ﺔﻄﺑﺎﳍﺍ ﺔﲪﺮﻟﺍ ﺏﺎﺘﻛ...

229
ﺍﳍﺎﺑﻄﺔ ﺍﻟﺮﲪﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﺮ ﺍﷲ ﻗﺪﺱﺑﺎﱐ ﺍﻟﺮ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﻗﻒ ﺑﻔﺎﺗﺢ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﺩﺍﺭ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ٥٧ ﺍﺳﺘﺎﻧﺒﻮﻝ- ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻴﻼﺩﻱ ﴰﺴﻲ ﻫﺠﺮﻱ ﻗﻤﺮﻱ ﻫﺠﺮﻱ٢٠٠٢ ١٣٨٠ ١٤٢٣ ﺍﷲ ﻣﻦ ﻓﻠﻪ ﺍﺧﺮﻯ ﻟﻐﺔ ﺍﱃ ﻳﺘﺮﲨﻬﺎ ﺍﻭ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﻳﻄﺒﻊ ﺍﻥ ﺍﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺍﳉﺰﻳﻞ ﺍﻻﺟﺮ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﺟﻮﺩﺓ ﺑﺸﺮﻁ ﺑﻄﺒﻌﻬﺎ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻞ ﻛﺘﺒﻨﺎ ﲨﻴﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﳉﻤﻴﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ

Transcript of ﺔﻄﺑﺎﳍﺍ ﺔﲪﺮﻟﺍ ﺏﺎﺘﻛ...

  • كتاب الرمحة اهلابطة يف

    أحوال االمام الّرباين قدس اهللا سّره

    وقف اإلخالص

    تركيا- استانبول٥٧يطلب من مكتبة احلقيقة بشارع دار الشفقة بفاتح هجري قمري هجري مشسي ميالدي

    ١٤٢٣ ١٣٨٠ ٢٠٠٢ االجر اجلزيل و منامن اراد ان يطبع هذه الرسالة وحدها او يترمجها اىل لغة اخرى فله من اهللا

    الشكر اجلميل و كذلك مجيع كتبنا كل مسلم مأذون بطبعها بشرط جودة الورق و التصحيح

  • - ٢ -

    بسم اهللا الرمحن الرحيم

    صل على نبيك املأمون * وعوارف نعمه متوافرة * يا من لطائف مننه متواترة حسان اىل و على آله الكرام وأصحابه العظام وتابعيهم با* وخازن علمك املخزون

    ملا من اهللا سبحانه وتعاىل على عبده العاجز هذا » اما بعد«قيام الساعة وساعة القيام مبحض فضله وكرمه بامتام تعريب مكتوبات االمام الرباين اجملدد واملنور لاللف الثاين

    عليه ىقدس سره اردت ان اذكر نبذا يسريا من احواله الشريفة ومناقبه املنيفة وما جر على االنبياء واالولياء والصلحاء من احملن والباليا من االبتالء ى مما جرقدس سره

    باحلسدة وتطاول اجلهالء وجمادلة السفهاء وما صدر يف نصرته واعانته ومدحيته من االعزة الكمالء واالجلة الفضالء ممن كانوا يف عصره وبعده ليكون ذلك كاملقدمة

    لالحقة به فتتم بذلك الفائدة ويتوفر النفع والعائدة السابقة للتعريب املذكور او اخلامتة ابأن يكون عونا ملن يطالع التعريب املذكور فان احواله قدس سره وان كانت معلومة ظاهرة للمحبني الذين هم على طريقته ولكنها ال تستبعد ان تكون خمفية على من

    ه او معادي سواهم خصوصا من قرع مسعه خالفها من طريق حساده او مبغضي طريقتخلفائه واوالده بل ال يستبعد كوهنا خفية على كثري من منتسيب طريقته ايضا لقصور

    ان ى وباهللا التوفيق وبيده ازمة التحقيق ال خيف)فأقول(اهلمم كما هو املشاهد اآلن وسلف من مناقبه ومثالبه وصالحه وفساده ىطرق اطالع اخللق على أحوال من مض

    وضالله وعلو كعبه يف مقامات القرب وتسفله متعددة كثرية وعلمه وجهله وهدايته منها النظر اىل مذهبه وطريقته وسريته ان كان صاحب مذهب وطريقة ومنها مطالعة

    :)شعر(آثاره وتأليفاته ان كان صاحب اثر وتأليف كما قيل

    فانظروا بعدنا اىل اآلثار *ان آثارنا تدل علينا

    تكلموا يف حقه باجلرح والتعديل اذا كان صدور منها املراجعة اىل اقوال من وذلك عنهم باالنصاف عاريا عن االغراض الفاسدة واالعتساف فأنا حبول اهللا تعاىل

    يف ذكر نسبه )فاملنظرة االوىل(وقوته اذكر كل ذلك على حدة بعنوان املنظرة

  • - ٣ -

    هو قدس الشريف امجاال وما وقع يف حقه من البشارة قبل والدته أما نسبه الشريف فسره سيدنا وسندنا وويل نعمتنا االمام الرباين اجملدد واملنور لاللف الثاين موالنا الشيخ امحد ابن الشيخ عبد االحد ابن الشيخ زين العابدين ابن الشيخ عبد احلي ابن الشيخ حممد ابن الشيخ حبيب اهللا ابن االمام رفيع الدين ابن اخلواجه نور ابن اخلواجه نصري

    بن اخلواجه سليمان ابن اخلواجه يوسف ابن اخلواجه عبد اهللا ابن اخلواجه الدين اعيب ابن اخلواجه امحد ابن اخلواجه يوسف شاسحق ابن اخلواجه عبد اهللا ابن اخلواجه

    ابن اخلواجه شهاب الدين املعروف بفرخشاه الكابلي ابن اخلواجه نصري الدين ابن اخلواجه مسعود ابن اخلواجه عبد اهللا الواعظ اخلواجه حممود ابن اخلواجه سليمان ابن

    االصغر ابن اخلواجه عبد اهللا الواعظ االكرب ابن اخلواجه ايب الفتح ابن اخلواجه اسحق ابن اخلواجه ابراهيم ابن اخلواجه ناصر ابن سيدنا عبد اهللا ابن سيدنا امري املؤمنني عمر

    كرام واجداده العظام كلهم من الفاروق رضي اهللا عنهما وعنهم امجعني وكان آباؤه ال احلاصلة يف حقه قبل )وأما البشارة(اكابر العلماء االعالم وصلحاء فضالء االنام

    وجوده فاعلم ان امر البشارة اغلبه مبين على الظن الغالب فاهنا ال تكون بأن شخصا ذاامسه فالن واسم ابيه فالن وحليته كذا وقبيلته كذا يظهر يف زمان كذا ويف مكان ك

    ه او زمانه او قبيلته كالبشارة بوجود املهدي رضي ببل يذكر فيها مجلة من سرية املبشراملهدي املوعود وليس كلهم يدعي ذلك اهللا عنه ولذا ال يزال يوجد من يدعي انه هو

    بالكذب والباطل بل لوجود بعض العالمات الواردة يف حقه فيه وكالبشارة الواردة يف مثل لو كان الدين يف الثريا لتناوله رجال ويف رواية رجل من أبناء حق االئمة اجملتهدين

    فارس ومثل يوشك ان يضرب الناس ويف رواية يوشك الناس ان يضربوا اكباد االبل يطلبون العلم فال جيدون عاملا اعلم ويف رواية افقه من عامل املدينة ومثل ال تسبوا قريشا

    احملققني اهل االنصاف محلوا االول على البشارة طباق االرض علما فان فان عاملها ميألبوجود االما االعظم ايب حنيفة والثاين على البشارة بوجود امام دار اهلجرة مالك ابن انس والثالث على البشارة بظهور االمام الشافعي رضي اهللا عنهم امجعني وكل ذلك

  • - ٤ -

    بعد حصول حبسب الظن الغالب حيث وجدت االوصاف املذكورة فيهم بل ال يستاليقني بذلك للمحبني واملنكر املعاند الشقي ال يزيده ذلك اال انكاراً وعناداً واستكبارا كما أننا ال نزال جند املتعصبني اىل اآلن ينكرون محل احلديث االول على البشارة باالمام االعظم رضي اهللا عنه بل املتوغل يف اجلهالة واملتنكص على عقبيه يف تيه

    يستنكف من التفوه باالنكار على وجود القائل بذلك وهذا ال يضر إال الضاللة النفسه فان القائل بذلك ليس من اتباع االمام االعظم رضي اهللا عنه فقط بل احملققون من غريهم كالسيوطي وابن حجر اهليتمي والشعراين مصرحون بذلك فهذا املنكر ان

    و معاند غوي سابح يف حبر العناد اطلع على ذلك ومع هذا انكر وجود القائل به فهار الغفلة واجلهالة فحقه ان يسكت يوالسفاهة وان مل يطلع فهو جاهل غيب خائض يف ت

    ويأكل ويشرب وينهق مع ما ينهق دون ان ينعق هبذا الكالم ويسلم العلم الهله بل نقول ان من الناس من ينكر وجود املهدي مع ورود احاديث كثرية يف حقه حىت قيل

    ا بلغت حد التواتر املعنوي ولذا قيل ان من انكر املهدي فقد كفر وهذا كما ان اهل اهنالكتابني ينكرون وجود البشارة يف كتبهم بوجود النيب صلّى اهللا عليه و سلّم مع كوهنا مآلنة هبا عند املؤمنني بيقني فاذا عرفت هذا فاعلم ان االمر يف حق االمام الرباين رضي

    فما وافقه قدس سره بالقرائن محله احملبون عليه قدس سره بغلبة الظن عنه ايضا كذلك واملنكر ال يزيده ذلك اال انكارا وعنادا واستكبارا وتصديق املصدق نفعه راجع اليه وكذا انكار املنكر ضرره عائد عليه ان احسنتم احسنتم النفسكم وان اسأمت فلها ومن

    واملؤمن جيب عليه حسن الظن يره ل ذرة شراً يعمل مثقالذرة خرياً يره ومن يعمل مثقابأي مؤمن كان اذا كان مستور احلال فكيف باالولياء االخيار الذين صنف يف مناقبهم جملدات كبار وملؤا الدنيا بانواع اآلثار ومل يزل اتباعهم قدوة خري االمم يف مجيع

    املوفق واملعني وهو االقطار ونوروا الدنيا كلها بانوار املعارف كشمس النهار و اهللاقوله صلّى اهللا عليه و سلّم يكون » البشارة االوىل«اآلخذ بنواصي االخيار واالشرار

    يف أميت رجل يقال له صلة يدخل اجلنة بشفاعته كذا وكذا اورده االمام السيوطي يف

  • - ٥ -

    مجع اجلوامع ووجه محل هذا احلديث عليه انه قدس سره ملا طبق طريقة الصوفية وحدة الوجود على الشريعة الغراء تطبيقا شافيا وبينها بيانا وافيا يف بعض القائلني ب

    مكاتيبه قال يف آخره احلمد هللا الذي جعلين صلة بني البحرين ومصلحا بني الفئتني واشتهر هبذا اللقب فيما بني اصحابه وهلم اطالع على احلديث املذكور ومل يروا احدا

    ا يف االمام رضي اهللا عنه لياقة بتلك املنقبة الشريفة محله على احد على ممر الدهور ورأومع ما مسعوا منه قدس سره مرارا بأن النيب صلّى اهللا عليه و سلّم بشره يف بعض

    ع بشفاعة كذا وكذا فحملوا احلديث املذكور عليه قدس سره واي ئاحلضرات والوقاي قدس سره من استبعاد يف ذلك واي حمذور فيما هنالك بل هذا الوصف اظهر فيه

    ها واال فال يالم احد على حسن ظن بإن صح هذا احلمل ففالشمس وابني من االمس :)شعر(بويل من االولياء العظام رضي اهللا عنهم امجعني

    ال حتشر االجساد قلت اليكما *زعم املنجم والطبيب كالمها

    صح قويل فاخلسار عليكما او *ان صح قولكما فلست خباسر

    دس سره يف هامش املناقب االمحدية بعد ذكر احلديث املذكور شيخنا ق)قال(قد راجعت النسخ القدمية من مجع اجلوامع للسيوطي وتبويبه كرت العمال لعلي املتقي

    للسيوطي ىفوجدت احلديث فيها كذلك مطلقا مث اطلعت على اخلصائص الكرب الرواة او النساخ لزيادة منافوجدته هناك بلفظ صلة ابن أشيم مقيدا فان كانت هذه

    فاالحتمال باق وان كان من تشعب طرق احلديث فال جمال الحد يف الكالم وهم يعين اصحاب االمام رضي اهللا عنه لعدم االطالع عليها غري ملومني وقد وقع مثل ذلك

    ما نقل عن شيخ االسالم )البشارة الثانية(بتغيري يسري انتهى لكثري من الشراح فتنبهروح اهللا روحه ونور ضرحيه قال مولينا اجلامي قدس سره يف نفحات امحد اجلامي

    األنس ما خالصة معربه قيل لشيخ االسالم امحد اجلامي قدس سره انا قد اطلعنا على مقامات املشائخ ووقفنا على ما صدر عنهم من احلاالت والكرامات وال نعرف واحداً

    ا من رياضة فعلها ويل من منهم ظهر منه مثل ما صدر عنك من احلاالت فقال م

  • - ٦ -

    األولياء اال وقد فعلت مجيعها وقت الرياضة وزدت عليها ايضا فكل حال من االحوال وكل كيفية من الكيفيات اعطاها احلق سبحانه اولياءه متفرقة اعطاها امحد يعين نفسه بفضله وكرمه جمتمعة واذا ظهر يف كل اربعمائة سنة شخص امسه امحد يكون آثار

    تعاىل يف حقه ايضا مثل ذلك يراه مجيع اخللق انتهى وبني وفاة الشيخ امحد عناياتهاجلامي ووالدة االمام الرباين قدس سرمها اربعمائة ومخس وثالثون سنة وحيث مل يظهر بينهما من االولياء احد هبذا االسم وبتلك االوصاف محلوا كالم الشيخ على

    قد تأيد هذا مبا وقع يف بعض مقامات شيخ االمام رضي اهللا عنهما مبوجب غلبة الظن واالسالم امحد اجلامي قدس سره حيث قال فيها قال يعين الشيخ يظهر من بعدي سبعة

    بامسي وآخرهم يظهر بعد االلف ويكون هو اكربهم ىعشر نفرا مثلي كل منهم يسم ما نقل عن الشيخ خليل البدخشي)البشارة الثالثة(واعظمهم و اهللا سبحانه اعلم

    قدس سره نقل عنه انه قال سيظهر يف سلسلة خواجكان قدس اهللا اسرارهم شخص كامل من اهلند يكون عدمي النظري يف عصره ويا اسفي على اين ال ادرك زمانه انتهى وحيث انه مل يظهر يف اهلند احد يف طريقة خواجكان ظهور االمام الرباين محل عليه

    القدر كفاية للمسترشد و اهللا سبحانه املوفق بالضرورة و اهللا سبحانه أعلم ويف هذا ى احد٩٧١ ولد قدس سره سنة )املنظرة الثانية يف والدته ونشأته قدس سره(

    وسبعني وتسعمائة يف بلدة سهرند بكسر السني املهملة وسكون اهلاء وكسر الراء ظيمة وسكون النون والدال املهلمة كذا ضبطه يف سبحة املرجان وقال فيها اهنا بلدة ع

    يف الروضة القيومية ان حمل بلدة سرهند )الق و(بني دهلي والهور على الشارع انتهى كان اوال غابة مهولة مملوءة بالسباع وكان امسها باهلندية سيهرند يعين غابة االسود فان

    ورند الغابة وهلذا يكتب يف ضرب السكة سيهرند وكان اول بنائها ه باهلندية االسديسان فريوز شاه واول من توطن هبا االمام رفيع الدين املذكور اجلد يف عهد السلط

    السادس لالمام الرباين قدس سره فسميت البلدة هبذا االسم واشتهرت به انتهى يعين ان امسها طابقها ظاهرا وباطنا فاهنا لو كانت اوال غابة االسود الظاهرة فقد صارت بعد

  • - ٧ -

    ان استعمال هذا االسم على االصل خمصوص غابة اسود عامل احلقيقة واملعاين وافاد بالسكة وهو كذلك فانه ال يستعمل اال بتقدمي الراء على اهلاء واسكاهنا او حبذف الياء

    وعرض له ٩٧١وفتح الراء هكذا سهرند واستخرجوا تاريخ والدته من لفظ خاشع شيخه قدس سره بعد ايام من والدته ما يعرض على الصبيان من املرض فجاء به والده

    شاه كمال الكيهتلي القادري فقال له شيخه ال ختف انه يكون ذا عمر طويل وصاحب احوال سنية وأخذه من يده بكمال اجلذبة وجعل لسانه يف فيه فأفاض عليه وقتئذ فيوض النسبة القادرية من لسانه فنشأ يف حجر تربية والده حملي بدرر االدب

    ر سنه القرآن واسكت بتحبري صوته كتب العرب وحفظ يف صغىواخذ عنه مبادسواجع البستان واستظهر عدة من املتون يف انواع العلوم مع اتقان املنطوق منها واملفهوم مث رحل اىل سيالكوت فقرأ هناك على موالنا كمال الدين الكشمريي بعض كتب املعقوالت يف غاية التحقيق والتدقيق وكان املذكور من فحول علماء عصره

    وكان له شرب تام من مواجيد القوم ىالتقو قيق وتدقيق متصفا بالورع وصاحب حتايضا وهو استاذ موالنا عبد احلكيم السيالكويت واخذ احلديث عن مولنا يعقوب الكشمريي الصريف وكان هو من كبار حمققي زمانه وقد اخذ احلديث يف احلرمني

    محن ابن فهد املكي وكان من احملترمني من كبار احملدثني كابن حجر املكي وعبد الرخلفاء موالنا حسني اخلوارزمي الكربوي قيل انه بايعه يف السلسلة الكربوية واخذ هذه الطريقة بواسطته وحصل اجازة كتب احلديث والتفسري وبعض كتب االصول كالتفاسري الثالثة للواحدي واسباب الرتول وتفسري البيضاوي وسائر مؤلفاته كمنهاج

    وغريمها وكاجلامع الصحيح للبخاري مع مجيع مؤلفاته ىية القصوغاال الوصول واالخر وكاملشكاة ومشائل الترمذي واجلامع الصغري للسيوطي وغري ذلك من العامل

    رمحهم يالرباين القاضي هبلول البدخشاين واخذ عنه ايضا املسلسل باالولية الرامحون من يف السماء وقد اخذ القاضي الرمحن تبارك وتعاىل ارمحوا من يف االرض يرمحكم

    املذكور احلديث من كبار علماء احلرمني احملترمني كالعالمة احملدث عبد الرمحن بن

  • - ٨ -

    فهد املكي ومل يبلغ من العمر سبعة عشر سنة اال وقد فرغ من حتصيل العلوم الدرسية قيقها املعقول واملنقول والفروع واالصول وتد وحتقيقها وتشييد بنيان مولويته باحكام

    وقد استفاد يف اثناء حتصيله الطريقة القادرية واجلشتية من والده املاجد فأجازه يف هذين الطريقني وشهد له حبصول انوار الفريقني فاشتغل يف حياة والده املاجد بدرس العلوم الظاهرية للطالبني وتعليم الطريقة ايضا للسالكني وصنف يف تلك االثناء بعض

    التهليلية ورسالة رد الروافض ورسالة اثبات النبوة وكان له يد طوىلالرسائل كالرسالة يف العلوم االدبية وكان من الفصاحة والبالغة وسرعة االستحضار وشدة الذكاء

    مرة يف تلك االثناء مرتل ىوالفطنة جبانب عظيم ومكان مكني روي انه قدس سره اتملذكور وقتئذ مشتغال بتصنيف ايب الفيض العالمي الشيعي املتخلص بالفيضي وكان ا

    تفسري بكلمات غري منقوطة ويف معاونته يف االمر املذكور عدة من العلماء املتبحرين به وقال قد سد علينا اآلن كموالنا مجال الدين التالوي وغريه فلما رآه الفيضي سر

    التيان بعبارات غري معجمة يفصح عن املرام والتمس منه ان اابواب الكالم وتعسر حيرر بعض عبارات من النوع املذكور يناسب املقام فاخذ القلم يف احلال وشرع يف

    كثرية من النوع املذكور بعبارات انيقة مع التحرير من غري تفكر بالبال وكتب اشياءكمال البسط يف املقال فتحري من كمال فصاحته وبالغته وسرعة استحضاره وبداهته

    على انه مؤيد من عند املبدأ الفياض املتعال فصار الفحول من الرجال واتفقت كلمتهم الفيضي بعد ذلك كلما استعصاه الكالم يف افادة املرام يستمد من حبره الزاخر حىت اهناه على الوجه املذكور اىل اآلخر وكان ذلك قبل مالقاته اخلواجه حممد الباقي باهللا

    ندية من شيخه اخلواجه حممد يف استفادته الطريقة النقشب)املنظرة الثالثة(قدس سره الباقي باهللا قدس سره وبلوغه فيها مرتبة الكمال والتكميل ووصوله اىل ما يعجز عن ادراكه العقل العقيل وتنويره بنور الطريقة العامل من العلماء الفضالء وارباب التاج

    انه قدس سره مع وجود هذه الكماالت والفضائل كان ) اعلم(االكليل والتخت وان القلب خصوصا للطريقة النقشبندية وكان قد طالع بعض الرسائل املؤلفة فيها عطش

  • - ٩ -

    وكان كثري االشتياق ملالقاة واحد من ارباهبا وملا تويف والده املاجد عام غز خرج بعد سنة من وفاته من مرتله بنية اداء احلج وملا دخل بلدة دهلي كرسي سلطنة بالد اهلند

    لشيخ حممد الباقي باهللا قدس سره بداللة بعض اصحابه ووصل هناك اىل صحبة شيخه اجذبته جذبات العناية االزلية ودلته اىل الدولة السرمدية وانشده لسان السعادة االبدية

    :)اشعار(هذه االشعار احلكمية

    واجلسم يف بلد والروح يف بلد * يا من يروم طواف البيت باجلسد

    للواحد الصمدى التقمبهرجا يف * ماذا تروم وماذا انت فاعله

    احلقيقة ال يشفي من الكمدىعل * ان الطواف بال قلب وال بصر

    ):آخر(

    بطواف حضرة كعبة اآلمال * بدل طوافك باملطاف بال صفا

    فتنبه على تلك الدقيقة وانكشف له ما مل ينكشف قبل من احلقيقة فاستعمل ث مل تكن نيته على سبيل أفكاره االملعية واستنسب ان يؤخر ما يف قلبه من النية حي

    الفرضية بل كانت جملرد االشواق القلبية فبايعه بعد يومني من مالقاته يف الطريقة النقشبندية العلية والزم صحبته السنية ورجح طلب صاحب البيت على طلب البيت

    :وترمن لسان حاله هبذا البيت

    ان حج قوم اىل ترب واحجار* اليك يا منييت حجي ومعتمري

    العايل ومل يضيع دقيقة بلعل وليت و تفرس استعدادهىيف الطلب مبتقضوجد فيه مجيع دمسو االستعداد بل وجو فيه شيخه املذكور كمال القابلية وعلو الفطرة

    االوصاف اليت كان مبشرا بوصول املوصوف هبا اليه وحتقق انه هو هذا الشخص املبشر حقه انواع االلتفات واصناف العنايات بلقائه وارث كماالته والزيادة عليه فبذل يف

    الغايات وظهر له ىوبلغه بقوة جذبه بفضله سبحانه وتعاىل من الكماالت اىل اقصبربكة توجهاته السنية املصادفة حمللها يف مدة يسرية من احلاالت ما ال يظهر لغريه عشر

  • - ١٠ -

    صول عشريه يف عدة من السنوات فبعد مضي شهرين وعدة ايام على هذا احلال وحغاية السعي وبذل اجملهود من الطرفني هبذا املنوال اجازه شيخه يف الطريقة املذكورة اجازة مطلقة تامة وامره بالرجوع اىل وطنه وافاضته الفيوضات اىل قلوب العامة واحال تربية كثري من مريديه عليه وضمهم وقت انصرافه اىل وطنه اليه فجلس بعد عوده اىل

    شاد ودست االفادة وشرع يف هداية الطالبني وتربية السالكني بلده على مسند االربكمال النشاط يف االرشاد واالفاضة فاجتمع لديه كثري من املستعدين حىت صار شيخه بعيد ذلك يستفيد منه الفيوضات اجلديدة كسائر املستفيدين وليس هذا كالما صادرا

    اربابه بال امتراء وطار صيت االطراء بل امر واقع مشهور عند و على سبيل املبالغةارشاده يف ايام قالئل مسري القطا واالمطار وانتشرت كماالته وقوة افاضته يف سائر االقطار فتهافت عليه العلماء والفضالء والكمالء واالمراء من مجيع الديار القتباس

    شريعة ر فبذل هلم انواع العنايات حسب االقتدار ومشر عن ساق اجلد يف احياء الااالنواحملدية وحتزم يف اعادة انوار السنن النبوية وانتصب القامة شعائر الطريقة االمحدية وكان حيرض اصحابه كلهم بالتمسك بعروة الشريعة العلية واحياء السنة النبوية السنية والعمل مبا فيها واالجتناب عن كل ما ينافيها كما هو اساس الطريقة النقشبندية وكان

    امراء عصره وحكام دهره بواسطة مكاتيب عديدة حىت استنارت حيث على ذلك أقطار اهلند وما يليها بنور السنة وعادت الشريعة احملمدية بعد ان كادت تعوج مستقيمة سديدة وقد نشأ يف حجر تربيته خلفاء علماء اجالء وكمالء فضالء ادالء

    ت الفنون وناصب كل واحد منهم رافع رايات العلوم والوية الوالية وجامع اشتابنودها رواية ودراية فقام هؤالء الكرام وكذا اوالده العظام بعده بنشر طريقته العلية وبث سريته السنية بني اخلاص والعام حىت انتشرت انوار فيضه يف اسرع االوقات اىل اطراف العامل وعمت اسرار فضله من ادركته العناية االزلية من بين آدم وال زالت اىل

    هذا تتزايد يوما فيوما بواسطة خلفاء خلفائه واوالد اوالده وهلم جرا حبيث مل يومنانورها بطريقته من االعالم بفضل اهللا امللك ييبق مملكة من ممالك االسالم اال وفيها من

  • - ١١ -

    يف بيان )املنظرة الرابعة(العالم ذلك فضل اهللا يؤتيه من يشاء و اهللا ذوالفضل العظيم عليه شيخه اصريه وشهد له بانه جمدد االلف الثاين فاول من اثىن عليه من معمن اثىن

    اخلواجه حممد الباقي باهللا وقد تقدم انه صار يستفيد منه كبعض املستفيدين وذلك فان االمام قدس سره وان كان استفاد من شيخه املذكور الطريقة النقشبندية اال ان احلق

    كما بني ذلك يف بعض مكاتيبه وهلذا من ذلك وازيد مما هنالك ىسبحانه منحه اعلمسيت الطريقة اخلاصة به الطريقة اجملددية فكان شيخه يستفيد منه تلك الطريقة اخلاصة

    حجرته وقتا من االوقات فصادفه ىبه وكان يعظمه تعظيم املريد شيخه حىت نقل انه ات ميشي اهلوينا ة ورجعنيف االستغراق فأراد اخلادم اخباره مبجيئه فمنعه ورد الباب هبي

    ل من بالباب أخوفا من انقطاع استغراقه وقعد خارج احلجرة اىل ان قام االمام وسفقال الفقري حممد الباقي فخرج مسرعا وقام بكمال االدب والتواضع وقد بشره ببشائركثرية رآها يف وقائعه وكتب ميدحه بعلو االستعداد وكمال القابلية اىل بعض

    عن املري حممد نعمان الذي هو )نقل(ه وقت موته باتباعه مجيع مريديىاحبائه ووصخصصه من اعاظم اصحاب اخلواجه حممد الباقي ومن اكابر السادات ان اخلواجه ملا

    بعد التعميم باتباع االمام قال له على سبيل التحرج واالستنكاف من اتباعه ان توجه ما تظن انت يف الشيخ امحد فان ةقبلة الفقري ليس اال جنابكم فقال له اخلواجه باخلشون

    وتضمحل يف اشعة انوار مشسه انتهى فلومل يوجد يف ىالوفا من النجوم امثالنا تتالشحقه قدس سره اال هذه الشهادة الصادقة من شيخه لكفت دليال على فضله الشامخ وقدمه الراسخ فكيف اذا وجد غريها من شيخه ومن كمالء مشائخ عصره وفضالء

    )فمنها(ما صدر من شيخه يف مدحه فلنثبت هنا بعضا منه لالستشهاد اماعلماء دهره ما كتبه اىل بعض احبائه من كبار وقته هبذا العنوان يف اوائل وصوله اىل صحبته ان

    الشيخ امحد كثري العلم قوي العمل وقد صحبه الفقري اياما ىرجال من سهرند يسممشسا يتنور العامل منه احلمد هللا قد وشاهد من احواله عجائب كثرية يشبه ان يكون

    حصل يل اليقني باحواله الكاملة وله اقرباء واخوة كلهم من صلحاء الرجال ومن طبقة

  • - ١٢ -

    العلماء وصحب الداعي عدة منهم ووجدهم من اجلواهر العالية وهلم استعدادات انبته عجيبة وللشيخ املذكور اوالد واطفال وكلهم اسرار اهلية وباجلملة انه شجرة طيبة

    مشافهة مرارا بانه قطب الوقت وقطب االقطاب )ومنها ما بشره به(حسنا اهللا نباتاالذي رآه يف املنام عند اجازة شيخه اخلواجكي االمكنكي ووقت نزوله يف بلدة سهرند مرارا كثرية وهي مشهوردة ويف ذيل تعريب الرشحات جلامع هذه احلروف وغريه

    يف حقه ايضا اين قد تشيخت يف هذه السنني الثالثة او ما قال)ومنها (ايضا مسطورة االربعة ولعبت اياما احلمد هللا مل يكن لعيب هذا وفتحي هذا الدكان بال فائدة حيث

    و مسرقند ى ما قال اين جئت هبذا البذر من خبار)و منها(ظهر مثله يف عرصة الوجود هادنا يف تربية الطالبني اىل ان و زرعته يف ارض اهلند الكثرية الربكة وكان سعينا واجت

    تبلغ معاملته اىل انتهائها وملا فرغت من امره جررت نفسي من املشيخة واحلت ):ع( ما كتب اليه يبلغ اهللا تعاىل اىل مرتبة الكمال واالكمال )و منها(الطالب عليه

    ولالرض من كأس الكرام نصيب

    ري انا مريد اخلرقاين ال تكلف وما هو حقيقة احلال يكتب قال الشيخ االنصا مع كونه شيخي فاذا كانت ولكن لو كان اخلرقاين يف هذا الوقت لكان مريداً يل

    آثار الصفات ارواحهم ىصفة هؤالء الذين ختلصوا عن الصفة هكذا فلم ال يبذل اساريف لوازم الطلب ومل ال يتوجهون اىل مكان وصل منه اىل مشام ارواحهم رائحة

    مهالنا اآلن ليس من جهة االستغناء وعدم املباالة بل ننتظر االشارة املطلوب وتوقفنا وا :)شعر(

    لقلت على رأسي القناعة احجار * اذا ما اراد الطمع مين منييت

    هذا هو حقيقة احلال اليت حترر يهدينا اهللا سبحانه ملا هو املهم وخيلصنا من صاحل النيسابوري سلمه العجب والغرور وبقية املقصود ان جناب معدن السيادة املري

    ىاهللا قد اظهر الطلب وحيث كان الوقت غري مقتض هلذا مل ير تضييع اوقاته من مقتضاالسالمية فال جرم ارسلناه اىل صحبتكم يصري ان شاء اهللا تعاىل حمظوظا على قدر

  • - ١٣ -

    ما كتبه ايضا يبلغ اهللا سبحانه )و منها(استعداده وجيد متام اللطف وكمال التوجه واملساكني العاجزين بربكات االولياء املنتخبني اىل مقاصدهم منذ مدة مل يصدر الفقراء

    مين عرض اخللوص على ديوان ملجأ الوالية نعم ميكن ان جتعل هذه الكلمة الواحدة قاصدا جلناب صادق احلال احلمد هللا بتصور هذا القسم وماذا اكتب غريه فان حترير

    عدم احلياء وحكاية االوضاع الصورية ال كلمات الدراويش اىل حضرتكم من غايةمناسبة هلا اصال واحلاصل ينبغي لنا ان نعرف حدنا وان حنترز من الفضول واملطلوب

    ما كتبه اليه ايضا ليكن مسند االرشاد اوسع وأنور ان مسودة الرسالة )و منها(الدعاء احلمد هللا اهنا اليت يف طريقة خواجكان جعلها اخلواجه برهان كحل البصر للمشتاقني

    عالية جدا ولطيفة ولكن رمبا خيطر يف البال التماس تفتيش احوال حضرة اخلواجه احرار قليال لعله يظهر امور اخر ايضا وملا تشرفت مبطالعة تلك اللطيفة الغيبية يف ذاك اليوم خطر خاطر يف اثناء النعاس ان طرف اليسار أعين عامل االرواح يتعلق به فلما

    التردد من جهة ضعف احلافظة انه من كان املشار اليه ولكن الظن حضرت حصل ذلك يف ىالغالب ان االشارة كانت اىل حضرة اخلواجه احرار قدس سره البد ير

    العصمة يفهم من كلماته معىن)و أيضاً(طبقات واحد من االئمة ميكن ان يظهر شئ مندرج النهاية يف البداية ما يظهر يف بعض املنامات انه خلق يف أصل اخللقة )و أيضاً(

    العجب انه لو كان خملوقا يف القابلية املطلقة اليت هي فوق نقطة العلم وحتت مقام نرجو ان تنظر اىل مقام الفاروق رضي اهللا )و أيضاً(الوحدة نرجو ان تبصر هناك ايضا

    وقية عنه انه دخل املقام املذكور على طريق الرتول او جاء من طريق آخر ولعل املخلفوق النقطة صارت سببا لعدم التقرب من ذاك املقام نرجو التفتيش والعناية واخلاطر

    آخر نرجو التوجه ايضا يف باب فناء البشرية ان له مقاما يف غري )والتماس(منتظر جدا مقام الفناء يف اهللا او انه منحصر يف الدخول يف هذا املقام واجلماعة الذين يظهرون اهنم

    ق هذا املقام الظاهر اهنم حمفوظون هكذا وال حاجة هلم اىل جتشم الكسب خملوقون فو ان الذين فنوا وامنحوا حتت مقام الوحدة وان ساروا )و أيضاً(يف ظهور فناء البشرية

  • - ١٤ -

    )و أيضاً(من طريق اجلذبة قيومية او غريها ايضا حمفوظون من العود اىل وجود البشرية هو مقام االنبياء عليهم الصالة والسالم ينبغي ان نرجو النظر اىل بيت اجلربوت الذي

    نرجو احالة النظر يف )و أيضاً(يكون هناك ايضا مقام جيعل امينا من العود املذكور مقام الفناء يف اهللا لعل له طريقا آخر غري هذا الطريق الظاهر بالتفصيل ولعل بعض

    ومة له كما ينبغي واسامي االعزة دخلوا من ذلك الطريق وبقية االحوال املتوقفة معلمقامات كثرية وعالماهتا غري معلومة لنا فكيف ميكن ان نكتب التعبريات انشاء اهللا يكون ما هو املرضي والسالم على حممد صادق ومجيع االخوان واالعزة انتهى وهبذه

    ما كتبه يف أواخر )و منها(الفقرة االخرية يعلم علو املقامات اجملددية اخلاصة به ئضه اليت كان ارسلها اليه لبيان احواله وهي مندرجة يف اول اجللد االول من عرا

    املكتوبات وما ذكر من الكشوف طريقه عرضي جدا وصحيح ومستقيم ومستحسن حيث ينكشف اشياء بال قول ولسان وال حاجة اىل بيان مجيع الوجوه وما يلزم بيانه

    غريه فهم كثريون ال يعلم عددهم )واما(بني وقت املالقاة هذا شهادة شيخه ومدحه اال اهللا وأما الكرباء منهم املشار اليهم بالبنان فكالشيخ فضل اهللا الربهان فوري وموالنا حسن الغوثي وموالنا عبد احلكيم السيالكويت وموالنا مجال الدين التالوي وموالنا

    مري مؤمن يعقوب الصريف شيخه وموالنا حسن القباداين وموالنا مريكشاه وموالنا البلخيني وموالنا جان حممد الالهوري وموالنا عبد السالم الديوكي والشيخ عبد احلق

    بعد ان ضيع يف خمالفته برهة من عمره وغريهم من فضالء احملدث الدهلوي يف آخر أمردهره وكمالء عصره كل اولئك اثىن عليه مبا هو اهله ورد على من اساء االدب يف

    يق بشأنه وكلهم كانوا يتهافتون على معارفه ويستروحون بعوارفه حقه وتكلم مبا ال يل فقد نقل عنه نقال صحيحا انه كان يبتهج بسماع )أما الشيخ فضل اهللا الربهانفوري(

    اوصافه اجلميلة ويلتذ باستماع معارفه اجلليلة ويقول ان كلما يقوله قطب االقطاب حيح واصيل وهو صادق فيه يعين االمام قدس سره ويكتبه من اسرار احلقيقة ص

    ومتحقق به وعالمة صدق املقال وعلو احلال هي االتباع على وجه الكمال ويل

  • - ١٥ -

    اخالص تام وحب عام جلنابه من ظهر الغيب قال ذلك بعد ان ذكر عنده بعض اوصاف االمام قدس سره وكمال اتباعه للسنة السنية وهلذا ملا حبس االمام على ما

    الدعاء خبالصه وردا لنفسه بعد اوقات الصلوات اخلمس سيذكر جعل الشيخ املذكوروكلما اتاه احد من طرف سهرند لالنابة واالسترشاد كان يقول له والعجب انك تسكن يف جواره يعين االمام وتكون مريدا حملل آخر وتتركون الشمس وتستضيئون

    دحه مبا يليق فقد كان يثين عليه مبا هو اهله ومي)وأما الشيخ حسن الغوثي(بالنجوم بعلو مقامه وقد كتب يف وصفه يف كتابه الذي صنفه يف بيان مناقب االولياء هذه العبارات باالنشني مسند احملبوبية وصدر آراء حمفل وحدانية خداوند مقام فردية

    فقد كان يعظمه )وأما موالنا عبد احلكيم السيالكويت( قطبية اخل هءصاحب مرتبمن مثله ويشنع على املنكرين باشد التشنيع ويقر بكونه جمدد تعظيما بليغا يليق مبثله

    االلف الثاين ويكتب هذا الوصف يف مكاتيبه املرسلة اليه بل قيل انه اول من اطلق هذا الوصف عليه ونقل عنه هذه العبارة يف رد شبهة بعض املخالفني ان القدح يف كالم

    نة فرد كالم ملجأ املشيخة الكرباء من غري فهم مرادهم جهل وليس له نتيجة حسومعدن العرفان الشيخ امحد من اجلهل وعدم الفهم كتبه الفقري عبد احلكيم وقد ثبت

    سهرند واحد )اتى(بنقل الثقات انه دخل يف قيد ارادة االمام قدس سره وهو الظن به من مريدي الشيخ مري حممد مؤمن البلخي بنية االنابة والتوبة والسلوك على يد االمام

    مريكشاه والشيخ حسن الرباين قدس سره وبلغه سالم كل من شيخه املذكور والسيدالقباداين وقاضي القضاة تولك مث قال ان شيخي مري حممد مؤمن الكربوي يقول لو مل مينعين كرب السن وبعد املسافة الوصلت نفسي اىل مالزمته وافنيت بقية عمري يف

    عني رأت وال اذن مسعت وحيث ان هذه خدمته واقتبست من انوار احواله ما الاملوانع موجودة فاملأمول ان يعد هذا املهجور الصوري واحلاضر املعنوي من خملصيه احلاضرين وان يكون متوجها اىل احواله بالتوجهات الغائبية وافاضات االنوار القدسية

    افه ان االعزة هناك وقال انه امرين مببايعتكم نيابة عنه فقام وبايعه عنه مث قال وقت انصر

  • - ١٦ -

    يلتمسون ان ترسل اليهم بعض املكاتيب املشتملة على احلقائق العالية فكتب االمام قدس سره املكتوب التاسع والتسعني وارسله اليه مع بعض املكاتيب املشتملة للمعارف السامية ونقل عن بعض االعزة الذي جاء اهلند من بلخ انه قال ملا وصل املكتوب

    املري املشار اليه وطالعه قام ورقص من كمال البهجة والسرور وقال لو املذكور اىلكان سلطان العارفني وسيد الطائفة وامثاهلما احياء يف هذا الوقت لكانوا يف خدمته

    مثل ذلك عن بعض حمققي ذلك الوقت الذي كان يف صحبته كثري من )ونقل(انتهى ت القوم واحواهلم حيث قال حني مسع العرفاء والعلماء وكان له اطالع تام على كلما

    ق حقائق ئقا الدراك دقايئخرافات بعض املعاندين ان احلق ان مزاج اهل الزمان ليس اليهذا العزيز فلو كان يف ايام السلف لعرفوا قدره ومرتبته ودرجة كالمه والورد

    ادراك املتأخرون كلماته يف كتبهم لالستدالل هبا واالستشهاد وفطرة ارباب العصر يف من العلماء )وقال واحد(كلماته كفطرة سائر اجلهالء يف ادراك حكم احلكماء انتهى

    هبم يف ذلك العصر يف بيان تصانيفه ان كتب القوم ىالعاملني املتورعني ومن املقتدورسائلهم اما تصنيف او تأليف والتصنيف ان حيرر الشخص ما هو حاصله من العلوم

    ات والتأليف ان جيمع الشخص كلمات غريه بترتيب جيد واالسرار والنكات واملقاموقد مضت مدة مديدة من ارتفاع التصنيف من العامل وامنا بقي التأليف فقط وانا وان

    مكاتيبه ورسائله الواقعة يف هذا الزمان مل اكن من مريديه ولكن احلق واالنصاف ان فيها نقال عن الغري االى اراالخري تصنيفات ال تأليفات فاين كلما امعنت النظر فيها ال

    الندرة والضرورة وعامتها مكشوفاته وملهماته اخلاصة به وكلها عالية مقبولة ىعل قضاة العصر املذكور ى من اقض)وقال واحد(مستحسنة وموافقة للشريعة الغراء انتهى

    الطائفة العلية هل عنه قدس سره ان االحوال الباطنية املنسوبة هلذأيف جواب من سخارجة عن ادراكنا ولكن الذي اعرفه ان اطواره واوضاعه يعين االمام قدس سره قد

    نا يقينا جديداً صادقا يف طور االولياء املتقدمني فانا كلما طالعنا يف كتب السلف تاورثما صدر عن كمل املتقدمني من الرياضات العجيبة والطاعات الغريبة كان خيطر ببالنا

  • - ١٧ -

    سبيل املبالغة وملا شاهدت اوضاعه واطواره زال عين تلك لعل مريديهم كتبوها علىالترددات كلها بل رمبا خيطر ببايل ان حمرري تلك االحوال رمبا فرطوا فيها ومل يكتبوها

    فانه وان كتب يف اوائل امره )وأما الشيخ عبد احلق احملدث الدهلوي(بالتمام انتهى ولوازم املعاصرة اال انه ادركته بعض االعتراضات على بعض معارفه مبوجب البشرية

    العناية االهلية يف اآلخر فتاب عما سلف تاب اهللا عليه واظهر رجوعه ذلك يف مكتوب د الباقي باهللا قدس سره مكتبه اىل حسام الدين امحد من خلفاء موالنا اخلواجه حم

    مضمونه ان صفاء باطن الفقري يف هذه االيام يف حق الشيخ امحد سلمه اهللا تعاىلمتجاوز عن احلد مل يبق حجاب البشرية والغشاوة اجلبلية يف البني وال ادري ان هذا من اين االنصاف وحكم العقل مع قطع النظر عن رعاية اخوة الطريقة يقتضيان عدم خمالفة امثال هؤالء االكابر وان ال يؤذي ويساء اشباه هؤالء االعزة وقد احس يف

    ئا يكل اللسان عن تقريره و اهللا مقلب القلوب باطين بطريق الذوق والوجدان شيومبدل االحوال ولعل ارباب الظاهر يستبعدون ذلك وانا ال ادري ما احلال و على اي

    مونه ان ضمثال ومنوال انتهى وكتب ايضا على اوالده يف مكتوب طويل عريض ما متعاىل اغسلوا املسودات اليت كتبتها اعتراضا على كالم امليان الشيخ امحد سلمه اهللا

    ىكلها باملاء فان الغبار احلاصل يف اخلاطر بالنسبة اليه قد تبدل صفاء انتهى و ال خيفعلى النبيه من هذا ان اعتراضه اوال امنا كان مبوجب البشرية وهو كذلك فان كالم املنكرين كله من هذا القبيل اال ان احلق سبحانه خيتص برمحته من يشاء وينجيه من

    البعض على ما ىكار ويؤويه اىل جنة التصديق باوليائه ونعم دار القرار ويبقهاوية االنهو فيه من نار االنكار وبئس القرار واختلف يف سبب رجوع الشيخ من انكاره ظاهراً

    النيب صلّى اهللا عليه و سلّم يف املنام وهو يوخبه على انكاره وقيل تفاءل يف ىقيل رأيك كاذبا فعليه كذبه وان يك صادقا يصبكم بعض حقه بالقرآن العظيم فخرج فان

    الذي يعدكم وقيل خرج مرة رجال ال تلهيهم جتارة وال بيع عن ذكر اهللا وقيل امنا كان اعتراضه عليه حبسب مكتوب جمعول عليه من طرف بعض اعدائه فلما وقف على

  • - ١٨ -

    كدر ذلك رجع وتاب واعتذر لالمام قدس سره عما صدر فعذر وانقلب اىل الصفاء الومل يبق منه اثر وال مانع من اجتماع كل ذلك وحيث ثبت رجوعه عن ذلك علم انه

    قد تقدم انه امر اوالده بغسل تلك )تنبيه(ممن ادركته العناية االهلية باي طريق كان اآلن انه بقي منها بعض النقول ىاملسودات والظاهر اهنم فعلوا ذلك ومع ذلك نر

    فحول بالفارسية ردها عليه ردا بليغاً كلمة كلمة حيث وقفنا على رسالة لبعض الوأجاب عن كل اعتراض بأجوبة شافية جزاه اهللا سبحانه خري اجلزاء وهو موالنا

    ):ع(العالمة الشيخ وكيل امحد السكندر فوري سلمه اهللا سبحانه

    ودعين من الكىنىوبح بسم من اهو

    رهم اوائل ظهور وهؤالء الذين ذكرناهم اكثرهم ممن ادركوا يف اواخر عماالمام قدس سره واما الذين ادركوا زمان كمال ظهوره وبايعوه او اقتبسوا من انواره ىمن احملققني واملدققني فال حيصي عددهم اال اهللا لو حاول شخص ذكرهم القتض

    وأما هذه الوريقات فلم نقدر ان نثبت جملدات كثرية وقد ألف بالفارسية مناقب شىت تلك البحار ومن مجلة كبار مريديه السيد آدم البنوري واملري حممد فيها اال قطرة من

    نعمان البدخشي والشيخ تاج الدين اهلندي صاحب الرسالة التاجية املذكور ترمجته يف مبرض ىخالصة االثر فانه صحبه بعد وفات اخلواجه حممد الباقي باهللا قدس سره مث أبتل

    ة االهلية السباب يطول شرحها وتاب وأناب االنكار مع من أبتلوا مث ادركته العنايوصار باعثا على رجوع كثري من املنكرين وقصته مذكورة يف كتب املناقب الربانية

    بعضها غري ولالمام قدس سره مكاتيب اليه بعضها مندرج يف مجلة املكتوبات ومندرج فيها بل مسطور يف املناقب تركنا ذكره خوف االطالة فان فيما ذكر من

    يف ابتالء االمام قدس سره )املنظرة اخلامسة(كاتيب كفاية للمكتفي و اهللا اهلادي امل نحبسد احلسدة اللئام وطعن اجلهلة كاالنعام واعتراضات املعترضني من العوام الذي

    يعدون انفسهم من فضالء االنام وما اصابه بسبب ذلك من االذية واآلالم اىل لقاء للبيب املتدرب اجملرب لالمور ان الشهرة بالفضل على ا)ال خيفى(امللك العالم

  • - ١٩ -

    والكمال مع حسد االقران وطعن اجلهالة كالشخوص مع الظالل ال يفترقان يف غالب االحوال سنة اهللا اليت قد خلت يف عباده خذ من ابينا آدم عليه السالم وامرر بنظرك من

    بذلك كال ولذلك قيل من االعالم اىل هذه االيام فهل ترى فيهم احداً مل يبتل ىمض :)شعر(

    قبلي من الناس اهل الفضل قد حسدوا * ان حيسدوين فاين غري الئمهم

    فاحلسد من اجلهال هو عالمة وجود النعمة يف احملسود من امللك املتعال فانه لوال احلسد ولذا قال االمام الغزايل رمحه اهللا تعاىل واستحقر من ال حيسد وال النعمة ملا وجد :)شعر(تقصر من بالكفر والضالل ال يعزف وهللا در القائل يقذف واس

    له احد يزري عليه وينكر* ى يوم ال يروأسوأ ايام الفىت

    االمام السيوطي رمحه اهللا تعاىل يف كتابه التحدث بنعمة اهللا ومما انعم )وقال(الولياء اهللا به على ان اقام يل عدوا يؤذيين وميزق يف عرضي ليكون يل اسوة باالنبياء وا

    قال رسول اهللا صلّى اهللا عليه و سلّم اشد الناس بالء االنبياء مث العلماء مث الصاحلون اخلوالين كيف جتد قومك لك قال ىرواه احلاكم وقال كعب االحبار اليب موس

    مكرمني مطيعني قال ما صدقتين التوراة اذا وامي اهللا ما كان رجل حليم يف قوم قط اال رواه البيهقي مث قال واعلم انه ما كان كبري يف عصر قط اال كان بغوا عليه وحسدوه

    له عدو من السفلة اذ االشراف مل تزل تبتلي باالطراف فأعداء االنبياء معروفة مث اخذ بشماتة االعداء من الصحابة ومن بعدهم وخمتصرنا هذا ال يتحمل ىيعد من ابتل

    عليه احواهلم حىت قيل ال يكون ى خيف املام بالتواريخ والتراجم الذكرهم ومن له ادىن فاعلم ان )فاذا متهد ذلك(الصديق صديقا حىت يشهد سبعون صديقا بانه زنديق

    ونصيبا اوفر كيف ال فانه جمدد االلف لالمام الرباين قدس سره من ذلك حظاً اوىف ذاك الثاين وهل يتيسر التجديد بالسهولة بال تغيري هذا وانكار ذاك وتقبيح هذا وتوبيخ

    هيهات فان التجديد هو تغيري االطوار واهليئات وازالة املنكرات واهلنات وتبديل السيئات باحلسنات مع شيوع انواع البدع واخلرافات وفشو أصناف الضاللة

  • - ٢٠ -

    التوحيد الوجودي فاهنم كانوا انتشروا يف مجيع واجلزافات خصوصا املقلدين باربابناق وكانوا ينقلون الكلمات املشعرة بظاهرها اآلفاق وخلعوا ربقة الشريعة عن االع

    بالتوحيد الوجودي عن اجلنيد وايب يزيد البسطامي واضراهبما من اكابر الصوفية لتأييد مذهبهم الباطل وتروجيه بني العوام كاالنعام فكان االمام الرباين قدس سره يرد عليهم

    ال الشريعة الغراء ومل رد ويصرح باهنم املالحدة والزنادقة حقا مقصودهم ابط باشديبال ايضا من ختطئة اجلنيد وايب يزيد فيما اعجزه تأويل كالمهما وتوجيهه كما ستطلع

    موالنا شاه عبد العزيز ابن شاه ويل اهللا الدهلوي رمحهما )قال (عليه يف اثناء مكاتيبهاهللا سبحانه وتعاىل وملا استوت هذه الطريقة يعين معرفة التوحيد ونضجت وسلك

    عض ناقصي الفهم طريق االحلاد يف فهم كلمات عرفاء الطريقة مبرور االزمنة واختذوا بهذه املعرفة الغامضة وسيلة البطال الشريعة وتكليفاهتا وشاع مذهب بعض الشيوخ

    شيوعا تاما وراج بني الناس رواجا الذي كان بظاهره واضعا قدمه يف وادي االحلادة الشيخ امحد السهرندي قدس سره يف الوجود عاما اظهر عناية احلق سبحانه حضر

    اليه علوما غريبة ليكون من قبيل تعديل احلار بالبارد والرطب باليابس حىت ىوالقاملمزوج باحلق بالكلية تستقر وتترشح اهليئة االعتدالية يف اذهان الناس ويرتفع الباطل

    من اذية الناس اجملددية انتهى ومن كان شأنه هذا هل يسلموهذا هو مصداق معىنوطعنهم فيه وهبتهم اياه وافترائهم عليه كما قال االمام قدس سره هذا الكالم يف بعض مكاتيبه وضم اىل ذلك اجتماع اجلم الغفري من الفضالء والعلماء والكمالء تاركني

    خهم االول ئبيان ما حيصل ملشا طرقهم اليت كانوا سالكني اياها قبل وال حاجة اىلد واحلسد والضغينة يف حق االمام قدس سره فيما هنالك واختراع لذلك من احلق

    املكائد واحليل اللقائه يف املهالك تارة باغراء الناقصني بانه يهني كرباء املشائخ الكرام كاجلنيد وشيخ بسطام وتارة بتنفري القاصرين بانه ينكر التوحيد الوجودي الذي هو

    االعالم وتارة باغفال املخلصني بانه ينكر املتفق عليه بني املتأخريين من املشائخمشائخه العظام ويدعي االصالة يف الوصول اىل امللك العالم وتارة بانه ينوي اخلروج

  • - ٢١ -

    آت وانواع البهتان اليت ال تصدر عن فرد من اعن طاعة االمام اىل غري ذلك من االفتر فهو افتراء حمض يف حق تقولوا عليه يف حق املشائخ الكرام)ما اما(افراد اهل االسالم

    هذا االمام فان من تتبع كالمه جيده مشحونا بتعظيمهم غاية التعظيم ويقر بفضل تشبث بعض املبطلني ببعض كلمات هؤالء الكرباء ىاالسالف العظام غري انه ملا رأ

    ل كالمهم بتأويل حسن ويوجهه بتوجيه مستحسن واذا اعجزه التأويل كان وكان يؤ يف الكشف ويردفه ببيان انه صدر منهم يف اوائل حاهلم واهنم ينسبهم اىل اخلطأ

    جاوزوه اىل مراتب كثرية يف هناية كماهلم وإهنم معذورون يف ذلك اخلطأ الكشفي بل مأجورون كاخلطأ االجتهادي وهكذا قال ايضا يف مسئلة التوحيد الوجودي يعرف

    ن االهانة واين االحتقار ذلك من تتبع كالمه باالنصاف وابعد عن نفسه االعتساف فأيواين النفي واين االنكار بل امنا فعل ذلك حفظا لناموس الشريعة الغراء وصونا لساحة هؤالء الكرباء عما كان ينسبه املبطلون اليهم ويتقولونه عليهم ونصحا هلؤالء املبطلني ل وغريهم ممن عساه ان يقتدي هبم يف ذلك ويتمذهب مبذهبهم الباطل فيما هنالك فه

    املطالب ولكن ملا كان ديدن ارباب املناقب واسىنىيعد هذا من املثالب او من اعلاالغراض اثارة الفنت والشرور كانوا ال يتحاشون من ارتكاب انواع البهتان واقوال

    سبب ى بعض الفضالء ان أقو)قال (الزور ومن مل جيعل اهللا له نورا فما له من نورلتوحيد الوجودي واثبات التوحيد الشهودي فان امساع هيجان هذه الفتنة هو انكار ا

    اكثر الناس واذهاهنم كانت مملوءة مبسئلة التوحيد الوجودي مذ اربعمائة سنة يعين من عهد الشيخ االكرب حميي الدين ابن العريب اىل عصره قدس سره وانكار حضرة اجملدد

    ملقام الذي يتكلم فيه مسئلة وحدة الوجود ليس كانكار علماء الظاهر بل هو يصدق االوجودية ويسلمه ويقول ان املقصود احلقيقي فوق هذا املقام ويثبت الغريية بني احلق واخللق على هنج ال يكون خمال لوحدة الوجود احلقيقي املتحقق يف اخلارج احلقيقي خبالف الوجودية فاهنم يثبتون العينية بني احلق واخللق انتهى وهذا الكالم كالم من

    كالم االمام وظفر بغاية املرام ومن تتبع مكتوباته املتعلقة ببيان هذه املسئلة مبتدئا حقق

  • - ٢٢ -

    من املكتوب احلادي والثالثني من اجللد االول اىل آخر املكتوبات الشريفة يظهر له واما حديث (احوال االمام قدس سره يف هذه املسئلة وغريها ظهور الشمس يف برجها

    امللك العالم فهو ايضا اىل الوصول بال واسطة احدىدعو و)انكار مشائخه العظاممن افتراآت احلسدة اللئام حاشاه من ذلك مث حاشا نعم قد بني يف املكتوب السابع والثمانني اسرار املريدية واملرادية فاخذ بعض ارباب الغرض من بعض عباراته هذا

    ط والوسائط يف طريقة الذي ادعوه عليه كذبا وهبتانا مع اقراره فيه بوجود التوسيزل قدمه فيه الشيخ عبد احلق على الناظر فيه ومن مجلة من كادىال خيف املريدية كما

    الدهلوي رمحه اهللا تعاىل لوال ان تداركه اهللا سبحانه بلطفه كما قدمنا وقد اجاب عنه االمام قدس سره يف املكتوب احلادي والعشرين واملائة من اجللد الثالث فراجعه ان

    عن طاعة االمام فحاشا مث حاشا من ذلك فانه قدس سره )واما مسئلة اخلروج(شئت ام التام وحيذر ئاد احلكام واالتفاق وااللتيكان اول من ينصح الناس بطاعة االمام وانق

    سوء عواقب املخالفة واجملادلة واخالل االستسالم ولكن ملا كان هذا االمر من آلة صار االعداء قام وسريع التأثري يف بلوغ املرام للحسدة اللئامالعجزة من اخذ الثار واالنت

    جهدا يف هتييج اخلاطر ولو من ايتشبثون باذيال هذا السبب بكل وجه ممكن ومل يألورجل متمكن وقد كان اكثر اركان دولة سلطان الوقت جهانكريخان حىت حرمه

    م االمام الرباين قدس والوزير االعظم من الرفضة وكان املفيت ايضا منهم وكان سهاسره مفوقة حنوهم دائما وكان ال خيلو من ردهم وجتهيلهم وحتميقهم وتسفيههم دائما

    على من طالع مكتوباته قدس سره زيادة على ما صنفه من الرسالة ىكما ال خيفاملستقلة يف ردهم حىت قيل انه ارسل هذه الرسالة اىل عبد اهللا خان االوزبكي اجلنكزي

    أشهرهم ليعرضوها على الروافض يف بالد العجم من وى ني االزبك يف خباراكرب خوانالصفوية وكان كبريهم وقتئذ شاه عباس املشهور فان قبلوها فبها ونعمت واال فيجوز قتاهلم وسيب ذراريهم ففعله عبد اهللا خان املذكور واخذ اهلراة وبالد خراسان منهم بعد

    ن مائة سنة وصار حيارهبم دائماً ويسيب ذراريهم ان مضت من استيالئهم عليها قريبا م

  • - ٢٣ -

    ويوصلهم اضرارا كليا اىل آخر عمره كما هو مشهور يف التواريخ وكان ضغائن الروافض واحقادهم عليه قدس سره هبذه االسباب مما ال ميكن وصفه حبيث لو ظفروا

    ة اللئام فرحوا ما عليه احلسد به ملزقوه متزيقا وكانوا ينتهزون الفرصة لذلك وملا بلغهمبه اىل السلطان الذي كان به واتفقوا معهم على نصب شراك املكائد واملكاره ووشوا

    قلما يفيق من السكر بواسطة مقربيه من الروافض قائلني بانه يدعي التفوق على الكل حىت على الصديق واظهروا له املكتوب احلادي عشر من اجللد االول من مجلة عرائضه

    يان ما ظهر له من الوقائع يف اثناء سريه تصديقا لزعمهم يف دعواهم على شيخه يف بواكرب خلفائه الهالكهم فأرسل اليه شاه فأرسل اليه السلطان يطلبه عنده مع اوالده

    جهان ولد السلطان املذكور واحدا من خواصه مع املفيت عبد الرمحن ومعهما الرواية ال بأنه لو سجد للسلطان فأنا متكفل الفقهية يف جواز سجود التحية للسالطني قائ

    بان االعداء امنا يظفرون خلالصه من شر السلطان وكان خملصا لالمام الرباين وخبرياببلوغ مناهم من تركه السجود للسلطان فلم يقبله االمام قائال بان هذه رخصة والعزمية

    منجأ منه اىل هذه الرخصة خصوصا ملن يقتدي به غريه واملوت حق الأتركه وال ملجفترك اوالده وأكابر اصحابه احتياطا وتوجه بنفسه مع بعض اصحابه فلما دخلوا على

    له عن مضمون املكتوب املذكور فأجابه جوابا مقنعا حيث مل يكن اهال أالسلطان س ىلدرك احلقائق واالسرار فطاب وقته وامره باالنصراف مصحوبا بالسالمة فلما رأ

    طاب وان سعيهم قد ضاع وخاب قلبوا ظهر اجملن وقالوا احلساد ان قلب السلطان قدللسلطان انه مستحق لالذية واحملن فانه كثري االتباع وقوي الشوكة لو ختلص من هنا الحدث االختالل والفنت اما ترى اىل استكباره عليكم واستخفافه بكم حيث مل

    لى ما قيل مل يسلم يسجد سجود التحية بل وال حياكم بالتحية العادية وكان االمام ععليه وقت دخوله لكونه سكران فاثر فيه هذه السعاية وظهر بصفة الغضب والغواية

    الكالم يف حقه بني أهل اجمللس ودار امر ىوسلب عن نفسه حلية الرعاية وبعد ان جرالسلطان حببسه قدس سره يف قلعة كواليار املشهورة بغاية احلصانة واملتانة يف تلك

  • - ٢٤ -

    يف احملبس املذكور جناب االمام كما حيبس سواجع احلمام يف قفص الديار فحبس اللئام واستترت طلعته البهية من االنام كما يستتر انوار بدر التم حبجب الغمام ويف

    :)شعر( املتخلص بازاد يذلك يقول سحبان اهلند السيد غالم عل

    للمغرد وجدد فن العشق يا * لقد برع االقران يف اهلند ساجع

    امل تر يف االسالف قيد اجملدد * جب ان صاده متقنصفال ع

    ويف هذه املعاملة هللا سبحانه حكم خفية ومصاحل جليلة فهي حمنة جلية ومنحة ان االمام الرباين قدس سره اطلع بالكشف الصحيح ان وراء ما بلغه من )منها(جزيلة

    على التربية كثرية عالية جداً وان الوصول اليها موقوف ىاملقامات مقامات اخراجلاللية وقد كانت تربيتها كلها بطريق اجلمال وانه ادرك بالكشف ايضا انه يناهلا بعد

    بتلك التربية فاخرب اصحابه يوما انه يصيبه بالء وحمنة فيما بني اخلمسني ان يترىبوالستني ليحصل له تلك املنحة فوقع االمر كما اخرب ونال من تلك املقامات حظا اوفر

    ان الوفا من الكفار والوفا من الفساق والفجار احملبوسني قد تشرفوا بشرف )و منها(االميان واالسالم والتوبة اىل اهللا سبحانه من مجيع املعاصي واآلثار وصار بعضهم من

    بربكة قدومه قدس سره يف ذاك احملبس الظالم حىت قيل ان الفضالء االعالم كل ذلكوس الذي كان حاضراً يف جملس السلطان وقت واحدا من كرباء أمراء اهلنود اجمل

    من شدة صالبة االمام قدس ىتشريف صاحب االيقان اسلم يف ذلك اجمللس ملا رأسره يف الدين وتعرضه للموت بعدم املباالة بشدة غضب السلطان لتيقنه ان ذلك ال

    لتولية من شدة قوة االميان واستيالء نور االيقان وقيل ان وزير السلطان عني يكون االحراسته يف احلبس اخاه وكان من غالة الروافض قصدا بذلك اجراء كمال الشدة

    منه املذكور انواع الكرامة وعدم االنزعاج وكمال الوقار بل االبتهاج ىباالمام فلما رأ حبلية السنية ىالتام يف ذاك احملبس تاب اىل اهللا تعاىل ونفض عن نفسه غبار الرفض وحتل

    حملبني واملخلصني فيا هلا من نعمة جزيلة يف صورة نقمة جليلة وهلذا وصار من مجلة اكان االمام قدس سره راضيا من السلطان وممنونا من معاملته هذا وداعيا له باخلري

  • - ٢٥ -

    وكان بعض اصحابه يقصدون االيقاع بالسلطان وكانوا مقتدرين على ذلك ولكن مرهم بالدعاء للسلطان باخلري حيث كان االمام مينعهم مما هنالك يف النوم واليقظة ويأ

    صار سببا حلصول ما كان يتمناه طول عمره ويقول ان اضرار السلطان اضرار جبميع كتبها من احلبس اىل اوالده وخلص اخللق يعرف صدق ذلك باملراجعة اىل مكاتيبه اليت

    بنقل الثقات ان شاهجان ولد )وقد صح(اصحابه وهي مندرجة يف اجللد الثالث ان جهانكري ملا خرج على ابيه بطلب السلطنة ومل يتيسر له الفتح والظفر مع السلط

    كثرة اتباعه وكون امراء ابيه معه يف الباطن شكا حاله اىل واحد من اولياء عصره فقال ان الظفر موقوف على اتفاق اربعة من اقطاب ذلك الوقت عليه وقد إتفق ثالثة منهم

    حضرة االمام اجملدد قدس سره فجاء عنده والتمس عليه دون الرابع وهو اكربهم وهو منه الدعاء بالفتح والظفر فمنعه االمام الرباين من خمالفة ابيه ونصحه وامره بالرجوع اىل موافقته وبشره بصريورة السلطنة اليه عن قريب بعد موت ابيه فقبل كالمه ورجع

    يؤفكون فلما اعتكف اىنعما رامه فكيف يسند احلسدة اليه اخلروج عليه قاتلهم اهللا االمام يف القلعة املذكورة عدة من االعوام قيل ثالثة وقيل اثنان ندم السلطان عما فعله يف هذا الشان السباب يطول شرحها فاخرجه من احلبس واكرم واحسن اليه بأنواع األحسان وصار من مجلة املخلصني واألخوان لكن أمره باالقامة يف معسكره مدة من

    مث اطلق سراحه واعاده اىل وطنه حمفوفا باالجالل و االحترام فعاد بالوف من الزمانالفتوح على ما كان فيه اوال من االحوال واملقامات اليت يعجز عن وصفها السنة

    الفتوح فصار يصدر االقالم وال يدركها اال من كان له من اهللا األلطاف اخلفية وانواع واملعارف واالسرار ما ال يقدر على فهمها عنه قدس سره من احلقائق والدقائق

    ودركها اال اوالده العظام وخلفاؤه الكبار فتم هبا مكاتيبه الشريفة ثالث جملدات كبار ولذلك ترى ما اندرج يف اجللد الثالث غري الئق بكل سالك سيار بل ال بد الدراكها

    بد له من امداد يف اجلملة من اكتحال بصر البصرية بكحل العناية واالنوار بل ال الكماالت واالستبصار و اهللا اهلادي اىل ابه املشائخ ذوو روحانيته قدس سره كما اقر

  • - ٢٦ -

    اطنبنا يف بيان كيفية هذه الواقعة المرين )و امنا(سبيل الرشاد ومنه املبدأ واليه املعاد ان بعض املنكرين اشاعوها بوجه آخر خمالف للواقع فاردنا اظهار حقيقة )احدمها( اعالم ان االولياء الكبار بل االنبياء العظام مل يزالوا مبتلني بانواع )وثانيهما(حلال ا

    البلية واملصائب ليتأسي هبم اولياء زماننا وصلحاؤهم ويتسلوا ولئال يسئ عوام زماننا ظنهم باولياء عصرهم اذا رأوهم مبتلني بامثال هذه البلية وهذا اراه من اللوازم ملن

    اقب الصاحلني واكثر الناس امهلوه بل كتبوا اوصافهم امللكية دون يشتغل بنشر منلوازمهم البشرية فظن العوام اهنم منسلخون منها بالكلية فتعلقت هبم حمبتهم التامة مث

    والوالية فوجدوهم متلبسني ىنظروا اىل من اشتهروا يف عصرهم بالصالح والتقو كليا حيث حرموا من بركاهتم بل باللوازم البشرية فساء ظنهم هبم فتضرروا ضررا

    ا صاروا يف مقام الطعن فيهم وقدحهم وذمهم ومل يدروا ان االسالف ايضا كانوكذلك ما داموا يف الدنيا ومل يشعروا ان هذه اللوازم البشرية هي القباب االهلية املذكورة يف احلديث القدسي اوليائي حتت قبايب ال يعرفهم غريي كما قال االمام

    قدس سره ومن هذا القبيل صدور بعض الزلة من بعض املشهورين بالصالح الرباينرمبا تكون يف حقه سببا لترقيه كما بسط هذا الشيخ حميي الدين ابن عريب والوالية فاهنا

    تقارا خري من فقدس سره يف موضع من فتوحاته قال يف احلكم معصية اورثت ذال واظن خريا باولياء اهللا وال تسئ الظن هبم واستكباراً فاعلم ذلك و طاعة اورثت عزا

    م غري هنبسبب ما صدر عنهم احيانا من الزلة بناء على حكم ومصاحل واعتقداله وبلغ نال االمام قدس سره من اهللا ما أم)وملا( هداك معصومني و اهللا سبحانه يتوىل

    ىاالعلما أمله وبلغ الكتاب اجله ناداه منادي احلق فاجاب النداء وانضم بالرفيق والتحق وكان ذلك يوم الثالثاء الثامن والعشرين من صفر سنة اربع وثالثني والف ودفن يف مقربة سهرند روح اهللا تعاىل روحه ونور ضرحيه ونفعنا بربكة انفاسه الشريفة وحمبته املنيفة ورزقنا من شفاعته وحشرنا حتت لوائه مع حمبيهم ومجاعتهم آمني وتأريخ

    :)رباعي(تب وهذا الرباعي ايضا على سبيل التعمية وفاته رفيع املرا

  • - ٢٧ -

    دوخت مرا رفت بدامان عزا ات * سخن آموخت مراىآنك خبموش

    غم دل سوخت مرا فتاگابر آمد و * سال سفرش ريه دل زگجست بيم

    ان ) عليه اعلماملنظرة السادسة يف بيان من انكره بعد فوته ومن مدحه واثىن(تني يف حياته بسبب اختالف املشارب واالغراض الناس كما كانوا يف حقه فرق

    واملقاصد كذلك افترقوا يف حقه بعد فوته ايضا على هاتني الفرقتني لالسباب املذكورة فمن مبغض قادح وحمب مادح وان كان بني الفريقني بونا بعيداً بان كان االول شقيا

    اهللا الدهلوي ولقد الشيخ ويل )قال (والثاين سعيدا فهذا يف اجلنة وذاك يف السعريجرت على االمام قدس سره سنة اهللا تعاىل وعادته يف انبيائه من قبل بايذاء الظلمة واملبتدعني وانكار الفقهاء املتقشفني وذلك ليزيد اهللا يف درجاته ويلحق به احلسنات من اال بعد وفاته اىل ان قال وباجلملة قد بلغ امره اىل ان ال حيبه اال مؤمن تقي وال يبغضه

    فاجر شقي فال حاجة لنا اىل الذب والدفع عن االمام اهلمام رضي اهللا عنه وال اىل اقامة تغيري يعين ان حقيقة ما عليه الدالئل العقلية والنقلية على جواز ما ادعاه انتهى بأدىن

    االمام قدس سره ظاهرة وبينة وبطالن ما عليه اخلصم وال شيئيته ايضا جلية ومستبينة عارف االمام منتشرة ومنبسطة يف مجيع اآلفاق واالقطار ال يقدر اخلصم العنيد وانوار م

    على سترها بغيوم اجلحود واالنكار بل كان انكارهم سببا لشدة ظهور ذلك النور :)شعر(وزيادة االنتشار وهللا در من قال

    اح هلا لسان حسودتطويت ا* د اهللا نشر فضيلة اواذا ار

    ئا من سم االنكار واالعتراض على معارفه السامية فان املنكر كلما اظهر شيأظهر احملبون ترياق أجوبة متعددة وأستشهدوا هلا بشواهد كثرية شافية حىت بلغت عدد الرسائل املصنفة من طرف احملبني سبعني رسالة بل زاد على ذلك وأجل ما صنف يف

    حممد بك هذا الباب رسالة عطية الوهاب الفاصلة بني اخلطأ والصواب للشيخاالوزبكي املكي أفاد فيها كل االفادة وأجاد غاية االجادة حبيث انه هدم بنيان أباطيلهم من االساس وارسل اليهم ابابيل الرد ومل يترك هلم جمال رفع الرأس صنفها رداً لرسالة

  • - ٢٨ -

    بعض املعاندين يف ذاك العصر وقرضها اساطني علماء ذلك الدهر حىت امنحي انكار ضمحل عناد املعاندين وأنا تركت اثبات الرسالة املذكورة يف هذا احملل فان املنكرين وا

    وتركت ذكر غرضنا اآلن ذكر من مدح االمام ومعارفه ال اجلواب ورد أهل الشنآنحماسن اذكرواى اهللا عليهه و سلمأسامي املنكرين ونقل أقواهلم عمال بقوله صلبوا وتاب اهللا على من تاب ومن اصر موتاكم وكفوا عن مساويهم ولعلهم تابوا وأنا الظهار االنكار فاشبال االمام املعنوية ىفقد خاب ورجع خبفي حنني وآب ومن تصد

    موجودون يف كل غاب حاضرون لالنتصار بكمال النشاط والترحاب اال أين اثبت هنا تقاريظ العلماء املذكورين لكوهنا مشتملة على فوائد مجة وعوائد مهمة تنكشف هبا

    فضالء ذلك العصر وكمالء ذاك الدهر يوقف ل مشكلة مدهلمة ولكون ارباهبا منك تقريظ شيخ االسالم املفيت ببلد اهللا احلرام موالنا )فمنها( بافعاهلم ىعند اقواهلم ويقتد

    رمحه )قال ( وزيادهاملرحوم املربور االمام العالمة عبد اهللا عتاقي زاده رزقه اهللا احلسىناهللا الرمحن الرحيم احلمد هللا رب العاملني رب زدين علما احلمد هللا املانح اهللا تعاىل بسم

    للصواب واملوفق لالصابة يف اجلواب ونشكره ان برأنا من االغراض وطهر قلوبنا من نكتة الران واكنة االمراض ونشهد ان الِ اله اال اهللا اهلادي واملنعم مبا يرضيه ونشهد ان

    اهللا عليه و سلّم عبده ورسوله القائل من حسن اسالم املرء سيدنا وموالنا حممدا صلّى تركه ما ال يعنيه ونصلي ونسلم عليه و على آله واصحابه اآلمرين باملعروف والناهني

    فقد اخربين اجلم )اما بعد(عن املنكر صالة وسالما دائمني ما تكررت العشايا والبكر لروايات بان اوالد الشيخ امحد الفاروقي ااالغفري الثقات والبالغون حد التواتر مقبولو

    النقشبندي ومريديهم املوجودين اآلن سالكون مناهج الشريعة املستقيمة يالسرهندمالزمون الطاعة واجلماعة على الطريق احلنفية السهلة القومية واهنم اخذوا الطريقة

    يف حمذور املذكورة عن والدهم املذكور وليس فيها ما خيالف الشريعة الغراء ويوقعوهذا مما ال مرية فيه وال ريب النين احطت علما بآداب الطريقة النقشبندية واخذهتا عن مجاعة زهاد اجالء عظماء واذا تقرر هذا فليعلم ان للشيخ امحد مكتوبات واقعة

  • - ٢٩ -

    باللغات الفارسية مبنية على قواعد السادات الصوفية باصطالحاهتم املرضية بل له رضي بعض مبغضي الطريقة ىحات خاصة رضية وال مشاحة فيها وقد تصداهللا عنه اصطال

    النقشبندية والشيخ املذكور وعرب بعض مواضع من املكتوبات وحرف وغال مبا ل وطلب مين الكتابة عليه قبل كل فامتنعت تدينا ؤايوجب القيل والقال وصدره بالس

    م املرء ترك ما ال يعنيه مرارا كثرية فاجبته باحلديث السابق من خري اسالّيوقد احل علذكركال ما ال يستطاع ذكره على ل عمن سب ونقص وأقال اس مث زاد يف اللجاج و

    الطلبة ويف لسان مسلم ولو حكاية فحينئذ اجبته شفاها باللسان مبا هو مقرر عند ادىنمجيع الكتب يف باب الردة وطلب الكتابة ايضا من مجاعة علماء اتقياء حنفية وشافعية

    يوافقوه على ذلك بل اجابوه باحلق املخالف هلواه وكتب عليه شخص من الفضالء فلماخذا بظاهر الفاظ التعريب احملرف مع امكان التأويل ووافقه مجاعة ممن ال يعبأ هبم

    وبعضهم نقش ما رسم له فحاكاه كالبغبغاوليته ىوزاد بعض جهال يف اهلذرمة وطغ ى عليه مقتضى املوافق اجلاهل املتعنت ال جران كتب فهم وهل يفهم ولو ظفر بكتابة

    لفظه شرعا ان مل ينكره النه عرض بالعماء االجالء الذين ال يصلح ان يكون تلميذ هلم فعليه من اهللا ما يستحقه وقد اعتذر عنهما بعض العلماء االجالء يف تعريضه ولوال عنه

    نوع عذر باعتبار ان وجهل االول وجهل الثاين حلكمنا بكفرمها ولكن ملا كان هلماالعوام ال يكلفون اال مبعرفة املسائل اجللية دون املسائل اخلفية هذه املسئلة من املسائل

    على مثلهما من العوام اعرضنا عن احلكم ب�