الراصد التنويري ... العدد 28

48
)لسابعةالسنة ا( 2016 ربيع)28( د العد
  • Upload

    -
  • Category

    Documents

  • view

    248
  • download

    18

description

آفاق التعليم الديني في مسار الإصلاح التعليم وتكامل المعرفة - ثلاثة مشاهد شخصية - ملف ثقافة المكان -

Transcript of الراصد التنويري ... العدد 28

Page 1: الراصد التنويري ... العدد 28

العدد )28( ربيع 2016 )السنة السابعة(

Page 2: الراصد التنويري ... العدد 28
Page 3: الراصد التنويري ... العدد 28

االخراج الفني: رياض راضيMBG INT-London :الطباعة

هيئة التحرير

د. يـامن نـوح )مصر( عبد علي السعيدي )العراق(

موالي محمد اسماعيلي )المغرب(

من مهام المنبر: املساهمة في خلق وتطوير حوار معاصر حول شؤون املسلمني

رئيس التحريرد. نجاح كاظم

مديرة التحريرهاجر القحطاني

Al-Rasid Al-TanweeriP. O. Box: 5856

London WC1N 3XXUnited Kingdom

Phone:(+44) 20 7724 6260

للمراسلة[email protected]

www.islam21.net

المبادرةالعربية

لدعمالتنويريين

32فضل الرحمن..

حداثة التعليم الديني

35

التعليم الديني ولعبة

»القرد« و»القسيس«

5

العدد )28( ربيع 2016 )السنة السابعة(

البشريةوقوة التعليم

28

Page 4: الراصد التنويري ... العدد 28

4

المعضلة الحضارية للمسلمين اليوم، كما كانت ماضيًا، أبتداًء من القرن الثامن عشر، هي غابرية االنساق والقوالب واالطر الفكرية في الالشعور من عقل المسلم التي تفسر االمور تارة باصالة الهوية، وتارة أخرى بالتغرب، وانعكاس كل ذلك على لذا كان الدينيين هي تاريخية أكثر مما هي منهجية، التربية والتدريب التربوية والتعليمية للمسلمين. مقاربة النظم دوامة التاثير على ذهنية التفكير الديني هامشيًا. وإذا تفحصنا بجد ما موجود في أغلب النظم التعليمية، والدينية خصوصًا، نراها بحق متاحف إلسالم القرون الوسطى المحنطة في داخلها مفاهيم وأفكار اناس عاشوا لزمان آخر. وقد حاول محمد عبده وغيره، اعادة اكتشاف الحداثة داخل اطار الفكر اإلسالمي التقليدي وكان ذلك بمثابة حجر االساس الفكارهم االصالحية في التعليم، لكنه لم يوفق وذلك لمقاومة التيار األكبر الذي اعتقد ان اإلصالح سينسف اإلسالم، بينما حقيقة االمر تمثلت بخشيتهم من ان

االصالح سينسف فهمهم لإلسالم. تعاد الكرة اليوم برفع شعارات »اإلصالح« و»التجديد« وغيرهما في المعرفة والتعليم مع الحفاظ على القوالب الفكرية

واالطر المفاهيمية واالنساق الثقافية النابعة من ذات الذهنية القروسطية القديمة.انطالقة المنبر عام 1994 كانت العتقادنا اساسًا ان ذهنية المسلم مطلوب مراجعتها وتشذيب طرق تفكيرها وقد مثلت فاعلية مرحلته األولى الفكرية والمتجسدة في المرجعية القرآنية والحضارية والعلمية، وكذا الحال، كمدرسة تفكير متميزة،

وجدت طريقها في التعليم والتدريب عند انتقاله للمرحلة الثانية من نشاطه.على القرآن ينص كما اإلنسانية، المعرفة شموخ في الجوهرية االسباب اهم من الحضارات، بين التعددية والتالقي ذلك بوضوح ال غبار عليه. واعتقاد المنبر بأن اهمية المفاهيم ذات الصلة في التبادل الثقافي والتعددية والتنوع وتوسيع افاق المعرفة ال تتم اال بتعميق العالقة مع اآلخر، وتعزيز دور الحوار كمرتكز ألي تحول بناء في العملية التعليمية. إذ ال يحدث الرقي من استيعاب ثقافة واحدة أو النظر إلى اآلخر من خالل عدسات التغريب أو اسلمة المعرفة والجامعات، بل تكامل المعرفة

ألفضل ما موجود في كل ثقافة وحضارة لبلوغ هدف القرآن، الوحدة في التنوع.تتميز بيداغوجيا اي مشروع تعليمي في منحه القدرة على اقتناء الطالب لكتلة من المعارف وتحدي تفكير البعد الواحد مقولة وصاحب االنكليزي الدولة ورجل فيلسوف بيكون، فرانسس يسميها كما أو التكيف والتعصب واالنحياز، ومقاومة العقل من تشويه لمنع العملية والتجريب المباشرة والمعرفة بالخبرة واتمام ذلك البشري« العقل بـ »أصنام قوة« »المعرفة الطبيعة الحقيقية لألشياء. لذا فثمة حاجة ماسة لحشد االدلة والبراهين وتقديم االستفسارت وطرح االسئلة الباحثة والحوار العميق والجدل في تدريب العقل على االنفتاح وارتقاء الوعي، واالهم من كل ذلك مقاومة التلقين، مرتع التعصب والتطرف، واالنحدار بالعقل إلى االنغالق الذي ال قدرة له في رؤية النفق، ناهيك عن الضوء في نهايته لسبر الصورة األكبر، أو كما تضعها حنة ارندت، عالمة االجتماع، في نقدها للتعليم المعاصر »إن الهدف من التعليم الشمولي ليس أبدًا لغرس القناعات

ولكن لتدمير القدرة على تشكيل أي منها«.و تنبع ضرورة البيداغوجيا الحديثة في تخفيف النزعة االنقسامية أو الثنائية »هم ونحن« في السياقات الفكرية والتعليمية واالختزال أو تعيم االمور، فضاًل عن تجنب ما يصوره علم النفس لنزعة العقل البشري في الميل إلى معرفة ما يريد واعتقاد

ما يريد المرء أن يصدقه أو يراه!التعليم والتعليم الديني يجب أن يمنح القوة للوصول إلى رؤية عالمية في االمتياز والتي تشمل الحقيقة، المعنى، الهدف والغرض عن ماذا يعني بأن يكون المرء إنسانًا متكاماًل في الذات واالخر. وتفحص القرآن كما يعبر، جيرمي هانزل توماس، عنها من خالل تركيزه على المجموعة الكاملة »للملكات البشرية ـ المادية والحسية والمعرفية، االدراك، الخيال، الوجدانية واألخالقية والروحية ـ وإذ تضع في االعتبار من المنظور الروحي بأن كل هذه القوى والملكات هي الهية« حيث »ليس هناك

سلطة وال قوة إال بالله وحده«.فلسفة الرؤية المتكاملة لملكات اإلنسان في التعليم االسالمي يتوجب ان ال تفصل بين القوى العقالنية من الخبرة المباشرة للثقافة للمعرفة والوارف للمعلومات والصاقل الناقل ليس الناجح فالمعلم الروحي. والتقييم األخالقي والوعي العملية، أو فحسب، بل المربي للنفوس والمطور لالخالق والنافع لشخصية المسلم حتى يكون عنصرًا نافعًا في المجتمع والحياة والعالم.

نرمي االحجار في المياه حتى ال تحدث اهتزازات أو تتسع مدارات فحسب، وإنما لعمل الرواج وازيز االمواج نجاح كاظم

مبتدأ الكالم

التعليم.. فلسفة الرؤية المتكاملة

Page 5: الراصد التنويري ... العدد 28

5

قيود الثقافةالدينية التقليديةتستهلك طاقةالتفكير واالبداع

من الضروريانتاج تصوراتتثمر عنمصالحة بينالدين والعلم

التعليم الديني ولعبة »القرد« و»القسيس«

كانت ،1860 )يونيو( حزيران 30 نهار األجواء مشحونة جدا داخل متحف جامعة أوكسفورد الشهير القس المنصة على صعد فقد ببريطانيا، األحياء عالم ليتحدى ويلبرفورس« »صامويل واحدا كان »ويلبرفورس« هاكسلي«. »توماس على الجبارة وقدراته عصره، متحدثي أشهر من الذي للقب أهلته التي هي والمناورة المناظرة »Soapy Sam«)أي باسمه: والتصق به عرف المتفلت صعب اإلمساك به كالصابون(. بينما كان المثيرة للرؤية المتحمسين أشد أحد »هاكسلي« ذلك قبل داروين« »تشارلز طرحها التي للجدل من الكائنات تطور عن تقريبا أشهر بسبعة اليوم أصول مشتركة، وقد استحق بسبب حماسته المفرطة الذي اللقب »داروين« صديقه عن الدائم ودفاعه صاحبه هو اآلخر: »Darwin’s bulldog« )أي

الوفي لداروين مثل كلبه(.للجمعية السنوي االجتماع هو هذا كان الذي الجدل كان وقد العلوم، لتطوير البريطانية العلمية األوساط في داروين أطروحة أحدثته االجتماع. ذلك أثناء األجواء سخونة سر والدينية المرموقة الشخصيات من شخص ألف من أكثر اجتمعت في القاعة العمالقة، وقد تردد »هاكسلي« عندما وجد أن »ويلبرفورس« مقدم على مناظرته، فـ »هاكسلي« لم يكن يجيد الحديث أمام العامة، بينما كان »ويلبرفورس« غواًل على المنصة. احتدم الذي ـ داروين الكائنات وحول أصل حول النقاش ـ وحول لم يكن حاضرًا في االجتماع بسبب مرضه سأل وعندها واإلنسان، للقرد المشترك األصل »ويلبرفورس« »هاكسلي« متهكما، إن كان يعتقد أن القرد هو جده من ناحية األم أم من ناحية األب!!

»هاكسلي« من يجعل بأن كفيل السؤال قد القاعة من قسمًا أن ويبدو القاعة، أضحوكة ضج بالضحك بالفعل، لكن يبدو أن القسم األكبر من الحضور أغضبه أسلوب »ويلبرفورس« الخبيث

في المناظرة. وفي غمرة االنفعال رد السير »دالتون »ويلبرفورس« على المعروف النبات عالم هوكر« بأنه يفضل أن يكون سليل قرد على أن يكون سليل

قسيس!!

إشكالية العلم والدينالتاريخ حافل بالمعارك التي وجد فيها العلماء الذي فغاليليو لوجه، وجها أنفسهم الدين ورجال واستنتج الفلكية »كوبرنيكوس« حسابات طور عشر، السابع القرن في ودورانها األرض كروية أجبرته الكنيسة ـ وهو في السبعين من عمره تقريبًا التحقيق لجنة أمام ركبتيه على الركوع على ـ تخالف التي العلمية أفكاره وإعالن »التوبة« من رأي الكنيسة. وفي تسعينات القرن الماضي واجه أبو زيد حكمًا قضائيًا حامد نصر الدكتور الراحل بالتكفير والتفريق بينه وبين زوجته على إثر دراساته

اللغوية في طبيعة النص والنص الديني.النظريات أكثر من واحدة التطور ونظرية وأشعلت واسعًا، دينيًا جداًل أثارت التي العلمية اليوم وإلى العلم. ورجال الدين بين رجال المعركة ال يزال الجدال قائمًا في األوساط الدينية المسيحية واليهودية واإلسالمية حول مدى توافق نظرية التطور فالنصوص العالم. الدينية عن خلق التصورات مع المقدسة لهذه األديان تقدم تصورًا عن مشهد الخلق عملية أنه على عادة المتدينون يتخيله األول تشكيل مباشر لإلنسان من الله على هيئته الحالية، وبذلك يصبح تصور داروين عن تطور الكائناتـ بما فيها اإلنسان ـ من أصول وأسالف مشتركة مناقضًا ـ الديانات، ونافيًا أتباع هذه يتبناه الذي للتصور في تصورهم ـ لدور الله في عملية الخلق، وبالتالي

داعيًا إلى اإللحاد والخروج على األديان.إلى الحال بطبيعة أدى المتوهم التناقض هذا أن أصبح تحريم نظرية التطور من الثوابت ـ أو يكاد

يامن نوحأخصائي وباحث انثروبولوجي ومؤسس

بيت النجاح في القاهرة ـ مصر

Page 6: الراصد التنويري ... العدد 28

6

- في الثقافة العامة للمسلمين، بشكل تراه ممتدًا من نقاشات مائدة العشاء في البيوت، إلى فصول في العلمية واألكاديمية األوساط المدارس وحتى الدكتور أجراه الذي االستبيان ففي الجامعات. األمريكية بالجامعة الفيزياء أستاذ قسوم نضال بالشارقة بين الطلبة واألساتذة المسلمين عن مدى قبولهم لنظرية التطور، أكد أكثر من %60 منهم أنهم يعتقدون أن نظرية التطور هي »مجرد نظرية ال برهان عليها« كما أعلن أكثر من %80 منهم عن عدم رغبتهم في تدريس النظرية في المدارس، أو على األقل أن يتم تدريسها على أنها »مجرد

نظرية«)1(.

الثقافة الدينية والتعليملم يعد هناك تقريبًا اليوم أي خالف حول نظرية التطور داخل األوساط العلمية في العالم، ولم يعد من باعتبارها واحدة إليها النظر حول خالف ثمة حقيقية ثورة أحدثت وباعتبارها األم، النظريات في مجموعة كبيرة من العلوم، بدءا من البيولوجيا واألنثروبولوجيا الجيولوجيا وحتى الجزيئية يروج ما ـ وعلى عكس التطور فنظرية الطبيعية. مناهضوهاـ من أكثر النظريات التي أيدتها الشواهد والدالئل العلمية على مر السنين منذ صدورها وحتى اليوم. راجع في ذلك مثال بيان الجمعية األمريكية مجلس أصدره الذي ،)AAAS( العلوم لتطوير أمناءها في شباط )فبراير( 2006، ردًا على بعض القضايا التي رفعها متحمسون لمنع تدريس التطور الدولية الشبكة بيان المدارس)2(. راجع كذلك في للمعاهد العلمية )IAP(الذي صدر في نفس العام حامال توقيع 68 معهد وجامعة وجمعية علمية حول

العالم بنفس المضمون)3(.خطوات العالم فيه خطا الذي الوقت وفي واسعة في مجال العلوم الحيوية بعد داروين، توقف المسلمين من العلوم هذه لدارسي العلمي العقل

بالتناقض متشبثين داروين، قبل ما لحظة عند العلمية، والنظرية الديني النص بين المتوهم العلوم وتطورها. بحركة اتصال كل بذلك ليفقدوا أجراه الطب واألطباء طلبة بين آخر استبيان ففي دول ماليزيا وعدة في 2011 عام حميد سلمان أن وجد وتركيا، مصر بينها كان أخرى إسالمية الغالبية العظمى من األطباء وطلبة الطب يرفضون نظرية التطور، والبعض منهم يقبل تطور الكائنات يرفض بينما والميكروبات، كالبكتيريا األخرى

تطور اإلنسان.القرن من اللحظة هذه في إذن بغريب ليس العلمي المجتمع حال وهذا ـ والعشرين الحادي الدواء المسلمون إن استورد ـ المسلمين في بالد أن الحال هي وهذه تنتظر وال المرض، وصدروا بجديد يأتون مسلمين بيولوجيا بعلماء تسمع يطور العلم ويفيد حياة البشر. أحد التعليقات ذات الداللة الهامة وردت إلى الباحث من أحد األطباء بالنظرية يقبل بأنه قائاًل االستبيان أجروا الذين عندما يكون في المستشفى، بينما يرفضها عندما

يعود إلى منزله)4(!!ألحد التطور عن بمحاضرة ذكرني تناقض أساتذة جامعة القاهرة، حين فرغ األستاذ الفاضل الكتاب من بشرحه قام الذي الجزء قراءة من المقرر، ثم أغلق الكتاب ونظر إلى طلبته ـ الذين كنت بينهم ـ قائاًل بكل ثقة: »وكما تعرفون جميعا فإن نظرية التطور حرام، وما سمعتموه مني اليوم هو فقط لكي تكتبوه في االمتحان، لكننا نعرف جميعا أن القرآن قد وضح لنا كيف خلق الله اإلنسان وأن األستاذ موقف يفاجئني لم محسومة«!! المسألة فحسب، ولكن فاجأني الرد الجماعي للطلبة الذين

أكدوا جميعا في قول واحد: »طبعا«.!!!األستاذ وصل كيف بصدق، حينها تساءلت العلم هذا في ـ األستاذية ـ منصبه إلى الكريم العجيب. التناقض هذا داخله يحمل بالذات وهو فلعشرات السنين ظل الرجل يستذكر مواد وعلومًا ال يصدقها ويعتقد بحرمتها ألنها كلها قائمة على ظل االجتهاد بمنتهى لكنه األساس، في التطور العلمية، الدرجة لينال االمتحانات في يكتبها التدريس وكل وعيه وتفكيره منصة على ليصعد اآلن هو ها ثم يقدمه. الذي العلم عن منفصل أن يكتبوا في ليعّلم طلبته الدائرة من جديد يبدأ االمتحان ما ال يصدقونه، وما سيرفضونه »عندما

يذهبون إلى المنزل«!ذاته، على منقسم ووعي صارخ، تناقض الصراع يستنزف مدى أي إلى يخبرنا وانفصام

المسلمين وضميرهم، العلم وعي النظرية ومع مع التقليدية الدينية الثقافة قيود تستهلك وكيف طاقة التفكير واإلبداع داخل العقول، محاصرة كل بالبحث والتفكير المسلم العقل انطالق في أمل يوم بعد يتجاوزوا لم اليوم المسلمين كأن الحر. المناظرة الشهيرة بين »ويلبرفورس« و»هاكسلي«

وقد مضى عليها أكثر من 150 عامًا!!

مسؤولية التعليم الدينيفي أكتوبر 2014، صرح البابا فرانسيس بابا

نظرية التطورمن أكثر النظريات

التي أشعلت المعركة بينرجال الدين والعلماء

من الضروري إعادةتوجيه مسار الوعيلدى المسلمين باتجاهالعلم والمعرفة

Page 7: الراصد التنويري ... العدد 28

7

الفاتيكان أن نظرية التطور ال تتعارض مع تعاليم الكنيسة وأنها ال تتعارض مع اإليمان بالله، ليمثل بذلك نقطة تحول تاريخية في خطاب الكنيسة التي لطالما اتهمت بمعاداة العلم والنظريات العلمية منذ القصة الشهيرة مع غاليليو وحتى تشارلز داروين)5(. ومن عجيب المفارقات أنه في نفس الفترة تقريبا متلفز خطاب أذيع ـ 2014 )سبتمبر( ايلول ـ للشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع األزهر صرح فيه أنه يعتقد أن نظرية داروين تناقض بصراحة تصور الخلق في القرآن، وأنها نظرية تشجع على اإللحاد وإنكار وجود الله، وأن من يؤيدونها مدعومون من

الغرب ليستمر اإللحاد)6(!!اليوم، تقف القيادات الدينية اإلسالمية وأهل تاريخية، مسؤولية أمام اإلسالمي والدعاة الفكر عامة لدى الديني الوعي مسار توجيه إعادة عن المسلمين، باتجاه العلم والمعرفة، وفض االشتباك عن تثمر تصورات وإنتاج الدين، العلم بين في ال ـ المجمل في والعلم الدين بين مصالحة الوجود أوجه كافة في ولكن ـ وحسب التطورية استكشافه، إلى العقل يتشوق الذي اإلنساني لكن يكبله الضمير الديني المنطلق من ثقافة دينية تفرض لنفسها وصاية على حركة العلم، لتحاكم هذه

النظرية أو تلك، وتسمح بهذه أو تلك. فكأن طالب الطب أو طالب الفيزياء في بالدنا لكي يتعلم العلم ال يحتاج إلى سؤال المراجع العلمية واألبحاث بقدر

ما يحتاج إلى سؤال الفقيه!!ـــطـــمـــوح هـــنـــا مــجــرد ـــتـــجـــاوز ال وربــــمــــا ي»التصريحات« بأن نظرية كذا أو كذا ال تتعارض مع إيمان المسلمين، إلى انتاج تصورات مختلفة المسألة الوحي وطبيعته ودوره، بشكل يحرر عن عامة لدى الدينية المخاوف من برمتها العلمية إيمانه فقدان إلى اإلنسان يضطر فال المؤمنين،

إن اكتسب عقله، وال إلى التضحية بعقله ليحتفظ بإيمانه

الهوامش:نضال الدكتور مقال في االستبيان نتائج راجع .1http://www.huffingto - الرابط: على سسوم post.com/nidhal-guessoum/ islam-

في راجعها كما ،evolution_b_1175776.htmlIslam›s Quantum Question: Reco - تتابهciling Muslim Tradition and Modern Sci-

encehttp://www. الرابط: على البيان راجع .2aaas.org/sites/default/files/migrate/

uploads/0219boardstatement.pdfhttp://www.i - h 3

teracademies.net/File.aspx?id=6150حميد سلمان لدراسة األولية النتائج عرض راجع .4http://c96268.r68.cf3.rackcdn. الرابط: علي

com/Hameed-WCSJ_powerpoint.pdfhttps://www. :5. راجع تصريح البابا علي الرابط

youtube.com/watch?v=7KVupdK_pBUhttps://www. :6. راجع اللقاء المتلفز على الرابط

youtube.com/watch?v=EQkdS22eXHY

ليس بغريبفي ظل التجهيل المتعمدأن استورد المسلمون الدواء

وصدروا المرض

Page 8: الراصد التنويري ... العدد 28

8

التواضع المعرفي طريق الحل الفلسفيلمحاربة العنف

ضوء على القصيرة بعض المالحظات اضع العديد من حوادث العنف التي يشهدها العالم وبوتيرة مستمرة، كما حدث في باريس واندونيسيا وبيروت ومنطقة الشرق االوسط وبروكسيل مؤخرًا، وعدد آخر من الدول التي تشهد مظاهر العنف، والبعض منها من سهاًل يبدو المقترح، العنوان يومي. نحو على النظرة األولى، اال انه يطرح تحديًا جديًا لکل محلل

ينوي الغوص في هذا المجال.الکاتب يفهمها کما االدنى بالحد الفلسفة، من نوعًا ليست هي تأمالته، في ويستخدمها »اللعب الکالمي« أو »طريقة عالجية« أو »نشاطًا نظيرًا لحل الکلمات المتقاطعة« أو »بذل جهد في جهد هي بل الداللية« االبهامات توضيح سبيل اصيل من اجل معالجة القضايا الحقيقية التي تنشأ للحقائق المختلفة االبعاد مع المواجهة طريق عن )حقائق طبيعية ام کانت من منشأ اجتماعي( ويتم حل طرق إلى الوصول بهدف الجهد بهذا القيام مناسبة للقضايا التي تمت االشارة إليها، مع العلم ان الوصول إلى النجاح في هذا الطريق غير مضمون

مسبقًا.العنف، کما أفهمه، وبغض النظر عن تجلياته مع ظاهريًا يترافق المتنوعة واقسامه وأشکاله أو تهميش بهدف کائن، قبل من القوة استخدام توجيه الضرر أو ابادة امکانيات مادية ومعنوية لکائن إليها المشار والمعنوية المادية االمکانيات آخر. الشخصية، المادي، النسيج الجسد، ضمنها من

الکرامة، الهوية، اإلرادة، والوجود المعنوي.في إليه أشرنا الذي الهدف ان اعتبرنا إذا للعنف، يمکن المقطع اعاله هو هدف قريب وأولي ان نعتبر ان انواع الهدف والنوايا الثانوية أيضًا هي بين ومن العنف، اعمال عن ينتج ما مع مترافقة

هذه االهداف يمکن االشارة إلى البحث عن السلطة المالية الغطرسة األيديولوجي، االستعالء المادية، االسم باکتساب والرغبة والشهرة واالقتصادية،

واالعتبار وغيرها من االهداف. بأشکال يظهر ان يمکن العنف عن ينتج ما مختلفة، صريحة وظاهرة، أو مخفية ومغطاة بأشکال والنفسي واللفظي، اللساني بينها من متنوعة، فاعلين قبل ومن والمادي، والفيزيائي والروحي وفي مؤسسات، أو اشخاصًا کانوا سوى مختلفين ومحيط باألسرة تبدأ مختلفة واماکن مجاالت الحکومات بين العالقات إلى وصواًل الدراسة، الشعوب بين العالقات ساحة وإلى ومواطنيها،

والحکومات.ظاهرة كونه العنف دراسة يمکننا انه ورغم من االستفادة خالل من عديدة أبعاد ذات حقيقية العلوم التجريبية المعاصرة من بينها علم االجتماع، النفس، وعلم اإلنسان. لکن من الجرائم، علم علم ان يمکن حدسية بطريقة لعله فلسفية نظر وجهة نطرح هذه النظرية بحثًا عن عنصر ضروري الزم )رغم

الطريق بينالجزم واستخدامالعنف ليسعلى مسافةكبيرة

يعتبر اليقينغير معرفيومصدرًاللخطر

االكثرية الساحقةال تزال تقرع طبولالتفسير المبرر من اجل

تثبيت آرائها

علي باياأستاذ فلسفة العلم وتاريخ الفکر بالمؤسسة االسالمية في لندن وزميل ابحاث اقدم في كلية السياسة والعالقات الدولية في جامعة ويستمنستر

Page 9: الراصد التنويري ... العدد 28

9

انه ليس کافيًا( بالنسبة لجميع السلوکيات العنفية على کل مستوى، ومن حيث کل فاعل )افراد أو الفالسفة يعتبره نظر وتوجه من وجهة مؤسسات( الناقدون ذات التوجه العقلي تحت عنوان وجهة نظر

»التفسير المبرر«)1(.نفسها تعتبر التي المؤسسة أو الفرد طريق في اآلخرين کل تجد الضمنية مبررةبالداللة محقة، نفسها تعتبر فإنها ولهذا صحيح، غير والصواب الصحيح الطريق إلى تعيدهم ولکي يمکنها االستفادة من أي اداة ال سيما التوسل إلى العنف، يترافق التفسير المبرر عادة مع »اليقين« بصحة وجهة النظر أو موقف الفاعل )سواء افراد أو من األرضية يصبح ان يمکن واليقين مؤسسات( اجل اتخاذ طريق عالجية جازمة، والطريق بين الجزم

واستخدام العنف ليس على مسافة کبيرة.التفسير في منه يستفاد الذي اآلخر البعد بوجهة االلتزام هو للعنف يمهد والذي المبرر عنوان تحت عنها يعبر والتي الحقيقة حول نظر يلتزمون الذين اولئك للعيان«. الظاهرة »الحقيقة ظاهرة الحقيقة بأن يعتقدون هذه النظر بوجهة الحقيقة »رؤية« عن يعجزون الذين اما عندهم. الموجودة عند ممتلکي السعة إلى فانهم يفتقدون

الحقيقة. هؤالء االفراد يعتبرون أنفسهم من يمتلك نوعًا من البصيرة ووجهة النظر، مقابل اآلخرين الذين وان نظر وبصيرة، لهکذا وجهة فاقدين يعتبرونهم التوسل للعنف ليس مسموحًا فيه فحسب، بل هو

امر ضروري.للشخص وعدًا يعطي المبرر التفسير ان بما واليقينية والحتمية المبررة المعرفة إلى بالوصول الذي البعد فإن معرفة، هکذا امتالك خالل من يبقى لديه هو الدخول إلى ساحة العمل.. وفي هذه الساحة أيضًا تعتبر االرادة هي قطب الرحى لألمور

مبررة نفسها تعتبر أنها بما أيضًا االرادة کافة. اعادة عن غنية نفسها تعتبر االساس هذا وعلى النظر في آرائها وأفکارها وتقوم باستخدامها بشکل

جازم.اذا کان الحدس المقترح اعاله في سبيل اصابة الواقع عندها تكون االجابة على السؤال في عنوان المقالة: کيف بإمکان الفلسفة المساعدة في محاربة العنف؟ يمکن ان نوضح انه إذا قام الفالسفة بتعليم هذه المسألة لمخاطبيهم، کما اهتم بذلك النقاد ذوو التوجه العقالني، بحيث ان التفسير المبرر هو غير ممکن اساسًا بأي شکل ونحو وفي أي قالب ونمط کان وذلك استنادًا إلى هذا السبب البسيط، وهو ان کل وجه لتبرير ادعاء أو موقف يتم تقديمه هو أيضًا يأتي االساس هذا وعلى آخر، تبرير إلى بحاجة الحقيقة نظرية ان كما المتناهي، غير التسلسل هي والحقيقة صحيحة، غير هي للعيان الظاهرة متاع بعيد المنال وال يمکن التقرب منها سوى عبر بذل الجهد واالجتهاد، بأسلوب حدسي، وان التوجه يعتبر ال الذي العقل استخدام غياب في االرادي نفسه مبررًا، يؤدي إلى تبعات خطيرة، عندها تتأمن النقاد يسميه ما وقبول ترويج اجل من الفرصة

العقالنيون »التواضع المعرفي«.علماء أحد بتوضيحه قام المعرفي التواضع قالب في العشرين القرن في البارزين المعرفة العبارة التالية: »من الممکن ان أکون أنا على خطأ نقترب ان وأنتم على صواب، ولکن کالنا يمکننا

أکثر من معرفة الحقيقة من خالل بذل الجهد«.)2(إذا کانت علة العلل المعرفية للعنف وفقًا لما التبريرية، ذکر في الحدس المقترح هي التوجهات عندها يكون هناك اسلوب اساسي للمواجهة الجذرية العنف بجميع أشکاله وأنواعه، ومن قبل أي ضد »االستکبار وجه في التحذير وتوجيه فاعل، االکثرية ان بحزن القول يجب لکن المعرفي«. طبول تقرع تزال ال المتداولة للفلسفة الساحقة التفسير المبرر وتستخدم اساليب تبريرية من اجل تثبيت آرائها)3(. رغم أن ليس جميع الفالسفة الذين العنف باستخدام ينادون المبرر بالتفسير ينادون أيضًا، رغم ان الکثير من الفالسفة الذين يبررون قد قاموا بجهود کثيرة، خاصة في مجال فلسفة االخالق لکي يمنعوا نشوء العنف أو يقللوا من ابعاده، لکن للقبول الممهد يصبح المبرر التفسير ان الحقيقة بجزم بهذا األمر، حيث ان »فردًا على صواب وآخرين نظر لوجهات الترويج فان لذا على غير صواب«. انتقادية بدراسات يأنس بين من ال تبريرية خاصة

بإمكان الفلسفةالمساعدة في محاربةالعنف عبر نشرالمعرفة

Page 10: الراصد التنويري ... العدد 28

10

يمکن ان يساعد على تسهيل نشوء العنف.ان التوجه العقلي الناقد يعتبر التبرير عماًل غير ويعتبر معرفي، غير امرًا اليقين ويعتبر صحيح، التوجه االرادي االعمى مصدرًا للخطر، وان التواضع ذات في مؤكدًا اساسية، اخالقية المعرفي وظيفة النظري والمعنوي في النمو نحو الطريق ان الوقت قالب حضاري يصبح ممکنًا عندما تتراجع السيوف االنتقادات تقدم أمام الفيزيائي( العنف )رمز االفراد يقوم وان الفکرية، الساحة على العقالنية بتقييم أفکارهم بشکل نقدي بداًل من التهام بعضهم البعض، وبهذا االسلوب يعطوا االمکانية ألنفسهم تظهر التي االخطار من العبرة اخذ بعد ولالخرين طريق في جديدة خطوة يخطو ان االنتقاد، عبر

الوصول إلى الحقيقة وبناء عالم أفضل.طريق يوجد ال انه العقالنيون النقاد يؤکد لتحسين االمور سوى القبول بهذه النقطة، حيث ان جهل کل منا ال نهاية له، وان خالفاتنا المعرفية في قبل النقد من في توضع ان العامة يجب القضايا الجميع، لکي نفتح طريقًا أحيانًا في ظل الحکمة الحقيقة باتجاه صغيرًا، کان مهما الجماعية،

الموضوعة أمامنا. لکن حتى العمل بفتوى الحکمة الجماعية يجب ان ال نضع سالح النقد جانبًا وان ال

ننسى التواضع المعرفي.النقاد ذاتهم إلى نقطة مهمة، وهي ان ويلفت جميع االفراد يطالبون باالستماع إلى االستدالالت إلى يدخلون بل أفضله، وانتخاب صنف أي من بهدف الجزمية توجهاتهم على معتمدين الميدان في االستدالل. يقدمون للذين الفيزيائي التدمير يكون الحاالت، هذه في وفقط حاالت، هکذا

االعتماد عبر العقل واالستدالل حرمة عن الدفاع على األدوات التي تليق بمواجهة التهديد الفيزيائي،

وهي الفتوى التي يصادق عليها العقل

Justificationist viewpoint and justified .1attitude

2. کارل بوبر، اسطورة اإلطار العام: في الدفاع نو، طرح نشر دار طهران: والعقالنية، العلم عن

1384 هـ. ش.»اليقين عنوان تحت مقالة الكاتب قدم .3االعتقادي عامل مؤثر في العنف الديني والعلماني العام عقد مؤتمر في السياسية« الساحة على »العنف عنوان: تحت اليدن جامعة في الماضي السياسي: ما بعد المواجهة بين الدين والعلماني«. إلى حد ما على المختصر يرتکز ما ذکر في هذا ان المقرر من التي المقالة تلك في قدم استدالل المؤتمر في أخرى، مقاالت جانب إلى تصدر، الذي عقد في جامعة اليدن ضمن سلسلة اصدارات

ادینبور.

تتراجع السيوفأمام تقدم النقد

العقالني على الساحةالفكرية

Page 11: الراصد التنويري ... العدد 28

11

اوروبا في الحديثة التعليمية المؤسسات عراقة رغم لديمومتها كبير تحد أمام نفسها وجدت فانها وامريكا، وانطرحت أمامها اسئلة القيمة المضافة لوجودها الفيزيائي وتكلفة استدامتها مع توفر بدائل اسهل واقل كلفة بوصول اينما المعلومة على للحصول المذهل وتسهيله االنترنت كانت ومن قبل اي كان. ولم يتوقف االمر عند ذلك، بل تعداه وتراكم وانتاج االقتصاد ببناء وصلته التعليم نوعية الى الثروة، ثم صلته ببناء العلم والمعرفة والعلماء القادرين على

انتاج الحلول ألزمات اإلنسان المعاصر.من الحديثة المدن بنية في كمسلمة اليوم نأخذه ما مدارس وجامعات لم يكن كذلك قبل أكثر من 500 عام حين والملفت اوروبا. في تنتشر العام التعليم الى الدعوة بدأت الى الداعين اوائل لوثر من مارتن ديني مثل يكون مصلح ان وهو العام لغرض محدد مرتبط بهاجسه االساس التعليم )النص االنجيل على االطالع من فرد( )كل العامة تمكين

المقدس(.ال ان بمعنى بالتمكين، مباشرة التعليم يرتبط بذلك تمكين دون تعليم، وان التعليم الذي ال يؤدي الى تمكين هو نفسه الفرد من تمكين تعليم منقوص. االحوال افضل في وبيئته ومصيره، كما شاءت له طبيعة خلقه وكما شاءت له

ارادة خالقه.يفصل التعليم التقليدي، خصوصا في المنطقة العربية، تأهيل الى الهادف التقني التعلم تسميته يمكن ما بين الكهرباء، بفنيي انتهاء وليس االطباء من ابتداء الحرفيين وبين التعليم الحيوي الذي يِفترض ان يهدف الى بناء مواطنين واالستجابة بيئاتهم ومشاكل مشاكلهم حل على قادرين الفعالة لتحديات الحياة على األرض. وبينما تقبع هذه البلدان عالميا، الحرفيين تخريج جودة من حيث السلم اسفل في

تهمل بشكل مرعب النوع األهم: التعليم الحيوي.فيرزح الماليين من ناشئتها تحت غيوم سوداء من تعليم فعالة نوعية اضافة اي توفير عن فقط يعجز ال تقليدي »تعميم تسميته يمكن فيما فعلياً يساهم بل لمرتاديه، بوهم عام كل الطلبة آالف يتخرج حيث المركب«، الجهل ناجحة حياة لبناء الالزمة والقدرات المهارات من تمكنهم ما سرعان انهم غير ولمجتمعاتهم، وألسرهم ألنفسهم

وحكوماتهم انفسهم من األمل وخيبة باالحباط يغرقون وبيئاتهم.

على الطريق مجمله، في التقليدي، التعليم يقطع تقديره وعدم الموحدة للمسارات بتبنيه الفعالة المعرفة التطور عامل اغفاله عن ناهيك الفردية، للخصوصية المضطرد في العلوم والمعارف خصوصا في العقود االخيرة، الراكدة المناهج نفس من النهل عديدة أجيال وتواصل التي يزداد تاخرها عاما بعد عام، وفي الوقت نفسه تتوقع ان احباطها من يضاعف الذي االمر آخر، بعد عاماً تميزاً تزداد وشعورها بالضياع وقلة الحيلة والضعف. فيا لها من جناية مخرجات نتوقع ان المستقبل وبحق الجديدة االجيال بحق

جديدة ومواكبة للعصر من مناهج متقادمة وراكدة.المسلمة البلدان في التقليدي التعليم يفصل كذلك الحديثة العلوم من التمكن بين تعسفياً فصالً خصوصا ببنية االخيرة يحصر وفيما التراث، علوم من التمكن وبين مؤسساتية من الماضي، يحاصر األولى في بنية مؤسساتية اليومية الحياة تحديات إلى عاجي برج من تنظر متعجرفة من فقر وعنف وبطالة. وبذلك يخسر التعليم مهمته األولى المتمثلة بالرفع المستمر لجودة الحياة لألفراد والمجتمعات.

البلدان في التقليدي التعليم يفعله ما أخطر ومن القرآن لتعلم ومحاصرته واستبعاده اهماله المسلمة الكريم من قبل الناس، كل الناس. حاصراً الصلة بهذا النص المؤسس الحيوي بالحفظ الببغاوي وفي افضل االحوال تعلم

النصوص التالية عليه.يجب ان يخرج تعلم القرآن الكريم وتدبره من دائرة علوم له أن تصمم ينبغي الذي الحيوي، التعليم دائرة إلى التراث المسلمة للمجتمعات اريد اذا الموارد له وترصد المناهج فيزيك والنانو المتقدمة والكونيات الدماغ بعصر تلحق ان

والجينوم البشري.على التعليم في العراق والشام والمغرب والخليج والنيل االساس، معركته انها والجهل. والعنف الفقر يناطح ان والجهل المختالين اال ينتج ال ذلك يفعل ال الذي التعليم

المركب والحروب التي ال تنتهي [email protected]

في هجاء التعليم التقليديهاجر القحطاني

Page 12: الراصد التنويري ... العدد 28

12

واقع اليوم في واضحًا أصبح التعليم تخلف مع لدينا عذر ثمة وليس اإلسالمية، المجتمعات في المسلمين تاريخ في الجيدة االمثلة شيوع ومراكز العامة المكتبات وانتشار التعليم مجانية العلم، مع سهولة الوصول إليها، فضاًل عن الجهود العلوم من الكثير وتوفر الترجمة لحركة المنظمة

المتراكمة في العالم.تفاوض 1744 )يونيو( حزيران 17 في المسؤولون في والية ماريالند وفرجينيا، مع الهنود من االقوام الستة في النكستر بوالية بنسلفانيا بغرض اقرار معاهدة، دعي فيها االمريكان الهنود إلى إرسال وماري لتعليمهم اعتمادًا وليام كلية إلى أوالدهم التالي اليوم في الحديث. العالم اساس على

رفض الهنود العرض:»نحن نعرف اجاللكم الكبير لنوع التعليم الذي يدرس في تلك الكليات، وأن اعالة والحفاظ على مقتنعون نحن جدًا. مكلفًا سيكون شبابنا معكم، بأن ما تقصدون فعله لنا جيد، ونشكركم من صميم ان تعرفون الحكمة، اهل وأنتم ولكنم، القلب.. لألمور، مختلفة مفاهيم لديها المختلفة الدول بأن نقول عندما بالنقص تاليًا تشعرون ال وسوف بعض لدينا عندكم. ما عن يختلف عندنا التعليم الخبرة في ذلك. فالعديد من شبابنا تمت تنشئتهم جميع وتعلموا الشمالية. المحافظات كليات في إلينا، جاءوا عندما ولكن بكم. الخاصة العلوم العيش وسائل كل يجهلون سيئين، عدائين كانوا يكونوا ان أو للصيد، يصلحون ال الغابة، في مستشارين، كانوا تماما جيدين في ال شيء....«.

امريكا سكان لدى الكونية للرؤية دراسته في الفيزيائي »ديفيد الحمر، يقول الهنود األصليين، طبيعي الغربية لها ميل الثقافة ان بيت« اف اإلرشاد التعليم، المساعدة، التحذير، نحو التعلم في للناس السماح من بداًل والتحسين، االخصائي كوتور، جو قصة تجاربهم. ويروي من يستكشف الذي التقليدي، والعالج العالج في فيها اآلثار المترتبة على هاتين الطريقتين للمعرفة للهنود الذي وذلك الغربي التعليم بين والصدام

الحمر. وتظهر القصة كيف ان تعليم الناس التقليدي الملموسة التجارب الذين يرون قصصًا متجذرة في تفكير تطبيق أو حقائق إضفاء من بدال الخاصة سنًا األكبر الهندي الحالة هذه في مجرد. منطقي حفيده تجربة واصفًا االصليين، امريكا سكان من في مدرسة محلية، رأى أن ال حاجة لتحليل الفلسفة النسبية القيمة مناقشة وال المدرسة في التربوية

الختالف وجهات النظر العالمية.مختلفة مفاهيم لها المختلفة األمم ان ارى مجتمع، أو أمة، أية تنقل التعليم خالل لألمور. والمعرفة المتراكمة المهارات بوعي حضارة، أو والحكمة من الماضي لألجيال المقبلة. التعليم ليس فقط للحفاظ على الهوية الثقافية واإلرث التاريخي مميزة. كهوية البقاء لها يضمن ولكن للمجتمع، المجتمع يسعى خاللها من التي النظرة تقدم انها االجتماعية العالقات بذلك ويحدد مشاكله، لحل ذاتها، منطق عن والتعبير االقتصادي، والنشاط ودفع افاق المعرفة إلى اقصى حدودها، وتستمر في التعليم أن الهنود أدرك وقد حي. ككائن العيش المقدم لهم من قبل حكومة الوالية لم يتجهز الشباب بالمهارات والمعرفة التي يحتاجونها من أجل البقاء،

األسوأ أنها تهدد بقاء ثقافتهم ومجتمعهم!حكاية االقوام الستة تشير أيضًا إلى مأزق، إذ انهم كانوا على حق في الحكم على الطرق الجديدة

من اسبابنكوص المجتمعاتاإلسالمية قلةاالستثمار فيالتعليم

واجب المجتمعات اإلسالمية تحقيقدرجة منالتميز فيالمعرفةالمعاصرة

ثمة حاجة ماسةلمشروع تعليم حديث قائمعلى اساس تكامل المعرفةفي العالم اإلسالمي

بروفيسور ضياء الدين سرداركاتب وناقد واعالمي بريطانيورئيس مجلس إدارة المنبر الدولي للحوار االسالمي

حيوية تكامل المعرفة في التعليم

Page 13: الراصد التنويري ... العدد 28

13

ذلك في لمجتمعهم مناسبة ليست بأنها للمعرفة على للحفاظ كان االختيار هذا لكن الوقت،

ثقافتهم أو إنقاذهم من التدهور الكارثي.المشكلة جوهر تشكل التي الكامنة المفارقة التعليم، أمامنا، وليس فقط في مجال معين من ولكن أيضا في مجال أوسع للتغيير هو في المنظومة

المعرفية وأثرها على ارتقاء وسقوط الحضارات.الذين اتبعوا المسلمين إلى اقرب الهنود، مسارًا مماثاًل في وقت الحق، ولم يقدموا ألنفسهم تفاوت بجهلم في تمسكهم خالل من خدمة أية الهنود الذي قاد المعززة من قبل االستعمار القوة من الخضوع إلى الحقًا المسلمين ثم لالنقراض، بحاجة نحن األساسية. المفارقة هذه مواجهة أجل قيمنا أن حقيقة ومواجهة التوازن تحقيق إلى قيد على البقاء يمكنها ال واألخالقية الروحية الحياة مع زوال القوة لحماية المجتمعات من القهر. وثمة استنتاج ال مفر منه هو أن واجب المجتمعات اإلسالمية ادراك تقدير وتحقيق درجة من التميز في

المعرفة المعاصرة.التوحيد من البديهيات األساسية في اإلسالم، في لإلسالم األول والمبدأ الله، توحيد من بدءًا وحدة إلى منهجي بشكل يقودنا العمل خطة ووحدة المعرفة، ووحدة الكوني( )النظام الخلق أمانة مقدسة، كأمانة اإلنساني )الوجود الحياة في وخليفة، وصيًا بوصفه واإلنسان الله، من الطبيعة رحلتنا األرضية( وحدة اإلنسانية، وأخيرا البديهيات هذه والعقل. الوحي في التكاملية جميعها تقدم لنا إطارًا ممتازًا لكل من يسعى وراء

المعرفة وإصالح التعليم اإلسالمي.للوحدة، شامل إطار األمام ضمن إلى الطريق

هو »التجديد« أو »اعادة اكتشاف« هذه المهمة، تكامل إلى أسلمة من األمام إلى بها األخذ مع المعرفة. أزعم بإيجاز في نقد سابق لألسلمة، حيث المادية والغربية، الميتافيزيقيا مع بالفعل غرست واألخالق العلمانية في تطور مستحضرات التجميل المعرفية لشد الوجه ال أكثر وال أقل. وفي أفضل المعرفة بين االنقسام إدامة سيكون األحوال العلمانية واإلسالمية، المشروع يحرص على تجنبه.

بشكل تفهم أن يمكن ال الفردانية أن ارى الحداثة بعد وما الحداثة، حدود في صحيح والطبيعية، والشكلية واالختزالية والعلمانية والعديد من العقائد اآلخرى المنتهية التي أوصلتنا إنشاء ولعل األول. المقام في الفوضى حافة إلى والسياسية واالقتصادية االجتماعية المؤسسات محددة احتياجات لتلبية فقط ليس والثقافية وتحقيق أهداف معينة، ولكن لتحقيق قيم معينة. على للحصول فقط ليس المعرفة وراء نسعى إذ

قدر أكبر من التفاهم واتخاذ إجراءات أكثر فاعلية التي المبادئ بعض ولتعزيز الحقيقي، العالم في تدمج المعرفة مع قيمنا، والتأكيد على الترابط بين الخلق وتضافر البشرية في تعزيز المساواة والعدالة

وصون الحياة.لهذه الكثير من االسباب هناك أية حال على االزمة، أولها االسباب الداخلية الخاصة بالمسلمين وهيمنة الحديثة، المعرفة بغياب يتعلق فيما الحفظ وتبجيل قديم، مفاهيمي واطار منظمومة الشفهي للقرآن، ونفرح الن فتية صغار حفظوا كتاب الله عن ظهر قلب من الغالف إلى الغالف. لكن هذا ليس بتعليم حقيقي، التلقين والحفظ بدأ مع القرآن الديني، للتعليم المعتمد الرسمي المنهج واصبح اصبح اليوم العائق نحو تطوير الحس والوعي اللذين ليس والكتابة القراءة القران. تعلم عليهما يركز وانتاج ثقافة، لوالدة وإنما فحسب، القران بهدف فاعلة حضارة مكتسبة وبناء ليست جديدة معرفة الله التي علمها ومزدهرة. وهي االدوات االساسية

لنا لتسهيل التواصل، وغرس األفكار في البشر.االسباب من العديد هناك ان القول من البد اهمها اإلسالمية المجتمعات بنكوص المتعلقة التلقين وتعليم التعليم في االستثمار قلة والدفاع والعصرنة التراث بين والتشنج والحفظ تبعات جانب إلى الثقافية، االستقاللية عن التاريخ والتخلف وميراث االستعمار. ولعل مواجهة من تعتبر اليوم اإلسالمية المجتمعات في االمية والمؤمنة المؤمن واجبات ومن الضرورية، المهام دينيـة مسـؤولية باعتبـاره التعـليم على الحـث

ودنيوية

التلقين يمثلاليوم العائق نحو

تطوير الحس والوعيلدى االجيال الجديدة

Page 14: الراصد التنويري ... العدد 28

14

الصدأ غلف العقل اإلسالمي حين توقف عن التجديد

الفتنة الكبرى التي تعصف بنا إنطلقت من المعاهد الدينية

العربي العالمين في الديني التعليم يستند الذي التقليدي النمط إلى ـ غالبًا ـ واإلسالمي أجرت التي األوروبية الدروس باالعتبار يأخذ ال

إصالحات ومراجعات عميقة.ويشير اصبع االتهام إلى مناهج التعليم الديني كون أن الفتنة الكبرى التي تعصف بالعالم العربي واإلسالمي إنطلقت من المعاهد اإلسالمية والقرآنية يكرس بعضها كان التي اإلسالمية والكليات تصميم إلى عدم إضافة التعددية، ضد األحادية

مناهج تعليم تنطلق من رحمة اإلسالم وإنسانيته.القرن منذ بدأت التي الديني التعليم معضلة الثامن عشر فصاعدًا وظلت تشكل ازمة كبيرة لعدم األخرى مما جعلها هي حالها، استطاعتها تحديث شكاًل من اشكال التراث القديم، والبد من القول في هذا السياق انه كانت ثمة محاوالت كثيرة الصالح التعليم الديني، خاصة تلك التي شهدها القرن التاسع عشر فيما يسمى بعصر النهضة، والتي شملت بعض عبده محمد الشيخ قبل من الطفيفة االصالحات

واقرانه التي لم يوفق لها النجاح واالستمرارية.البشرية التنمية تقارير على واعتمادًا حاضرًا

العربية في العقد األول من هذا القرن والصادرة عن وكالة االمم المتحدة للتنمية البشرية، ان المخاوف الداخلية والخارجية حول تدريس اإلسالم في مدينة برمنغهام البريطانية عام 2014 ال تزال ماثلة، حيث

تمت تسميتها بـ »حصان طروادة«.تعليمي بنظام االتيان حول الكبيرة المعضلة ديني متجانس مع ذاته والقيم اإلسالمية واإلنسانية ما زالت تمثل عقبة كبيرة. فالكثير من المؤتمرات والندوات تعقد في هذا الشان، كالمؤتمر الذي عقد في كلية سانت انتوني بجامعة اكسفورد، في الفترة من 22 ـ 24 نيسان )أبريل( 2014، حيث نظمت في التعليم أهداف هي ما التالي: السؤال حول

اإلسالم؟حاولت اإلسالمية المنظمات من كثير حول معاصرة رؤية تقديم في االمر معالجة المسلمين، حاجات يلبي ديني تعليمي مشروع للفكر العالمي المعهد باشر المثال، سبيل على في التعليمي اإلسالمي )IIIT( باالصالح اسلمة عبر مشروع الماضي القرن من الثمانينيات لهكذا نقد وافر هناك وكان والمعارف، العلوم

أية ثقافةتقوم علىإعالء الذاتهي ثقافةمتطرفة وإقصائية

مناهج التعليمالعربية بحاجةإلى ثورةحقيقية تقيماالعتبار للعقل

إعداد:

هيئة التحرير

عين الراصد

بعين ثاقبة، ينظر فريق »الراصد التنويري« الى المشهد الثقافي والفكري في المنطقة العربية وما جاورها، وضمن اطار ثيمة بعينها، يطرح اسئلة محددة ليفهم من اين تأتي قراءتها في سياق تأتي، وكيف يمكن تاتي وكيف ولماذا والمفكرين الكّتاب مساهمات

الصورة الكبرى السئلة المرحلة وأزماتها واشكاليتها.وفي هذا العدد، يسعى الفريق الى رفد القارئ المهتم بصورة بانورامية متسعة، تعين على تطوير تفكير اكثر اتساقاً بشأن ما يطرح من قضايا، ال سيما في خضم هذا الضخ الالمتناهي لالفكار واالقوال والجدليات، الغث منها والسمين، نحو الفضاء العام لقراء

العربية، مخترقا بالطبيعة حتى فضاءاتهم الخاصة.ال يدعي الفريق، االلمام الكامل بهذه الصورة، ويتواضع للزعم ان هذا المسعى الشك يبقى غير كامل وخاضعاً بشكل طبيعي النحيازات البشر ونسبية اي قراءة او تأويل لواقع معين، على ذلك سيسعد الفريق جدا ان يتفاعل القراء مع هذا التقرير، وان يساهموا في

تطويره بأي فكرة او مقترح.

Page 15: الراصد التنويري ... العدد 28

15

تحليلية« إنتاج »ورقة مهمة وقد أوكلت مقاربة. العالي في التعليم في سردار الدين لضياء المعهد ندوات من لواحدة اإلسالمية المجتمعات حديثًا، نظمت التي االسالمي للفكر العالمي حيث لخصت الحجج والنتائج ورسمت الطريق إلى األمام. وكانت النتائج النهائية هي »إعادة اختراع المعرفة« تكامل إلى المعرفة أسلمة من أنفسنا: والتي تصور المشروع الجديد على أساس »التعليم

الشامل في احساس عالمي«. المشاركين من توماس، هانزل جرمي ويرى المعهد لمشروع العالي تطوير التعليم في واإلبداعي الجوهري »التحول بأن للفكر العالمي انعكاسات ذا التكامل، سيكون إلى األسلمة من يصفها ان يتفق فهو حقا، التعليم الشامل على فضاًل أو »اعادة« »التجديد« أو »اإلصالح« بـ عن مصطلحات أخرى استخدمت في األدب مؤخرًا »انتعاش«، »تنشيط«، تشكيل«، »إعادة مثل »الثورة«. وحتى »تحويل« تصور« أو »إعادة فالحاجة إلى إعادة االختراع هي المهمة هي األكثر إلحاحًا، ألنه كما يفسر سردار، أية محاولة إلنتاج في خطة البديهيات موحدة مع تبدأ التي المعرفة الفكر في متجذرة أنها من الرغم على العمل«، اإلسالمي ونظرتها العالمية، هي كونية في جوهرها، أو المسلمين على األولى ليس المبادئ وتركز

المجتمعات اإلسالمية، بل على البشرية جمعاء«.في االتراك من وفريقه غل عبدالله مشروع التعليم والتربية جدير باالعتبار، حيث قدم مساهمة وانتشر الماضية األربعة العقود في رائدة وجديدة االمريكية المتحدة الواليات في األول مكانه من

إلى بلدان أخرى في الشرق االوسط.لندن في االسالمي المعهد يسعى جانبه من إلى االرتفاع بمهمة التعليم من خالل تجديد االطر واالنساق الفكرية عبر فعالياته ومؤتمراته وفصليته العدد خصص الناقد« حيث »المسلم المرموقة في المساهمون ووفر التعليمي، لالصالح )15(مقرونة ورؤى، تحليل من للقراء ثروة العدد هذا

بالحقائق والحجج حول ما هو الخطأ وما يجب فعله للخروج من غابة االضمحالل واالنحطاط.

في الحديثة الجامعات تفتقر بالمقابل إلى »مبروكشوفا« تالحظ كما اإلسالمي العالم المقاربات اإلبداعية واألساليب المبتكرة الكتساب العلمي التقدم مجال في سواء وإنتاجها المعرفة الثقافية والدينية. الدراسات في أو والتكنولوجي إلى بهمة سعوا االوائل المسلمين ان وتضيف ثقافاتهم مع فقط ليس اإلسالم رسالة مواءمة السابقة، الحضارات مع أيضًا ولكن الموجودة، سياق في جامعات ماسة إلى اليوم فالحاجة لذا الوافر مسحه في روز« »مارتن ويرى المسلمين. ليبيا، مصر، افريقيا: شمال لجامعات والدقيق كانت التي الدول تلك والمغرب، تونس الجزائر، إذ وضعوا العالم، في للتعليم الداعمين أكثر من باستمرار 5 في المئة من موازناتهم العامة وحدود 20 في المئة من انفاق الحكومة للتعليم ألكثر من نصف قرن، ومع هذا فالمردود، كما يرى روز، كان

هزياًل. وربما من المناسب التطرق إلى المدراس.بعنوان: موسى إبراهيم التي نظمها الندوة بشكل المشهد المدرسة؟« تظهر تغير هي »ما أطلق كما تحتية، فورة اآلن طغت كبير، حيث

غالبًا ما يتعلماألطفال صراحة في المدارسأن األديان السماوية األخرى

هي أديان مضللة

Page 16: الراصد التنويري ... العدد 28

16

الملحة للحاجة الهادر نحيبه األفندي عبدالوهاب لإلصالح، مستندًا إلى ادلته من خالل فحص دقيق للنماذج والمنظومات المتنافسة التي تدعي طبيعة

وغرض التعليم الجامعي!هي »ما سؤاله: يطرح برنج« »ريتشارد »جون رؤية خالل من عليها ويجيب الجامعة؟« المعرفة تعلم مكان الجامعة بأن نيومان« هنري الكونية، ورأى »جون ستيورت ميلز« بأن الجامعة القادرطيوب عبد البشر. قدرات مكان لصقل هي من جانبه يأخذ برؤى الرومي حول »الذات واآلخر« اإلسالمي التعليم إلصالح الوقت حان بالقول:

وبوضوح في استخدام المنظور المقارن..«اما مجتمع من دون نظام تعليم متطور خاص به، بذريعة الحفاظ على القيم والسمات الثقافية التي تضمن بقائه، يكون عرضة اما لالستعمار أو يفقد اإلنساني، ويعاني الصعيد على المميزة عناصره التعليمية المؤسسات غياب من الفرد فيه المناسبة، ويحرم من االداة االجتماعية التي يمكنه

الثقافية. الدينية والهوية القيم تطوير خاللها من البشري، المال من رأس المجتمع يحرم بالمقابل القيم من الصعد، جميع على تراجعًا يسبب ما والمهارات الالزمة إلدارة والقانون والتجارة والمالية إصالحها يصعب الثقافي واإلنتاج والصناعة الحقًا. والتعليم ليس مجرد عملية يتم من خاللها نقل المعارف، بل هو أيضًا، خاصة التعليم العالي،

المعرفة. فالمجتمعات آلية يتم من خاللها إنشاء نظام دون من المشاركة، قيم اإلسالمية التي لها تعليم مزدهر، كما يشير عبدالوهاب األفندي، تكون معرفتها قليلة جدًا حول كيفية المشاركة. هذه هي األزمة التي تواجه المجتمعات اإلسالمية منذ القرن السابع عشر. فجميع المعارف تقريبًا التي يمتلكها المسلمون أصبحت بين عشية وضحاها ال قيمة لها المعرفة القيمة الدنيوية. ولم تكن مجرد من حيث اإلسالمية، المجتمعات من تبخرت الدنيوية التي بل تراجع المؤسسات التعليمية اإلسالمية العظيمة، الذي وصف ذلك جورج مقدسي »في صعود الكليات

Rise of College » وتتآكل أيضًا، في تقديره للتراث اإلسالمي، ما أدى إلى تآكل المعايير والقيم

اإلسالمية، وبالتالي انحراف المعرفة الدينية. اإلبقاء الجل أنه فريد بانجواني يذكر أتباع مع المسلمون عمل والقيم، المثل على تلك مشاكل لحلحة األخرى والثقافات الديانات في المؤلفات من الكثير تساهم االزمان، بينما مجال التعليم اإلسالمي اليوم في اتساع الهوة بين

االصالح التعليمييجب ان يكون ثورة حقيقية

تقوم على إعادة تأسيسه على قاعدة المواطنة

Page 17: الراصد التنويري ... العدد 28

17

اإلسالم والغرب، وفي تصور الحضارة الغربية على حصرية مقاربة هو عميقة، والحل إشكالية أنها الثنائية إلى االنقسامات يؤدي »إسالمية‘« ما

ويكون مرآة لعقيدة »صراع الحضارات«.حاجة االنفتاح، كما يرى جرمي هانزل توماس في تسليط العميق التحليل ضرورة »يستوجب ان التي يمكن المحورية المفاهيم على الضوء توجهنا إلى أفق جديد. االهمية البالغة لوجهة نظر لمشاهدة واسعة، بانورامية رؤية يمكنها اتخاذ جميع االطراف وفي افق المسافة، فضاًل عن عمق الميدان الذي يمنحنا التركيز الشديد عندما نحتاج نفهم أن شيء، كل قبل بحاجة، ونحن لذلك، االختالف، رغم تكامل مستويات من الوصف لواقع نهائية ال حيث الوجوه، ومتعدد الطبقات متعدد لديها ذلك، مع ولكنها، األشكال، وتغير لتنوع األصل والمركز، وهو واقع غير قابل للتغيير والذي هو مصدر كل شيء، وحيث كل تنوع وتعدد تجد في نهاية المطاف الوحدة والمصالحة، لتشمل هذه الوحدة في التنوع في مجال التعليم. بالطبع االمر

متأصل فينا في هذا االتجاه كمجال ازدواجية كما يقول القرآن »وخلقنا من كل شي اثنين )51:49 ( وكنت قد كتبت عن »قوة التعليم«، في العدد 14، واقترحت أن التفكير واالنقسام الثنائي مطمور في لـ الرئيسية الميزات من باعتبارها واحدة اعماقنا يعطينا الذي »السيناريو« أو البسيط »السرد« حاسم. وبشكل بسرعة والتصرف للحكم وسيلة على للتحريض قوية دعوة هي و»هم« »نحن«

العمل، والحكم بحزم«.في المنشور مقاله في الحروب خالد ويشير )والديني التعليم ان إلى »الحياة« صحيفة تحديدًا( نصيب ُمعتبر في ايجاد المناخات القابلة من باليسير ليس جزءًا أن إذ للتطرف. والمولدة منظمات تتبناها التي والتطرف التعصب ثقافة نظريًا ُمدرس هو »داعش« قمتها وعلى التطرف اقل بشكل ذلك يتم قد بآخر. أو بشكل لطالبنا الجذر ان بيد خشونة، أقل وبطريق طبعًا بشاعة الفكري يظل واحدًا. هذا الجذر وعلى وجه التحديد على متفوقة ومتعالية المسلمة الذات تظهير هو على الوحيدة المؤمنة الذات بكونها اآلخرين، تؤسس مسلم. غير أو مؤمن غير األرض وغيرها هذه التراتبية بطبيعة الحال لطيف من الممارسات الشعوري بالتعالي تبدأ اآلخرين ضد المختلفة إلى صورها اقصى في وتصل واحتقارهم عليهم ممارسة العنف ضدهم. أي ثقافة تقوم على إعالء الذات فوق اآلخرين عوض ان ترسي قواعد مساواة الوطنية المواطنة والهوية اساس على معهم، تامة الحديثة المشتركة، وقائمة على التنوع الذي يحترم للحياة إطارًا التعايش سوى يرى وال االختالف ومآالتها وإقصائية متطرفة ثقافة هي البشرية،

»داعشية«.تشير هذه األفكار الى بعض النتائج والخالصات دالل االردنية الباحثة إليها وصلت التي المخيفة

سالمة في ورقة بحثية نشرتها أخيرًا حول المناهج المدرسية وتعزيز قيم الحوار والتسامح في االردن. لكتب التعليمي المحتوى »أن هي االهم النتيجة خطوة يمثل ال األولى، الثالثة المدرسية الصفوف الديني، واالعتراف باتجاه تكريس ثقافة التسامح بحق اآلخر في الوجود، بل هو في الحقيقة يواصل تكريس القيم النقيضة لهما«. تستند الباحثة إلى انطباعاتها التعليم وتنقل في الشخصية تجربتها التي تستحق االقتباس هنا إذ تقول: »ويمكن هنا أن أستعين بخبرتي الشخصية كمعلمة لغة عربية في مدارس وزارة التربية لمدة 13 سنة، درست خاللها في محافظات المفرق وعمان وإربد، وساعدني ذلك

على تلمس أثر هذه التنشئة.في منهاج اللغة العربية القديم للصف السابع، كان هناك موضوع تعبير مقرر على الطلبة كتابته، يتعلق باالختالفات بين الشعوب في عادات األكل أكثر من ست مرات، الصف واللباس. دّرست هذا مختلفة. زمنية فترات وفي محافظات، عدة في وكان محزنًا أن أقرأ في كل سنة موضوعات تعبير مسلمين وكفار. قسمين، إلى العالم فيها ينقسم عادات في االختالف عن الحديث فيها ويتحّول الطعام إلى مقارنات قاسية اللغة بين الكفار الذين يشربون الخمر، ويأكلون لحوم الخنزير والحيوانات ال الذي والمسلمين ناحية، من خنقًا، المقتولة في االختالف أما طاهرا. إال يشربون أو يأكلون المسلمين بين مقارنة فيصبح اللباس، عادات والكفار محتشمة، بمالبس نساؤهم تلتزم الذين الذين يسمح رجالهم لنسائهم بالخروج إلى الشوارع تذهب كانت من هناك أن وأتذكر عاريات. شبه بعيدًا، فتقارن بين المسلمين الذين يحافظون على روابطهم العائلية، والكفار الذين يطردون بناتهم من

المنزل بمجرد بلوغهن الثامنة عشرة.أيضا، بوصفي غير محجبة في بيئات ال ُيعّد الذي األول التساؤل كان مألوفًا، أمرًا هذا فيها المدارس في التلميذات قبل من كثيرًا به وجهت التي كنت ُأنقل إليها يتعلق بما إذا كنت مسيحية. في واحدة من المدارس التي عملت فيها، كانت لدي نقلي بعد إحداهما أخبرتني مسيحيتان، زميلتان إلى المدرسة بأيام أنها سمعت التلميذات يتحدثن في ما بينهن، ويقلن إن المعلمات المسيحيات في ومرة ثالث. إلى بقدومي عددهن ارتفع المدرسة ُوجه إلي هذا السؤال من تلميذ في الصف الثالث،

أرسلوني ألشغل بدل معلمته الغائبة.الثامنة في طفل يعرفه الذي ما هو، السؤال

دراسة األديانباعتبارها مكّونًا اجتماعيًاوذهنيًا يزيد من مستوىالمعرفة لدى الطلبة

Page 18: الراصد التنويري ... العدد 28

18

عن الفارق بين المسيحية واإلسالم، ليكون موضع تساؤل بالنسبة إليه دين المعلمة التي جاءت لتحل الغائبة؟ معلمته من بداًل واحدة حصة صفه في

اإلجابة هي: التنشئة.... ليس هناك في أي موضع في هذه الكتب ما يشير إلى ضرورة تقبل اختالف المعتقدات الدينية بل أصحابها. مع األخرى والتعايش الدينية وغير نجد العكس، إذ يتعلم التالميذ أنه من بين الكتب فإن والتوراة، واإلنجيل القرآن الثالثة، السماوية حفظه »الذي الوحيد السماوي الكتاب هو القرآن الله تعالى من التغيير والتحريف«. أي أن األطفال األخرى السماوية األديان أن صراحة، يتعلمون كتاب في لألطفال ُيقال وهذا مضللة. أديان هي التربية اإلسالمية للصف الثالث«. هذا ُيقال وُيدرس لتالميذ حول دين تالميذ آخرين يدرسون معهم في انهم متساوون معهم المفترض المدرسة ومن نفس

في المواطنة والتعريف الدستوري.حصرًا ليس االردنية الباحثة إليه توصلت ما يمكن بل االطالق، على االردنية المناهج على بأية التورط دون ومن بسهولة النتائج تعميم مبالغات اكاديمية. ومعنى ذلك ان مشروعًا ملحًا يحتاجه العالم العربي يكون محوره اصالح التعليم، وبخاصة التعليم الديني. وهذا االصالح ليس مجرد اضفاء رتوش تجميلية هنا وهناك، أو التمسح بقيم »التسامح والتعايش« لفظيًا ونثرها في مقالة في التعليمي االصالح مساق. في قصيدة أو كتاب، تقوم اساسًا ان يكون ثورة حقيقية المطلوب يجب تأسيسه وإعادة كله التعليمي النظام نفض على المدنية، والدولة والمساواة المواطنة قاعدة على تستخدمها التي الدينية الشرعيات عن وبعيدًا المعارضة المتطرفة المنظمات أو الحاكمة، النظم والمساواة المواطنة قيم إعالء يتم وعندما لها. والمفرقة الُمعرفة القيم كل حساب على المدنية

األخرى بما فيها القيم الدينية، سوف تنتج اجيااًل ال ترى في افراد الوطن سوى مواطنين كاملي االهلية ميدان وفي والقدرة، الكفاءة بحسب يتنافسون الحقوق والواجبات التي يكفلها وينظمها الدستور.

التفسير ميدان فإن ذلك يتحقق ان دون ومن يضع كي ودّب هّب من لكل مفتوحًا يظل الديني ذاك هذا ويخرج فيدخل واالنتماء، الوالء معايير تفسيرات وهي يرسمها، التي الوالء دوائر من يكون التأسيس لها قد تم في مناهج التعليم التي تصنف الناس وفق معايير ال عالقة لها بالمواطنة به تقوم ما فإن وعمليًا، ذلك على والمساواة. منظمات التطرف و»الدوعشة« هو التفعيل العملي والميداني لما هو ُمنظر له اصاًل في التربية الطويلة والمعمقة التي يتلقاها الطالب على مقاعد الدرس. على تنطوي والتي والجامدة العقيمة فالمناهج االفراد تجهيز على تعمل كامنة اقصائية ثقافة وتحضيرهم ألية مشروعات تطرف مستقبلية. فإذا ما اشتغلت بقية عوامل على تسعير التطرف التي أشير إلى عناوينها العامة في مقدمة هذه السطور،

اال تحتاج جاهزة وال تكون االشتعال فإن وحدات إلى شرارات اإليقاد«.

التعليم مناهج بأن مقالته الحروب ويختتم االعتبار تقيم حقيقية ثورة الى تحتاج العربية االجتماع وعلوم والفلسفة النقد ولدراسات للعقل العلوم الى اضافة النفس والفنون، واالنسنة وعلم المستقبل. وهذا التطبيقية والتقنية، وتنطلق نحو

المناهج العقيمة واالقصائية تعمل على تجهيز الطلبة وتحضيرهم ألية مشروعات

تطرف مستقبلية

مجتمع من دوننظام تعليمي متطورسيكون ال محالة عرضة

للهيمنة

Page 19: الراصد التنويري ... العدد 28

19

التلقين مناهج حساب على ذلك يكون ان يجب وحبس والتراث الماضي في واإليغال والتحفيظ عقول التالميذ واالجيال الشابة في معلقات التغني مسار هناك يكون ان دون من الماضي. بأمجاد عريض منشغل بتطوير التعليم وتحريره من السيطرة الجامدة والمغلقة، فإن كل جهود مكافحة الدينية أي تحقق لن العربية المنطقة في وصده التطرف

نجاح طويل المدى.التاريخ الديني: التعليم ويتناول كتاب »جدل ـ النماذج ـ اإلصالح« )الكتاب الثالث بعد المئة، تموز )يوليو( 2015( إحدى أهم القضايا المطروحة عقود، منذ واإلسالمية العربية المجتمعات في حيث يعالج خبرات مختلفة إلصالح التعليم الديني مستويات على وإيران وتركيا العربية الدول في الدينية والمؤسسات الجامعات، المدارس، ثالثة: التقليدية السنّية والشيعية )األزهر، النجف، وقم(.

ويشير عبدالحميد األنصاري في بحثه الموسوم »التعليم الديني وعالقته بثقافة الكراهية« الصادر ضمن كتاب »جدل التعليم الديني: التاريخ النماذج

اإلصالح« عن مركز المسبار للدراسات والبحوث ـ دبي، تموز )يوليو( 2015( إلى ان الصدأ غلف العقل اإلسالمي حين توقف عن التجديد عبر ألف تشغيل إلعادة اآلن ملحة فالحاجة لهذا عام، طاقات التجديد لتعليم ديني متطور وخطاب دعوي

منفتح.ويعزز مشروع بحثي للتعليم الديني بعنوان:

والتجديد« المراجعة أهمية الديني.. »التعليم حدود« بال »مؤمنون مؤسسة عليه اشرفت الذي النظرة إلى تجديد مناهج التعليم الديني، بوصفها من للتخفف أمكن ما تسعى علمية، مسألة المقاربة على تأثيره وسلبية الظرف، إكراهات العلمية، وبعيدًا عن الضغوطات واإلمالءات، التي تحرف مسار اإلصالح نحو وجهات غير مثمرة. ومع العربي العالم المذهبي في التشنج تفاقم خطاب وما يرافقه من تفشي حركات العنف الديني، بات من الضروري طرح اإلشكاليات التالية: أين دور إصالح التعليم الديني في تجفيف منابع التطرف؟للتعليم لبنان منتدى أقامها التي الندوة وفي ديني »تعليم عنوان: تحت المدارس في الديني أجمعت االنقسام؟« لترسيخ أم المحبة لتعميق هي الدين رسالة أن على المشاركين كلمات التعّصب بينما المحبة والتسامح والصدق، نشر هذه عكس هما ذاته، بحد غاية الدين واتخاذ إلصالح مهم الديني التعليم أن ورأت الرسالة، من والتخفيف الدينية القيم ونشر المجتمع العصبيات، إاّل أن الواقع ينفي صحة هذا الكالم، إذ نرى اليوم أن منسوب الطائفية والتعّصب ورفض في الديني التعليم انتشار ذروته رغم بلغ اآلخر مهمة قضية على المشاركون وعرج المدارس. أم دينية أيديولوجيا نعّلم أن نريد هل وهي: هو الطالب يكون بحيث الديني، التفكير منهج الذي يشّكل معرفته الدينية ويصل إلى المعلومة أمام المجال فتح يعني وهذا علمي، منهج وفق ضوء على الديني النص في البشري التفكير الخبرات المتراكمة والنظر للتعليم الديني كمنهج ونقدًا، تحلياًل عليه يمارس أن كان ألي يحق المعرفة وال حركة صلب في الدين ُندخل وهكذا النقدي. البشري الفكري الحراك خارج نتركه النقاش الذي بدأه الحضور أخذ منحى أعمق من الكلمات والشعارات التي القيت، فأنتج مجموعة مداخالت شككت في هذه الكلمات، وهي: هل فعاًل ترغب السلطات السياسية والدينية في أن نختار ديننا؟ هل تريدنا أن نقرأ كل شيء، ونختار فيما بعد، فننشأ على فكرة حرية االختيار وفق قناعات المشاركين. من الكثير طرحها أسئلٌة سليمة؟ مكّونًا تمثل األديان ان إلى خلصوا المتناقشون اجتماعيًا وذهنيًا حاضرًا بقوة في منطقتنا، لذلك فإن دراسة األديان باعتبارها منتجًا ثقافيًا تاريخيًا ومراحل وطقوس مكتوبة نصوص من يتألف الطالب، لدى المعرفة مستوى من يزيد تاريخية باإلنسان خاصة روحية عالقة فهو اإليمان، أما

وأفكاره ال يفرضها عليه أو يعّلمه إياها أحد

إصالح التعليمالديني الفعل االهم فيتجفيف منابع التطرف

االرهاب

Page 20: الراصد التنويري ... العدد 28

20

مأزق التعليم الديني وحتمية إصالح المناهج وآليات العمل

المنطقة شهدتها التي األحداث عرت واقع األخيرة، السنوات في العربية واإلسالمية أن اتضح حيث المنطقة، هذه في الديني التعليم يتم لم مزمن مرض من تعاني األخير هذا مناهج مرض إنه عديدة، عقود منذ عليه وعالجه التغلب العمل ووسائل المناهج وتكرار والتكلس الجمود ذاتها، الشيء الذي أبقى على نفس اآلليات ونفس التفكير ونفس المنهجيات التي تم اعتمادها طرق منذ البدايات األولى لتأسيس التعليم الديني، بعدما فيه المبالغ القداسة واإلحترام من نوع على حصل من طرف المشتغلين عليه خصوصا، وعامة الناس بالدين ارتباطه بسبب وذلك العموم، وجه على إلى أدى مما المسلمين، اإلسالمي والقرآن وتراث تشكل مقاومة داخلية ألية محاولة إلصالحه، بدعوى الخوف من تحريف المناهج والزيغ عن الطريق السوي الذي اتبعه األسالف في مرحلة التأسيس، لذا فأي إصالح في المناهج أو آليات العمل سيكون بمثابة التهديد الكبير الذي سينال من سالمة هذا التعليم، المدارس في القديم الحرس حسب زعم يهدد، بل كونه، انتمائهم، وروح المسلمين عقيدة الدينية، أن يجب وال بالعقيدة مرتبطًا العتقادهم، وفقًا يتغير، ألن العقيدة ال تتغير، فأي تغيير أو تجديد عقيدة على حقيقيًا خطرًا سيشكل المناهج لهذه

المسلمين وتدينهم وارتباطاتهم الروحية واإليمانية.المشتغلين في التفكير ظل مسيطرًا على هذا حقل التعليم الديني عند المسلمين مئات السنين، فيه المبالغ والخوف الجمود من حالة عكس مما المسلمين، عقيدة وكذا المناهج، هذه على سالمة أن األشياء، تؤكد هذه التي الصور أبرز ولعل من وظلت وتتطور، تتغير لم الديني التعليم منظومة متمسكة بالمناهج التي وضعها المؤسسون، كما أن المدارس الدينية ظلت تقاوم التطورات الجديدة سواء على مستوى المناهج أو المستوى التكنولوجي، مما بسنوات الحديث التعليم ركب عن تتأخر جعلها عديدة، اللهم إال إذا استثنينا هنا بعض المحاوالت

الجادة التي عملت على تطوير هذه المناهج وجعلها إلى حد ما حديثة، رغم استمرار جيوب المقاومة التي تحذر من هذه اإلصالحات التي يعتقد رافضوها أنها في طريق النيل من التعليم الديني وجعله مثل أنواع التعليم األخرى، التي يعتبرونها حادت عن مسارها الصحيح، وساهمت في المشاكل التي يعاني العالم اإلسالمي بشكل واضح، بل إن بعضهم يذهب بعيدًا في وصف المناهج التعليمية األخرى بأنها غربية وانه لعملية تم استيحاؤها من مناهج علمانية، ستكون تطبيقها نتائج وخيمة على أبناء المسلمين وبناتهم

ونسيجهم االجتماعي والثقافي.في المقابل يعتبر أصحاب اتجاه إصالح التعليم الديني، أن عدم اإلصالح، ستكون له تكلفة غالية إليه شباب بما وصل جدًا، وقد استدلوا على ذلك هو الرئيس سببه وتطرف وحشية من المسلمين الدراسية والدينية تلقوه في مناهجهم الذي التعليم منها على وجه الخصوص، فالشواهد كثيرة على أن التعليم الديني الجامد وغير المتطور، كان له الدور األساس في الترويج لعدد من األفكار المدمرة التي أدت إلى كل هذه األحداث العنفية والمتطرفة التي العالم، بقاع كل في المسلمين إلى كثيرًا أساءت العالم هذا جعل في األوائل المتهمين وجعلتهم المسالمين، لألبرياء قتل خالل من مستقر، غير ونشوء تنظيمات متطرفة احتلت أجزاء من دول قائمة كالعراق وسوريا وليبيا وغيرها من دول منطقة الشرق

األوسط وشمال إفريقيا.العربية المنطقة في الديني التعليم أزمة واإلسالمية، ال تقتصر فقط على التعليم األساسي التعليم تشمل أيضا وإنما والثانوي، واالبتدائي النخبة أغلبه في ُينتج الذي والعالي، الجامعي اتسمت الجامعية المناهج فجل المجال، هذا في عملية تطبيقات على توفرها وعدم كبير، بجمود الخريجين تفسيرات وأفهام هؤالء يمكن آن تجعل منفتحة على أفكار جديدة، وعلى تصورات جديدة لتأثير إيجابي وعلمي على من يتلقون هذه المناهج

التعليم الدينيبحاجة ماسةإلى مناهجتجعل اإلنسانمن اولوياتها

انغالق وتحجرالتعليم الدينيانتج أناسايقتلون بإسماهللا والدين

موالي محمد اسماعيليكاتب وأكاديمي مغربي،ومؤسس مركز النجاح والتنمية في مراكش ـ المغرب

Page 21: الراصد التنويري ... العدد 28

21

لألسف يحدث لم ما وهو المتخرجين، أفواه من الشديد، حيث ظلت المنظومة جامدة ويتم نقلها بكل حذافيرها دون تغيير أو تطوير يتالءم مع تطورات مما المجتمعية والفكرية، بنياته العصر واختالف للتغيير قابل غير موحد تصور تشكيل إلى أدى واالختراق بدعوى الحفاظ على الدين من التحريف والتزوير، وهو أمر أدخل الجميع في مأزق حقيقي عندما أصبحنا نرى أناسا يقتلون بإسم الله والدين، التعليمية ما يساعد على في حين خلت مناهجنا رد هذه األفكار، وهو الشيء الذي جعلنا نقف في منطقة رد الفعل، مبررين قواًل ال عماًل، رفضنا لكل تلك األعمال رغم عدم قدرتنا على المواجهة العلمية المبنية على منهج علمي قوي يرد على االتهامات تدمر أفكار بإنتاج ودينهم المسلمين تتهم التي

اإلنسان والحضارة.تبقى اإلشارة إلى أن المشتغلين على التعليم أن يجب العربية واإلسالمية، المنطقة في الديني يتخلصوا من معضلة صاحبتهم في العقود األخيرة، وهي إيمانهم بأنهم الحراس الشرسون لهذا التعليم من تربص المتربصين من الغرب والشرق، فاستمرار اإليمان بنظرية المؤامرة، خاصة في مجال التعليم لن يدفع بتطويره إلى األمام، فالمسؤولية الحقيقية في تطوير مناهج التعليم الديني تقع علينا نحن، وليس المناعة سيعطي من نحن أخرى، جهة أية على لتعليمنا الديني عبر تطويره بصورة حقيقية يجعله

مرافقًا ومتناغمًا مع التطور الذي يحدث من حولنا، في إال يساهم فلن المؤامرة بفكر االعتقاد أما المزيد من الجمود والتخلف واإلنتظارية التي تكبل المؤامرة ففكر طويلة، مدة منذ المسلمين عقول هذا يضر بنا نحن أواًل كمسلمين ألنه ال يساعدنا على تطوير أنفسنا بأنفسنا، بعيدًا عن أي فكر آخر نعتقد انه يتربص بنا ليبعدنا عن ديننا وعقيدتنا، بسبب كبير بشكل فيها نساهم الذين نحن فيما انغالقنا على أنفسنا وعدم امتالك آليات لالرتقاء

والسمو بتعليمنا إلى مستوى مشرف.حاجة التعليم الديني أصبحت اليوم ملحة جدًا إلى مناهج حديثة، تدفع بتغيير األفكار والوسائل قبل، من للتطور قابلة تكن لم التي والمناهج

مناهج يجب أن تجعل اإلنسان في أول أولوياتها، فالمطلوب أن تعمل على منح اإلنسان آليات جديدة لإلبداع والتطور، كما انه أصبح من المطلوب بشكل ملح، التأسيس لمنهج جديد يراعي التطور الكبير المجاالت، شتى في البشرية إليه وصلت الذي مناهج عند متأنية وقفة شك بال يفرض تطور التعليم الديني المطلوب منها ان ترافق هذا التطور ومعاصرًا، حديثًا للمسلمين الديني الفهم وتجعل وذلك في أفق أن يلتحق المسلمون بالركب وصناعة الحضارة كما هو حال عدد من األمم األخرى التي مناهج وإصالح تغيير عبر نفسها، مع تصالحت التعليم الديني لديها، ووضعتها على ركب التطور والتغيير، ما دفعها إلى االزدهار في كل المجاالت األخرى، بسبب تحرر األذهان من القراءات القديمة والجامدة لألشياء، وهو ما ساهم بشكل كبير جدا للتغيير منفتح وقابل جماعي لعقل التأسيس في

والتطور الدائم.العربية المنطقة في الديني التعليم أزمة اإلرادة تتوفر لم ما مكانها ستراوح واإلسالمية، الحقيقية لدى المسؤولين على قطاع التعليم الديني في التأسيس إلصالح جذري للمناهج، ألنه من دون إصالح حقيقي ستبقى األمور على حالها، وسنبقى على جامد ومنغلق ديني تعليم تبعات من نعاني وحملته أصحابه على سلبي بشكل يؤثر نفسه،

والمدافعين عنه قبل اآلخرين

عدم إصالحالتعليم الديني وربطهبمستجدات الحياة ستكون

له تكلفة سلبيةعالية جدًا

Page 22: الراصد التنويري ... العدد 28

22

• ما أهداف التعليم في اإلسالم؟في االسالم في التعليم اهداف تتلخص ـ التعريف بمبادئ الدين الحنيف من النواحي العقدية التي العلوم من وغيرها النبوية والسيرة والشرعية وتعليمه وتبليغه القرآني النص فهم على تساعد للمسلمين، قال تعالى: )فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون( وإن كان التعليم في اإلسالم يشمل العلوم المختلفة، وليس العلوم الدينية فقط، والمعروف أن جابر بن حيان الكيميائي الشهير قد عنه وروى )ع( الصادق جعفر اإلمام على تتلمذ

الكثير من رسائله في الكيمياء.

للتعليم األساسية الخصائص هي ما •الجيد بشكل عام، والتعليم الديني خاصة؟

ـ تتمثل خصائص التعليم الجيد في:حيادي بشكل واألفكار القضايا عرض أ.

وموضوعي مع احترام وجهات النظر األخرى.الطلبة اذهان من وتقريبها المفاهيم شرح ب.

وربطها بالواقع المعاش.ج. االستفادة من طرق التعليم الحديثة ومناهج

البحث العلمي المعاصر.أما التعليم الديني فهو الذي يعاني من ثغرات الديني التعليم خصاص فان ولذا مزمنة وأمراض

وطرقه الجيدة تتمثل في:سنة من والصحيح الكريم القرآن إلى الرجوع النبي المصطفى )ص( طبقًا لمبادئ علوم الحديث.

يجب االسالمية والمفاهيم القضايا دراسة في اقصاء دونما المختلفة المذاهب آراء إلى الرجوع لمذهب معين أو تكفيره أو ما شابه، وهذا لن يتحقق

آية (علم اإلنسانما لم يعلم)تشير ان العلموالتعلم ال حدودلهما

اصالح التعليميبدأ اساسًامن اصالحالمناهج

والتلقين الحفظ ان العاتي إبراهيم د. يؤكد تفتك التي اآلفة بمثابة هو المعلومات وترديد العربي العالم في ومؤسساته بالتعليم الحقيقي التعليم ان على مشدداً واإلسالمي، يساهم في تحقيق العدالة باعتباره قوة فاعلة للخير. ويرى ان اصالح التعليم يبدأ من اصالح الجامعات هدف يكون أن تراعي التي المناهج نهضة تحقيق بل الخريجين، اعداد زيادة ليس

تنموية شاملة.صوت ضياع على حديثه في العاتي د. ويعرج ويقدر العصر على ينفتح الذي الوسطي التيار ظل في الثوابت، على الحفاظ ضرورة مع المتغيرات »الراصد التقته والقديم. الحداثة بين الناشب التحارب

التنويري« وكان معه هذا الحوار.

الدكتور إبراهيم العاتي عميد الدراسات العليا في الجامعة اإلسالمية للراصد التنويري:

غياب الحس النقدي أنتج متلقيًا سلبيًا بعيداًعن التحقق والتفكير

Page 23: الراصد التنويري ... العدد 28

23

اال باالطالع على آراء مختلف المذاهب اإلسالمية التي ينبغي الرجوع إلى مؤلفيها وعلمائها أنفسهم

ال إلى ما يكتبه الخصوم عنهم.

القرآن إلى العودة تسمية باالمكان هل •بـ )التنوير اإلسالمي( على غرار تسمية الدعوة

الى العقل بـ )عصر االنوار الغربي(؟ حتى القرآن المسلمون ترك متى بداية.. ـ يعودوا إليه؟ القرآن كتاب المسلمين الخالد الذي انزله الله على نبيه الكريم محمد )ص( ورسم فيه يهدي القرآن هذا )إن كافة: للناس الهداية طريق المسلمين يدعو الذي والقرآن هو اقوم( للتي هي اتاكم )ما الصحيحة القطعية بالسنة االلتزام إلى

الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا(. ولكن اذا كان المقصود ان جماعة من المسلمين قد غالت في االعتماد على السنة حتى وان خالفت صريح القرآن، وهو ما تقوم به الجماعات التكفيرية هذا يكون فقد تيمية، بابن المتأثرة والوهابية الكالم مقبواًل مع حفظ الفوارق.. ألن عصر التنوير خاصة الدين، مع التضاد اساس على قام الغربي الفيلسوف ممثليها وأبرز الفرنسية، نسخته في

واألديب الفرنسي فولتير.

• في خضم ارتفاع حدة األصوات المتطرفة، يتم تهميش أساليب التعليم المستنير دائما أين المسلمة. األغلبية ذات المجتمعات في النخبة بسبب هل رأيك، في العيب يكمن الديني.. للنص القديمة القراءة أو التعليمية

أو كالهما؟النخب بين مشترك السبب أن اعتقد ـ فالنخب الديني. للنص القديمة التعليمية والقراءة بما رأته في منبهرة التعليم كانت أمر تولت التي الغرب دون اعتبار للواقع الموجود في المجتمعات االسالمية، خاصة العلوم االنسانية من تربية وعلم التي الدين بل حتى علوم نفس واجتماع وفلسفة، الغربية، والثقافة للمناهج يطوعوها أن حاولوا وخير مثال على ذلك ما كتبه طه حسين في كتابه )مستقبل الثقافة في مصر(. وكان نقيض هؤالء هم لتغير اعتبار دون القديمة بالنصوص المتمسكون الذي الوقت في يعيشون فكأنهم الزمان واالحوال التيار ضاع صوت وقد النصوص. تلك فيه نزلت الوسطي الذي ينفتح على العصر ويقدر المتغيرات

مع ضرورة الحفاظ على الثوابت.

• هنالك كالم كثير في أوساط المسلمين

مع انسجاماً الديني( التفكير )تجديد عن العصر، وهنالك من يدعو لذلك، لكنه يرفض الخروج أو على االقل مراجعة االنساق الفكرية موقع مثل للمسلمين، تاريخيا المكرسة الهوية تكوين في المركزي الديني التراث مثل محدودية هي ما المسلمة. والعقيدة هذا التوجه في حل ما يبدو معضلة حضارية االسلم التوجه هو وما اليوم، لمسلمي

لتجديد التفكير؟ـ التجديد أمر راود اذهان المصلحين منذ ما يقرب من قرنين في العصر الحديث على األقل، وهو المعطيات من جملة على األضواء بتسليط يهتم والممارسات واألفكار التي حسبها الناس على انها

من الدين، والدين منها براء، وانما هي أقرب إلى العادات والتقاليد التي توارثتها االجيال وتمسكوا لها قدسية، وشجعهم على ذلك بها ظنًا منهم أن بهم المفروض كان الذين العلم أهل سكوت بعض أن يبصروا المجتمع بحقيقة هذه الممارسات ومدى

قربها أو بعدها من الدين الحنيف.

أن العملية الناحية من يمكننا كيف •المجتمعات في للخير قوة التعليم نجعل اإلسالمية لتمكين الناس من تحقيق العدالة السياسيين سلطة وتقييد االجتماعية،

والمؤسسات الدينية؟ـ يكون التعليم قوة للخير والفائدة للجميع إذا غالبًا السياسيين ألن العدالة، تحقيق في ساهم الحكام طاعة الناس وتعليم اشاعة يفضلون ما ويعاونهم جائرين، كانوا وان حتى لهم والخضوع في ذلك بعض المحسوبين على المؤسسات الدينية لوجود مصلحة مشتركة بين الطرفين، لكننا نجد أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )ع( ابتدأ من أول المسارات وازاحة تصحيح الخالفة فيه استلم يوم المفسدين من الوالة والحكام، وحينما نصحه بعض الصحابة بالتريث في ذلك حتى تستتب له األمور ألن هذه القرارات ستفتح عليه جبهات كثيرة، قال كلمته الشهيرة: )ان في العدل سعة ومن ضاق عليه

السياسيون غالبًاما يفضلون تعليمالناس طاعة الحكام

والخضوع

Page 24: الراصد التنويري ... العدد 28

24

العدل فالجور عليه أضيق(.

النبي، وحديث اإلسالمية التقاليد في •من العلم »اطلبوا السياق هذا في كمثال المهد إلى اللحد« هناك تركيز على التحقيق المفتوح والتعلم مدى الحياة. أنها تدور حول الوعي من الرحلة الالنهائية بأن االعتقاد وفكرياً. روحياً البشر تطور سوف والنضج وبعبارة أخرى توجه البحث المستمر والمتجدد الممكن من هل الجديدة. المعارف عن مبادئ مع الفرضية هذه مثل بين التوفيق التربية اإلسالمية العالقة عموما في الذهنية

والمعرفة السائدة للعصور الوسطى؟إليه أشرتم الذي )ص( الرسول حديث ان ـ مدى والتعلم العلم استمرارية يعني فعاًل هو الجديدة المعطيات استيعاب يعني وهذا الحياة، واالكتشافات التي يجود بها العلم كل يوم بل كل ان تعني يعلم( لم ما اإلنسان )علم وآية ساعة.

العلم والتعلم ال حدود لهما.

مستوى على تجربتي التعليمية في •التعليم العالي )الجامعي( عادة ما ادفع الطلبة »بماذا عن بدال تفكر« »كيف أهمية على تفكر« لتطوير القدرة على حل المشاكل. وأن مدربة وعقولهم خالقين، الطلبة يصبح من هل العصية. الحلول تطوير في ومبدعة والتربية عموما للتعليم بالتالي الممكن اإلسالمية بشكل خاص تحقيق هذه األهداف

للشباب وكيف يتم ذلك عملياً؟عن سؤال هو تفكر( )كيف من افهمه ما ـ المنهج )وبماذا تفكر( سؤال عن المحتوى وكالهما التي هي التفكير وطريقة المنهج لكن مهمان، والمضامين المعلومات ايصال في الدعاة تنقص الدين بها أمر التي الرائعة والخلقية التربوية وتتناسب صحيحة بصورة الشباب إلى الحنيف مع تفكيرهم الحديث والمجتمعات المتطورة التي

يعيشون فيها.

إلى حد التربية اإلسالمية حالياً تستند •وتركز واألصالة.. الهوية عناصر على كبير كثيراً على افتراض ان االستعمار الغربي )الغزو الغربي( كان للسيطرة على عقول المسلمين. والمتجذر للمفهوم الواسع االنتشار هذا مع أين / كيف والديني، الحديث التعليم في

نبدأ إصالح التعليم؟ وكيف لنا المواءمة بين األهداف المتنافسة لتشكيل الهوية والتنمية

االستقاللية الذاتية لدى الطلبة؟

ـ الغزو الثقافي الذي قام به االستعمار الغربي تلك لقسوة تبعًا متفاوتة بنسب وموجود صحيح فاالستعمار مخططاتها. تنفيذ في الدول وحّدتها سياسة تطبيق في بقسوته عرف مثاًل الفرنسي العربية الهوية ومحو الجزائر في )الفرنسة( واالسالمية للشعب الجزائري، بينما كانت بريطانيا مثاًل تمارس هذا الغزو ولكن بطريقة غير مباشرة. لكن موضوع الغزو الثقافي قد ضخم بشكل كبير المناهج اصالح من يبدأ التعليم اصالح ان وأرى التي تراعي أن يكون هدف الجامعات ليس زيادة

اعداد الخريجين بل تحقيق نهضة تنموية شاملة.

• المشكلة مع التعليم عموما والتعليم أنهما اليوم الخصوص وجه على اإلسالمي ال التي الحديثة التدريس لطرق يفتقران التفكير لتطوير الكفاية فيه بما تفضي حد على للطلبة واالبتكار الحقيقي النقدي إلى بوضوح تشير الكريم القرآن قراءة سواء. اإلنسان، إيمان الجدلي في سمو التفكير دور اإلسالمية التربية دور أهمية على وبالتالي وتعلم الحفظ، التلقين مقاومة في واالستماع المعلم، حول والتعلم المتمحور توافق كنت وإذا رأيك؟ هو ما الخ. ... السلبي حيث من عمليا ذلك تنفيذ يمكننا فكيف

التعليم والتعلم والتقييم ...؟ـ ان طريقة الحفظ والتلقين وترديد المعلومات بالتعليم تفتك التي اآلفة الببغاء هي يرددها كما ومؤسساته في العالم العربي واإلسالمي، وان غياب الحس النقدي لدى الطالب ينتج شخصًا سلبيًا يتلقى ما يتعلمه دونما تحقق أو تمحيص. ولعل هذا يفسر االنتحارية العمليات في يجندونها التي األجيال ببضع ويخدعونهم األبرياء، بالمدنيين تفتك التي تنفيذًا ذاك أو الشيخ هذا يقولها مضللة كلمات

ألجندات سياسية مشبوهة

في دراسة القضاياالمهمة يجب الرجوع إلى

آراء المذاهب المختلفة دونمااقصاء لمذهب أو تكفيره

بطاقةولد في مدينة النجف االشرف )العراق(• حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة دمشق، وشهادتي الماجستير والدكتوراه •

من جامعة عين شمس )القاهرة(امتهن التدريس في جامعات الجزائر وليبيا ولندن والعراق• اشرف وناقش على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه• يشغل حالياً منصب عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم اإلسالمية •

في لندنعضو الجمعية الفلسفية العربية في عمان )االردن(• صدرت له العديد من الكتب واالبحاث والدراسات•

Page 25: الراصد التنويري ... العدد 28

25

ثالثة مشاهد من تجربة شخصية في اليونان

الديني والمدني في مسار االندماج

المشهد األول:في الوقت الذي كانت احدى الجمعيات العربية ما جمع صعوبة من شكواها تعلن اليونان، في تحتاجه من المال من االعضاء، رغم الحماس الذي مصّلى دعم حول النقاش انفتح لتأسيسها، ادى صغير في المدينة. تواصل النقاش بحماس، وانتهى محاًل االصل في كان الذي المصلى شراء بقرار وخالل الحين. ذلك حتى مستأجرا صغيرًا تجاريًا اجتماع حاشد بعد الصالة، جمع المصلون ثمنه الذي مبلغ وهو يورو، الف ثالثين عن قلياًل يزيد كان كبير جدًا، كون اغلبيتهم من العمال البسطاء الذين لالجور. االدنى الحد عن منهم أي دخل يزيد ال وبلغ الحماس لجمع المبلغ حدًا ان تبرع البعض منهم براتب شهر كامل، وتم فعال شراء المكان. المفارقة ان من سعى ونظم الحملة هي نفسها الجمعية التي ظلت وإلى حين تجميد نشاطها، تشتكي من عزوف وهي المالية، مساهماتهم تسديد عن اعضائها الدخل الوحيد لبقائها، شأنها شأن المصلـّى. فالدولة اليونانية ال تدفع سنتا واحدًا لجمعيات المهاجرين عن امتناعها عن ناهيك المختلفة، ومؤسساتهم

تسهيل بناء مسجد واحد في البالد كلها.اعتيادي غير أمرًا األول المشهد يعكس ال شعائرها اداء على تحرص فالناس األولى. للوهلة

اصبحت حتى التديـّن، فيه اتسع في زمن الدينية الفضائيات، فتاوى اليومية الحياة في مرجعياتنا االمر ولكن االجتماعي. التواصل مواقع ورسائل المصلـّى شراء متحمسي ان نعلم عندما يختلف هم ذاتهم من مؤسسي وأعضاء الجمعية المذكورة. وأمام ضغوط الحياة في المجتمع الغربي ومتطلباته يتوزع ال لماذا هو: المنطقي السؤال يكون ربما الحرص الشديد والتضحيات كذلك لتأمين المسجد الجمعية متطلبات مع بالتساوي ملكيته، حد من كبيرًا جهدًا تبذل انها رغم نشاطها، ومواصلة بشكل مسجد بناء حق ذلك في بما حقوقهم اجل من ُبذل الذي الجهد مجرد خصوصا وان قانوني، اجل تأسيسها يعكس بوضوح مدى الحاجة إليها؟

قد بينهما مفاضلة صورة في االمر طرح لعل إلى يقود قد االحوال افضل وفي البعض، يـُغضب جدل عقيم. ولكن التأني قد يقود إلى نقاش مفيد بين الديني ممثاًل في المسجد، والمدني ممثاًل في االندماج حول المحتدم الجدل اطار في الجمعية، الفرضية هذه ولتسهيل الجديدة. مجتمعاتنا في ربما يتطلب االمر تغيير صيغة السؤال إلى الشكل

التواصل معالمجتمع الجديدبصورة ايجابيةال يلغيالهوية

االحكام المسبقةبامكانها تحويل(اآلخر) إلىعدو

معاوية محمدين أحمدصحفي سوداني وناشط في حقوق اإلنسان

Page 26: الراصد التنويري ... العدد 28

26

دورًا المؤسسات تلعب ان يمكن هل التالي: تكامليًا في عملية مشتركة وحيوية ومزدوجة أيضًا، مثل التواصل مع المجتمع الجديد بصورة أفضل،

وفي الوقت نفسه الحفاظ على الهوية؟بالطبع حسن النية وحدها ليس كافيًا للوصول يتطلب فاالمر نهايتها، إلى كهذه، فرضية بمثل كذلك التركيز على النقاط المشتركة، خصوصا وان ان نعلم إذ مواتية. ليست الخارجية« »العوامل قضية المسجد قد تم تسييسها وانتهت إلى انطباع راسخ مفاده انه خطر يهدد الدولة والمجتمع، في بلد

ال يقبل االندماج من اساسه. المسجد ان المشتركة هي النقاط اقوى احدى مسجدًا ليس االقل، على اليونانية الصيغة في االصلية البالد في الموجود بالمفهوم تقليديًا من بسلسلة فعليًا تقوم فالمساجد للمهاجرين. النشاطات ذاتها التي تقوم بها الجاليات التقليدية. المخيمات وتقيم الجماعية، الرحالت تنظم فهي لالطفال في الصيف، ولديها ورشات لتعليم اللغة أخرى خيرية ونشاطات االسالمي، العربية والدين التالي المشهد االجتماعية. للمساعدات مختلفة

قد يقدم دلياًل عمليًا.

المشهد الثانيالداخلية وزارة كانت 2012 عام صيف في لنحو قانوني ارشاد حملة الجراء تستعد اليونانية 5 آالف مهاجر. كانت المعضلة الكبرى هي كيف تجد هذا العدد الكبير في غضون ثالثة أشهر. فقد كشفت المحاوالت األولى عن ان جمعيات الجاليات عن فضاًل العدد، هذا مثل تجمع ان تستطيع ال الندوات. لعقد مكان على للعثور معاناتها استنجدت بي مسؤولة مكتب االندماج االجتماعي إن كان المشروع، وسألتني المشرفة على بالوزارة هي »المساجد الفور: على أجبتها حاًل. هناك الحل«. كنت أعرف انها سوف تفاجىء، فالجواب له وقع خاص وحساسية خاصة أيضًا، ثم أننا بصدد أمر يخص الشؤون المدنية، وال عالقة له بالدين. أو المساجد ان بحجة اقناعها من تمكنت لكني الجمعيات قانون بموجب مؤسسة المصليـّات وضعية عن تختلف ال فانها وبالتالي االهلية، الجاليات. كان هذا وال يزال الحل الذي تم العثور عليه لاللتفاف على ممانعة السلطات السماح ببناء

مساجد في البالد.رغم االرتياح الذي بدا عليها، اال انها لم تكن تخفي تهيبها إثر مجموعة من اسئلة طرحتها ومنها:

هل سيقبلون في مثل النشاط، وكم من الوقت سوف نحتاج حتى نجمع عناوينهم، ونتفق معهم؟ كانت اجابتي واضحة، وهي اننا نتعامل حاليا مع جميع و26 للبنغال، تابعا مسجدًا 36 وهي المساجد واوضحت للعرب. تابعًا و12 باكستانيًا، مسجدًا 100 بنحو للصالة يرتادها من عدد متوسط ان 6 من أكثر ثمة ان يعني هذا الجمع. أيام مصل المطلوب. كانت العدد آالف مصل، أي أكثر من أدت باكستاني والتي مسجد في األولى التجربة بعد فيما شملت بل الفكرة وتعميمها، تبني إلى كنائس المهاجرين المسيحيين أيضًا، علما بأن جزء من اإلسالمية المساجد معاناة ذات يعاني منها هي فلجأت الرسمي، التصريح إلى االفتقار حيث

األخرى إلى حلول المساجد اإلسالمية.. أي صيغة الجمعيات االهلية أيضًا.

هذه الواقعة تشير إلى مدى امكانية المساجد، ليس فقط في استيعاب ادوار جديدة غير تقليدية، قد يؤدي الى تحسين خطابها ليس فقط في اتجاه من واالقتراب بل للمصلين، الحيوية القضايا التقليدي غير الواقع وتشكيل الدولة، مؤسسات مختلف مجتمع في العيش شروط تفرضه الذي بشكل ايجابي. كما انها تدل أيضًا على ان أي دور يمكن تلعبه جريًا على هذا المثال، يتطلب ان يأتي االساسية المهمة مع تتعارض ال معينة، اطر في

للمسجد.عما متفائلة صورة يقدم المثال هذا كان اذا يمكن ان يحصل فيما لو تواصلت الجهود وفق هذه النظرة، اال انه ال يجب ان يخدعنا باالعتقاد السريع ان االمور بهذه السهولة. فالمسجد ال يزال بعيدًا عن مثل هذا التفاؤل. وهذا ينقلنا إلى المشهد األخير.

المشهد الثالث:باتصاالت فوجئت 2015 الماضي العام في ومسؤولي ائمة من عدد من متواصلة هاتفية مصلّيات مختلفة في العاصمة أثينا، طالبوني فيها المنظمات احدى برنامج إلى لضمهم مساعدتهم الطوعية اليونانية لتبني أطفال الالجئين السوريين

الدور الخاطئللمساجد ادى إلى انطباع

راسخ مفاده انها خطر يهدد المجتمع الجديد

Page 27: الراصد التنويري ... العدد 28

27

ممن تخلفوا عن عوائلهم أو علقوا في البالد لوحدهم لسبب من االسباب. كان اهتمامهم ببرامج المنظمات الطوعية اليونانية مفاجئًا، لكونهم بعيدين عن هذا مصدر معرفة على اصررت ولذلك تماما، العالم الخبر الذي انتشر على شكل شائعة. كان الغرض من السؤال هو معرفة هذا االهتمام المفاجىء، وكان المقبول الرد موحدًا من الجميع، وهو انه من غير

ترك هؤالء األطفال السر مسيحية.إلى النظر فان األول، المشهد طريقة بنفس الواقعة للوهلة األولى ال يدل أيضًا على امر هذه أخرى بجوانب مقرونة قراءتها ان غير مستغرب. فمع اشكاليتها. مدى تعكس الواقع في جارية من واغلبهم الالجئين من االالف مئات تدفق من مئات متابعة المألوف من اصبح المسلمين، قصص المتطوعين اليونانيين واالوروبيين، افرادًا وجماعات، منظمين وغير منظمين، نساء ورجااًل، الهاربين الوافدين ومساعدة النقاذ هبوا الذين ووصلوا والموت، االهوال وصارعوا الحرب، من إلى أرض ال يعرفون عنها شيئًا من دون عدة أو موجودين زالوا كانوا وما المتطوعين كل عتاد. في عمليات االغاثة، اال المساجد مع استثناءات لم الدافع فان بها اهتموا عندما وحتى بالطبع. دون الحيلولة وانما المساعدة، أو االنقاذ، يكن لوحدهم علقوا مسلمين أطفال تنصير احتمال

شائعة يكن لم االمر ان المفارقة البالد. في للخبر الحقيقي فالمصدر االمر. حقيقة في ان واضح بشكل فيه وذكرت نشرته اعالنًا كان عائالت تبحث عن غير حكومية، يونانية منظمة لفترة بالبالد، علقوا أطفال الستضافة مسلمة وذلك عوائلهم، على العثور يتم حتى محدودة االطفال. هؤالء لرعاية حكومي برنامج اطار في مع تمامًا تتعارض الواقعة هذه ان في جدال ال امكانية األخير يعكس فيما إذ الثاني. المشهد االنفتاح والتعاون مع الغير خارج القضايا الدينية، ال األخير المشهد فان الدينية، الدور داخل من من والخوف والتقوقع، االنغالق فقط يعكس المفاهيم طبيعة اشكاليات يطرح بل اآلخر،

يعشون الذي المجتمع على وتأثيراتها السائدة، فيه، وعلى المسلمين انفسهم في وقت واحد.

وكيفية المعلومة، تلقي طريقة الحدث يطرح نشرها وتوزيعها، وغياب القدرة على تقصي الحقائق وتحري الدقة، وهي أقل ما ينبغي ان يتصف به قادة الجماعات. ويطرح أيضًا الفشل في استخدام القيم المشتركة لالديان، كوسيلة من وسائل تسهيل حياة المسلمين في مجتمع غير مسلم. فاالديان تشترك في قيم رعاية اإلنسان، وتقديم االغاثة والمعونة، بل االجتماعي، والتكافل التضامن على وتحض انواع من مبتكرًا نوعًا تنبت ان يمكن كان ربما التعاون المشترك لفهم افضل للعالقة بين الطرفين. المسبقة األفكار رسوخ على أيضًا الواقعة تدل التآمري« »التفكير وسيادة اآلخر، الطرف تجاه في تفسير نوايا اآلخرين، ما يؤدي إلى التسرع في إلقاء االحكام المسبقة، وتحويل اآلخر إلى »عدو« بغض النظر عن نواياه الحقيقية. تلك فجوة تحتاج أمام فقط النها عقبة حقيقية ليس إلى تصحيح، ايجاد حلول لفتح قنوات للتواصل والتفاهم والعمل المشترك مع المجتمعات الغربية التي تعيش فيها، بل النها أيضًا عقبة في الوسط اإلسالمي المغترب السائدة لالشكاليات تتصرف صدى كونها نفسه، البلدان االصلية، بداًل من ان تتحول إلى قفزة في

على الركود

بامكان الحداثةدفع المساجد إلى القيامبأدوار غير تقليديةوتحسين خطابها

Page 28: الراصد التنويري ... العدد 28

28

قوة «التعليم»

التعليم المتطور يدفع البشرية نحو اتساع البصيرة والتكامل

الـ لصحيفة الرئيسية الصفحة على احتل »تايمز« اللندنية خبر اثار انتباهي حقًا، إذ جاء فيه أن المتحف البريطاني سمح باعارة إحدى منحوتات البارثينون الرخامية إلى متحف »إرميتاج« في سان

بطرسبرغ في روسيا. لعل الخبر دفعني إلى البحث عن الكيفية التي الذي المتحف هذا في الفنية األعمال بها ظهرت تأسس عام 1764 في عهد كاثرين العظيمة الذي مكن روسيا من المشاركة في فترة التنوير األوروبية. وال بد من التأكيد على استمرارية رمزية هذا المكان حرب اندالع من المخاوف فيها ازدادت فترة في يؤمن بالمقابل والغرب. موسكو بين جديدة باردة بأن البريطاني، المتحف مدير ماكجريجور، نيل العالقة مع المتاحف هي المثال الشاخص على دور والذي بين األمم، الجسور بناء الثقافة وقوتها في يعد أمرًا مهمًا في أوقات يزداد فيها التوتر والتمزق

السياسي.ليكون باإلله الشبيه الشكل استعارة تمت التي االنهار احد وهو إّليسوس.. نهر يمثل رمزًا وهنا القديمة. العصور في روما من بالقرب نبعت ماكجريجور( يصف ألفالطون )كما ووفقًا تحديدا فإن سقراط وفيدروس قد تحدثا تحت ظالل أشجار بحثا حيث النهر، ضفاف على نبتت التي الدلب قيمة الجمال وأخالقية الحب. وعلى هذا النحو فإن القيم الرئيسية للحوار والنقاش قد تمثلت في يومنا هذا في تحقيق المثل العليا لالستفسارات الفكرية والحرية السياسية، وهي رموز بليغة وعميقة، وتعد التنوير القديمة وفي أثينا في االساسية القيم من

األوروبي.ماكجريجور نقطة اضعاف في أرغب ال اآلن، حول قداسة الجدلية، بل على العكس تماما، فمن أريد ما على كمثال كالمه آخذ أن البديهية باب قوله عن قوة التعليم. بالرغم من ذلك فإنه من الجيد لكونه )حسب إعدامه تم قد بأن سقراط نتذكر أن ما ذكر أفالطون( كان نقطة اإلزعاج للدولة آنذاك،

الجماهير لحشد الرئيسي المصدر كان فقد أيضا وتحريكها، وأخيرا كان شوكة في جسد الدولة. لذا الذي سردار الدين كضياء األحرار المفكرين فإن كتب في مقدمة مقاله »نقد المسلم«: أن المفكرين الحقيقي الخطر باعتبارهم إليهم النظر يتم األحرار واألرثوذكسية التقليدي التفكير يتحدى الذي غير نتيجة إنها واضاف السائدة، النظر ووجهات سقراط، حالة في اللعب. ورق خلط من مفاجئة أمام حمقى يبدون كانوا المشهورين األثينيين فإن من كانت واحدة وقد ما، نوعا المتناقضة حكمته جرائمه كفيلسوف وناقد اجتماعي وأخالقي أنه كان عديم التقوى من وجهة نظر الدولة، إذ أنه لم يؤمن

قط باآللهة السائدة في تلك الحقبة.أن االعتبار بنظر نأخذ ألن بحاجة نحن سقراط لم يكن مجرد شخص ذاتي التحفيز وعامل الخاصة، بذكائه وأفكاره ومفتونًا للعامة، محرض أو إبداعية نهجه وميله للراديكالية، وال حرية فكره والتفاته لبناء أيدولوجية عقائدية يفترض من خاللها الوقوف ضد الخرافة في الدين. ولو كان سقراط بيننا اليوم، لنشاهده في موقف غير متفق مع قواعد النقد المحايد، ولكان خانعًا أمام النصر الذي حققته قيم العلمية المادية أو اإلنسانية العلمانية أو التنّور أو علمانية كانت سواء أخرى، أصوليات أية أو

المعرفة داخلالكائن تتجلىفي النزاهةالشخصية

تشير احصاءاتالتعليم الى قلةإنتاج المعرفةفي العالماإلسالمي

ليس هناك أيةجامعة عربية في تصنيفأفضل ٢٠٠ جامعة علىالصعيد العالمي

جيرمي هانزل توماس

Page 29: الراصد التنويري ... العدد 28

29

شخص آخر يعد سقراط فإن النهاية وفي دينية. ليس فقط ألنه ال نرجسيًا، أن يكون الممكن من أو اجتماعية بمكانة بأن يكون اهتمام يمتلك أي شعبية متميزة، ولكن ألنه كان دائما يعترف بأنه ال

يزال يجهل الكثير.

إدراك اإلمكانات البشريةالنوعي التعليم بديهية ان شخصيًا أعتبر فهم إلى تستند أن إال يمكن ال التعليم( )جودة والملكات القوى من كاملة مجموعة من ناضج االدراك، والمعرفية، والحسية المادية ـ البشرية وإذ ـ والروحية واألخالقية الوجدانية الخيال، كل الروحي المنظور من أن االعتبار في تضع و»ليس الهية أوقاف هي هذه القوى والملكات

هناك سلطة وال قوة إال بالله وحده«.مفهوم وممارسة التعليم الشمولي، وبتعبير ادق الرؤية المتكامل، هو جزء ال يتجزأ من الكلي أو فالنصائح اإلسالم. في اإلنسان لملكات الشاملة أتيحت الستخدام الملكات القرآن في المتكررة لنا لتحقيق المعرفة وإدراك الحقيقة، وتشمل هذه الحواس التي تمكننا من التعلم عن طريق المالحظة المباشرة والخبرة، وكذلك من خالل التعليمات على أساس اللغة التداولية أو عقالنية الملكة )العقل( والتحليل واالستفسار التفكير من تمكننا والتي

واالنخراط في عملية جدلية. هل اإلبداع جانب من جوانب االمتياز والتفوق مجرد باعتباره تصوره يجري ما أو البشري التي لألغراض فكرة اعتبار أو أي دون براعة من

يتم استخدامها؟

واالمتياز.. االحتراف بين مهم فارق هناك محترفون رجال فيها المثال سبيل على المافيا المحترفين من القول بأنهم باالمكان هل للقتل، ليس االمتياز جوهر أن هو الفرق الجيدين. في الفاعلية أو للمهارة الشخصي اإلتقان مجرد اإلنسان شخصية تميز يشمل بل مهمة، إنجاز التي تملك بعدًا اخالقيًا، وفي نهاية المطاف البعد

الروحي

مهمة التعليمكتاب هاري لويس »تميز بال روح« يوجه نقدًا الكلية فحرم أمريكا، في العالي للتعليم قويًا أصبح للحفالت المستمرة، والكثير من يلقي اللوم الجيل هذا بأن يوحي مما أنفسهم، الطلبة على شيء يهتم بأي وال الترفيه والمتعة كسول وهدفه آخر سوى ذاته. ووفقا للويس »لقد نسيت الكليات للتعليم الجامعي المهمة األساسية في أمريكا أن

لمساعدتهم إلى راشدين، المراهقين تحويل هي الهدف عن للبحث هم، من ولمعرفة النمو على األكبر في حياتهم، ومغادرة الكلية كبشر أفضل«. ويرى لويس أن الكليات فشلت في تدريب الطلبة حول أسباب التعليم الذي يفترض من الطلبة العراك مع أسئلة أعمق في المعنى والغاية والغرض. على هارفارد جامعة تعد لم الحصر ال المثال سبيل تدرس األمور التي من شأنها أن تحرر العقل والروح

البشرية.في 1636 عام هارفارد جامعة تأسست كامبرج، ماستيوشيس، وهي اقدم مؤسسة تعليمية المتحدة، فيما تعتبر جامعة كامبرج الواليات في ،1209 عام إذ تأسست منها، أقدم انكلترا في واقدم بكثير من االثنتين هي جامعة القرويين في فاس في المغرب التي تأسست عام 859 واالزهر في مصر عام 970. جامعة هارفارد جاءت الرابعة اس( )كيو العالمية الجامعات تصنيف في كامبرج بينما اي( اج )ذي تصنيف في والثانية الجامعة التوالي. على والثانية الخامسة جاءت في تي( أي )أم التكنولوجيا معهد كان األولى األولى الجامعة الثانية. ماستيوشيس وكاليفورنيا وفقا 151 موقع في جاءت اإلسالمي العالم في جامعة أية هناك تكن ولم ذاته، التصنيف لنظام من العالم العربي في تصنيف أفضل 200 جامعة.

االحصاءات تلك األحيان تشير من كثير في الى الجمود الفكري وقلة إنتاج المعرفة في العالم اإلسالمي، رغم التحفظات التي لها ما يبررها حول صحة التصنيف العالمي، فان الترتيب هو مقياس عالمي معترف به على نطاق واسع عن جودة التعليم أزمة على وجود ومؤشر الجامعي، المستوى على مع وحتى اإلسالمية. المجتمعات داخل عميقة ذلك، فان نقد امثال لويس هي مهمة بغرض افتراض أن الدواء الشافي للتعليم في العالم اإلسالمي هو مضاهاة دون تمحيص النماذج الغربية، كما لو أن البطة »الحاق في »النجاح« لـ الرئيسي المعيار الترتيب في اإلسالمية المؤسسات العرجاء« أي العالمي على النحو المحدد من قبل أنظمة الترتيب

الدولية والمعايير. التعليم المتطور يقدم لنا عمق واتساع البصيرة نحو البشرية تدفع الرؤية التي من تمكننا التي تكامل إلى للوصول اكثر من صعيد التطور على

أفضل ما هو موجود في كل ثقافة وحضارة

فصلية »المسلم الناقد«عدد 14، نيسان )ابريل( 2015 ـ »بتصرف«

التعليم النوعييستند إلى مجموعةكاملة من القوىوالملكات البشرية

Page 30: الراصد التنويري ... العدد 28

30

السليمانية تحتضن ٢٢٠ شابًا عراقيًا في المخيم الوطني األول مع «النجاح في عالم متغير»

بناء قدرات جيل جديد قادر على تطويرحلول فعالة ألزمات المنطقة

احتضنت مدينة السليمانية، العاصمة الثقافية القليم كردستان العراق، 220 شابًا وشابة عراقيين، عربًا وكردًا، شيعة وسنة، وذلك ألربعة أيام متتالية من

17ـ 20 آذار )مارس( 2016. 12 على موزعين العراقيون، الشباب األربعة شارك األيام وخالل النجاح في عالم متغير، برنامج مجموعة، في 12 حصة تدريبية مكثفة على قاد التدريب 14 مدربًا ومدربة مكرسين من العراق، مصر، السودان، االردن،

فلسطين، والمغرب.تم اختيار المشاركين في المخيم من عشرة االف شاب عراقي استهدفتهم حملة وطنية للتعريف ببرنامج النجاح في عالم متغير استمرت لعام كامل بين

كردستان، في النجاح بيوت الوطنية الحملة وساهمت في 2014 و2015. بغداد، ديالى، ذي قار، والبصرة.

كبة ليث الدكتور النجاح لمخيم الرسمي االفتتاح في شارك السليمانية، محافظة مجلس رئيس بكر هافال ابو راعي البرنامج، والسيد إلى باالضافة واشنطن، في العراق جمهورية سفير فيلي لقمان والدكتور بارز حضور كردستان، مع في مرموقة وعلمية وثقافية سياسية شخصيات

لمنظمات المجتمع المدني الفاعلة في االقليم.يهدف برنامج النجاح في عالم متغير إلى بناء قدرات جيل جديد من الفاعلين قادر على تطوير حلول افريقيا الشرق االوسط وشمال المجتمعيين في منطقة المحلية، ثقافته مع المحلية عبر تواصل أنجع بيئاته وأزمات ألزماته فعالة

ومعطيات العصر وعلومه، والعالم من حوله.

Page 31: الراصد التنويري ... العدد 28

31

تأتي قيمة »النجاح في عالم متغير« المضافة من فهمه لواقع السياق المسلم المعاصر وتعقيدات الشرق منطقة في والمجتمعي السياسي الوضع االوسط، حيث يقدم البرنامج مقاربة ناجعة الشكالية التحول الثقافي من بنى تقليدية متجذرة في زخم المستقبل، في نموذجها حديثة بنى إلى الماضي وذلك عبر معالجة دقيقة، علمية ومنهجية لموضوع

تطوير االداء الفردي وبناء المجموعة الحيوية.يرعى المنبر الدولي للحوار االسالمي في لندن برنامج النجاح في عالم متغير، الذي انطلق رسميا مركزًا وفريقًا 2008 وتدّرب عليه حاليا 18 في

افريقيا االوسط وشمال الشرق منطقة في تدريبيًا وتونس بالجزائر مرورًا وموريتانيا، المغرب من واالردن ولبنان وفلسطين مصر إلى والسودان بيوت باسم المراكز هذه وتعرف والعراق والخليج. وفرق النجاح، وتنضوي تحت مظلة شبكة نجاح21 االقليمية التي يدير أعمالها مجلس ادارة منتخب

وفريق تنفيذي شاب في عمان. في البشرية التنمية جامعة ان ذكره الجدير قد الدكتور مريوان أحمد رشيد برئاسة السليمانية

تبرعت باستضافة المخيم لأليام األربعة

Page 32: الراصد التنويري ... العدد 28

32

تحت شعار «نحو مأسسة قيم التنوير الديني في الثقافة العربية المعاصرة»

المبادرة العربية لدعم التنويريين التربويين تعقد اللقاء التداولي األول في عمان

الماضية األربعة العقود في المنطقة شهدت من العشرات وظهرت التدين على متزايدًا اقبااًل التعليم برامج ان اال السياسي، اإلسالم حركات نسبيًا، ضعيفة بقيت المتنور الديني والتثقيف وازدادت ضعفًا وتراجعًا أمام حركات الغلو والتطرف من العديد اخترقت التي والتعصب والعنف برامج على وتغلبت التقليدية، الدينية المؤسسات وتجاوزت المدارس، في الرسمي الديني التعليم

برامج التعليم الديني التقليدي في المساجد.لإلسالم التشويه أشكال أشد اليوم نشهد لذا وأعنف درجات التمزيق لمجتمعات المسلمين وأقبح قبل غالة من اإلسالم باسم لألنفس استباحة صور

المسلمين.العميقة الوجودية التحديات هذه ايقظتنا المؤسسات إلى نداء توجيه مسؤولية وحملتنا كمرجعية بالقرآن تؤمن التي التربوية والجمعيات كافة ومؤسسة المسلمين بين جامعة عليا قيمية أيضًا وتؤمن الديني، واالجتهاد للفهم ومحددة

بالعلم والحضارة كمرجعيات كونية مشتركة جامعة بين الناس كافة.

نحترم تراث المسلمين الديني واختالف مذاهبهم واجتهاداتهم وتنوع ثقافاتهم وننظر إليها كمنتوجات ثقافية بشرية وليدة لظروف محلية، ويشوبها النقص ويعتريها الضعف وتستلزم التحديث المستمر وتقبل وال فيها، الفهم حصر يجوز النقد والتمحيص وال والعلوم القرآن مرجعيات على منها أي تغليب

والحضارة.كتب الكثير من المفكرين والمثقفين والناشطين واإلعالميين في ذلك وأنتجوا كمًا هائالً من ادبيات التحديث والتنوير، لكن لم تتحول أفكارهم بعد إلى برامج تربوية فاعلة، كما حاول الكثير ترويج برامج تربوية تحديثية عند الشباب، اال انها بقيت محدودة التراث مقاربة تجنبها أو عجزها بسبب التأثير

الديني ومصادره.للحوار الدولي المنبر دعا السياق هذا في التنوير اإلسالمي نخبة من المشتغلين على مسألة المساهمات ذوي من العربية المنطقة في الديني التربوية والتعليمية إلى المشاركة في اجتماع تداولي هدفه بلورة الئحة مبادئ عامة، وانشاء رابطة مهنية للمؤسسات المساهمة في التربية والتعليم والتثقيف الديني الملتزمة بمرجعيات القرآن والعلم والحضارة، بينهم، فيما مشتركة وحاجات أولويات وتحديد ووضع برنامج وقواعد للعمل والتعاون بين المشاريع

والمبادرات التنويرية في المنطقة.عقد االجتماع على مدى يومي 21ـ 22 تشرين االردن، مدينة عمان، 2015 في )نوفمبر( الثاني وشمل جلسات عامة وورشًا دراسية مصغرة للخروج لجمع مهنية لتأسيس رابطة فعالة اجرائية بصيغة التنوير لمبادرات المؤسساتية القدرات ودعم وبناء في المسلمين بين والتعليم بالتثقيف المعنية

المنطقة العربية.ممثلين مشاركًا 40 التداولي اللقاء حضر الكثر من 30 جمعية فاعلة في حقل الحوار والتربية

تقرير: خالد بشيرالمنبر الدولي للحوار اإلسالميفي عّمان ـ األردن

Page 33: الراصد التنويري ... العدد 28

33

والتنوير في كل من مصر، االردن، السودان، تونس، االمارات، البحرين، السعودية، المغرب، الجزائر،

باالضافة إلى شخصيات مستقلة.الجلسة األولى »مبادئ المشاركون في ناقش عند والمعتمدة الكبرى« المشتركة التنوير وقيمه رواد مشاريع التربية والتثقيف التنويري من أساتذة تناول كما العربية. المنطقة في ومفكرين وكّتاب عن تصوراتهم الثانية الجلسة في المشاركون لتاسيس واألكفا االنسب االجرائية« »الصيغ وتنسيق التنويرية المبادرات دعم هدفها رابطة جهود الرواد، التشبيك بينهم، تعزيز وبناء قدراتهم المنظماتية، وكذلك وضعهم على خارطة التأثير في

الحراك الثقافي والمجتمعي.أثار المشاركون العديد من االسئلة حول موضوع اللقاء وحول مفهوم »التنوير الديني« وحول »القيم المشاركون ناقش السياق هذا وفي المشتركة«. بحرية ومسؤولية مرتكزات التنوير واشكالياته مثل مقاربة التراث ومرجعية القرآن الكريم في مقاربات

»التنوير الديني« ومناهج التعاطي معه.اللقاء نجاح على والمشاركون المنبر حرص مبادئ الئحة اعداد اجل من عمليًا حوارًا وجعله مبادرة واطالق ومأسسة داخلي نظام والئحة الديني التعليم برامج في العاملين للتنويريين

والمدني والتثقيف بكافة اشكاله.بناء في اللقاء فرصة من المشاركون استفاد اللقاء جلسات واستثمروا وثقة تفاهم عالقات

تصور صياغة مهمة بذلك وسهلوا عالية بكفاءة مشترك عن ما تمخض عنه االجتماع ووضع برنامج

متابعة واقعي الطالق المبادرة. الميثاق مسودة وضع المتابعة برنامج شمل االعضاء ترشيح واختيار سيؤطر الذي التاسيسي 30 سن دون للشباب تشاوري للقاء والتحضير عامًا المهتمين بالمبادرة يتبعه اجتماع عام الطالق اختيار فيه يتم 2016 المبادرة رسميًا في صيف وتحديد االدارية وهيكليتها التنفيذي فريقها

استراتيجية عملها للعام المقبل.

حقق لقاء عمان التشاوري األهداف التالية:تمثيل شريحة متميزة من 9 بلدان عربية،

باالضافة إلى مشاركة نوعية من تركيا.تعزيز أهمية البعد التربوي والتثقيفي في

مبادرات »التنوير الديني«.الخروج بتصور أولي مشترك حول الصيغة االجرائية للتنسيق والتشبيك بين الفاعلين وتحقيق قيمة مضافة في اللقاء والتأكيد

على القيم المشتركة التي تجمعهم. انشاء على المشاركين معظم توافق بواسطتها يعززوا لكي مهنية« »رابطة

برامج التنوير في المنطقة العربية. االستمرار في الراغبين المشاركين قبول

في المبادرة كاعضاء مؤسسين لها.حول معمقة حوارات تنظيم إلى التطلع

يمكن لما المحددة االشكالية القضايا اإلسالمي الديني« »التنوير تسميته الديني الموروث مقاربة رأسها وعلى

وحرية الراي واالجتهاد.منح دور أساسي للشباب في تنظيم اللقاء

والمساهمة فيه.اهم كأحد واالختالف بالتنوع االحتفاء

قيم التنوير المشتركة.المشتركة القيم المنشودة »الرابطة« وستمثل جدد أعضاء النضمام أبوابها وستفتح العضائها المنطقة في الديني« »التنوير أطياف وستحتضن مدرسة في نفسها »الرابطة« تحصر ولن العربية الرابطة اعضاء وسيحافظ واحدة، محددة فكرية مقارباتهم وخصوصية المستقلة مساراتهم على والتثقيف« التربية في الديني »التنوير لمسألة

ضمن الئحة مبادئ عامة وقيم مشتركة.للحوار الدولي ان المنبر بالذكر الجدير لندن في تأسست ربحية غير منظمة اإلسالمي، عام 1994 من قبل نخبة من الفاعلين والمثقفين المسلمين الذين كتبوا عن المأزق الحضاري الذي المنبر واعتمدوا المعاصرون، المسلمون به يمر فضاء للحوار النقدي الجاد بين المسلمين، واصدر متعددة تربوية برامج وانتج اسالم21 نشرة المنبر مسائل عن المسلمين بين معمقة حوارات وأدار

جوهرية مثل الحداثة واالستبداد

Page 34: الراصد التنويري ... العدد 28

34

والتربية، في والتعليم والمعرفة االصالح قضايا تعاود يعيشها التي المسمومة والقتل واألفكار الخراب خضم الحاضر في طرحها ويفرض اليوم، االسالمي العالم معظم الماثل، كما انطلقت في القرن الثامن عشر وتبلورت فيما ما

يسمى بعصر النهضة في القرن التاسع عشر.من نافلة القول انه خالل النصف الثاني من القرن التاسع الخصوص، وجه على اصالحيين مسلمين خمسة برز عشر، العلم من لإلسالم ايجابي موقف صياغة إلى عمدوا حيث دونه تقف ال الطبيعة الدنو من ان المعرفة، معتقدين ونشر حواجز، وهم: سيد احمد خان، سيد أمير علي في الهند، جمال

الدين االفغاني من ايران، نامق كمال في تركيا، والشيخ محمد عن الخمسة كان ودفاع مصر. في االفغاني( )تلميذ عبده اقتباس عملية عن دافعوا كما وتطويرها، وتدريسها العلوم

الذهنية العلمية عند الغرب.من رفيعاً طرازاً كان الخصوص وجه على عبده محمد اإلنسانية االرادة ودافع عن حرية زمانه المصلحين، وقد سبق والمقاربة العلمية، وحاول اعادة االعتبار للنزعة العقلية على اإلسالمية السلفية اطار ضمن ليدخلها المعتزلي النمط من دون نجاح يذكر، إذ قام باصالح االدارة وطرح األفكار الجدية في تحديثاً لكنه لم يجر وخارجها، المؤسسة في والرائدة

مجال الفلسفة، ولم يكن رجل تربية بصورتها المعاصرة. فرغم تقليدية. ثقافة ذا االساس في كان التوحيد« »رسالة كتابته المسلمين المحدثين حتى وال خان سيد وال عبده محمد ال من كانوا كمال ونامق باشا جودت امثال التقليديين االتراك يناصرون انهم جميعا كانوا النساء، رغم مؤيدي فكرة تعليم

فكرة تربية تقليدية ومنزلية.في اقبال، محمد والفيلسوف ذلك الشاعر بعد تبعهم بنجاب الهند )باكستان( الذي اتى بأفكار جديدة وتنويرية، لكنه لم يقم بصياغة فلسفة تربوية، كما لم يضع برنامجاً لتربية المسلمين. وكان شديد االنتقاد وقوي التعبير وحتى نافذ الصبر

ازاء اشكال التربية القائمة - السلفي والصوفي والحديثالبدايات المتواضعة النطالق األفكار والدعوة للعقل آنذاك لم تتعمق أو تنتشر الحداث ثورة فكرية وعقلية تنعكس ثقافياً الشكل تناغم حديث. أفكار تربوي تعليمي نظام قيام في كانت لذا فحسب، السطح خدشت المحتوى.. أفكار وليس كان بعصرالنهضة يسمى ما وبالتالي التراث، مع متجانسة

بأفضل حال شكالً من اشكال الماضي أو التراث.تغيير إلى ماسة بحاجة كان الحقيقي االصالح ولعل المناهج التعليمية باعتباره الخطوة األولى في مسار التغيير، إضافة إلى نشر المعرفة التنويرية باتجاه تعميمها، مما يعود بالنفع على مساحة التفكير بغية تفاعلها، خاصة إثر شيوع ظاهرة العنف والقتل واإلرهاب والتكفير، إلى مستويات يصعب تصديقها حقاً، االمر الذي نتج عنه كل هذه الصور المسيئة

لالسالم والمسلمين.يتمثل بأسرها المنطقة تحتاجه الذي الحقيقي المشروع عميقاً االصالح ذلك يكون وان الديني، خاصة التعليم، باصالح وجوهرياً ليصل إلى متن المشكلة، ليغدو تالياً بمثابة انتفاضة تعمل على ارساء قواعد المساواة بين المواطنين واعالء المعرفة الحقة التي بامكانها انتاج اجيال من المتعلمين تجمعهم خيمة بالمسؤولية.. والشعور الوطنية والهوية واالنتماء المواطنة

وتضع العقل في اولويات مهامها في بناء اإلنسان

* صحافي وكاتب ليبي

االنعكاس الثقافي للتعليمعبدالسالم الزغيبي

Page 35: الراصد التنويري ... العدد 28

35

الرحمن، بفضل مالك المعروف الرحمن فضل في متميزًا اإلسالم وباحثًا مرموقًا في عالمًا كان تربويًا انه كان مسؤواًل الديني، فضاًل عن التعليم

باكستانيًا.ولد فضل الرحمن في منطقة الهزارة التي تحولت الحقًا إلى باكستان. كان والده، موالنا شهاب الدين الرحمن في باحثًا ذائع الشهرة آنذاك. درس فضل ديوبند وحقق رتبة العليم، من خالل دراسته للشريعة القرآني، التفسير الحديث، )الفقه، اإلسالمية جامعة إلى بعدها انتقل والفلسفة(. المنطق، تعليمه أكمل ثم العربية، اللغة لدراسة البنجاب الدكتواره شهادة نال حيث أكسفورد، جامعة في في األولى للمرة التدريس ليمتهن سينا، ابن عن جامعة دورهام البريطانية، حيث علم فيها الفارسية ماكغيل جامعة في ثم اإلسالمية، والفلسفة اإلسالمية الدراسات علم فيها االمريكية، التي

حتى عام 1961. الرئيس بناء على طلب من عاد إلى باكستان للبحوث المركزي المعهد ليرأس خان أيوب اإلسالمية في مدينة كراتشي الذي أنشئ من قبل الحكومة الباكستانية من أجل تنفيذ مبادئ اإلسالم في التعامل اليومي لألمة. أعاق الوضع السياسي تقدم أي إحراز من الرحمن، فضل باكستان، في ايلول في منصبه من واستقال المسعى، هذا في في التدريس إلى ليعود .1968 عام )سبتمبر( لسنة زائر كأستاذ االمريكية كاليفورنيا جامعة عام شيكاغو جامعة إلى بعدها واحدة، وانتقل 1969 واصبح االستاذ المتميز للفكر اإلسالمي.

دراسات قسم بناء في االساس حجر يعتبر الشرق األدنى في جامعة شيكاغو، الذي ال يزال من الرحمن العالم. كما أصبح فضل األفضل في بين وشغل اإلسالمي، السياسي النظام مؤيدًا إلصالح

منصب مستشار في وزارة الخارجية االمريكية.ان وكتب واألصالة باالبداع كتاباته تميزت على دليل المسلمين قبل من الحداثة مقاطعة اإلسالمية المجتمعات وان العقلي، ابتسارهم

فيها فقد التي اللحظة منذ باالنحطاط بدأت قد التماسك رؤية على القدرة المسلمون »العلماء« بمعزل القرآنية االيات بمقاربة وشرعوا العقالني،

عن بعضها البعض، وعن سياقها التاريخي. والتعليم التربية في اعالم الباحثين من كان »في المعنون كتابه ويوضح االسالمي، الديني اإلسالم والحداثة« المترجم إلى العربية عام 1982 جوهر تمثل التي اإلسالمية العقلية النزعة فقدان والمعيارية االهداف تطوير في اإلسالمية التربية للحداثة الدراسة هذه الفكرية. وتنظر والمنظومة نشوء بداية في وتشرع والتربية الكالسيكية

المدارس اإلسالمية تاريخيًا وكيفية تطورتها، كما التعليم وانظمة المعاصرة الحداثة بعمق ويبحث العالم العربي إلى الديني في العالم اإلسالمي من وتركيا.. ايران إلى واندونيسيا والهند باكستان مرورًا االزهر إلى الهند في الدوباندي مدارس من مقومات النهاية في ويقترح الشيعية. بالحوزات

نظام تعليم ديني حديث في اإلسالم. الفلسفة األخرى اإلسالم: دراساته ومن الفلسفة والسلفية، اإلسالم: في والنبوة والعقيدة، اإلسالمي المنهج الكريم، للقرآن الكبرى ثيمات في التاريخ، الصحة والطب في التراث اإلسالمي، مفترق طرق حانة المشارك، الربا والفائدة، الدراسات

اإلسالمية.بعد حتى وأفكاره كتاباته نالت وباحثي علماء قبل من وفاته االهتمام الكبير »مسلم صحيفة واطلقت األدنى، اإلسالم والشرق في جوائزها احدى على اسمه البريطانية نيوز« في إسهاماته تزال وال الفكر« في »االبداع في المتميزة البرامج في شيكاغو واضحة جامعة المنطقة اإلسالم وتخليدا لذاكرته، تحمل دراسات في األوسط الشرق دراسات مركز المشتركة في

جامعة شيكاغو اسمه.مستشفيات احدى في الرحمن فضل رحل شرايين لتغيير جراحة مضاعفات إثر شيكاغو

التاجية، ودفن في مقبرة أرلينغتون

فضل الرحمن مالك..الحداثة جوهر التعليم الديني

ولد فضل الرحمن في منطقة الهزارة في مقاطعة الحدود الشمالية الغربية )باكستان • حالياً( في 21 ايلول )سبتمبر( 1921.

درس في بالده ثم أكمل تعليمه في جامعة أكسفورد، حيث نال شهادة الدكتواره عن • ابن سينا.

امتهن التدريس في جامعات بريطانيا وامريكا.• رأس المعهد المركزي للبحوث اإلسالمية في مدينة كراتشي.• شغل منصب مستشار في وزارة الخارجية االمريكية.• دّون العديد من المؤلفات حول دور اإلسالم في الحياة اليومية• رحل في شيكاغو في 26 تموز )يوليو( 1988، ودفن في مقبرة أرلينغتون االمريكية.•

Page 36: الراصد التنويري ... العدد 28

36

خشبة المسرح العربي ميدان لمواجهة التطرف الديني

لغة الحوار تقارع لغة التكفير والقتلكيف يمكن إقناع الشباب العربي بعدم االرتماء في أحضان الجماعات المتطرفة؟ سؤال يؤرق فنانين مسرحيين في العالم العربي، ناصر الرامي التقى في الرباط عددأ منهم وحاورهم حول مدى تقديم المسرح

بدائل ثقافية للشباب العربي في مواجهة التطرف.في وفتاة كهل، شيخ على ألقي أبيض ثوب براءته، عنفوان في زال ما وطفل شبابها، ريعان للخروج قوة من أوتوا ما بكل يصارعون كلهم عن عبارة هو الذي األبيض الثوب هذا تحت من الشخصيات في فتق تنجح وبالفعل كفن جماعي، أن بعد جديد من بعثت وكأنها األبيض، الثوب راحت ضحية عمليات إرهابية، كان هذا مشهدًا من حيدر العراقي للمخرج »إكسيكلوسيف« مسرحية منعثر، الذي شارك أخيرا في مهرجان المسرح العربي

في الرباط. نحو تتطلع وهي المسرحية شخصيات تخرج التي وسوريا العراق سماء هي كما ملبدة، سماء تحتلها أعمدة دخان المعارك، وأعالم سوداء لتنظيم

»داعش« اإلرهابي.أنفاس حبست التي العراقية المسرحية المشاهدين ألنها تقارب موضوعا أصبح يؤثث أيام

حضارته شرق يوم كل يرى الذي العربي، المواطن وهو يهوي نحو ظالم دامس تغذيه نزعات متطرفة، أصبحت تتالعب بعقول شباب المنطقة، بل تروضها حتى تحولوا إلى آالت للقتل والتخريب، وحلم واحد

يراودهم هو »إقامة الخالفة«. هي إذن لغة اإلبداع في مواجهة لغة القتل، لغة الحوار تقارع لغة التكفير، لغة االنفتاح مقابل لغة التعصب، الحوار بين هذه الثنائيات المتباينة شّكل عمود المسرحية العراقية التي تحاكم اإلرهاب فوق

خشبة المسرح.

التطرف الذي يعيش بينناال يكاد يمر يوم إال وتستفيق دولة عربية على خبر هجرة العشرات من شبابها نحو سوريا والعراق أسرا تاركين »داعش«، تنظيم جانب إلى للقتال نحو أبنائها هجرة سبب عن جواب إلى تهتدي ال ولعل مسرحية »إكسيكلوسيف« جحيم »داعش«، »Exclusive«، تحاول اإلجابة عن هذا السؤال من خالل تشريح نفسية الشباب المتطرف، وحالة الفصام التي يعيشها بين تسليم عقله لخطاب ديني متطرف ال مكان فيه للمنطق، وبين قلوبهم التي تهفو إلى

بامكان المسرحتعرية االرهابوفضحدوافعه

تطلق المسرحيةجرس االنذارلمواجهةظاهرة تجنيدالشباب

ناصر الراميدويتشه فيله

Page 37: الراصد التنويري ... العدد 28

37

الوصول إلى الخالص، وهو في حالته الموت التي تعتبر مرحلة لنقله نحو الجنة، وهو ما يعتبر منطقًا

تبسيطيًا للدين وألفكاره، ولمعنى الموت والحياةلهذا نجد المسرحية تقدم هؤالء اإلرهابيين وهم الفقراء أكواخ بين وتارة األحياء، داخل يعيشون يومهم يقضون األغنياء، قصور في أخرى وتارة وكأن المساجد، في أو الجامعة مدرجات في المخرج العراقي يريد أن ينبه إلى أن المتطرف ليس بالضرورة هو صاحب اللحية الكثة والزي األفغاني، وإن ظهرانينا بين يعيش أصبح التطرف إن بل

اختلف لبوسه.تقدم المسرحية العديد من المشاهد التي تظهر كيف أن التفكير المتطرف أصبح يقتحم بيوت األسر كبارهم، قبل صغارهم عقول يخترق بل العربية، وأصبح حاضرًا في الحياة اليومية للمواطن العربي لتنبيه العراقي المخرج البسيط، وهي محاولة من له ويقدم به، المحدق الخطر إلى العربي المواطن وصفة لمواجهة هذا التطرف الذي أصبح يتربص به

في كل نواحي حياته.

المسرح ضد اإلرهابالعراقية المسرحية قدمته الذي الدرس ضرورة حول العربي للمواطن »إكسيكلوسيف« به، المحدق التطرف لمواجهة والحذر اليقظة ألمانيا في المقيم العربي المسرحي عليه أكد بمدينة البافليون الديوري ومدير مسرح عبدالفتاح

كمسرحي دوره أن اعتبر حيث األلمانية، هانوفر هو تقديم نموذج حقيقي وإيجابي للحضارة العربية خصوصا العربي، المشاهد وإقناع واإلسالمية، دين هو بل إرهاب، دين ليس دينهم أن الشباب هي المسرح خشبة أن »اعتقد قائاًل: تسامح،

أفضل مكان للقيام بهذا الدور«.ولفت المسرحي األلماني من أصل مغربي، إلى أن الشباب العربي يشعر بنوع من الغبن ألنه مهمش واالجتماعية، واالقتصادية السياسية الحياة من أن العرب المسرحيين جميع على يقترح لذلك للتعبير عن المسرح الشباب خشبة لهؤالء يقدموا آرائهم، واكتشاف أنفسهم من جديد، »وأن يرفعوا

صوتهم ويعبروا عن آالمهم وضجرهم من الواقع«. يضيف الديوري قبل أن يفصح عن قناعته بأنه إن لم يتم احتواء الشباب ويعيد إدماجه في الشأن

العام لبلده، وإال سيجد البديل في التطرف، »لذلك على الدول أن ال تشعر الشاب أنه غريب في بلده وأن تمنحه فضاء للتعبير عن نفسه، والمسرح أهل

للقيام بهذا الدور«.

قيم المسرح في مواجهة التطرفمن جهته يقدم عبداللطيف ندير الناقد المسرحي المسرح قيم بين فيها يقابل معادلة المغربي الصوت على يقوم فاألول الديني، التطرف وقيم الجماعي وعلى والحوار الرأي وحرية والمختلف، الواحد الرأي على التطرف يعتمد بينما الجمال، المسرحي يخلص لذلك واليقين، بالمطلق ويؤمن المسرح بين مختلفة المعادلة أن إلى المغربي القيمي والبعد المنهج حيث من سواء والتطرف

»لهذا على المسرح أن يواجه التطرف«.غير أن هذه المواجهة لن تستقيم في المجتمعات العربية التي »ال تحضر فيها ثقافة الحوار والخالف المدارس العربي في الشباب تأهيل إعادة إال من والجامعات« يؤكد ندير، الذي يرى أن العمل يجب الفنية التربية مبادئ تكريس أوال على ينصب أن في المدارس، وعدم التركيز على التلقين والشحن الطفل لدى النقدي والجمالي الحس تنمية عوض المنهجية هذه على االعتماد دون ومن العربي، مهمته في ينجح أن العربي للمسرح يمكن »فال

ضد التطرف دون الدخول إلى المدرسة«

المسرح هو لغةاإلبداع في مواجهةالقتل والتكفيروالتعصب

Page 38: الراصد التنويري ... العدد 28

38

ثقافة المكان

المدن تريف عن الماضية الثالثة العقود في الكالم اتسع البداوة قيم وسيادة المدينة ثقافة وتفسخ العربية المنطقة في والقبلية، وييشير البعض الى عالقة هذه الظاهرة باالرهاب والتطرف المدن في خصوصا الماضين العقدين في العنف منسوب وارتفاع

المحاذية الطراف الصحراء.إلى جانب السياسة واالجتماع والثقافة، الى اليوم نظرة سريعة وتفكك الدولة مفهوم تراجع نالحظ العرب عند االخرى النشاطات تغلبية واالكثر بدوية قبلية وثقافة لصالح صيغ المجتمعي النسيج يطغى بالمقابل المدن. تأكل بسب تعززت والتي بطريركية، السياسية االحزاب تركيبات في والقرابة والطائفة العشائرية جوهر الصعد: كل على الثقافي االنتاج تراجع الدولة.. مؤسسات وفي بعدما الرواية، الشعر، المسرح، السينما، التشكيل، الموسيقى، خطت خطوات متميزة في مسار متصاعد في مصر، تونس، سوريا، والعراق في منتصف القرن الماضي. في العراق، على سبيل المثال، الفن تفاصيل في سائدة األصل، البدوية الجوبي موسيقى اصبحت العراقي بعد ان كانت بعيدة عن المراكز الحضرية، مقتصرة في القرى القصية قبل ثالثة عقود. وكذا هو الحال مع اللباس والقيم والسلوك

والعالقة مع االخر.في العربية البدو قبائل تجوال عن ويروي السابقون

الريف من اليوم التي تتم الشاسعة الصحراء التاريخ مجسدة المدن، مراكز صوب

غياب للجغرافية، بل وفاقدة الوعي لجوهرالمكان واالنتماء

تغلغل إلى إضافة إليه، البداوة وصواًل إلى عمق

عقلنا الباطن.المكان ثقافة ــــي الــشــخــصــيــة هالــــــمــــــجــــــســــــدة ـــخـــصـــوصـــيـــات لالــــمــــوضــــع الــتــي الهوية واحدًا تشكل

من مكوناته، لكن اذا كانت حركة اإلنسان في حدود الفراغ وانعدام وجود مرساة لجذوره، فكيف سيصنع المكان شخصية ساكنيه، وهذا ما يجعل ضبابية الرؤى في توثيق ثقافة الشعب او في رسم لوحات مشاعرهم واحاسيسهم عن المعبرة الفن والمعمار والزخرفة والنحت

وانفعاالتهم وخواطرهم.مضمونًا، وليس شكاًل اليوم، متجسد االمكنة في االستقرار حالة ذهن غير قادرة على ترجمة الثقافة واقعًا أو توثيق عقالنية تاريخ

هذه الشعوب أو تحفيز البداعاتهم وخالقيتهم وغير ذلك.تاريخيًا المكان أقدم من اإلنسان، واإلنسان بوجوده وكينونته في المكان يعيد تشكيله وفقًا لثقافته. المكان ثابت الحتوائه لألشياء الحساسية قوة إلى ترجع أولية صورة ويعتبر المستقرة، الحسية الظاهرة التي تشمل حواسنا، على عكس الزمان الذي يدركه اإلنسان

إدراكًا غير مباشر من خالل فعله فيه.بينهما، العالقة تعضيد إلى أدى المكان في اإلنسان وجود التي أخذت في التنامي حتى أصبح المكان واحدًا من القضايا التي وتمام المحسوس هذا في التعمق بغية بالبحث اإلنسان يخترقها في بالمكان عنيت كثيرة دراسات وجود عليه ترتب مما إدراكه.

مختلف المجاالت.البد من القول في بداية هذا الملف ان المكان لم يكن عقود ثالثة قبل العربي االبــداع في ملموسًا احتفاء فــي الفضل ويــرجــع تــحــديــدًا. الــثــقــافــة الــعــربــيــة بــالــمــكــان إلــى الذي هلسا، غالب الكاتب تـــرجـــم كـــتـــاب غــاســتــون ــيــات ـــاشـــالر »جــمــال بفي الصادر المكان« يكن لم إذ بــغــداد. ــاًل الـــمـــكـــان شــاغفلسفيًا أو فكريًا لــدى نـــقـــديـــًا أو الكثير من الكّتاب

والشعراء

الملف من اعداد:نجاح الراضي

Page 39: الراصد التنويري ... العدد 28

39

القراءة الثقافية تعتمد عادة وفي المقام األول على تراكم الماضي من العمل، وتتكون من العديد منها سياقها لكل التي الثقافية الطبقات من السياقات هذه مالحظة أن مع الخاصة، وظروفها أو األحيان، بعض في جمالية تكون ان يمكن وايديولوجيا أخرى، احيانا اجتماعية أو نفسية،

بعض األحيان، لغوية في جميع الحاالت.

التسلسل تحوالت مع التراكم هذا وارتبط في الجزيرة الثقافية الطبقة سياقات من المتكرر المطاف نهاية في أصبحت التي العربية في توغلت الثقافية الحالة هذه نمطًا متسلطًا. سياق التراث، وهو في العرب لماضي االعماق نحيب ـ )االطالل الماضي أنقاض أمام الوقوف بداية في المتجسد ومنزل...( حبيب ذكرى عن

حياتهم األولية، في المقام األول، المعجون بالبدواة حاجة في هي التي الصحراء بقوالب والمصبوب التراكم استيعابها. ثم لفهمها اسبارها في للغور المذكورأعاله متألف من تحويل سياق الحياة إلى للبيئة القاحلة الطبيعة بسب االجتماعي السياق الصحراوية وتدافع القبائل من مكان إلى آخر بحثًا جديدة أماكن إلى المغادرة والغذاء. الماء عن النفسي، السياق إلى االجتماعي السياق وتحول لالماكن الشديد الحنين في ذاتها عن تعبر كما السابقة. وهذا يمكن رؤيته بوضوح، كما قيل، على الى الجاهلي، الشعر أوصل الذي األدب، نمط مرتبة التقديس من قبل الشعراء العرب المعاصرين االماكن إلى الحنين تكرار قريب. وقت حتى السابقة في تجوال البدو تركت بصمانها في جعلها عقالنيًا. تكون ان قبل نفسيًا تقود ثقافية سلطة التوق إلى أنقاض القديم ليست مكانًا في القول،

بل زمنًا ماضيًا في القول. المكان ليس له قيمة عند البدو بسبب تغيره على الحسية، الجغرافية أساس على ُيبنى وال أوروبا، فالبدو أو الصين في كما المثال، سبيل التاريخ تعامل الجغرافية وتعاملهم مع ال يحبذون ارتجالي ـ مقتصر على الجانب الماضي.. فالمكان كما متغيرًا ليس االنسان بالمقابل ثابتًا، ليس

ينبغي

اإلنسان ومتغيرات المكان

جاء في اللغة ان الملحمة هي الواقعة العظيمة، وهي قصيدة قصصية الدينية العقائد وتتغلغل واالساطير الحقائق فيها تختلط طويلة وهي

والروحية في ثناياها.وملحمة كلكامش واحدة من عيون االدب السومري العراقي القديم وابدع نتاج ادبي عرفته المالحم البدائية بمادتها األسطورية والدينية واالجتماعية، كما تعد اقدم نتاج ادبي عثر عليه بعد الطوفان، فهي تعود في زمن الى

االلف الثالث قبل الميالد.ويتعدد المكان في الملحمة من غابة األرز، جيل ماتشو، حديقة االلهة،

بحر الموت، مصب األنهار والوعد بالخلود.ولعل األماكن األسطورية كانت عقبة في طريق كلكامش في رحلته في البحث عن الخلود. رغم ان األماكن المعنية ال وجود لها في الواقع من قبل

البشر.هذه األماكن وصفت بالضخامة والسعة بما يفوق الصور. واإلشارة الى

ان هذه األماكن لم يطأها احد قبل كلكامش.في جوانب كثيرة من الملحمة نستخلص جوانب إنسانية مميزة جرت في

تلك األماكن فيها نكبات الدهر وذكر الموت وحياة االنسان بكل أشكالها.

المكان في ملحمة كلكامش

Page 40: الراصد التنويري ... العدد 28

40

»إّنما هذه األسفار كّلها قناطر وجسور نعبر عليها إلى ذواتنا وأنفسنا«

محي الدين بن عربي

أفترش المدن التي أزورها، أتسكع في دوربها أبوابها بولوج محمومة رغبة تدفعني وحاراتها، األواصر صوب سائرًا بأسرارها.. والبوح المغلقة،

التي توشج شكلها المرئي وجوهرها المخفي.التي رسمُت لها صورًا جاهزة المدن كثيرة هي يشتت معالمها في الغوص أن غير لقائها، قبل ثمة إذ أخرى، ألوانًا الصورة ويمنحها تلك أبعاد مسافة تفصل بين المعرفة القصية وتلك المرئية عن

كثب. يراه سواي، فيها عما ال أبحث ُمدني حقيقية على المشتركة حكاياتنا األيام تغزل ما وسرعان منوال األلفة. لمدني عبق خاص يدلني عليها، عبق عبر المنتشر الناس إنه عبق المخيلة، في يمكث األزمنة.. عبق يتسرب في مشاهد وروائح وأصوات

وذاكرة. كثيرة هي المدن التي زرتها والتي غدت صنوًا للتكوين الوجداني الذي مّدني بعاطفة من العسير حميمة وذكريات رؤى ومواقف حاضنة تنضب، ان

ثرية تزداد نضارة مع تقادم األعوام.فيها نستطيع التي هي نحب التي المدينة مدينة، كل طالسم فك أحاول لذا ذواتنا، تحقيق ولكن ذاكرتي. في أنحتها ثم وأحتويها أعانقها في يكمن هل بالمكان، ارتباطنا سر يكمن أين

الذكريات أم في األحداث.. أم باالثنين معًا؟هذه أحب لماذا سري: في أتساءل ما غالبًا

المدينة وأنفر من غيرها؟ال فهي مؤثرة. عالقة والناس المدن بين تستمد هويتها من شكلها الظاهري فحسب، وإنما ثقافة من جماليتها تكتسب فالمدينة ناسها. من المرئية. أشكالها من تكتسبها أن قبل ساكنيها على مرت التي الناس ذكريات مستودع إنها

عجل.. وتلك التي تعاود المجيء. المدن بمعالمها وناسها وجغرافيتها وتاريخها

جزءًا مدينة كل وتركت تكويني في قطعًا أثرت من روحها، مهما كان يسيرًا، في ذاتي، كما أنها لهذا معرفته، ورسخت خبرة وزادته وعيي بلورت هي كثيرة بيننا. حميمة عالقة تنعقد ما سرعان المدن التي أعلنُت علنًا عشقي لها وارتباطي بها.. مدينته عن والبعيد األول، مكانه عن المنفي أنا حتى قبل ان تتشكل المالمح األولى لوعيه الفكري بين مدينتي عن ظالل أبحث كنت لذا والثقافي.

المدن التي زرتها.تحمل مفردات بها، معنية مفردات للمدن رموزًا وإشارات تشي بقيمتها اإلنسانية والتاريخية وتقاطعها مع الحاضر. وما من مدينة دون دالالت دون من والمدن نسقها. وتعكس ذاتها تحمل

إشارات هي عمياء، ال ترى ما يجري في جوفها. ورغم أن المدن بعثرتني في كل الجهات، غير أن لي في كل سماء مدينة نجمة تدلني على دروبها، باعتبارها البوصلة التي تشير صوب جهة العشق..

عشق المدن.هي اللهفة أن إال أخرى، وأهجر مدنًا أقطن ذاتها حين ألتقيها ثانية، سر خفي يشدني إليها، سر مختزن بين طيات الذاكرة، يتأجج مع كل لقاء.بمدينتي، المدن معالم أقارن سافرت أينما أو المخيلة، وهم إنه الجديدة، بالمدن ألتبسها وهم الذاكرة، أو كأنه اعتذار من مكان غادرته على لكن مالعب أشيائي في حقيبتي، عجل، وضعت طفولتي وذكريات صباي ووجوه أهلي وأصدقائي ما زالت هناك. فالمتسلل خلسة ال يودع عادة األشياء الجميلة القريبة من روحه، بل يظل مقيدًا فيها حتى

مماته.أني رغم األجمل، هو يزال ال األول المكان غادرته منذ زمن بعيد. طفولتي لم تخرج منه بعد، فحين عدت إليه بعد مساحة زمنية طويلة.. طويلة، كأني عدت إلى أعوام طفولتي التي يشدني الحنين إليها. في حين يمثل المكان الثاني مساحة الوعي

التي تمتد بين طيات العمر المتبقي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبين مدن.. »حكايات كتاب مقدمة من *الثقافية،دار دبي عن الصادر والمتن« الهامش

الصدى، 2013

في سماء كل مدينة ثمة نجمة تدلني على دروبها

المتسلل خلسةال يودع عادة األشياءالجميلة القريبة من

روحه

جمال حيدر

Page 41: الراصد التنويري ... العدد 28

41

البدو ال يعيرون أهمية لعامل الوقت في الحاضر أو المستقبل نظرًا إلى األفق الالنهائي لوسع وتمدد الصحراء، وكذلك لحنينهم الشديد إلى الماضي . ما هو أمامهم محجوب وغير معروف، لذا هم غير قادرين على قراءة أو توقع المستقبل، وبالتالي ال شيء سوى الدوران في الماضي والتماهي معه، كصفة أساسية من حياة البدو الرحل. الطابع التكويني هذا يتجلى في بداوة السلوك والقيم والحياة والنظرة للعالم. ولذا المشتقة من لمصطلح »السلفية« النفسي فالجوهر السابق، أو األول ويعني السلف، العربية، الكلمة حيث يتم استخدامها لإلشارة من قبل المسلمين الذين يرحلون إلى الوراء في التاريخ اإلسالمي المبكر في بحثهم عن الرموز، معتبرين تلك الحقبة على شكل سلسلة ثابتة من األطر التي تصور المجتمع المثالي الذي يتوجب نسخ ظروفه االجتماعية والسياسية بكل

تفاصيله الدقيقة. وبعبارة أخرى، فإن السلفيين ـ الوهابيين الذين يعيشون في حقبة زمنية قائمة على المثل المتخيلة كالخالفة، وتعليمات ابن تيمية ومحمد عبدالوهاب، والعديد من الرموز األخرى. وعلى حد تعبير المفكر »عقلية سردار: الدين ضياء المعاصر، اإلسالمي المتطرفين هي غير تاريخية. تمقت التاريخ وتستنزفه من كل إنسانيته وأي محتوى إنساني«. وقد انعكس الثقافي االستبداد من األولى الموجة على هذا النص الحرفية وتجريد للقراءة الدعوة عند للخوارج

من أي معنى أو سياق. عاشوا خالل السنوات األولى الثالث الخليفتين موثق، هو كما وقتلوا، لإلسالم على تصميمهم وكان الراشدة. الخالفة من والرابع

قتل أي شخص ال يتفق معهم. بعد توقف التاريخ قد ان الخوارج أعتقد قولهم ذلك، بعد )ص( وماتبعه محمد النبي وفاة المشهور »الحكم لله وحده« وهم وحدهم لهم الحق في ترجمة الحكم. ولتحقيق هذه الغاية، عاثوا فسادا واألطفال. النساء فيهم بمن األبرياء، باستهدافهم هو: الحدث طيات بين جليًا ينبري الذي والسؤال يتناقض اال االخرين.. من أفضل األولين لماذا الحياتية والسنن االلهية العدالة مع منطق هكذا للرسول الموثق الحديث أليس ثم والتاريخية، )ص( »طوبى للغرباء..« ويعني مسلمي المستقبل لوصف الصحابة بمرادف مقارنة باالخوان ويصفهم

معاصري الرسول من المسلمين؟النظرة المقدسة للسابق تبعها منطق افضلية علوم ذلك كل وانعكاسات ثقافة اصبحت التي األولين وال المكان. الثقافة والحياة واألدب وبالتالي على نقصد الرسول والقرآن يقول »ولكم في رسول الله اسوة حسنة« أو الخلفاء الراشدين، وإنما ذهنية االمتثال وقد مستقباًل. أو حاضرًا وليس ماضيًا القدوة في يسأل القارئ ما عالقة هذا الموضوع بثقافة المكان، اليوم الممارسات والتفاسير من كثيرًا ان والجواب وفي بقاع شتى من العالم االسالمي الشاسعة متأثرة

وقبائلهم العرب المسلمين بثقافة ومحتوى شكاًل على األولى الثالثة األجيال فترة في الجزيرة في اساس انها اإلسالم الكامل والمتكامل والخاتم لكل معينة ولفترة العربية الجزيرة إسالم أي الحقائق.. وبالتالي مكانهم لفهم تام اهمال مع الزمن، من ابتكار ثقافتهم.. أي تغليب ماض معين من الجزيرة العربية على كافة حاضراألماكن المختلفة في العالم اإلسالمي. وما نراه اليوم امتثال كامل لكافة فصائل األسالمي وعرضه، العالم في طول المسلحة العنف انها أساس على الوهابية، البداوة لحذافير المطبق اإلسالم الكامل، بينما واقع الحال هي تطبيق ألعراف الرسول كقول العربية، الجزيرة شبه قبائل وعادات »اتركوها، أي القبلية، فانها نتنة« في مطلع اإلسالم

مطعمة بشي من التيمية والوهابية فيما بعد!اال كبيرة حضارة يصبح ان اإلسالم يتمكن لم الى ووصوله العربية الجزيرة شبه من خروجه عند العراق.. في عالمية كحضارة الشام وتبلوره بالد الحضارات مراكز االخيرتان المنطقتان ومثلت كأقدم دمشق الحضري. النشاط السابقة وجسدت في وبابل وسومر أكد دور أو العالم في مدينة القاموس تاريخ في مرة الول المدنية القيم تمهيد مجاميع وما بعد. فيما بغداد حضارة أو البشري في السعودية الوهابية المرجعية ذات اليوم العنف المعتقد والتفكير والقيم وما شابه اال محاولة الرجاع

المسلمين إلى الفترة البدوية االولى لمهد اإلسالم.المدن تآكل بين وثيقة يبدو كما فالعالقة الصحراء بادية والتطرف.. اإلرهاب نسبة وارتفاع مرتع خصب لداعش وأمثالها، هل هي مجرد الصدفة )المدنية ومالي الجزائر صحراء في القاعدة وجود المتآكلة( أو حركة بوكو حرام في براري نيجيريا أو الشباب المسلم في صحارى الصومال أو وجود داعش أو الصحراء( اطراف )على والموصل الرمادي في الزرقاء مدينة أو سوريا من الشرقية المنطقة في منظري مركزية في ودورها االردن في الصحراوية المجاميع بهذه فالخطر القاعدة وداعش.. ونشطاء الجهادية ليس بنيتها التنظيمية، ولكن حالة الوعي التي تمثلها مكونًا وباء سياسيًا ينهش المنطقة غير مكترث بجغرافيتها طالما يحقق فترة تاريخية معينة

يسود فيها اإلسالم البدوي

الماضي البدوي وحواضر اإلسالم

خارج سوق الحوت في بنغازي كانت ثمة عجوز سمراء، تفترش األرض وتبيع الفول الساخن في قراطيس للمارة، إلى جانب »الكاكاوية« التي كانت تمنحني بعض حبيباتها من حين آلخر. كفان سمراوان وعروق بارزة تنبأ عن ماضي سحيق وحياة لم تكن يسيرة، يمتد الكف بمحبة لتمنح الطفل الذي كنته، حبوب الكاكاوية، إنه المذاق الراسخ في مخيلتي. تتسع األعوام.. تجري الهثة، لكن

المذاق يرقد عميقًا بين تجاويف ذاكرة الطفل. عابرون، عاطلون، موظفون، طلبة.. يشكلون معا نبض المكان، غير ان العجوز كانت محوره المخفي. تحرك المكان بعصا سحرية، عصا ال أحد يراها سوى الطفل الذي يشد قبضته على حبوب

الكاكاوية خشية من ان تنسل، بعدما انسلت االزمنة بين يديه في مفارق الغربة.

عبدالسالم الزغيبي

العصا السحرية

Page 42: الراصد التنويري ... العدد 28

42

بالغريب وأبدًا تزهو الحضارية دائمًا المدن المختلفة وابداعات بالثقافات وتتوهج اآلخر( )أو لندن وباريس ونيويورك وغيرها المتنوعة، اإلنسان اصبحت الكوزموبولتية جزءا من نسيجها، والتعددية الجمع( إلى )نسبة والجمعية تكوينها، قسمًا من من حصة تراثها. تلحظ في ذات المكان، وفي آن المكان رواد كرنفال تعكس ابداعية كثافة واحد، اآلتي من خلفيات ثقافية وأفكارهم وهمومهم لتصيغ صورة بانورامية ثقافية متعددة األلوان، بعيدًا عن لتشبك الغزو أو بالنقص الشعور أو التآمر عقلية وتحدياته.. الواقع أسئلة وتعيش الحياة نسيج الفكري كالغزو الغزو.. مرادف استوقفني وطالما أو الغزو الحضاري وغيرها في ثقافتنا، أليس معنى من المشتق السارعة، امتطاء الخيول هو الكلمة البعض، لبعضها القبائل هجوم عند البدو ثقافة

ليصبح فيما بعد جزءا من ذهنيتنا ونمط تفكيرنا.ذات ثقافية حركية دالة قيل كما والمكان عبر الحوار فعلها عن معرفية تفصح قوانين المكان. ثقافات تكوينها في وتشارك وأشكاله، وترابطه إنسانيته عن التعبير يستطيع فالغريب

مع اآلخر، وان رفض من قبل االخير لعنصريته أو الالمباالة وما شابه، ولكن لتواجده في ذات مكان

اآلخر.أو الشخصية مالمح بين الواضحة العالقة في اليومية يقطنه وثقافته الذي والمكان بعضها، االمتزاج في الشخصية وكل افرازاتها على الحياة. ثقافة وحياة المكان لها نكهتها، سلبًا أو ايجابًا، في مزاج االنسان أو »نشوة االختالط المصطنع« كما صاغها الفيلسوف الفرنسي جان بودريار أو »سفينة نيويورك، لكن لمدنية المتناقضة« في وصفه نوح تبقى القدرة على فن التفكير في األشياء وتحليلها المكان، وابن للغريب والخالقية واالبداع وتأملها في تلك عن امريكا، من أكثر اوروبا في ربما الخراب يعيش الذي لعالمنا المترحلة، المدن باكله العيش لمجرد المقدرة الموت وعدم وصناعة

ونومه فقط.. سبات حياتي ان صح التعبير.تاريخ عن شعورًا تعطي ومعماريتها المباني المدن في الشوارع والطرقات اما المكان، وثقافة اإلنسان لمستقبل مسارات إلى تحولت الحديثة واصبحت قنوات التواصل بين االماكن عبر الزمن.

وسائط النقل من السيارة، إلى القطار والطائرة تربط وثقافيًا، واجتماعيًا اقتصاديًا باآلخر، اإلنسان بدنيًا ماديًا، المشتركة االنسنة مسارات واضعة االلكتروني والبريد االنترنت عن وفيزيائيًا، فضاًل

وغيرها في ترابط المسار اإلنساني افتراضيًا. نحن ازاء ثقافة متجددة برموزها ووسائلها تسرع الحية.. لو العالم اماكن المستقبل في نحو كلها خراب قبل كبغداد المشعة مدننا تاريخ تفحصنا المغول 1258 أو االندلس لرأيت بوتقتها في تعدد اقامة الحضارات الكبرى، االجناس والثقافات في وكذا كان الحال مع دمشق وبيروت والقاهرة والعديد االمبراطورية إلى وصواًل افريقيا، شمال مدن من حاضرًا اماكننا في وعكسها وغيرها. الرومانية التي تمحي االثار الماضية بذريعة الشرع، وتدمر المسارات وتمنع الدين، بحجة والمعمار المباني الزمنية والمكانية بتهم اإليمان. إذن كيف يمكننا اقامة ثقافة المكان مع ثقافة الغائية كهذه، ثقافة خاصة بذوات مكبلة في تاريخ معين، وعقول تشيح التي الطبيعية وحركتها الحياة معنى عن بعيدًا

يلعب اإلنسان فيها الدور االساس؟

المدن الحضارية الزاهية باآلخر

Page 43: الراصد التنويري ... العدد 28

43

إصدارات

االسالم والعلمانية

يؤكد الساقي، دار عن حديثًا الصادر »االسالم والعلمانية« كتابه في االديان بين علماني دين يوجد ال انه االشمر( صالح )ترجمة روا اوليفييه التوحيدية المنزلة، فكل دين توحيدي يدعي انه ينطق بالحقيقة، وان لديه ما

يقوله في مجمل افعال اإلنسان وتصرفاته. ويشير الكاتب إلى ان المجتمعات المسلمة صنعت اشكااًل من الدنيوية خاصة بها، إذ ال شيء في آلية العمل السياسي إسالمي في ذاته، غير ان القانون واالعراف مطبوعة في الصميم بطابع اإلسالم، مؤكدًا ان اإلسالم عرف العقيدة ان إذ اجتماعية، أو سياسية نظر من وجهة سواء بالفعل الدنيوية اإلسالمية غنية ومعقدة بما فيه الكفاية للسير في اتجاهات مختلفة، حيث القرن في الكاثوليك لوضع مماثل في وضع اليوم أنفسهم المسلمون يجد التاسع عشر: يندمجون في العلمانية وفق سيرورة سياسية، اذ ان السياسي هو

الذي يحدد مكان كل من الديني والسياسي، وليس العكس.ضد الراهنة المعركة ان الى المؤلف يخلص الحقائق هذه الى استنادًا االسالم تسهم في انغالقه على نفسه، في حين ان كثيرًا من اشكال ما يعرف بأنه عودة الديني هو على وجه الدقة محاوالت للخروج من تلك الهوية المجوهرة التي تريد ان يكون اإلسالم ثقافة ودينًا وطائفة في الوقت نفسه. وما أصولية بوضع الدنيوية والعلمانية على للرد إال محاولة اشكالها، بكل االيام، هذه

الهوية الدينية في الصدارة.

الصراع واالعتراف

القواعد يناقش أكسل هونيث في كتابه »الصراع من أجل االعتراف - األخالقية للمآزم االجتماعية« الصادر عن المكتبة الشرقية في بيروت، ترجمة جورج كتورة، األسس والمنظورات الفلسفية لالعتراف بدءًا من هيغل وصواًل البنى محلاًل سارتر، بول وجان سوريل وجورج ماركس كارل الثالثي إلى

السياسية واألخالقية والذاتية للصراع من أجل االعتراف وأشكال االنكسارات ومدى انعكاسها على الهوية الفردية والجمعية.

أحيانًا األفكار وتوليدها، ووصل استنهاض بقدرته على الكتاب يتميز الحقل هذا في المتخصصين لغير بالنسبة الصعوبة من عالية درجات إلى

المعرفي الواسع والمعقد. كما التذاوتي« االعتراف »مفهوم لـ النظرية المقاربات هونيث يجادل وسوريل العمل( عبر الذات تحقيق الطبقات، )صراع ماركس صاغها )المسألة وسارتر االجتماعي( العمل النفعية، النزعات ضد )المكافحة على ويسجل الفلسفية. أعمالهم في االستعمارية( والحركة اليهودية، يستطيعوا غامضة ولم ظلت االعتراف حول خالصاتهم أن الثالثة الفالسفة

االرتقاء بها إلى مستوى تفسير أعلى.فرانكفورت« »مدرسة من الثالث الجيل إلى ينتمي هونيث ان يذكر النقدية، وترتكز اغلب أعماله إلى الفلسفة السياسية واألخالقية الهادفة إلى

تكريس االعتراف المتبادل بأشكال الحياة اإلنسانية.

النفط.. ناقوس الخطر

دار عن الصادر النضوب« وخطر النفط »ناقوس المعنون: كتابه في الفرات في بيروت، يسلط الباحث عاصم المصري الضوء على الطاقة )نفط إلى المسح بدءًا من الجنسية، لبضع شركات متعددة وغاز( كونها مملوكة اإلنتاج والتسويق وما يتبعها من صناعات، وأن ريعها يصب ويتجه إلدامة الهيمنة وإحكام القبضة على الحكام والحقول والممرات، وهو ما يعكس تفاقم

الفساد والدمار. ويؤكد الكاتب ان النفط اوجد اقتصادًا ريعيًا أسهم في وباء التضخم، ومنح القوى العالمية الكبرى قدرة التحكم بصمامات الطاقة ومسار أنابيبها وطرق نقلها.النفط بيع سعر ومكونات لمدخالت تحليله في النظر المصري ولفت الشركات بأن والعقود، والوقائع األرقام تقوله ما حقيقة إلى العربي، الخدمة ووسائل المعلومات يملك ومن والمشتري، المنتج هي النفطية البتروكيماوية، والمصانع الوقود ومحطات والمصافي والنقل واالستخراج وأن عائد البلد المنتج لم يتجاوز إبان أزمة النفط أكثر من %15 من سعر عبر العالمية البنوك خزائن إلى فورًا تسرب الدخل هذا وأن البرميل، بيع العملة. سعر وانخفاض والحماية، التسليح ونفقات االستهالكي التبذير ونبه المؤلف إلى أهمية امتالك الشعوب لمواردها، وجعل الطاقة أداة بناء ال

وسيلة دمار.

Page 44: الراصد التنويري ... العدد 28

44

الحداثة والقرآن

مجتهد ومحمد سروش عبدالكريم اإليرانيين الكاتبين على اعتمادًا شبستري، عالوة على محاضرات ألحمد القبانجي، ينطلق كتاب سعيد ناشيد »الحداثة والقرآن« الصادر عن دار التنوير، ليؤكد أن مسألة اختالف التأويالت

ال معنى لها إذا لم نقم بتحييد القرآن داخل البوتقة اإليمانية –اإلسالمية.ويؤكد ناشيد أن هذه المقاربة للقرآن ال تعني بأي حال من األحوال االنتقاص من الذات اإللهية، فالقرآن »خطاب نسبي أمام إطالقية الذات اإللهية، ومحدود أمام المحدودية العوالم الممكنة«. بل إن االنتقاص يكون فعليًا عند »تقديس النص« بدل »تقديس الله« بحيث يصل إلى درجة »عبادة النص« كما يفعل

السلفيون والمتطرفون، بل وحتى المعتدلون بهذه الدرجة أو تلك.يدعو الكاتب إلى تكريس االعتدال باعتبار أن المسلم العادي ال يميل إلى خطاب التشدد. وفي المقابل ينتظر الناس سماع خطاب معتدل وواضح على ناشيد دعوة وتقوم بعد. ليس أو الواقع في متوافر غير وهذا أيضًا. إبراهيم واختتامًا من ابتداء التوحيدية األديان طول على يمتد اإلسالم أن بمحمد )ص( ناسفًا في الوقت ذاته مفهوم التأويل اللغوي، ليكرس بداًل منه صيغة شبه - صوفية للدين تكون فيها األولوية للروح الشعرية التي أقصاها اإلسالميون من الحقلين الديني والالهوتي فاتحين الباب على مصراعيه أمام

الكهنة وتجار األوهام.

الموت األسود

داعش تنظيم سيطرة إثر وبلداتهم قراهم من اإليزيديين تهجير يعد اإلرهابي على الموصل، الكارثة اإلنسانية األهم التي شهدها هذا القرن. ورغم استعادة مناطق واسعة من محيط جبل سنجار، ما زال مركز قضاء جبل سنجار أن إلى الرسمية االرهابي. وتشير اإلحصاءات غير التنظيم خاضعًا لسيطرة عدد النازحين اإليزيديين يبلغ 75 بالمئة من مجموع الطائفة وتعيش النسبة

الباقية تحت قبضة »داعش« أو في مناطق خارج العراق.في اإليزيدية نساء مآسي األسود: »الموت المعنون: كتابه في يوثق العراق، دهوك، في خاني مطبعة عن الصادر داعش« قبضة اللواتي اإليزيديات شهادات دوملي خضر العراقي اإلعالمي مع المقابالت أجريت وقد داعش. من الهروب من تمكن

السورية. الرقة مدينة أو الموصل أو تلعفر من الهاربات الناجيات جاء خطف اإليزيديات من سنجار ضمن خطة ممهنجة، تضمنت مراحل عدة، كما يؤكد دوملي، حيث أشارت التقديرات األولية إلى ان أكثر من 5 االف امرأة نشطاء لمعلومات وشهادات جمعها وفقًا اختطفهم »داعش« إيزيدي وطفل الجهات من آخر وعدد النازحين، وجود وأماكن المخيمات من وناشطات 400 من أكثر في اإلعدام حكم نفذ والمراكز والمؤسسات والشخصيات. سنجار، مدينة جنوب كوجو قرية مجزرة من نجوا عيان بحسب شهود رجل العوائل. بغية تشتيتهم وتفتيت الى مواقع مختلفة النساء واألطفال وُنقلت تبرز الشهادات التي أدلت بها الفتيات الناجيات حجم المآسي التي تعرضن لها. عوائل تحويل إلى الكاتب يلفت العبيد«، زمن »عودة عنوان وتحت المناطق »داعش« ضمن لقيادات تابعة مزارع ومعامل في عبيدًا بكاملها النساء سبي خالل من اإلرهابي التنظيم سعى عليها. سيطروا التي أمرائه وتجنيد على المختطفات توزيع أمرين: تحقيق إلى األطفال وخطف تلقيهم األطفال شهادات تبرز حيث مقاتلين، ليصبحوا األيزيديين األطفال اإلرهابي. بالتنظيم خاصة ومدارس مراكز في السالح على تدريبات تأتي أهمية الكتاب من أنه يوثق ألبشع الجرائم المرتكبة بحق اإليزيديات، يؤرخ أرشيف رسمي تأسيس عبر تحتاج الستكمال متواضعة ويعتبر خطوة

لمأساة اإليزيدية أحدى أقدم الديانات في العالم.

صناعة اإلرهاب

الطاغية/ المرشد/ ـ وُصناعه »اإلرهاب كتابه في حرب علي يعلن فلسفة إلى انتماءه ناشرون، ـ للعلوم العربية الدار عن الصادر المثقف« الكلمة واالشارة، في العبارة والداللة، بين تميز التي التفاضلي، االختالف

المنحى السيميولوجي النتاج المعنى النقدي.تساؤله عن عالقة بالعنف. وفي كتابه األصولية مقدمة يربط حرب في والمنظمات للحركات نقدية مطالعة الكاتب يقدم واالرهاب، االسالم االسالمية، كذلك للمفردات المعتادة في التراث االسالمي، فضاًل عما جرى

تعريبه أو تركيبه من جانب الغربيين من مصطلحات.األزمة مع تعاطوا قد العربي المثقف سيما ال العرب، بأن حرب ويرى جديد، من التشكل في آخذ عالم في حاًل المشكلة حسبوا إذ بالمقلوب، من مختلفة وأساليب واشكال انماط لوالدة اآلفاق معها تنفتح بصورة برأيه والرهان التقدير والتدبير. أو التأليف والتركيب أو التخيل والتفكير هو االنخراط في المناقشات العالمية الدائرة، على وقع التحديات الجسيمة العالمي. الشأن إدارة إليه تحتاج ما صوغ أجل من الهائلة، والتحوالت ولكن ماذا عن التأثير الخارجي؟ يعترف حرب في نهاية كتابه حين يتساءل: بمحاربته. سيقوم الذي هو واستثمره ودعمه ورعاه اإلرهاب صنع من هل هو واإلرهابي محلية، حرب إليه بالنسبة اإلرهاب، صناعة تظل ذلك، مع صنيعة المؤسسة الدينية فقط، وبالرغم من تحميل األصوليين مسؤولية خراب

البالد والعباد باعتبارهم صناع اإلرهاب أواًل وأخيرًا.

Page 45: الراصد التنويري ... العدد 28

45

الطائفية في العالم اإلسالمي

يتناول كتاب »الطائفية في العالم اإلسالمي« تحرير وتقديم ومشاركة د. فؤاد كاظم جابر، الظاهرة بمستويات عدة في محاولة للوصول إلى تحقيق قدر تكوين زوايا إلى للنظر عبر مشاركة متخصصين الصحيح، الفهم من أكبر النمطية الصورة االعالمي وبلورة السياسي والتوجه الشعبي والفعل الوعي الكتاب احتواها التي البحثية المساهمات االسالمية. المجتمعات بين 2013 )أبريل( نيسان في عقد مؤتمر إلى المقدمة األوراق باالساس هي الديني الخطاب اإلسالمي.. العالم في الطائفية »المشكلة عنوان: تحت والسياسي«. ضم الكتاب ثالثة محاور، جاء المحور األول بعنوان: الطائفية: الظاهرة، الجذور، األسباب، ساهم فيه: د. عبد علي سفيح الزم، د. عبدالحسن األمين، د. رشيد الخّيون، فيما كان عنوان المحور الثاني: نماذج من الخطاب الطائفي، شارك فيه: د. حمزة الحسن، د. محمد نعمان مقبل النعماني، د. يسرى بن الهذيلي، د. عباس جعفر اإلمامي. اما المحور الثالث فكان بعنوان: تحليل الخطاب الطائفي، وضم مساهمة كل من: د. نصر الدين بن غنيسة ود. فؤاد جابر كاظم. واختتم الكتاب بسرد سيرة الباحثين المشاركين. الكتاب من

اصدار مركز الدراسات االكاديمية الشيعية.

غمامة السالم

ماري جان الفرنسي والمفكر للسياسي السالم“ ”ضباب كتاب يطل جويهينو، الصادر باللغة االنكليزية عن مؤسسة بروكنغز في نيويورك، على

قضايا الحرب والسالم من منظور القرن الحادي والعشرين.وقد الكتاب، هذا مادة منها تتألف التي عشر االثنا الفصول تتوالى عالمنا خارطة عبر الدولية، السالم حفظ عمليات لتحليل المؤلف خصصها وحتى ،2001 سبتمبر من عشر الحادي حادثة بعد أفغانستان من ابتداء الراهنة، بعد مرحلة حافلة المرحلة التي ما برحت ماثلة حتى السورية الحالة قوامها ثماني سنوات كاملة أمضاها وكياًل لألمين العام لألمم المتحدة، مسؤواًل

عن عمليات حفظ السالم التي كان يتم االضطالع بها على الصعيد الدولي.خالل كبرى، عالمية لقوى االنفرادي التصرف أن كيف المؤلف ويوضح السنوات األولى من األلفية الراهنة، أدى إلى نشوء أجواء من التوتر بين هذه القوى واألمم المتحدة والتي كان من عواقب هذه الفجوة أن دفع العالم ثمنًا االستقرار من بحياة تنعم أن في الشعوب آمال غماره في تبددت فادحًا،

وترفرف عليها رايات السالم، الذي ال تزال تلفه غمامات من ضباب السالم الذي يحلم به البسطاء والفقراء والمهمشون، ولكنه ال يزال أقرب إلى سراب بعيد عن التحقيق، على نحو ما يومئ إليه عنوان الكتاب، بل تزيد من وطأة هذا الشعور باإلحباط حقيقة أن آمال السالم كانت أكثر من متقّدة في وجدان

الماليين من سكان عالمنا قبل عقود قليلة ماضية.

حقيقة اإلسالموفوبيا

الصادر عن كتابه »اإلسالم والجمهورية والعالم« في آالن غريش يبين دار الساقي، ترجمة جالل بدلة، أن ثمة إسالموفوبيا حقيقية تجتاح الغرب، لكن هذا الرعب من اإلسالمويين، وهو ليس في الواقع سوى إرث الكولونيالية التصاعد غريش ويعيد األوسط. الشرق على االمبريالية القوى وهيمنة على 2001 )سبتمبر( ايلول 11 اعتداءات إلى المبادئ هذه اعتناق في نيويورك. مؤكدًا إنه ال ريب بأن هذه االعتداءات أطلقت العنان للحديث سلبًا

عن اإلسالم، وتسمية اآلخر بالعدو.

الفالسفة والحب

»الفالسفة المشترك عملهما في لومونييه وماري النسوالن أود تطرح »دار عن الصادر بوفوار« دو سيمون إلى سقراط من الحب والحب: حيث الفالسفة، عرفه كما الحب موضوع مندور، دينا ترجمة التنوير« باستثناء مضطربة، عشقية لحاالت نماذج الفرنسيتان الباحثتان اختارت بعدما المطلق«. »الحب في التائه كيركيغارد الدنماركي الفيلسوف متمايزة. ازمنة في الفالسفة عاشها العشق من عدة حاالت على مرتا

بول وجان أرندت، هايدغر وحنة مارتن الثنائي على الضوء الكتاب سلط سارتر وسيمون دي بوفوار، الذي شكل عالمة فارقة في الكتاب تخللها الحب خالص. حب ثمة يكن لم اإلنسانية. الفالسفة والروابط خطاب في والكره جريمة عدم االخالص حضرت وإن ظهرت »المرأة الفيلسوفة« كحضور عشقي الحيوية والحسية النزوات تأسست هذه لدى هايدغر وسارتر. منتج لألفكار بعدما زواجه على هايدغر حافظ المتحضرين«. »الفالسفة بين اتفاق على فوارق زوجته عن تفصله كانت كثيرات. نساء الفلسفي لسحره استسلمت

طبقية. وصفتهما أرندت بأنها حالة كالسيكية من االرتباط النخبوي. وتعبر عن الحب عن حيوات متداخلة ومعقدة، الفالسفة مع تنم قصص أنماط عشقية ال تكتسب صفة الفرادة بقدر ما تعكس طبقات النفس البشرية.

Page 46: الراصد التنويري ... العدد 28

46

اثر تعرضه لمجموعة ال يأتي ذكر مفردة اإلصالح في مجال ما، إال نتيجة حتمية وحل مطلوب لمعالجة امر ما، متغيرات بلغت مع الزمن مرحلة ال بد له معها من الّتغير، أو إلفتقار األساس لعوامل الحماية، أو لخلل تتضح مالمحه مواكبته دون تحول عقبة إلى يتحول بدوره والذي واإلقتصادية، واإلجتماعية السياسية العوامل تطور مع جلّية إلى أو ودينية، أخالقية ضوابط أي من الخالي والتحرر الرفض في للمغاالة إما تالياً لتدفعه المجتمع، إلحتياجات التطّرف المقيت الذي يّتصف بالجمود ورفض اآلخر وتجريمه لمجرد اإلختالف، لنحصد بيئة بمزيج متضارب ومتناقض أو سلبياً، وإما متطرف يعاني من فقدان حالة الوسطية، فأما العلماني المنتفض ضّد أي موروث سواء كان إيجابياً

متشبث بفكر أو معتقد رافضاً ألي لغة للتفاهم أو التعايش السلمي مع من يخالفونه في إنتمائه.ولمحاولة إيجاد الحلول ال بد من وضع اليد على موضع األلم، وذلك بالعودة إلى الّلبنة األساسية لمناهجنا الدينية الدراسية التي تعاني من كونها ذات طابع نمطي، وخالية من لغة التحفيز وإستثارة التساؤالت، وتعاني أيضاً من جمود يجعل من المتلقي آلة حفظ صماء دون تحريض لقدراته الفكرية على المقارنة والبحث، لغة المسار الواحد، فينتفي

عند المتعلم وجود مسارات أخرى تخدم الغاية السامية نفسها وإن كانت ال تتقاطع معه بما يشاكله أو يشابهه.الثواب وترتكز على فكرة الضوء على تشريعات مؤّطرة محددة األعم يسّلط الغالب المتبع في الديني المنهج والعقاب والوعيد لمن يخالفها، لذلك نجد أغلب هذه التشريعات ليس لها إرتباط بجوهر الدين، وإنما بمن يفسره على هواه، مستنداً إلى فكرة الحقيقة الواحدة المطلقة غير القابلة للتجديد أو حتى للنقاش، خالية من المرونة المطلوبة لنشهد ظاهرة اإلصطدام بالواقع. إذ أن تلك المبادئ التي يٌرفض المساس بها كانت تناسب مرحلة تاريخية معينة لها

أسبابها ومبرراتها وبيئتها التي تناسب تشريعها.ولكي يتم تحصين مجتمعاتنا ضد هذه اآلفة الخطيرة وتقليل حجم الهوة المتصدعة، ال بد من حزمة إصالحات الصعب باللفظ الدينية المعلومة سرد تعمد عن واإلبتعاد المتبعة، الدينية المناهج تحديث إلعادة شاملة

والعودة التعصب لغة عن االبتعاد كذلك التأويالت، يحتمل الذي والمبهم إلى علم األصول األساسي، والكف عن محاكمة اآلخرين بناء على أفكارهم ومعتقداتهم.. وهذا ال يعني إلغاء هويتنا، وإنما صقلها بما ال يتعارض مع

المفاهيم األساسية.لكل متاحة كأدوات والقياس واإلجماع اإلجتهاد باب فتح بالمقابل الدين وجعلها حكراً عليه، طالب علم متخصص، وعدم حصرها برجل

فتغدو بذلك الرقابة من الجميع على الجميع، ويغلق باب العبثية في اإلفتاء بسبب غياب الرقيب والمحاسب.

نتائج هذا اإلصالح تتضح جلياً على المدى الطويل وكنتائج متدرجة، إذ إن عملية البناء، كما يعلم الجميع، ليست بتلك

على األطراف، كل جهود تظافر إلى وتحتاج السهولة العكس من عملية الهدم التي تحدث في طرفة عين.

إسالمي بفكر إصالح إلى بحاجة نحن مستنير يتسق مع العقل، ويحقق الروح السمحاء والمنهج الوسطي المعتدل الذي ال يعادي العلم والمرأة واألديان األخرى، إضافة إلى مزج العلم مع على التهم إلقاء عن والكف اإلسالمي، التشريع

اآلخر، واإلبتعاد عن نظرية المؤامرة.هذه تجاوز على قادرين سنكون فقط بهذا بفكرهم شبابنا تحصد التي الخطيرة اآلفة

وأرواحهم

دئهـا

وت صـ

ر بكـا

وضع اليد على موضع األلمأفـوالء فيصل

Page 47: الراصد التنويري ... العدد 28

• A Non-profit organization based in London-United Kingdom. We depend primarily, inimplementing activities across the world, onestablishing working partnerships with non-governmentalorganizations thatshareourvisionandgoals.

• The International Forum for Islamic Dialogue(IFID)believesthatthewaytoabetterfutureforMuslimsliesthroughtheeffortsofmodernizationand enlightenment which renew a soundrelationship between Muslims and their currentgeographicallocationinadditiontotheirheritage.

• Thus,IFIDconcentratesprimarilyondevelopingacultureofdialogueamongMuslimsthemselves,and aims tobuildbridgesbetween the trendsofmodernization in contemporary Islamic thoughtacross the world and create opportunities fordialoguebetweenthem.

• IFID believes that attempts tomodernise Islamcannot be effective without understanding theMuslim mind (in the current time), but alsobelievesthattheapproachtotheMuslimmindnotbe effective without approaching the religiouscomponent, leadingthustoaneedtore-readthefounding text for this religious component andspecificallytheHolyQuran.

• IFIDalsoattemptstobridgethegapbetweentheeliteandsocialchangebyadoptingamethodoftrainingworkshopsbasedoncontemporaryvaluesand methods of empowerment, modernization,andeffectivecivicparticipationinpublicaffairs.Toachievethisgoalitusesparticipatoryworkshopsthat target the basic foundations to plant thesevalues and approaches to the elements of civiccultureingeneralamongcontemporaryMuslims,especiallyyoungergenerations.

CurrentActivities1. IFID developeda course for skills “Success in a

changingworld”, aimed at youngMuslims fromvaryinganddifferentbackgrounds.

Trainingsessionsadoptthelatesttrainingmethodson thedevelopmentof thinkingskillsandraisingtheefficiencyofperformanceontheindividualandcommunity levels.The approach is characterizedbyauniquecomponentoftheimpactofreligiousthinking and behaviour of the individual andgroups.TheForumhas twoprograms (TheArabProgramme for Arabic-speaking countries) and(The English Programme for Britain and theEnglish-speakingcountries).

2. IFID established and supervises the work of anetwork of volunteers involved in the trainingsessiononskillsfor“Successinachangingworld”,

which includes members from Egypt, Iraq,Morocco, Sudan, Tunisia, Algeria, Bahrain, andLebanon. And the Network is to pursue thedevelopment and implementation of trainingprogramsinthecountriesconcerned.

3. IFIDpublishesanddistributesaArabicmagazine“Al Rassid Al Tanweeri” or the “EnlightenedMonitor”andamagazine((Islam21))inEnglish.ThemagazinesareconcernedwithmonitoringthelatestversionsofenlightenedthoughtintheIslamicworld.

4. IFIDestablishedawebsiteinArabicandanotherin English to monitor the latest versions ofenlightened thought in the Islamicworld and thewebsiteisupdatedregularly.

www.ifidonline.com/m1.5. IFIDestablishedaWebsitededicatedtoitsTraining

Course Network in the Arab region (Skills forSuccessinaChangingWorld).ThewebsitehasanArabic news section that includes documentationofvisits to thecountriesconcernedinadditiontotheGraduateForum.

6. IFIDestablishedaWebsitededicatedtoitstrainingcourse programme for skills to “Success in achanging world” that includes an English newsnetworkanddocumentationofthetrainingcoursesinBritainandEuropeinadditiontotheGraduateForum.

7. IFID organizes educational/ social trips forgraduatesof trainingcourses inLondon -UnitedKingdom.

8. IFIDfoundeda(ResearchUnit)forthepurposeofresearch and issuing papers on the educationreceived by Muslims in the West from officialsources(governmentschools)andinformal(civil,educationalinstitutions,mosques,etc.).

9.IFIDorganisesseminarsforresearchersandthoseinvolved in the affairs of efforts to modernizereligious thought and public education andeducationforMuslimgenerations.

PastActivities:1.“FridayNotes”Entriesaregenerallyarticleswritten

byMuslims from several countries, on issues ofcontemporary Islamic concern.These articles aresentbye-mailonFriday,toalltheparticipantsinoursite.

2. Hosting seminars dealing with specific aspectsrelated to the current rate of Muslims and thedissemination of the proceedings and the resultsandsubmittingthemtoindividualsororganizationsconcerned.

3. “Islam youth 21” publications,which focuses ontheIslamicidentityofMuslimyouthperspective.

The International Forum for Islamic Dialogue (IFID)

Page 48: الراصد التنويري ... العدد 28

Al-Rasid Al-Tanweeri P. O. Box: 5856, London WC1N 3XX, United Kingdom Phone: (+44) 20 7724 6260

[email protected]