ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ...

70
١ ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭﺍﺕ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ. . ﻨﺎﺩﻴﺔ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ) ﹰﺎ ﺴﺎﺒﻘ( ﺒﺤﺙ ﻤﻘﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﻴﻨﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ٢٠١١

Transcript of ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ...

Page 1: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١

بسم اهللا الرحمن الرحيم

الفكر السياسي العالقات الدولية فيمقارنة من منظورات

نادية محمود مصطفى.د.أ أستاذ العالقات الدولية

)سابقا(رئيس قسم العلوم السياسية و

لقسم العلوم السياسية بحث مقدم إلى السمينار العلمي ٢٠١١أكتوبر

Page 2: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢

)*(:مقدمةالعلـوم البينيـة فـي " ى سمينار علمي موضـوعه دراسة المقدمة إلإن عنوان هذه ال

وإن بدت للوهلة األولى، ولغير وهي. ى الذهن مجموعة من الثنائيات، إنما يطرح عل"السياسية . المتخصص، من قبيل المترادفات، إال أنها ليست كذلك

:وهذه المجموعة من الثنائيات هي

النظرية التقليدية ،الفكر السياسي للعالقات الدولية الفكر السياسي، العالقات الدولية في ،تاريخ الفكر السياسي للعالقات الدولية ،النظريات السياسية للعالقات الدولية ،للعالقات الدولية

ولقـد قـدم . الدولية النظرية السياسية ،القات الدوليةتاريخ نظرية العالقات الدولية، فلسفة العهذا المجال مية الغربية إسهاماتهم فيالجماعات األكادي الدولية في العالقات العديد من منظري

.حت هذه العناوين، كما سنرى الحقا، تالبيني

التعامـل إلى وتهدف الدراسة، ومن مدخل علم العالقات الدولية، وليس الفكر السياسيالخطـاب عـن ب –وببسـاطة ابتداء–عنى ي المنطقة البحثية أو المجال البحثي، والذيمع هذه

صريحة إلى القيم وذلك بـالرجوع إلـى مجـال الفكـر يتجه بصورة العالقات الدولية والذيمن سـمات مراجعـة ا وسمة أساسويمثل هذا الخطاب مخرج. لسياسيةالسياسي أو النظرية ا

حيث تجدد االهتمام باألبعـاد المعياريـة .حالة علم العالقات الدولية بعد نهاية الحرب الباردة .أخرى والقيمية في منهاجية دراسة العالقات الدولية، إلى جانب أمور

ـ .من مجموعة من األسـئلة المتراكمـة االقتراب من هذا المجال انطالقا ويتم يوه :كاآلتي

ت؟ وما مآلها الحـالي ن؟ وكيف تطوركيف كانت العالقة بين المجالي - ١ ظل مراجعات علم العالقات الدولية؟ في

،أخرى وما مخرجاتها؟ بعبارة ؟وكيف تتحقق ؟لعالقةما محتوى هذه ا - ٢على ضوء أسباب صعود االهتمـام خاصة ،ما أهداف هذه العالقة ودوافعها وغاياتها

لماضيين منذ نهاية الحرب الباردة؟بها خالل العقدين ا

ين إلى حالة العلم وإلى وظائفـه تضيفه هذه العالقة بين المجال ما الذي - ٣ سواء؟ لتنظير على حدخدمة الحركة وا في

.شیماء بھاء الدین طالبة الدراسات العلیا والباحثة بمركز الحضارة للدراسات السیاسیة على مراجعتھا الدراسة وإعدادھا للنشر.أشكر أ *

Page 3: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣

وتحاول الدراسة اإلجابة عن هذه األسئلة، على ضوء دواعي اهتمامي بهـذه العالقـة للعالقات الدوليـة منظور حضاري إسالميمجال بناء وفي هذه المرحلة من تطور بحوثي في

.)١(بمنظورات العلم األخرى مقارنة

لتشخيص وتفسـير حالـة ي؛ مستوى عام نظرومن ثم، تنقسم الدراسة بين مستويينلتحديد دوافـع ومستوى مقارن العالقة بين الفرعين كما تطرحها أدبيات علم العالقات الدولية،

وغايات اقترابي من مجال الفكر السياسي اإلسالمي بصفة خاصة مقارنة باالقترابات من الفكر سـالمي مقارنـة الغربي، لتحقيق تراكم في العلم على هذا الصعيد، ومن منظور حضـاري إ

وهي اإلسهامات التي يقدمها المسـتوى (بإسهامات الدوائر الحضارية األخرى في هذا المجال ولعله يتضح لنا من هذين المستويين كيف أن اقتراب علم العالقات الدولية من مجـال ). األول

قاليـد الفكر السياسي ومن ثم من مجال القيم واألفكار هو اقتراب يسهم فـي بيـان تـأثير الت ومن هنا، تأتي أهمية المقارنـة بـين . كظاهرة اجتماعية" الظاهرة الدولية"الحضارية في فهم

اقترابات الجهود الغربية من موضع الفكر من دراسة العالقات الدولية وبين اقترابـات جهـودأخرى من نفس المجال مع استدعاء خبرة الفكر اإلسالمي، وهي الخبرة التي أسقطتها الجهـود

.الغربية من دائرة اهتمامها

: صعود االهتمام بالعالقة بين العالقات الدوليـة والفكـر السياسـي : أوال )قراءة في األدبيات الغربية( لماذا؟ وماذا؟ وكيف؟

:من أسباب االنفصال بين المجالين إلى أسباب تجدد االهتمام بالعالقة -١

في إخراج هذه العملـة ساهمت حالة العالم من جهة، وحالة العلم من جهة أخرى :ذات الوجهين

أثر هيمنة النموذج المعرفي الوضعي والمنظور الواقعي على علم العالقات الدولية -أالعالقـات دراسة الفكر السياسي و دراسة واالنفصال بين )٢()الجداالت الكبرى األولى والثانية(

:الدولية

ـ * تقل فـي العلـوم السياسـية، مع االتجاه لتأسيس علم العالقات الدولية كفرع مسواالهتمام بنظرية عامة شاملة لهذا العلم، تحقق االنفصال عن النظرية السياسية السيما في ظل

.عدم تمييز تلك األخيرة بصورة واضحة بين الداخلي والخارجي

Page 4: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤

ومع سيادة التوجهات العلمية الوضعية اإلمبريقية في المرحلـة السـلوكية تحقـق * كما تبلور القول بأنه قبل تأسيس العلم لم توجد نظريات حقيقية حتى ما قبـل الفصل عن القيم،

.الحرب العالمية الثانية، وأنه لم يكن لدى المنظرين التقليديين إضافة يقدمونها للعلم الجديد

وقضـاياه، ) في الدولة القوميـة أساسـا (وكان تحديد نطاق العلم وحدوده وفواعله * .لوضعية مع إعالء للمصالح القومية ومفهوم القوة المادية واألمن القوميانعكاسا للعقالنية وا

وأخيرا، أدت غلبة المدرسة األمريكية على دراسة العالقات الدولية إلى غلبـة التيـار البراجماتي واإلمبريقي لتحليل ما هو قائم، وكأساس لتفعيل الحركة التي لم تعـد فـي حاجـة

رة أخرى، كان البد أن يؤدي الفصل بين القيمي والمادي من ناحية بعبا. لحكمة أو خبرة سابقةوبين جوانب الظاهرة المختلفة مع التركيز على المادية العسكرية واالقتصـادية مـن ناحيـة أخرى، والفصل بين الداخلي والخارجي من ناحية ثالثة، وبين الفرد والجماعة والدولـة مـن

راهن والتاريخ من ناحية خامسة، كان البد وأن تؤدي هـذه ناحية رابعة، والفصل بين الواقع الالسلسلة من الفصل بين ثنائيات عدة إلى االبتعاد عن مجال الفكر السياسـي الممتـد تاريخيـا

.ومكانيا والذي يعكس تطور خبرات الحكماء والساسة

، في إنتاج كل هذا في وقت تأكدت فيه المركزية الغربية األمريكية أساسا ثم األوروبيةعلم العالقات الدولية من منظور وضعي إمبريقي واقعي باعتباره السبيل األمثل للحركة األكثر

.رشادة وعقالنية

وفي المقابل، وعلى صعيد الفكر السياسي، فإنه بدوره لم يكـن لموضـوع العالقـات .الدولية وزنا ملموسا لدى دارسيه بل دارسي النظرية السياسية بصفة عامة

:ويرجع ذلك ألكثر من اعتبار، من بينها ما يلي

في مقدمة دراسته عن العالقات الدولية في فكر جان "هوفماناستانلي "يرى : من جهةأنه عادة ما يتجاهل الدارسون للفكر السياسي لألعالم البعد الخاص بالعالقـات )٣(جاك روسو

، يرى هوفمان أن السبب يكمن فـي فعلى سبيل المثال، ومن واقع نموذج فكر روسو. الدوليةطبيعة رؤية المفكر عن العالقات الدولية، وبشكل أكثر تحديدا يكمن في األمور الثالثة التالية؛ عدم التمييز بين الداخلي والخارجي، واعتبار الخارجي نطاق سيادي؛ تركيـز الفكـر علـى

. العالقة بين الحاكم والمحكوم السلطة في الداخل أساسا مع اعتبار أن مفهوم السلطة هو مجردأن أفكاره عـن العالقـات الدوليـة قـد "هوفمان"ومن ثم، وعن روسو بصفة خاصة، فيقول

تبلورت في نطاق فكره السياسي الكلي وكملمح أساس من مالمحه؛ ذلك ألن فكره يكوان نظام

Page 5: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥

ـ . تتشابك على صعيده أفكاره عن مختلف جوانب الحياة السياسية ان أن تحليـل ويـرى هوفم .روسو للسياسات الدولية تسرب وتغلغل في كل مستويات فكره عن الحياة السياسية

عدم حضور العالقات الدولية في الدراسات عـن )٤(يرجع البعض: ومن جهة أخرىفبالرغم من االهتمام بـآراء المفكـرين السياسـيين حـول . الفكر السياسي إلى أمور منهاجية

ال أن المشكلة تمثلت في عدم وجود نصوص مباشرة أو مالئمـة وانتشـار العالقات الدولية، إالقضايا المتصلة بالعالقات الدولية بين نصوص مختلفة، كل ذلك نتيجة التركيز علـى الدولـة القومية ذات السيادة باعتبارها جوهر الحياة السياسية والمناط الوحيد ذي المغزى بالنسبة لهـذه

.ولد مشاكل كبيرة فيما يتصل بالنظرة للعالقة بين الداخلي والخارجي وهو األمر الذي. الحياة

هذا، ولقد اتجهت النظرية السياسية، مع نهاية القرن العشرين إلى مسار مختلف حيـث للنصوص، تحقق وظيفة الفكر في مجـال العالقـات Canonبدأ علماء السياسة يبحثون عن

) كمـا سـنرى " (التقاليد الكبـرى "هذا؛ أضحت دراسة ول. الدولية، وليس السياسة الداخلية فقطالتي تبناهـا السـلوكيون فـي الخمسـينيات (Scientism)" العلمية السلوكية"تهدف إلى نقد

).المرحلة السلوكية(والستينيات من القرن العشرين

ومن ثم، استهدف هذا النقد وهذا االستدعاء للتقاليد الكبرى إصالح الخلل في وظيفـة ، على أساس أن ما سبق مـن اسـتبعاد لألسـاس الفكـري )اإلمبريقي(عالقات الدولية علم ال

للنظرية السياسية للعالقات الدولية لم يكن إال وضعا ظرفيا ولـيس منطقيـا أو ضـروريا أو حتميا، وهو الوضع الذي أدى إلى افتقاد علم العالقات الدولية لتقاليد فكرية ونظرية متجانسـة،

د كانت موجودة في مجال الفكر وكانت ذات وظيفة مهمة قبل تأسيس ومـيالد علـم وهي تقالي .العالقات الدولية

أسباب تجدد االهتمام بالعالقة بين مجالي الفكر والعالقات الدولية ومظاهر هـذه -ب :نتائج مراجعة حالة علم العالقات الدولية: العالقة

ات الدولية منذ نهاية الحـرب البـاردة ارتبطت هذه األسباب بحالة مراجعة علم العالق :)٦(ويمكن تلخيص خصائص هذه الحالة ومتطلباتها كاآلتي. )٥(وحتى اآلن

:تعكس حالة مراجعة العلم الخصائص التالية :من جهة

عدم وجود منظور سائد ومهيمن على مجال الدراسة كما حدث فـي المراحـل :أوال عكس فوضى نظرية، وخاصة مع تعددية على نحو ومن ثم تعدد المنظورات المتنافس ؛السابقة. اا أو مضـموني منهجي: ا للبعد محل االهتمامكل منظور ومع تعدد مسميات كل رافد وفق روافد

ذلـك )٧("روزينـاو "في ظل هذا التعدد يبرز االعتراف به بل بفائدته، فعلى سبيل المثال يبرر

Page 6: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦

د المنظورات على اآلخر أو مصداقيته المطلقة االعتراف بأنه يرجع لصعوبة القول بأفضلية أحن الباحثين ذوي المنظورات المختلفة سيقدمون رؤى ونتـائج مختلفـة إحيث ؛بالمقارنة بغيره

-وكما يقول روزينـاو -بعبارة أخرى . حول نفس الحدث والظاهرة نظرا الختالف منطلقاتهملبحث والدراسـة نظـرا لتعـدد سـبل فإنه البد من التسامح تجاه التعدد والتنوع الذي يثري ا

همـا وهـو أن مولهذا يسجل روزيناو أمـرا ؛اإلدراك وتقويم الحقائق في السياسات العالميةاختالف الرؤية للعالم ومن ثم اختالف االفتراضات الكامنة حول ظاهرة يقود بالضرورة إلـى

.اختالف المنهاجياتإلى جانب فشل النظريـات الكبـرى ،ليةعدم وجود نظرية عامة للعالقات بالدو: ثانيا

.التنبؤ بنهاية الحرب الباردة -السلوكية–داخل كل من االقترابات التطورية، الهيكلية د الحداثة، ما بعما بعد الحرب الباردة، ما : حالة السيولة التي تعكسها المابعديات: ثالثا

ء الحرب الباردة شهد التنظيـر فمع انتها. بعد الوضعية، سواء على صعيد المنهج أو المضمونللعالقات الدولية مرحلة اختلفت فيها الرؤى حول خصائص العالقات الدولية في هذه المرحلـة

هل كشف انتهاء الحـرب عـن :)٨(وتبلور السؤال التالي بوضوح. وأهم القوى المؤثرة عليهاثم هناك حاجـة ومن ،أم أن تراكم خصائص جديدة قد قاد إلى انتهاء الحرب ،خصائص جديدة

.لمنظور جديد لدراسة العالقات الدولية؟اهتزاز الخطوط الفاصلة بين علم العالقات الدولية وعلوم اجتماعيـة وإنسـانية : رابعا

أخرى، نظرا التساع نطاقه وحدوده وتعقد أجندة موضوعاته بعد أن تجدد االهتمـام باألبعـاد .قات الولية وبأنماط جديدة من الفواعل والعملياتالدينية والثقافية والحضارية في دراسة العال

وكان من أهم مالمح مراجعات ما بعد الحرب الباردة وما بعـد الوضـعية ملمحـان بعـد أن ،)٩(في دراسة العالقات الدولية دين والثقافةبروز أهمية ال :أولهما ومتكامالن أساسيان

،األمنية -القضايا واألبعاد العسكرية يواقعحازت االهتمام واألولوية في ظل سيادة المنظور الوثاني هذه المالمح هو مراجعـة . في مرحلة تالية قضايا االقتصاد السياسي الدولي نافستهاثم

وهـي المراجعـة -" من القيم علم خال"الذي رفع شعار يالسلوكي اإلمبريق -المنهج الوضعيأهم أسباب عدم الوصول إلى نظرية على أساس أن أحد -)١٠(التي قادت إلى رد االعتبار للقيم

هـو -على سبيل المثـال تيكما يقول هاليداي وهولس-عامة أو عدم وجود منظور سائد هو محورا أساسيا –إلى جانب غيرها من األبعاد–هذا وكانت القيم .الفلسفةو التاريخوإهمال القيم

.ن السلوكية والتقليديةمن محاور الجدال الثاني الكبير في تاريخ العلم، أي الجدال بيكما أضحى الفصل بين البعد القيمي والبعد المادي في دراسة العالقات الدولية، خـالل سيادة المنظور السلوكي وفى ظل الوضعية العلمانية موضع نقد أساس في مرحلـة مـا بعـد

Page 7: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٧

دواجية السلوكية، ثم تبلور هذا النقد في مرحلة ما بعد الوضعية مما يعبر عن رفض أزمة االز .)١١(الناجمة عن هذا الفصل

وخاصة منـذ –ولقد اقترن بهذا التجدد في االهتمام بالقيم بروز لألبعاد الثقافية والدينية وبقدر ما شاهدت ساحة العلم جداال حول القيم تبلورت أيضـا جـداالت . نهاية الحرب الباردة

ات الدولية نظرا لبـروز من ناحية، هل حدث تحول في منظورات دراسة العالق: حول أمريندور الدين والثقافة على مستوى التنظير والواقع وهل المتغيرات الثقافية والدينية هي متغيرات مستقلة أم تابعة؟ ومن ناحية أخرى، هل االختالفات بين الثقافات واألديان البد وأن تقود إلـى

العالقـات بـين األديـان صراعات وما تأثيرها في استقرار وأمن وسالم العالم؟ وما أنمـاط والثقافات وبين المصالح وتوازنات القوى؟

) منذ منتصـف الثمانينيـات (خالصة القول، إن استمرار الجداالت وعمقها وامتدادها حول هذين األمرين ليبين كيف أن دراسة العالقات الدولية مازالت تشهد حالة مراجعة قـادت

وإن المدخل القيمي والمداخل الثقافية والحضارية .)١٢("إعادة تعريف السياسي"الحديث عن إلىساهمت في إعادة تعريف مستوى التحليل بعيدا عـن المسـتوى التقليـدي ) إلى جانب الدينية(كما ساهمت في إعـادة تحديـد نطـاق موضـوعات العلـم ليتسـع ) الدولة والنظام الدولي(

هدت تنافس منظـوري الواقعيـة فإذا كانت مرحلة ما بعد السلوكية التي ش. لموضوعات جديدةوالتعددية قد أدت أيضا إلى درجة من إعادة تعريف السياسي نتيجة اتجاه االهتمام نحو فواعـل جديدة من غير الدول ونحو قضايا جديدة ذات أبعاد اقتصادية، فإن المرحلة الراهنة من تطور

فية في محاولة لتجاوز مرحلة منظورات العلم تعالج ما سبق من إهمال للمتغيرات الدينية والثقاكما أنها تعالج إهمال مستويات للتحليل وفواعل لحساب تفـوق . علمانية ومادية العلم المفرطة

مستوى الدولة القومية، ولذا؛ تجدد االهتمام بمستويات أكثر كليـة وشـموال مثـل الجماعـة االهتمام بتأثير األفكار وانعكس ذلك كله على منهاجية واقترابات الدراسة حيث تبلور. العالمية

البنائيـة "وكان من أبرز االتجاهات الحديثة تعبيرا عن ذلك . والقيم إلى جانب العوامل الماديةبكل ما تحمله من آفاق الربط بين دراسة العالقات الدولية والنظرية االجتماعية، وبكل " الجديدة

.)١٣(هاجيتهى نطاق العلم وموضوعاته ومنما يحمله ذلك من انعكاسات عل

: تتلخص نتائج مراجعة هذه الحالة في األمور التالية: ومن جهة ثانية

إن خصائص المنظور اإلسالمي الذي تم االجتهاد حولها طيلة عقد من الزمان لتبين، منظورا حضاريا يحقق تراكما - مقارنة بخصائص منظورات العلم األخرى- كيف أنه يمثل

للنقائص التي كشفت - من واقع خبرة حضارية إسالمية-لتراكم هذا ا بويستجي. في الحقلمشتركين في ذلك مع تيار -عنها نتائج عملية مراجعتنا النقدية لحال المنظورات الغربية للعلم

Page 8: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٨

مهم جديد هو التيار الغربي النقدي، وإن اختلفنا عنه في جانب آخر على نحو يبرر وصف :)١٤(نتائج مراجعتنا لحالة العلم فيما يلي المنتج بأنه منظور حضاري ولقد تلخصت

التغير المستمر في المنظورات مع التغير المستمر والمعقد في الواقع الـدوليبدعوى االستجابة لمتطلبات دراسة هذا التغير والتأثير على مساره، وهو األمـر الـذي أدى

ن عواقـب االفتقـاد إلى فوضى المنظورات المتنافسة والمتقابلة وعلى نحو دفع للتساؤل عللثابت، وهل هي منظورات لجوانب مختلفة من عالم واحد أم هي رؤى عن عوالم مختلفـة، وهل يحقق هذا التغير أهداف حركية للقوى المهيمنة سياسيا وفكريا ونظريا؟ أي لماذا هـذا

العسـكري إلـى الثقـافي الحضـاري مـرورا –المسار في التحول من أولوية السياسي تصادي؟باالق

مشاكل االستقطاب الثنائي للمنهاجية بين العلمي والقيمي، ومـن ثـم بـروزأو (الدعوات التوفيقية أو الوسطية حول إمكانيات الدراسة العلمية دون استبعاد القيم والثقافة

–القيمية أو القيمية الواقعية أو المثالية –، ومن ثم الحديث عن الواقعية )الذاتية بصفة عامة .قعيةالوا

انتقاد الجزئية واالختزالية عند تناول الظاهرة الدولية المعقدة والمركبة سـواءأو االقتصادية أو الثقافية أو بالتركيز على األبعاد الماديـة –بالتركيز على األبعاد العسكرية

دون غيرها، وهو األمر الذي يحـول دون الفهـم العميـق والـدقيق للتحـوالت الجاريـة ومن ثم الحاجة إلى رؤية كلية تستدعي بالضرورة إسقاط الحـدود بـين علـم والمستقبلية،

.العالقات الدولية والعلوم االجتماعية واإلنسانية األخرى، وتفعيل التعاون البيني

وأخيرا، لماذا هذا التأرجح بين أولوية الصراع بين القوى والمصالح والحروب وبـين جانس المصالح؟ وماذا عن منظومة أو نسق هذه العمليات أولويات آليات االعتماد المتبادل أو ت

والعالقات بينها؟للعالقات قا من قواعد تأسيس منظور إسالمي وبناء على هذه المراجعة، وانطال

يتمحور حول أصل، ولكن ليس بجامد، واقعي، –الدولية، فإن هذا المنظور هو منظور قيمي . )١٥(فهو يعكس عالقة خاصة بين ثابت ومتغير

إن حالة المراجعة في علم السياسة أضحت تتطلب :األمر األول :خالصة القول أمرانوالمقصود هنا، في هذه الدراسة، البينية فيما بين النظرية السياسية ونظرية العالقـات : البينية

الدولية، كما تقتضي هذه المراجعة، في نظرية العالقات الدولية العودة إلى الفكر السياسي عند .دراسة العالقات الدولية

Page 9: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٩

للفكـر، وبـين الفكـر وفي هذا المقام، يجدر التمييز بين العالقات الدولية كموضوعوالفلسفة كجذور للتنظير للعالقات الدولية، وبين تطور الفكر كمـرآة عاكسـة لتطـور حالـة

.العالقات الدولية وتطور وضع األمم والشعوب والدول في النظام العالمي

بالنظر إلى ما سبق، عن خصائص مراجعة حالـة العلـم ومتطلباتهـا :انياألمر الثأن من أهم أسباب تجدد االهتمام بالعالقة يتضح لنا . ودالالتها بالنسبة لتجدد الرجوع إلى الفكر

بين علم العالقات الدولية والتنظير له وبين الفكر السياسي، هو تجدد االهتمام باألبعاد القيميـة على حدود العلم ونطاقه وأجندة توما لذلك من انعكاسادراسة العالقات الدولية، المعيارية في

قضاياه ومناهج البحث وأدواته بل وروافد منظوراته الكبرى، واألهم هو االنعكاسـات علـى اقعي فقط ولكـن فلم تعد خدمة الحركة تتحقق باالقتراب الو. خدمة الحركة وليس التنظير فقط

ة البعد القيمي أيضا وحيوية دور األفكار، وهو األمر الذي أفضى إلى أهميتجدد الحديث عن االهتمام برؤى ومنظورات غير غربية باألساس أي تنتمي لخبرات حضارية أخـرى، وهـذا يعكس اعترافا بما أضحى للتعددية الثقافية والحضارية من آثار في التنظيـر ومـن ثـم فـي

–االهتمام بالقيم واألفكار في دراسة العالقات الدولية في ظل تجدد )١٦(المنظورات والمنهاجيةومن أحدث وأهم األدبيات وأكثرها شموال في هذا المجال كتـاب أوكسـفورد . نظرية وحركة

، وهو الكتاب الذي يجدد الـدعوة لالهتمـام )١٧("عودة اتحاد األخالق والعلوم االجتماعية"عن وذلك باللجوء . لحركة في السياسات الدوليةباألخالق والقيم من أجل حل معضالت ومشكالت ا

إلى مسلك وسط بين البحث اإلمبريقي والبحث القيمي، ليس لمعرفة ما هو قـائم فقـط ولكـن .لمعرفة ما يجب أن يكون أيضا

وهذا المسلك والتوجه تفرضه التغيرات في العالم بقدر مـا تفرضـه التغيـرات فـي ت االهتمام بهذا الجمع بين ما هو نظرية وضـعية المنظورات والمدارس النظرية، والتي جدد

ونظرية قيمية، خدمة ألهداف الحركة؛ حيث إن التقدم في حسن فهم العالقات الدوليـة وحـل مشكالتها لن يتحقق إال بالوعي بالقيود التي يفرضها الفصل بين القيمي والوضعي وبضـرورة

منظور حضاري إسالمي من حيـث ومن هنا، مغزى التراكم الذي يحقق( .عالج هذه الفجوة ).المساهمة في عالج هذه الفجوة

ولكن هنـاك . ال يعني التخلي عن التخصص في العالقات الدولية التداخل البيني وهذاالمعرفة بـديناميات تنـافس القـوى : لدى بعض الدارسين وليس كلهم بالطبع-احتياج لآلتي

السياسية المعرفية، ومن ناحية أخرى المعرفة الكبرى على النحو الذي تشكل فيه القيم الحركة باالقتصاد السياسي الدولي على النحو الذي يتضمن كيفية تأثير االفتراضـات علـى سـلوك

Page 10: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٠

الحرب أو الدبلوماسية، ومن ناحية ثالثة، المعرفة بالمنظومة األخالقية التي تحـيط بممارسـة ...السياسات سواء داخل الحدود أو عبرها

فهم العالقـة عليه إن التخصص المرفوض هو التخصص الذي يختلط أخرى، بعبارةأي أن التخصـص . بين الجزء وبين اإلطار الكلي الذي يمثل ذلـك الجـزء أحـد مكوناتـه

المرفوض هو ذلك الذي ينكر العالقة بين البحث القيمي واإلمبريقي؛ ذلك أن المرحلة الحاليـة بين interwindعتراف واضح بالعالقة التداخلية من العلم ومن حالة العالم تفرضان الحاجة ال

وذلك للتمكن من مواجهـة المشـاكل الملحـة للحركـة . النظرية القيمية والنظرية اإلمبريقية .السياسية في السياسات العالمية المعاصرة

أن هذا الربط بين النظرية السياسية والعالقات الدولية سـواء ألغـراض : مفاد القولركة أيضا قد شهد اهتماما متعدد األبعاد يحاول أن يعبر الفجوة بـين المجـالين التنظير أو الح

وبـالتغيرات العالميـة ، ناهيك عن أهداف تتصل بالحركـة )١٨(لتحقيق أهدافا أكاديمية متعددةالديمقراطيـة : قيمية واضحة مثـل وهي التغيرات التي استدعت قضايا ذات أبعاد . المعاصرة

، حيـث التفـاعالت الدوليـة ، يقتضي فهمها ما هو أكثر من فهمالجتماعيةالعالمية والعدالة اطالما نبحث عـن حلـول ألزمـة ا كبرى من تقاليد مقارنةيقتضي هذا الفهم استدعاء أفكار ،

.عالمية في إطار نظرية سياسية دولية

م كيف تدفع كل األسـباب السـابقة لالهتمـا : ولهذا؛ وأخيرا؛ يظل السؤال التالي قائماوغيرهـا ... بالعالقات الدولية في الفكر السياسي أو بفلسفة العالقات الدولية أو النظرية الدولية

وكيف يـتم هـذا . من العناوين البازغة التي تعكس تجدد االهتمام بالعالقة بين هذين المجالين االهتمام من جانب متخصص العالقات الدولية؟

:الدوافع والغايات: ليناتجاهات البحث في العالقة بين المجا -٢

كيف يقرأ عالم العالقات الدولية في الفكر السياسي؟ ولماذا؟ مـا األطـر المفاهيميـة والنظرية لهذه القراءة؟ وما نتائجها؟

وإن اتحدت الغاية وهي كسر الفجوة بين النظرية السياسية وبين العالقات الدولية حيث ييز بين عدة اتجاهات من حيث المنهاجية والهـدف والتي سادت لفترة طويلة، إال أنه يمكن التم

.من وراء القراءة في نصوص الفكر وقضايا النظرية بحثا عما يتصل بالعالقات الدولية

وهذه االتجاهات يمثلها بعض من منظري العالقات الدولية الرواد في هـذا المجـال، :وهم

Page 11: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١١

Hoffman (91), (Parkinson (77), Kurtsen(97), Boutcher(98), Jackson (2005), Brown (2002) Hutchings (2005), Jahn (2006).(19)

ومن واقع عرض محتوى كل اتجاه من االتجاهـات التاليـة، سيتضـح لنـا منـاط االختالفات بينها فيما يتعلق بالعالقة بين الداخلي والخارجي، ومدى االستمرارية أو التغير في

ومـاذا ... (واقع وخدمته بالرجوع إلى تاريخ األفكـار، العالقات الدولية، وكيف يتحسن فهم ال ).أيضا؟

. وهو اتجاه تأسيسي كلى جسده هوفمان عند قراءته في فكـر روسـو :االتجاه األولأهمية القراءة في النصوص األصلية باعتبارها مصادر أوليـة لدراسـة : وهو يقوم على اآلتي

سم خريطة هذه األفكار حول العالقات الدولية األفكار عن العالقات الدولية، والقراءة تسعى لرالتي تقدمها النصوص، عبر تطورها، ومن ثم تساعد هذه القراءة مـن ناحيـة ثالثـة علـى استكشاف رؤية المفكر عن العالقات الدولية باعتبارها جزء من منظومة فكره السياسي الكلـي

القراءة متعددة الغايات إلـى تقيـيم وتقود هذه). الرؤية للعالم، المنظور عن العالقات الدولية(إجابات المؤلف عن أسئلة الحرب والسالم، وأخيرا تقود إلى النظر في هذا الفكر فـي مقابـل

.نظريات وممارسات العالقات الدولية المعاصرة

واستهدف التعرف على الجذور الفكرية والفلسفية للمنظومات الكبـرى :االتجاه الثانيية الممتدة في تاريخ الفكر السياسي الغربي، ومن ثم اختبـار االفتراضـات لعلم العالقات الدول

الكبرى المهيمنة على كل منظور أو تقديم أدلة فلسفية وحجج فلسفية وأنمـاط تاريخيـة عنـد االقتراب من هذه المنظورات أي أن هذا االتجاه هو الذي يبحث في كالسيكيات الفكر السياسي

. نظير الدولي المعاصر وعن تقاليد نظرية متجانسةالغربي عن قواعد صلبة للت

ويتراوح تقديم هذا االتجاه ما بين مقدمات لمراجع العالقات الدوليـة تتنـاول اقترابـا ما بين مراجع في تاريخ فكر وفلسـفة و أمثال مكليافلي، هوبز، روسو، كانطخفيفا من مفكرين

.)٢٠("بركينسن"مثل كتاب . العالقات الدولية

مؤسس ما يعرف بالمدرسة البريطانية للعالقات الدولية، وهو "مارتن وايت"كان وإذا رائد البحث في العالقة بين تقاليد النظرية السياسية وبين نظرية العالقات الدولية، فلقـد راكـم

فبـالرغم مـن أن . )٢١(مع ما بينهم من فـروق " كرتسن"و" بوتشر" عليه برؤية نقدية كل منالتنظير في علم العالقات الدولية والذي ساهمت بحوثه في نشر فكـرة أن هو من رواد "وايت"

، والتـي تمثـل جـذور )الواقعية، الرشادة، الثورية(هناك ثالثة تقاليد كبرى في الفكر الدولي بأن نظرية العالقـات ، إال أنه يقول)يبرالية، الماركسيةالواقعية، الل(المنظورات الكبرى الثالثة

بالفقر القيمي والفكري، حيث إن تقاليد النظرية السياسية ركزت على كيفية تحقيق الدولية تتسم

Page 12: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٢

الحياة السياسية الداخلية الجيدة، في حين أن تقاليد نظرية العالقات الدولية هي مجرد نظريـة ومن ثم، يرى وايت، أنـه . للبقاء تتجه أساسا إلى العالقات الجزئية بين دول مستقلة ذات سيادة

كس نصوص الفكر السياسي التي يجد فيها منظر السياسة ثراء من األفكار عن كيفية وعلى عتنظيم الحياة السياسية للدول، فإن المنظرين الدوليين يضطروا للبحث عن مادة علمية متنـاثرة ومتفرقة ومنفصلة عن بعضها البعض، هي تلك التي تناول فيها المفكرون والفالسـفة رؤاهـم

.وليةعن العالقات الد

ينقدان هذا التفسير الذي قدمه وايت من مـدخلين " كرتسن"و" بوتشر"وفي المقابل، فإن ، وابتداء من عنـوان "النظريات السياسية للعالقات الدولية"، وفي كتابه "بوتشر"فعن . مختلفين

الكتاب ذاته، تبين أنه يرفض ابتداء افتراض الفصل التحليلي بين النظرية السياسـية ونظريـة إذا كان علماء العالقات الدولية أخطأوا في عدم االعتماد على هو يرى أنه و. العالقات الدولية

وهي تحقيق اسـتقاللية مجـال العالقـات : النصوص الكالسيكية، إال أن لذلك الوضع دوافعه، حيث يسـجل نتيجتـين "بوتشر"وللعملة وجه آخر، وفق ". العلمية"الدولية أو تدعيم توجهاته

ين لهذا االبتعاد من جانب منظري عالقات الدولية عن النصـوص الفكريـة والفلسـفية، سلبيتحرمان هذا الحقل من قواعد فلسفية قوية في حين أن كثير من القضايا يمكـن فهمهـا : وهما

أن بناء تاريخ النظريات " كرتسن"و" بوتشر"ولذا؛ يرى . على ضوء كالسيكيات الفكر السياسيالدولية يتطلب تحديد ما هي األعالم األكثر أهمية مـن غيرهـا؛ ذلـك ألن السياسية للعالقات ليست كلها مناسبة ألنـه مـن المطلـوب traditional canon of textsالنصوص التقليدية

أمثال (للفالسفة الذين يساعد إسهامهم األساس في تحسين فهمنا لقضايا العالقات الدولية تحديد ).وغيرهمس، جروتيوس، كانت، توسيديد

تأتي ضرورة استبعاد مصادر أخرى متواضـعة تعـود إلـى ،"بوتشر"وفق ومن ثم، " بوتشـر "ذلك ألن . أفراد من رجال الدولة، والدبلوماسيين والذين يقدمون خطابا وليس فلسفة

يرى أن جوهر ومحور النظريات السياسية للعالقات الدولية فلسفي باألساس وليس دفـاعي أو .أيديولوجي

عـدم : مفاده التالي" التقاليد الكبرى"نقدا آخر لمفهوم " بوتشر"ن ناحية أخرى، يوجه وممالءمة التصنيف الثالثي ألنه يفشل في الربط بين كل تقليد وآخر، ناهيك عـن عـدم صـحة قصر التقليد الواحد على مفكرين بعينهم دون آخرين، حيث إن عناصر التقاليد الثالثة قد توجد

آخر لتقاليد تاريخ النظرية السياسـية للعالقـات تصنيفا" بوتشر"ولذا، يقترح . نهفي مفكر بعيوهو في هذا التقسـيم . الواقعية اإلمبريقية، النظام العالمي القيمي، العقل التاريخي: الدولية وهو

ومن ثم، فإن االقتراب مـن . Chronologicalيلجأ لمعيار الموضوع وليس التقسيم التاريخي

Page 13: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٣

، روسـو، كانـت، ز، لـوك س، هوبثوسيديدس، ميكافيلي، سانت توماس أكوي: ة أمثالالفالسفهيجل، وماركس، يسمح بإبراز تعقد أفكارهم وتركيبها بين التقاليد الثالثة وليس تصنيف كـل

ولذا؛ فإن بوتشر لم يهتم كثيرا ببيان أن هوبز واقعي أو أن كانت مثـالي . منهم في تقليد بعينهببيان أن التقاليد الثالثة ليست إال تجريدات تساعد على تنظيم كيـان معقـد مـن بقدر اهتمامه .)٢٢(الفكر الفلسفي

من أين نبدأ القراءة في تـاريخ : النقاش إلى ساحة أخرى حين يتساءل" كرتسن"وينقل من التـاريخ بوتشر الفكر، حتى نبين أن لنظرية العالقات الدولية تقاليد نظرية؟ وفي حين بدأ

ويتضـح . من انهيار اإلمبراطوريـة الرومانيـة دافع عن البدء" كرتسن"ناني القديم، فإن اليوعـن مغزى هذا االختيار من حقيقة فهمه لماهية تقليد نظرية العالقات الدولية فبدال من البحث

فإنه بحث في إعادة بناء تاريخ -وفق بوتشر –للعالقات الدولية بناء تاريخ النظريات السياسيةية العالقات الدولية، انطالقا من أن الدولة هي موضوع االهتمام األساس ومن ثم السـيادة نظر

، وانطالقا أيضا من قناعتـه أن المنظـورات الكبـرى "كرتسن"ولذا؛ فإن . هي مفهوم أساسأضحت منذ نهاية القرن العشرين متداخلة وتغمر بعضها بعضا لدرجة الـذوبان، فقـد قسـم

األولى تغطي القرن السادس عشر حـين بـدأ . لفكر إلى ثالث مراحل أساسيةدراسته لتاريخ االخطاب حول سيادة الدولة، والثانية تبدأ مع الحروب الدينية وتنتهي في القرن التاسـع عشـر والتي شهدت استمرار النقاش حول مفاهيم سيادة الدولة واندراجها في أطـر تفسـيرية أكثـر

وحتى العقد األخير مـن القـرن ١٩٠٠رحلة المعاصرة منذ ي الماتساعا، والمرحلة الثالثة ه .العشرين

إلى شبكة متنوعـة مـن المصـادر " كرتسن"وعلى عكس بوتشر أيضا، يمتد اهتمام تضم؛ نصائح رؤساء الدول، خطابات الدبلوماسية، نصوص القانون الـدولي، السـير الذاتيـة

.والمراسالت الرسمية

يقوم على معيار التمييز التقليدي الداخلي والخـارجي بـين " كرتسن"وإذا كان اقتراب نظريات المجتمع السياسي حيث توجد سلطة عليا وبين النظريات المهتمة بالسلوك في مجتمـع

إنمـا تتضـمن ) الـداخلي (فوضوي، إال أنه يبين كيف أن كتابات النظريات التقليدية السياسية .أفكارا عن العالقات الخارجية للدول

من حيث نمط تصنيف التقاليد، ومن حيث ماهية مفهـوم " كرتسن"يرا، فإن منهج وأخوهو في هذا يشترك مـع . التقليد ذاته، يقوده إلى التمييز بين التقليد التاريخي والتقليد التحليلي .)٢٣(بوتشر في أن التقاليد ليست منفصلة عن بعضها على مدار التاريخ

Page 14: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٤

والذي بـرز فـي العقـد " كرتسن"و" بوتشر"كل من وتراكما مع االتجاه الذي يمثله األخير من القرن العشرين، يمكن أن نرصد جيال ثانيا من أدبيات هذا االتجـاه خـالل العقـد األول من القرن العشرين والتي تطرح إضافات خاصة بكيفيـة اسـتدعاء الجـذور الفكريـة

الكالسيكية يحتل اهتماما منظمـا والفلسفية وأهدافها على نحو يبين كيف أضحى دور النظرية .وممتدا داخل حقل العالقات الدولية

، وكما تشير )٢٤("النظرية التقليدية في العالقات الدولية"عنوان د هذه األدبيات تحتوأح، يؤكد على أهمية التغير الدولي ومن ثم أهمية الفكـر الـدولي المعاصـر وقبـل )٢٥(مقدمته

على مجرد النظر إلـى المنظـرين الكالسـيكيين باعتبـارهم ولذا؛ تتحفظ المقدمة. المعاصرمصادر لتفسير وتبرير السياسات الدولية المعاصرة أو أنهم يمثلوا مدارس فكرية مختلفة فـي

بل تؤكد مقدمة هذا الكتاب على ضرورة االنتباه إلى اإلطـار الفكـري . هذا المجال الدراسيم من خالله، وكيف تعد هذه األفكار مالئمة لفهـم والتاريخي الذي قدم هؤالء المفكرون أفكاره

ولهذا؛ يقدم الكتاب تفسيرات بديلة لألطر السياسية والفكرية على أسـاس أن . العالقات الدوليةاألبعاد االجتماعية والسياسية واألنثروبولوجية والقانونية واالقتصادية والفلسفية والقيمية هـي

الكالسيكية، ولكن أيضا بالنسبة للفكر والممارسـة فـي أبعاد أساسية، ليس فقط في النظريات .العالم المعاصر

كذلك، فإن هذه األبعاد تتحدى القول بأن هناك قضايا ومدارس ونقاشات تصـلح لكـل زمان ومكان، ومن ثم تقدم مفاهيم جديدة لقضايا أساسية مثل السـيادة، القـانون، األخـالق،

.الملكية، اإلمبريالية وغيرها

الفكر الكالسيكي والحديث عن العالقـات : "مقابل، فإن كتاب آخر تحت عنوانوفي اليبحث في إشكالية أن االستمرارية في السياسات الدولية تفوق التغيرات، وأن العالم )٢٦("الدولية

ليس هو عالم الفوضى الذي يقدمه المنظور الواقعي، كما أنه ليس عالم النظام الكوزموبوليتان منظور المضاد، ولكنه عالم الدول الذي يعرف مجموعة من القيود المعيارية التي الذي يقدمه ال

متـد إلـى تالكتـاب ولذا؛ فإن النماذج الفكرية التـي يقـدمها . تقع بين المنظورين السابقينإنما يقـوم الكتاب ولذلك؛ فإن . "جون رولز"، "ريتشارد فولك"، "مارتن وايت"المعاصرين مثل

ددية تشتبك مع الرؤى القائمة واستنادا إلى قراءة في فكر العالقات الدولية، على بلورة رؤية تعكمـا سـبق –وعلى نحو ال يصنف هذه األفكار بين التقاليد الثالثة الكبرى أو يطـور فيهـا

ولكن يقدم تصنيفا جامعا بين بعض األعالم من حيث ما يمثله محور فكر كل فهم من -ورأيناالكبرى وما يعكسه هذا الفكر من اهتمام بمفاهيم أو قضايا محوريـة مثـل بين مكونات التقاليد

Page 15: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٥

، وجوه السيادة المتغيرة، االلتزام الدولي، عالم متضامن، العدالة الديالكتيكية فـي "الحياة الجيدة" ..الشئون الدولية، مجتمع الشعوب

ـ ( )٢٧("النظرية السياسية الدولية"أما الكتاب الثالث تحت عنوان رق المختلفـة أي الط، فيستهل فصوله بواحد عن تاريخ الفكر )لتفسير طبيعة السياسات الدولية وفهمها والحكم عليها

. الدولي

يدس، ميكافيلى، جرويتـوس، توسيد(وفضال عن قائمة أعالم الفكر الغربي المعروفين يـر ، فإن الكتاب يبرز نمط القضايا ذات الصـلة المباشـرة وغ )، ماركسهوبز، روسو، كانط

المباشرة بالعالقات الدولية التي يعالجها فكر هؤالء األعالم، أكثر مما يبرز تصـنيف هـؤالء .األعالم بين اتجاهات

وهذه القضايا؛ الطبيعة البشرية، المصالح، العدالة، الضغوط والقيود الهيكليـة للنظـام الطبيعي، القـانون الدولي، الحرب والسالم، الوسائل والغايات، صعود وسقوط القوى، القانون

...الدولي للحرب، الصراع، الدولة واألمة، السالم الدائم، الداخل والسياسة الدولية

العالقات الدوليـة فـي الفكـر "في كتاب )٢٨()وآخرون(يقدمه براون :االتجاه الثالثويقوم على نقد االتجاهين السابقين من حيث مكونات اإلطار النظـري والمفـاهيمي ". السياسي

.والمراحل الزمنية راءة في تاريخ األفكار بل ومن حيث تقسيم المصادر الفكرية والسياسيةللق

ومن ثم، فإن أطروحته تنطلق من بيان مناط االختالف بين االتجاهـات مـن حيـث .أهداف استدعاء الجذور الفلسفية والفكرية في عملية التنظير للعالقات الدولية

هتمام في السنوات القليلة الماضية إلى تجدد االفي مقدمة الكتاب " براون"فيشير والمقصود ". النظرية السياسية الدولية"يسمى أو ما" النظرية التقليدية للعالقات الدولية"بدراسة

القضايا إلىوالذي يتجه بصورة صريحة " العالقات الدولية"بها ذلك الجانب من الخطاب عن هتمام لدى ويرجع تجدد اال. للعلم ةولوجيطناألوالتفسير واألسس normsالمتصلة بالقيم

تجدد الربط من ناحية : االعتبارات التاليةومنها ،ألكثر من اعتبار في هذه الفترة" براون"ن استمر نمو كل منهما منفصال عبر أوالنظرية السياسية بعد " العالقات الدولية"والتداخل بين

هو داخلي وما يز الواضح بين مايلك التملم يكن هناك في الماضي ذوحيث القرن الماضي .هو خارجي

رب تإعادة النظر في كالسيكيات الفكر الصالحة لدراسة هذا المق: ومن ناحية أخرىتفاق انه ليس هناك أكما ،منها غير معد ان كثيرأالتاريخي للنظرية السياسية والدولية خاصة و

.اسم بين الداخلي والدولي في هذه األدبياتا لغياب هذا التمييز الحنظر ؛كثرها صالحيةأعلى

Page 16: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٦

تجدد هيو": براون"على ما ذكره إضافتهامكن ي أخرىهناك اعتبارات هذا، واالهتمام بالقيم والدين في ظل مراجعة الحداثة والوضعية وتجدد االهتمام بدور األفكار في

. )٢٩(نطاق المدرسة البنائية الجديدة في العالقات الدولية ١٩١٨ز بين النظرية التقليدية للعالقات الدولية حتى مي أنبعد ،"براون"ى ويرهذا،

الهدف من االقتراب من الفكر السياسي أن ،سماه العلم األكاديمي للعالقات الدوليةأوبين ما والبحث عن موضع العالقات الدولية منه ليس الدفاع عن النظرية التقليدية أو الربط بينها وبين

والمتصلة بنقد الوضعية، والبنائية الجديدة، ونقد الحداثة وغيرها (راهنة في العلم الجداالت اللنصوص الفكرية في هذه اا للزج بقارئ ال يرى مبرر "براون"نذلك أل) من االتجاهات النقدية

فبالرغم من أن تلك النصوص يمكن توظيفها بالفعل في الجداالت الراهنة في . الجداالتفكار من كتبوها حول العالم في أمغزى يرى أن " براون"ن أال إ ،لدوليةنظرية العالقات ا

أفكار المفكرين فهناك حاجة لفهم ،ومن ثم .الراهنة زمنهم ليست ذات عالقة بهذه الجداالتنه يجب أ" براون"يرى ؛ولذا .قضايا المعاصرةال إلىا قبل تحويلهم ولأطاراتهم إلذاتهم وفي

ا ا زمنمصداقية ومالئمله ظل تقدموه س ن ماأل ؛اولأنفسهم أثون عن ن يتحديترك هؤالء المفكر ،ومن ثم. نهاية القرن العشرين منذبعد انتهاء زمن الجداالت األكاديمية الراهنة حتى ا طويلعلى صعيد النظرية السياسية الدولية هميتهم تتحدد في هذا الكتاب بقدر ما قدموهأفإن

(International Political Theory) دورهم في الجداالت أويسهموا به وليس بقدر ماالسابق اإلشارة –خرى األتجاهات اال "براون"ينتقد ؛ولهذا .العالقات الدوليةالراهنة لنظرية

مصداقية معظم مفكري العصور المختلفة ليثبتوا وظفت والتي في التنظير المعاصر - إليها "مارتن وايت" أسسهاالتي ونجليزية للمدرسة اإل "Three R 's"منظور مثل ،مواقف محددة

، "طكان"و "سيدثيوسيد"و "يوسثجرو" إلى يرجع جذور المدارس الكبرى الثالثوالذي ن دراسة هؤالء المفكرين من هذه أ -"براون"في نظر -والخطورة . "ماركس"، و"ليليفمكيا"و

لمثل حين يوظف الواقعيون وبا .أفكارهمصورة مشوهة عن منظومة إلى الزاوية فقط قد يقود لي فيقعون في نفس الخطورة أي النظر إلى تاريخ األفكار من خالل أفكار مسبق ليفمكيا

حيث إن هذه العالقات تصبح محددة ومعرفة وفق .تحديدها عن ماهية العالقات الدوليةيتم ،ومن ثم .اهتمامات النظريات السائدة في علم العالقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية

البحث في السجل التاريخي بحيث يحصل أصحاب كل منظور على مفكرين من زمن ومكان ومن ثم يصبح فكر هؤالء المفكرون وسيلة لتدعيم . مختلف يقدموا استجابات لقضايا معاصرة

ن أولهذا اعتبر الواقعيون الوضعيون .التعريفات المبدئية للحقل والتي يقدمها البعض اآلن ،نه استخدم مفاهيم مثل القوة والمصلحة وهو يكتب عن سلوك الحربواقعي أل "يوسجروث"

Page 17: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٧

وسيلة لتدشين شرعية النظريات الواقعية باعتبارها نظريات ذات هومن ثم تصبح نصوص .جذور في التاريخالمصاعب والمشاكل الناجمة عن من وجهة نظره نبيخرى تأمثلة أ "براون"ويطرح نه من الخطأ االعتقاد أيرى ألنهذلك .خ الفكر من خالل اهتمامات معاصرةالنظر لمسار تاري

من القضايا السياسية التي يمكن للمفكرين السياسيين من كل العصور ) الزمنية(ن هناك أجندة أ .جندة خاصة بعصر كل منهم وزمانهأن يكون هناك أا من تناولها بدل

والتي )دخل القضايا وليس المفكرينوهذه المرة من م( خرىاأل األمثلةبرز أومن فلم يكن ،ما يتصل بحال النظرية السياسية في العصور الوسطى األوروبية ،"براون"يقدمها

قليمية سياسية يمكن مضاهاتها بالدول إهناك دول بالمعنى المعاصر وال يوجد أي وحدات ، ومن وكنسيةوسياسية قطاعية إن السلطة كانت موزعة بين عدة كيانات إف ،ومن ثم. الراهنة

ن الواقعيين أ "براون"ولهذا يرى اآلن، حد يمارس السيادة بالمعنى المتعارف عليهأثم لم يكن "وجستينأسان "وخاصة المرحلة بين (ا يسدلوا عليها ستارأنهم من هذه المرحلة و نال يقتربو

-من وجهة نظرهم- ا بذلك مبشر" منطق الدولة"حين بدأ األخير يتحدث عن "ليليفمكيا"واالهتمام باألنماط - "براون"وفق رؤية - وكان من األجدر بالواقعيين ).ببداية نظام دولي جديدن كانت مختلفة عن نمط الدولة إو ،لتنظيم الحياة االجتماعيةالتاريخية السائدة في هذه المرحلة

دم وجود ما يستحق ع -وباكتفاء نظري كبير- افترضوا أنهم إال التي نظروا إليها، القوميةنه في هذه الفترة من أناهيك عن .بين هذه الكيانات التي تختلف عن الدولة القومية به االهتمام

ا لم يكن الدولي مميز ،على تحيز الواقعيين أيضا" براون"ووفق تعليق ،العصور الوسطىن فكر هذه مر الذي يجعل من الصعب الربط بياأل ،عن الداخلي في كتابات الفكر السياسي

من مراحل أي ما تالها فكر واإلمبراطورية المرحلة وما يسبقها من مراحل وخاصة المرحلة .نظام الدول القوميةمرحلة

إطارا نظريـا للقـراءة فـي الفكـر في مقدمة الكتاب ) وآخرون(كذلك، يقدم براون :السياسي الغربي، كما يقدم تصنيفا لعصوره ومصادره على النحو التالي

يرون أنه من الصعب البحث في أجندة واحدة ومستمرة من ) وآخرون(إذا كان براون يـتم ل) Themes(وضـع مقـوالت القضايا عبر كل العصور، إال أنهم يرون من الضروري

ــوئها ــى ض ــ. التواصــل عل ــة يوه ــدا: ثالث ــة/لخال ــارج، العالمي ــية /الخ الخصوص)Universality/Particularity(المجتمع/، النظام.

ن عبر العصور مع كل هذه المقوالت أو بعضها بقدر مـا يمكـن يوبقدر تعامل المفكر ."International Political Theorists"اعتبارهم من المنظرين السياسيين الدوليين

Page 18: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٨

، وكيفيـة "Collectivities"تتصل بالعالقات بين الكيانات الجماعيـة والمقولة األولىين يتحدد نطاق كل من الداخل والخارج، وهـل يتحـدد هـذا تكوين هويات هذه الكيانات، وأ

ا أم ال؟التمايز ابتداء ـ المقولة الثانية ليهـا إينتمـون يتتصل بالتوجهات القيمية لألفراد تجاه الكيانـات الت

فتتصل بالحد األدنى الواجب تـوافره مـن المقولة الثالثةأما . وعالقاتها بالعالم األوسع المحيطن هناك عالقات دوليـة، كمـا تتصـل إبين هذه الكيانات حتى يمكن القول اتصاالت منتظمة

.دارة أو حكم هذا العالقاتإتصاالت ودور القيم والقوة وكيفية بنوعية هذه االمن خاللها التطور فـي يمعالجة معمقة للمقوالت الثالثة، يستدع "براون"ويقدم ، هذا

ـ عحول الفواعل والعمليات والقضايا، و النظرية السياسية، ونظرية العالقات الدولية نحـو ىلاتجاه هذا التطور في ضوء الجـدال بـين -في صفحات معدودة ولكن عميقة مركزة –يبين

كما يتضح من هذه المعالجة المعمقة الروابط بـين المقـوالت . المنظورات والمدارس المختلفة .الثالثة

من قبيل القراءة في موجز فكـر يه في مقدمة الكتاب فإن قراءة هذه الصفحات ،ولذاتحديد أجندة قضـايا -اإلشارة تكما سبق–قد رفض "براون"ذا كان إو. يالغرب يالتنظير الدول

ال أنـه إسيتم انتقائها وعرضها في الكتاب، يمحددة يتم البحث عنها في النصوص المختلفة الت إشـكاليات ، إنما قدم للقـارئ ومن خالل شرحها والعالقات بينها ،بوضع هذه المقوالت الثالثة

وهو "International Political Theory"الحالة الحديثة والراهنة للنظرية السياسية الدولية يعتبرها بمثابة المقوالت المتكررة عبر الزمان، والتي البد وأن يكون المفكرون قـد تعرضـوا

"بـراون "يعيد ،ومن ثم .نهماو أخرى منها، ولكن من خالل لغة وطابع عصرهم ومكألواحدة Cross-Temporal"التأكيد على أن هذه المقوالت الثالثة ليست أجندة كل عصر وكل مكان

Agenda" على كل مفكر أن يجيـب عليهـا، ولـذا يبـين ينها ليست قائمة األسئلة التأكماإذن . ..الثةأن اختيار نماذجه من المفكرين وتنظيمهم لم يتم بناء على هذه المقوالت الث "براون"

)٣٠(كيف اختار نماذجه وكيف صنفها؟ يا لصعوبة التمييز بين الداخلبصعوبة تحديد النصوص المالئمة نظر "براون"يعترف

والسـابق (حددها لدراسـته يوبناء على األهداف الت. في الفكر حتى عقود قريبة يجاروالخأو تـاريخ علـم يفكـر الـدول ، فهو يقدم مجموعة من النصوص وليس تاريخ ال)ليهاإالتنويه

هو تاريخ أفكار يـتم -له "براون"وفق مفهوم – يتاريخ الفكر الدولذلك ألن . العالقات الدوليةالدفاع عنها أو تبنيها كأساس لنظريات، مثلما فعل الواقعيون أو ما فعلته كتب أخرى في نفـس

ا النهج الذي اتبعـه آخـرون هذ "براون"ويرفض ). النظرية السياسية للعالقات الدولية(المجال ، يالعـالم ي، النظام األخالق"مبريقيةالالواقعية ا" إلىمن قبيل تصنيف التقاليد الفكرية ) كرتسن(

Page 19: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

١٩

يختار النصوص الفكرية وفق مـدى يقد انتقد هذا النهج الذ "براون"ذا كان إو. يالعقل التاريخ ف نصوصه؟ر وصنحد هذه التقاليد أو المدارس، إذن كيف اختاأانتمائها إلى

رسون بحيـث اأن غايته هي مجرد تقديم نصوص يقرأها الباحثون والد "براون"يؤكد يجعلونها تتحدث عن نفسها، وليس أن يستدعوا منها ما يريدون إثباته، وهذه الغاية دفعته إلـى

هيكل ترتيب زمني ولكن يتخللـه فـي نفـس : ترتيب نصوص كتابه وفق ثالثة مبادئ أساسيةذا لزم األمر، وينقسم الكتاب بعد المقدمة إلي ثمانية فصول تحـت إتصنيف موضوعي الوقت

ـ )م ٣١٠ –ق م ٥٠٠(الفكر القديم : العناوين التالية خر وبدايـة العصـور أ، الفكر القديم المت، والعالقات الدولية في دار المسيحية، الدولة األوروبية الحديثـة )م ١٠٠٠ – ٣١٢(الوسطي

، العالقات التاسع عشرلتنوير، الدولة واألمة في النظرية السياسية الدولية للقرن ونظام الدول، اوينتهي الكتاب عند نهاية الحرب العالمية األولى، حيث إن ما بعد . الدولية والمجتمع الصناعي

ا في نطاق علم العالقات الدولية، مميزين بذلك بين فكـر العالقـات بره المؤلفون واقعتذلك يع . ة وبين علم العالقات الدوليةالدولي

ومن المالحظ أن هذا التقسيم يعكس مركزية أوروبية حيث يلتزم المفاصل التاريخيـة لتطور الخبرة األوروبية الفكرية والنظامية، والجدير بالذكر أن المؤلفين نوهوا إلى هذا التحيز،

يقي وعبر مراحله المتتاليـة أي التركيز على الفكر السياسي الغربي الذي يبدأ من الفكر اإلغرقـد -وفق شرح المـؤلفين –على أساس أن النظام الدولي الحديث . ا إلى الفكر الحديثوصول

، والذي تطور بدوره علـى أنقـاض السادس عشرتطور بعد نظام الدول األوروبية في القرن تي كانت بدورها النظام الوسيط، الذي تكون بدوره من أنقاض نظام اإلمبراطورية الرومانية، ال

وبالرغم من اعتراف المؤلفين بـالتحيز . نتاج الجمهورية الرومانية وريثة فكر اليونان التقليديأهمية البحث في فكر غير غربـي وغيـر ونال ينكر مإال أنه) األوروبية(إلى الخبرة الغربية ـ . واليهودي سالميإلامسيحي مثل الفكر ل عـن علما بأن أحد فصول الكتـاب، وهـو الفص

بعبـارة . العصور القديمة المتأخرة والعصور الوسطى المتقدمة، قد تناول ابن سينا والفـارابي أخرى، وبالرغم من ادعاء المؤلفين عدم الرغبة في تقديم تاريخ للفكر الدولي، إال أن تقسـيمهم

ا مـن نمط -ولو ضمنا–الزمني الذي يعكس تاريخ الخبرة األوروبية النظمية، البد وأن يعني تاريخ األفكار، على األقل في ضوء اإلطار النظري ثالثـي األبعـاد أو ثالثـي المقـوالت؛

فهل يتحقق هـذا للباحـث أو ). المجتمع/النظام(، )العالمية/الخصوصية(، )الخارجي/الداخلي(بين مراحل تطور الفكر الغربـي فـي رس الذي يقرأ نصوص الكتاب باحثا عن خيط ناظماالد

لية؟ وإذا كان المؤلفين قد ادعوا أن هدف الكتاب ليس تاريخ أفكار محددة، إال أنـه أبعاده الدو .بد وأن تكشف عن هذا الخيط الناظممما ال شك فيه أن القراءة األفقية المقارنة ال

Page 20: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٠

ـ ،وفي المقابل اذ تيظل لهذا الكتاب قيمته وداللته ألن هذا الكتاب عمل مشترك بين أسويتبـين مـن . قـات الدوليـة ية، وأستاذ في النظرية السياسية والعالنظرية العالقات الدولفي

هـم أوهذا الجمع هو مـن . العلمي الجمع بين الفكر والنظرية وبين العالقات الدولية اتاريخهم. ليها هؤالء المنظـرون الثالثـة إتقاليد المدرسة البريطانية في العالقات الدولية، والتي ينتمي

، والـذين تحـدوا سـيادة المدرسـة "هيدلي بول"، و"مارتن وايت" :ومن أعمدة هذه المدرسةاألمريكية السلوكية على مجال العالقات الدولية، وكان من أهم مالمـح هـذا التحـدي هـو

وهـو ،)٣١(فلسفة في دراسة العالقات الدوليـة اإلصرار على استمرار استدعاء الفكر والقيم والورها ولكن بعد تراجع فورة السلوكية أمـام موجـات األمر الذي أفرزته المدرسة األمريكية بد

.)٣٢(المراجعةولكن كيف نقابل بين نهج هذه المدرسة البريطانية مع الفكر الغربي وبين نهج مـن

انطالقا مـن متطلبـات ي اإلسالميساتجهوا لدراسة موضع العالقات الدولية من الفكر السيا ؟وليةبناء منظور حضاري إسالمي مقارن للعالقات الد

Page 21: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢١

ومـرآة ،الفكر السياسي اإلسالمي مصدر لتنظير العالقات الدوليـة : ثانيا :عاكسة لحالة األمة

ما الجديد في االقتراب من العالقة بين الفكر السياسي والعالقات الدولية من منظـور بالمنظورات السابق عرضها؟ حضاري إسالمي مقارنة

:نقاط الثه في ثسؤال تتم اإلجابة عنوما أوجه االختالف بين هـذا االقتـراب وبـين ؟ما هي دوافع وأهداف هذا االقتراب

وما التراكم الذي يحققه في مجـال ؟اقتراب المنظورات الغربية؟ وما الجديد في هذا االقتراب ،للدوافع واألهـداف كيف يتحقق هذا االقتراب استجابة ،التنظير لعلم العالقات الدولية؟ وأخيرا

)٣٣(اإلشكاليات المنهاجية التي تواجه تصميم اإلطار النظري لهذا االقتراب؟وما هي :دوافع وأهداف اقتراب الفكر السياسي للتنظير الدولي -١

:الحاضر الغائب في التنظير الغربي الدولي: الفكر اإلسالمي -أ

تقدم مراجعات حالة علم العالقات الدولية، دوافع بناء منظور حضـاري إسـالمي دراسة العالقات الدولية، كما تساعد هذه المراجعات في تحديد الغايـات مـن وراء مقارن ل

ناهيك بالطبع عن دوافع أخرى تنبع من احتياجات األمـة والعـالم لتنظيـر . هذا المنظورتنبع من اختالف النماذج المعرفية المتقابلة التي ينطلق أو الخصوصيات الحضارية يراعي

بنموذج آخـر تنطلـق منـه المنظـورات ي اإلسالمي مقارنةمن أحدها المنظور الحضار . ةالغربي

ا باعتباره منظـور قيمـي ذو طبيعـة بعبارةا إسالميا حضاريأخرى، فإن منظورخاصة ينطلق من الواقع ويتجه إلى تغييره، دون إسقاط لألسباب المتصلة بالعوامل المادية،

يري تميأخرى منظور إسالمي حضا وباعتباره من ناحيةيقفز إلـى ا له عن منظور فقهيز .)٣٤(األذهان دائما حين اإلشارة إلى العالقات الدولية في اإلسالم

عنهـا أفصـحت ألزمة العلم التـي إن خصائص هذا المنظور إنما تمثل استجابة وهـي ). والسابق اإلشارة إليهـا (ن يمراجعات نظرية العالقات الدولية عبر العقدين الماضي

مـادي، /خـارجي، قيمـي /داخلـي : مجموعات من اإلشكاليات عات التي بينت أربعالمراج .تعاوني/ثقافي، صراعي/ اقتصادي/عسكري

ألهمية دور الفكر في دراسـة بل أن مراجعة حالة العلم قد أبرزت جوانب أخرى ت مراجعة حالة العلم خالل العقدين األخيـرين مـن القـرن فرفلقد و. )٣٥(العالقات الدولية

عامـة هاجية صالحة الستقبال إسهام تراث فكري إسالمي بصفةنرين بيئة معرفية ومالعشن إبل يمكن القول فـي الواقـع ،)٣٦()مثل ابن خلدون(خاصة سهام بعض رموزه بصفةإو

Page 22: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٢

-منذ البداية-ا يدلل على مصداقية مداخل المنظور اإلسالميهذه المراجعة قد أفرزت مناخ. باعتبـاره مـدخلا حضـاريا خاصة عامة والدولية بصفة فةنحو الظاهرة االجتماعية بص

ولماذا؟ ؟كيفالمستعينة بالفكر السياسي، –جدر مالحظة أن جهود التنظير الغربية ت ،وفي المقابل

شأنها في ذلك شأن جهود التنظير المستعينة بالتاريخ والتـي ، لم تقترب من الفكر اإلسالمي .)٣٧(يإلسالملم تقترب بدورها من التاريخ ا

إذا كان الفكر اإلسالمي والفلسفة اإلسالمية كانـا موضـع اهتمـام ،أخرى بعبارةإال أن منظـري الدراسات اإلسالمية والشرق أوسـطية، يالمستشرقين الجدد أو متخصص

في معرض اهتمامهم بالجـذور الفلسـفية سواء لم يمتدوا إليهما " الغربيين"العالقات الدولية هـذا الوضـع إال لم يكنو .معرض تجدد اهتمامهم بالفكر الدولي سواء فيأو للمنظورات

؛ا من مظاهر التحيز في مجال نظرية العالقات الدوليةواحد ا لسيادة أحادية المنظـور نظرمراجعـة في مرحلة ما بعد السلوكية حين بدأت ،يزيد عن العقدين من الزمان حتى قبل ما

الدعوة إلـى تعـدد المنظـورات ظهور ن من أهم سماتهاوكا .حالة علم العالقات الدولية . الحضارية

. في ظل مرحلة ما بعد الوضعية وما بعد الحداثةوهي الدعوة التي تدعمت بعد ذلك كيف أن منظورات الحقل المتعاقبة عليه تعكس نةتجددت األطروحات وتعاقبت مبي فلقد

ا حضارعنصرية غربية وتحيزيتتضمن هذه المنظورات مشاركة رؤية الدول ا حيث الا وإثنيعلم العالقات الدولية يفترض " عالمية"في حين أن الوصول إلى ، النامية أو غير الغربية

.)٣٨(مشاركة منظورات أخرى غير الغربية ...الفكر اإلسالمي والتنظير للعالقات الدولية من منظور حضـاري إسـالمي -ب

:الدوافع واألهدافناهيك بالطبع عن -لفكرية المي مصدر لألساس والجذور الفلسفية واالفكر اإلسإن

عن كونه في تطوره مرآة لتطور أوضـاع هذا فضال .إسالمي حضاري لمنظور -الفقهية .األمة اإلسالمية وموضعها من العالم

:للتنظيرمصدر * ايمثل الفكر مصدر ـ (للمنظور بعد المصـادر األصـولية التأسيسـية ابنائي رآن الق

) األصـول (ومن ثم، ونظرا لطبيعة مصادر المنظور، ما بـين مصـادر ثابتـة .)والسنة، فالبد من األخـذ فـي االعتبـار )االجتهادات الفقهية والفكرية والفلسفية(ومصادر متغيرة

.إشكالية االستمرارية والتغيير، سواء من حيث المحتوى أو المنهاجية

Page 23: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٣

وفي لرجوع للفكر اإلسالمي، من أجل التنظير، أهمية ا ، يبرز أول جوانبومن هنا .بمنظورات غربية سبق اإلشارة إليها يبرز جانب كبير من االختالف مقارنةهذا اإلطار

إلى أن نظرية العالقات الدولية، وقد -أخرى أيضا من ناحية–وترجع تلك األهمية إن الفكر السياسـي مجـال ف ،أضحت تمتد إلى األبعاد القيمية الحضارية وليس المادية فقط

).العالقة بين األمم والشعوب(تتبلور على صعيده هذه األبعاد الحضارية فإن االهتمام بالفكر السياسي اإلسالمي يحقـق ،وعلى ضوء ما سبق ،أخرى بعبارة

:)فيما يتصل بكونه مصدر للتنظير( على جانبينتراكما ظرو حيث اقتصر من .ه الفكر اإلسالميإلهمالعالجا العلم الغربي : الجانب األول هو

في ،على استدعاء الفكر الغربي القديم والوسيط والمعاصر بروافده المختلفة العالقات الدوليةفإن الجانب ،وفي المقابل .نفس الوقت الذي تبلورت الدعوة إلى تعدد المنظورات الحضارية

يختلف عما اعتاد عليه نحو ىلعللعالقات الدولية و إسالميالثاني هو جانب بناء منظور المقارنة بين أبعادعند أتوقف ،وهنا .)اكما سنرى الحق( دارسو العالقات الدولية في اإلسالم

ناهيك (دبيات الغربية الستدعاء دراسة العالقات الدولية في الفكر السياسي هداف مثل هذه األأر اإلسالمي في نطاق تأسيس وبناء هداف المناظرة لقراءة الفكاألوبين ) عن كيفية االستدعاء

؟فما أبعاد االختالف أو االتفاق في األهداف بين المحاولتين .للعالقات الدولية إسالمي منظوروآخـرون فـي كتـاب "بـراون "سؤال السابق باستدعاء رؤية ال وتتم اإلجابة عن

ق بغايات ودوافع العالقات الدولية في الفكر السياسي، والسابق شرحها، واستكمالها فيما يتعل :، يمكن اإلشارة إلى ما يليومن ثم. القراءة في الفكرلهدف " براون"ن تحديد إ :فيمكن التعليق كاآلتي ،"براون"رؤية إلى إجماالوبالنظر

منهاجي ءوكأنه تخلص من عب -ولىيبدو من الوهلة األقد على نحو- دراسته ومنهاجيته : مهمةغاية علمية منهاجية –ولو ضمنيا–ي الواقع هو تحديد يعكس ف ومهمة منهاجية صعبة

غيره من الباحثين المهتمين بالفكر الدولي، لدى أون يعدم تكرار ما انتقده لدى الواقعي وهيطاره النظري يحمل مواقف من قضايا إن إف .ثبات رؤية معينةفكار إلتقديم تاريخ لأل أي

ن أيقدم دعوة للقارئ -اكما سنرى الحق–للفصول وعناوينها هترتيبفإن وكذلك أساسية، .يكتشف نفس الفروق بين خطابات العالقات الدولية الكالسيكية وبين خطابات العلم الحديث

الواقعيين يفتعلون أنالمصلحة وكيف و القوة،والدولة، :يمهاعند مف" براون"توقف نإفالتاريخ الفكري ال يوجد فيه ن أهو في حد ذاته دعوة ضمنية للتعرف على ، أخذها من التاريخ

ا ا فكرييحدد موقف -بشكل ضمني–" براون"ن إف ،وبهذا .هذه المسلمات لدى الفكر الواقعين إوهو الصندوق الذي و -من خارج صندوق الواقعية والوضعية -ورؤية للعالقات الدولية

ة في الفكر الدولي هم وسائل ذلك هو القراءأو .نه يتعرض للنقد والمراجعةأال إا بدا مهيمن

Page 24: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٤

نه أحتى ولو بدا "براون"وهذه هي الغاية العلمية المنهاجية التي يسعى لها .خرىأ بطريقة .١٩١٨عرض نصوص تاريخية فكرية حتى مجرد ليس لديه موقف يدافع عنه من خالل

العالقات "ا عن فإن دوافع وغايات القراءة في الفكر اإلسالمي بحث ،وفي المقابلكما ،القراءةألن هذه ذلك .م مع انتقاداتهيوال تستق "براون"ا مما قدمه كثر تعقيدأ "الدولية

ا من مصادر منظور إسالمي ا بنائيتنطلق من اعتبار الفكر اإلسالمي مصدر ،سبق القول فهو مازال بحاجة ،)٣٩(فبعد تحديد مبررات الحاجة لهذا المنظور وخصائصه .للعالقات الدولية

،ن تجد مصدرها في فكر راهن فقط من ناحيةأيمكن بناء مفاهيم وأبعاد نظرية ال :مرينأ إلىلبيان التطور في مسار المفهوم أو الجانب التنظيري مع - خرىأ من ناحية–نها في حاجة إبل

وتاريخ تفاعلها مع ) اا وقيمحكامأ(هو تاريخ تطبيق الشريعة ألنه .مة وتاريخهاتطور مسار األكما سنرى تفصيال عند –ن الفكر اإلسالمي إف .دراكهم لها وتطبيقهم لهاإلمين وكيفية واقع المس

ين من متابعتها كيفية التفاعل بين الثابت تبهو نماذج متراكمة عبر العصور ي -تعريفه )االستمرارية والتغير. (والمتغير وبين المادي والقيمي في كل مرحلة

نمط استدعاء بعض "براون"ا لنقد استناد اأبدسقاطهما إيمكن ال األمرانوهذان يتصالن بطبيعة منظور إسالمي هذين األمرين نذلك أل .الغربي المنظورات الغربية للفكر

تقليدي أي(فإن هذا المنظور قيمي بطبيعته .)٤٠(األخرىبهذه المنظورات وخصائصه مقارنةتعاقبت وتزامنت ةروافد عد ذوا، ذلك ألنه منظور ولكنه ليس جامد) له "براون"وفق وصف

اهتمام ليس وهو .مع واختلفت تنظيراتها أو مواقفها من مفاهيم وقضايا عدة محل اهتمامناحركة ليس منقطع أومؤسسات أوا فكر –ن التاريخ أل .ولكن في استمراريته–الراهن فقط

ا هو مدى القرب جميعمحور دراستهم ف .بالحاضر وبالمستقبل -ةسالميفي الرؤية اإل–الصلة أخرى، بعبارة .حكام وعن قيم وسنن الشريعةأسس ومبادئ وعن أأو البعد عن قواعد و

ن أهو الذي يفرض ،والذي ليس له مناظر في المنظورات الغربية ،في منظومتنا" فالثابت"وغاياتنا من وراء استدعاء الفكر اإلسالمي لدراسة العالقات الدولية على ناتكون دوافع

تختلف عن توجه من نقدهم ) مة ومآالتهاألجل التنظير أو تحليل واقع اأسواء من (ده صعيفنحن لن نبحث في تاريخ . ذاته من توجه" بروان"، بل وتختلف أيضا عن عما قدمه "بروان"

الجهاد، ،األمة :مثل(إسالمي للعالقات الدولية سانيد لمفاهيم مفتاحية في منظورأالفكر عن ولكن نبحث عن تأصيل هذه المفاهيم وعن كيفية تطورها ،)، وغيرهاالسالم رب،الح الدعوة،–ن مراحل الفكر مخرى أا على مرحلة دون صرمقتن اهتمامنا لن يكون إف ،ومن ثم. وأسبابه

بل ،اممتد زمنيمقارن مسح إلىولكن نسعى -نريد تقديم من مفاهيم سانيد ماأنجد فيها ات المنهاجية التي تواجه يشكالالذي ليس بالسهل ويتطلب توقف عند اإل األمروهو .اقليميإو

وهو ليس باالقتراب –حقيق الغايات والدوافع السابقة اقترابنا من منطق الفكر اإلسالمي لت

Page 25: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٥

قل الفكر السياسي أو على األ" الفكر اإلسالمي"هو السهل والبسيط في نظر من يعرف ما .اإلسالمي

عامة والفكر السياسي اإلسالمي تراب من الفكر السياسي بصفةكيف تم االق: وأخيراالتنظير للعالقات الدولية "هداف األطروحات السابقة والخاصة بمجال أخاصة لتحقيق بصفة

.في قلبھ لتطور العالم واألمة ؟ أو باعتباره مرآة"من منظور حضاري مقارن

م في مجـال التنظيـر للعالقـات االقتراب من الفكر السياسي اإلسالمي والتراك -٢

:الدوليةوجهان لعملة واحدة يوضحان أبعاد المقارنة بين اقتراب المنظـورات الغربيـة مـن العالقات الدولية في الفكر السياسي وبين اقتراب مؤسسي منظور حضاري إسـالمي للعلـوم

والفكـر ،للتنظيرالفكر كمصدر : العملة هما ووجها. خاصة السياسية، والعالقات الدولية بصفة .كمرآة لتطور حال األمة

:نظير السياسي وخدمة للحركةالفكر السياسي اإلسالمي مصدر للت -أبالنسـبة ماذا قدم علماء مدرسة العلوم السياسية المصرية في هذا المجال؟ وخاصـة

للعالقات الدولية؟ :عند منظومة ثالثية ابتداءالبد من التوقف

: اإلسالمي السياسي التراث دراسة لتثوير )سيف.منى، د.، دحامد.د( ثالثية منظومة :دراسته ومنهاجية ووظيفته التراث بعادأل شاملة رؤية

من فقط إليه الرجوع يتم ما حدود في( النماذج هذه اقترابات نبي التمييز ويمكن : التالي النحو على) موثقة مصادر

مصادر من باعتباره :)٤١(المياإلس السياسي التراث من الفضل أبو منى.د اقتراب التراث هذا دراسة بحالة اهتم اقترابها فإن ،ولذا .محددة إشكاليات يواجهوأنه السياسي لتنظيرا

الفضل أبو منى.د طرح ويقدم. الجديدة القراءة هذه وأهداف ةووظيف قراءته إعادة وبكيفية إشكالية الواقع، وبين النص بين العالقة إشكالية: كاآلتي إجمالها يمكن كبرى إشكاليات ثالثة

وتوضح .الحركة وبين والتنظير الفكر بين العالقة وإشكالية ،والمادي القيمي بين العالقة والنظري، للفكري كمدخل المعرفي على تركز أنها الفضل أبو منى أطروحات تفاصيل النموذج وبين) أسيالر التوحيدي،( اإلسالمي النموذج بين امقارن ااقتراب المعرفي من وتقترب وأهداف نمط على المعرفي هذا خصائص ثرأ لبيان تنطلق ثم ،)المتأرجح العلماني،( الغربي

الثابت بين للعالقة تأصيل عن ابحث ؛للتنظير كمصادر السياسي التراث مصادر من االقتراب

Page 26: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٦

بين مييزالت شرح إلى الفضل أبو منى تصل ،ثم ومن .والواقع القيم بين والعالقة والمتغير المنظور وبين -والمكان الزمان محدد اجزئي امنظور باعتباره- لألحكام الفقهي المنظور

قراءة إلعادة الفضل أبو منى.د دعوة تتبلور ،هنا ومن .اوشمول ااتساع األكثر الحضاري لقراءات المنهاجية العيوب كشف أجل من سواء .اإلسالمي المعرفي النسق داخل من التراث

الراهنة األوضاع خصائص لفهم وبالنسبة التاريخ لفهم بالنسبة سياسية عواقب ذات تشراقيةاس .به خاص منظور من اإلسالمي السياسي الفكر تراث قراءة تتحقق أن أجل من سواء أو

بل ،فقط بحته تنظيرية أهدافا منى أبو الفضل.وفق رؤية د يحقق ال المنظور وهذا قراءة في الخلل نأل ذلك ،والعمراني والفكري االجتماعي ونسيجها األمة واقع على ينعكس الفكر نسيج على مضاعفات له ويكون األمة فكر يصيب خلل شكل في ينعكس التراث

فإن :الفضل أبو منى.دفوفق ،ثم ومن .األمة فاعليات يشل نحو وعلى والعمراني االجتماعي حلقة كسر" :بـ الفضل بوأ منى أسمته ما أي به االفتخار أو تبجيله أو تراثال اجترار وقف

لألصول المستوعبة المنهاجية استنباط خالل من إال يتأتى ال" ...للتراث السلبي االجترار في امحوري امنفذ منها يجعل ...ناقدة جامعة قراءة إعادة في وتوظيفها الحضارية المرجعية

.)٤٢("تتعثر ألمة والخروج التدافع استراتيجيات تقويم الوعي دالالت بينت قد ،السابق المنطلق في ضوء ،الفضل بوأ منى.د كانت وإذا التي التحيزات وهي السياسة علم مجال في التحيزات نكتشف حتى المتقابلة المعرفية بالنماذج

لفعاليات وتبديد تعطيل من ذلك عن ينجم ما مع الحضارية الذات واستالب اآلخر هيمنة تبين حول تمحورت قد الفضل أبو منى قدمتها التي التوضيحية األمثلة نإف ،نظمهاو الجماعة الفارق يوضح نحو على ،ووظائفها وأبنيتها وأطوارها ودواعيها :الدولة نشأةو ،القوة :مفاهيم

القوة في السياسة اختزل الذي الوضعي المادي المدخل اختزالية وبين اإلسالمية العمرانية بين من تفرض امستقل امجال لها سوغ ثم -اشكل– بالدولة أخرى ناحية من هاوربط ،ناحية من

.)٤٣(الجماعة على سيادتها خالله من هي التي طرحتها منى أبو الفضل من منظور مقارن السابقة المفاهيم جميع نإ

. د مقتربات كانت وإذا .مقارنة إسالمية رؤية من الدولية العالقات لدراسة النظرية األبعاد قبيل السياسة علم صميم من ليست تنظيرية جوانب لمست قد ،عاليا إليها المشار ،الفضل أبو منى قد الفضل أبو منى.د مقتربات فإن ،اأيض الدولية العالقات نظرية صميم من هي ولكن فقط

.وهويتها برمته الحضاري األمة بتوجه يتصل اوشمول اعموم أكثر مستوى إلى اأيض امتدت الفكر من مهم جانب إلى قد وجهت النظر وأسست الدعوة الفضل أبو منى.د تكون وبهذا

اجانب ؛باعتباره "األمة لهوية اإلحيائي يالتجديد" الجانب وهو .الدولية للعالقات اإلسالمي ،وبذا .)المادية وغير المادية( األخرى الشاملة قواها عناصر وإحياء تجديد جوانب من أساسيا

Page 27: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٧

قد - واسع حضاري منظور من ولكن نظمي كلي مستوى على- الفضل أبو منى.د تكونمن التراث ولكن نحو اانطالق المقارنة الحضارية الدراسات مجال من همم لمجال أسست

.الحركي نحو ولكن الفكري من اوانطالق ،المادي نحو ولكن القيميالحاضر، وانطالقا من الرؤى مقترب من ولو الدولية العالقات صعيد على به االهتمام يستوجبمهم مجال وهذا

القوى وممارسات والسلوكيات األهداف فقط وليس المقارنة والهويات واألفكار والمدركات الدراسات في همم لمدخل االعتبار منى أبو الفضل تعيد.، فإن دوبهذا .فقط القوى وتوازنات

علم مراجعات ظل في اآلن اماالهتم يحوز مدخل وهو إسالمية، رؤية من ولكن ،الدولية ذكرت في حين .والحضارية الدينية باألبعاد االهتمام ددتج والتي الدائرة، الدولية العالقات

جهود كانت اإلسالمية، منها ،مقارنة حضارية بمنظورات االهتمام إلى الدعوة المراجعات هذه تقديم شرعية تجد كنت لم ولهذا، فهي .زمن منذ الدعوات هذه سبقت قد ورموزنا علماؤنا استنادا إلى ولكن الغربية، المراجعات هذه اإلسالمي للفكر قراءات تجديد أو إسالمي منظور

أبو منى.د وتقول .واالجتماعية السياسية للظواهر النظر في ذاتية حضارية وأسس منطلقات بحكم معاصرال العربي الخطاب في امميز اموقع يحتل أن ينبغي التراث موضوع إن: "الفضل

المنطقة صالح غير في للقوى بتوازن المرهون المعاصرة مقام .والمقال المقام استراتيجية إال تأبى حضارية لهوية المغايرة الذاتية أصالة ومقال ،الحضاري للتمايز زكحي العربية

في ومغايرة األصول في تجديد عبر واآلخر الذات مع التواصل -التمايز مع- التواصل أكثر معادلة صالح في المقام لمعطيات تطوير وعبر ،التراث مصادر يخص فيما عالفرو على تقتصر ال التي الثغرة بمثابة الموضوع هذا فيكون .باآلخر العالئق تحديد في اتكافؤ وقابليات المعاصرة خطاب في واالستتباع الهيمنة عالمية تحكم التي األواصر طبيعة كشف

لتجاوز الفرصة تتيح جديد تدافع آليات على اآلفاق تفتح عبرها ولكن ،فيه واالنطباع االختراق .)٤٤("السائدة المعادالت إلى ودعت دشنته الذي المجال هذا صعيد على الفضل أبو منى.د راكمت ولقد ،هذا العالقات إلى مرة ايد يمد نحو على ،المقارنة الحضارية الدراسات مجال وهو تأسيسه، جسد نحو علىو ،سياسية ونظرية سياسي فكر إلى وثالثة المقارنة النظم لىإ وأخرى ،الدولية

االجتماعية للظاهرة األخرى األبعاد مع عالئقها في الدولية الظاهرة إلى للنظر متكاملة ةرؤي رؤية عناصر وجميعها .لخإ ...والكلي الجزئي وبين والمادي القيمي بين الربط منإطار في

المجال هذا في الفضل أبو منى.د دراسات كانت ،ولذا. إسالمية سانيةوإن حضارية ثم معرفية دائرة في سواء تاريخية ومفاصل نماذج عند لتتوقف المقارنة الحضارات تاريخ إلى تمتد

االمتداد ذلك مبينة الراهن الواقع وأحداث خطابات مع تتواصل ثم األحداث دائرة أو الخطاب أبو منى.د سعت ،وبذا .والداخلية الدولية بأبعادها والحوادث الفكر بين انقطاع بدون الحضاري

Page 28: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٨

-سياسي مدخل من– حضارية دراسات بمثابة لتصبح السياسية الدراسات مجال من الفضل بعض تتقاطع الذي المفهوم وهو إسالمية، رؤية من "السياسة" لمفهوم بذلك االعتبار معيدة .حاليا الغرب في ةالسياس مفهوم تعريف إعادة أبعاد مع أبعاده

منى أبو .ها التوجهات الحضارية القتراب دولعل من أهم المناطق التي ظهرت في، واتخاذ )٤٥(تلك المتصلة بمفهوم األمة القطب، "تراث الفكر السياسي اإلسالمي"الفضل من

وى األمة اإلسالمية مستوى للتحليل في العالقات الدولية اإلسالمية، أو األمة بصفة عامة مست ).كما سنرى الحقا(لتحليل العالقات الدولية من رؤى مقارنة

البحثية الجماعة في اإلسالمي السياسي التراث دراسة تثوير مشروع: ربيع حامد :السياسية للعلوم العربية

.ربيع حامد.د هو وأساسيا عن ساق شجرة امتميز افرع إال الفضل أبو منى.د تكن ولمما استمدته من البيئة األكاديمية لتمث إال نتاجا إلينا ثمار من ى أبو الفضلمن حملته ما يكن ولم

ولذا، مثلت . الغربية، وما قدمت من نقد معرفي للفكر الغربي، انطالقا من جذور حضارتهفرعا متميزا للساق التي غرسها حامد ربيع في تربة الجماعة البحثية المصرية للعلوم السياسية

يمثل الجيل الثالث الذي أخذ عن حامد، ومنى آخر امتميز افرع حعبد الفتا فسي.د كانثم مراجعاتي بدأت لماذا تبين المقدمة هذه ولعل. رابع جيل على فاض وغنى وفير ظل وأضاف. ذلك بعد حعبد الفتا سيف إلى أصل وحتى ربيع حامد على عاكفة الفضل أبو منى بنموذج

على السياسي الفكر دراسة في تثويرية مرحلة ربيع مدحا األستاذ الدكتور مثل فلقد التراث هذا دراسة منهاجيه ومستوى ،السياسي التراث ووظيفة أهمية مستوى: مستويين

التراث أدق بمعنى أو اإلسالمي السياسي الفكر ربيع حامد استدعى فلقد. منظمة علمية دراسة الفكر أو التراث يعتبر لم حيث .عامة بصفة السياسية الدراسات قلب إلى اإلسالمي السياسي للتنظير كمصدر منه اقترب ولكن السياسة علم فروع من فرع مجرد اإلسالمي السياسي صلتي فيما للتثوير وكان .سواء حد على والخارجية الداخلية أبعادها بكل السياسية للظاهرة

عن كتابه مقدمة في حامد.د عنه ربع آخر وجه - ووظيفته التراث بأهمية الخاص بالمستوى منهاجية إلى بالتراث االهتمام حولي كيف: )٤٦(وهو الممالك تدبير في المالك سلوك تحقيق يدخل كيف هو واألهم عظمته من بالرغم معه التعامل في الفشل بعد اعلم تنتج منظمة علمية :يقول فهو ؟العقبات لك امتخطي السياسية والعلوم االقتصاد كلية في اإلسالمي السياسي الفكر

أن علينا تأبى العلمية الثقافة مدعو لواءها ويحمل يتصدرها التي العشرين القرن جهالة إن" لن أمتنا بأن واثق ألنني هوادة؛ بال احرب أشعلها سوف ولكنني ،وتراثنا تقاليدنا إلى نعود وعظمة البطولة وقصة القيم رحيق منها تنهل اآلباء تعاليم إلى تعد لم إن قدميها على تقف

ونفوسهم جاهلة وعقولهم خاوية قلوبهم باتت وقد حولي من أرى اآلن وأنا .المسلم اإلنسان

Page 29: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٢٩

من إن .الصمود في وقوة اإلصرار في زيادة سوى نتيجة من له يكون لن هذا فإن ضعيفة على ناأمت تظل أن يعنيها التي األجنبية للقوى اعميل النية سيئ اشخص إال ليس ذلك يعارض

عشر خمسة قضيت وأجدادي آبائي مدينة إلى عدت ومنذ ،وهكذا. والتجهيل الجهل من حالهالها موضع ال العاطفة أن لنفسي أثبت أن أريد بها تعلقت التي الحضارة تلك في أنبش اعام،

التراث وأهمية وظيفة عن الكلمات هذه إن. )٤٧("الرصين الموضوعي التقييم هناك ولكن مع تفاعله عقب ربيع حامد عن صدرت ولكن ذاتيته على انغلق عالم عن تصدر مل السياسي

التي اإلسالمية بالحضارة واقتناعه تمسكه دون ذلك يحول ولم وتراثها الغربية الحضارة علوم :إليها ينتمي

:القول خالصة معها وتفاعل الغرب في العلوم في البداية عايش الذي العالم نموذج حامد.د .١

.الحضارية دائرته علوم ينس لم ولكن

والعلوم الحضارات علوم مع تكوينه بدأ الذي السياسة عالم نموذج حامد.د .٢ دراسة في اإلسهام يخدم أرحب انطاق المقارنة الحضارات دراسة أن وأدرك القانونية

.األخرى بالحضارات مقارنتها بدون الحضارة هذه قدر معرفة يتحقق فال الذاتية الحضارة

والشعور الذاتية بالحضارة االهتمام يتحقق واالنفعال والحماس بالعاطفة ليس .٣ هذه إمكانية قدر ببيان وذلك ايضأ بالعلم يتحقق نأ يجب ولكن ،تبريره أو إليها باالنتماء .الحديثة العلوم في المساهمة على الحضارة

الحضاري التراث فقه وبين الحضاري الواقع فقه بين التفاعلية العالقة .٤ الذاتي التراث توظيف ونحو ناحية من الواقع لمشاكل الذاتية الحلول إيجاد في اأمل وأصوله

.المجال هذا في الكافية بمفردها ليست الغربية المصادر بأن إيمانا التنظير في

تلك وأستدعي بداخلي استشعر كنت السابقة األربعة المالحظات سطرأ كنت وحين الثالثة السنة في كطالبة ربيع حامد .د محاضرات إلى استمع وأنا بنيتنتا كانت التي االنفعاالت

تلك) ١٩٧٣- ١٩٧٢( للماجستير التمهيدية والسنة) ١٩٧٢- ١٩٧١( والرابعة) ١٩٧١-١٩٧٠( عن أو واإلسالم السياسية العلوم بين العالقة عن رسالة أول خاللها تلقيت التي المحاضرات

حامد.د مع مباشرة خبرة - أخرى ناحية من- استدعيت كما. العلوم هذه في اإلسالم موضع ،١٩٨٤الرنكا في السياسية للعلوم العربية للجمعية اجتماع أول خالل قبرص في وكانت ربيع دراسة ضرورة فيها أوضح بدران ودودة الفاضلة األخت بحضور– معه حديث دار حين

تنفيذ في لالنخراط مينعا بعد الفرصة سنحت ولقد. الدولية والعالقات اإلسالم موضوع العالقات مشروع" بداية مع وذلك – الدولية العالقات علم نطاق في – الضرورة هذه متطلبات ما تداعيات ثم )ناحية من() ١٩٩٦( حتى خبرته عتبرأ والذي) ١٩٨٦( اإلسالم في "الدولية

Page 30: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٠

ةلدراس مقارن حضاري منظور بناء عملية ):أخرى ناحية من( اآلن وحتى نشره بعد تحديد هنا الغاية ليس بالطبع .ربيع حامد.د أستاذنا بدأه لما مكملة خطوات "الدولية العالقات

إسالمية رؤية من الدولية العالقات مجال في حامد.د إسهام بين والتواصل االستمرارية قدر ربيع حامد.د أعمال خريطة فإن. بعده وما اإلسالم في الدولية العالقات مشروع إسهام وبين .وثرية غنية خريطة المجال، هذا في

السياسي التراث لدراسة ربيع حامد تثوير مستويات من األول المستوى عن ففضال فكري وحراك لتجديد اومبعث السياسي للتنظير امصدر( ووظيفته اإلسالمي من حيث أهميته

في التراث عم التعامل منهاجية وير وهومستوى ثاني للتث فهناك) لألمة وسياسي واجتماعي من اانطالقو اتميز الموضع لهذا كان حيث .الدولية العالقات وموضع الفكرية ربيع حامد تقاليد امتدادات ذات داخلية: اإلسالمية التراثية التقاليد في السياسية الظاهرة لطبيعة ربيع حامد فهم

السياسي التراث من ربيع حامد اقتراب في التميز هذا إلى التنويه يجدر ،وهنا .خارجية ،فقط بالداخل تتصل كظاهرة السلطة أو السياسية الظاهرة إلى النظر عدم وهو أال اإلسالمي تميز اتضح ولقد .اإلسالمي السياسي التراث في الدولية التقاليد موضع عن لبحثل ولذا اتجه

وهو ،حعبد الفتا سيف.د حدد ولقد ."التراث مع التعامل منهاجية" خريطة في الموضع هذا :يالتال على النحو الخريطة هذه ،التراث عن ربيع حامد ألعمال تحريره منهاجية يشرح

ثم والبحث الدرس بموضوع تحيط التي األساسية للكلمات والتعريفات التعريف فيفنكتب " ببعض تتعلق التي والفرعية الكبرى والمفاهيم المنهاجية واألطر والوظائف النماذج عن نكتب

الفقه" تمثل التي الفكرية النماذج بعض نحدد ثم ،المقارنة المنهاجية سياقات في تراثال هذا من وخطواتها عناصرها بكل والتجديد اإلحياء عملية عن نتحدث :وأخيرا ،"والفكر والفلسفة في والتدبير للتدبر علم إلنشاء بدعوة ذلك نختتم ثم ،صعوباتها على والتعرف وأدواتها .)٤٨("تحدياتها؟ ومواجهة األمة عافية إلى تهدف وحقيقية عميقة مستقبلية دراسات

واستعانة بها الالئق بالتفصيل الغنية الخريطة هذه لعرض التوقف يسعني ال وحيثبها تحريره وتعليقه على أعمال والتي صدر " الربيعية"سيف للحالة .بالقراءة التي قدمها د

سياسي اإلسالمي فإنه يمكنني أن أتوقف عند حامد ربيع تحت عنوان مدخل إلى التراث ال.د :الجانبين التاليين

مفاتيح موضع العالقات : مصادر التراث ومداخله، والجانب الثاني: الجانب األول الدولية في التراث السياسي اإلسالميحامد ربيع في مجال منهاجية دراسة التراث السياسي .وهما جانبان يمثالن إسهام د

لم تحول النصوص "تقويمه لحالة هذه الدراسة والتي وصفها بالفشل؛ ألنها اإلسالمي في ضوء

Page 31: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣١

ولذا، فإن رؤية حامد ربيع عن أهمية ووظيفة ". إلى إضافة نابضة في حياة ومسيرة األمة .التراث ال تكتمل إال بطرح رؤيته عن منهاجيته

سهاما حضاريا سيف هذا اإلسهام الربيعي على الجانبين بأنه إ.لقد وصف د: من ناحيةإن النص الحضاري تقع أهميته من خالل ما يعالجه من قضايا تؤثر في تأصيل ": فيقول

وصياغة الرؤية حول جملة القضايا التي تسهم في البناء الحضاري، ووضوح الرؤية " الحضارية للمفاهيم "القاعدة األساسية لحزمة القضايا التي تسهم في تحديد الرؤية الكلية

أمر مهم في تمثل العالقة بين عناصر " لمفاهيم العالقات"ية الكبرى، والرؤية الواعية األساسوالشك في أن هذه . وإشكاالت أخرى - "العروبة واإلسالم"ومنها والشك ثنائية -الثنائية

الرؤية اإلدراكية تمثل المقدمة للوعي بمشكالت العمارة الحضارية والقدرة على تسكين هذه .عمار العالقات في مابين عناصرها وأشكالها ومنهاجهاالقضايا ضمن م

والنص الحضاري هنا ال يكون حضاريا بقدمه ولكنه يكون حضاريا بفكره ومنهجه ومن هنا، فإنه ال يهمل عناصر ذاكرة حضارية تعين في وضوح التصور ووعي . وموضوعه

وهو ال يهمل " نماذج التاريخيةال"أو " الخبرة المفاهيمية"العالقة سواء كان ذلك على مستوى .)٤٩("الغاية في دراسة هذه القضية وموضعها من عموم البنية الحضارية

والجانب األول عن منهاجية حامد ربيع في التعامل مع التراث تتصل بخريطة مصادر : دراسة التراث السياسي اإلسالمي والفكر اإلسالمي ومداخل الدراسة وأدوات التحليل

. ول إن رسم الخريطة ليس قضية فنية ولكن قضية معرفية وفكرية ونظريةيجدر القولقد ميز حامد ربيع بين مصادر تراثية وأخرى معاصرة وبين مصادر نوعية متعددة

ومن هذا الشكل تتبين الرؤية الكلية للمصادر على النحو الذي يفسر معنى أن ) ٥٠(المستوياتهو متكامل وهو شامل متعدد المداخل : ك من اآلتياإلسهام الربيعي إسهام حضاري ويتضح ذل

تكامل منهاجيات التحليل التاريخي والحضاري مع . إلخ ....فقهي، فلسفي، فكري، تاريخي منهاجية التحليل السياسي والتحليل السلوكي؛ أسلوب دراسة النماذج الحضارية المقارنة، تحليل

ربيع في التراث بين تراث الفكر وتراث حامد .كذلك يميز د. النص، الدراسات المستقبليةالخبرة وتراث النظم ومن هنا فإن اقترابه من الفكر السياسي اإلسالمي يعد رافد من روافد

فبقدر اهتمامنا في هذه ؛ ولذا. فاألخير لدى حامد ربيع ليس فكرا فقط. ثالثة للتراث اإلسالميعن الرافدين -واقعيا–أنه ال يمكن فصله حامد ربيع.رافد الفكر أساسا فلقد علمنا دالدراسة ب. هو أكثر اتساعا من مجرد الفقه ومن الشوامخ فقط-حامد.كذلك فإن الفكر لدى د. اآلخرينيعتمد حامد ربيع أسلوب النماذج الفكرية لقراءة التراث سواء نماذج فكرية للشوامخ : وأخيرا

) ذي نبه ألهمية مصادر غير الشوامخفهو ال(أو لغير الشوامخ ) فقهاء ومفكرون وفالسفة(

Page 32: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٢

لتحقيقه وبناء -وكان من أبرز األدلة على هذا التوجه هو اختياره لنص المفكر ابن أبي الربيع .)٥١(مقدمته عن التراث اإلسالمي خالل هذا التحقيق

والجانب الثاني عن منهاجية ربيع في التعامل مع التراث يتصـل بموضـع العالقـات وبـالنظر إلـى )٥٢(.إسهامات حامد ربيع في التراث السياسـي اإلسـالمي الدولية من خرائط

المفاهيم الحضارية الكبرى ومفاهيم العالقات وبالنظر إلى النماذج التاريخية، وبالنظر خريطـة بناء الدولة العصـرية، القـيم (إسهامات حامد ربيع في توظيف التراث في الدراسات السياسية

وبالنظر إلى عالم األفكار ومعايير ) الدولية، مستقبل اإلسالم السياسيالسياسية، اإلسالم والقوى وكذلك بالنظر إلـى ) أمتي أمة القيم، أمتي والعالم، الوظيفة الكفاحية للعالم(تصنيف حامد ربيع

المؤسسات الحضارية لألمة والوظيفة الحضارية، مـادة الفعـل (عالم الرموز واألشياء والنظم جماعـة وهويتهـا، مظـاهر االنتمـاء الحضـاري، ذاكـرة األمـة الحضاري، عالمـات ال

، بالنظر التفصيلي إلى مضمون كل هذه العناوين المنتقاة من خريطة أكثر كليـة ...)الحضاريةسيف، بالنظر إلـى كـل .ين، قام على إعداده وتحريره دءوتعقيدا تقدمها فصول كتاب من جز

:هذا يمكن القول بما يأتيية للظاهرة السياسية في التراث السياسي اإلسالمي حاضرة على أكثر أن األبعاد الدول

حامد ربيع هذه .د مويقد. م، قير، أفكاتمفاهيم، عالقات، مجاال: من مستوى للتحليل أو مدخل. مقارنة بخبرات حضارية أخرى) فكرا ونظما وحركة(األبعاد في الخبرة اإلسالمية التراثية

نماذج (مضمون هذه الرؤية يخرج بنا من نطاق أهداف هذا الجزء هذا والتوقف التفصيلي عند إلى دراسة أحد ) تقييم حالة دراسة الفكر السياسي اإلسالمي وموضع العالقات الدولية منها

حامد ربيع وكيفية تعامله مع قضايا العالقات .نماذج الفكر السياسي اإلسالمي المعاصر وهو دوهو األمر الذي يقع في نطاق النماذج . ية أو المعاصرةالدولية سواء النظرية أو التاريخ

ذلك ألن كتاب . الث من الدراسةالفكرية المعاصرة في خريطة النماذج التي سيقدمها الجزء الثسيف عن أعمال حامد ربيع تحت عنوان مدخل إلى التراث السياسي اإلسالمي إنما في .د

منهاجية دراسته للتراث اإلسالمي ووظائفها : الواقع يجمع بين النمطين من أعمال حامد ربيعمن ناحية، وفكر حامد ربيع ذاته ذو الجذور التراثية من ناحية ثانية، باإلضافة إلى نماذج من

الفصل الثاني من الجزء األول : فعلى سبيل المثال. دراسات للتراث فكرا أو ممارسة أو نظمالتراث السياسي اإلسالمي يتناول في المبحث من الكتاب عن المصادر والنماذج الحضارية في ا

، كذلك يتناول كتاب اإلسالم "استراتيجية التعامل الدولي في تقاليد الممارسة اإلسالمية"الثالث وجميعها إسهامات ربيعية تمزج بين الفكر والممارسة والنظم في الخبرة . والقوى الدولية

فقدم تأصيلا متميزا لهذا . حامد ربيع.ا داإلسالمية كما استوعبها وتعايش معها وتفاعل معهالمجال يبين كيف يمكن أن تضيف هذه الخبرة إلى الخبرات الحضارية األخرى في دراسة

Page 33: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٣

العالقات الدولية وخاصة وأن الدراسات المنتمية لتلك الحضارات األخرى قد أسقطت كما حامد ربيع كيف ولماذا .ن دبل لقد بي. حامد التقاليد اإلسالمية في التعامل الدولي.يقول د

أسقطت الخبرة الغربية من مجال الفكر السياسي كل ما ال يرتبط بتراث الحضارة الغربية سواء ما يتصل بالداخل أو الخارج، بالطبع ليس ألن الحضارات األخرى لم تعرف فكرا

لتأثير سياسيا ولكن ألسباب تتصل بالحضارة الغربية جعلتها تسقط ما يتصل بالتفاعل وا ،وفي المقابل(المتبادل مع الفكر السياسي لآلخرين وبصفة خاصة التراث السياسي اإلسالمي

حامد ربيع ذلك .ويفسر د). لم تسقط أشكال ومستويات التفاعل الفكرية والفلسفية األخرى: أي استبعاد التراث اإلسالمي من ميدان التأريخ للفكر السياسي بالعوامل التالية )٥٣(الوضع

إلى المجتمعات الشرقية باعتبارها تمثل مستوى ) وما قبله(ظرة حضارة عصر النهضة نحضاريا أقل وال تصلح لنظم الحرية وتسودها النظم الديكتاتورية، االتجاه العام لرفض الحضارات الدينية من نطاق التحليل السياسي سواء في فكر الثورة الفرنسية أو التقاليد

فترة لمطلق الفردي المجرد،ة التي قامت جميعها على أساس العقل اأو النازي ةالماركسياالستعمارات الكبرى ودعاوى الوظيفة الحضارية لالستعمار الغربي كان البد وأن تقطع كل روابط االستمرارية التاريخية؛ غياب القوى الفكرية الذاتية في الدول المستعمرة القادرة على

.إعادة النور إلى التراثأسباب ظهور االهتمام المفاجئ بالتراث السياسي اإلسالمي في أعقاب الحرب أما

)٥٤(:حامد ربيع لالعتبارات التالية.العالمية الثانية فأرجعها د .االهتمام بالدين بوصفه أحد متغيرات الوجود السياسي المعاصر: أولا"

.عصور الوسطىعملية التجديد الفكرية المرتبطة بإعادة تأريخ حضارة ال: ثانياالقومي بوصفه أحد مدخالت الظاهرة السياسية وحسبان عاالهتمام بفكرة الطاب: ثالثا

.النواحي العقيدية أحد مالمح الطابع القوميظاهرة التغير السياسي التي فرضتها بدورها ظاهرة التخلف والسؤال الذي : رابعا

ن يقدم بدوره حلولا لمواجهة يفرض نفسه بهذا الخصوص هل يستطيع التراث اإلسالمي أ ". تلك الظاهرة في شقيها

وبالنظر إلى هاتين المجموعتين من األسباب نجد أنها ذات داللة بالنسبة للعالقات الدولية، أي لألبعاد الخارجية في دراسة ظاهرة السلطة باعتبارها عالقة بين الحاكم

ة ووظائف دراسة التراث اإلسالمي حامد ربيع حول أهمي.يظل إسهام د ،وهكذا ....والمحكومبصورة مباشرة وغير -من ناحية وحول منهاجيه هذه الدراسة يظل هذا اإلسهام مستدعيا

حامد ربيع ليس مجرد نموذج يهدي .ما يتصل بالعالقات الدولية مما يجعل نموذج د–مباشرة في نفس الوقت يقدم إلى كيفية البحث عن العالقات الدولية في التراث السياسي اإلسالمي ولكن

Page 34: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٤

عن هموم واقع األمة -ورؤية إستراتيجية- متقدما في عصره حينئذ –تأصيلا تنظيريا ويجد هذا التأصيل النظري وتلك الرؤية االستراتيجية جذورها في تراث آباء . وتاريخها- حامد ربيع كما سبق القول.حامد ربيع العظماء كما كان يدعوهم، ولذا سيكون د. وأجداد د

أحد النماذج الفكرية المعاصرة التي يقترحها اإلطار النظري للدراسة كما سنقدمه في الجزء . الثالث منها

سيف عبد الفتاح، مـن .د.ولقد حازت العالقات الدولية في التراث السياسي، اهتمام أ :ةمدخل الفكر والنظرية السياسي

،)تآمرا أو اعتذارا(للتراث " ريةالسلبية النسبية الحف"فعلى ضوء التحذير من القراءات فـإن .سيف إلى القراءة الواعية في التراث القائمة على التدافع ووعي وسعي السـنن .دعى د

قراءة ثوابت العالقات الدولية ضرورة متعددة األبعاد وتقتضي منهاجية متمايزة تحقيقا لغايـات .هذه الضرورة

هي مراعاة مبادئ التعامـل مـع -سيف.وفق طرح د–وأولى خطوات هذه المنهاجية التراث اإلسالمي، تمهيدا للتعامل مع إشكاالت التعريف، والتوصيف والتصنيف والتوظيف في مجال العالقات الدولية، وذلك تحقيقا لمعنى اإلحياء الحضاري للتراث وإمكانات تجديده، وفقـا

كمـا تصـور (امـل معهـا لمنظومة متكاملة، وليس مجرد انتقاء لنصوص يترك للقارئ التع، فإن منهاجية التعامل مع التراث اإلسالمي غنية متدفقة قام على خدمتها الطـامحون ")براون"

حامد ربيع، منى أبو الفضل، سيف عبـد الفتـاح، : لتوظيفه في التنظير السياسي وعلى رأسهمي، ناهيك وغيرهم من أعضاء الجماعة العلمية في العلوم السياسية من منظور حضاري إسالم

كان هذا هو مدخل سيف عبد الفتـاح، . عن غيرهم ممن حملوا رسالة خدمة التراث اإلسالميالذي انطلق مباشرة من ضوابط ودواعي -أستاذ العالقات الدولية–" براون"على نقيض مدخل

القراءة في الفكر أو النظرية السياسية الدولية الغربية دون توقف عند إسهامات دارسي الفكـر لسياسي الغربي القديم أو الوسيط أو الحديث، من حيث تحديـد إشـكاليات وضـوابط هـذه ا

عبر –أستاذ الفكر السياسي اإلسالمي، الذي اهتم –وذلك على عكس سيف عبد الفتاح . الدراسة .بشرح ثقافة عدل التعامل مع التراث -مقدمة دراسته

األول في بنيان الدراسة سيف، فإن الحجر .وفي ضوء كل ما سبق في مقدمة دراسة دتمثل في اشكالية التعريف بالعالقات الدولية تمهيد إلشكاليات التوصيف والتصنيف والتوظيـف

.على مستوى الحقل والقضايا محل اهتمامه

Page 35: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٥

الدولة القوميـة، النظـام الـدولي :إشكاليات التعريف تضمنت ثالثة شفرات معاصرةالعالقات الدولية في ظل االنقـالب العـالمي فـي ، حركة االتصال وشبكة )المتغير والثابت(

.االتصال والمعلوماتية: أولهـا مع شفرات تراثيـة؛ –سيف عبد الفتاح.وفق د–وتتداخل هذه الشفرات الثالثة

. العالقات الدولية اإلسالمية، العالقات الخارجية اإلسالمية وعالقات المسلمين بغير المسـلمين سالمي أم قانون داخلي تلتزم به الجماعة اإلسالمية في التـزام هل هناك قانون دولي إ: ثانيها

.القدرة على فهم فلسفة التصنيف التي تبناها فقهاء المسلمين: ثالثها. ذاتي حيال غيرهاإلـى –سـيف . في رأي د –هذا التداخل بين شفرات تراثية وأخرى معاصرة يحيلنا

ريف العالقات الدولية في تراث المسـلمين إشكالية أخرى وهي أنه ال يمكن رؤية إشكاليات تعإال في ظل تطورات تعريف العالقات الدولية، وما آلت إليه وما يضمن ذلـك مـن ضـرورة

.النظر الممتد والمتجدد للمادة التراثية في هذا الحقل وفهمهاسيف عبد الفتاح ينطلق من أجندة مسائل حقل العالقات الدوليـة .أخرى، فإن د بعبارة

رة حول الفاعلين، النظام الدولي وقواعده، وأساليب التفاعل وأنماطها، وكيفية تغير كل المعاصمن هذه المسائل بصورة مستمرة تدعو للتساؤل؛ كيف نبحث في األبعاد الفكرية المتصلة بهـا،

سيف النظرة الجامدة للتراث باعتباره قد عفـى . وخاصة في التراث اإلسالمي؟ حيث يرفض د. بحيث ال يستجيب إلى دراسة هذه التحوالت في الواقع المعاصر، ومن ثم يؤكد دعليه الزمن

سيف على أهمية النظر المتجدد في وعبر وحول المادة التراثية واستثمارها لفاعليـات تـرتبط من جهة بمعنى الهوية واالختصاص والتمايز من ناحية، ولمعنى الذاكرة الحضارية والتراثيـة

ومن ثم يطرح التعريف، انطالقا مـن التـراث، إشـكاليات . متعلقة بالعالقاتبالنسبة للعوالم التعريف السياسي، العالقة بين الداخل والخارج، العالقة بين األمة والدولة، مفهـوم العالقـات

.الخارجية مقارنة بالعالقات الدوليةإسهام دارسين غربيين معاصـرين، وشـوامخ تراثيـة : ومن خالل تفاعل مبدع بين

سيف عبد الفتاح، تحليلا إلشكاليات نماذج الدولة القوميـة .مية، وأعالم استشراقية، يقدم دإسالوامتداداتها من خالل الفتـوح والعالقات الدولية بين المادة التراثية وبين إشكاليات تكوين األمة

والجهـاد وفـق يقدم إشكاليات العالقة بين الدعوة والفتوح : وأخيرا. نية خلدونيةوفق رؤية سن ."توماس أرنولد"و "رال بوازيشيم:"ـرؤية استشراقية ل

إن هذا الجمع بين المعاصر الغربي والتراث اإلسالمي واالستشراقي في شرح ثـالث من أكبر معضالت العالقات الدولية لهو دليل على استدعاء الفكر السياسي من مدخل العالقات

رية متنوعة وتجاه أجندة قضايا محددة وعلـى نحـو الدولية، وهو استدعاء من خالل نماذج فك .يهدف إلى تقديم رؤية إسالمية حولها، وهي رؤية حضارية وليست فقهية فقط

Page 36: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٦

عن الدولة القومية الحديثة ومثالب نقلهـا "باديبرتراند "سيف لمقوالت .فإن عرض دتطلبات البيئة التـي وزرعها في أرجاء العالم باعتبارها من الدول المستوردة التي لم تستجب لم

نقلت إليها، إنما يمهد الطريق الستدعاء مفاهيم وخبرات أخرى للدول من التـراث اإلسـالمي كمـا . وغيرها، كما يمهد للحديث عن مجال الخصوصية والذاكرة الحضارية لهـذه المفـاهيم

وكيفية يستدعي كل عواقب الدولة القومية في العالم اإلسالمي، في ضوء شرح التعدد السياسي وبالمثل، فإن شـروحات ابـن .نة أم مؤامرةحدوثه والمسئولية عنه، وكيف ينظر إلى كونه س

خلدون ألسباب الفتوح، ثم أسباب تراجعها، ثم أسباب ضعف الدولة اإلسالمية لهي شـروحات عمرانية حضارية تنظر للدول ليس نظرة فقهية فقط تركـز علـى قواعـد السـلم والحـرب

ولكن تقوم الرؤية الخلدونيـة . ركز على نقض مقوالت انتشار اإلسالم بالسيفودواعيها، أم تعلى شرح كيفية اتساع الدولة، ومن ثم امتداد األمة ثم انتشار الدعوة، وكيف أن كل دولة لهـا حصن من الممالك واألوطان ال تستطيع أن تزيد عليها، بل تبدأ في النقصان حين يبدأ اخـتالل

االستشراقية "توماس أرنولد"سيف لشهادة .فإن شروحات د ،كذلك. الحضارةان والدولة والعمراالستشراقية الحديثة تلقي الضوء على فتح الـدعوة ودعـوة "رايل بوازيشم"التقليدية وشهادة

.الفتح السلمية في اإلسالم من خالل منظور سنني تاريخيتعريـف والتصـنيف سيف إلى المجموعة الرابعة مـن إشـكاليات ال .يصل د: وأخيرا

المتصلة بتقسيم المعمورة عن تأثيرات العولمة على إعادة تعريف الحيـز وعالقـات الـداخل وفـي ضـوء مناقشـة . بالخارج، والمتصلة بتصنيف الدور ومعايير هذا التصنيف في التراث

سيف جملة من السمات التي تتسم بها قضية .للمعمورة، يقدم د التحيزات ضد التقسيم اإلسالمي .التقسيم اإلسالمي للمعمورة

وفي ضوء هذه السمات، يميز بين الثابت والمتغير في الرؤية اإلسالمية للمعمورة، ثـم يقارن بين نموذجين للعولمـة : وأخيرا .يناقش تهافت مقولتي نهاية التاريخ وصدام الحضارات

ـ ة الغربيـة والعالميـة وللعالمية من حيث العالقة بين الذات واآلخر، مبينا الفارق بين العولم .اإلنسانية اإلسالمية

سيف لمناقشة عدد من القضـايا المثـارة بشـأن .إن النماذج الفكرية التي استدعاها دتعريف العالقات الدولية بين رؤى معاصرة ورؤى إسالمية، لتبين منهجا آخر إلى جانب منهج

ـ قدم ولألفا. أي دراسة العالقات الدولية في الفكر الغربي– "كريس براون" فكريـة انصوص متنوعة وسعت من دائرة الفكر اإلسالمي، فهو ليس بمقصور على التـراث ولـيس بمسـتبعدلالستشراق، بل هو مستحضر للفكر الغربي المعاصر الذي يتعامل مع إشكاليات واقـع وفكـر

جهـاد، وهي اإلشكاليات الدائرة حول منظومة دولة، أمة، عالم إسالمي، فتوحـات، . المسلمينوغيرها من مفاهيم العالقات الدولية في اإلسالم استنادا إلى أصـول فقـه ... نمط تفاعالت،

Page 37: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٧

حضاري وذاكرة ذاتية حضارية يساهم في إعادة بناء مفاهيم تبدو معضلة في ضوء تطـورات ومن ناحية أخرى، فإن إسـهام . السلبية على تاريخ وفكر المسلمين الواقع المعاصر وإسقاطاته

سـيف اإلسـالمية .ما يبين كيف أن رؤيـة د إن -"براون"مقارنة بـ–يف على هذا النحو س.دالحضارية تستدعي القضايا األساسية كمنظومة نبحث عن االتجاهات الفكرية حولها على نحـو يقودنا إلى تجاوز تاريخ األفكار إلى نطاق أكثر اتساعا، هو النظرية الدولية في ضـوء مسـار

ومـن ثـم، فـإن . جموعة من الثوابت وعبر مجموعة مـن التغيـرات حضاري ممتد وفق مالبد وأن تنعكس علـى -خصائص الرؤية للعالم والنموذج المعرفي اإلسالمي مقارنة بالغربي

أهداف وعلى منهاجية دراسة األبعاد الدولية في الفكر اإلسالمي، ومن ثم البـد وأن تـنعكس دراسة، بحيث البد وأن تختلف عـن نظائرهـا ال الالزمة لهذه على خصائص اإلطار النظري

.بالنسبة للفكر الغربي. وفيما يتصل بإشكاليات التوصيف لتراث العالقات الدولية في اإلسـالم، يتعـرض د

أال وهـو سيف لجانب آخر ال يقل أهمية عن أجندة قضايا وموضوعات العالقـات الدوليـة، سيف الرؤية التالية؛ من .هذا الصدد طرح دوب. مصادر التراث التي يتم الرجوع إليها للدراسة

ناحية رفض اختزال هذه المصادر في المصادر الفقهية فقط، ويرجع هذا االختزال لالعتبارات :التالية

اختزال العالقات الدولية في فقه الجهاد من دون التعامل مع التنوع فـي هـذه -قتصرت على ذلك واسـتقلت ومستويات، وساعد على ذلك وجود كتابات ا الالعالقات أشكا

.في التأليف فيه تراثياالنظرة لتلك العالقـات وحـدها ضـمن ييس رغبة االستشراق السياسي في تس -

المفردات المتعلقة بالقتال وسحب ذلك إلى كامل خريطة التفاعالت الحضارية والتعامل مع .اآلخر

والتي بدا للكثيـرين مـن ،ربغالذاكرة الحضارية في العالقة بين اإلسالم وال -الحروب الصليبية ـ الحركـات األصـولية ـ (الكتاب أنها واقعة ضمن الدائرة الصدامية

…حركات المقاومة اإلسالمية الثورة اإليرانية ـ صدام الحضارات ـ أحـداث سـبتمبر ).الخ

هي على التناوالت األخرى جعل خريطـة المصـادر بحكـم قضغط التناول الف - .لفقهي إلسناد الفتاوى مما حصر الخريطة في الفقه وقضاياه ومناهجهاالستدعاء ا

إن سعة المصادر التي تشمل بخريطتها مواطن القضـايا : "سيف قائال.ثم يردف د ،المفصلية في حقل العالقات الدولية تجعل قضية المصـادر تابعـة لقضـية التوصـيف

اتسـاع خريطـة يعنـي ته ا لقضية التعريف، فاتساع الحقل وموضـوعا والتوصيف تابع

Page 38: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٨

رؤية العالم، الرؤية لآلخر، سقوط وصعود الدول والحضارات، حقوق اإلنسان، (مصادره المجتمعات المدنية واألهلية ضمن سـياقاتها الدوليـة، العالقـات الحضـارية وتعـارف

.)٥٥( )"الخ …نسان القيم والعالقات الدولية إالحضارات، أصول العمران الحضاري، سيف أن الصياغات الفقهية يجب أن تأخذ فـي اعتبارهـا .أخرى، يرى دومن ناحية

وهو األمر الـذي يـرتبط بـدوره " تغير األحكام بتغير الزمان"القاعدة االجتهادية والتجديدية اختزال الحضاري في : بالتمييز بين الحضاري والسياسي، وهو التمييز الذي ينبع عن قضيتين

ونسقا للقيم وعقيدة وإسهاما حضاريا، وإغفال الجانب السياسي االستدعاء الفقهي لإلسالم رؤية .المتصل بالتعامل مع الوقع

: إشكاليات التوظيف: أخيرا. مكانات تحويل المادة التراثية إلى رؤى فاعلـة إسيف يعبر عن .والتوظيف في نظر د

بين الحضارات، رؤية العالم والعالقة: سيف ما يلي.وتتضمن خريطة التوظيف التي يرسمها دتأصيل الفكر السياسي لعالقات الدولية، حقوق اإلنسان والمدخل المقاصدي، الفتاوى، الـذاكرة الحضارية والتحديات المعاصرة في عالم المسلمين، السنن الدولية، التطور الحضاري، اإلسالم

.والغرب، مقتضيات التجديد، عملية بناء المفاهيملخريطة تنقسم بين متطلبات التنظير، والتـدبر مـن أجـل وعلى هذا النحو، فإن هذه ا

في (أحدهما يتعلق بتحليل نص للعامري : سيف مثالين.ويضرب د. الواقع، والمسار الحضاري، على نحو يشرح كيفية تبيان الرؤية للعـالم لـدى أحـد المفكـرين )اإلعالم بمناقب اإلسالم

التعدد والتنوع بين المسلمين وفيما بيـنهم ودالالتها بالنسبة لمحتوى فكرة الحضاري المتصل ببعبارة أخرى، فإن هذا النموذج عن العامري يلقي الضوء على أهمية اتساع مصادر . وغيرهم

الرؤية للعالم فـي : التراث ليمتد إلى جوانب حضارية وليس فقهية فقط، ومن أهم هذه الجوانب .سياق الشريعة اإلسالمية

بها دراسته ذات داللة بالغة بالنسبة لدوافع وغايـات سيف.إن الخاتمة التي ينهي د

: فهو يقول. ومنهاجية القراءة في الفكر اإلسالمي، تراثيا وغيره، بحثا عن العالقات الدولية، فإن ترجمـة "أن إدراك الشيء فرع على تصوره"إذا قررنا بصحة القاعدة المنطقية "

،"حال هذه القـراءة " :تنوع القراءات للتراث بتنوع :تتمثل في هذه القاعدة بالنسبة لذلك البحثوال شك أن ذلك ينظم بـين تصـنيفين أساسـيين مـن ."أهدافها وغاياتها"أو ،"مناهجها" أو

، هـي "منظومة القراءات السلبية في مقابل منظومة القـراءات اإليجابيـة "منظومات القراءة بعـد اال العالقات الدولية، الذي يتعقد يومأوضح ما تكون وأبين في تأثيراتها ومآالتها في مج

وتتعاظم معطياته، وتتراكم متغيراته، فسلبية هذه القـراءات قـد . اا بعد زمنيوم، ويتشابك زمن

Page 39: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٣٩

أو مـداخل تبسـيط، بينمـا اختزالييرد في مجمله إلى إغفال هذا التشابك والتعقد على نحو مناسب يترجم هـذا ىالوضع المتشابك وسع اإليجابية منها يجب أن تستند إلى وعي الئق بهذا

تـون أالوعي لقراءات مهمة لتكوينات الذاكرة التراثية ال تزال تستدعى ببعض مقرراتها فـي .)٥٦("عالقات دولية معاصرة

:الفكر السياسي اإلسالمي مرآة تطور حالة األمة وعالقاتها الخارجية -بالفكرية الفلسفية خالل التنظير ألبعاد كانت درجة أهمية وطبيعة استدعاء الجذور اأي

، فيظل كما )إلخ... بناء المفاهيم، االستمرارية والتغير في المفاهيم(دراسة العالقات الدولية وهنا يبرز الفارق . سبق القول للعملة وجه آخر وهو الفكر كمرآة لألوضاع العالمية المتغيرة

ة يستدعي الفكر للتنظير، وبين العالقات للعالقات الدولي -إسالمي أو غيره-بين منظور ما باعتباره فرعا أو مجالا متميزا من ) أو الفكر السياسي الدولي(الدولية في الفكر السياسي

مجاالت علم العالقات الدولية، على غرار االقتصاد السياسي الدولي، أو الدراسات .االستراتيجية

وكيفية تجسير الفجوة بينهما أو الجمع وبغض النظر اآلن عن االختالف بين االقترابين، إال أنه يظل لما يمكن )وهو ما سنتطرق إليه في الجزء الثاني(بينهما ألغراض هذه الدراسة

تتعدد دوافع االهتمام به وأهداف دراسته فهو الذي و ،وصفه بالفكر السياسي الدولي أهميتهفهو مدخلا حضاريا تاريخيا مجال أساسي الستكمال األبعاد الحضارية لمنظور إسالمي،

كيف؟ تتضح اإلجابة في ضوء خبرة أكثر من عقد من الزمان بعد . ومعاصرا على حد سواء ).٢٠٠٨ - ١٩٩٦(نشر مشروع العالقات الدولية في اإلسالم

إن مشروع العالقات الدولية في اإلسالم ثم عملية بناء المنظور الذي قامت على ذه الحلقات المتتالية تؤكد أن مشروع العالقات الدولية في اإلسالم لم نتائجه قد أبرزا كيف أن ه

يكن مجرد بنية تحتية لبناء منظور إسالمي، ولكن يساهم أيضا في تأسيس حقل جديد في مجال ، وهو حقل تساهم فيه حقل الدراسات الحضارية الدوليةدراسة العالقات الدولية، يمكن وصفه

.انب فروع علم السياسة ذاته، ولكن من منظور حضاري إسالميفروع معرفيه متعددة إلى جة العالقات الدولية في اإلسالم نكون قد حققنا تراكما مقارنة بمداخل أخرى لدراس ،وبذا

ولعـل أهـداف مشـروع ). مداخل فقهية وشرعية وقانونية سواء بأقالم عربية أو استشراقية(منذ البدايـة علـى أن أهـداف منظـري السياسـة العالقات الدولية في اإلسالم كانت واعية

ومنهاجيتهم البد وأن تختلف عن أهداف مداخل معرفية أخرى اهتمت أيضا بالعالقات الدوليـة .)٥٧(أو القانون أو التاريخ أو الفلسفة الفقهكموضوع من موضوعات الشريعة أو

Page 40: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٠

عقد من طيلة هر اإلسالمي الذي تم االجتهاد حولوبالفعل، فإن خصائص المنظو منظورا حضاريا -األخرىومنظورات العلم مقارنة بخصائص-الزمان لتبين، كيف أنه يمثل

للنقـائص -من واقع خبرة حضارية إسالمية-هذا التراكم بويستجي. يحقق تراكما في الحقلين فـي مشترك -التي كشفت عنها نتائج عملية مراجعتنا النقدية لحال المنظورات الغربية للعلم

ذلك مع تيار مهم جديد هو التيار الغربي النقدي، وإن اختلفنا عنه في جانب آخر علـى نحـو يبرر وصف المنتج بأنه منظور حضاري، وذلك على ضوء نتـائج مراجعتنـا لحالـة العلـم

). السابق عرضها(بأنه منظور قيمـي، ولكـي نزيـده وإذا كنا نصف منظور إسالمي للعالقات الدولية

وحا مقارنة بغيره من منظورات قيمية أخرى على صعيد العلم، فيمكن القول، أيضا، إنـه وضفغالبا ما يبرز فـي . منظور حضاري إسالمي، وذلك تمييزا له عن المنظور الفقهي اإلسالمي

كمـا سـنرى (التي تصدت لنظرية العالقات الدولية في اإلسالم -األذهان وفي معظم األعماللو أن العالقات الدولية في اإلسالم هي مجرد فقـه األحكـام أو فقـه المبـادئ كما -)الحقا

في حين أن الشريعة اإلسالمية أكثر اتساعا من هذين المجالين فقط، وانطالقا أيضـا . واألسس .من القرآن والسنة، فهي تتضمن أيضا القيم والسنن

ضـع اللبنـات األولـى منـذ و -أي نحو منظور حضاري -هذا المنحنىولقد تبلور وذلك مع المداخل المنهجية للتعامل مع مصادر تأسيس . لمشروع العالقات الدولية في اإلسالم

، والفقه )القرآن والسنة( وهذه المصادر هي األصول . وبناء منظور إسالمي اجتهادي معاصرممارسة –ة التاريخ وكذلك المداخل المنهجية لدراس. )٥٨(وتاريخ العهد النبوي والخالفة الراشدة

باعتبارها مصادر مكملة للمصادر التأسيسية، وهي وإن انطلقت من الوحي أيضـا، )٥٩(-وفكراأو المصـادر ) القـرآن والسـنة (إال أنها بالطبع ليست على نفس مستوى المصادر التأسيسية

أمـا . ا نماذج قياسيةالبنائية األساسية أي الفكر الفقهي العام، وخبرة الخالفة الراشدة باعتبارهمفهي مصادر متغيرة، ومن ثـم -ممارسة وفكرا-المصادر البنائية المكملة وهي خبرة التاريخ

هي مصادر الختبار السنن والقيم سواء فعلا وممارسة أو الختبار كيفية إدراك المسلمين لهـذه .)٦٠()التغير وشروطه(السنن والقيم

التأسيسية والمصادر البنائية واالختبارية، إنما بعبارة أخرى، فإن الجمع بين المصادريقدم توجها أكثر اتساعا من التوجهات التقليدية التي تنطلق من أحد هذه المصادر أساسا لتقدم

.إلخ عن العالقات الدولية في اإلسالم... أما رؤية فقهية أو تاريخية أو الجزء الثاني عن القيم كمدخل ومن ناحية أخرى فإن بناء المشروع في كلياته ابتداء ب

إلى المداخل المنهجية لمصادر التأسيس السابقة )٦١(لدراسة العالقات الدولية في اإلسالم وانتقالا .اإلشارة إليها، إنما يدعم من توضيح هذا المنحنى للمشروع، أي السعي نحو منظور حضاري

Page 41: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤١

ة جامعة لجهود المشروع هو بمثابة قراء) القيم(فلقد كان الجزء الثاني من المشروع ونتائج أجزائه، لذا فهو يقدم خالصه شاملة لرؤيته االجتهادية المعاصرة ذات الطابع الحضاري الكلي، حيث يؤسس هذا الجزء لرؤية المشروع باعتبار الدعوة كأساس للعالقة بين

السلم المسلمين والعالم، وما يترتب على ذلك من رؤية للدولة، ولألمة وللجهاد وللحرب و .وغيرهم من القضايا والمفاهيم واألبعاد

بما قدمه ) الجزء الثالث(كما أن تدشين المداخل المنهاجية لدراسة المصادر التأسيسية سيف عبد الفتاح عن الرؤية القرآنية، يستدعي التوقف لشرح المقصود بجذور هذا المنحنى .د

فإن الرؤية القرآنية عن ،)٦٢( سيف.فوقف طرح د. الحضاري للمنظور الذي سعينا لتقديمهالعالقات الدولية ليست في آيات األحكام فقط ولكن أيضا في الرؤية الكلية لإلنسان والكون

وهذه الرؤية القرآنية هي التي تمكننا من الخروج من دائرة المدخل الفقهي . والحياة والزمانإلى المدخل الرحب ) سالم فقطالذي يتمحور حول قضايا إدارة الحرب أو ال(الجزئي المحدود،

الحضاري الذي يستدعي كل أنماط التفاعل الحضاري التي تتمحور حول مراكز أخرى وليس تؤصل وتؤسس -منذ البداية -وبذا تصبح الرؤية القرآنية. فقط القتال والحرب وتحقيق السالم

".رؤية للنظام العالمي" لرؤية للعالقات بين األمم تلك التي تسمى اآلن سيف أنه لسنا نحن الذي أسسنا للقراءة المتميزة ضد فقه تقسيم دار السلم .فمثلا يرى د

بل . وهم الذين ينقدوه وينقضوه ويتهمون به المسلمين) كما يقدمها المستشرقون(ودار الحرب أن رؤاهم الحديثة هي التي أسست هذه المعايير االستئصالية الصراعية المادية، الضيقة

. سقطوها عليناالمصالح، وأسيف عبد الفتاح، وفي .بعبارة أخرى، وانطالقا من هذه المحطة األولى التي قدمها د

ضوء القراءة المتراكمة للمشروع ونتائجه وما تاله من أعمال، يمكن أن نؤكد اآلن أن ثم قدمنا رؤية - المشروع أعاد قراءة كل ما سبق من اجتهادات، وفي ضوء فقه واقع امتنا

وفق منهاجية محددة المعالم وبواسطة متخصصي علوم سياسية وليس فقه شرعي أو جديدة، .فقه قانوني دولي فقط

إذن قدمنا رؤية تأصيلية بنائية وليست اعتذارية أو تبريرية دفاعية، أسسنا لها بعمل . جماعي انطلق من رؤى نقدية سواء لمنتجات العلوم الغربية أو العلوم الشرعية ذات الصلة

هذه العملية التنظيرية الممتدة المتعددة المستويات، بقدر ما تمثل بنية تحتية لبناء منظور أن كما قدمنا في المجموعة األولى من الدوافع (إسالمي مقارنة مع منظورات العلم األخرى

دولي، ، إال أنها تمثل في حد ذاتها عملا متكاملا تأصيليا بنائيا في مجاالت القانون ال)واألهدافالنظرية السياسية، نظرية العالقات الدولية ومن ثم فإن المشروع بقدر ما كان نتاج تفاعل حي

Page 42: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٢

بين عدة تخصصات ومجاالت معرفية، فهو كان أيضا بمثابة إضافة وتراكم على صعيد كل :من المجاالت التالية

ية من مدخل العالقات الدولية في نظرية الدولة اإلسالمية أو نظرية الدولة اإلسالم، قواعد السلم والحرب في )٦٤(، المصادر اإلسالمية في التنظير السياسي)٦٣(العالقات الدولية

، )٦٧(، التاريخ والتغير النظمي الدولي)٦٦(، القيم في النظرية السياسية الدولية)٦٥(اإلسالم .)٦٨(والتحليل النظمي للتاريخ اإلسالمي

، ليس )وهي الفكر السياسي الدولي(لغائبة يبرز الدافع الستكمال الحلقة ا ؛ولهذا كلهسنوات، ولكن ألن هذه الحلقة ١٠فقط لمجرد استكمال ذلك البناء المتعدد الطوابق بعد انقطاع

في المنظور اإلسالمي وتؤسس " الحضاري"الغائبة هي التي ستراكم في توضيح وشرح صفة بذولة طوال عقد مع الجهود الم، و١٩٩٦لها، وعلى نحو يتراكم مع المنطلقات المنشورة منذ

لماذا؟ وكيف؟): كما سبق التنويه (تالي وحتى اآلن الكلية في األبعاد السياسية واالقتصادية )٦٩(- عامة بصفة- إن المقصود بالحضاري

وغيرها، والشمول في الرؤية بين التاريخ، والراهن، والمستقبل؛ والتعدد في المستويات ما بين الوحي والعقل، القيمة والواقع، (جمع بين وليس التضاد بين الثنائيات الجزئي والكلي، وال

).إلخ... الثابت والمتغيرفأن هذه الرؤية . وهذا المفهوم عن الحضاري هو تجسيد للرؤية الكونية اإلسالمية

هي مدخل مجمع للمجاالت المعرفية وهي رؤية )٧٠(الكونية اإلسالمية كرؤية من رؤى العالمولقد عكستها رؤى ومنظومة أفكار العديد من مفكري ورموز اإلسالم في . ريةتعارفية حضا

. )٧١(من أبرز من قدموا هذه الرؤية الحضارية العمرانية" وكان ابن خلدون. "عصوره المختلفةومن ثم، فإن دراسة الفكر السياسي اإلسالمي من مدخل العالقات الدولية ومن ثم إخراج ما

دولي يهدف إلى تحقيق عدة غايات، انطالقا من هذا اإلطار الكلي يسمى الفكر اإلسالمي ال :السابق شرحه وتتلخص هذه الغايات في اآلتي

تقديم األطر العامة التي أحاطت بإنتاج الفقه اإلسالمي، ومن ثم - ١فإن الفقه . المساهمة في فهم كيفية تطوره باعتباره نتاج التفاعل بين النص وبين الواقع

ره والحركة والممارسة في تطورها لم ينطلقا من فراغ ولكن من الشرعي في تطوداخلي وخارجي، ومن ثم فهما وإن لم يعدا ... إطار سياسي واجتماعي واقتصادي

إال أنهما يستندا إلى إطار فكري وإن لم يقدماه -بالمعنى الواسع-أعمالا فكرية للتعبير عن الواقع القائم كما أما األعمال الفكرية المباشرة فهي التي تتصدى . مباشرة

.يدركه صاحب الفكر وانطالقا من إطاره المرجعي

Page 43: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٣

يقدمون نتائج اختبارهم لسنن -على اختالف مداخلهم- وحيث إن المفكرين المسلمين، وعبر نماذجه -وقيم وأحكام اإلسالم في واقع الحياة، فإن دراسة هذا الفكر في تطوره

عن " الفقه الشرعي"ما هو أكثر من -يا يساعدنا على اختباريقدم لنا فكرا حضار -المتنوعةالعالقات بين المسلمين والعالم، أو عن العالقات بين المسلمين أنفسهم أو عن أحوال المسلمين

.ذاتهميساعد على فهم المفاصل -كفكر حضاري-ومن ثم، فإن دراسة الفكر اإلسالمي

تفاعلها مع اآلخر، أو فيما بين مكوناتها أو فيما التاريخية التي مرت بها األمة، سواء فييتصل بأوضاعها الداخلية، بل ويساعد على اختبار مدى صحة بعض المقوالت االستشراقية الزائفة عن طبيعة الرؤية اإلسالمية للعالقات الدولية، باعتبارها رؤية صراعية تقوم على

خية الفكرية، من خالل مقارنتها مع فإن هذه المفاصل التاري. العنف والحرب ورفض اآلخرنظائرها، على صعيد الحركة في التاريخ اإلسالمي، البد وأن تقدم لنا خريطة عن منعطفات

ومرتفعات ومنخفضات فكر المسلمين التعارفي أو التدافعي، وكيف ولماذا؟ وحالة الجداالت بين الخطابات حول العالقات بين اإلسالم - أن واقع األمة الراهن- ٢

والغرب، تحتاج لتحديد وضعها على خريطة تطور الفكر اإلسالمي الدولي من حيث .االستمرارية والتغير، بل من حيث العوامل المؤثرة والمشكلة لهذه الحالة

فهل كان الغرب حاضرا دائم بهذا الثقل في فكر المسلمين عبر تاريخهم؟ فإن ما س في شكل فوضى المفاهيم وأزمة للفكر يحيط باألمة من تحديات خطيرة اآلن إنما تنعك

فاالحتالل أضحى حرب عادلة وحرب تحرير والدفاع عن النفس والمقاومة . اإلسالميأضحت عدوان وإرهاب وعلمنه اإلسالم أضحت تجديد للخطاب الديني، والتربية المدينة

...أضحت الال عنف والتسامح والسالم لذواتهم الحكومة الرشيدة أضحت البرجماتيةوليس على مجرد فكر أو " اإلسالم"وفي نفس الوقت الذي يتزايد فيه الهجوم على

ممارسات المسلمين، يزداد جلد المسلمين لذواتهم مصحوبا بغياب رؤية واضحة بل تتعدد عن كيفية الخروج من األزمة، ناهيك عن الفكر اإلسالمي والحركات - الرؤى وتتصادم

في صفوف - باستثناء من تحالف مع النظم والحكومات -اإلسالمية يقعوا في معظمهمغير (وإذا جمع بينها وبين القوى الفكرية والحركية المعارضة األخرى . المعارضة .مناطق مشتركة فسيظل يفرق بينهم فجوات ليست باليسيرة) اإلسالمية

وإذا كانت أزمة األمة أزمة فكرية باألساس، وإذا كانت هذه األزمة الفكرية تعكسأيضا أزمة األمة، فمما الشك فيه أن قراءة فكر األمة الدولي في تطوره يساعد على متابعة وتكييف مراحل صعود وهبوط األمة وأسباب القوة والضعف مقارنة باألمم

كما يساعد على فهم كيف تطورت مسائل وتفاصيل هذه القضية الكبرى عبر . األخرى

Page 44: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٤

والثقافي والسياسي؟ وبين - ل العالقة بين الدينيتاريخ المسلمين؟ ومن أهم هذه المسائ ).كما سنرى الحقا في الجزء الثاني(اإلصالح، ووحدة األمة، واستقاللها الخارجي

في مواجهة فوضى المفاهيم وحرب األفكار والقلوب التي أعلنها الغرب على - ٣الستعمار وما اإلنسان المسلم في عصر العولمة، وبعد أن خاضها مع النخب في مرحلة ا

بعده، وفي مواجهة جلد الذات، نحتاج لتجديد فكري، وحرب مضادة فكرية، كغاية في حد ولكن األهم نحتاجهما . ذاتهما، على اعتبار أن أزمتنا أزمة فكرية وليست مادية فقط

ومن ثم، فإن افتقاد أساليب الحركة . أيضا كسبيل نحو بناء حركة إصالح وتدافع رشيدةلحاجة لالنتقال من مجرد طرح األفكار والرؤى، إلى تحديد استراتيجية الحركة الناجحة وا

ووضع برامج وخطط التنمية، جميعها من األمور التي تدفع للتساؤل هل كان غيابها أيضا وراء فشل برامج اإلصالح المتنوعة عبر ما يزيد عن القرون الثالثة األخيرة من

الفكر للفكر اإلسالمي الدولي حالة الفكر إلى حالة عمر األمة؟ بعبارة أخرى، هل تخطى الفكر للحركة؟ وأخيرا إذا كانت خصائص الواقع الراهن كانت المنطلق لطرح التساؤالت السابقة عن أهمية القراءة في الفكر الدولي اإلسالمي، فإن مرجع ذلك هذا التكامل في

فكما لتاريخ الممارسات دوره في . الرؤية اإلسالمية بين التاريخ، والحاضر، والمستقبل .التدبر، فإن لتاريخ األفكار والمواقف الفكرية والرؤى الحضارية دورا ال يقل حيوية

مفاد القول عن هذه المجموعة من الدوافع واألهداف الخاصة بدراسة الفكر :اإلسالمي كمرآة ألوضاع األمة عبر تطورها التاريخي اآلتي

لألمة اإلسالمية والعالم ليست قضايا ) الخارجية(ة أن قضايا العالقات الدوليقضايا أخرى -بحكم الرؤية القرآنية-الحرب والسالم فقط ولكنها أكثر اتساعا لتضم ، حيث تتداخل وتتشابك وتتقاطع أبعاده تتصل بالمجال الحضاري اإلنساني بصفة عامة

ن االقتراب من هذه القضايا وبالمثل فإ...). مثل التعارف، العمران، التدافع(وموضوعاته ال يكون من خالل مستوى األحكام الفقهية فقط، والتي تتصل -بأوسع معانيها–الحضارية

في معظمها بوقائع وبزمان ومكان محدد، ولكن يتم االقتراب منها أيضا من مستويات أكثر ).لرؤية الكليةا(كلية وهي المقاصد والسنن والقيم والمفاهيم انطالقا من التأسيس العقدي

ي فقه الواقع ولهذا، فإن رؤية فكرية عن تغير أحوال الناس وكيفية إدارتها تستدعضوء الرؤية الكلية اإلسالمية ليس من أجل أحكام فقهية جديدة فقط، تتصل بجزيئات في

" األحوال"محددة مطلوب الحكم أو الفتوى فيها ولكن من أجل تقديم رؤية كلية فكرية عن المسار الفكري "ومن ثم فإن ما يمكن وصفه -البينية والخارجية-ها الداخلية، من مداخل

ال يقل أهمية عن المسار الفقهي الشرعي الممتد " الحضاري الممتد والمترابط الحلقاتإال أن . كما سبق التنويه- ؛ ألن الفكر ليس هو مجرد فقه األحكام المترابط الحلقات أيضا

Page 45: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٥

ا سنجد كما سنرى الحقا أن المدخل الفقهي هو واحد بين عدد ولهذ(كالهما ال ينفصالن ). من مداخل دراسة الفكر اإلسالمي

فإن حالة أزمة الفكر اإلسالمي المعاصر، وخاصة من حيث : بعبارة أخيرةترفض أن تأخذ تأثيرات الغرب في (استقطابها بين ثنائية ما يسمى اتجاهات تقليدية

تتكيف مع أو ترضخ لضغوط الواقع ومن ثم (جاهات حديثة من ناحية، وبين ات) حسبانها، من ناحية أخرى، هذه الحالة )أو تبريرية أو دفاعية اعتذاريهتفرز مجرد خطابات

االستقطابية الحادة تتطلب استجابة بنائية تتجاوز االتجاهين السابقين بحيث ال تحكم الواقع ا من قواعد وأسس ومبادئ الرؤية أو تقتحمه ولكن تعتبره لفهمه ثم لتغييره انطالق

اإلسالمية الكلية وأحكامها العامة، وليس من منطلق قواعد قوانين الغرب المستحكم حتى إن هذه . ولو باسم الحاجة الجتهاد جديد ومعاصر يستجيب لتحديات ضغوط الواقع

نة، ال تقوم في فراغ أو من خصائص اللحظة الراه - المشار إليها–االستجابة البنائية ولكنها البد وأن تعي وتتدبر تطور المسار الحضاري للفكر اإلسالمي بأوسع معانيه المجسد لرؤية العالم اإلسالمية والعاكس لخصائص الثقافة والحضارة اإلسالمية والمعبر عن مدارس التفسير اإلسالمي للتاريخ، وهذا الفكر الحضاري ليس الفكر الفقهي فقط كما

الفكر الحضاري هو ترجمة لتوسيع نطاق الشريعة إلى ما هو أكثر من أن االهتمام بهذا والتراث الضخم الذي يرتبط بها هي من األهمية بمكان –تلك األحكام . األحكام الفقهية

بحيث ال يجب الخوض فيها دون تبصر ورؤية تقود إلى شطط اإلسقاط لكونها تاريخية أو .كس إلى الجمود خوفا من التجاوزتقود إلى فوضى التأويالت أو تقود على الع

إن استكشاف هذا المسار الحضاري للفكر اإلسالمي إنما هو نتاج اإلطار النظري لية في اإلسالم، والذي أصل له والمدخل المنهاجي واإلطار المرجعي لدراسة العالقات الدو

. سالمسيف الدين عبد الفتاح في جزئين من أجزاء مشروع العالقات الدولية في اإل.دالمداخل المنهاجية للتعامل مع المصادر اإلسالمية : والجزء األول من هذين الجزئيتين(

والجزء الثاني هو البناء المعرفي المنهاجي . التأسيسية لرؤية إسالمية للعالقات الدوليةوكال ) النظري الفكري الذي قدم من خالله مدخل القيم لدراسة العالقات الدولية في اإلسالم

زئين تأصيلا علميا أكاديميا إسالميا من مدخل الرؤية للعالم والمقاصد والسنن والمفاهيم الج .وليس الفقه فقط

فإن االهتمام بالمسار الفكري الحضاري اإلسالمي يحقق ثالثة أهداف عليه، وبناءالفقه تربط بين النظرية والفكر والواقع، وتربط بين األصول والفكر والواقع، وتربط بين

وهذه ).تاريخا وراهنا(تربط بين الحركة والفكر والواقع : والفكر والواقع، وأخيراالرؤية للعالم، (بيان كيفية تأثير النموذج اإلرشادي اإلسالمي : األهداف هي من ناحية

Page 46: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٦

فمهما تنوعت روافده ومداخله . على خصائص الفكر اإلسالمي الكلية) والنموذج المعرفيتجسير الفجوة لدى : ومن ناحية ثانية. يظل هناك رابط وسمات مشتركة عبر التاريخ

البعض بين التنظير للعالقات الدولية من منظورات علم العالقات الدولية وبين التنظير من : ومن ناحية ثالثة. منظور إسالمي على اعتبار أن األخير ليس إال تراثا فقهيا وتاريخيا

بدون تسكينها في مسار -من رؤية إسالمية-اهن ال تكتمل التدبر في أوضاع الواقع الر .تطور تاريخ هذه األوضاع وتاريخ الفكر المرتبط بها

وفي نهاية المطاف، فإن هذه المتابعة لتطور مسار الفكر الحضاري اإلسالمي يساعد على صياغة خطاب إنساني إسالمي معاصر يمثل تجسيرا للفجوة بين خطاب

الذي يعبر عنه خطاب الفسطاطيين الذي هو ترجمة معاصرة بدون الصراع واالنقسامروح لخطاب تقسيم الدارين، ولكن بدون روحه وبين خطاب االستسالم واإلذعان الذي

بعبارة . يعبر عنه خطاب ثقافة السالم والتسامح والذي يرتدي زي االعتذار والدفاعما يساهم على فهم أسباب أخرى، فإن فهم تطور مسار الفكر الحضاري الدولي بقدر

االستقطاب الثنائي وحدته بقدر ما يساعد أيضا على فهم السبيل للتغلب عليه وكسر وهذا الخطاب الجديد يقدمه التيار . اجتراره السلبي وإنتاج خطاب إنساني إسالمي معاصر

الرئيسي السائد في الجماعات الوطنية وعلى صعيد أرجاء األمة ويجب تفعيله وتشغيلهباعتباره أسلوبا بنائيا نحو التغيير الداخلي ونحو مواجهة العدوان واالعتداء الخارجي وباعتباره أيضا استجابة فاعله في مواجهة تحديات الواقع الراهن، سواء المتصلة بكل من

فال يمكن الفصل بين هذين النمطين من . الظروف الهيكلية أو البيئية الثقافية على حد سواءما يسمى األبعاد الخارجية : فعلى سبيل المثال. دي عند تصميم االستجابة البنائيةالتح

أو ما يسمى االمتدادات الخارجية للحركات اإلسالمية الجهادية أو ما " للتطرف اإلسالمي"مردها القراءة (بأسباب ثقافية -وليس تبريره–ال يمكن تفسيره " اإلرهاب العالمي"يسمى

مردها أوضاع (فقط أو بأسباب هيكلية فقط ) الم من غير المسلمينالخاصة لموقف اإلس، فإن )االستبداد والظلم الداخلي والخارجي ضد المسلمين دينا وقيما ونظما وتاريخا وقضايا

عبر - إن النماذج الفكرية والتاريخية المتنوعة . الجانبين متصالن ويغذي كل منهما األخربد وأن تقدم لنا الدالالت على هذه الرابطة وتأثيرها على ال - مسار الفكر الحضاري للدول

.خالل المراحل الزمنية المختلفة - الفقهية والفكرية والسياسية- نمط الخطابات :خالصة القول

وقد سبق وحددنا فإن أهداف القراءة في مسار تطور الفكر الدولي اإلسالمي، تنطلق من حالة علم العالقات الدوليةا إنم )٧٢(أهداف القراءة في التاريخ السياسي الدولي: ومما ال شك، فيه أن هذه الحلقات الثالثة. وحالة األمة اإلسالمية على حد سواء

Page 47: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٧

النظرية، الفكر، الواقع هي حلقات متصلة ويقع الفكر كجسر رابط بين الحلقتين األولى .والثانية

أهداف القراءة في ونكتفي في هذا الموضع بهذا القدر من اإليضاحات عن دوافع ومجال الفكر السياسي من مدخل العالقات الدولية لتقديم خريطة ما يمكن وصفه بالفكر

سواء من أجل المساهمة في بناء األبعاد النظرية -السياسي الدولي ومنظومة مفاهيمه لدراسة العالقات الدولية من منظور مقارن أو سواء من أجل استكشاف مالمح المسار

إلى خصائص خطاب حضاري إنساني إسالمي طور الفكر اإلسالمي وصوالحضاري لتالحول وضع األمة اإلسالمية في العالم المعاصر فهو خطاب أو رؤية بين -معاصر

متنوعة أخريات سابقات عليها في ظل ظروف.

Page 48: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٨

المنهاجية اإلشكاليات: كر السياسي اإلسالميمنهاجية االقتراب من الف -٣ )٧٣(مقترحواإلطار النظري ال

من المدرسة البنائية النقدية الغربية الـذين اهتمـوا –إذا كان منظرو العالقات الدولية - عالقات الدولية في الفكر السياسـي عدة لدراسة ال قدموا اقترابات -بالنظرية السياسية الدولية

قـد اسية وإذا كان بعض علماء النظرية السياسية في الجماعة المصرية للعلوم السي. كما رأيناعامـة، قدموا بدورهم اقترابات من التراث السياسي اإلسالمي كمصدر للتنظير السياسي بصفة

كما سبق - العالقات الدولية عملة ذات وجهينوإذا كان هدف الرجوع للفكر اإلسالمي لدراسة وما الـذي كيف؟. ورأينا، إال أنه يظل هناك حاجة لتصميم إطار نظري لتحقيق هذين الهدفين

لدراسة العالقات الدولية في الفكر السياسي -السابق طرحها–يميز هذا اإلطار مقارنة باألطر الغربي؟

بحثـا هو مراجعة األدبيات ذات الصـلة في تصميم هذا اإلطار الخطوة األولى -أالبعد الخارجي لظـاهرة السـلطة فـي الفكـر السياسـي "عن كيفية اقتراب الباحثين من

ثالثوتطلبت هذه الخطوة . من البعد الفكري اإلسالمي للعالقات الدولية ، وكذلك"اإلسالمي :عمليات

أدبيات عن تقويم ،من ناحية :العملية األولى رصد وتصنيف األدبيات كاآلتي - حالة دراسة الفكر اإلسالمي بصفة أخرى، . خاصة عامة والفكر السياسي بصفة ومن ناحية

) عن مسار الفكر اإلسالمي وخصائصه(عربية سواء الكلية منها الدراسات االستشراقية أو الموضـوعات أو الجزئية منها والنوعية عن فترة زمنية محددة أو مجموعة من الشوامخ أو

دراسات تحت عنوان العالقات الدولية في اإلسالم، ومـن ناحيـة :بعينها، ومن ناحية ثالثةبين المسلمين وغيرهم، وأخيـرا دراسـات دراسات عن الرؤى الحضارية المتبادلة : رابعة

مباشرة عن العالقات الدولية في الفكر السياسي بصفة خاصة عامة واإلسالمي بصفة. أسئلة كبرى تنبنـي علـى الـدوافع القراءة في األدبيات على ضوء: العملية الثانية-

:واألهداف النظرية والفكرية وتتلخص هذه األسئلة في اآلتيهتمام مصادر الفكر اإلسالمي بالعالقات الدولية لألمة كيف جاء نمط ا .١

...) السلطة، والعالقة، بين الحاكم والمحكوم(الداخل عبر مراحل تطورها؟ فهل حظي باألولوية؟ ومتى بدأ يصعد االهتمام بالخارج؟ وكيف جاء نمط هذا االهتمام؟

: رىثالث مجاالت كب: باآلخر ةاألمة، العالق نالنموذج الداخلي، كيا .٢في ) فكرا وممارسة(كيف ظهرت الرابطة بينهم في مراحل تطور التاريخ اإلسالمي

ابتداء من القوة والشهود ووحدة األمة في دولة واحدة والفتوح -ظل تطور كل منهم

Page 49: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٤٩

تجاه اآلخر إلى بداية الضعف وظهور الالمركزية ثم التعددية السياسية على صعيد دفاع في مواجهة اآلخر، وصولا إلى التدهور األمة مع توقف الفتوح وبداية ال

والضعف والجمود الداخلي وتحول التعددية إلى تجزئة في ظل هجوم على واستقطاع من أرجاء األمة وحتى سقوطها؟ كيف عبر الفكر اإلسالمي عن هذه الثالثية في

بوط تطورها؟ وأيهم كان له األولوية أكثر من اآلخر في تفسير أسباب الصعود ثم اله وإمكانيات الصعود من جديد؟

كيف يقدم مضمون هذا الفكر مادة للتنظير حول جذور األبعاد النظرية .٣الفواعل، العمليات، القضايا، ومحركات (لدراسة العالقات الدولية من منظور إسالمي

وكذلك كيف يساهم في عملية بناء المفاهيم؟ إال تقدم النماذج الفكرية ) العالقات تي تناولت مفهوما محددا للذاكرة التاريخية لهذا المفهوم؟المتنوعة ال

كيف نرصد التطور في الرؤى أو التنوع في االتجاهات حول القضايا .٤الكبرى للفكر الدولي ومجاالته؟ وكيف نفسر هذا التطور في الرؤى عبر المراحل أو

العالقة بين التنوع في االتجاهات خالل المرحلة الواحدة؟ ومن ثم هل يمكن رصد نمطهذا التطور الفكري وبين التطور الفقهي وبين طبيعة المرحلة التاريخية؟ ولهذا، فإن

ال ينفصل عن ) من خالل الرموز والشوامخ والمجددين(تحديد مفاصل للتطور الفكري .تحديد مفاصل التطور النظمي التاريخي

فوكي كيف يتم تقسيم مراحل تطور الفكر اإلسالمي،: وقبل هذا وذاك .٥يتم تصنيف مصادره أو مداخله؟ بل كيف يتم تحديد نطاقه وأنواعه؟ ومن ثم ما هو

وهل تستوي جميع المصادر والمداخل واألنواع . الفكر السياسي وما هو غير السياسيمن حيث األهمية لدراسة العالقات الدولية، أم تتكامل مع بعضها؟ فهل يكفي محور

نه في الفكر، أم أن طبيعة العالقات الدولية من منظور القضايا السياسية فقط للبحث عإسالمي أي باعتبارها أكثر اتساعا من مجرد العالقات السياسية وأكثر اتساعا من

وفق خصائص منظور حضاري إسالمي -مجرد العالقات بين الدول فقط تفترض ألمم تتجاوز للتفاعالت بين االبحث في مضامين أخرى - لدراستها وأبعاد هذه الدراسة

.المعنى التقليدي للعالقات ونطاقه، وتمتد إلى األبعاد الحضارية

ثم أدت القراءة الثانية المعمقة في مجموعات األدبيات إلى تحديد خريطة اإلشكاالت .المنهاجية التي تحيط بحاله دراسة العالقات الدولية في أدبيات الفكر اإلسالمي

كما (نجازه تساعد على تحديد أبعاد التراكم الالزم إومن ثم، فإن نتائج هذه القراءة ).السابق تحديدها(لتحقيق أهداف الدراسة ) ة من اإلطارالثالث سنقدمه في الخطوة

Page 50: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٠

:)٧٤(نتائج مراجعة األدبيات ومغزاها: العملية الثالثة -ة ممتـدة لم تكن عرضا شكليا تقليديا لألدبيات، فلقد كانت نتاج عملي القول إن المراجعة

ولقد تواصلت خـالل ). العالقات الدولية في الفكر اإلسالمي(، "الهم البحثي"زمنيا للتفاعل مع ولكن يقدم نموذجا بمعنـى الكلمـة، .متقطع هذه العملية القراءة لعدة سنوات، ولكن على نحو

كميـة على ما يجب أن تكون عليه مراجعة األدبيات، باعتبارها عملية منهاجيـة منظمـة، ترا مقارنة، نقدية تحليلية، تمثل في مجملها مدخلا مركبا في عملية بحثية تسعى إلحـداث تـراكم معرفي ونظري وموضوعي، وعلى نحو يفصح عن مالمح تيار أو مدرسة أو جماعة متميـزة

ذلك ألن هذه المراجعة طرحت أسئلة وقـدمت تعليقـات –منهجا ومضمونا –في هذا المجال جميعها كانت بمثابـة محطـات . نات، وولدت أفكارا وحددت مسارات بحثيةوبحثت في مقار

متراكمة بين جملة من المحطات المتوالية لما يزيد عن العقد من خبرة تفعيل مشروع العالقات ومن ثم كان وضع نتائج عملية القراءة على السطور بمثابة ترجمـة لمـا . الدولية في اإلسالم

.وعمق أصاب الرؤية من اتساعهذا الجزء، وقبل هذا وذاك فهو إن كل ما سبق يصب في عملية بناء إطار نظري في

حيث تبـين . يد من بلورة وتعميق كل من أسانيد دوافع الدراسة ومبرراتها وغاياتها وأهدافهايزفكر من واقع قراءتنا لألدبيات، أن العالقات الدولية بمثابة الحاضر الغائب في مضمون ال –لنا

الحاضر في ثنايا الداخل، الموضوع األساسي للفكر السياسـي : اإلسالمي، التراثي والمعاصرعن تناول الـداخلي وكـذلك " الدولي"أو ما نسميه " للخارجي"اإلسالمي، وكامتداد بدون فصل

أما الغائب فالمقصـود بـه كمجـال . بدون إعطائه الوزن الكافي من االهتمام مقارنة بالداخليالخـارجي أو لداخلي، وذلك بالرغم من صـعود وزن منفصل عن ا ز وليس بالضرورةمتماي

الدولي، سواء بصورة مباشرة أو حين تناول الداخلي نظرا للتزايد المستمر في تأثير الخـارج .على الداخل عبر الثالثة قرون األخيرة

ـ ) بالطبع(وبالطبع كان الفكر السياسي بصفة عامة، و اإلسالمي ة شـبه بصفة خاصباستثناء ما يتصل باسـتدعاء بعـض ". التنظير لعلم العالقات الدولية"غائبين أيضا عن عملية

.المنظورات الغربية للجذور الفلسفية لمقوالتها األساسيةوهكذا تتدعم مبررات دوافعنا في هذه الدراسة لتأسيس إطار نظري ومدخل منهـاجي

: مي، وحتى يحقق أمرينلدراسة العالقات الدولية في الفكر اإلسالالمساهمة في بناء منظور إسالمي للعالقات الدوليـة مقارنـة بمنظـورات :من ناحية

استكشاف مالمح المسار الدولي الحضـاري لألمـة مـن حيـث ومن ناحية أخرى؛أخرى، وفق –وهما أمران متالزمان . التواصل الحضاري واالستجابة الحضارية والوظيفة الحضارية

مي للعالقات الدولية، وقد ال يبدوان هكذا كما رأينا عند بعض منظري العالقـات منظور إسال

Page 51: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥١

الدولية الذين اهتموا بالفكر السياسي الغربي، كذلك فإن دراسة البعد الدولي في الفكر اإلسالمي هي دراسة للعالقات الدولية باعتبارها عالقة حضارية ذات امتدادات وهي جزء مـن مجـال

ومن ثم فإن هذا اإلطار النظري والمدخل المنهاجي يسـاعد فـي . الحضاريةأوسع للدراسات إعادة تعريف مفهوم العالقات الدولية باعتباره مفهوما حضاريا شاملا وليس سياسيا ضيقا، بـل سيساهم أيضا في إعادة تعريف مجال الدراسة بأكمله من منظور إسالمي حضاري على نحـو

فهو كلي ال يقتصر على السياسي فقط . حضاريااته باعتباره مجاالد نطاقه وموضوعيعيد تحديأي يجمع بين األبعاد المختلفة للعالقات وعلى نحو يتجاوز الثنائيات سواء بين المادية والقيميـة

وإذا كـان رافـد مـن . أو بين الثابت والمتغير، وعلى نحو يعكس الرؤية الكونية اإلسـالمية أيضا باألبعاد الثقافية والحضارية والدينية فما زالوا فـي معظمهـم الدراسات الغربية قد اهتمن منظورا حضاريا إنما يسكن كل بعد من أبعاد لسياسي أو أداه له إال أيوظفون الثقافي كرداء ل

ولذا فهو منظور كلي شـامل . الدراسة في مقامه وموضعه ويبحث في الروابط الوظيفية بينهموهكذا ومع هذه الدراسة عن البعد الدولي في الفكـر اإلسـالمي . تخطاهايتجاوز الثنائيات وي

تكتمل عملية رد االعتبار لألبعاد الحضارية والقيمية في دراسة العالقات الدولية من منظـور حضاري إسالمي، وهي العملية التي أسس لها وبدأ مشوارها مشروع العالقات الدوليـة فـي

.ئية في ضوء نتائجهاإلسالم وما تاله من أعمال بناوعلى هذا النحو يكون قد أسهم هذا المشروع، وما تاله من جهد علمي مـنظم، فـي استكمال عملية رد االعتبار لعلم السياسة بصفة عامة، من منظور حضاري إسـالمي، والتـي بدأت منذ أكثر من أربعة عقود على يد أجيال متتالية ابتداء بحامد ربيع ومنـى أبـو الفضـل

ة مجاهد، وصولا إلى فريق مشروع العالقات الدولية في اإلسالم، ولمجال الفكـر دور وحوريأساسي في هذا، فهو الذي يبلور ماهية التواصل الحضاري، واالستجابة الحضارية، الوظيفـة

بعبارة أخيرة تبلور االهتمام بدراسة العالقـات الدوليـة . الحضارية لألمة في الداخل والخارج" سالمي من مجرد وسيلة للتنظير إلى غاية في حد ذاته سعيا نحو تأسيس مجـال في الفكر اإل

، باعتباره مجال دراسة حضارية وليس مجال سياسي فقط، ونحو رسم "الفكر الدولي اإلسالميأي كيف أدرك المسلمون ذاتهم وغيـرهم والعالقـة (تطور المسار الحضاري للفكر اإلسالمي

) محدداتـه ونتائجـه (ويعد فهم تطور هذا المسـار ). ك والنظر؟بينهم وكيف تطو ذلك اإلدراخطوة الزمة وتأسيسية لصياغة مشروع نهوض حضاري معاصر، ينشغل به كثيرون ونخشى

ومن هنا أهمية استدعاء اإلشكاالت المنهاجية التي تفصل فـي . أن يكرر ما وقع فيه من قبلهم .شرح هذه المقوالت العامة وكيفية دراستها

Page 52: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٢

:تحديد اإلشكاليات المنهاجية: الخطوة الثانية في تصميم اإلطار النظري. اإلشكاليات على صعيد مجموعات من الثنائيات وهيكل العالقة بينهـا تلكتثور

وغاية اإلطار النظري هو تجاوز كل من هذه الثنائيات وجمع مكوناتها كمداخل متكاملة ).أي رؤية حضارية(لرؤية كلية

الـنمط، المصـادر، : مييز بين مجموعات من الثنائيات وفق معـايير يمكن الت .الوظيفة، المحتوى والمجاالت، االستمرارية والتغير

:وتطرح هذه المجموعة الثنائيات التالية: النمط - ١متى برز وزن البعد الخـارجي : إشكالية العالقة بين الداخل والخارج - أ ؟ في أعمال الفكر اإلسالمي وتمايزه

سالمي داخلي يركز ابتداء وجملة وتفصـيلا علـى ظـاهرة السـلطة هل فكر إوالعالقة بين الحاكم والمحكوم، وال يمتد إلى الخارجي إال بقدره امتدادا لممارسة السلطة

فكر إسالمي تناول الخارج منفصلا ومتمايزا عن الداخلي أو يستدعى هو من الداخل؟ أم قرنا؟ ١٤عليه، ومتى برز كل من النمطين عبر الداخل بقدر ما أضحى له تأثير متغلب

هل فكر فقهي عن أحكـام جزئيـة . الفقهي/إشكالية العالقة بين الفكري-ب محددة الزمان والمكان أم فكر حضاري كلي شامل يسع أكثر من الفقه ألن الشـريعة ليست أحكام فقهية فقط؟ وكيف نرصد العالقة بين الفقهي الشـرعي وبـين القيمـي

نني؟والس

إشكالية العالقة بين القديم والحديث وبين الفكر السياسي المباشـر : المصادر -٢ :وغير المباشر

هل مصادر تراثية في الفكر اإلسالمي أم مصادر حديثة ومعاصرة أيضـا -أتقليديـة (عن الفكر اإلسالمي، بل وكفكر في حد ذاته، هل مصادر استشراقية أيضـا

ولكن بأقالم مسلمة تناولت " غير إسالمية"ة مكتوبة من رؤى أو غير استشراقي) وحديثة فكر المسلمين؟

إلعادة القـراءة استكشـافا ) مفكرين+ نصوص(هل مصادر أولية تراثية -بلوضع ما يتصل بالعالقات الدولية؟ أم مصادر ثانوية عن تراث الفكر اإلسالمي تناولت

أبعادا دولية في هذا التراث؟ كار فقط أم المؤسسات والحركة أيضا؟هل تراث األف -جهل تراث الفقه السياسي أم فكر سياسـي معاصـر أم مصـادر متنوعـة -د

االقترابات من الفكر، تتسع لما هو أكثر من السياسي بالمعنى التقليدي، أي تتسع ألمور

Page 53: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٣

الرؤية للعـالم، فلسـفة التـاريخ، "مثل : ذات داللة لمعنى السياسي من رؤية إسالمية ."...ب، أدب الرحالتاألد

مصادر الشوامخ واألعالم أيا كان عصرهم؟ أم مصادر تتـوزع علـى -هـامتداد مراحل تطور التاريخ اإلسالمي الدولي؟ وهل التقسيم الشائع لعصور هذا التاريخ

هو األنسب لطبيعة الدراسة؟ أم يمكن االعتمـاد علـى تقسـيم ) الخ...أموية، عباسية(حل نماذج القوة أو الضعف، الفتـوح أو الـدفاع، الوحـدة أو موضوعي آخر وفق مرا

، سواء كانت في عصر أم آخر من العصور المتتالية؟...التعددية وهكذا أم ندرس مفكرين؟" نصوص"هل ندرس : وأخيرا -و

. الديني، والسياسـي، والحضـاري : إشكالية العالقة بين: محتوى الفكر ومجاالته -٣النموذج الداخلي للحكم والسـلطة، (الثة مجاالت كبرى للفكر اإلسالمي وإشكالية العالقة بين ث

).وبين األمة، ونموذج العالقة مع اآلخر) الدول(نموذج العالقة بين الدولة هل فقه شرعنه الملك العضود المتوارث أي له ما يبرره من القيام بوظيفة الجهـاد . أ

جتماعية على نحو يحقـق العدالـة والتكافـل وفي وجود الحريات المدنية وتوازنات القوى االـ ع أيضـا راالجتماعي من ناحية، وموازنة السلطة في أعلى من ناحية أخرى؟ أم هو فقـه ش

لمواجهة ظلم الحكام ونقدهم وعدم طاعتهم في معصية وإن لم يؤسس ويشرع لتداول السـلطة ما العالقة بـين فقـه ،رة أخرىوتنظيم هذا التداول وتقنين سبل حماية الحريات والعدالة؟ بعبا

؟فقه وظيفة ودور السلطة في الخارجو" السلطة في الداخل"فقه وحدة الخالفة ثم جواز إمارات التغلب، أي بداية التعددية السياسـية الدوليـة . ب

، أي في إطار خالفة المركزيـة، ثـم )األسر الحاكمة كوحدات سياسية دولية في دار اإلسالم(األمـة ابتـداء –الدولـة –دول قومية مستقلة في مقابل فقه عالقة الجماعة فقه التجزئة بين

وليس فقه الدول واألسر والحكام فقط؟هل فقه الحرب والسالم والجهاد أم فقه وفكر بنـاء القـوة الحضـارية الشـاملة . ج

بعناصرها العسكرية وغيرها؟ وهل الحرب أو السالم كأصل للعالقات بين المسلمين وغيـرهم ؟"الدعوة"أم أنماط التفاعل الحضاري سلما أو حربا انطالقا من أصل حضاري ممتد أال وهو

إشكالية العالقة بين التراث الفكـري وبـين التنظيـر : وظيفة تراث الفكر ودوره -٤والرؤى الفكرية، إشكالية العالقة بين الفكر والحركة، إشكالية العالقة بين الفقه والفكر والواقـع

.)التنظير إلى الحركة إلى االستمرارية أو التغيرمن (رؤيـة للعـالم، : نموذج إرشـادي ( "Paradigm"دور تراث الفكر في بناء منظور. أ

أم بناء رؤى فكرية عن الظاهرة الدولية علـى مـدى ) مقوالت+ منهاجية +نموذج معرفي

Page 54: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٤

ماذا برز وزن البعد متى، وكيف، ول: تطورها في ضوء هذا المنظور، وعلى النحو الذي يحدد الدولي متمايزا عن الداخلي أو منفصلا عنه؟

جذور فكرية وفلسفية ألبعاد الدراسة النظرية، أم بناء المفاهيم اإلسالمية والمفاهيم . ب المقارنة بين المنظورات؟

التراث والتنظير السياسي الدولي المعاصر، أم التـراث واستكشـاف رؤى فكـر . جريخ األمة وموقعها من مشروع بناء األمة ونموهـا وتعثرهـا وإعـادة دولي عبر تا يحضار

نهوضها؟تراث الفكر وأشكاله الحديثة والمعاصرة معمل لدراسة تاريخ األفكار فقط أم تاريخ . د

الفكر الحركي أيضا وكيف نربط بين تاريخ األحداث والوقائع والمفاصل وبين نظائرها علـى امتدت نصوص فكرية أو مفكرون إلى ما هـو أكثـر مـن صعيد الفكر؟ بعبارة أخرى، هل

علـى أرض الواقـع " الحركة"المواقف والرؤى الفكرية العامة والكبرى إلى تشخيص وتحليل وتدبر برامجها وإجراءاتها المطلوبة لتحويل المشـروعات الفكريـة الكبـرى إلـى خطـط

؟استراتيجية للحركة وبرامج وإجراءات من أجل اإلصالح والتغييرإعادة تدوير ما يتم تناقله من اتجاهات الفقه والفكر التراثي بدون تحديـد الغايـة . هـ

باستثناء اإلعادة في حد ذاتها لالحتفال والذكرى أو الدرس؟ أم إعادة –من وراء إعادة القراءة بأشـكاله (قراءة تراث الفقه والفكر من أجل أهداف النقد الذاتي والتجدد الـذاتي الحضـاري

، وأيضا من أجل تقديم قراءة تعتمد على منهاجية جديدة تستطيع الجدال مع )االته المتنوعةومجالدراسات االستشراقية الحديثة؛ حيث أعطت هذه األخيرة العالقات الدولية في اإلسالم اهتماما وفيرا، وباستخدام منهاجية تسعى إلى رصد وتفسير التطور في الفقه وفي الفكر فـي ضـوء

وفي المقابل، إن نتائج هذه الدراسات االستشراقية في حاجة إلى . ر في األحداث والوقائعالتطوعـن العالقـات ) العربية(مناقشة وتصحيح ال توفره المنهاجية القائمة في الدراسات اإلسالمية

الدولية في اإلسالم فهي تقتصر في مجملها، كما سبق القول، على إعـادة تـدوير اتجاهـات قه مع االكتفاء برصد أدلة كل منهم ودون تقديم رؤية إسالمية عن أسـباب هـذا ومدارس الف

.التنوع انطالقا من أثر اإلطار المحيط أيضاإن اإلشكاليات المنهاجية السابقة تلخـص حالـة دراسـة العالقـات : خالصة القول

ء أهـداف الدولية في الفكر اإلسالمي، كما كشفت عنها على األقل مراجعة األدبيات في ضو .ودوافع دراستنا هذه

Page 55: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٥

:مكونات اإلطار النظري: والخطوة الثالثة :خريطة النماذج الفكرية والمفاهيم

يتضح لنا من مجمل اإلشكاالت المنهاجية آنفة الطرح أن هذه الحالة تعاني من أربـع ي، أزمة أزمات كبرى؛ أزمة العالقة بين الفقهي والحضاري، أزمة العالقة بين السياسي والقيموهـو . العالقة بين الفكر والحركة، وأزمة العالقة بين النموذج الداخلي، والبيني، والخـارجي

األمر الذي يستوجب من جانبنا في هذه الدراسة المراكمة على ما تم حتى اآلن من دراسـات في هذا المجال، وذلك تجسيرا للفجوة بين جوانب هذه األزمات وتحقيقـا ألهـداف دراسـتنا

بتداء، والتي تختلف بطبيعتها عن أهداف ما سبق مراجعته من دراسـات نحـاول المراكمـة ا .عليها

ومن ثم، تصبح عملية تصميم إطار نظري أو مدخل منهاجي بدورها عمليـة مركبـة تستدعي أكثر من بديل، ومن ثم تتطلب أكثر من اختيار وأكثر من قرار بشأن التعامل مع هذه

وهو ليس إطارا نظريا –على اختالف أنواعها –طراف المتكاثفة األشجار الغابة المترامية األلدراسة موضوع محدد في مجال العالقات الدولية في الفكر اإلسالمي، ولكنه إطـار نظـري

ومن ثم، فهو إطار نظري متعدد المستويات ينبني في ضوء عدة . لتأسيس مجال جديد للدراسةمستوى عام للمجال الجديد ككـل : أن نحدد مستويين أساسيين ناختيارات بين عدة بدائل ويمك

يحدد هيكله وبنائه، ومستوى جزئي يتصل بمنهاجية القراءة في جزئيات هـذا الهيكـل وهـذا .البناء

: وهذه البدائل تتصـل بـأمرين . ويبني اإلطار العام في ضوء االختيار بين عدة بدائلفقهية، فكريـة، (ناحية، وتحديد مجاالت المصادر تقسيم مراحل التطور زمنيا وموضوعيا من

وكذلك، تحديد المفكرين والنصوص في كل مرحلـة زمنيـة ...) فلسفة، تاريخ، أدب، رحالتولقد سبق وتوقفت عند هذين األمـرين تعليقاتنـا . ووفق المجاالت المصادر من ناحية أخرى

.خالل مراجعة األدبيات: برات أدبيات سـابقة البـدائل التاليـة في ضوء خ–تواجهنا تقسيم المراحل؛ - ١

العصـر األمـوي، العصـر : التقسيم الشائع للتاريخ اإلسالمي إلى عصور الخالفات المتتاليةالعباسي، العصر العثماني، العصر المملوكي، عصر الدول القومية في ظل االسـتعمار ومـا

سيم األوربية، التاريخ القـديم، بعده، ويناظره التقسيم الغربي للتاريخ اإلسالمي وفق معايير التق .العصر الحديث) المتقدم والمتأخر(الوسيط

فيواجهنا أيضا التقسيم وفـق اتجاهـات –كذلك عن تقسيم مضمون الفكر ذاته فهناك التقسـيم : تتعدد معايير تصنيفها، سواء من جانب الدراسات العربية أو االستشراقية

وفكـري حركـي -ي، توفيقي، أو فكـري معتـدل علمان-حداثي أو إسالمي-تقليدي: إلى

Page 56: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٦

وجميعها تقسـيمات . تركي/ فارسي /إسالمي، أو عربي إصالحي -أو عربي ...راديكاليباألسـاس، " استشـراقية "وهي تقسـيمات تنطبق على ما يتصل بالقرون الثالثة الخيرة،

/ رشـيد فكر : ولم يخفف من غلوائها التقسيمات مثل .عكست ما أضحى عليه تأثير الغربفضلا عن أنها جميعا ال تفصح عن وزن الدولي . فكر منحرف/ فكر ضال، أو فكر أصيل

.أو الخارجي

ومن ثم، فإن التقسيم األكثر مالءمة لدوافع وأهداف دراستنا هو التقسيم إلى مراحل ومن ثم، وفـق مراحـل .كبرى وفق تطور وضع األمة اإلسالمية في العالم صعودا وهبوطا

فإذا كانـت . ن التأثير الخارجي على الداخلي وقدر ونمط االهتمام الداخلي بالخارجيتطور وزال تفصل بين الداخل والخارج، وإن كانت تمايز -أو التقاليد اإلسالمية ابتداء-الرؤية اإلسالمية

تـأثر بينهما باعتبار األخير امتدادا لألول، وإذا كان الفكر اإلسالمي في القرون الثالثة األخيرة ومن ثم، فإن هـذا . بدرجة متصاعدة بالخارج؛ نظرا لوطأة تأثيره على الداخل وضغوطه عليه

سيكون المحك الكتشاف مدى التطور في وزن البعد الدولي فـي -المشار إليه عاليا-التقسيم ر فهل كان الخارجي تابع للداخلي ولم يحز االهتمام إال بقـد . الفكر اإلسالمي ونمط االهتمام به

ومن ثم بدأ االهتمـام ، الفكر؟ ثم هل أضحى الخارجي يؤثر على الداخلي محدود على مستوىهذه أسئلة لن يساعد في اإلجابـة ؟به، ثم هل اختزن الخارجي الداخلي ومن ثم قفز االهتمام به

ومن ثم يمكن تقسيم الدراسة إلـى المراحـل . عليها إال تقسيم ذو طبيعة تتفق وهذه األهداف :ى التاليةالكبر

.مرحلة الصعود والعالمية األولى .١نجـاح ): تـان والغزوتان التتري ،الحروب الصليبية(مرحلة األزمتان الكبريان .٢

.االستجابة للتحدي

.مرحلة بداية العالمية الثانية واكتمالها .٣

في االسـتجابة للتحـديات يفشل متوال: الثانية ةمرحلة بداية الهجمة األوربي .٤ .وااللتفاف وتصفية آخر الخالفاتوبداية االسترداد

إلـى حركـات ؤمن اكتمال حلقات االسـتعمار والتجـز : المرحلة المعاصرة .٥ .من خبرة االستعمار إلى خبرة الدول القومية: المقاومة واالستقالل

جدر اإلشارة إلى أن هذه المراحل الكبرى تنقسم في ذاتها إلى مراحل فرعيـة تو ،هذا .وفقا لعدة مفاصل تاريخية

أال وهو –وله وفق معيار محدد ؤيووقد يجد البعض أن هذا التقسيم افتئاتا على التاريخ –وفضلا عن القـول . له عن معايير أخرى ال تقل أهمية مجتزأ -تأثير الخارجي على الداخلي

،"الـداخل "( نان اآلخـر بـا سقط الجانكزا ال يأن اتخاذ الخارج مرت -ما سبق واتضح مراراك

Page 57: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٧

ن معايير التقسيم للتاريخ اإلسالمي، تاريخ الفكر أو تـاريخ إيمكن أيضا القول فإنه ،)يوالبينإال أنه من المالحـظ أن هـذا التقسـيم المقتـرح للتـاريخ .األحداث، تتنوع بتنوع األهداف

ينطلق من الداخل باألسـاس الذي يأخذ في االعتبار المدخل الدولي، يناظره تقسيم ،اإلسالمي، )٧٥(مرحلة البناء، ومرحلة النضج، ومرحلة اإلصـالح : يخ الفكر اإلسالمي ذاته إلىيقسم تار

فإن تقسـيم التـاريخ ،وبالمثل. )"الداخل"أي متابعة الفكر عن ( الهدف منهمع تقسيم يتفق وهووأهداف محددة، ولقد واجه نقـدا باإلسالمي وفق عصور الخالفة هو تقسيم ثالث كان يستجي

.راءة التاريخ وكتابته من مدخل الشعوب وليس من مدخل األسر الحاكمة فقـط ودعوة إلعادة قاالقتصـادية واالجتماعيـة خولكن التواري ،مما يستدعي االهتمام ليس بالتواريخ السياسية فقط

ذلـك أنـه .التي تجد اهتماما بها في مصادر أخرى غير مصادر التواريخ العالمية أو الجزئية ،للمـدن :العالمية، تراجعت تلك األخيرة أمام ظهور التـواريخ الجزئيـة بعد مرحلة التواريخ

ن هذه التوجهات الجزئيـة فـي إدفع البعض للقول على نحو ...ثم الدول ،واألسر ،واألمصار ...)٧٦(وهكذا م،كتابة التاريخ هي انعكاس لما أضحى عليه حال األمة ووضعها في العال

مة للبحث في إشكالية الدراسة ءترح هو األكثر مالوفي ضوء ما سبق، فإن التقسيم المقكيف تطور وزن البعد الخارجي أو الدولي فـي الفكـر :أال وهي ،ومحور انطالقها ةاألساسي

وما عالقة ذلك باألوضاع الداخلية والخارجية على حد سواء ،اإلسالمي إجمالا وعبر مسارهناهيك عن إمكانيـة مالحظـة أن ؟ )الدوليإشكالية العالقة بين الداخلي والخارجي في الفكر (

إنما تتطابق بدرجة أو بأخرى مع التقسيم وفق عصـور " الموضوعية"هذه المراحل الكبرى عـن أيضا ، ناهيك )٧٧(الخالفة ومع التقسيم الفرعي داخل كل عصر من عصور هذه الخالفات

فـإن :لـيس الحصـر فعلى سبيل المثال و. أن هذه المراحل تنقسم بدورها إلى مراحل فرعيةالمرحلة األخيرة منذ نهاية القرن الثامن عشر، وحتى اآلن تبدأ مع بداية الهجـوم العسـكري المباشر على قلب العالم اإلسالمي، بعد استرداد وبعد اسـتقطاع بعـض األطـراف، وتشـهد

سالمية استكمال استعمار أرجاء األمة وتقسيمها وسقوط الخالفة اإلسالمية، ثم االستقالل لدول إعلـى أساسيةضفي سمة هي حلقات متوالية ت ،حديثة توالى عليها أنماط أخرى من االستعمار

هذه المرحلة الكبرى التي تمتد قرابة القرنين، وإن كان من الممكن أن نجعـل مـن المرحلـة مرحلة قائمة بذاتها ألنهـا تتـزامن ..) .النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اآلن(الراهنة

...وهكذا، هيكل دولي جديد ووضع دولي جديد للوحدات السياسية الدولية المكونة لألمة معألهـداف اسـتجابة هن هذا النمط من التقسيم، وفضلا عن كونإيمكن القول : وأخيرا

من يتحدث عن التـاريخ، : الهوية عاملالدراسة، كما سبق القول، فهو أيضا يعبر عن تأثير ـ –يمات الدراسات الغربية المناظرة وتاريخ من؟ فإن تقس العالقـات وأي دراسات متخصص

قـد -وآخـرون "كريس براون"الدولية الذين يهتمون بتاريخ الفكر السياسي، ومنهم دراسة

Page 58: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٨

تكمـا سـبق -حيث إن تقسيمها لهؤالء الدارسين؛ عكست أيضا الهوية واالنتماء الحضارياحل تطور أبعاده الدوليـة مـن وجهـة نظـر ومر" التاريخ األوربي"يقتصر على -اإلشارة

هذه النظرة أن هذا تقسيم تاريخ العالم، إال أنها اعترفـت أنـه تقسـيم أوربية، وإن لم تدعوما نقدمه نحن فـي هـذه . يعكس مركزية واهتمامات أوربية، ومن ثم فهو يتطلب استكمالائرة االنتماء الحضاري، ولكن الدراسة هو االستكمال والمراكمة، ومن ثم التقسيم من داخل دا

األخرى التي تناوب المسلمون على العالقات معها فـي فأيضا بدون إسقاط لتواريخ األطرا .مراحل القوة أو الضعف

فإن التقسيم المقترح لعرض تطور مسار الفكر الحضـاري اإلسـالمي ، بعبارة أخيرةأي مدخل التفاعل الحضاري ،الدوليةالدولي إنما يعكس أيضا مدخلا حضاريا لتاريخ العالقات

.من العالمية اإلسالمية إلى االستعمار الغربي والعولمة :مصادره محل البحث في كل مرحلة ةمضمون الفكر وخريط-٢

ففي ضوء ما اتضح لنا من المراجعات عن كون العالقات الدولية موضـوع تناولتـه خريطـة الفكـر المتعددة أيضا، فـإن مصادر متعددة في الفكر اإلسالمي، ناهيك عن مداخله

بعبـارة .ستنقسم بين مدخلين؛ مدخل النماذج الفكرية ومدخل منظومة المفـاهيم المفتاحيـة سنجمع بين العرض الرأسي من خالل نماذج فكرية وبين العرض األفقي مـن خـالل ،أخرى

خريطتـه، كمـا وكل من المدخلين في حاجة لرسم. ما ساهم فيها المفكرونوفق ،بناء المفاهيم .تحقيق أهداف وغايات الدراسة من حيثأنهما متكامالن

:النماذج الفكرية ومالمح المسار الحضاري الدولي لألمة -أ

عبـر ) وغيرهم(حيث يصعب ادعاء تقديم مسح شامل لشوامخ وأعالم الفكر اإلسالمي مـن ءبـد لدوليـة يتطلبها البحث في موضع العالقات ا–من مداخل متنوعة اقرن أربعة عشر

بديل النماذج الفكرية يمثل مخرجا منهاجيا يواجـه فإن وعليه، –منظومة فكرهم الشامل الكليومع ذلك تتعدد أيضا مداخل النماذج الفكرية على مدار التاريخ . صعوبات هذا المسح الشامل

مـدخل مدخل فقهي، مدخل فلسفي، مدخل حضاري، مدخل قانوني، مدخل تاريخي، : اإلسالميومن ثم يجب رسم خريطة تقدم نماذج مـن مـداخل ومـن . إنساني، مدخل ممارسة وحركة

.سياقات زمنية وجغرافية في كل مرحلة من المراحل الكبرىومما ال شك فيه أن تحديد هذه النماذج الفكرية ورسم خريطتها ليست عملية بسـيطة،

ولكن هي عملية تحتاج إلسهام ،الميعالم في الفكر اإلستعيد تكرار أسماء نفس الشوامخ واألالفكر اإلسالمي، وفي ضوء استيعابهم لدوافع الدراسة وأهدافها وخريطة إشكاالتها يمتخصص .المنهاجية

Page 59: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٥٩

: ثم تبقى مهمة منهاجية أخرى ال تقل أهمية عن رسم الخريطة، وتتلخص فـي اآلتـي في نصـوص النمـاذج ووضع اإلطار النظري للقراءةتحديد النصوص الخاصة بكل نموذج،

وضع منظومة العالقات الدولية من : وهو إطار يبحث في ثالث إشكاليات. الفكرية لكل مرحلة، )العالقة بين الفكر عن الداخلي وعن البينـي وعـن الخـارج ( البناء الفكري الكلي للنموذج

وزن :كيفية تشخيص عناصر القوة وعناصر ضعف األمة في التعامل مع الخارجي، وأخيـرا جدر اإلشارة إلى أن عملية القراءة في نصوص أوليـة البـد ت، هذا والحركي مقارنة بالفكري

وأن تنطلق من مراجعة أهم األعمال التي تناولت مسبقا هذا النموذج الفكري في محاولة لتقدير ال شك فيه أن هـذه المراجعـات ومما. كيفية تعاملها مع اإلشكاليات محل اهتمامنا في القراءة

على المراجعات التي تمت في الجزء الثاني من الدراسة، ولم يكن من بينهـا اضيف تراكمستهذا ويجب أن تمتد هذه المراجعات إلى أدبيـات استشـراقية . مدخل األدبيات عن أعالم الفكر

.بحثا عن تنوع االقترابات والتحليالت ؛أيضامـن خـالل (المراحل الكبرى فإنه بعد أن يتم إنجاز دراسات كل مرحلة من : وأخيرا

يتم صياغة رؤية كلية عن مالمح وخصائص اتجاهات الفكر، في هذه ) فريق بحثي لكل مرحلةلتحقيق دوافع وغايـات الدراسـة، واستقصـاءا فـي طبيعـة بالمرحلة، وعلى نحو يستجي

.اإلشكاليات المنهاجية التي تنطلق منها هذه الدراسةبأسرها " لمرحلة"عة هذه المالمح والخصائص الفكرية جدر اإلشارة إلى أن طبيتو ،هذا

لن تتضح مغزاها بدون استدعاء خصائص ومالمح العالقات الدولية في هذه المرحلة وموضع .األمة اإلسالمية منها وفيها

فإن كل مرحلة من المراحـل الكبـرى يجـب أن يسـتهلها عـرض مـوجز ،ولهذا، وقد تثيـر هـذه )٧٨(بالعالقات الدولية اإلسالمية لخصائصها وأهم المفاصل التاريخية المتصلة

تعكـس خبـرة أن على أساس أن الخبرة الفكرية ليس بالضرورة ؛البعض المنهاجية اعتراضـ -هذا الجمع بين متابعة المسار الفكـري بالتالياألحداث والوقائع، و هوبـين اسـتدعاء فهم

إال أنه من المتوافق عليه .غير موضعهقد يمثل تأويلا أو تحيزا في -في ضوء سياقه هومدلولأن دراسة النماذج الفكرية المتتالية وكذلك دراسة تاريخ األفكار تكون أكثر عمقا ووضوحا من

ت استجابة لما مثلكيف : خالل وصفها في سياقاتها الزمنية والمكانية، ونتركها تتكلم عن نفسها أحاط بها؟ر اإلسالمي، المساهمة في التنظير وفـي بنـاء مفاهيم العالقات الدولية في الفك -ب

بين مجمـوعتين مـن المفـاهيم . هي مفاهيم متعددة ومتنوعة رؤية إسالمية للعالقات الدولية. من المجاالت امفاهيم تأسيسية مفتاحية تتشارك فيها مجال العالقات الدولية مع غيره: األولى

...ران، وغيرهاالعموالتزكية، والتوحيد، :وعلى رأس هذه المفاهيم

Page 60: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٠

أي التـي تعكـس ؛تخص بهذا المجال، سواء المفاهيم األصـيلة /وهناك مفاهيم تتصلالجهاد، الدعوة، التعارف، التـداول، التـدافع، (خصوصية وتفرد األصول والتراث اإلسالمي

، أو سواء المفاهيم المقارنـة مـع )٧٩(.)..النصرة، العمران، الحضارة، األمة، الدولة اإلسالميةالقـوة، الصـراع، (فاهيم مفتاحية وأصيلة في هذه المنظـورات، مظورات أخرى وبعضها من ...). لحرب، السالم، التعاوناال

كذلك هناك حاجة لتحديد منظومات لهذه المفاهيم ورسم خريطتها، سـواء باعتبارهـا ـ امفاهيم فكرية في حد ذاتها أو باعتبارها جذور ة بدراسـة فكرية لبناء األبعاد النظرية الخاص

يمكـن :فعلى سبيل المثال. )٨٠(العالقات الدولية من منظور إسالمي مقارنة بمنظورات أخرىالجهاد، الحرب، السـلم، (، )الجهاد –القوة –الدعوة : (رسم خريطة المنظومات األربع التالية

سـالمية، الجماعة، األمة، األمة اإلسالمية، الدولـة اإل (، )الصراع، التدافع، العالمية، العولمة ...).اإلنسان، التنوع، التعدد، التعارف، الحوار(، )الدولة القومية

محـرك العالقـات الدوليـة، :حول –على التوالي–األولى تدور والمنظومات الثالثأدوات وعمليات، مستويات تحليل وفواعل، وهي أبعاد دراسة علم العالقات الدوليـة الحـديث

ر إسالمي حولها، يحقق التراكم على صعيد العلم انطالقا من التي نسعى لتقديم إسهام من منظوهـو و الـذي (منظورا إسـالميا حيث إن ا؛آخر اإال أن للعملة وجه. إسالمي ينموذج معرف

الواقعية حول المنظومـات الـثالث –ال يكتفي بتقديم األبعاد القيمية) بطبيعته منظور حضارياسـي تقليـدي أي العالقـات الخارجيـة للدولـة وهي منظومات تنطلق من منظور سي ،هذه

اإلسالمية، وهو المنظور الذي ركز عليه الفقه السياسي اإلسالمي فيما يتصل بالسلم والحـرب وهي أيضا المنظومات التي يمكن البحـث فيهـا مقارنـة بنظائرهـا ...وهكذا ،وتقسيم الدور

إسالمي في العالقـات الدوليـة، إال أنها ليست الوحيدة التي تبرز خصوصية منظور. الغربية ).يتمايز حتى عن المنظورات القيمية الغربية(باعتباره منظورا قيميا حضاريا

قترن بهذه المنظومات الثالثة، منظومة رابعة، قد تصبح هي األولـى تيجب أن ،ولذا. ليـة في الترتيب إذا أردنا إعادة ترتيب هذه المنظومات، وفق منظور حضاري للعالقات الدو

وهذه المنظومة هي التي تنطلق من خصائص الرؤية اإلسالمية للعالم وتترجم المبادئ واألسس وجميعها بمثابة اإلطار المرجعـي . والقواعد والقيم التي تحكم العالقات بين المسلمين وغيرهم

والمدخل المنهاجي لدراسة العالقات الدولية، والذي يساعد االنطالق منه على كسـر احتكـار لدراسة العالقـات الدوليـة فـي ) الجهاد، الحرب والسالم(المنظور الفقهي السياسي التقليدي

اإلسالم، في حين أن تلك األخيرة، ودون االنتقاص من حيوية وضرورة هذا الفقه وما يمثلـه على تقـديم صـورة كليـة عـن –من ركيزة أساسية في الدراسة، إال أنه ليس بقادر بمفرده

دولية في اإلسالم، ومن ثم فإن توسيع نطاق دراسة الفكر اإلسالمي عن العالقـات العالقات ال

Page 61: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦١

الدولية إلى مصادر أخرى إلى جانب الفقه هو الذي يساعد على بناء هذه المنظومة الرابعة من وهي منظومة ليست بديلة عن المنظومات األخرى، ولكنها تسـاعد علـى ،منظومات المفاهيم

ا على نحو يمكن من تقديم رؤية بنائية ال تقوم علـى مقولـة الحـرب استكمال الرؤية ودعمهأساس العالقة فقط أو مقولة السالم أساس العالقة، ولكن تبين متى تكون الحرب ومتى يكـون السالم وقواعد إدارة كل منهما وانطالقا من رؤية تعارفية حضارية وانطالقـا مـن منظـور

.واقعي –قيميد مكونات هذه المنظومة الرابعة بقدر أكبر من التفصـيل يمكـن وإذا أردنا التوقف عن

اإلشارة إلى أن العالم من منظور حضاري إسالمي يقـدم رؤيـة تعارفيـة إنسـانية تطـرح :)٨١(منظومات المفاهيم التالية

–التسامح –العدالة –المساواة –اإلخاء -التعايش –التعارف ( :اإلنسانية اإلسالمية ...).إنسانية الرسالة اإلسالمية -يةالخالفة اإلنسان

التدافع الحضـاري –التعايش الحضاري / التعارف :السنن اإللهية في التعامل الدوليقيـام وسـقوط –العمارة الحضارية –االستكبار الدولي العالمي / الطغيان –ابتالء األمم –

حضاري والتداول بـين اإلبدال ال –التوازن الحضاري –الحضارات من رؤية إسالمية سننية .عالمية الرسالة –الحوار الحضاري -الفقه الحضاري وأصوله –الدول األمم

مقاصد -...)أمة الشهادة –خيرية األمة (الشهود الحضاري –وسطية األمة اإلسالمية ،والتنـوع ،االخـتالف :سـنن –عناصر فاعلية األمة اإلسالمية –الشريعة والتعامل الدولي

...الصراع الحضاري-والتعاون الحضاري ،والتعددية

وما يمكن أن يتفرع داخـل كـل (هذه المنظومات األربعة من المفاهيم فإن : وأخيراأي ،هي منظومات متكاملة متراكمة تسهم في تقديم رؤية بنائية حضارية إسـالمية ) منظومةه مـن البنـاء دون سكن ما يتصل بكل جانب من جوانب العالقات الدولية في موضـع رؤية ت

السياسي على الثقافي أو الفقهي على غيـره وكـذلك القيمـي علـى : افتئات جانب على آخروكذلك إعـادة قـراءة ، من خالل بناء هذه المنظومات من المفاهيم –وهكذا يتحقق ... المادي

صعيد علم العالقات الدولية من منظـور حضـاري، : تراكما على صعيدين -النماذج الفكريةعلى صعيد دراسة التراث اإلسالمي للعالقات الدولية الذي غالبا ما اقتصر على أمور الجهاد و

أي تحقيق تجديد في التعامل مع هذا التراث من أجل الكشف عـن .ومن الزاوية الفقهية فقط .رؤية حضارية إسالمية عن العالقات الدولية سواء في جذورها أو في صورتها الراهنة

له دوره في همابناء المفاهيمي هو بمثابة حجر الزاوية الفكرية، وكل منويكون ال ،هذاوكما سـبق . كما أن لكل منهما إطاره النظري الخاص بتنفيذه. تحقيق أهداف وغايات الدراسة

وأشرنا إلى إطار تنفيذ مستوى النماذج الفكرية، فإن إطار تنفيذ مستوى المفاهيم، وهي تعتمـد

Page 62: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٢

المفهوم هي تـاريخ تطـور ةخاصة بالنماذج الفكرية على اعتبار أن ذاكرعلى المادة العلمية الالفكرة التي يدور حولها، إال أن ذاكرة المفهوم ليست إال عنصرا واحدا من عناصـر عمليـة البناء هذه فهي عملية تبدأ من البحث في الحالة الراهنة للمفهوم وما يثيره من إشكاليات عمليـة

.)٨٢(الخ ...دة بنائه وخطوات هذا البناءونظرية، ومتطلبات إعالن يحقق تراكما –من خالل فريق بحثي–إن تنفيذ هذا اإلطار المركب :خالصة القول

علميا على صعيد علم العالقات الدولية والتراث السياسي اإلسالمي فقط ولكنه سيكون لبنـة ض حضـاري إسـالمي العلمي والمنظم لمشروع نهـو –وأساس يبني عليها اإلعداد الجيد

معاصر يستوعب دروس الخبرات التاريخية وخاصة ما يتصـل بأسـباب القـوة وبأسـباب التدهور وبأسباب استمرار الضعف رغم الجهود اإلصالحية المبذولة طيلة القـرون الثالثـة األخيرة، أي منذ بدأ منحنى القوة في الهبوط، وما زال يهبط في ظل استمرار ضغوط الخارج

تقتصر عند تناولها لقضية -)٨٣(وإذا كانت بعض الرؤى المعاصرة .السقف الدوليوانخفاض ،مـرة أخـرى ،في اإلسـالم " السالم"على استحضار حديث -العالقة بين المسلمين والغرب

عـن الحـرب " األصولية اإلسالمية المعاصـرة "ورفض العنف واإلرهاب في مواجهة حديث وهـو -في مجرد مسألة الحرب أو السـالم –مرا للقضية والصدام، فإن هذا يمثل اختزالا مست

فـي حـين أن . لن يفيد إال كمسلك اعتـذاري دفـاعي والخارجي، التأثير اختزال تحت وطأةبكل أبعاده ويقدم خطابا إسالميا إنسانيا وحضـاريا يالمسلك البنائي هو الذي يتصدى للحضار

ت الراهنة، اسـتجابة لـدالالت دروس الخبـرة معاصرا يكون استجابة حضارية لحالة التحديافإن هذا المسـلك ،ومن ثم .بالنسبة إلمكانيات المستقبل) التالقح بين الفكر والحركة(التاريخية

فـي ظـل عناصـر رؤيـة البد وأن يقدم رؤية عن إعادة بناء عناصر القوة اإلسالمية ابتداءتكاملة، وال تختزل كل المنظومة من منظومة م احضارية تضع الحرب والسالم في موضعيهم

العالقات الدولية بـين "في رؤيتنا وخطاباتنا عن " المنطق الغائب" عن فيهما فقط، ولكن تبحثفي ظـل معضـالت وطـأة " إعادة بناء القوة من جديد"أال وهو منطق )٨٤("المسلمين والغرب

ة إلى إحيـاء وتجديـد وهو منطق ال يمكن أن يستمر أسير مجرد الدعو. الخارج الشديدة علينا علـى االقيم واألخالق دون تشبيكها مع عناصر القوة المادية، كما أنه ال يمكن أن يظل أسـير

ولكن يجب أن يمتد إلى مجال الممارسة والحركة وما " الرؤى والدعوات الفكرية فقط"مستوى عبـر فهل هذا هو درس من دروس الخبرة الفكريـة ،يتطلبانه من خطط وبرامج وإجراءات

التاريخ اإلسالمي؟قبل إتمام هذا العمل أي بإجراء الدراسة عـن –ربما ال نستطيع اإلجابة المطلقة اآلن

إال أننا يمكن أن نلقي ببعض الضـوء علـى المقصـود -النماذج الفكرية ومنظومات المفاهيم .بالتوقف عند خبرة محددة تتصل بمرحلة من مراحل الدراسة المقترحة

Page 63: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٣

دراسة خريطـة نمـاذج ومفـاهيم فكريـة : اختبار اإلطار النظري: بعةالخطوة الرا

: وخريطة قضايا عالمية معاصرةفمن : إن اإلطار النظري السابق يمكن تنفيذه على أكثر من مستوى وبأكثر من طريقة .ناحية هو خطة لعمل بحثي جماعي نأمل في إتمامه تحقيقا ألهداف ودواعي هذه الدراسة

يمكن أن يكون منطلقا لتقديم منتج من نمـط آخـر أال وهـو ،أخرىولكن من ناحية اختيار مجموعة من النصوص واالكتفاء بنشرها باعتبارها مادة علمية أولية يمكن أن تخضـع

ومـن ناحيـة . ألنماط من القراءة والتحليل مختلفة األهداف، قد ال تعد أهدافنا إال واحدة منهامثلا دراسة مقارنة بين : به لتنفيذ مستويات جزئية من البحوثهو إطار يمكن االسترشاد : ثالثة

. نماذج فكرية من مراحل مختلفة أو من مداخل مختلفة في نفس المرحلة، وهكذامن مستويات هذه التطبيقات لإلطار افإن الخبرة التدريسية تمثل مستوى رابع: وأخيرا

ولـو فـي –ثة لهذا اإلطار النظـري النظري وهي خبرة حاولت أن تجمع بين المكونات الثالنطاقات محدودة زمانا ومكانا، وفي محاولة لخدمة دواعي وأهداف الدراسة التـي لـن نمـل

.تكرارهاتم االقتـراب مـن )٨٥("العالقات الدولية من منظور إسالمي"ففي مقرر تحت عنوان

كيفية تفعيل الرؤيـة "من ة، ثم ن منظومات المفاهيم من ناحية ثانيمن ناحية وم" نماذج فكرية" .ا الواقع الراهن من ناحية ثالثةفي قضاي

Page 64: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٤

لهوامشا

:تعكس مجموعة من البحوث مسار هذا التطور البحثي ابتداء من مشروع العالقات الدولية في اإلسالم )١(، ١٩٩٦مشروع العالقات الدولیة في اإلسالم، المعھد العالمي للفكر اإلسالمي، القاھرة، ): إشراف وتحریر(نادیة محمود مصطفى .د

.ء الثاني من الدراسةوهذا كما سنرى في توثيق الجز .جزء ١٢

حول هذه اآلثار المعرفية والنظرية والمنهاجية في إطار الجدال بين المنظورات في المرحلة التقليدية والسلوكية من تطور علم )٢( :العالقات الدولية، انظر كل من

العدد ،مجلة السياسة الدوليةد، نظرية العالقات الدولية بين المنظور الواقعي والدعوة إلى منظور جدي: نادية محمود مصطفى.د - .١٩٨٥، أكتوبر ٨٢رسالة ماجستير في العلوم السياسية، دراسة في خطاب صراع الحضارات،: األبعاد الثقافية ودراسة العالقات الدولية: أماني غانم -

).الفصل األول( .٢٠٠٥كلية االقتصاد والعلوم السياسية، : جامعة القاهرة

رسالة ماجستير في المعياري الستخدام القوة العسكرية في الدراسات النظرية المعاصرة للعالقات الدولية، البعد: أميرة أبو سمرة - .٢٠٠٧كلية االقتصاد والعلوم السياسية، : العلوم السياسية، جامعة القاهرة

(3) Stanley Hoffman, David P.Fidler (eds): Rosseau on International Relations, Clarendon Press, Oxford, 1991, PXII-XIII.

:انظر )٤(Brain C. Schmidt: Resurrecting International Political Theory, Journal of International Studies. Vo 29, No 1, 2000. pp 156.

:انظر تفاصيل هذه المراجعة وأبعادها المعرفية والنظرية والمنهاجية في )٥(

:)وتحريـر إشـراف (حسن نافعة .سيف الدين عبد الفتاح، د.د :)في( ،العولمة وحقل العالقات الدولية :مصطفى نادية محمود.د -كلية االقتصاد قسم : ، جامعة القاهرة١٩٩٩ -١٩٩٨العام الجامعي ) ١(العولمة والعلوم السياسية، سلسلة محاضرات الموسم الثقافي

.٢٠٠٠العلوم السياسية، نادية محمـود مصـطفى .د :)في( ،رؤية من داخل حقل العالقات الدولية: إعادة تعريف السياسي :طفىنادية محمود مص.د -، ٢٠٠٣/ ٢٠٠١) ٥-٤(سلسلة محاضرات الموسـم الثقـافي ، مراجعات نظرية ومنهاجية: علم السياسة ،)إشراف وتحرير(

.٢٠٠٤ ،قسم العلوم السياسية بكلية االقتصاد،: جامعة القاهرة

بحث مقدم إلى إشكاليات البحث والتدريس في علم العالقات الدولية من منظور حضاري مقارن، :محمود مصطفىنادية .د -برنـامج : ، جامعـة القـاهرة ٢٠٠٧فبراير ")المؤتمر الثاني للتحيز(حوار الحضارات والمسارات المتنوعة للمعرفة "مؤتمر

نادية محمـود مصـطفى .د: و نسخة مزيدة مما قدم إلى. )الطبع تحت. (الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بكلية االقتصادحقل العلوم السياسية نموذجـا -دورة المنهاجية اإلسالمية في العلوم االجتماعية: )إعداد وإشراف( سيف الدين عبد الفتاح.ود .م٢٠٠٢/ هـ١٤٢٣، مركز الحضارة للدراسات السياسية -المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،)٢٠٠٠/ ٨/ ٢ -٢٩/٧(

، مركز الدراسات المعرفيةالمنهجية اإلسالمية، ): محرران(رفعت العوضي، طه العلواني : كذلك، انظر الدراسة المزيدة في .٢٠١٠، دار السالم، القاهرة

.مرجع سابقدراسة في خطاب صراع الحضارات، : األبعاد الثقافية ودراسة العالقات الدولية: أماني غانم - .مرجع سابقالبعد المعياري الستخدام القوة العسكرية في الدراسات النظرية المعاصرة للعالقات الدولية، : ة أبو سمرةأمير -

كلية : ، جامعة القاهرة، رسالة ماجستير في العلوم السياسيةإسهام بن خلدون في النظرية الدولية بين الفكر والحركة: أحمد نبيل - ).نحو مدخل حضاري للدراسات الدولية(الفصل األول . ٢٠١١، االقتصاد والعلوم السياسية

مرجـع سـابق، ،إشكاليات البحث والتدريس في علم العالقات الدولية من منظور حضاري مقارن :نادية محمود مصطفى.د) ٦( .٢٥-٢٤، ص ١٣-١٢ص

(7) James Roseneau: The need of theory (in) J.Roseneau, Mary Dufee: Thinking theory thoroughly (1979).

Page 65: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٥

أعمـال :)فـي ( ،التحديات السياسية الخارجية للعالم اإلسالمي :نادية محمود مصطفى.د: انظر النقاش حول هذه األسئلة في )٨(

).الفصل الثاني( .١٩٩٩مشروع التحديات التي تواجه العالم اإلسالمي،، رابطة جامعات الدول اإلسالمية القاهرة ، نوفمبر ، رسالة ماجستير في العلوم السياسية، )دراسة نظرية(تأثير التغيرات العالمية على الدولة القومية خالل التسعينيات : كريمروة ف -

.نادية محمود مصطفى.د.، إشراف أ)الفصل األول( ٢٠٠٥كلية االقتصاد، : جامعة القاهرة

:حول دور الثقافة انظر على سبيل المثال (٩)- Ali Mazruie: Culture Forces and World Politics, London, 1999. - Youssef Lapid (ed): The return of culture and identity in international relations theory, Lynne Rienner publishers, 1996. - Fred Halliday, Culture and International relations: A new reductionalism: (in) Michi Ebata, Beverly Neufeld (eds): Confronting the political in international relations, Millennium press Ltd, 2000. - Marysia Zalewski, Cynthia Enloe: Questions about identity on international relations (in): K. Booth, S. Smith (eds: International relations theory today, Pennsylvania State University press, 1995, pp. 279- 305. - Simon Murden: Culture and world politics (in): S. Smith and K. Booth (eds), Globalization and world politics, 1997. - Valerie M. Hudson (ed): Culture and Foreign Policy, Lynne Rienner Publishers, London, 1997. - Martin W. Sampson: Culture influences on foreign policy (in) Charles F. Hermann, Charles W. Kegley, James N. Roseneau (eds): New Directions in the study of foreign policy, 1987. - Naeem Inayatullah and David L. Blaney: International Relations and the problem of difference (N.y, Routledge, 2004). - R. James Ferguson, The contested role of culture in International relations, www.international-relations.com

:سبيل المثال وحول دور الدين انظر على - Barry Rubin: Religion and International Affairs, The Washington Quarterly, Spring 1990. - Jeff Haynes: Religion in the third world politics, Lynne Rienner Publishers, 1994 (Ch. 5, Links between religion and foreign policy in the third world) pp. 122- 145. - Georges Weigel, Religion and peace: an argument complexified (in): Brad Roberts (ed.): Order and Disorder after the cold war (1996). - Jeff Haynes: Religion, (in): Brian White, Richard Little, Michael Smith (eds): Issues in world politics. Palgrave, England, 2001, Second edition, pp. 153- 170. - Paylos Hatzopoulos, Fabio Petito (eds): Religion in international relations: The return from exile, Palgrave/ Macmilan England, 2003. - Peter L. Berger (ed): The desecularization of the world: Resurgent religion and world politics, 1999. - John D. Carlson, Erik C. Owen: The sacred and the sovereign: Religion and International politics, George Rown university press, 2003. - Jonathan Fox, Shmuel Sandler: Bringing religion into international relations, NY Palgrave Macmillan, 2004.

البعد الثقافي في دراسة العالقات : أماني محمود غانم: وحول رؤية كلية عن وضع البعد الثقافي في دراسة العالقات الدولية انظر - .مرجع سابقدراسة في خطاب صراع الحضارات، : الدولية

: انظر على سبيل المثال )١٠(

Page 66: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٦

- Charles R. Beitz: Recent international Thought, International Journal, Spring, 1988. - Keen Booth, Security in anarchy: Utopian realism in theory and practice, International affairs, no 67, 1991, pp. 527- 545. - P.Viotti, M. Kauppi: International Relations Theory: Realism, Pluralism, Globalism, 1993. (Ch 5, Normative Considerations and international relations theory), pp. 533- 545. - Martha Finnemore: Norms, culture and world politics: insights from sociology's institutionalism, International Organization, vol 50, no 2, Spring 1996, pp. 325- 345. - Robert Jackson: The political theory of International Society, in Ken Booth and Steve Smith (eds), International Relations Theory Today, Pennsylvania State University Press, 1995. - Miles Kahler: Rationality in international relations. International Organizations, vol 52, no 4, Autumn 1998. - Seymon Brown: International Relations in a changing global system: Toward a theory of the world polity, Westview press (1992).

: سيف الدين عبـد الفتـاح .في د انظر أيضا مراجعة نقدية للقيم في المنظورات الغربية كمدخل للتأصيل اإلسالمي المقارن للقيم -مشروع العالقات ): إشراف وتحرير(نادية محمود مصطفى .د: إطار مرجعي لدراسة العالقات الدولية في اإلسالم، في: مدخل القيم

.مرجع سابقالدولية في اإلسالم، :مثالحول موضع القيم في الجداالت الكبرى بين المنظورات حول المنهاجية، انظر على سبيل ال )١١(

- Hedely Bull, New directions in the Theory of International Relations. International Studies, Vo. 14, No. 2, 1975.

.مرجع سابقالبعد المعیاري الستخدام القوة العسكریة في الدراسات النظریة المعاصرة للعالقات الدولیة، : أمیرة أبو سمرة -نادية محمـود مصـطفى .د :)في( ،رؤية من داخل حقل العالقات الدولية: إعادة تعريف السياسي: صطفىنادية محمود م.د) ١٢( .سابق مرجع ،مراجعات نظرية ومنهاجية: علم السياسة :)إشراف وتحرير(

:انظر على سبيل المثال )١٣(- Alexander Wendt: Social Theory of International Politics, Cambridge University Press, 2004.

.٢٧، ص مرجع سابق ،...إشكاليات البحث والتدريس في العالقات الدولية: نادية محمود مصطفى.د )١٤( .٢٣-٢٢، ص المرجع السابق: انظر تفاصيل هذه الخصائص في )١٥( :من أحدث وأهم األدبيات النظرية التي تؤسس لهذا األمر انظر )١٦(

Michal is S. Michael and Fabiopetito (eds): Civilizational Dialogue and World Order: The Other Politics of Cultures, Religions and Civilization in International Relations Pal Grave, Macmillan,2009 (Culture and Religion in International Relations Series (Series Editors) 4. Lapid, F. Krato Chwill).

(17) Reuniting Ethics and Social Science: The Oxford Handbook of International Relations.

:انظر عرضا موجزا ومعمقا له قدمهChristian Reus-Smit, Duncan Snidal.(in): Ethics and International Affairs. Vo. 22 No 3. Fall 2009, pp 1-6 (Carnegie Council For Ethics and International Relations). http://www.cceia.org/resources/Journal/ 22-3/ essays/001.hml/:

Brian C. Schmidt. Op.cit.p. 153 :من ١انظر قائمة مراجع مھمة في ھامش رقم )١٨((19) -Stanley Hoffman, David P.Fidler (eds): Rosseau on International Relations,Op. cit. - F. Parkinson: The philosophy of international relations: a study in the history of thought, Sage Publications, 1977.

Page 67: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٧

-Torbjorn L.Knutsen: A History of International Relations Theory, 2d, Manchester University Press, Manchester, 1997. -David Boucher: Political theories of international relations: from Thucydides to the present, Oxford University Press, 1998. - Robert Jackson: International Political Thought, Palgrave Macmillan, 2005. - Chris Brown, Terry Nardin, Nicholas Rengger: International Relations in Political Thought, Cambridge University Press,2002. -K. Hutchings: International Political Theory, London School of Economics, London University Press, 2005. - Beate Jahn (ed): Classical theory in international relations, Cambridge University Press, 2006.

.Brian C. Schmidt: op. cit. p154 :من ٢انظر أیضا قائمة متمیزة في الھامش رقم )٢٠( .Ibid: pp. 154-163 :انظر مقارنة بين منهج الرواد الثالثة في )٢١(

(22) Ibid pp. 155-159. (23) Ibid pp. 159-161. (24) Beat Jahn (ed.): op. cit. (25) Ibid. pp 1-26. (26) Robert Jackson: op. cit. (27) K. Hutchings: op. cit. (28) Chris Brown (and others): op. cit.

لية في مرحلة نظر حول أسباب ومؤشرات تجدد االهتمام بالقيم والدين والثقافة والحضارة على صعيد التنظير للعالقات الدوا )٢٩( :ما بعد الحرب الباردة

.مرجع سابقإعادة تعريف السياسي، : نادية محمود مصطفى.د - .مرجع سابق دراسة في خطاب صراع الحضارات،: البعد الثقافي في دراسة العالقات الدولية: أماني غانم.أ -

.١١و ١٠الهامشين رقم : وانظر على سبيل المثال -(30)Chris Brown ( and others): op. cit.pp 12-14. (31) Scott Burchill (and others): Theories of International Relations, Palgrave, Macmillan, 4 ed, 2009. (32) Robert M.A. Crawford, Darryl S. L. Jarvis (eds.) International relations – Still an American Social Science? Toward diversity in International Thought, State University of New York Press, 2001.

شكاالت المنھجیة وخریطة النماذج بین اإل :الفكر اإلسالمي يدراسة العالقات الدولیة ف :نادیة مصطفى.د: ھذا الجزء مأخوذ عن )٣٣(ن ، والمفاھیم الفكریة ث م ري الستكمال المستوى الثال ار نظ روع بحث أعد كإط ي اإلسالم "مش ة ف ات الدولی الفكر " العالق اص ب والخ ). تحت الطبع. (٢٠٠٨اإلسالمي، یولیو

اري، : العالقات الدولیة في اإلسالم: نادیة محمود مصطفى.د) ٣٤( ھ الحض ة المسلم المعاصر نحو تأصیل من منظور الفق دد مجل ، الع)٢٠٠٩، )١٣٤/ ١٣٣. .مرجع سابق، ...لبحث والتدريسإشكاليات ا: نادية محمود مصطفى.د ) ٣٥(

مجلة إسـالمية المعرفـة أفكار حول إسهام التراث الخلدوني في الفكر الدولي والنظرية الدولية، : نادية محمود مصطفى.د ) ٣٦( .١٣ -٦، ص ٢٠٠٨، شتاء ٥١، العدد)، الجزء الثاني"قراءة معرفية ومنهجية: عبد الرحمن بن خلدون"عدد خاص ببحوث مؤتمر (وان ،التاریخ ودراسة النظام الدولي :نادیة محمود مصطفى.د )٣٧( عة تحت عن ریة الفرنسیة التاس دوة المص ى الن دم إل اق ":بحث مق آف

.٢٠٠٠ركز البحوث والدراسات السیاسیة، فبرایر م: القاھرة ،"العالقة بین العلوم السیاسیة والعلوم االجتماعیةمرجـع ، ...إشكاليات البحث والتدريس: نادية محمود مصطفى.د: نتائجها انظرحول تفاصيل هذه المراجعات وأطروحاتها و )٣٨(

.٣٢-٣١ص سابق،ومن أهم رموز علم العالقات الدولية الذين قدموا هذه األطروحات خالل دراساتهم عبر عقدين من تطور نظريـة العالقـات

:الدولية

Page 68: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٨

- Hedley Bull, New directions in the Theory of International Relations, Op. cit. pp. 282- 283. - K.J. Holsti: Along the road to International Theory, International Journal, No. 2, 1984, p. 360. - C. Kegly, E. Wittkopf, World Politics, trend and transformations, Third Edition, St. Martin's Press, New York, 1981, the Introduction. - O. Waever, “The sociology of not so international discipline: American and European developments in International Relations, International Organizations, Vo 52, No 4, 1998, pp. 687- 727. - O. Waever, “Figures of international thought: Introducing persons instead of paradigms, (in): I.B. Neumann and O. Waever (eds.): The future of International Relations, Masters in the making, Routledge, 1997. - Steve Smith: Singing our world into existence: International Relations theory and September 11, International studies quarterly 48, 2004, pp. 499- 515. - S. Smith: The Self Images of a discipline: op.cit. - Paylos Hatzopoulos, Fabio Petito (eds.), Religion in international relations: The return from exile, Palgrave/ Macmilan England, 2003. - Alexander Wendt: Social Theory of International Politics, Op. cit.

.مرجع سابقإعادة تعريف السياسي في العالقات الدولية، : نادية محمود مصطفى.د -

مقدمـة ): فـي (دراسة العالقات الدولية في األدبيات الغربية ومشروع العالقات الدولية في اإلسـالم، : ودودة بدران.د - .مرجع سابق، ...مشروع العالقات

.مرجع سابق ،إشكاليات البحث والتدريس في العالقات الدولية من منظور حضاري: نادية محمود مصطفى.د: انظر) ٣٩( .٢٥-٢٢، صالمرجع السابق: حول هذه الخصائص انظر) ٤٠(كـر ، المعهـد العـالمي للف في مصادر دراسة التراث السياسي اإلسـالمي : نصر عارف.مقدمة كتاب د: منى أبو الفضل.د) ٤١(

.١٩٩٣اإلسالمي، فرجينيا،

.٢٥ص، المرجع السابق) ٤٢( .٣١ص-٢٥ص، ص المرجع السابق) ٤٣( .٣٢ص، المرجع السابق )٤٤(

.٢٠٠٧، ٣، دار الشروق الدولية، القاهرة، طنحو تأصيل منهاجي لمفهوم األمة في اإلسالم: األمة القطب: منى أبو الفضل.د )٤٥(

مدخل في دراسة التراث :حامد ربيع.د: في يجال التراث السياسي اإلسالمي والفكر السياسحامد ربيع في م.د: انظر أعمال )٤٦( .٢٠٠٧سيف الدين عبد الفتاح، جزءان، مكتبة الشروق الدولية، .د: ، تحرير وتعليقالسياسي اإلسالمي

تراث ربيع بين كفاحية العالم ، )محرران(حسن نافعة، عمرو حمزاوي : حامد ربيع في.انظر أيضا قراءات متخصصة في أعمال د .٢٠٠٤كلية االقتصاد والعلوم السياسية،: ، جامعة القاهرة٢٠٠٣أعمال ندوة قسم العلوم السياسية، يونيه ومقتضيات المنهج،

.١٠٦-١٠٥ص ، المرجع السابق) ٤٧( .٦٨، ص مرجع سابق ،...مدخل إلى التراث السياسي اإلسالمي :سيف الدين عبد الفتاح. د) ٤٨(

.١٣ص، المرجع السابق) ٤٩(

٣٠، انظر الشكل التوضيحي صالمرجع السابق )٥٠(

٣١-٣٠-٢٩، ص المرجع السابق )٥١(

٣٢-١٧ص، المرجع السابق) ٥٢(

.٢١٥-٢١٩ص ، المرجع السابق) ٥٣(

٢٢٠ص، المرجع السابق) ٥٤(

ت من إشكاليات التعريف والتصنيف والتوصيف نماذج وحاال –تراث العالقات الدولية في اإلسالم سيف الدين عبد الفتاح، .د(٥٥) فيصل .د: ، انظر)نشر بعض منه في أعمال الندوة(، بحث مقدم إلى ندوة تراث العرب دراسة نقدية في الحالة البحثية: والتوظيف

.٦٣، ص٢٠٠٢تراث العرب السياسي، معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، القاهرة، ): محرر(الحفيان

Page 69: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٦٩

.١٠٢، صالمرجع السابق (٥٦)

.مرجع سابقمشروع العالقات الدولية، مقدمة المشروع، الجزء األول، ): إشراف وتحرير(نادية مصطفى .د: انظر )٥٧(

الجزء الثالث من . المداخل المنهاجية: مصطفى منجود.عبد العزيز صقر، د.أحمد عبد الونيس، د.سيف الدين عبد الفتاح، د.د )٥٨( .، مرجع سابققات الدولية في اإلسالممشروع العال

مرجـع الجزء السابع من مشروع العالقات الدولية في اإلسالم، ... مدخل منهاجي لدراسة لتطور: نادية محمود مصطفى.د ) ٥٩( .سابق

الفتـاح سـيف الـدين عبـد .د): فـي (خبرة بحثية، : القرآن وتنظير العالقات الدولية في اإلسالم: سيف الدين عبد الفتاح.د) ٦٠( .١٠-٨، ص مرجع سابق، ...، المداخل المنهاجية)وآخرون(

.مرجع سابق، ...مدخل القيم: سيف الدين عبد الفتاح.د )٦١( .١٠-٨، ص المرجع السابق) ٦٢(

، الجزء سابق مرجع مشروع العالقات الدولية في اإلسالم،): في(الدولة اإلسالمية وحدة التعامل الخارجي في اإلسالم، : مصطفى منجود.د) ٦٣( .الرابع

): فـي (المداخل المنهاجية للبحث في العالقات الدولية في اإلسـالم، : عبد العزيز صقر.سيف الدين عبد الفتاح، ود.أحمد عبد الونيس، د.د) ٦٤( .، الجزء الثالثمرجع سابق مشروع العالقات الدولية في اإلسالم،

: انظر كال من) ٦٥(

مرجـع مشروع العالقات الدولية في اإلسالم، ):في(العامة للعالقات الدولية في اإلسالم وقت السلم، األصول: أحمد عبد الونيس.د -

.الجزء الخامسسابق،

مشروع العالقات الدولية ): في(دراسة للقواعد المنظمة لسير القتال، : العالقات الدولية في اإلسالم وقت الحرب: عبد العزيز صقر.د - .، الجزء السادسقمرجع سابفي اإلسالم،

مشروع العالقـات الدوليـة فـي ): في(مدخل القيم إطار مرجعي لدراسة العالقات الدولية في اإلسالم، : سيف عبد الفتاح.د) ٦٦( .، الجزء الثانيمرجع سابقاإلسالم،

مشـروع : )فـي (مدخل منهاجي لدراسة تطور وضع ودور العالم اإلسالمي في النظام الـدولي، : نادية محمود مصطفى.د) ٦٧( .، الجزء السابع، مرجع سابقالعالقات الدولية في اإلسالم

.المرجع السابق) ٦٨(العـدوان، المقاومـة إشكاليات ومقاربات في مفهوم الحضاري، : كلمة ختامية: سيف الدين عبد الفتاح.د: انظر في المفهوم )٦٩(

: نادية مصطفى وسيف الدين عبد الفتاح، مراجعة وتحريـر :، تنسيق علمي وإشرافالدالالت والمآالت: الحضارية في حرب لبنان .٢٠٠٧كلية االقتصاد والعلوم السياسية، -برنامج حوار الحضارات : أماني غانم ومدحت ماهر، جامعة القاهرة

ية مجلـة إسـالم فـي -ومن بينها الرؤية اإلسالمية الكونيـة – عن رؤى العالم يفتحي الملكاو. مجموعة مقاالت د: انظر)٧٠( .٤٥، ٤٤، ٤٣-٤٢:، األعدادالمعرفة

حسـن فتحي .د: انظر شرحا لماهية رؤية ابن خلدون للعمران باعتبارها رؤية حضارية تعكس الرؤية الكونية اإلسالمية في )٧١(ـ رؤية العالم عند عبد الرحمن ابن خلدون،ملكاوي، ه دراسة قدمت إلى مؤتمر ابن خلدون والبعد الفكري اإلسالمي الـذي نظمت

.٢٠٠٦جامعة الزيتونة في تونس في فبراير

.انظر األجزاء السابعة والثانية عشر من مشروع العالقات الدولية في اإلسالم )٧٢(العالقات الدولية فـي الفكـر السياسـي : نادية محمود مصطفى.د: تصميم هذا اإلطار النظري وتطبيقه في: انظر تفاصيل) ٧٣(

.لجزء الثاني والجزء الثالثا )تحت الطبع(، )٢٠٠٨(اإلسالمي

.١٥٣ -٣٠، ص مرجع سابق: نادية محمود مصطفى: انظر تفاصيل هذه المراجعة في) ٧٤(

.١٩٧٠، دار الفكر، بیروت، الفكر اإلسالمي وصلتھ باالستعمار الغربي: محمد البھي.د: انظر (٧٥)

Page 70: ﻲﺴﺎﻴﺴﻟﺍ ﺭﻜﻔﻟﺍ ﻲﻓ ﺔﻴﻟﻭﺩﻟﺍ ﺕﺎﻗﻼﻌﻟﺍ …hadaracenter.com/pdfs/لعلاقات الدولية.pdf · ٥ لـﻴﻠﺤﺘ ﻥﺃ ﻥﺎـﻤﻓﻭﻫ

٧٠

ناديـة محمـود .دارس اإلسالمية والمدارس األوربية فـي د انظر مناقشة تفصيلية لمعايير تقسيم التاريخ اإلسالمي بين الم٧٦) (

.مرجع سابقمدخل منهاجي لدراسة وضع العالم اإلسالمي في النظام الدولي، : مصطفىلمتطلبـات بوكيفية الجمع بينه وبين تقسيم عصور الخالفة على النحو الذي يستجي" الموضوعي"حول هذا النمط من التقسيم )٧٧( .المرجع السابق: تمام، أي العالقات الدولية، انظرمحل االه" الموضوع"يمكن االستناد إلى األجزاء الخمسة األخيرة من مشروع العالقات الدولية في اإلسالم التي قدمت دراسـة نظميـة للتـاريخ ) ٧٨(

.المساراإلسالمي، مبرزة خصائص عملية التطور ومسارها، كما أبرزت أهم القضايا وأهم المفاصل التاريخية في هذا .سابق مرجعمدخل القيم، : سيف الدين عبد الفتاح. د: انظر تصنيفا لمنظومات هذه المفاهيم وتعريفاتها في )٧٩(

في منظومة مفاهيم نظم الحكم والعالقات الدولية في اإلسـالم، : سيف الدين عبد الفتاح وآخرون.نادية محمود مصطفى، د.د: انظر، )٤(سلسلة الموسوعات اإلسالمية المتخصصة : ، فيموسوعة الحضارة اإلسالمية): محررون(أحمد فؤاد باشا وآخرون .د): في(

.٤٩٦-٣٩٧، ص ٢٠٠٥ع، .م.ج -المجلس األعلى للشئون اإلسالمية، وزارة األوقاف، القاهرةمحمـد عمـارة، .د: ، والمفاهيم المقارنة مع منظورات أخرى أعمال كـل مـن "األصيلة"انظر أيضا حول المفاهيم اإلسالمية - .أحمد أوغلو.منى أبو الفضل، ود.المسيري ود.ود، تحرير عبـد الوهـاب المسـيري، رؤية معرفية ودعوة لالجتهاد: إشكالية التحيز): في(فقه التحيز، : عبد الوهاب المسيري.د -

.١٩٩٥المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، : القاهرةمقدمة كتـاب : منى أبو الفضل.ية على دراسة المفاهيم األساسية في علم السياسة في دتأثير اختالف النماذج المعرف: كذلك انظر - .مرجع سابقفي مصادر دراسة التراث السياسي اإلسالمي، : نصر عارف.د .٢٠٠٦إبراهيم البيومي، مكتبة الشروق، . ، ترجمة دالفلسفة السياسية: أحمد داوود أوغلو - .مرجع سابق: يات البحث والتدريس في العالقات الدولية من منظور حضاريإشكال: نادية محمود مصطفى.د ) ٨٠(مدحت ماهر الليثي، الباحث بمركز الحضارة للدراسات السياسـية، والتـي تضـم .أ: من إعداد )غير منشورة(ورقة عمل )٨١(

مجموعات أخرى من المفاهيم تناظر المجموعات الثالثة المطروحة من المفاهيم،بنـاء ، طه العلـواني .د: سيف الدين عبد الفتاح، تقديم.علي جمعة ود.مجموعة باحثين، إشراف د: الخطوات في راجع هذه) ٨٢(

دار السالم للطباعة والنشر والترجمة، : ، جزآن، المعهد العالمي للفكر اإلسالمي، القاهرةدراسة معرفية ونماذج تطبيقية: المفاهيم٢٠٠٨.

: انظر على سبيل المثال) ٨٣( .٩٩٤يناير-، أغسطس٧٠- ٦٩، العددمجلة المسلم المعاصر، نحو منظور إسالمي معاصر للعالقات الدولية :مال عطيةج.د - مرجع سابق :أحمد عبد الونيس.د - .١٩٩٦، ٨١، العدد مجلة المسلم المعاصرموقف اإلسالم من الصراع، : أحمد صدقي الدجاني.د -

(84) Dr. Nadia M. Mustafa, "The missing Logic in the discourse of peace and Violence in Islam, (in): Abdul Aziz Said, Mohammed Abu- Nemer, Meena Sharify- Funk (eds.): Contemporary Islam: Dynamic not Static,: Rout ledge, London and New York, 2006.

في برنامج السياسات العامة وفي كليـة الدراسـات ٢٠٠٩/ ٢٠٠٨لجامعي تم تدريسه في الفصل الدراسي األول من العام ا )٨٥( .اإلسالمية، مؤسسة قطر للعلوم والثقافة، الدوحة

:حيث تمت الدراسة المقارنة بين نماذج فكرية تعكس مداخل متنوعة -أبو األعلى (حركي سياسي ، ومدخل)محمد عبده(، ومدخل إصالحي تربوي معاصر )الشيباني، ابن خلدون، العامري(مدخل تراثي

جـابر .د(إسـالمي معاصـر –، مـدخل قـومي )مالك بن نبي(، مدخل حضاري )حسن البنا(، ومدخل حركي سياسي )الموردي، وذلك وفق إطار نظري مقارنة مكون من عدة )إسماعيل الفاروقي، أحمد داوود أوغلو(، مدخل أكاديمي نظمي معاصر )األنصاري، )الخارجيـة –البدنيـة -الداخلية(الغرب، والسياق الوطني واإلقليمي، منظومة القضايا محل االهتمام إدراك العالقة مع(عناصر

أسباب الضعف والقوة، الحلول المقترحة، قدر المشترك والمختلف باختالف الزمان والمكان ومن ثم التحديات؟