UName - Freegadir.free.fr/Ar/Mahdi/Kutub/Min Kitabul fetan.doc · Web viewحد ثنا أبو...

328
ف ي ل أ ت م ي ع ن ن ب ادّ م ح ي روز م ل ااد عد" ا ق ي ق ح ت و ة ا* ي لة ل ا خ ي/ ش ل ا د ب ع م ي ر لك ا ي ل ب ق ع ل ا وزات/ ش من

Transcript of UName - Freegadir.free.fr/Ar/Mahdi/Kutub/Min Kitabul fetan.doc · Web viewحد ثنا أبو...

UName

- 2 -المنتخب من كتاب الفتن

تأليف

نعيم بن حمّاد المروزي

إعداد وتحقيق

آية الله الشيخ عبد الكريم العقيلي

منشورات

مؤسّسة بنت الرسول «صلّى الله عليه وآله» [بضعة المصطفى«صلّى الله عليه وآله»]

لإحياء تراث أهل البيت«عليهم السلام»

إصدار رقم (21)

5المقدّمة

7بين يدي الكتاب:

8مؤلف الكتاب:

10طبعات الكتاب:

15عملنا في الكتاب:

19ما كان من رسول الله«صلى الله عليه وآله» من التقدّم ومن أصحابه [بعده] في الفتن الّتي هي كائنة

31تسمية الفتن الّتي هي كائنة، وعددها من وفاة رسول الله«صلى الله عليه وآله» إلى قيام الساعة

37ما يذكر من انتقاص العقول وذهاب أحلام الناس في الفتن

41من رخّص في تمنّي الموت لما يفشو في الناس من البلاء والفتن

45ما يذكر من ندامة القوم من أصحاب النبيّ«صلى الله عليه وآله» وغيرهم في الفتنة وبعد انقضائها،وما تقدّم إليهم فيها

49ما يستحبّ من خفـّة المال والولد في الفتن، وما يستحبّ يومئذ من المال وغير ذلك

51عدّة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله«صلى الله عليه وآله» في هذه الاُمّة

53في ملك بني اُميّة

57العصمة من الفتن، وما يستحبّ فيها من الكفّ والإمساك عن القتال، والعزلة فيها، وما يكره من الاستشراف لها

65من كان يرى الاعتزال في الفتن

67العلامات في انقطاع ملك بني اُميّة

69في خروج بني العبّاس

73أوّل علامة تكون في انقطاع مدّة بني العبّاس

75أوّل علامة من علامات انقطاع ملكهم في خروج الترك بعد اختلافهم فيما بينهم

79ما يذكر من علامات من السماء فيها في انقطاع ملك بني العبّاس

85بدو فتنة الشّام

87ما يذكر من غلبة سفلة الناس وضعفائهم

91المعقل من الفتن

93أوّل علامة تكون من علامة البربر وأهل المغرب في خروجهم

95ما تقدّم إلى الناس في خروج البربر وأهل المغرب

97ما يكون من فساد البربر، وقتالهم في أرض الشّام ومصر، ومن يقاتلهم، ومنتهى خروجهم، وما يجري على أيديهم من سوء سيرتهم

101صفة السفياني، واسمه، ونسبه

103بدو خروج السفياني

105في الرايات الثلاث

107في الرّايات الّتي تفترق في أرض مصر والشّام، وغيرها، والسّفياني، وظهوره عليهم

111ما يكون بين أهل الشّام، وبين ملك من بني العبّاس بين الرّقّة، وما يكون من السفياني

115ما يكون من السفياني في جوف بغداد،ومدينة الزوراء، إذا بلغ بعثه العراق،وما يذكر من خرابها

117دخول السفياني وأصحابه الكوفة

119الرايات السود للمهديّ( بعد رايات بني العبّاس وما يكون بينهم وبين أصحاب السفياني والعبّاسي

125أوّل انتقاض أمر السفياني، وخروج الهاشمي من خراسان برايات سود وما يكون بينهم من الوقائع، حتّى تبلغ خيل السفياني المشرق

129بعثُ الجيوش إلى المدينةِ، وما يصنع فيها مِن القتلِ

131الخسفُ بجيش السُّفياني الّذي يبعثه إلى المهديّ«عليه السلام»

135باب آخر من علامات المهديّ«عليه السلام» في خروجه

139علامة اُخرى عند خروج المهديّ«عليه السلام»

141اجتماع الناس بمكّة، وبيعتهم للمهديّ فيها، وما يكون تلك السنة بمكّة من الاختلاط والقتال، وطلبهم المهديّ بعد القتال واجتماعهم عليه«عليه السلام»

145خروج المهديّ«عليه السلام» من مكّة إلى بيت المقدس والشّام بعد ما يبايع له، وما يكون في مسيره بينه وبين السفياني وأصحابه

149سيرة المهديّ«عليه السلام» وعدله وخصب زمانه

153صفة المهديّ«عليه السلام» ونعته

155اسم المهديّ«عليه السلام»

157نسبة المهديّ«عليه السلام»

161قدر ما يملك المهديّ«عليه السلام»

163ما يكون بعد المهديّ«عليه السلام»

165غزوة الهند

167ما يكون بحمص في ولاية القحطاني، وبين قضاعة واليمن [و] بعد المهديّ«عليه السلام»

169الأعماق وفتح القسطنطينية

177ما بقي من الأعماق وفتح القسطنطينية

185ما يروى في الإسكندرية، وأطراف مصر، ومواحيزها في خروج الروم

187ما يقدم إلى الناس في خروج الدجّال

189العلامات قبل خروج الدجّال

191من أين يكون مخرج الدجّال؟

193خروج الدجّال وسيرته، وما يجري على يديه من الفساد

199قدر بقاء الدجّال

203المعقل من الدجّال

207نزول عيسى بن مريم عليهما السلام وسيرته

209قدر بقاء عيسى بن مريم «عليها السلام» بعد نزوله

211خروج يأجوج ومأجوج

215الخسف والزلازل والرجفة والمسخ

219في النار الّتي تحشر إلى الشّام

223مايكون من علامات الساعة

225علامات الساعة بعد طلوع الشمس من مغربها

229طلوع الشمس من المغرب

231خروج الدابّة

235الحبشة

237خروج الحبشة

239الترك

245ما وقـّت في الفتن من الأوقات للسنين والشهور والأيّام

249الخاتمة

251فهارس الكتاب

253 فهرس المصادر والمراجع

259 فهرس عناوين الكتاب

المقدّمة

الحمد لله الذي حذّر من الفتن، ووعد الذين هاجروا من بعدما فتنوا، ثمّ جاهدوا وصبروا بالمغفرة والرحمة والنعيم... .

وأتمّ الصلاة، وأكمل السلام على خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين، محمّد سيّد الموجودات وفخر الكائنات، الذي أرسله الله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.

وعلى آله آل الله ومعادن حكمته، وخزنة علمه، وحفظة سرّه، وحملة كتابه، وورثة رسوله، الأئمّة الاثني عشر المطهّرين المعصومين، شموس فلك الولاية، ومشاعل أعلام الهداية، ليوث الوغى، وغيوث الندى، ووسائط الفيض سيّما خاتمهم المنتخب، مبير الكافرين والملحدين، وقاتل الجبابرة والمتكبّرين، وقاصم رؤوس الضلالة والمنافقين، الذي استخلصه الله لنفسه، واصطفاه على غيبه، وعصمه من الذنوب، وطهّره من الرجس، وبرّأه من العيوب، الحجّة بن الحسن صلوات الله عليهم أجمعين، ما جنّ ليل، وانبلج نهار حتّى يرضى الواحد القهار.

واللعن الوبيل الدائم وأليم العذاب على أعدائهم، ومنكر فضائلهم، والمشكّك بمقامهم، إلى قيام الساعة، يوم يقوم الناس للحساب... .

وبعد، فإنّ الحديث عن الإمام المهديّ«عجّل الله فرجه الشريف» وانتظاره، وما يسبقه من أحداث وفتن، هو ممّا تناولته الأقلام وتناقلته الألسن منذ القدم، بل إنّ المهديّ أو المنجيّ أو المخلّص كان أملاً ورديّاً، داعب أجفان أغلب الطوائف والأديان والمعتقدات قبل الإسلام، وكانوا يرتقبون الساعة تلو الاُخرى لظهوره، فبه ينتهي الظلم، ويزول الجور، فتسود العدالة، ويعمّ الإنصاف، فلا شيء غير العدل والخير والأمان. فـ «الزرادشتيّة» كما أخبر «زردشت» في كتاب «زندأوستا»، أنّه قال: سيظهر في آخر الزمان، رجلٌ اسمه «أشيزريكا» ومعناه: الرجل العالم، يزين العالَم بالدين والعدل.() وأمّا اليهود فقد أجمعوا بأسرهم على خروج واحد في آخر الزمان هو الكوكب المضيء الذي تشرق الأرض بنوره، واليهود على انتظاره، والسبت يوم ذلك الرجل.() ناهيك ما للنصارى من معتقد في النزول (يعني، نزول المسيح«عليه السلام»). فمنهم من يقول: ينزل قبل يوم القيامة، كما الإسلام. ومنهم من يقول: لانزول له إلاّ يوم الحساب.()

وأيضاً فإنّ منظارهم لمجتمع قبل الظهور واحد من حيث فساده وتحلّله حدّ التفسّخ والابتذال والتسيّب في مختلف مجالاته، وعلى الأصعدة والمستويات كافّة، وقد أجمعوا على وقوع حروب كبرى وفتن حادّة، وكوارث طبيعيّة، وتنبأوا حصول تغيّر في أنظمة الكون قبل الظهور المرتقب تؤدي إلى فناء بعض المجتمعات، ويزهق فيها أرواح الكثير من البشر، ثمّ لا تنجلي تلك الغبرة والظلمة إلاّ عن شمس العدالة، ونور الأمن على يد المنجي أو المنقذ.

فنحن والحالة هذه ـ أخي القارئ ـ أمام ثابتة عقيديّة، سبقت ديننا الحنيف، إلاّ أنّها جاءت ـ كمحتوى ومضمون ـ أكثر شمولاً ووضوحاً، ضمن إطار عقيدتنا الإسلاميّة الحقّة، الّتي جاء بها خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين«صلّى الله عليه وآله» عن الله جلّ جلاله،() يدعمها البرهان الساطع، ويصدّقها الدليل القاطع.

وأمّا بالنسبة للفتن والملاحم، وما يسبق ظهور المنجيّ والمنقذ، وما يعقبه من أحداث، وأشراط الساعة، فقد ورد فيها عن رسول الله«صلّى الله عليه وآله» وعن أهل بيته عليهم السلام وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، من الأحاديث الّتي رواها الخاصّ والعامّ بأسانيد جمّة، وألفاظ مختلفة، ما حفلت به الصحاح والمسانيد والسنن، وأفردوا لها أبواباً خاصّة في مؤلّفاتهم، كالسيد ابن طاووس والبخاري ومسلم وأحمد وابن ماجة والترمذي، وكثير غيرهم.

بين يدي الكتاب:

وكان ممّن صنّف في هذا المجال نعيم بن حمّاد المروزي، حيث أفرد كتاباً خاصّاً لذلك _وهو الكتاب الذي بين يديك_ فشحنه بعدد كبير من الروايات والأحاديث، وقد تفرّد برواية بعضها، وضمّنه الغثّ والسمين، والصحيح والمنكر، وكرّر بعضها في أكثر من موضع.

وقد قسّم كتابه هذا على عشرة أبواب، ووضع لكلّ باب عدداً من العناوين، وبهذا يكون نعيم أوّل من صنّف كتاباً مستقلاّ في هذا الموضوع. وسلك ابن المنادي سبيله بعد ذلك، حيث أفرد أيضاً كتاباً خاصّاً في ذلك أسماه: الملاحم(). وتلاهما ابن سعيد الداني في كتابه الفتن، ثمّ تبعهم ابن كثير الدمشقي في كتابه الفتن والملاحم... .

فهذا الكتاب بذاته يعدّ مصدراً في موضوعه ، أخذ منه الكثير من كبار المؤلّفين، من الخاصّة والعامّة، ونقلوا بعض أحاديثه.

ولسنا الآن بصدد تقييم هذا الكتاب، إذ ما يهمّنا هو أنّه أوّل ما صنّف من نوعه، وأنّه مصدر في موضوعه، وجزء من تراثنا الإسلامي الزاهر ينبغي دراسته والإطّلاع عليه؛ للإستفادة ممّا ورد فيه.

ولهذا فقد عقدت مؤسّستنا العزم _منذ مدّة_ على ضرورة تحقيق وطبع هذا الكتاب ونشره ليتداوله المسلمون في أرجاء المعمورة.

مؤلف الكتاب:

هو نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، أبو عبد الله المروزي، الفارض، الأعور. تُرجم له في العديد من كتب التراجم والرجال، وقد أثنى عليه قوم ووثّقوه، وضعّفه آخرون واتّهموه بالوهم والخطأ فحسب.

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: طلب الحديث طلباً كثيراً بالعراق والحجاز، ثمّ نزل مصر...()

ونقل الرازي في الجرح والتعديل، وقد سأل أباه عنه، فقال: محلّه الصدق...()

وقال ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب: صدوق ، يخطأ كثيراً، فقيه عارف بالفرائض... تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه، وقال: باقي حديثه مستقيم...()

ووصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء، بالإمام العلاّمة الحافظ، صاحب التصانيف، وقال: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنّه لا تركن النفس إلى رواياته.

وقال أيضاً: لا يجوز لأحد أن يحتجّ به، وقد صنّف كتاب الفتن، فأتى فيه بعجائب ومناكير.

ونقل عن يوسف بن عبد الله الخوارزمي، أنّه سأل أحمد بن حنبل، عن نعيم بن حمّاد، فقال: لقد كان من الثقات.()

وقال عنه أيضاً في ميزان الاعتدال: أحد الأئمة الأعلام على لين في حديثه... خرّج له البخاري مقروناً بغيره.()

وقال عنه ابن حبّان في الثقات: ربّما أخطأ ووهم.()

وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: يقال: إنّ أوّل من جمع المسند وصنّفه نعيم.

وقال: ذكره الدارقطني فقال: إمام في السنّة كثير الوهم.()

وذكر المزّي في تهذيب الكمال، عند ترجمته له، عن عليّ بن الحسين بن حبّان، أنّه قال: وجدت في كتب أبي، بخطّ يده: قال أبو زكريّا: نعيم بن حمّاد ثقة، صدوق، رجل صدق، أنا أعرف الناس به، كان رفيقي بالبصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث... وقال العجلي: نعيم بن حمّاد، مروزي ثقة... .()

ونقل حاجي خليفة في كشف الظنون _بعد أن وصفه بالحافظ والفقيه_ عن صاحب عيون التواريخ، عن ابن حنبل: إنّ لصاحب الترجمة ثلاثة عشر كتاباً في الردّ على الجهميّة، وكتباً في الردّ على أبي حنيفة... ومن تصانيفه أيضاً الفتن والملاحم... .()

وذكر ابن القيسراني الشيباني في الجمع بين رجال الصحيحين، أنّه روى عنه البخاري.()

مات نعيم سنة 228، وقيل: سنة 229 في السجن ببغداد، غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الاُولى، وقيل: كان مقيّداً محبوساً لامتناعه من القول بخلق القرآن، فجرّ بأقياده، فاُلقي في حفرة ولم يكفّن، ولم يصلّ عليه.()

طبعات الكتاب:

1- طبعة صدرت في عام 1412 هـ. ق بتحقيق سمير الزهيري، عن مكتبة التوحيد في القاهرة.

2 ـ طبعة صدرت في عام 1414 هـ. ق بتحقيق سهيل زكّار، عن دار الفكر، بيروت.

وتخلو الطبعتان من التراجم والبيانات والتعليقات إلاّ في بعض الموارد، وقد توجد طبعات اُخرى للكتاب غير ما ذكرنا لم نطّلع عليها.

ولعلّ ما تجدر الإشارة إليه هنا هو كلمة «الأُستاذ الدكتور» سهيل زكّار عند تقديمه للكتاب، حيث أتى بعجائب بزّت عجائب نعيم ـ كما قيل ـ الّتي أوردها في كتابه هذا، ولأنّ نصيحة المسلم لأخيه المسلم واجبة، فقد ارتأينا أن نورد بعضاً منها على سبيل التذكرة، إنّ الذكرى تنفع المؤمنين.

قال «الأُستاذ الدكتور» فيما قال في مقدّمته تلك:

«... حتّى كانت حرب الخليج المأساويّة الأخيرة، فوقتها راج بين الناس عدّة نبوءات متباينة، الأمر الذي يدلّل على استمرار تأثير التفكير الغيبي على العقليّة العربيّة...»

أقول: لا أدري والله، هل الإيمان بالغيب مكرمة وفضيلة للعقلية العربيّة، أم هو مثلبة ومنقصة لها، والعياذ بالله؟!

ومن المؤسف له أن يكون مراده الحالة الثانية، إذ ينكر استيلاء الفكر الغيبي ، ويشمّر عن ساعد الجدّ، فيوقف أعماله سعياً للإسراع في نشر هذا الكتاب كما يصرّح بذلك، وكأنّ نشره سينتشل العقلية العربية من هذا الضياع!

ترى! فكيف يمكن التوفيق بين هذا الطرح، وبين ما يصرّح به القرآن الكريم، أشرف الكتب السماويّة، والمعجزة الخالدة الّتي جاء بها سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد«صلّى الله عليه وآله» _في أوائل آياته المباركة_ حيث يقول تبارك وتعالى شأنه العزيز: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتّقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة...}()؟

فأوّل صفة طيّبة يذكرها القرآن في معرض وصفه للمتّقين هي الإيمان بالغيب، وما تقديمها على الصلاة _الّتي هي عمود الدين_ إلاّ دلالة واضحة على رفيع شأنها وجليل مقامها، فكان الأحرى الافتخار بهذه العقلية، والسعي بجدّ لتكريسها، إذ هي _الإيمان بالغيب_ صفة يحبّها الله ورسوله، وطوبى لمن تحلّى بها.

ومن ناحية اُخرى، فإنّ ربط بعض الأحداث المعاصرة بالأحاديث الشريفة، والروايات الصحيحة الواردة عن رسول الله وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم، هو لطف من الله كبير، باعتباره خير ما يشدّ المسلم المؤمن بعقيدته ودينه الحنيف، لما في ذلك من أثر ملموس في مراقبة النفس، ومحاسبتها، ومنعها من التردّي والانزلاق في مهاوي الضلال.

وحسبك مسألة انتظار الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، ودراسة ومتابعة علامات ظهوره والتي لها المكانة المهمّة في عقائدنا الإسلامية، فإنّ لها الأثر الفاعل في تزكية النفس، وتنقيتها من الشوائب ما تفتقر إليه أقوى الوسائل التربويّة وأشدّ الأساليب القانونيّة، ويلتزم على أثرها أفراد المجتمع بالخصال الحميدة الطيّبة، وكلّ يحاسب نفسه ويعدّها لملاقاة الحبيب والقائد المنقذ والمخلّص؟

ومن كلام «الاُستاذ الدكتور» متعجّباً من العقلية العربية:

«... مسألة الإبتعاد عن التمسّك بالقانون والشريعة كوسيلة للتغيير إلى التعلّق بالفرد، وجعله موضع الآمال في صنع التغيير...».

ولا أدري والله، أي قانون يعني، أهو القانون الإلهي والشريعة المحمّديّة الغرّاء، أم القانون الوضعي الذي هو من صياغة الفرد ومبتكراته؟! فإذا كان مراده الأوّل ، فسينتهي كلّ تعجّب، وينتفي كلّ كلام ونقاش، فالقرآن هو أصل القوانين وأساسها، وقد جعل للذين يؤمنون بالغيب منزلة جليلة، وقد تقّدم الكلام في ذلك، ناهيك عن حثّ الرسول الأكرم«صلّى الله عليه وآله» على مسألة الصبر وانتظار الفرج الذي سيتحقّق على يد رجل من ولده، كما قال«صلّى الله عليه وآله» _في حديث مشهور_ : «يواطئ اسمه اسمي» وهو الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بقوانينه الإلهية. وأمّا إن كان مراده المعنى الثاني، الوضعي فهو _أصلا كما ذكرت_ من كتابة وصياغة الفرد نفسه، فأيّ ضير سيكون، أو إحباط سيجري، إن عقد فرد ما الأمل على شخص خيّر وإنسان صالح _ناهيك عن إمام معصوم منتخب من الله_ لتغيير واقع فاسد إلى آخر سليم. فالمسألة ليست إبدال رجل محل رجل _كما يقول «الأُستاذ الدكتور»: «قتل عثمان ومبايعة عليّ»_ بقدر ما هي إبدال المثل والقيم والمعايير والمبادئ الّتي يؤمن بها ذلك الرجل، وإلاّ فمتى كان الإمام عليّ«عليه السلام» _الذي روى الخاصّ والعامّ بأحاديث جمّة متواترة وصحيحة فضائله ومناقبه_ رجلا كعثمان ؟!

فالإهتمام الحاصل كما أرى هو الإهتمام بنفسية صانع الحدث التاريخي، وليس بالحدث نفسه كما يعتقد «الأُستاذ الدكتور».

وما أثار عجبي حقّاً قوله: «أحزاب المعارضة الإسلامية وخاصّة حزب الشيعة». وهو اصطلاح جديد لم يطرقه أحد، لما ينطوي عليه من معان تؤدي في النتيجة إلى خلق هوّة بين المسلمين تخدم مصالح أعدائهم، وتعمّق النزاع والخلاف الذي أوجدوه بينهم.

نعم، يقال: شيعة فلان. وذلك من قولهم : شيّعه على رأيه إذا تابعه وقوّاه، وفي هذا المعنى ومعنى الحزب فرق كبير.

والأعجب من كلّ ما تقدّم _أخي القارئ_ هو تعجّب «الأُستاذ الدكتور» وحيرته وتساؤله بقوله : «كيف دخلت عقيدة المخلّص إلى عقول المسلمين، ورسخت لديهم رسوخاً شديداً مع أنّه لا أثر لها لدى عرب قبل الإسلام...»؟

وهذا _والحقّ يقال_ العجب العجاب! فما أعسره، وأصعبه وأبعده من سؤال يصدر عن شخصية إسلامية علمية قضت شطراً من حياتها في البحث والتنقيب في كتب التراث والتاريخ الإسلامي؟!.

ولا أدري إن كان سؤاله تعنّتاً أم تفقّهاً! ونصيحتي له _وقد بلغ هذا الحدّ_ أن يترك كلّ شيء، ويعكف على دراسة العقيدة الإسلامية الحقّة الّتي أرادها الله تعالى، وأودعها كتابه المنزل على صدر خاتم أنبيائه وسيّد رسله«صلّى الله عليه وآله» دراسة علمية موضوعيّة مجرّدة عن كلّ تعصّب، وبعيدة عن أيّ تأثير أو تأثّر بهذا الفكر أو تلك العقيدة.

وعندها ستنكشف الحقائق واضحة وجليّة ، تجبره لتغير نظرته تلك ويعلم أنّ العرب قبل الإسلام كانوا يدينون بحتمية ظهور المنقذ في آخر الزمان والأخبار صريحة بذلك ، وقد تناقلتها الأجيال تلو الأجيال عن نبي الله ورسوله إبراهيم الخليل «عليه السلام» والذي يخبر أنّ لإسماعيل ولده شأناً ليس لأحد مثله ، وأنّ من ذريته اثنا عشر عظيماً ، حيث روى السدي في تفسيره ، بإسناده ، أنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم الخليل «عليه السلام» فقال : انطلق بإسماعيل وأمّه حتى تنزله ببيت التهامي ـ يعني مكّة ـ فإنّي ناشر ذريته وجاعلهم ثقلاً على من كفر بي وجاعل منهم نبياً عظيماً ومظهره على الأديان ، وجاعل من ذريته اثني عشر عظيماً ، وجاعل ذريته عدد نجوم السماء.() وقال البحراني في كتابه عوالم العلوم: سمعت من جماعة من ثقات أهل الكتاب أنّه موجود في توراتهم الآن:«وليشمعيل شمعيتك هينه برختي اوتو وهيفريتي اوتو وهيبريتي اوتو بماودماود شينيم عاسار نسيئيم يوليدو ونتيتو لكوى كدول» .

وسمعتهم يترجمونه هكذا : ومن إسماعيل أسمعتك أنّي باركت إيّاه [وأوفرت إياه] وأكثرت إيّاه في غاية الغاية اثنا عشر رؤساء يولدون ووهبته قوماً عظيماً. () وسيتّضح له بعد هذا كم من حديث صحيح مشهور روي عن رسول الله«صلّى الله عليه وآله» _الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى_ يذكر فيه المهديّ«عليه السلام» واسمه، وصفته، ونسبه، وكم من آية مباركة يراد بها الإمام المهديّ«عليه السلام» وإن لم يصرّح باسمه على نحو يكون التلميح فيه أبلغ من التصريح، فمثلاً عدد ركعات الصلاة الواجبة اليومية لم تذكر في القرآن، أو يصرّح بعددها، ونظير ذلك كثير، ليس مقام ذكره الآن.

نأمل من الجميع أن لا يتركوا كتاب الله وراء ظهورهم، ويعكفون على دراسة الكتب المعادية للإسلام والمشكّكة بعقائده، سيّما المدوّنة قديماً، بل ندعوهم لدراسة كتاب الله المبين وسيرة الرسول الأمين محمّد«صلّى الله عليه وآله» لأنّهم بهذه الدراسة الموضوعيّة للقرآن والسنّة سيدركون تماماً كيف دخلت عقيدة المخلّص عقول المسلمين.

ويا حبّذا، لو تساءل «الأُستاذ الدكتور» وأتعب نفسه وعقله، ولو قليلا عن سبب تواجد اليهود وأحبارهم من بني القينقاع وبني النضير وغيرهم بين ظهراني قريش، في تلك الديار العربية القاحلة، وماذا كانت اُطروحات الأحبار ونبوءات سطيح الكاهن وغيره مع العرب قبل الإسلام .

صفوة القول: هذا بعض ما أحببت أن اُورده بإيجاز، بياناً لمقدّمة إحدى طبعات هذا الكتاب، وقد خيّرت نفسي بين الإحجام والإقدام باعتبار أنّ جوابها واضح لكل مطّلع، إلاّ أنّني صمّمت أن أكتب هذا القليل المختصر ليقف عليه المنصف، فينتفع منه.

أقول قولي هذا واستغفر الله لنا ولكم، وأسأله أن يهدينا سواء السبيل، فهو حسبنا ونعم الوكيل.

عملنا في الكتاب:

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسخة مخطوطة مصوّرة على المخطوطة المحفوظة في مكتبة مؤسّسة المعارف الإسلامية في مدينة قمّ المقدّسة، وهي تتكوّن من 201 ورقة، نسخت بخطّ واضح في جبل قاسيون بدمشق سنة 706، كما ذكر في آخرها، وقد رمزنا لها بالحرف «خ». وقد عارضناها مع الطبعتين المذكورتين للكتاب، حيث اعتمد في طبعهما على هذه النسخة المخطوطة أيضاً، وذكرنا الاختلافات في الهامش، وأثبتنا بعض الإضافات _ان وجدت_ في المتن بين معقوفين [ ]، ورمزنا لهما بالحرف «ط».

وسعينا في ذلك إلى إثبات نصّ سليم، ولأنّ كتابنا هو المرجع في بابه كما ذكرنا، فهو لم يأخذ أو ينقل من مصادر اُخرى، بل العكس هو الصحيح، فقد قمنا بتخريج بعض أحاديثه من الكتب الّتي نقلت عنه مثل التشريف بالمنن، وكنز العمّال، وعقد الدرر، والمستدرك على الصحيحين، بعد عرضها على أحاديث الكتاب، وذلك من أجل تصحيح وتقويم بعض العبارات والنصوص ما كان إلى ذلك من سبيل، سيّما وإنّ كلمات بعض الأحاديث كانت غير مقروءة في النسخة، أو لحقها تصحيف شديد.

ولمّا كان نعيم يروي أحاديث كتابه هذا عن عدد كبير من مشايخه، فقد سعينا إلى ترجمة معظمهم، وعملنا فهرساً خاصّاً لهم في بداية الكتاب؛ ليقف القارئ بوضوح على أسمائهم، كما قمنا بتصحيح بعض أسانيده _وهي كثيرة جداً_ وترجمة بعض رواتها وتصويب أسمائهم.

وبالنسبة للأعلام الجغرافية فقد سعينا جهد الإمكان إلى ضبطها، وأورنا شرحاً مبسّطاً لموقعها ومكانها.

كما قمنا بتخريج الآيات القرآنية المباركة، وشرح الكلمات اللغوية الصعبة، ثمّ عمل بعض الفهارس الفنيّة للكتاب.

وبما أنّ الكتاب طبع مرّة في بيروت، وأُخرى في القاهرة _كما تقدّم ذكر ذلك_ وأنّ بعض أحاديثه مكرّرة لفظاً أو معنىً في الباب الواحد، أو في الأبواب المختلفة، ناهيك عن ضعف بعض أحاديثه أو خلوّها من كلّ معنى، فقد ارتأت مؤسّستنا أن تنتخب بعضاً من أبوابه وأحاديثه وتخرجه بهذه الحلّة الجديدة تحت عنوان:

«المنتخب من كتاب الفتن»

وقد أبقينا أبواب الكتاب وأجزاءه وعناوينه والأحاديث الّتي انتخبناها على حالها من حيث التسلسل، إلاّ أنّنا لم نحدّد أجزاءه كما هي مذكورة في الأصل، نحو قوله: آخر الجزء الأوّل ويتلوه في الثاني، أو آخر الجزء الثاني ويتلوه في الثالث... وهكذا.

وأيضاً لم نورد أسماء الرواة المتأخرين عن نعيم، الذين يروون أحاديث كلّ جزء، الواحد عن الآخر، عن نعيم _كما هي مفصّلة في الأصل_ في أوّل كلّ جزء، باستثناء السند المذكور في أوّل الكتاب لتشابهها معه تقريباً.

نتمنّى حصول الفائدة من هذا الكتاب، ونسأله تعالى التوفيق والصواب، فهو حسبنا ونعم الوكيل، وإليه المرجع والمآب.

مشايخ المؤلّف الذين روى عنهم الكتاب

إبراهيم بن أبي حبّة اليماني، إبراهيم بن محمّد الفزاري، بقيّة بن الوليد، توبة بن علوان، جرّاح بن مليح، جرير بن عبد الحميد، جمادة بن عيسى الأزدي، حرمي بن عمارة، حسين الجعفي، حسين بن حسن، حفص ابن غياث، الحكم بن نافع، حميد الرؤاسي، رديح بن عطية، رشدين بن سعد، روح بن عبادة، سريج بن سراج الجرمي، سعيد أبو عثمان،سفيان بن عيينة،سلم بن قتيبة، سويد بن عبد العزيز، سهل بن يوسف، ضمام بن إسماعيل، ضمرة بن ربيعة، عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عبد الخالق بن زيد الدمشقي، عبد الرزاق بن همام، عبد الصمد بن عبد الوارث، عبد العزيز بن أبان، عبد العزيز بن محمّد الدراوردي،عبد الله بن إدريس،عبد الله بن إسماعيل البصري الجهضمي، عبد الله بن سعيد بن مروان المرواني،عبد الله ابن المبارك، عبد الله بن نمير، عبد الله بن وهب،عبد الملك بن الصباح، عبد الملك بن عبد الرحمن، عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عبد الوهاب بن عطاء، عبدة بن سليمان، عبيد بن واقد القيسي، عبيد الله بن موسى بن أبي المختار،عثمان بن حميد بن لاحق، عثمان بن كثير بن دينار، عليّ بن عاصم، عمر بن الحارث الزبيدي، عيسى بن يونس، فضالة بن حصين، الفضيل بن عياض، القاسم بن مالك المزني، محمّد بن ثور، محمّد بن جعفرغندر، محمّد بن الحارث الحارثي، محمّد بن حميد، محمّد بن شابور، محمّد بن عبد الله التاهرتي، محمّد بن فضيل، .محمّد بن منيب العدني، محمّد ابن يزيد، مخلـّد بن الحسين، مرحوم بن عبد العزيزبن مهران العطـّار، مروان بن معاوية الفزاري، مسلمة بن عليّ الدمشقي، المعتمر بن سليمان، نوح بن أبي مريم، وكيع بن الجرّاح، الوليد بن مسلم، هُشيم بن بشر، يحيى ابن سليم الطائفي، يحيى بن مسلم، يحيى بن اليمّان، يزيد بن أبي حكيم، أبو عبد الله العدني، ابن أبي حازم عبد العزيز، ابن أبي غنية، يحيى بن عبد الملك، ابن عليّة، ابن كثير بن دينار، ابن معاذ عبد الله، ابن مهديّ، عبد الرحمن بن مهديّ بن حسّـان، ابن نمير، عبد الله بن نمير، أبو اُسامة، أبو إسحاق الأقرع، أبو المغيرة، عبد القدوس بن الحجّاج الخولاني، أبو أيوب، سليمان بن داود الشّامي، أبو ثور، إبراهيم بن خالد، أبو حيوة، شريح بن يزيد الحضرمي، أبو خالد الأحمر، أبو داود، سليمان بن داود الطيالسي، أبو روح حرمي، أبو عاصم يونس التنوخي، أبو عبد الصمد بن عبد العزيز القمّي، أبو عبد الله العدني، يزيد، أبو عمر الصفّار، حمّاد بن واقد، أبو محمّد الأودي الكوفي، عبد الله بن إدريس، أبو محمّد، مرحوم العطّار، أبو معاوية، محمّد بن حازم البصري، أبو نصر الخفّاف، أبو هارون الكوفي، أبو هشام الذماري، أبو يوسف.

مؤسّسة بنت الرسول«صلّى الله عليه وآله»

(بضعة المصطفى«صلّى الله عليه وآله»)

ذي الحجّة ـ 1423 هـ .ق.

ما كان من رسول الله«صلّى الله عليه وآله» من التقدّم ومن أصحابه [بعده]() في الفتن الّتي هي كائنة

أخبرنا الشيخُ أبو بكر، عبدالغفّار بن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسن الشِّيروي()، بقراءتي عليه بنيسابور، أخبرنا أبو بكر، محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة()، أخبرنا أبو القاسم، سُليمان بن أحمد بن أيوب()، حدّثنا عبد الرحمن بن حاتم المرادي() بمصر أبو زيد سنة ثمانين ومئتين:

1- حدّثنا نعيم بن حمّاد المروزي، حدّثنا عبد الله بن المبارك()، عن معمّر()، عن عليّ بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري وابن عُيينة، عن عليّ بن زيد، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخُدري«رض» قال: صلّى بنا رسول الله«صلّى الله عليه وآله» صلاة العصر نهاراً، ثمّ خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئاً هو كائن إلى يوم القيامة إلاّ حدَّثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه.()

2- حدّثنا الحكم بن نافع()، عن سعيد بن سنان، حدّثنا أبو الزاهرية، عن كثير بن مرّة أبي شجرة، عن ابن عمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إنّ الله رفع لي الدنيا، فأنا أنظر إليها، وإلى ما هُو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر إلى كفّي هذه، جليّان() من الله جلاه لنبيّه كما جلّى للنبيّين قبلي»().()

3- حدّثنا بقيّة بن الوليد()، وأبو المغيرة()، عن صفوان بن عمرو قال: حدّثني السفر بن نسير الأزدي، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: قال رسول الله(«صلّى الله عليه وآله»):

«تكون فتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضاً، تأتيكم مشتبهة كوجوه البقر() لا يدرون أيّها من أيّ».()

4- حدّثنا عيسى بن يونس()، حدّثنا الأوزاعي، عن حسّان بن عطية، عن أبي إدريس الخولاني، عن حُذيفة بن اليمّان، قال: هذه فتنٌ قد أظلّت،كجباه البقر، يهلكُ فيها أكثرُ النَّاس إلاّ من كان يعرفها قبل ذلك.()

5- حدّثنا سُفيان بن عيينة ()، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز بن علقمة الخزاعي، قال: قال رجل لرسول الله«صلّى الله عليه وآله»: هل للإسلام من منتهى؟ قال: «نعم. أيّما أهل بيت من العرب أو العجم() أراد الله بهم خيراً، أدخل عليهم الإسلام» قال: ثمَّ مه؟ قال: «ثمّ تكون فتن كأنّها الظلل». فقال الرجلُ: كلاّ والله، ان شاء الله يا رسول الله. فقال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»: «بلى، والذي نفسي بيده، ثمّ لتعودنّ فيها أساود صبّىً() يضربُ بعضكم رقاب بعض».() قال الزهري: الأسود: الحيّةُ إذا نهشت نزت، ثمّ ترفع رأسها، ثمّ تنصب.

6- حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي()، حدّثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إنّ بين يديّ الساعة لهرجاً». قالوا: وما الهرجُ؟ قال: «القتل والكذب». قالوا: يا رسول الله، قتل أكثر ممّا يقتل الآن من الكفّار؟ قال: «إنّه ليس بقتلكم للكفّار، ولكن يقتل الرجل جاره وأخاه، وابن عمّه».()

7- حدّثنا جرير بن عبد الحميد()، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«بين يديّ الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يُمسي الرجل فيها مؤمناً، ويُصبح كافراً، ويُصبح مؤمناً، ويُمسي كافراً، يبيع أحدهُم دينه بعرض من الدنيا قليل».()

8- قال أبو الزاهرية(): وحدّثنا جبير بن نُفَير، عن ابن عُمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إنّ الفتنةَ راتعةٌ في بلاد الله، تطأ في خطامها، لا يحلّ لأحد أن يوقظها، ويل لمن أخذ بخطامها». قال أبو الزاهرية: وقال عبد الله بن عمر(): إنّكم لن تروا من الدنيا إلاّ بلاءً وفتنةً، ولن تزداد الاُمور إلاّ شدَّة().

9- حدّثنا عبد القدوس()، عن() عفير بن معدان قال: حدّثنا قتادة، قال: قال حذيفة: سمعت رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«ليخرجنّ من اُمّتي ثلاثمئة رجل، معهم ثلاثمئة راية، يعرفون وتعرف قبائلُهم، يبتغون وجه الله، ويقتلون على الضلالة».()

10- حدّثنا عبد القدوس، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن حذيفة بن اليمّان، قال: لو حدَّثتكم بكلّ ما أعلم، ما رقبتم() بي اللّيل.()

11- قال أبو الزاهرية: وقال عبد الله بن عمرو: لا تزالوا في بلاء وفتنة، ولا يزداد الأمر إلاّ شدّة، فإذا لم يلي الوالي لله، ولم يؤدِّي المولّى عليه طاعة الله، فأوشكوا بكرهِ الله؛ فإنّ كُره الله أشدّ من كُره النّاسِ.

12- حدّثنا هُشيم()، حدّثنا ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تُرسلُ على الأرض الفتنُ إرسال القطر».()

13- حدّثنا رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله» :

«ستكون فتن في اُمّتي، حتّى يفارق الرجل فيها أباه وأخاه، حتّى يعيّر الرجل ببلائه كما تُعيّر الزانيةُ بزناها».()

14- حدّثنا ابن عُيينة، عن الزهري، عن عروة، عن اُسامة بن زيد«رض» قال: أشرف النبي«صلّى الله عليه وآله» على اُطمّ() [من آطام المدينة]() فقال:

«هل ترون ما أرى؟» [قالوا: لا. قال:]() «إنّي لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم، كمواقع القطر».()

15- حدّثنا ابن وهب، حدّثني حرملة بن عمران، عن سعيد بن سالم، عن أبي سالم الجيشاني()، قال: سمعت عليّاً«عليه السلام» يقول بالكوفة:

ما من ثلاثمئة تخرج، إلاّ ولو شئت سمّيت سائقها وناعقها إلى يوم القيامة.()

16- حدّثنا الوليد، عن ابن جابر، عن بُسر بن عبيد الله الحضرمي، عن أبي إدريس الخولاني، قال: سمعت حذيفة بن اليمّان يقول: كان الناس يسألون رسول الله«صلّى الله عليه وآله» عن الخير، وكنت أسأله عن الشرّ، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنّا كنّا أهل جاهليّة وشرّ، فقد جاء الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: «نعم». قال: فقلت: فهل بعد ذلك الشرّ من خير؟() قال: نعم. وفيه دخن()! قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يستّنون بغير سنّتي، ويهتدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر». قلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: «نعم، دعاة إلى أبواب جهنّم، مَن أجابهم إليها، قذفوه فيها». قال: قلت: صفهم لي يا رسول الله. قال: «هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا».()

17- حدّثنا عثمان [بن سعيد] بن كثير، والحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرّة، عن ابن عمر، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«لن تفنى اُمّتي، حتّى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع()». قال حذيفة: فقلت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله، وما التمايز؟ قال: «عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام». قلت: فما التمايل؟ قال: «يميل القبيل على القبيل، فيستحلّ حرمتها ظلماً». قال: قلت: وما المعامع؟ قال: «مسير الأمصار بعضها إلى بعض، فتختلف أعناقها في الحرب هكذا ـ وشبّك رسول الله«صلّى الله عليه وآله» بين أصابعه ـ وذلك إذا فسدت العامّة _يعني: الولاة_ وصلحت الخاصّة، طوبى لامرىء أصلح الله خاصّته. ()

18- حدّثنا عبد القدوس، عن عفير بن معدان قال: حدّثنا قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب«رض» قال: لا تقوم السّاعة حتّى تروا اُموراً عظاماً، لم تكونوا ترونها تكونُ، ولا تحدِّثون بها أنفسكم.

19- حدّثنا عبد القدوس، عن أرطاة بن المنذر، عن ضمرة بن حبيب، عن سلمة بن نفيل«رض» قال: سمعتُ رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«إنّكم تلبثون بعدي، حتّى تقولوا: متى؟ وستأتون أفناداً() يفني بعضكم بعضاً، وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل.

20- حدّثنا بقيّة بن الوليد، وعبد القدوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن سعد بن أبي وقّاص«رض» قال: تلا رسول الله«صلّى الله عليه وآله» هذه الآية: {قُل هُو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم}(). فقال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«أما إنّها كائنة، ولم يأت تأويلها بعد».()

21- حدّثنا أبو هارون الكوفي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حُبيش، سمع عليّاً«عليه السلام» يقول:

سلوني، فوالله لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مئة، أو تهدي مئة; إلاّ أنبأتكم بسائقها، وقائدها، وناعقها، ما بينكم وبين قيام الساعة.()

22- حدّثنا ابن المبارك. ووكيع()، عن سُفيان، عن الزبير بن عديّ، سمع أنس بن مالك«رض» يقول: لا يأتي عليكم عام إلاّ وهو شرّ من الآخر() سمعته من نبيّكم«صلّى الله عليه وآله».

23- حدّثنا وكيع، وأبو معاوية()، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حُذيفة، وأبي موسى«رض» سمعا رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«إنّ بين يديّ الساعة لأيّاماً، ينزل فيها الجهل [ويرفع فيها العلم] ويكثر فيها الهرج». قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: «القتل». إلاّ أنّ أبا معاوية لم يذكر حُذيفة.()

24- حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم ابن() علقمة، عن عبد الله وعيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله ، قال: كيف بكم إذا ألبستكم فتنة، يهرم فيها الكبير، ويربو فيها الصغير، يتّخذها الناس سنّة، إذا ترك منها شيء، قيل: تركت السنّة. قيل: يا أبا عبد الرحمن()، ومتى ذلك؟ قال: إذا كثرت جهّالكم، وقلّت علماؤكم وفقهاؤكم، وكثرت قرّاؤكم واُمراؤكم، وقلّت اُمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة.()

25- حدّثنا حسين بن حسن، عن ابن عونٍ، عن الحسن، عن اُبي ابن كعب«رض» قال: كان وجهُنا على عهد رسول الله«صلّى الله عليه وآله» واحداً، فلمّا توفى رسول الله«صلّى الله عليه وآله» توجّهنا هاهنا. وهاهُنا.

26- حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر«رض» أنّه رأى بنياناً على أبي قبيس، فقال: يا مجاهد، إذا رأيت بيوت مكّة قد ظهرت على أخاشبها()، وجرى الماء في طرقها، فخذ حذرك.

27- حدّثنا نوح بن أبي مريم()، عن ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب، عن علقمة، والأسود، عن عبد الله، قال: إنّ شرّ الليالي والأيام، والشهور، والأزمنة، أقربها إلى الساعة.()

28- حدّثنا عبد العزيز بن محمّد()، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«لا تقوم الساعة حتّى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا() بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم».()

تسمية الفتن الّتي هي كائنة، وعددها من وفاةرسول الله «صلّى الله عليه وآله» إلى قيام الساعة

29- حدّثنا محمّد بن شابور، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عوف بن مالك قال: قال لي رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«ستّ بين يدي الساعة؛ أوّلهنّ موت نبيّكم«صلّى الله عليه وآله». قل: إحدى. والثانية: فتحُ بيت المقدس. والثالثة: موتُ يقع فيكم كقعاص الغنم. والرابعة: فتنة بينكم لا يبقى بيت من العرب إلاّ دخلته. والخامسة: هدنة بينكم وبين بني الأصفر، فيجتمعون لكم عدد حمل المرأة، تسعة أشهر».

30- حدّثنا أبو اُسامة، حدّثنا الأعمش، حدّثنا منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ بن أبي طالب«عليه السلام» قال:

جعل الله في هذه الاُمّة خمس فتن: فتنة عامّة، ثمّ فتنة خاصّة، ثمّ فتنة عامّة، ثمّ فتنة خاصّة، ثمّ الفتنة السوداء المظلمة الّتي يصير الناس [فيها] كالبهائم، ثمّ هدنة، ثمّ دعاة إلى الضلالة، فإن بقي لله يومئذ خليفة، فالزمه.()

31- حدّثنا ابن عيينة، وأبو اُسامة، عن مجالد، عن عامر، عن صلة، قال: سمعت حذيفة بن اليمّان، يقول: في الإسلام() أربع فتن، تسلّمهم الرابعة إلى الدجّال: الرقطاء، والمظلمة، وهنة، وهنة().()

32- حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار()، عن عبد الرحمن بن الحسن، عن الشعبي، عن عبد الله، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تكون في اُمّتي أربع فتن، يكون في الرابعة الفناء».()

33- حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، حدّثنا حجّاج _رجل منّا_ عن الوليد بن عيّاش()، قال: قال عبد الله بن مسعود«رض»: قال لنا رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«اُحذّركم سبع فتن تكون بعدي: فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكّة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشّام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة من قبل المغرب، وفتنة من بطن الشّام، وهي فتنة السفياني». قال: فقال ابن مسعود: منكم من يدرك أوّلها، ومن هذه الاُمّة من يدرك آخرها. قال الوليد بن عيّاش: فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير، وفتنة مكّة فتنة ابن الزبير، وفتنة اليمن من قبل نجدة، وفتنة الشّام من قبل بني اُميّة، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء.()

34- حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، عن ضرار بن عمرو، عن إسحاق ابن عبد الله بن أبي فروة، عمّن حدّثه، عن أبي هُريرة«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تأتيكم بعدي أربع فتن: الاُولى: يستحلّ فيها الدماء. والثانية: يستحلّ فيهاالدماء والأموال. والثالثة: يستحلّ فيهاالدماء والأموال والفروج. والرابعة: صمّاء، عمياء، مطبقة، تمور مور الموج في البحر، حتّى لا يجد أحدٌ من الناس منها ملجأ، تطيف بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها، وتعرك الأُمّة فيها بالبلاء عرك الأديم، ثمّ لا يستطيع أحدٌ من الناس [أن] يقول فيها: مه مه! ثمّ لا يرفعونها() من ناحية إلاّ انفتقت من ناحية اُخرى».()

35- حدّثنا الحكم بن نافع، عن أرطاة بن المنذر، قال: بلغنا أنّ رسول الله«صلّى الله عليه وآله» قال:

«تكون في اُمّتي أربع فتن، يُصيب اُمّتي في آخرها فتن مترادفةٌ، فالاُولى يصيبهم فيها بلاء، حتّى يقول المؤمن: هذه مُهلكتي! ثمّ تنكشف. والثانية حتّى يقول المؤمن: هذه مهلكتي! ثمّ تنكشف. والثالثة: كلّما قيل:انقضت()، تمادت()! والفتنة الرابعة: يصيرون فيها إلى الكفر، إذا كانت الأُمّة() مع هذا مرّةً،ومع هذا مرّةً بلا إمام ولا جماعة، ثمّ المسيح، ثمّ طلوع الشمس من مغربها، ودون الساعة اثنان وسبعون دجّالا، منهم من لا يتبعه إلاّ رجل واحد».()

36- حدّثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمير بن هانئ، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«فتنة الأحلاس()، فيها حرب وهرب، وفتنة السرّاء، يخرج دخنها من تحت قدمي رجل يزعم أنّه منّي، وليس منّي، إنّما أوليائي المتّقون. ثمّ يصطلح الناس على رجل، ثمّ تكون فتنة الدهيماء()، كلّما قيل: انقطعت، تمادت، حتّى لا يبقى بيت من العرب إلاّ دخلته، يقاتل [الرجل] فيها لا يدري على حقّ يقاتل أم على باطل! فلا يزالون كذلك حتّى يصيروا إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا هما اجتمعا، فأبصر الدجّال اليوم أو غداً».()

37- حدّثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، قال: سمعت عبد الله بن زُرير الغافقي، يقول: سمعت عليّاً«عليه السلام» يقول:

الفتن أربع: فتنة السرّاء، وفتنة الضرّاء، وفتنة كذا، فذكر معدن الذهب، ثمّ يخرج رجل من عترة النبيّ«صلّى الله عليه وآله» يُصلح الله على يديه أمرهم.

38- حدّثنا الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عمّن حدّثه، عن أبي سعيد الخدري«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«ستكون بعدي فتن منها فتنةُ الأحْلاس، يكون فيها حربُ وهربُ، ثمّ بعدها فتن أشدّ منها، ثمّ تكون فتنة كلّما قيل: انقطعت، تمادت، حتّى لا يبقى بيت إلاّ دخلته، ولا مسلم إلاّ صكّته، حتّى يخرج رجل من عترتي».

39- حدّثنا يحيى بن اليمّان()، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الوقّاص، عن عليّ«عليه السلام»، قال:

ألا اُخبركم بفتنة التزييل()؟ قيل: وما فتنة التزييل؟ قال: لو كان الرجل مقيّداً بعشرة أقياد في أهل الباطل، صير() بها إلى أهل الحقّ، ولو كان مقيّداً بعشرة أقياد في أهل الحقّ، صير بها إلى أهل الباطل.

40- حدّثنا هُشيم، عن مجالد، قال: حدّثنا الشعبي، عن صلة بن زفر، سمع حذيفة بن اليمّان، وقال له رجل: خرج الدجّال! فقال حذيفة: أمّا ما كان فيكم أصحاب محمّد«صلّى الله عليه وآله». فلا. والله، لا يخرج حتّى يتمنّى قوم خروجه، ولا يخرج حتّى يكون خروجه أحبّ إلى أقوام من شرب الماء البارد في اليوم الحار، وليكوننّ فيكم أيّتها الاُمّة أربع فتن: الرقطاء، والمظلمة، وفلانة، وفلانة، ولتسلّمنّكم الرابعة إلى الدجّال، وليقتتلنّ بهذا الغائط فئتان، ما اُبالي في أيّهما رميت بسهم كنانتي.()

41- حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرني أبو الزبير; أنّ طاووساً أخبره أنّ رجلا اعترض لأبي موسى الأشعري فقال: أهذه الفتنة الّتي كانت تُذكر؟ _وذلك حين افترق هو وعمرو ابن العاص، حين حُكّما_ فقال أبو موسى: ما هذه إلاّ حيصة من حيصات الفتن، وبقيت الرداح() المطبقة، من أشرف لها، أشرفت له، القاعدُ فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي خير من الساعي، والصامت خيرٌ من المتكلّم، والنائم خير من المستيقظ.()

ما يذكر من انتقاص العقول وذهابأحلام الناس في الفتن

42- حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سليم، قال: حدّثني الثقة، عن زيد بن وهب، عن حُذيفة بن اليمّان«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تكون فتنة، تعرج() فيها عقول الرجال، حتّى ما تكاد ترى رجلاً عاقلاً».() وذكر ذلك في الفتنة الثالثة.

43- حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، حدّثنا أبو مالك الأشجعي، حدّثنا ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمّان، قال: تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير() ـ قال الفزاري: الحصير: الطريق ـ فأيّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأيّ قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء،حتّى [يصير القلب إلى قلبين، وأخذ حصاتين: بيضاء وسوداء، فقال:]() تصير القلوب إلى قلبين: قلب أبيض مثل الصفا لا يضرّه فتنة، مادامت السماوات والأرض، والآخر مرباد() أسود كالكوز مجخيّاً() ـ وقال بيده هكذا منكوساً ـ لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، إلاّ ما أشرب من هواه، وإنّ من دون ذلك باباً مغلقاً، وإنّ ذلك الباب رجل يوشك أن يقتل، أو يموت، حديث ليس بالأغاليط.()

44- حدثنا سفيان، عن أبي هارون المديني قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً، والمنكر معروفاً»؟ قالوا: وإنّ ذلك لكائن يارسول الله؟ قال: «نعم».

45- حدّثنا عبد القدوس،عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهريّة، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: من أشراط الساعة أن تنتقص العقول، وتعرب() الأرحام، ويكثر الهمّ.

46- حدثنا الحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهريّة، عن كثير بن مُرّة الحَضرمي، أبي شجرة، عن ابن عمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«ليغشينّ أمتي بعدي فتن، يموت فيها قلب الرجل، كما يموت بدنه».

47- حدّثنا عبد الوهاب الثقفيّ، عن يونس، عن الحسن، عن أبي موسى الأشعري«رض» قال: ذكر رسول الله«صلّى الله عليه وآله» هرجاً بين يدي الساعة، حتّى يقتل الرجل جاره، وأخاه، وابن عمّه. قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟

قال: «تنزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف لها همياء() من الناس، يحسب أحدهم أنّه على شيء، وليس على شيء».()

48- حدّثنا ابن المبارك، عن المبارك، عن الحسن، قال: قال عبد الله بن مسعود«رض»: أخاف عليكم فتناً، كأنّها الدخان()، يموت فيها قلب الرجل، كما يموت بدنه.()

49- حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، سمع أبا موسى، يقول: يا أيّها الناس، إنّها فتنة باقرة، تدع الحليم فيها كأنّما ولد أمس، تأتيكم من مأمنكم كداء البطن، لا يدري أنّى تؤتى.()

50- حدّثنا الحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرّة، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«من علامات البلاء، وأشراط الساعة أن تعرب() العقول، وتنقص الأحلام، ويكثر الهمّ، وترفع علامات الحقّ، ويظهر الظلم».

51- حدّثنا أبو أُسامة، عن الأعمش، قال: حدّثني منذر الثوري، عن عصام بن ضمرة، عن عليّ«عليه السلام» قال:

في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة، يصير الناس فيها كالبهائم.

52- حدّثنا يحيى بن سعيد العطّار، عن ضرار بن عمرو، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عمّن حدّثه، عن أبي هريرة«رض» ، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تأتيكم من بعدي أربع فتن، فالرابعة منها الصمّاء العمياء المطبقة، تعرك الاُمّة فيها بالبلاء عرك الأديم، حتّى ينكر فيها المعروف، ويعرف فيها المنكر، تموت فيها قلوبهم كما تموت أبدانهم».()

53- حدّثنا ابن المبارك، عن زائدة بن قدامة، عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عمّار، عن حذيفة، قال: إنّ الفتنة تعرض على القلوب، فأيّ قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيّ قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء. فمن أحبّ منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر; فإن رأى حلالا كان يراه حراماً، أو حراماً كان يراه حلالا، فقد أصابته. قال: وقال حُذيفة: إنّ الرجل ليُصبح بصيراً ويمسي ما يبصر بشعره().()

54- حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن قيس بن راشد، عن أبي جحيفة، عن عليّ«عليه السلام» قال:

أقلّ ما تغلبون عليه من الجهاد، الجهاد بأيديكم، ثمّ الجهاد بألسنتكم، ثمّ الجهاد بقلوبكم، فأيّ قلب لم يعرف المعروف، ولا ينكر المنكر، جعل أعلاه أسفله.

من رخّص في تمنّي الموت لما يفشوافي الناس من البلاء والفتن

55- حدّثنا محمّد بن الحارث البحراني()، عن محمّد بن عبد الرحمن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«لا تقوم الساعة حتّى يمرّ الرجل على القبر، فيقول: لوددت أنّي مكان صاحبه، لما يلقى الناس من الفتن».()

56- حدّثنا جنادة بن عيسى الأزدي، وأبو أيوب، عن أرطاة بن المنذر، عن أبي عذبة الحضرمي، قال: إن طال بكم عمر فيوشك بالرجل منكم أن يأتي قبر أخيه، فيتمعّك عليه، ويقول: ياليتني كنت مكانك! قد نجوت، قد نجوت. فقال غلام حدث من القوم: وعمّ ذاك يا أبا عَذَبة؟ قال: تدعون إلى عدوّ من ناحية، فبينما أنتم كذلك إذ دعيتم إلى عدوّ آخر، فلا تدرون إلى أيّ عدوّكم تنفرون، فيومئذ يكون ذلك.

57- حدّثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن حفص بن الوليد، عن هلال ابن عبد الرحمن القرشي، عن عبد الله بن عمرو، سمعه يقول:

يأتي على الناس زمان يتمنّى الرجل ذو الشرف والمال والولد الموت، ممّا يرى من البلاء من ولاتهم.()

58- حدّثنا مخلّد بن حسين()، عن هشام، عن محمّد، عن أبي هُريرة«رض»، قال: يوشك أن يكون الموت أحبّ إلى العلماء من الذهبة الحمراء.

59- حدّثنا ابن عيينة، وابن فضيل() جميعاً، عن حصين، عن سالم بن أبي الجعد، عن معاذ بن جبل «رض» قال: إذا رأيتم الدم يُسفك بغير حقّه، والمال يعطى على الكذب، وظهر الشكّ والتلاعن، وكانت الردّة، فمن استطاع أن يموت فليمت.()

60- حدّثنا ابن مهديّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، سمع عبد الله: إنّ للفتنة وقفات وبعثات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها، فليفعل.()

61- حدّثنا عبد الوهاب، عن يحيى بن سعيد، أنّ أبا الزبير أخبره، أنّ أبا الطفيل حدّثه، أنّ حُذيفة بن اليمّان، قال: كيف أنت وفتنة أفضل الناس فيها كلّ غني خفي؟ فقال أبو الطفيل: كيف؟ وإنّما هو عطاء أحدنا، يطرح به كلّ مطرح، ويرمى به كلّ مرمى. فقال حذيفة: كن إذن كابن مخاض، لا حلوبة فيحلب، ولا ركوبة فيركب.()

62- حدّثنا أبو بكر بن عيّاش()، عن أبان، قال: سمعت أبا إياس معاوية بن قرة يذكر، عن النعمان بن مقرن«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«العبادة في الهرج والفتنة كالهجرة إليّ».()

ما يذكر من ندامة القوم من أصحاب النبيّ «صلّى الله عليه وآله» وغيرهم في الفتنة وبعد انقضائها،وما تقدّم إليهم فيها

63- حدّثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن شوذب، قال: سمعت مالك بن دينار، عن أبي محمّد، عن أبي كنانة، قال: قدِم علينا الزُّبير وأصحابه، ونحن مملُكون لربيعة، فلحِق سادتنا بعليّ، فاجتمعنا وقلنا: عسى أن يخرجنا هؤلاء، ويجيء سادتنا مع عليّ، وكيف نقاتلهم؟ ثمّ قلنا: نخرجُ فإذا التقيَا لحقْنا بهم، ثمّ قال بعضنا: لا نأمن ألاّ نطيق ذلك، ولكن نستأذنهم، فإن أذنوا لنا، انطلقنا آمنين، وإلاّ كنّا على رأينا، فأتينا الزّبير بن العوّام بجماعتنا. فقلنا له: مع مَن تكون العبيدُ؟ قال: مع مواليهم، قلنا: فإنّ موالينا مع عليّ. قال: وكأنّما ألقمناه حجراً، فمكثنا ساعة. ثمّ قال: لقد حُذّرنا هذا.

64- حدّثنا ابن المبارك، عن عيسى بن عمر، قال: سمعت شيخاً يحدّث عمرو بن مرّة، قال: قال عبد الله بن عمر ـ ولم أره أحال على أحد دونه ـ : كنت أقرأ هذه الآية: {إنَّكَ ميِّتٌ وإِنَّهم ميِّتونَ * ثُمَّ إِنَّكُم يومَ القيَامَةِ عِندَ رَبِّكُم تَختَصِمُونَ}() وكنت أرى أنّها في أهل الكتاب، حتّى كبح() بعضنا وجوه بعض بالسيوف، فعرفنا أنّها فينا.()

65- حدّثنا ابن المبارك، عن يزيد بن إبراهيم، عن الحسن في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُم خاصَّةً}() قال: والله، لقد علم أقوامٌ حين نزلت أنّه يشخص لها فوج.()

66- حدّثنا هُشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عن عائشة«رض» أنّها رأت كأنّها على ظرب، وحولها غنم وبقر ربوض، فوقع فيها رجل، فقصّت ذلك على أبي بكر «رض» فقال: لئن صدقت رؤياك، ليقتلنّ حولك فئة من الناس.

67- حدّثنا هُشيم، عن العوّام بن حوشب، قال: حدّثني رجل من قومي، يقال له: جميع، قال: دخلت مع أُمّي على عائشة«رض» فقالت لها أُمّي: ما كان مسيرك يوم الجمل؟ قالت: كان قدراً!

68- حدّثنا يزيد بن هارون()، عن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة«رض» عن النبيّ«صلّى الله عليه وآله». والعوّام، عن إبراهيم التيمي، عن النبيّ«صلّى الله عليه وآله» أنّه قال لأزواجه:

«أيّتكنّ الّتي تنبحها كلاب الحوأب»()؟ فلمّا مرّت عائشة نبحت الكلاب، فسألت عنه؟ فقيل لها: هذا ماء الحوأب. قالت: ما أظنّني إلاّ راجعة(). قيل لها: يا أُمّ المؤمنين! إنّما تصلحين بين الناس!

69- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمّر، عن ابن طاووس، عن أبيه، أنّ رسول الله«صلّى الله عليه وآله» قال لنسائه:

«أيتكنّ الّتي تنبحها كلاب ماء كذا، وكذا؟ إيّاك يا حميراء» يعني: عائشة.

70- حدّثنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عمّار الدهني، عن أبي الهذيل، أنّ ابن مسعود وحذيفة كانا جالسيَن ومُرّ بامرأة على جمل، قد أحدثت حدثاً، فقال أحدهما لصاحبه: لهي هي؟! فقال الآخر: لا، إنّ حول تلك بارقة(). يعنون: عائشة«رض».

71- حدّثنا عبد الرزاق، عن معمّر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، سمع حذيفة بن اليمّان، يقول: لو حدّثتكم أنّ اُمّكم تغزوكم أتصدّقوني؟ قالوا: أو حقّ ذلك؟ قال: حقّ!()

72- حدّثنا ابن مهديّ، عن جَرير بن حازم، سمع الحسن يُحدّث عن الزّبير بن العوّام«رض» قال: نزَلت هذه الآية: {واتّقُوا فتنةً لا تُصيبنّ الذين ظلمُوا مِنكم خاصّةً}() ونحن يومئذ متوافرون، فجعلنا نعجبُ ما هذه الفتنةُ؟ ونقول: أيُّ فتنةٍ تصيبنا؟ ما هذه حتّى رأيناها.

73- حدّثنا ابن فضيل()، عن حصين بن عبد الرحمن، عن شقيق ابن سلمة، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«ليردنّ عليّ الحوض أقوام، حتّى إذا عرفتهم وعرفوني اختلجوا دوني()، فأقول: يا ربّ، أصحابي! أصحابي! فيقول: إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك».()

74- حدّثنا المطّلب بن زياد، حدّثنا كثير أبو إسماعيل. عن ابن عبّاس قال: دخلت على عائشة«رض» فقلت: السلام عليك يا اُمّة. قالت: وعليك يا بُني. قال: قلت لها: ما أخرجك علينا مع منافقي قريش؟ قالت: كان ذلك قدراً مقدوراً.

ما يستحبّ من خفـّة المال والولد في الفتن،وما يستحبّ يومئذ من المال وغير ذلك

75- حدّثـنا أبو المغيرة، عن معان بن رفاعة السلامي، عن أبي المهلّب، وأبي عثمان، قالا: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«من أبّل في ذلك() الزمان إبلاً، أو اتّخذ كنزاً، أو عقاراً()، مخافة الدوائر، لقي الله تعالى يوم القيامة خائباً() غالاًّ».()

76- حدّثنا ابن المبارك، عن معمّر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«خير الناس في الفتن رجل آخذ برأس فرسه، يخيف العدوّ، ويخيفونه، أو رجل معتزل يؤدّي حقّ الله عليه».()

77- قال معمّر: وحدّثني ابن خثيم()، أنّ رسول الله«صلّى الله عليه وآله» قال:

«خير الناس في الفتن رجل يأكل من فيء سيفه في سبيل الله ورجل في رأس شاهقة يأكل من رسل غنمه».()

عدّة ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله «صلّى الله عليه وآله» في هذه الاُمّة()

78- حدّثنا عيسى بن يونس، حدّثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«يكون بعدي من الخلفاء عدّة نقباء موسى».()

79- حدّثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«لا يزال هذا الأمر عزيزاً إلى اثني عشر خليفة كلّهم من قريش».()

80- حدّثنا يحيى بن سليم()، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطفيل، قال: أخذ عبد الله بن عمرو بيدي، فقال: يا عامر بن واثلة، [سيكون] اثنا عشر خليفة من كعب بن لؤي، ثمّ النقف والنقاف()، لن يجتمع أمر الناس على إمام، حتّى تقوم الساعة.().

81- حدّثنا رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: يكون بعد عثمان«رض» اثنا عشر ملكاً من بني اُميّة. قيل له: خلفاء؟ قال: بل ملوك.

في ملك بني اُميّة

82- حدّثنا عبد الله بن مروان المرواني() عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد: إنّ مروان بن الحكم لمّا ولد دفع إلى رسول الله«صلّى الله عليه وآله» ليدعو له، فأبى أن يفعل، ثمّ قال[«صلّى الله عليه وآله»] :

«ابن الزرقاء هلاك عامّة اُمّتي على يديه، ويدي ذرّيته».

83- حدّثنا أبو المغيرة، عن ابن عيّاش، عن عبيد الله الكلاعي، قال: حدّثنا بعض أشياخنا: إنّ رسول الله«صلّى الله عليه وآله» لمّا نظر إليه، ليدعو له، قال:

«لعن الله هذا، وما في صُلبه إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقليل ما هم».

84- حدّثنا هُشيم()، عن جويبر، عن الضحّاك، قال: قال لي النزّال ابن سبرة: ألا اُحدّثك حديثاً سمعته من أبي الحسن عليّ بن أبي طالب«عليه السلام»؟ قال: قلت: بلى. قال: سمعته يقول: لكلّ اُمّة آفة، وآفةُ هذه الاُمّة بنو اُميّة.

85- حدّثنا محمّد بن فضيل، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنماري، قال: سمعت عبد الله بن مسعود«رض» يقول: إنّ لكلّ شيءٍ آفةُ تُفسده، وآفة هذا الدّين بنو اُميّة.

86- حدّثنا بقيّة بن الوليد، وعبد القدوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي ذر«رض» قال: سمعت رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«إذا بلغت بنو اُميّة أربعين، اتّخذوا عباد الله خولا()، ومال الله نحلا()، وكتاب الله دغلا»().()

87- حدّثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن يزيد بن شريك، أنّ الضحّاك بن قيس أرسل معه إلى مروان بكسوة. فقال مروان: من على الباب؟ فقال: أبو هريرة. فأذن له، فسمعته يقول بعدما دخل: سمعت رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«يكون هلاك هذه الاُمّة على يدي اُغيلمة من قريش».()

88- حدّثنا عبد الرزاق، عن أبيه، عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: كان لا يولد لأحد مولود إلاّ أُتي به النبيّ«صلّى الله عليه وآله» فدعا له، فاُدخل عليه مروان، فقال[«صلّى الله عليه وآله»] :

«هو الوزغ بن الوزغ()، الملعون بن الملعون».()

89- حدّثنا أبو المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن كعب، قال: سيلي اُموركم غلمان من قريش، يكونون بمنزلة العجاجيل المذنبة() على المذاود؛ إن تركت أكلت ما بين أيديها، وإن انفلتت نطحت من أدركت.

90- حدّثنا الوليد بن مسلم، عن أبي رافع، إسماعيل بن رافع، قال: قال أبو سعيد الخدري«رض»: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إنّ أهل بيتي سيلقون من اُمّتي بعدي قتلا شديداً، وإنّ أشدَّ قومنا لنا بُغضاً بنو اُميّة، وبنو المغيرة من بني مخزوم()».

العصمة من الفتن، وما يستحبّ فيها من الكفّ والإمساكعن القتال، والعزلة فيها، وما يكره من الإستشراف لها

91- حدّثنا بقية بن الوليد، والحكم بن نافع، عن سعيد بن سنان، قال: حدّثني أبو الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إنّ الفتنة إذا أقبلت شبّهت، وإذا أدبرت أسفرت()، وإنّ الفتنة تلقح بالنجوى، وتنتج بالشكوى، فلا تثيروا الفتنة إذا حميت، ولا تعرضوا لها إذا عرضت. إنّ الفتنة راتعة في بلاد الله، تطأ في خطامها، لا يحلّ لأحد من البرية أن يوقظها حتّى يأذن الله تعالى لها، الويل لمن أخذ بخطامها، ثمّ الويل له! ثمّ الويل له!».()

92- حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث()، عن محمّد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر«رض» قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«إيّاكم والفتن، فإن للّسان() فيها مثل وقع السيف».()

93- حدّثنا محمّد بن عبد الله التيهرتي، حدّثنا ابن أنعم، عن مكحول، عن أبي ثعلبة، أو أبي إدريس الخولاني، عن حذيفة بن اليمّان«رض» قال: اتَّقُوا فِرقتين تقتتلانِ على الدُّنيا، فإنّهما تجرّان إلى النّار جرّاً.()

94- حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذْب، عن أبي التيّاح، عن خالد بن سبيع، عن حذيفة بن اليمّان، قال: قلت يا رسول الله، فما العصمة من ذلك؟ وذكر دعاة الضلالة. فقال[«صلّى الله عليه وآله»] :

«إن لقيت لله يومئذٍ خليفة في الأرض فالزمْه، [و] إنْ ضرب ظهرك، وأخذ مالك، وإلاّ فاهرب في الأرض، حتى يأتيك الموت وأنت عاظٌّ على أصل شجرة»

95- حدّثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله تعالى:

{لاَ تَجعَلنَا فِتنَة للقَومِ الظَّالِمِينَ}()، قال: لا تُسلَّطهم علينا حتّى يفتنونا، فيفتتنوا بنا.()

96- حدّثنا محمّد بن ثور، عن معمّر، عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: لمّا انجلت فتنة ابن الأشعث كنّا في مجلس ومعنا مسلم بن يسار، فقال مسلم: الحمد لله الّذي انجاني من هذه الفتنة، فوالله، ما رميت فيها بسهم، ولا طعنت فيها برمح، ولا ضربت فيها بسيف. قال أبو قلابة: فقلت له: فما ظنّك يا مسلم بجاهل نظر إليك؟ فقال: والله، ما قام مسلم هذا المقام إلاّ وهو يراه عليه حقّاً، فقتل أو قُتل. قال: فبكى _والّذي نفسي بيده_ حتّى تمنّيت أن لا أكون قلت له شيئاً.

97- حدّثنا معافى بن عمران()، عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، قال: قال رسول الله«صلّى الله عليه وآله»:

«تكون فتنة لا ينجو منها إلاّ من لم يصب من مالها، ومن أصاب من مالها كمن أصاب من دمها».()

98- حدّثنا ابن المبارك، عن ابن أبي خالد، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عقبة بن عامر«رض» قال: سمعت رسول الله«صلّى الله عليه وآله» يقول:

«من مات ولم يشرك بالله شيئاً، ولم يتندّ من الدماء الحرام بشيء، دخل من أيّ أبواب الجنَّة شاء».()

99- حدّثنا ابن المبارك، عن عوف، عن أبي المنهال، قال: حدّثني صفوان بن عمر�