· Web view- البخاري ، ج4، ص1704. وقد أحسن ابن عيينة في قوله...

223
ِ ث ي حد ل واِ ن را لق ا ي فُ ث ي لغ واُ ر مط ل ا

Transcript of  · Web view- البخاري ، ج4، ص1704. وقد أحسن ابن عيينة في قوله...

والحديث القرآن في والغيث المطر  

والحديث القرآن في والغيث المطر  

المطر والغيث في القرآنوالحديث

دراسة بالغية أسلوبية

والحديث القرآن في والغيث المطر  

والحديث القرآن في والغيث المطر  

الدكتور

والحديث القرآن في والغيث المطر  

خليل محمد أيوب

والحديث القرآن في والغيث المطر  

المطر والغيث في القرآن والحديثدراسة بالغية أسلوبية

 ملخص البحث:

�تعمال لفظي �� المطر يتناول هذا البحث بالدراسة المعمقة اس�ف عنوالغيث في الق,,رآن والح,,ديث��ك الكش��ا من ذل� مبتغي

والحديث القرآن في والغيث المطر  

�ائص ��رآنيالبالغي,,ة واألس,,لوبيةالخص��تعمالين: الق� لكال االسوالنبوي.

�ه كتب� �ا ذكرت��رض لم��د ع� ولبلوغ هذا الهدف ابتدأ البحث بتمهي�ر والغيث، وذل�ك��ة بين لفظي المط �روق داللي��ة وغيره�ا من ف� اللغ�ريم، ثم��القرآن الك��اص ب��و خ��ا ه��له عم��وي، وفص��و لغ� لتعيين ما ه�ذين��ديث له��رآن والح��تعمال الق��ر في اس��ل البحث إلى النظ� انتق�ير��اء واالف�تراف في التعب��ه االلتق� اللفظين بغي�ة الوق�وف على أوج

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ياق ���ا، والس��ا، وتأمل لغتهم��تقراء مادتهم� عنهما، وذلك من خالل اس�تي��ائج ال��رز النت�منت أب ���ة ض��ه، وانتهى البحث بخاتم��ا في� الذي جري

توصلت إليها الدراسة.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

والحديث القرآن في والغيث المطر  

أوال- توطئة: ما الفرق بين لفظي المطر والغيث في اللغة؟ وكيف

استعملهما القرآن والحديث؟ وهل ثمة فرق بين االستعمالين أو اختيار المطر تارة والغيث تارةأنه ما من فرق؟ وما السريرة وراء

أخرى؟ أسئلة سنحاول اإلجابة عنها في هذه الدراسة، وحتى نجيب

عنها على نحو مرض مقنع يجب أن نقف ابتداء على قول المعاجم

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وغير المعاجم في شأن هذين اللفظين، ومن ثم نلج قلب العمل، لنالحق لغة اللفظين في القرآن والحديث، وننظر في المعاني التي

جريا في سياقتها. ولكن قبل أن نسلك ذلك السبيل يحسن أن ننبه على أمر

، وهو أن )القول بداللة خاصة للكلمة القرآنية ال يعني تخطئة مهم سائر الدالالت المعجمية، كما أن إيثار القرآن لصيغة بعينها ال يعني تخطئة سواها من الصيغ في فصحى العرب، بل يعني أننا نقدر أن

والحديث القرآن في والغيث المطر  

لهذا القرآن معجمه الخاص، وبيانه المعجز. فنقول: إن هذه الصيغة

والحديث القرآن في والغيث المطر  

أو الداللة قرآنية، ثم ال يعترض علينا بأن العربية تعرف صيغا

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1ودالالت أخرى للكلمة.(

ثانيا: المطر والغيث في كتب اللغة وغيرها:- المطر:1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

جاء في العين: المطر: االسم )وهو الماء المنسكب من السحاب( والمطر: فعله.... ومطرتنا )السماء( تمطرهم مطرا،

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1وأمطرتهم )السماء( وهو أقبحهما. وأمطرهم الله مطرا أو عذابا.(

ولعل في قول الخليل: )وهو أقبحهما( داللة على تفرقة ما بين )مطر( و)أمطر(، )فمطر( لها عنده - فيما أرى- داللتان: داللة على الخير، وداللة على العذاب. يقوي القول بداللة الخير تفسير الخليل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

، ويقوي القول بداللة1الغيث في موضع آخر من العين بلفظ المطر العذاب قوله: )أقبحهما( فالقبح كائن في )مطر( و)أمطر(، ولكنه في الثانية أقوى وأعلى، وأما )أمطر( فال داللة لها عنده إال على

العذاب، يدل على ذلك قوله بعدها: )وأمطرهم الله مطرا أو عذابا( وكأني بصاحب العين ينظر في القرآن، يتأمل كيف استعمل

�بيل8،ص2- التفسير البياني، د.عائشة عبد الرحمن، ج1��رآن على س��رق الق� . ف

والحديث القرآن في والغيث المطر  

)أمطر(؟ أو كأني به ينظر إلى قول ابن عيينة: )ما سمى الله في 1القرآن مطرا إال عذابا.(

وأما أبو عبيدة معمر بن المثنى ففرق بين )مطر( و)أمطر(، بأن جعل األولى للرحمة والثانية للعذاب، إذ قال في تعليقه على

ماء(( األنفال: :32قول الله تعالى: ))فأمطر علينا حجارة من الس

�دنيا،� المثال بين النعمة والنعيم، )فاطرد مجيء )نعمة وأنعم ونعماء( في نعم ال

والحديث القرآن في والغيث المطر  

)مجازه أن كل شيء من العذاب فهو أمطرت باأللف، وإن كان

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1من الرحمة فهو مطرت.( ولكن ابن حجر العسقالني تعقب كالم أبي عبيدة بقوله: )وفيه

وهذا تعقب من ابن حجر صحيح؛ إذ ال دليل لتلك التفرقة2نظر( غير استعمال القرآن )أمطر( في العذاب دون )مطر(، وهذا ال ينهض دليال؛ ألنه استعمال خاص بالقرآن وليس من الصواب -

والحال كذلك- أن نمده إلى غيره، وأن نجعله حاكما على اللغةكلها.

�اني، ج��ير البي��اآلخرة. التفس�ا ب ���ذلك مجيء )نعيم( خاص��رد ك� .214، ص1واط

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وإلى هذا الدليل القرآني الذي ركن إليه أبو عبيدة استند الفيروزآبادي في قصر أفعل على العذاب يقول رحمه الله:

في العذاب.( وذهب إلى ذلك ابن1)وأمطرهم الله: ال يقال إال . ولكن الراغب األصفهاني كأنه استضعف3 والزبيدي2منظور

التفرقة بين )مطر( و)أمطر( على نحو ما حكى أبو عبيدة؛ إذ صدر هذه التفرقة بقوله: وقيل. يقول الراغب رحمه الله: )وقيل: إن

)مطر( يقال في الخير، )وأمطر( في العذاب. قال تعالى:�رحمن ص ��د ال��ة عب��دكتور عائش��رآن ال��اني للق��از البي�-235وانظر أيضا اإلعج

والحديث القرآن في والغيث المطر  

173 المنذرين.( الشعراء: مطر عليهم مطرا فساء وأمطرنا) عليهم وأمطرنا) فانظر كيف كان عاقبة المجرمين.(مطرا

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فأمطر )74 عليهم حجارة.( الحجر:وأمطرنا )84األعراف:

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ماء.(األنفال: 1 (32علينا حجارة من الس وذهب أناس آخرون إلى عدم التفرقة بين )مطر( و)أمطر(، وأنهما بمعنى واحد. يقول ابن منظور: )وأناس يقولون: مطرت

2السماء، وأمطرت بمعنى.(

- الغيث: 2

236 .

والحديث القرآن في والغيث المطر  

. ]يقال[: غاثهم الله، وأصابهم غيث. والغيث:1)الغيث: المطر الكأل ينبت من المطر، ويجمع على الغيوث. والغياث: ما أغاثك الله

والحديث القرآن في والغيث المطر  

2 )وقيل إن األصل: المطر، ثم سمي ما ينبت به غيثا.(1به.( وواضح مما ذكرته المعاجم أنها ترادف بين لفظي الغيث

والمطر، وأنها لم تذكر فرقا بينهما. ولكن تأمل كالم هذه الكتب على المطر والغيث يفضي بنا إلى تفرقة تقول: إن المطر أعم من

الغيث، إذ المطر يكون رحمة، ويكون عذابا، وأما الغيث فرحمةخالصة.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وإلى اختصاص الغيث بالرحمة أشار الزبيدي بقوله: )وقيل: هوافع؛ ألنه يغاث به الناس.( 1المطر الخاص بالخير، الكثير الن

ولكن ال بد من التذكير بأن معنى العذاب الذي لحظته المعاجم في المطر ليس من استعمال العرب، وإنما هو استعمال قرآني،

خاص بالقرآن؛ فالمطر حين يطلق عند العرب يتمحض للداللةعلى الخير والرحمة.

-341، ص13. وانظر: تهذيب اللغة، األزهري ج425، ص7 - العين، الخليل، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

مة وقد روت كتب اللغة والمعاجم خبرا ذا شأن عن ذي الر حول المطر والغيث، ولكنها لم تعلق عليه، واكتفت بروايته عن

راويه، ولو أنها نظرت في هذا الخبر، ودققت في لغته لوقفت على تفرقة مهمة تكشف عن حقيقة استعمال العرب لفظي الغيث

والمطر. وذلك الخبر رواه األصمعي، يقول رحمه الله: )أخبرني عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو ابن العالء، قال: سمعت ذا

والحديث القرآن في والغيث المطر  

مة يقول: قاتل الله أمة بني فالن ما أفصحها! قلت: كيف كان الر

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1 ما شئنا.(غثنا عندكم؟ فقالت: المطر

فالمرأة في هذا الخبر تؤثر لفظ الغيث على لفظ المطر الذيمة، فيستحسن منها ذلك أشد االستحسان، وال نطق به ذو الر

معنى لذلك االستحسان سوى أن المطر يفترق عندهما عن الغيث،وأن الغيث أولى باإلطالق في مثل حالهما.

والذي يلوح لي أن قوم المرأة كانوا في مسيس الحاجة إلى ماتهم، فناسب هذه الحال أن يطلق لفظ يروي ظمأهم، ويطفئ غل

�اد، ج342��رب، ابن171، ص9. المحيط في اللغة، الصاحب بن عب��ان الع� . لس

والحديث القرآن في والغيث المطر  

الغيث ال لفظ المطر. ولكن ذلك ال يعني البتة أنه ال يصح إطالقمة، وإنما المعنى أن ذلك لفظ المطر في مثل حال المرأة وذي الر

اإلطالق مغسول من الفصاحة والبالغة؛ ألنه ال يصور لنا مشاعر الناس وأحاسيسهم، وال ينقل لنا تطلبهم الماء، وال تلهفهم لنزوله.

وكيف يتصور أنه ال يصح إطالق المطر، والعرب تسمي )المطر؟ كما عند ابن عيينة1غيثا( مة ذاته ابتدأ كالمه مستعمال بل إن ذا الر

المطر داال على الغيث.منظور )م ط ر(. تاج العروس، الزبيدي )م ط ر(.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ولعله بقي لنا أن نلحظ قرب لفظة الغيث من الغوث، وكأن األصل وفقا للدكتور حسن جبل )الغيث الماء، ويزكيه أنه هو

الحياة... فيمكن أن ندعي أن األصل في االستغاثة طلب الماء حقيقة، ومن هذا نقلت إلى طلب الرفق والرحمة، وهما مناسبان

للماء؛ فكالهما رقة كما أن كليهما إبقاء على المستغيث ونجدة له.د هذا بقوله تعالى: ))وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل وربما يؤي

والحديث القرآن في والغيث المطر  

راب وساءت مرتفقا(( الكهف: . هم29يشوي الوجوه بئس الش

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1يطلبون ماء، فيؤتون بماء، لكنه كالمهل.(

. مستدرك الجزء الرابع مطبوع في نهاية الجزء الثامن.440، ص4 - العين، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ثالثا: المطر والغيث في القرآن الكريم:- المطر في القرآن:1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ورد لفظ المطر في القرآن في تسع آيات، سبع منها كان

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1مطرها)مطر حجارة سواء أكان تصريحا أم فهم من السياق(

وهذه هي اآليات: فانظر كيف كان عاقبة المجرمين((مطرا عليهم وأمطرنا))

.84األعراف:هم إن كان هذا هو الحق من عندك )) فأمطروإذ قالوا الل

ماء أو ائتنا بعذاب أليم(( األنفال: علينا حجارة .32 من الس.1704، ص4 - البخاري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

من سجيل((عليهم حجارة وأمطرنا))فجعلنا عاليها سافلها .74الحجر:

تي )) وءولقد أتوا على القرية ال أفلمأمطرت مطر الس.40يكونوا يرونها بل كانوا ال يرجون نشورا(( الفرقان:

المنذرين(( الشعراء:وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر))173.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

المنذرين(( النمل:وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر))58.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

، وهما:1وثنتان منها كان المطر فيهما )بمعناه العادي( أو كنتمأذى من مطر))... وال جناح عليكم إن كان بكم

ه أعد للكافرين مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الل.102عذابا مهينا)) النساء:

ذا عارضفلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا )) ه بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم(( األحقاف:ممطرنا

24.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ولعل ابن عيينة أول من تأمل أسلوب آيات المطر، وأرجع نظره في بنيانها، فخرج على الناس بقول شاع فيهم، قال فيه: )ما

سمى الله مطرا في القرآن إال عذابا، وتسميه العرب الغيث كمال الغيث من بعد ما قنطوا( ذي ينز 2 الشورى:1قال تعالى: )وهو ال

. ولكن تعقب ذلك القول )بورود المطر بمعنى الغيث في القرآن8 فالمراد102في قوله تعالى: )إن كان بكم أذى من مطر( النساء:

. 245، ص1 - مجاز القرآن، أبو عبيدة، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

به هنا الغيث قطعا. ومعنى التأذي به: البلل الحاصل منه للثوب 1والرجل، وغير ذلك.(

وتعقب القسطالني ذلك التعقيب، وانتصر لقول ابن عيينة. يقول رحمه الله: )فإن المراد به المطر قطعا، ونسبة األذى إليه

بالبلل والوحل الحاصل منه ال يخرجه عن كونه مطرا، وتسميه

.308، ص8 - فتح الباري، ابن حجر، ج2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ل الغيث من بعد ما ذي ينز العرب الغيث، وهو قوله تعالى: ))وهو ال

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1قنطوا(( وثبت قوله: وهو الذي في الفرع، وسقط من أصله.(

وقد أصاب القسطالني في رده ذلك التعقيب على الرغم من أن مطر هذه اآلية - كما قال المتعقبون - مطر غيث ال مطر عذاب وإهالك؛ وذلك ألن الناحية التي كان القرآن ينظر من خاللها ليست

والحديث القرآن في والغيث المطر  

غيث الناس أو إهالكهم، وإنما ما نزل بالمقاتلين من أذى المطر،

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فناسب ذلك أن يؤتى بلفظ يناسب هذه الحال.1)وإن كان يسيرا( ولكن هل تصويب رد القسطالني على ابن حجر معناه صحة

.القول ابن عيينة؟ والجواب عن ذلك: فالذي يظهر لي أن ما يعكر قول ابن عيينة ليس آية النساء

فلما رأوه عارضا مستقبل))التي تعقب بها، وإنما آية األحقاف ) أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها

عذاب أليم(( - القاموس المحيط، الفيروزآبادي )م ط ر(. تاج العروس )م ط ر(.1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وال يرد هذا الذي أذهب إليه أن يقال: إن لفظ المطر في آية األحقاف وارد في سياق العذاب؛ وذلك ألن الزاوية التي يجب أن ننظر من خاللها إلى استعمال لفظ المطر في هذه اآلية ليس ما آل إليه حال الكفار مع العارض الذي رأوه، وإنما كيف نظروا إليه

لحظة ظهوره لهم؟ إذ استبشروا به خيرا، ورأوا فيه الرزقوالنعيم.

- لسان العرب )م ط ر(2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وقد رأيت اإلمام الطبري رحمه الله يفسر المطر في آية األحقاف بالغيث. يقول رحمه الله: )) قالوا هذا عارض ممطرنا((

1ظنا منهم برؤيتهم إياه أن غيثا قد أتاهم يحيون به.(د صحة هذا التفسير النظر فيما أعقب قولهم، في قوله وما يؤك تعالى:)بل هو ما استعجلتم به...(، فقد أضرب القرآن عن قولهم، وجاء بكالم مستأنف كشف لهم فيه عن أن ما توهموه خيرا ليس

- تاج العروس )م ط ر(.3

والحديث القرآن في والغيث المطر  

مين غير العذاب الذي كانوا يستعجلون به الرسول متهكومستبعدين.

ثم تأمل معي كيف ترتقي داللة المطر على الخير والرحمة في هذه اآلية بالبيان صعدا؛ فهي ترينا العذاب نازال بالقوم، وهم

مقبلون على الحياة، وراغبون فيها؛ ذلك أنهم استبشروا بالعارض خيرا، وفرحوا به، وما هي إال سويعة حتى تبدلت حالهم على نحو صادم مخيف، فإذا الفرح خوف مطبق، وموت محدق، وإذا الخير

والحديث القرآن في والغيث المطر  

شر يرميهم موتا، فأصبحوا في ديارهم كأن لم يكونوا، وذلك مآل بشع كريه ليس كمثله عند السامع أن ينزل العذاب من غير

اإلشارة إلى االستغراق في الحياة والذوبان فيها. أضف إلى كل ما سبق أن ما أهلك الكفار في آية األحقاف لم

يكن المطر، وإنما الريح التي فيها عذاب أليم، وإذا كان األمر على هذا النحو فكيف يصح أن يوصف المطر في آية األحقاف بوصف

لم يكن آلة في وجوده، وال سببا في وقوعه؟

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وعلى ذلك نستطيع أن نقول: إن استعمال القرآن لفظ المطرداال على العذاب واألذى استعمال غالب، وليس بمطرد.

ولكن قد يقال: لم آثر القرآن في آية األحقاف لفظ الغيث على لفظ المطر مع أن لفظ الغيث متمحض للداللة على معاني الخير

والرحمة؟ والجواب عن ذلك أن لفظ الغيث في القرآن والحديث - كما سيأتي- ال يؤتى به إال في حال اضطرار الناس إليه، وشديد

حاجتهم له، وال اضطرار وال احتياج في آية األحقاف.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وأما لماذا كثر استعمال المطر مع العذاب في القرآن؟ فالذي يظهر لي أن ذلك مرجعه إلى أن في المطر )انسكابا أو انحدارا

1بقوة أو سرعة مع استرسال( ؛ )فالطير تهوي في السماء مطرا يعني: مسرعة. وجاءت الخيل متمطرة، ]أي: مسرعة[ يسبق

وهذا االنسكاب بقوة، وذاك النزول بسرعة مما2بعضها بعضا..(يناسب العذاب، ويتسق معه.

، )م ط ر( 470 - المفردات في غريب القرآن، الراغب األصفهاني، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وبناء على ذلك تكون كل اآليات التي جاء فيها المطر داال على العذاب ناظرة إلى معنى االنسكاب وصفته، وأما آية األحقاف

فناظرة إلى شيء آخر، إلى معنى الخير الناشئ عن أثر المطرفي األرض.

وتأمل معي في ضوء تلك السريرة التي كانت وراء استعمال القرآن المطر في العذاب ذلك المشهد الرهيب الذي يرسمه

إمطار الكفار بحجارة ال عد لها وال حصر، فهي كقطر المطر في - لسان العرب )غ ي ث(. تاج العروس )غ ي ث(2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

الكثرة تهوي على أجسادهم بقوة شديدة وسرعة كبيرة، فتنزع أرواحهم، وتجعلهم كأن لم يغنوا باألمس، وتدمر كل شيء تدميرا،

فال منجى، وال مالذ،؛ إذ مطر الحجارة سيعم، ويطم، ويصيب كلمكان.

- الغيث في القرآن:2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ورد لفظ الغيث في القرآن الكريم في أربع آيات، جاء في ثالث منها اسما، وفي الرابعة فعال مبنيا لغير فاعله، وفي كل جاء داال على معنى الرحمة، وحامال له، ومبشرا به. وهذه هي آيات هذا

اللفظ:اعة ه عنده علم الس ل الغيث))إن الل ويعلم ما فيوينز

األرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرضه عليم خبير(( لقمان: .34تموت إن الل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ل الغيثوهو الذي )) من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهوينز.28الولي الحميد((الشورى:

ما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر ))اعلموا أن أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه غيث في األموال واألوالد كمثل

ه ا ثم يكون حطاما وفي اآلخرة عذاب شديد ومغفرة من الل مصفر.20ورضوان وما الحياة الدنيا إال متاع الغرور(( الحديد:

�ة،177، ص8. وانظر: تهذيب اللغة، ج440، ص4- العين، ج1� . المحيط في اللغ

والحديث القرآن في والغيث المطر  

اس وفيه يعصرون(( يغاثيأتي من بعد ذلك عام فيه )) الن. 49يوسف:

وواضح لمن يتأمل هذه اآليات أن معنى الرحمة في الغيث ظاهر ظهورا ال خفاء فيه في آيات الشورى ويوسف والحديد، ففي آية الشورى نجد قوله تعالى: )وينشر رحمته.( والغيث من الرحمة،

وكذلك نجد قوله تعالى: )من بعد ما قنطوا( وهو قول يدل على عظم هذه الرحمة، وأن النفوس اشتاقت إليها، وطال انتظارها لها

�اد، ج�احب بن عب ���وهري )غ ي ث(.120، ص5الص��ة، الج��اج اللغ�حاح ت �� . الص

والحديث القرآن في والغيث المطر  

حتى أيست من بلوغها، وفي آية يوسف يقحط المطر سبع سنين، ثم يغاث الناس، من بعد طول انتظار وشديد قحط، وفي آية

الحديد نلقى آثار رحمة الغيث ماثلة في إنبات النبات، وأثره في نموه وتكاثره وهياجه، فقد مثلت اآلية لفناء الدنيا وذهوب نعيمهااع، فيسيقه الحيا، ر بعد عظيم إقبالها على أهلها بزرع يزرعه الز

، فيكون حطاما. فينبت، فيهيج، فيصفر

والحديث القرآن في والغيث المطر  

وأما آية لقمان فمعنى الرحمة وتطلب النفوس واألجساد له ليس بواضح ذلك الوضوح، فإذا ما أعملنا العقل، وأدمنا التأمل

طلبا لهذا الذي خفي وراء ظاهر الكالم فإنا نجد أن الباعث على استخدام لفظ الغيث في آية لقمان أنها تكلمت على مفاتح الغيب

الخمسة.ه عليه ه صلى الل فعن سالم بن عبد الله عن أبيه، أن رسول اللاعة وينزل ه عنده علم الس م قال: )مفاتح الغيب خمس: إن الل وسل

�يده، ح��ط األعظم، ابن س��رب )غ ي ث(.10، ص6المحكم والمحي��ان الع� . لس

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ويعلم ما في األرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماالغيث ه عليم خبير( 1تدري نفس بأي أرض تموت إن الل

وال يعظم أمر الغيب في نفس قدر عظمه عند من يتطلب الغيث، ويتلهف لنزوله من بعد طول جدب وشديد قحط؛ إذ يطيل التفكير في شأنه، ويتشوق لعرفان زمن وقوعه، متى يأتي؟ وهل

سيأتي أو لن يأتي. وتلك أحوال ال يناسبها غير لفظ الغيث.

القاموس المحيط )غ ي ث(. تاج العروس )غ ي ث(.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ويلوح لي باعث آخر وراء إيثار الغيث على المطر في آية لقمان، وهو مناسبة المطلع للخاتمة )فلقمان في صدرها:

ماء ماء)) فأنبتنا فيها من كل زوج كريم((، وفيوأنزلنا من الس

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ل الغيثآخرها: )) فإنزال الماء من1 ويعلم ما في األرحام((وينز السماء يناسبه لفظ الغيث ال لفظ المطر؛ وذلك لداللة الغيث

والحديث القرآن في والغيث المطر  

، بل1وإنزال الماء في استعمال القرآن على معاني الرحمة والخير الطرادهما في الداللة على هذه المعاني. وهذه آيات إنزال الماء

من السماء تبين عن ذلك االطراد:ماء بناء )) ذي جعل لكم األرض فراشا والس وأنزل منال

ماء ماء ه أنداداالس مرات رزقا لكم فال تجعلوا لل فأخرج به من الث. 22وأنتم تعلمون(( البقرة:

�ة،177، ص8. وانظر: تهذيب اللغة،ج440، ص4 - العين،ج1��ط في اللغ� . المحي

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ماء ماءوهو الذي )) فأخرجنا به نبات كل شيءأنزل من السخل من طلعها ا متراكبا ومن الن خرج منه حب فأخرجنا منه خضرا ن

مان مشتبها وغير يتون والر ات من أعناب والز قنوان دانية وجن قوم متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم آليات ل

.99يؤمنون(( األنعام:

. الصحاح تاج اللغة، )غ ي ث(.120، ص5ج

والحديث القرآن في والغيث المطر  

عاس أمنة منه )) يكم الن ماءإذ يغش ن الس ل عليكم م وينزيطان وليربط على قلوبكمماء يطهركم به ويذهب عنكم رجز الش ل

ت به األقدام(( األنفال: .11ويثبماء ماء)) يلأنزل من الس فسالت أودية بقدرها فاحتمل الس

ار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ابيا ومما يوقدون عليه في الن زبدا ربد فيذهب جفاء وأما ما ه الحق والباطل فأما الز كذلك يضرب الل

.10، ص6 - المحكم والمحيط األعظم، ج2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ه األمثال(( الرعد: اس فيمكث في األرض كذلك يضرب الل ينفع الن17.

ماء ماء)) ماوات واألرض وأنزل من الس ه الذي خلق الس اللمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في فأخرج به من الث

.32البحر بأمره وسخر لكم األنهار(( إبراهيم: ياح لواقح ماء ماء))وأرسلنا الر فأنزلنا من الس

.22فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين(( الحجر:

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ماء ماءهو الذي )) كم منه شراب ومنه شجرأنزل من الس ل.10فيه تسيمون(( النحل:

ه )) ماء ماء والل فأحيا به األرض بعد موته إنأنزل من السقوم يسمعون(( النحل: .65في ذلك آلية ل

ذي جعل لكم األرض مهدا وسلك لكم فيها سبال )) وأنزلالماء ماء ى(( طه:من الس بات شت .53 فأخرجنا به أزواجا من ن

- تاج العروس )غ ي ث(.1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ه)) ماء ماء ألم تر أن الل فتصبح األرض أنزل من السه لطيف خبير((الحج: ة إن الل .63مخضر

ماء ماء )) اوأنزلنا من الس اه في األرض وإن بقدر فأسكن.18على ذهاب به لقادرون(( المؤمنون:

ياح بشرا بين يدي رحمته )) وأنزلنا منوهو الذي أرسل الرماء ماء .48 طهورا(( الفرقان:الس

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ماوات واألرض )) ماء ماءأمن خلق الس ن الس وأنزل لكم م فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع

ه بل هم قوم يعدلون(( النمل: .60اللماء ماءولئن سألتهم من )) ل من الس فأحيا به األرض مننز

ه بل أكثرهم ال يعقلون(( ه قل الحمد لل بعد موتها ليقولن الل.63العنكبوت:

�ة، ج255، ص2 - إصالح المنطق، ابن السكيت، ج1��ذيب اللغ�، ص3. وانظر: ته

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ماءومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا )) ل من الس وينزقوم يعقلون((ماء فيحيي به األرض بعد موتها إن في ذلك آليات ل

.24الروم: ه )) ماء ماء ألم تر أن الل فأخرجنا به ثمراتأنزل من الس

مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب.27سود(( فاطر:

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ه )) ماء ماءألم تر أن الل فسلكه ينابيع فيأنزل من السا ثم األرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفر

.21يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى ألولي األلباب(( الزمر:ذي )) ماء ماء وال ل من الس بقدر فأنشرنا به بلدة ميتانز

.11كذلك تخرجون(( الزخرف:ماء ماء)) لنا من الس ات وحبونز مباركا فأنبتنا به جن

.9الحصيد(( ق:

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ولو أن القرآن أتى بلفظ المطر في الخاتمة بدال من الغيث لما كان ذلك مناسبا للمطلع؛ إذ هيئة السورة ستكون عندئذ مبتدئة

بلفظ اطرد استعماله في الخير، ومنتهية بلفظ غلب استعماله في ضد الخير؛ فالمطر في القرآن- كما ظهر- جاء داال في الغالب

على العذاب، ولم يستعمل في الخير إال في آية األحقاف.

رابعا: المطر والغيث في الحديث النبوي الشريف:. لسان العرب )غ ي ث( تاج العروس )غ ي ث(10، ص6 . المحكم، ج240

والحديث القرآن في والغيث المطر  

إذا كان معنى العذاب غلب على لفظ المطر في القرآن الكريم فإن الحديث النبوي جرى في استعماله مجرى مغايرا؛ فقد

والحديث القرآن في والغيث المطر  

الذي يدور حول معاني1استعمله مرات عديدة )بمعناه العادي(الخير الكثير والرزق الوفير. من ذلك:

زيد بن خالد الجهني، قال: صلى بنا رسول الله صلى اللهعنيل، ماء كانت من الل عليه وسلم صالة الصبح بالحديبية في إثر السكم؟( اس فقال: )هل تدرون ماذا قال رب فلما انصرف أقبل على الن

ه ورسوله أعلم. قال: قال: )أصبح من عبادي مؤمن بي قالوا: الله ورحمتهمطرنا وكافر. فأما من قال: فذلك مؤمن بي بفضل الل

.1704، ص4 - البخاري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مطرناكافر بالكوكب. وأما من قال:

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1مؤمن بالكوكب(

م: )مثل ه عليه وسل ه صلى الل وعن أنس، قال: قال رسول الل2 ال يدرى أوله خير أم آخره.(المطرأمتي مثل

م، قال: وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلنة ليس بأن ال يكون فيها نة أن تمطرمطر)إن الس ، ولكن الس

ماء 3، وال تنبت األرض.(الس

�ل،1��ن جب��د حس��ريم، د. محم� - المعجم االشتقاقي المؤصل أللفاظ القرآن الك

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فالمطر في الحديث األول دال على الخير داللة واضحة، يبين ذلك تقييد النبي صلى الله عليه وسلم الفعل )مطرنا( بقوله:

)بفضل الله ورحمته.(ل النبي صلى الله عليه وسلم لعظم وفي الحديث الثاني يمث

الخير في أمته أولها وآخرها بعظم خير المطر أوله وآخره. ولكن ال بد من التنبيه هنا على أنه ال يصح أن يفهم من تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم )التردد في فضل األول على اآلخر، فإن القرن

.1557ص

والحديث القرآن في والغيث المطر  

األول هم المفضلون على سائر القرون... وإنما المراد منه نفعهم

والحديث القرآن في والغيث المطر  

أو لعل التمثيل مبني )على1في بث الشريعة والذب عن الحقيقة.( 2التقريب لهم من صحابته.(

وفي الحديث الثالث يبين النبي صلى الله عليه وسلم للناس المعنى الدقيق للقحط؛ فليس القحط أال ينزل المطر، وإنما

القحط أن ينزل المطر، ثم ال يكون من بعد ذلك الخير الذي يرجوه الناس، والمراد من هذا الحديث: )نسبة األشياء إلى خالقها

وموجدها المنعم بها، فهو المعطي والمانع والخالق والرازق،.206 - القرآن والحديث، مقارنة أسلوبية، د. إبراهيم عوض، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فالكل منه وإليه، فليس للمطر عمل في اإلنبات، إنما اإلنبات بأمر

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1الله، تمطر وال تنبت، وتنبت وال تمطر.( وثمة أحاديث كثيرة استعملت لفظ المطر داال على الخير

وسببا له، ولكن لفظه ليس من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم،وإنما من لفظ الراوي عنه كمثل هذا الحديث:

ها قالت: ما م أن بي صلى الله عليه وسل عن عائشة، زوج النى م قط مستجمعا ضاحكا حت ه صلى الله عليه وسل رأيت رسول اللم، وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ما كان يتبس أرى منه لهواته، إن

.207 - القرآن والحديث، مقارنة أسلوبية، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

اس إذا رأوا الغيم فرحوا ه، الن ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الل رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك

الكراهية، فقال: " يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد

والحديث القرآن في والغيث المطر  

يح، وقد رأى قوم العذاب، فقالوا: هذا عارض عذب قوم بالر

والحديث القرآن في والغيث المطر  

1.(ممطرنا

وهذه األحاديث الكثيرة - وإن لم تكن ميدانا للدراسة - تدل على كثرة استعمال لفظ المطر في الكالم البشري داال على الخير

وصانعا له. با ولم يستعمل لفظ المطر - فيما أعلم- في حديث النبي مسب

لشيء من األذى إال في حديث واحد: . وقد أحسن ابن عيينة في قوله هذا غاية اإلحسان؛1704، ص4 - البخاري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

م ه عليه وسل بي صلى الل ه عنهما عن الن فعن ابن عمر رضي الل ، فدخلوا في غارفأصابهم المطرقال: )خرج ثالثة نفر يمشون،

في جبل، فانحطت عليهم صخرة- قال- فقال بعضهم لبعض: ادعوا).... هم ه بأفضل عمل عملتموه. فقال: أحدهم الل 1الل

فالمطر قد أصاب ذلك النفر الكريم بالبلل الشديد، واضطرهم لدخول الغار، فانحطت الصخرة عليهم، والحظ استعمال النبي

للفعل )أصاب( الذي يدل على نوع من األذى نزل بأولئك الرجال؛�رب� إذ لم يعمم صنيع القرآن على لغة العرب، ونبه على أن للمطر في لغة الع

والحديث القرآن في والغيث المطر  

إذ يصور فعل اإلصابة ما نزل من مطر عليهم بسهام آذتهم أشد اإليذاء؛ وذلك بالنظر إلى ما أصابهم من بلل المطر، ثم ما آل إليه

حالهم من ضيق وكرب شديدين بعد اللجوء إلى الغار. جاء في الخير والشر قال تعالى: ))إنوهذا الفعل )أصاب( )

))ولئن50تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة...(( التوبة:ه(( النساء: فيصيب به من يشاء ويصرفه .73أصابكم فضل من الل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

....(( قال بعضهم: اإلصابة في الخير43عن من يشاء(( النور: 1اعتبارا بالصوب، أي بالمطر، وفى الشر اعتبارا بإصابة السهم.( وال يعكر هذه الداللة التي تتسق مع معنى األذى، وتدل عليه

؛ إذ في الفعل )أخذهم(2ورود رواية أخرى، وهي )أخذهم المطر( معنى اإلحاطة بهم، واالستمكان منهم. ولذا اضطرهم المطر إلى

أن يلجؤوا إلى الغار طلبا للسالمة واألمان، ولما آووا إليه نزل بهم ما هو أشد؛ إذ انسد فم الغار كما يقول النبي صلى الله عليه

�دي��ان ليهت� معنى مختلفا عما جاء في القرآن. وهذا الذي لحظه ابن عيينة ما ك

والحديث القرآن في والغيث المطر  

،أخذهم المطربينما ثالثة نفر يمشون وسلم في رواية األخذ: ) فأووا إلى غار في جبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من

والتعبير بالفم تعبير استعاري دقيق 1الجبل، فانطبقت عليهم...( جعل به النبي الغار كائنا يلتهم الطعام، ويصيره كأن لم يكن، في

داللة على نزول الهالك التام بأولئك النفر. وليس من شك في أن األذى الذي في الحديث من جنس األذى

الذي في قول الله تعالى: ))وال جناح عليكم إن كان بكم أذى من�ا، ثم خلص من� إليه لوال أنه استقرى أسلوب القرآن وغير القرآن، وقارن بينهم

والحديث القرآن في والغيث المطر  

مطر أو كنتم مرضى(( فالنبي صلى الله عليه وسلم هاهنا جرى في اختياره مجرى القرآن في استعمال المطر مع األذى، وكذلك

سار على دربه في النظر إلى معنيي االنسكاب بقوة والنزولبسرعة اللذين كان القرآن ينظر إليهما، وهو يعبر بلفظة المطر. وأما الغيث فجرى الحديث النبوي في استعماله على طريقة

القرآن في حصوله من بعد قنوط الناس وطول انتظارهم له،وكذلك في داللته على الخير والفعل له.

ذلك إلى أن المطر في القرآن عذاب وأذى، وفي غير القرآن خير ورحمة.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجال دخل المسجد يومه عليه ه صلى الل جمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول اللم ه عليه وسل ه صلى الل م قائم يخطب، فاستقبل رسول الل وسلبل، ه هلكت األموال، وانقطعت الس قائما، ثم قال: يا رسول الل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ه م يديه: ثم يغيثنافادع الل ه عليه وسل ه صلى الل . فرفع رسول الل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

هم هم أغثناقال: )الل هم أغثنا الل 1.(أغثنا الل

م قال: )مثل ه عليه وسل بي صلى الل وعن أبي موسى، عن النه به من الهدى والعلم كمثل الكثير، أصابالغيثما بعثني الل

ة قبلت الماء، فأنبتت الكأل والعشب الكثير، أرضا، فكان منها نقياس، فشربوا، ه بها الن وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الل

ما هي قيعان ال وسقوا، وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنه، ونفعه تمسك ماء، وال تنبت كأل. فذلك مثل من فقه في دين الل

،18. وانظ�ر: عم�دة الق�اري، العي�ني، ج308، ص8 - فتح الباري، ابن حجر، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

م، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم ه به، فعلم وعل ما بعثني اللذي أرسلت به.( ه ال 1يقبل هدى الل

ففي الحديث األول يندفع الرجل إلى مقاطعة النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب طالبا منه أن يستسقي الله لهم، وفي

الحديث الثاني يمثل النبي صلى الله عليه وسلم لمن قبل برسالته، ومن كفر بها باألرض الطيبة المعدن واألرض العقيم،

164، ص2. واإلتقان في علوم القرآن، السيوطي، ج248ص

والحديث القرآن في والغيث المطر  

فاألرض الطيبة قبلت الغيث، فنبت فيها الخير والعشب والكألالكثير، واألرض العقيم ال خير فيها، لم تمسك ماء، ولم تنبت خيرا. وإذا ما رحنا نتأمل استعمال النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ

المطر والغيث في أحاديثه الشريفة فذلك يثير في وجهنا سؤاال مهما، وهو: لماذا آثر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين

األخيرين لفظ الغيث على المطر؟ ولماذا آثر المطر على الغيث بفضل اللهمطرنا في األحاديث التي سبقت هذين الحديثين: )

والحديث القرآن في والغيث المطر  

نة ليس بأن ال يكونالمطر و)مثل أمتي مثل (ورحمته ( و )إن الس(؟مطرفيها

والجواب عن هذا السؤال هو أن لفظ الغيث يأتي في استعمال النبي صلى الله عليه وسلم حيث تكون الحاجة للغيث ماسة،

فيتطلبه الناس ويرجون نزوله، فذلك هو ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إليثار لفظ الغيث على المطر في الحديث األول، بل

هو الداعي الستعمال الفعل )يغثنا( من قبل الرجل الذي طلب

والحديث القرآن في والغيث المطر  

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهو ما قاطع النبي، وما اندفع ذلك االندفاع إال لشديد الحاجة إلى ما يغيث؛ فقد هلكت األموال،

بل، وذلك أيضا هو الداعي إلى اختيار الغيث في وانقطعت الس حديث: )مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث

الكثير.(ال اختيار الغيث في يقول اإلمام الطيبي رحمه الله تعالى معل

هذا الحديث: )والغيث: المطر. وإنما اختير الغيث على سائر أسماء.135، ص7 - إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، القسطالني، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

المطر ليؤذن باضطرار الخلق إليه حينئذ، قال الله تعالى: ))هول الغيث من بعد ما قنطوا(( وقد كان الناس في الزمان ذي ينز ال

األول قبل المبعث، وهم على فترة من الرسل، وقد امتحنوا بموت القلب ونضوب العلم، حتى أصابهم الله برحمة من عنده، فأفاض

عليهم سجال الوحي السماوي، فأشبهت حالهم حال من توالت عليهم السنون، وأخلفتهم المحامل، حتى تداركهم الله بلطفه،

وأرخت عليهم السماء، غير أنه كان حظ كل فريق من تلك الرحمة

والحديث القرآن في والغيث المطر  

على ما ذكره من األمثلة والنظائر، وإنما ضرب المثل بالغيث للمشابهة التي بينه وبين العلم، فإن الغيث يحيي البلد الميت،

1والعلم يحيي القلب الميت.(

وأما األحاديث التي استعمل فيها المطر داال على الخير والنعمة فلم يكن فيها اضطرار من الخلق إليه حتى يؤتى بلفظ الغيث؛ إذ

دار موضوعها حول معنى الخير، وكيف يكون؟ .383، ص5 - نظم الدرر، برهان الدين البقاعي، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ففي الحديث األول مثل النبي صلى الله عليه وسلم لعظم خير األمة في أول أيام اإلسالم وفي آخر الزمان، وفي الحديث الثاني دار الكالم النبوي حول الصانع للمطر، فأرجع المؤمنون اإلمطار

إلى فضل الله ورحمته، وأرجع الكفار ذلك إلى غير الله، وفي الحديث الثالث تبيين للناس أن خير المطر ليس بكائن في نزوله،

)خالفا للعرب فيما كانوا يذهبون إليه من نسبة النبات والخصب

والحديث القرآن في والغيث المطر  

ه عليهم.1إلى المطر.( وإنما كائن في تفضل الله على عباده ومن فناسب كل هذه األحوال أن يؤتى بلفظ المطر، وليس بلفظ

الغيث.

.155، ص21 - جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ابن جرير الطبري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

والحديث القرآن في والغيث المطر  

والحديث القرآن في والغيث المطر  

خامسا: خاتمة: ونخلص من كل ما مضى درسه في هذا البحث إلى خمس

نتائج، وهذه النتائج هي ما يلي: - كشفت الدراسة عن أن معنى العذاب الذي لحظته المعاجم1

في المطر ليس من استعمال العرب، وإنما هو استعمال خاص بالقرآن؛ فالمطر حين يطلق عند العرب يتمحض للداللة على الخير

والرحمة..2092 - المعجم االشتقاقي المؤصل أللفاظ القرآن الكريم، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- وجدت الدراسة أن العرب قد تطلق لفظ المطر، وهي تريد2 الغيث، لكن هذا اإلطالق ال بالغة فيه، وال براعة؛ ألنه ال يستطيع أن يصور لنا -كما يصور الغيث - مشاعر الناس وأحاسيسهم، وال ينقل

لنا تطلبهم الماء، وال تلهفهم لنزوله. - كشفت الدراسة عن أن استعمال القرآن المطر في العذاب3

استعمال غالب وليس بمطرد؛ فالمطر في آية األحقاف )قالوا: هذا عارض ممطرنا( مستعمل في معنى الخير؛ ألن الزاوية التي يجب

.342، ص13. تهذيب اللغة، ج426، ص7 - العين، ج2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

أن ننظر من خاللها إلى استعمال لفظ المطر في هذه اآلية ليس ما آل إليه حال الكفار مع العارض الذي رأوه، وإنما كيف نظروا إليه لحظة ظهوره لهم؟ وكذلك عللت الدراسة استعمال القرآن

المطر في العذاب، فأرجعته إلى ما في لفظ المطر من داللة على االنسكاب بقوة أو االنحدار بسرعة، وهذا وذاك مما يناسب

العذاب، ويتسق معه. وأما الغيث وإنزال الماء من السماء فوجدت

والحديث القرآن في والغيث المطر  

الدراسة أنهما لم يستعمال في القرآن لغير الداللة على الرحمةوالخير والنعمة.

- ظهر للدارسة أن الحديث النبوي جرى في استعمال لفظ4 المطر مجرى مغايرا للقرآن؛ إذ غلب عليه معنى الخير، ولم

يستعمل سببا لألذى إال في حديث واحد، وظهر لها أن القرآن والحديث لم يأتيا بلفظ الغيث إال في حال اضطرار الناس إليه

وشديد حاجتهم له. .4351، رقم1693، ص4 - البخاري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- بينت الدراسة من خالل التحليل البالغي األسلوبي مطابقة5 المقال لما يقتضيه الحال في استعمال القرآن والحديث لفظي

المطر والغيث؛ فال عدول عن لفظ إلى آخر إال لداع معنوي يدعوإلى ذلك العدول.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

المصادر: - القرآن الكريم1 - اإلتقان في علوم القرآن، جالل الدين السيوطي، تح: محمد2

م.1974أبو الفضل إبراهيم، الهيئة العامة للكتاب،

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، أحمد بن محمد3.1305، 6القسطالني، المطبعة األميرية، بوالق، مصر، ط

- إصالح المنطق، يعقوب بن السكيت، تح: أحمد محمد شاكر،4. 4وعبد السالم هارون، دار المعارف، القاهرة، ط

- اإلعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن األزرق، الدكتور عائشة5.3عبد الرحمن، دار المعارف، القاهرة ط

.59 - مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع، السيوطي، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- تاج العروس، مرتضى الزبيدي، مجموعة من المحققين،6سلسلة التراث العربي، الكويت.

- تأويل مختلف الحديث، ابن قتيبة الدينوري، المكتب7م.1999ه� - 1419، 2اإلسالمي، مؤسسة اإلشراق، ط

- التفسير البياني للقرآن الكريم، د. عائشة عبد الرحمن، دار8.7المعارف، القاهرة، ط

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- تهذيب اللغة، أبو منصور األزهري، تح: عبد السالم هارون،9وزمالؤه، الدار المصرية للتأليف والترجمة.

- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، محمد بن جرير الطبري،10 ،1تحقيق: الدكتور عبد المحسن التركي، دار هجر، السعودية، ط

م.2001ه، 1422 - الجامع الصحيح، محمد بن إسماعيل البخاري، تح: د.11

.1987، 3مصطفى البغا، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، ط�ذ1��ه الف� - فطن إلى هذه الداللة أستاذي العالمة الدكتور إبراهيم عوض في كتاب

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- الشافي في شرح مسند الشافعي، مجد الدين بن األثير،12 شد، الرياض، تح: أحمد بن سليمان، ياسر بن إبراهيم، مكتبة الر

م2005 ه�- 1426، 1السعودية، ط - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، إسماعيل بن حماد13

الجوهري، تح: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للماليين، بيروت،.1987 ه� - 1407، 4ط

� 205"القرآن والحديث، مقارنة أسلوبية"، ص��ا206،��ه: )أم��ه الل� . يقول حفظ

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- صحيح سنن الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي، حكم14 على أحاديثه محمد ناصر الدين األلباني، مكتبة المعارف، الرياض،

م.2000، 1ط صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، تح: محمد فؤاد عبد- 15

الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت. عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العيني، دار- 16

إحياء التراث العربي، بيروت.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- العين، الخليل بن أحمد، تح: د. مهدي المخزومي، إبراهيم17السامرائي، د. ط، د.ت.

- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقالني،18 تصحيح محب الدين الخطيب، وعليه تعليقات ابن باز، خرج أحاديثه

ه.1379محمد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة، بيروت،

المطر الذي يسقي النبات فإن القرآن يستخدم له كلمة "الماء" مثل )) وأنزل

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- القاموس المحيط، مجد الدين الفيروزآبادى، تح: مكتب19 تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، إشراف: محمد نعيم

العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت. - القرآن والحديث، مقارنة أسلوبية، د. إبراهيم عوض، مكتبة20

م.2000، 1زهراء الشرق، القاهرة، ط - الكاشف عن حقائق السنن، شرف الدين الطيبي، نشر21

.1997، 1عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار الباز، مكة المكرمة، طمن السماء ماء(( أو الغيث، مثل: ))وينزل الغيث((.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- لسان العرب، ابن منظور، تح: عبد الله الكبير، وزمياله،22دار المعارف، القاهرة.

- مجاز القرآن، أبو عبيدة معمر بن المثنى، تح: فؤاد23سزكين، مكتبة الخانجي، القاهرة، د.ط، د.ت.

- المحكم والمحيط األعظم، علي بن سيده، تح: عبد الستار24.1972، 1فراج وآخرون، معهد المخطوطات، ط

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- المحيط في اللغة، الصاحب بن عباد، تح: محمد حسن آل25 م.1994ه� - 1414، 1ياسين، عالم الكتب، بيروت، ط

- مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع - بحث في26 العالقات بين مطالع سور القرآن وخواتيمها، جالل الدين

السيوطي، قرأه وتممه: د. عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر، ه�.1426، 1مكتبة دار المنهاج، الرياض، ط

.206القرآن والحديث، مقارنة أسلوبية، ص - 1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- مسند أحمد، أحمد بن حنبل، تح: شعيب األرناؤوط،27م.1200، 1وآخرون، مؤسسة الرسالة، ط

- المعجم االشتقاقي المؤصل أللفاظ القرآن الكريم،28.2011، 1الدكتور محمد حسن جبل، مكتبة اآلداب، القاهرة، ط

- المفردات في غريب القرآن، الحسين بن محمد، المشهور29بالراغب األصفهاني، تح: محمد سيد كيالني، دار المعرفة، بيروت.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

- نظم الدرر في تناسب اآليات والسور، برهان الدين30البقاعي، المكتب اإلسالمي، القاهرة، د. ط، د.ت.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.71، رقم84-83، ص1. مسلم، ج810، رقم 290، ص1 - البخاري، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

�ذي، ج2��نن الترم��د، ج2869، رقم 147، ص3 - س��ند أحم� ،334، ص19. مس

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.12327رقم

والحديث القرآن في والغيث المطر  

�ية:8511، رقم202، ص14 - مسند أحمد، ج3��عيب في الحاش��يخ ش� . قال الش

والحديث القرآن في والغيث المطر  

إسناده صحيح على شرط مسلم.

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.3968، ص12 - الكاشف عن حقائق السنن، الطيبي، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.181 - تأويل مختلف الحديث، ابن قتيبة، ص2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.358، ص2 الشافي في شرح مسند الشافعي، ابن األثير، ج-1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.4551، رقم1172، ص3 - البخاري،ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.2102، رقم 771، ص2 - البخاري،ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

، )ص و ب(288 - المفردات في غريب القرآن، ص1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.2743، رقم 2099، ص4. مسلم،ج2208، رقم 821، ص2 - البخاري،ج2

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.2743، رقم 2099، ص4. مسلم،ج2208، رقم 821، ص2 - البخاري،ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.986، رقم 344، ص1 - البخاري،ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.2282، رقم 1788- 1787، ص4. مسلم،ج79، رقم 42، ص1 - البخاري،ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

. 616، ص2 - الكاشف عن حقائق السنن، ج1

والحديث القرآن في والغيث المطر  

.358، ص2 - الشافي في شرح مسند الشافعي، ج1