك توصيلها لآلخرين أو لديه حلم عظيم يريد إنجازه عيجعل الشاب من المستحيل أن يتجه دون معالي األمور ، فهويته واضحة ، ويصاحب وجود الهوية ما أسميه بوضوح الرؤية،

يات كالمهم أمثال ذلك ، فصاحب الهوية الواضحة يرى أمامه المستقبل الذي يريد الوصول إليه ، وأغلب الناجحين تجد في طإن لي نفسا تواقة (وعمر بن عبد العزيز كان يقول ) أعطيت مفاتيح فارس ، واهللا إني ألبصر قصورها ( كان يقول فالنبي

وكان له ما ) إن حلمي أن يدخل الكمبيوتر كل بيت ( ونجد في األمثلة الغربية بيل جيتس الذي كان يقول قبل أن يحقق نجاحه ) رامج شركة مايكروسوفت ، وكل ناجح حقق نجاحه بدأ بحلم ورؤية ثم واقع ، فماذا عن ابنك أنت ؟ هذه السلوكيات أراد بب

الخاطئة التي يحملها أولئك الشباب المستهتر نشأت بسبب بذور هويات خاطئة زرعناها فيهم بقصد أو بدون قصد ، فزرعت في قل للمتصل بالهاتف إنني غير موجود ، وزرعت بذرة إخالف الوعد عندما الطفل بذرة الكذب عندما يسمع أباه وهو يقول له

يعده األب أن يشتري له لعبة في الغد وال يفعل ، أو عندما يقول تعال سنذهب إلى األلعاب ثم يذهب به إلى البيت ، وزرعت مع عبارة تعال إلى حيث النكهة وهو بذرة المدخن عندما يرى أباه أو عمه يدخنون وهم في قمة األناقة والرجولة أو عندما يس

يرى رجال يركب حصانا تعبيرا عن القوة والصحة ، وزرعت بذرة الكره لآلخرين في الطفلة عندما يأتي مجموعة من الضيوف ويقولون لها أختك جميلة فلماذا ال تشبهينها ، وزرعت بذرة الخوف عندما يسمع الطفل أباه وهو يخوفه بالظالم أو

.و الطبيب الوحوش أإننا إذا أردنا أن ننشئ جيال قويا محبا لدينه ، وأرضه ، وأمته ، فلننشئ الهوية الصحيحة ولنغرس بذور اإليمان بشخص النبي صلى اهللا عليه وسلم ، وقدوات الصحابة والسلف الصالح، والدعاة بهممهم وأعمالهم ، عندها وعندها فقط بإمكانك أن تفخر

تجد األفعال بابنك فحيث الهوية

.......هل تعرف أخي هل تعرفين أختي إن المرء ال يعرف النعمة التي هو بها إال إذا تغيرت عليه أو زالت وأطفالنا نعمة ، لقد شعرت يوما بضيق شديد بسبب إزعاج

ئوي حاد هدد حياته ، أما األطفال لدي ، فقلت لزوجتي متذمرا أريد أن يكون البيت هادئا وفي يوم ما أصيب طفلي بالتهاب رطفلي اآلخر فقد أصيب بارتفاع في درجة الحرارة كالهما في وقت واحد ، وبات أحد الطفلين في المستشفى واآلخر في فراشه، وصادف أن جاء العيد وفي اليوم الذي فرح اآلباء بأطفالهم وهم يلعبون ويمرحون كنت بجوار طفلي بالمستشفى ، ورجعت إلى

تذكرت ضجيجهم وإزعاجهم ، تذكرت ) لقد كان البيت هادئا( إال أنني الحظت شيئا واحدا لطالما تمنيتـه من قبلالبيت الحقاكيف كان البيت حيا ينبض بالحيوية ، ندمت على تلك الكلمات التي تفوهت بها ، ثم أنعم اهللا علي بشفائهما ورجعنا جميعا إلى

( مت وقلت في نفسي لو ال العافية ما كانت هذه الحركة ، وتذكرت قول اهللا تعالى البيت ، ورجع إزعاجهما مرة أخرى ، فتبسهللا ملك السموات واألرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من

) يشاء عقيما إنه عليم قدير

ختامايدا وذو أثر في حياتك العملية ، وأتوقع منك أن تسمع هذه المادة أكثر من مرة فقد أرجو أن يكون استمتاعك بهذه المادة مف

وضعت بها الكثير الكثير من المشاعر الصادقة ، والمحبة ، واالبتسامة ، تجاهك وسأسعد بمالحظاتكم وتجاربكم من خالل م في إصدار آخر ، أستودعكم اهللا ، والسالم إرسالها على بريدي اإللكتروني الموجود على غالف الشريط ، ، وإلى أن ألقاك

[email protected] .عليكم ورحمة اهللا وبركاته

جميع الحقوق محفوظة-أسامة عبد الرؤوف الجامع