drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية...

26
رى س الأ ي ف لأم س الأ ي عن م ل ا وى غُ ّ ل ل ا مة ل لك ر سي% الأ ي ف: ة غ ل ل ا ي عن ت ون*،, ج س م ل ا ع م, ج ل وا راء% سُ ا سارىُ وا سارى% وا رى، س% وا% يِ ّ مُ س و لك: ذ, ب ة ن لأ عادة ما ذ% ّ ي% قُ ت ء يF ش, ب* ن م , لذ ج ل ا وة ج ن و ن* م ل ك ما ط% , بْ رُ ي ة،, ن مF ث صار ق ل طُ ب ي عل ص خF س ل ا ى الذ ع ق ت ي فِ ذ% ب عذاء الأ واء س* كان اً ذ% ّ ي ق م و ا ر ي غ ذ.% ّ ي ق م لأم س لأ ل مg ظ ب* ن ي ن وا ق و ي م ج ن، ر سي الأ ذ وق رعF س لة ال% رْ س% الأ ال ق ف ي ف ي% ّ ن% ح ة:, ان ي ك" ا% دِ اْ مُ ه وُ مُ تْ ن% جْ F ن% ا واُ ّ ذُ F ش% ف% اق% F ب% وْ ل ا ا% ّ مِ ا% ق اً ّ ي% مُ ذْ ع% , ت ا% ّ مِ ا% وً اءَ ذِ ق ي% ّ ن% ح% ع% ض% بُ , بْ ر% حْ ل ا ا% ه% ار% رْ و% ا ة, جان ص ا ن* سُ ح, ن م ه لت م عا م واُ صْ و% تْ س ا ال: ق ف" ى% رْ س% الأِ , ب رى س ااً رْ ي% خ" ود ه ي ي ن, ب ةg ظْ ب% رُ ق* ن ي ق و ق و م ي ف راء لع ا ي ف رة هيg ظ وم ي، g ط اب ق ال ق ف اً , يِ ط ا ج م* ن مي ل ش م ل ا* ن ي ق% ّ ل مك ل ا% لأ م: ه ست را ح, ن" واُ غ% مْ , ج% نْ مِ هْ ت% ل% ع% ّ ر% حِ سْ م% ّ F ش ل ا% ّ ر% ح% و، ِ ح% لأّ ش ل اْ مُ ه وُ لِ ّ ي% ف% وْ مُ ه وُ قْ س ا% و ي% ّ ن% ح. واُ دُ رْ , يَ ن" ما ك ي ه ي* ن ع م ‘ت ب عذ ت م، ه ي ها مت وا ذ ق ف ى را،" رص ح و لأم س الأ ي عل* شان ح الأ م، ه لت ا ال ق ف ى: ل عا ت% * ونُ مِ عْ طُ ب% و" % ام% ع% ّ لط ا ي% ل% عِ ةِ ّ , بُ ح اً ي يِ كْ شِ م اً م تِ يَ ن% و اً ر يِ س% ا% و" ي ص و وا ي, ن لي ا م ه ل و لك: كذ ق ح ي ف شاء ك ل ا ة رن ح ل وا. ة ب ي ن الذ ما ا ر صي م رى س الأ و ه ف، ّ * ن م ل ا و ا ذاء، ق ل ا ذ وق ت, بF ب% ّ * ن ا ي, ن لي ا% ّ * ن م ي عل ص ع, ت رى س الأ م ه ف لأ ط˘ ا˙ ب ادى وق ص ع, ت رى س ا ذر, ب وال م الأ, ب و . ا رها ي غ و اق رق سي الأ ولأ ون* ك ب: لك د لأ ا ر م ا, ب ى ل و ر. م الأ ما ا ر سي الأ ذ ق ف: م شل م ل ا ق ق% ّ ت ا هاء ق ق ل ا ي عل رمة حِ لْ ي% ف م هِ رِ , يْ ذُ م م، ه ح ن ر, ح و ة ن وا لأ م ن ع ت م ه ل مال، ولأ ي% , نْ سُ ب م ه ل ة% ّ نِ ّ ر دْ * ن% م و% لِ يُ ف م ه مت لِ ّ شُ ع* نِ ّ قُ ك و% يِ ّ لُ ص و ة. ب ل ع ا ماد ل لأ م ق ت ي ن* ن م ذ ق ف ك:؟! عذان ا ال ق لأح ص* ن ي الذ ى, ب و ي الأ ن* ع* ن : ا لك: د ا ي ي ن د ا رب م ا ب و ق غ ل ا, ب شان*، ح والأ ن* وا ل, ن ا ق ت ة ب شي ل ا، ة ب س ح ل ا, ب ن* وا ون* ك ب اء ي ف و ا ا، ودب ه ع, ت* ن وا ح ف ض ب ذ ي ع ذرة ق م ل ا ن*% ّ م ع. , ب ن د ا

Transcript of drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية...

Page 1: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

اإلسالم في األسرى

غوي المعنى �سير لكلمة الل �س�راء والجمع المسجون، تعنياللغة: في األ أ�سارى �سارى وأ �سرى، وأ مي� وأ د ما عادة ألنه بذلك وس� �ق�ي الجلد من بشيء ي

�رب�ط ما كل من ونحوه �طلق صار ثم به، ي �د في يقع الذي الشخص على ي يدا كان سواء األعداء د. غير أو مقي مقي�سر� الله شرع وقد األسير، تحمي وقوانين نظم لإلسالم في فقال األ

ى �ا كتابه:"ح�ت �م�وه�م إذ نت �ثخ� دوا أ �اق� ف�ش� ا ف�إما الو�ث � م�ن �عد ى فد�اء و�إما ب �ض�ع� ح�ت ته�ا الح�رب� ار� �وز� �وص�وا معاملتهم بح�سن أصحابه أ �سر�ى فقال: "است باأل

يظة بني يهود خ�يرا"أسرى فقال قائظ، يوم ظهيرة في العراء في موقوفين ق�ر�� المكلفين المسلمين مخاطبا �جم�ع�وا بحراستهم: "ال �يهم ت ر ع�ل مس ح� ر الش و�ح��ح، �وه�م السال ل ى و�اسق�وه�م و�ق�ي د�وا". كما ح�ت �بر� وامتهانهم، تعذيبهم عن نهى ي

�طعم�ون� فقال إليهم، اإلحسان على اإلسالم وحرص "، رأى فقد تعالى: "و�يه ع�ل�ى الطع�ام� ب �تيما مسكينا ح� �سيرا و�ي في حق كذلك ولهم النبي وأوصى" و�أالدينية. والحرية الكساء

بعض على من النبي أن ثبت وقد الفداء، أو المن، فهو األســرى مصـير أما وال االسترقاق وغيرها. أو باألموال بدر أسرى بعض وفادى بإطالقهم األسرى

األمر. ولي بأمر إال ذلك يكونفق المسلم: فقد األسير أما وأنه وجريحهم، م�دبرهم ق�تل حرمة على الفقهاء ات�سب�ى وال مال، لهم يغنم ال ة لهم ت ي �فن غ�سل منهم ق�تل� وم�ن ذر ي� وك عليه. وص�ل

ديننا ذلك: إن عن األيوبي الدين صالح قال أعدائك؟! فقد من تنتقم ال لماذا بعهودنا، أوفياء نكون وأن بالحسنة، السيئة نقابل وأن واإلحسان، بالعفو يأمرنا

أذنب. عمن المقدرة عند نصفح وأن، وهداية المظلوم، إنصاف وغرضه اإلسالم جاء من الناس وإخراج الضال

اإلسالم استطاع فقد والعدالة، الرحمة ونشر اإليمان، نور إلى الكفر ظلماتة نقل �القيه كان الذي الهمجي التعامل من البشري رحمة كله وضع إلى األسير ي

اإلسالم حرص فقد ذلك؛ في السبق فضل لإلسالم وكان وبحاله، به ورأفة�طعم�ون� كتابه في تعالى فقال األسرى إلى اإلحسان على الطع�ام� العزيز: "و�يه ع�ل�ى ب �تيما مسكينا ح� �سيرا و�ي �حسن أن باألسرى الله أمر قتادة: لقد وقال و�أ ي

الشرك ألهل يومئذ أسراهم وإن إليهم، الكريم القرآن في كثيرة نصوص وردت فقد لألسرى، تشريعات اإلسالم ووضع

به تليق حسنة معاملة األسرى معاملة على تحث الشريفة النبوية والسنةه�ا األنفال: "يا سورة في تعالى الله يقول كإنسان، �ي بي أ �م في لم�ن ق�ل الن �يديك أ

�سر�ى من� إن األ �م �عل �م في الله� ي �وبك يرا ق�ل �م خ� �ؤتك يرا ي �خذ� مما خ� �م أ �غفر منك و�ي�م �ك حيم غ�ف�ور و�الله� ل � سبحانه المولى كان فإذا ر �عد قلوبهم في الذين األسرى ي بأقصى معاملتهم إال هذا بعد يملكون ال المسلمين فإن والمغفرة، بالعفو خير

ة. الرحمة من ممكنة درجة واإلنسانير لقدو وعدم األسير إطعام المسلمين على يجب أنه بسماحته اإلسالم قر

الطعام يكون وأن تجويعه، ة الجودة في مماثال �مي أو المسلمين، لطعام والك سورة في قوله في تعالى الله ألمر استجابة ممكنا، ذلك كان إذا منه أفضل

�طعم�ون� ه ع�ل�ى الطع�ام� اإلنسان: "و�ي ب �تيما مسكينا ح� �سيرا"، و�ي النبي وأوصى و�أ

Page 2: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

�وص�وا فقال األسرى معاملة بح�سن أصحابه �سر�ى : "است يرا باأل نهى كما ،خ�يظة بني يهود أسرى رأى فقد األسرى، وامتهان تعذيب عن النبي ق�ر�

المكلفين المسلمين مخاطبا فقال قائظ، يوم ظهيرة في العراء في موقوفين� �جم�ع�وا بحراستهم: "ال �يهم ت ر ع�ل مس ح� ر الش �ح، و�ح� �وه�م السال ل و�اسق�وه�م و�ق�ي

ى د�وا" ح�ت �بر� ."ي شهد ما والفضل أسراهم، إلى يحسنون فكانوا النبي لقول الصحابة وامتثل

�نت� أسرى في وكان عمير بن عزيز أبو فيقول أنفسهم، األسرى به م�ع� بدر: "كهط �نص�ار من� ر� �وا، حين� األ �وا ق�ف�ل �ان �ا ف�ك بز خ�صوني ط�ع�اما ق�دم�وا إذ �وا بالخ� �ل �ك و�أ

؛ مر� ة الت س�ول لو�صي اه�م الله ر� �ا، إي �ق�ع� م�ا بن �د في ي ج�ل ي ة منه�م ر� كسر� �ف�ح�ني إال ن�حي به�ا؛ �ست : ف�أ ده�ا ق�ال� �ر� �ح�دهم�ا، ع�ل�ى ف�أ ده�ا أ �ر� �ي ف�ي ه�ا" م�ا ع�ل �م�س في . واألمثلةيومتعددة. كثيرة ذلك

اإلسالم في األسرى حقوق�دركول ، األسرى إلى باإلحسان النبي أمر رحمة إال جاء ما اإلسالم أن عندها اي

باإلحسان اإلسالم يأمر ولم النور، إلى الظلمات من الناس وإلخراج للعالمين،ة في أسسا وضع بل فقط، األسرى إلى ر األسرى، معاملة كيفي لهم وقر

والمعاملة والكسوة، الطعام، في الحق منها المسلمين؛ على وحقوقا واجباتة في شواهد له ذلك وكل الحسنة، ن المسلمين. وحضارة النبي س� الحسنة المعاملة

لما التعرض أو إيذائهم، وعدم بهم والرفق األسرى معاملة بح�سن اإلسالم أمر أو العفو، فشملت لألسرى الحسنة المعاملة صور تعدت كرامتهم، يجرح

دفع مما الحسنة، المعاملة صور من ذلك غير أو األمراض، من المعالجة�م�ام�ة� اإلسالم يعتنق أن إلى بعضهم �ال بن كث �ث وي فقد ، أ س�ول� أن ر� ه ر� �ع�ث� الل ب

يال �ل� خ� �جد، قب ج�ل ف�ج�اء�ت ن �ني من بر� نيف�ة� ب �م�ام�ة� ح� �ال بن ث �ث د أ ي �هل س� �م�ام�ة، أ الي�ط�وه� ب �ة ف�ر� اري و�اري من بس� ج� الم�سجد، س� �يه ف�خ�ر� س�ول� إل ه ر� �ه�: م�اذ�ا ف�ق�ال� ، الل ل

�ا عند�ك� �م�ام�ة�؟ ي : عندي ث �ا ق�ال� ير، م�ح�مد� ي �ل إن خ� �قت �ل ت �قت �نعم و�إن د�م، ذ�ا ت �نعم ت ت�ى اكر، ع�ل �نت� و�إن ش� �ريد� ك ل الم�ال� ت �عط� ف�س� �ه� م�ا منه� ت ك �ر� . ف�ت س�ول� شئت� ه ر� ، اللى �ا ح�ت �ان� إذ �ه�: م�ا ق�ال� الغ�د�، ك �ا عند�ك� ل �م�ام�ة�؟ ي : م�ا ث ، ق�لت� ق�ال� �نعم إن ل�ك� �نعم ت ت�ى اكر، ع�ل �ل و�إن ش� �قت �ل ت �قت �نت� و�إن د�م، ذ�ا ت �ريد� ك ل الم�ال� ت �عط� ف�س� م�ا منه� ت

�ه� ك �ر� . ف�ت س�ول� شئت� ه ر� ى ، الل �ان� ح�ت � ك �عد : م�ا الغ�د، ب �ا عند�ك� ف�ق�ال� �م�ام�ة�؟ ي : ث ف�ق�ال�، ق�لت� م�ا عندي �نعم إن ل�ك� �نعم ت اكر، ع�ل�ى ت �ل و�إن ش� �قت �ل ت �قت �نت� و�إن د�م، ذ�ا ت ك�ريد� ل الم�ال� ت �عط� ف�س� . ف�ق�ال� م�ا منه� ت س�ول� شئت� �لق�وا ر� ه: انط �م�ام�ة�. الل بث

�ق�وا �ل �خل إل�ى به ف�انط ، الم�سجد، من� ق�ريب ن �س�ل� �م ف�اغت : الم�سجد�، د�خ�ل� ث ف�ق�ال��شه�د� �ن أ � أ �ه� ال إل ه�، إال �شه�د� الل �ن و�أ س�ول� م�ح�مدا أ ه، ر� �ا الل ه م�ح�مد�، ي �ان� م�ا و�الل ك�رض و�جه ع�ل�ى �بغ�ض� األ �ي أ ، من إل �ح� ف�ق�د و�جهك� �صب �ح�ب و�جه�ك� أ ه�ا الو�ج�وه أ �ل ك�ي، ه إل �ان� م�ا و�و�الل �بغ�ض� دين من ك �ي أ ، من إل �ح� دينك� �صب �ك� ف�أ �ح�ب دين �ان أ �دي األ�ي، ه إل �ان� م�ا و�الل �د من ك �ل �بغ�ض� ب �ي أ ، من إل �دك� �ل �ح� ب �صب �د�ك� ف�أ �ل �ح�ب ب �د أ �ي، البال إل�ك� و�إن يل �خ�ذ�تني، خ� ي أ �ريد� و�إن ة�، أ ه� ف�م�اذ�ا الع�مر� ر� �ش ى. ف�ب �ر� س�ول� ت ه ر� ه� الل �م�ر� و�أ�ن " لقد أ �مر� �عت �م�امة الحسنة المعاملة هذه دفعت ي ا، دفعا اإلسالم إلى ث ولو قوير ما تعذيبا أو المعاملة في جفاء رأى أنه الدين. هذا في يدخل أن في لحظة فك

�سر� الذي المخزومي القرشي الوليد أبي بن الوليد كذلك وأسلم بدر، في أ محاربا مكة من ق�دم� قد أنه مع وأصحابه؛ النبي من الحسنة المعاملة ورأى

Page 3: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

ته ولصدق اإلسالم، إلى الحسنة المعاملة هذه فدفعته للمسلمين، بعد أسلم ني�سر، من أهل�ه افتداه أن �قال: إنه ال حتى األ األسر. من جزعا أسلم ي

أعطى النبي أن فيروى عنهم، العفو حد إلى األسرى معاملة أمر بلغ وقد أوصاني الله رسول له: إن فقال خيرا به وأوصاه التيهان بن الهيثم ألبي أسيرا

ر فأنت خيرا، بك الله، لوجه حر له: أنت قال أنه أخرى رواية . وفيالله لوجه ح�.مالي من سهم ولك

فلم النبي وفاة بعد حتى لألسرى الحسنة المعاملة هذه على الصحابة وظل�ر �ؤث نقض الذي الهرمزان حتى عذبوه، أو آذ�وه أو أسيرا اضطهدوا أنهم عنهم ي

ة، من أكثر المسلمين مع العهد ، مالك بن البراءو ثور بن مجزأة قتل كما مر�ع�ذبوه لم أسيرا المسلمين أيدي في وقع لما �ؤذ�وه ولم يضطهدوه ولم ي اء ي جر فلم األسرى كل مع الحال كان المسلمين. وكذلك حق في جرائم من فعله ما

بمثل المسلمون يعاملهم يكن ولم الحسنة، المعاملة غير لألسرى يكنمعامالتهم.

واإلضرار تعذيبهم عن - ونهى لألسرى الحسنة بالمعاملة اإلسالم أمر وكما قريظة بني أسرى النبي رأى فعندما ذلك من أبعد إلى األمر وصل ولقد بهم،�جم�ع�وا ألصحابه: "ال وقال ذلك عن النبي نهى الشمس  في �يهم ت ر ع�ل ح�

مس ر الش �وه�م السالح، و�ح� ل ى ق�ي د�وا ح�ت �بر� ."ي�ذه�ب اإلسالم شريعة إن بل األسير تعذيب تمنع� حيث ذلك، من أبعد� هو ما إلى ت

�عذب� لإلمام قيل وقد العدو، عن بمعلومات لإلدالء �ي جي� إن األسير� مالك: أ أن ر� بعض على النبي أنكره ما وهذا بذلك، سمعت قال: ما العدو؟ عورة على يدل

فقال بدر، أحداث في أسيرين وقعا  قريش من غالمين ضربوا عندما الصحابة�م إذ�الهم: " �م�وه�م�ا، ص�د�ق�اك بت �ا ض�ر� �م و�إذ �اك �ذ�ب �م�وه�م�ا، ك كت �ر� ه�م�ا و�الله ص�د�ق�ا، ت إن

يش...". مع �ا اللذين الغالمين هذين أن لق�ر� المعادي الجيش يمدان كانا ض�رب.بالماء معاملة يلي: )يجب ما على األسرى معاملة بشأن جنيف اتفاقية وتنص

ة معاملة األسرى أعمال جميع ضد األخص األوقات... وعلى جميع في إنساني جميع في وشرفهم أشخاصهم احترام في الحق ولهم التهديد، أو العنف

تهم بكامل ويحتفظون األحوال، ة أهلي األسر، وقوع عند لهم كانت التي المدني( الواجب االعتبار بكل األسيرات النساء تعامل أن ويجب جاء ما وهذالجنسهن

الزمان. من قرنا عشر أربعة قبل اإلسالم به الطعام في النفس على األسير تقديم

طعام بدون تركه يجوز فال الطعام حق لألسير اإلسالم كفلها التي الحقوق منة السيرة وفي ، الله لشرع مخالف فهذا يهلك، حتى وشراب والتاريخ النبوي

كتابه: في فقال بذلك الله أمر ولقد ذلك، على تدل ونماذج أمثلة اإلسالمي�طعم�ون� ه ع�ل�ى الطع�ام� "و�ي ب �تيما مسكينا ح� �سيرا و�ي المشرك األسير فإطعام "،و�أ

�ة �كرموا أن بدر يوم أصحابه الله: أمر رسول أن الله. وذكر إلى ق�رب األسرى، ي�ق�دمونهم فكانوا الغداء. عند أنفسهم على ي�طعمه لم أنه هذا معنى العودة سلمان الشيخ ويقول ق�وته، من فضل مما ي�طعمه وإنما ته إليه حاجته مع طعامه ط�يب من ي منع كان ولذلك له؛ ومحب

عنهما الله رضي عمر ابن حديث في جاء كما الكبائر من األسير عن الطعام

Page 4: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

�ة قال: "د�خ�ل�ت الله رسول أن أ ار� امر� ة في الن �ط�ته�ا هر ب �م ر� �طعمه�ا ف�ل �م ت و�ل�د�عه�ا �ل� ت �أك اش من ت �رض." خ�ش� األ و�ج�ب� وكسبه، معاشه أمر في التصرف من للمحبوس مانعا الحبس� كان فلما�ق�وم� أن حابسه على باإلنسـان بالك فما الحيوان، حق في كانذلك ولو بح�قه، ي�ق�د تبارك الله كرمه الذي �ا وتعالى: "و�ل من �ر �ني ك ، ب حق قرن الله أن ويكفي آد�م�

�تيما "مسكينا واليتيم، بالمسكين األسير �سيرا و�ي ا و�أ إطعامه على القيام على حث في األمر كان كما هدايته، في سببا اإلحسان هذا يكون إليه،وقد واإلحسان

�م�امة شأن ث�وص�وا فقال باألسرى أصحابه النبي أوصى ولقد �ي – بهم لهم: "است �سر�ى أ - باأليرا، ون� الصحابة فكان خ� �ؤثر� �طعم�ون أنفسهم على ي ة تنفيذا األسرى وي لوصي

أن الهرمزان أراد وحينما النبي بعد من الصحابة يفعل كان وكذلك ، الله رسول بتغيير عمر سيدنا فأمر منه، يشرب ولم عافه غليظ بقدح له وجيء يشرب�ر فلم القدح �ؤث صالح إن بل وشراب؛ طعام بدون أسيرا ترك أنه مسلم عن ي ليشرب منه شرب الذي القدح الصليبيين أسرى من أسيرا ناول األيوبي الدين

األسير." جعله اإلسالم أن إال خالص، إنساني أمر الحرب أسرى إطعام أن من وبالرغم

�ؤج�ر عبادة �طعم�ون� قال عندما المرء، عليه ي ه ع�ل�ى الطع�ام� تعالى: "و�ي ب ح��تيما مسكينا �سيرا و�ي و�أ

الكسوة في األسير حقرها التي الواجبات ومن على اإلسالم حث ولقد الكسوة، لألسرى اإلسالم قر

والكساء الشتاء، وبرد� الصيف حر تقيه به الئقة كسوة وتكون األسير كسوة وأوجب فيالمجتمع، الفاحشة إشاعة وعدم الع�ورات، لستر واجب أمر عموماالبخاري" اإلمام عنون وقد عورته، وستر األسير كسوة الشرع " باباكامالة على يدل وهذا لألسارى(، الكسوة )باب أسماه عن ثبت وقد األمر، هذا أهمي�تي� بدر يوم كان لما أنه جابر حديث من الله رسول �تي باألسارى، أ بالعباس وأ

عليه يقدر أبي بن الله عبد قميص فوجد الله رسول فنظر ثوب، عليه يكن ولممالبسه. من األسرى بعض كسا أنه ورد كما إياه، فكساهة الحرية لألسير الديني

رها التي الحقوق من خالل دينه شعائر ممارسة في حقه لألسير اإلسالم قر�ر� وال أسره، مدة �جب �عر�ف ولم اإلسالم، اعتناق على األسير ي أجبر أنه النبي عن ي

�وا لما األسرى بعض إن بل اإلسالم؛ اعتناق على أسيرا من المعاملة تلك رأ سراحهم، إطالق بعد ذلك وكان اإلسالم، اعتناق إلى ذلك دفعهم الله رسول

�م�ام�ة� فعل كما �ال، بن� ث �ث �م�امة, ذهب سراح بإطالق النبي أمر أن فبعد أ ث، ليغتسل �سلم� من أهله افتداه أن بعد الوليد أبي بن الوليد فعل وكذلك وي أحد يظن ال فقال: حتى الفداء؟ بعد أسلمت له: لماذا فقيل أسلم، الله رسول

األسر. ع�جز من أسلمت� أنماث مع النبي فعله ما أيضا ذلك ومن النبي سيف استل الذي الحارث بن غ�ور� الرجل من السيف وقع وعندما مني؟ يمنعك له: من وقال الشجرة، من

تركه بل اإلسالم، في الدخول على النبي يجبره لم الله رسول يد في وأصبحا عند األسبان من حدث ما إلى نظرنا إذا أما عنه أصفح أن بعد طليقا حر

Page 5: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

إلى ع�مدوا فقد ، الله رسول فعله ما عكس فعلوا أنهم نجد األندلس، دخولهموعقيدتهم. دينهم لتغيير واضطهدوهم؛ فعذبوهم المسلمين

األســرى مصـيرره األسرى مصير في األصلي الحكم �قر �ا بقوله الكريم القرآن ي تعالى: "ف�إذ�م� �قيت ذين� ل وا ال �ف�ر� ق�اب ف�ض�رب� ك ى الر �ا ح�ت �م�وه�م إذ نت �ثخ� دوا أ �اق� ف�ش� ا ف�إما الو�ث م�ن

� �عد ى فد�اء و�إما ب �ض�ع� ح�ت ه�ا الح�رب� ت ار� �وز� المسائل نذكر الكريمة اآلية هذه حول أالتالية:

األولى المسألة�وا بقوله منسوخة اآلية هذه أن العلماء بعض يقول �ل الم�شركين� تعالى: "ف�اقت�م�وه�م"، ح�يث� األقوال هذه الطبري ذكر ناسخة. وقد أنها آخرون ويقول و�ج�دت

غير محكمة اآلية أن ذلك في عندنا القول من بقوله: والصواب جميعا ردها ثم أهل من بيده أسيرا صار فيمن الله رسول بفعل ذلك على منسوخة. واستدل

بعض. على ويمن بعضا ويفادي بعضا فيقتل الحرب ذلك على واستدل محكمة اآلية أن واختار المختلفة، األقوال القرطبي ذكر كما يكون إنما النسخ وأن الصحيح، في الثابت الله رسول بفعل الطبري، فعل كما

للنسخ. معنى فال باآليتين العمل أمكن فإذا قاطع، لشيءالثانية المسألة

�ح�دد الكريمة اآلية هذه أمرين: أحد وهو األسرى مصير في األصلي الحكم ت مذهب هو األسرى على المن وجواز مقابل، بغير إطالقهم عليهم: أي المن

ة من الجمهور ة المالكي وا وغيرهم، والحنابلة والشافعي في ثبت بما واستدل بن وص�يفي حنطب، بن والمطلب الربيع بن العاص أبي على من أنه سيرته

ة وأبي رفاعة، أبي على من كما بدر، أسرى من وهم الشاعر، الجهمي عز�م�ام�ة �ال بن ث �ث د أ المشركين. من أسيرا ثمانين على ومن اليمامة، أهل سي�قدمونها فدية مقابل في إطالقهم أي الفداء تكون قد والفدية للمسلمين، ي

ة من الفقهاء جمهور مذهب هو بالمال والفداء ماال، والحنابلة الشافعية وا الحنفية، من الحسن بن ومحمد والمالكي رسول بفداء ذلك على واستدل

سراح إطالق الفدية تكون وقد رجال، سبعين وكانوا بالمال بدر ألسرى الله رجلين فادى فقد األسرى، بتبادل المعروف هو وهذا عندهم، المسلمين أسرى

وي� ع�ق�يل، بني من أخذه الذي بالرجل المسلمين من فادى الرسول أن ور� قد كانوا المسلمين من ناسا األكوع بن سلمة من استوهبها التي بالمرأةوا �سر� ة أ بمك

المسلمين من جماعة تعليم على بدر أسرى بعض فادى النبي أن ثبت وقدالكتابة

الثالثة المسألةين إلى الفقهاء أضاف ين الخيار� - والفداء - المن الكريمة اآلية في المذكور�

وهي: أخرى خيارات ثالثة- القتـل1  

وط�ع�يم�ة م�ع�يط، أبي بن عقبة منهم األسرى، بعض قتل الله رسول أن ثبت فقد هو األسير قتل وجواز بدر، أسرى من وهم الحارث، بن والنضر عدي، بن

وغيرهم، والحنابلة والشافعية والمالكية األحناف من الفقهاء جمهور مذهبهم بعدم تقضي المصلحة كانت فإذا وجوبا بالمصلحة مرتبطا خيارا يجعلونه لكن

Page 6: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

�م� أن الحال هذه في يجوز فال قتلهم، �حك ارتبط إذا إنه كما بالقتل، عليهم ية بمعاهدات المسلمون وال بها، الوفاء عليهم فيجب األسرى قتل تمنع د�و�لي

األسير. قتل الحالة هذه في يجوز وحكى األسير، قتل يجوز ال قوم المجتهد(: )وقال )بداية في رشد ابن ذكر لكن

الصحابة( إجماع أنه التميمي محمد بن الحسند األسير قتل أن هنا نراه والذي اآلية إلى استنادا أصال؛ جائز غير أسير أنه لمجر

ه الفداء، أو بالمن األسير مصير حصرت التي الكريمة و�جد إذا جائزا يصير لكنن أسير في �بيح أخرى أسباب م�ع�ي �قتل ذلك عند فهو قتله، ت األسباب لهذه ي

�ف�سر ما وهذا لألسر، وليس بقتل الله رسول فيها قضى التي الحوادث كل ية فأبو األسرى، بعض �ح�د؛ أسرى في القتل استحق الجمحي عز ه أ عاهد ألن

العهد. ونقضيظ�ة بنو وأسرى معهم القتال على المسلمين عاهدوا ألنهم القتل؛ استحقوا ق�ر�

غزوة في المدينة وحاصروا المشركون جاء فلما خارجي، عدو كل ضد الغدر هذا كان وقد إليهم، وانضموا عهدهم نقضوا األحزاب على بالقضاء كفيال الذين بدر حفظتهم. وأسرى الله رعاية أن لوال المسلمين وإبادة اإلسالم

بن وط�ع�يم�ة� الحارث، بن والنضر م�ع�يط، أبي بن عقبة - وهم الله رسول قتلهمللموت. وتعريضهم وتعذيبهم المسلمين بإيذاء قاموا قد - كانوا عدي

�رون الذين األسرى بعض نقول: إن ولذلك �عتب ة المعاهدات في ي الحديثة الدو�ليبهم حرب، مجرمي �ق�دموا أن يجب األبرياء بقتل لتسب أن ويمكن للمحاكمة، ي

�حكم ك� م�ن لكل يجوز ال لكن أخرى، عقوبة بأي أو بالقتل عليهم ي �مس� بأسير أ�قتله، أن ة وللمعاهدات القرآني، النص لصريح مخالف فذلك ي المعاصرة. الدو�ليالذمة - عقد2

ة، الدولة رعايا من يكون أن األسير طلب إذا وعليه للمسلمين ما له اإلسالمية بحقوقه االحتفاظ مع الدولة هذه لنظام ويخضع عليهم، ما في الشخصي

�س�مى ما وهذا والعبادة، العقيدة فق فقد الذمة، عقد ي جميع من الفقهاء اتة بعض لكن الذمة، عقد منحه في السلطة حق على المذاهب لم الشافعي

�وا ك �تر� ي �ل ذلك، في الحق لإلمام �وا ب ب األسير، طلبه إذا الذمة عقد ق�بول عليه أوج�موا الحالة. هذه في قتله وحر

ة المعاهدات إن ة - وخاصة الموضوع بهذا المتعلقة الدو�لي فاقي - لم جنيف ات�شر د وهذا إليها، تشير ال الدول قوانين جميع أن كما الحالة، هذه مثل إلى ت يؤك يدع ال بما ة، الدولة أن للشك مجاال البشر، بني لجميع مفتوحة دولة اإلسالمي

�ستقبل وأنها مع بقوانينها، ويلتزم جنسيتها يكتسب أن في يرغب إنسان أي ت�لزم�ه أن ودون دينه، على البقاء في حقه د كما اإلسالم، باعتناق ت �ؤ�ك هذه أن ي

تصل لم التي وهي اإلطالق، على العالم دول جميع الموقف بهذا سبقت الدولةاآلن. حتى إليه

- االسترقاق3   تحديد في اإلمام خيارات ضمن من الفقهاء إليه أشار الذي األخير الخيار وهو

ة مسألة األسرى مصير فاق بعد وذلك خالصة، نظري على قاطبة العالم دول اتة في خاصة الرقيق وتجارة الرق إلغاء فاقي م،1965 سبتمبر7 في جنيف اتحب اإلسالم أن فيه شك ال ومما �ر� فاقات هذه بمثل ي ة االت ر باعتبارها الدو�لي �ع�ب ت

Page 7: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

ة مبادئه عن المساواة إلى وتدعو لله، عبادا جميعا البشر تجعل التي األساسي�م بينهم؛ ك �ل ، لقوله: "ك اب من و�آد�م� آلد�م� �ر� ت

�عامـل كيـف   المسلـم؟. األسـير� ي�ين، دولتين أو واحدة دولة في المسلمين من طائفتين بين قتال وقع إذا ت إسالميدين دولة بين أو بين باإلصالح آمرا تعالى يقول رعاياها، من عليها ومتمر

�ان بعض: "و�إن على بعضهم الباغين المسلمين �وا الم�ؤمنين� من� ط�ائف�ت �ل �ت اقت�صلح�وا �ه�م� ف�أ �ين وغيره البخاري استدل وبهذا االقتتال، مع مؤمنين فسماهم ب

وم�ن الخوارج يقوله كما ال عظمت، وإن بالمعصية اإليمان من يخرج ال أنه على اإلصالح وجوب إلى يرشد اآلية صريح نجد وبذلك ونحوهم المعتزلة من تابعهم

بين العدل من أساس وعلى المتقاتلة، أو المتخاصمة األطراف بين الله حكم إلى الرجوع المتنازعة األطراف إحدى رفضت فإن المتنازعين،

فإنه بذلك، األخرى الفرقة وأجابت الله، كتاب عليه ودل إليه ارشد بما والرضان �ب�ت التي الفرقة تواجه أن المؤمنة األمة باقي على يتعي العدل إلى الرجوع أ

�ه�ا واإلنصاف، �ق�اتل ة الله بكتاب الرضا هو الذي الحق إلى ترجع حتى وت ن وس��ض�ت قتالها، عن الباغية الفرقة رجعت فإذا ،r رسوله اإلصالح وجب الصلح، وارت أهل بين الصلح وجوب يعني هذا القتال، وكف الفريقين، بين واإلنصاف بالعدلوالبغي. العدل

فق وقد وال مال، لهم يغنم ال وأنه وجريحهم، م�دبرهم ق�تل حرمة على الفقهاء ات�ى �سب ة؛ لهم ت ي �كف�روا لم ألنهم ذر تابعة األموال وعصمة قتالهم، وال ببغيهم ي

�فن غ�سل منهم ق�تل� وم�ن لدينهم، ي� وك عليه. وص�ل لألسـري لمعاملـة مضيئــة صـور

ة في مضيئة صورا يجد اإلسالمي للتاريخ الدارس ومن األسرى، معاملة كيفيبة النماذج وبين األيوبي الدين صالح بين كان ما األسرى معاملة في الطيوا أوروبا من جاءوا الذين الصليبيين أسرى كثيرا وقتلوا المسلمين، بالد فاحتل

كثير عن عفا بل معامالتهم بمثل الدين صالح يعاملهم فلم المسلمين، من حدث: فلقد ما وإليك يدفعونه، مال بدون منهم كثير على م�ن بل وصفح، منهم على الفقراء من أسير ألف سراح إطالق الدين صالح أخيه من العادل طلب صالح له فوهبهم كبيرا تسام�حا بذلك م�ظهرا له، خدماته عن المكافأة سبيل بعض يهبه أن األيوبي الدين صالح من طلب النصارى بطريرك إن بل الدين،

�طلق� الصليبيين أسرى من الفقراء إال لديننا المخالفين من أنه ومع سراحهم، ليوي� الذي الرحيم والقلب الحسنة المعاملة - صاحب� الدين صالح أن باإليمان، ر�

- و�ه�ب� الله رسول من المعاملة بهذه مقتديا القويم السلوك وصاحب�طلق� الفقراء بعض البطريرك أسير، "باليان" خمسمائة وهب كما سراحهم، لي

بعيدا ذهب كما عجوز، امرأة وكل شيخ، كل سراح يطلق سوف أنه أعلن ثم ومنح أزواجهن، من األسر في م�ن كل سراح يطلق بأن النسوة هؤالء وعد حين

حالته. بحسب واحد كل خزائنه من العطايا واليتامى األرامل فقال لألسرى، األيوبي الدين صالح بمعاملة وغيرهم المستشرقون شهد ولقد

بيت أبواب وعلى حطين، مشارف ففي رنسيمان: وهكذا، المستشرق من حدث لم�ا الخاصة، بطريقته الصليبيين من الدين صالح انتقم المقدس

كيف وأظهر والمجازر، واإلذالل المهانة من األولى الحملة في الصليبيين قوة من الشرق لدى ما القاطع بالدليل وأثبت بانتصاره، الشريف القائد يحتفل

Page 8: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

وح أو زمانه، في كفاتح كبير قلب ذا شهم، أعظم كان أنه على مبرهنا كامنة ور�آخر. عصر أي في

ب خارج فجمعهم "صور إلى أنفسهم افتدوا الذين ترحيل أمر الدين صالح ورت وأرسلهم مجموعات، ثالث إلى وقسمهم مشددة، حراسة تحت المدينة

ضوا أن خشية مخفورين؛ الطريق. في البدو لهجمات يتعرأعدائك؟! من تنتقم ال لماذا المقدس بيت مدينة طرق بعض في يوم ذات سائرا الدين صالح كان بينماا صليبا يعلق السن، كبير النصارى من شيخ قابله له: أيها وقال رقبته، في ذهبي�تب� لقد العظيم، القائد وتفعل منهم، تنتقم لم فلماذا أعدائك، على النصر� لك كوا عندما وشيوخكم وأطفالكم نساءكم قتلوا فقد معك؟ فعلوا ما مثل معهم غز� الذي ديني ذلك من يمنعني الشيخ، الدين: أيها صالح له فقال المقدس؟ بيت

م بالضعفاء، بالرحمة يأمرني �ح�ر والنساء. فقال والشيوخ األطفال قتل علي وي العذاب؟ سوء أذاقوكم قوم من االنتقام من يمنعكم دينكم الشيخ: وهل له

السيئة نقابل وأن واإلحسان، بالعفو يأمرنا ديننا إن الدين: نعم، صالح فأجابه أذنب. فقال عمن المقدرة عند نصفح وأن بعهودنا، أوفياء نكون وأن بالحسنة،

األخيرة أيامي في هداني أن على الله أحمد وإني دينكم، الدين الشيخ: نعم��ريد م�ن يفعل سأل: وماذا الحق. ثم الدين إلى فأجابه دينكم؟ في الدخول ي

�ؤمن صالح ورسوله، عبده محمدا وأن له، شريك ال واحد الله بأن الدين: ي إسالمه، وح�س�ن الرجل عنه. وأسلم الله نهى عما ويبتعد به، الله أمر ما ويفعلقومه. أبناء من كثير معه وأسلم اإلسالم في األسير حقوق

االسالم، في الدخول على يكره فال دينه ترك على اكراهه عدم االسير حق من هذا يعرف الحاضر العصر وفي احسن، هي بالتي اإلسالم الى يدعى وانما

من أيديكم في لمن قل النبي أيها تعالى: »يا الله يقول الدينية، بالحرية لكم ويغفر منكم اخذ مما خيرا يؤتكم خيرا قلوبكم في الله يعلم ان االسرى

وتجديد االسرى، لهؤالء استمالة ففيها( 70رحيم« )االنفال: غفور والله من دفعوا عما يعوضهم بما وترغيبهم أمامهم، التوبة باب وفتح لهم، الدعوة في الوفير بالرزق مختارين طائعين االسالم في دخلوا هم ان ويعدهم الفداء دليل هذا وفي االيمان، قبل ذنوبهم من سلف لما والمغفرة واآلخرة الدنيا اكره ان قط يقع ولم االسالم، في الدخول على يكرهون ال انهم على واضح أثال بن ثمامة قصة ذلك على األدلة ومن االسالم، في يدخل ان على اسير

ـ هريرة ابي حديث ( من1764) ومسلم( 4372) البخاري في وهي الحنفي فأتاه المسجد في وربط المسلمين جيش اسره مشركا وكان ـ عنه الله رضي

ثمامة؟( فقال: عندي يا عندك له: )ما وقال وسلم عليه الله صلى الرسول تريد كنت وان شاكر، على تنعم تنعم وان دم، ذا تقتل تقتل ان محمد يا خير

فلما ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول فتركه شئت، ما منه فسل المال عليه الله صلى النبي قال الثالث اليوم وفي ذلك، مثل له قال الغد من كان

فيقول: أشهد ويعود ويغتسل يذهب به فإذا ثمامة( فأطلقوه وسلم: )اطلقوا االرض ظهر على كان ما محمد يا والله الله رسول انك واشهد الله إال إله ال أن

ما والله إلي، كلها الوجوه احب وجهك اصبح فقد وجهك من الي أبغض وجه

Page 9: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

كله الدين احب دينك فأصبح دينك من علي أبغض دين األرض ظهر على كان احب بلدك فأصبح بلدك من الي أبغض بلد األرض وجه على كان ما والله الي،.الي كلها البالد

غير رجل قلب استمالة في الكريم، والخلق الحسنة المعاملة هذه اثرت وهكذا يكن ولم قومه، سيد هو بل سذجهم، او الناس بسطاء من ليس انه عادي

.وحياته نفسه على خوفا او تقية اسالم اسالمه سبحانه الله يقول ولهذا والشراب، الطعام من يكفيه ما اطعامه حقوقه ومن

نطعمكم * انما وأسيرا ويتيما مسكينا حبه على الطعام وتعالى: »ويطعمون اآليتين هاتين ففي( 9 ـ8 شكورا« )اإلنسان وال جزاء منكم نريد ال الله لوجه وتعالى، سبحانه ربه الى المؤمن بها يتقرب قربة االسير اطعام ان على دليل على حتى االسير يؤثر المؤمن ان الله« وفيها لوجه قال: »نطعمكم ولهذا لم انه هذا واسيرا« ومعنى ويتيما مسكينا حبه على الطعام »ويطعمون نفسه

اليه حاجته مع طعامه طيب من يطعمه وانما قوته، من فضل مما يطعمه حديث في جاء كما الكبائر من االسير عن الطعام منع كان ولذلك له، ومحبته

قال: ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول ان ـ عنهما الله رضي ـ عمر ابن اطعمتها هي ال النار، فيها فدخلت ماتت، حتى سجنتها هرة، في امرأة »عذبت

) البخاري األرض« رواه خشاش من تأكل تركتها هي وال حبستها، اذ سقتها وال(.2242) ( ومسلم3482

وجب وكسبه معاشه امر في التصرف من للمحبوس مانعا الحبس كان فلما باالنسان بالك فما الحيوان، حق في ذلك كان ولو بحقه، يقوم ان حابسه على ( ويكفي70آدم« )االسراء: بني كرمنا »ولقد وتعالى تبارك الله كرمه الذي

وأسيرا« ويتيما »مسكينا واليتيم بالمسكين االسير حق قرن سبحانه الله ان هذا يكون وقد اليه، واإلحسان إطعامه على القيام على حثا( 8 )اإلنسان.عنه الله رضي ثمامة شأن في األمر كان كما هدايته، في سببا اإلحسان

روى وقد بمثله وتجذر به تليق التي المناسبة والثياب الكسوة في حقه بدر يوم كان لما: »قال ـ عنه الله رضي ـ جابر حديث من صحيحه في البخاري

عليه الله صلى النبي فنظر ثوب عليه يكن ولم بالعباس، واتى بأسارى اتي صلى النبي فكساه عليه يقدر ابي بن عبدالله قميص فوجدوا قميصا له وسلم

الكسوة حق لألسير يضمن ( فاإلسالم3008) اياه« البخاري وسلم عليه الله.المناسبة والثياب سجن في يسكن او المسجد في يسكن فقد كان ايا المناسب والسكن المأوى صلى النبي عهد وفي المؤمنين بعض بيوت في حتى او مالئما ويكون خاص

سجن ربما ولهذا للسجن وال لألسرى خاصة دار هناك يكن لم وسلم عليه الله ان الى بيوتهم في المسلمين على االسرى وزع وربما المسجد في االسير عائشة عن ذكوان ( عن9/89) سننه في البيهقي روى وقد شأنهم في ينظر

عنه فلهينها نسوة وعندها بأسير عليها دخل وسلم عليه الله صلى النبي ان األسير؟( عائشة: )أين يا فقال وسلم عليه الله صلى النبي فجاء االسير فذهب الله صلى ـ الله فقال: رسول فذهب عنه، فلهينني عندي كن نسوة: قالت ـ النبي فدخل به فجيء اثره في فأرسل يدك« وخرج الله »قطع ـ وسلم عليه فقال يديها اخرجت قد ـ عنها الله رضي ـ عائشة واذا ـ وسلم عليه الله صلى

Page 10: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

انتظر يدي معلقة واني يدي بقطع علي دعوت انك الله رسول يا قالت مالك يديه رفع ثم أجننت؟ ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول قال يقطعها، من

عن الذهبي وطهورا( قال كفارة له فاجعله عليه دعوت كنت من وقال: )اللهم.جيد الحديث: إسناده هذا عليه الله صلى الرسول ( ان5/191) والنهاية البداية في كثير ابن ذكر وقد

ابن ( عن2216) احمد اإلمام وروى اصحابه، على بدر اسرى فرق وسلم كانوا الذين االسرى من ناسا جعل وسلم عليه الله صلى النبي ان عباس ذلك وجعل والكتابة القراءة االنصار اوالد يعلمون والكتابة القراءة يتقنون يكون ان بد ال ويكتب يعلم كي االسير ان المعلوم ومن وفكاكهم فداءهم

ج�عل انما والوثاق واالياب الذهاب على وقادرا مربوط وال مقيد غير طليقا.اليه حاجة فال وثاق بال منعه امكن فإذا الهرب من لمنعه

واخيه األخ وبين ووالده الولد بين او وولدها الوالدة بين االسرى في يفرق ال الغالب في يطلق كان وان االسر من نوع والسبي السبي حكم في ورد وهذا واال اصطالحي امر هو انما االسرى وبين بينهم والتفريق والذرية النساء على

السنن ( واهل23499) احمد االمام رواه حديث في جاء وقد اسرى فالكل) داود وابو موسى ابي حديث من( 2250) ماجه ( وابن1283) الترمذي

ان عنه الله رضي الدرداء ابي عن ـ عنه الله رضي ـ علي حديث ( من2696 من يعني ـ وولدها والدة بين فرق قال: )من وسلم عليه الله صلى النبي

حديث الترمذي: وهذا القيامة( قال يوم احبته وبين بينه الله فرق ـ السبي الله صلى النبي اصحاب من العلم اهل عند هذا على والعمل غريب حسن الولد وبين وولدها الوالدة بين السبي في التفريق كرهوا وغيرهم وسلم عليه

.االخوة وبين والوالد ابا ان اوله في وذكر الحديث، هذا ( روى2479) الدارمي ان ذلك من واعجب

من امهاتهم وبين الصبيان بين ففرق جيش في كان عنه الله رضي ايوب الله صلى رسول ويقول: ان امه الى الصبي يرد فجعل يبكون فرآهم االسرى

يوم احبته وبين بينه الله فرق وولدها والدة بين فرق قال: )من وسلم عليه(.القيامة بين الجمع في بالمسلمين والعدل والشفقة والرحمة الرفق بلغ كيف فانظر.االسرى من واألوالد واألمهات اآلباء وبين االخوة

ولم قاتلونا ألنهم مثال نعذبهم ان يمكن فال حق بغير للتعذيب تعريضهم عدم العزة عصور خالل تعذيب لهم حصل انه وال بتعذيبهم امر انه الشرع في ينقل

وسقيهم واطعامهم بإكرامهم مأمورا المسلم كان اذا ألنه وذلك اإلسالمية حاالت هناك يكون ان إال اللهم االمر، هذا مع يتنافى تعذيبهم فإن بينهم والجمع من عليه يؤثر ال قليل العذاب من بشيء يمس ان فيها االمر يتطلب خاصة

الله رضي ـ عمر ابن حديث في كما عنده موجودة انها يعلم امور كشف اجل الى ألجأهم حتى خيبر اهل قاتل ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول ان ـ عنه

ولهم منها يجلوا ان على فصالحوه والنخل والزرع االرض على فغلب قصرهم والبيضاء الصفراء ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله ولرسول ركابهم حملت ما

ذمة فال فعلوا فإن شيئا يغيبوا وال يكتموا ال ان عليهم واشترط منها، ويخرجون الى معه احتمله كان اخطب بن لحي وحلي مال فيه مسكا فغيبوا عهد وال لهم

Page 11: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

حي: لعم ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول فقال النضير اجليت حين خيبر والحروب النفقات أذهبته: النضير؟( فقال من به جاء الذي حي مسك فعل )ما

عليه الله صلى ـ الله رسول ذلك( فدفعه من اكثر والمال قريب فقال: )العهد فقال: قد خربة دخل ذلك قبل حي كان وقد بعذاب، فمسه الزبير الى ـ وسلم الخربة في المسك فوجدوا وطافوا فذهبوا هاهنا خربة في يطوف حي رأيت

) الفتح في حجر ابن ( وقال9/137) الكبرى السنن في البيهقي رواه الحديث.ثقات رجاله ( اسناد7/479

سوابق لهم ألن فذلك االسرى بعض وسلم عليه الله صلى النبي قتل واما انه واالكليل التاج في جاء ولهذا قتلهم، استوجبت المسلمين حق في وجرائم

العدو؟! فقال: ما عورة على يدل ان ر�جي ان األسير لمالك: أيعذب قيل.بذلك سمعت

وسلم عليه الله صلى والنبي االسرى قتل يكرهون السلف من جماعة وكان عتاة أكابر من كانوا قليال عددا إال الطويلة حروبه خالل االسرى من يقتل لم

ان ويمكن وأهله، اإلسالم ضد الفاجرة الضروس الحرب وقادة المشركين مسلم روى حرب( وقد )مجرمي اليوم المعروف التعبير حسب عليهم نطلق

مقدم بلغه حين وسلم عليه الله صلى الله رسول ( ان1779) صحيحه في بغالم ظفروا انهم القصة وفي يصنع، فيما اصحابه شاور معه ومن سفيان ابي

ابي عن يسألونه ـ وسلم عليه الله صلى ـ الله رسول اصحاب فكان فأخذوه وعتبة جهل ابو هذا ولكن سفيان بأبي علم لي فيقول: ما واصحابه، سفيان ابو هذا اخبركم انا فقال: نعم ضربوه ذلك قال فإذا خلف ابن وامية وشيبة فسألوه تركوه فإذا سفيان

بن وامية وشيبة وعتبة جهل ابو هذا ولكن علم، سفيان بأبي لي فقال: ما عليه الله صلى ـ الله ورسول ضربوه ايضا قال: هذا فإذا الناس في خلف

لتضربوه بيده نفسي قال: )والذي انصرف، ذلك رأى فلما يصلي قائم ـ وسلم هناك يكون أال ينبغي انه على دليل كذبكم( فهذا اذا وتتركوه صدقكم اذا

كلها االشياء هذه كانت واذا حق، بغير لهم تعذيب وال االسرى على عدوان وأال الحسنة والمعاملة المناسب العالج لهم يكون ان يوجب فاإلسالم مطلوبة

.مال او أهل او نفس في منهم أحد يظلم باالتفاقية مقارنه اإلسالم في الحرب بأسرى المتعلقة الشرعية األحكام أهم

: الدولية جنيف المسلمين بين كان إذا الكفر دار من أحد أسر يجوز ال أنه الفقهاء اتفق وقد

بلده من خرج لو حتى األمان يفيد العهد هذا ألن موادعة، عهد الدار هذه وبينموادعة. المسلمين وبين بينها ليس أخرى بالد إلى

واتفقوا - تعالى: "فشدوا لقوله مشروع أنه لألسر الشرعي الحكم أن أيضا(. 4الوثاق" )محمد:

الدولة: يد في األسير الفقهاء اتفق في له حق وال عليه يد آلسره ليس الحرب أسير أن أيضا

يرى. بما فيه ليقضي األمير إلى يسلمه أن األسر بعد وعليه فيه، التصرف له وليس الهرب. من لمنعه وثاقه يشد أن إال

Page 12: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

تحت الحرب أسرى جنيف: )يقع اتفاقية من12 المادة عليه نصت ما وهذا التي العسكرية الوحدات أو األفراد سلطة تحت ال المعادية، الدولة سلطة

تأسرهم(. - الله رسول به وصف ما الشريف النبوي الكالم إعجاز األسير: من معاملة

األخالق(. مكارم ألتمم قال: )بعثت عندما الدين - هذا وسلم عليه الله صلى على المقدرة مع والعفو - الصفح وسلم عليه الله صلى – أخالقه أعظم ومن

- كان وسلم عليه الله - صلى الله رسول )أن ومسلم البخاري االنتقام. روى بالسيف رأسه على قام حارث( حتى بن )غورث هو رجل فجاء حرب، في

رسول فأخذه يده، من السيف فقال: الله. فسقط مني؟ يمنعك فقال: من خير الرجل: كن قال مني؟ يمنعك - وقال: من وسلم عليه الله - صلى الله

إله ال أن - : قل: أشهد وسلم عليه الله - صلى النبي آخذ. قال وأني الله إال مع أكون وال معك، أكون وال أقاتلك، ال أني الرجل: ال. غير الله. فقال رسول

الناس(. خير عند من وقال: جئتكم أصحابه سبيله. فجاء يقاتلونك. فخلى قوم ويمكن يعامل، كيف أصحابه وتعليمه األسير معاملته األخالق هذه ومن

يلي: بما تلخيصهاوإكرامهم: إليهم واإلحسان باألسرى - الرفق1

غزوة أسرى في - بقوله وسلم عليه الله - صلى الله رسول به أمر ما هذا الله - صلى الله رسول الحسن: )وكان وقال خيرا(، باألسارى بدر: )استوصوا

إليه. فيقول: أحسن المحسنين، بعض إلى فيدفعه باألسير - يؤتى وسلم عليه الله - صلى النبي أن وروي نفسه(، على فيؤثره والثالثة، اليومين عنده فيكون

يوم في النهار احترق بعدما قريظة بني أسرى في ألصحابه - قال وسلم عليهلوهم أسراكم "أحسنوا صائف ساعدوهم واسقوهم" قيلوهم: أي وق�ي

عليهم تجمعوا الشمس. وقال: )ال حر عند النهار نصف راحة وهي بالقيلولةالسالح(. وحر اليوم هذا حرلهم: والكساء والشراب الطعام - توفير2

وأسيرا" ويتيما مسكينا حبه على الطعام -: "ويطعمون - تعالى قال يقول -كما - تعالى الله إلى قربة المشرك األسير إطعام ويكون )اإلنسان(، من وكان عمير، بن مصعب عزيز( أخو )أبو تفسيره. ويذكر في القرطبي

إذا فكانوا بدر، من أقبلوا حين األنصار من رهط في بدر: )وكنت غزوة أسرى - الله رسول لوصية التمر، وأكلوا بالخبز خصوني وعشاءهم غداءهم قدموا خبز كسرة منهم رجل يد في تقع ما بنا، - إياهم وسلم عليه الله صلى إال

يمسها( وكان ما فيردها أحدهم، على فأردها بها. وقال: فأستحيي نفحني إيثار كان فلهذا التمر، وكثرة القمح لندرة التمر، من أنفس عندهم الخبز

والحفاوة. اإلكرام باب من بالخبز األسير بدر يوم أصحابه -: )أمر وسلم عليه الله - صلى الله رسول أن كثير ابن وذكر

الغداء( . عند أنفسهم على يقدمونهم فكانوا األسارى، يكرموا أنتعذيبهم: عن النهي3

لإلنسان، المشروع غير يلي: "التعذيب ما الكويتية الفقهية الموسوعة في ورد يدعو اإلسالم ألن تعذيبهم، جواز عدم الفقهاء ذكر فقد األسرى، تعذيب ومنه حبه على الطعام -: "ويطعمون - تعالى قال وإطعامهم، باألسرى الرفق إلى

حر عليهم تجمعوا الحديث: )ال وفي وأسيرا" )اإلنسان(، ويتيما مسكينا

Page 13: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

لوهم السالح، وحر الشمس بني أسارى في الكالم وهذا يبردوا(، حتى قي حبس فيصح الفرار من خوف هناك كان الشمس. وإذا في كانوا حينما قريظةتعذيب". غير من األسير وهذا عنده، مهمة معلومات وجود تبين إذا األسير ضرب الفقهاء بعض وأجازإساءة. من األسير له يتعرض أن يمكن ما أقصى

سجن وفي جوانتانامو في جرى ما ومنه العصر، هذا في المعروف التعذيب أما مع ويتناقض مرفوض أمر فهو اإلعالم، وسائل وتناقلته العراق في أبوغريب

جنيف اتفاقية الدولية. تنص والمواثيق الدينية والقيم األخالقية المبادئ جميع في إنسانية معاملة األسرى معاملة يلي: )يجب ما على األسرى معاملة بشأن الحق ولهم التهديد، أو العنف أعمال جميع ضد األخص األوقات...وعلى جميع

أهليتهم بكامل ويحتفظون األحوال، جميع في وشرفهم أشخاصهم احترام في األسيرات النساء تعامل أن ويجب األسر وقوع عند لهم كانت التي المدنية

لجنسهن( الواجب االعتبار بكل األسرى: مصير -: "فإذا - تعالى بقوله الكريم القرآن يقرره األسرى مصير في األصلي الحكم منا فإما الوثاق فشدوا أثخنتموهم إذا حتى الرقاب فضرب كفروا الذين لقيتم

(. 4أوزارها" )محمد: الحرب تضع حتى فداء وإما بعدالتالية: المسائل نذكر الكريمة اآلية هذه حول

تعالى: بقوله منسوخة اآلية هذه أن العلماء بعض األولى: يقول المسألة ناسخة. أنها آخرون ( ويقول5وجدتموهم( )التوبة: حيث المشركين )فاقتلوا

ردها ثم األقوال هذه الطبري ذكر وقد القول من بقوله: )والصواب جميعا رسول )بفعل ذلك على منسوخة( واستدل غير محكمة اآلية أن ذلك في عندنا صار - فيمن وسلم عليه الله - صلى الله فيقتل الحرب أهل من بيده أسيرا

ويفادي بعضا ذلك يزل بعض... ولم على ويمن بعضا أهل في سيره من ثابتاإليه( قبضه أن إلى بحربهم الله إذن لدن من الحرب

ذلك على واستدل محكمة اآلية أن واختار المختلفة، األقوال القرطبي ذكر كما الصحيح، في الثابت وسلم عليه الله صلى الله رسول بفعل الطبري، فعل كما للنسخ. معنى فال باآليتين العمل أمكن فإذا قاطع، لشيء يكون إنما النسخ وأن

وهو األسرى مصير في األصلي الحكم تحدد الكريمة اآلية الثانية: هذه المسألةأمرين: أحد

مذهب هو األسرى على المن وجواز مقابل، بغير إطالقهم أي عليهم - المن1 في ثبت بما واستدلوا وغيرهم، والحنابلة والشافعية المالكية من الجمهور

أبي ابن وصيفي حنطب بن والمطلب الربيع بن العاص على من أنه سيرته بن ثمامة على من كما بدر، أسرى من وهم الشاعر الجهمي عزة وأبي رفاعة ثمانين على ومن )البخاري(، اليمامة أهل سيد أسال المشركين من أسيرا

)مسلم(. قد للمسلمين. والفدية يقدمونها فدية مقابل في إطالقهم أي الفداء، - أو2

والحنابلة الشافعية من الفقهاء جمهور مذهب هو بالمال والفداء ماال، تكون رسول بفداء ذلك على واستدلوا الحنفية، من الحسن بن ومحمد والمالكية

رجال. وقد سبعين وكانوا بالمال بدر - ألسرى وسلم عليه الله - صلى الله بتبادل المعروف هو وهذا عندهم، المسلمين أسرى سراح إطالق الفدية تكون

Page 14: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

والحنابلة والشافعية المالكية من الفقهاء جمهور مذهب وهو األسرى، - ، وسلم عليه الله - صلى الله رسول بفعل واستدلوا حنيفة، أبي وصاحبي

)أخرجه عقيل بني من أخذه الذي بالرجل المسلمين من رجلين فادى فقد األكوع بن سلمة من استوهبها التي بالمرأة وفادى مسلم(، من ناسا

مسلم(. بمكة. )أخرجه أسروا قد كانوا المسلمين تعليم على بدر أسرى بعض - فادى وسلم عليه الله - صلى النبي أن ثبت وقد

الكتابة. المسلمين من جماعة )المن اآلية في المذكورين الخيارين إلى الفقهاء الثالثة: أضاف المسألة

وهي: أخرى خيارات ثالثة والفداء(،األول: القتل:

منهم األسرى، بعض - قتل وسلم عليه الله - صلى الله رسول أن ثبت فقد أسرى من وهم الحارث، بن والنضر عدي ابن وطعيمة معيط، أبي بن عقبة

والمالكية األحناف من الفقهاء جمهور مذهب هو األسير قتل بدر. وجواز يجعلونه وغيرهم. لكنهم والحنابلة والشافعية خيارا وجوبا، بالمصلحة مرتبطا

يحكم أن الحال هذه في يجوز فال قتلهم، بعدم تقضي المصلحة كانت فإذا األسرى قتل تمنع دولية بمعاهدات المسلمون ارتبط إذا أنه كما بالقتل، عليهماألسير. قتل الحالة هذه في يجوز وال بها، الوفاء عليهم فيجب

وحكى األسير، قتل يجوز ال قوم المجتهد(: )وقال )بداية في رشد ابن ذكر لكنالصحابة(. إجماع أنه التميمي محمد بن الحسن جائز غير أسير أنه لمجرد األسير قتل أن هنا نراه والذي أصال اآلية إلى إستنادا

يصير الفداء. لكنه أو بالمن األسير مصير حصرت التي الكريمة وجد إذا جائزا األسباب لهذه يقتل ذلك عند فهو قتله، تبيح أخرى أسباب معين أسير في

- صلى الله رسول فيها قضى التي الحوادث كل يفسر ما لألسر. وهذا وليس ألنه القتل استحق الجمحي عزة األسرى. فأبو بعض - بقتل وسلم عليه الله

المسلمين عاهدوا ألنهم القتل استحقوا قريظة بنو العهد. وأسرى ونقض عاهد المدينة وحاصروا المشركون جاء فلما خارجي، عدو كل ضد معهم القتال على الغدر هذا كان وقد إليهم، وانضموا عهدهم نقضوا األحزاب غزوة في كفيال

حفظتهم. وأسرى الله رعاية أن لوال المسلمين وإبادة اإلسالم على بالقضاء معيط أبي بن عقبة - وهم وسلم عليه الله - صلى الله رسول قتلهم الذين بدر

وتعذيبهم المسلمين بإيذاء قاموا قد كانوا عدي بن وطعيمة الحارث بن والنضر في يعتبرون الذين األسرى بعض نقول: إن للموت. ولذلك وتعريضهم أن يجب األبرياء بقتل لتسببهم حرب، مجرمي الحديثة الدولية المعاهدات

ال أخرى. لكن عقوبة بأي أو بالقتل عليهم يحكم أن ويمكن للمحاكمة، يقدموا القرآني. النص لصراحة مخالف فذلك يقتله، أن بأسير أمسك من لكل يجوز من محاكمتهم جواز على الحرب أسرى معاملة بشأن جنيف اتفاقية نصت وقد إنزال ذلك في بما القضائية اإلجراءات اتخاذ جواز وعلى الحاجزة، الدولة قبل

العسكرية المحاكم أمام المحاكمة تتم أن على..بحقهم اإلعدام عقوبة حيث من عليها المتعارف األساسية الضمانات فيها تتوفر وأن النظامية،وغيرها. الدفاع وحق التحيز وعدم االستقالل

الذمة: الثاني: عقد

Page 15: drabbass.files.wordpress.com€¦  · Web viewوقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (5/191) ان الرسول صلى الله عليه وسلم فرق

وعليه للمسلمين ما له اإلسالمية، الدولة رعايا من يكون أن األسير طلب إذا في الشخصية بحقوقه االحتفاظ مع الدولة هذه لنظام ويخضع عليهم، ما

جميع من الفقهاء اتفق فقد الذمة، عقد يسمى ما وهذا والعبادة، العقيدة لم الشافعية بعض لكن الذمة عقد منحه في السلطة حق على المذاهب

األسير، طلبه إذا الذمة عقد قبول عليه أوجبوا بل ذلك في الحق لإلمام يتركواالحالة. هذه في قتله وحرموا

تشر جنيف( لم إتفاقية )وخاصة الموضوع بهذا المتعلقة الدولية المعاهدات إن إليها. وهذا تشير ال الدول قوانين جميع أن كما الحالة، هذه مثل إلى نعلم فيما يدع ال بما يؤكد بني لجميع مفتوحة دولة اإلسالمية، الدولة أن للشك مجاال

ويلتزم جنسيتها يكتسب أن في يرغب إنسان أي تستقبل وأنها البشر، اإلسالم. كما باعتناق تلزمه أن ودون دينه، على البقاء في حقه مع بقوانينها،

وهي اإلطالق، على العالم دول جميع الموقف بهذا سبقت الدولة هذه أن يؤكداآلن. حتى إليه تصل لم التي

الثالث: االسترقاق: تحديد في اإلمام خيارات ضمن من الفقهاء إليه أشار الذي األخير الخيار وهو

مسألة أصبح ألنه المجال هذا في التفصيل أرد لم األسرى. لكنني مصير وتجارة الرق إلغاء على قاطبة العالم دول اتفاق بعد وذلك بحتة، نظرية أن فيه شك ال ومما ،1965 سبتمبر7 في جنيف اتفاقية في خاصة الرقيق األساسية مبادئه عن تعبر باعتبارها الدولية االتفاقات هذه بمثل يرحب اإلسالم

البشر تجعل التي جميعا آلدم، بينهم: )كلكم المساواة إلى وتدعو لله، عباداالتالية: الخالصة إلى نصل ذلك على تراب(.بناء من وآدم

الفداء. أو المن هو األسرى مصير يحدد الذي األصلي الشرعي الحكم - أن1 مأخوذ إضافي حكم األسير، طلبه إذا الذمة عقد قبول في اإلمام واجب - أن2

األسرى. جميع يشمل المسلم. وهو غير مع العالقة تحديد من قتله. تبيح محددة أسباب على يبنى خاص، استثنائي حكم األسير قتل - أن3

القتل يكون ال ولذلك قضائي. حكم على بناء اإلمام من إال وهو الدولية، باالتفاقات العصر هذا في وجوده انتهى فقد االسترقاق - أما4

اإلنسان تحرير إلى يدعو األساس في ألنه له ويدعو اإلسالم عليه يحرص أمرالله. لغير عبودية كل من