ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ...

270

Transcript of ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ...

Page 1: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ
Page 2: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

أ

بسم اهللا الرمحن الرحيم

:مقدمة

يهده من أعمالنا، سيئات ومن أنفسنا، شرور من باهللا ونعوذ ونستغفره، ونستعينه حنمده ،هللا احلمد إن أن وأشهد له، شريك ال وحده اهللا، إال إله ال أن وأشهد له، هادي فال يضلله ومن له، مضل فال اهللا

.ورسوله عبده حممدا ].102 :عمران آل[} مسلمون وأنتم إلا تموتن وال تقاته حق الله اتقوا آمنوا الذين أيها يا{ كثريا رجالا منهما وبث زوجها منها وخلق واحدة نفس من خلقكم الذي ربكم اتقوا الناس أيها يا{

].1: النساء[} رقيبا عليكم كان الله إن والأرحام به تساءلون الذي الله واتقوا ونساء الله يطع ومن ذنوبكم لكم ويغفر أعمالكم لكم يصلح سديدا، قولا وقولوا الله اتقوا آمنوا الذين أيها يا{

ولهسرو فقد ا فاززا فويمظ71-70: األحزاب[} ع.[ :بعد أما بدعة، حمدثة وكل حمدثاا، األمور وشر ،- �- حممد هدي اهلدي وخري اهللا، كتاب احلديث خري فإن

.النار يف ضاللة وكل ضاللة، بدعة وكل :أما بعد

وقل رب : (فإن من أعظم نعم ومننه على العبد اهلداية إىل طلب العلم الشرعي واالستزادة منه، قال تعاىليق اهللا جل وعال يل االنتظام يف كلية الشريعة حىت التخرج منها ، وكان من توف114: طه) زدين علما

بشهادة الليسانس، مث أتيحت يل الفرصة ملتابعة الدراسة يف مرحلة ما بعد التدرج لنيل درجة املاجستري، بالدراسة املرحلة النظرية تلتها املرحلة التطبيقية اليت تبدأ بتقدمي املشاريع العلمية املزمع تناوهلا وبعد إمتام

أن يكون موضوع أطروحيت يف -إذن اهللا تعاىل-وبعد تفكري ومشاورة عقدت العزم بعد . والبحث، وإين ألضرع إىل "االختالف يف احلكم على احلديث وأثره يف الفقه، دراسة نظرية تطبيقية: "املاجيستري

ميدين بعون من عنده إنه اهللا سبحانه أن يوفقين يف البحث والدراسة وأن يلهمين الرشد والصواب وأن . ويل دلك والقادر عليه

:التعريف باملوضوع وبيان أمهيته االختالف يف : "وعنوانه املوضوع الذي أحبثه وأبينه ينتهي إىل علم الفقه و أصوله وعلم مصطلح احلديث

Page 3: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ب

سببا من ، فمن جهة علم األصول يتناول "احلكم على احلديث وأثره يف الفقه، دراسة نظرية تطبيقية

يف -رمحه اهللا-أسباب اخلالف، وهو اخلالف يف صحة األخبار، ذكر ذلك اإلمام ابن عاصم الغرناطي :فقال" مرتقى الوصول إىل علم األصول"نظمه

إن من أسباب اخلالف مجلة ما مر من تعارض األدلـة واجلهل بالدليل باألخبـار واخللف فيما صح من أخبار

أسباب اخلالف بني العلماء، اخلالف يف صحة األخبار، فقد يبلغ اتهد احلديث من طريق فمن مجلةضعيف فال يقول به، بينما يكون له طرق أخرى صحيحة فيعمل ا غريه، كحديث التسمية يف

).853، 852شرح مرتقى الوصول للمحسي ص..." (الوضوءصحة أو ضعفا هو مثرة تطبيق قواعد هذا الفن، وأما من جهة علم املصطلح فألن احلكم على احلديث

على سبيل –فناسب معرفة شيء من ذلك مما له صلة باملوضوع، ومن مجلة ما يشترط يف االجتهاد رمحه –العلم بأحوال أسانيد ومتون أحاديث األحكام صحة وضعفا وقواعد ذلك، قال الباجي -االتفاق

صحيحها بني والتمييز وطرقها واألخبار واآلثار السنةب. ..ويكون عاملا: "يف بيان صفة اتهد - اهللا )).2/977(إحكام الفصول". (وسقيمها

وأما من ناحية علم الفقه، فألن املسائل الفقهية تفرع على احلديث كقسم من قسمي األدلة النقلية، وأن االختالف يف احلكم عليه صحة أو ضعفا أدى إىل اختالف علماء األمة يف األحكام الفقهية املستنبطة من

بذكر مناذج من ذلك -توفيقهكما سأبينه بعون اهللا و–هذه األدلة املختلف يف صحتها، ويظهر هذا جليا .- إن شاء اهللا تعاىل-يف أبواب خمتلفة من الفقه اإلسالمي يف هذا البحث املتواضع

فصار هذا البحث يتعلق بثالثة هي من أفضل علوم الشريعة وأعالها قدرا، وهي علم الفقه وأصوله ن أمجع فيه بني التأصيل وحاولت أ. وأصول احلديث ، وال شك أن هذا األمر يعطي البحث أمهية بالغة

إن علوم الشريعة فنون متداخلة : "والتطبيق وأن أعمل فيه على مبدأ تكامل العلوم وعلى معىن من قال ".يكمل بعضها بعضا

:سبب اختيار املوضوع

. االهتمام بأسباب اخلالف عموما دعتين إىل ذلك: السبب األول

العلماء يف الفتاوي واألحكام مع وحدة مصدر التلقي، التساؤل الذي كثريا ما يطرح، ملاذا خيتلف: أوال .إذ األصل يف االستدالل أن يكون من الكتاب والسنة؟ وإذا عرف السبب بطل العجب

Page 4: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ت

معرفة سبب اخلالف يعني على تصور املسألة املختلف فيها تصورا جيدا والتحقيق فيه يعني على :ثانيا .الغرض من طرح اخللف وطرقه، إذ الترجيح هو معرفة الراجح من األقوال

تعصب واجلمود، وإعذار األئمة ومعرفة اب اخلالف من رحابة الصدر ونبذ الما يثمره النظر يف أسب: ثالثا، لشيخ اإلسالم ابن "رقع املالم عن األئمة األعالم"قدرهم، ومن أحسن ما ألف يف هذا الباب رسالة

.- رمحه اهللا-تيميةديث األحكام رواية ودراية، فأما من ناحية الرواية فعلى من يستنبط اهتمامي بأحا :السبب الثاين

.األحكام من السنة التأكد من صحة املروي سندا ومتنا، ليبين استنباطه على أصل صحيحوأما من ناحية الدراية فلما تضمنته أحاديث األحكام من األحكام واملسائل الفقهية املستنبطة، ومن هذه

.يها وجهات نظر العلماء تبعا الختالف وجهات نظرهم يف صحة احلديث أو ضعفهاملسائل ما ختتلف ف :إشكالية البحث املطروحة

لقد وجدنا كثريا اخلالف الفقهي بني علماء األمة اإلسالمية على اختالف ختصاصتهم ه اليت العلمية الشرعية مبنيا على اختالفهم يف صحة احلديث من ضعفه، وبالنظر يف مجلة من كتب الفق

جيد بعض األحكام الشرعية -ما تعلق منها بالسنة خاصة–تعرضت لذكر األدلة على األحكام الشرعية أثبتها بعض الفقهاء لصحة احلديث عندهم، يف احلني الثالث الذي نفاها البعض اآلخر لضعف النص

ديث حني مل يتبني له ال احلديثي عنده، يف احلني الثالث الذي علق فيه الفقيه ثبوت احلكم على ثبوت احلما هي العالقة بني : الصحة وال الضعف، فعلى ماذا بين هذا الواقع العلمي وما هي مثرته؟ هذا أوال، وثانيا

االحتجاج الفقهي باحلديث وبني التصحيح والتضعيف؟ :منهج البحث املتبع

أصول الفقه وأصول تناولت يف حبثي هذا مسائله النظرية بالتأصيل معتمدا يف ذلك على علمي -1. احلديث، مع ذكر اخلالف إن وجد، أذكر األقوال يف املسألة منسوبة إىل أصحاا، ومعتمد كل قول

وأما اجلانب التطبيقي فتتبعت املسائل الفقهية املختلف فيها بسبب االختالف يف صحة احلديث من -احلديث املختلف يف صحتهوهو -مظاا، أسرد املذاهب فيها وحجة كل مذهب، مبينا سبب اخلالف

.فأذكر من صحح من األئمة ومن ضعف ووجه كل ذلك بالرجوع إىل كتب التخريج القدمية واحلديثة

Page 5: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ث

ومل أقصد استقصاء أو استيعاب مجيع املسائل وإمنا قصدت التمثيل حىت يتصور القارئ اجلانب النظري

يذكر من املسائل الفقهية اليت كان فيها من هذا البحث وهو يرى أمثلة عملية له، فيقاس عليه ما مل .واهللا هو املعني على الصواب واهلادي إليه. اخلالف على هذا النحو

. عزو اآليات القرآنية بذكر اسم السورة، ورقم اآلية يف املنت -2. ختريج األحاديث النبوية وبيان درجتها من حيث الصحة أو الضعف، على ما يقرره أئمة هذا الفن -3ن كان احلديث يف الصحيحني أو يف أحدمها اكتفيت بالعزو إليهما أو إىل أحدمها، فإن مل يكن يف فإ

الصحيحني وال يف أحدمها وكان يف السنن األربعة أو يف أحدها، عزوت احلديث إليها أو إىل بعضها، نهجي يف وم. فإن مل يكن يف مجيع ذلك خرجت احلديث من املصادر األخرى املعتمدة املتوفرة لدي

التخريج بأن أذكر املصدر، وأذكر الكتاب والباب ورقم احلديث وأعقبه ببيان درجته اعتمادا على أئمة .هذا الشأن إن مل يكن احلديث يف الصحيحني وال يف أحدها

.كما مل أغفل ختريج اآلثار املروية عن السلف، وسلكت يف كل ذلك مسلك االختصار، أو باملعىن -وما كان كذلك فقد جعلته بني مزدوجتني- عزو ما أنقله من نصوص العلماء باللفظ ، -4

بالواسطة لتعذر العزو إىل األصل وما أنقله- وهذا يف األعم األغلب–إىل مؤلفام مباشرة من غري واسطة .نبهت عليه أيضا وهذا نادر يف حبثي هذا

مث عنوان الكتاب، مث دار الطبع، مث بلد الطبع إن وجد، مث رقم أذكر اسم املؤلف،: وطريقيت يف العزوالطبعة، مث تاريخ الطبع، مث اجلزء والصفحة، وهذا يف أول عزو، فإذا تكرر العزو اقتصرت على ذكر اسم

إن : مرجع سابق: مصدر سابق إن كان من كتب القدامى، وبقويل: املؤلف، وأشرت إىل الكتاب بقويلإن مل يطل الفصل بني عزو وآخر لنفس املصدر أو املرجع فإن طال الفصل . اصرينكان من كتب املع

هذا إذا كان العزو إىل مؤلف واحد، أما إذا كان العزو إىل كتب خمتلفة لعامل واحد ميزت بينها . عينت .بذكر عنوان الكتاب بعد ذكر اسم املؤلف

، كما رمزت إذا مل أجد تاريخ )ط.ب(ـ، فإن مل يوجد رمزت ب)مثال 1ط(ورمزت لرقم الطبعة حبرف ).ت.ب(الطبع بـ

.فإن تكرر العزو إىل كتاب بطبعتني خمتلفتني ميزت بينهما بذكر اسم دار الطبع وأجعله بني قوسني ترمجة األعالم املذكورين يف صلب البحث، واقتصرت على ما أحسبه مغمورا منهم، ومل أترجم -5

Page 6: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ج

.للمعاصرين أو من قربت وفام

وضع الفهارس العلمية اليت ختدم البحث وتسهل على القارئ الوقوف على موضوعاته، وهي على -6 :النحو التايل

.فهرس اآليات-أ . فهرس األحاديث - ب .فهرس اآلثار - ج .فهرس املصادر واملراجع -د .فهرس املوضوعات -ه

:خطة البحث

.يتكون البحث من مقدمة وأربعة فصول وخامتة :شمل ما يلياملقدمة وت

.التعريف باملوضوع وبيان أمهيته • .سبب اختيار املوضوع • .إشكالية البحث املطروحة • .منهج البحث املتبع • .خطة البحث وهي على هذا النحو •

.اخلالف الفقهي بني علماء األمة: الفصل األول

:ويشمل أربعة مباحث .أسباب اختالف الفقهاء: املبحث األول

.االختالف واخلالف لغة واصطالحا والفرق بينهما معىن لفظ: املطلب األول .أهم أسباب اخلالف بني الفقهاء: املطلب الثاين .أسباب اقتضت خمالفة احلديث عند األئمة: املبحث الثاين

.املبحث الثالث أسباب االختالف يف احلكم على احلديث قبوال وردا

Page 7: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ح

.األسباب اليت ترجع إىل عدالة الراوي: املطلب األول .األسباب اليت ترجع إىل ضبط الراوي: املطلب الثاين

.أدب اخلالف: املبحث الرابع . تأصيل يف الباب: املطلب األول .مناذج عالية من التأدب بأدب اخلالف بني العلماء: املطلب الثاين .عالقة الفقه باحلديث: الفصل الثاين

.أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث األول

.فضل الفقه والفقهاء: املطلب األول .فضل علم احلديث وفضل أهله: املطلب الثاين

.بني الفقه واحلديث: املطلب الثالث .املدارس الفقهية بني أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث الثاين

.مدرسة أهل احلديث: املطلب األول .مدرسة أهل الرأي: املطلب الثاين

.مدرسة أهل الظاهر: املطلب الثالث .التصحيح والتضعيف بني الفقهاء واحملدثني: الثالث الفصل

.نشأة علم احلديث ومراحل تطوره: املبحث األول

.- �-احلديث يف عهد النيب : املطلب األول .احلديث يف عهد اخلالفة الراشدة: املطلب الثاين

.احلديث بعد زمن اخلالفة الراشدة إىل اية القرن األول: املطلب الثالث .احلديث يف القرن الثاين اهلجري: الرابعاملطلب

.احلديث يف القرن الثالث وما بعده: املطلب اخلامس .احلديث الصحيح عند احملدثني و الفقهاء: املبحث الثاين

.الصحيح وشروطه عند احملدثني: املطلب األول

Page 8: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

خ

.الصحيح وشروطه عند الفقهاء: املطلب الثاين .والفقهاء احملدثنيالضعيف عند : املبحث الثالث

.الضعيف عند احملدثني: املطلب األول .الضعيف عند الفقهاء: املطلب الثاين

.تقوية احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني: املطلب الثالث .حكم االحتجاج باحلديث الضعيف يف باب األحكام: املطلب الرابع

.األحكامسبب إيراد احلديث الضعيف يف كتب : املطلب اخلامس .يالتطبيق الفصل: الفصل الرابع

مناذج مما اختلف فيه العلماء بسبب اختالفهم يف احلكم على احلديث يف باب : املبحث األول

.العبادات

.الطهارة: املطلب األول .الصالة: املطلب الثاين .الصوم: املطلب الرابع

.احلج: املطلب اخلامسفيه العلماء بسبب اختالفهم يف احلكم على احلديث يف باب مناذج مما اختلف : املبحث الثاين

.املعامالت

.النكاح: املطلب األول .البيوع: املطلب الثاين

Page 9: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

1

.اخلالف الفقهي بني علماء األمة: الفصل األول

.ويشمل أربعة مباحث

.أسباب اختالف الفقهاء: املبحث األول

. أسباب اقتضت خمالفة احلديث عند األئمة ׃املبحث الثاين

.أسباب االختالف يف احلكم على احلديث قبوال وردا: املبحث الثالث

.أدب اخلالف: املبحث الرابع

Page 10: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

2

.اختالف الفقهاءأسباب : املبحث األول

رضي - ، فاختلف الصحابةJ - 1-بعد وفاة النيب يعود نشوء اخلالف يف املسائل الفقهية إىل ما :منها يف أمور -اهللا عنهم

.مسألة اإلمامة ومن األحق ا .قتال مانعي الزكاة

.-J- مرياث أبيها -رضي اهللا عنها-دعوى فاطمة

عهد فكانت رقعة اخلالف يف كثرة من عهد إىل عهد،و تواىل االختالف يف مسائل أخرى يتفاوت و الصحابة ضيقة جدا، لقرب الزمن من عهد النبوة، -رضي اهللا عنهما-الصاحبني أيب بكر و عمر

مث ،-و قد كانا يفعالن- مل يتفرقوا بعد، فأمكن مجعهم للبحث واملشاورة، -رضي اهللا عنهم-يف األمصار -رضي اهللا عنهم-فرق الصحابة خاصة ملا ت اتسعت رقعة اخلالف بعد عهدمها،

رضي - املفتوحة، واختذها بعضهم أوطانا، مث تتابع اخلالف يف املسائل اإلجتهادية بعد عصر الصحابة .إىل عصر التابعني وتابعيهم إىل ظهور أئمة املذاهب وأتباعهم ،-اهللا عنهم

-أم بعدهم - رضي اهللا عنهم- سواء أكان يف عهد الصحابة- ولقد كان هلذا اخلالف الذي نشأ بعناية فائقة، فأفردوها بالبحث و التصنيف، و -قدميا وحديثا-أسباب كثرية، حظيت عند العلماء

.2أهم هذه األسباب على سبيل اإلشارة، مستعينا جبهود ألئك األئمة -توفيقه بعون اهللا و-سأذكر

- J- ألنه أثر، لكن مل يكن هلذا اخلالف ،- J-عهدهاختلفوا يف بعض املسائل يف -رضي اهللا عنهم-و ال ينكر أن الصحابة -1عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، أسباب اختالف الفقهاء، مؤسسة : ينظر. مرجع الكل، فيقر الصواب فيتبع، و يرد خالفه فيترك

، 2ط أسباب اختالف الفقهاء، دار الفكر العريب، القاهرة، ، و علي اخلفيف،22، ص2010-143، 3الرسالة، دمشق، ط .و ما بعدها 9، ص1996 -1416

- 1418، 7مصطفى سعيد اخلن، أثر اإلختالف يف القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط :ينظر -2، و خالد سعد اخلشالن، اختالف التنوع حقيقته ومناهج العلماء 24، 23وما بعدها، و التركي، مرجع سابق، 35، ص 2003

.40، ص2001-1429، 1كنوز إشبيليا، السعودية، طفيه،

Page 11: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

3

:الفقهاء، حيسن بيان ما يليو قبل أن أذكر أهم أسباب اخلالف املوجبة الختالف

.معىن لفظ االختالف واخلالف والفرق بينهما: املطلب األول

:لغة واصطالحا) اخلالف (تعريف االختالف : أوال

أحدها أن ׃اخلاء والالم والفاء أصول ثالثة" ׃االختالف افتعال مصدر اختلف، يقول ابن فارس :لغة -أاخللف ׃فمن األول. 1"جييء شيء بعد شيء يقوم مقامه، والثاين خالف قدام، والثالث التغري

خلف فالن ׃كذلك ألن الثاين جييء بعد األول قائما مقامه، تقولومسيت وهو ما جاء بعد، ومنه اخلالفةهذا خلفي وهذا قدامي وخلفه ׃يقال ׃ومن الثاين. بعده: فالنا إذا كان خليفته وجلست خلف فالن أي

.2خلف فوه إذا تغري وأخلف ׃قوهلم ׃ومن الثالث. خيلفه صار خلفهخمتلفون، فمن الباب األول، ألن ׃والناس خلفة أيوأما قوهلم اختلف الناس يف كذا " ׃قال ابن فارس

.3"كل واحد منهم ينحي قول صاحبه ويقيم نفسه مقام الذي حناه واخلالف املخالفة واملضادة، وقد خالفه خمالفة وخالفا، وختالف األمران و اختلفا مل يتفقا، وكل ما مل

.4يتساو فقد ختالف واختلف :اصطالحا - ب

فيه الرأي انفراد ينبغي فيما رأيني بني تقابلواالختالف افتعال من اخلالف و هو " :فقالعرفه املناوي

).2/210(، 1979-1399، 2أبو احلسني أمحد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، بريوت، ط -1- 1401، 1، وحممد بن منظور، لسان العرب، دار املعارف، القاهرة، ط)212-2/210(ابن فارس، املصدر نفسه، : ينظر -2

1981 ،)2/1234 ،1235.( ).2/213(صدر سابق، مابن فارس، -3، وابن منظور، مصدر سابق، 167حممد بن أيب بكر الرازي، خمتار الصحاح، املؤسسة احلديثة للكتاب، طرابلس، ص: ينظر -4)2/1240.(

Page 12: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

4

. 2" 1احلرايل ذكره

.3"اخلالف منازعة جتري بني املتعارضني لتحقيق حق أو إبطال باطل " :ويف التعريفات أو حاله يف اآلخر طريق غري طريقا واحد كل يأخذ أن: واملخالفة واالختالف" :و جاء يف املفردات

. 4"ينضد خمتلفني كل وليس خمتلفان، ضدين كل ألن ،الضد من أعم فواخلال ، قوله :وبعد التأمل يف التعريفني اللغوي و االصطالحي، ميكن أن يظهر للباحث ما يلي

يف وأما قوهلم اختلف الناس " :أن أقرب معىن لغوي للمعىن االصطالحي، هو ما ذكره ابن فارس -1 .5أن جييء شيء بعد شيء يقوم مقامه :، أي "خمتلفون، فمن الباب األول ׃كذا والناس خلفه، أي

، إال أن أقرا إىل معىن 6أن التعاريف االصطالحية املنقولة عن أصحاا، متقاربة مع املعىن اللغوي -2خالف التضاد و خالف اخلالف الفقهي، تعريف الراغب األصفهاين، وفيه إشارة إىل نو عي اخلالف؛

.7التنوعتعدد أقوال اتهدين يف " :وميكن أن نعرف اخلالف تعريفا هو ألصق مبوضوع الفقه ومعناه مبا يلي

.8"املسائل العملية الفرعية اليت مل يدل دليل قاطع على حكمها

: راكش، من تصانيفهالتجييب احلرايل، نسبة إىل حرالة، مفسر من علماء املغرب، ولد مب احلسن بن أمحد بن عليهو أبو احلسن -1حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب، سري أعالم النبالء، مؤسسة : ينظر). هـ637: (، تويف سنة"املرتل القرآن لفهم املقفل الباب مفتاح"

، 1، وأمحد بن حممد األدنروي، طبقات املفسرين، مكتبة العلوم، املدينة، ط)23/47(، 2008-1429، 2الرسالة، بريوت، ط ).4/256(، 2002، 15، دار العلم للماليني، طالزركلي، األعالم حممود بن الدين خري، و 274، 273، ص1417-1997

-1410، 1دمشق، ط - دار الفكر، بريوت-حممد بن عبد الرؤوف املناوي، التوقيف على مهمات التعاريف، دار الفكر املعاصر -2 .42، ص1990

).1/135(، 1405، 1علي بن حممد اجلرجاين، التعريفات، دار الكتاب العريب، بريوت، ط -3 . 162ص ،2010 –1431، 6لقرآن، دار املعرفة، بريوت، ط، املفردات يف غريب ااألصفهاينالراغب -4 . 14، ص ، و اخلشالن، مرجع سابق) 213/ 2(در سابق، ، مصابن فارس :ينظر -5 . 15ص ،، مرجع سابقاخلشالن: ينظر -6 . 15ص ،، مرجع سابقاخلشالن: ينظر -7 . 19ص ،، مرجع سابقاخلشالن -8

Page 13: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

5

: 1وهذا التعريف تضمن أمورا منها

جعل مسألة فقهية ما مسألة خالفية، تابع لتعدد األقوال واملذاهب فيها، وأقل ذلك وجود قولني يف – 1 .يف التعريف" التعدد"املسألة، وهذا مستفاد من لفظ

أن املعترب قوله يف املسائل الفقهية املختلف فيها اتهد الذي تتوفر فيه شروط االجتهاد، فخرج – 2 .يف التعريف) اتهدين(ذ هذا من لفظ ذا الوصف غريه، يؤخ

حصر التعريف اخلالف يف املسائل الفقهية العملية، أما اخلالف يف اخلالف يف املسائل العقدية فله - 3 .جمال آخر

، أو إمجاع يف )ثبوتا و داللة ( إن اخلالف يف املسائل الفقهية، يتصور حال عدم وجود نص قطعي -4، أو أمجعت األمة عليه، فال خالف فيه، وما علم من )ثبوتا و داللة ( قطعي املسألة، فما ثبت فيه نص

مل يدل دليل قاطع …" ׃دين اإلسالم بالضرورة ال خالف فيه من باب أوىل، و هذا معىن قول املعرف ".…على حكمها

. و بناء على ما سبق؛ ميكن ارتضاء التعريف املنقول عن اخلشالن كتعريف للخالف، واهللا أعلم

.الفرق بني لفظي اخلالف واالختالف: ثانيا

ومما يلحظه الباحث أيضا من خالل التعريفني اللغوي واالصطالحي كليهما؛ التداخل بني لفظي اخلالف حىت كأما شيء واحد، إال أن فريقا من األصوليني فرق بينهما، على -اشتقاقا ومعىن-واالختالف،

.2ما كان عن هوى، و اآلخر ما صدر عن اتهدين، و هو رأي الشاطيب أن اخلالف :معىن و االختالف هو أن يكون الطريق خمتلفا و املقصود واحدا، و اخلالف هو أن " :و قال صاحب الكليات

.21-19ص ،، مرجع سابقاخلشالن: ينظر -1- 1424، 1دار ابن عفان، القاهرة، ط –أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الشاطيب، املوافقات، دار ابن القيم :ينظر -2

).و ما بعدها 5/221(، و) 42 /5(و، 2003

Page 14: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

6

يكون كالمها خمتلفا، واالختالف ما يستند إىل دليل و اخلالف ما ال يستند إىل دليل، واالختالف من

.1"واخلالف من آثار البدعة …لرمحة آثار او صرح بعض الباحثني أن الغالب يف استعمال الفقهاء واألصوليني عدم مراعاة الفرق بني مصطلحي

.2اخلالف و االختالف، فيطلقان و يراد ما معىن واحد السياقيتسامح يف اإلطالق مع التسليم بالفرق، إذ ال مشاحة يف االصطالح؛ و ألن :وحيتمل أن يقال

.أقوى يف الداللة على املعىن من اللفظ و اهللا أعلم .أهم أسباب اخلالف بني الفقهاء: املطلب الثاين

إن املتأمل يف الكتب اليت اهتمت بتحديد أسباب اخلالف يرى تباينا منهجيا يف حتديدها، كما خيلص إىل العقول ووجهاا، مث إن املعروف ال ميكن حصرها يف عدد معني، إذ أنه من الصعب حصر مدارك "أنه

واهللا - ، و حرصا مين3"أن اختالف العلماء وآراءهم مل حيط به، فمن باب أوىل أن ال حياط بأسبابهيف 4على حصر أكرب عدد ممكن من أسباب اخلالف، اعتمدت على ما جه اإلمام البطليوسي -املوفق

باهللا -أقول و " ׃ أئمتنا إىل مثانية أوجه؛ فقالاخلالف بني -رمحه اهللا-، حيث أرجع )كتابه التنبيه (إن اخلالف عرض ألهل ملتنا من مثانية أوجه، كل ضرب من اخلالف متولد منها ومتفرع :-العصمة

:الرابع. اإلفراد و التركيب :الثالث. احلقيقة و ااز :الثاين. اشتراك األلفاظ و املعاين :األول منها. عنه الناسـخ :السابع. االجتهاد فيما ال نص فيه :السادس. الرواية و النقـل :امساخل. اخلصوص و العموم

.61ص، 1998 – 1419، 2طمؤسسة الرسالة، بريوت، ، الكليات، الكفومى موسىأيوب بن أبو البقاء-1 . 22، 21ص ،اخلشالن، مرجع سابق: ينظر -2 . 13، ص قالتركي، مرجع ساب - 3وكل شيء . ، من بالد األندلسبطليوسب )هـ444: (البطليوسي، أديب حنوي، ولد سنة السيد بن حممد بن اهللا عبد حممد أبو -4

يف املسلمني بني االختالف أوجبت اليت األسباب على التنبيه يف اإلنصاف: "تكلم فيه من العلم فهو يف غاية اجلودة، من تصانيفهأبو العباس أمحد بن : ينظر. ببلنسية) هـ521: (، وغريها تويف سنة"املوطأ شرح"و" الكتاب أدب شرح يف االقتضاب ، و"آرائهم

).98-3/96(ت، .بط، . ، دار صادر، بريوت، بالزمان أبناء وأنباء األعيان وفياتحممد بن خلكان،

Page 15: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

7

.1"اإلباحة و التوسع :الثامن. واملنسوخ

:كل وجه مع التمثيل مما ذكره البطليوسي على وجه اإلختصار -بعون اهللا و توفيقه- وسأشرح

��:كاإلشتراك يف لفظ القرء يف قوله تعاىل ،2اشتراك األلفاظ و املعاين :أوال m�����i� �h

��k��j�ml�l فيطلق على الطهر كما عند أهل احلجاز، ويطلق على احليض كما 228: ا����ة ، .3عند أهل العراق ولكل حجة و دليل

.4، فسر بالنهار املضئ، وفسر الليل املظلم)لفظ الصرمي (ومنه اإلشتراك يف

�m��w��v��u��t���s��r��q��p��o��n��m��l���k :يف قوله تعاىل ) أو ( ومنه لفظ

b��a��`��_� �~��}��|���{��z��y� �x �lة�� فذهب قوم إىل أن ،٣٣: ا�� .5يف اآلية للتخيري، وذهب آخرون إىل أا للتبعيض والتفصيل) أو(

.وغري هذا كثري :6أن ااز ثالثة أنواع -رمحه اهللا-ذكر البطليوسي :احلقيقة و ااز :ثانيا

؛ يراد به املقدار الذي تعارفه )امليزان ( نوع يعرض يف موضوع اللفظة املفردة، كلفظ :النوع األول فوق كل واحد : فالن على اجلبل، و على الدابة؛ أي: و منه قوهلم. 7الناس يف معامالم، ويراد به العدل

، 1أبو حممد بن عبد اهللا البطليوسي، التنبيه على األسباب اليت أوجبت اإلختالف بني املسلمني، دار اإلعتصام، القاهرة، ط -1

.11، ص1978 -1398ر بن احلسني فخر الدين حممد بن عم". أوال، من حيث مها كذلك أكثر وضعاحلقيقتني خمتلفتني أو هو اللفظ املوضوع " :املشترك -2

). 83/ 1(، 2008-1429، 1بريوت، طالرازي، احملصول يف علم أصول الفقه، مؤسسة الرسالة ناشرون، . 13، ص ، مصدر سابقالبطليوسي :ينظر -3 . 20، مصدر سابق، ص البطليوسي: ينظر -4 . 26ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي :ينظر -5 . 53ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي: ينظر -6 . 54ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي :ينظر -7

Page 16: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

8

.1عاله دين، و فالن أمري على البصرة، يريدون القهر والغلبة: نذه حقيقة، مث يقولومنهما؛ فه

مات زيد، : املختلفة من إعراب و غريه؛ كقوهلم) الكلمة ( نوع يعرض يف أحواهلا :النوع الثاين .2أمات اهللا زيدا؛ و أحدمها حقيقة واآلخر جماز: فريفعون زيدا، كما يرفعون قوهلم

.3من ااز يعرف عند علماء البيان مبجاز العقل، و هو إسناد الفعل إىل غري ما هو لهوهذا النوع األمر يرد بصيغة اخلرب، : نوع يعرض يف التركيب وبناء بعض األلفاظ على بعض؛ حنو :النوع الثالث

:واملعىن ،233:ا����ة��m~��}���|��{��z���¥��¤��£��¢��¡ �l:كقوله تعاىل

. الوالدات أوالدهن لريضع

ما أمسعهم :أي، ٣٨:������mÙ���Ø��×������Û��Ú �l:و منه اخلرب الوارد بصيغة األمر، كقوله تعاىل .4و أبصرهم

قال الدكتور اخلشالن ملخصا ما ذكره البطليوسي ،اخلالف العارض من جهة اإلفراد والتركيب :ثالثاعند النظر إىل النصوص، كأن يرد نص يدل على معىن معني، اإلفراد والتركيب " :يف هذا الوجه ما نصه

و يرد نص آخر متمم هلذا املعىن، فينشأ من جراء إفراد النظر يف أحد النصني أو تركيبه اختالف يف اختالفهم يف البيع مع الشرط؛ فمن نظر من الفقهاء إىل حدث النهي عن بيع : احلكم ومن أمثلة ذلك

ن البيع والشرط؛ إذا كان يف الشرط منفغة ألحد املتعاقدين كما ذهب إىل مبفرده ذهب إىل بطال 5وشرط . ذلك أبو حنيفة و الشافعي يف اجلملة

. 58ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي :ينظر -1 .76ص ، مصدر سابق،البطليوسي: ينظر -2 . 76ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي ا :ينظر -3 . 83ص ، ، مصدر سابقالبطليوسي :ينظر -4، )4/335(، 1995-1415احلرمني، القاهرة، ، دار، 4361القاسم سليمان بن أمحد الطرباين يف األوسط، ح أخرجه أبو -5

، وقال حممد 256، ص2000-1420، 1، بلوغ املرام من أدلة األحكام، دار ابن حزم، بريوت، ط"وهو غريب" :وقال احلافظ 1ونقل عن ابن تيمية أنه باطل، السلسلة الضعيفة، مكتبة املعارف، الرياض، ط، "ضعيف جدا" :ناصر الدين األلباين يف الضعيفة

). 1/703(، 1992-1412اجلديدة،

Page 17: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

9

: -رضي اهللا عنها-لعائشة - J-مبفرده و قول النيب - رضي اهللا عنها-ومن نظر إىل حديث بريرة

ذهب إىل بطالن الشرط و صحة ، 1"اشتريها، وأعتقيها، واشترطي هلم الوالء فإمنا الوالء ملن أعتق " .العقد، كما ذهب إىل ذلك ابن أيب ليلى

واشتراط ظهره إىل - J- مبفرده وبيعه مجله على النيب - رضي اهللا عنه- 2ومن نظر إىل حديث جابر .املدينة، ذهب إىل صحة البيع والشرط معا، كما ذهب إىل ذلك ابن شربمة

حكم البيع و الشرط مركبا على هذا النظر، فإنه ذهب إىل وأما من نظر يف هذه األحاديث مجيعا، وجعل التفصيل؛ فأبطل البيع والشرط تارة، وصححهما مجيعا تارة أخرى، ويف حالة ثالثة أبطل الشرط وصحح

.4" 3البيع كما ذهب إىل ذلك مالك وأمحد وغريمهاوهو أن يرد لفظ يف النص حيتمل العموم وحيتمل :اخلالف العارض من جهة العموم واخلصوص :رابعا

، فيختلف العلماء يف داللة هذا اللفظ يف النص هل -باعتبار أن ذات اللفظ يستعمل فيهما-اخلصوص �هي عموم أم خصوص؟ ويكون هلذا االختالف أثر يف احلكم الذي تضمنه هذا الدليل، ومثاله قوله تعاىل

�m`��_��^��]�����\��[��Z �l رضي -فكان ابن عباس " : البطليوسي قال، ٢٤: ءا���

كتاب، ، أيامه سننه و و -J- عبد اهللا حممد بن إمساعيل البخاري يف اجلامع الصحيح املسند من حديث رسول اهللا أخرجه أبو -1

، 2004-1425، 1ط ي، بريوت،ـاب العربـ، دار الكت2563اس، حـالنه ـاستعانة املكاتب و سؤالباب، املكاتب، أبو احلسني مسلم بن احلجاج القشريي النيسابوري يف املسند الصحيح املختصر من السنن بنقل العدل عن العدل، عن ، و513ص

، 2004-1424، 1وت، ط، بريدار الفكر، 3670إمنا الوالء ملن أعتق، حباب، العتق، كتاب، واللفظ له، ، -J- رسول اهللا .729ص

إذا اشترط البائع ظهر الدابة إىل مكان مسمى جاز، باب، كتاب الشروط، كتاب، ، يف صحيحه البخاري حديث جابر أخرجه -2 .785، ص3989ح يف صحيحه، كتاب، املسقاة، باب، بيع البعري واستثناء ركوبه، ، و مسلم449، ص2718ححممد بن أمحد بن رشد احلفيد، بداية اتهد واية املقتصد، مكتبة ابن ،ومذاهب األئمة فيها) البيعوط يف الشر(ينظر هلذه املسألة -3

، وموفق الدين عبد اهللا بن أمحد بن قدامة املقدسي، املغين، دار عامل الكتب، )وما بعدها 2/279(، 1415، 1تيمية، القاهرة، ط، وأبو زكريا حيىي بن شرف النووي ، اموع، دار عامل )وما بعدها 321وما بعدها، و6/163(، 2007-1428، 6الرياض، ط

، 1أبو حممد علي بن أمحد بن حزم، احمللى، الطبعة املنريية، مصر، ط ، و)9/269(، 2006-1427، 2الكتب، الرياض، ط1347 ،)8/412.(

.47 -45ص مرجع سابق، -4

Page 18: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

10

ذهب مجاعة من الفقهاء إىل أن املتعة األوىل منسوخة وأن هذه و 1يذهب مبعناه إىل املتعة -اهللا عنهما

.3"إمنا أراد املهر��m��_��^l، وأن معىن 2اآلية كاليت يف البقرةراجع إىل لفظ املتعة، إذ هي يف اللغة كل شيء استمتع به من غري ختصيص، مث نقلت عن الفاخلوسبب

׃ذلك واستعملت يف الشريعة على معنيني .ل اإلسالم مث نسخت�املتعة اليت أبيحت أو ׃األول .ما متتع به املرأة من مهرها ׃الثاين

.4ة الذكرومن أجل ذلك وقع اخلالف يف معىن املتعة يف آية النساء السالفذكر البطليوسي يف هذا الوجه العلل اليت تعرض للحديث، اخلالف العارض من جهة الرواية؛ ׃خامسا

-J- اعلم أن احلديث املأثور عن رسول اهللا" ׃-رمحه اهللا- فينشأ بسببها اخلالف يف مضمونه، فقالاحلديث على من جهة نقل ׃والثانية. فساد اإلسناد ׃وعن أصحابه والتابعني هلم تعرض له مثاين علل أوهلا

من جهة ׃واخلامسة. من جهة التصحيف ׃والرابعة. من جهة اجلهل باإلعراب ׃والثالثة. معناه دون لفظهأن ينقل احملدث احلديث ويغفل نقل السبب ׃و السادسة. إسقاط شيء من احلديث ال يتم املعىن إال بهأن يسمع احملدث بعض احلديث ويفوته مساع ׃والسابعة. املوجب له، أو بساط األمر الذي جر ذكره

.5"نقال احلديث من الصحف دون نقل الشيوخ ׃والثامنة. بعضهسيب أن أقتصر على هذه العلل كلها، ولو راح الباحث يتتبعه لطال به املقام، وح -رمحه اهللا- �و شرح

�شرح العلة األوىل التصاهلا اتصاال وثيقا مبوضوع املذكرة، فذكر أن هذه العلة هي أشهر -رمحه اهللا- � عدالة الراوي : اإلرسال وعدم اإلتصال، ومنها: العلل، وبني أن اإلسناد يتطرق إليه الفساد من أوجه منها

الطربي، جامع البيان، دار عامل الكتب، :، ينظرأن املراد بذلك النكاح -أيضا- عنه الطربي جريرأبو جعفر حممد بن روى و -1

).6/585(، 2003-1424، 1الرياض، ط .236: ا����ة �m���¦����¥��¤��£����������¢���¡���l يريد قوله تعاىل -2 .160البطليوسي، مصدر سابق، ص -3 .160، 151ص البطليوسي، مصدر سابق، :ينظر -4 .166، 165ص، مصدر سابق -5

Page 19: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

11

املبنية على نقد احلديث وحتريره ونقد رواته ليتميز املقبول من ؛ مث أشاد بالصناعة احلديثية )دينا وحفظا(

يتشدد يف احلديث ويتوعد عليه، -رضي اهللا عنه- وإذا كان عمر بن اخلطاب" ׃املردود حيث قالوالزمان زمان، والصحابة متوافرون، والبدع مل تظهر، والنـاس يف القرن الذي أثـىن عليه رسـول اهللا

-J - رمحه اهللا-باحلال يف األزمنة اليت ذمها وقد كثرت البدع وقلت األمانة؛ وللبخاري ، فما ظنك - عناء مشكور وسعي مربور، وكذلك ملسلم وابن معني فإم انتقدوا احلديث وحرروه، ونبهوا على

� .1"…ضعفاء احملدثني واملتهمني بالكذب

ال نص فيه، فيلجأ الفقيه إىل النظر وذلك فيما اخلالف العارض من قبل االجتهاد والقياس، ׃سادسا ׃والقياس، فيحصل اخلالف من ناحيتني

.اخلالف الواقع بني املنكرين للقياس و املثبتني له ׃الناحية األوىل .اخلالف الواقع بني املثبتني أنفسهم، تبعا الختالفهم يف علة القياس ׃الناحية الثانية

.2"فيعرض من ذلك أنواع من اخلالف عظيمة " الذهب " ׃أنه قال - J-عن رسول اهللا -رضي اهللا عنه-ما رواه أبو سعيد اخلدري ׃ومن أمثلة ذلك

والفضة بالفضة، والرب بالرب، والشعري بالشعري، والتمر بالتمر، وامللح بامللح، مثال مبثل، يدا بيد، بالذهب، .3"استزاد فقد أرىب اآلخذ واملعطي سواء فمن زاد أو

القياس قصر احلكم على املنصوص عليه ومل جياوز به إىل غريه، فال جيري الربا عندهم يف األرز فمن أنكر .مثال، والتفاضل فيه جائز

حكموا جبريان الربا فيه، فال ومن أثبت القياس أحلق ما مل ينص عليه باملنصوص عليه، للعلة اجلامعة، و .هذا من ناحية. هو رأي اجلمهور يئة، وال بغري جنسه نس ال نسيئة، و يباع جبنسه متفاضال و

هذه القضية بشكل أوسع مما ههنا، يف -بإذن اهللا-وسأتناول . 172،173وما بعدها، وص166ص البطليوسي، مصدر سابق، -1

. مباحث هذه املذكرة، من جهة التنظري ومن جهة التطبيق، واهللا اهلادي .213، صالبطليوسي، مصدر سابق -2 .778، ص3955لصرف وبيع الذهب بالورق نقدا، حاكتاب، كتاب املساقاة، باب، ، صحيح مسلم -3

Page 20: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

12

أا ׃ومن ناحية أخرى اختلف اجلمهور فيما يلحق باملنصوص، الختالفهم يف تعيني علة الربا، فمن قائل

׃أا اجلنس مع الطعم وهم الشافعية، ومن قائل ׃اجلنس مع الكيل أو الوزن وهم األحناف، ومن قائل. 1أا ما مجع األوصاف املذكورة يف احلديث ׃ومن قائل هم املالكية،اإلدخار و أا اجلنس مع اإلقتيات

.اخلالف العارض من قبل النسخ ׃سابعا، و اخلالف يف النسـخ 2"رفع احلكم الثابت خبطاب متقدم خبطاب متراخ عنه" ׃النسخ يف اإلصطالح

׃يتنوع إىل نوعني -كما ذكره البطليوسي- .اخلالف بني املثبتني واملنكرين، ونسب إثباته إىل مجيع أهل السنة، ومل يعتد خبالف من أنكره ׃أحدها ׃اخلالف بني املثبتني أنفسهم، وقسم هذا النوع إىل ثالثة أقسام ׃ثانيهما

هل جيوز النسخ يف األخبار كما جيوز يف األمر والنهي؟ ׃األول هل جيوز نسخ القرآن بالسنة؟ ׃الثاين

3اختالفهم يف نصوص من القرآن والسنة هل نسخت أم ال؟ ׃الثالث

���mµ��´�³��²׃اختالفهم يف قوله تعاىل ׃مثاله �±��°� � �¯��®� �¸��¶� �¹����

��º»��¼��À��¿��¾��½l فذهب بعض 4منسوخة؟ أم هي حمكمة هل ،180: ا����ة ،الفرض على ذي املال أن يوصي لوالديه و أقربيه الذين ال يرثونه، ׃العلماء إىل أا حمكمة ومعناها عنده

�.5على أال جياوز الثلث وأال يتعمد ظلم ورثته �

، وابن )3/247(، مصدر سابق، احلفيد ابن رشد ׃، ينظر)علة حترمي الربا( ، وملسألة155، 153التركي، مرجع سابق، ص :ينظر -1

وما 8/468(، وابن حزم، مصدر سابق، )وما بعدها 9/295(، والنووي، مصدر سابق، )وما بعدها 6/53(قدامة، مصدر سابق، ).بعدها

.97، ص2009- 1430، 1مؤسسة الرسالة ناشرون، بريوت، ط روضة الناظر، بن قدامة،ا -2 .218، 217البطليوسي، مصدر سابق، ص :ينظر -3بعدها، وابن حزم، ما و 237، صت.ط، ب.وخ، دار العدوي، عمان، بعبد القادربن طاهر البغدادي، الناسخ واملنس :راجع -4

. 25، 24، ص1986-1406، 1الكتب العلمية، بريوت، ط واملنسوخ، دارالناسخ .294، 293، 292، والتركي، مرجع سابق، ص)3/123(ابن جرير، مصدر سابق، :ينظر -5

Page 21: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

13

نسختها آية ׃وذهب آخرون إىل أا منسوخة، مث اختلفوا يف الناسخ؛ فمن منع نسخ القرآن بالسنة قال

���mf��eاملواريث �d��c��gk��j��i�� �h lء� نسخ القرآن ومن جوز .11: ا��� .1"إن اهللا قد أعطى كل ذي حق حقه، فال وصية لوارث"نسخها حديث ׃بالسنة قال

وهذا النوع من اخلالف يعرض من قبل أشياء وسع اهللا " يف اخلالف العارض من قبل اإلباحة، ׃ثامنا األذان والتكبري كاختالف الناس يف - J-فيها على عباده، وأباحها هلم على لسان نبيه -عزوجل-

، وهذا ما يعرف باختالف التنوع، 2"على اجلنائز، وتكبري التشريق، ووجوه القراآت السبع، وحنو ذلك .3"ورود السنة يئات متنوعة لعبادة من العبادات "وهو

، مكتبة 2870مل جاء يف الوصية للوارث، حباب، الوصايا، كتاب، داود سليمان بن األشعث السجستاين، السنن، أخرجه أبو -1

كتاب، ، "حديث حسن صحيح: "وقال عيسى حممد بن عيسى الترمذي، السنن، أبو ، و437ت، ص.، ب1الرياض، طاملعارف، أبو و ،478ت، ص.، ب1، مكتبة املعارف، الرياض، ط2120ما جاء ال وصية لوارث، حباب، ،- J- الوصايا عن رسول اهللا

حممد بن يزيد القزويين الشهري عبد اهللا، وصححه 461ت، ص.، ب1، مكتبة املعارف، الرياض، ط2713ح كتاب، الوصايا، باب، ال وصية لوارث،سنن، ، ال)ابن ماجة(

-1405، 2، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط1655حممد ناصر الدين األلباين، إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل، ح1985 ، ،)6/87.(

.221البطليوسي، مصدر سابق، ص -2 .49ع سابق، صاخلشالن، مرج -3

Page 22: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

14

. أسباب اقتضت خمالفة احلديث عند األئمة ׃املبحث الثاين

يف املبحث السابق، يف الوجه اخلامس منه، عند الكالم على اخلالف قد مرت اإلشارة إىل هذه النقطة العارض من جهة الرواية، وألمهيته بالنسبة ملوضوع املذكرة أفردته ذا املبحث، وقبل طرقه، البد من

:التنبيه على شيء مهم وهوأو تقرير من غري القرآن من قول أو فعل - J- ما نقل عن النيب: "أن السنة يف اصطالح األصوليني

خالف بني املسلمني يف حجيتها وبناء األحكام ، فالسنة ذا املعىن ال1"حيث كونه مصدرا للتشريعواحلاصل أن ثبوت حجية السنة املطهرة واستقالهلا بتشريع األحكام، ضرورة : " عليها، قال الشوكاين

من اخلالف بني الفقهاء عند ، فما حيصل 2"دينية، وال خيالف يف ذلك إال من ال حظ له يف اإلسالم، هي 3االستدالل بالسنة أو عدم االحتجاج ببعضها، ال يرجع إىل حجيتها تأصيال، وإمنا يرجع إىل أسباب

.يف هذا املبحث -بعون اهللا- ما سأبينهأال يكون احلديث قد بلغه، ومن مل يبلغه احلديث مل يكلف أن يكون عاملا مبوجبه، : " السبب األول

كن قد بلغه وقد قال يف تلك القضية مبوجب ظاهر آية أو حديث آخر، أو مبوجب قياس، أو وإذا مل يموجب استصحاب، فقد يوافق ذلك احلديث تارة وخيالفه أخرى، وهذا السبب هو الغالب على أكثر ما

مل تكن ألحد -J- يوجد من أقوال السلف خمالفا لبعض األحاديث، فإن اإلحاطة حبديث رسول اهللا، حمدثا أو مفتيا أو - J- ، ومرد ذلك إىل تفاوت الناس يف العلم مبا صدر عن رسول اهللا4"ألمة من ا

قاضيا، فلرمبا مسع ذلك أقوام ومل يسمع آخرون، وقد حيصل العكس، فيكون عند هؤالء من العلم ما

أمحد ، و57، ص2008-1429، 4مصطفى السباعي، السنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي، دار السالم، القاهرة، ط: ينظر -1

.31، ص2001-1432، 1عليوي، األدلة غري املعتربة عند مجهور األصوليني، دار النفائس، األردن، ط .116، ص2006-1427، 1طبريوت، -إرشاد الفحول، دار الكلم الطيب، دمشق -2 .26، 25، علي اخلفيف، مرجع سابق، ص31أمحد عليوي، مرجع سابق، ص :ينظر -3 ).10/294(، 1998-1419، 1الرياض، ط أمحد بن تيمية احلراين، جمموع الفتاوى، مكتبة العبيكان، -4

Page 23: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

15

:2ذلك، وحيسن أن نسوق أمثلة واقعية تبني 1ليس عند أولئك، وعند أولئك ما ليس عند هؤالء

ما لك يف كتاب اهللا من شيء، : " عن مرياث اجلدة قال -رضي اهللا عنه-ملا سئل أبو بكر الصديق -أمن شيء ولكن أسأل الناس، فسأهلم، فقام املغرية وحممد بن -J- وما علمت لك يف سنة رسول اهللا

.3"أعطاها السدس -J- فشهدا أن- رضي اهللا عنهما- مسلمةكانا على علم ذا احلديث، يف احلني -رضي اهللا عنهما- شعبة وحممد بن مسلمة والشاهد أن املغرية بن

رضي اهللا - ، فإذا كان هذا يف حقه- J- وهو من هو مرتلة، ومالزمة للنيب- الذي خفي على أيب بكر .4فغريه من باب أوىل -عنهمر بـن اخلطاب أن ع" -رضي اهللا عنهما -ما أخرجه البخاري، من حديث عبد اهللا بن عباس - بلقيه أمراء األجناد، فأخربوه أن الوباء قد وقع 5خرج إىل الشام، حىت إذا كان بسرغ -رضي اهللا عنه-

استشار املهاجرين مث األنصار مث مسلمة الفتح، فجاء عبد -رضي اهللا عنه- أن عمر: بأرض الشام، و فيهإن عندي يف هذا علما، مسعت : فقال -حاجتهو كان متغيبا يف بعض - رضي اهللا عنه-الرمحن بن عوف

إذا مسعتم به بأرض فال تقدموا عليه، و إذا وقع بأرض و أنتم ا فال خترجوا : " يقول -J- رسول اهللا . 6"فرارا منه

).10/294(، ابن تيمية، مصدر سابق :ينظر -1 .)وما بعدها10/294(ابن تيمية، مصدر سابق، : ، ينظر)ع املالم عن األئمة األعالمرف(هذه األمثلة أخذا من رسالة -2ما جاء يف باب، الفرائض،كتاب، ، وسنن الترمذي،441، ص2894اجلدة، ح يفباب، الفرائض، كتاب، سنن أيب داود، -3

، وأعله األلباين 462، ص2724حمرياث اجلدة، باب، الفرائض، كتاب، وسنن ابن ماجة،، 474، ص2101مرياث اجلدة، ح ). 125، 6/124(، 1680، حاالختالف يف سنده، إرواء الغليل باإلنقطاع و

).10/294(ابن تيمية، مصدر سابق، :ينظر -4: ينظر". على ثالث عشرة مرحلة: قرية بوادي تبوك من طريق الشام، و قيل: هي بفتح الراء و سكوا...سرغ: "قال ابن األثري -5

-1430، 3السعادات املبارك بن حممد اجلزري الشهري بابن األثري، النهاية يف غريب احلديث و األثر، دار املعرفة، بريوت، طأبو 2009 ،)1/772.(

باب، السالم، كتاب، ، وصحيح مسلم،1188، ص5729عون، حما يذكر يف الطاباب، الطب، صحيح البخاري، كتاب، -6 .1110، ص5677ها، حة والكهانة وحنوالطاعون والطري

Page 24: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

16

مل يبلغه هذا احلديث يف قضية الطاعون حىت أخربه به - رضي اهللا عنه-الشاهد أن عمر الفاروق و

، وعمر أعلم منه، إىل قضايا أخرى، كسنة اإلستئذان، -رضي اهللا عنه- فعبـد الرمحن بن عووتوريث املرأة من دية زوجها، وحكم اوس يف اجلزية، و مسألة الشك يف الصالة، وحكم التطيب قبل

ومل يكن ذلك عيبا -رضي اهللا عنه-اإلحرام، وقبل اإلفاضة إىل مكة بعد رمي مجرة العقبة، مل يعلم عمر رضي اهللا عن -يف هذه املسائل إال بتحديث غريه من الصحابة وهو أعلم منهم ةباألحاديث الوارد -فيه

. 1-اجلميععلم بأن املتوىف عنها زوجها تعتد يف بيت املوت حىت حدثته -رضي اهللا عنه-مل يكن عند عثمان -ج

امكثي يف : "قال هلا - J- بقضيتها ملا تويف زوجها وأن النيب -رضي اهللا عنها- الفريعة بنت مالك، أرسل إيل فسألين عن ذلك -رضي اهللا عنه-فلما كان عثمان : قالت". بيتك حىت يبلغ الكتاب أجله

. 2"فأخربته، فاتبعه وقضى به

، تعتد بأبعد األجلني، ومل 3بأن املتوىف عنها زوجها وهي حامل - D- أفىت علي بن أيب طالب - د .4أفتاها بأن عدا وضع محلها - J- يف ذلك، وأنه -رضي اهللا عنها- األسلميةيبلغه حديث سبيعة

.)295، 10/294(جمموع الفتاوى، : هذه املسائل بأدلتها شيخ اإلسالم يف رسالته رفع املالم، ينظرذكر -1حسن : "سنن الترمذي، وقال، و350، ص2300حباب، يف املتوىف عنها زوجها تنتقل، الطالق،كتاب، ، سنن أيب داود -2

عبد الرمحن أمحد بن شعيب ، وأبو287، ص1240تعتد املتوىف عنها زوجها، حما جاء أين باب، الطالق، ، كتاب،"صحيح، مكتبة املعارف، 3528مقام املتوىف عنها زوجها يف بيتها حىت حتل، حباب، الطالق، النسائي، دون اجلملة األخرية، كتاب،

، وصحح 351ا زوجها، ، صأين تعتد املتوىف عنهباب، الطالق، كتاب، سنن ابن ماجة،، و548ص ت،.، ب1الرياض، ط-1414، 2، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط4292إسناده شعيب األرنؤوط يف التعليق على صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، ح

، 5597، وانتهى األلباين إىل صحته أخريا، السلسلة الضعيفة، مصدر سابق، حتت ح)10/128(، 2031، ح1993)12/208.( شهدت عليا وسأله رجل عن امرأة تويف عنها " : بن حممد بن أيب شيبة عن عبد الرمحن بن معقل قالبكر عبد اهللا أخرج أبو -3

، 17392النكاح، يف املرأة يتوىف عنها زوجها فتضع بعد وفاته، أثركتاب، املصنف،". تتربص أبعد األجلني :زوجها وهي حامل قال ).9/314(، 2006-1427، 1دار قرطبة، بريوت، ط

، 5318ح، ٤:الطالق) À Á ¿ ¾ ½ ¼( باب،حديث سبيعة أخرجه البخاري يف صحيحه، كتاب، الطالق، -4 .715، ص3613، ومسلم يف صحيحه، كتاب، الطالق، باب، انقضاء عدة املتوىف عنها زوجها وغريها بوضع احلمل، ح1116ص

Page 25: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

17

وغري هذا كثري، مما يدل على أن إحاطة واحد جبميع السنة ال ميكن ادعاؤه قط، وإذا خفي بعض السنة

وسنته -J- وخاصة اخللفاء الراشدين الذين هم أعلم األمة بأمور رسول اهللا- على أكابر الصحابة وهذا باب واسع يبلغ املنقول منه عن : " ، قال شيخ اإلسالم1فعلى غريهم من باب أوىل -لهوأحوا

وأما املنقول منه عن غريهم فال ميكن اإلحاطة به؛ فإنه ألوف، . عددا كثريا جدا -J- أصحاب رسولفال حيتاج فهؤالء كانوا أعلم األمة وأفقهها وأفضلها، فمن بعدهم أنقص، فخفاء بعض السنة عليه أوىل،

فمن اعتقد أن كل حديث صحيح قد بلغ كل واحد من األئمة أو إماما معينا فهو خمطىء خطأ . إىل بيان .2"فاحشا قبيحا

ال نعلم رجال مجع السنن فلم يذهب منها شيء، فإذا مجع " :ومن الكالم السائر عن اإلمام الشافعي قولهق علم كل واحد منهم؛ ذهب عليه الشيء منها، مث كان علم عامة أهل العلم ا أتى على السنن، وإذا فر

. 3"ما ذهب عليه منها موجودا عند غريه .4"قد جيهل الرجل السنة فيكون له قول خيالفها، ال أنه عمد خالفها : " وقال

أصابع ختليل عن يسأل مالكا مسعت: يقول عمي مسعت :قال وهب من هذا الباب ما جاء عن ابن و ، اهللا عبد أبا يا :له فقلت .الناس خف حىت فتركته :قال .الناس على ذلك ليس فقال الوضوء يف الرجلني :فقال سنة ذلك يف وعندنا ،الناس على ذلك ليس أن زعمت الرجلني أصابع ختليل مسألة يف تفيت مسعتك

نـع املعافري عمرو بن يزيد عن احلارث بن عمرو و هليعة بناو سعد بن الليث ثنا :فقلت ؟هي وما ما خبنصره يدلك -J- رسول اهللا رأيت" :قال القرشي شداد بن املستورد عن احلبلي الرمحن عبد أيب بعد يسأل مسعته مث ،"الساعة إال قط به مسعت ما و حسن ديثـح هذا إن" :فقال ".رجليه أصابع بني

).10/294(ابن تيمية، مصدر سابق، :ينظر -1 ).10/297(، مصدر سابق -2 .128، ص2005-1426، 3حممد بن إدريس الشافعي، الرسالة، مكتبة دار التراث، القاهرة، ط -3 .274املصدر نفسه، ص -4

Page 26: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

18

.1*األصابع بتخليل فأمرذلك

:فوائد منهااألثر ويستفاد من هذا .يف الفتوى و االستنباط الدليل -ومنهم اإلمام مالك-والفتوى أن املعول عليه عند أئمة الفقه -1 .هنا تفاوت الناس يف العلم بالسنة قد نتصور خمالفة إمام من األئمة حلديث ما؛ ألنه مل يبلغه، ومن -2ركوا ما أفتوا به على أن األئمة إذا بلغهم احلديث ورأوه صاحلا لالحتجاج والعمل، أخذو به وت -3

. خالف الدليلأن يكون احلديث قد بلغه لكن مل يثبت عنده، لعلة أوجبت الضعف، من جهالة الراوي، : السبب الثاين

أو كونه مطعون العدالة والضبط، أو االنقطاع، أو غري ذلك من العلل، مع أن ذلك احلديث قد رواه جهالة الراوي عند من رواه واتصال السند، وكونه جاء منالثقات ساملا من العلة القادحة، بارتفاع

أو وجود ما يصحح تلك الرواية من طريق الثقات غري أولئك اروحني، مع ضبط ألفاظ احلديث،وهذا أيضا كثري جدا، وهو يف التابعني : " ، وبيانا هلذا الواقع يقول ابن تيمية2الشواهد واملتابعات

ورين من بعدهم أكثر من العصر األول، أو كثري من القسم األول، فإن وتابعيهم إىل األئمة املشهاألحاديث كانت قد انتشرت واشتهرت لكن كانت تبلغ كثريا من العلماء من طرق ضعيفة، وقد بلغت غريهم من طرق صحيحة غري تلك الطرق، فتكون حجة من هذا الوجه، وهلذا وجد يف كالم غري واحد

قويل يف هذه املسألة كذا، وقد روي فيها : مبوجب احلديث على صحته، فيقولمن األئمة تعليق القول .3"حديث بكذا، فإن كان صحيحا فهو قويل

أبوحممد : ينظر. - J- قول إىل فريجع - J- النيب عن يبلغه مث بشيء يفيت الرجل باب: ا مساهابب" سننه"بوب اإلمام الدارمي يف -* ).1/494(، 2000-1421، 1سنن الدارمي، دار املغين، الرياض، طعبد اهللا بن عبد الرمحن الدارمي،

دار الكتب ،361ح كيفية التخليل،باب، الطهارة، كتاب، البيهقي يف السنن الكربى، أبو بكر أمحد بن احلسني بن علي أخرجه -1 ).1/124(، 2003-1424، 3بريوت، ط العلمية،

).10/297(ابن تيمية، مصدر سابق، :ينظر -2 ).298، 10/297(، مصدر سابق -3

Page 27: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

19

: و هذا عن اإلمام الشافعي كثري، قال احلافظ بعد ما ذكر أقوال العلماء يف مسألة االشتراط يف احلـج

احلق أن الشافعي نص عليه يف القدمي و . جائز و هو املشهور عند الشافعية وقطع به أبو حامد و قيل"بصحته باجلديد فصار الصحيح عنه القول به، وبذلك جزم الترمذي عنه، هو أحد املواضع علق القول

.2"مع الكالم على تلك األحاديث 1اليت علق القول ا على صحة احلديث، وقد مجعتها يف كتاب مفرد: قالت -عنها اهللا رضي- عائشة بصحة حديثأي "…باجلديدوعلق القول بصحته " :ومراده بقوله

إين !اهللا رسول يا: فقالت -عنها اهللا رضي- املطلب عبد بن الزبري بنت ضباعة على - J- النيب دخل

.3" حبستين حيث حملي أن: واشترطي حجي" - J- النيب فقال شاكية، وأنا احلج ريدأإىل غريه، ألنه ال حيل عندي خالف ما ثبت عن رسول لو ثبت حديث عروة مل أعده: " قال الشافعي

.J - "4-اهللا الصالة فضل باب( :خذ مثال قوله -يف أبواب كثرية منه- ومثل هذا التعليق يف صحيح ابن خزمية كثري

إن املعادن من الصدقة أخذ ذكر باب( ، و5)اخلرب صح إن هلا يستاك ال اليت الصالة على هلا يستاك اليت، إىل غري ذلك من األبواب 7)اخلرب صح إن الركن به استلم إذا احملجن طرف تقبيل باب(و، 6)اخلرب صح

.اليت ترمجها على هذا النسق

، وهو يف عداد املفقود، ومن الكتب املؤلفة يف هذا الباب، " املنحة يف املسائل اليت علق فيها الشافعي احلكم بالصحة" لعله كتاب -1 .زمدار ابن ح: سعيد بن عبد القادر بن سامل باشنفر، ط: ، ملؤلفه"النظر فيما علق فيه الشافعي القول على صحة اخلرب" ).4/13(، 2000-1421، 3دار السالم، الرياض، طد بن علي بن حجر العسقالين، فتح الباري شرح صحيح البخاري، محأ -2احلج، كتاب، ، وصحيح مسلم، وهذا لفظه، 1071، ص5089األكفاء يف الدين، حباب، النكاح، كتاب، صحيح البخاري، -3

.564، ص2792وحنوه، حجواز اشتراط احملرم التحلل بعذر املرض باب، :، وحديث عروة املذكور يف كالم الشافعي هو حديث عائشة الذي سبق خترجيه قال احلافظ)4/12(، فتح الباريابن حجر، -4 ).4/12(املصدر نفسه، ". وقد أخرجه الشافعي عن ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه، وذكره بنحوه" ).1/71(، 1980-1400ط، .، صحيح ابن خزمية، املكتب اإلسالمي، بريوت، بأبو بكر حممد بن إسحاق بن خزمية -5 ).4/44(املصدر نفسه، -6 ).4/241(املصدر نفسه، -7

Page 28: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

20

فرددنا علينا، سلم إذا - J- النيب كان: قال أرقم، بن زيدحديث ومن هذا الباب قول البيهقي عقب

إسناده يف أن غري به قلنا صح إن وهذا : "قال" ومغفرته وبركاته اهللا ورمحة وعليك: " قلنا السالم عليه .1" أعلم واهللا به حيتج ال من شعبة إىل

قعد إذا اليسرى الرجل على واالعتماد اخلالء دخول عند الرأس تغطية باب: (وكذا قوله يف سننه الكربى .، ويف أبواب أخرى كثرية تظهر ملن تتبعها2) فيه اخلرب صح إن

، 3"اعتقاد ضعف احلديث باجتهاد قد خالفه فيه غريه مع قطع النظر عن طريق آخر" :السبب الثالث ألن احلكم على احلديث بالصحة أو الضعف من املسائل احلديثية اليت دخلها االجتهاد، فيحصل اخلالف

: 4لة ذلكبني أئمة الشأن لوجود ما يقتضي ذلك، وهذا من جهته له أثره فيما دل عليه احلديث، ومن أمث

من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب فليتم : "- -Jقال رسول اهللا: قال - D- هريرة ما رواه أبو .6"من أفطر يف رمضان ناسيا فال قضاء عليه وال كفارة : "ويف رواية ،5"صومه، فإمنا أطعمه اهللا وسقاه

فال "فذهب اجلمهور إىل أن من أفطر ناسيا ال يفسد صومه وال قضاء عليه وال كفارة، لثبوت زيادة ". قضاء وال كفارة .7لزوم القضاء ذهبوا إىل بطالن الصوم و مل حيتجوا ا و مجاعة فلم يصححوا الزيادة و وخالف مالك و

، 2003-1423، 1، مكتبة الرشد، الرياض، ط8491يف كيفية السالم وكيفية الرد، ح/البيهقي، شعب اإلميان، فصل -1)11/247.( ).1/155(ربى، كالبيهقي، السنن ال -2 ).10/298(ابن تيمية، مصدر سابق، -3 .132، صأسباب اختالف الفقهاءالتركي، :ينظر -4واللفظ له، ، وصحيح مسلم، 384، ص1933الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا، حباب، الصوم، كتاب، صحيح البخاري، -5

.527، ص2605يفطر، ح أكل الناسي وشربه ومجاعه الباب، الصيام، كتاب، 1570، ح" هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ومل خيرجاه ذه السياقة:" الصوم، وقالكتاب، أخرجه احلاكم يف املستدرك، -6

من أكل أو شرب ناسيا باب، الصيام، كتاب، ، سنن البيهقي الكربى، )1/594(، 1997-1417، 1احلرمني، القاهرة، طدار ).4/87(وحسن إسناده األلباين، اإلرواء، ، )4/387(، 8074فليتم صومه وال قضاء عليه، ح

، 1993-1414، 1أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن عبد الرب األندلسي، اإلستذكار، دار الوغى، القاهرة، ط :ينظر -7 ).6/228(مصدر سابق، النووي، و، )4/367(ابن قدامة، املغين، و، )10/111(

Page 29: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

21

لالختالف يف احلكم على احلديث الوارد فيها اليت كان سبب اخلالف فيها تابعا -ومثل هذه املسائل

يف القسم التطبيقي من هذه املذكرة ذكر مناذج أخرى يف - إن شاء اهللا- كثري، وسيأيت -صحة أو ضعفا .أبواب من الفقه خمتلفة

بعون - االختالف يف احلكم على احلديث صحة أو ضعفا، له أسباب ذكرها أهل العلم وسأفردها هذا و .خاص يف هذا الفصلمبحبث -اهللا

، إذ النسيان عارض وجل من ال 1"قد بلغه وثبت عنده لكن نسيه يكون احلديث أن: "السبب الرابعمن حديث " سننه"داود يف ، واعترب مبا رواه أبو2ينسى، بل قد يعرض النسيان للمجتهد فينسى آية

شيئا مل يقرأه، فقال له قرأ يف الصالة فترك - J-أن رسول اهللا - D- املسور بن يزيد املالكي .3"هال أذكرتنيها : "- J- يا رسول اهللا، تركت آية كذا وكذا، فقال رسول اهللا: رجل

عليه وأثىن تعاىل اهللا فحمدأنه خطب الناس - D- ومن هذا الباب ما روي عن عمر بن اخلطابول ـرس اقهـس شيء من رـأكث ساق أحد عن يبلغين ال فإنه النساء صداق يف تغالوا ال أال " :وقال

فقالت قريش من امرأة له فعرضت نزل مث .املال بيت يف ذلك فضل جعلت إال إليه سيق أو - J- اهللا :قالت ؟ ذاك فما ،تعاىل اهللا كتاب بل :قال؟ قولك أو يتبع أن أحق تعاىل اهللا أكتاب املؤمنني أمري يا

�q��J��I��H���G: كتابه يف يقول تعاىل اهللا و النساء صداق يف يغالوا أن آنفا الناس يت

M��L��K p ء رجع مث ،ثالثا أو مرتني عمر من أفقه أحد كل :- D- عمر فقال، 20:ا��� .4" له بدا ما ماله يف رجل فليفعل الأ النساء صداق يف تغالوا أن يتكم كنت إين : للناس فقال املنرب إىل

يف -بعون اهللا-املروي هلا تعلق أيضا بقبول احلديث ورده كما سأبينه ، ومسألة نسيان)10/299(ابن تيمية، مصدر سابق، -1

.أسباب اإلختالف يف احلكم على احلديث قبوال وردا: مبحث .15، ص1423ت، .بط، .بحممد بن صاحل العثيمني، دار الوطن، السعودية، :ينظر-2، "حبان ابن وصححه حسن، حديث: "، قال األلباين144ص، 907سنن أيب داود، كتاب، الصالة، باب، الفتح على اإلمام، ح -3

).4/61(، 2003-1423، 1صحيح أيب داود، مؤسسة غراس، الكويت، ط، 14336، ح"منقطع هذا: " قال البيهقياق، باب، ال وقت يف الصداق كثر أو قل، الصدكتاب، يهقي الكربى، بسنن ال -4 ).6/248(، وضعفه األلباين، اإلرواء، )7/380(

Page 30: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

22

.1"حافظا لآلية ولكن نسيها فرجع عمر إىل قوهلا، وقد كان : "قال ابن تيمية

وكما قد يعزب عن ذهن اتهد نص آية، يعزب عنه نص من السنة، بل ذلك أوىل وأحرى لكثرة نصوصها وتفرقها يف صدور الرواة أو الدواوين، يشهد لذلك ما جاء عن عبد الرمحن بن أيب أبزى عن

فقال . ال تصل: إين أجنبت فلم أجد ماء؟، فقال: فقال -D- أن رجال أتى عمر بن اخلطاب: أبيهأما تذكر يا أمري املؤمنني إذ أنا وأنت يف سرية فأجنبنا فلم جند املاء، فأما أنت : -D- عمار بن ياسر

إمنا كان يكفيك أن تضرب : " - J- يف التراب وصليت، فقال النيب 2فلم تصل، وأما أنا فتمكعتإن شئت مل أحدث : قال. اتق اهللا يا عمار: فقال عمر". وكفيك وجهك ما متسحبيديك األرض مث

.3"نوليك ما توليت : " فقال عمر: به، ويف لفظفهذه سنة شهدها عمر مث نسيها حىت أفىت خبالفها وذكره عمار فلم يذكر وهو مل : "قال ابن تيمية

.4"يكذب بل أمره أن حيدث به حضر عمر بقول عمار لكونه أخربه أنه كان معه يف تلك احلال، ووإمنا مل يقنع : "قال احلافظ بن حجر

إن شئت مل : اتق اهللا يا عمار، قال: "ومل يتذكر ذلك عمر أصال، وهلذا قال لعمار…معه تلك القصةال يلزم من كوين ال أتذكر أال يكون حقا يف نفس األمر، : أي". نوليك ما توليت: أحدث به، فقال عمر .5"لتحديث به فليس يل منعك من ا

:، مثل6"اشتراطه يف اخلرب الواحد العدل احلافظ شروطا خيالفه فيها غريه" : السبب اخلامس إن خـرب الواحد إذا زاد : أال يزيد خرب الواحد على ما يف الكتاب، كما هو مذهب األحناف، قالوا -1

).10/299(ابن تيمية، مصدر سابق، -1 ).1/575(ابن حجر، فتح الباري، : ينظر. مترغت: أي -2احليض، كتاب، ، وصحيح مسلم، واللفظ له، 83، ص338املتيمم هل ينفخ فيهما، حباب، التيمم، كتاب، صحيح البخاري، -3

.184، ص706التيمم، حباب، ).10/299(مصدر سابق، -4 .)593-1/592( فتح الباري، -5 ).10/299(ابن تيمية، مصدر سابق، -6

Page 31: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

23

الكتاب خبرب الواحد، إمنا اجلائز على النص القرآين ال يعمل به، ألن الزيادة عندهم نسخ، وال ينسخ

، وخالفهم مجهور العلماء، فمىت صح احلديث عندهم 1عندهم نسخ الكتاب بالسنة املتواترة أو املشهورةأن رسول " -رضي اهللا عنهما- ما جاء عن ابن عباس : 3، مثاله2عمل به وإن زاد على ما يف الكتاب

حناف ألنه خرب آحاد جاء زائدا على ما يف الكتاب، ، فلم يأخذ به األ4"قضى بيمني وشاهد - J-اهللا

��}��|�q تعاىل قولهيف �z��y}��� �b��a��`��_� �~� � �c��� � �f� �e��d��gp

، فأخذوا مبا دل عليه احلديث وأنه يقضى بشاهد وميني املدعي، وخالفهم مجهور العلماء. 282 :ا����ة .5بالشاهد و اليمني حيكم فيهافيما سوى احلدود، على اختالف بينهم يف املواضع اليت

إىل أن خرب الواحد إذا -6وخطأ ابن القيم من نسبه إىل أيب حنيفة وصاحبيه- ذهب متأخرو احلنفية -2لفهم اكان فيما تعم به البلوى، مل جيب العمل به، ألن ما تعم به البلوى حقه االشتهار واالنتشار و خ

من : "قال - J-أن رسول اهللا : -رضي اهللا عنها-صفوان ما روي عن بسرة بنت :8، مثاله7اجلمهور

). 2/67(، و)1/366(ت، .ط، ب.أبو بكر حممد بن أمحد السرخسي، أصول السرخسي، دار املعرفة، بريوت، ب :ينظر -1، 1992-1413، 2بدر الدين حممد بن ادر الزركشي، البحر احمليط يف أصول الفقه، دار الصفوة، الكويت، ط: ينظر -2 .175، و الشوكاين، مصدر سابق، ص)4/143( .117التركي، مرجع سابق، ص: ينظر -3 .862، ص4363صحيح مسلم، كتاب، األقضية، باب، القضاء باليمني والشاهد، ح -4، حممد جنيب املطيعي، تكملة )وما بعدها14/130(، وابن قدامة، املغين، )4/443(ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، : ينظر -5

، وانظر حبثا موسعا يف هذه املسألة، حممد بن أيب بكر بن قيم اجلوزية، الطرق احلكمية يف السياسة )وما بعدها 22/271(اموع، .وما بعدها 194ت، ص.ط، ب.الشرعية، مطبعة املدين، القاهرة، ب

، وعبد ايد مجعة، 1615، ص2004-1425، 1ابن القيم، خمتصر الصواعق املرسلة، مكتبة أضواء السلف، الرياض، ط: ينظر -6 ).1/288(، 2005-1426، 1اختيارات ابن القيم األصولية، دار ابن حزم، بريوت، ط

، 2009-1430، 1أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي، إحكام الفصول يف أحكام األصول، دار ابن حزم، بريوت، ط: ينظر -7الدين أبو عبد اهللا حممد بن أمحد احمللي، البدر الطالع يف حل مجع ، وجالل)180-2/179(، والرازي، احملصول، )1/532(

، وعبد ايد 175، و الشوكاين، مصدر سابق، ص)2/60(، 2008-1429، 1اجلوامع، مؤسسة الرسالة ناشرون، بريوت، ط ).1/288(مجعة، مرجع سابق،

.122التركي، مرجع سابق، ص :ينظر -8

Page 32: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

24

، فهذا احلديث مل يأخذ به األحناف وعللوا ذلك بأنه ورد فيما تعم به البلوى ومل 1"مس ذكره فليتوضأ

.2يشتهر، وخالفهم اجلمهور فقالوا بنقض الوضوء من مس الذكرومن وافقهم إىل أن خرب الواحد إذا خالف ذهب احلنفية : أال خيالف اخلرب الواحد األصول العامة -3

قياس القواعد العامة ال يقبل، حبجة أا أقوى منه لتيقن اتهد من األصل خبالف اخلرب الواحد فإنه ظين؛ .3اخلرب الواحد أصال بنفسه، وال قياس مع النص يعتربونفإم - األئمة األربعة- أما مجهور العلماء ومنهم

فمن ،والغنم اإلبل تصروا ال: "-J- عن النيب - D- ة املصراة، فعن أيب هريرة، مبسأل4ومثلوا هلذا، نص هذا 5"متر وصاع ردها شاء وإن ،أمسك شاء إن ؛حيتلبها أن بعد النظرين خبري فإنه بعد ابتاعها

احلديث على أن مبتاع املصراة بعد حلبها خمري بني أن يقبلها أو يردها وصاعا من متر عوضا عن اللنب، إن احلديث خمالف لقياس األصول العامة، : وهذا مذهب اجلمهور، عمال باحلديث، أما األحناف فقالوا

جربا القيمة إىل رجع املثل تعذر فإن هاملتقوم بقيمت أن يضمن املثلي مبثله، و : "ذلك أن األصل يف الضمان ، و يف احلديث وقع الضمان بالتـمر وهو خارج عـن األصلني، و اجلمهور قدموا اخلرب على 6" للمالية

، وسنن الترمذي، كتاب، الطهارة، باب، 32، ص181سنن أيب داود، كتاب، الطهارة، باب، الوضوء من مس الذكر، ح -1

، وسنن 35، ص163، وسنن النسائي، كتاب، الطهارة، باب، الوضوء من مس الذكر، ح30، ص82الوضوء من مس الذكر، ح، بألفاظ متقاربة، وصححه األلباين يف اإلرواء، 98، ص479ح ابن ماجة، كتاب، الطهارة وسننها، باب، الوضوء من مس الذكر،

).1/150(، 116ح، )1/240(، وابن قدامة، املغين، )1/104(، ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )نقض الوضوء من مس الذكر(ينظر هلذه املسألة، -2

).2/29(والنووي، مصدر سابق، ، 1423، 1، إعالم املوقعني عن رب العاملني، دار ابن اجلوزي، السعودية، ط، وابن القيم)2/175(الرازي، احملصول، : ينظر -3 .174، و الشوكاين، مصدر سابق، ص)وما بعدها2/55( .124التركي، مرجع سابق، ص: ينظر -4، 2148صحيح البخاري، وهذا لفظه، كتاب، البيوع، باب، النهي للبائع أن ال حيفل اإلبل والبقر والغنم وكل حملفة، ح -5

.740، ص3723، وصحيح مسلم، كتاب، البيوع، باب، حكم بيع املصراة، ح426ص ).2/325(، 2010-1431، 4شق، طعز الدين عبد العزيز بن عبد السالم، قواعد األحكام يف إصالح األنام، دار القلم، دم -6

Page 33: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

25

.1القياس .إىل غري ذلك من الشروط اليت اختلف فيها، مما هو مبسوط يف مواضعه

عند األئمة، عدم معرفة اتهد بداللة ومن األسباب اليت اقتضت خمالفة احلديث : السبب السادس :2 احلديث، وذلك عائد إىل أمور منها

غرابة اللفظ يف احلديث، مثل لفظ املزابنة، و احملاقلة، واملخابرة، واملالمسة، واملنابذة، والغرر، إىل غري -أ .ذلك من األلفاظ الغريبة اليت ترد يف األحاديث وخيتلف يف تفسريها

، ومعىن يف لغة اتهد وعرفه، فيحمله على لغته - J- بني معنيني؛ معىن يف لغة النيبتردد اللفظ - بكما مسع بعضهم آثارا يف الرخصة يف النبيذ فظنوه بعض : "، قال ابن تيمية3بناء على أن األصل بقاء اللغة

سرا يف أحاديث كثرية أنواع املسكر؛ ألنه لغتهم، وإمنا هو ما ينبذ لتحلية املاء قبل أن يشتد، فإنه جاء مف أنه على بناء ،خاصة املشتد العنب عصري فاعتقدوه والسنة الكتاب يف اخلمر لفظ ومسعوا ،صحيحة

شراب لكل اسم رـاخلم أن تبني صحيحة أحاديث األحاديث نـم جاء قد كان إن و كذلك يف اللغة،

وما 11/134(، والنووي، مصدر سابق، )6/216(، وابن قدامة، املغين، )3/328(ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، : ينظر -1

، وابن حجر، مصدر سابق، )10/139(، 2006-1426، 1شرح صحيح مسلم، مكتبة أيب بكر الصديق، القاهرة، طو، )بعدها)4/465.( ).300-10/299(تيمية، مصدر سابق، ابن : ينظر -2 286، ص2002-1422، 5حممد بن أمحد البورنو، الوجيز يف إيضاح قواعد الفقه الكلية، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط: ينظر -3

.وما بعدها

Page 34: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

26

.2" 1رمسك

تردده بني احلقيقة وااز، فيحمله اتهد على األقرب االشتراك احلاصل يف اللفظ، أو اإلمجال، أو -ج ، من هذا )أسباب اخلالف بني الفقهاء(يف املبحث األول -تأصيال ومتثيال-عنده، كما سبق بيانه

.الفصل وفهم إدراكها يف الناس يتفاوت ،جدا متسعة األقوال دالالت جهات فإن" خفاء داللة النص، - د

يتفطن وال العموم حيث من الرجل يعرفها قد مث ،ومواهبه - سبحانه- احلق منح حبسب الكالم وجوه ال جدا واسع باب وهذا. ذلك بعد ينساه مث تارة له يتفطن قد مث ،العام ذلك يف داخال املعىن هذا لكون - J- الرسول بعث اليت العربية اللغة حتتمله ال ما الكالم من فيفهم الرجل يغلط وقد ،اهللا إال به حييط

."3ا تلك يرد ما بأن يكون له من األصول"أن يعرف داللة احلديث لكن ال يعتقد صحتها، :السبب السابع

وأن ،4حبجة ليس املخصوص العام أن يعتقد أن لـمث ،خطأ أو صوابا األمر نفس يف كانت سواء ةلداللا

أتـى " :مسعت سهال يقول: من األحاديث اليت بينت معىن النبيذ، ما أخرجه البخاري يف صحيحه، من حديث أيب حازم قال -1

أتدرون ما سقيت رسول اهللا : عرسه، فكانت امرأته خادمهم، و هي العروس، قال يف - J-أبـو أسيد الساعدي فدعا رسول اهللا -J -و من . 1165، ص5591كتاب، األشربة، باب، اإلنتباذ يف األوعية و التور، ح". أنقعت له مترات من الليل يف تور: ؟ قال

اهللا رسول سئل: قالت -رضي اهللا عنها-األحاديث اليت بينت أن كل مسكر مخر، ما أخرجه مسلم يف صحيحه، من حديث عائشة -J - مخر كل وأن مخر مسكر كل أن نبيا، كتاب، األشربة و األطعمة، باب، " حرام فهو أسكر شراب كل" :فقال البتع عن

.1011، ص5105، ححرام ).10/300(مصدر سابق، -2 ).10/300(ابن تيمية، مصدرسابق، -3اختلف أهل األصول، هل العام بعد ختصيصه يكون حجة فيما مل خيص أم ال؟ فذهب مجهور األصوليني إىل أنه حجة، واحتجوا -4

إذا مل حيتج بالعام املخصوص ذهب : "بإمجاع الصحابة والتابعني على العمل بالعمومات وأكثرها قد خصصت، وأنه كما قال ابن القيم، وذهب أبو ثور وعيسى بن أبان إىل أنه ليس حبجة، ألنه يصري جمازا فيبقى جممال، ومنهم "الفقه أكثر الشريعة وبطلت أعظم أصول

: ينظر. من فصل؛ فذكر الكرخي أن املخصوص بدليل متصل جيوز التمسك به، واملخصوص بدليل منفصل ال جيوز التمسك به، وأبو حممد عبد الرحيم بن 278مة، روضة الناظر، ص، وابن قدا)1/309(، احملصول، والرازي، )1/402(الباجي، مصدر سابق،

، عبد ايد 334، ص2009-1430، 5احلسن اإلسنوي، التمهيد يف ختريج الفروع على األصول، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط .429، احملسي، شرح نظم الغرناطي، ص)2/543(مجعة، مرجع سابق،

Page 35: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

27

يقتضي ال ارد األمر أن أو ،2سببه على مقصور سبب على الوارد العموم أن و ،1حبجة ليس املفهوم

ا ذوا تنفي ال املنفية األفعال أن أو ،5له عموم ال بالالم املعرف أن أو ،4الفور يقتضي ال أو، 3الوجوب

الباجي، مصدر سابق، : ينظر. وهو مذهب احلنفية ومجهور املعتزلة وابن حزم، وذهب مجهور األصوليني إىل أنه حجة -1، والشوكاين، مصدر سابق، 200، واإلسنوي، مصدر سابق، ص309، وابن قدامة، روضة الناظر، ص)وما بعدها2/274(

.249،و احملسي، مرجع سابق، ص477صاللفظ مستقل بنفسه، ومل توجد قرائن دالة على ختصيصه باحلادثة ا إذا ورد لفظ عام على سبب خاص واختلف أهل األصول فيم -2

أو السؤال أو تعميمه، هل خيصص العموم به أم يبقى على عمومه؟ ذهب املزين و القفال وبعض املالكية إىل قصر العام على سببه الباجي، مصدر سابق، : ينظر. العربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب وذهب األكثرون إىل أن الواجب البقاء على العموم؛ ألن

، وأبو عبد اهللا حممد بن أمحد الشريف التلمساين، 274، وابن قدامة، روضة الناظر، ص)1/371(احملصول ، الرازي، ، و)1/433(، واإلسنوي، مصدر سابق، 539، ص1998-1419، 1مفتاح الوصول إىل بناء الفروع على األصول، مؤسسة الريان، بريوت، ط

.495وما بعدها، واحملسي، مرجع سابق، ص365، والشوكاين، مصدر سابق، ص331ص اختلف أهل األصول يف األمر املطلق، هل يقتضي الوجوب أو الندب أو غري ذلك ؟ محله على الوجـوب مذهب مجاهري العلماء، -3

، وجعله بعضهم - J -حقيقة يف الندب، و خص األري الندب بأوامر الرسول و ذهب أبو املنتاب املالكي و بعض الشافعية إىل أنه وما 1/325(الباجي، مصدر سابق، : ينظر. مشتركا بني الوجوب والندب، ومحله بعضهم على اإلباحة، وتوقف قوم، وقيل غري ذلك

، 375التلمساين، مصدر سابق، ص، والشريف 235، وابن قدامة، روضة الناظر، ص)1/169(، احملصول، والرازي، )بعدها .272، والشوكاين، مصدر سابق، ص217واإلسنوي، مصدر سابق، ص

اختلف األصوليون؛ هل األمر املطلق يقتضي الفور؟ فذهب اجلمهور إىل أنه يقتضي الفور، وذهب القاضي أبو بكر والقاضي أبو -4، إىل -ل أبو الطيب الطربي وأبو إسحاق الشريازي، وأكثر الشافعيةوحكى ابن خويز أنه مذهب املغاربة من املالكية، وبه قا-جعفر،

ابن قدامة، روضة الناظر، ، و)1/199(، احملصول، والرازي، )1/350(الباجي، مصدر سابق، : ينظر. أنه جيوز فيه التراخي .531، واحملسي، مرجع سابق، ص284، والشوكاين، مصدر سابق، ص343ص

الفقهاء خالفا للجبائي و: "كون مفردا أو مجعا، فإن كان األول فهو ال يفيد العموم عند الرازي وقالاملعرف بالالم؛ إما أن ي -5صححه هو قول أيب إسحاق الشريازي و ذهب طائفة إىل أنه حيمل على العموم واستغراق اجلنس، و ، وهو قول األكثرين، و"واملربد .الباجي

.أيب هاشم مجهور األصوليني خالفا للواقفية و أما إن كان الثاين فهو يفيد العموم عند و، احملصول، والرازي، )1/381(الباجي، مصدر سابق، : ينظر. هذا كله إذا انتفت القرينة الدالة على معهود يف املفرد أو اجلمع و الشوكاين، مصدر سابق، ، و251اإلسنوي، مصدر سابق، ص ، و269ابن قدامة، روضة الناظر، ص ، و)1/292-295(

).2/535(عبد ايد مجعة، مرجع سابق، ، و331ص

Page 36: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

28

ذلك غري إىل ،واملعاين املضمرات يف العموم ىيدع فال ،1له عموم ال املقتضي أن أو ،أحكامها مجيع وال .2"…القسم هذا يف منه اخلالف مسائل تدخل الفقه أصول شطر فإن فيه القول يتسع مما

: يعرف داللة احلديث لكن يعتقد أا معارضة مبا يدل على أا ليست مرادة، مثل أن :السبب الثامن ....................................................... ،4مبقيد املطلق أو، 3خباص العام معارضة"

هناك ، هو اللفظ الطالب لإلضمار، مبعىن أن اللفظ ال يستقيم إال بإضمار شيء، و)بكسر الضاد( املقتضي : "قال الشوكاين معرفا - 1

فذهب اجلمهور إىل أنه ال عموم ".الضاد بفتح املقتضى هو التقدير وذلك منها، بواحد يكتفي أو مجيعها، تقدر فهل متعددة مضمرات. وذهبت طائفة إىل أنه حيمل على العموم. اآلمدي وابن احلاجب له، وهو اختيار الشريازي والغزايل وابن السمعاين و الرازي و

.359الشوكاين، إرشاد الفحول، ص ، و)1/300(، احملصولالرازي، ).301-10/300(ابن تيمية، مصدر سابق، -2ارضه العام، إما أن يعلم تارخيهما أو ال يعلم، فإن علم التاريخ، فإما أن يعلم مقارنتهما أو ال يعلم تراخي أحدمها عن اخلاص إذا ع -3

.اآلخر، فإن علم مقارنتهما خصص العام باخلاص عند الرازي، وذهب بعضهم إىل أن ذلك القدر من العام يصري معارضا للخاصفإن ورد اخلاص قبل حضور وقت العمل بالعام كان ذلك بيانا للتخصيص يف مذهب من جيوز أما إذا علم تأخر اخلاص عن العام؛

.تأخري البيان، وال جيوز عند املانعني منهو إن ورد اخلاص بعد حضور وقت العمل بالعام، كان ذلك نسخا وبيانا ملراد املتكلم فيما بعد، دون ما قبل؛ ألن البيان ال يتأخر عن

.وقت احلاجةإن كان العام متأخرا عن اخلاص، بين العام على اخلاص عند الشافعي وأيب احلسن البصري، وذهب أبو حنيفة والقاضي عبد اجلبار أما

إذا تعارض لفظان خاص وعام، بين : "إىل أن العام املتأخر ينسخ اخلاص املتقدم، كما ينسح اخلاص املتأخر العام املتقدم، وقال الباجي". ذا قول عامة أصحابنا، سواء كان العام متقدما على اخلاص أو متأخرا أو كان العام متفقا عليه أو خمتلفا فيهالعام على اخلاص، ه

، والشوكاين، مصدر سابق، 331، واإلسنوي، التمهيد، ص)1/345(، احملصول ، والرازي،)1/412(الباجي، مصدر سابق، : ينظر، 1رة يف معرفة األصول والوجازة يف معىن الدليل، دار املوقع، اجلزائر، ط، وحممد علي فركوس، اإلنارة شرح كتاب اإلشا438ص

. 96، ص1430-2009 :إذا ورد نصان ، أحدمها مطلق واآلخر مقيد؛ فال خيلو من أربعة أحوال -4

.إذا اتفق احلكم والسبب بني نصني، فهنا جيب محل املطلق على املقيد ، وحكي يف هذا اإلمجاع :احلالة األوىلإذا اختلف السبب واحتد احلكم، ذهب اجلمهور إىل أنه حيمل املطلق على املقيد مبوجب اللفظ ووضع اللغة، وذهب :حلالة الثانيةا

األحناف إىل عدم احلمل مطلقا، و ذهب حمققوا الشافعية و أبو اخلطاب إىل أنه حيمل املطلق على املقيد بالقياس، و فصل األري بني .مل املطلق على املقيد، كاإلميان يف الرقبة، أو ذاتا فال حيمل عليه كالتقييد باملرافق يف الوضوء دون التيممأن يكون صفة فيح

إذا اختلف احلكم واحتد السبب ، فهنا ال حيمل املطلق على املقيد النتفاء املقتضي للحمل وهو احلكم، وقد نقل اآلمدي :احلالة الثالثة .اإلمجاع على ذلك

Page 37: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

29

باب وهو. املعارضات أنواع إىل ،2ااز على يدل مبا احلقيقة أو، 1الوجوب ينفي مبا املطلق األمر أو

هذا كله إذا ورد املطلق واملقيد على صورة . إذا اختلف احلكم والسبب، فال حيمل املطلق عل املقيد إمجاعا :لرابعةاحلالة ا=، والرازي، )وما بعدها1/447(الباجي، اإلحكام، : ينظر. اإلستقالل، أما إذا اجتمعا يف كالم واحد فال نزاع يف تقييد املطلق باملقيد

، 2003-1424، 1ن حممد اآلمدي، اإلحكام يف أصول األحكام، دار الصميعي، الرياض، ط، و علي ب)1/359(، احملصولاحملسي، مرجع سابق، وما بعدها، و164فركوس، مرجع سابق، ص ، و443، والشوكاين، مصدر سابق، ص)10- 3/6(

. وما بعدها517ص، سنن أيب داود، كتاب، اجلنائز، باب، يف الغسل "من غسل ميتا فليغتسل ومن محله فليتوضأ : "ما رواه أبو هريرة مرفوعا: مثاله -1

، باب، ما جاء - J- ، كتاب، اجلنائز عن رسول اهللا"حديث حسن: "، وسنن الترمذي، وقال484، ص3161من محل امليت، ح، 260، ص1463، وسنن ابن ماجة، كتاب، اجلنائز، باب، ما جاء يف غسل امليت، ح236ص، 993يف الغسل من غسل امليت، ح

-1416، 1، مؤسسة قرطبة، مكة، ط182تلخيص احلبري يف ختريج أحاديث الرافعي الكبري، ح بألفاظ متقاربة، وحسنه ابن حجر،ه على وجوب الغسل من غسل امليت فدل احلديث بظاهر). 1/173(، 144، وصححه األلباين، اإلرواء، ح)1/238(، 1995

فإن ،غسلتموه إذا غسل ميتكم غسل يف عليكم ليس : "لكن محل على الندب لوجود الصارف، وهو ما رواه ابن عباس مرفوعا، "هذا حديث صحيح على شرط البخاري ومل خيرجاه: "مستدرك احلاكم، وقال" أيديكم تغسلوا أن فحسبكم بنجس ليس ميتكم

، وبنحوه، سنن البيهقي الكربى، وضعفه من أجل أيب شيبة أحد رواته، كتاب، الطهارة، باب، )1/538(، 1427اجلنائز، حكتاب، فاإلسناد:" ، وقال ابن حجر متعقبا البيهقي بعد ما بني أنه حمتج به، قال)1/456(، 1462وح1461الغسل من غسل امليت، ح

مث ". هذا يف به صرح كما األيدي غسل بالغسل املراد أو ،الندب على األمر بأن يرةهر أيب حديث يف مراأل وبني بينه فيجمع، حسن، " يغتسل ال من ومنا يغتسل من فمنا امليت نغسل كنا": قال -رضي اهللا عنهما- عمر ابنساق ما يؤيد أن األمر للندب ما روي عن

، )1/239(ابن حجر، تلخيص احلبري، ". أعلم واهللا األحاديث هذه خمتلف بني به مجع ما أحسنوهو :" وصحح إسناده مث قال . 72- 71، ص1992- 1412، 1األلباين، أحكام اجلنائز وبدعها، مكتبة املعارف، الرياض، ط: وينظر

أن كل أصل يقدم على فرعه، ومىت تعذر محله على احلقيقة محل : مىت أمكن محل اللفظ على احلقيقة وجب محله عليها؛ إذ األصل -2 امرأة كانت :"قالت - رضي اهللا عنها- عائشةحديث :مثاله. على ااز، إذا وجدت القرينة الدالة على امتناع محله على احلقيقة

صحيح مسلم، كتاب، احلدود، باب، قطع السارق الشريف ". يدها تقطع أن - J- النيب فأمر وجتحده املتاع تستعري خمزوميةدل احلديث على قطع يد جاحد العارية، ومذهب عامة أهل العلم، أن . 849، ص4303وغريه، والنهي عن الشفاعة يف احلدود، ح

أيب داود، كتاب، سنن ". ليس على اخلائن قطع : "مرفوعا - D- املستعري إذا جحد العارية ال تقطع يده، وحجتهم حديث جابر، كتاب، احلدود "حسن صحيح: " ، و بنحوه، يف سنن الترمذي، وقال655، ص4392احلدود، باب، القطع يف اخللسة واخليانة، ح

، سنن النسائي، كتاب، قطع السارق، 343، ص1448، باب، ما جاء يف اخلائن واملختلس و املنتهب، ح- J- عن رسول اهللا، 2591، سنن ابن ماجة، كتاب، احلدود، باب، اخلائن و املنتهب واملختلس، ح754ص، 4971باب، ما ال قطع فيه، ح

أن : ، وحديث عائشة السالف معارض له، فحملوه على ااز، على معىن)8/65(، 2403، وصححه األلباين، اإلرواء، ح441ص: تتمته يف احلديث، و" سرقت: " بقرينة لفظ أرادت تعريفها ال أن جحدها للعارية كان سببا يف قطع يدها -رضي اهللا عنها- عائشة

أبو سليمان محد بن حممد اخلطايب، معامل السنن شرح سنن أيب داود، املدين، : ينظر". أمر بتلك املرأة اليت سرقت فقطعت يدها مث…" .110، وص34، و فركوس، اإلنارة، ص)12/111(ابن حجر، فتح الباري، ، و)3/276(، 2007-1428، 1القاهرة، ط

Page 38: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

30

.1" خضم حبر بعض على بعضها وترجيح األقوال دالالت تعارض فإن أيضا؛ واسع

تعارض الذي ينقدح يف نفس اتهد بني هذا احلديث وبني آية أو حديث آخر أو ال :السبب التاسعإما ضعف احلديث أو نسخه أو تأويله إن كان قابال للتأويل، من غري تعيني بني إمجاع، فيترجح عنده

:هذه الثالثة، وقد يعني أحدها، مث قد حيصل له ما يلي .الغلط يف النسخ فيجعل املتأخر متقدما -أ .الغلط يف التأويل بأن حيمل احلديث على ما ال حيتمله اللفظ، أو يوجد ما يدفعه -ب .املعارض داال على املقصودأال يكون -ج .قد يكون املعارض أدىن من املعارض يف الصحة إسنادا ومتنا -د .2قد يكون اإلمجاع الذي عول عليه إمجاعا مدعى لعدم العلم باملخالف - ه

واملقصود أنه إذا خالف إمام من أئمة املسلمني حديثا من األحاديث، فلحجة رآها، وهذا باب واسع، وقد ال يفصح، وإذا بني، فقد تبلغنا وقد ال تبلغ، وإذا بلغتنا فقد ندرك موضع استدالله فقد يفصح عنها

.3وقد ال ندرك، بغض النظر عن صواب استدالله يف نفس األمر أو ال

).10/301(ابن تيمية، مصدر سابق، -1 ).10/301(ابن تيمية، مصدر سابق، : ينظر -2 ).303، 10/302(ابن تيمية، مصدر سابق، :ينظر -3

Page 39: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

31

.أسباب االختالف يف احلكم على احلديث قبوال وردا: املبحث الثالث

املقتضية خمالفة احلديث عند إمام من أئمة الدين، عدم ثبوت تبني من املبحث السابق أن من األسباب احلديث عنده، أو اعتقاد ضعفه باجتهاد أداه إىل ذلك خمالفا به غريه، وهذا االختالف يف احلكم على

:يف هذا املبحث - بعون اهللا وتوفيقه-، هي ما سأبينه 1احلديث قبوال وردا له أسباب

.إىل عدالة الراوي األسباب اليت ترجع: املطلب األول

رضا ومقنع : عدل بالضم عدالة و عدولة كان عدال، ورجل عدل، أي: مصدر عدل، يقال: العدالة لغةيف احلكم حكم بالعدل، وتعديل الشيء تقوميه، ) بالفتح(عدل : يف الشهادة، والعدل خالف اجلور، يقال

. 2إم عدول: وتعديل الشهود أن تقول يف راسخة هيئة: " ، وعرفها الغزايل بقوله3"حتمل على مالزمة التقوى واملروءةملكة "هي : واصطالحا

ومن اتصف ا فهو عندهم عدل، واشترطوا لذلك ، 4" مجيعا واملروءة التقوى مالزمة على حتمل النفس :5شروطا

فال يقبل خرب الكافر بإمجاع احملدثني واألصوليني، وهو شرط ال بد منه عند األداء ال عند :اإلسالم -1 .6التحمل

).10/298(ابن تيمية، جمموع الفتاوى، : ينظر -1، )1761، 5/1760(، 1990، 4إمساعيل بن محاد اجلوهري، تاج اللغة وصحاح العربية، دار العلم للماليني، بريوت، ط: ينظر -2

.588، ص2004-1425، 4و املعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط .205، ص1422، 1ابن حجر، نزهة النظر يف توضيح خنبة الفكر، مطبعة سفري، الرياض، ط -3 ).1/294(، 1997-1417، 1ستصفى من علم األصول، مؤسسة الرسالة، بريوت، طامل -4احلافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرمحن املشهور بابن الصالح، علوم احلديث مع شرحه التقييد واإليضاح للحافظ العراقي، :ينظر-5

اب اختالف احملدثني، الدار ، وخلدون األحدب، أسب114، ص1931-1350، 1مطبعة راغب الطباخ العلمية، حلب، ط ).70-1/67(، ص1985- 1405، 1السعودية، جدة، ط

، 2009-1430، 1أبو بكر أمحد بن علي اخلطيب البغدادي، الكفاية يف علم الرواية، مؤسسة الرسالة ، بريوت، ط: ينظر -6السخاوي، شرح التقريب والتيسري ملعرفة ، ومشس الدين حممد بن عبد الرمحن )1/293(، و أبو حامد الغزايل، مصدر سابق، 91ص

.180، ص2007-1428، 1لإلمام النووي، مؤسسة بينونة، أبو ظيب، ط - J- سنن البشري النذير

Page 40: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

32

، وأما إن 1أمجعوا على أن الصيب إذا حتمل الرواية غري مميز مل يصح نقله ولو أداه بعد البلوغ: البلوغ -2اإلمجاع على عدم االحتجاج بروايته حىت حتمل الصيب الرواية بعد التمييز وأداها قبل البلوغ فقد حكي

: قال اإلسنوي ، و3، لكن صرح اجلويين بثبوت اخلالف فيه2غريه يؤديها بعد البلوغ، حكاه الباقالين و .4" الفقهاء كذلك عند احملدثني و فيه خالف عند األصوليني و" : مذاهب احملدثني -أ

اشتراط البلوغ عند األداء، وعزاه ابن الصالح -بل نقل اإلمجاع كما سلف- الذي عليه مجهور احملدثني .5إىل مجاهري أئمة احلديث والفقه

.6"ويف وجه يقبل الصيب املميز املوثوق به : " ونسبه السخاوي لألكثرين وقال .7داه بعد البلوغ فقد أمجع السلف عل قبولههذا كله فيما حتمله الصيب املميز وأداه قبل البلوغ، أما إن أ

:مذاهب األصوليني -ب

:أما األصوليون فقد اختلفوا يف ذلك على أقوال .اشتراط البلوغ يف األداء :القول األول

وهو مذهب مجاهري األصوليني، اختاره الباقالين والقاضي أبو يعلى والباجي واجلويين والسرخسي الرازي واآلمدي وغريهم، ومستندهم يف ذلك اإلمجاع، وألن خرب الفاسق ال يقبلوالغزايل وابن قدامة و

، والسخاوي، فتح املغيث بشرح ألفية احلديث )4/268(، والزركشي، البحر احمليط، )2/88(اآلمدي، مصدر سابق، : ينظر -1 ).2/6(، 2003-1424ط، .للعراقي، دار اإلمام الطربي، ب

).1/559(الباجي، إحكام الفصول، ، و91، 90اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص: ينظر -2، )1/612(، 1399، 1أبو املعايل عبد امللك بن عبد اهللا اجلويين، الربهان يف أصول الفقه، مطابع الدوحة احلديثة، قطر، ط: ينظر -3

).4/267(الزركشي، مصدر سابق، ، و)1/83(والنووي، اموع، ورابح خمتاري، املسائل املشتركة بني أصول الفقه واحلديث، ،161الشوكاين، مصدر سابق، ص: ، وينظر363مصدر سابق، ص -4

).2/495(، 2010-1431جامعة اجلزائر، - رسالة دكتوراه .71، ص2002-1423ط، .ابن الصالح، علوم احلديث، دار الفكر، ب -5 .180التقريب، صشرح -6 .161صمصدر سابق، ، والشوكاين، 135ابن قدامة، روضة الناظر، ص: ينظر -7

Page 41: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

33

.1اتفاقا، فمن باب أوىل ال يقبل خرب الصيب، ألنه ال يستوحش من الكذب

ووقع يف ظن السامع صدقه، وهو أحد الوجهني يف 2قبول رواية الصيب إذا كان مميزا: القول الثاينوحكم النووي عليه بالشذوذ، وهو رواية خمرجة عن أمحد قياسا -مكما فسره بعضه-مذهب الشافعي

.3يف حتويل القبلة -رضي اهللا عنهما-ومما استند عليه، أن أهل قباء قبلوا خرب ابن عمر . على الشهادة ال تقبل إال ال يقبل، و مع التحري، فإن وقع على الصدق يقبل و 4قبول رواية املراهق :القول الثالث

، 1990-1410، 2ط، الرياض، ط.أبو يعلى حممد بن احلسني الفراء البغدادي احلنبلي، العدة يف أصول الفقه، ب: ينظر -1، والتلخيص يف أصول )1/612(أصول الفقه، ، و اجلويين، الربهان يف )1/559(، و الباجي، مصدر سابق، )950، 3/949(

، )348، 1/347(، و السرخسي، مصدر سابق، )351، 2/350(، 1996-1417، 1الفقه، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، طوالنووي، اموع، ،)2/159(، والرازي، احملصول، 135، وابن قدامة، روضة الناظر، ص)1/291(والغزايل، مصدر سابق،

، ورابح خمتاري، مرجع سابق، )4/267(، و الزركشي، مصدر سابق، )2/88(و اآلمدي، اإلحكام، ، )3/140(و ) 1/83()2/496.( يضبط وال ذلك وحنو الكالم ومقاصد اجلواب رد وحيسن اخلطاب يفهم الذيهو املميز الصيب الصواب يف حقيقة: "قال النووي -2

).7/20(اموع، ". -أعلم اهللا و- فهامألا باختالف خيتلف بل خمصوص بسن- 1417، 1أبو املظفر منصور بن حممد بن عبد اجلبار السمعاين، قواطع األدلة يف أصول الفقه، مكتبة التوبة، الرياض، ط: ينظر -3

، 2003-1423ط، .، وروضة الطالبني له، دار عامل الكتب، الرياض، ب)3/140(، والنووي، اموع، )2/300(، 1998، وعبد العزيز بن أمحد البخاري، كشف األسرار عن أصول البزدوي، دار الكتب العلمية، )327-1/325(و) 218، 1/217(

ت، .ط، ب.، و آل تيمية، املسودة يف أصول الفقه، دار الكتاب العريب، بريوت، ب)2/577(، 1997-1418، 1بريوت، طبابن النجار، شرح الكوكب املنري، مكتبة العبيكان، ، وحممد بن أمحد املعروف)4/267(، و الزركشي، مصدر سابق، 258ص

.496رابح خمتاري، مرجع سابق، ص ، و)2/380(، 1993-1413ط، .الرياض، ب، ومنهم من عىن باملراهق الصيب )2/88(اآلمدي، مصدر سابق، ". هو الذي مل يبق بينه وبني زمن البلوغ إال الزمن اليسري" املراهق -4

كان ولذا ،به املوثوق املميز الصيب رواية بعضهم لقب فقد الإو ،اجلمهور عليه الذي هو البلوغ طااشتر إن مث " :املميز، قال السخاوي :آخر موضع يف الرافعي وقال ،بالشذوذ للقبول النووي وصف مع باملراهق النووي تبعهو الرافعي قيدمها :وجهان ألصحابنا املسألة يف

املميز عىن باملراهق قيد فمن ؛تناقض وال املميز بالصيب النووي واختصره الرسول أخبار رواية يف كما ،وجهان التميز بعد الصيب ويففإذا صح هذا دخل القول الثالث ). 6، 2/5(فتح املغيث، ". األكثرين عن النووي حكاه الذي وهو البالغ غري قبول عدم والصحيح

لعبد العلي حممد بن حممد اللكنوي، دار الكتب العلمية، " سلم الثبوت فواتح الرمحوت بشرح م"يف الثاين، يؤيد هذا ما جاء يف ، "من يقبل املراهق أن أهل قباء قبلوا أنس و ابن عمر ومها إذ ذاك غري بالغني: قال"، )2/172(، 2002-1423، 1بريوت، ط

.-واهللا أعلم-وهذا الدليل مما استند عليه من قبل رواية الصيب املميز

Page 42: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

34

.1من هو دونه رواية

ورواية كاإلفتاء النقل طريقه ما خبالف املشاهدة طريقه فيما املميز الصيب أخبار قبول :القول الرابع .2، حكاه النووي عن اجلمهور وسبقه إىل ذلك املتويلوحنوه األخبار

.4"قرينة إليها انضمت إذا أخبارهم اجلمهور وقبل بقوله 3شيخنا أشار إليه و: "قال السخاوي ، لكن هذا 5"عامة احملدثني ومجهور األصوليني على اشتراط البلوغ عند األداء والرواية "أن : ومجلة القول

، له شأن يف اختالفهم يف قبول األحاديث -حمدثني وأصوليني-اإلختالف يف شرط البلوغ بني العلماء .6وردها

:بقية شروط العدالة .7، بإمجاع العلماء-حتمال وأداء-العقل، ومن شروط العدالة :العقل- 3ارتكاب كبرية "فال يقبل خرب الفاسق ألنه خمروم العدالة، والفسق هو :السالمة من أسباب الفسق - 4

، وكل ما هو مفض إليه من صغائر اخلسة وكل ما ينىبء عن رقة يف الدين وقلة 8"أو إصرار على صغرية .9مباالة، فال يقبل خرب من اتصف بذلك

، ورابح خمتاري، )172، 2/171(، وعبد العلي اللكنوي، مصدر سابق، )268، 4/267(الزركشي، مصدر سابق، : ينظر -1

).2/496( املسائل املشتركة،التحبري يف علم ، وابن أمري احلاج، التقرير و364، 363اإلسنوي، مصدر سابق، ص ، و)3/76(النووي، اموع، : ينظر -2

.497رابح خمتاري، مرجع سابق، ص ، و)2/317(، 1996-1417ط، .باألصول، دار الفكر، بريوت، ).5/341(ما ذكره السخاوي هو يف فتح الباري، هو احلافظ ابن حجر، و -3 ).2/6(فتح املغيث، -4 ).2/500(رابح خمتاري، مرجع سابق، -5كان يف خالفهم األثر يف احلكم على األحاديث العلماء، وبقية املسائل املتعلقة بالعدالة اليت اختلف فيها -إن شاء اهللا-وستأيت -6

.بالصحة أو الضعف ). 2/376(ابن النجار، مصدر سابق، ، و91، 90اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص: ينظر -7 ).2/4(السخاوي، فتح املغيث، -8اآلمدي، ، و134، 133وص 95 ،94اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص ، و)5، 2/4(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -9

).2/95(مصدر سابق،

Page 43: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

35

. 1ومن حتمل حال كونه فاسقا لكن أداه حال كونه عدال قبل ما رواه

وتندرج حتت هذا الشرط مسألتان، اختلفت فيها أنظار العلماء، اختالفا مؤثرا على احلكم على الراوي

: 2توثيقا وتضعيفا، وبالتايل احلكم على احلديث تصحيحا وتضعيفا؛ مها .- J- مسألة التائب من الكذب يف حديث رسول اهللا -أ

.مسألة التائب من الكذب يف حديث الناس وغريه من أسباب الفسق -ب .- JJJJ- مسألة التائب من الكذب يف حديث رسول اهللا: أوال

بوضع -J- الكذب على رسول اهللا"، وأشده 3من أسباب الطعن يف عدالة الراوي تعمد الكذب، فمن عرف كذبه رد حديثه، لكن 5"األحكام والفضائل وغريمها" ، يف4"السماعاحلديث وادعاء

احلديث رد يوجب نهأ العلم أهل من واحد غري ذكر قدف" :اختلفوا يف التائب من الكذب، قال اخلطيب، وألن متييز ما حيدث به 7"توبته تغليظا له ملا ينشأ من مفسدة عظيمة"، وحسنت 6"فاعله تاب وإن بداأ

فإن -J- الصدق مما حدث به من الكذب كاملتعذر، وألن من جترأ على الكذب على رسول اهللامن سفيان الثوري و عبد اهللا بن املبارك و أمحد و هو مذهب. 8قوية - J- مظنة الكذب على رسول اهللا

.9بن حنبل و احلميدي و حيىي بن معني وغريهم: -رمحه اهللا-قال ، - J- الكذب يف حديث رسول اهللاوخالف يف هذا النووي، فقبل رواية التائب من

هذا يف توبته بصحة القطع :واملختار ،الشرعية للقواعد خمالف ضعيف األئمة هؤالء ذكره الذي وهذا"

.268، ص3، وطارق عوض، شرح لغة احملدث، مكتبة ابن تيمية، ط)2/383(ابن النجار، مصدر سابق، : ينظر -1 ).1/70(خلدون األحدب، مرجع سابق، ص: ينظر -2 .106ابن حجر، نزهة النظر، ص: ينظر -3 .135اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص -4 ).2/71(السخاوي، فتح املغيث، -5 .135الكفاية، ص -6 ).2/71(فتح املغيث، السخاوي، -7 ).388، 1/387(، 2003-1424، 1عبد اهللا بن يوسف اجلديع، حترير علوم احلديث، مؤسسة الريان، بريوت، ط: ينظر -8 ).وما بعدها2/71(اجلديع، مرجع سابق، ، و137-135اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص :ينظر -9

Page 44: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

36

،فعلها على والندم ،املعصية عن قالعاإل :وهى املعروفة بشروطها توبته صحت ذاإ بعدها رواياته وقبول كان من رواية صحة على أمجعوا وقد ،الشرع قواعد على ياجلار هو فهذا ،ليهاإ يعود ال أن على والعزم

الشهادة بني فرق وال شهادته قبول على وأمجعوا ،الصفة ذه كانوا الصحابة وأكثر ،فأسلم كافرا .1" أعلم واهللا هذا يف والرواية

ظهر مث إليه، أميل كنت " :السابقوتعقب النووي زكريا األنصاري، فقد قال بعد أن ساق كالم النووي قاذفه، حيد وال ،حمصنا يعود ال تاب إذا الزاين أن أئمتنا قول ويؤيده مر، ملا األئمة قاله ما األوجه أن يل

بني والفرق. سلف ما غفران على القرآن فلنص فأسلم، كافرا كان من رواية صحة على إمجاعهم وأما كل ويف املكلفني، لكل الزم متعلقها ألن ؛الشهادة يف منه أغلظ فيها الكذب الرواية أن والشهادة الرواية

.3" 2"أحد على ككذب ليس علي كذبا إن" خرب مع مر، كما األعصار سواه جيوز ال التنظري سبيل على هذا: "وقال الدكتور اجلديع بعد نقله كالم النووي الذي نقلته قبل، قال

هذا يف التأصيل ويطلب املعدوم، مبرتلة املسألة هذه يف الواقع يف لكنه ذنب، أي من التائب شأن يف يعد فلم النووي، تقعيد عليه جيري من وجود عدمنا فإذا النقلة، أحوال لتمييز احلديث علوم من اجلانب

.4" فائدة احلديث أهل على مثله استدراك يف توبته صحة بعد احلديث يف الكذاب رواية لرد وجه ال" :، قالالصنعاينوما ذهب إليه النووي، اختاره

.5"قبوله فالقياس الرواية، شروط فيه اجتمعت قد صحتها بعد إذ

).1/72(شرح صحيح مسلم، -1، و مسلم يف مقدمة صحيحه، 261، ص1291صحيح البخاري، كتاب، اجلنائز، باب، ما يكره من النياحة على امليت، ح -2

. 13ص .263، ص1999-1،1420فتح الباقي بشرح ألفية العراقي، دار ابن حزم، بريوت، ط -3 ).1/389(حترير علوم احلديث، -4 ).2/149(، 1997-1417، 1توضيح األفكار ملعاين تنقيح األنظار، دار الكتب العلمية، بريوت، ط -5

Page 45: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

37

.مسألة التائب من الكذب يف حديث الناس وغريه من أسباب الفسق: ثانيا

ال تأخذ : "الكذب يف أحاديث الناس مما يفسق به الراوي ويسقط عدالته، ويوجب رد روايته، قال مالك ال كان وإن عليه ذلك جرب إذا الناس أحاديث يف يكذب كذاب من تأخذ وال: العلم من أربعة، وذكر

.J -"1- اهللا رسول على يكذب نأ يتهم

من وغريه الناس حديث يف الكذب من التائب " :الصالحولكن من ثبتت توبته قبل حديثه، قال ابن شرحه يف له وجدت فيما الشافعي الصرييف بكر أبو اإلمام وأطلق :مث قال...روايته تقبل الفسق أسباب بتوبة لقبوله نعد مل عليه وجدناه بكذب النقل أهل من خربه أسقطنا من كل: " فقال الشافعي، لرسالة وذكر والشهادة، الرواية فيه افترقت مما ذلك أن وذكر ." ذلك بعد قويا جنعله مل نقله ضعفنا ومن تظهر، وهذا ،حديثه من تقدم ما إسقاط وجب واحد خرب يف كذب من أن :املروزي السمعاين املظفر أبو اإلمام

.2" أعلم واهللا الصرييف، ذكره ما املعىن حيث من يضاهيعدم قبول رواية التائب من الكذب مطلقا، سواء أكان ،3فيفهم من إطالق الصرييف وكذا السمعاين

أم يف أحاديث الناس، لكن قيد العراقي كالم الصرييف، فحمله على - J- الكذب يف أحاديث النيب ،النقل أهل من قوله بدليل احلديث يف الكذب أراد إمنا الصرييف أن والظاهر : "الكذب يف الرواية، قال

أن إال احملدث على يطعن ليس و :فقال واإلعالم بالدالئل املسمى كتابه يف رأيته فيما باحملدث قيده وقد .4" ذلك بعد خربه يقبل ال و األول يف كاذب فهو الكذب تعمدت يقول

: السالمة من خوارم املروءة -5

على اإلنسان مراعاا حتمل نفسانية آداب هي"، واملروءة ومن شروط العدالة السالمة من خوارم املروءة

.134اخلطيب البغدادي، مصدر سابق، ص -1 .78، 77علوم احلديث، ص -2 ).305، 2/304(السمعاين، مصدر سابق، : ينظر -3 ).73، 2/72(السخاوي، فتح املغيث، : وينظر .129التقييد واإليضاح، ص -4

Page 46: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

38

و ذكر هذا الشرط ابن الصالح ضمن ما يشترط يف ،1"العادات ومجيل األخالق حماسن عند الوقوف

يف املروءة أن :وغريه اخلطيب ذكر " :العدالة مما أمجع عليه، وقد اعترض عليه يف هذا، قال الزركشي ا املراد حقق إذا لكن ،عليه االتفاق املصنف نقل يف يقدح وهو ،الشافعي غري أحد يشترطها ال الرواية

.2"كالمه صح قال وقد " :وهذا الذي نقله الزركشي عن اخلطيب يعكر عليه ما قرره هو نفسه يف الكفاية حيث قال

للترته واجللوس التبذل :حنو ،املباحات من لكثري جمتنبني والشاهد احملدث يكون أن جيب :الناس من كثري قائما والبول ،الطرقات قوارع على والبول ،األرذال العامة وصحبة ،األسواق يف واألكل ،الطرقات يف

فعل أن ورأوا ،واملروءة القدر ناقص نهأ على اتفق قد ما وكل ،واملزاح املداعبة يف اخلرق إىل نبساطواال .3" الشهادة رد ويوجب العدالة يسقط األمور هذه

ذلك يف والعمل ،العامل إىل املباحات عليفا خرب رد :الباب هذا يف عندنا والذي : "مث ذكر اختياره فقال فعل على مطبوع نهأ للمروءة املسقط املباح مرتكب أفعال من ظنه على غلب نإف ،نفسه يف يقوى مبا

ذلك إعظام يرى بل وشهادته خربه يف الكذب على نفسه حيمل ال ممن كونه مع به والتساهل ذلك ترك عليه وجب عندها وامه العامل نفس يف احلال هذه ضعفت نإو ،خربه قبل عنه والترته وحترميه .4" شهادته ورد خبربه العمل

، قال احملدث 5لكن اعتراض بعض العلماء على إدخال السالمة من خوارم املروءة يف حد العدالة أمر واقع إىل يرجع لهاـج ألن ؛العدالة حد يف املروءة إدخال على العلماء بعض اعترض قد و: " طاهر اجلزائري

، 1910-1320، 1طاهر اجلزائري، توجيه النظر إىل أصول أهل األثر، املطبعة اجلمالية، مصر، ط: قيل غري ذلك، ينظر و -1

.28ص ).3/325(، 1998-1419، 1النكت على مقدمة ابن الصالح، أضواء السلف، الرياض، ط -2 .128الكفاية، ص -3 ).1/79(خلدون األحدب، مرجع سابق، : ينظر ، و129املصدر نفسه، ص -4، 1998-1419، 1منهج علماء املسلمني فيه، مكتبة الرشد، الرياض، ط عبد الكرمي إمساعيل صباح، احلديث الصحيح و: ينظر -5

.91ص

Page 47: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

39

يف يدخل وقد واألجناس واألمكنة األزمنة باختالف خمتلفة هي و الناس بني اجلارية العادات مراعاة معرفة يعسر اليت األمور من املروءة أن على .الطبع يقتضيه ال و الشرع يف يستحسن ال ما عرفا املروءة .1"خيفى ال وجه على حدها

ما حققه املعلمي، هلذه املسألة، ويعد كاخلالصة ملا سبق - شرحا و تفصيال- ومن أحسن ما وقفت عليه وقيده املروءة، يناىف ما تعاطي العدالة خيرم مما أن ،العلم أهل بني اشتهر: " ، حيث قال-رمحه اهللا-

اهللا رمحه الشافعي قال عليه، اغالب املروءة تقتضيه مبا إخالله يصري حىت الرجل من ذلك ريكث بأن مجاعة خيلطهما ال حىت املروءة و الطاعة ميحض -قليال يكون أن إال- نعلمه أحد الناس من ليس" :تعاىل

الغالب كان فإذا واملروءة، الطاعة من شيئا خيلطهما ال حىت املروءة وترك املعصية ميحض وال مبعصية، املعصية أمره من األظهر األغلب كان وإذا شهادته، قبلت املروءة و الطاعة أمره من األظهر الرجل على

.2" شهادته ردت املروءة وخالف فقد ومكانه، وزمانه الرجل حال باختالف خيتلف نهأو العرف على املدار أن ذكروا: )املعلمي( أقول ذلك يعد وقد -مثال- فاجر من كان إذا ال العلم أهل من رجل من وقع إذا للمروءة خرما الفعل يعد

إذا للمروءة اخرم يعد وقد اهلند، يف ال -مثال- احلجاز يف للمروءة خرما الرجل ذلك مثل من الفعل .اخرم فيها يعد ال آخر عصر يأيت مث عصر يف خرما يعد أو الشتاء، يف كان إذا ال الصيف يف كان

: أوجه ثالثة من واحد عن للمروءة ماخر العرف أهل يعده الذي الفعل ذلك خيلو ال: أقول مث .استحبابا أو وجوبا اشرع فعله مطلوبا -الناس عرف عن النظر صرف مع- يكون أن : األول .األوىل خبالف أو مكروها أو حراما يكون بأن تركه مطلوبا يكون أن : الثاين

.مباحا يكون أن : الثالث رجل الفعل ذلك ترك إذا بل للشرع، مصادم عرف ألنه فيه، العرف إىل لاللتفات وجه فال :األول فأما

).3/325(الزركشي، النكت على مقدمة ابن الصالح، : ينظر و. 28توجيه النظر، ص -1، 1998-1419، 1و إبراهيم إمساعيل حيىي بن إمساعيل املزين، خمتصر املزين يف فروع الشافعية، دار الكتب العلمية، بريوت، طأب -2

.407ص

Page 48: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

40

.وشهوته هواه رد يفعله ممن بالذم أحق كان ،زعمه يف ملروءته حفظا من يستح مل إنه: فاعله يف يقال إذ متجه، اجلملة يف به فاالعتداد للشرع معاضد فيه فالعرف :الثاين وأما من احلياء ضعف من الذم يف أبلغ الناس ومن وجل عز اهللا من احلياء وضعف الناس، من وال وجل عز اهللا .1" ااهرين إال معاىف أميت كل" حديث وتقدم فقط، وجل عز اهللا

شرعية، مفسدة وفيه شرعية، مصلحة الفعل ذلك فعل يف ليس إذ بالثاين، يلتحق: يقال فقد الثالث وأما . وذمهم الناس الحتقار النفس تعريض وهي عدالته، ثبتت فقد غالبا الصغائر و الكبائر جمتنبا كان بأن دينه يف الرجل صالح ثبت إذا: يقال وقد هذا غالبا باملروءة إخالله يكون أن فيه يتصور ال أنه هذا مثل يف الظاهر ألن املروءة؛ خوارم إىل يلتفت وال

إىل معه حيتاج ماال وجل عز اهللا من وخوفه وتقواه إميانه قوة من تبني فقد ذلك إمكان فرض وعلى عليه، .وتقواه إميانه كمال من هو إمنا بالناس مباالته عدم أن هذا يف يظهر بل الناس، من خوفه معاضدة

من أغلب معاصيه :يقال أن يبلغ ومل املروءة خمالفة منه كثر ذلك ومع الصغائر ارتكاب منه كثر من وأما ممن فليس صدقه إىل ةمطمئن غري نفسه جيد كان فإن: لاملعد إىل ذلك وفصل ؛النظر حمل فهذا ،طاعاته

2".٢٨٢: ا����ة ��m��g��f��e��dl:وجل عز اهللا قال وقد يرضى .3يف اجلملة عما قرره احملدثون -فيما وقفت عليه-ولقد حبث األصوليون هذه املسألة ومل خيرج حبثهم

صحيح مسلم، كتاب، الزهد و ، و1244، ص6069صحيح البخاري، كتاب، األدب، باب، ستر املؤمن على نفسه، ح -1

.1463، ص7379نفسه، حالرقائق، باب، النهي عن هتك اإلنسان ستر ).38-36(، ص1417، 1اإلستبصار يف نقد األخبار، دار أطلس، الرياض، ط -2، )1/294(، والغزايل، املستصفى، )2/358(، و السمعاين، قواطع األدلة، )354، 2/353(اجلويين، التلخيص، : ينظر مثال -3

نوي، اية السول يف شرح منهاج األصول، عامل الكتب، اإلس ، و)2/95(اآلمدي، اإلحكام، ، و)2/161(، احملصولالرازي، الزركشي، ، و)3تعليق دراز، ح 5/183(و) 489و213، 1/212(، والشاطيب، املوافقات، )135-3/131(ت، .ط، ب.ب

.612احملسي، شرح نظم الغرناطي، ص ، و166-164الشوكاين، مصدر سابق، ص ، و)274، 4/273(البحر احمليط،

Page 49: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

41

أنه على فرض اشتراط السالمة من : وبقي شيء مهم البد من ذكره، ملناسبته ملوضوع البحث، وهو

العدالة، فإن اخلالف واقع يف كون هذا الفعل بذاته، هل هو خارم للمروءة أم ال؟ فمن خوارم املروءة يفيعتربه خارما للمروءة ضعف به الراوي، وضعف روايته، ومن ال يعتربه كذلك بقي الراوي عنده على أصل العدالة وقبل حديثه، فيحصل من هذا اختالف النقاد يف حديث ورد من طريق هذا الراوي الصادر

.1منه ذلك الفعل، فيصححه الواحد تبعا لثقة الراوي عنده، ويضعفه اآلخر تبعا لضعفه عندهأن املسائل اليت ذكرت و اختلف فيها العلماء اختالفا مؤثرا على احلكم على احلديث : وتلخص مما سبق

:صحة وضعفا مما يتعلق بشروط العدالة أربعة .ملميزاحلكم على رواية الصيب ا :املسألة األوىل ، هل يقبل حديثه أم ال؟- J-التائب من الكذب يف حديث رسول اهللا :املسألة الثانية التائب من الكذب يف حديث الناس وغريه من أسباب الفسق، هل هو مقبول الرواية أم ال؟ :املسألة الثالثة

هل يدخل شرط السالمة من خوارم املروءة يف حد العدالة، وإن فرض دخوله، فما :املسألة الرابعة ضابط ما جيرح بفعله أو تركه مما ال جيرح؟

:2ومثة مسائل أخرى متفرعة عن شروط العدالة اختلف فيها العلماء على النحو السابق، منها .فروع تتعلق باجلرح والتعديل: املسألة اخلامسة

تعرف عدالة الرجل؟ كيف: الفرع األول

إىل حيتاج ال واألمانة والثقة بالعدالة املشهور احملدث يف باب( :بابا مساه" الكفاية"عقد اخلطيب يف نباهة يف"ومن يف حكمهم، ...، ومثل لذلك مبالك، والسفيانني، وشعبة، واألوزاعي،) املعدل تزكية عن يسأل و إمنا عدالتهم عن يسأل ال ،والفهم والبصرية، بالصدق واالشتهار ،األمر واستقامة ،الذكر .3" الطالبني على أمره أشكل أو ،اهولني عداد يف كان من عدالة

).1/80(األحدب، مرجع سابق، خلدون: ينظر -1 ).1/83(خلدون األحدب، مرجع سابق، : ينظر -2 .101ص -3

Page 50: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

42

العدالة مشهوري يكونا مل مىت التزكية إىل حيتاجان إمنا واملخرب والشاهد" :ونقل عن الباقالين قوله

بظهور العلم أن ذلك على والدليل .وغريها العدالة فيه وجموزا ،ملتبسا مشكال أمرمها وكان ،والرضا يف واحملاباة الكذب عليهما جيوز واثنني واحد تعديل من النفوس يف أقوى عدالتهما واشتهار سترمها حاله من ذلك ظهور نأ يعلم النفوس إىل وبالرجوع ،صفته بغري وصفه إىل هلما داعية وأغراض ،تعديله تزكية حال اية نأ أيضا ذلك على ويدل .قلناه ما بذلك فصح ،هلما املعدل تزكية من النفس يف أقوى .1"التعديل إىل احلاجة فما ذلك ظهر فإذا ،أبدا ذلك تبلغ ال وهى ستره ظهور يبلغ أن العدل

فن يف االعتماد وعليه ،-عنه اهللا رضي- الشافعي مذهب يف الصحيح هو وهذا " :قال ابن الصالح .2"الفقه أصول

وأتباعه، إىل أنه يكتفى يف العدالة بظهور اإلسالم وسالمة املسلم من فسق ظاهر، فمىت ةوذهب أبو حنيف .3كانت هذه حاله وجب أن يكون عدال، وال حاجة الختبار عدالته بشيء

:العدالةحتقيق مذهب ابن عبد الرب يف

حىت العدالة على أبدا أمره يف حممول عدل فهو به العناية معروف علم حامل كل: "- رمحه اهللا- قال .5" 4" عدوله خلف كل من العلم هذا حيمل: " - J- لقوله غلطه؛ كثرة يف أو حاله يف جرحته تتبني

.102، 101الكفاية، ص -1 .72علوم احلديث، ص -2 ).2/96(اآلمدي، مصدر سابق، ، و114، صالعراقي، التقييد واإليضاح :ينظر -3 كفوا فيقول احلديث أهل من الرجل عن يسأل الفقه أهل من الرجلأخرجه البيهقي يف السنن الكربى، كتاب، الشهادات، باب، -4

، واخلطيب يف )10/354(، 20911، ح"يرث، بدل حيمل: "، بلفظالفتيا يبصر ال أنه أو يسمع مل مبا حيدث أو يغلط ألنه حديثه عنعلى تضعيفه، ، واختلف يف صحته، واألكثرون 32، ص1996-1417، 1شرف أصحاب احلديث، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط

اإليهام يف كتاب األحكام، دار طيبة، علي بن حممد بن عبد امللك الفاسي، بيان الوهم و: ينظر. وممن صححه اإلمام أمحد وابن القيم عامل الفوائد، دارباب السعادتني، ابن القيم، طريق اهلجرتني و ، و)41-3/37(، و)2/347(، 1997-1418، 1الرياض، ط

األلباين، املكتب اإلسالمي، بريوت، : حممد بن عبد اهللا اخلطيب التربيزي، مشكاة املصابيح، حتقيق ، و771، ص1429 ،1مكة، ط ).83، 1/82(، 1979- 1399، 2ط، وحنوه يف جامع بيان )1/28(، 1982-1402، 2ابن عبد الرب، التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد، مؤسسة قرطبة، ط -5

).251، 2/250(، 1433، 10ر ابن اجلوزي، السعودية، طالعلم وفضله، دا

Page 51: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

43

اختلف أهل العلم يف املراد من مقولة ابن عبد الرب هذه، هل العدالة تثبت للراوي مبجرد الرواية مع عدم

اإلسالم الظاهر، فيكون مذهبه قريبا من مذهب أيب العلم باجلرح، أم أنه جيعل العدالة وصفا ثابتا مبجرد 1حنيفة، أم ماذا؟

، 2"وفيما قاله اتساع غري مرضي: "من فهم األول مل يرتض ما قاله ابن عبد الرب، منهم ابن الصالح، قال .3وعلل ذلك بأنه خرج عن اإلحتياط

:ومل يسلم أليب عمر استدالله باحلديث من جهتنيإن : "-كما نقل عنه-من جهة الثبوت، فإن اجلمهور على تضعيفه، بل قال ابن عبد الرب نفسه :أوال

.4"هذا احلديث روي عن أسامة وأيب هريرة بأسانيد كلها مضطربة غري مستقيمة ليحمل الثقات هذا العلم، والدليل على هذا : ، خرب معناه األمر، أي"حيمل " من جهة املعىن، فلفظ :ثانيا

بالم األمر، ولو 5"ليحمل "احلمل الواقع، فإن غري العدل قد حيمل العلم وال حيمله العدل، يؤيده رواية أن أهل العلم مظنة اإلتصاف بالعدالة، أو أن من حيمل العلم من : صح محله على اخلرب لكان املعىن

.6العدول موجود يف كل عصر

).1/251(اجلديع، مرجع سابق، : ينظر -1 .72علوم احلديث، ص -2و الظاهر أن املراد باالحتياط، االحتياط للرواية، فقد يعدل ذا املسلك، من ال يستحق ). 3/330(الزركشي، النكت، : ينظر -3

.التعديل، وما نقل عن ابن عبد الرب، عزي جلامع )15، 2/14(السخاوي، فتح املغيث، ، و)334-3/331( الزركشي، النكت،: ينظر -4

".مل جند هذا القول منسوبا البن عبد الرب يف مظانه : "بيان العلم وفضله، قال حمقق فتح املغيث للسخاوي، علي حسني عليأبو احلسن علي بن حممد املعروف : ، ينظر"وجود يف أسد الغابةولكنه م: "، وبعد الرجوع يظهر ما قاله صوابا، لكن قال)4:ح2/14( ).1/67(، 1996-1417، 1، أسد الغابة، دار إحياء التراث العريب، بريوت، ط)بابن األثري( اإلنتحال، أخرجه أبو حممد عبد الرمحن بن أيب حامت، اجلرح والتعديل، باب، يف عدول حاملي العلم أم ينفون عنه التحريف و -5

، 3/38(حكم عليه ابن القطان الفاسي باإلرسال، الوهم واإليهام، ، و)2/17(، 1952-1371، 1دار إحياء التراث، بريوت، ط39.(

، النووي، )2/91(الصنعاين، مصدر سابق، ، و)16، 2/15(السخاوي، فتح املغيث، ، و)3/331(الزركشي، النكت، : ينظر -6 ).1/17(ت، .ط، ب.، باللغات، املنريية ذيب األمساء و

Page 52: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

44

.1ورد ابن الوزير على اإلعتراضني مجيعا

أن املشهور من احلفاظ املعتين بصنعته، وسرب : هل العلم من ذهب إىل أن ابن عبد الرب إمنا أرادومن أحاله، فما وجد فيه قدح وال علم من وثقه، أنه يكون مقبول احلديث حىت يرد ما جيرحه، وممن جنح إىل

.3"إنه احلق:"، قال2هذا احلافظ الذهيب ووافقهأن ابن عبد الرب من الناحية العملية جرح باجلهالة أناسا ورد : يؤيد هذا ما ذكره بعض الباحثني

أحاديثهم، ألن اهول مل يعرف حبمل العلم و اإلعتناء به، فال يعدل، إمنا يعدل من محل العلم معتنيا .4به،وهذا يوجب الشهرة، ومل يقل ابن عبد الرب، كل من روى احلديث فهو عدل

التزكية واجلرح؟هل يشترط العدد يف : الفرع الثاين

، اشتراط العدد يف -مما يتعلق بالعدالة-ومن األسباب اليت أوجبت اختالف العلماء يف درجة احلديث 5هل يقبل التعديل والتجريح من واحد أم ال بد من اثنني؟: املعدل، وصورة املسألة

6رواية؟اختلف يف ذلك أهل العلم، وسبب اخلالف هو، هل اجلرح والتعديل شهادة أم :األقوال يف املسألة

ألن التزكية صفة فتحتاج يف "ال يقبل يف اجلرح و التعديل إال رجالن، كالشهادة، أنه :القول األول ، حكاه الباقالين عن أكثر الفقهاء من أهل املدينة وغريهم، 7"ثبوا إىل عدلني كالرشد و الكفاءة وغريمها

).93، 2/92(الصنعاين، مصدر سابق، :ينظر -1 ). 2/18(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر. و وافقه غري الذهيب مجاعة، منهم ابن املواق، واملزي، وابن اجلزري، وابن سيد الناس -2 ).2/18(فتح املغيث، -3 ).1/251(اجلديع، مرجع سابق، : ينظر -4 .349، ورابح خمتاري، مرجع سابق، ص)1/94(، وخلدون األحدب، مرجع سابق، 74الصالح، مصدر سابق، صابن : ينظر-5 ).4/286(، والبحر احمليط، )3/355( ،النكت الزركشي، :ينظر -6 ).2/8(السخاوي، فتح املغيث، -7

Page 53: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

45

. 1طحاوي وغريهموهو قول حممد بن احلسن، واختاره ال

وفيه ...تبعه على ذلك مجاعة منهم الغزايل والرازي نسبه اجلويين إىل بعض احملدثني من غري تعيني و و"غريمها من احملدثني إمنا نسبوا هذا القول إىل بعض الفقهاء ومل نظر ال خيفى، فإن اخلطيب وابن الصالح و

.2"ينسبوه إىل أحد من احملدثني، ألن التزكية إما خرب، الرواية يف الشهادة و، تعديال يصح اإلكتفاء بقول الواحد جرحا و :القول الثاين

إما حكم، فال يشترط فيه العدد وخرب الواحد مقبول، فأوىل أن نقبل تعديل الواحد لعلو مقام الرواية، ومن الباقالين، وأصال، وهو مذهب قوم من أهل العلم، ونقل عن أيب حنيفة وأيب يوسف، اختاره

.3احملدثني السيوطيودليله ما سبق يف القول الثاين، إال أم فرقوا بني اشتراط العدد يف الشهادة دون الرواية، :القول الثالث

ترافعال ميكن اليت اخلاصة احلقوق يف لكوا الشاهدة يف األمر ضيقبينهما، الفرقو "الرواية والشهادة، عبد بنا قول وحنوه ،فيه ترافع ال غالبا للناس عام شيء يف فإا الراوية خبالف األغراض حمل وهي ،فيها

ينفرد قد ألنه و ،"الزور شهادة خبالف - J- على الكذب مهابة املسلمني من الغالب : "السالم ألن و ،احملاكمات يف واحد على واحد حق فوات خبالف ،املصلحة لفاتت تقبل مل فلو واحد باحلديث

، )2/425(جار، شرح الكوكب املنري، ، وابن الن113، واخلطيب البغدادي، الكفاية، ص)2/8(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -1

، وأبو احلسنات حممد بن عبد احلي اللكنوي، الرفع والتكميل يف اجلرح والتعديل، مكتبة ابن )4/286(والزركشي، البحر احمليط، ).1/333(، 2008-1429، 1، وحممد آدم اإلثيويب، شرح ألفية السيوطي، دار اآلثار، القاهرة، ط50ت، ص.ط، ب.تيمية، ب

، والغزايل، مصدر سابق، )1/622(اجلويين، الربهان يف أصول الفقه، : ، وللتحقيق ينظر351، صاملسائل املشتركةتاري، رابح خم -2 .119، والعراقي، التقييد واإليضاح، ص112اخلطيب البغدادي، الكفاية، ص ، و)2/164(، احملصول، والرازي، )1/303(و ابن حجر، نزهة النظر، ،120 ،119ص، و العراقي، التقييد واإليضاح، 114-112صاخلطيب البغدادي، الكفاية، : ينظر -3

، وأبو الفضل عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي، تدريب الراوي يف شرح تقريب )2/8(، و السخاوي، فتح املغيث، 257ص، و حممد 50صدر سابق، صأبو احلسنات اللكنوي، م ، و154،ص2004-1424، 1النواوي، دار الكتاب العريب، بريوت، ط

، و الزركشي، )1/303(الغزايل، مصدر سابق، و). 1/94(خلدون األحدب، مرجع سابق، ، و)1/333(آدم، مرجع سابق، ).2/186(، و عبد العلي اللكنوي، فواتح الرمحوت، )4/286(البحر احمليط،

Page 54: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

46

، فلهذه الفروق اشترط العدد يف 1"الرواية خبالف الزور شهادة على حتملهم وعداوات إحن الناس بني

.الشهادة دون الرواية احتياطا .2، اختاره اخلطيب وابن الصالحوهو مذهب مجهور أئمة األثر

غريهم اآلمدي و الرازي و و وابن قدامة الغزايل به قال مجهور األصوليني واحملققون منهم، كالباجي و و .3كثري

:و يف ختام حبث هذه املسألة ال بأس أن أشري إىل بعض النقاط

.4أن من أهل من مل يقبل يف التزكية أقل من ثالثة -1لكن ومنهم من فرق بني التزكية واجلرح، فقبل تعديل الواحد، ومل يقبل يف القدح إال من رجلني، -2

.5األغلب على عدم التفريق .6اشترط العدد يف تزكية العالنية دون السر ومنهم من -3

:هذا ويتفرع عن مسألة اشتراط العدد يف اجلرح والتعديل، مسائل، منها :7 مسألة تعديل املرأة العارفة -أ

).2/8(السخاوي، فتح املغيث، -1، و زكريا 120، 119، و العراقي، مصدر سابق، ص112، و اخلطيب، الكفاية، ص)2/8(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -2

.51، و أبو احلسنات اللكنوي، مصدر سابق، ص)1/307(األنصاري، مصدر سابق، ، و )2/324(و السمعاين، مصدر سابق، ، )623، 1/622(اجلويين، الربهان، و ، )1/565(الباجي، مصدر سابق، :ينظر -3

، و اآلمدي، مصدر سابق، )2/165(، احملصولالرازي، و ،140ص ابن قدامة، روضة الناظر،، و )1/304(مصدر سابق، الغزايل، ، و الشوكاين، مصدر سابق، )2/186(، و عبد العلي اللكنوي، مصدر سابق، )2/425(، و ابن النجار، مصدر سابق، )2/105(

، 218، ص1999-1419، 1لى روضة الناظر، دار اليقني، مصر، ط، و حممد األمني الشنقيطي، مذكرة أصول الفقه ع198ص ).1/405(، 2002-1423، 3نثر الورود على مراقي السعود له، دار املنارة، جدة، ط ، و219

).2/8(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -4 ).2/425(، وابن النجار، مصدر سابق، )2/324(السمعاين، مصدر سابق، : ينظر -5 ).2/186(د العلي اللكنوي، مصدر سابق، عب: ينظر -6العارفة بأسباب تعديل الرجال وجرحهم، أو كوا ممن يتمكن من اختبار أحوال من زكته، كأن تكون ممن جتوز هلا مصاحبته : أي -7الشوكاين، و ،194السخاوي، شرح التقريب، ص: ينظر. اإلطالع على أحواله، أو يكون الذي وقعت تزكية املرأة له امرأة مثلها و

.199مصدر سابق، ص

Page 55: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

47

وعالقة هذه املسألة مبا قبلها، أن من أثبت التعديل بواحد، صح عنده قبول قول املرأة العدل العارفة يف

:، ويف املسألة خالف1العدد ب خرب الواحد العدل فلم يشترط يف قبولهألن الكل من بااجلرح والتعديل؛ فحكى الباقالين عن أكثر فقهاء أهل املدينة وغريهم عدم قبول تزكية النساء مطلقا، ال يف رواية وال يف

مث اختار قبول . الشهادة، ألن تعديل املرأة للشاهد ال يقبل، فكذلك تعديلها للراوي ال يقبل، بال فرققوهلا فيهما، إذ ال مانع شرعا من ذلك، والقياس يقتضيه؛ ألن السلف أمجعوا على قبول خرب املرأة العدل، فوجب قبول قوهلا يف التعديل ألنه إخبار عن حال املخرب والشاهد، واستثىن من ذلك تعديل الشهود يف

. 2احلكم الذي ال يقبل فيه شهادن

اإلفك عن يف قصة 3بريرة -J- جزم به اخلطيب واستدل عليه حبديث سؤال النيبوما اختاره الباقالين

.4-رضي اهللا عنها- حال عائشة أم املؤمنني، وصرح العراقي بقبول تزكية كل عدل، ذكرا كان 5"يقبل تعديل العبد واملرأة العارفني : "وقال النووي

.6أم أنثى، حرا كان أم عبدا .7احملصول قبول تزكية املرأةالرازي يف وأطلق

، وعمر بن علي بن أمحد األنصاري )3/355(، والنكت على مقدمة ابن الصالح له، )4/286(الزركشي، البحر احمليط، : ينظر -1

، وعبد العلي اللكنوي، مصدر سابق، 251، ص1413، 1املعروف بابن امللقن، املقنع يف علوم احلديث، دار فواز السعودية، ط)2/187 .( ، وعبد الكرمي بن علي النملة، املهذب يف أصول الفقه املقارن، مكتبة الرشد، الرياض، 114، 113صاخلطيب، الكفاية، : ينظر -2 ).2/737(، 2009-1430، 5ط، وصحيح مسلم، كتاب، التوبة، 533، ص2661، حبعضا بعضهن النساء تعديل باب، صحيح البخاري، كتاب، الشهادات، -3

.1362، ص6914ح، القاذف توبة وقبول اإلفك حديث يفباب، . 160، والسيوطي، مصدر سابق، ص113اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر-4 .194التقريب مع شرح السخاوي، ص -5 .53أبو احلسنات اللكنوي، مصدر سابق، ص: ينظر -6 .198، و الشوكاين، مصدر سابق، ص)4/286(، و الزركشي، البحر احمليط، )2/165(، احملصولالرازي، : ينظر -7

Page 56: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

48

:تعديل العبد مسألة -ب

يقال يف هذه املسألة ما قيل يف اليت قبلها، وسبق قريبا كالم بعض األئمة، لكن ذلك يف اخلرب دون .1ذكره الباقالين. الشهادة، ألن شهادة العبد مردودة

:والغالم الضابط ملا يسمعه مسألة تزكية الصيب املراهق -ج

تزكيتهما ال تقبل إمجاعا، نقله اخلطيب عن الباقالين، وفرق اختالف العلماء يف قبول روايتهما فإنمع أن الصيب أو الغالم غري عارف بأحكام املكلفني و ال يدري ما يكون : بينهما و بني املرأة والعبد، ووجهه

.2به العدل عدال وال الفاسق فاسقا، فافترق احلال املوجب الختالف احلكم .مسألة التعديل ملن أم: الفرع الثالث

املختلف فيها مما يتعلق بعدالة الرواة واليت أوجبت اختالف العلماء يف درجة احلديث، ومن املسائلحدثين من ال أمه، أو حدثين ثقة أو ضابط، : مسألة التعديل ملن أم، كأن يقول الراوي يف روايته

3ال؟ كل من رويت عنه فهو ثقة وإن مل أمسه، هل يكتفي به يف التوثيق أم: وحنوه، أو يعمم ويقول .اختلف أهل العلم يف ذلك

:األقوال يف املسألة

إن قدر أنه ثقة عنده، ، إذ ال بد من تسمية الراوي حىت يعرف، ويكتفى به يف التعديل ال :القول األول هو اختيار اخلطيب و فال يلزم أن يكون كذلك عند غريه، جلواز أن يعرف على غري العدالة إذا مساه، و

.4غريهم والعراقي وابن الصالح .5غريهم و السمعاين و الصرييف و أبو إسحاق الشريازي واختاره من األصوليني أبو القفال الشاشي، و

).2/287(، و الزركشي، البحر احمليط، 114اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -1 ).2/10(، و السخاوي، فتح املغيث، 114اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -2 .)1/99(، وخلدون األحدب، أسباب اختالف احملدثني، )1/341(، وحممد آدم، شرح األلفية، 107اخلطيب، الكفاية، ص:ينظر -3، والسيوطي، )35، 2/34(، و السخاوي، فتح املغيث، 74، وابن الصالح، مصدر سابق، ص107اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -4

. 155مصدر سابق، ص .201، و الشوكاين، إرشاد الفحول، ص)4/291(، و الزركشي، البحر احمليط، )2/464(السمعاين، قواطع األدلة، : ينظر -5

Page 57: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

49

، ألنه مأمون يف احلالتني معا، وهو قول أيب حنيفة، وقيده التهانوي يكتفى به كما لو عينه: القول الثاين .1مبا إذا كان الراوي من أهل القرون الثالثة

، يف حق من -األربعةكواحد من األئمة - يقبل تعديل املبهم إذا صدر من عامل جمتهد :القول الثالث .3، منهم اجلويين2وافقه يف مذهبه، وهو اختيار بعض احملققني كما ذكر ابن الصالح

؟إذا روى العدل عن رجل ومساه، هل جتعل روايته عنه تعديال منه له أم ال: الفرع الرابع

املسائل املختلف فيها اختالفا مؤثرا يف احلكم على املروي قبوال وردا، ما إذا روى العدل الثقة ومن هذه 4عن رجل ومساه، هل يعترب ذلك توثيقا وتعديال له أم ال؟

.اختلف يف ذلك أهل العلم على مذاهب : األقوال يف املسألة

عمن ال يعرف عدالته، بل وعن غري جيوز أن يروي ألنه ذلك تعديال مطلقا، يكون ال :القول األولوهو مذهب . العدل، ولو عرف جرحا منه مل يلزم ذكره، إمنا يلزم اإلجتهاد يف معرفة حاله، العامل خبربه

.5أكثر أهل احلديث وصححه ابن الصالح والنووي والعراقي وغريهم .6، و السمعاين، وغريهم، الباقالين، أبو إسحاق الشريازي، وأبو احلسني القطانواختاره من األصوليني

ولو مل يذكره لكان غاشا يف ،إذ لو علم فيه جرحا لذكره يكون ذلك تعديال مطلقا، :القول الثاين ، ملا يترتب عليه من إيقاع الناس يف العمل مبا ال جيوز العمل به، وهو مذهب بعض أهل احلديث، الدين

عبد العزيز البخاري، كشف األسرار، ، و250، و زكريا األنصاري، فتح الباقي، ص)2/34(يث، السخاوي، فتح املغ: ينظر -1 ).1/101(خلدون األحدب، مرجع سابق، ، و201، و الشوكاين، إرشاد الفحول، ص)3/111( ).2/36(السخاوي، فتح املغيث، ، و74ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -2 .256آل تيمية، مصدر سابق، ص ، و)2/371(اجلويين، التلخيص، : ينظر -3 ).1/355(، و رابح خمتاري، املسائل املشتركة، )1/105(خلدون األحدب، مرجع سابق، : ينظر -4 ،)2/40(، والسخاوي، فتح املغيث، 75، وابن الصالح، مصدر سابق، ص105، 104اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -5

.253نصاري، مصدر سابق، ص، وزكريا األ157والسيوطي، مصدر سابق، ص، و السمعاين، مصدر 52، ص1326، 1، اللمع يف أصول الفقه، مطبعة السعادة، مصر، طالشريازي علي بن إبراهيم إسحاق أبو -6

).2/730(النملة، مرجع سابق، ، و)4/290(الزركشي، البحر احمليط، ، و)461، 2/324(سابق،

Page 58: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

50

: ، وعبارة ابن حبان هي قوله2"تنطبق على هذاوعبارة ابن حبان : "قال البقاعي. 1ورواية عن أمحد

.3"ضده يبني مل إذا عدل فهو جيرح يعلم مل فمن ،التعديل ضد اجلرح منه رفعي مل من العدل" 4إمساعيل القاضي وهو حمكي عن احلنفية وبعض الشافعية، واختاره أبو يعلى و أبو اخلطاب الكلوذاين و

.5من املالكيةيعرف ذلك بتصرحيه أو -إن علم أن هذا العدل ال يروي إال عن عدل : وبيانهالتفصيل، :القول الثالث

، كانت روايته عنه تعديال له وإال فال، ألن تصرحيه بأال يروي إال عن العدل كاف يف -من منهجه . 6سكت عنه لكان كاذبا، والعدل حممول يف أمره على الصدق التعديل، فلو روى عن غري العدل و

ابن خزمية يف العمل به إىل الشيخني و نسب وو منصوص أمحد ن احملدثني، وهو مذهب مجع م .7صحاحهم و احلاكم يف مستدركه و اختاره اخلطيب و ابن عبد اهلادي و الزركشي و ابن حجر

، والسخاوي، فتح 75، وابن الصالح، مصدر سابق، ص141قدامة، روضة الناظر، ص، وابن 104اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -1 ).1/358(، ورابح خمتاري، مرجع سابق، 157، والسيوطي، مصدر سابق، ص)2/40(املغيث،

).3/66(، 1416-1415، )املدينة(اجلامعة اإلسالمية -النكت الوفية مبا يف شرح األلفية، كلية احلديث -2 ).1/13(، 1973- 1393، 1ائرة املعارف العثمانية، حيدر آباد، طالثقات، د -3بالبصرة واستوطن بغداد، وويل ) هـ200: (هو اإلمام أبو إسحاق إمساعيل بن إسحاق املالكي من آل محاد بن زيد، ولد سنة -4

: ملالكية، له مصنفات كثرية، منهاالقضاء فيها، مسع من خالئق منهم، علي بن املديين، وأخذ عنه خلق و به تفقه أهل العراق من االقاضي أبو الفضل عياض بن موسى، : ينظر). هـ282: (تويف سنة. وغريها" وكتاب القراآت" أحكام القرآن"و" املبسوط يف الفقه"

).472-1/463(، 1998-1418، 1ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك، دار الكتب العلمية، بريوت، ط، والزركشي، البحر احمليط، 41وأبو إسحاق الشريازي، مصدر سابق، ص ،)936-3/934(أبو يعلى، العدة، : ينظر -5، وابن )1/80(، 1978-1398، 1عبد الرمحن بن أمحد بن رجب احلنبلي، شرح علل الترمذي، دار املالح، ط ،)4/290(

).2/437(النجار، مصدر سابق، رابح ، و)2/367(الزركشي، النكت، ، و)1/570(الباجي، مصدر سابق، ، و)2/41(السخاوي، فتح املعيث، : ينظر -6

).1/359(خمتاري، مرجع سابق، ، و حممد بن أمحد بن عبد اهلادي، الصارم املنكي يف الرد على السبكي، دار الكتب العلمية، 107اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -7

، وابن )1/80(ابن رجب، مصدر سابق، و ،)368، 2/367(كت، ، والزركشي، الن101، ص1985-1405، 1بريوت، ط، و السخاوي، فتح املغيث، )210-1/208(، 2002-1423، 1حجر، لسان امليزان، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ط

)2/42 .(

Page 59: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

51

و الرازي و هو مذهب كثري من أهل التحقيق يف األصول، كالباجي و اجلويين والغزايل و اآلمدي

.1احلاجب و غريهموابـن قدامة و ابن

، ومل يأت مبا ينكر عليه، وانتفى القادح، فهذا مما يقوي إذا روى عن الراوي أكثر من ثقة :القول الرابع الثقات رواية عن يبأ سألت: "قال ابن أيب حامت، 2حديثه، خيرج هذا القول من كالم أيب حامت الرازي

نفعه جمهوال كان وإذا ،عنه روايته تقوه مل بالضعف معروفا كان إذا :قال يقويه؟ مما ثقة غري رجل عن لعمري، أي :قال ؟ حديثه يقوى مما رجل عن الثقات رواية عن زرعة باأ سألت: "وقال" عنه الثقة رواية

.3" فيه يتكلم الكليب وكان العلماء، فيه يتكلم مل إذا ذلك مناإ قال الثوري، عنه روى الكليب: قلت .4املسلك إىل مجهور العلماءونسب الذهيب هذا

بالصحة و اإلعتبار بتقييد؛ -يف مسألتنا هذه- هذا ولقد حكم بعض الباحثني على هذه األقوال مجيعافمقيد بكون :و أما الثاين. حممول على من كان ال يبايل عمن روى ثقة كان أم ضعيفا :فالقول األول

فمقيد مبن عرف منه التحري يف الرواية فال : الثالثوأما . الراوي غري معروف بالرواية عن اروحني .5فصحيح معترب يف تقوية حديث الراوي، ال قبول حديثه مطلقا: أما الرابع. يروي إال عن األثبات

.اختالفهم يف اجلرح والتعديل املبهمني: الفرع اخلامس

:قبالن أم ال؟ على أقوالاختلف أهل العلم يف اجلرح والتعديل املبهمني من غري ذكر أسباما، هل يال حصر هلا، فيشق ذكرها، أما يقبل التعديل املبهم دون اجلرح، ألن أسباب التعديل : القول األول

اجلرح فقد يكون بسبب واحد، وأيضا العلماء خمتلفون يف أسباب اجلرح وموجباته، فاقتضى احلال البيان

، احملصولالرازي، ، و305، والغزايل، املستصفى، ص)1/623(، واجلويين، الربهان، )570، 1/569(الباجي، اإلحكام، : ينظر -1، وأبو نصر عبد الوهاب بن علي السبكي، رفع )2/109(، واآلمدي، اإلحكام، 141، وابن قدامة، روضة الناظر، ص)2/166(

، )4/289(، والزركشي، البحر احمليط، )2/397(، 1999-1419، 1احلاجب عن خمتصر ابن احلاجب، عامل الكتب، بريوت، ط .201، والشوكاين، مصدر سابق، ص)436، 2/435(وابن النجار، مصدر سابق،

).2/51(و السخاوي، فتح املغيث، ) 1/309(، واجلديع، حترير علوم احلديث، )2/368(الزركشي، النكت، : ينظر -2 ).2/36(، تقويه ال اأ عليه املطعون وعن تقويه، اأ عليه املطعون غري عن الثقة رواية يف بابابن أيب حامت، مصدر سابق، -3 ).3/426(ت، .ط، ب.الذهيب، ميزان اإلعتدال يف نقد الرجال، دار املعرفة، بريوت، ب: ينظر -4 ).1/312(اجلديع، مرجع سابق، : ينظر -5

Page 60: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

52

.1وهذا مذهب مجهور احملدثني واألصوليني

فيها عصنتال يكثر العدالة أسباب ألن ال يقبل التعديل إال مفسرا، يقبل اجلرح مطلقا و: اينالقول الث .2، نقله اجلويين عن القاضي الباقالينالظاهر على الثناء إىل الناس فيتسارع

ال امب املعدل يوثق كذلك ،يقدح ال مبا اجلارح جيرح كما، فالبد من بيان سببيهما مجيعا :القول الثالث .3قال به املاوردي. العدالة يقتضي

اجلرح بأسباب عاملني واملعدل اجلارح كان إذا منهما واحد يف ببالس ذكر جيب ال " :القول الرابع عن ونقله بكر أيب القاضي اختيار وهذا ،وأفعاله اعتقاده يف مرضيا بصريا ،ذلك يف واخلالف ،والتعديل والبلقيين العراقي الفضل أبو احلافظ وصححه واخلطيب والرازي والغزايل احلرمني إمام واختاره اجلمهور

.4"االصطالح حماسن يفأن من ثبتت من الرواة عدالته، مل يقبل فيه : واختار احلافظ تفصيال استحسنه السيوطي وغريه، وهو

وأما من اجلرح إال مبني السبب مفسرا، ألن أسباب القدح كثرية متفاوتة، فيها ما يقدح وما ال يقدح، .5مل يوثق فيقبل فيه اجلرح امل إذا صدر من عارف

.6يف تعارض اجلرح والتعديل، أيهما يقدم؟: الفرع السادس

العلم، فيما إذا اجتمع يف الراوي جرح وتعديل أيهما يقدم؟ اختلف يف ذلك أهل

، والسخاوي، 73، 72، وابن الصالح، علوم احلديث، ص)1/620(، و اجلويين، الربهان، 115اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -1

).1/337(، وحممد آدم، مرجع سابق، )294، 4/293(والزركشي، البحر احمليط، ، )2/21(فتح املغيث، ، وحممد آدم، مرجع 4/294(، و الزركشي، البحر احمليط، )2/25(، والسخاوي، فتح املغيث، )1/621(اجلويين، الربهان، -2

).1/337(سابق، ).1/337(، وحممد آدم، مرجع سابق، )4/294(، والزركشي، البحر احمليط، )2/26(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -3، و الغزايل، املستصفى، )1/621(، واجلويين، الربهان، 116اخلطيب، الكفاية، ص: ، وينظر154السيوطي، مصدر سابق، ص -4 .247، وزكريا األنصاري، مصدر سابق، )2/165(، احملصول، والرازي، )350، 1/304( .154، والسيوطي، مصدر سابق، ص180، 179، ونزهة النظر، ص548ابن حجر، هدي الساري، ص: ينظر -5: ، ينظر"املسائل املشتركة بني أصول الفقه واحلديث" ،لقد حبث الدكتور رابح خمتاري هذه املسألة حبثا جيدا يف رسالته -6 .من هذه الرسالة) 1/339-348(

Page 61: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

53

:األقوال يف املسألة

زيادة اجلارح مع ألن"، 1استوى الطرفان يف العدد أم ال ،يقدم اجلرح على التعديل مطلقا: القول األول باطن أمر عن خيرب أنه إال ،حاله ظاهر عن به أخرب فيما للمعدل مصدق وألنه ،املعدل عليها يطلع مل علم

.2" عنه خفي، و نقل مثل 3ولقد نقل اخلطيب اتفاق أهل العلم حال تساوي عدد ارحني واملعدلني على تقدمي اجلرح

.4"هذا الذي ذكره القاضي أبو بكر: "ذلك الباجي، وقال

.5و أوىل إذا زاد عدد اجلارحنيمن أصحابنا 7، ألن ابن شعبان6و ما أرى اإلمجاع يثبت له: " تعقب هذا اإلمجاع املازري بقولهلكن

رحني، أحدمها أن شهادة املعدلني أوىل من شهادة ا: ذكر يف كتابه املترجم بالزاهي يف ذلك قولني .8"أن ارحني أوىل، فأنت تراه ذكر يف املسألتني قولني : الثاينوالقول

.9على تقدمي اجلرح - كما نقله اخلطيب- أما إذا كان عدد املعدلني أكثر فاجلمهور : 10واستثىن بعضهم حالتني

يقدم حينئذ فإنه ،حاله وحسنت تاب ولكنه اجلارح ذكره الذيإذا مل يقل املعدل عرفت السبب :األوىل

).2/32(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر". فسرلكن ينبغي تقييد احلكم بتقدمي اجلرح مبا إذا : "قال السخاوي -1 .155السيوطي، مصدر سابق، ص -2 . 123اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -3 ).1/578(اإلحكام، -4 ).2/31(السخاوي، فتح املغيث، :ينظر -5 .يقصد القاضي أبا بكر الباقالين -6ي، شيخ املالكية، ذكر أنه كان يلحن مع غزارة علمه، له تصانيف هو اإلمام املتفنن أبو إسحاق حممد بن القاسم بن شعبان املصر -7

القاضي : ينظر. وجاوز سنه الثمانني) هـ355: (مات سنة. ، وغريها"مناقب مالك"و" أحكام القرآن"و" الزاهي: "مليحة، منها ).79، 16/78(، والذهيب، سري أعالم النبالء، )14، 1/13(عياض، مصدر سابق،

.479، ص2001، 1من برهان األصول، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط إيضاح احملصول -8 .124اخلطيب، الكفاية، ص -9

.155السيوطي، مصدر سابق، ص: ينظر -10

Page 62: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

54

.- J-، إال يف الكذب على رسول اهللا املعدل .بطريق معترب إذا عني سببا فنفاه املعدل: الثانية

العمل وتوجب حاهلم تقوى املعدلني كثرة"ألن يقدم التعديل إذا كان عدد املعدلني أكثر، : القول الثاين .2طائفة من غري تعينينسبه اخلطيب إىل . 1" خربهم تضعف اجلارحني وقلة خبربهم

.3دلني أو اجلارحنيفيقدم قول األحفظ من املع يرجح باألحفظ، :القول الثالث

.4"عامة الرواة أحوال على االطالع من واحدة درجة على ليسوا األئمة بأن : "هذا القول توجيه وميكن مع و بالكثرة قوة زيادة املعدل مع أن وجهه و"، يتعارضان فال يترجح أحدمها إال مبرجح: القول الرابع

.5" الباطن على باالطالع قوة زيادة اجلارح

.6اختاره ابن الوزير، ونسبه الباجي إىل بعض فقهاء املالكية حال تساوي العدد يف اجلرح والتعديل

.7الراوي الشيخ تكذيبإنكار األصل حتديث الفرع، أو : املسألة السادسة

الشيخ املروي عنه، و املراد : األصل حتديث الفرع، و املراد باألصل ومن هذه املسائل أيضا، إنكار .8الراوي: بالفرع

حديثا، مث نفاه املروي عنه ) األصل املروي عنه(عن ثقة ) الفرع الراوي(إذا روى ثقة : وصورة املسألة وأنكره، فما حكم ذلك؟، مث هل يؤثر ذلك يف عدالة الفرع الراوي أو ال؟

.124اخلطيب، الكفاية، ص-1 ).1/579(، و الباجي، مصدر سابق، 124اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -2 .89، ص1995-1416، 1لباعث، مكتبة املعارف، الرياض، طابن كثري، اختصار علوم احلديث مع شرحه ا: ينظر -3 .45، ص1412، 1عبد العزيز بن حممد العبد اللطيف، ضوابط اجلرح والتعديل، اجلامعة اإلسالمية، املدينة، ط -4 ).2/33(السخاوي، فتح املغيث، -5 ).2/106(، و الصنعاين، توضيح األفكار، )1/576(الباجي، مصدر سابق، : ينظر -6، و خلدون )2/77(، و السخاوي، فتح املغيث، )2/411(، و الزركشي، النكت، )1/314(الغزايل، املستصفى، : ينظر -7

).1/401(، و رابح خمتاري، املسائل املشتركة بني أصول الفقه واحلديث، )1/115(األحدب، أسباب اختالف احملدثني، ).1/401(رجع سابق، ، و رابح خمتاري، م156اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -8

Page 63: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

55

:1إنكار األصل للفرع له حالتان: ا يقالوجوابا على هذ

.ما رويته، أو كذب علي، أو حنوه: األصل جازما برده، كأن يقول يكون أن :احلالة األوىل

ال: "أو ،"أذكره ال: "يقول كأنلكن ينفيه مبا يقتضي النسيان، ،األصل بالرد جيزم أال :احلالة الثانية *.أو حنوه" أعرفه

اخلالف بني أهل العلم، هل يقبل املروي أم ال يقبل؟ويف كال احلالتني وقع .ما رويته، أو كذب علي، أو حنوه: األصل جازما برده، كأن يقول يكون أن: احلالة األوىل

:العلماءأقوال

، لتعارض اجلزمني كالبينتني إذا تكاذبتا، واجلاحد هو األصل، وجوب رد حديث الفرع: القول األولذلك، مث ال يكون ذلك جرحا له يوجب رد باقي حديثه، فإن عاد األصل فوجب رد حديث فرعه

و هو مذهب اخلطيب وابن الصالح . وحدث به أو حدث فرع آخر ثقة عنه ومل يكذبه فهو مقبول .2وعزاه السيوطي للمتأخرين. والنووي والعراقي وغريهم

، و رابح خمتاري، مرجع سابق، )361، 1/359(، و حممد آدم، مرجع سابق، 168-167السيوطي، مصدر سابق، ص: ينظر -1

باجلامعة العلمي البحث عمادة وعلومها، النبوية السنة خدمة يف جهوده و اجلوزية قيم ابن، السيد حممد بن مجال، و )1/402( ).1/535(الباجي، مصدر سابق، : وينظر). 1/472( ،2004- 1424، 1املنورة، ط املدينة اإلسالمية،

إنكار نسيان وتوقف، ال يصرح -2. إنكار جحود وتكذيب، يصرح فيه األصل بتكذيب الفرع -1: إنكار األصل قسمان: أو يقال*بني تصريح األصل -يف حالة النفي اجلازم-والذي مشى عليه اخلطيب وابن الصالح ومن تبعهما التسوية . فيه األصل بتكذيب الفرع

، مجال السيد، 78، و ابن الصالح، مصدر سابق، ص157، 156اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر. بكذب الراوي وبني جمرد اإلنكار ).1/472(مرجع سابق،

ريب الراوي، ، و السيوطي، تد78، و ابن الصالح، مصدر سابق، ص409، 408، 157، 156اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -2، و خلدون األحدب، مرجع سابق، 264، و زكريا األنصاري، مصدر سابق، ص203، و السخاوي، شرح التقريب، ص167ص

)1/115 ،116 .(

Page 64: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

56

الشريازي و الغزايل و الرازي و اآلمدي و ابن البزدوي و الباقالين و الباجي و و اختاره من األصوليني .1احلاجب و غريهم كثري

. 3، ورد بأن اخلالف ثابت و نقله غري واحد2بل نقل اآلمدي وغريه اإلمجاع على رد احلديث بذلكأن تكذيب األصل للفرع ال يسقط املروي، ألن الفرع مثبت واألصل ناف، واملثبت مقدم :القول الثاين

.4، الحتمال نسيان األصل له بعد روايته للفرع على النايف 5وهذا القول هو الراجح عند احملدثني كما قال السخاوي: "حملمد آدم" شرح ألفية السيوطي"جاء يف

، ويدل عليه صنيع الشيخني، حيث أخرجا حديث عمرو بن دينار عن أيب معبد عن 6نقال عن احلافظمل : "، مع قول أيب معبد لعمرو7"إال بالتكبري - J-سول اهللا ما كنا نعرف انقضاء صالة ر: "ابن عباس

عنه عدل ، فإنه دل على أن الشيخني يريان صحة احلديث، ولو أنكره األصل، إذ الناقل"أحدثك به . 8"فيحمل على أن الشيخ نسي

، و الرازي، )1/314(، و الغزايل، املستصفى، 53، و الشريازي، مصدر سابق، ص)1/535(الباجي، مصدر سابق، : ينظر -1

، و عبد العزيز )2/431(، و عبد الوهاب السبكي، مصدر سابق، )2/128(مصدر سابق، ، اآلمدي، )2/171(، احملصول ).1/403(، رابح خمتاري، مرجع سابق، )3/92(البخاري، كشف األسرار،

).2/128(اآلمدي، مصدر سابق، : ينظر -2 ). 412، 2/411(، والنكت له، )وما بعدها 2/322(الزركشي، البحر احمليط، : ينظر -3 ).1/409(، و رابح خمتاري، مرجع سابق، 96ص، الباعث احلثيثأمحد شاكر، : ظرين -4 ).2/78(فتح املغيث، : ينظر -5، لكن هذا يف صورة اجلزم بالنفي دون التصريح بالكذب، أما يف صورة اجلزم )422، 2/421(ابن حجر، فتح الباري، : ينظر -6

مشى يف خنبته على التسوية بني -رمحه اهللا-اتفاق احملدثني على الرد، مع أنه بالنفي مع التصريح بالكذب فالذي نقله احلافظ هو ، و )422، 2/421(، وفتح الباري، 165، ص)النكت(ابن حجر، نزهة النظر : ينظر. الصورتني، لكن فرق بينهما يف الفتح

).120-1/116(، وخلدون األحدب، مرجع سابق، )79، 2/78(السخاوي، فتح املغيث، ، وصحيح ومسلم وهذا لفظه، كتاب، 174، ص842، 841ح البخاري، كتاب، األذان، باب، الذكر بعد الصالة، حصحي -7

.271، 270، ص1204، 1203، حالصالة بعد الذكر باب، املساجد ومواضع الصالة، ).361، 1/360(حممد آدم، مرجع سابق، -8

Page 65: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

57

.2و أمحد شاكر من املعاصرين 1مذهب أيب احلسن بن القطانوهو

.3السبكيواختاره السمعاين وتبعه جيوز للفرع أن يرويه عن إال أنه الألصل حتديث الفرع يف صحة املروي يقدح إنكار ا ال: القول الثالث

.4، جزم به املاوردي و الرويايناألصلأما يتعارضان ويرجح أحدمها بطريقة، كاخلربين إذا تعارضا ويطلب الترجيح بينهما، :القول الرابع

أما الراوي فلكونه مثبتا و لكن حيتمل أن يكون مسعه من غري : " رجيحويف مسألتنا هذه لكل جهة تاألصل ممن ليس بثقة وأسنده إىل األصل على وجه السهو واخلطأ، وأما الشيخ فلكونه نفى ما يتعلق به يف أمر يقرب من احملصور غالبا ولكن حيتمل أن يكون رواه مث نسيه فلذلك اقتضى األمر الترجيح بينهما

.5"لقرائن واملرجحاتحبسب ا .6وهو مذهب اجلويين ومال إليه الرازي

ال: "أو ،"أذكره ال: "يقول كأنلكن ينفيه مبا يقتضي النسيان، ،األصل بالرد جيزم أال: احلالة الثانية

.أو حنوه" أعرفه

:وهذا مما وقع فيه اخلالف أيضا :أقوال العلماء

ألن الراوي عدل ومل حيدث إال مبا مسع، ولو احتمل غري ذلك يقبل املروي يف هذه احلالة،: القول األول

، ويل )هـ562: (الفاسي املالكي املعروف بابن القطان، كانت والدته سنةهو اإلمام احلافظ الناقد أبو احلسن علي بن حممد -1

وغريها، " النظر أحكام يف النظر" و" األوزان يف مقالة" و" األحكام كتاب يف الواقعني بيان الوهم واإليهام"سلجماسة، من تصانيفه، ).4/331(الزركلي، مصدر سابق، ، و )307، 22/306(الذهيب، سري أعالم النبالء، : ينظر). هـ628: (مات سنة

. 96، و أمحد شاكر، مصدر سابق، ص)2/80(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -2، و عبد الوهاب بن علي السبكي، مجع اجلوامع يف أصول الفقه، دار الكتب العلمية، )2/357(السمعاين، قواطع األدلة، : ينظر -3

.67، ص1424-2003، 2بريوت، ط .167السيوطي، مصدر سابق، ص ، و)4/323(الزركشي، البحر احمليط، :ينظر -4 ).2/149(، و الصنعاين، توضيح األفكار، )1/655(اجلويين، الربهان، : ، و ينظر)1/409( ،املسائل املشتركة رابح خمتاري، -5 ).2/149(مصدر سابق، ، و الصنعاين،)1/655(اجلويين، الربهان، : ، و ينظر)2/171(، احملصولالرازي، : ينظر -6

Page 66: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

58

ال خلرج عن حكم العدالة، وال يسلم من السهو و النسيان إنسان، فالنسيان بعد التحديث واقع، و

.1أمانة النقل، وال يكذب به الراوي يف يقدح ذلك .2اتفاقهم عليه وهو مذهب مجهور احملدثني، ونسبه اخلطيب إىل أهل احلديث، ونقل احلافظ

مالك والشافعي و أمحد يف أصح وهو مذهب مجهور الفقهاء و األصوليني وأكثر املتكلمني، ونسب إىل .3الروايتني عنهمل يعتمد -D- ن عمرألن الفرع تبع لألصل يف إثبات احلديث، وألعدم قبول املروي، : القول الثاينمع عدالة عمار ألنه روى عنه ومل يتذكر هو ما رواه، ، 4يف حديث تيمم اجلنب - D- رواية عمار

و حكي وجها عن أصحاب مجاعة من أصحاب أيب حنيفة، هو مذهب الكرخي و و. وثقته عند عمر .5ورواية عن أمحدالشافعي،

الذاكر قبل حمفوظاته يف عادته ذلك كان أو ،النسيان غلبة إىل مييل رأيه الشيخ كان إن": القول الثالث ال نسيانا حفظه شيئا اإلنسان ينسى فقلما ،رد اخلرب بذلك أصال جهله إىل مييل رأيه كان وإن ،احلافظ .6"وسيبالد زيد وأبو األثري ابن قاله النادر على ال الظاهر على تبين واألمور ،بالتذكري يتذكره

من حدث : "ولقد صنف الدارقطين مث اخلطيب .409اخلطيب، الكفاية، ص، و78ابن الصالح، علوم احلديث، ص: ينظر -1

، وحممد آدم، شرح األلفية، )2/83(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر". تذكرة املؤتسي مبن حدث ونسي: "، وللسيوطي كتاب"ونسي .166ت على الرتهة، ص، وعلي حسن، النك)1/362( ).2/422(، و ابن حجر، فتح الباري، 408اخلطيب، الكفاية، ص ، و78ابن الصالح، مصدر سابق، ص :ينظر -2، و 53، و الشريازي، مصدر سابق، ص)960، 3/959(، و أبو يعلى، مصدر سابق، )1/536(الباجي، مصدر سابق، :ينظر -3

.148ابن قدامة، روضة الناظر، صو، )356، 2/355(السمعاين، مصدر سابق، .22سبق خترجيه، ص -4اآلمدي، و، )2/171(احملصول، الرازي، ، و)5-2/3(أصول السرخسي، السرخسي، ، و408اخلطيب، الكفاية، ص :ينظر -5

خلدون األحدب، ، و)2/82(والسخاوي، فتح املغيث، ، )4/324(الزركشي، البحر احمليط، و، )129، 2/128(، اإلحكام ).417، 1/411(ورابح خمتاري، مرجع سابق، ، )1/121(اب اختالف احملدثني، أسب

، 202، ص2001-1421، 1أبو زيد عبيد اهللا بن عمر الدبوسي، تقومي األدلة يف أصول الفقه، دار الكتب العلمية، بريوت، ط -6، 1ل، نشر مكتبة احللواين، املالح، دار البيان، طأبو السعادات املبارك بن حممد ابن األثري، جامع األصول من أحاديث الرسو: و ينظر ).2/83(، و السخاوي، فتح املغيث، )1/89(، 1389-1969

Page 67: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

59

وتكذيب عنه روى ما جحود إىل فيتبادر ،اإلنسان على مأمون غري النسيان نأ وألجل: "قال اخلطيب

.1" األحياء عن التحديث العلماء من كره من هكر .له الراوي .رواية اهول :سابعةاملسألة ال

.اختالفهم يف حكم رواية اهول ،ومن هذا الباب :، وهو أقسام2"من مل تعرف عينه أو صفته " اهول عند أهل الفن

.3"واحد راو إال عنه يرو مل ولكن امسه، ذكر من هو "جمهول العني و: القسم األولمن عرفت عينه برواية عدلني عنه لكن جهلت عدالتة يف الظاهر "وهو جمهول احلال: القسم الثاين

.4"والباطن

.5" الظاهر دونول العدالة باطنا جمه"هو و املستور :القسم الثالث

.6واعترب احلافظ ابن حجر جمهول احلال واملستور قسما واحدا :-بعون اهللا-، كما سأبينه يف مجيع هذه األقسام حصل اخلالف يف قبول املروي و

.العني اخلالف يف رواية جمهول: أوال

:اختلف العلماء يف ذلك على أقوال: ، قال احلاكممذهب مجهور العلماء بل نقل اإلمجاع على ذلك وهو ال تقبل روايته،: القول األول

.7" األمة بإمجاع عنه ىيرو أن له يكن مل ،شخصه يعرف مل إذا احملدث"

.158، 157الكفاية، ص -1 .92، ص1405، 7حممود الطحان، تيسري علوم احلديث، مركز اهلدى للدراسات، اإلسكندرية، ط -2 .92املرجع نفسه، ص -3 .256، و ابن امللقن، مصدر سابق، ص93صالطحان، مرجع سابق، : ينظر -4 . 256ابن امللقن، املقنع، ص -5 .126ابن حجر، نزهة النظر، ص: ينظر -6: و ينظر. 223ص، 1988-1408، 1، طبريوت، اإلسالمي الغرب دار ،السجزي علي بن مسعود سؤاالت احلاكم، -7

).4/283(الزركشي، البحر احمليط،

Page 68: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

60

، وحكي عن 1اإلسالم على مزيدا الراوي يف يشترط مل من قول وهو، تقبل روايته مطلقا :القول الثاين ،2له تعديل الراوي عن مبجردها العدل رواية أن إىل ذهب من كل الزم وهو : "احلنفية، قال السخاوي

أن إىل خزمية ابن ذهب وكذا ،به االحتجاج احملققني من لكثريين 3مسلم شرح مقدمة يف النووي عزا بل .5" 4حبان ابن تلميذه قول يوميء وإليه ،مشهور واحد برواية ترتفع العني جهالة

إال يعرف مل من وهو -*أي جمهول العني- اهول حكم أن )األحناف( وعندنا: "جاء يف قفو األثر يظهر أن إما أنه ؛فصاعدا اثنان عنه روى أم واحد عنه بالراوية انفرد سواء، مطلقا حديثني أو حبديث السلف شهد فإن ظهر وإن ،بعده ال الثالث يف به العمل جاز يظهر مل فإن ،ال أو الثاين القرن يف حديثه

نقل مع البعض ورده البعض هقبل أو ،رد ردوه أو ،قبل فيه الطعن عن سكتوا أو احلديث بصحة له .6"رد وإال قبل ما قياسا حديثه وافق فإن عنه الثقات

تقبل روايته إن زكاه عامل من أهل الشأن غري من انفرد عنه أو هو إن كان من أهل :القول الثالث .7، وهو مذهب أيب احلسن القطان ورجحه احلافظالشأن

.8روايته وإال فال؛ فإذا علم أن من انفرد بالرواية عنه ال يروي إال عن عدل قبلت التفصيل :القول الرابع

.، من هذا البحث42راجع ص -1 .من هذا البحث 49قد سبق الكالم عليه ص -23- )1/39.( .من هذا البحث 50سبق نقل كلمة ابن حبان يف تعريف العدل ص -4 ).2/45(فتح املغيث، -5، 1408، 2، مكتبة املطبوعات اإلسالمية، حلب، طاألثر علوم صفوة يف األثر قفو ،إبراهيم بن حممد الدين رضيابن احلنبلي -6، 204، ص1972-1392، 3ظفر أمحد العثماين التهانوي، قواعد يف علوم احلديث، دار القلم، بريوت، ط: وينظر ).1/86(

206. .207جمهول العني، كما بينه التهانوي يف قواعد علوم احلديث، ص: أي -*، و الزركشي، البحر )1/125(، و ابن حجر، نزهة النظر، )3/550(، و)1/407(ابن القطان، بيان الوهم واإليهام، : ينظر -7

).2/47(، و السخاوي، فتح املغيث، )4/282(احمليط، ).2/46(، و السخاوي، فتح املغيث، )4/282(الزركشي، البحر احمليط، : ينظر -8

Page 69: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

61

.1وقد سبقت نسبة هذا القول إىل قائله

، كالزهد والشجاعة واألدب وغريها، يقيد القبول مبن اشتهر خبلة من اخلالل غري العلم: اخلامسالقول .2وهو مذهب ابن عبد الرب

.اخلالف يف رواية جمهول احلال ظاهرا وباطنا :نياثا

:وقد اختلف يف هذا القسم أيضا .4كالبزار والدارقطين وابن حبان أهل احلديثألكثر 3نسبه ابن املواق تقبل روايته مطلقا، :القول األول

.5ونسب إىل أيب حنيفة وأتباعه ورواية عن أمحدا كانو ما ألم "والذي نص عليه السرخسي قبول رواية اهول إذا كان من أهل القرون الثالثة،

.6"عندهم يصح حىت احلديث يقبلون كانوا وما الدين، أمر يف بالتقصريمتهمني ، وعزاه ابن املواق للمحققني، منهم أبو حامت وهو مذهب مجهور احملدثني، الرد مطلقا :القول الثاين

.7الرازي، وكذا اخلطيب

.8وهو مذهب مجهور األصوليني واختيار احملققني منهم

.من هذا البحث 50ص: ينظر -1 ).2/46(والسخاوي، فتح املغيث، ) 4/282(الزركشي، البحر احمليط، : ينظر -2اهللا حممد بن أيب حيىي املراكشي الشهري بابن املواق، حمدث حافظ ناقد، الزم أبا احلسن ابن القطان و له تعقبات على هو أبو عبد -3

: ، وتويف مبراكش سنة)هـ583: (ولد سنة" . بغية النقاد: "ومن تصانيفه "السامية احلفال املآخذ: "كتابه بيان الوهم و اإليهام مساها-1425، 1حممد خرشايف، أضواء لسلف، الرياض، ط: ب بغية النقاد للمترجم له، دراسة وحتقيقمقدمة كتا: ينظر). هـ642(

.وما بعدها 164، ص2004 .158، و السيوطي، تدريب الراوي، ص)2/51(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -4 ).2/96(، واآلمدي، مصدر سابق، 136ابن قدامة، روضة الناظر، ص: ينظر -5 ).1/426(، ورابح خمتاري، مرجع سابق، 207، والتهانوي، مصدر سابق، ص)1/343(أصول السرخسي، السرخسي، -6 ).2/50(، والسخاوي، فتح املغيث، 75، و ابن الصالح، مصدر سابق، ص103اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -7، و ابن قدامة، )2/162(، صولاحمل، و الرازي، )1/295(، والغزايل، املستصفى، )1/562(الباجي، مصدر سابق، : ينظر -8

).2/96(، و اآلمدي، اإلحكام، 136روضة الناظر، ص

Page 70: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

62

من الزم وهو: "، قال السخاوييرويان إال عن العدوليقبل إذا كان الراويان عنه ال :القول الثالث .2"أوىلو 1األول القسم يف مثله تقدم كما له تعديال الراوي عن العدل رواية جمرد جعل .اخلالف يف رواية جمهول احلال باطنا ال ظاهرا، وهو املستور عند مجاعة: ثالثا

:وهذا القسم مما حصل فيه اخلالف أيضا فلتعسر وأيضا ،بالراوي الظن حسن على تبىن األخبار ألن" مطلقا، خرب املستوريقبل :القول األول

.3"الناقد على الباطنية اخلربة غري يف املشهورة احلديث كتب من كثري يف الرأي هذا على العمل يكون أن ويشبه: "قال ابن الصالح

. 4"أعلم واهللا م، الباطنة اخلربة وتعذرت م، العهد تقادم الذين الرواة من واحد .5وعزى النووي اإلحتجاج برواية املستور إىل كثري من احملققني، ونسب احلافظ القبول إىل مجاعة

.6ونسب إىل احلنفية، واختاره بعض الشافعية، كابن فورك وسليم الرازي، وقال به أبو يعلى الباطن يف عدالته تعرف ومل الظاهر يف عدال كان من عندنا وهو ،املستور وأما": "قفو األثر"جاء يف

وعدم الباطن االنقطاع حديثه فحكم ،فصاعدا اثنان عنه روى أم واحد عنه بالرواية انفرد سواء مطلقا .7"األول الصدر يف إال القبول

.8مجهور احملدثنيوهو مذهب لعدم ثبوت أهليته للرواية، ال يقبل خرب املستور مطلقا، :القول الثاين

.وهو جمهول العني -1 ).4/280(الزركشي، البحر احمليط، : ، وينظر)2/51(فتح املغيث، -2 )2/51(السخاوي، فتح املغيث، -3 .75علوم احلديث، ص -4 .126نزهة النظر، ص، و ابن حجر، )1/39(النووي، شرح مسلم، : ينظر -5، والزركشي، )2/96(، و اآلمدي، اإلحكام، )303، 2/302(و السمعاين، قواطع األدلة، ،)3/937(أبو يعلى، العدة، : ينظر -6

).282-4/280(البحر احمليط، ).1/86(ابن احلنبلي، مصدر سابق، -7 .126ابن حجر، نزهة النظر، ص: ينظر -8

Page 71: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

63

األكثرين من أهل األصول، اختاره الباقالين و أبو إسحاق الشريازي و السمعاين و الرازي وهو مذهب

.1وغريهم وحنوه، املستور رواية أن والتحقيق: "، قال احلافظرواية املستور موقوفة إىل استبانة حاله :القول الثالث

به جزم كما حاله، استبانة إىل موقوفة هي: يقال بل بقبوهلا، وال بردها، القول يطلق ال االحتمال؛ فيه مما .2"احلرمني إمام

.3لقوالن األخريان يف القسم الثاينكذلك ا - من باب أوىل- ويرد هنا .اختالفهم يف رواية املبتدع الذي مل يكفر ببدعته :لثامنةاملسألة ا

:اختلف أهل العلم يف هذه املسألة على ثالثة أقوال .4، وهو مروي عن مالك ألنه فاسق ببدعته رد روايته مطلقا، :القول األول

.5وهو مذهب الباقالين و أيب منصور البغدادي وأيب إسحاق الشريازي يقبل إن كان ممن ال يستحل الكذب لنصرة مذهبه، ألن تعظيمه حلرمة الكذب مينع اإلقدام : القول الثاين

.6لثوري و غريهم وحكي عن الشافعي و ابن أيب ليلى و ا. عليه و هذا مما يقوي صدقه .7، وهو مذهب أكثر العلماء التفصيل، يقبل حديث غري الداعية، و يرد حديث الداعية :القول الثالث

، والزركشي، )2/162(، و الرازي، مصدر سابق، 166، و الشريازي، اللمع، ص)2/303(األدلة، السمعاين، قواطع : ينظر -1 ).282-4/280(البحر احمليط،

). 1/615(اجلويين، الربهان، : ، وينظر126ابن حجر، نزهة النظر، ص -2 ).1/431(رابح خمتاري، املسائل املشتركة، : ينظر -3 ).2/60(السخاوي، فتح املغيث، ، و76ابن الصالح، مصدر سابق، ص ، و138اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -4، )2/103(اآلمدي، مصدر سابق، ، و)1/300(الغزايل، املستصفى، ، و162أبو إسحاق الشريازي، مصدر سابق، : ينظر -5

).270، 4/269(والزركشي، البحر احمليط، ، )2/61(السخاوي، فتح املغيث، ، و77، 76بق، ص، و ابن الصالح، مصدر سا138اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -6

).4/270(والزركشي، البحر احمليط، والزركشي، ،549، وابن حجر، هدي الساري، ص77، وابن الصالح، مصدر سابق، ص138اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -7

).4/271(البحر احمليط،

Page 72: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

64

إن :فقال ،تفصيال زاده وبعضهم ذلك أطلق فبعضهم ،التفصيل ذا ونالقائل اختلف مث ": قال احلافظ

،فتقبل تشتمل مل نإو ،تقبل فال ظاهرا وحيسنه ويزينه بدعته يشيد ما على الداعية غري رواية اشتملت بدعته يرد ما على روايته اشتملت نإ :فقال ،الداعية حق يف عكسه يف بعينه التفصيل هذا بعضهم وطرد

له تعلق ال ما على يكن مل أم داعية كان سواء املبتدع رواية اشتملت إذا هذا وعلى ،فال وإال ،قبل وافقه إن :فقال فيه آخر تفصيل إىل 1القشريي الفتح أبو مال ،مطلقا تقبل أو مطلقا ترد هل أصال ببدعته

عنده إال احلديث ذلك يوجد ومل أحد يوافقه مل نإو ،لناره وإطفاء لبدعته اإمخاد هو إليه يلتفت فال غريه أن فينبغي ببدعته احلديث ذلك تعلق وعدم بالدين واشتهاره الكذب عن وحترزه صدقه من وصفنا ما مع

.2"أعلم واهللا بدعته وإطفاء هانتهإ مصلحة على السنة تلك ونشر احلديث ذلك حتصيل مصلحة تقدم .اختالفهم يف رواية من كان يأخذ على التحديث أجرا: تاسعةاملسألة ال

، وعلى ما يرويه من خالفا له أثره يف احلكم على عدالة الرجل -أيضا-وهذا مما وقع فيه اخلالف .3األحاديث

: األقوال يف املسألة

للراوي ترتيها ذلك من منعوا إمنا"و، 4ال يقبل حديث من روى بأجرة أو حنوها كاجلعالة :القول األول يسمع مل ما وادعائه تزيده على عثر ،الرواية على األجر يأخذ كان من بعض نأل ،به الظن سوء عن

.5"يعطى كان ما ألجلأمحد إسحاق و محاد بن سلمة و سليمان بن حرب، وعمل به وهو مذهب قوم من أئمة احلديث، منهم

.6بعض السلف كاحلسن

.-رمحه اهللا–هو اإلمام املشهور ابن دقيق العيد -1 .551الساري، صهدي -2 ).1/127(، وخلدون األحدب، مرجع سابق، )4/432(الزركشي، البحر احمليط، : ينظر -3 ).2/86(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -4 .174اخلطيب، الكفاية، ص -5 .79، و ابن الصالح، مصدر سابق، 174، 173اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -6

Page 73: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

65

القرآن تعليم على األجرة بأخذ شبيه"على التحديث جائز، وأخذ األجرة يقبل حديثه، :القول الثاين ينفي بعذر ذلك يقترن أن إال بفاعله يساء والظن للمروءة، خرما العرف حيث من هذا يف أن غري وحنوه،

.1"عنه ذلك .2ذهب إىل ذلك مجاعة، منهم جماهد و طاووس و أبو الفضل بن دكني و علي بن عبد العزيز

بأن يقيد اجلواز مبا إذا كان للراوي كسب فشغل عنه بسبب التحديث، أفىت ، التفصيل :القول الثالث .3ق الشريازيالشيخ أبو إسحابذلك

عن حبفظه اشتغل أو فقريا كان إذا اليتيم مال من األجرة أخذ الوصي جواز له ويشهد" :قال السيوطي .4"القرآن لظاهر ،عليه رجوع غري من الكسب

.رجع إىل ضبط الراوياألسباب اليت ت: املطلب الثاين

ضبط من باب ضرب حفظ باحلزم، أو حفظ الشيء حفظ بليغا، ومن باب تعب عمل بكلتا : الضبط لغة .5يديه

:6اصطالح أهل الفن على قسمنيالضبط يف : اصطالحا . شاء مىت استحضاره من يتمكن حبيث مسعه ما يثبت أن وهو: ضبط صدر -أ

.منه يؤدي أن إىل وصححه فيه مسع منذ لديه صيانته وهو: كتاب ضبط - بومثة مسائل كثرية تتعلق بضبط الراوي مما جرى فيه اخلالف وكان هلا األثر يف احلكم على احلديث قبوال

:وردا، منها

.79ابن الصالح، مصدر سابق، -1 .79، و ابن الصالح، مصدر سابق، 176، 175اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -2 ).4/432(و الزركشي، البحر احمليط، ، 79ابن الصالح، مصدر سابق، : ينظر -3 .169تدريب الراوي، ص -4الفريوز أبادي، ، و حممد بن يعقوب 214، والفيومي، املصباح املنري، ص321أبو بكر الرازي، خمتار الصحاح، ص: ينظر -5

.768، 2009-1430، 4القاموس احمليط، دار املعرفة، لبنان، ط .69ابن حجر، نزهة النظر، ص: ينظر -6

Page 74: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

66

اختالفهم يف رواية أهل الصدق واحلفظ، لكن يقع منهم الوهم كثريا وال يغلب :املسألة األوىل

.عليهم

أهل احلديث، أن من كان من أهل احلفظ والصدق، ووجد يف حديثه اخلطأ والوهم على سبيل اتفقالنادر فإنه يكون ثقة حمتجا به، واختلفوا فيمن كان من أهل الصدق واحلفظ، ووجد يف حديثه الوهم

واخلطأ كثريا لكن ال يغلب عليه، هل حيتج بروايته أم ال؟ :1اختلفوا يف ذلك على قولني

حيىي بن سعيد القطان، وإليه مال علي بن وهو مذهب من كان حديثه كذلك ترك، :األول القول .املديين والبخاري

جواز اإلحتجاج حبديثه، وهو مذهب ابن املبارك و وكيع وسفيان و أكثر أهل احلديث :القول الثاين .الذين صنفوا يف السنن والصحاح

.فروع تتعلق بطرق التحمل واألداء :املسألة الثانية

.العرض: الفرع األول

والكافة الفقهاء مجهور وقال" :، قال اخلطيب2"كتاب من أو حفظا الشيخ على القراءة"وهو :العرض ا والرواية" :، وقال ابن كثري3"احلكم يف منه السماع مبرتلة احملدث على القراءة إن األثر العلم أئمة من

.4"خبالفهم عتدي ال ذاذش عند إال العلماء عند صحيحة بعض يقوله كان وإمنا ئ،جتز ال الشيخ على القراءة كون يف اخلالف انقرض وقد: "قال احلافظ

.5"العراق أهل من املتشددين

).109-1/105(ابن رجب، شرح علل الترمذي، : ينظر -1 .102ابن كثري، اختصار علوم احلديث مع شرحه الباعث، ص -2 .286الكفاية، ص -3 .102الباعث، صاختصار علوم احلديث مع شرحه -4 ).1/196(فتح الباري، -5

Page 75: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

67

.1ولذلك نقل اإلمجاع على صحة األخذ والتحمل بالرواية عرضا

:لكن قد قوي اخلالف يف فروع تتعلق بالعرض منها إذا قرأ على الشيخ وهو ال حيفظ والنسخة بيد غريه وهو موثوق به، هل يصح السماع أم ال؟ -أ

الباقالين، وإىل املنع أميل، فيه وتردد، وهو مذهب اجلويين و املازري، ال يثبت له السماع :القول األول .2كما نقل املنع عن أيب حنيفة ومالك

،ن السلفي اخلالفـووه"، 3أن السماع صحيح وعليه عمل كافة الشيوخ وأهل احلديث :القول الثاين .4"التفاق العلماء على العمل ذا

؟عليه وإقراره سكوته يكفي أم نطقا، عليه قرئ مبا الشيخ يقر أنهل يشترط -ب

.خالفقوم من أهل الزم، وهو مذهب بعض أصحاب احلديث و نطقا إقرار الشيخ يف هذه احلال :القول األول

.5، و به قطع أبو إسحاق الشريازي و سليم الرازي و ابن الصباغالظاهر .6لكن رأى بعض من ذهب هذا املذهب العمل باملروي

نهأو ،إقراره يف عنه التهمة زالت ،عدالته ثبتت إذا فإنه"، والسماع صحيح؛ ال يلزم ذلك :القول الثاين

- القاهرة - العتيقة املكتبة-التراث دار، السماع وتقييد الرواية أصول معرفة إىل اإلملاع ،اليحصيب موسى بن عياض القاضي :ينظر -1

خمتصر حممود شكري اآللوسي، عقد الدرر يف شرح و، )2/169(السخاوي، فتح املغيث، ، و70، ص1970-1379، 1، طتونس .219، ص2008-1429، 1خنبة الفكر، دار ابن حزم، بريوت، ط

ابن ، و76، 75و القاضي عياض، اإلملاع، ص ،497، واملازري، إيضاح احملصول، ص)1/643،644(اجلويين، الربهان، : ينظر -2 ).2/181(السخاوي، فتح املغيث، و، 92الصالح، مصدر سابق، ص

).2/182(السخاوي، فتح املغيث، :ينظر -3 .92ابن الصالح، مصدر سابق، صو ،76القاضي عياض، اإلملاع، ص -4السخاوي، و ،92ابن الصالح، مصدر سابق، صو، 171، والشريازي، مصدر سابق، ص307اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -5

).2/185(فتح املغيث، ، و السخاوي، فتح 104احلديث مع شرحه الباعث، صاختصار علوم ابن كثري، و، 171الشريازي، مصدر سابق، ص: ينظر -6

).2/186(املغيث،

Page 76: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

68

كونه عن التهمة ذه خلرج وجه على به حيدث وملأ ،يسمعه مل ما مسع بأنه إقراره يف عليه جوزنا لو

.1"احلديث ووضع الكذب أمانته والحتملت ،عدال

.2وهو مذهب اجلماهري من احملدثني والفقهاء ؟ هل يصح مساع أو إمساع من ينسخ وقت القراءة -ج

.اختلفوا يف ذلك، ألن ذلك خمل بالسماع، وهو مذهب أيب إسحاق يصح مساع من ينسخ وقت القراءة ال :القول األول

.3اإلسفراييين وإبراهيم احلريب وابن عدي وآخرين يصح السماع مع اإلشتغال بالكتابة، و هو مذهب عبد اهللا بن املبارك وغري واحـد مـن : القول الثاين

.4السلف السماع يصح ال: فنقول :التفصيل اإلطالق هذا من وخري" :، قال ابن الصالحالتفصيل :القول الثالث

، غفل صوت كأنه مسعه إىل الواصل يكون حىت يقرأ، ملا الناسخ فهم معه ميتنع حبيث النسخ كان إذا .5" الفهم معه ميتنع ال حبيث كان إذا ويصح

.6"صحيح فالسماع يقرأ ما فهم عن الكتابة متنع مل إذا فأما" :وقال اخلطيب .اإلجازة: الثاين الفرع

فيه، سرت املوضع جزت: أحدمها، قطع الشيء، تقول: اجليم والواو والزاي، أصالن :اإلجازة لغة .7وسطه شيء كل جوزو، الشيء وسطالثاين، . وقطعته خلفته: وأجزته

.308اخلطيب، الكفاية، ص -1 ).4/388(، و الزركشي، البحر احمليط، 92ابن الصالح، مصدر سابق، ص، و78القاضي عياض، اإلملاع، ص :ينظر -2، والسخاوي، فتح 106، الباعث احلثيث، صابن كثري ، و94، وابن الصالح، مصدر سابق، ص79اخلطيب، الكفاية، ص :ينظر -3

).194، 2/193(املغيث، .94ابن الصالح، مصدر سابق، ص ، و80اخلطيب، الكفاية، ص :ينظر -4 .95، 94علوم احلديث، ص -5 .80الكفاية، ص -6 ).1/494(ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، :ينظر -7

Page 77: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

69

.1سوغ له: أجاز له أي: وتأيت مبعىن اإلذن واإلباحة، ومنه قوهلم

.2" عرفا اإلمجايل اإلخبار يفيد كتبا أو لفظا الرواية يف إذن": اصطالحا :وهي أنواع، منها

وذلك أن يأذن احملدث للطالب أن يروي عنه حديثا معينا أو كتابا معينا، " :أن جييز ملعني يف معني -أ .3"أجزتك، أو أجزت لك أن تروي عين صحيح البخاري: كأن يقول له

، و احلق أن اخلالف 4اإلتفاق على جواز الرواية اوهذا أرفع أنواع اإلجازة حىت حكى بعض أهل العلم . 5ثابت، فقد ذهب مجاعات من أهل احلديث والفقهاء واألصوليني إىل خالف ذلك

.6"أجزت لك أو لكم مجيع مسموعايت أو مجيع مرويايت: " يقول كأن: أن جييز ملعني يف غري معني -ب .8، إذ مل حيك أحد اإلمجاع فيه7"راخلالف يف هذا النوع أقوى وأكث: "قال ابن الصالح

روايات تعيني :شيئني تصحيح بعد به والعمل الرواية ةوصح جوازه والصحيح: "قال القاضي عياض .9"هلا الراوي كتب مطابقة وصحة ،حتقيقها و مسموعاته و الشيخ

.10مجهور العلماء من احملدثني والفقهاء وهو مذهب أو أحد، لكل أجزت أو للمسلمني، أجزت: " يقول أن مثل :العموم بوصف معني لغري جييز نأ -ج

.247الفريوز أبادي، مصدر سابق، ص :ينظر -1 ).2/214(السخاوي، فتح املغيث، -2 .444طارق عوض، شرح لغة احملدث، ص -3، والسخاوي، 98ابن الصالح، مصدر سابق، ص، و88القاضي عياض، اإلملاع، ص، و )1/582(الباجي، مصدر سابق، :ينظر -4

).2/218(فتح املغيث، .98ابن الصالح، مصدر سابق، ص :ينظر -5 .100صابن الصالح، مصدر سابق، -6 .91القاضي عياض، اإلملاع، ص: وينظر. 100علوم احلديث، ص -7 ).2/230(السخاوي، فتح املغيث، :ينظر -8 .371اخلطيب، الكفاية، ص: ، وينظر92، 91اإلملاع، ص -9

).4/399(، الزركشي، البحر احمليط، 100ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -10

Page 78: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

70

.1"ذلك أشبه وما زماين، أدرك ملن أجزت

، وممن جوزها بإطالق، أبو الطيب الطربي و اخلطيب و ابن منده، وهذا مما وقع فيه اخلالف أيضا . 2وآخرون

."3ا فروى اإلجازة هذه استعمل أنه به يقتدى ممن أحد عن نسمع ومل نر ومل" :قال ابن الصالح

جوازه يف اختلفوا أحسبهم فما :وأما إن كانت اإلجازة العامة مقيدة بوصف فقد قال القاضي عياض إخوة أو فالن ألوالد :كقوله ،موصوف حمصور ألنه ؛ألحد منعه رأيت وال ،اإلجازة عنده تصح ممن

.4"فالن .املناولة :الفرع الثالث

: والنوال. أعطيته: ونولته. إعطاء على يدل صحيح أصل والالم والواو النون: "قال ابن فارس :لغة .5"العطاء

.6"كناية أو صرحيا به إجازته مع مروياته من شيئا الطالب الشيخ إعطاء": اصطالحا :وهي على نوعني

قد فرعا أو ،كتبه أصول من أصال الطالب إىل احملدث يدفع نأ" :وصفتها: املناولة املقرونة باإلجازة -أ .7"عين به فحدث فيه مبا عامل وأنا فالن من مساعي الكتاب هذا :له ويقول ،بيده كتبه

واألداء النقل أهل كافة قول: " وهذا أرفعها، حىت حكي اإلمجاع على اإلعتداد به، قال القاضي عياض

.100ابن الصالح، مصدر سابق، ص -1، 190، والسيوطي، تدريب الراوي، ص100ابن الصالح، مصدر سابق، ص، و100، 99القاضي عياض، اإلملاع، ص: ينظر -2

).234-2/231(والسخاوي، فتح املغيث، .100علوم احلديث، ص -3 .101اإلملاع، ص -4 ).5/372(معجم مقاييس اللغة، -5 ).2/285(السخاوي، فتح املغيث، -6 .335الكفاية، صاخلطيب، -7

Page 79: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

71

إذ مل حيك ، ونفى املازري اخلالف فيه، وهو ظاهر صنيع ابن الصالح، 1" النظر أهل من والتحقيق

2اخلالف إال يف كونه حيل حمل السماع أو ال؟ احملدث أعطاه إذا احلنفية كتب من القنية يف لكن : "، قال الزركشي3لكن حكي اخلالف يف ذلك

. 4"روايته جتوز ال وحممد حنيفة أيب فعند يعرفه وال منه ذلك يسمع ومل فيه ما له وأجاز الكتاب أجزت أو عين، اروه" :وصفة هذا النوع كسابقه، إال أنه ال يقول : اإلجازة عن اردة املناولة -ب .5" عين روايته لك

، ألن اإلذن غري مشترط يف مجاعة من احملدثني إىل صحة الرواية ذا النوع فذهب طائفة من العلماء و .6باب األخبار إال ما كان خاصا

.7واختاره بعض األصوليني كابن الصباغ والرازي، قال 8وذهب مجهور احملدثني والفقهاء واألصوليني إىل أا باطلة ال تصح الرواية ا، لعدم وجود اإلذن

احملدثني وعابوا األصول، وأصحاب الفقهاء قاله الذي الصحيح على ا الرواية جتوز ال: "النووي .9"اوزين

.80اإلملاع، ص -1 ).3/533(، و الزركشي، النكت، 107، و ابن الصالح، مصدر سابق، ص501املازري، مصدر سابق، ص: ينظر -2 ).2/463(رابح خمتاري، املسائل املشتركة، : ينظر -3 ).1/262( ، وابن رجب، مصدر سابق،)394، 4/393(البحر احمليط له، : وبنظر). 534، 3/533(النكت، -4 .371اخلطيب، الكفاية، ص: وينظر. 109ابن الصالح، مصدر سابق، ص -5 ).2/471(، ورابح خمتاري، مرجع سابق، )2/301(، و السخاوي، فتح املغيث، 371اخلطيب، الكفاية، ص :ينظر -6 ).4/395(، و الزركشي، البحر احمليط، )2/184(الرازي، احملصول، :ينظر -7، والزركشي، 249، و ابن حجر، الرتهة، ص114، وابن كثري، الباعث احلثيث، ص109الصالح، مصدر سابق، صابن : ينظر -8

).471، 2/468(، و رابح خمتاري، مرجع سابق، )4/395(البحر احمليط، .278التقريب مع شرحه للسخاوي، ص -9

Page 80: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

72

.اإلعالم: الفرع الرابع

.1استعلمه اخلرب فأعلمه إياه، وعلمه العلم تعليما، وأعلمه إياه فتعلمه: اإلخبار، يقال :لغة روايته، أو فالن، من مساعه الكتاب هذا أو احلديث، هذا بأن للطالب الراوي إعالم: "هو: اصطالحا

. 2"ذلك وحنو، روايته يف لك أذنت أو عين، اروه :يقول أن غري من ذلك، على مقتصراقياسا ز الرواية ذا الطريقاجوذهب طوائف من احملدثني والفقهاء و أهل األصول وأهل الظاهر، إىل

.3على طريق العرض، النتفاء إذن الشيخ األصوليني وأئمة احملدثني من طائفة ،وذهب إىل عدم جواز الرواية ذا الطريق

.4للطالب، ولعل عدم اإلذن لوجود خلل فيه يعرفه، كما اختاره النووي والعراقي وابن 5"و به قطع الشيخ أبو حامد: "اختيار ابن الصالح، وقالو هو .6حجر

.الوصية :الفرع اخلامس

وهو ،والوصية ،والوصاية الوصاة: واالسم إليه عهد: توصية وصاه و وأوصاه : "جاء يف القاموس :لغة .7" ، وهي وصي أيضاواملوصى املوصي: والوصي ،أيضا به املوصى

.8"لشخص سفره أو موته، عند يرويه بكتاب الراوي يوصي أن" : اصطالحا

، و الفريوزأبادي، القاموس احمليط، 383الصحاح، ص، وأبو بكر الرازي، خمتار 348الراغب األصفهاين، املفردات، ص: ينظر -1 .907ص

.113، 112ابن الصالح، مصدر سابق، ص -2،و رابح 115، وابن كثري، الباعث احلثيث، ص113ابن الصالح، مصدر سابق، ص، و108القاضي عياض، اإلملاع، ص: ينظر -3

).2/475(خمتاري، مرجع سابق، ).2/475(، ورابح خمتاري، مرجع سابق، 113ابن الصالح، مصدر سابق، ص ، و109القاضي عياض، اإلملاع، :ينظر -4 ).1/310(الغزايل، املستصفى، : وينظر. 113علوم احلديث، ص -5، و ابن حجر، نزهة )1/453(، 2002-1423، 1العراقي، شرح التبصرة والتذكرة، دار الكتب العلمية، لبنان، ط: ينظر -6

.291شرح التقريب، ص ، و السخاوي،250النظر، ص .907الفريوزأبادي، مصدر سابق، ص -7 .115القاضي عياض، اإلملاع، ص -8

Page 81: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

73

له دفعها يف ألن" ،1جوز الرواية بالوصية بعض السلف، منهم ابن سريين، وأبو قالبة عبد اهللا بن زيد

مذهب بالوصية الرواية إن ": 3، وقال ابن أيب الدم2"واملناولة العرض من وشبها اإلذن من نوعا .4"األكثرين

.5" الوجادة سبيل على الرواية أراد أنه على متأول أو عامل، زلة إما وهو: "واستبعده ابن الصالح، وقالعلى عدم اجلواز، واستثىن من ذلك من : ، أي6"العلم أهل كافة أدركنا ذلك على : "قال اخلطيب

.7الكتب ما صح من مساعاتهتقدمت له اإلجازة من العامل، فيجوز أن يروي عنه من صارت إليه .8وهو اختيار النووي

.املكاتبة :الفرع السادس

التكاتب و املكاتبة و له يكتبه أن سأله الشيء استكتبه و، كتابة و أيضا كتابا و نصر باب من كتب :لغة .9مبعىن

وهي أن يكتب الشيخ إىل الطالب، وهو غائب شيئا من حديثه خبطه، أو يكتب له ذلك: "اصطالحا .10" إليه عنه ذلك له يكتب بأن غريه أمر إذا ما وهو حاضر، ويلتحق بذلك

:11وهي على قسمني

.114ابن الصالح، مصدر سابق، ص ، و378اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -1 .115القاضي عياض، اإلملاع، ص -2: بن عبد اهللا بن عبد املنعم املعروف بابن أيب الدم، من علماء الشافعية، ولد حبماة سنة هو العالمة القاضي أبو إسحاق إبراهيم -3أبو نصر عبد الوهاب بن علي السبكي، طبقات : ينظر). هـ642: (تويف سنة". أدب القضاء "و" شرح الوسيط"، له )هـ583(

). 116، 8/115(، 1964-1383، 1الشافعية الكربى، مطبعة عيسى البايب احلليب، ط ).3/19(السخاوي، فتح املغيث، -4 .114علوم احلديث، ص -5 .378الكفاية، ص -6 .378اخلطيب، الكفاية، ص: ينظر -7 .292السخاوي، شرح التقريب، ص: ينظر -8 .470، 469الرازي، خمتار الصحاح، ص: ينظر -9

.111ابن الصالح، مصدر سابق، ص -10 .111ابن الصالح، مصدر سابق، :ينظر -11

Page 82: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

74

، واملشهور بني أهل احلديث صحة وقد اختلفوا يف صحة الرواية ا: اإلجازة عن املكاتبة تتجرد أن -أ

.1من األحكام إىل عماله - J-الرواية ا، اعتبارا مبا كان يكتبه النيب .2، كالقاضي أيب يعلى وأيب إسحاق الشريازي والسمعاين والرازي وغريهماألصولينيحذاق ر اختياوهو

وذهب أبو احلسن بن القطان إىل عدم صحة الرواية ا، وحكم عليها باإلنقطاع؛ ألنه مل يتحمل منه .3بالسماع وال باإلجازة شيئا ال

.4اآلمدي واختاره من األصوليني املاوردي و الروياين وجزم به أو، إليك به كتبت ما أو لك، كتبته ما لك أجزت : ويقول إليه يكتب بأن" :باإلجازة تقترن أن -ب .5" اإلجازة عبارات من ذلك حنو

.6 خالف بال صحيحةا الرواية هذا القسم أقوى من سابقه، فقد صرح ابن النفيس بأن املقرونة باملناولة شبيهة والقوة الصحة يف فهي اإلجازة بلفظ املقرونة املكاتبة أما ": قال ابن الصالح

.7" أعلم واهللا باإلجازة، .8وتصحيح الرواية ذا القسم، الزم كل من صحح الرواية بالقسم األول من باب أوىل

.الوجادة :الفرع السابع

املعاىف عن روينا. العرب من مسموع غري مولد ،) جيد وجد( لـ مصدر هي: "قال ابن الصالح :لغة من العلم من أخذ فيما) وجادة: ( قوهلم فرعوا املولدين أن :العلوم يف العالمة النهرواين زكريا بن

املعاين بني للتمييز) وجد( مصادر بني العرب تفريق من مناولة ال و إجازة، ال و مساع، غري من صحيفة

).2/484(رابح خمتاري، مرجع سابق، ، و112ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -1، 2/334(، والسمعاين، قواطع األدلة، 171الشريازي، اللمع، ص ، و)983، 3/982(، العدة، يعلى القاضي أبو: ينظر -2

).4/391(البحر احمليط، ، والزركشي، )2/183(الرازي، احملصول، ، و115القاضي عياض، اإلملاع، ص، و )335 ).485، 2/484(رابح خمتاري، مرجع سابق، ، و)542-540، 2/582(ابن القطان، بيان الوهم واإليهام، : ينظر -3 ).4/393(، و الزركشي، البحر احمليط، 112، و ابن الصالح، مصدر سابق، ص)2/123(اآلمدي، اإلحكام، : ينظر -4 .112ابن الصالح، مصدر سابق، ص -5 ).3/4(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -6 .112علوم احلديث، ص -7 ).2/482(رابح خمتاري، مرجع سابق، : ينظر -8

Page 83: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

75

ويف وجدا، الغىن ويف موجدة، الغضب ويف وجودا، ومطلوبه وجدانا، ضالته وجد :قوهلم يعين املختلفة،

.1"وجدا احلب .2"فالن خبط وجدت: فيقول كاتبه يعرف خبط جيد أن هي: "اصطالحا

.3والرواية ا، مل جيزه احملدثون وال األصوليون، بل نقل القاضي عياض اتفاقهم على منع الرواية ا .4"الكتاب يف وجده عما حكاية هي امنوإ الرواية، باب من ليست الوجادة و ": قال ابن كثري : ا العملواختلفوا يف

عن وحكى ،به العمل يرون ال وغريهم املالكية من والفقهاء احملدثني فمعظم: "قال القاضي عياض من غريه واختاره اجلويىن نصره الذى وهو أصحابه نظار من طائفة به وقالت به العمل جواز يالشافع .5" التحقيق أرباب

وذهب ابن الصالح أن العمل بالوجادة هو الذي ال يتجه غريه يف األزمان املتأخرة، لتعذر شرط الرواية، .6ولو قيل غري ذلك النسد باب العمل باملنقول

إذا - الشاهد، أن االختالف يف طرق التحمل و األداء موجب لالختالف يف مساع الراوي من شيخه ، الذي له أثره يف احلكم على احلديث باالتصال أو -بطريق من هذه الطرقكان حتمله للحديث

.االنقطاع، وبالصحة أو الضعفأن أهل العلم قد خيتلفون يف احلكم على احلديث بالصحة أو الضعف، اختالفا راجعا : وخالصة القول

الباب يعود إىل جهة إىل أسباب علمية من جهة التنظري ومن جهة التطبيق، فما ذكرته من أسباب يف هذا

. 114علوم احلديث، ص -1 . 160ابن حجر، نزهة النظر، ص -2، ، و اآلمدي120القاضي عياض، اإلملاع، ص، و 502، و املازري، مصدر سابق، ص)1/647(اجلويين، الربهان، : ينظر -3

).2/123(اإلحكام، .117اختصار علوم احلديث مع شرحه الباعث، ص -4 ).649، 1/648(اجلويين، الربهان، : وينظر. 120اإلملاع، ص -5 .116ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -6

Page 84: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

76

التنظري وهو ما اختلف فيه من القواعد اليت حيكم من خالهلا على األخبار بالقبول أو الرد، و كذلك

أن من ال يرى االحتجاج خبرب اهول : حيصل اخلالف يف احلكم عند تطبيق القواعد، فقد نتصور مثال خيتلفون يف كون هذا الراوي هل هو جمهول أوال؟

إىل اختالف مناهج العلماء يف تلقي مسائل علم احلديث - أيضا-اخلالف يف هذا الباب وقد يرجع-وتناول قضاياه، فللفقهاء طريقتهم، وألهل احلديث كذلك طريقهم ومنهجهم، وسأشرح هذا األمر

التصحيح والتضعيف بني الفقهاء واحملدثني، يف الفصل الثالث من هذه املذكرة، : يف مبحث -بإذن اهللا .ثري من مسائله تتعلق ذا الذي حنن بصدده واهللا اهلاديفك

Page 85: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

77

.أدب اخلالف: املبحث الرابع

.تأصيل يف الباب: املطلب األول

إن من أعظم مثرات دراسة أسباب اخلالف، زوال استغراب اخلالف، وأن اخلالف ظاهرة طبيعية توجد مل يكن وليد اهلوى والشهوة وال عن زيغ "استنبطوه من أحكام، بوجود أسباا، ألن اختالف العلماء فيما

بل كان غرضهم يف اجتهادهم إصابة احلق واختيار األفضل، ولذا كان بعضهم يعذر اآلخر "، 1"واحنراف، فبنوا أمرهم على روح التسامح ومتتني روابط احملبة، ونظروا إىل أن 2"فيما اختلف فيه وال ينتقص له رأيا

عن أن جيعل املسائل االجتهادية ال يفسد للمحبة اإلميانية وال لألخوة اإلسالمية قضية، فضالاخلالف يف وقى اهللا . من خالفهم مطية للتعصب والتفرق املمقوت الذي عاد على األمة اإلسالمية بالويالت والدمار

. املسلمني كل شرملذهبه، وال لتتفرق ا كلمة املسلمني، وإمنا وكذلك املذاهب الفقهية، فإا مل توجد ليتعصب كل فريق

وجودها اقتضته ظروف وأحوال دفعت أئمتنا إىل االجتهاد واالستنباط، أداء للواجب وإبراء للذمة فيما أخذ اهللا عليهم من واجب البيان والفتوى، فحازوا بذلك قصب السبق يف التحقيق والتحري إلصابة احلق

أما املذاهب الفقهية فحدوثها ضروري وطبيعي ما : "ل اإلمام اإلبراهيميوالصواب، ويف هذا املعىن يقودامت السنة مل جتمع، وبعد مجعها لو تكن وافية بالتنصيص على الوقائع اجلزئية، ومتوا وأسانيدها بعد

الباب خاضعة للتزكية والتجريح ألا مل تنقل بالتواتر، ومادامت مدارك اتهدين الذين هم املرجع يف هذا متفاوتة بالقوة والضعف يف االستنباط ووجوه القياس وعلله، وما دامت الوقائع اليت تناط ا األحكام ال تنضبط، وقد استحدث العمران أنواعا جديدة من املعامالت الدنيوية ال عهد لإلسالم الفطري ا، وصورا

اإلسالمي ومرونته أن تتناول هذه شىت من املعايش ووجوه الكسب لو تكن معروفة، فمن مساحة التشريع املستحدثات بأنظار جديدة، وتستنبط مـن أصوله أحكام لفروعها، و كل هذا ال حرج فيه وليس داخال

.8من تقدمي عبد الرزاق عفيفي لكتاب أسباب اخلالف للتركي، أسباب اختالف الفقهاء، ص -1 .61التركي، مرجع سابق، ص -2

Page 86: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

78

فيما نشكوه، بل حنن أول من يقدر قدر تلك األنظار الصائبة واملدارك الراقية، و يقيمها دليال على

حيته جلميع األزمنة، وينكر على من سد هذا الباب على اتساع التشريع اإلسالمي ملصاحل الناس، وصال .فزهدها يف استجماع وسائله، وحنن أول من يقدر أولئك العظام الذين هم مفاخر اإلسالماألمة

واملذاهب الفقهية يف حد ذاا ليست هي اليت فرقت املسلمني، وليس أصحاا هم الذين ألزموا الناس ا دهم، فحاشاهم من هذا بل نصحوا وبينوا وبذلوا اجلهد يف اإلبالغ وحكموا أو فرضوا على األمة تقلي

الدليل ما وجدوا إىل ذلك السبيل، وأتوا بالغرائب يف باب االستنباط والتعليل، والتفريع والتأصيل، وهلم اة يف باب استخراج علل األحكام، وبناء الفروع على األصول، ومجع األشباه باألشباه، واالحتياط ومراع

.املصاحل ما فاقوا به املشرعني من مجيع األمموإمنا الذي نعده يف أسباب تفرق املسلمني هو هذه العصبية العمياء اليت حدثت بعدهم للمذاهب، واليت نعتقد أم لو بعثوا من جديد إىل هذا العامل ألنكروها على أتباعهم ومقلديهم، وتربؤوا إىل اهللا منهم

.1"الدين الذي اؤمتنوا عليه، وال من العلم الذي وسعوا دائرته ومنها، ألا ليست منصرف الناشئة إىل تعليم فقهي يستند على "، -كما يراه اإلبراهيمي-والعالج النافع لظاهرة التعصب

االستقالل يف االستدالل، وإعدادها لبلوغ مراتب الكمال، وعدم التحجري عليها يف استخدام مواهبها إىل .2"أقصى حد

ما نصح به أئمتنا طلبة العلم والباحثني، أن يتعودوا النظر يف مذاهب األئمة، وأن -أيضا-ومن العالج يطلعوا على أدلة األقوال فيها، وال يقتصروا على النظر يف مذهب واحد، حىت إذا ما خولف مذهب

اعتياد أن عمو": الواحد منهم وجد حزازة يف نفسه، وضاق ذرعا مبخالفه، قال اإلمام الشاطيب على اطالع غري من مذهبه، غري ملذهب اوإنكار انفور الطالب يكسب رمبا واحد ملذهب االستدالل

الدين، يف تقدمهم و فضلهم على الناس أمجع الذين األئمة، يف قادـاالعت يف حزازة ذلك فيورث مأخذه؛

).165، 1/164(، 1997، 1آثار اإلمام حممد البشري اإلبراهيمي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط -1 ).166، 1/165(املرجع نفسه، -2

Page 87: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

79

.1"…أغراضه، وفهم الشارع مبقاصد واضطالعهم

واحلاصل أنه جيب علينا احترام العلماء وتقديرهم، حىت وإن تصور لنا أن الواحد منهم أخطأ يف هذه : جيب أن يبقى مقام العامل حمفوظا، قال الشاطيب بعد ما قرر هذا -ألا خطأ-القضية مثال، فمع توقيها

فإن ،أجلها من ينتقصن وال ا، عليه يشنع أن وال التقصري، إىل صاحبها ينسب أن ينبغي ال أنه كما" الكوفة يف كنا: "قال أنه املبارك؛ ابن عن روي وقد… الدين، يف رتبته تقتضي ما خالف كله هذا

من شاء عمن منكم احملتج فليحتج تعالوا: هلم فقلت ،-فيه املختلف النبيذ يف :يعين- ذلك يف وينفناظر فما ؟فاحتجوا عنه صحت بشدة الرجل ذلك عن عليه الرد نبني مل فإن بالرخصة، - J- النيب أصحاب

وليس مسعود بن اهللا عبد إال منهم أحد يد يف يبق مل فلما بشدة، جئناهم إال برخصة واحد عن جاءوا يا: الرخصة يف عنه للمحتج فقلت: املبارك ابن قال. عنه يصح بشيء النبيذ رخصة يف عنه احتجاجهم

-J- النيب عن وصفنا وما حالل، لك هو: فقال اجالس ههنا كان لو مسعود ابن أن عد! أمحق فالنخعي! الرمحن عبد أبا يا: قائلهم فقال؟ ختشى أو حتري أو حتذر أن لك ينبغي كان الشدة، يف وأصحابه الرجال؛ تسمية االحتجاج عند دعوا: هلم فقلت احلرام؟ يشربون كانوا -معهما عدة ومسى- والشعيب

فما أبيتم؛ فإن ا؟ حيتج أن أفألحد زلة، منه يكون أن وعسى وكذا كذا مناقبه اإلسالم يف رجل فرب فما: فقلت: قال. اخيار كانوا: قالوا وعكرمة؟ جبري بن وسعيد زيد بن وجابر وطاوس عطاء يف قولكم وهم فماتوا حالال رأوه هؤالء إن: املبارك ابن فقال. حرام: فقالوا بيد؟ ايد بالدرمهني الدرهم يف قولكم .2"حجتهم وانقطعت فبقوا ،؟احلرام يأكلون

.منادج عالية من التأدب بأدب اخلالف بني العلماء: املطلب الثاين

عملي، فاستحضروه يف مواطن الفتيا ، ترمجه علماؤنا إىل واقع -أدب اخلالف- وعمال ذا األدب الرفيع املناظرة، ولقد نقلت لنا كتب التاريخ والتراجم مناذج عالية مجة، يقتدي ا السالك وحيتذي، احلجاح و و

).3/131،132(املوافقات، -1 ).138-5/136(املصدر نفسه، -2

Page 88: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

80

مباء كتابك ألكتنب بقيت ولئن : "، أن أبا جعفر املنصور قال ملالك"ترتيب املدارك"ما جاء يف ذلك ومن

.1"عليها الناس وأمحل الكعبة يف أعلقها مث املصاحف تكتب كما رواية ويف الذهب، هوورأيا التابعني وقول الصحابة وقول - J- حديث كتايب يف فإن تفعل ال املؤمنني أمري يا" :ال مالكفق

أمري يا: "ويف رواية قال مالك. 2"الكعبة يف يعلق أن أرى ال أين غري عنهم، أخرج مل املدينة أهل إمجاع سبق مبا قوم كل وأخذ ،وروايات أحاديث ومسعوا ،أقاويل هلم سبقت قد الناس فإن تفعل ال املؤمنني

فدع شديد،ل اعتقدوا عما ردهم وإن .وغريهم - J- أصحاب اختالف من له دالوا و به وعملوا ،إليهم .3"ألنفسهم بلد كل أهل اختار وما عليه هم وما الناس

الشافعي، من أعقل رأيت ما": وكان معاصرا لإلمام الشافعي، قال الصديف يونسومن ذلك ما جاء عن إخوانا نكون أن يستقيم أال موسى، أبا يا: قال مث بيدي، فأخذ لقيين، و افترقنا، مث مسألة، يف يوما ناظرته

.4"مسألة يف نتفق مل وإن إسحاق، مثل خراسان إىل اجلسر يعرب مل": يقول حنبل، بن أمحد مسعت: السعدي حفص بن أمحد وقال .5 "بعضا بعضهم خيالف يزل مل الناس فإن أشياء، يف خيالفنا كان وإن

الـق كما إال وهو أنا ما ؟ مبالك أتقرنين": فقال مالك، فيه خيالفك: فقالوا ،حديثا سفيان الثوري وذكر

).1/101(القاضي عياض، ترتيب املدارك وتقريب املسالك، -1 ).1/101(املصدر نفسه، -2 ).1/102(املصدر نفسه، -3 ).10/16(الذهيب، سري أعالم النبالء، -4 ).11/370،371( املصدر نفسه، -5

Page 89: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

81

:جرير .2" 1القناعيس البزل صولة يستطع مل قرن يف لز ما إذا اللبون وابن أيب وبني بينه كان و العلم، من باب كل يف مصنفات سالم البن كان" : الغنجار أمحد بن حممد وقال

.3"املذهب يف ختالفهما مع وأخوة مودة الفقيه حفص بن أمحد حفصالعلماء الربانيون من كل عصر، وإىل عصرنا هذا، ومن أحسن ما وقفت عليه 4ولقد سار على هذا املهيع

: ما سطره يراع اإلمام اإلبراهيمي إذ قال -كنموذج من أدب اخلالف بني علماء العصر-يف هذا الباب عزها، أن الشيطان مل جيد منفذا 7شرفها، وطغرى 6اليت كان ابن باديس شارة 5ومن غرائب هذه العصابة"

منه إىل أخوم فيفسدها، أو إىل عالئقهم فيفصمها، أو إىل حمبتهم بعضهم لبعض فينفث فيها يدخلالدخل، فعاشوا ما عاشوا متآخني كأمنت ما يكون التآخي، متحابني كأقوى ما تكون احملبة، ولقد كانوا

ه الرأي ومن شأن ما يكون كذلك أن ختتلف وجو. مشتركني يف أعمال عظيمة، معرضني لعواقب وخيمةوتتشعب مسالكه، فيكثر فيها اللجاج املفضي إىل الضغينة، واالنتصار للرأي املفضي إىل اخلالف، خصوصا إذا اشتجرت اآلراء يف مزلقة االستعمار اليت يرصدها لنا؛ فوالذي روحي بيده ما كنا جنتمع يف

وإين ال أجد . كنفس واحدة إال -وإن اختلف الرأي-املواقف اخلطرية إال كنفس واحدة، وما كنا نفترق كنا إخوان صفاء، وسنبقى إخوان -واهللا-فلقد ). إخوان الصفا(لفظا يؤدي هذه احلالة فينا إال لفظة

، األعظم واحمليط احملكم، سيده نابب املعروف إمساعيل بن علي احلسن أبو: ينظر. من اإلبل العظيم الضخم )بكسر القاف( القنعاس -1

).2/402(، 2000-1421، 1العلمية، بريوت، طدار الكتب ).74، 8/73(الذهيب، سري أعالم النبالء، -2 ).10/630(املصدر نفسه، -3 ).2/211(احملكم واحمليط األعظم، ". واسع مهيع وبلد بني واضح مهيع وطريق : "قال ابن سيده -4 .مجاعة علماء مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني هم -5 .499املعجم الوسيط، ص". السمن و احلسن اللباس و اهليئة و الرائع اجلمال" : الشارة -6 السلطانية، األوامر طرة يف الغليظ بالقلم تكتب اليت العالمة ا ويعنون العرب، استعملتها أعجمية كلمة: مقصورا بالضم" :طغرى -7

، 1العروس من جواهر القاموس، نشر وزارة اإلرشاد، الكويت، طحممد مرتضى احلسيين الزبيدي، تاج ". السلطان مقام تقوم1421-2008 ،)12/430.(

Page 90: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

82

.1"صفاء، حىت جنتمع عند اهللا راضني مرضيني إن شاء اهللا

مع ما "فة، من املودة واألل -قدميا وحديثا-، شاهدة ملا عليه أهل العلم - وغريها كثري-فهذه النماذج ، لكن كل ذلك مل يؤثر على عقد 2"بينهم من اختالف وجهات النظر، ويف استنباط األحكام من األدلة

.األخوة باالنفصام، و ال خرج م النقاش إىل حيز البغض والكراهية، عصمنا اهللا من كل شر

).3/553(آثار اإلمام اإلبراهيمي، -1 .134، ص2009-1430، 1عبد العزيز بن حممد السدحان، معامل يف طريق طلب العلم، دار التأصيل، ط -2

Page 91: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

83

.عالقة الفقه باحلديث: الفصل الثاين

:ويشمل مبحثني

.أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث األول

.املدارس الفقهية بني الطائفتني: املبحث الثاين

Page 92: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

84

:توطئة

، عالقة الفرع باألصل، ومن هنا كان اإلهتمام باحلديث الشك وال ريب أن العالقة بني احلديث والفقه الفروعيات اآليات كثرأ فإن ،الفقهيات األحكام كثرأ مدار"الفقه، كيف ال وعليه أمرا ضروريا لتحصيل

، يف اللغة ويف )احلديث(، وحد )الفقه( ، وقبل شرح ذلك حيسن بيان حد 1"احملكمات السنن يف وبياا جممالت، .االصطالح

: الفقه يف اللغة واإلصطالح: أوال

وفقه فقها من باب تعب، . فهما: أويت فالن فقها يف الدين، أي: الفقه يف اللغة العلم بالشيء، والفهم له، يقال: لغة .2وفقه بالضم مثله، وقيل بالضم إذا صار الفقه له سجية

��qويف الترتيل، � �j� �i� � � � � � � �h��g��f� �e��dp ما نفهم وال نعقل كثريا من " :أي، ٩١: ه%د 3"قولك

.4"باألحكام الشرعية العملية املكتسب من أدلتها التفصيلية العلم" هو :اصطالحا .يف اللغة واإلصطالح احلديث: ثانيا

: نقيض القدمي، واحلدوث كون الشيء مل يكن، وحدث الشيء حدوثا من باب قعد، أي احلديث: لغةما يتحدث به وينقل، -أيضا-شاب، واحلديث : وقع، وأحدث الرجل من احلدث، ورجل حدث أي

.5كثري احلديث: ، ورجل حدث أي - J-ومنه حديث رسول اهللا تصرحيا أو حكما، من - J-ما أضيف للنيب "للمرفوع، وهو مرادف احلديث عند احملدثني :اصطالحا

.6"قول أو فعل أو تقرير أو وصف

).1/18(النووي، شرح صحيح مسلم، -1، ومرتضى الزبيدي، تاج العروس، 289، الفيومي، املصباح املنري، ص427أبو بكر الرازي، خمتار الصحاح، ص: ينظر -2)36/456.( ).2/673(، 2002-1423، 1أبو الفداء إمساعيل ين كثري، تفسري القرآن العظيم، دار الفجر للتراث، ط -3 ).1/216(، التعريفاتاجلرجاين، -4 .78، والفيومي، املصباح املنري، ص)279، 1/278(الصحاح، اجلوهري،: ينظر -5 .76طارق عوض، شرح لغة احملدث، ص -6

Page 93: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

85

.2، فهو على هذا مرادف للخرب1"* واملقطوع *ال خيتص باملرفوع، بل يطلق أيضا على املوقوف ":وقيل .3"ال يطلق احلديث على غري املرفوع إال بشرط التقييد: "وقيل

، مرادف للسنة )من قول أو فعل أو تقرير أو وصف - J-ما أضيف إىل النيب (واحلديث ذا املعىن .4السنة هي مدلول احلديث، فإن أطلقت على لفظه فمجاز : وقيل. عند احملدثني

، و هو ذا املعىن )وصف(و أما احلديث يف عرف أهل األصول فهو مساو لتعريف احملدثني دون قيد أو غري القرآن الكرمي من قول أو فعل أو - J-ما ثبت عن النيب " هم، مرادف للسنة، فهي عند - أيضا-

.5"تقرير مما خيص األحكام الشرعية وعليه، فتعريف أهل األصول أخص، وسبب ذلك راجع إىل اجلانب املراد العناية به، فاألصوليون نظروا

ه األوصاف الذاتية، أما إىل احلديث والسنة من حيث أنه مصدر من مصادر الشريعة، وهذا ال تندرج حتت .6، لذلك كان تعريفهم أعم- J-احملدثون فاهتموا بنقل كل ما يتصل بالنيب

أن السنة ما ثبتت صحته من احلديث و جرى : يف معىن وهو -أصوليا- هذا و تفترق السنة عن احلديث هو أرجح منه، عليه العمل، ألنه قد يصح احلديث وال يوجب العمل، كأن يكون منسوخا أو معارضا مبا

، وعلى هذا املعىن يرتل قول )كذا(، ولكن السنة على )كذا( جاء يف احلديث : أو غري ذلك، فيقال مثال سفيان إمام يف احلديث: "عبد الرمحن بن مهدي، وقد سئل عن سفيان الثوري و األوزاعي و مالك، قال

.52علي حسن عبد احلميد، النكت على نزهة النظر، ص: ، و ينظر83املرجع نفسه، ص -1هو ما يرد من قول التابعي :و املقطوع. ما أسند إىل الصحايب من قول أو فعل، وهو جلي وخفي، ومنه ما له حكم الرفع: املوقوف*

مشهور حسن سلمان، البيان واإليضاح شرح نظم اإلقتراح، الدار األثرية، عمان، : ينظر. ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو من فعله .75، ص2007-1428، 1ط .52علي حسن، مرجع سابق، ص: ينظر -2 .15السيوطي، تدريب الراوي، ص -3 .87، 86سابق، صطارق عوض، مرجع : ينظر -4 .187فركوس، اإلنارة، ص -5 . 188، 187، و فركوس، مرجع سابق، ص19، و اجلديع، حترير علوم احلديث، ص2طاهر اجلزائري، توجيه النظر، ص: ينظر -6

Page 94: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

86

.1" احلديث، ومالك إمام فيهما مجيعاوليس بإمام يف السنة، و األوزاعي إمام يف السنة وليس بإمام يف

والفقه مبعناه االصطالحي له مصادر يستقي منها مادته وأحكامه، واألدلة اليت يستند إليها ويقوم عليها، وهي األدلة املتفق - ترجع كلها إىل وحي اهللا كتابا وسنة، ومها املصدران األصليان، مث اإلمجاع والقياس،

.وقع اخلالف يف اعتبارها، كاالستحسان واالستصالح والعرف وغريها 2وهناك مصادر تبعية -عليها، فبينت السنة 4اتسم بصفة اإلمجال غالبا 3واألصل يف كل ذلك كتاب اهللا تعاىل، غري أن بيانه لألحكام

���q:جممل الكتاب وفصلت، قال تعاىل � �^��]���\��[��Z��Y��X��W�����V���Up

........ 5مفتاح الكتاب، ال يستغىن عنها البتة يف معرفة أحكام الفقهو من مث كانت السنة ،٤٤: ا��*(

، ومصطفى أمحد )1/6(، 2004-1424ط، .حممد بن عبد الباقي الزرقاين، شرح الزرقاين على املوطأ، دار الفكر، بريوت، ب -1

).76، 1/75(، 2004-1425، 2الزرقا، املدخل الفقهي العام، دار القلم، ط ).1/87(الزرقا، مرجع سابق، : ينظر .ألا متفرعة عن تلك املصادر األربعة األساسية -2 :األحكام اليت بينها القرآن الكرمي أنواع -3 .كاإلميان باهللا ورسله واليوم اآلخر: األحكام اإلعتقادية -أ .اليت عنيت بتزكية النفوس، فتحملها على التحلي مبكارم األخالق، والتخلي عن مساوئ األخالق: األحكام األخالقية -ب وهذا النوع من األحكام هو . الحا، وهذه األحكام قسمان، عبادات ومعامالتوهي موضوع علم الفقه اصط: األحكام العملية -ج

، 1عبد الكرمي زيدان، املدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية، مؤسسة الرسالة ناشرون، بريوت، ط: ينظر. املراد يف سياق الكالم .176، 175، ص1431-2010

:بيان القرآن الكرمي لألحكام على ثالثة أنواع -4، "رفع احلرج والضيق"وهو ذكر القواعد واملبادئ العامة اليت تكون أساسا لتفريع األحكام وابتنائها عليها، كقاعدة : بيان كلي -أ

".التعاون على اخلري"ومبدأ ة أي ذكر األحكام بصورة جمملة حتتاج إىل بيان وتفصيل، كوجوب الصالة ووجوب الزكاة، فبينت السنة صف: بيان إمجايل -ب

.الصالة وأحكام الزكاةأنصبة الورثة و احملرمات من النساء و بيان احلدود و غري : أي ذكر األحكام بصورة تفصيلية ال إمجال فيها مثل: بيان تفصيلي -ج

الزرقا، مرجع سابق،: ينظر. و البيان القرآين لألحكام أغلبه كلي ال جزئي، و إمجايل ال تفصيلي، فبينت السنة و فصلت. ذلك .178-176، و زيدان، مرجع سابق، ص)74، 1/73( :األحكام اليت بينتها السنة أنواع -5 .أحكام موافقة ألحكام القرآن ومؤكدة هلا، كاألمر برب الوالدين، و النهي عن قتل النفس -أ

.أحكام مبينة ومفصلة مل الكتاب، كما سبق بيانه -ب

Page 95: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

87

رواية - فكان هذا الدافع األهم يف مجع احلديث وتدوينه، وما تبع ذلك من الكالم على األسانيد واملتون

املصنفات البديعة املليحة، منها -منذ العهد األول-، ليبىن الفقه على أصل صحيح، فصنفت -1ودراية، فجمع ما صح عنده من املرفوع، وآثار الصحابة وفتاوى التابعني، كما أورد فيه املرسل 2"موطأ مالك"

واملنقطع مما اقتضاه نظره اإلحتجاج به، مرتبا كل ذلك على أبواب الفقه، كما ذكر فيه آراءه الفقهية .املستنبطة مما مجعه من اآلثار، فمزج بصنيعه هذا احلديث بالفقه

الصحيحان، والسنن األربعة، فحوت هذه الدواوين أحاديث -بل ومن أشهرها-املصنفات ومن هذه وأما سنن أيب داود فإمنا صنف هلذا . مرتبة ترتيبا فقهيا بديعا، لتكون سهلة املأخذ قريبة املنال 3األحكام . 4الغرض

��q��A:لعامه، كتقييد اليد بالرسغ يف حد السرقة، وكتخصيص عموم قوله تعاىلأحكام مقيدة ملطلق الكتاب أو خمصصة -ج=

��C��Bp ة�� .حبل ميتة البحر، ٣: ا��، )1/76(الزرقا، مرجع سابق، : ينظر. أحكام مستقلة مل يذكرها القرآن، كمرياث اجلدة، وحترمي احلمر األهلية، وغري ذلك -د

.184، 183وزيدان، مرجع سابق، ص، وجيعلون األول على "علم احلديث دراية"و" علم احلديث رواية"درج كثري من املتأخرين على أن علم احلديث ينقسم إىل قسمني، -1

، ومنهم من يعكس، وذهب بعضهم "معرفة مدلول احلديث: "، والثاين على معىن"معرفة حال الراوي من حيث القبول والرد: "معىن .55طارق عوض، مرجع سابق، ص: ينظر. تقدمنيأن هذا التقسيم ال يعرف عن امل

قبل قاله إمنا" : ، قال احلافظ ابن كثري"أصح: "، ويف رواية"ال أعلم كتابا يف العلم أكثر صوابا من كتاب مالك: "قال الشافعي -2 قرة وأليب - السرية غري - إسحق وابن جريح، البن السنن، يف الوقت ذلك يف مصنفة كثرية كتب كانت وقد ،ومسلم البخاري

وإن نفعا، وأعظمها أجلها ،" املوطأ" وهو مالك، كتاب وكان .ذلك وغري مهام، بن الرزاق عبد ومصنف الزبيدي، طارق بن موسىابن حجر، هدي : ، وينظر30اختصار علوم احلديث مع شرحه الباعث احلثيث، ص". أحاديث وأكثر منه حجما أكرب بعضها كان

.2الباري، ص الساري مقدمة فتحاملراد بأحاديث األحكام، ما يدل من األحاديث داللة أولية على األحكام، أو ما يطلب منه احلكم الفقهي من األحاديث، وهي -3

، وحممد عمر بازمول، تعريف عام بأحاديث 652، 651الشوكاين، إرشاد الفحول، ص: ينظر .وإن اختلف يف عددها فهي حمصورة . 44، ص2005-1426، 1أمحد، القاهرة، ط األحكام، دار اإلمام

أبو ". و إمنا مل أصنف يف كتاب السنن إال األحكام، ومل أصنف كتب الزهد وفضائل األعمال وغريها: " -رمحه اهللا-قال أبو داود -4من معاين وما سبق . 81، ص1997-1417، 4داود، رسالة أيب داود إىل أهل مكة يف وصف سننه، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط

و ما بعدها، و عبد ايد حممود، 172، و زيدان، مرجع سابق، ص)وما بعدها1/73(الزرقا، مرجع سابق، : هذه التوطئة، يراجع

Page 96: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

88

:وهناك كتب أخرى يف أحاديث األحكام خاصة، منها

).307: ت(حممد عبد اهللا بن اجلارود النيسابوري، ، أليب "املنتقى يف السنن" ، ثالثتها لعبد احلق بن عبد الرمحن "األحكام الصغرى"، و "األحكام الوسطى"، و "األحكام الكربى"

).581: ت(اإلشبيلي، ، كالمها لعبد الغين بن عبد الواحد املقدسي، "عمدة األحكام الكربى"، و"عمدة األحكام الصغرى" ).600: ت( ). 652: ت(، د الدين أيب الربكات عبد السالم ابن تيمية، "املنتقى يف األحكام عن خري األنام"، ثالثتها ألمحد بن عبد اهللا حمب الدين "األحكام الصغرى"، و "األحكام الوسطى"، و"األحكام الكربى"

).694: ت(الطربي، ).702: ت(ن دقيق العيد، ، أليب الفتح حممد اب"اإلملام بأحاديث األحكام" ).744: ت(، لشمس الدين أيب حممد بن أمحد بن عبد اهلادي، "احملرر يف احلديث" ).852: ت(، أليب الفضل أمحد بن علي بن حجر العسقالين، "بلوغ املرام من أدلة األحكام" ).1250: ت(، للسيد حممد مرتضى الزبيدي، "عقود اجلواهر يف أدلة مذهب اإلمام أي حنيفة" 1).1206: ت(، حملمد بن عبد الوهاب، "جمموع احلديث على أبواب الفقه"

و املقصود أن مجع وترتيب أحاديث األحكام يف مصنفات خاصة أو عامة، موضوع ذو بال عند العلماء، على - ، و مما اشترطه أهل األصول 2"و ما ذاك إال ألن احلديث النبوي أصل من أصول الفتوى والفقه "

، و بازمول، مرجع سابق، 24، ص1979، 1399ط، .اإلجتاهات الفقهية عند أصحاب احلديث، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ب= .و ما بعدها 44ص

للدكتور بازمول وقد تكلم صاحبها على " تعريف عام بأحاديث األحكام"ين هذه الكتب مع أمساء مؤلفيها، من رسالة نقلت عناو -1 .62-58ص: املطبوع منها واملخطوط، ينظر

. 44بازمول، مرجع سابق، ص -2

Page 97: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

89

.1علمه بنصوص أحاديث األحكام، ألفاظها ومعانيها - يل اإلتفاقسب

ما يتعلق ذه الصلة بني الفقه واحلديث، وجعلت -بتوفيق اهللا وتسديده- و سأتناول يف هذا الفصل . ذلك يف مباحث .أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث األول .فضل الفقه والفقهاء: املطلب األول

، وما ثبت من األدلة يف بيان فضل علم الشريعة 2أحد أقسام علم الشرع الفقهعلم : فضل الفقه: أواليتناول الفقه، ومن تأمل مثرته علم أنه أفضل العلوم، و أمهها وأنفعها، و من تأمل العلوم وجد مجهورها

فبها . ادهفيما بينه وبني ربه، وفيما بينه وبني عب"، وأحكامه استوعبت عالقة العبد 3الفقه، و عليه مدارها .يشد حبل اإلتصال بعبادة ربه يف عالنيته وسره، من صالة وزكاة وصيام وحج ونسائك

وا ينشر راية اإلسالم، ويرفع منار القرآن، وذلك يف فقه اجلهاد و املغازي والسري واألمان و العهد وحنو .ذلك

فقه املعامالت من بيع وشراء و ا يتطلب الرزق املباح، و يبتعد عن مواطن اإلمث واجلناح، و ذلك يفوخيار وربا وصرف، وما جرى جمرى ذلك مما يرتبط مبعامالت اخللق املالية لبعضهم البعض، و ا جترى

.األموال يف وظائفها الشرعية من وقف ووصية و حنوها من أحكام التصرفات املالية

الرغائب والنفائس، ، و فركوس، الفتح املأمول يف شرح مبادئ األصول، دار652، 651الشوكاين، مصدر سابق، ص: ينظر -1

.161، ص2001-1421، 2اجلزائر، ط :ومن نظم ابن القيم قوله -2

تبيان ذو واحلق رابع من... هلا ما ةثالث أقسام والعلم للرمحن األمساء وكذلك... وفعله اإلله بأوصاف علم . الثاين املعاد يوم وجزاؤه... دينه هو الذي والنهي واألمر

.266، ص1417، 2منت القصيدة النونية، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، طابن القيم، .308و222و122و117، ص1أبو الفرج عبد الرمحن بن اجلوزي البغدادي، صيد اخلاطر، دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط -3

Page 98: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

90

األموال يف أيدي أرباا على أعدل و ا يقف على فقه الفرائض احملكمة فيسعد بنصف العلم وتستقر

.قسمة وأمت نظام .وبفقهها ينعم باحلياة الزوجية الشرعية وما يلحق ا من األحكام

وحييط مبدى حمافظة اإلسالم على ضروريات احلياة املشمولة باسم اجلنايات والديات واحلدود .والتعزيرات، فيعيش يف أمن وأمان وراحة بال واستقرار

أحكام األطعمة والنحائر، والنذور واألميان، ويف مباحث التقاضي وقواعده وطرقه وأحكامه،و هكذا يف .1"موطن حتقق العدالة وفصل اخلصام، فتقر احلقوق يف أنصبائها، وتعاد الظالمات إىل أهلها

��qتعاىلتأويل قوله : "قال اخلطيب البغدادي �¸��¶��µ�º¹���À��� �¿���¾��½��¼��»

Á �pا الفقه، ٢٦٩: ا����ةليست بالنبوة، : "، وساق بسنده عن جماهد يف تفسري احلكمة، قال"أ .2"ولكن العلم والفقه

تنكح وتصوم وتصلى وتبيع تشترى كيف واحلرام اللاحل جمال هي الذكر جمالس قال ": وعن عطاء قال .3" هذا وأشباه وحتج وتطلق . 3"الفقه مبثل اهللا عبد ما : "الزهري وعن. 3"الفقهاء كلمات لوال حنن ما : "الدرداء أيب وعن

:4ولقد أحسن من قال .باعتزاز أوىل الفقه فعلم مـبعل علم ذو اعتز اـم إذا

.كبازي وال يطري طري وكم كمسك وال يفوح طيب فكم . فضل الفقهاء: ثانيا

هم الفقهاء، وشرفهم تابع لشرف العلم الذي حيملونه، وبسببه تبؤوا املكانة ) الفقه( وأهل هذا العلم

.12، 11ص ،1996- 1417، 2بكر بن عبد اهللا أبو زيد، التقريب لعلوم ابن القيم، دار العاصمة، الرياض، ط -1 ).1/132(، 1996-1417، 1الفقيه واملتفقه، دار ابن اجلوزي، القاهرة، ط -2 ).56، 1/55(أورد هذه اآلثار النووي يف مقدمة اموع، -3 . 199، ص1997، 1حممد بن عبد الرمحن، نشر طي التعريف يف فضل محلة العلم الشريف، دار املنهاج، جدة، ط: ينظر -4

Page 99: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

91

زمن يف كان وإن ،داأب اخلالئق على فاقوا املذاهب أرباب فإن : "يقول ابن اجلوزي، العالية بني اخلالئق

يعرف الشاب ترى فإنك زماننا بأهل هذا واعترب .باللغة وأ باحلديث أو بالقرآن منه أعلم هو من أحدهم باقي من النحرير يعرفه ال ما احلوادث يف تعاىل اهللا حكم ويعرف فيستغين الظاهرة اخلالف مسائل .1" العلماء

: ، قال"اموع"يف مقدمة كتابه -رمحه اهللا-ومما حيسن ذكره يف هذا الباب، ما ذكره اإلمام النووي كرامهمإ على واحلث واملتفقهني الفقهاء ينتقص أو يؤذى ملن الشديد والوعيد كيداأل النهي يف فصل(

: ا�*, ��q��������`���_��^��]��\���[��Z��Y��Xp:، واستدل على ذلك بقوله تعاىل)حرمام وتعظيم

��°��q:2وقوله، ٣٢ ��®��� � � �¬��«��ª��©����¨���§��¦ �p,*٣٠: ا� ،�q� �Æ��Å��Ä��Ãp

���q:وقوله، ٨٨: ا�*.� � �l��k��j��i��h��g��f��e��d���c��b��a��`p

اهللا رسول عن - D- هريرة أىب عن البخاري صحيح يف وثبت " :النووي مث قال .٥٨: ا012اب-J - عن البغدادي 4اخلطيب وروى. 3" باحلرب آذنته فقد وليا يل آذى من :قال وجل عز اهللا أن

كالم ويف، "وىل هللا فليس اهللا أولياء الفقهاء تكن مل نإ" :قاال -عنهما اهللا رضي- حنيفة وأىب الشافعي ".العاملون الفقهاء الشافعي

اهللا رسول آذي ومن - J- اهللا رسول آذى فقد فقيها آذى من" :-عنهما اهللا رضي- عباس ابن وعن-J - 6" 5"وجل عز اهللا آذي فقد .

.117صيد اخلاطر، ص -1- ، أن من شعائر اهللا وحرماته تعظيم العلماء، أو أن العلماء -كما هو ظاهر من صنيع النووي-و الشاهد من هذه اآلية واليت قبلها -2ابن عثيمني، شرح مقدمة اموع، دار ابن اجلوزي، : ينظر. يعظمون حبسب ما عندهم من شعائر اهللا وحرماته -و منهم الفقهاء-

�.64ت، ص.ط، ب.القاهرة، ب .1322، ص6502صحيح البخاري، كتاب، الرقاق، باب، التواضع، ح -3 ). 1/150(الفقيه واملتفقه، -4 ).1/143(املصدر نفسه، -5 ).1/54(اموع، -6

Page 100: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

92

-الشرف والذي يبوئ صاحبه إن الفقه الذي حيصل به : هذا وجتدر اإلشارة إىل شيء مهم و هو

منازل الفقهاء، وعليه حيمل ما مضى وغريه مما ثبت من النصوص واآلثار يف فضل الفقه - بتحصيلهوالفقهاء، هو ما كان مبنيا على ربط األحكام مبداركها الشرعية، معينا على التعليل واالستنباط، ممكنا

يقال هذا احترازا مما مساه اإلبراهيمي الفقه ،1من معرفة حكم ما استجد من النوازل مما ال نص فيه، املبين على جمرد حفظ الفروع وتفكيك ألفاظها، وفهمها فهما سطحيا ال يراعى فيه روح 2اللفظي

وهو يعاجل مشكلة من مشاكلنا اإلجتماعية -الشرع وحكمه وأسراره، ويف هذا املعىن يقول اإلبراهيمي ون حقائق دينهم، وجهلوا احلكم املنطوية حتت أحكامه، ومن جهل املسلم: "قال - وهي مشكلة الطالق

أسباب ذلك جفاف الفقه عند الفقهاء ألخذهم إياه من كتب تعلم األحكام وال تبني احلكم، فأثر ذلك آثارا سيئة، منها اعتبار تلك األحكام تعبدية -وهم مرجع العامة يف سياسة اإلفتاء-يف نفوس املتفقهة يتحرك الفكر يف التماس عللها، وطلب حكمها، وتعرف مقاصد اإلسالم منها، حتفظ ألفاظها، وال

أنا مل أمسع مدة دراسيت للفقه يف بعض تلك الكتب إال كلمتني .وتصفح وجوه املصلحة واملفسدة فيهاتثريان يف النفس شيئا من اإلحساس احلي، وتنبهان على خيال من احلكمة، وتبثان يف املشاعر بصيصا من

، والثانية يف باب الطالق، "النكاح مبين على املكارمة : " ر، إحدامها يف باب النكاح، وهي قوهلمالنوولو أن فقهاءنا أخذوا الفقه من القرآن، ومن السنة . 3"أبغض احلالل إىل اهللا الطالق: "وهي تناقلهم ألثر

لني اليت تقرن املسائل بأدلتها، القولية والفعلية، ومن عمل السلف، أو من كتب العلماء املستقلني املستدوتبني حكمة الشارع منها، لكان فقههم أكمل، وآثاره احلسنة يف نفوسهم أظهر، ولكانت سلطتهم على

إن من . املستفتني من العامة أمنت وأنفذ، ويدهم يف تربيتهم وترويضهم على اإلستقامة يف الدين أعلى

ومما بعدها ، ٢٢٩: ا����ة�����qv�����w���x{��z��y��}��| p: يأخذ فقه الطالق من آية

. وما بعدها178، ص1416، 1بكر أبو زيد، اموعة العلمية، دار العاصمة، السعودية، ط: ينظر -1 ).297، و3/190(آثار اإلمام اإلبراهيمي، -2، وسنن ابن ماجة، كتاب، الطالق، باب، حدثنا 330، ص2178سنن أيب داود، كتاب، الطالق، باب، يف كراهية الطالق، ح -3

).7/106(، 2040، وضعفه األلباين، اإلرواء، ح349، ص2018سويد بن سعيد، ح

Page 101: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

93

�£��¤��������¡���¢����q: اآلمرة بالوقوف عند حدود اهللا، الناهية عن تعديها، أو من آية من اآليات �

� � �¦� � � �¥p و باإلغناء من 1أو من آية احلكمني ووعد اهللا بالتوفيق عند اإلصالح، ٢٣٦: ا����ة ،، من 3أحدمها التمتيع والسراح اجلميل: ختيري النيب أزواجه بني حالني، أو من آية 2واسع فضله عند التفرق

أخذ فقه الطالق من هذا املنبع العذب يعلم أي حكم مبثوثة حتت كل كلمة وكل مجلة، ومن تفقه هذا الفقه ونشره يبعد جدا أن يتالعب بتلك العقدة اإلهلية اليت عقدها اهللا بني الزوجني، فيضعها يف غري

.4" ملعروف بني املسلمني اآلنموضعها اسبب تعدي حدود اهللا يف الطالق، والذي سبب من جهته هذا الوضع املزري بكثري - رمحه اهللا-مث بني

من األسر املسلمة، وأنه راجع إىل سوء الفهم من الكثريين، سبب سوء التصرف منهم يف احلق املخول فالفقيه ال يعرف إال أن العصمة بيد "الفقيه، هلم يف قضية العصمة، جنم سوء الفهم، من سوء تفهيم

الزوج، ألنه ال جيد يف كتب الفقه إال هذا، وهو حق يف أصل الشريعة، ولكن اإلسالم ال يعطي هذه فهو يكل إليه عهدا و يستحفظه . احلقوق أو هذه االمتيازات إال للمسلم الصحيح اإلسالم، القوي اإلميان

وثقة بإميانه، أما إعطاء هذه اإلمتيازات إىل اجلاهلني املتحللني من قيود على أمانة، اعتمادا على رشده، .5"اإلسالم فهو ال يقل شناعة وسوء أثر عن إعطاء السالح للمجانني

وال يعد هذا تنقيصا من املختصرات اليت مجعت الفروع الفقهية، وال تزهيدا فيها، وال يعين أن أصحاا أدوا ما عليهم حبكم االختصاص، -رمحهم اهللا- يعة ومقاصدها، فهم مل يراعوا يف مجعها حكم الشر

ولكن يقال ما سبق يف حق من مجد على األلفاظ ومل يراع ما تقتضيه الصناعة الفقهية، املوصوفة عند .أئمة الشأن، وسيأيت مزيد إيضاح يف هذه النقطة بعد قليل إن شاء اهللا تعاىل

.35اآلية: النساء -1 .132اآلية:النساء -2 .28اآلية: األحزاب -3 ). 3/298(آثار اإلمام اإلبراهيمي، -4، و بكر أبو زيد، اموعة العلمية، )3/190،191(، و )1/151(املرجع نفسه، : ، و راجع)3/299(املرجع نفسه، -5

. 180-178ص

Page 102: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

94

.فضل احلديث و أهله: املطلب الثاين

. فضل علم احلديث: أوال

وهو أنواع . 1" واملروي الراوي حال معرفة إىل ا يتوصل اليت القواعد معرفة " هو: علم احلديثعلم احلديث هو الشريعة ألنه مبني " :يقول ابن اجلوزيوفنون، هذا العلم من أشرف العلوم وأفضلها،

.2"…وسرية أصحابه - J- اهللالقرآن وموضح احلالل واحلرام وكاشف عن سرية رسول : قال ". توجلا العلوم كثرأ من )علم احلديث: أي( هو و" : معلقا على قول ابن الصالح قال احلافظ و ،أكثر صار إمنا و .والفقه واحلديث، التفسري، :هي و الشرعية هنا بالعلوم املراد و فنوا يف دخوال: أي"

اهللا كالم به فسر ما أوىل فإن التفسري، أما و ،فظاهر احلديث أما .إليه الثالثة العلوم من كل الحتياج الفقه أما و، يثبت مل مما ثبت ما معرفة إىل ذلك يف الناظر حيتاج و، - J- نبيه عن ثبت ما- تعاىل

بعلم إال ذلك يتبني ال و يثبت، مل ما دون احلديث من ثبت مبا االستدالل إىل الفقيه فالحتياج .3"احلديث

:أحسن من قالولقد .وهو بالنسبة للفنون كنسبة احلدق للعيون

فكما أن احلدقة هي طريق نظر العني، فكذلك علم احلديث هو السبيل إىل النظر يف باقي العلوم : "واملعىن 4"الشرعية

. فضل أهل احلديث: ثانيا

، وما سبق ذكره وغريه يف فضل الفقهاء يقال هنا ألم كلهم يصدق وأهل هذا العلم هم أهل احلديث عليهم أم محلة الشريعة، و ال بأس أن أزيد شيئا مما يناسب املقام، قال ابن اجلوزي يف سياق كالمه عن

).1/225(، 1984-1404، 1ابن حجر، النكت على كتاب ابن الصالح، اجلامعة اإلسالمية، املدينة النبوية، ط -1 .212صيد اخلاطر، ص -2 ).1/227(النكت على كتاب ابن الصالح، -3اخلطيب البغدادي، شرف أصحاب احلديث، : ، والبيت من منظومة لغة احملدث له، وبنظر58شرح لغة احملدث، ص طارق عوض، -4

.، فإنه عدد ما يشتمله احلديث من العلوم28، 27، ص1996-1417، 1مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط

Page 103: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

95

بالكذب وأدخلوا يف املنقوالت ) احلديث(وقد مزجوه : "فضل علم احلديث الذي سبق طرفا منه، قال

، وبعد أن ذكر ما يعرض للزهاد والوعاظ الذين مل يوفقوا إىل التمييز بني صحيح املنقول و 1"كل قبيحفسبحان من : " ضعيفه، وذكر حديثني متثيال مما اشتهر وهو ضعيف أو موضوع عند أهل احلديث، قال

.2"حفظ هذه الشريعة بأحبار أخيار ينفون عنها حتريف الغالني وانتحال املبطلني عن رووا ما منهم يقبل : "ب البغدادي وهو يعدد فضائل علم احلديث وفضائل أهله، قالوقال اخلطي

اختلف إذا. ومحلته العلم وأوعية وخزنته، الدين حفظة والعدول، عليه املأمونون وهم ،- J- الرسول وإمام فقيه، عامل كل ومنهم. املسموع املقبول فهو به، حكموا فما الرجوع، إليهم كان حديث، يف

العظيم، اجلمهور وهم. حمسن وخطيب متقن، وقارئ بفضيلة، وخمصوص قبيلة، يف وزاهد نبيه، رفيع .3"…املستقيم السبيل وسبيلهم

.بني الفقه واحلديث: املطلب الثالث

من فضل الفقه والفقهاء، وفضل احلديث وأهله ال يقصد به متييز علم على علم وال فن ما سبق ذكره ، -العلوم األصلية واخلادمة مجيعا-الشريعة متداخلة متكاملة يكمل بعضها بعضا على فن، إذ علوم

، فما أحسن من اجلمع بينها على سبيل تقدمي األهم 4ومجيعها متفرع عن أصل واحد هو علم الشريعةاحملدث حمدثا حىت يكون فقيها، وال يكون الفقيه فقيها حىت -كما األمر هنا- فاملهم، فال يكون مثال

بالعاقل فقبيح: " ما حيصل به الغرض من الفنني، قال ابن اجلوزي -أو على األقل-ون حمدثا، يك رواية، وكل طريق، كل على ليحصل ونسخه احلديث بسماع مثال يتشاغل أن الفضائل لكمال الطالب حيفظ ال مث، بالنسخ تشاغل إن خصوصا سنة مخسني يف منه مقصوده من يفرغ ال هذا و، غريبوكل هـعلي الذي النقل يعرف وال الفقه يف باخلالف أو، احلديث يعرف وال القرآن بعلوم يتشاغل أو، القرآن

.211صيد اخلاطر، ص -1 .212املصدر نفسه، ص -2 .28شرف أصحاب احلديث، ص -3 .6رابح خمتاري، املسائل املشتركة، ص: ينظر -4

Page 104: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

96

.1" املسألة مدار

بل، فقيها يكون ال فإنه ،العلوم باقي عن أجنبيا يكون أال للفقيه ينبغي أنه على : "وقال ناصحا الفقيه .2" اآلخرة و الدنيا عز فإنه الفقه على يتوفر مث خبط علم كل من يأخذ

، فلم يكن عندهم مثة فرق -رمحهم اهللا- 3لذلك ال نشك يف أن السبيل األقوم هو ما كان عليه سلفنابني احملدث والفقيه، إىل أن انشغل فريق باحلديث على حساب الفقه، وفريق بالفقه على حساب

ما دفع اإلمام اخلطايب إىل احلديث، وظهرت بينهما وحشة هي أشبه بالعداوة واخلصومة، ولعل هذا يف العلم أهل رأيت: "- رمحه اهللا-معاجلة هذا الواقع يف كالم له طويل أنقله على طوله لنفاسته، قال

واحدة وكل ونظر، فقه وأهل وأثر، حديث أصحاب ،فرقتني إىل وانقسموا ،حزبني حصلوا قد زماننا احلديث ألن واإلرادة، البغية من تنحوه ما درك يف عنها تستغين وال احلاجة يف أختها عن تتميز ال منهما قاعدة على يوضع مل بناء وكل كالفرع، له هو الذي البناء مبرتلة والفقه األصل، هو الذي األساس مبرتلة

.وخراب قفر فهو وعمارة بناء عن خال أساس وكل منهار، فهو وأساس من احلاجة وعموم املرتلتني يف والتقارب احمللني يف التداين من بينهم ما على الفريقني هذين ووجدت بلزوم احلق سبيل وعلى ،متهاجرين إخوانا ،صاحبه إىل منهم لكل الالزمة الفاقة ومشول بعض إىل بعضهم .متظاهرين غري والتعاون التناصر

الطرق ومجع الروايات وكدهم اإمن منهم األكثرين فإن ،واحلديث األثر أهل هم الذين الطبقة هذه فأما املعاين يتفهمون وال املتون يراعون ال مقلوب أو موضوع أكثره الذي احلديث من والشاذ الغريب وطلب

.122صيد اخلاطر، ص -1 .118املصدر نفسه، ص -2املصدر ". الفقه يعرفون ال واحملدثون احلديث، يعرفون ال الفقهاء صار مث الفقهاء، هم قدميا احملدثون كان قد و: "قال ابن اجلوزي -3

قدميا و حديثا، فال نشك يف وجود من وفقهم اهللا تعاىل من أهل العلم وهذا الوصف و إن كان يصدق على كثريين. 308نفسه، صعلى مر العصور و إىل عصرنا هذا، من مجعوا بني اخلريين، على ميل ظاهر لفن معني ميليه اإلختصاص، فكانوا بذلك أفضل ممن اقتصر

.على فن واحد، و رمحة اهللا على أهل العلم مجيعا

Page 105: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

97

وادعوا بالطعن وتناولوهم الفقهاء عابوا ورمبا ،فقهها و ركازها يستخرجون وال سريها يستنبطون وال

.آمثون فيهم القول وبسوء ،قاصرون العلم من أوتوه ما مبلغ عن أم يعلمون وال السنن خمالفة عليهم وال أقله على إال احلديث من يعرجون ال أكثرهم فإن ،والنظر الفقه أهل وهم األخرى الطبقة وأما

به حيتجوا أن منه بلغهم مبا يعبؤون وال ،رديئه من جيده يعرفون وال سقيمه، من صحيحه مييزون يكادون على اصطلحوا وقد ،يعتقدوا اليت آراءهم ووافق ،ينتحلوا اليت مذاهبهم وافق إذا خصومهم على

األلسن وتعاورته عندهم اشتهر قد ذلك كان إذا املنقطع واحلديث الضعيف اخلرب قبول يف بينهم مواضعة اهللا وفقنا- وهؤالء ،فيه وغبنا الرأي من ضلة ذلك فكان به، علم يقني أو فيه ثبت غري من بينهم فيما

نفسه قبل من باجتهاد يقوله قول حنلهم وزعماء مذاهبهم رؤساء من واحد عن هلم حكي لو -وإياهم رواية من كان ما إال مذهبه من يعتمدون ال مالك أصحاب فتجد. العهدة له استربؤوا و الثقة فيه طلبوا

أضرابه و احلكم عبد بن اهللا عبد رواية وجدت فإذا أصحابه تالد من ضربائهم و واألشهب القاسم ابن .طائال عندهم تكن مل

من والعلية احلسن بن وحممد يوسف أبو حكاه ما إال عنه الرواية من يقبلون ال حنيفة أيب أصحاب وترى يقبلوه مل خبالفه قول رواية وذويه اللؤلؤي زياد بن احلسن عن جاءهم فإن ،تالمذته من األجلة و أصحابه

.يعتمدوه ومل فإذا املرادي سليمان بن والربيع املزين رواية على مذهبه يف يعولون إمنا الشافعي أصحاب جتد وكذلك كل عادة هذا وعلى. أقاويله يف ا يعتدوا ومل إليها يلتفتوا مل وأمثاهلما اجليزي و حرملة رواية جاءت

.وأستاذيهم أئمتهم مذاهب أحكام يف العلماء من فرقة بالوثيقة إال الشيوخ هؤالء عن وروايتها الفروع هذه أمر يف يقنعون ال وكانوا دأم هذا كان فإذا

عن والنقل الرواية يتواكلوا وأن األعظم واخلطب األهم األمر يف يتساهلوا أن هلم جيوز فكيف ،والثبت واالنقياد حلكمه التسليم علينا جيب الذي طاعته، الالزمة حكمه الواجب العزة، رب ورسول األئمة إمام

Page 106: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

98

.1"…وأمضاه أبرمه مما شيء من غال صدورنا يف وال قضاه مما حرجا أنفسنا يف جند ال حيث من ألمره

أخي يا واعلم : "، كاخلالصة ملا سبق، قال- رمحه اهللا-وأختم هذا املبحث بكلمة لإلمام ابن عبد الرب املفرط وإن ،ا علمه تقدم يكن مل إذا السنن من بكثري اجلهل عليه يؤمن ال املولدات حفظ يف املفرط أن قانع وكالمها ،العلم من رلصف فيها الفقهاء قال وما معانيها على الوقوف دون اآلثار طرق حفظ يف

فبني ذا الوسطية اليت ينبغي أن يكون عليها مريد العلم، فال مجود على األقوال "، 2"املطعم من بالشم .3"بدون دليل، وال متسك بالدليل دون فقهه

).29-1/27(اخلطايب، معامل السنن، -1 ).2/286(ابن عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، -2 .42، ص2002-1423، 1ابن حنفية العابدين، كيف خندم الفقه املالكي، مكتبة الرشاد، سيدي بلعباس، ط -3

Page 107: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

99

.بني الطائفتني املدارس الفقهية: املبحث الثاين

يعود نشوء املدارس الفقهية إىل عصر التابعني، واكتمل ظهورها يف عصر التدوين واألئمة اتهدين يف .1 القرن الثاين اهلجري

، الذي له أصوله ومعامله وخصائصه متيزه عن غريه، فقهيالجتاه إلا ، ذلكاملدرسة الفقهيةواملقصود ب .2سلكه علماء وأتباع، ويأخذه عنهم غريهمي

انقسم": وهذا اإلجتاه الفقهي طريقان، طريق الرأي و القياس، وطريق احلديث و األثر، يقول ابن خلدون أهل وهم احلديث، أهل وطريقة العراق، أهل وهم والقياس، الرأي أهل طريقة: طريقتني إىل *فيهم الفقه

قيل فلذلك فيه، ومهروا القياس من فاستكثروا قدمناه، كما العراق أهل يف قليال احلديث كان و. احلجاز مالك احلجاز أهل إمام و حنيفة، أبو أصحابه يف و فيه املذهب استقر الذي مجاعتهم ومقدم. الرأي أهل .3" بعده من والشافعي أنس بن

ببعض األصول، جعلهم بعض الباحثني مدرسة مستقلة، -أتباع داود الظاهري-وملا استقل أهل الظاهر .4وبذلك تكون املدارس الفقهية ثالثة، متباينة يف طرقها

.مدرسة أهل احلديث: املطلب األول

.النشأة وعوامل الظهور: أوال

" مدرسة املدينة: "بل نسبت أول األمر إليها، فإذا قيل - J- مهد مدرسة احلديث، هو مدينة رسول اهللا فهي مدرسة أهل احلديث، وكان واضع حجر أساس هذه املدرسة الصحابة الذين استوطنوا املدينة وعلى

النفائس، األردن، ، و عمر سليمان األشقر، تاريخ الفقه اإلسالمي، دار )190، 1/189(الزرقا، املدخل الفقهي العام، : ينظر -1، 1996-1416، 1املدخل إىل دراسة املدارس و املذاهب الفقهية له، دار النفائس، األردن، ط ، و84، ص2010-1430، 3ط .11ص

.11األشقر، املدخل ، ص: ينظر -2 .467، ص2004-1424، 1املقدمة، دار الفكر، بريوت، ط -3 .التابعني: أي -* .11األشقر، املدخل ، ص: ينظر -4

Page 108: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

100

التابعون ، و مد حبلها على جهم-رضي اهللا عنهم أمجعني-رأسهم عبد اهللا بن عمر و زيد بن ثابت

رمحه -، إىل أن انتهت رياستها إىل اإلمام مالك -رمحه اهللا- سعيد بن املسيب بعدهم و على رأسهم .1- اهللا

:وهناك عوامل تضافرت أكتمل بسببها بنيان مدرسة احلديث، أمههامنهج مدرسة أهل احلديث يف اإلستدالل، مسلك سلكه كبار الصحابة، يقول العالمة حممد خضري -أ

لعصر األول يستندون يف فتاواهم إىل الكتاب، مث إىل السنة، فإن إن كبار الصحابة كانوا يف ا: " بك. أعجزهم ذلك أفتوا بالرأي وهو القياس بأوسع معانيه، ومل يكونوا مييلون إىل التوسع يف األخذ بالرأي

.3" 2لذلك أثر عنهم ذم الرأي .4وتأثر من جاء بعدهم من العلماء ذا املسلك

األحاديث واآلثار وفتاوى الصحابة، اليت كانت عند أهل املدينة، الثروة العلمية الكبرية من - ب .5باعتبارها دار السنة، وموطن التشريع

، 1984-1404، 1اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله واالجتاهات اليت ظهرت فيهما، الشركة املتحدة، دمشق، ط: ينظر -1

.13املدخل له ، ص ، و84، و األشقر، تاريخ الفقه اإلسالمي، ص76ص مسعت: يقول فسمعته عمرو بن اهللا عبد علينا حج: بل جاء يف ذلك املرفوع، من ذلك ما رواه البخاري، من حديث عروة قال -2

جهال ناس فيبقى ،بعلمهم العلماء قبض مع منهم ينتزعه ولكن ،انتزاعا أعطاكموه أن بعد العلم يرتع ال اهللا إن يقول - J- النيب وتكلف الرأي ذم من يذكر ما، باب، والسنة بالكتاب االعتصام صحيح البخاري، كتاب،".ويضلون فيضلون برأيهم فيفتون يستفتون

. ومثل هذا وما يف معناه، محل الصحابة على التورع و اإلحتياط عن أن يقولوا يف املسائل برأيهم. 1476، ص7307، حالقياس .75اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص من سنة به متض ومل اهللا، كتاب يف ليس رأيا أحدث من": قال -ماعنه اهللا رضي- عباس ابنومن اآلثار عن الصحابة ما جاء عن

). 1/259(، 160، حالشدة من فيه وما الفتيا باب،سنن الدارمي، . "وجل عز اهللا لقي إذا عليه هو ما يدر مل ،- J- اهللا رسولوهو املبين على "يف مثل هذه اآلثار، املرفوعة منها و املوقوفة و املقطوعة، حممولة على الرأي املذموم، ورد ذمهو احلق أن الرأي الذي

فال ). 1/166(، 2007-1428، 2الشاطيب، اإلعتصام، الدار األثرية، عمان، ط". غري أس، واملستند إىل غري أصل من كتاب وسنة .إىل أصوهلا وفق منهج علمي له ضوابطهيتناول ما عليه مدرسة الرأي الذين ردوا الفروع

.119، ص1967-1387، 8تاريخ التشريع، مطبعة االستقامة، القاهرة، ط -3 .76اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -4 .76، و اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص)10/327(ابن تيمية، جمموع الفتاوى، : ينظر -5

Page 109: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

101

بساطة حياة أهل احلجاز عامة وأهل املدينة خاصة، فعاشوا على الفطرة، مبنأى عن احلوادث - ج

عن علل النصوص والتعمق واملشاكل اليت تستوجب كثرة املسائل وتفريعها، فلم تكن حاجة إىل البحث .1يف فهم مقاصدها مع كراهيتهم السؤال عما مل حيدث

.مكانتها وانتشارها يف األمصار :ثانيا

، - J-، لشرف املكان، فهي مهاجر الرسول تبوأت مدرسة املدينة مكانة علية، عند احلكام واحملكومنياخللفاء الراشدون، واألنصار وعاش فيها . ومقامه بعد اهلجرة، فيها سن السنن وشرع الشرائع

واملهاجرون، نقلوا ما عاينوه من األقوال واألفعال، فصارت منبع احلديث والرواية، وموئل الفقه ودار اهلجرة ودار السنة دار- النبوية املدينة أهل مذهب" :والفقهاء، ورثة علم األنبياء، قال ابن تيمية

اهللا إىل املهاجرون هاجر وإليها ،وشرائعه اإلسالم سنن - J- حممد لرسوله اهللا سن فيها إذ النصرة والتابعني الصحابة زمن يف مذهبهم -قبلهم من واإلميان الدار تبوءوا الذين األنصار كان وا ،ورسوله ويف ": إىل أن قال. 2"والفروع األصول يف وغربا؛ شرقا اإلسالمية املدائن أهل مذاهب أصح وتابعيهم كانوا فإم املدائن؛ أهل مذاهب أصح املدينة أهل مذهب كان - J- اهللا رسول عليها أثىن اليت القرون العلم يف دوم األمصار أهل من غريهم وكان ،األمصار سائر من أكثر - J- اهللا رسول بأثر يتأسون ومقاصد العلماء افتقار وأن امللوك سياسة من نوع إىل يفتقرون ال أم حىت ،اتباعها و النبوية بالسنة اآلثار من عندهم كان مبا ،كله ذلك عن غريهم من أغىن كانوا حيث املدينة؛ أهل افتقار من أكثر العباد إمجاع أن إىل املسلمني علماء من أحد يذهب مل وهلذا. أحد كل اتباعها و ا العلم إىل يفتقر اليت النبوية

أهل إمجاع ال فيما بعدها ال و األعصار تلك يف ال املدينة غري اتباعها جيب حجة املدائن من مدينة أهل من أحد أو حنيفة أيب عن حكى من و. املسلمني أمصار من ذلك غري وال العراق؛ ال و الشام؛ وال ؛مكة

يف وأصحابه حنيفة أيب على غلط فقد مسلم كل على اتباعها جيب حجة الكوفة أهل إمجاع أن أصحابه

، 5، ومناع القطان، تاريخ التشريع اإلسالمي، مكتبة وهبة، القاهرة، ط76تارخيية للفقه وأصوله، صاخلن، دراسة : ينظر -1

.122، ص1991-1411، 1، وأمحد احلصري، تاريخ الفقه اإلسالمي، دار اجليل، بريوت، ط293،ص2001 ).10/327(، جمموع الفتاوى -2

Page 110: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

102

حجة أهلها إمجاع أن وأصحابه مالك عن واشتهر أهلها إمجاع يف الناس تكلم فقد املدينة وأما. ذلك .1" ذلك يف ينازعوم األئمة بقية كان وإن

ومل ينحصر علم املدينة فيها فحسب، بل تعداها إىل األمصار، لنبل أهل املدينة يف نشر العلم منذ عهد وربيعة األنصاري؛ عيدس بن وحيىي إسحاق؛ بن وحممد عروة؛ بن هشام"اخللفاء الراشدين، فقدم العراق

. هؤالء وغري املاجشون سلمة أيب بن العزيز وعبد اجلمحي؛ سفيان أيب بن وحنظلة الرمحن؛ عبد أيب بن يقال وهلذا احلجاز؛ من قدم عمن وأكثر احلديث منهم ويتعلم هؤالء جمالس يف خيتلف يوسف أبو وكان

اللؤلؤي زياد بن واحلسن للقياس أطردهم وزفر باحلديث؛ أعلمهم يوسف أبو: حنيفة أيب أصحاب يف .2"عا تفري أكثرهم قيل ورمبا واحلساب؛ بالعربية أعلمهم وحممد تفريعا أكثرهم

فآتت هذه اجلهود يف نشر احلديث والسنة أكلها ضعفني، فما لبثت بالد العراق يسريا حـىت أصبحت عقال ملدرسة احلديث، السيما بعد موت اإلمام مالك ، حاضرة العلم والرواية، وم-بغداد منها خصوصا-

.3وأمثاله من أهل احلجاز، وكان من أعالمها، أمحد بن حنبل وأبو عبيد القاسم بن سالم وأمثاهلماومن بغداد انتشرت السنة يف املشرق، وبرز منهم علماء أعالم، كإسحاق بن راهويه وأصحابه، وعبد اهللا

.4بن املبارك وأصحابهو صاروا أعالما فيه، يقول ،-إمام مدرسة أهل احلديث-وجد يف العراق من كان على مذهب مالك بل

القاضي إسحاق بن إمساعيل ومثل زيد؛ بن محاد و مهدي بن الرمحن كعبد العراق أهل أما و" :ابن تيمية علماء أجل من كانوا حنوه و إمساعيل و القضاة قضاة كانوا و مالك؛ مذهب على كانوا وأمثاهلم؛ .5"اإلسالم

).10/330(املصدر نفسه، -1 ).10/334(املصدر نفسه، -2 .17األشقر، املدخل، ص: ينظر -3 .17األشقر، املدخل، ص: ينظر -4 ).10/338(جمموع الفتاوى، -5

Page 111: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

103

األوزاعي :مثلكما انتشرت مدرسة احلديث يف مصر والشام، وكان سادام منقادين لعلم أهل املدينة،

.1املصريني من هبعد ومن هقبل ومن سعد بن الليث ومثل الشاميني من وبعده قبله ومن املصريني مالك أصحاب أجالء وهم "و ملا ظهر مذهب مالك كان له يف هذه األمصار أنصار و أتباع،

مروان و ،مسلم بن الوليد مثل الشاميون و. احلكم بن اهللا وعبد ،وأشهب ،القاسم ابن و ،وهب كابن .2"مالك عن معروفة روايات هلم، وأمثاهلم، حممد بن

من وراءها وما أفريقية أما و" :كما انتشر مذهب مالك يف املغرب واألندلس، قال القاضي عياض أشرس وأبن زياد بن علي دخل أن إىل الكوفيني، مذهب القدمي يف عليها الغالب كان فقد املغرب

يزل ومل ،الناس من كثري به فأخذ ،مالك مبذهب وغريهم الفرات بن أسد وبعدهم راشد، بن والبهلول فشاع أصحابه يف بعده املذهب واستقر ،املخالفني حلق وفض أيامه يف فغلب سحنون جاء أن إىل يفشو

.3" هذا وقتنا إىل األقطار تلك يف ،مالك إىل رحل أن إىل زاعي،واأل رأي على فتحت مذ رأيها فكان األندلس أهل أما و: "وقال أيضا

فضله للناس وأبانوا ،بعلمه بعدهم ومن قيس ابن والغازي العباس بن قرعوس و الرمحن عبد بن زياد بن الرمحن عبد بن هشام ذاك إذ األندلس أمري أخذ أن إىل ،مذهبه ودرس حقه فعرف به، األئمة واقتداء عليه والفتيا القضاء وصري مالك مذهب بالتزامهم مجيعا الناس مروان بن امللك عبد بن هشام بن معاوية .4"تعاىل اهللا رمحه مالك حياة يف اهلجرة من ومائة بعنيالس عشرة يف وذلك

.علماؤها: ثالثا

وعنهم أخذ فقهاء -كما وضح سابقا- الصحابة الذين استوطنوا املدينةعلماء مدرسة احلديث هم األمصار ممن تأثر مبنهجهم وطريقتهم يف الفتيا واالستنباط، وأشهرهم الفقهاء السبعة يف املدينة وكلهم من

).10/339(ابن تيمية، مصدر سابق، : ينظر -1 ).10/338(املصدر نفسه، -2 ).1/15(القاضي عياض، ترتيب املدارك، -3 ).1/15(املصدر نفسه، -4

Page 112: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

104

:1التابعني، وهم

).هـ94: ت(سعيد بن املسيب، -1 ).هـ94: ت(عروة بن الزبري، -2 ).هـ 94: ت(عبد الرمحن بن احلارث بن هشام، أبو بكر بن -3 ).هـ 98: ت(عبيد اهللا بن عبد اهللا بن عتبة بن مسعود، -4 ).هـ 99: ت(خارجة بن زيد بن ثابت، -5 ).هـ 107:ت(القاسم بن حممد بن أيب بكر، -6 ). هـ 107:ت(سليمان بن يسار، -7

:2ومن النظم قول بعضهم خارجه العلم عن ليست روايتهم حبرأ سبعة العلم يف من قيلإذا .خارجه سليمان بكر أبو سعيد قاسم عروة اهللا عبيد هم فقل

مالك، والشافعي، وأمحد، : ، إىل أن آلت مشيخة مدرسة احلديث إىل األئمة3وبعد هؤالء قوم احلديث أصحاب: واألوزاعي، وأمثاهلم، قال الشهرستاين بعد أن ذكر أن اتهدين من األمة صنفان

أنس بن مالك أصحاب هم احلجاز أهل) أصحاب احلديث: أي(، وهم" : وأصحاب رأي، قال داود وأصحاب حنبل بن أمحد وأصحاب الثوري سفيان وأصحاب الشافعي إدريس بن حممد وأصحاب

.4* "األصفهاين حممد بن علي بن وليس مراد الشهرستاين احلصر، وإمنا مراده ذكر من اشتهروا من أهل احلديث وكان هلم أتباع وتالمذة،

.63-57، ص1970ط، .الفقهاء، دار الرائد العريب، بريوت، بأبو إسحاق الشريازي، طبقات : ينظر -1 ).2/42(ابن القيم، إعالم املوقعني، : ينظر -2 ).2/42(ابن القيم، إعالم املوقعني، : ينظر -3ألم يعتمدون مصادر أهل احلديث نفسها، لكن لتميزهم ببعض األصول باعه من أهل احلديثتعد الشهرستاين داود الظاهري وأ - *

.11األشقر، املدخل ، ص ، و)1/190(الزرقا، مرجع سابق، : ينظر. عن أهل احلديث عدهم بعض الباحثني فئة مستقلة ).1/243(، 1414-1993، 3ط بريوت، ،املعرفة دار ،والنحل امللل -4

Page 113: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

105

.1سواء يف عصورهم أم بعدها

وعد حيىي بن حممد العنربي إسحاق بن راهويه وأتباعه، وحممد بن خزمية وأتباعه، من طبقات أهل .2أبا حنيفةاحلديث، إضافة إىل األئمة الثالثة وأتباعهم خال

ومن أئمة مدرسة أهل احلديث يف القرن الثاين والثالث، حيىي بن سعيد القطان، و وكيع بن اجلراح، .3والسفيانان، وشعبة بن احلجاج، وعبد الرمحن بن مهدي، والليث بن سعد وغريهم

.4البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغريهم: ومنهم األئمة املصنفون .خصائص مدرسة احلديث: رابعا

:ملدرسة احلديث مميزات متيزت ا، منهاالعناية الكبرية حبفظ الرواية والوقوف يف الفتوى غالبا عندها، وجتنب الرأي ما استطاعو إىل ذلك -1

.5سبيال .6الرغبة عن كثرة األسئلة، وكراهيتهم فرض املسائل -2 .7صحة ما يروونه من األحاديث غالبا، ألم أهل صناعة -3

.بعض أصوهلا: خامسا

-ألسباب- ينا يف أصوهلاامدرسة أهل احلديث مذاهب وطبقات كما أسلفت، ومن غري شك أن مثة تب :كما هو معروف، لكن حيث تنسب مجيعا إىل مدرسة احلديث فهذه بعض أصوهلا

.18األشقر، املدخل ، ص: ينظر -1 ).4/41(ابن القيم، إعالم املوقعني، :ينظر - 2 .387، ص1984- 1404، 2حممد أبو زهرة، احلديث واحملدثون، الرئاسة العلمية إلدارات البحوث العلمية، الرياض، ط: ينظر -3 .وما بعدها 242احلديث واحملدثون، مرجع سابق، ص :ينظر -4تاريخ الفقه اإلسالمي، مكتبة التوبة، الرياض، ، و ناصر بن عقيل الطريفي،78، 77اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -5 .79، ص1997-1418، 2ط .228، ومناع القطان، مرجع سابق، ص79الطريفي، مرجع سابق، ص: ينظر -6 .77اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -7

Page 114: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

106

.1االستنباط القرآن الناطق، فإذا حصل االحتمال فالسنة مبينة مفسرةأصل االستدالل يف الفتيا و -1السنة األصل الثاين يف هذا الباب ، وال يشترطون إال الصحة، ومىت صح احلديث عندهم فال يتبعون -2

.هذا يف اجلملة. 2خالفهالتابعنب و فتاويهم، من إذا عدم يف املسألة نص من كتاب أو سنة، فاملعول عليه أقوال الصحابة و -3

غري تقيد ببلد أو قوم معينني، فإن اتفق مجهور اخللفاء والفقهاء منهم فهو املتبع، وإن اختلفوا؛ قدم .3حديث األعلم أو األورع أو األضبط أو املشتهر، وما استوى فيه القوالن، فهي مسألة ذات قولني

ري على نظريه، معتمدين على ما أوتوا من فهم فإن مل يوجد شيء فيما مضى من األصول، محلوا النظ -4 .4يف دالالت النصوص من عموم وإمياء واقتضاء وحنو ذلك

.مدرسة أهل الرأي: املطلب الثاين

باعتماد القياس أو اعتبار املصلحة أو االستحسان وحنو ذلك، وخصه بعضهم املراد بالرأي هنا، االجتهاد .5مبا ال نص فيه

مما الصواب وجه ملعرفة وطلب وتأمل فكر بعد القلب يراه ما" :يف الرأي قولهومن كالم ابن القيم لألمر أيضا يقال وال رأيه أنه به حيس مما عنه غائبا أمرا بقلبه رأى ملن يقال فال ،ماراتاأل فيه تتعارض كدقائق وتأمل فكر إىل احتاج وإن رأى إنه ماراتاأل فيه تتعارض وال العقول فيه ختتلف ال الذي املعقول

.6" وحنوها احلساب واملراد بأهل الرأي الذين أكثروا من استعمال الرأي والقياس يف بيان األحكام الشرعية، وليس املراد أم "

.19األشقر، املدخل، ص: ينظر -1 .19املدخل، صاألشقر، : ينظر -2 .20، 19األشقر، املدخل، ص :ينظر -3 .20األشقر، املدخل، ص: ينظر -4 .21األشقر، املدخل ، ص ، و79اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -5 ).2/124(إعالم املوقعني، -6

Page 115: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

107

.1"مل يكونوا يعتمدون الكتاب والسنة

.النشأة وعوامل الظهور: أوال

ولقد . أتباعه يف كثري من ديار اإلسالممث تعدت الكوفة كمنهج علمي له الكوفة، ،مهد مدرسة الرأي :وجدت هذه املدرسة ومنت ألسباب و عوامل منها

البحث عن علل األحكام والتعويل على معاين النصوص يف الفتيا واالستنباط حيث ال نص، مسلك -1 م ، فتأثر -رضي اهللا عنهما-سلكه بعض الصحابة، منهم عمر بن اخلطاب وتلميذه عبد اهللا بن مسعود

.2تالميذهم بعدهم كما العراق أهل يف قليال احلديث وكان : "قلة البضاعة احلديثية عند أهل العراق، قال ابن خلدون -2

.3" الرأي أهل قيل فلذلك فيه، ومهروا القياس من فاستكثروا ،*قدمناه

اختالف بيئية العراق ومنط عمرانه عن احلجاز، بسبب احلضارة اليونانية والفارسة اليت سبقت الفتح -3اإلسالمي، األمر الذي ولد مسائل، ومشكالت يف العلم كثرية، ومع قلة بضاعتهم احلديثية، هرع

.4علماؤهم إىل الرأي واالجتهادما استتبع ذلك من اجلدل والفنت، أدى ذلك إىل العراق يف زمن كان موطنا للصراعات العقدية و -4

استشراف الوضع يف احلديث لنصرة ما هوي كل فريق، فأوجس من ذلك فقهاء العراق خيفة، فشددوا .5يف قبول الرواية مبا ألزموه من الشروط، حذرا من الوقوع يف األحاديث املوضوعة

.21األشقر، املدخل ، ص -1 .226، القطان، مرجع سابق، ص81دراسة تارخيية للفقه وأصوله، صاخلن، ، و)187، 1/186(الزرقا، مرجع سابق، : ينظر -2 ).1/256(املقدمة، -3 إىل منهم انتقل من و الصحابة، وىو مأ اهلجرة دار املدينة ألن العراق، أهل من للحديث رواية أكثر احلجاز أهل: " وهو قوله -*

احلديث رواية وضعف التحمل، و الرواية شروط يف شدد ملا روايته قلت إمنا حنيفة أبو مام، و اإلأكثر باجلهاد شغلهم كان العراق على ويدل ،ذلك من فحاشاه متعمدا، احلديث رواية ترك أنه ال ،حديثه فقل روايته أجلها من وقلت ،النفسي الفعل عارضها إذا اليقيين

)1/255( املقدمة، ." قبوال و ردا واعتباره عليه والتعويل بينهم، مذهبه اعتماد احلديث علم يف اتهدين كبار من أنه .226، و القطان، مرجع سابق، ص81اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -4 .226، و القطان، مرجع سابق، ص122، 121احلصري، مرجع سابق، ص: ينظر -5

Page 116: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

108

.مكانتها وانتشارها يف األمصار: ثانيا

باتساع رقعة الدولة اإلسالمية، بدخول أجناس خمتلفة يف دين اإلسالم، من الفرس والروم والترك واهلند واستحدثت كثري من املعامالت ال وغريهم، تعددت الثقافات وامليوالت، واختلفت األعراف والعادات،

ق شرع اهللا، وهي مهمة فكان البد من ضبط أمور الناس يف الدين والدنيا وف. عهد لإلسالم الفطري اعلى -فاجتهدوا يف استنباط األحكام وإرساء القواعد اليت يدور عليها . يضطلع ا علماء األمة وفقهاؤها

.أمر الفتوى والقضاء -وجه اخلصوصأهم مركز إسالمي للعلم واالجتهاد، كما اختذه بنو العباس عاصمة -مهد مدرسة الرأي-وكان العراق

احلياة العلمية، وبرع فقهاء مدرسة الرأي يف الفقه، والدقة يف الغوص يف معاين فازدهرت. خلالفتهمويعود هذا أصال إىل تأثرهم بطريقة . النصوص، واالهتداء إىل معرفة أحكام املستجدات والنوازل

- رئيس مدرسة الرأي-وإىل إبراهيم بن يزيد النخعي . - D-الصحايب اجلليل عبد اهللا بن مسعود ، وعن النخعي محاد بن أيب سليمان، شيخ أيب حنيفة النعمان بن ثابت - D-بن مسعودآوى علم ا .1الفقيه اجلليل

ولقد حازت مدرسة الرأي قصب السبق يف االستنباط واستخراج العلل، ويف التفريع والتأصيل، وبناء ة ضخمة، حىت عدت الفروع على األصول، ومجع األشباه باألشباه، ومراعاة املصاحل، مما أنتج ثروة فقهي

.2ستون ألف مسألة - فيما قيل-مسائل ما حواه الفقه األكرب املنسوب إىل أيب حنيفة ، وأخذ الناس عن أيب حنيفة، فذاع 3"حنيفة أىب على عيال فهو الفقه أراد من" :ومن كالم الشافعي قوله

ما و والصني، اهلند ومسلمة العراق أهل اليوم فقلده حنيفة أبو أما و" :مذهبه و انتشر، قال ابن خلدون صحابة ميذهتال وكان السالم، ودار بالعراق أخص مذهبه كان وملا .كلها العجم بالد و النهر وراء

ات،ـاخلالفي يف احثهمـمب وحسنت الشافعية مع ومناظرام همـتآليف فكثرت العباس، بين من اخللفاء

.326، 325، والقطان، مرجع سابق، ص133، 132عبد الكرمي زيدان، املدخل، ص: ينظر -1 .340القطان، مرجع سابق، ص: ينظر -2 .210، ص2010-1431، 2، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، طالفقهاء األئمة الثالثة فضائل يف االنتقاءابن عبد الرب، -3

Page 117: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

109

إليه نقله قليل شيء منها وباملغرب. الناس أيدي بني وهي ،غريبة وأنظار مستظرف بعلم منها وجاؤوا .1"رحلتهما يف الباجي الوليد وأبو العريب ابن القاضي

وملا حكم العثمانيون، حصروا القضاء يف املذهب احلنفي، ألنه مذهبهم، فساعد هذا على انتشار " .2"املذهب وتعلمه يف عامة األقطار اإلسالمية

.علماؤها: ثالثا

- D- إبراهيم بن يزيد النخعي الذي آوي إليه علم عبد اهللا بن مسعود ،مدرسة الرأي بالكوفةرئيس وغريمها من الصحابة الذين استوطنوا العراق، وعن إبراهيم النخعي - D-و أقضية علي بن أيب طالب

.3أخذ محاد بن سليمان شيخ أيب حنيفة :4ومن أشهر علماء مدرسة الرأي

).62: ت(النخعي، علقمة بن قيس -1 ).63: ت(مسروق بن األجدع اهلمداين الكويف، -2 ).75: ت(األسود بن يزيد النخعي، -3 )103: ت(عامر بن شراحيل الشعيب، -4

بن يعقوب يوسف وأبو ،احلسن بن حممد -امتداد مدرسة الرأي-واشتهر من محلة فقه أيب حنيفة مطيع وأبو، القاضي وعافية ،مساعة وابن ؛اللؤلؤي زياد بن واحلسن ،اهلذيل بن وزفر ،القاضي إبراهيم .5املريسي بشر و ،البلخي

:متيزت مدرسة الرأي مبميزات أمهها.خصائص مدرسة الرأي: رابعا

).1/257(املقدمة، -1 .342القطان، تاريخ التشريع، ص -2 .133عبد الكرمي زيدان، مرجع سابق، ص :ينظر -3 .87-84الطريفي، مرجع سابق، ص: ينظر -4 ).1/245(الشهرستاين، مصدر سابق، : ينظر -5

Page 118: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

110

.1كثرة اإلفتراضات الفقهية عندهم، بل رمبا ذكروا اخليايل منها -1

.2قلة روايتهم للحديث لتشددهم يف شروط الرواية -2 الرأي فأصحاب": ، قال الشاطيب3العناية الكبرية باستخراج علل األحكام، وفهم مقاصد الشرع -3

: يومعىن جردوا املعاين، أ .4"األلفاظ خصوصيات واطرحوا ا، الشريعة يف فنظروا املعاين، جردوا .5" الشريعة ملوارد استقرائهم من للشارع امقصد فهموها اليت واملفاسد واملصاحل واحلكم األسرار"

بتحصيل عنايتهم أكثر ألن ؛الرأي أصحاب مسوا وإمنا : "ومن هنا مسوا أصحاب الرأي، قال الشهرستاين آحاد على اجللي القياس يقدمون ورمبا ،عليها احلوادث وبناء األحكام من املستنبط واملعىن القياس وجه

رأى ما فله ذلك غري على قدر فمن ،عليه قدرنا ما أحسن رأي هذا علمنا: حنيفة أبو قال وقد .ألخبارا .6" رأينا ما ولنا

.أصول مدرسة الرأيبعض : خامسا

يف أجد مل نفإ - J- اهللا رسول فبسنة أجد مل فما ،اهللا بكتاب آخذ: "جاء عن أيب حنيفة أنه قال من وأدع ،منهم شئت من بقول آخذ ،أصحابه بقول أخذت - J- اهللا رسول سنة وال اهللا كتاب بناو والشعيب إبراهيم إىل جاء أو األمر انتهى إذا فأما .غريهم قول إىل قوهلم من أخرج وال منهم شئت .7" اجتهدوا كما جتهدفأ اجتهدوا فقوم ،رجاال وعدد ،املسيب بن وسعيد وعطاء واحلسن سريين

و الناظر يف قوله هذا جيد أن فقهاء امللة أصوهلم يف الشريعة واحدة، بغض النظر عن انتماء الواحد منهم جعل الكتاب و السنة -الذي آلت إليه زعامـة مدرسة الرأي -إىل مدرسـة بعينها، فاإلمام أبو حنيفة

.82اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -1 .83الطريفي، مرجع سابق، ص: ينظر -2 .84اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص -3 ).5/230(املوافقات، -4 ).3، ح5/230(من تعليق الشيخ دراز على املوافقات، -5 ).1/246(امللل والنحل، -6 ).13/368(، بريوت ،العلمية الكتب دارطيب يف تاريخ بغداد، خلرواه ا -7

Page 119: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

111

ياه األمر ومل جيد يف ذلك أصوله يف الفتوى و اإلجتهاد، وإن أع -رضي اهللا عنهم-وأقوال الصحابة

شيئا، اجتهد رأيه، وهذا نفسه منهج أهل احلديث كما سبق بيانه، إال أن مثة فرقا ذكره أهل العلم يف كانوا أكثر أهل احلجاز أن أهل العراق كانوا أكثر استعماال للرأي من أهل احلجاز، و أن"هذا، وهو

.1"استعماال وعمال باآلثار .أهل الظاهر مدرسة: املطلب الثالث

.التعريف مبدرسة الظاهر: أوال

تفقه أول األمر على أيب ثور . الشهري بداود الظاهريهي املدرسة اليت أسسها داود بن علي األصبهاين، تلميذ الشافعي، كما أخذ عن أكابر أهل عصره يف الفقه واحلديث كإسحاق بن راهويه، مث انتهج منهجا

وقوفا خيرج عن املعقول أحيانا، و اإلمجاع عنده -قرآنا وسنة-فقهيا خاصا، يقف فيه على حرفية النص .2حجة

أحكام اهللا غري معللة، أنكر القياس؛ ألن القياس عنده تشريع عقلي خيالف ما عليه أحكام وملا نظر إىل أن .3الدين، اردة عن احلكمة والتعليل

ومدرسة الظاهر تقابل يف املنهج مدرسة الرأي، فأهل الرأي توسعوا يف األخذ بالقياس وبذلوا الوسع يف ، ورأوا أن استعمال الرأي جناية على النصوص، استخراج العلل، وأهل الظاهر غلوا يف رفضه ورده

.4فعمدوا إىل االعتناء ا حفظا و مدارسة، لكن على ظاهرية ومجود األلفاظ، خصوصيات اطرحوا و ا، الشريعة يف فنظروا املعاين، جردوا الرأي أصحاب": قال الشاطيب

.5"القياسية املعاين خصوصيات اطرحوا و ا، الشريعة يف فنظروا األلفاظ، مقتضيات جردوا والظاهرية

.122احلصري، مرجع سابق، ص -1اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ، و170عبد الكرمي زيدان، مرجع سابق، ص ، و)1/190(الزرقا، مرجع سابق، : ينظر -2

.27األشقر، املدخل ، ص ، و95ص .27األشقر، املدخل ، ص ، و95اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -3 .28، 27األشقر، املدخل ، ص: ينظر -4 ).5/230(املوافقات، -5

Page 120: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

112

.ابن حزم حامل لواء الظاهرية: ثانيا

الظاهرية للمذاهب األخرى يف كثري من مذهب تبع مذهب داود الظاهري خلق كثري، وبسبب خمالفة األحكام، لقي ردودا عنيفة من أهل احلديث وأهل الرأي على السواء، فاندثر مذهب الظاهرية بعد

.1وانتشار، إىل انتهى أمره يف القرن الثامن اهلجريشيوع ، )هـ456(ظاهري بعد مؤسسها، أبو حممد علي أمحد بن حزم، املتوىف سنة ذهب الومحل لواء امل

فاعتنقه ودافع عنه بقوة، وشنع على خمالفيه بلسان أشبه بالسنان، وبني أصوله وزاد يف كتابيه احمللى .2واإلحكام

ومل له،يمنتح على اجلمهور وإنكار أئمته بدروس اليوم الظاهر أهل مذهب درس مث: " قال ابن خلدون تلك على مذهبهم، بانتحال تكلف ممن الطالبني، من كثري يعكف ورمبا. الدة الكتب يف إال يبق

. عليه إنكارهم و اجلمهور خمالفة إىل ويصري بطائل، حيلو فال ومذهبهم، منها فقههم أخذ يروم الكتب، .املعلمني مفتاح غري من الكتب، من العلم بتلقيه البدع أهل من النحلة ذه عد ورمبا الظاهر، أهل مذهب إىل وصار احلديث، حفظ يف رتبته علو على باألندلس، حزم ابن ذلك فعل وقد

الناس فنقم املسلمني، أئمة من للكثري وتعرض داود إمامهم وخالف. أقواهلم يف زعمه باجتهاد فيه، ومهر بيعها حيظر إا حىت والترك، باإلغفال كتبه وتلقوا ،وإنكارا استهجانا مذهبه وأوسعوا عليه، ذلك

.3"األحيان بعض يف متزق ورمبا باألسواق،على وجه االختصار، رأيت من املناسب يف ختام هذا املبحث الذي أفردته للتعريف باملدارس الفقهية و

إن هذه املدراس الفقهية العلمية هي مفخرة األمة اإلسالمية أمة العلم و العقل، و احلق: أن يذكر ما يلي يف دائرا حمصور، و من بذل األسباب يف طلبه مع التجرد وجده ال -طلبة الطالب و غاية املستفيد -

تارخيية للفقه اخلن، دراسة و، 170عبد الكرمي زيدان، مرجع سابق، ص، و )1/190(الزرقا، املدخل الفقهي العام، : ينظر -1

.95وأصوله، ص .170عبد الكرمي زيدان، مرجع سابق، ص ، و96اخلن، دراسة تارخيية للفقه وأصوله، ص: ينظر -2 .468، 467املقدمة، -3

Page 121: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

113

^���_����mتعاىل، وخالفه مشاقة قد علم وعيده يف قوله بيل املؤمننيحمالة، ومن فعل ذلك فهو على س

��r���q��po��n��m��l��k��j��i���h��g��f��e��d��c��b��a��`

��sl ء .هدانا اهللا إىل ما يرضيه١١٥: ا���

Page 122: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

114

.التصحيح والتضعيف بني الفقهاء واحملدثني: الفصل الثالث

:ويشمل ثالثة مباحث

.نشأة علم احلديث: املبحث األول

.احلديث الصحيح عند احملدثني والفقهاء: املبحث الثاين

.الضعيف عند احملدثني والفقهاء: املبحث الثالث

Page 123: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

115

.نشأة علم احلديث ومراحل تطوره: املبحث األولاليت تأخر ظهورها كفن مستقل له مصنفاته حتوي قواعده االصطالحية العلومعلم احلديث من

، فلم يوجد على حنو ما يعرف يف فن املصطلح، إال بعد مراحل وأدوار، كل مرحلة تبىن على وضوابطه، سابقتها، وتضاف أشياء على ما يقتضيه احلال و حيتمه الظرف، إىل أن اكتملت املباحث واستقر احلال

:تارخيية على ما أمجل هنا يقال وإطاللة . - JJJJ-احلديث يف عهد النيب :املطلب األول

جهدا يف -رضي اهللا عنهم- عمال باآليات واألحاديث املرغبة يف العلم تعلما وتعليما، مل يدخر الصحابةوساعدهم على . ، وبذلوا يف سبيل ذلك النفس والنفيس- J-حفظ األحكام وأحاديث رسول اهللا

ا جلبهم اهللا سبحانه عليه من سيولة الذهن وقوة الواعية، فكان اعتمادهم يف حتصيل العلم على ذلك م .1احلفظ غالبا

كطريق للتحمل واألداء؛ ألن األمية كانت هي الوصف الغالب على - J-ومل تعتمد الكتابة يف وقته أضف إىل ذلك . إال أفرادا قالئلمن حيسن الكتابة -رضي اهللا عنهم-أمة العرب، فلم يكن يف الصحابة

أن - D-، ومن ذلك ما جاء عن أيب سعيد اخلدري 2عن كتابة احلديث أول األمر - -Jي النيب ،حرج وال عىن وحدثوا ،فليمحه القرآن غري عىن كتب ومن عىن تكتبوا ال": قال - J-رسول اهللا

بل مل يأذن ملن كان يفد عليه . 3"النار من مقعده فليتبوأ متعمدا -قال أحسبه مهام قال- علي كذب ومنمن العرب ابتغاء العلم ومعرفة السنة مث نشرها، إال أن حيفظوا ما مسعوه ويعوه ويبلغوا قومهم إذا رجعوا

ظوهـاحف": لوفـد عبد القيس بعد ما أمرهم واهم، قال -الصالة والسالم-، كما قـال عليه 4إليهم

.49، 48أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -1 .53أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -2 .1468، ص7404، حالعلم كتابة وحكم احلديث يف التثبت باب صحيح مسلم، كتاب، الزهد والرقائق، باب، -3-1432، 1حمي الدين عبد احلميد، مقدمة حتقيق توضيح األفكار شرح تنقيح األنظار، مكتبة الرشد ناشرون، الرياض، ط: ينظر -4

2011 ،)1/44.(

Page 124: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

116

.1"وراءكم من وأخربوه

، - D-الغالب، إال من أذن له يف الكتابة على وجه اخلصوص كعبد اهللا بن عمرو بن العاص هذا .D -3-، وصحيفة لعلي بن أيب طالب 2"اكتبوا أليب شاه: "وكما أمر بالكتابة أليب شاه اليمين إذ قال

:4وحكمة النهي عن الكتابة أمران .معلومةحىت ال خيتلط القرآن بالسنة، وهذا مفسدته :األمر األول .مبا فطر عليه قومه من قوة احلافظة، من غري أن يتخللها عجز أو فتور - J-ثقته :األمر الثاين

: J - 5-ثالث طرق يف التلقي عن النيب -رضي اهللا عنهم- وكان للصحابة .املشافهة :الطريق األول .- J-مشاهدة أفعاله و تقريراته :الطريق الثاين

، أو شاهد أفعاله و تقريراته؛ ألم مل يكونوا حيضرون - J-السماع ممن مسع من النيب :الطريق الثالث .، النشغاهلم حباجام- J-كلهم جمالس رسول اهللا

خيتلف قلة وكثرة، اختلف ما روي عنه يف درجة - J-وملا كان عدد من حيضر جمالس مساع النيب .6غالب السنة الصحة، فمنه املتواتر وهو قليل، ومنه اآلحاد وهو

- رضي اهللا عنهم-تفاوم يف احلضور وكذا تفاوم يف الكتابة، تفاوت الصحابة : وهلذين السببني؛ أعين .7ث وأدائه، فمنه املقل ومنهم املكثريف حتمل احلدي

، وراءهم من وخيربوا العلم و اإلميان حيفظوا أن على القيس عبد وفد - J- النيب حتريض صحيح البخاري، كتاب، العلم، باب، -1 .37، ص24، حإليه والدعاء الدين وشرائع ورسوله باهللا باإلميان األمرصحيح مسلم، كتاب، اإلميان، باب، ، و 34، ص87حصحيح مسلم، كتاب، ، و 485، 484، ص2434، حمكة أهل لقطة تعرف كيفصحيح البخاري، كتاب، يف اللقطة، باب، -2

.635، ص3195، حالدوام على ملنشد إال لقطتها و شجرها و خالها و وصيدها مكة حترمي باب،احلج، .67، 66، ومصطفى السباعي، السنة ومكانتها يف التشريع، ص)1/52(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، :ينظر -3 ).1/46(احلميد، مرجع سابق، حمي الدين عبد : ينظر -4 ).1/46(، و حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، 53أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -5 .53أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -6 .54صأبو زهرة، احلديث واحملدثون، :ينظر -7

Page 125: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

117

الصحابة عن الكتابة كما رواه مسلم وغريه، وبني -J- كيف التوفيق بني ي النيب :إشكال وجوابه إال منه خيرج ما بيده نفسي فو الذي اكتب: " - D- بالكتابة كقوله لعبد اهللا بن عمرو - J- إذنه ؟1"حق

يف كتابة السنة، ومجهورهم على اجلواز، مث -رضي اهللا عنهم-هذا اإلشكال هو مأخذ اختالف السلف .2يف الكتاب - D- لعبد اهللا بن عمرو - J-اتفقوا على اجلواز إلذنه

: 3واإلباحة يف هذه املسألة وجوه اجلمع بني املنع ال، أما اإلباحة فهي يف حق من كتب إذا الكتابة على اتكاله وخياف حبفظه، يوثق من حق يفالنهي -1

.حبفظه يوثق .أو يقال أن حديث النهي منسوخ بأحاديث اإلباحة -2فإذا زالت هذه أو حيمل النهي على أن يكتب احلديث مع القرآن يف صحيفة واحدة خشية الغلط، -3

.املفسدة جازت الكتابةإذا فهمنا "إىل أنه ال تعارض بني أحاديث النهي وأحاديث اإلباحة، -رمحه اهللا-وذهب الدكتور السباعي

النهي على أنه ي عن التدوين الرمسي كما كان يدون القرآن، وأما اإلذن فهو مساح بتدوين نصوص من .4"السنة لظروف ومالبسات خاصة

من أثر عظيم يف حفظ السنة و نشرها، ملا كان النيب -رضي اهللا عنهن-ال ننسى ما لنساء الصحابة كما-J - خيصهن باملوعظة، و ملا كان حيصل هلـن من إشكاالت يف الدين فريجعن إىل النيب-J - يسألنه

).4/45(، 1532، وصححه األلباين، الصحيحية، ح552ص، 3646سنن أيب داود، كتاب، العلم، باب، يف كتاب العلم، ح -1 ).554، 8/553(، 1998-1419، 1، دار الوفاء، مصر، طمسلم صحيح شرح املعلم إكمالالقاضي عياض، :ينظر -2 ).102، 18/101(النووي، شرح مسلم، :ينظر -3 .68السباعي، مرجع سابق، ص -4

Page 126: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

118

.1خري وسيط -رضي اهللا عنهن-كفاحا ما مل مينعهن احلياء، فإذا استحيني فأمهات املؤمنني

وأما أمهات املؤمنني فال تسأل عما كن عليه من العلم الفقه، وباألخص يف األمور اليت ال يطلع عليها .2، كمسائل الطهارة واحليض واجلماع، فنقلوا من ذلك وغريه علما مجاأحد غريهن

علما - ملهة نشر الدين من هو ا خليق، - J-، فقد انتخب - J-ونفس الشأن بالنسبة إىل بعوثه .3، فتعلم الناس السنن واألحكام-وحلما

وبعد قهر اإلسالم كل من حاربه، مل جتد القبائل العربية مندوحة عن اإلسالم، فجاءت وفودهم تترى يف ليأخذوا الدين من منبعه األول، مث يرجعوا إىل أقوامهم مبشرين ومنذرين، فانتشر الدين وعمت السنة

.4تلك الربوع .احلديث يف عهد اخلالفة الراشدة: املطلب الثاين

؛ ألم اعتادوا الرجوع إليه يف حياته - J-اشتدت حاجة الناس إىل سنة النيب - J- مبوت رسول اهللا-J - يف كل ما عن هلم من أمور دينهم أو دنياهم، فيجيب على كل إشكال، ويقضي على كل

الراشدين بدءا بأيب بكر وانتهاء بعلي بن مث صار أمر املسلمني إىل اخللفاء . خالف، ويصحح كل غلط، وال بد من الفصل يف قضايا املسلمني خصوصا يف الفتوى والقضاء -رضي اهللا عنهم أمجعني-أيب طالب

، وهذا كتاب اهللا بني أظهرهم حيفظونه أو يستطيعون - J-مبا يف كتاب اهللا أو سنة رسول اهللا " .يف وقت ترتيله - J-هللا الرجوع إليه يف األلواح اليت كتبت لرسول ا

فلم تكتب، وليس فيهم من يدعي حفظ مجيعها وال أكثرها، وكل واحد - J-فأما سنة رسول اهللا منهم قد فاته من قول الرسول أو فعله الشيء الكثري، ومع ذلك مل تطب أنفسهم بكتابة احلديث ومجعه،

.5..."واقتصروا على كتابة القرآن مل يتجاوزه

.55أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -1 .55أبو زهرة، احلديث واحملدثون ، ص: ينظر -2 .57أبو زهرة، احلديث واحملدثون ، ص: ينظر -3 .62-58أبو زهرة، احلديث واحملدثون ، ص: ينظر -4 ).1/50(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، -5

Page 127: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

119

درءا ملفسدة : كما يف احلديث املتقدم، وأيضا - ، -Jي رسول اهللا عن كتابة السنةوعلة انصرافهم

رضي اهللا -لكل ذلك انصرفت مهة الصحابة . التباس احلديث بالقرآن، وخاصة عند من ال دراية له وال عىن وحدثوا" :- J-إىل نشر احلديث عن طريق الرواية، وهو ما أذن هلم يف مثل قوله -عنهمإن كان عالقا بأذهام ما -وهو األغلب األكثر -J-فحدثوا بنفس اللفظ الذي مسعوه منه ، 1"حرج

. 2مسعوا، وإن غاب عنهم ذلك حدثوا مبا يؤدي معناه من غري إخالل، وهم على ذلك أقدر :ومع ذلك فقد ساروا على منهج يف هذا الباب، هذه بعض نواميسه

، ومن ذلك ما -رضي اهللا عنها-الشيخني أيب بكر وعمروخاصة يف عهد : األمر بتقليل الرواية -1، وهذا وقوفا منهم 3"شريككم وأنا - J- اهللا رسول عن الرواية واأقل: " قوله - D-جاء عن عمر

،صدقا أو حقا فليقل علي قال فمن ،عين احلديث وكثرة إياكم: "- J-عند قوله -رضي اهللا عنهم- .4"النار من مقعده فليتبوأ ،أقل مل ما علي تقول ومن

:5والقصد من تقليل الرواية .من عبث املنافقني حتريفا أو تزييفا -J-صيانة سنة النيب -أ .اإلكثار من الرواية سبب للوقوع يف كثرة الغلط والنسيان -ب .خشية انشغال الناس باحلديث عن القرآن -ج

على كثرة مساعه ألنه أكثر مالزمة - D-ومن الصحابة الذين عرفوا بقلة الرواية، أبو بكر الصديق سفرا وحضرا، ومنهم عمران بن حصني وأبوعبيدة والعباس بن عبد املطلب وسعيد بن زيد - J-للنيب

.115مضى خترجيه، ص -1 ).1/51(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، : ينظر -2 ).2/177(عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، ابن -3، 1753، وحسنه األلباين، الصحيحة، ح35، ح- J-اهللا رسول على الكذب تعمد يف التغليظسنن ابن ماجة، باب، -4)4/346.( مرجع السباعي، ، و67أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص، و)182، 2/181(ابن عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، : ينظر -5

.70سابق، ص

Page 128: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

120

.1 - رضي اهللا عنهم أمجعني–وأيب بن عمارة

ميسك عن التحديث زمن الشيخني استنانا -أروى الصحابة على اإلطالق - D-وهذا أبو هريرة مرـع نـزم ا حدثت لو اديثـبأح حدثتكم لقد: " - D-قال . قليل من الروايةبسنتهما يف الت

.2" بالدرة عمر لضربينبن اخلطاب - رضي اهللا عنهم-زيادة على قانون اإلقالل يف الرواية، سار الصحابة : تثبتهم يف رواية احلديث -2

فما اطمأنت قلوم إليه "إطالقا، على منهج التثبت يف الراوي واملروي، ومل يطلقوا أمر التحديث للناس من احلديث بأن كان متواترا أو مشهورا أو آحادا ومل يكن يف رواته من يشك يف حفظه وضبطه قبلوه

وما مل تقم البينة على . وما وقع فيه شك طلبوا عليه ظهريا. وعملوا به ومل يطلبوا عليه شهيدا وال دليال . 3"كتاب اهللا ردوه على قائلهصدقه مما وقع فيه الشك أو كان خمالفا ل

، وساق 4"األخبار قبول يف احتاط من أول كان" :- D-قال الذهيب يف ترمجة أيب بكر الصديق .5حديث مرياث اجلدة خرب يف يتوقف كان ورمبا النقل يف التثبت للمحدثني سن الذي هو و ": - D-وقال يف ترمجة عمر

قال ألبـي موسى األشعري - D-و فيه أن عمر -اإلستئذان، ، و ساق حديث 6" ارتاب إذا الواحد-D - النيب من مسعه أحد أمنكم ،ببينة عليه لتقيمن اهللا و: " -ملا حدثه احلديث -J - ؟ و يف لفظ:

معه فقمت القوم أصغر فكنت ،القوم أصغر إال معك يقوم ال اهللا و :كعب بن أىب فقال. أوجعتك وإال .7" ذلك قال - J- النيب أن عمر فأخربت

.67أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -1 ).2/181(ابن عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، -2 ).1/58(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، : ، و ينظر69أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص -3 ).1/9(، 1998-1419، 1تذكرة احلفاظ، دار الكتب العلمية، بريوت، ط -4 .15مضى خترجيه، ص -5 ).1/11(تذكرة احلفاظ، -6، و صحيح مسلم، كتاب، 1275، ص6245، حثالثا االستئذان و التسليمصحيح البخاري، كتاب، اإلستئذان، باب، -7

.1081، ص5519اإلستئذان ثالثا، ح اإلستئذان، باب،

Page 129: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

121

، مما يدل على أن 1- رضي اهللا عنهم مجيعا- ، وجاء مثله عن علي وعائشة - D-وهذا كثري عن عمر

كانوا يتثبتون فيما يروى، ويزنون الراوي واملروي وفق منهج النقد العلمي -رضي اهللا عنهم-الصحابة .2الصحيح

ومن ،JJJJ-3-العامة، اتساء بسنة النيب منع الصحابة الرواة من التحديث مبا يعلو على فهم -3، وساق حديث معاذ "يفهموا ال أن كراهية قوم دون قوما بالعلم خص منباب : "تبويبات البخاري قوله

-D - وفيه أن النيب-J - ؟الناس أبشر أال :قال "اجلنة دخل شيئا به يشرك ال اهللا لقي من: "قال له .4" يتكلوا أن أخاف إين ال: قال

.5" ورسوله اهللا يكذب أن أحتبون يعرفون مبا الناس حدثوا" :- D- علي وقالومعلوم أن -وذلك ألن حتديث العامة بكل شيء : " ويف بيان احلكمة من ذلك يقول األستاذ أبو زهرة

، ولعلهم إن مل يكذبوه وعملوا مدعاة إىل تكذيبهم للمحدث فيما ال يفهمونه -عقوهلم ال ضم كل شيءا بعض األحكام الشرعية، وكان هو كالكاذب على اهللا ورسوله، فقد صرفهم عن العمل مبا فهموا تركو

أن حتديث العامة مبا : بل نقول. بأحكام الدين بسبب حتديثهم مبا يعلو على أفهامهم وكفى بذلك كذبا مبا الناس حدثوا: "- D-يعلو على أفهامهم مدعاة الرتيام يف الدين نفسه، وهلذا قال ابن عباس

. 7" 6" ورسوله اهللا يكذب أن أتريدين يعرفون

).14، 1/12(الذهيب، تذكرة احلفاظ، : ينظر -1 .72زهرة، احلديث و احملدثون، ص أبو: ينظر -2 .72ص، أبو زهرة، احلديث و احملدثون: ينظر -3 .43، ص129، حيفهموا ال أن كراهية قوم دون قوما بالعلم خص منصحيح البخاري، كتاب، العلم، باب، -4 .42رواه البخاري تعليقا، ص -5 ).1/439(ابن عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، -6 .73زهرة، احلديث و احملدثون، صأبو -7

Page 130: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

122

.احلديث بعد زمن اخلالفة الراشدة إىل اية القرن األول: املطلب الثالث

ال يعين املنع من -كما سبق بيانه-يف الرواية -رضي اهللا عنهم-إن املنهج الذي سار عليه الصحابة واستكمل "الصحابة بعضهم عن بعض، التحديث مطلقا، بل هو ألغراض شرعية كما أشرت، فأخذ

.1"صغار الصحابة علومهم، وحتمل كثري من التابعني احلديث و األحكام و فتاوى الصحابة و أقضيتهموبعد زمن اخلالفة الراشدة، تآزر من بقي من الصحابة والتابعون على مهمة نشر السنة وصيانتها من كل

خلروج على مجاعة املسلمني، الذي سبب وضع األحاديث دخن ودخل، ال سيما بعد ظهور فتنة التشيع وافمن أجل محاية السنة من هذا، اشترط جهابذة الرواية يف هذا . واختالق الروايات لنصرة املذاهب واآلراء فجعل عباس، بنا إىل العدوي بشري جاء: ، عن جماهد قال2العصر ونقادها السند ملعرفة حال الراوي

وال حلديثه يأذن ال عباس ابن فجعل ، -J-اهللا رسول قال ،- J- اهللا رسول قال: " ويقول حيدث تسمع، وال -J- اهللا رسول عن أحدثك حلديثي؟ تسمع أراك ال مايل عباس، ابن يا: فقال إليه، ينظر إليه وأصغينا أبصارنا، ابتدرته ،- J- اهللا رسول قال :يقول رجال مسعنا إذا مرة كنا إنا: عباس ابن فقال

.3"ف نعر ما إال الناس من نأخذ مل الذلول و الصعب الناس ركب فلما بآذاننا، أهل إىل فينظر رجالكم لنا مسوا قالوا الفتنة وقعت فلما اإلسناد عن يسألون ال كانوا: "قال ابن سريين

.4"عنهم يؤخذ فال البدع أهل وإىل عنهم فيؤخذ السنة زاد العهد تأخر وكلما الراويات، ونقد النقلة يف والكالم باألسانيد االعتناء شيوع بدأالوقت "ومن هذا

.5"ذلكوكما اجتهد الصحابة والتابعون يف محاية السنة من وضع الوضاعني و كذب الكذابني مبا اشترطوه من اإلسناد، اجتهدوا يف باب آخر ال يقل أمهية عن سابـقه يف احلفاظ على السنة، أال و هو مجع احلديـث

.64أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص -1 .99، 98أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -2 .15، ص21، ححتملها يف واالحتياط الضعفاء عن الرواية عن النهىمقدمة صحيح مسلم، باب، -3 .16، ص27، حالدين من اإلسناد أن يفمقدمة صحيح مسلم، باب، -4 ).1/22(اجلديع، حترير علوم احلديث، -5

Page 131: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

123

: قال البخاري ،1طلبه، كلف ذلك ما كلف، ال سيما بعد تفرق الصحابة يف األمصار والرحلة يف

.2"واحد حديث يف أنيس بن اهللا عبد إىل شهر مسرية اهللا عبد بن جابر ورحل" :فقال عقبة فأتى ،دلوين :قال إليه فخرج خملد بن مسلمة فأتى عامر بن عقبة إىل أيوب أبو رحلو

من" :يقول - J- اهللا رسول مسعت قال .مسعه أحد يبق مل - J- اهللا رسول من مسعت ما حدثنا .3ورجع فركب راحلته فأتى ".القيامة يوم اهللا ستره الدنيا يف مؤمن على ستر

وبذلك ابتدأت رواية احلديث تأخذ يف السعة و االنتشار، وبدأت األنظار تتجه بعناية : "قال السباعي، حيرص التابعون على لقياهم ونقل ما يف صدورهم -J-اهللا شديدة أكثر من قبل إىل أصحاب رسول

من علم، قبل أن ينتقلوا إىل الرفيق األعلى، ولقد كانت زيارة الصحايب ملدينة من املدن اإلسالمية كافية ألن جتمع أهل املدينة كلها حوله و يشتد الزحام ساعة وصوله و تشري األصابع أن هذا صاحب رسول

.J - "4-اهللا :5ا وجدت دور احلديث يف األمصار، واليت كان هلا أبلغ األثر يف نشر احلديث وحفظه، وأشهرهاوذ

.وقد سبق الكالم عنها، وعن أئمتها من الصحابة والتابعني دار احلديث باملدينة، -1وكان من مشاخيها و أئمتها، معاذ بن جبل، و عبد اهللا بن عباس، و دار احلديث مبكة املكرمة، -2

اهللا بن السائب املقرئ، و عتاب و أخوه خالد بن أسيد و احلكم بن أيب العاص عثمان بن طلحة، عبد .-رضي اهللا عنهم أمجعني-و غريهم

رمحهم اهللا -جماهد و عكرمة و عطاء و غريهم -D-وخترج من هذه الدار من تالميذ ابن عباس .-ورضي عنهم

.77مرجع سابق، ص، والسباعي، 100أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -1 .32، صالعلم طلب يف اخلروجرواه البخاري تعليقا، كتاب، العلم، باب، -2 ).360، 13/359(، 17324، ح1995-1416، 1أمحد بن حنبل الشيباين، املسند، دار احلديث، القاهرة، ط -3 .78السنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي، صالسباعي، -4 .108 -101أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -5

Page 132: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

124

... العلوم واملعارف إذ يلتقي فيه رواة احلديث ومحلة العلمأثر كبري يف نشر "كما كان لشعرية احلج

.1"يعرضون األحاديث وينقحون األسانيد فيستكمل الراوي علمه باحلديث و رجالهو استقر ا من الصحابة علي بن أيب طالب و عبد اهللا بن مسعود و سعد بن دار احلديث بالكوفة، -3

و سلمان الفارسي و حذيفة بن اليمان و عمار بن ياسر أيب وقاص وسعيد بن زيد و خباب بن األرت .-رضي اهللا عنهم أمجعني-وأبو موسى األشعري واملغرية بن شعبة، و غريهم

.وخترج عليهم من التابعني من ذكروا يف فقهاء مدرسة الرأي ، و ممن نزهلا مـن الصحابة- D-و إمام هذه الدار هو أنس بن مالك دار احلديث بالبصرة، -4

رضي -وغريهم ابن عباس و عتبة بن غزوان و عمران بن حصني و أبو برزة األسلمي و معقل بن يسار .-اهللا عنهم أمجعني

وخترج على أيديهم مـن التابعني، أبو العالية واحلسن و ابن سرييـن و أبو الشعثـاء و قتادة و .-رمحهم اهللا ورضي عنهم- مـطرف بن عبد اهللا و غريهم

نزهلا معاذ بن جبل بعثه عمـر، و من علم ا كذلك عبـادة بن الصامت يث بالشام،دار احلد -5رضي اهللا عنهم -وأبو الدرداء وشرحبيل بن حسنة والفضل بن عباس وأبو مالك األشعري وغريهم كثري

.- أمجعنيومن تالميذهم من التابعـني أبو إدريس اخلوالين و قبيصة بن ذؤيب ومكحـول بن أيب مسلم

.- رمحهم اهللا ورضي عنهم-جـاء بن حيوة ورو أشهر من دخل مصر من الصحابة عمرو بن العاص وابنه عبد اهللا، و منهم دار احلديث مبصر، -6

عقبة بن عامر اجلهين وخارجة بن حذافة و عبد اهللا بن سعد بن أيب السرح و أبو بصـرة الغفاري و .- مجعنيرضي اهللا عنهم أ-معاذ بن أنس اجلهين و غريهم

.-رمحهم اهللا ورضي عنهم-وخترج عليهم من التابعني مرثد بن عبد اهللا اليزين و يزيد بن أيب حبيب

.104، 103، صأبو زهرة، احلديث واحملدثون -1

Page 133: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

125

.والشاهد أن هذه الدور تدل على مكانة الصحابة والتابعني يف هذا العهد يف نشر السنة ورواية احلديث

يف العام التاسع والتسعني من اهلجرة، - رمحه اهللا ورضي عنه-وملا أفضت اخلالفة إىل عمر بن عبد العزيز :1ضرورة تدوين السنة لألسباب التالية - وهو اإلمام العادل واتهد املسدد- رأى

. ما طرأ على حياة املسلمني من فرقة واختالف -1 .موت كثري من محلة السنة من الصحابة والتابعني -2 .االحتكاك بالعجم الذي سبب ضعف الضبط -3 .خيشى من املوانع اليت منعت الصحابة من الكتابة قبلزوال ما -4

العزيز عبد بن عمر وكتب ": لذلك كله وجه أمره إىل علماء اآلفاق جبمع السنة وتدوينها، قال البخاري العلم دروس خفت فإين فاكتبه - J- اهللا رسول حديث من كان ما انظر 2حزم بن بكر أيب إىل

فإن ،يعلم ال من يعلم حىت ولتجلسوا العلم ولتفشوا - J- النيب حديث إال تقبل وال .العلماء وذهاب .3" سرا يكون حىت يهلك ال العلم

خاف فلما احلفظ على يعتمدون ذلك قبل وكانوا النبوي احلديث تدوين ابتداء منه يستفاد" :قال احلافظ ضبطا تدوينه يف أن رأى العلماء مبوت العلم ذهاب من األوىل املائة رأس على وكان العزيز عبد بن عمر

اآلفاق إىل العزيز عبد بن عمر كتب بلفظ القصة هذه أصبهان تاريخ يف نعيم أبو روى وقد وابقاء له .4"ه فامجعو - J- اهللا رسول حديث انظروا

).67، 1/66(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، و ،127أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -1و ما كتبه أبو بكر بن حزم ال يعرف عنه شيئا و ال يعرف من وصفه من أهل العلم، و ال بينوا ما تضمنه من حديث، و الظاهر أنه -2

).1/68(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، : ينظر. مفقود مع ما فقد من تراث األسالف .37، صالعلم يقبض كيفصحيح البخاري، كتاب، العلم، باب، -3 ).1/257(فتح الباري، -4

Page 134: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

126

بنا احلديث دون من وأول" :، قال احلافظ1واشتهر أن أول من قام بذلك حممد بن شهاب الزهري

خري بذلك وحصل التصنيف مث التدوين كثر مث ،العزيز عبد بن عمر بأمر املائة رأس على الزهري شهاب .2"احلمد فلله كثري

هذا وكانت طريقتهم يف التدوين مجع األحاديث املرفوعة واملوقوفة يف املوضوع الواحد، مقتصرين يف كتابته تتسم بالعموم والشمول، أي كان الغالب على ما يتعلق باحلالل واحلرام، أما ابن شهاب فكانت

الزهري وكان واحلرام، احلالل نكتب كنا" :، قال أبو الزناد3يكتب كل ما يسمع يف شىت أبواب الدين .4"الناس أعلم أنه علمت إليه احتيج فلما مسع، ما كل يكتب .احلديث يف القرن الثاين اهلجري: ب الرابعاملطل

تدوين رواية احلديث يف شكل مستقل هو اإلمام عمر بن عبد العزيز، عرفنا مما سبق أن واضع حجر حممد ابن حزم كتابا وكتب حممد بن شهاب الزهري، وبذلك اتسعت دائرة -فيما قيل-فكتب له

ابن جريج مبكة وابن أيب إسحاق "، فكتب 5تدوين السنة، وشاع أكثر يف الطبقة اليت تلت هذين اإلمامنيباملدينة، والربيع بن صبيح وسعيد بن أيب عروبة ومحاد بن سلمة بالبصرة، وسفيان ومالك بن أنس اإلمام

الثوري بالكوفة، و األوزاعي بالشام، وهشيم بواسط، و معمر باليمن، و جرير بن عبد احلميد بالري، شون و ال ندري أي هؤالء كان أسبق إخوانه يف هذه احللبة، فقد كانوا كلهم يعي. وابن املبارك خبراسان

.6"يف عصر واحد و من طبقة واحدة، وأكثرهم منم تالمذة أيب بكر بن حزم و ابن شهاب الزهري

بقي يف دار اخلالفة بعد وفاته يف خالفة هشام ويزيد من بعده، يستفيد منه الطالب والرواة، ويف –رمحه اهللا-وما دونه هذا اإلمام -1

، محلت كتب الزهري من دار اخلالفة وال يعرف مصريها، )هـ126(وعشرين ومائة ست سنة يزيد بن الوليد العام الذي قتل فيه علم من: يقول خزائنه، من الدواب على محلت قد الدفاتر فإذا يزيد بن الوليد قتل حىت الزهري عن أكثرنا قد أنا نرى كنا": قال معمر

).7/435(، 2001-1421، 1حممد بن سعد، الطبقات الكربى، الشركة الدولية للطباعة، القاهرة، ط". الزهري ).1/275(فتح الباري، -2 ، و128أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -3 ).1/279(ابن عبد الرب، جامع بيان العلم وفضله، -4 ).1/69(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، ، و244أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -5 ).1/69(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، -6

Page 135: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

127

واختلف منهجهم يف التدوين عما كان عليه من قبل، حبيث يعمدون إىل األحاديث املرفوعة املتناسبة

ال الصحابة فريتبوا يف باب واحد، مث يضمون األبواب بعضها إىل بعض، ويوردون مع املرفوع أقو، بينما كان من قبلهم 1- رمحه اهللا-والتابعني و فتاويهم، و منوذج هذه الطريقة يف التدوين موطأ مالك

.2يقتصرون على موضوع واحد يف باب واحد، وغالبه يف احلالل و احلرام كما سبق توضيحهعلم الرجال - ، 3وكما نشطت حركة مجع وتدوين السنة يف هذا العصر، نضج علم آخر هو علم النقد

مسلك )التابعني: أي( هؤالء عن أخذ مث: "، وكان فحوله أهل هذه الطبقة، يقول ابن حبان-والعلل الدين يف والفقهاء املسلمني أئمة من مجاعة الضعفاء يف والقدح السنن وحفظ الرجال، وانتقاد احلديث

وزاعياأل عمرو بن الرمحن وعبد احلجاج، بن وشعبة أنس، بن ومالك الثوري، سعيد بن سفيان: منهم أشدهم من أن إال .معهم مجاعة يف عيينة بن وسفيان زيد، بن ومحاد سعد، بن والليث سلمة بن ومحاد: أنفس ثالثة آخر ءبشي يشوبوا ال هلم صناعة ذلك جعلوا حىت عليها، مواظبة وأكثرهم للسنن انتقاء

.4" وشعبة والثوري، مالك، هؤالء عن أخذ مث ": مث تتلمذ على هؤالء من صاروا يف ما بعد أئمة هذا الشأن وفرسانه، قال ابن حبان

مجاعة النقل أسباب عن والبحث الضعفاء عن والتفتيش الرجال عن والتنقري احلديث يف الرسم بعدهم وحممد مهدي، بن الرمحن وعبد اجلراح، بن وكيع و القطان، سعيد بن وحيىي املبارك، بن اهللا عبد: منهم

للضعفاء وأتركهم احملدثني، شأن عن تنقريا أكثرهم من أن إال معهم مجاعة يف الشافعي املطليب إدريس بن الشديد والورع الدين لزوم مع غريها إىل يتعدوها مل هلم صناعة الشأن هذا جعلوا حىت واملتروكني

.5"مهدي بن الرمحن وعبد القطان، سعيد بن حيىي :رجالن السنن يف والتفقه

يف -وكان ما صنف يف هذه املرحلة يعرف باملصنف، أو املوطأ، أو السنن، وكانت السنن هي الغالبة، إذ ما من إمام يف هذا العصر -1

.إال وله سنن -الغالب .245، 244أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -2 ).1/44(خلدون األحدب، أسباب اختالف احملدثني، : ينظر -3 ).1/43(، 2000-1421، 1كتاب اروحني من احملدثني، دار الصميعي، الرياض، ط -4 ).1/49(املصدر نفسه، -5

Page 136: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

128

.بعده احلديث يف القرن الثالث وما: املطلب اخلامس

بصفة خاصة، إذ توسع احلديث العلم بصفة عامة وعلم يعد القرن الثالث اهلجري أهم مرحلة يف تاريخيف التدوين وظهر التقعيد يف علم الرجال والعلل وما يتعلق بذلك من علوم، وفيه برز كرباء احملدثني

.1جهابذة النقد و أهل فن التصنيف، فكان هذا القرن حبق العصر الذهيب للسنةو :2ومتيز التدوين يف هذا العصر مبا يلي

.اإلقتصار على املرفوع من األحاديث -1 .اإلعتناء ببيان درجة احلديث من حيث الصحة والضعف -2 :الطرق اآلتيةتنوع طرق التصنيف، فقد اجته املصنفون يف تصانيفهم إىل إحدى -3 : مجع ما يتعلق مبشكل احلديث وخمتلفه، ومن مناذجه -أ

.)هـ276: ت(تأويل احلديث البن قتيبة، .)هـ 204: ت(اختالف احلديث للشافعي،

.)هـ234ت( اختالف احلديث لعلي بن املديين، حدة، على صحايب كل حديث جعل موضوعها اليت الكتب وهي" مجع احلديث على املسانيد، - ب

واحد، غري فعله كما الصحابة، أمساء يف اهلجاء حروف على مرتبني ضعيفا، أو ،حسنا أو كان صحيحا يقتصر وقد ذلك، غري أو النسبية الشرافة أو اإلسالم، يف السابقة أو القبائل، على أو تناوال، أسهل وهو

.3"واحد صحايب أحاديث على بعضها يف :العصر كثرية جدا، منهاواملسانيد اليت ألفت يف هذا .)هـ 204: ت(مسند أيب داود الطيالسي،

، و حممد بن مطر الزهراين، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره، دار املنهاج، 367أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص :ينظر -1

.87، ص1426، 1الرياض، ط .91، و الزهراين، مرجع سابق، ص367 -364يث واحملدثون، صأبو زهرة، احلد: ينظر -2-1406، بريوت، اإلسالمية البشائر دار، املشرفة السنة كتب مشهور لبيان املستطرفة الرسالة ،الكتاين جعفر بن حممد اهللا عبد أبو -3

.41، ص1986

Page 137: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

129

.)هـ213: ت( مسند عبيد اهللا بن موسى،

.)هـ219: ت( ،احلميدي الزبري بن اهللا عبدمسند .)هـ228: ت( ،البصري مسرهد بن مسددمسند ).هـ235: ت( شيبة أيب بن بكر أيبمسند

.)هـ241: ت(مسند أمحد بن حنبل، .)هـ249: ت( محيد بن عبد مسند

.)هـ 262: ت(مسند يعقوب بن شيبة، وغريها كثري، إال أن التصنيف على هذا النهج يتعذر معه الوقوف على درجة احلديث إال ملتضلع وخاصة من قصد أصحاا جمرد اجلمع، ومثله اإلحتجاج، كما أن استفادة األحكام الشرعية منها شاق لعدم

.1ثالتناسب بني األحادي والصالة والطهارة اإلميان من ،الفقهية األبواب على املرتبة الكتب"وهي التصنيف على األبواب، -ج

، وشيخ هذه الطريقة حممد بن إمساعيل البخاري يف كتابه الصحيح مث تاله مقتديا 2"آخرها إىل والزكاة، .3به مسلم، مث اختط خطتهما أصحاب السنن األربعة وغريهم

.4هذه الطريقة سهولة الوقوف على درجة احلديث وسهولة إفادة احلكم الشرعيومن فوائد أخذ مث: " وأما يف علم النقد واجلرح والتعديل فهذا العصر عصره و فيه تكامل و رسخ، قال ابن حبان

مجع يف رحلوا حىت اآلثار، يف الرجال وانتقاء واالختبار، احلديث مسلك )أتباع التابعني: أي( هؤالء عن وبينوا القدح، الضعفاء وعلى ،اجلرح املتروكني على وأطلقوا واألقطار املدن وفتشوا األمصار إىل السنن يسلك وأئمة ،اآلثار يف م يقتدى صاروا حىت واملتروكني واألئمة واملدلسني الثقات والأح كيفية

املديىن، اهللا دـعب بن على و معني وحيىي ، - D- حنبل بن أمحد: منهم ةـمجاع األخبار يف مسلكهم

.365أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص -1 .21الكتاين، مصدر سابق، ص -2 .367، 366أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -3 .367أبو زهرة، احلديث واحملدثون، ص: ينظر -4

Page 138: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

130

أو حرب بن وزهري القواريرى عمر بن اهللا وعبيد احلنظلي، إبراهيم بن قاوإسح شيبة أىب بن بكر وأبو

هلذه وألزمهم املتروكني على تفتيشا وأكثرهم الدين يف أورعهم من أن إال أقرام، من مجاعة يف خيثمة اهللا رمحة- املديين بن وعلى معني، بن وحيىي حنبل، بن أمحد كان منهم األوقات دائم على الصناعة .1" - أمجعني عليهم بن حممد: منهم مجاعة اآلثار يف الرجال وانتقاء اإلخبار يف االنتقاد مسلك هؤالء عن أخذ مث: " مث قال

يزيد بن الكرمي عبد بن اهللا عبيد زرعة وأبو الدارمي الرمحن عبد بن اهللا وعبد النيسابوري، الذهلي حيىي بن سليمان داود وأبو النيسابوري، احلجاج بن ومسلم البخاري، اجلعفي إمساعيل بن وحممد الرازي، الرحلة، يف وأفرطو الكتابة، يف وأكثروا احلفظ، يف أمعنوا أقرام من مجاعة يف السجستاين األشعث

هذا شيوخنا من بعدهم نشأ من عنهم أخذ حىت واملدارسة، والتصنيف واملذاكرة السنة على واظبواو .2"املسلك هذا وسلكوا املذهب،

وعلماء هاتني الطبقتني هم الذروة يف النقد، ومصنفام من التواريخ ومعرفة الرجال و السؤاالت والعلل وغريها شاهدة على ذلك، فحفظت لنا اجتهادات من تقدمهم من األئمة وزادوا عليها آراءهم

.3دين اهللا بذلك واجتهادام فاكتمل بذلك البنيان وحفظولقد تضمنت مصنفات القدامى يف علوم احلديث املختلفة ألفاظا وعبارات ال بد من شرحها حىت تفهم وفق ما أراد منها أصحاا، و يف حكمهم على الروايات والرواة ساروا وفق قواعد حيتاج من جاء بعدهم

نفاته، وهو أمر ال بد منه للدارس، إىل معرفتها حىت يتسىن هلم ضبط علم احلديث واالستفادة من مص .4وهذا ما يعرف بعلم أصول الرواية أو علم مصطلح احلديث

).52، 1/51(اروحني، -1 ).1/54(املصدر نفسه، -2 ).1/46(خلدون األحدب، مرجع سابق، : ينظر -3 .7، ص2007-1428، 1اإلمام مالك، اجلزائر، طحممد حاج عيسى، إمتاع األمساع مبا نظم البيقوين من األنواع، دار : ينظر -4

Page 139: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

131

زةـمح الرزاق عبد دـحمم الشيخ قالو كانت مباحث هذا العلم أول األمر متفرقة يف مصنفات قليلة،

يومنا إىل التدوين عصر من )فن املصطلح و قواعده: أي( فيه العلماء كتب قد و هذا: " - اهللا رمحه- له، "األم" ثنايا ويف الشافعي لإلمام "الرسالة" مباحث أثناء يف جتده ما ذلك من يكتب، ما نفائس هذا مقدمة يف احلجاج بن مسلم اإلمام كتبه وما معهم وحماورته له أسئلتهم يف أمحد اإلمام تالميذ نقله وما

كتبه وما الشهرية، سننه يف طريقته بيان يف مكة أهل إىل السجستاين داود أيب اإلمام رسالة و صحيحه، جامعه أحاديث على الكالم يف بثه وما جامعه آخر يف) املفرد العلل( كتابه يف الترمذي عيسى أبو احلافظ

من ولغريه الثالثة التواريخ البخاري ولإلمام وتعليل، وتقوية وتضعيف تصحيح من الكتاب طيات يف يف منتشرة جتيء الفن هذا لقواعد وافية بيانات: بعدهم ومن معاصريه من والتعديل اجلرح علماء

إىل أشار عدة ومصنفات مستقلة كتب يف القواعد هذه فجرد بعدهم من جاء حىت كالمهم تضاعيف .1"الفكر لنخبة شرحه فاحتة يف العسقالين حجر ابن احلافظ أشهرها

اإلستقالل حىت جاء احملدث الشهري أبو حممد احلسن بن واملقصود أنه مل يؤلف يف فن املصطلح على سبيل بني الفاصل احملدث(، فألف كتابه ) هـ 360: ت(عبد الرمحن بن خالد املعروف بالرامهرمزي،

.2"لكنه مل يستوعب: "، قال احلافظ)الراوي والواعي، )معرفة علوم احلديث(، فصنف كتاب ) هـ 405: ت(مث جاء بعده احلاكم أبوعبد اهللا النيسابوري

.3"لكنه مل يهذب ومل يرتب: "قال احلافظ مستخرجا كتابه على فعمل"، ) هـ 430: ت(مث تال هذين أبو نعيم أمحد بن عبد اهللا األصبهاين

.4"للمتعقب أشياء وأبقى: مساه كتابا الرواية قوانني يف فصنف )هـ 463: ت( البغدادي بكر أبو اخلطيب بعدهم جاء مث" وقد إال احلديث ونـفن من فن وقل ،"والسامع الشيخ آلداب اجلامع : "مساه كتابا آداا ويف ،"الكفاية"

.13مقدمة الباعث احلثيث، ص -1 .32، 31نزهة النظر، ص -2 .32املصدر نفسه، ص -3 .32املصدر نفسه، ص -4

Page 140: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

132

بعد احملدثني أن علم أنصف من كل: نقطة بن بكر أبو احلافظ قال كما مفردا؛ فكان كتابا فيه صنف

.كتبه على عيال اخلطيب :بنصيب العلم هذا من فأخذ اخلطيب، عن تأخر من بعض جاء مث ."اإلملاع: "مساه لطيفا كتابا) هـ 544: ت( عياض القاضي فجمع

."جهله احملدث يسع ال ما: "مساه جزءا ) هـ580: ت( 1املياجني حفص وأبو أن إىل فهمها، ليتيسر واختصرت؛ علمها، ليتوفر وبسطت؛ اشتهرت، اليت التصانيف من ذلك وأمثال

) هـ642: ت( الشهرزوري الرمحن عبد بن الصالح بن عثمان عمرو أبو الدين تقي الفقيه احلافظ جاء وأماله فنونه، فهذب املشهور، كتابه -األشرفية باملدرسة احلديث تدريس ويل ملا- فجمع دمشق نزيل فجمع املفرقة، اخلطيب بتصانيف واعتىن املتناسب، الوضع على ترتيبه حيصل مل فلهذا شيء؛ بعد شيئا

عكف فلهذا غريه؛ يف تفرق ما كتابه يف فاجتمع فوائدها، خنب غريها من إليها وضم مقاصدها، شتات له ومعارض ومقتصر، عليه ومستدرك وخمتصر، له ناظم كم حيصى فال بسريه، وساروا عليه، الناس

.2"ومنتصرالرحيم بن احلسني للحافظ زين الدين عبد ) التبصرة والتذكرة(ومن أحس النظم على املقدمة منظومة

، خلص فيها مقدمة ابن الصالح وزاد عليها، وله شرحان عليها مطول )هـ 805: ت(العراقي .3وخمتصر

امليانشي، نسبة إىل ميانش قرية من : هو شيخ احلرم أبو حفص عمر بن عبد ايد القرشي، اختلف يف نسبته، ففي بعض املصادر -1

من مصنفاته هذا الذي ذكره . بلد بأذربيجان: موضع بالشام أو إىل ميانة: املياجني، نسبة إىل ميانج: مهدية، ويف يف بعض املصادرقرى اهللا عبد أبو: ينظر). هـ580: (وغريها، تويف مبكة سنة" واالخبار امللح يف االختيار"و" الفردوس على تعليقات: "احلافظ، ومنها

، و أبو عبد اهللا حممد )240 - 238 /5(، 1977- 1397ط، .، معجم البلدان، دار صادر، بريوت، باحلموي اهللا عبد بن ياقوت، 1، دار الثقافة، بريوت، ط)السفر اخلامس( الصلة و املوصول لكتايب والتكملة الذيل كتاببن حممد بن عبد امللك املراكشي،

، والزركلي، األعالم، )3/83(، 1405، 1، طبريوت ،العلمية الكتب دار، العرب يف خرب من غرب، الذهيب، و )2/596(، 1965)5/53 .( .34-32نزهة النظر، ص -2 ).1/80(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، :ينظر -3

Page 141: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

133

خنبة الفكر يف ( ، فصنف خمتصرا مساه ) هـ 852: ت(مث جاء بعده العامل املستقرئ احلافظ ابن حجر

، و أغلب من تأخر 1) نزهة النظر يف شرح خنبة الفكر ( ، مث عمل عليه شرحا هو )مصطلح أهل األثر عكف على النخبة املعتصرة من املقدمة شرحا هلا و شرحا لشروحها أو نظما هلا " عن عصر هذا اإلمام

.2"وشرحا للنظم ونظما للشرح، متنا جامعا ) هـ 840: ت(ن حجر صنف اإلمام حممد بن إبراهيم املعروف بابن الوزير و يف عصر اب

توضيح ( يف )هـ 1182: ت(، و شرحه اإلمام حممد بن إمساعيل الصنعاين )تنقيح األنظار ( مساه .3)األفكار

الدرر نظم (ألفية تضاهي ألفية العراقي هي ) هـ 911: ت(ولإلمام عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي .4)بتدريب الراوي( ، وله شرح على التقريب املعروف ) األثر علم يف

و احلق أن املصنفات يف هذا الفن كثرية تفوق احلصر وحسيب ما ذكرت، وما مل أذكره ال خيرج عما .ذكر يف املادة واملنهج

:5وأما منهجية التصنيف فهي على ضربنيأن يعمد املصنف إىل تأصيل القضايا الكلية هلذا العلم أوال، مث : التأصيل مث التنويع، وهي :ضرب األولال

.يتبعه بالتنويع والتفريع ألنواع احلديث من غري استيعاب لألنواع، ومنوذج هذه الطريقة الكفاية للخطيبالتنويع مث التأصيل ومن سلك هذه الطريقة يذكر أوال األنواع، ويفرد لكل نوع بابا :الضرب الثاين

.مستقال، ويف أثناء كل باب يذكر األصل الذي انبىن عليه ذلك النوع والقاعدة اليت يندرج حتتهاهار ولكل طريقة فائدا، فاألوىل نافعة يف بيان األصل وهذا ضروري، وأما الثانية فنافعة من حيث إظ

.الفوارق بني نوع آخر، ألن االندراج حتت أصل واحد رمبا أوهم التشابه من كل وجه

).81، 1/80(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، : ينظر -1 .8حممد حاج عيسى، مرجع سابق، ص -2 ).1/81(احلميد، مرجع سابق، حمي الدين عبد : ينظر -3 ).1/82(حمي الدين عبد احلميد، مرجع سابق، : ينظر -4 .44، 43، ص2011-1432، 1طارق، شرح شرح نزهة النظر، دار املأثور، ط: ينظر-5

Page 142: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

134

.الفقهاء احلديث الصحيح عند احملدثني و :املبحث الثاين

احلديث الصحيح وشروطه، وملا كان احلديث الصحيح األصل يف معرفة من أهم مباحث علم احلديث ، لكن حبكم اإلختصاص تباينت نظرة كل إىل احلديث ءاإلحتجاج طلبه احملدث والفقيه على السوا .الصحيح، فصار واقعا علميا البد من معرفته

. الصحيح وشروطه عند احملدثني: املطلب األول

.تعريف الصحيح: أوال

ضد املريض، والصحة ذهاب املرض والرباءة من كل عيب، وهي حقيقة يف األجسام جماز :الصحيح لغة .1يف املعاين العدل بنقل إسناده يتصل الذي املسند احلديث هوأما احلديث الصحيح ف: " قال ابن الصالح: اصطالحا

، مث ذكر ما حيترز عنه ذه 2" معلال وال شاذا، يكون وال منتهاه، إىل الضابط العدل عن الضابط أهل بني خالف بال بالصحة له حيكم الذي احلديث هو فهذا: " األوصاف املذكورة يف احلد، إىل أن قال

.3"احلديث الصحيح هو شاذ وال معلل غري السند، متصل الضبط، تام عدل بنقل اآلحاد وخرب": وعرفه احلافظ بقوله

.4"لذاته :ومبقارنة التعريفني ميكن مالحظة ما يلي

. العبارتان متقاربتان -1 ؛ ألنه وجد رسم ابن الصالح للحديث الصحيح "خرب اآلحاد: "أدخل ابن حجر على التعريف لفظ -2

.5يصدق على املتواتر، وإن مل يقصد ابن الصالح ذلك

.729، 728، القاموس احمليط، صي، و الفريوز آباد201الفيومي، املصباح املنري، ص: ينظر -1 .21علوم احلديث، ص -2 .21املصدر نفسه، ص -3 .67نزهة النظر، ص -4 .74الصباح، احلديث الصحيح ومنهج علماء املسلمني يف التصحيح، ص: ينظر -5

Page 143: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

135

:1راعى ابن حجر تفاوت ضبط الرواة، وهو باإلستقراء على مرتبتني -3 .وهو شرط رواة احلديث الصحيح :ضبط تام -أ شرط رواة احلديث احلسن لذاته، والصحيح لغريه؛ ألن احلسن لذاته أصل وهو :ضبط خفيف -ب

".تام: "فتمييزا بني هذه األنواع اليت تدخل يف حيز القبول قيد الضبط بقوله. للحديث الصحيح لغريهاحلديث الذي يتفرد : احلديث الغريب الفرد، أي" ، "خرب اآلحاد: "بقوله - رمحه اهللا- أراد احلافظ -4

على -كغريه من أهل العلم-وهو إمنا وضع هذه الشروط . ته راو واحد يف مجيع طبقات السندبرواي .2"على حكم ما هو أقوى منها -بداللة اإلشارة واألوىل-، للتنبيه )وهو الغريب(أضعف صور اآلحاد

.3عام وخاص: وعليه فلفظ الصحيح يطلق ويراد به معنيان :يلي ويندرج حتته ما :املعىن العام -أ العلماء بعض قال: " قال احملدث طاهر اجلزائري، املتواتر، والبحث فيه شأن الفقهاء واألصوليني -1

من ضعفه أو احلديث صحة عن فيهيبحث علم هو إذ اإلسناد علم مباحث من املتواتر ليس :عالماأل به العمل جيب بل رواته عن فيه يبحث ال واملتواتر ،يترك أو به ليعمل أدائهم صيغ و رواته صفات حيث

إىل الكثرة يف بلوغهم جهة من إمجاال رواته عن البحث ينايف ال هذا... اليقني علم إلفادته حبث غري من القرائن عن البحث كذلك و ...قاالتفا بطريق منهم حصوله أو فيه الكذب على تواطؤهم مينع حد

.4" جدا كثري غري العدد كان إن سيما ال به احملتفة .الصحيح لذاته وقد سبق تعريفه -2

.75الصباح، مرجع سابق، ص: ينظر -1 .90طارق عوض، شرح الرتهة، ص: ينظر -2 .75الصباح، مرجع سابق، ص -3 .49توجيه النظر، ص -4

Page 144: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

136

للصورة ألن" ؛ لغريهيرتقي مبجموع طرقه إىل الصحيح 1الصحيح لغريه، وهو احلسن لذاته -3

.2" الصحيح راوي عن احلسن راوي ضبط به قصر الذي القدر جترب قوة اموعة .هو الصحيح لذاته، الغريب الفرد كما سبق توضيحه :املعىن اخلاص -ب

.شروط احلديث الصحيح: ثانيا

.الشروط املتفق عليها -أ

:امع عليها وهي لذاته الصحيح احلديث أفاد التعريف السابق شروط .عدالة الرواة، وقد سبق معىن هذا الشرط، وما يتعلق به من املسائل :أوال .الضبط و قد سبق أيضا :ثانيا مسع رجاله من كل يكون حبيث فيه، سقوط من إسناده سلم ما: "اتصال السند، والسند املتصل :ثالثا . 3" شيخه من املروي ذلكهو التفرد غري احملتمل، : "، أو يقال4خمالفة الراوي من هو أرجح منه: السالمة من الشذوذ :رابعا

خمالفا به انفرد ما كان فإن: فيه نظر بشيء الراوي انفرد إذا" :، وبيانه5"للمخالفة أو عدم األهلية للتفرد ملا خمالفة فيه تكن مل وإن مردودا، شاذا به انفرد ما كان ،وأضبط لذلك باحلفظ منه أوىل هو من رواه ملا

حافظا عدال كان فإن: املنفرد الراوي هذا يف فينظر غريه، يروه ومل هو رواه أمر هو وإمنا غريه، رواه وإتقانه حبفظه يوثق ممن يكن مل وإن ...فيه االنفراد يقدح ومل به، انفرد ما قبل وضبطه بإتقانه موثوقا .6"الصحيح حيز عن له مزحزحا له، خارما به انفراده كان به انفرد الذي لذلك

بعضها مراتب إىل انقسامه يف له ومشابه دونه، كان وإن به، االحتجاج يف للصحيح مشارك احلسن من القسم وهذا: "قال احلافظ -1

مث احلسن كالصحيح يف االحتجاج به وإن كان دونه يف القوة، وهلذا أدرجته : "وقال النووي. 210نزهة النظر، ص ."بعض فوق .76التقريب مع شرحه التدريب، ص". طائفة من العلماء يف نوع الصحيح

.78ابن حجر، نزهة النظر، ص -2 .70ابن حجر، نزهة النظر، ص -3 .70ابن حجر، نزهة النظر، ص: ينظر -4 .56ابن الصالح مصدر سابق، ص: وينظر. 121طارق عوض، شرح لغة احملدث، ص -5 .56ابن الصالح، مصدر سابق، ص -6

Page 145: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

137

تقبل مطلقا عند احملدثني بل عندهم -يف املنت أو اإلسناد-على هذا التفصيل فليس كل زيادة ءوبنا

.تفصيل يف ذلك :صورة زيادات الثقات عند علماء احلديث

هي أن يروى حديث واحد، بإسناد واحد، ومنت واحد، وعن صحايب واحد، فيقع اختالف بني رواته "فيزيد واحد منهم أو أكثر زيادة يف سند احلديث أو متنه ليست هي عند باقي - ال يف أصل الرواية-

ليست يف أما إذا روي حديثان بإسنادين خمتلفني عن صحابيني خمتلفني، وتضمن أحدمها زيادة. الرواةاحلديث اآلخر، فليس هذا داخال يف حبثنا هذا، ألما ليس حديثا واحدا زاد فيه بعضهم زيادة فيه، وإمنا

.1"مها حديثان مستقالن :2ما اشترطه احلافظ ابن حجر لقبول زيادة الثقة

أن يكون من زادها من رواة الصحيح أو احلسن، قال احلافظ بعدما نقل كالم أئمة :الشرط األول يستوي حيث متقنا حافظا نويك ممن تقبل إمنا الزيادة أن األئمة هؤالء كالم فحاصل: "الشأن يف هذا

حافظ غري كان أو منه أحفظ هو من فيهم كان أو منه عددا أكثر كانوا فإن ذلك، يف عليهم زاد من مع أطلق و مقبولة الثقة زيادة: قال من لقول مغاير وهذا .تقبل ال زيادته فإن صدوقا األصل يف كان ولو

.3"أعلم واهللا

رد قبوهلا من يلزم حبيث"، فإذا كانت منافية لرواية من هو أوثق أن ال تقع منافية: الشرط الثاين

.4"املرجوح ويرد الراجح فيقبل معارضها؛ وبني بينها الترجيح يقع اليت فهذه األخرى؛ الرواية ا، وتقع العلة منه السالمة وظاهره ،ما يقدح يف صحة حديث: وهي: السالمة من العلة القادحة :خامسا

.127طارق عوض، شرح الرتهة، ص -1 .128الرتهة، صطارق عوض، شرح : ينظر -2 ).2/690(النكت، -3 .82ابن حجر، الرتهة، ص -4

Page 146: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

138

.1يف اإلسناد وهو األكثر وقد تقع يف املنت

واه ساقط اروح حديث فإن ؛مدخل فيها للجرح ليس أوجه من احلديث يعلل إمناو: " قال احلاكم احلديث فيصري علمه عليهم فيخفى علة له حبديث حيدثوا أن الثقات أحاديث يف يكثر احلديث وعلة

.2"غري ال واملعرفة والفهم احلفظ عندنا فيه واحلجة معلوال .3فال يدخل يف هذا النوع ما كانت علتة ظاهرة

فإن اختلفوا أمكن "والسبيل إىل إدراك علل األحاديث هو املقارنة بني طرق احلديث الذي ينقله الثقات، وأدقها احلديث أنواع أغمض الفن وهذا ...االختالف بيان على احلقيقة يف التعليل فمدار العلة، ظهور ومعرفة الرواة ملراتب وإدراكا حاويا واطالعا غايصا افهم تعاىل اهللا منحه من إال به يقوم وال ،مسلكا

.4" ثاقبة :الشروط املختلف فيها زيادة ونقصا -ب

:الشروط املختلف فيها بالنقص: أوال

، عليها متفق مخسة أقسام عشرة على منقسم احلديث من والصحيح": قال احلاكم يف كتابه املدخل يف املختلف اخلمسة األقسام وأما: "فذكر اخلمسة املتفق عليها، مث قال. 5"فيها خمتلف منها ومخسة :صحتها اهللا ولـرس قال التابعي تابع أو التابعي اإلمام قول هو :عرفه بقوله و: " املراسيل منها األول فالقسم

-J - اهللا رسول وبني بينه و -J - 6"مسعه الذي من فيه مساعه يذكر ال و قرنان أو قرن. النخـعي، أئمة أهـل الكوفة منهم إبراهيم بن يزيدمث ذكـر خالف أهل العلم يف املرسـل، فصححه

.63، 62ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -1 .113، 112معرفة علوم احلديث، ص -2 ).2/710(ابن حجر، النكت، : ينظر -3 ).2/711(، ابن حجر، النكت -4 .73، ص2003-1423، 1، دار ابن حزم، بريوت، طاإلكليل كتاب إىل املدخل -5 .108املصدر نفسه، ص -6

Page 147: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

139

وصاحباه، بل منهم من جعله أصح من املتصل ألن التابعي إذا رفع حنيفة ووأب سليمان أىب بنومحاد

.احلديث فإنه ال يرفعه إال بعد حتر يف صحتهوالزهري املسيبوأما مذهب أهل احلديث من أهل احلجاز فإن املراسيل عندهم واهية، وهو قول ابن

.1ومالك والشافعي وأمحد .روايات املدلسني إذا مل يذكروا مساعهم يف الرواية: الثاينالقسم

أهل أئمة من إمام وهو- عيينة بن سفيان قال :يقول أن التدليس معىنو ": وبني معىن التدليس فقال بن وسفيان .جابرا مسعت دينار بن عمرو قال :يقول أو املسيب بن سعيد حدثين :الزهري قال -مكة يفوته فيما يدلس بأنه عرف وقد الرواية هذه يف السماع يذكر مل أنه إال مجيعا منهما مساعه مشهور عيينة .2*"مساعه

.3وذكر اخلالف فيه على حنو ما ذكر يف املرسل مجاعة عنه يرويه مث فيسنده املسلمني أئمة من إمام عن الثقات من ثقة يرويهحديث : القسم الثالث

. فريسلونه الثقات من

عندهم القول نإف الفقهاء مذهب على صحيحة خباراأل فهذه ...مما يكثر القسم وهذا" :قال احلاكم اجلمهور قول عندهم فيها القول نإف احلديث أئمة فأما .ثقة كان إذا املنت أو اإلسناد يف زاد من قول فيها

: لكن أورد على احلاكم ما جاء يف رسالة أيب داود إىل أهل مكة يف وصف سننه، قال. 109، 108احلاكم، املدخل، ص: ينظر -1 فيها فتكلم الشافعي جاء حىت األوزاعي و أنس بن ومالك الثوري سفيان مثل مضى فيما العلماء ا حيتج كان فقد املراسيل وأما "

وليس به حيتج فاملرسل املسند يوجد ومل املراسيل غري مسند يكن مل فإذا، -عليهم اهللا رضوان- وغريه حنبل بن أمحد ذلك على وتابعه .66-64ص ،أبو داود، رسالته إىل أهل مكة". القوة يف املتصل مثل هو بني ضعيفا يسقط أن هو: هذا الذي ذكره احلاكم نوع، والثاين تدليس التسوية: التدليس أنواع، أكثرها وقوعا يف الرواية نوعان -*

.249طاهر اجلزائري، مصدر سابق، ص. ، وهو أقبح أنواع التدليسثقتني .113، 112املدخل، ص -2 .112احلاكم، املدخل ، ص: ينظر -3

Page 148: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

140

.1"الواحد هذا على الوهم من خيشى ملا أرسلوه ينالذ

غري العدالة ظاهر بالسماع معروف الكتاب صحيح السماع صحيح حمدث روايات :القسم الرابع

. هذا زماننا حمدثي كأكثر حيفظه وال به حيدث ما يعرف ال أنه

رمحهما- أنس بن ومالك حنيفة أبو فأما احلديث أهل أكثر عند به حمتج القسم هذا نإف" :قال احلاكم .2"به احلجة يريان فال - اهللا

.األهواء وأصحاب املبتدعة روايات: اخلامسالقسم

. 3" صادقني فيها كانوا إذا مقبولة احلديث أهل أكثر عند روايام نإف" : قال احلاكمو إذا ضمت هذه األقسام املختلف يف صحتها، إىل ما سبق ذكره من شروط احلديث الصحيح امع

كيف خيتلف يف صحة هذه األقسام اليت ذكرها احلاكم وغريها مع : عليها يلوح يف أفق البحث إشكال ختلف بعض ما أمجعوا عليه من الشروط عنها؟

أن : ، ومعىن اختالفهم4"احلديث إن مجع تلك القيود اتفقوا على صحته"أن : معىن إمجاعهم :اجلواب اإلتصال فيقبل احلديث إذا فقد بعض الشروط جاء اخلالف فيه بني أهل احلديث، كمن ال يشترط

املرسل واملدلس، أو ال يشترط متام الضبط فيدخل احلسن يف الصحيح، أو ال يشترط يف العدالة السالمة من البدعة فيقبل حديث املبتدع املتصف بالصدق، وكمن ال يشترط السالمة من الشذوذ فيقبل الزيادة

من باب أحرى يقبل األحاديث اليت فمن قبل بعض األحاديث اليت مل تتوفر فيها شروط الصحة . مطلقا: ، و لعل هذا معىن قول ابن الصالح5توفرت فيها شروط الصحة امع عليها، ألا أعلى منها صحة

يف الختالفهم أو فيه، األوصاف هذه ودـوج يف الختالفهم األحاديث بعض صحة يف خيتلفون دـوق"

.117املدخل، ص -1 .118املصدر نفسه، ص -2 .119املصدر نفسه، ص -3 .)1/181(، )مكتبة الرشد(الصنعاين، توضيح األفكار -4 .79، والصباح، مرجع سابق، ص)181، 1/180(، )مكتبة الرشد(الصنعاين، توضيح األفكار -5

Page 149: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

141

. 1"املرسل يف كما األوصاف، هذه بعض اشتراط

.الشروط املختلف فيها بالزيادة: ثانيا

:، منها2وأما ما اختلف فيه من شروط احلديث الصحيح بالزيادة فكثري .أن يكون راويه مشهورا بالطلب: الشرط األول

وجاء . 3"بالطلب معروفا عندنا كان ممن إال احلديث نكتب ال: "من قول عبد اهللا بن عون هذا يؤخذ .حنوه 5و مالك 4عن أيب الزناد

طرق للحديث حيصل حيث أما إال .ذلك اعتبار الصحيح صاحيب تصرف من والظاهر": قال احلافظ .6"- أعلم واهللا - ذلك اعتبار عن بذلك يستغنون كثرية

بالشهرة املقصود إذ ذلك عن يغين الضبط اشتراط يقال أن وميكن :7اإلسالم شيخ قال: "وقال السيوطي .8"ىرو ما ضبط كونه إىل النفس لتركن بالرواية اعتناء مزيد له يكون أن بالطلب

. الفهم واملعرفة وكثرة السماع واملذاكرة :الشرط الثاين

، وذهب احلافظ إىل أن هذا الشرط يغين عنه اشتراط السالمة من العلة ومعرفة هذا 9ذكره السمعاين .10حتتاج إىل ما ذكر من الفهم واملذاكرة وغريمها

.21، صعلوم احلديث -1 .30السيوطي، تدريب الراوي، ص -2 .182اخلطيب، الكفاية، ص -3 .17مسلم، املقدمة، ص -4 .183اخلطيب، الكفاية، ص -5 ).1/238(النكت، -6 .هو احلافظ بن حجر -7 .30تدريب الراوي، ص -8 ).3/12(السمعاين، قواطع األدلة، -9

.30السيوطي، مصدر سابق ، ص: ينظر -10

Page 150: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

142

. علم الراوي مبعاين احلديث حيث يروي باملعىن: الشرط الثالث

.1" داخل يف الضبط ههو شرط البد منه لكن و: "قال السيوطي . فقه الراوي: الشرط الرابع

:ماإلسال شيخ قال: "قال السيوطي .2"القياس خالف إن الراوي فقه حنيفة أبو وشرط" :قال ابن امللقن .3"البلوى به تعم مبا التفرد عند أو املخالفة عند يشترط إمنا ذلك أن والظاهر

.اشتراط العدد يف الرواية كالشهادة: الشرط اخلامس

وحكي عن بعض : "قال السيوطي، 4ونسبه ابن األثري إىل مجاعةوهو حمكي عن بعض متأخري املعتزلة، صفة: "، وفهمه بعضهم من تعريف احلاكم للحديث الصحيح، إذ عرفه بقوله5"أصحاب احلديث

عنه يروي أن وهو اجلهالة اسم عنه زائل صحايب - J- اهللا رسول عن يرويه أن الصحيح احلديث .6" الشهادة على كالشهادة هذا وقتنا إىل بالقبول احلديث أهل يتداوله مث عدالن، تابعيان

ذكر اليت الصفة وهذه: "قال الدكتور اجلديع .7لكن استبعد احلافظ أن يكون احلاكم أراد اشتراط العدد األمر وليس الصحايب، عن اثنان يرويه أن جيب صحيح حديث كل أن عىن أنه الناس بعض ظن احلاكم

رفع: يقول فهو اجلهالة، به ترتفع ما على عائد" عدالن تابعيان عنه يروي أن وهو: "قوله إمنا كذلك، .8"احلديث رواة من دونه فمن الصحايب عن اثنني برواية إال يكون ال اجلهالة

- J- النيب عن رواه ما: "وذكر املياجني أن شرط الشيخني أن ال خيرجا إال ما صح عندمها وصفته واحد كل عن يكون أن و ،فأكثر التابعني من أربعة الصحابة من واحد كل عن نقله ما و فصاعدا اثنان

.30تدريب الراوي، ص -1 .244املقنع، ص -2 .30تدريب الراوي، ص -3 .30، والسيوطي، مصدر سابق، ص)1/104(، والعراقي، شرح التبصرة و التذكرة، )1/70(األثري، جامع األصول، ابن : ينظر -4 .30تدريب الراوي، ص -5 .62معرفة علوم احلديث، ص -6 ).1/240(ابن حجر، النكت، : ينظر -7 ).1/336(حترير علوم احلديث، -8

Page 151: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

143

حبكايته مستغن املياجني قاله الذي فهذا" : ورد احلافظ هذا بقوة، فقال. 1" أربعة من أكثر التابعني من إال يروه مل حديث من الصحيحني يف كم و .منهما واحد ال و ذلك يشترطا مل فإما ؛عليه الرد عن

ببعض صحيحه يف مسلم صرح وقد .واحد تابعي إال يروه مل حديث من فيهما وكم واحد، صحايب .2"به يغتر لئال ألتعقبه هنا املياجني كالم حكيت وإمنا .ذلك

االكتفاء وعدم يف اإلسناد املعنعن عنه روى ومن راو كل بني التالقي ثبوت: السادسالشرط

.بينهما التالقي وإمكان باملعاصرة

وهو :املعنعن أن على وحديثا قدميا العلماء إمجاع ادعى"وقد أنكر هذا مسلم و. وهو شرط البخاري بعضهم إليهم العنعنة أضيفت من لقاء أمكن إذا والسماع االتصال على حممول فالن عن فالن فيه الذي .3"التدليس من براءم مع :يعين ،بعضا

.4"أصح لكونه بل صحيحا احلديث لكون شرط هذا أن إىل أحد يذهب مل إنه قيل: "قال السيوطي .الصحيح وشروطه عند الفقهاء: املطلب الثاين

. الصحيح عند الفقهاء: أوال

.مفهوم الصحيح عن الفقهاء -أ

أصول مبقتضى ومداره الصحيح " :قال ابن دقيق العيدخالف الفقهاء احملدثني يف مفهوم الصحيح، الشهادة، قبول يف املشترطة العدالة ظ،التيق مع األفعال يف الراوي عدالة صفة على واألصوليني الفقهاء

احلديث أصحاب زاد و .مسندا يكون أن ذلك يف زاد منهم املرسل يقبل مل فمن الفقه، يف رقر ما على العلل من كثريا فإن الفقهاء، مذهب مقتضى على نظر الشرطني هذين ويف .المعل وال شاذا يكون ال أن

.5"الفقهاء أصول على جتري ال احلديث احملدثون ا ليعل اليت

).1/241(نقله احلافظ يف نكته، -1 ).1/241(النكت، ابن حجر، -2 ).1/119(النووي، شرح مسلم، -3 .30تدريب الراوي، ص -4 .218-215، ص2007-1427، 1اإلقتراح يف بيان االصطالح، دار العلوم، األردن، ط -5

Page 152: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

144

:والناظر يف التعريف قد يلحظ ما يلي

.1"على اجلملة يتفق الفقهاء مع احملدثني يف أوصاف قبول اخلرب " -1، ومن أقسام 2"ال يشترطون يف الصحيح انتفاء الشذوذ على الوجه الذي عند احملدثني ءأن الفقها" -2

أئمة من إمام عن الثقات من ثقة يرويهحديث : احلديث املختلف يف صحتها اليت ذكرها احلاكم كما مروهو صحيح على مذهب : "احلاكم قال. فريسلونه الثقات من مجاعة عنه يرويه مث فيسنده املسلمني

.3"الفقهاء، والقول فيه عندهم قول من زاد يف اإلسناد أو املنت إذا كان ثقة

أن ما يعلل به احملدثون احلديث من العلل، الكثري منها ال جيري على أصول الفقهاء وسيأيت بيان -3 .سبب هذا

.4رسة احملدثني يف التصحيح و التضعيف وعليه فإن منهج مدرسة الفقهاء واألصوليني مغاير ملنهج مد .شروط الصحيح عند الفقهاء -ب

:5هي الفقهاء على مقتضى نظر احلديث الصحيحشروط .عدالة الراوي: الشرط األول

احلديث مما ىوقد سبق معىن هذا الشرط عند الكالم على األسباب اليت أوجبت االختالف يف احلكم علهو أن نظر : فأغىن عن التكرار هنا، لكن ما ينبغي أن ينص عليه يف هذا املوضع يرجع إىل عدالة الراوي

الفقهاء مييل إىل التساهل يف احلكم على الراوي بالعدالة ال سيما من اكتفى منهم مبجرد إظهار اإلسالم .6مع السالمة من فسق ظاهر

.كما سبق بيانهوبناء على ذلك قبلوا حديث اهول عينا و جهالة و حديث املستور

.222، ص1424، صفر26، ع15حممد بازمول، تقوية احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني، جملة جامعة أم القرى، ج -1 .222املرجع نفسه، ص -2 .117املدخل، ص -3 .225، و بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص185الصباح، احلديث الصحيح ومنهج علماء املسلمني يف التصحيح، ص: ينظر -4 .186الصباح، مرجع سابق، ص :ينظر -5 .186الصباح، مرجع سابق، ص: ينظر -6

Page 153: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

145

.ضبط الراوي: الشرط الثاين

، 1، لكن خيتلفون يف حد الوهم والغلط الذي يرد به الراويوهو شرط الزم عند احملدثني والفقهاء مجيعا الفقه أصول أهل فأما ...هؤخط كثر من إال يترك ال بأنه احلديث أصول أئمة صرح وقد": قال الصنعاين

.2" صوابه من أكثر هؤخط كان من إال يترك ال إنه قائلون فإمفخرب العدل مقبول عند أهل األصول ولو كثر خطؤه، إذا كان صوابه أكثر من غلطه، و اختلفوا يف

.3حال االستواء، ومجهورهم على ردهاملراد بكثرة اخلطأ عند : "مث هم خمتلفون كذلك يف املراد بكثرة اخلطأ، قال العالمة حمي الدين عبد احلميد

احملدثني كثرته يف نفسه بقطع النظر عن موازنته بالصواب، فمن كان كثري اخلطأ تركوه، ولو كان له أما عند األصوليني، فكثرة اخلطأ عندهم ال تكون إال مبوازنة اخلطأ . صواب أكثر مما له من اخلطأ

.4"والصواب، ورجحان كفة اخلطأ على الصواب : 5وقسم األحناف الضبط قسمني

.وجعلوا هذا شرطا لقبول الرواية. معرفة صيغة املسموع والوقوف على معناه لغة :ظاهر ضبط -أوجعلوا . وهو الوقوف على معىن الصيغة فيما يبتىن عليه أحكام الشرع، وهو الفقه :ضبط باطن -ب

.هذا شرطا للترجيح عند التعارض .وهذا مغاير كما هو واضح لتقسيم احملدثني للضبط

.اتصال السند :الثالثالشرط

: - وهو فقيه أصويل-، قال الزركشي 6"أن يكون األداء على وجه تسكن النفس إليه " :ومفهومه عندهم

.187الصباح، مرجع سابق، ص: ينظر -1 .120، ص1405، الكويت، السلفية الدارإرشاد النقاد إىل تيسري اإلجتهاد، -2 .188، 187، و الصباح، مرجع سابق، ص)1/158(، )املنهاج(الصنعاين، توضيح األفكار : ينظر -3 ).1/158(، )املنهاج(مقدمة حتقيق توضيح األفكار -4 .110ت، ص.ط، ب.الفقه، دار الفكر العريب، ب، و أبو زهرة، أصول )1/348(السرخسي، أصوله، : ينظر -5 .189الصباح، مرجع سابق، ص -6

Page 154: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

146

منه و الراوي ترك على االتفاق علم و اجلرح تبني إذا إال يطرحونه و احلديث يعللون ال الفقهاء و"

يكون ال و ،غريهم و الثقات عن حيدث املرسل كان إذا علة يكون إمنا هذا و" ومرسل منقطع" :قوهلم الراوي يف املعترب "؛ ألن 1"تعديل عنه روايته إن وقلنا الثقات عن إال يروي ال املرسل كان إذامعتربة علة

.3"واحلفظ العدالة هي األصل ألن" ، أو 2"يرويه ملا متقنا ضابطا عارفا يكون وأن العدالة .احملدثون باإلنقطاع، مثل املرسل واملدلس كما سبق توضيحه قريباومن هنا قبل الفقهاء أحاديث أعلها

من تشدد يف شرط اإلتصال وفسروه بعدم اإلنقطاع، ءهذا منهج غالب الفقهاء، وإال قد وجد من الفقها، "حدثنا"مشترطني التصريح بالسماع يف كل حديث، وال يعترب احلديث مسندا إال ما كان فيه

".أخربنا"، و"مسعنا"و .4فضال عن مجهور الفقهاء -أهل احلديث أنفسهم-وهذا مردود عند أهل الصنعة

.شرط السالمة من الشذوذ يف نظر الفقهاء

، وما حكم عليه احملدثون بالشذوذ هو ال يشترط الفقهاء واألصوليون نفي الشذوذ يف شرط الصحيح من لكل إن": ، قال ابن دقيق5طلقاصحيح على مذهب الفقهاء وعليه فالزيادة من الثقة مقبولة عندهم م

يف العمدة أن والفقه األصول قواعد تقتضيهو يبني الذي فإن ،اآلخر طريق غري طريقا واحلديث الفقه أئمة صدق معه ميكن الذي التجويز اعتبار إىل مييل ونظرهم بالراوية، وجزمه الراوي عدالة احلديث تصحيح خالفه من ورواية روايته بني اجلمع وأمكن غلطا يكون أال وجاز ذلك حصل فمىت ، غلطه وعدم الراوي الثقات رواية نـم احلديث يروون قد فإم احلديث أهل فأما. حديثه يترك مل اجلائزة الوجوه من بوجه

).2/210(الزركشي، النكت، -1 ).2/209(املصدر نفسه، -2 ).2/210(املصدر نفسه، -3، و ابن رشيد الفهري، 450، ص1977- 1391، 1القاضي احلسن بن عبد الرمحن الرامهرمزي، دار الفكر، بريوت، ط: ينظر -4

، 50-43، ص1417، 1السنن األبني و املورد األمعن يف احملاكمة بني اإلمامني يف السند املعنعن، مكتبة الغرباء، املدينة، ط .190، 189والصباح، مرجع سابق، ص

.209، والصباح، مرجع سابق، ص82ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر-5

Page 155: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

147

.1" بصحته احلكم عن متنعهم علل هلم تقوم مث العدول

يلزم وال االحتياط، يف وبالغوا فيها احتاطوا طريقهم يف اأغراض للمحدثني إن" :2وقال ابن احلصار الراوي يف وكطعنهم ،مرسال أو موقوفا روي بأنه املرفوع احلديث كتعليلهم ذلك، على اتباعهمالفقهاء

انفرد باحلديث أو بزيادة فيه أو خمالفته من هو أعدل منه، أو أحفظ، وقد يعلم الفقيه صحة احلديث إذامبوافقة األصول، أو آية من كتاب اهللا تعاىل، فيحمله ذلك على قبول احلديث، والعمل به واعتقاد صحته

تعاىل وسائر أصول وإذا مل يكن يف سنده كذاب فال بأس بإطالق القول بصحته إذا وافق كتاب اهللا .3"الشريعة

هذا ولقد نبه احلافظ ابن حجر يف نكته أن أهل األصول غري مطبقني على قبول زيادة الراوي الثقة . 4مطلقا، بل اخلالف موجود بينهم ومل يصوب من أطلق القول عنهم بعدم القبول

.شرط السالمة من العلة يف نظر الفقهاء

على النظر إىل املنت غالبا، فإذا سلم معناه مبوافقة ،احلديث معلوال أو ال يقوم منهج الفقهاء ملعرفة كونظاهر الشرع قبلوه، ويرد بأدىن خمالفة للشرع، ورمبا أعلوا احلديث مبا ال يكون علة عند احملدثني كتفرد

.الراوي مبا جيب على الكافة علمهذلك أن الفقهاء يفتحون باب التأويالت وما يعل به احملدثني األحاديث ال جيري على طريقتهم، وسبب

.5يدفعون بذلك الكثري من علل احملدثني

).1/60(، 1997-1418، 1شرح اإلملام بأحاديث األحكام، دار أطلس، الرياض، ط -1هو اإلمام الفقيه صاحب التصانيف أبو احلسن علي بن حممد بن حممد بن إبراهيم اخلزرجي األنصاري األشبيلي األصل مث الفاسي، -2

اإلسالم تاريخ الذهيب،: ينظر). هـ611: (تويف سنة". الناسخ واملنسوخ"و " البيان يف تنقيح الربهان: "برع يف األصول وصنف فيه، واملستملح من كتاب التكملة له، دار الغرب، )13/319(، 2003-1424، 1، دار الغرب، بريوت، طواألعالم املشاهري ووفيات

.339، ص2008- 1429، 1تونس، ط ).1/106(، النكت، "تقريب املدارك على موطأ مالك"نقله الزركشي يف النكت وعزاه إىل -3 ).2/613(ابن حجر، النكت، : ينظر -4ط، .مع مقدمة ابن الصالح، دار املعارف، القاهرة، ب حالسراج البلقيين، حماسن االصطال رسالن بن عمر حفص أبو: ينظر -5

.210، و الصباح، مرجع سابق، ص223، و حممد بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص286، ص1411-1990

Page 156: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

148

:2، تعود إىل ما يلي1وأسباب رد احلديث عند الفقهاء حمصورة

خبالف أما و العقول مبجوزات يرد إمنا الشرع ألن بطالنه فيعلم العقول موجبات خيالف أن :أحدها .فال العقول . منسوخ أو له أصل ال أنه فيعلم متواترة سنة أو كتاب نص خيالف أن :الثاين

صحيحا يكون أن جيوز ال ألنه ؛له أصل ال أو منسوخ أنه على به فيستدل اإلمجاع خيالف أن :الثالث . خالفه على األمة وجتمع منسوخ غري

أن جيوز ال ألنه ؛له أصل ال أنه على ذلك فيدل علمه الكافة على جيب ما برواية الواحد ينفرد أن :الرابع . العظيم اخللق بني من بعلمه هو وينفرد أصل له يكون

مثل يف ينفرد أن جيوز ال ألنه ؛يقبل فال التواتر أهل ينقله أن العادة جرت ما برواية ينفرد أن :اخلامس .بالرواية هذا

.زيادة شرح هلذه املسألة -بعون اهللا-وسيأيت

ثالث رسائل يف علم مصطلح احلديث، دار البشائر، أبو بكر حممد بن موسى احلازمي، شروط األئمة اخلمسة، ضمن : ينظر -1

. 173، ص2005-1426، 2بريوت، ط .172أبو إسحاق الشريازي، اللمع، ص: ينظر -2

Page 157: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

149

.الفقهاءو احملدثني عندالضعيف : الثالثاملبحث .الضعيف عند احملدثني: املطلب األول

.تعريفه: أوال

، والضعف يكون يف ضعيف فهو ضعف وقدالضعف بفتح الضاد وضمها ضد القوة؛ :الضعيف لغة .1البدن ويف الرأي

.2احلسن احلديث صفات وال الصحيح، احلديث صفات فيه تمعجتما مل : اصطالحا .3"كل حديث مل جتتمع فيه صفات القبول: "أمشل و أخصر فقالوعرفه احلافظ بتعريف

.4مسالك الضعف إىل احلديث: ثانيا

:5للحديث الضعيف باعتبار اختالل شرط من شروط القبول ستة أسباب .االتصال عدم: األول .الرجال عدالة عدم :الثاين

.كون الرواة أو بعضهم غري ضابطني: الثالث .آخر إذا كان قابال لالجنبار وجه من جميئه عدم :الرابع

.الشذوذ :اخلامس .العلة: سسادال

.أنواع الضعيف عند احملدثني: ثالثا

.وعن أسباب الضعف هذه تتنوع أقسام الضعيف

.217، والفيومي، املصباح املنري، ص325أبو بكر الرازي، خمتار الصحاح، ص: ينظر -1 .35ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -2 ).1/492(النكت، -3 .58، ص1997-1417، 1عبد الكرمي اخلضري، احلديث الضعيف و حكم االحتجاج به، دار املسلم، الرياض، ط: ينظر -4 .59، 58، و عبد الكرمي اخلضري، مرجع سابق، ص)1/224(، )العلمية(الصنعاين، توضيح األفكار : ينظر -5

Page 158: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

150

.اتصال السند ما يرجع إىل: أوال

يف االشتراك صلما حي: ظاهر وخفي؛ فاألول: خيتل شرط اتصال السند بالسقط، وهو على قسمني املطلعون احلذاق األئمة إال يدركه ال: والثاين .عنه روى من يعاصر مل :مثال الراوي، ككون معرفته،

.1األسانيد وعلل احلديث طرق على :وينتج عن السقط الظاهر أنواع هي

.2"فأكثر واحد إسناده مبتدإ من حذف الذي وهو" :املعلق -أ .وقد سبق تعريفه :املرسل -بلكن بشرط أن يكون ...من أي موضع كان فصاعدا اثنان إسناده من سقطما "وهو :املعضل -ج

.3"سقوطهما من موضع واحد .4"انقطاعه كان وجه أي على إسناده، يتصل مل ما"وهو: املنقطع -د

:فيندرج حتته قسمانوأما السقط اخلفي

.5"لظاهره وحتسني. اإلسناد يف عيب إخفاء: "والتدليس :املدلس-أ .6"عمن عاصره ومل يلقه، أو لقيه ومل يسمع منه شيئا ما يرويه الراوي"هو : املرسل اخلفي -ب

.ما يرجع إىل السبب الثاين، وهو اختالل العدالة: ثانيا

:7الطعن يف عدالة الراوي يكون خبمسة أشياء .8"املصنوع املختلق هوو "املوضوع"وحديثه يسمى : الكذب -أ

.103ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -1 .72ابن امللقن، مصدرسابق، ص -2 .216العراقي، شرح التبصرة، ص -3 .60الطحان، تيسري مصطلح احلديث، ص -4 .61املرجع نفسه، ص -5 .138، ص2009-1429، 1حممد أبو الليث، معجم مصطلحات احلديث وعلومه، دار النفائس، األردن، ط -6 .106ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -7 .232ابن امللقن، مصدر سابق، ص -8

Page 159: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

151

.1"بالكذب متهم راو إسناده يف الذي احلديث هو"، و"املتروك"يسمى وحديثه : االام بالكذب -ب، ورواية الفاسق مردودة، قال 2والفسق هو التلبس باملعصية قوال أو فعال مما ال يبلغ الكفر :الفسق -ج

.3"تبطلها قرينة والفسق أمانة، اخلرب ألن إمجاعا؛ األخبار يف قوله بطل فسقه ثبت من ": ابن العريب .4ويصطلح على رواية الفاسق باملنكر

، وقد سبق التفصيل يف رواية والراوي اهول من ال يعرف فيه تعديل وال جتريح معني: جلهالةا -د . اهول بأنواعها فأغىن عن التكرار هنا

بأا طريقة يف الدين خمترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها "عرف الشاطيب البدعة :البدعةهـ . 5"سبحانه هللا التعبد يف املبالغة

.6شبهة بنوع بل مبعاندة ال - J-خالف املعروف عن النيب اعتقد من: واملبتدع يف اصطالح احملدثني .املبتدع ةعلى رواي -أيضا- وقد سبق الكالم

.اختالل الضبط: ثالثا

:7الراوي بأشياء مخسةخيتل ضبط :8ويدرك ذلك بطريقني: فحش الغلط -أ

، فإن كان خطؤه بالنسبة إىل صوابه قليال، حكم بقلة خطئه، وإال مقارنة مروياته مبرويات غريه :األول .كان غلطه فاحشا، مع مراعاة اإلكثار واإلقالل من الرواية، فيغتفر للمكثر ما ال يغتفر للمقل

.73سابق، صالطحان، مرجع -1 .107ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -2 ).4/147(، 1424-2003، 3العلية، بريوت، ط ب، دار الكتالقرآن أحكام -3 .225ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -4 ).1/43(الشاطيب، االعتصام، -5 ).59، 2/58(فتح املغيث، السخاوي،: ينظر -6 .106ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -7 .219، 218طارق عوض، شرح الرتهة، ص: ينظر -8

Page 160: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

152

، واخلطأ يف املنت نوع الغلط، فإن كان فاحشا ال حيتمل دل على سوء حفظ الراويالنظر إىل :الثاين .أعظم من اخلطأ يف السند

.1وحديث الراوي املطعون يف ضبطه بفحش الغلط يسمى منكراواملغفل عند احملدثني هو الذي ال مييز بني األحاديث، فال يعرف حديثه من حديث ": الغفلة -ب

.2"غريه .3املغفل يسمى أيضا املنكر وحديث الراوي

.4وهو الرواية على سبيل التوهم: الوهم-ج .5"املعلل" وحديث من دلت القرائن على وهم الراوي فيه يسمى

:، وهلا صور تندرج حتتها األنواع اآلتيةأن يروي على غري ما يروي الثقات: املخالفة -د .6"بطريقة توهم أنه منهما أدخل يف سنده أو متنه ما ليس منه : "املدرج -أ

.7"هو ما وقع يف إسناده أو متنه تغيري بإبدال أو تقدمي أو تأخري" :املقلوب - ب .8"غريه يذكره مل رجال اإلسناد يف يزيد أن هو"و: املزيد يف متصل األسانيد - ج بعضها يترجح ال متعادلة أخر وجوه من أو بعينه، شيخ على فيه الرواة خيتلف أن وهو": املضطرب -د

.9"املنت يف يكون وقد اإلسناد، يف تارة يكون وقد. بعض على

.225ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -1 .167اخلطيب، الكفاية، ص: ، و ينظر220طارق عوض، شرح الرتهة، ص -2 .225ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -3 .107ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -4 .229عبد الكرمي اخلضري، مرجع سابق، ص -5 .136سابق، صحممد أبو الليث، مرجع -6 .152حممد أبو الليث، مرجع سابق، ص -7 .161ابن كثري، اختصار علوم احلديث مع شرحه الباعث، ص -8 .68املصدرنفسه، ص -9

Page 161: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

153

هو ما كانت املخالفة فيه بتغيري حرف أو حروف مع بقاء صورة اخلط يف السياق، فإن : هـ املصحف

.1كانت يف الشكل فهو احملرف .قد سبق معناه: الشاذ -و

، وسيء احلفظ 2إصابته من أقل غلطه يكون هو من :سيء احلفظ عند احملدثني :سوء احلفظهـ :3ضربان

.أن يكون مالزما له، وهذا يصطلح عليه بعضهم بالشاذ -أ . وذلك لعلة يف بدنه أو احتراق كتبه، وهذا يسمى املختلط: أن يكون طارئا - ب

.مراتب الضعيف عند احملدثني: رابعا

:4احلديث الضعيف على ثالث مراتبوهو كل أنواع احلديث الضعيف ما عدا ما يدخل يف : احلديث الضعيف اليسري الضعف :املرتبة األوىل

.5وهذا القسم هو الضعيف الذي ينجرب بالعاضد. احلديث املوضوع أو الضعيف جداوهو احلديث الذي يف سنده راو سيء احلفظ جدا، أو : احلديث الضعيف الشديد الضعف :املرتبة الثانية

وك، أو الضعيف إذا خالف رواية املقبولني، وهو احلديث املنكر، ورواية املقبول متهم بالكذب، أو متر .إذا خالف رواية من أهم أرجح منه، وهو احلديث الشاذ

.وهم ما يف سنده كذاب، مع نكارة املنت أو قامت فيه عالمات الوضع :احلديث املوضوع :املرتبة الثالثة كل :عندنا إسناده حسن به أردنا فإمنا ،حسن حديث الكتاب هذا يف ذكرنا وما: "قال اإلمام الترمذي

حنو وجه غري من ويروى ،شاذا احلديث يكون ال و ،بالكذب يتهم من إسناده يف يكون ال يروى حديث

.229ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -1 .107ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -2 .129ابن حجر، الرتهة، ص: ينظر -3، 3، طدمشق الفكر دار، احلديث علوم يف النقد منهج، عتر الدين نور ، و221الضعيف، صحممد بازمول، تقوية احلديث : ينظر -4

.290، 289، ص1418-1997 ).1/83(السخاوي، فتح املغيث، : ينظر -5

Page 162: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

154

.1"حسن حديث عندنا فهو ذاك

.2"قيد أخرج احلديث املوضوع واحلديث الضعيف جدا" بالكذب يتهم من إسناده يف يكون ال: "فقوله" .الضعيف عند الفقهاء: املطلب الثاين

كما -خيالفوماألصوليني، لكن ما سبق شرحه مما يتعلق بالضعيف مقبول بصفة عامة عند الفقهاء :3يف شيئني -سلف .بالشذوذ التضعيف: األول .وما يتعلق ما من أنواع .التضعيف بالعلة: الثاين

باحلديث باألخذ القول -اهللا رمحه- أمحد أطلق وقد" :أليب يعلى ما نصه" العدة"جاء يف كتاب تأخذ: له فقيل. 5"والكساح واحلجام احلائك إال أكفاء كلهم الناس": أمحد قال: مهنا فقال ،4الضعيف .عليه العمل لكن إسناده، ضعفت إمنا: فقال! ؟ تضعفه وأنت" ... الناس كل: " حبديث

؟ هذا يف يذهب شيء أي وإىل الصدقة، له حتل عمن: سأله وقد مشيش ابن رواية يف قال وكذلك ثبتا عندي هو ليس: قال احلديث؟ يف عندك ثبت وحكيم: فقلت. 6جبري بن حكيم حديث إىل: فقال

.احلديث يف عمر ابن نـع سامل عن الزهري عن عمرـم: حديث عن -اهللا رمحه- أمحد سألت: مهنا قال كذلك و

).1/340(العلل الصغري مع شرح ابن رجب، -1 .221حممد بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص -2 .222الضعيف، ص حممد بازمول، تقوية احلديث: ينظر -3 .تفصيل هذه املسألة يف حكم االحتجاج باحلديث الضعيف -إن شاء اهللا-سيأيت -4، و أعله باإلنقطاع، 13769أخرجه بنحوه البيهقي، السنن الكربى، كتاب، النكاح، باب، اعتبار الصنعة يف الكفاءة، ح -5 ).6/268(، 1869، وحكم عليه األلباين بالوضع، إرواء الغليل، ح)218، 7/217(، عند كالمه على حكيم بن جبري هذا، "ميزان اإلعتدال"ذكره الذهيب يف ". درمها مخسون عنده ملن الصدقة حتل ال: "لفظه -6، 2003و احلديث أخرجه الدراقطين، السنن الكربى، كتاب، الزكاة، باب، الغىن الذي حيرم السؤال، ح). 584، 1/583( ). 1/899(، 499، وصححه األلباين بطرقه، السلسلة الصحيحة، ح)29، 3/28(

Page 163: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

155

كان عليه، لـوالعم بصحيح، ليس: قال ؟1نسوة عشر عنده و مـأسل غيالن أن: - J- النيب عن . مرسال الزهري عن معمر عن: يقول الرزاق عبد يوجب ال مبا يضعفون ألم احلديث، أصحاب طريقة على" ضعيف" أمحد قول معىن: ىيعل أبو قال

يف موجود وهذا اجلماعة، يروها مل احلديث يف بزيادة والتفرد والتدليس كاإلرسال الفقهاء، عند تضعيفه .وحده فالن به تفرد: كتبهم

.2" الفقهاء طريقة على: معناه" عليه والعمل: " وقوله الوجه، هذا على" ضعيف هو: "قولهوكالم أيب يعلى هذا واضح يف اختالف مدرسة احملدثني والفقهاء يف التصحيح والتضعيف، ألن غاية نظر

مبا يالئم ظاهر الشرع حكم بصحته، وإن كان يف نفس األمر معلوال الفقيه إىل معىن احلديث فإن صح .مبا تقتضيه الصناعة احلديثية

.وال عليك إن استصحبت معي مىت ترد رواية الثقة عند الفقهاء، يف كالم أيب إسحاق الشريازي .تقوية احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني: املطلب الثالث

هذه املراتب ما يقبل التقوية إذا وجد نوم ، بعضها أشد من بعض، مراتب عرفنا قبل قليل أن الضعيفلكن اختلف منهج الفقهاء يف . ما يصلح ألن جيرب به، فريتقي بذلك إىل درجة املقبول يف أدىن مراتبها

.يف هذا املطلب - بتوفيق اهللا جل وعز–تقوية احلديث الضعيف عن منهج احملدثني، وهذا ما سأبينه .تقوية احلديث الضعيف باملتابعات والشواهد: أوال

: ، و عرفه احلافظ بقوله3االعتبار تفتيش احملدث عن طرق احلديث ألجل معرفة املتابعات والشواهد هو

، سنن ابن ماجة، كتاب، 267، ص1128، حنسوة عشرة وعنده يسلم الرجل يف جاء ماتاب، النكاح، باب، سنن الترمذي، ك -1 ).6/291(، 1883، وصححه األلباين، اإلرواء، ح338، ص1953، حنسوة أربع من أكثر عنده و يسلم الرجلالنكاح، باب،

).941-3/938(العدة، -2االستشهاد : األول: يطلق أهل احلديث هذا اللفظ ويريدون به معنيني: فائدة). 2/226(البقاعي، النكت الوفية، : ينظر -3

، فإذا وجد حديث مثله أو أرقى يف "يعترب به"، "يكتب حديثه"، "صاحل: "واالستئناس االعتضاد والتقوية، ومنه قوهلم يف الراويوعرضها على أحاديث الثقات -بصرف النظر عن حاله- االختبار، اختبار مرويات الراوي : ثاينال. املتابعات والشواهد تقوى به

الصحيحة، فيدرى بذلك هل هي مستقيمة أو ال؟ ورمبا أطلقوا لفظ االعتبار على أحاديث الرواة الذين ضعفهم ضعف شديد ليعرفوها .واملعىن األول هو املراد هنا). 2/1074(علوم احلديث، واجلديع، حترير، 170طارق عوض، شرح الرتهة، ص. ويعرفوها غريهم

Page 164: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

156

.1"والشاهد املتابعة عن الكشف يف احلاصلة اهليئة هو االعتبار" :3وهي على نوعني .2"احلديث رواية يف غريه الراوي يشارك أن"وهي : املتابعة -1 .هي أن يشترك اثنان يف رواية حديث صحايب واحد عن شيخ واحد: املتابعة التامة -أ

وهي أن يشترك راويان يف رواية حديث صحايب واحد، واجتمعا فيمن فوق : املتابعة القاصرة -ب .شيخيهما

: ، وفائدا4"لضعيفتعدد طرق احلديث، وقد تقع للحديث الصحيح وقد تقع للحديث ا"فاملتابعات هي ذلك من احلديث تقوية وفيه اإلسناد، من املوافقة فيه حصلت الذي املوضوع ذلك يف الغرابة رفع"

.5"املتابع قوة حبسب الطريق،فالقوة احلاصلة للحديث الضعيف باملتابعات ليست راجعة إىل الضعيف مبفرده، وإمنا حصلت مبجموع

، استمد القوة من الصورة اموعة، وتقريرا هلذا املعىن يقول "بطرقهصحيح : "الطرق، وهو معىن قوهلمفإن املقبول ما اتصل سنده وعدلت رجاله، أو اعتضد بعض طرقه ببعض حىت حتصل القوة : "احلافظ

وذا يظهر عذر أهل . بالقوة اموعة، وكان كل طريق منها لو انفردت مل تكن القوة فيها مشروعةم طرق احلديث الواحد ليعتمد عليه؛ إذ اإلعراض عن ذلك يستلزم ترك الفقيه العمل احلديث يف تكثريه

.6"بكثري من األحاديث اعتمادا على ضعف الطريق اليت اتصلت إليه الطرفني املستوى االحتمال ألجل هو إمنا بالضعف األوىل الطريق على فاحلكموأيضا : " وقال السخاوي

.7"ضبط أنه الظن غلب األخرى ةفبالرواي ال أم ضبط هل سيء احلفظ مثال يف

).2/681(النكت، -1 .108الطحان، مرجع سابق، ص -2 .126حممد أبو الليث، مرجع سابق، ص: ينظر -3 .226بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص -4 ).1/53(اجلديع، مرجع سابق، -5 .19، ص1988-1407، 1الكتب العلمية، بريوت، طقوة احلجاج يف عموم املغفرة للحجاج، دار -6 ).1/83(فتح املغيث، -7

Page 165: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

157

.تقوية احلديث الضعيف بتعدد الطرقمذهب ابن حزم يف

أن احلديث الضعيف ال يتقوى بكثرة الطرق ولو بلغت ألفا، فال يزيد -رمحه اهللا- حزم ذهب اإلمام ابن أو مرسال إال قط يأت مل حديث كل بأن نقطع : "، قال ابن حزم1إال ضعفا -عنده- الضعيف الضعيف

نهإف ةاجلرح ثابت أو جرحته على متفق جمرح أو العلم أهل من أحد حاله يعرف ال جمهول إال يروه مل إال حق شريعة ترد ال أن جيوز أن املمتنع من ألن ؛به حكم وال - J- اهللا رسول قط يقله مل باطل خرب ومع، - J- نبيه إىل هوحاأ الذي عنده من النازل الذكر حفظ تعاىل اهللا ضمان مع الطريق هذه من

العلماء من عصر كل مع يكون أن بد وال أبدا يضيع ال و أصال شيء الدين من يضع مل نهأ تعاىل ضمانه القيامة يوم إىل حمفوظا الدين فيبقى عنه خفي ما أيضا غريه ويضبط منهم غريه عن خفي ما يضبط من .2"التوفيق تعاىل وباهللا بد وال

:ما يلي مما قرره ابن حزلكن أورد على .3ما ذهب إليه ابن حزم شذوذ يف الرأي مل يقل به أحد -1

�����q��T��S: مسلك التثبت من أخبار غري األثبات مسلك علمي ، قال تعاىل -2 �R��Q��P��O

���`��_��^��]� �\��[��� � �Z��Y��X��W�� �V��Up فإذا احتف خبرب غري .٦: ا�*.�اتوهذا ال ينايف حفظ اهللا تعاىل لكتابه و لبيانه الذي هو ، الثقة من القرائن ما يوجب ثبوته وجب العمل به

.4السنة .5للهيئة اموعة أثر يف تقوية اخلرب إذا ورد من طرق خمتلفة -3

).1/322(الزركشي، النكت، :ينظر -1، وحنوه يف اإلحكام يف أصول األحكام 35، ص1405، 1، دار الكتب العلمية، بريوت، طالدين أصول أحكام يف الكافية النبذة -2

).1/98(، 2007- 1427ط، .له، دار الفكر، بريوت، ب ).1/322(الزركشي، النكت، : ينظر -3 .232بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -4 .232بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -5

Page 166: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

158

.1بتعدد الطرق -يسري الضعف -شروط تقوية احلديث الضعيف

أن يكون الضعف يسريا، فال يكون يف السند متهما بالكذب و ال من هو يف درجته وال : الشرط األول وجوه، من مبجيئه يزول احلديث يف ضعف كل ليس: "باب أوىل، قال ابن الصالح دونه من من هو من

من كونه مع راويه، حفظ ضعف من ناشئا ضعفه يكون بأن ذلك يزيله ضعف فمنه :يتفاوت ذلك بل فيه خيتل ومل حفظه، قد مما أنه عرفنا آخر وجه من جاء قد رواه ما رأينا فإذا. والديانة الصدق أهل

إمام يرسله الذي املرسل يف كما ذلك، بنحو زال اإلرسال حيث من ضعفه كان إذا وكذلك .له ضبطه . آخر وجه من بروايته يزول قليل، ضعف فيه إذ حافظ،

وذلك. ومقاومته جربه عن اجلابر هذا وتقاعد الضعف لقوة ذلك، بنحو يزول ال ضعف ذلك ومن . 2"شاذا احلديث كون أو بالكذب، متهما الراوي كون من ينشأ الذي كالضعف

، قال ابن سيد الناس جميبا ه أو أعلى منهـون املتابع مساويا للضعيف يف درجتـأن يك :الشرط الثاينإما أن يساوي املتابع الراوي : " الطرق؟ قالهل يقوى احلديث الضعيف بتعدد : ابن أيبك عن سؤاله

وأما مع املساواة فقد . األول يف ضعفه، أو يكون منحطا عنه، فأما االحنطاط فال يفيد املتابعة شيئا البتةيقوى، لكنها قوة ال خترجه عن مرتبة الضعيف، بل الضعف متفاوت، فيكون الضعيف الفرد موضوعا يف

املوجود من غري طريق، و ال يتوجه االحتجاج بواحد منهما، و إمنا يظهر مرتبة تنحط عن مرتبة الضعيف .أثر ذلك يف الترجيح

وأما إن كان املتابع أقوى من الراوي األول، أو أفادت متابعته ما رفع شبهة الضعف عن الطريق األول، .3"فال ما نع من القول بأنه يصري حسنا

: ، حبيث ينتفي عنه التواطؤ واخلطأ، وبيانهيا يف حمل الضعفأن تتعدد الطرق تعددا حقيق: الشرط الثالث

.239بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص :ينظر -1 .32، 31علوم احلديث، ص -2 .100، ص1990- 1410، ط.وزارة األوقاف املغربية، باألجوبة احلديثية، -3

Page 167: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

159

أن منقطعا كذلك كان لو جابره يف وجب االنقطاع، جهة من جربه املراد الطريق يف الضعف كان لو" يف العلة كانت فإذا ...واحدة علة إىل يرجعا أن ملظنة اآلخر، انقطاع موضع نفس يف انقطاعه يكون ال

اإلسنادين من كل يف الضعيف ذلك يكون أن وجب مسمى، ضعيف راو إىل عائدة الطريقني من كل احلديث روى الذي هو ذاته الضعيف كان فإن اآلخر، أحدمها ليعضد منهما، اآلخر يف الضعيف غري

حفظ لسوء مؤكدا دليال األسانيد يف االختالف هذا كان بل باآلخر، أحدمها تقوية جيز مل باإلسنادين، .1"اجلملة يف حبديثه يعترب ممن وهو سليم، أيب بن لليث مثله يقع كان كما الراوي، ذلك

أن يوجد منت يروى من حديث صحايب آخر يشبهه يف اللفظ واملعىن، أو يف املعىن "هو :الشاهد -2وكذا إذا جاء احلديث مرسال وجاء مسندا من طريق ضعيف خيتلف خمرجه عن خمرج "، 2"فقط

.3"املرسل، وهو معىن "إسناده ضعيف وملتنه شواهد"، أو "ويف الباب: "ويعرب عن الشواهد املقوية للحديث، بقوهلم

.4"التقوية على املعىن" ، أو "التقوية على الباب: "قوهلميف حد احلديث احلسن عنده مشعر بتقوية احلديث الضعيف بالشواهد، -السالف-وكالم الترمذي يعين أن يروى : " ، قال ابن رجب شارحا هذه العبارة"من غري وجه حنو ذلكويروى : "الشاهد منه قوله

.5"بغري ذلك اإلسناد - J-معىن ذلك احلديث من وجوه أخر عن النيب :شرط تقوية احلديث بالشاهد

ط آخر يناسب شر، و يضـاف هنا روط تقوية احلديث الضعيف باملتابعاتـيشترط فيه ما سبق يف ش

).2/1095(اجلديع، مرجع سابق، -1و خص قوم املتابعة مبا : "قال احلافظ: يف الفرق بني املتابعة والشاهد: فائدة. 168، ص)طارق(ابن حجر، الرتهة مع شرحها -2

لق املتابعة على وقد تطـ. حصـل باللـفظ، سواء كان من رواية ذلك الصحـايب أم ال؟، و الشاهد مبا حصـل باملعىن كذلك .169املصدر نفسه، ص". الشاهد و بالعكس، و األمر فيه سهل

.245بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص -3 .245املرجع نفسه، ص -4 ).1/384(شرح علل الترمذي، -5

Page 168: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

160

فما يراد تقويته . 1"لفظه يف يطابقه مل إن به ابور معىن )الشاهد( فيه يوجد أن: "بالشاهد، وهوالتقوية

من املعىن جيب أن يكون يف الشاهد واملشهود له حىت حيصل اعتضاد الواحد باآلخر، مجيع معىن احلديث .2أو بعضه

ال جتري على طريقة الفقهاء، ألن 3هذا وتقوية احلديث الضعيف بالشواهد واملتابعات على هذا التفصيلالقضية عندهم يف هذا الباب التعويل على صحة املعين مبوافقته ظاهر الشرع وسالمته من املعارض، وهلذا

الضعف جهات أن يعلم أن ينبغي مث: "كانت أسباب ضعف احلديث عندهم حمصورة، قال احلازمي منوط وجلها حمصورة عندهم الضعف فمدارك الفقهاء أما أسبابه، يف خمتلفون العلم وأهل متعددة متباينة .4"معتربة غري الفقهاء عند وهي عندهم، مرعية أخر أسباب النقل أئمة وعند الشرع، ظاهر مبراعاة

تقوية احلديث الضعيف مبوافقة القرآن أو اإلمجاع أو أصول الشريعة أو بتلقي العلماء له :ثانيا

.5بالقبول

عند العلماء التقوية مبا ذكر، فإذا جاء حديث ضعيف اإلسناد لكن وافق معناه من مسالك تقوية احلديث آية من كتاب اهللا تعاىل، أو إمجاعا، أو قواعد الشرع العامة، أو تلقاه العلماء بالقبول، فإم يصححونه،

ثون فلهم اعتمادا على هذا املسلك، أما احملد - J-إال أن الفقهاء يتساهلون يف نسبة احلديث إىل النيب وإن كانوا يصححون معناه - J-قواعد مرعية عندهم متنع ثبوت نسبة احلديث ذا املسلك إىل النيب

، وهذا من مواطن اختالف طريقة احملدثني عن 6"ضعيف املبىن صحيح املعىن: "ويعربون عن هذا بقوهلم . طريقة الفقهاء يف التصحيح والتضعيف

).2/1100(اجلديع، حترير علوم احلديث، -1 ).2/1100(اجلديع، حترير علوم احلديث، :ينظر -2أنين مل أذكر الكثري مما يتعلق ذا الباب طلبا لالختصار، وأحيل القارئ الكرمي إىل حبث الدكتور حممد بازمول، تقوية واحلق -3

.، ففيه بغية املستفيد-املشار إليه يف ثنايا حبثي هذا-احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني، .173، ص)ضمن ثلث رسائل(شروط األئمة اخلمسة -4 .248بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -5 .249، 248، و بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص)8/236(األلباين، السلسة الضعيفة، -6

Page 169: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

161

:معىن احلديث الضعيف مبا ذكرته آنفانقول عن بعض أهل العلم يف تقوية

، مبينا أنواع احلديث اليت خرجها يف كتابه، "أحكامه الوسطي"قال احلافظ عبد احلق األشبيلي يف مقدمة نأل ؛أكتبه معتال كان نإو نهإف ،وجل عز اهللا كتاب من البيان ظاهرة آية تعضده حديث يكون أو: "قال .2"النوع املعتذر عنه يف هذا اموع قليل، وهذا 1علته ويذهب يقويه ما معه

فيحمله ،تعاىل اهللا كتاب من آية أو ،األصول مبوافقة احلديث صحة الفقيه يعلم قد: "قال ابن احلصار بإطالق بأس فال كذاب سنده يف يكن مل وإذا ،صحته واعتقاد ،به والعمل احلديث قبول على ذلك .4" 3بصحته القول

العمل يف إليه استندوا أو به العمل على وأمجعوا بالقبول األمة تلقته ما )اخلرب: أي( ومنه : "قال ابن تيمية .5"اخلطأ على اجتماعهم المتناع به يعملوا مل باطال كان لو ألنه

من - J-وما قلت من أنه إذا تغري طعم املاء أو رحيه أو لونه كان جنسا يروى عن النيب : "قال الشافعي .6"مثله أهل احلديث، فهو قول العامة ال أعلم بينهم فيه اختالفاوجه ال يثبت لونا، أو طعما، للماء فغريت جناسة، فيه وقعت إذا والكثري القليل، املاء أن على وأمجعوا: " قال ابن املنذر

الدليل هو فاإلمجاع ": ، قال الصنعاين بعدما نقل نص ابن املنذر هذا7" كذلك دام ما جنس أنه: ارحي أو

دفع العلة هنا على ما يقتضيه منهج الفقهاء، وأما أهل احلديث فإن كان يف احلديث ما يوجب إعالله أعلوه بغض النظر عن سالمة -1

.250بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر". عىن ال تستلزم صحة النسبةإذ صحة امل"معناه أوال، ).1/70(، 1995-1416ط، .، مكتبة الرشد، الرياض، ب- J-األحكام الوسطى من حديث النيب -2لطاملا - J-الظاهر إطالق القول بصحة النسبة واملعىن، أما أهل احلديث وإن صح معىن احلديث عندهم فال ينسبونه إىل النيب -3

إىل نسبته مبجرده جييز مما احلق، على احلديث اشتمال وليس" :وجد ما مينع نسبته من أسباب الضعف عندهم، يقول الدكتور اجلديع ).2/1088(حترير علوم احلديث، ". شاء ما شاء من ولقال ، العلم هذا بقوانني االعتداد أسقطنا وإال ، - J- النيب

).1/106(النكت، نقله الزركشي يف -4 ).18/44(جمموع الفتاوى، -5 ).1/13(، 1393، 2دار املعرفة، بريوت، طاألم، -6 .43، ص2004-1425، 1اإلمجاع، دار اآلثار، القاهرة، ط -7

Page 170: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

162

.1" الزيادة هذه ال أوصافه، أحد تغري ما جناسة على

ال يثبتون نسبته، و قبول ما دل عليه من املعىن : ، معناه"ال يثبت مثله أهل احلديث"فقول الشافعي العمل على إمجاعهم أما: "قال الزركشي. 2التعويل فيه على اإلمجاع ال على احلديث كما بينه الصنعاين

يف النووي به جزم .بغريه وفقه على يعملون فقد به القطع عن فضال صحته يقتضي فال اخلرب وفق على .3"خالف املسألة يف و القضاء كتاب يف الروضة

.4تقوية احلديث الضعيف بقول الصحايب: ثالثا

:5قول الصحايب على أضرب ثالثة

أن يكون مما ال جمال للرأي واالجتهاد فيه، وهو املرفوع احلكمي، فإذا ثبت هذا قوي الضعيف تقوية -أ .تصحح املعين وتثبت النسبة

أن يكون قوله قول عامة الصحابة، أو قول ال يعلم له خمالفا، فهذا يف حكم اإلمجاع، ويف تصحيح - ب .احلديث الضعيف به يرجع فيه إىل التفصيل السابق

، فهذا يصحح به معىن احلديث - رضي اهللا عنهم-أن يكون قوله مما خالفه فيه غريه من الصحابة - ج .الضعيف الذي وافقه، لكن ال تثبت به النسبة

وهذا التفصيل جيري على طريقة احملدثني، أما الفقهاء فاألمر عندهم واحد وهو النظر إىل صحة املعىن لذلك . عن الصحايب ما يقوي معىن حديث ضعيف جعلوا له أصال يف الشرعمبوافقته لظاهر الشرع، فإذا ورد

، فأهل احلديث عندهم هذا من مجلة العلل، 6اختلفوا مع احملدثني يف تعليل املرفوع بالوقف على الصحايب

.22، ص2003-1423، 1سبل السالم، دار ابن حزم، بريوت، ط -1إضافة - J-روايته واالستناد إليه فحينئذ يثبتون نسبته إىل النيب لكن إذا أمجعوا على صحة معىن حديث ضعيف، وأمجعوا على -2

.251بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص .إىل تصحيح معناه ).4/246(البحر احمليط، -3 .258بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -4 .259بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -5 .147املنقول قريبا، راجع كالم ابن القصار -6

Page 171: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

163

ألن غاية احملدث تصحيح املعىن وتصحيح النسبة، و غاية الفقيه . أما الفقهاء فليس ذلك بعلة عندهم

.1املعىن ألنه املعول عليه عنده تصحيح :نقول عن أهل العلم يف تقوية احلديث الضعيف بقول الصحايب

حيتمل تقوية الضعيف بقول الصحايب، الشاهد يف حد احلديث احلسن عنده كالم الترمذي املنقول سابقا يكون أن فيحتمل، - J- النيب عن: يقل ومل : "، قال ابن رجب"ويروى من غري وجه ذلك" :قوله

وجه غري من يروى معناه يكون أن وهو ظاهره على كالمه حيمل أن وحيتمل ،- J- النيب عن مراده احلديث يف الشافعي قال كما هذا و .به يعتضد أصل له املرفوع هذا أن على بذلك ليستدل موقوفا، ولو

.3" 2"صحيحا كان به، الفتوى أهل عامة عمل أو صحايب، قول عضده إذا إنه": املرسل معروفا مرسله كان أو صحايب، قول أو قياس، وعضده عمل، به اتصل إذا املرسل: "قال ابن القيم

.4"به عمل قوته، يقتضي مما ذلك وحنو واملتروكني الضعفاء عن الرواية عن ورغبته الشيوخ باختيار .واملرسل نوع من أنواع الضعيف

بعض قول إليه انضم أو غريه، إليه انضم فإذا منفردا، كان إذا باملنقطع نقول ال إمنا وحنن: " قال البيهقي .5"به نقول فإنا منه أقوى هو ما يعارضه ومل املراسيل، به تتأكد ما أو الصحابة،

.6وهذا فيه بيان حمل تقوية الضعيف بقول الصحايب .7تقوية احلديث الضعيف بالقياس: رابعا

م يعولون على املعىن يف هذا الباب، فإذا دل ذا املسلك جتري على طريقة الفقهاء، ـتقوية احلديثأل

.260بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص ، و)2/1089(اجلديع، مرجع سابق، : ينظر -1 .462، 461الشافعي، الرسالة، ص: ينظر. نقله ابن رجب مبعناه -2 ).388، 1/387(شرح علل الترمذي، -3، 1994-1415، 27، طالكويت اإلسالمية، املنار مكتبة - بريوت الرسالة، مؤسسةزاد املعاد يف هدي خري العباد، -4)1/379.( ).1/402(، 1991-1412، 1معرفة السنن واآلثار، دار الوفاء، القاهرة، ط -5 .260بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -6 .260بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص :ينظر -7

Page 172: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

164

نسبة -فيما حكي عنهم-الضعيف على معىن اقتضاه قياس صحيح فإم يصححونه، بل جوز أهل الرأي

فقهاء بعض استجاز وقد: "، قال أبو العباس القرطيبJ -1-ما وافق القياس اجللي إىل رسول اهللا يف فيقول نقلية، حكاية و قولية، نسبة - J- اهللا رسول إىل القياس عليه دل الذي احلكم نسبة العراق متوا تشهد ،مرفوعة بأحاديث مشحونة كتبهم ترى لذلك و وكذا؛ كذا - J- اهللا رسول قال: ذلك هلا يقيمون ال أم مع األنبياء، سيد كالم جبزالة تليق ال و الفقهاء، فتاوى تشبه ألا موضوعه؛ بأا

.2"أحد كبري إىل النقل أئمة من يسندوا ال و سند، صحيح

.حكم االحتجاج باحلديث الضعيف يف باب األحكام: املطلب الرابع

، و مثله املتروك ال يروى إال مقرونا ببيان وضعه اتفق أهل العلم على أن احلديث املوضوع ال يؤخذ به و .3فحش غلطهكحديث املتهم بالكذب ، أو من

:واختلفوا فيما دون ذلك وهو الضعيف الذي يعترب به وملا يوجد العاضد، و فيه مذاهبال يف الفضائل، ألن األخذ به ال جيوز العمل باحلديث الضعيف مطلقا ال يف األحكام و :املذهب األول

��m: ، قال تعاىلأخذ بالظن و هو مذموم يف غري ما آية �¾��½��¼��»��º���¹��¸��¶���� � � �µl م : ا782

و أيضا فإن ما يف الصحيح . 4"إياكم والظن فإن الظن أكذب احلديث: "- J- ومن السنة قوله، ١١٦ غنية عن الضعيف، وباب الفضـائل كباب األحكام كلـه من دعائم الدين فيشترط يف إثباا املـقبول

.261بازمول، تقوية احلديث الضعيف، ص: ينظر -1 ).1/115(، 1996-1417، 1دمشق، ط- دار الكلم الطيب، بريوت-، دار ابن كثريمسلم كتاب تلخيص من أشكل ملا املفهم -2، و السيوطي، تدريب الراوي، 231، ص)طارق(، وابن حجر، الرتهة مع شرحها 68ابن الصالح، مصدر سابق، ص: ينظر -3

.91، ص1984-1404ط، .بريوت، ب ، وأمحد عمر هاشم، قواعد أصول احلديث، دار الكتاب العريب،149ص، 1082، 1081، ص5143، حيدع أو ينكح، حىت أخيه خطبة على خيطب الصحيح البخاري، كتاب، النكاح، باب، -4

.1269، ص6431، حوحنوها التناجش و والتنافس والتجسس الظن حترمي، باب، اآلدب و والصلة الربوصحيح مسلم، كتاب،

Page 173: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

165

.1من األخبار

.2سيد الناس إىل حيىي بن معنينسب هذا القول ابن البخاري شرط عليه يدل ؛أيضا ذلك ومسلم البخاري مذهب أن والظاهر : "-رمحه اهللا- قال القامسي

وظاهر ما ذكره مسلم يف : "قال ابن رجب. 3"الضعيف رواة على مسلم اإلمام تشنيع و صحيحة يف .4"تروى عنه األحكام مقدمة كتابه يقتضي أنه ال يروي أحاديث الترغيب إال عمن

، 6ابن أيب حامت الرازي أيب حامت الرازيني، و أيب زرعة و ، و5وهو مذهب أيب زكريا النيسابوري .10غريهم و 9وابن العريب ، 8ابن حزم ، و7واخلطايب

الشيء جيعل أن جيوز أنه األئمة من أحد يقل ومل : "ونقل بعض األئمة اإلتفاق على ذلك، قال ابن تيمية . 11"اإلمجاع خالف فقد هذا قال ومن ضعيف، حبديث مستحبا أو واجبا

، و عبد الكرمي )1/50(، 1988-1408، 3اجلامع الصغري وزيادته، املكتب اإلسالمي، بريوت، طاأللباين، صحيح : ينظر -1- 1391، 2، وحممد عجاج اخلطيب، أصول احلديث علومه ومصطلحه، دار الفكر، بريوت، ط261اخلضري، احلديث الضعيف، ص

.352، ص1971ط، .بريوت، ب -املدينة، دار ابن كثري -الشمائل والسري، دار التراثابن سيد الناس، عيون األثر يف فنون املغازي و : ينظر -2

).1/65(ت، .ب .113، ص1961-1380، 2قواعد التحديث من فنون مصطلح احلديث، دار إحياء الكتب العربية، ط -3 ).1/74(شرح علل الترمذي، -4 .30اخلطيب، الكفاية، ص :ينظر -5 .7، ص1397، 1سة الرسالة، طابن أيب حامت، املراسيل، مؤس: ينظر -6 ).1/28(اخلطايب، معامل السنن، : ينظر -7 ).222، 2/221(، 1996-1416، 2ابن حزم، الفصل يف امللل واألهواء والنحل، دار اجليل، بريوت، ط: ينظر -8ابن العريب، أحكام القرآن، : وينظر). 1/333(فتح املغيث، ."مطلقا بالضعيف العمل املالكي العريب ابن عمن و: "قال السخاوي -9لكن يشكل على هذا ما جاء يف ). 202، 5/201(ت، .ط، ب.، وعارضة األحوذي يف شرح سنن الترمذي له، ب)2/78(

). 2/237(، وحنوه يف )1/13". (والصحيح قبوهلا على وجه بيناه يف أصول الفقه) املراسيل: أي(و أهل احلديث ينكروا : "العارضة .267-265عبد الكرمي اخلضري، مرجع سابق، ص: رولتوجيه ذلك ينظ

.273-261عبد الكرمي اخلضري، مرجع سابق، ص: ينظر -10 ).1/180(جمموع الفتاوى، -11

Page 174: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

166

.2"الشرعية اخلمسة األحكام به يثبت ال الضعيف احلديث أن على اتفقوا" : 1الدواين الدين جاللوقال

يعارضه ومل لإلصابة حمتمال كان ملا الضعيف احلديث" نجيوز العمل بالضعيف مطلقا؛ أل: املذهب الثاين .3"به فيعمل روايته يف اإلصابة جانب يقوي هذا فإن شيء

. 4"رأيال من إيل أحب ضعيفال احلديث :كما أن األخذ بالضعيف أوىل من رأي الرجال، قال أمحدولكنك يا بين تعرف طريقيت يف احلديث، لست أخالف ما ضعف إذا مل يكن يف : "وقال خماطبا ابنه .5"الباب ما يدفعه

يف األحاديث من وإن : "، وهو مذهب أيب داود، قال يف رسالته6مة األربعةاألئ ونسب هذا الرأي إىل على احلديث أهل عامة عند الصحاح توجد مل إذا وهو ومدلس مرسل وهو مبتصل ليس ما السنن كتايب مل إذا: "وقال. 7"مقسم عن واحلكم هريرة أيب عن واحلسن جابر عن احلسن مثل وهو متصل أنه معىن .8" القوة يف املتصل مثل هو وليس به حيتج فاملرسل املسند يوجد ومل املراسيل غري مسند يكن

هو العامل احملقق حممد أسعد امللقب جالل الدين الدواين نسبة إىل دوان قرية من قرى كازرون، الشافعي املذهب، ويل قضاء -1

". العضد على حاشية"و "التهذيب شرح"و "للطوسي التجريد شرح : "النهر، له مصنفات كثرية مقبولة منهاخراسان وبالد ما وراء ).2/130(، 1348، مطبعة السعادة، مصر، السابع القرن بعد من مبحاسن الطالع البدرالشوكاين، : ينظر). هـ918: (تويف سنة

، 2الفاضلة لألسئلة العشرة الكاملة، مكتب املطبوعات اإلسالمية، حلب، طنقله أبو احلسنات اللكنوي يف كتابه، األجوبة -2 .56، 55، ص1404-1984

.291نور الدين عتر، منهج النقد يف علوم احلديث، ص -3 ).2/145(ابن القيم، إعالم املوقعني، -4 ).1/31(املسند، -5، وابن عبد )3/938(، والقاضي أبو يعلى، العدة، )2/267(، و ابن حزم، اإلحكام، 463- 460الشافعي، الرسالة، ص: ينظر -6

، و السخاوي، فتح 273، و آل تيمية، املسودة، ص)145، 59، 2/58(، و ابن القيم، إعالم املوقعني، )1/2(الرب، التمهيد، ).1/333(املغيث،

.66أبو داود، رسالته يف وصف سننه، ص -7 .74املصدر نفسه، ص -8

Page 175: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

167

.1"املوضوع غري بالضعيف بثبت واالستحباب: "وبه قال ابن اهلمام، قال يف فتح القدير

وذهب مجهور العلماء إىل التفريق بني باب األحكام فال حيتج فيه بالضعيف، وبني باب : املذهب الثالثف، ألن العمل بالضعيف يف باب الفضائل ال والترهيب وفضائل األعمال فيحتج فيه بالضعي الترغيب

.2يترتب عليه مفسدة حتليل أو حترمي، وإن فرضنا صحته يف نفس األمر فقد خرجنا من عهدته بالعمل به .4على ذلك ، ونقل يف مقدمة كتابه األربعني اإلمجاع3وعزى النووي هذا املذهب إىل احملدثني و الفقهاء

: ولذلك شاع عند السلف التساهل يف الرواية يف هذا الباب، فقد جاء عن اإلمام أمحد وغريه أم قالوا .5" تساهلنا وحنوها الفضائل يف روينا وإذا شددنا واحلرام احلالل يف روينا إذا"

:شرائط العمل باحلديث الضعيف يف فضائل األعمال

إن شرائط العمل بالضعيف -وكتب يل خبطه-: مرارا يقول 6شيخنا مسعت: قال احلافظ السخاوي :ثالثة

متفق عليه، أن يكون الضعف غري شديد، فيخرج من انفرد من الكذابني، واملتهمني بالكذب، :األول .ومن فحش غلطه

.أن يكون متدرجا حتت أصل عام، فيخرج ما خيترع حبيث ال يكون له أصل أصال :الثاين .ما مل يقله - J-به ثبوته، لئال ينسب إىل النيب يعتقد عند العملأن ال :الثالث

.7"و األول نقل العالئي االتفاق عليه. واألخريان عن ابن عبد السالم، وعن صاحبه ابن دقيق العيد: قال

الناس من ثريـك : "النـووي من اإلمجاع منقوض بثبوت اخلالف يف ذلك، قال األلباين لكـن ما نقله

).2/139(، 2003-1424، 1دار الكتب العلمية، بريوت، ط شرح فتح القدير، -1 .274عبد الكرمي اخلضري، مرجع سابق، ص -2 ).1/50(، 2004-1425، 2ي، األذكار، دار ابن حزم، بريوت، طالنوو :ينظر -3 .4، ص2003-1424، 1النووي، األربعني النووية مع شرحه الرياض الندية، مكتبة جرير، ط: ينظر -4 .11، ص1401، 1، طالقاهرة ،تيمية ابن مكتبة، أمحد لإلمام املسند عن الذب يف املسدد القولر، ابن حج -5 .-رمحه اهللا-هو احلافظ ابن حجر -6 .255ت، ص.ط، ب.القول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع، دار الريان للتراث، مصر، ب -7

Page 176: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

168

فضائل يف واألصوليني احملدثني عند به يعمل الضعيف": قوهلموهو ( اإلطالق هذا مثل من يفهمون بل كذلك، وليس العلماء، عند فيه خالف ال املذكور العمل أن ،")حملها يف مقررة بشروط ، األعمال

الشيخ للعالمة 1" التحديث قواعد " مثل احلديث، مصطلح يف مبسوط هو كما. معروف خالف فيه باحلديث العمل يرون ال أم األئمة من مجاعة عن فيه حكى فقد -تعاىل اهللا رمحه- القامسي الدين مجال

.2"وغريهم الفقيه، العريب بن بكر وأيب ومسلم، والبخاري، معني، كابن مطلقا، الضعيفوأما اإلمجاع املنقول يف عدم العمل باحلديث الضعيف يف األحكام، فيشكل عليه أيضا ثبوت اخلالف

. عمن نسب إليه العمل بالضعيف يف هذا الباب :حتقيق ابن تيمية يف هذه املسألة

من مجلة من نقل اإلمجاع على عدم األخذ بالضعيف يف - رمحه اهللا تعاىل- سبق قريبا أن ابن تيمية على الشريعة يف يعتمد أن جيوز وال: "األحكام، ولو كان مستحبا، وجعل هذا من أصول الشريعة، فقال

.3"حسنة وال صحيحة ليست اليت الضعيفة األحاديث جيوز إنه األئمة من أحد يقل ومل : "ما نسب إىل األئمة القول باألخذ بالضعيف، قال -رمحه اهللا-وفند

.وألزم من زعم ذلك مبخالفته اإلمجاع. 4"ضعيف حبديث مستحبا أو واجبا الشيء جيعل أن: -رمحه اهللا-ومحل ما روي عنهم من جواز الرواية يف فضائل األعمال على ما علم أنه ليس كذبا، قال

مل إذا ثابت أنه يعلم مل ما األعمال فضائل يف يروى أن جوزوا العلماء من وغريه حنبل بن أمحد لكن" أنه يعلم ال حديث فضله يف وروي شرعي بدليل مشروع أنه علم إذا العمل أن ذلك و. كذب أنه يعلم

علم إذا لكن شرعي بدليل إال شيء حيرم أن جيوز ال أنه كما وهذا... حقا الثواب يكون أن جاز كذب الترغيب يف يروي أن فيجوز يرويه أن جاز كذب أنه يعلم مل و له الفاعل وعيد يف حديث روي و حترميه

. 113ص: ينظر -1 ).1/49،50(األلباين، صحيح اجلامع الصغري، -2 ).1/180(جمموع الفتاوى، -3 ).1/180(املصدر نفسه، -4

Page 177: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

169

احلديث هذا غري آخر بدليل منه رهب أو فيه رغب اهللا أن علم فيما لكن كذب أنه يعلم مل ما والترهيب

.1"حاله اهولو ما ورد عن بعض األئمة من األخذ بالضعيف وتقدميه على القياس، فليس املراد به الضعيف الذي ليس

الضعيف الذي هو أصل للحديث احلسن لذاته -كما يراه ابن تيمية-بصحيح وال حسن، إمنا املراد به حسن وال بصحيح ليس الذي الضعيف باحلديث حيتج كان أنه أمحد عن نقل ومن: "-رمحه اهللا-قال : نوعني إىل ينقسم احلديث أن العلماء من قبله ومن حنبل بن أمحد عرف يف كان ولكن عليه، غلط فقد

أن كما ،3حسن ضعيف وإىل به حيتج ال متروك ضعيف إىل ينقسم عندهم والضعيف. 2وضعيف صحيح من مينع ال خفيف ضعيف وإىل املال رأس من التربع مينع خموف مرض إىل ينقسم باملرض اإلنسان ضعف عيسى أبو هو - ضعيف و حسن و صحيح- أقسام ثالثة احلديث قسم أنه عرف من أول و. ذلك

.جامعه يف الترمذي أمحد يسميه أمثاله و احلديث فهذا. بشاذ ليس و متهم رواته يف يكن مل و طرقه تعددت ما عنده واحلسن وحديث شعيب بن عمرو حبديث به حيتج الذي الضعيف احلديث أمحد مثل هلذا و به وحيتج ضعيفا .4" موضعه يف مبسوط هذا و. حنومها و اهلجري إبراهيم .5ابن القيم ما ذهب إليه شيخه ونسب هذا املسلك إىل األئمة األربعةونصر

.سبب إيراد احلديث الضعيف يف كتب األحكام: املطلب اخلامس

يف رواية أحاديث احلالل واحلرام واألحكام، فلماذا وجـد يف عرفنا مما يبق أن علماء احلديث شددوا

).1/180(املصدر نفسه، -1 ).429-1/424(ابن حجر، النكت، : ينظر -2 احلسن إذ ما، ضعف فيه االعتبار فبهذا الصحيح، مرتبة إىل يرقيه أن عن احلافظ يستضعفه احلسن احلديث فإن: "قال احلافظ الذهيب -3املوقظة يف علم مصطلح احلديث مع شرح عبد الفتاح أيب غدة، مكتب ."باتفاق لصح ذلك عن انفك ولو ما، ضعف عن ينفك ال

.29، ص1412، 2املطبوعات اإلسالمية، حلب، ط ).1/180(جمموع الفتاوى، -4 ).59-2/55(ابن القيم، إعالم املوقعني، : ينظر -5

Page 178: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

170

مث . األحكام الضعيف؟ وقد يبينون ضعفه وقد يسكتونمصنفات احلديث على -كل: إن مل نقل- أكثر

2؟1أنه ال حيتج يف الشريعة إال مبا تقوم به احلجة من احلديث املقبول: أال يتعارض هذا مع األصل العام :أسباب إيراد الضعيف يف كتب األحكام كثرية، منها: جوابا على هذا يقال

يف األصل وإن كان من نوع الضعيف، كمن رأى أن يكون احلديث مما اقتضاه نظره االحتجاج به -1 .3االحتجاج باملرسل أو املنقطع أو اهول

بأن تطمع ال مث: "أن يكون احلديث مما اختلف يف احلكم عليه لسبب اقتضى ذلك، قال الذهيب -2 فيه تردد حديث من فكم ذلك، من إياس على فأنا فيها، احلسان األحاديث كل تندرج قاعدة للحسن فيوما الواحد، احلديث يف اجتهاده يتغري الواحد احلافظ بل صحيح؟ أو ضعيف أو حسن هو هل احلفاظ،

.4"استضعفه ولرمبا باحلسن، يصفه ويوما بالصحة، يصفه ؟ رواته يعدلال و يصح ال ما ختريج يف الغرض وما: يقول قائال ولعل": "املدخل "و قال احلاكم يف

وجرح إمام لعد ورمبا ،فيهما تلفخم والتعديل اجلرح أن :وذكر منها. أوجه نم ذلك عن اجلواب .5"غريه

والبيع واحلرام كاحلالل األحكام وأما: "، قال النووي6أن يكون العمل به من باب االحتياط -3 احتياط يف يكون أن إال ،احلسن أو الصحيح باحلديث إال فيها يعمل فال ،ذلك غري و الطالق و والنكاح

بالضعيف، وما صح من األخبار ليس يف درجة من مذاهب العلماء يف حكم االحتجاج -واهللا أعلم-يقال هذا فيما يظهر راجحا -1

باحلسن وكذلك عليه جممع الصحيح باخلرب األحكام يف االحتجاج: "واحدة من حيث االحتجاج، قال العالمة صديق حسن خان الطرق بتعدد بلغ الذي الضعيف واحلديث ،املرتبة يف دونه كان وإن االحتجاج باب يف بالصحيح ملحق وهو العلماء عامة عند لذاته ، جمموعها ال مفرداته املراد غريها يف ال األعمال فضائل يف معترب الضعيف احلديث أن من اشتهر وما ،به حمتج أيضا لغريه احلسن مرتبةط، .عمان، ب-بريوت، دار عمار-، دار اجليلالستة الصحاح ذكر يف احلطة". األئمة به صرح ،الضعيف يف ال احلسن يف داخل ألنه .225ت، ص.ب

.50، 49بازمول، تعريف عام بأحاديث األحكام، ص: ينظر -2 .29، ص2005-1426، 1بازمول، جماالت العمل باحلديث لضعيف، دار اإلمام أمحد، ط: ينظر -3 .29، 28املوقظة مع شرح أيب غدة، ص -4 .66، 65املدخل، ص -5 .30بازمول، جماالت العمل باحلديث لضعيف، ص: ينظر -6

Page 179: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

171

يترته أن املستحب فإن األنكحة، أو البيوع بعض بكراهة ضعيف حديث ورد إذا كما ذلك، من يءش يف

.1"جيب ال ولكن عنه .2أن يكون ضعيف اإلسناد، تلقى العلماء متنه بالقبول، وهذا صحيح عند طائفة من أهل العلم -4أمحد، و بني ابن القيم أن هذا ، و قد مر معنا رواية ذلك عن اإلمام 3إذا مل يوجد يف الباب غريه -5

.4مسلك األئمةأن يكون ضعيف اإلسناد ضعفا ينجرب باملتابعات و الشواهد، قال احلافظ بعد ما بني ما حتصل به -6

وذا يظهر عذر أهل احلديث يف تكثريهم طرق احلديث الواحد : "قوة الضعيف بتعدد الطرق، قالترك الفقيه العمل بكثري من األحاديث اعتمادا على ضعف ليعتمد عليه؛ إذ اإلعراض عن ذلك يستلزم

.5"الطريق اليت اتصلت إليه .6فقد يورد إمام من األئمة حديثا ضعيفا يف مصنفه يعلم علة ضعفه، يورده لالعتبار واالستشهاد

ومن األسباب، أن يذكر الضعيف بيانا ألدلة املذاهب الفقهية، كما فعل الدارقطين يف سننه، قال -7 ا حيتج اليت األحاديث يذكرأن قصده ": من كتابه السنن أبوعلي الصديف ملا سئل عن قصد الدراقطين

.7"تعليله كنمي ما عللوي الفاخل كتب يف ءالفقهاوقد يذكر الضعيف استئناسا لتقوية أحد املعاين اليت دل عليها نص من قرآن أو حديث صحيح، -8

:جل و عز قوله يف تقولون ما قيل نإف": "حتفة املودود" ابن القيم يف فيعترب به كمرجح يستأنس به، قال

�ml��k��j��i��h����g���f��e��dm����r��q��p��o��nl ء تكثر الأ :الشافعي قال. ٣: ا���

).1/50(األذكار، -1 .32بازمول، جماالت العمل باحلديث لضعيف، ص -2 ).1/556(البقاعي، النكت الوفية، : ينظر-3 ).59-2/55(ابن القيم، إعالم املوقعني، -4 .19قوة احلجاج يف عموم املغفرة للحجاج، ص -5 ).1/112(النووي، شرح صحيح مسلم، -6ط، .ب، بريوت ،صادر دار، الصديف علي أيب اإلمام القاضي أصحاب يف املعجم، القضاعياألبار بن اهللا عبد بن حممد اهللا عبد أبو -7

.80، 79ص، 1885

Page 180: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

172

املفسرين مجهور خالفه و .ذلك اهللا رمحه الشافعي قال قد :قيل .أوىل العيال قلة أن على فدل .عيالكم

األول يتعني لكن: إىل أن قال. متيلوا وال جتوروا ال أن أدىن ذلك :اآلية معىن قالوا و واخللف السلف من يصلح نهإف الغرائب من كان لو و J -1- النيب عن مروي هذا أن الثاين :إىل أن قال. لوجوه

.2"للترجيح

اخلرب ذكر، كتاب، النكاح، 1993-1414، 2، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط)ترتيب ابن بلبان(أخرج ابن حبان يف صحيحه -1

���m :وعال جل قوله أن زعم من قول املدحض �r��q��p��o��nl ء عروة، بن هشامحديث ، منالعيال كثرة به أراد .٣: ا�����m: قوله يف - J- النيب عن عائشة، عن أبيه عن �r��q��p��o��nl ء ، 9/338(، 4029، ح" جتوروا ال أن : "قال. ٣: ا���

.3222، وصححه األلباين يف الصحيحة، ح)339

.20، 19ت، ص.ط، ب.القاهرة، ب، مكتبة القرآن، املولود بأحكام املودود حتفة -2

Page 181: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

173

.التطبيق: الفصل الرابع

:مبحثني و يشمل

مناذج مما اختلف فيه العلماء بسبب اختالفهم : املبحث األول

.يف احلكم على احلديث يف باب العبادات

لماء بسبب اختالفهم اذج مما اختلف فيه العـمن: املبحث الثاين

).والبيوعالنكاح . (احلديث يف باب املعامالت احلكم على يف

Page 182: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

174

االختالف يف احلكم على احلديث "وقع يف ظين أن هلا عالقة بقضية تلك هي أهم املسائل النظرية اليت

، لكن بقي منها بيان اجلانب التطبيقي هلا، فكان من املناسب غاية أن أورد مسائل يف "وأثره يف الفقهاالستقصاء، كما يتضح من خالهلا األثر العملي أبواب من الفقه خمتلفة، القصد من إيرادها التمثيل ال

ملسألة االختالف يف احلكم على احلديث، و ال ريب أن اجلانب العملي للمسائل التنظريية يف العلوم هو املقصود، فهذا حكمه حكم املقاصد و الغايات و اآلخر حكمه حكم الوسائل املوصلة إليها، ودونك ما

.أحملت إليهذج مما اختلف فيه العلماء بسبب اختالفهم يف احلكم على احلديث يف باب منا: املبحث األول

.العبادات

.الطهارة: املطلب األول

:اختالفهم يف تثليث مسح الرأس: النموذج األول

هل يستحب تكرار مسح الرأس كغريه من أعضاء الوضوء؟ : اختلف الفقهاء .1على أنه ال يستحب تكريره و مجهور الفقهاء. فذهب الشافعي إىل استحباب التكرار

:سبب اخلالف

أتت إذا الواحد احلديث يف الواردة الزيادة قبول يف اختالفهم ذلك يف اختالفهم وسبب: "قال ابن رشد يف و. فقط واحدة مسح أنه فيها روي اليت األحاديث أكثر أن وذلك .األكثر يرها ومل ،واحد طريق من

.2" ثالثا برأسه مسح والسالم الصالة عليه أنه وضوئه صفة يف عثمان عن الروايات بعض رجليه غسل مث ثالثا رأسه ومسح" :وفيه، - D-الزيادة املشار إليها هي ما جاءت يف حديث عثمان

.3" هكذا توضأ - J- اهللا رسول رأيت :قال مث ثالثا

).1/44(ابن رشد احلفيد، بداية اتهد واية املقتصد، :ينظر -1 ).1/45(بداية اتهد واية املقتصد، -2، وصححه األلباين، صحيح أيب داود، 21، ص107، ح- J- النيب وضوء صفة بابسنن أيب داود، كتاب، الطهارة، باب، -3

).1/179(، 95، ح2002- 1423، 1ط، الكويت، غراس مؤسسة

Page 183: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

175

: قال مث ثالثا، رأسه ومسح ثالثا، ثالثا ذراعيه غسل عفان بن عثمان رأيت: قال سلمة، بن شقيق عنو .1" هذا فعل - J- اهللا رسول رأيت"

ذكروا فإم ،مرة أنه الرأس مسح على تدل كلها الصحاح - D- عثمان أحاديث: " داود قال أبو .2" غريه يف ذكروا كما عددا يذكروا ومل ،رأسه ومسح :فيها وقالوا ،ثالثا الوضوء

أن على تدل محران عن املفسرة الثابتة والروايات: "قال البيهقيواملعىن أا زيادة خمالفة لرواية الثقات، مث ساق بسنده كالم أيب داود . واحدة مرة برأسه مسح وأنه األعضاء من الرأس عدا فيما وقع التكرار

إال الرأس مسح يف التكرار ذكر - D- عثمان عن غريبة أوجه من روى وقد: املنقول، مث أعقبه بقوله . "3ا حيتج أصحابنا بعض كان إن و املعرفة أهل عند حبجة ليست الثقات احلفاظ خالف مع أا

رواه وقد" :قال ابن عبد اهلادي ناقدا رواية عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة املذكورة قبل قليل، قال الرأس، مسح يف التكرار يذكروا ومل إسرائيل، عن غريهم و الزبريي أمحد وأبو الرزاق وعبد مهدي ابن

. 5" قطف. ثالثا توضأ: قال إسرائيل عن وكيع رواه ": وهو معىن قول أيب داود يف سننه .4"الصواب وهو .الصواب عدم ثبوت الزيادة: أي

.6وإىل عدم ثبوت الزيادة جنح احلافظ الذهيب إذا كان بل رأسه، مسح يكرر مل أنه الصحيح: "عدم مشروعية تكرار مسح الرأس، قال ابن القيمورجح

ما بل البتة، خالفه - J-عنه يصح ومل صرحيا، عنه جاء هكذا الرأس، مسح أفرد األعضاء، غسل كرر إما و مرتني، برأسه مسح: وكقوله ثالثا، ثالثا توضأ: الصحايب كقول صريح، غري صحيح إما هذا، عدا

، وصححه األلباين، صحيح أيب داود، 21، ص110، ح- J- النيب وضوء صفة بابسنن أيب داود، كتاب، الطهارة، باب، -1 ).1/185(، 98ح .21سنن أيب داود، ص -2 ).1/103(السنن الكربى، -3 ).1/201(، 2007-1428، 1، طالرياض ،السلف أضواء، التعليق أحاديث يف التحقيق تنقيح -4 .21سنن أيب داود، ص -5 ).1/49(، 2000 -1421 ،1ط، الرياض، الوطن دار الذهيب، تنقيح التحقيق يف أحاديث التعليق،: ينظر -6

Page 184: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

176

فغسل توضأ من": قال -J- النيب أن عمر عن أبيه، عن البيلماين، ابن كحديث صحيح، غري صريح كان وإن مضعفان، وأبوه البيلماين وابن به، حيتج ال وهذا" ثالثا برأسه ومسح: "قال مث" ثالثا كفيه .1" ثالثا رأسه مسح: " - J- أنه داود أبو رواه الذي عثمان وكحديث حاال أحسن األب

: قال كما يف الفتحوصحح احلافظ ابن حجر الزيادة وتأول قول أيب داود مبا ال يفهم منه التضعيف العدد أورد وأنه ،الرأس ملسح عدد فيها ليس عثمان عن الصحيحة الروايات إن :داود أيب قول وذكرنا"

استثناء إرادة على داود أيب قول فيحمل .مقبولة الثقة من والزيادة غريه أحدمها صحح طريقني من .2" الطريقني هذين إال قال فكأنه ذكرمها اللذين الطريقني

.اختالفهم يف اجلنب إذا أراد أن ينام: النموذج الثاين

. ، يف حكم اجلنب ينام من غري وضوءاختلف الفقهاء .3فذهب كثري من السلف إىل استحباب الوضوء، ويكره تركه، وهو مذهب مالك والشافعي وأمحد

جنب وهو ينام أن أراد إذا كان - J- اهللا رسول أن" -رضي اهللا عنها- حديث عائشةوحجتهم .4"ينام أن قبل للصالة وضوءه توضأ

.5وقال سعيد بن املسيب وأصحاب الرأي باخليار جنب وهو ينام - J- اهللا رسول كان" :قالت - رضي اهللا عنها- عائشة عن األسودواحتجوا حبديث

.6" ماء ميس أن غري من

).1/193(زاد املعاد، -1 ).1/389(ابن حجر، فتح الباري، -2، وابن قدامة، املغين، )1/130(، 2008-1429، 1بريوت، ط، دار ابن حزم، )ترتيب الغرياين(مدونة الفقه املالكي : ينظر -3 ).2/127(، والنووي، اموع، )1/330( .162، ص586، حله الوضوء واستحباب اجلنب نوم جوازصحيح مسلم، كتاب، احليض، باب، -4 ).1/330(، وابن قدامة، املغين، )2/127(النووي، اموع، : ينظر -5، وسنن الترمذي، كتاب، الطهارة، باب، يف 39، ص228الطهارة، باب، يف اجلنب يؤخر الغسل، حسنن أيب داود، كتاب، -6

، 581، وسنن ابن ماجة، كتاب، الطهارة، باب، يف اجلنب ينام كهيئته ال ميس ماء، ح39، ص118اجلنب ينام قبل أن يغتسل، ح ).1/409(، 224، وصححه األلباين، صحيح أيب داود، ح114ص

Page 185: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

177

:يقول هارون بن يزيد مسعت :قال الواسطي علي بن احلسن ثنا : "لكن اختلف يف صحته، قال أبو داود

السبيعي أخطأ يف اهللا بن عبدأن أبا إسحاق عمرو : أي .1"إسحاق أيب حديث :يعين وهم احلديث هذاويرون أن . وقد روى عن أيب إسحاق هذا احلديث شعبة والثوري وغري واحد: " روايته، قال الترمذي

.2"هذا غلط من أيب إسحاق ألنه عمدا حذفها وكأنه ،"ماء ميس ومل": قوله دون احلديث مسلم وأخرج : "قال احلافظ يف التلخيص

:األثرم علل ويف .احلديث هذا يروى أن حيل ال :صاحل بن أمحد عن مهنا قال و .3التمييز هكتاب يف عللها 4األسود بن الرمحن عبد وافقه وقد فكيف ،لكفى وحده إبراهيم إال هذا يف إسحاق أبا خيالف مل لو

إسحاق أيب من خطأ أنه لىع احملدثون أمجع :مفوز ابن وقال .عائشة عن سلمة وأبو عروة روى وكذلك .5" البيهقي صححه فقد اإلمجاع نقل يف وتساهل .قال كذا

: كما أشار احلافظ، منهم البيهقي، قال بعد أن ساق رواية مسلم 6ومن األئمة من صحح احلديث دلس رمبا إسحاق أبا وأن األسود غري عن مأخوذة وتومهوها اللفظة هذه يف طعنوا احلفاظ ألن وذلك"

األسود عن األسود بن الرمحن وعبد النخعي إبراهيم برواية ذلك على واحتجوا ،تدليساته من فرأوها إسحاق أبا أن وذلك الرواية جهة من صحيح السبيعي إسحاق أيب وحديث ...إسحاق أيب رواية خبالف

فال ثقة كان و عنه روى ممن مساعه بني إذا واملدلس عنه معاوية بن زهري رواية يف األسود من مساعه بني .7" لرده وجه

.39داود، صسنن أيب -1 .39سنن الترمذي، ص -2 أن وذلك خاطئة، إسحاق أيب عن الرواية فهذه": وقال . حيث جعل هذه الرواية من مجلة األحاديث اليت نقلت متوا على الغلط -3

.41، 40ت، ص.ط، ب.دار أطلس، بالتمييز، مسلم،". إسحاق أبو روى ما خبالف جاءا األسود بن الرمحن عبد و النخعي .101الصنعاين، سبل السالم، ص: ينظر". و هو معلول: " وهذا معىن قول احلافظ يف البلوغ بعد أن ساق احلديث -4 ).1/245(، التلخيص -5 ).14/248(، 1427، 1، دار ابن اجلوزي، السعودية، طالنبوية األحاديث يف الواردة العللالدارقطين، : ينظر -6 ).1/311(السنن الكربى، -7

Page 186: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

178

إن :واألصول احلديث أهل من طائفة قالت: " قال النووي يف اموع بعد نقله حتقيق البيهقي هذا

.1"به احتج السماع بني إذا أنه اجلمهور عليه الذي الصحيح و .السماع بني نوإ بروايته حيتج ال املدلسال ميس ماء للغسل مجعا : فعلى مذهب اجلمهور يكون صحيحا، و على فرض صحته حيمل على معىن

ذكر . يترك الوضوء أحيانا لبيان اجلواز - J-بينه وبني األحاديث األخرى، أو يكون املراد أنه كان .2هذا النووي

، "ماء ميس أن غري من جنب وهو ينام - J- اهللا رسول كان" :الشاهد أن اخلالف يف صحة حديث .واهللا أعلم. أوجب هذا اخلالف الفقهي بني علماء األمة يف هذه املسألة

).2/125(اموع، -1 ).2/125(النووي، اموع، : ينظر -2

Page 187: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

179

.الصالة: املطلب الثاين

.1اختالفهم يف صالة الرجل خلف الصف وحده: النموذج األول

. اختلف الفقهاء يف ذلكأن ركع دون -D-وحجتهم حديث أيب بكرة ، ذهب مجهور الفقهاء إىل أن الصالة صحيحةف

.2"زادك اهللا حرصا وال تعد : "باإلعادة وقال له - J-الصف فلم يأمره النيب : - D-وخالف مجاعة منهم اإلمام أمحد، فذهبوا إىل بطالن الصالة، واحتجوا حبديث وابصة بن معبد

.3" الصالة يعيد أن فأمره وحده الصف خلف يصلى رجال رأى - J- اهللا رسول أن وابصة " :سبب اخلالف

.4" له العمل وخمالفة وابصة حديث تصحيح يف اختالفهم اختالفهم وسبب: "قال ابن رشدأما اختالفهم يف تصحيح حديث وابصة فبيانه أن الرواة اختلفوا يف رواية هذا احلديث كما ذكر

بن وابصة عن راشد بن عمرو عن يساف بن هالل عن مرة بن عمرو حديث :بعضهم فقال : "الترمذي بن وابصة عن اجلعد أيب بن زياد عن يساف بن هالل عن حصني حديث :بعضهم وقال. أصح معبد .6ورجح الثاين للمتابعة. 5" أصح معبد

يثبته ال اإلسناد مضطرب وابصة وحديث: "ولعله بسبب هذا حكم عليه ابن عبد الرب باإلضطراب، قال

، والنووي، اموع، )وما بعدها 3/49(وابن قدامة، املغين، ،)363، 1/362(ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، : ينظر -1)4/134.( .163، ص783، حالصف دون ركع إذاصحيح البخاري، كتاب، األذان، باب، -2، وسنن الترمذي، كتاب، مواقيت 110، ص682، حالصف خلف وحده يصلى الرجلسنن أيب داود، كتاب، الصالة، باب، -3

، وسنن ابن 66، ص230ح" حديث حسن: " ، وقالوحده الصف خلف الصالة يف جاء ما، باب، - J-الصالة عن رسول اهللا ، و صححه األلباين، اإلرواء، 182، ص1004، حوحده الصف خلف الرجل صالةماجة، كتاب، إقامة الصالة والسنة فيها، باب،

).2/323(، 541ح ).1/362(بداية اتهد، -4 .66سنن الترمذي، ص -5 ).325، 2/324(ينظر هلذه املتابعة وطرقها، األلباين، اإلرواء، -6

Page 188: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

180

.1" احلديث أهل من مجاعة

بني يدخل احملدثني بعض أن يذكر من باحلديث العلم أهل من مسعت وقد": وممن ضعفه الشافعي، قال بعض ومسعت. منه مسعه وابصة، عن هالل عن يرويه من ومنهم رجال، فيه وابصة و يساف بن هالل أوىل 2حديثنا كان وابصة عن يروى الذي احلديث ثبت فلو... وصفت مبا يوهنه كان منهم العلم أهل .3" العامة وقول القياس معه ألن به؛ يؤخذ أن

يف مسلم وال البخاري، خيرجه ومل : "، و البيهقي و قال4و ضعف حديث وابصة جبميع طرقه البزار بن علي حديث إسناد يف ملا و وابصة، حديث إسناد يف االختالف من الشافعي حكاه ملا الصحيح،

.5"مشهورين غري رجاله أن من شيبان ألن صحيح؛ احلديث: يقول 6عمر أيب غري و : "أئمة العلم من صححه، قال عبد احلق األشبيلي ومن

.7"حنبل بن أمحد وثقة شعبة حديث يف املذكور راشد بن وعمرو يضرها ال فيه الذي االختالف .8وممن ثبته أمحد وإسحاق

).1/269(ابن عبد الرب، التمهيد، -1، احلصري على الصالةصحيح البخاري، كتاب، الصالة، باب، . يف صالة العجوز وراء الصف منفردة -D-هو حديث أنس -2 .303، ص1384، حالنافلة يف اجلماعة جواز، وصحيح مسلم، كتاب، املساجد ومواضع الصالة، باب، 93، ص380ح . 525، ص1405، 1اختالف احلديث، مؤسسة الكتب الثقافية، بريوت، ط -3 عمرو فإن راشد، بن عمرو حديث أما ): "البزار(أن البزار روى حديث وابصة بأسانيد ثالثة مث قال -رمحه اهللا-الزيلعي ذكر -4

يكن مل حصينا فإن حصني، حديث وأما حبديثه، حيتج فال بالعدالة، معروفا وليس احلديث، ذا إال حدث يعلم ال رجل راشد بن حبديثه، حيتج فال أخباره، يضعف وهو إال العلم أهل من أحدا نعلم فال زياد، بن يزيد حديث وأما حكم، يف حبديثه حيتج فال باحلافظ،

نصب الراية، ". إلرساله ذكره عن فأمسكنا وابصة، من يسمع مل هالل و وابصة، عن يساف بن هالل عن عطية بن مشر عن روي وقد ). 1/41(، 2002-1422، 2دار الكتب العلمية، بريوت، ط

).4/184(معرفة السنن واآلثار، -5 .هو ابن عبد الرب يف حكمه على حديث وابصة باإلضطراب -6 ).1/356(األحكام الوسطى، -7 ).4/184(، 1985- 1405، 1، طالرياض ،طيبة دار، واالختالف واإلمجاع السنن يف األوسط، ابن املنذر: ينظر -8

Page 189: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

181

اخلرب هذا مسع: قال مث ،1صحيحه يف وحصني راشد بن عمرو حديث حبان ابن وخرج" : قال مغلطاي

اخلرب ذكر: 3قال مث .2حمفوظان مجيعا فالطريقان وابصة عن اجلعد أيب عن عمر بن يساف بن هالل إسحاق ثنا :، قالحممد بن اهللا عبدأخربنا . يساف بن هالل به تفرد اخلرب هذا أن زعم من قول املدحض

عن ،اجلعد أيب بن عبيد عمه عن ،اجلعد أيب بن زياد أيب بن يزيد ثنا :، قالوكيع اأخربن :، قالإبراهيم بن .4"معبد، فذكره بن وابصة عن اجلعد أيببن زياد أبيه

.صفة سجود السهو: النموذج الثاين

5؟أم ال هل يتشهد لسجديت السهو: اختلف الفقهاءفذهبت طائفة إىل أنه ال تشهد فيهما، وهو مذهب األوزاعي والشافعي وروي عن أنس بن مالك

.التشهد إلعادة وجه فال السالم قبل عند هم كله السجود ألنواحلسن؛ وذهب آخرون إىل مشروعية التشهد فيهما، وهو مذهب أيب حنيفة والليث وقال به مالك وكثري من

.أصحابهفيما إذا كان حمل السجود بعد السالم، وهو حمكي عن مالك و اختاره مجاعة و خص بعضهم التشهد

.من أصحابه و به قال أمحد نيـحص بن عمران و على كل حال من ذهب إىل مشروعية التشهد يف سجود السهو فحجته حديث

-D - النيب أن -J - م صلى 6"سلم مث تشهد مث سجدتني فسجد فسها.

).577، 5/576(، على الترتيب، 2200، وح2199صحيح ابن حبان، ح -1 ).5/578(صحيح ابن حبان، -2 ).5/579(املصدر نفسه، -3 .1658، ص1999-1419، 1شرح سنن ابن ماجة، مكتبة نزار، السعودية، ط -4وابن حزم، احمللى، ،)1/223(، 1403ط، .عامل الكتب، بريوت، بحممد بن احلسن الشيباين، احلجة على أهل املدينة، : ينظر -5، والنووي، اموع، )432، 2/431(، وابن قدامة، املغين، )457، 1/456(، ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )170، 4/169( ).396، 1/395(، )ترتيب الغرياين(، مدونة الفقه املالكي )4/53(حسن : "، وسنن الترمذي، وقال164، ص1039وتسليم، ح تشهد فيهما السهو سجديتسنن أيب داود، كتاب، الصالة، باب، -6

).2/128(، 403حاإلرواء، ، وضعفه األلباين، 107، ص395السهو، ح سجديت يف التشهد يف جاء ماالصالة، باب، ، كتاب، "غريب

Page 190: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

182

:سبب اخلالف

كان له األثر يف اختالف - حديث عمران بن حصني وما يف معناه–واالختالف يف درجة هذا احلديث من ورد ما تصحيح يف اختالفهم هو االختالف هذا وسبب: "الفقهاء على حنو ما ذكر، قال ابن رشد

.2" سلم مث تشهد - والسالم الصالة عليه- أنه من أعين 1مسعود ابن حديث يف ذلك، ووافقه 3"خيرجاه ومل ، الشيخني شرط على صحيح حديث هذا : "الترمذي واحلاكم وقالفصححه

.الذهيب وعن والنسائي داود أيب عند مسعود بنا عن السهو سجود يف التشهد يف ورد قد لكن : "وقال احلافظ

إىل ترتقي باجتماعها التشهد يف الثالثة األحاديث أن يقال فقد .ضعف إسنادمها ويف 4البيهقي عند املغرية أخرجه هـقول من مسعود بنا عن ذلك صح دـوق ".ببعيد ذلك وليس" :العالئي قال ،احلسن درجة

.6" 5شيبة أيب بنااألحاديث الثالثة يف التشهـد لسجديت السهو اليت أشار إليها احلافـظ هي الواردة مـن طريق محران

.ومل تسلم كلها من ضعف -رضي اهللا عنهم أمجعني- بن حصني وعبد اهللا بن مسعود واملغرية بن شعبةفأما حديث عمران بن حصني فأخرجه أبو داود والترمذي من طريق حممد بن عبد اهللا بن املثىن األنصاري عن أشعث بـن عبد امللك عن حممد بن سريين عن خالد احلذاء عن أيب قالبة عن أيب املهلب

يتم على أكرب حديث عبد اهللا بن مسعود يف التشهد يف سجود السهو أخرجه أبوداود يف سننه، كتاب، الصالة، باب، من قال -1

، السهو سجديت بعد التشهد، وأخرجه النسائي يف سننه الكربى، كتاب، السهو، باب، 162، ص1028ح : "داود ظنه، قال أبو، الكويت، غراس مؤسسة، 187، وضعفه األلباين، ضعيف أيب داود، ح)1/314(، 2001- 1421، 1مؤسسة الرسالة، بريوت، ط

).1/385( ،1423، 1ط ).457، 1/456(هد، بداية ات -2 ).1/461(املستدرك، -3 ).2/500(، 3900، حيسلم مث السهو سجديت بعد يتشهد قال من، كتاب، الصالة، باب، الكربى السنن -4، 4493: ، ورقم4492: ، رقم2006-1427، 1أبو بكر عبد اهللا بن حممد بن أيب شيبة، املصنف، دار القبلة، جدة، ط: ينظر -5)3/442.( ).129، 3/128(الباري، فتح -6

Page 191: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

183

.عن عمران بن حصني به

عن احلفاظ من غريه ملخالفته أشعث رواية وومهوا وغريمها 2الرب عبد بناو 1البيهقي ضعفه: "قال احلافظ طريق من السراج وروى التشهد ذكر فيه ليس عمران حديث يف سريين بنا عن احملفوظ فإن سريين بنا

وقد .شيئا التشهد يف أمسع مل: قال ؟فالتشهد :سريين البن قلت القصة هذه يف أيضا علقمة بن سلمة مث قال حصني بن عمران أن نبئت :قال سريين بنا عن عون بنا طريق من األصابع تشبيك باب يف تقدم أخرجه كما التشهد ذكر فيه ليس عمران حديث يف اإلسناد ذا احلذاء خالد عن احملفوظ وكذا سلم

.4" يثبت السهو سجود يف التشهد أحسب ال :املنذر بنا قال هلذا و شاذة أشعث زيادة فصارت 3مسلم، وموافقة الذهيب له، "خيرجاه مل و الشيخني، شرط على صحيح : "ويف تصحيح احلاكم احلديث وقوله

، و لكنه ما أخرجا له يف الصحيحني كما 5أشعث هذا ثقة: " نظر، قال األلباين - كما سبق نقله قريبا- .7" 6"امليزان"قال الذهيب نفسه يف

احلديث إىل حممد بن عبد اهللا بن املثىن األنصاري الراوي عن أشعث، قال ومن النقاد من نسب الوهم يف ةـنسب أن عندي؛ و : "احلافظ ابن رجب بعدما ذكر من نسب اخلطأ إىل أشعث على حنو ما سبق، قال

وهشيم والثقفي علية وابن ووهيب شعبة رواه وقد احلمراين أشعث به تفرد : "ضعفه من أجل تفرد أشعث بالزيادة، قال البيهقي -1

قال حممد عن أيوب ورواه عنه حممد عن أشعث ذكر ما منهم أحد يذكر مل احلذاء خالد عن وغريهم زريع بن ويزيد زيد بن ومحاد". رواه فيما أشعث خطأ على يدل ذلك و السجدتني قبل التشهد ذكر هشيم رواية ويف التشهد دون السالم فذكر عمران عن أخربت ).2/499(السنن،

).J -) ."10/209- النيب عن صحيح وجه من أحفظه فال السهو سجديت يف التشهد وأما: " قال يف التمهيد -2صحيح مسلم، كتاب، املساجد ومواضع الصالة، : ، ومل يذكر التشهد، ينظر"سلم مث سجدتني سجد مث سلم مث ركعة فصلى"وفيه -3

.267، ص1181، وح1180، حله والسجود الصالة يف السهو باب، ).3/128(فتح الباري، -4، 1، مكتبة الرشد، الرياض، ط)تذهيب طارق عوض(تقريب التهذيب ".ثقة فقيه : " هو ابن عبد امللك احلمراين، قال احلافظ -5

1431-2010، )1/203.( ).1/267(الذهيب، ميزان اإلعتدال، : ينظر -6 ).129، 2/128(اإلرواء، -7

Page 192: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

184

.1وغريه معني ابن غمزه وقد حفظه، يف جدا املتقن بذاك هو وليس أقرب، فيه األنصاري إىل الوهم عن قالبة، أيب عن الد،ـخ عن سريين، ابن عن أشعث، عن رواه القطان حيىي أن: ذلـك على ويدل

يف عنه اهللا، عبد ابنه ذكره ،أمحد اإلمام عنه رواه كما خاصة، السالم يف عمران عن املهلب، أيب ."مسائله"

. فقط السالم ذكر فيها إمنا أشعث، عن ،-تقانهو إ وحفظه جاللته مع- القطان حيىي رواية فهذه . التشهد يذكر ومل أشعث، عن األنصاري، عن اهللا، عبد بن حيىي بن حممد عن ،2النسائي وخرجه

النسائي يكون أن وإما يضبطه مل أنه على دليل وهو ذكره، يف عليه اختلف األنصاري يكون أن فإما .3"استنكره ألنه عمد؛ من التشهد ذكر ترك

من طريق أيب عبيدة بن عبد اهللا، " الكربى"أبو داود والنسائي يف وأما حديث عبد اهللا بن مسعود فخرجه .عن أبيه به

:4وهذا السند فيه ثالث علل يروي مسعود بن اهللا عبد بن عبيدة أبو" : ، قال ابن حباناإلنقطاع بني أيب عبيدة وأبيه عبد اهللا: األوىل

.5" شيئا منه يسمع ومل أبيه عن عون أبو اجلزري الرمحن عبد ابن مصغر...خصيف : "احلافظ يف التقريبف، قال ضعف خصي :الثانية

.6"باإلرجاء ورمي بآخره خلط احلفظ سيء صدوق ومل خصيف عن الواحد دـعب رواه: "و هو معىن قول أيب داود ووقفه؛ رفعه يف عليه االختالف: الثالثة

الرواة من رمي مبن االغتباطبن العجمي، حممد بن إبراهيم الوفا أبو، و)601، 3/600(الذهيب، ميزان اإلعتدال، : ينظر -1

، 326، ص1988-1408، 1، طالقاهرة ،احلديث دار، باالختالطكتاب، السهو، باب، ذكر االختالف على ".صلى م، فسها، فسجد سجدتني، مث سلم - J-أن النيب : " وفيه كما يف السنن -2

.201، ص1236أيب هريرة يف السجدتني، ح ).6/481(، 1422، 2، طالسعودية ،اجلوزي ابن دارفتح الباري يف شرح صحيح البخاري، -3 ). 1/385(األلباين، ضعيف أيب داود، : ينظر -4 ).5/561(الثقات، -5 ).40، 2/39(، )تذهيب طارق(تقريب التهذيب -6

Page 193: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

185

ومل احلديث منت يف الكالم يف واختلفوا وإسرائيل وشريك سفيان أيضا الواحد عبد وافق يرفعه

.1" يسندوه ليلى أيب بن الرمحن عبد بن حممد به يتفرد هذا و : "و أما حديث املغرية فأخرجه البيهقي وضعفه بقوله

. 2" أعلم واهللا به يتفرد مبا يفرح ال و الشعيب عن هو : "قال أبو زرعةحممد بن عبد الرمحن بن أيب ليلى ضعفه شعبة و ابن القطان وأمحد وابن معني، و

.3" يكون ما بأقوى ليس صاحل

.162السنن، ص -1 ).2/500(السنن الكربى، -2 ).323، 7/322(ابن أيب حامت، اجلرح والتعديل، -3

Page 194: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

186

.الزكاة: املطلب الثالث

.اختالفهم يف زكاة عروض التجارة: النموذج األول

1هل جتب فيها الزكاة؟: ومن هذا الباب أيضا، اختالفهم يف عروض التجارة، واحتجوا بأدلة أصرحها، 2على ذلكفذهب أكثر أهل العلم إىل الوجوب، بل نقل ابن املنذر اإلمجاع

من الصدقة خنرج أن يأمرنا كان - J- اهللا رسول فإن .بعد أما :قال - D-حديث مسرة بن جندب .3"للبيع نعد الذي

، و مل تقـم عندهم احلجة حبديث مسرة 4وذهب أهل الظاهر إىل عدم الوجوب، حمتـجني برباءة الذمة-D -.

:سبب اخلالف

تصحيح يف واختالفهم بالقياس الزكاة وجوب يف اختالفهم :اختالفهم يف والسبب: "قال ابن رشد .5"جندب بن مسرة حديث

ما بـني سـليمان بـن موسـى -أما حديث مسرة فساقط، ألن مجيع رواته : "فضعفه ابن حزم، قال .6"جمهولون ال يعرف من هم -D-و مسرة

جهد قد و .حاله يعرف من هؤالء نـم ما: القطان ابن قال: " و ضعفه الذهيب لذات العلة نفسها، قال

، وابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )127-17/125(، وابن عبد الرب، التمهيد، )240-5/233(ابن حزم، احمللى، : ينظر -1 ).6، 6/5(، والنووي، اموع، )250، 4/249(، وابن قدامة، املغين، )2/75(- ل، دار اهلدي، واحلق أن اخلالف قدمي، وممن ذكره أبو عبيد القاسم بن سالم، يف كتابه األموا58ابن املنذر، اإلمجاع، ص: ينظر -2

).84، 2/83(، 2007- 1428، 1السعودية، ط-مصر، دار الفضيلة، وضعفه 240، 239، ص1562؟ حزكاة من فيها هل للتجارة كانت إذا العروضسنن أيب داود، كتاب، الزكاة، باب، -3

).2/105(، 275ح األلباين، ضعيف أيب داود، ).9/114(، 1993-1414، 1القاهرة، طابن عبد الرب، اإلستذكار، دار الوغى، : ينظر -4 ).2/75(بداية اتهد، -5 ).5/234(احمللى، -6

Page 195: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

187

.1املائة حنو منها البزار ذكر قد أحاديث، مجلة به يروى إسناد وهو جهدهم، فيهم احملدثون

ذا ورد فمما: )الذهيب( قلت .عليه يعتمد ممن جعفر وليس ضعيف، خبيب: زدياأل احلق عبد وقال خنرج أن - J- اهللا رسول أمرنا: وحديث .صنعتها وتصلح املساجد ببناء السالم عليه هأمر: السند .2"حبكم ينهض ال مظلم إسناد هذا :حال وبكل....للبيع نعده الذي من الزكاة

.4"وفيه ضعف: "، وقال يف الدراية3"جهالة إسناده ويف: " وقال احلافظ يف التلخيص، 6، وكذا ابن عبد الرب5اعتمادا على سكوتهومن أئمة العلم من صحح احلديث، نسب ذلك إىل أيب داود

مستور سعد بن جعفر فإن حسنا؛ يكون أن مراتبه وأقل به، بأس ال إسناد هذا: "وابن سيد الناس، قال .7"أيضا جعفر وكذا: )ابن امللقن( قلت. حبان ابن وثقهما وأبوه وخبيب احلال،

هل جتب الزكاة يف العسل؟: النموذج الثاين

.8الفقهاء يف هذه املسألةاختلف يف العسل، عمال بأحاديث وردت يف الزكاة إسحاق إىل وجوب األوزاعي و أمحد و و احلنفية فذهب

:ذلك منها

).5/138(بيان الوهم واإليهام، -1 ).408، 1/407(ميزان اإلعتدال، -2 ). 2/346(التلخيص، -3 ).1/260(، بريوت ،املعرفة دار، اهلداية أحاديث ختريج يف الدراية -4 ).2/386(، و الزيلعي، نصب الراية، )6/6(، والنووي، اموع، )5/140(مصدر سابق، ابن القطان، : ينظر -5 ).9/115(ابن عبد الرب، اإلستذكار، : ينظر -6، 2004-1425، 1، طالرياض ،اهلجرة دار، الكبري الشرح يف الواقعة واآلثار األحاديث ختريج يف املنري البدرابن امللقن، -7)5/594.( ، 1999، 1أبو حممد عبد اهللا بن عبد الرمحن بن أيب زيد، الزيادات والنوادر، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط: ينظر -8، الكاساين أمحد بن مسعود بن بكر أبو، )140، 139(، وابن العريب، أحكام القرآن، )5/209(، وابن حزم، احمللى، )2/109(

وابن قدامة، املغين، ، )62، 2/61(، 1986- 1406، 2ب العلمية، بريوت، ط، دار الكتالشرائع ترتيب يف الصنائع بدائع-1427، 1، و أبو عبد اهللا حممد بن أمحد بن أيب بكر القرطيب، اجلامع ألحكام القرآن، مؤسسة الرسالة، ط)184، 4/183(

).5/308(، والنووي، اموع، )374، 12/373(، 2006

Page 196: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

188

أزق عشرة كل يف العسل يف: " - J- اهللا رسول قال :قال - رضي اهللا عنهما- عمر ابن حديث

.1"زق .2"أنه أخذ من العسل العشر" ،- J-وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النيب

اهللا رسول يا :قلت. العشر أد :قال. حنال يل إن اهللا رسول يا قلت" :وحديث أيب سيارة املتعي، قال .3"يل فحماها. يل امحها

و ذهب مالك وأصحابه والشافعي يف اجلديد و مذهب ابن حزم، إىل أنه ال زكاة يف العسل، ألن األصل .فيما مل يرد فيه حديث صحيح، ومل تصح عندهم النصوص املوجبةعدم الوجوب فال زكاة

:سبب اخلالف

املوجبة للزكاة يف واخلالف يف هذه املسألة راجع كما هو ظاهر إىل االختالف يف صحة األحاديث .العسل

.4"ضعيف العشر العسل يف أن يف احلديث : "قال الشافعي - J- النيب عن نافع، عن هو: فقال )حديث ابن عمر( احلديث هذا عن 5حممدا سألت: "قال الترمذي

.6"يصح شيء العسل زكاة يف وليس. مرسل كبري الباب هذا يف - J- النيب عن يصح ال) أي حديث ابن عمر(يف إسناده مقال : " وقال يف اجلامع

.7" شيء

، وصححه األلباين، 159، ص629، حالعسل زكاة يف جاء ما، كتاب، الزكاة، باب، "يف إسناده مقال: "سنن الترمذي، وقال -1

.782صحيح اجلامع، ص، وصححه األلباين، اإلرواء، 318، ص1824األموال أليب عبيد، وسنن ابن ماجة، كتاب، الزكاة، باب، زكاة العسل، ح -2 ).3/284(، 810ح ، وحسنه األلباين مبا قبله، صحيح ابن ماجة، 318، 317، ص1823بن ماجة، كتاب، الزكاة، باب، زكاة العسل، حسنن ا -3 ).4/214(البيهقي، السنن الكربى، -4 .هو البخاري -5 .102العلل الكبري، ص -6 .159السنن، ص -7

Page 197: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

189

ممن كان: " ألن فيه صدقة بن عبد اهللا السمني، قال ابن حبان" يف إسناده مقال: "وإمنا قال الترمذي

نافع عن يسار بن موسى عن روى التعجب، عند إال بروايته يشتغل ال ،ثباتاأل عن املوضوعات يروى .1" "قربة قرب عشر كل يف ،العشر العسل يف: " قال - J- النيب عن عمر ابن عنالراوي عن صدقة عمرو بن أيب سلمة التنيسي خـرج له الستة، ضعفه ابن معني و أبو حامت و العقيلي و

. 2و الساجي .3"زهري عن فقلبها فغلط اهللا عبد بن صدقة من مسعها كأنه بواطيل أحاديث زهري عن روى : "قال أمحد

، قال "أنه أخذ من العسل العشر" ، - J-وأما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النيب مسندا شعيب بن عمرو عن هليعة وابن احلارث بن الرمحن عبد عن يروي :الدارقطين قال: " احلافظ .مرسال عمر عن شعيب بن عمرو عن األنصاري سعيد بن حيىي ورواه أحد احلارث بن عمرو تابعهما لكن ،اإلتقان أهل من ليسا هليعة وابن الرمحن وعبد علته فهذه :قلت

.6" وغريه 5ماجه ابن عند شعيب بن عمرو عن زيد بن أسامة وتابعهما 4الثقات .7"ضعيف من قبل حفظه : "وأسامة زيد بن أسلم ضعيف عندهم، قال يف التقريب

). 1/474(ابن حبان، اروحني، -1 ).3/275(ابن حجر، ذيب التهذيب، -2 ).3/275(املصدر نفسه، -3، والنسائي، كتاب، الزكاة، باب، زكاة 247، ص1600روى هذه املتابعة أبو داود، كتاب، الزكاة، باب، زكاة العسل، ح -4

له يقال واديا حيمي أن وسأله له حنل بعشور -J-اهللا رسول إىل تعانم بين أحد هالل جاء : "، ولفظها389، ص2499النحل، ح فكتب ؟ذلك عن يسأل عمر إىل وهب بن سفيان كتب ،اخلطاب بن عمر ويل فلما ،الوادي ذلك -J- اهللا رسول له فحمى ،سلبةوهذا سياق ". شاء من يأكله غيث ذباب هو فإمنا وإال ،سلبة له فاحم حنله عشور من اهللا رسول إىل يؤدي كان ما إليك أدى إن عمر

العسل يف واجبة غري الصدقة أن على دليل هذا يف: " أيب داود، وفيه ما يعكر على استفادة الوجوب منه، قال اخلطايب يف معامل السنن وعقل منه أخذ ما بدل له ومعونة إرفاقا الوادي له ومحى متطوعا ا جاء قد كان إذ املتعي هالل من العشر أخذ إمنا - J- النيب وأن الصدقات سبيل سبيله كان ولو فال وإال العشر إليه أدى إن الوادي له حيمي بأن يأمره عامله إىل فكتب ذلك يف املعىن اخلطاب بن عمر

).2/38( ."الزكاة نعي ما بكر أيب مع الصحابة كافة يف قتاله مع ذلك عليه جيوز وكيف ذلك يف خيريه مل األموال يف الواجبة .ابن ماجة قريباسبق ختريج حديث -5 ).2/325(التلخيص، -6 ).1/129(، )تذهيب طارق(تقريب التهذيب -7

Page 198: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

190

وهو فيه العشر وجوب يف روى ما أصح وهذا: " وأما حديث أيب سيارة املتعي فقد قال عنه البيهقي

أي حديث أيب سيارة ( هذا عن البخاري إمساعيل بن حممد سألت: "قول الترمذي، ونقل 1"منقطع . J -"2- النيب أصحاب من أحدا يدرك مل موسى بن وسليمان مرسل حديث هذا: فقال )املتعي

وما ،3"معلولة كلها الوجوب أحاديث"و املقصود أن من رأى عدم وجوب الزكاة يف العسل يرى أن .صح منها غري ناهض الداللة

ومن رأى الوجوب فقد صحت عنده هذه األحاديث وغريها مما يفيد وجوب الزكاة يف النحل، قال العشر وجوب عندك يثبت مل إن نقول وحنن : "الكاساين ردا على الشافعي يف توهينه أحاديث الوجوب

الوجوب ومنهم األحناف، ن رأىوساق األحاديث واآلثار اليت اعتمدها م ،4"عندنا ثبت فقد العسل يف .ومنها ما ذكر يف هذا النموذج

أن زكاة العسل هلا أصل مبجموع هذه األحاديث بطرقها وشواهدها، فهي وإن -واهللا أعلم–وقد يقال ي يف بعضها من مل تسلم من ضعف لكن ترتقي إىل درجة اإلحتجاج مبجموعها، ال سيما أن الضعف الذ

.الضعف الذي ينجرب بتعدد الطرق، والعلم عند اهللا سبحانه

).4/212(السنن الكربى، -1 .102العلل الكبري، ص -2 ).2/14(ابن القيم، زاد املعاد، -3 ).2/61(بدائع الصنائع، -4

Page 199: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

191

.الصوم: املطلب الرابع

هل جيب التتابع يف قضاء رمضان؟: النموذج األول

.1اختلف الفقهاء يف هذه املسألة - J- النيب أن عمر ابن فذهب األئمة األربعة إيل استحباب التتابع وجيوز التفريق، واستدلوا حبديث

.2"تابع شاء وإن فرق شاء إن" :رمضان قضاء يف قالأن - D-جيب وال يشترط، وهو حمكي عن بعض السلف، ودليلهم حديث أيب هريرة : وقال داود

.3"من كان عليه صوم رمضان فليسرده وال يقطعه: "قال- J-النيب :سبب اخلالف

.، حديث ابن عمر وحديث أيب هريرةيف هذه املسألة هو االختالف يف صحة احلديثني وسبب اخلالف . 4"مل يسنده غري سفيان بن بشر: " حديث ابن عمر فقد قال فيه الدارقطين :األول احلديث فأما

قال جرم ال .5 القطان ابن قاله .احلال معروف غري وهو: "قال ابن امللقن عقب قول الدارقطين هذا .6" يصح ال حديث :البيهقي

يف روي وقد .مرفوعا عمر بنا عن ضعيف آخر وجه من روي وقد" :قولهوقول البيهقي هذا جاء بعد جواز هريرة أيب ومذهب صحيحا ذلك يكون وكيف .مرفوعا القطع عن النهي يف هريرة أيب عن مقابلته

، )410-4/408(وابن قدامة، املغين، ، )6/261(، ابن حزم، احمللى، )1/657(، )ترتيب الغرياين(مدونة الفقه املالكي :ينظر -1

).267، 6/266(والنووي، اموع، ، )4/433(، وضعفه البيهقي، السنن الكربى، )3/173(، 2329سنن الدارقطين، كتاب، الصيام، باب، قضاء الصوم، ح -2

).4/94(، 943رواء، حواأللباين، اإل، وسنن البيهقي الكربى، كتاب، الصيام، )3/169(، 2313، و2312سنن الدارقطين، كتاب، الصيام، باب، قضاء الصوم، ح -3

).97، 4/96(، وضعفه األلباين، اإلرواء، )4/433(، 8244باب، قضاء شهر رمضان إن شاء متفرقا وإن شاء متتابعا، ح ).3/173(الدارقطين، السنن، -4 ).3/214(بيان الوهم واإليهام، -5: و ينظر). 1/329(، 1410، 1، طالرياض ،الرشد مكتبة، للرافعي الكبري الشرح كتاب ختريج يف املنري البدر خالصةابن امللقن، -6

).4/94(األلباين، اإلرواء،

Page 200: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

192

يف مرفوعا العاص بن عمرو بن اهللا عبد عن آخر وجه من روي قد و املتابعة عمر بنا مذهب و ،التفريق .1"ذلك من شيء يصح وال التفريق جواز

من والزيادة فيه طعن أحدا عرفنا ما ": و خالف ابن اجلوزي فصحح احلديث و قال يف سفيان بن بشر .3وتعقب. 2"مقبولة الثقة

: قال الدارقطين. يف توثيقه، اختلف ففيه عبد الرمحن بن إبراهيم ،حديث أيب هريرة :وأما احلديث الثاين معني بن حيىي ضعفه قد مدين إبراهيم بن الرمحن عبدو : "، وقال البيهقي عقب قول الدارقطين4"ضعيف"

.5"والدارقطين النسائي الرمحن عبد وأبو. 6"ليس بشيء: روى عباس عن حيىي": "امليزان"الرواية عن ابن معني خمتلفة، ففي : "قال األلباين عقبه

. 7"هو ثقة: "عن ابن أيب حامت أنه روي عن ابن معني أنه قال" اللسان"ويف ليس بالقوي، روى حديثا : "وقال أبو حامت. 9"الضعفاء"وابن اجلارود يف 8وذكره الساجي والعقيلي

اطلبوا اخلري عند حسان : "فإنه ذا اإلسناد، أو حديث 11لعله هذا): األلباين(قلت . 10"منكرا عن العالء فإنه ذا السنـد أيضا، أورده الذهيب يف ترمجته، كـما أورد األول، و صرح فيه أنه مـن 12"الوجوه

).4/433(السنن الكربى، -1 ).2/99(، 1415، 1العلمية، بريوت، ط، دار الكتب اخلالف أحاديث يف التحقيق -2 ).4/94(األلباين، اإلرواء، : ينظر -3 ).3/169(السنن، -4 ).4/433(السنن الكربى، -5 ).2/545(الذهيب، ميزان اإلعتدال، -6 ).81، 5/80(ابن حجر، لسان امليزان، -7 .726، ص2000-1420، 1الرياض، ط، دار الصميعي، الضعفاءالعقيلي، عمرو بن حممد جعفر أبو :ينظر -8 ).5/81(ابن حجر، لسان امليزان، : ينظر -9

).5/211(ابن أيب حامت، اجلرح والتعديل، -10 ".من كان عليه صوم رمضان فليسرده وال يقطعه : "حديث: أي -11، 1السلف، الرياض، ط، وأورده ابن اجلوزي يف املوضوعات، أضواء )177، 6/176(، 6117الطرباين، املعجم األوسط، ح -12

1418-1997 ،)2/491.(

Page 201: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

193

.1مناكريه

فهو : و باجلملة. 3"ال بأس به أحاديثه مستقيمة: "وقال أبو زرعة. 2"ليس به بأس: "لكن قال فيه أمحد". ليس بالقوي: "ه، واجلمهور على تضعيفه وممن ضعفه غري من سبق أبو حامت والنسائي فقاالخمتلف في

ليس : عبد الرمحن بن إبراهيم املدين، قال النسائي: "4وهو الذي اعتمده الذهيب فقال يف الضعفاء .6"5"بالقوي

.7"وخربهم مل يثبت صحته: "وضعفه ابن قدامة صاحب املغين، قال م، بأس ال رجاله ألن ا؛ بأس ال احلديث هذا حال : "ان فصحح احلديث، قالوخالف ابن القط

من جاء وما به، بأس ال وهو ، )عبد الرمحن بن إبراهيم( القاص هذا إال النظر فيه يوضع من فيهم وليس .8"حسن روايته من واحلديث ...جةحب ضعفه

عليه رمضان آخر؟ هل يطعم من فرط يف قضاء رمضان حىت دخل: النموذج الثاين

.9اختلف الفقهاء أهل العلم يف هذه املسألة، إىل أن من أخر قضاء رمضان من غري عذر حىت دخل عليه فذهب مالك والشافعي وأمحد وإسحاق

رمضان آخر، فقد أمث و عليه القضاء، و فدية طعام مسكني عن كل يوم، و استدل على ذلك حبديث حىت مـيص ومل صح مث مرض، من رمضان شهر يف أفطر رجل يف - J- النيب عن - D-أيب هريرة

).2/545(الذهيب، ميزان اإلعتدال، : ينظر -1 ).5/211(ابن أيب حامت، اجلرح والتعديل، -2 ).5/211(املصدر نفسه، -3 ).1/530(ت، .ط، ب.املغين يف الضعفاء، إدارة إحياء التراث، قطر، ب -4 .157، بريوت، صالثقافية الكتب واملتروكني، مؤسسة الضعفاءكتاب -5 ).4/96(اإلرواء، -6 ).4/409(املغين، -7 ).377، 5/376(بيان الوهم واإليهام، -8، و ابن اهلمام، شرح فتح )657، 656(، )ترتيب الغرياين(، و مدونة الفقه املالكي )261، 6/260(ابن حزم، احمللى، : ينظر -9

، و النووي، )139، 3/138(، و القرطيب، مصدر سابق، )402، 4/401(املغين، ، و ابن قدامة، )360، 2/359(القدير، ).267-6/264(اموع،

Page 202: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

194

يوم كل مكان ويطعم فيه أفطر الذي الشهر يصوم مث أدركه، الذي يصوم" :قال ،آخر رمضان أدركه

.1"مسكيناوذهب أبو حنيفة والظاهرية إىل وجوب القضاء وال فدية عليه، ومل يصح عندهم حديث أيب هريرة يف

وما : "غري عذر، قال ابن اهلمام مؤيدا مذهب أيب حنيفة يف هذه املسألة، قالفدية تأخري القضاء من ام من أيضا وفيه .يكذب كان :الرازي حامت أبو قال نافع ابن إبراهيم سنده ففي ثابت غري 2رواه

.3"بالوضع .4"ضعيفان وجيه وابن نافع بن إبراهيم: " أشار إىل هذا من قبل الدارقطين، قال عقب روايته احلديث

عن احلديث منكر: "وإبراهيم بن نافع هذا هو البصري اجلالب ألنه يروي عن ابن وجيه، قال ابن عدي .5" الضعفاء وعن الثقات

أوحش هذا نافع بن إلبراهيم أر ومل : "وقال بعد أن ساق بعض الروايات الضعيفة اليت أتت من جهته بن مقاتل مثل ضعاف عن روى ألنه عنه هو رواه من جهة من األحاديث هذه ولعل األحاديث هذه من

.6"ضعيفني ومجيعا موسى بن وعمر سليمان، 7"احلديث يضع كان احلديث، ذاهب احلديث، متروك: "وعمر بن موسى املذكور قال فيه أبو حامت

.يف كالمه املنقول قريبا" وفيه من ام بالوضع: "وهو من أراد ابن اهلمام ملا قال

أن من ذهب إىل فدية اإلطعام يف تأخري القضاء، ليس اعتماده فيما ذهب إليه -و اهللا أعلم–و قد يقال

، وعلقه البخاري يف )180، 3/179(، 2345، حالصوم قضاءسنن الدارقطين، وصحح إسناده موقوفا، كتاب، الصيام، باب، -1

.388، صرمضان قضاء يقضى مىتصحيحه عنه وعن ابن عباس بصيغة التمريض، كتاب، الصوم، باب، .يقصد الشافعي يف استدالله حبديث أيب هريرة املذكور -2 ).2/360(شرح فتح القدير، -3 ).3/180(السنن، -4 ).1/431(، 1997- 1418، 1، دار الكتب العلمية، بريوت، طالرجال ضعفاء يف الكامل -5 ).1/432(املصدر نفسه، -6 ).6/133(والتعديل، ابن أيب حامت، اجلرح -7

Page 203: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

195

عمر و ابنه : 1على هذا املرفوع الضعيف فحسب، بل ملا روي كذلك عن مجـع من الصحابة، منهم

بن حيىي عن الطحاوي ونقل : "، قال احلافظ-رضي اهللا عنهم أمجعني- عبد اهللا وأبو هريرة وابن عباس،، ال سيما أن تقوية املرفوع الضعيف 2"خمالفا فيه هلم أعلم ال الصحابة من ستة عن وجدته: قال أنه أكثم

.بأقوال الصحابة و فتاويهم مسلك سلكه بعض أهل العلم، والعلم عند اهللا سبحانه

، )236- 4/234(، 1972-1392، 1أبو بكر عبد الرزاق الصنعاين، املصنف، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط: ينظر -1

).6/261(، وابن حزم، احمللى، )3/180(والدارقطين، السنن، ).4/242(فتح الباري، -2

Page 204: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

196

.احلج: املطلب الرابع

.اختالفهم يف وجوب العمرة: النموذج األول

.1اختلف أهل العلم يف ذلكو الشافعي يف -يف رواية-الوجوب، وروي عن مجع من الصحابة، وهو مذهب أمحد :القول األول فقال - J- النيب أتى أنه -D-حديث أيب رزين العقيلي : واحتجوا بأدلة كثرية منها. اجلديد وداود

.2"واعتمر أبيك عن حج :قال ،الظعن وال العمرة وال احلج يستطيع ال كبري شيخ أيب إن! اهللا رسول يا .3"منه أصح وال هذا من أجود حديثا العمرة إجياب يف أعلم ال ": قال أمحد

أن العمرة سنة ليست بواجبة، وهو قول أيب حنيفة ومالك والشافعي يف القدمي، وأمحد يف :القول الثاين قال هي؟ أواجبة العمرة عن سئل - J- النيب أن " - D-و حجتهم حديث جابر بن عبد اهللا . رواية

.4" أفضل هو تعتمروا وأن ال :سبب اخلالف

.ختالف الفقهاء يف مسألتنا هذهااالختالف يف صحة حديث جابر املذكور كان له الشأن يف أجل من كثرينظر ) تصحيح الترمذي: أي(وفيه : " فقد صححه الترمذي، واعترض عليه، قال احلافظ

المـبك يغتر ال أن ينبغي" :النووي قال و .مدلس أنه على االتفاق و تضعيفه على رـاألكث فإن احلجاج

، )14، 5/13(ابن قدامة، املغين، ، و)227-2/223(بق، ، ابن رشد احلفيد، مصدر سا)42-7/36(ابن حزم، احمللى، : ينظر -1

).8-7/6(والنووي، اموع، ، "حسن صحيح: "، سنن الترمذي، وقال 278، ص1810سنن أيب داود، كتاب، املناسك، باب، الرجل حيج عن غريه، ح -2

، وسنن النسائي، كتاب، مناسك 223ص، 930، حوامليت الكبري الشيخ عن احلج يف جاء ما، باب، - J- كتاب، احلج عن النيب، 2906، وسنن ابن ماجة، كتاب، املناسك، باب، احلج عن احلي إذا مل يستطع، ح410، ص2621احلج، باب، وجوب العمرة، ح

).6/75(، 1588، وصححه األلباين، صحيح أيب داود، ح493ص ).4/571(البيهقي، السنن الكربى، -3، 931، ح؟ ال أم هي أواجبة العمرة يف جاء ما، باب، - J-احلج عن النيب/، كتاب، "حسن صحيح: "سنن الترمذي، وقال -4

).8/20(، وضعفه إسناده األلباين، السلسة الضعيفة، 223ص

Page 205: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

197

ليس :قال أنه الشافعي عن الترمذي نقل وقد .1"تضعيفه على احلفاظ اتفق فقد ،تصحيحه يف الترمذي

.4" 3"باطل مكذوب إنه" :فقال حزم بن وأفرط .2"تطوع ابأ ثابت شيء العمرة يف سئل أنه جابر، عن املنكدر، بن حممد عن أرطأة، بن واحلجاج جريج، ابن عن وروي : "قال البيهقي

احملفوظ هو وهذا" لك خري تعتمر وأن ال،: " قال احلج؟ كفريضة فريضة قال أو ؟ أواجبة ، العمرة عن .5"ضعيف ورفعه مرفوعا وروي ، موقوف

حجة اإلسالم؟هل من شرط من حيج عن غريه أن يكون حج عن نفسه : النموذج الثاين

:6اختلف علماء األمة يف ذلكأن حيج عن -7و هو الذي يعرف بالصرورة -فذهب مجهورهم إىل أنه ليس ملن مل حيج حجة اإلسالم

عن لبيك يقول رجال مسع - J- النيب أن" -رضي اهللا عنهما- عباس ابن غريه، و احتجوا حبديث عن حج :قال. ال :قال ؟نفسك عن حججت :قال. يل قريب أو يل أخ :قال ؟شربمة من :قال. شربمة .8" شربمة عن حج مث نفسك

واستدلواوخالف أبو حنيفة ومالك فلم يروا ذلك شرطا، فيجوز أن حيج عن غريه من مل حيج عن نفسه، -عنهما اهللا رضي- عباس ابن حديث :امليت، منها و املعضوب عن احلجأفادت اليت األحاديث بظواهر

أفأحج الراحلة على يثبت ال كبريا شيخا أيب أدركت اهللا فريضة إن" :اخلثعمية، و فيه أا قالتيف املرأة

).7/7(اموع، -1 .224، 223السنن، ص -2 ).7/37(احمللى، -3 ).2/431(التلخيص، -4 ).2/143( ،1989-1410، 1السنن الصغري، دار الوفاء، مصر، ط -5، وابن )68-7/66(، والنووي، اموع، )43، 2/42(، وابن قدامة، املغين، )2/219(ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، : ينظر -6

، 1، دار عامل الفوائد، مكة، طبالقرآن القرآن إيضاح يف البيان أضواء، األمني الشنقيطي، )147، 3/146(اهلمام، مصدر سابق، 1426 ،)5/112-115.(

).3/174(النووي، ذيب األمساء واللغات، : ينظر. حيج مل الذي الصرورة -7 احلج، وسنن ابن ماجة، كتاب، املناسك، باب، 278، ص1811، حغريه عن حيج الرجلسنن أيب داود، كتاب، املناسك، باب، -8

).4/171(، 994، وصححه األلباين، اإلرواء، ح492، ص2903، حامليت عن

Page 206: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

198

.1"الوداع حجة يف وذلك نعم، :قال ؟عنه

العموم مرتلة يرتل االستفصال وترك ؟ال أو نفسه عن حج هل السائل يسأل مل - J-أن النيب :الشاهد .األقوال يف

علله احلديث ذا القول أىب ومن : "يروه صاحلا لإلحتجاح، قال ابن عبد الربوأعلوا دليل اجلمهور ومل مل .احلديث شربمة عن لبيك :يقول رجال مسع أنه عباس بنا على موقوفا احلديث هذا روي قد بأنه

الذي بأن حيتج يقبله والذي. عزرة يذكر ال جبري بن سعيد عن قتادة عن يرويه وبعضهم، النيب فيه يذكر .2"زيادته قبول فوجب غريه عنه فسر ما حفظ قد حافظ رفعه

:سبب اخلالف

ويف كالم ابن عبد الرب هذا، اإلشارة إىل أن اخلالف يف هذه املسألة متولد عن اخلالف يف احلكم على .احلديث من حيث الثبوت وعدمه، إذ لو صح عند مجيعهم لكان نصا يف حمل الرتاع

الباب يف ليس إسناد هذا: " قال ابن اهلمام بعد ما ساق حديث شربمة املذكور، و قول البيهقي عقبه على وقفه يف مضطرب احلديث هذا :نالق .للصرورة النفل الشافعي جيوز مل هذا وعن: "قال. 3"منه أصحمث ذكر وجه هذا اإلضطراب حديثيا، وأيد مذهب أيب حنيفة يف هذه املسألة، . 4"ورفعه عباس ابن

.5مرجحا حديث اخلثعمية معىن وثبوتا الدارقطين و بالوقف الطحاوي أعله قد: "واحلق أم ذكروا حلديث شربمة أكثر من علة، قال ابن امللقن

.6"االنقطاع و باالضطراب غريهم و فبالضع اجلوزي ابن و بالتدليس الظاهري املغلس ابن و باإلرسال

ومل ير ابن امللقن ما أعل به احلديث قادحا، و فندها علة علة يف حتقيق له طويل مل أنقله طلبا لالختصار

.371، ص1855، حالرجل عن املرأة حجصحيح البخاري، كتاب، جزاء الصيد، باب، -1 ).70، 12/69(ابن عبد الرب، اإلستذكار، -2 ).4/549(السنن الكربى، -3 ).3/147(شرح فتح القدير، -4 ).148، 3/147(املصدر نفسه، : ينظر -5 ).1/345(خالصة البدر املنري، -6

Page 207: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

199

. 1وأحيل القارئ الكرمي إىل األصل

.2وممن مال إىل حتسني احلديث احلافظ ابن حجر

).54-6/45(البدر املنري، ابن امللقن،: ينظر -1 ).2/427(احلافظ، التلخيص، : ينظر -2

Page 208: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

200

اختلف فيه العلماء بسبب اختالفهم يف احلكم على احلديث يف باب مناذج مما : املبحث الثاين

.املعامالت

.النكاح: املطلب األول

.اختالفهم يف اشتراط الوالية يف الزواج: النموذج األول

1اختلف الفقهاء، هل الويل شرط صحة يف النكاح؟إنه ال يعرف عن أحد : "املنذرفذهب مجهور أهل العلم إىل أن الويل شرط صحة يف النكاح، وقال ابن

.2"من الصحابة خالف ذلك :، منهاواستدلوا بأدلة كثرية

.3"بويل إال نكاح ال" :قال - J- النيب أن - D- حديث أيب موسى األشعري فنكاحها مواليها إذن بغري نكحت امرأة أميا" :- J- اهللا رسول قال :قالت - D- عائشةوحديث

وىل ال من وىل فالسلطان تشاجروا فإن منها أصاب مبا هلا فاملهر ا دخل فإن ،-مرات ثالث -باطل .4"له

�m��y: وذهب األحناف إىل أن للمرأة أن تزوج نفسها وغريها، و توكل يف النكاح، ألن اهللا تعاىل قال

��}���|��{��zl ٢٣٢:ا����ة.

- 9/344(، و ابن قدامة، املغين، )26-3/20(، و ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )458-9/451(ابن حزم، احمللى، : ينظر -1 ).وما بعدها 17/163(، و حممد جنيب املطيعي، تكملة اموع، )وما بعدها 2/246(، و ابن اهلمام، مصدر سابق، )347

).9/235(حكاه ابن حجر، فتح الباري، -2، باب، - J-، وسنن الترمذي، كتاب، النكاح عن رسول اهللا 316، 2085سنن أيب داود، كتاب، النكاح، باب، يف الويل، ح -3، 327، ص1881ح، بويل إال نكاح ال، و سنن ابن ماجة، كتاب، النكاح، باب، 259، ص1101، حبويل إال نكاح ال جاء ما

).6/235(، 1839وصححه األلباين، اإلرواء، ح، كتاب، النكاح عن "حديث حسن: " و سنن الترمذي، وقال ،316، 2083سنن أيب داود، كتاب، النكاح، باب، يف الويل، ح -4

ال، و سنن ابن ماجة، كتاب، النكاح، باب، 260، 259، ص1102، حبويل إال نكاح ال جاء ما، باب، - J-رسول اهللا ).6/248(، 1841، و صححه األلباين، اإلرواء، 327، ص1879، حبويل إال نكاح

Page 209: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

201

و دليله حديث ابن .الثيب يف اشتراطه عدم و البكر يف الويل باشتراط فقال والثيب البكر بني داود وفرق نفسها يف تستأذن والبكر وليها من بنفسها أحق األمي " :قال - J- النيب أن - رضي اهللا عنهما- عباس .وهو دليل األحناف أيضا. 1"صماا وإذا

:سبب اخلالف

يف حمتملة كوا مع األحاديث و : "ولقد بني ابن رشد سبب اخلالف يف هذه املسألة، ومن مجلة ما قال .2" صحتها يف خمتلف ألفاظها

:فأما االختالف يف صحتها فبيانه كاآليت

و حممد بن حيىي 4و ابن املديين 3، صححه مجع من األئمة منهم أمحد"بويل إال نكاح ال : "حديث .7و احلاكم و وافقه الذهيب 6و البخاري 5الذهلي

من العلم أهل عند" بويل إال نكاح ال" - J- النيب حديث على الباب هذا يف والعمل: "قال الترمذي هريرة أبو و عباس بن اهللا عبد و طالب أيب بن علي و اخلطاب بن عمر منهم - J- النيب أصحاب املسيب بن سعيد منهم "بويل إال نكاح ال": قالوا أم التابعني فقهاء بعض عن روي هكذا و .وغريهم

الثوري سفيان يقول وذا .وغريهم العزيز عبد بن عمر و النخعي إبراهيم و شريح و البصري احلسن و .8"إسحق و أمحد و الشافعي و مالك و املبارك بن اهللا عبد و األوزاعي و

.663، ص3365، حبالسكوت والبكر بالنطق النكاح يف الثيب استئذانصحيح مسلم، كتاب، النكاح، باب، -1 ).3/21(بداية اتهد، -2 يشد أحاديث بويل إال نكاح وال واحملجوم احلاجم أفطر أحاديث": سننه الكربى"كما رواه عنه البيهقي يف -رمحه اهللا- قال -3

).4/445". (إليها أذهب وأنا بعضا بعضها ).2/203(املستدرك، ". بويل إال نكاح ال يف صحيح إسرائيل حديث : "روى احلاكم عنه أنه قال -4 ).2/203(املصدر نفسه، ". عندي صحيح إسرائيل حديث : "-أيضا- قال كما رواه احلاكم -5- J- النيب عن أبيه عن بردة أيب عن إسحاق أيب عن إسرائيل حديث عنوقد سئل -عنه أنه قال " سننه الكربى"روى البيهقي يف -6

يضر ال ذلك فإن أرساله والثوري شعبة كان وإن ثقة يونس بن وإسرائيل مقبولة الثقة من الزيادة :فقال -بويل إال نكاح ال :قال ).7/175". (احلديث

).وما بعدها 2/201(املستدرك، :ينظر -7 .260السنن، ص -8

Page 210: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

202

و من أهل العلم من اعترض القول بصحة هذا احلديث، وأعلوه باالضطراب يف سنده؛ فروي بالوصل

.1واإلنقطاع و روي مرسال ومرفوعا

يونس عن باب،ح بن وزيد حممد، بن أسباط رواه" :الترمذي هذا االختالف يف روايته فقالولقد بني .- J- النيب عن موسى أيب عن بردة، أيب عن إسحاق، أيب عن إسحاق، أيب بن

- J- النيب عن موسى، أيب عن بردة، أيب عن إسحاق، أيب بن يونس عن اد،احلد عبيدة أبو وروى . 2"إسحاق أيب عن فيه يذكر ومل حنوه،

وهذا الوجه هو حجة من أعله باالضطراب بني الوصل واالنقطاع، وأما وجه إعالله باالضطراب بني موسى أيب عن بردة أيب عن إسحق أيب عن إسحق أيب بن يونس عن روي قد" الرفع واإلرسال، فألنه

نكاح ال" - J- النيب عن 3بردة أيب عن إسحق أيب عن الثوري و شعبة وروى أيضا - J- النيب عن .4""بويل إال

و رجح ابن القيم رواية احلديث موصوال ومرفوعا بوجوه مخسة، ويف ضمنها اجلواب عما اعترض به :5على صحة احلديث، وهذه الوجوه هي

.له األئمة من تقدم من تصحيح :أحدها

شعبة كان وإن له 6األئمة شهادة وهذا ،إسحاق أيب حلديث وإتقانه حفظه يف إسرائيل ترجيح :الثاين .أعرف به و أتقن إسحاق أيب حلديث لكنه منه أجل والثوري

- 1423، 1ط املنورة، املدينة اإلسالمية، جلامعة، الوالية يف النكاح، االعويف عوض: ، وينظر)3/250(ابن اهلمام، مصدر سابق، -1

.559، ص1420، 1، و حافظ أنور، والية املرأة يف الفقه اإلسالمي، دار بلنسية، الرياض، ط)1/93(، 2002 .260السنن، ص -2ابن : ينظر. - J- تابعي مل ير النيب -D- عامر بن أيب موسى األشعري: وهذا إرسال، ألن أبا بردة وامسه احلارث وقيل -3

).485، 4/484(، 1996-1416، 1الرسالة، بريوت، طالتهذيب، مؤسسة ذيب حجر، .260الترمذي، السنن، ص -4 ).6/50(، 1968- 1388، 2، طاملنورة املدينة، السلفية املكتبة، مشكالته وإيضاح داود أيب سنن ذيبابن القيم، : ينظر -5 به اتكلت ملا إال فاتين الذي إسحق أيب عن الثوري حديث من فاتين ما : "روى الترمذي بسنده عن عبد الرمحن بن مهدي أنه قال -6

.260السنن، ص". أمت به يأيت كان ألنه إسرائيل على

Page 211: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

203

.1إسحاق أيب بن ويونس كشريك وصله على إسرائيل وافق من متابعة :لثالثا وشعبة خمتلفة أوقات يف كان إسحاق أيب عن وصلوه الذين مساع أن وهو الترمذي ذكره ما :الرابع

.2واحد جملس يف منه مسعاه والثوري أشار كما مقبولة فهي حاهلا هذا كان إذا والزيادة أرسله من دون ليس ثقة من زيادة وصله أن :اخلامس

.3البخاري إليه مواليها إذن بغري نكحت امرأة أميا " -رضي اهللا عنها- وأما ما استدل به اجلمهور وهو حديث عائشة

". باطل فنكاحها 8وابن حجر 7وابن اجلوزي 6، وابن عبد الرب5و احلاكم 4حبانفقد حسنه الترمذي، وصححه ابن

.9وغريهم .10"إنه أصح حديث يف الباب: "قال ابن معني

.11"مث لقيت الزهري فسألته عنه فأنكره: " وضعف قوم هذا احلديث مبا جاء عن ابن جريج قال

.260الترمذي، السنن، ص: ينظر -1 أزواج عن فيه الرواية صحت قد و :احلاكم قال إرساله و وصله يف اختلف قد و: "قال احلافظ .260، صالترمذي، السنن :ينظر -2

طرقه مجع وقد صحابيا ثالثني متام سرد مث ،عباس وابن علي عن الباب ويف :قال جحش بنت زينب و سلمة أم و عائشة - J- النيب ).وما بعدها 2/202(، وانظر، احلاكم، املستدرك، )3/323(التلخيص، ."املتأخرين من الدمياطي

عرف ذكرته ما تأمل ومن : "حققه ابن القيم، مث قالولقد ذكر احلافظ يف فتح الباري حنو ما هذا، سبق قريبا نقل كالم البخاري -3 وصله الذي إسرائيل رواية لترجيح املقتضية املذكورة للقرائن بل فقط ثقة زيادة كونه إىل ذلك يف يستندوا مل وصله صححوا الذين أن

).9/230(فتح الباري، ". غريه على ).386-9/384(ابن حبان، صحيحه، : ينظر -4 ).2/200(املستدرك، ".صحيح على شرط الشيخني: "وقال -5 ).16/31(ابن عبد الرب، اإلستذكار، : ينظر -6 ).2/255(التحقيق، ."الصحيح رجال ورجاله صحيح احلديث هذا: "ابن اجلوزي قال -7 ).9/243(ابن حجر، فتح الباري، : ينظر -8 ).9/239(، وابن حجر، فتح الباري، )7/553(امللقن، البدر املنري، ، وابن )236-3/233(الزيلعي، مصدر سابق، : ينظر -9

).2/187(ابن امللقن، اخلالصة، -10 ).251، 3/250(، وابن اهلمام، مصدر سابق، )9/452(ابن حزم، احمللى، : ، وانظر260الترمذي، السنن، ص -11

Page 212: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

204

حلديث؟ويبقى النظر يف ثبوت هذا عن ابن جريج، وإذا ثبت فهل يعد قادحا يف صحة ا

العباس أبا مسعت" :احلاكم قال ،الذي نقل هذا عن ابن جريج هو ابن علية، وضعف ابن معني مساعه منه حديث يف - يقول معني بن حيىي مسعت: يقول الدوري حممد ابن العباس مسعت: يقول يعقوب بن حممد

عنه فسألت جريج ابن قال: يقول علية ابن إن: له فقلت جريج، ابن يرويه الذي "بويل إال نكاح ال" كتب علية نـاب عرض إمنا و علية، ابن إال هذا يقول ليس :حيىي فقال أحفظه، لست: فقال الزهري؟

.1"للحديث نفسه يبذل مل لكن و له فأصلحها رواد بن العزيز عبد بن ايد عبد على جريج ابن .2"فصح أن مساع ابن علية من ابن جريج مدخول: " قال ابن حزم عقبه

: ، قال بعدما أسند طرقه3احلكاية عن ابن جريج ابن حبان و ابن عدي وابن عبد الرب و احلاكم وممن أعل حبديث الروايات هذه تعل فال ،بعض من بعضهم الرواة مساع األثبات األئمة بروايات ثبت و صح فقد" بعد احلافظ الثقة ينسى فقد يعرفه؛ فلم عنه الزهري سألت إين :قوله و عنه جريج ابن سؤاله و علية ابن .4"احلديث حفاظ من واحد غري فعله قد و به، حدث أن

إذا مات الزوج قبل تسمية الصداق وقبل الدخول ا، فهل للمرأة الصداق؟: النموذج الثاين

.5يف هذه املسألة الفتوى أئمةو الفقهاء اختلف .مهر املثل فذهب أبو حنيفة وأصحابه والشافعي يف قول، إىل أنه جيب هلا

.وهو مذهب أمحد وإسحاق وداود يدخل ومل صداقا هلا يفرض ومل امرأة تزوج رجل عن سئل أنه": - D- مسعود ابنوحجتهم حديث

.املرياث وهلا العدة وعليها شطط وال وكس ال نسائها داقـص مثل هلا :مسعود ابن فقال .مات حىت ا

).2/201(املستدرك، -1 ).9/452(احمللى، -2 ).3/325(يص، ابن حجر، التلخ: ينظر -3 ).2/201(املستدرك، -4، وابن قدامة، املغين، )51، 3/50(، و ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )109-16/101(ابن عبد الرب، اإلستذكار، : ينظر -5 ).18/41(، و املطيعي، تكملة اموع، )314- 3/312(، وابن اهلمام، مصدر سابق، )150، 10/149(

Page 213: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

205

الذي مثل منا امرأة ،واشق بنت بروع يف - J- اهللا رسول قضى :فقال األشجعي سنان بن معقل فقام

.1"مسعود ابن ا ففرح قضيت تفويض على وردت فرقة ألا؛ وذهب مالك والليث والشافعي يف رواية املزين، إىل أنه ال مهر هلا

.الطالق كفرقة مهر ا جيب فلم ومسيس فرض قبل صحيح .2أعل به من اإلضطرابوإمنا مل يقولوا مبوجب حديث ابن مسعود فلما

:سبب اخلالف

أوجب ،يف بروع بنت واشق - J-فاالختالف إذن يف صحة حديث ابن مسعود و قضاء النيب .اخلالف يف هذه املسألة بني علماء امللة

النيب دون أحد قول يف حجة ال و ،بنا األمور أوىل فهو - J- النيب عن ثبت كان فإن: "قال الشافعي-J - عن يثبت ال كان وإن ،له بالتسليم اهللا طاعة إال قوله يف شيء فال ،قياس يف وال ،كثروا وإن

يقال مرة هو، مثله يثبت وجه من بعد أحفظه ومل ،يثبت مل ما عنه يثبت أن ألحد يكن مل - J- النيب .3"يسمى ال أشجع بعض عن ومرة سنان بن معقل عن ومرة يسار بن معقل عن

حديث ابن مسعود، منبها على ما روي على وجه الصواب و على ما قال البيهقي بعدما ساق روايات -J-النيب عن واشق بنت بروع قصة روى من تسمية يف االختالف هذا: "روي على وجه اخلطأ، قال

من مجاعة أن على دل ما بعضها ويف ،صحاح أسانيدها الروايات هذه مجيع فإن ؛4احلديث يوهن ال

: ، وسنن الترمذي، وقال321، ص2114، حمات حىت صداقا يسم ومل تزوج فيمنسنن أيب داود، كتاب، النكاح، باب، -1، 271، ص1145، حهلا يفرض أن قبل عنها فيموت املرأة يتزوج الرجل يف جاء ما، كتاب، النكاح، باب، "صحيح حسن حديث"

، وسنن ابن ماجة، كتاب، النكاح، باب، 519، ص3354، حصداق بغري التزوج إباحةوسنن النسائي، كتاب، النكاح، باب، ).6/357(، 1939، وصححه األلباين، اإلرواء، ح329، ص1891، حذلك على فيموت هلا يفرض وال يتزوج الرجل

).18/41(املطيعي، تكملة اموع، : ينظر -2 ).176، 6/175(، 2001-1422، 1األم، دار الوفاء، مصر، ط -3 ال الراوي يف االختالف": قال و ،...احلديث صحح حيث أصحابنا من التقريب صاحب أحسن ولقد: " قال احلافظ ابن امللقن -4

قومه إىل بعضهم و بعيد، أو قريب له جد إىل بعضهم و أبيه إىل نسبه بعضهم أن حيتمل وألنه عدول، كلهم الصحابة ألن ؛"يضر ).7/685(البدر املنري، ". وقبيلته

Page 214: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

206

، يسم ومل أطلق وبعضهم اثنني مسي وبعضهم واحدا منهم مسي الرواة بعض فكأن .بذلك شهدوا أشجع بروايته مسعود بن اهللا عبد لفرح كان ملا - J- النيب عن رواه من ثقة ولوال ،احلديث يرد ال ومثله .1"أعلم واهللا معىن

أحفظه بعد من ومل : "يف قوله -رمحه اهللا-ويف كالمه إشارة إىل الرد على الشافعي : "قال األلباين عقبه .2""وجه يثبت

غري من عنه روي وقد صحيح حسن حديث مسعود ابن حديث: " وممن ثبت احلديث الترمذي، قال أمحد و الثوري يقول وبه وغريهم - J- النيب أصحاب من العلم أهل بعض عند هذا على والعمل وجه

.3"إسحق و .5النووي، و 4و صححه احلاكم على شرط الشيخني و وافقه الذهيب

).402، 7/401(السنن الكربى، -1 ).6/360(اإلرواء، -2 .271السنن، ص -3 ).2/215(احلاكم، املستدرك، : ينظر -4 ).2/105(النووي، ذيب األمساء واللغات، : ينظر -5

Page 215: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

207

.البيوع: املطلب الثاين

.اختالفهم يف حكم بيع من يزيد: النموذج األول

.1اختلف الفقهاء يف حكم بيع من يزيد أو ما يعرف باملزايدة باع - J- اهللا رسول أن - D- فذهب مجهور الفقهاء إىل اجلواز، واستدلوا حبديث أنس بن مالك

- J- النيب فقال .بدرهم أخذما :رجل فقال .والقدح احللس هذا يشتري من :وقال وقدحا حلسا .وفيه قصة 2"منه فباعهما درمهني رجل فأعطاه درهم؟ على يزيد من درهم؟ على يزيد من

إىل كراهة بيع املزايدة، ولعل عمدم يف ذلك - وحكي عن إبراهيم النخعي-وذهب بعض أهل العلم فأخذوا به ومل . 3" املزايدة بيع عن - J- اهللا رسول ى" :قال - رضي اهللا عنهما- عمر ابن حديث

.4يف بيع من يزيد - D-يروا صحة حديث أنس .واحلق أن كال احلديثني وقع اخلالف يف صحتهما

:سبب اخلالف

.إىل اختالف الفقهاء يف مدلوليهما كما سبق بيانهوجلي أن اخلالف يف صحتهما أدى

ابن رشد ، )455-4/452(، 1988-1408، 2أبو الوليد بن رشد القرطيب، البيان والتحصيل، دار الغرب، بريوت، ط: ينظر -1

، عبد الرمحن )82، 12/81(، واملطيعي، تكملة اموع، )307، 6/306(، وابن قدامة، املغين، )3/318(احلفيد، مصدر سابق، ).411-4/409(ت، .ط، ب.املباركفوري، حتفة األحوذي، دار الفكر، بريوت، ب

حديث : "وسنن الترمذي، وهذا لفظه، وقال ،254، ص1641، حاملسألة فيه جتوز ماسنن أيب داود، كتاب، الزكاة، باب، -2، يزيد فيمن البيع، باب، البيوع، وسنن النسائي، كتاب، 290، ص1218، حيزيد من بيع يف جاء ما، باب، البيوع، كتاب، "حسن

، وضعفه األلباين، اإلرواء، 378، ص2198حاملزايدة، بيع، باب، التجارات، وسنن ابن ماجة، كتاب، 690، ص4508ح ).5/130( ،1289ح ).8/449(، 3981، وضعفه األلباين، السلسلة الضعيفة، ح)5/562(، )3/394(، 2826قطين، كتاب، البيوع، حسنن الدار -3- 1421، 1بريوت، ط ،شرح صحيح البخاري، دار الكتب العلمية عمدة القاري أبو حممد حممود بن أمحد العيين،: ينظر -4

2001 ،)11/370.(

Page 216: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

208

.2"العمل على هذا عند بعض أهل العلم: " الترمذي وقال 1يث أنس فقد حسنهفأما حد

:3لكن أعله ابن القطان بأمرينال : " ، و قال الذهيب4"ال يصح حديثه : " و قال فيه البخاري. أيب بكر عبد اهللا احلنفيجهالة :األول .5"يعرف عن مشيط بن اهللا عبيد رواية من احللس، و القدح، بيع قصة اجلامع يف ذكر" :قال ابن القطان :الثاين يونس، بن عيسى فعل كما ،- J- النيب عن أنس، عن احلنفي، بكر أيب عن عجالن، بن األخضر عمه

...داود، أيب عند عجالن بن األخضر عن راوية مل أنسا كأن األنصار، من رجل عن أنس، رواية من جعله: آخر سوقا ساقه فإنه ،6العلل كتاب يف فأما

.- J- النيب من فيها ما يسمع مل و القصة، يشاهد معتمر حدثنا: قال الكندي،: سعيد بن علي حدثنا: 7الترمذي قال: ذلك يتبني بنصه احلديث وبسوق

األنصار، من رجل عن مالك، بن أنس عن احلنفي، بكر أيب عن عجالن، بن األخضر عن سليمان، بن ." يزيد فيمن وقدحا حلسا باع: " - J- اهللا رسول أن

أم مرسلة مشيط بن اهللا وعبيد ،8يونس بن عيسى رواية كانت نإ أعلم فاهللا األخضر، عن معتمر قال كذا

هذا صحح أنه أمره ظاهر: "، قال"بيان اهلم واإليهام"عقب نقله حكم الترمذي على هذا احلديث يف كتابه قال ابن القطان -1

عليه بقي فقد تصحيحه، إىل يذهب مل كان وإن .تثبت مل فهي عدالته، نقل أحدا أعرف ال احلنفي اهللا عبد فإن يصح، ال وهو احلديث .املذكور احلنفي حبال اجلهل من ذكرناه ما ذلك أن فاعلم .عللها يبني مل اليت األحاديث باب من فيكون صحته، من املانعة العلة نييتب

).5/57". (منهم املذكور واحلنفي املساتري، روايات قبول يف اختالفهم باعتبار حسن،: الترمذي فيه وقال .290السنن، ص -2 ).5/57(و) 2/439(ابن القطان، بيان الوهم واإليهام، :ينظر-3 ).2/462(ابن حجر، ذيب التهذيب، -4 ).1/519(املغين يف الضعفاء، -5 .179ص -6 .179يف العلل الكبري، ص -7 .وهي رواية أيب داود يف سننه -8

Page 217: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

209

.2"1 ال

هذا حديث حسن ال نعرفه إال من حديث : " و فيه أمر ثالث وهو أن احلديث غريب، قال الترمذي... أنس عن: مبشهور وليس - احلنفي بكر أىب عن غرائبه ومن : "قال الذهيب. 3"األخضر بن عجالن

.5"حديثه يكتب حامت أبو قال و األزدي وضعفه معني ابن وثقه قد و : "مث قال. 4"وساق احلديث، فقد حسن "املزايدة بيع عن - J- اهللا رسول ى : " -رضي اهللا عنهما-وأما حديث ابن عمر

.8"لصحته) السيوطي(رمز : "وقال 7، وتبعه املناوي6إسناده اهليتمي : ومن ضعف احلديث استند إىل ما يلي

عن زياد، بن املغرية عن حبيب، أيب بن يزيد حدثنا: هليعة ابن طريق من احلديث 10أخرج البزار :9أوال .، بهوهب بن سفيان

.11سفيان بن وهب خمتلف يف صحبته .12"صدوق له أوهام: "املغرية بن زياد، هو البجلي، قال عنه احلافظ: والراوي عنه

.وهي رواية الترمذي يف السنن -1 ).5/58(بيان الوهم واإليهام، -2 .290السنن، ص -3 ).1/185(ميزان اإلعتدال، -4 ).1/185(املصدر نفسه، -5، 1994-1414ط، .، دار الفكر، بريوت، ب)مع بغية الرائد( الفوائد ومنبع الزوائد جممععلي بن أيب بكر اهليتمي، : ينظر -6)4/151.( ).2/907(، 1988-1408، 3، مكتبة الشافعي، الرياض، طالصغري اجلامع بشرح التيسري، عبد الرؤوف املناوي: ينظر -7 ).6/323(، 1972-1391، 2شرح اجلامع الصغري، دار املعرفة، بريوت، ط املناوي، فيض القدير -8 ).8/449(األلباين، السلسة الضعيفة، : ينظر -9

، 1276، ح1979-1399، 1، مؤسسة الرسالة، بريوت، طالستة الكتب على البزار زوائد عن األستار كشفاهليتمي، -10)2/90.(

).3/131(، 1412، 1، داراجليل، بريوت، طالصحابة متييز يف اإلصابةابن حجر، : ينظر -11 ).5/131(، )تذهيب طارق(تقريب التهذيب -12

Page 218: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

210

.1هليعة ضعيف وابن لـكام حدثنا حفظه، من إمالء العزيز عبد بن دـحمم بن اهللا عبد ثنا :، قالوأخرجه الدارقطين :ثانيا عمر ابن عن أسلم بن زيد عن جعفر أيب بن اهللا عبيد حدثنا هليعة، بن اهللا عبد حدثنا حيىي، أبو طلحة بن بن حيىي وقال أمحد وقواه والدارقطين حامت أبو وثقه : "كامل بن طلحة خمتلف يف توثيقه، قال احلافظ. به

.2"بشيء ليس :معني .3"وال ريب أن له عن ابن هليعة ما ينكر وال يتابع عليه: "قال الذهيب

.4"رميت بكتبه: "قال أبو داود .وعبد اهللا بن هليعة قد عرفت ما فيه حىت أخيه سوم على يسوم وال أخيه بيع على يبيع ال ابب" :بابا مساه 5هذا وبوب البخاري يف الصحيح

أدركت الناس ال يرون بأسا ببيع املغامن : " ة، وقال عطاءاملزايد بيع :باب، مث أتبعه ب"يترك أو له يأذن يف وورد .قبله الذي الباب يف أوضحته وقد منه التحرمي موضع يبني أن أراد : "قال احلافظ". فيمن يزيد

أخرجه ما تضعيف إىل بالترمجة أشار املصنف نوكأ: ساقه، إىل أن قالأنس مث حديث يزيد فيمن البيع وهو هليعة بنا إسناده يف فإن املزايدة بيع عن ينهى -J- النيب مسعت وهب بن سفيان حديث البزارمن .6"ضعيف

.اختالفهم يف حكم بيع العربون :النموذج الثاين

للذي يقول مث الدابة يتكارى أو الوليدة أو العبد الرجل يشتري أن " :، قالفسر مالك بيع العربون أو السلعة أخذت إن أين على أقل أو ذلك من أكثر أو درمها أو دينارا أعطيك منه تكارى أو منه اشترى

).179-3/175(، )تذهيب طارق(تقريب التهذيب : ينظر -1 ).9/397(لسان امليزان، -2 ).21/125(سري أعالم النبالء، -3 ).3/458(ابن حجر، ذيب التهذيب، -4 .424صحيح البخاري، ص -5 ).4/448(فتح الباري، -6

Page 219: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

211

السلعة ابتياع تركت وإن ،الدابة كراء من أو السلعة مثن من هو أعطيتك فالذي منك تكاريت ما ركبت

.1"لك أعطيتك فما الدابة كراء أو، إمنا اخلالف إذا مل خيتر البيع 2البيع متام اختار إذا مثن السلعة من عربانه حسب مثوال خالف إذا عربنه

3هل جيوز للبائع أخذ ما أعطي له من العربون أم ال جيوز؟

فذهب مجهور الفقهاء ومنهم مالك والشافعي وأصحاب الرأي إىل عدم اجلواز، ومما استدلوا به حديث بيع عن - J- اهللا رسول ى :قال أنه جده عن أبيه عن شعيب بن عمرو عن بلغه أنه أنس بن مالك

.4"العربانوحكي عن قوم من التابعني أم أجازوه، منهم جماهد وابن سريين ونافع بن احلارث وزيد بن أسلم،

.ومال إليه أمحد .5"البيع يف العربان أحل - J- النيب أن" : أسلم بن زيد عنوجاء

فالبيع رضي عمر فإن آالف بثالثة السجن دار أمية بن صفوان من اشترى احلارث عبد بن نافع عنو .6" عمر فأخذها درهم مئة أربع فلصفوان بالبيع يرض مل عمر وإن بيعه

وضعف - D- عمر هذا أقل؟ شيء أي قال إليه؟ تذهب ألمحد قلت :األثرم قال: قال ابن قدامة .7" بإسناده األثرم القصة هذه روى املروي احلديث

.357، ص2002-1423، 1املوطأ، دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط -1 ).24/179(ابن عبد الرب، التمهيد، : ينظر -2، 6/331(، وابن قدامة املغين، )3/313(، و ابن رشد احلفيد، مصدر سابق، )28-19/7(ابن عبد الرب، اإلستذكار، : ينظر -3

).246-9/244(، و النووي، اموع، )332، وسنن ابن ماجة، كتاب، التجارات، باب، بيع العربان، 532، ص3502سنن أيب داود، كتاب، البيوع، باب، يف العربان، ح -4 .873، ص1988-1408، 3، وضعفه األلباين، ضعيف اجلامع الصغري، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط377، ص2192ح، دار القبلة، 23656شيبة، املصنف، كتاب، البيوع و األقضية، باب، يف العربان يف البيع، حأبو بكر عبد اهللا بن حممد بن أيب -5

).671، 11/670(، 2006- 1427، 1جدة، طاحلرم، يف واحلبس الربطباب، اخلصومات، ، وعلقه البخاري يف صحيحه، كتاب، )5/148(عبد الرزاق الصنعاين، املصنف، -6

.481ص ).6/331( ابن قدامة، املغين، -7

Page 220: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

212

".عن بيع العربان - -Jى رسول اهللا : "، حديث"وضعف احلديث املروي : "واملراد بقوله

.1وقد روي هذا احلديث من طرق ال ختلو من مقال :سبب اخلالف

فاخلالف يف صحة حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يف النهي عن بيع العربان كان له األثر يف .الفقهاء اختالف

.فرواه مالك عن الثقة عنده عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به .ألن فيه راو مل يسم 2وهذا سند منقطع فيه قيل ما وأشبه املوضع هذا يف عنده الثقة يف الناس تكلم وقد : "قال ابن عبد الرب: واختلف يف تعيينه

ورواه شعيب بن عمرو عن مسعه هليعة ابن ألن ؛هليعة ابن عن وهب ابن عن أو هليعة ابن عن أخذه أنه كتبه احترقت إنه يقال أنه إال العلماء أحد هليعة وابن .وغريه وهب ابن هليعة ابن عن به حدث .عنه

بعضهم عند فهو وهب وابن املبارك ابن عنه رواه وما غلط حفظه من ذلك بعد حدث إذا فكان عندهم حاله أن إال احلديث كثري وكان واسع علم عنده وكان كله حديثه يضعف من ومنهم ،صحيح

.3"وصفنا ما شعيب بن عمرو عن هليعة بن اهللا عبد عن مالك عن وهب بنا عنمث ساق ابن عبد الرب احلديث بسنده

.4" هليعة ابن عن وهب ابن فيه واملعروف : "قال. جده عن أبيه عن هليعة بنا يسمع مل :يقول أيب مسعت" :حامت أيب بنا قالويف مساع ابن هليعة من عمرو بن شعيب نظر،

.5"شيئا شعيب بن عمرو من

.494الصنعاين، سبل السالم، ص: ينظر -1 ).3/1164(، 1427، 1، دار عامل الفوائد، مكة، طاملختار نبينا سنة ألحكام اجلامع الغفار فتح، أمحد الرباعي بن احلسن: ينظر -2 ).177، 24/176(التمهيد، -3 ).24/177(املصدر نفسه، -4، 1986 – 1407، 2بريوت، ط الكتب، عامل املراسيل، أحكام يف التحصيل العالئي، جامع كيكلدي بن خليل بن سعيد أبو -5

.216، 215ص

Page 221: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

213

عن يدلس كان ولكنه صاحلا شيخا كان : "يدلس عن الضعفاء، قال ابن حبان -أيضا- وكان ابن هليعة

.1"كتبه احتراق قبل الضعفاء تلك فالتزقت ثقات هليعة ابن رآهم أقوام عن ضعفى أقوام عن سيدل كان رأيته: "-أيضا-وقال

.2"به املوضوعات :وعلى ذلك فال يقبل حديثه إال إذا صرح بالسماع، فالسند ذا منقطع من وجهني

.إام الراوي :األولعلى فرض تعيينه بأنه عبد اهللا بن هليعة فسماعه من عمرو بن شعيب غري صحيح، مث هو مدلس :الثاين

.واهللا أعلم -ومل يصرح بالتحديث بن الفضل حدثنا: لروايات تعيني املبهم بأنه عبد اهللا بن عامر األسلمي، قال ابن ماجةوجاء يف بعض ا

عامر بن اهللا عبد حدثنا أنس، بن مالك كاتب حممد، أبو حبيب أيب بن حبيب حدثنا الرخامي، يعقوب .3به جده، عن أبيه، عن شعيب، بن عمرو عن األسلمي،

قال ،مالك كاتب بصري... حبيب أيب بن حبيب : "متكلم فيه، قال ابن اجلوزي حبيب أيب بن حبيب ويكذب احلديث حييل كان" :الرازي وقال ".يكذب وكان بثقة ليس" :أمحد وقال ".بشيء ليس" :حيىي

وقال ".احلديث متروك" :النسائي وقال ".موضوعة أحاديث الزهري أخي ابن عن روى احلديث متروك حديثهم من ليس ما الثقات الشيوخ على يدخل كان" :حبان ابن وقال ".احلديث يضع" :عدي ابن

.4""الكل قرأت قد ويقول البعض ويترك اجلزء بعض ويقرأ

).1/504(اروحني، -1 ).1/505(املصدر نفسه، -2 ).24/177(ابن عبد الرب، التمهيد، : ، وينظر377ابن ماجة، السنن، ص -3 ).1/189(، 1986-1406، 1، دار الكتب العلمية، بريوت، طواملتروكني الضعفاء -4

Page 222: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

214

.2، منهم أمحد وابن معني1"واحد غري ضعفه" :، قال فيه الذهيبسلمياأل عامر بن اهللا عبد و

رواية يف )الراوي املبهم عن مالك: أي( مسيو: "التلخيصوهلذا ضعف احلافظ هذا الطريق، قال كما يف .وهي رواية عبد اهللا بن عامر األسلمي هذا. 3" ضعيفة ماجة البن

عن عنه انـاليم بن اهليثم طريق من كـمال عن الرواة يف واخلطيب الدارقطين ورواه: "وقال أيضا :حامت أبو وقال األزدي ضعفه واهليثم ،ثقة احلارث بن وعمرو شعيب بن عمرو عن احلارث بن عمرو

.4"احلارث بن عمرو عن بقوله تفرد أنه :الدارقطين وذكر ".صدوق"ومجلة القول أن طرق هذا احلديث مل تسلم من النقد، لكن وقفت على كالم البن امللقن صحح فيه

عن شعيب بن عمرو عن ربيعة حدثين مالك عن الزهري مصعب أبو ورواه: "طريقا هلذا احلديث، قال . 5"فاستفده جيد إسناد وهذا جده عن أبيه

ما واألوىل : "لذلك صحح بعض أهل العلم احلديث مبجموع هذه الطرق قال صاحب عون املعبودونقل عن . 6"بعضا بعضها يقوي طرق من ورد قد شعيب بن عمرو حديث ألن اجلمهور إليه ذهب

هو إذ ،حبال منقطعا كونه يصح وال إليه يلتفت ال ضعيف أو منقطع حديث قال ومن : "الزرقاين قوله .7"مبهما راويا فيه أن غري متصل وهذا يتصل مل ما أو الصحايب قبل الراوي منه سقط ما

.واهللا أعلم بالصواب

).1/489(املغين يف الضعفاء، -1، وابن أيب )1/119(ت، .ط، ب.أبو زكريا حيىي بن معني، تاريخ حيىي بن معني رواية الدوري، دار القلم، بريوت، ب: ينظر -2

).5/123(حامت، اجلرح والتعديل، ).3/39(التلخيص، -3 ).3/39(التلخيص، -4 ).2/63(خالصة البد املنري، -5، 2009-1430، 1، دار الفيحاء، دمشق، طداود أيب سنن شرح املعبود عون، آبادي العظيم احلق مشس حممد الطيب أبو -6)9/278.( ).3/298(الزرقاين، شرح املوطأ، -7

Page 223: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

215

، وفيه 1، فهو مرسـل"البيع يف العربان لـأح - J- النيب أن" : أسلم بن زيد عنجاء وأمـا ما

حيتج ال" :حامت أبو قال ...عن زيد بن أسلم سعد بن هشام: " هشام بن سعد خمتلف فيه، قال الذهيب .2""احلديث حسن" :قلت ".باحلافظ يكن مل" :أمحد وقال ".به

عن - J- اهللا رسول سئل أسلم بن زيد عن األسلمي أنا :مصنفه يف الرزاق عبد وقال: "قال احلافظ .3"حيىي أيب بن حممد بن إبراهيم هو واألسلمي ،سالهإر مع ضعيف وهذا فأحله البيع يف العربان

.4"والناس املبارك ابن تركه: سعيد بن حييي عن القدر، يرى كان: "واألسلمي هذا قال فيه البخاري .5"بذاك دينه يف ليس : "وقال مالك

وجه من - J- النيب عن يعرف ال وهذا: " وهلذا قال ابن عبد الرب يف مرسل زيد بن أسلم هذا .6"يصح

.، وال حجة فيه7فهو حديث باطل" عربن ملن العربون: "وأما ما يروى مرفوعا

).3/39(ابن حجر، التلخيص، : ينظر -1 ).2/336(، 1992-1413، 1طجدة، القبلة، الستة، دار الكتب يف رواية له من معرفة يف لكاشفا -2 ).3/39(التلخيص، -3 .17، ص1989-1406، 1الصغري، دار املعرفة، بريوت، ط الضعفاء -4 .17املصدر نفسه، ص -5 ).24/179(التمهيد، -6 ).3/363(، 1219األلباين، الضعيفة، ح: ينظر -7

Page 224: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

216

:اخلامتة

أمحد اهللا الذي ال إله غريه وال رب سواه على ما من به علي من شرح مسائل هذا البحث ختاما واملستطاع وعلى ما يسر يل من الوقوف املتواضع وعلى ما وفقت إليه من اإلطالع على األدلة يف حدود

.على كالم أئمة العلم قدميا وحديثا، فاحلمد هللا رب العاملنيالتنظري و من من جهة " احلديث و أثره يف الفقه االختالف يف احلكم على "بعد دراسة موضوع هذا و

:ميكن التوصل إىل النتائج التالية جهة التطبيقيثي من املسائل اليت يدخلها االجتهاد، ألننا جند أهل العلم خيتلفون يف أن التصحيح و التضعيف احلد -1

.احلكم على احلديث اختالفا له أسبابه العلمية :ميكن القول بأن أسباب االختالف يف احلكم على احلديث ترجع إمجاال إىل ما يلي -2على احلديث بالصحة أو االختالف يف تنظري بعض القواعد يف فن احلديث اليت حيكم من خالهلا -أ

.الضعفاالختالف يف تطبيق هذه القواعد يف خصوص حديث معني، كمن ال يقبل حديث اهول من أهل - ب

العلم مثال، مث خيتلفون يف كون هذا الراوي جمهوال أو ال؟ختالف يف - اختالف مناهج أهل العلم بسبب االختصاص، فطريقة الفقهاء يف التصحيح والتضعيف - ج، و هذا - وهذا االختالف يف املنهج و الطريقة له دوافعه وأسبابه أيضا-طريقة احملدثني، -حث كثريةمبا

.من شأنه أن خيتلف أهل العلم بسببه يف احلكم على احلديث و يف االحتجاج بهومن النتائج، القول بأن االحتجاج الفقهي باحلديث أوسع من احلكم على احلديث بالصحة أو -3

ؤخذ هذا من تصرفات األئمة، فقد جند إماما جمتهدا يصرح بأنه ال ينفع يف إثبات األحكام إال الضعف، يلكن جتد هذا اإلمام اتهد حيتج - و قد نقل اإلمجاع على هذا كما سلف بيانه- الصحيح املقبول

تلقاه بالضعيف يف مواضع مع معرفته بعلة الضعف، حيث مل جيد يف الباب غريه، أو كان احلديث ممافكون اتهد حيتج يف مواضع معينة حمصورة . العلماء بالقبول أو كونه مؤيدا باإلمجاع أو غري ذلك

بالضعيف مع تسليمه باألصل؛ إما تصرحيا بأنه ال حيتج يف باب األحكام إال بالصحيح، وإما تصرفا بأننا

Page 225: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

217

واهللا –ى الصحيح، فال يسمح لنا جند هذا اإلمام يف األعم األغلب ال يعول يف باب األحكام إال عل

أن ننسب االحتجاج بالضعيف إليه ألن هذا خيالف منصوصه أو تصرحيه كما سبق بيانه، لكن -أعلمأن االحتجاج الفقهي باحلديث أوسع من احلكم على احلديث بالصحة أو -واهللا أعلم- يقال يف هذا

.الضعفال يتوقف دوما على احلكم على -أغلبها خالفية واليت–أضف إىل هذا، أن البت يف املسائل الفقهية

بالصحة أو الضعف فحسب، بل هناك اعتبارات أخرى هلا مدخل يف االجتهاد واالستنباط، يعرف ذلك .واهللا أعلم. بالنظر يف كل مسألة وواقعها وبساطها

Page 226: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

218

:الفهارس

.فهرس اآليات

.فهرس األحاديث

.فهرس اآلثار

.فهرس املصادر واملراجع

.فهرس املوضوعات

Page 227: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

219

فهرس اآليات القرآنية رقم الصفحة اآلية رقم اآلية

)البقرةسورة (

�m��º����¹��¸��¶��µ��´»¼��l 180 12

�ml��k��j�����i��hm��l 228 07

qv�����wx���}��|��{��z��y p����� 229 92

�m��}���|��{��z��yl�������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������� 232 200

���m~��}���|��{��z���l����������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������233 08� �

�q���¦����¥��¤��£����������¢���¡���p 236 94

�q¹��¸��¶��µº��p�����������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������269 90

�q��b��a��`��_��~���c�����p 282 23 ,40

)النساء سورة(

�mf��e���d��cg��k��j��i���h l 11 12

�qM��L��K��J��I��H���G p��������������������������������������������������������������� 20 21

�m`��_��^��]�����\��[��Z l���������������������������������������������������24 09

�m����f��e��d��c��b��a��`��_���^l 115 113 )املائدةسورة (

�m��p��o��n��m��l���kl 33 07

)األنعام سورة(

�m����½��¼��»��º���¹��¸��¶�������µl 116 164

Page 228: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

220

)هود سورة(

�q��j��i��������h��g��f��e��d��p���������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������� 91 84

)احلجرسورة (

�q����Å��Ä��Ãp������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������� 88 91

)النحل سورة(

�q���\��[��Z��Y��X��W�����V���Up 44 86

) مرمي سورة(

�m��Ù���Ø��×����Û��Ú l���������������� 38 08

)احلج سورة(

�q��������`���_��^��]��\���[��Z��Y��Xp������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������ 32 91

��q°��¯��®������¬��«��ª��©����¨���§��¦ �p 30 91

) األحزاب سورة(

�q���c��b��a��`����p��������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������������� 58 91 � �

) احلجرات سورة(

�q������V��U��T��S�����R��Q��P��Op���������������������������������������������������������������������������������������������������������������������6 157

Page 229: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

221

:فهرس األحاديث النبوية

الصفحة الراوي طرف احلديث 188 أبو سيارة املتعي "العشر أد"

207أنس بن مالك " باع حلسا - J-أن رسول اهللا"

23 ابن عباس " قضى بيمني وشاهد - J-أن رسول اهللا "

181 حصني بن عمران "صلى م فسها -J-أن النيب

176 عائشة " ينام أن أراد إذا كان -J- اهللا رسول أن"

15 عبد الرمحن بن عوف "إذا مسعتم به بأرض فال تقدموا عليه" 191 عمر ابن " تابع شاء وإن فرق شاء نإ" 155 عمر ابن " نسوة عشر وعنده أسلم غيالن أن" 197 عباس ابن " كبري شيخا أيب أدركت اهللا فريضة إن" 13 " إن اهللا قد أعطى كل ذي حق حقه"

211 أسلم بن زيد " البيع يف العربان أحل -J-النيب أن" 22 بن ياسر عمار "إمنا كان يكفيك أن تضرب بيديك األرض" 188 عمرو بن شعيب " أنه أخذ من العسل العشر" 119 "إياكم وكثرةاحلديث "

200 عائشة " مواليها إذن بغري نكحت امرأة أميا" 201 عباس ابن "بنفسها أحق األمي "

188 احلارث بن عمرو " - J-اهللا رسول إىل متعان بين أحد هالل جاء"

Page 230: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

222

196 أبو رزين العقيلي "أبيك عن حج" 197 عباس ابن "شربمة عن حج مث نفسك عن حج"

19 عائشة " حبستين حيث حملي أن: واشترطي حجي" 115 ". من ورائكم وأخربوه احفظوه" -

11 سعيد اخلدري أبو " الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والرب بالرب" 179 وابصة" وحده الصف خلف يصلى رجال رأى" 179 أبو بكرة "زادك اهللا حرصا وال تعد" 9 عائشة " اشتريها، وأعتقيها"

192 " اطلبوا اخلري عند حسان الوجوه 215 " عربن ملن العربون

189 عمر ابن " قربة قرب عشر كل يف العشر، العسل يف" 188 عمر ابن "أزق عشرة كل يف العسل يف"

117 عبد اهللا بن عمرو "حق إال منه خيرج ما بيده نفسي فو الذي اكتب" 116 " اكتبوا أليب شاه"

40 " ااهرين إال معاىف أميت كل"

20 أرقم بن زيد " علينا سلم إذا - J- النيب كان "

186 مسرة بن جندب " للبيع نعد الذي من الصدقة خنرج أن يأمرنا كان

26 عائشة "حرام فهو أسكر شراب كل 29 ابن عباس "غسل ميتكم غسل يف عليكم ليس " 29 جابر "لى اخلائن قطعليس ع"

Page 231: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

223

24 أبو هريرة " والغنم اإلبل تصروا ال" 115 أبو سعيد اخلدري " عىن كتب ومن عىن تكتبوا ال"

201 أبو موسى األشعري "بويل إال نكاح ال" 197 جابر بن عبد اهللا " أفضل هو تعتمروا وأن ال" 16 الفريعة بنت مالك ". الكتاب أجلهامكثي يف بيتك حىت يبلغ " 91 أبو هريرة " باحلرب آذنته فقد وليا يل آذى من" 20 أبوهريرة "من أفطر يف رمضان ناسيا فال قضاء " 123 عامر بن عقبة "الدنيا يف مؤمن على ستر من" 29 أبو هريرة " له فليتوضأمن غسل ميتا فليغتسل ومن مح" 191 أبو هريرة " رمضان فليسرده وال يقطعهمن كان عليه صوم " 121 "اجلنة دخل شيئا به يشرك ال اهللا لقي من" 24 بسرة بنت صفوان "من مس ذكره فليتوضأ " 20 أبوهريرة " نسي وهو صائم، فأكل أوشربمن "

207 عمر ابن املزاي بيع عن - J-اهللا رسول ى" 212 شعيب بن عمرو "العربان بيع عن - J- اهللا رسول ى " 21 املسور بن يزيد املالكي "هال أذكرتنيها "

194 أبو هريرة " أفطر الذي الشهر يصوم مث أدركه، الذي يصوم"

Page 232: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

224

:فهرس اآلثار

الصفحة صاحب األثر األثر

25 أسيد الساعدي وأب " ل اهللاأتدرون ما سقيت رسو"

119 عمر " شريككم وأنا - J- اهللا رسول عن الرواية أقلوا"

21 عمر بن اخلطاب النساء صداق يف تغالوا ال أال "

لرمحن بن أيب أبزىاعبد "أن رجال أتى عمر بن اخلطاب"

121 علي " يعرفون مبا الناس حدثوا"

121 ابن عباس "يعرفون مبا الناس حدثوا"

211 احلارث عبد بن نافع " السجن دار أمية بن صفوان من اشترى "

29 عائشة وجتحده املتاع تستعري خمزومية امرأة كانت "

21 بن اخلطاب عمر " مرتني عمر من أفقه أحد كل"

29 عمر ابن" يغتسل من فمنا امليت نغسل كنا"

197 جابر " لك خري تعتمر وأن ال،"

120 أبو هريرة "ا حدثت لو بأحاديث حدثتكم لقد"

56 ابن عباس " إال بالتكبري -J-ما كنا نعرف انقضاء صالة رسول اهللا "

Page 233: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

225

101 عباس ابن " اهللا كتاب يف ليس رأيا أحدث من"

22 عمر " نوليك ما توليت "

120 عمر" ببينة عليه لتقيمن و اهللا"

120 كعب بن أىب" القوم أصغر إال معك يقوم ال واهللا"

176 عثمان" رجليه غسل مث ثالثا رأسه ومسح"

Page 234: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

226

فهرس املصادر واملراجع

القرآن الكرمي-1 .أمحد طالب اإلبراهيمي: مجع، 1997، 1آثار حممد البشري اإلبراهيمي، دار الغرب، بريوت، ط-2-1431، 1، مكتبة الرشد، الرياض، ط)تذهيب طارق عوض(ابن حجر، تقريب التهذيب -3

2010. اإلسالمية، باجلامعة العلمي البحث عمادة وعلومها، النبوية السنة خدمة يف وجهوده اجلوزية قيم بنا-4

.السيد حممد بن مجال ،2004-1424، 1املنورة، ط املدينةط، .اإلجتاهات الفقهية عند أصحاب احلديث يف القرن الثالث اهلجري، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ب-5

.عبد ايد حممود ،1399-1979-1418، 7أثر اإلختالف يف القواعد األصولية يف اختالف الفقهاء، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط-6

.مصطفى سعيد اخلن. ، د1998، أبو بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر 2004-1425، 1القاهرة، طاإلمجاع، دار اآلثار، -7

.أبوعبد األعلى خالد بن حممد/، ت)هـ318: ت(النيسابوري، ، أبو الفتح اليعمري الشهري بابن 1990- 1410، ط.ثية، وزارة األوقاف املغربية، باألجوبة احلدي-8

.حممد الراوندي/، ت)هـ734: ت(سيد الناس، - 1404، 2ضلة لألسئلة العشرة الكاملة، مكتب املطبوعات اإلسالمية، حلب، طاألجوبة الفا-9

.عبد الفتاح أبو غدة/، أبو احلسنات اللكنوي، ت1984 .، األلباين1992-1412، )اجلديدة(1أحكام اجلنائز وبدعها، دار املعارف، الرياض، ط-10 .، ابن حزم2007-1427، ط.ل األحكام، دار الفكر، بريوت، باإلحكام يف أصو-11، علي بن حممد اآلمدي، 2003-1424، 1اإلحكام يف أصول الفقه، دار الصميعي، الرياض، ط-12

.عبد الرزاق عفيفي: ، تعليق)631: ت(و الوليد ب، أ2009-1430، 1إحكام الفصول يف أحكام األصول، دار ابن حزم، بريوت، ط-13

.علي أمحد العريبمحران /، ت)474: ت(سليمان بن خلف الباجي، حممد بن عبد اهللا بكر أبو ،1424-2003، 3العلية، بريوت، ط ب، دار الكتالقرآن أحكام-14

.حممد عبد القادر عطا/، ت)هـ543: ت(، العريب بناملعروف با

Page 235: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

227

-1416، ط.اض، بـد، الريـ، مكتبة الرش- J-ام الوسطى من حديث النيبـاألحك-15

محدي السلفي، وصبحي /، ت)هـ582: ت(الرمحن األشبيلي، ، أبو حممد عبد احلق بن عبد1995 .السامرائي

، 2008- 1429، 1إختالف التنوع حقيقته ومناهج العلماء فيه، كنوز اشبيليا، السعودية، ط-16 .خالد بن سعد اخلشالن.د

.، عبد ايد مجعة2005-1425، 1إختيارات ابن القيم األصولية، دار ابن حزم، بريوت، ط-17أمحد / ، ت2011-1432، 1األدلة غري املعتربة عند مجهور األصوليني، دار النفائس، األردن، ط-18

. عليوي حسني .سليم اهلاليل/النووي، ت ،2004-1425، 2األذكار، دار ابن حزم، بريوت، ط-19، النووي، 2003-1424، 1األربعني النووية مع شرحه الرياض الندية، مكتبة جرير، ط-20 .امدحممد ح/ت

-1427، 1إرشاد الفحول إىل حتقيق احلق من علم األصول، ، دار الكلم الطيب، دمشق، ط-21 .مصطفى سعيد اخلن وحمي الدين ديب مستو/، حممد بن علي الشوكاين، ت2006

، 1985- 1405، 2إرواء الغليل يف ختريج أحاديث منار السبيل، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط-22 .باينحممد ناصر الدين األل

.، علي اخلفيف1996-1416، 2اختالف الفقهاء، دار الفكر العريب، القاهرة، ط أسباب-23

عبد اهللا بن عبد .، د2010-1431، 3أسباب اختالف الفقهاء، مؤسسة الرسالة، دمشق، ط -24 .احملسن التركي

املعلمي، ، عبد الرمحن بن حيىي 1417، 1اإلستبصار يف نقد األخبار، دار أطلس، الرياض، ط-25 .سيدي حممد الشنقيطي/، ت)1386: ت(

، أبو عمر يوسف بن عبد اهللا بن عبد الرب 1993-1414، 1اإلستذكار، دار الوغى، القاهرة، ط-26 .عبد املعطي أمني قلعجي/، ت)463: ت(النمري،

ت، أبو بكر حممد بن أمحد بن أيب سهل .، بط.أصول السرخسي، دار املعرفة، بريوت، ب-27 .أبو الوفاء األفغاين/، ت)490: ت(السرخسي،

Page 236: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

228

حممد بن أيب بكر 1423، 1إعالم املوقعني عن رب العاملني، دار ابن اجلوزي، السعودية، ط-28

الزرعي .مشهور حسن/ ، ت)751: ت(املعروف بابن القيم،

ألمني الشنقيطي، ا ،1426، 1بالقرآن، دار عامل الفوائد، مكة، ط القرآن إيضاح يف البيان أضواء-29 .علي العمران/ت

الوفا ، أبو1988-1408، 1القاهرة، ط احلديث، باالختالط، دار الرواة من رمي مبن االغتباط-30 .عالء الدين علي رضا/، ت)هـ841: ت(حممد بن العجمي، بن إبراهيم

العيد، ، ابن دقيق 2007- 1427، 1اإلقتراح يف بيان االصطالح، دار العلوم، األردن، ط-31 .قحطان عبد الرمحن الدوري/ت

القاضي عياض، ،1998-1419، 1مسلم، دار الوفاء، مصر، ط صحيح شرح املعلم إكمال-32 .حيىي امساعيل/ت

، تونس – القاهرة - العتيقة املكتبة-التراث دار، السماع وتقييد الرواية أصول معرفة إىل اإلملاع-33 .صقر أمحد السيد /، ت)544: ت(، اليحصيب موسى بن عياض القاضي ،1970-1379، 1ط

،2007-1428، 1إمتاع األمساع مبا نظم البيقوين من األنواع، دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط-34 .حممد حاج عيسى اجلزائري

اإلنارة يف شرح كتاب اإلشارة يف معرفة األصول والوجازة يف معىن الدليل للباجي، دار املوقع، -35 .، شرح حممد علي فركوس2009- 1430، 1اجلزائر، ط

،2010-1431، 2الفقهاء، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ط األئمة الثالثة ائلـفض يف االنتقاء-36 .عبد الفتاح أبوغدة/ابن عبد الرب، ت

ابن املنذر، ،1985-1405، 1الرياض، ط طيبة، واالختالف، دار واإلمجاع السنن يف األوسط-37 .أمحد صغري محاد أبو/ت

أبو عبد اهللا 2001، 1ول، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، طـول من برهان األصـإيضاح احملص-38 .عمار طاليب/، ت)536: ت(حممد بن علي املازري،

Page 237: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

229

1416، 1الباعث احلثيث يف شرح اخلتصار علوم احلديث البن كثري، مكتبة املعارف، الرياض، ط-39

.، أمحد حممد شاكر1995-، بد الدين حممد بن 1992- 1413، 2لبحر احمليط يف أصول الفقه، دار الصفوة، الكويت، طا- 40

.عمر سليمان األشقر: عبد القادر عبد العايل، راجعه/، ت)994: ت(عبد اهللا الزركشي، - 1406، 2روت، طـب العلمية، بيـرائع، دار الكتـالش بـترتي يف ائعـالصن بدائع-41

).هـ587: ت(الكاساين، أمحد بن مسعود بن بكر ، أبو1986، أبو الفداء 2008-1429، 1البدر الطالع يف حل مجع اجلوامع، الرسالة ناشرون، بريوت، ط-42

.مرتضى علي بن حممد الداغستاين، 1الرياض، ط اهلجرة، الكبري، دار الشرح يف الواقعة واآلثار األحاديث ختريج يف املنري البدر-43

كمال بن وياسر سليمان بن عبداهللا و الغيط أبو مصطفى /، ت1425-2004، أبو املعايل عبد امللك بن عبد 1399، 1الربهان يف أصول الفقه، مطابع الدوحة احلديثة، قطر، ط-44

.عبد العظيم ديب/، ت)478: ت(اهللا اجلويين، قالين، ، ابن حجر العس200-1420، 1بلوغ املرام من أدلة األحكام، دار ابن حزم، بريوت، ط-45

).852: ت(، 1997-1418، 1اض، طـة، الريـام، دار طيبـان الوهم واإليهام يف كتاب األحكـبي-46 احلسني آيت سعيد/، ت)628: ت(ي بن حممد بن القطان الفاسي، ـعل

، أبو الوليد بن رشد 1988-1408، 2البيان والتحصيل، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ط-47 .أمحد الشرقاوي/ت، )هـ520: ت(القرطيب،

، إمساعيل بن محاد اجلوهري، 1990، 4تاج اللغة وصحاح العربية، دار العلم للماليني، بريوت، ط-48 .أمحد عبد الغفور عطار/، ت)393: ت(

، حممد مرتضى 2001-1421، 1تاج العروس من جواهر القاموس، نشر وزارة اإلرشاد، ط-49أمحد خمتار عمر، وصاحي عبد الباقي، وخالد عبد : مصطفى حجازي، مراجعة/احلسيين الزبيدي، ت

.الكرمي مجعة .أمحد احلصري ،1991- 1411، 1تاريخ الفقه اإلسالمي، داراجليل، بريوت، ط-50 .، عمر سليمان األشقر2010- 1430، 3تاريخ الفقه اإلسالمي، دار النفائس، األردن، ط-51

Page 238: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

230

.، ناصر بن عقيل الطريفي1997-1418، 2ط تاريخ الفقه اإلسالمي، مكتبة التوبة، الرياض،-52ت، أبو زكريا حيىي بن معني، .ط، ب.تاريخ حيىي بن معني رواية الدوري، دار القلم، بريوت، ب-53

.عبد اهللا حسن/ت)هـ233: ت(: ت(لرمحن املباركفوري، ت، عبد ا.ط، ب.حتفة األحوذي، دار الفكر، بريوت، ب-54

د الوهاب عبد اللطيفعبد الرمحن عثمان وعب/ت، )هـ1353حممد علي أبو /ابن القيم، ت ت،.ط، ب.، مكتبة القرآن، القاهرة، باملولود بأحكام املودود حتفة-55

.العباس .، عبد اهللا بن يوسف اجلديع2004-1424، 1ط/ حترير علوم احلديث، مؤسسة الريان، بريوت-56 مسعد /ابن اجلوزي، ت ،1415، 1ط اخلالف، دار الكتب العلمية، بريوت، أحاديث يف التحقيق-57 .السعدين حممد احلميد عبد، أبو 2003- 1424، 1تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي، دار العاصمة، الرياض، ط-58

.طارق عوض/، ت)911: ت(الفضل عبد الرمحن بن أيب بكر جالل الدين السيوطي، .، حممد بن مطر الزهراين1426، 1الرياض، طتدوين السنة النبوية نشأته وتطوره، دار املنهاج، -59 .زكريا عمريات/، الذهيب، ت1998- 1419، 1تذكرة احلفاظ، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-60، القاضي 1983-1403، 2ترتيب املدارك وتقريب املسالك، وزارة األوقاف، املغرب، ط-61

.عبد القادر الصحراوي/، ت)544: ت(عياض، ، 1982-1402، 3يف اإلسالم تارخيا ومنهجا، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط التشريع والفقه-62

.مناع القطان: ت(، علي بن حممد اجلرجاين، 1405، 1التعريفات، دار الكتاب العريب، بريوت، ط-63

).هـ816، أبو الفداء إمساعيل بن 2002- 1423، 1تفسري القرآن العظيم، دار الفخر للتراث، القاهرة، ط-64

.حامد أمحد الطاهر/، ت)774: ت(دمشقي، كثري ال .، ابن أمري احلاج1996-1417ر، .التقرير والتحبري يف علم األصول، دار الفكر، بريوت، ب-65، أبو زيد عبيد 2001-1421، 1تقومي األدلة يف أصول الفقه، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-66

.امليسخليل حمي الدين /، ت)430:ت(اهللا بن عمر الدبوسي،

Page 239: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

231

، 1424، صفر26، ع15تقوية احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني، جملة جامعة أم القرى، ج-67

.حممد بازمول-1416، 1ة، ظـري، مؤسسة قرطبة، مكـتلخيص احلبري يف ختريج أحاديث الرافعي الكب-68

.أبو عاصم بن عباس بن قطب: ، ابن حجر، اعتىن به1995اجلويين، ، 1996-1417، 1التلخيص يف أصول الفقه، دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ط-69 .العمري أمحد وبشري النبايل جومل اهللا عبد/ت

، مجال الدين أبو 2009-1430، 5التمهيد يف ختريج الفروع على األصول، الرسالة، بريوت، ط-70 .حسن هيتو حممد/، ت)772: ت(حممد عبد الرحيم بن احلسن اإلسنوي،

.صبحي حسن حالق/ت، اإلمام مسلم، ت.ط، ب.التمييز، دار أطلس، ب-71التنبيه على األسباب اليت أوجبت اإلختالف بني املسلمني يف أرائهم ومذاهبهم واعتقادام، دار -72

. د/، ت)521: ت(، أبو حممد بن عبد اهللا البطليوسي، 1978-1398، 1اإلعتصام، القاهرة، ط محزة النشريت. كحيل، ودأمحد حسن

ابن عبد ،2007 -1428، 1الرياض، ط السلف، التعليق، أضواء أحاديث يف التحقيق تنقيح-73 .اخلباين ناصر بن العزيز وعبد اهللا جاد بن حممد بن سامي /اهلادي، ت

الذهيب، ،2000 -1421 ،1طالوطن، الرياض، دار تنقيح التحقيق يف أحاديث التعليق، -74 .عجيب احلي عبد الغيط أبو مصطفى/ت

املنورة، السلفية،املدينة مشكالته املطبوع مع عون املعبود، املكتبة وإيضاح داود أيب سنن ذيب-75 .عبد الرمحن حممد عثمان/ابن القيم، ت ،1968-1388، 2ط

إبراهيم الزيبق /، ابن حجر، ت1996-1416، 1التهذيب، مؤسسة الرسالة، بريوت، طذيب -76 . وعادل مرشد

، طاهر 1910- 1320، 1توجيه النظر إىل أصول أهل األثر، املطبعة اجلمالية، مصر، ط-77 .اجلزائري

، 1997-1417، 1توضيح األفكار ملعاين تنقيح األنظار، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-78 .وإبراهيم حممد بن إمساعيل املعروف باألمري الصنعاينأب

.حممود الطحان ،1405، 7تيسري علوم احلديث، مركز اهلدى للدراسات، اإلسكندرية، ط-79

Page 240: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

232

ثالث رسائل يف علم مصطلح احلديث، رسالة اإلمام أيب داود السجستاين إىل أهل مكة يف وصف -80

روط ـ، و ش)هـ507: ت(فضل حممد بن طاهر املقدسي، سننه، وشروط األئمة الستة، للحافظ أيب ال، اعتىن ا عبد الفتاح أبو )هـ584: ت(األئمة اخلمسة، للحافظ أيب بكر حممد بن موسى احلازمي،

.2005-1426، 2دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ط. غدة-1389، 1البيان، طجامع األصول من أحاديث الرسول، نشر مكتبة احللواين، املالح، دار -81

.عبد القادر األرناؤوط/، ت)606: ت(، أبو السعادات املبارك بن حممد ابن األثري، 1969مسري /، ابن عبد الرب، ت1433، 10جامع بيان العلم وفضله، دار ابن اجلوزي، السعودية، ط-82

.الزهريي، أبو جعفر 2003-1424، 1جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار عامل الكتب، الرياض، ط-83

.عبد اهللا بن عبد احملسن التركي. د/، ت)310: ت(حممد بن جرير الطربي، عبد /قي، تـ، البيه2003-1423، 1اض، طـع لشعب اإلميان، مكتبة الرشد، الريـاجلام-84

.العلي عبد احلميد حامد ، أبو1986 –1407، 2بريوت، ط الكتب، عامل املراسيل، امـأحك يف التحصيل عـجام-85 .محدي عبد ايد السلفي/، ت)هـ761: ت(العالئي، كيكلدي بن خليل بن دـسعيد بن ـأبو عبد اهللا حمم ،2006-1427، 1رآن، مؤسسة الرسالة، طـع ألحكام القـاجلام-86

.عبد اهللا بن عبد احملسن التركي/، ت)هـ671: ت(أمحد بن أيب بكر القرطيب، ، عبد 1424-2003، 2مية، بريوت، طـدار الكتب العل ول الفقه،ـمجع اجلوامع يف أص-87

.عبد املنعم خليل إبراهيم: ، علق عليه)771:ت(الوهاب بن علي السبكي، : ت(حممد بن احلسن الشيباين، ،1403ط، .عامل الكتب، بريوت، باحلجة على أهل املدينة، -88

.القادري الكيالين حسن مهدي /، ت)هـ189-1419، 1اء املسلمني فيه، مكتبة الرشد، الرياض، طـومنهج علمث الصحيح ـاحلدي-89

.، عبد الكرمي إمساعيل صباح1998، عبد الكرمي 1997-1417، 1احلديث الضعيف وحكم االحتجاج به، دار املسلم، الرياض، ط-90

.اخلضري

Page 241: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

233

، 1984-1404، 2احلديث واحملدثون، الرئاسة العلمية إلدارات البحوث العلمية، الرياض، ط-91

.حممد أبوزهرةت، صديق حسن .ر، ب.عمان، ب-بريوت، دار عمار-، دار اجليلالستة الصحاح ذكر يف احلطة-92

.علي حسن عبد احلميد/، ت)هـ1307: ت(خان القنوجي، ، 1الرياض، ط الرشد، للرافعي، مكتبة الكبري الشرح كتاب ختريج يف املنري البدر ةـخالص-93

.السلفي إمساعيل ايد عبد محدي/ابن امللقن، ت ،1410 اليماين هاشم اهللا عبد السيد/ت ابن حجر، بريوت، املعرفة، اهلداية، دار أحاديث ختريج يف الدراية-94

.املدين-1417، 4ب اإلسالمي، بريوت، طـرسالة أيب داود إىل أهل مكة يف وصف سننه، املكت-95

.حممد لطفي الصباغ/، أبو داود، ت1997، )254: ت(، حممد بن إدريس الشافعي، 2005-1426، 3الرسالة، دار التراث، القاهرة، ط-96 .أمحد حممد شاكر/ت

عادل /، النووي، ت2003-1423، ط.ب، الرياض، بـة الطالبني، دار عامل الكتـروض-97 .أمحد عبد املوجود وعلي حممد معوض

، ابن قدامة، 2009-1430، 1بريوت، طروضة الناظر وجنة املناظر، مؤسسة الرسالة ناشرون، -98 حممد مراين: ، تعليق)620: ت(

، 27، طالكويت اإلسالمية، املنار مكتبة - بريوت الرسالة، مؤسسةزاد املعاد يف هدي خري العباد، -99 .شعيب األرنؤوط، وعبد القادر األرنؤوط/ابن القيم، ت ،1415-1994 دـ، أبو حممد عبد اهللا بن عب1999، 1اإلسالمي، بريوت، طالزيادات والنوادر، دار الغرب -100

.عبد الفتاح حممد احللو/، ت)هـ386: ت(الرمحن بن أيب زيد، ، 1988- 1408، 1، طبريوت، اإلسالمي الغرب دار ،السجزي علي بن مسعود سؤاالت-101

.موفق بن عبد اهللا بن عبد القادر/احلاكم النيسابوري، ت، حممد ناصر الدين 1992-1412، )اجلديدة(1دار املعارف، الرياض، ط السلسلة الضعيفة،-102

).1420: ت(األلباين، .، مصطفى السباعي2008- 1429، 4السنة ومكانتها يف التشريع اإلسالمي، دار السالم، القاهرة، ط-103

Page 242: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

234

:ت(ت، سليمان بن األشعث السجستاين، .، ب1سنن أيب داود، مكتبة املعارف، الرياض، ط-104 .، حكم على األحاديث وعلق عليه حممد ناصر الدين األلباين، اعتىن به مشهور حسن)275السنن األبني واملورد األمعن يف احملاكمة بني اإلمامني يف السند املعنعن، مكتبة الغرباء، املدينة، -105

.صالح سامل املصرايت/، ت)هـ721: ت(، ابن رشيد الفهري، 1417، 1ط: ت(ت، حممد بن يزيد بن ماجة القزويين، .، ب1، مكتبة املعارف، الرياض، طسنن ابن ماجة-106 .، حكم على األحاديث وعلق عليه حممد ناصر الدين األلباين، اعتىن به مشهور حسن)272ت، حممد بن عيسى بن .، ب1سنن الترمذي، اجلامع الصحيح، مكتبة املعارف، الرياض، ط -107

حكم على األحاديث وعلق عليه حممد ناصر الدين األلباين، اعتىن به ، )279: ت(سورة الترمذي، .مشهور حسن

، أبو حممد عبد اهللا بن عبد الرمحن 2000-1421، 1سنن الدارمي، دار املغين، الرياض، ط-108 .حسني سليم الداراين/، ت)255: ت(الدارمي،

.عبد املعطي أمني قلعجي/، ت، البيهقي1989-1410، 1السنن الصغري، دار الوفاء، مصر، ط-109، أبو بكر أمحد بن احلسني 2003- 1424، 3السنن الكربى، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-110

.حممد عبد القادر عطا/، ت)458: ت(بن علي البيهقي، .حسن شليب/، النسائي، ت2001-1421، 1السنن الكربى، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط-111حكم على : ت(ت، أمحد بن شعيب النسائي، .، ب1املعارف، الرياض، ط سنن النسائي، مكتبة-112

.األحاديث وعلق عليه حممد ناصر الدين األلباين، اعتىن به مشهور حسن، حممد بن أمحد بن عثمان الذهيب، 2008-1429، 2سري أعالم النبالء، الرسالة، بريوت، ط-113

.شعيب األرناؤوط: ، أشرف على حتقيقه)751: ت( .، حممد آدم اإلثيويب2008- 1429، 1شرح ألفية السيوطي، دار اآلثار، القاهرة، ط-114، ابن دقيق، 1997-1418، 1شرح اإلملام بأحاديث األحكام، دار أطلس، الرياض، ط-115

.عبد العزيز حممد السعيد/تعبد /ت، العراقي، 2002-1423، 1شرح التبصرة والتذكرة، دار الكتب العلمية، لبنان، ط-116

.اللطيف اهلميم، ماهر ياسني فحل

Page 243: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

235

-1428، 1شرح التقريب والتيسري ملعرفة سنن البشري النذير، مؤسسة بينونة، أبوظيب، ط-117

.علي أمحد الكندي املرر/، ت)902: ت(، حممد بن عبد الرمحن السخاوي، 2007د بن عبد الباقي ، حمم2004-1424ط، .شرح الزرقاين على املوطأ، دار الفكر، بريوت، ب-118

.بن يوسف الزرقاينقليج احلنفي، بن ، مغلطاي1999-1419، 1شرح سنن ابن ماجة، مكتبة نزار، السعودية، ط-119

.كامل عويضة/، ت)هـ762: ت(حممد /، النووي، ت2006-1426، 1شرح صحيح مسلم، دار أيب بكر الصديق، القاهرة، ط-120

.سيد عبد رب الرسول الواحد عبد بن حممد ،2003-1424، 1القدير، دار الكتب العلمية، بريوت، طشرح فتح -121

عبد الرزاق غالب املهدي/، ت)هـ861: ت(الشهري بابن اهلمام، السيواسيأمحد -، حممد بن 1993- 1413، ط.شرح الكوكب املنري، مكتبة العبيكان، الرياض، ب-122

محاد نزيه و الزحيلي حممد /، ت)972: ت(املعروف بابن النجار، حممد بن أمحد جعفر ، أبو1994-1415، 1الرسالة، بريوت، ط اآلثار، مؤسسة مشكل شرح-123

.األرنؤوط شعيب/، ت)هـ321: ت(الطحاوي، : ت(ت، حممد بن صاحل العثيمني، .ط، ب.شرح مقدمة اموع، دار ابن اجلوزي، القاهرة، ب-124

.الدمشقي، وصبحي حممد صبحيأمين بن عارف : ، اعتىن به)1421، املال علي بن سلطان القاري، 1شرح خنبة الفكريف مصطلح أهل األثر، دار األرقم، بريوت، ط-125

. عبد الفتاح أبو غدة/، ت)1014: ت( ، طارق عوض2011-1432، 1شرح نزهة النظر، دار املأثور، القاهرة، ط-126 .، اخلطيب البغدادي1996-1417، 1لقاهرة، طشرف أصحاب احلديث، مكتبة ابن تيمية، ا-127 ، األلباين2002-1423، 1غراس، الكويت، ط صحيح أيب داود، مؤسسة-128، حممد بن 1993-1414، 2صحيح ابن حبان، ترتيب ابن بلبان، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط-129

شعيب األرناؤوط/ ، ت: )ت(حبان بن أمحد أبو حامت التميمي البسيت، ، حممد بن إمساعيل 2005-1425، 1ح البخاري، دار الكتاب العريب، بريوت، طصحي-130

.أمحد زهرة، وأمحد عناية/، ت)256: ت(البخاري،

Page 244: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

236

، ابن 1993- 1414، 2، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط)ترتيب ابن بلبان(صحيح ابن حبان -131

.شعيب األرنؤوط/حبان، تد بن ـ، أبو بكر حمم1980-1400، ط.بريوت، بصحيح ابن خزمية، املكتب اإسالمي، -132

.حممد مصطفى األعظمي/، ت)321: ت(إسحاق بن خزمية السلمي النيسابوري، ، األلباين، 1988-1408، 3صحيح اجلامع الصغري وزيادته، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط-133

.زهري الشاويش/تاحلسني مسلم بن احلجاج ، أبو 2003- 1424، 1صحيح مسلم، دار الفكر، بريوت، ط-134

.صدقي مجيل العطار/، ت)261: ت(القشريي النيصابوري، ، أبو الفرج عبد الرمحن بن 2007-1428، 1صيد اخلاطر، دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط-135

.، قرأه وعلق عليه أبو سعيد بلعيد)597:ت(اجلوزي البغدادي، عمرو العقيلي، بن حممد جعفر ، أبو2000-1420، 1الضعفاء، دار الصميعي، الرياض، ط-136

.محدي عبد ايد السلفي/، ت)هـ322: ت(حممود إبراهيم /البخاري، ت ،1989-1406، 1الضعفاء الصغري، دار املعرفة، بريوت، ط-137 .زايد

/ابن اجلوزي، ت ،1986-1406، 1واملتروكني، دار الكتب العلمية، بريوت، ط الضعفاء-138 .القاضي اهللا عبد

.األلباين ،1423، 1غراس، الكويت، ط مؤسسة، )األم(ضعيف أيب داود -139 .، األلباين1988-1408، 3ضعيف اجلامع الصغري، املكتب اإلسالمي، بريوت، ط-140

إحسان /، أبوإسحاق الشريازي، ت1970ط، .طبقات الفقهاء، دار الرائد العريب، بريوت، ب-141 .عباسد بن أيب بكر الزرعي ـالشرعية، مطبعة املدنبيب، القاهرة، حمم الطرق احلكمية يف السياسة-142

.حممد مجيل غازي/، ت)751: ت(املعروف بابن القيم، .وابن القيم، 1429 ،1مكة، ط عامل الفوائد، دارطريق اهلجرتني وباب السعادتني، -143 .ت، ابن العريب.ر، ب.عارضة األحوذي يف شرح سنن الترمذي، ب-144

.شكر اهللا بن نعمة اهللا/، ابن أيب حامت، ت1397، 1مؤسسة الرسالة، ط املراسيل،

Page 245: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

237

، أبو يعلى حممد بن احلسني الفراء 1990- 1410، 2د، الرياض، ط.العدة يف أصول الفقه، ب-145

.أمحد بن علي املباركي/، ت)458: ت(البغدادي احلنبلي، ، حممود 2008-1429، 1وت، طعقد الدرر يف شرح خمتصر خنبة الفكر، دار ابن حزم، بري-146

.جميد اخلليفة/، ت)1342: ت(شكري اآللوسي، حيـصب/، الترمذي، ت1989-1409، 1امل الكتب، بريوت، طـلل الكبري، عـالع-147

.الصعيدي حممد وحممود النوري املعاطي السامرائي وأبوالدارقطين، ، 1427، 1النبوية، دار ابن اجلوزي، السعودية، ط األحاديث يف الواردة العلل-148

.حممد صاحل الدباسي/ت، مطبعة )806: ت(علوم احلديث البن الصالح مع شرحه التقييد واإليضاح للحافظ العراقي، -149

.1931-1350، 1راغب العلمية، حلب، ط حممد الطيب ، أبو2009-1430، 1داود، دار الفيحاء، دمشق، ط أيب سنن شرح املعبود عون-150 .يوسف احلاج أمحد/، ت)هـ1322قبل: ت(آبادي، العظيم احلق مشسبريوت، -املدينة، دار ابن كثري -عيون األثر يف فنون املغازي والشمائل والسري، دار التراث-151

.حممد العيد اخلطراوي، وحمي الدين مستو/ت، ابن سيد الناس، ت.، بط.ب .، ابن القيم1417، 2النونية، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، طمنت القصيدة -152 .، حممد بازمول2005- 1426، 1جماالت العمل باحلديث لضعيف، دار اإلمام أمحد، ط-153 ،1994-1414ط، .روت، بـ، دار الفكر، بي)مع بغية الرائد(الفوائد ومنبع الزوائد عـجمم-154

.عبد اهللا الدرويش/ت، )هـ 807:ت(علي بن أيب بكر اهليتمي،

، بكر بن عبد اهللا أبوزيد، 1416، 1اموعة العلمية، دار العاصمة، السعودية، ط-155 ).1429:ت(

، أبو زكريا حيىي بن 2006- 1427، 2اموع شرح املهذب، دار عامل الكتاب، الرياض، ط-156 .حممد جنيب املطيعي/، ت)676: ت(شرف النووي،

، مكتبة العبيكان، )728: ت(اإلسالم تقي الدين أمحد بن تيمية احلراين، جمموع فتاوى شيخ -157 .أنور البازو عامر اجلزار: ، اعتىن ا1998-1419، 1الرياض، ط

Page 246: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

238

أبو، 1990- 1411، ط.مع مقدمة ابن الصالح، دار املعارف، القاهرة، ب ححماسن االصطال-158 ).هـ805: ت(السراج البلقيين، رسالن بن عمر حفص، القاضي 1977-1391، 1دار الفكر، بريوت، طوالواعي، الراوي بني لـالفاص احملدث-159

.اخلطيب عجاج حممد/، ت)هـ360: ت(احلسن بن عبد الرمحن الرامهرمزي، فخر ، 2008- 1429، 1احملصول يف علم أصول الفقه، مؤسسة الرسالة ناشرون، بريوت، ط-160

.عز الدين ضلي: شعيب األرناؤوط، اعتناء/ت ،)606: ت(الدين حممد بنعمر الرازي، ، )456: ت(، أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد بن حزم، 1347، 1احمللى، املنريية، مصر، ط-161

.أمحد شاكر/ت، 2001-1421، 1حممد بن سعد، الطبقات الكربى، الشركة الدولية للطباعة، القاهرة، ط-162

.علي حممد عمر/تحديثية يف فقه املعامالت املالية، القسم األول، دار الرغائب والنفائس، خمتارات من نصوص -163

.حممد علي فركوس. ، د1998-1419، ط.اجلزائر، ب- 1425، 1خمتصر الصواعق املرسلة يف الرد على اجلهمية واملعطلة، أضواء السلف، الرياض، ط-164

.محن العلويحسني بن عبد الر/، ت)774: ت(حممد بن املوصلي، : ، اختصره2004، أبو 1998-1419، 1خمتصر املزين يف فروع الشافعية، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-165

.حممد عبد القادر شاهني: ، وضع حواشيه)264: ت(إبراهيم إمساعيل حيىي بن إمساعيل املزين، ، 1996- 1416، 1املدخل إىل دراسة املدارس و املذاهب الفقهية، دار النفائس، األردن، ط-166 .األشقرأمحد /احلاكم، ت ،2003- 1423، 1، دار ابن حزم، بريوت، طاإلكليل كتاب إىل املدخل-167 .السلوم .، مصطفى أمحد الزرقا2004- 1425، 2املدخل الفقهي العام، دار القلم، دمشق، ط-168عبد ،2010-1431، 1املدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية، الرسالة ناشرون، بريوت، ط-169

.الكرمي زيدان .2008-1429، 1، دار ابن حزم، بريوت، ط)ترتيب الغرياين(مدونة الفقه املالكي - 170

Page 247: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

239

، أمحد بن 2008-1429، 1املصباح املنري يف شرح غريب الكبري، مؤسسة املختار، القاهرة، ط-171

.حيىي مراد/، ت)770: ت(حممد بن علي الفيومي، كر عبد اهللا بن حممد بن أيب شيبة ، أبو ب2006، 1427، 1، طبريوتاملصنف، دار قرطبة، -172

.حممد عوامة/، ت)235: ت(العيسي، ، 2010-1431جامعة اجلزائر، -املسائل املشتركة بني أصول الفقه واحلديث، رسالة دكتوراه-173

.رابح خمتاريم، ـاحلاك، 1997-1417، 1حني، دار احلرمني، القاهرة، طـدرك على الصحيـاملست-174

.مقبل بن هادي الوادعي/تد ـ، أبو حام1997-1417، 1ول، مؤسسة الرسالة، بريوت، طـاملستصفى يف علم األص-175

.حممد سليمان األشقر/، ت)505: ت(د بن حممد الغزايل، ـحمم .أمحد شاكر/، أمحد بن حنبل الشيباين، ت1995-1416، 1املسند، دار احلديث، القاهرة، ط-176حممد حمي /ت، آل تيمية، ت.، بط.املسودة يف أصول الفقه، دار الكتاب العريب، بريوت، ب-177

.الدين عبد احلميد، 1979- 1399، 2ب اإلسالمي، بريوت، طـاأللباين، املكت: كاة املصابيح، حتقيقـمش-178

: ت(د بن عبد اهللا اخلطيب التربيزي، ـحمم، أبوسليمان محد بن حممد اخلطايب 2007-1428، 1طمعامل السنن، شركة القدس، القاهرة، -179

.حممد حممد تامر/، ت)288: ت(البسيت، ، عبد العزيز بن حممد 2009-1430، 1معامل يف طريق طلب العلم، دار التأصيل، ط-180

.السدحان، أبو القاسم سليمان بن أمحد 1995-1415، ط.املعجم األوسط، دار احلرمني، القاهرة، ب-181

طارق عوض، وعبد احملسن بن إبراهيم احلسيين/، ت)360: ت(، الطرباين اهللا عبد أبو ،1885، بريوت ،صادر دار، الصديف علي أيب اإلمام القاضي أصحاب يف املعجم-182 ).هـ 658: ت(، األبار القضاعي بن اهللا عبد بن حممد

، حممد أبو 2009-1429، 1معجم مصطلحات احلديث وعلومه، دار النفائس، األردن، ط-183 ، أبو احلسني أمحد بن فارس بن زكريا1979-1399ط، .، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، بالليث

Page 248: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

240

.عبد السالم حممد هارون/، ت)395هـ: ت(

.، جممع اللغة العربية2004-1425، 4املعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط-184عبد املعطي أمني /، البيهقي، ت1991- 1412، 1القاهرة، ط معرفة السنن واآلثار، دار الوفاء،-185 .قلعجي، احلاكم أبو عبد اهللا 1977- 1397، 2معرفة علوم احلديث، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-186

.السيد معظم حسني/، ت)321: ت(حممد بن عبد اهللا احلافظ، ين عبد اهللا بن أمحد بن ، موفق الد2007-1428، 6املغين، دار عامل الكتب، الرياض، ط-187

.عبد الفتاح احللو. عبد اهللا بن عبد احملسن التركي، ود. د/، ت)620: ت(قدامة املقدسي، .نورالدين عتر/ت، الذهيب، ت.ط، ب.املغين يف الضعفاء، إدارة إحياء التراث، قطر، ب-188القاسم احلسني بن ، أبو 2010-1431، 6داراملعرفة، بريوت، ط املفردات يف غريب القرآن،-189

.حممد خليل عيتاين: ، ضبط ومراجعة)502: ت(حممد الراغب األصفهاين، دمشق، -دار الكلم الطيب، بريوت-، دار ابن كثريمسلم كتاب تلخيص من أشكل ملا املفهم-190

.جمموعة من العلماء/، ت)هـ656:ت(أبو العباس أمحد بن إبراهيم القرطيب، ،1996-1417، 1ط، عمر بن علي بن أمحد األنصاري 1413، 1يف علوم احلديث، دار فواز السعودية، ط املقنع-191

.عبد اهللا بن يوسف اجلديع/، ت)804: ت(املعروف بابن امللقن، الشهرستاين، الكرمي عبد بن ، حممد1414-1993، 3ط بريوت، املعرفة، والنحل، دار امللل-192

.رأمري علي مهنا، وعلي حسن فاعو/، ت)548: ت( .عتر الدين نور ،1997-1418، 3، طدمشق الفكر دار، احلديث علوم يف النقد منهج-193اق ـ، أبو إسح2003-1424، 1ان، القاهرة، طـدار ابن عف- قات، دار ابن القيمـاملواف-194

مشهو حسن سلمان/، ت)790: ت(إبراهيم بن موسى بن حممد اللخمي الشاطيب، نور الدين /، ابن اجلوزي، ت1997-1418، 1الرياض، طاملوضوعات، أضواء السلف، -195

.شكري، )هـ179: ت(، مالك بن أنس، 2002-1423، 1املوطأ، دار اإلمام مالك، اجلزائر، ط-196

.حممود بن اجلميل/ت

Page 249: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

241

ت، أبو منصور عبد القاهر بن طاهر .ط، ب.الناسخ واملنسوخ، دار العدوى، عمان، ب-197

.حلمي كامل أسعد. د/، ت)429: ت(البغدادي، ، )456: ت(، ابن حزم، 1986-1406، 1الناسخ واملنسوخ، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-198

.عبد الغفار سليمان البنداري/ت

/ت. ابن حزم ،1405، 1، دار الكتب العلمية، بريوت، طالدين أصول أحكام يف الكافية النبذة-199 .العزيز عبد أمحد حممدعبد اهللا /، ابن حجر، ت1422، 1توضيح خنبة الفكر، مطبعة سفري، الرياض، طنزهة النظر يف -200

.الرحيليالنكت على كتاب ابن الصالح، أمحد بن علي بن حجر العسقالين، اجلامعة اإلسالمية، املدينة، -201

.ربيع بن هادي املدخلي/، ت1984- 1404، 1طالزركشي، ،1998-1419، 1، طالنكت على مقدمة ابن الصالح، أضواء السلف، الرياض-202

.زين العابدين بن حممد بال فريج/تت، علي .ط، ب.افة، عدن، بـر يف توضيح خنبة الفكر، مكتبة الثقـالنكت على نزهة النظ-203

.حسن عبد احلميد، 1997، 1هاج، جدة، طـعلم الشريف، دار املنـضل محلة الـشر طي التعريف يف فـن-204

.مد بن عبد الرمحنـحم، أبو حممد عبد اهللا بن يوسف 2002-1422، 2نصب الراية، دار الكتب العلمية، بريوت، ط-205

.أمحد مشس الدين/، ت)هـ762: ت(الزيلعي، .ت، اإلسنوي.، ب ط.اية السول يف شرح منهاج األصول، عامل الكتب، ب-206ابن رجب، ،1422 ،2السعودية، ط اجلوزي، ابن دارفتح الباري يف شرح صحيح البخاري، -207

.طارق عوض/ت-1421، 3دمشق، ط-الرياض، دار الفيحاء-فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار السالم-208

.حممد فؤاد عبد الباقي: ، ابن حجر، ترقيم2000ىي ـ، أبو حي1999-1،1420ح الباقي بشرح ألفية العراقي، دار ابن حزم، بريوت، طـفت-209

.حافظ الزاهدي/، ت)926: ت(، .زكريا بن حممد األنصاري

Page 250: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

242

بن ، احلسن1427، 1املختار، دار عامل الفوائد، مكة، ط نبينا سنة ألحكام اجلامع الغفار فتح-210

.جمموعة/، ت)هـ1276: ت(أمحد الرباعي، ، 2003-1424ط، .فتح املغيث يف شرح ألفية العراقي يف احلديث، دار اإلمام الطربي، ب-211

.عليعلي حسني /السخاوي، ت، 2001-1422، 2الفتح املأمول يف شرح مبادئ األصول، دار الرغائب والنفائس، اجلزائر، ط-212

.حممد علي فركوس، ابن حزم، 1996-1416، 2الفصل يف امللل واألهواء والنحل، داراجليل، بريوت، ط-213

.حممد إبراهيم نصر، وعبد الرمحن عمرية/ت، عبد 2002-1423، 1الثبوت، دار الكتب العلمية، بريوت، طفواتح الرمحوت بشرح مسلم -214

.عبد اهللا حممود حممد عمر: ، ضبط وتصحيح)1225: ت(العلي حممد بن حممد اللكنوي، ، حممد بن يعقوب الفريوز أبادي، 2009-1430، 4القاموس احمليط، دار املعرفة، لبنان، ط-215

.خليل مأمون شيحا/، ت)817: ت(، ابن 1408، 2بة املطبوعات اإلسالمية، حلب، طـ، مكتاألثر علوم صفوة يف األثر قفو-216

.عبد الفتاح أبو غدة/، ت)971: ت(، إبراهيم بن حممد الدين رضياحلنبلي ، عز الدين بن عبد 2010-1431، 4قواعد األحكام يف إصالح األنام، دار القلم، دمشق، ط-217

.كمال محاد، وعثمان مجعةنزيه /، ت)660: ت(العزيز بن عبد السالم، ، وأمحد عمر 1984-1404، ط.قواعد أصول احلديث، دار الكتاب العريب، بريوت، ب-218 .هاشم

، 1961-1380، 2قواعد التحديث من فنون مصطلح احلديث، دار إحياء الكتب العربية، ط-219 .حممد جة البيطار/، ت)هـ1332: ت(مجال الدين القامسي،

، ظفر أمحد العثماين 1972-1392، 3احلديث، دار القلم، بريوت، ط قواعد يف علوم-220 .التهانوي

.ت، السخاوي.ط، ب.القول البديع يف الصالة على احلبيب الشفيع، دار الريان، مصر، ب-221ابن ،1401، 1، طالقاهرة ،تيمية ابن مكتبة، أمحد لإلمام املسند عن الذب يف املسدد القول-222 .حجر

Page 251: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

243

ابن ،1401، 1، طالقاهرة ،تيمية ابن مكتبة، أمحد لإلمام املسند عن الذب يف املسدد القول-223 .حجر، حممد بن علي 2004-1425، 1دار ابن حزم، بريوت، ط القول املفيد يف حكم التقليد،-224

.شعبان حممد إمساعيل/الشوكاين، ت- 1407، 1بريوت، طب العلمية، ـفرة للحجاج، دار الكتـاج يف عموم املغـقوة احلج-225

.مسري حسني احلليب/، ابن حجر، ت1988 ،1992-1413، 1القبلة، جدة، ط الستة، دار الكتب يف رواية له من معرفة يف لكاشفا-226

.اخلطيب منر حممد وأمحد عوامة حممد /الذهيب، ت عبد أمحد ، أبو1997-1418، 1الرجال، دار الكتب العلمية، بريوت، ط ضعفاء يف لـالكام-227

.عادل أمحد وعلي معوض/، ت)هـ365: ت(عدي، بن اهللا، أبو عبيد 2007-1428، 1السعودية، ط- مصر، دار الفضيلة-كتاب األموال، دار اهلدي-228

.سيد رجب/، ت)هـ224: ت(القاسم بن سالم، ، ابن حبان، 2000-1421، 1كتاب اروحني من احملدثني، دار الصميعي، الرياض، ط-229

.بد ايد السلفيمحدي ع/تالنسائي، ، 1985-1405، 1الثقافية، بريوت، ط الكتب واملتروكني، مؤسسة الضعفاءكتاب -230

.احلوت يوسف وكمال الضناوي بوران/ت- 1399، 1الستة، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط الكتب على البزار زوائد عن األستار كشف-231

.حبيب الرمحن األعظمي/اهليتمي، ت ،1979،عبد العزيز 1998-1418كشف األسرار عن أصول البزدوي، دار الكتب العلمية، بريوت، -232

.عمر حممد حممود اهللا عبد، )730: ت(بن أمحد البخاري، ، أبو البقاء أيوب بن موسى1998 – 1419، 2الكليات، مؤسسة الرسالة، بريوت، ط-233 .املصري حممد درويش و عدنان /، ت)هـ1094: ت(ي، الكفو . العويف ، عوض2002-1423، 1املنورة، ط املدينة اإلسالمية، الوالية يف النكاح، اجلامعة-234 .، حافظ أنور1420، 1والية املرأة يف الفقه اإلسالمي، دار بلنسية، الرياض، ط-235

Page 252: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

244

فهرس املوضوعات

املوضوع الصفحة

املقدمة

1.................................................اخلالف الفقهي بني علماء األمة: الفصل األول

2.........................................................أسباب اختالف الفقهاء: املبحث األول

2..........................................................................................متهيد 3......................حا والفرق بينهمامعىن لفظ االختالف واخلالف لغة واصطال: املطلب األول

3.........................................:.....لغة واصطالحا) اخلالف (تعريف االختالف : أوال 3........................................................................................لغة -أ

3...........................................:....................................اصطالحا - ب 3..........................................................تعريف املناوي للفظ اخلالف اصطالحا

4...............................................................................تعريف اجلرجاين 4................................................................................تعريف الراغب

4...................................................................ما يالحظ على هذه التعاريف 5....................................................................التعريف املختار وأوجه ذلك

5.......................................................الفرق بني لفظي اخلالف واالختالف: ثانيا 6..................................................أهم أسباب اخلالف بني الفقهاء: املطلب الثاين

6..................................................الفقهاء عند اإلمام البطليوسيأوجه اخلالف بني 7...................................................................اشتراك األلفاظ و املعاين :أوال 7...........................................................................احلقيقة و ااز :ثانيا 8.................................................اخلالف العارض من جهة اإلفراد والتركيب :ثالثا

9...............................................صوصاخلالف العارض من جهة العموم واخل :رابعا

Page 253: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

245

10......................................................اخلالف العارض من جهة الرواية ׃خامسا 11.............................................اخلالف العارض من قبل االجتهاد والقياس ׃سادسا 12.........................................................اخلالف العارض من قبل النسخ ׃سابعا 13......................................................يف اخلالف العارض من قبل اإلباحة ׃ثامنا

14.......................................احلديث عند األئمةأسباب اقتضت خمالفة املبحث الثاين

15.............................................................عدم بلوغ احلديث :األولالسبب 18......................................أن يكون احلديث قد بلغه لكن مل يثبت عنده: السبب الثاين

20.................................اعتقاد ضعف احلديث باجتهاد قد خالفه فيه غريه: السبب الثالث 21..................................أن يكون احلديث قد بلغه وثبت عنده لكن نسيه: السبب الرابع

22...................اشتراطه يف اخلرب الواحد العدل احلافظ شروطا خيالفه فيها غريه: السبب اخلامس 25......................................داللة احلديث ألسبابعدم معرفة اتهد ب: السبب السادس 26...................................أن يعرف داللة احلديث لكن ال يعتقد صحتها: السبب السابعأن يعرف داللة احلديث لكن يعتقد أا معارضة مبا يدل على أا ليست : السبب الثامن

28.......................................................................................مرادةوبني ما يصلح أن يكون معارضا التعارض الذي ينقدح يف نفس اتهد بني هذا احلديث: السبب التاسع

30...........................................................................................له 31............................أسباب االختالف يف احلكم على احلديث قبوال وردااملبحث الثالث

31..........................................عدالة الراوي األسباب اليت ترجع إىل: املطلب األول

31.................................................................تعريف العدالة لغة واصطالحا 31................................................................................شروط العدالة

31.................................................................................ماإلسال -1 32..................................................................................البلوغ -2

Page 254: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

246

32...................................اختالفهم يف رواية ما حتمله الصيب بعد التمييز وأداه قبل البلوغ

34...................................................................................العقل -3 34................................................................السالمة من أسباب الفسق -4

J -.............................35- اهللاختالفهم يف مسألة التائب من الكذب يف حديث رسول

37..................اختالفهم يف مسألة التائب من الكذب يف حديث الناس وغريه من أسباب الفسق 37................................................................السالمة من خوارم املروءة -5

38.......................السالمة من خوارم املروءة يف حد العدالةاعتراض بعضهم على إدخال شرط العالقة بني اشتراط السالمة من خوارم املروءة يف حد العدالة وبني االختالف بني العلماء يف احلكم على

41.....................................................................................احلديثفروع تتعلق باجلرح من أسباب االختالف يف احلكم على احلديث مما يتعلق بالعدالة : ملسألة اخلامسةا

41.....................................................................................والتعديل 41.......................................................كيف تعرف عدالة الرجل؟: الفرع األول

42..................................................................مفهوم العدالة عند أيب حنيفة 42...........................................................العدالةحتقيق مذهب ابن عبد الرب يف

43..............................................واجلرح؟هل يشترط العدد يف التزكية : الفرع الثاين 46.....................................................................تعديل املرأة العارفةمسألة 48............................................................................تعديل العبد مسألة

48............................................تزكية الصيب املراهق والغالم الضابط ملا يسمعهمسألة 48..........................................................مسألة التعديل ملن أم: الفرع الثالث

منه له أم مساه، هل جتعل روايته عنه تعديال وإذا روى العدل عن رجل : رع الرابعالف 49..........................................................................................ال؟

51...........................هل يقبالن أم ال؟ اختالفهم يف اجلرح والتعديل املبهمني: الفرع اخلامس

Page 255: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

247

52........................................يف تعارض اجلرح والتعديل، أيهما يقدم؟: الفرع السادس

54............................اختالفهم يف صحة ما أنكر فيه األصل حتديث الفرع: املسألة السادسة 59.....................................................اختالفهم يف رواية اهول: املسألة السابعة

59............................................................هول العنياخلالف يف رواية جم: أوال 61...............................................اخلالف يف رواية جمهول احلال ظاهرا وباطنا: ثانيا 62......................اخلالف يف رواية جمهول احلال باطنا ال ظاهرا، وهو املستور عند مجاعة: ثالثا

63...................................اختالفهم يف رواية املبتدع الذي مل يكفر ببدعته: املسألة الثامنة 64............................تحديث أجرااختالفهم يف رواية من كان يأخذ على ال: املسألة التاسعة 65...........................................بط الراوياألسباب اليت ترجع إىل ض: املطلب الثاين

65.................................................................واصطالحا الضبط لغةتعريف ال يغلب اختالفهم يف رواية أهل الصدق واحلفظ، لكن يقع منهم الوهم كثريا و

66.......................................................................................عليهم 66.................................................فروع تتعلق بطرق التحمل واألداءاختالفهم يف 66.........................................................................العرض: الفرع األول

66.......................................................................................تعريفه 67..............................................................اختالفهم يف فروع تتعلق بالعرض

إذا قرأ على الشيخ وهو ال حيفظ والنسخة بيد غريه وهو موثوق به، هل يصح السماع أم -أ 67..........................................................................................ال؟ 67.................؟عليه وإقراره سكوته يكفي أم نطقا، عليه قرئ مبا الشيخ يقر أنهل يشترط - ب 68..........................................هل يصح مساع أو إمساع من ينسخ وقت القراءة ؟ - ج

68.........................................................................اإلجازة: الفرع الثاين 68......................................................................................تعريفها

Page 256: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

248

69...........................................................أنواعها وحكم االحتجاج بكل نوع

69......................................................................أن جييز ملعني يف معني -أ 69................................................................غري معني أن جييز ملعني يف - ب 69.........................................................العموم بوصف معني لغري جييز نأ - ج

70.........................................................................املناولة: الفرع الثالث 70......................................................................................تعريفها

70.......................................................نوعنوعا املناولة وحكم االحتجاج بكل 70...................................................................املناولة املقرونة باإلجازة -أ

71................................................................اإلجازة عن اردة املناولة - ب 71.........................................................................اإلعالم: الفرع الرابع

72.......................................................................................تعريفه 72...........................................................................حكم االحتجاج به

72.......................................................................الوصية: الفرع اخلامس 72......................................................................................تعريفها

..........................................................................72احكم االحتجاج 73.......................................................................املكاتبة: الفرع السادس

73.........................................................قسما املكاتبة وحكم العمل بكل قسم 74..............................................................اإلجازة عن املكاتبة تتجرد أن -أ

74.......................................................................باإلجازة تقترن أن - ب 74........................................................................الوجادة: الفرع السابع

75......................................................................................تعريفها 75..............................................................................حكم العمل ا

Page 257: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

249

75...................أثر االختالف يف االحتجاج ببعض طرق التحمل واألداء يف احلكم على احلديث

77................................................................أدب اخلالف : املبحث الرابع

77..............................................................تأصيل يف الباب: املطلب األول

79...............................منادج عالية من التأدب بأدب اخلالف بني العلماء: املطلب الثاين

83...........................................................عالقة الفقه باحلديث: الفصل الثاين

84.....................................................................الفقه يف اللغة واالصطالح 84..................................................................احلديث يف اللغة واالصطالح

86................................................................القرآنأنواع األحكام اليت بينها 86..........................................................أنواع البيان القرآين لألحكام الشرعية

86................................................................أنواع األحكام اليت بينتها السنة 88...............................................أشهر الكتب اليت مجعت أحاديث األحكام خاصة

89......................................................أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث األول

89..........................................................فضل الفقه والفقهاء: املطلب األول

89.............................................................................فضل الفقه: أوال 90...........................................................................فضل الفقهاء: ثانيا

94...............................................فضل علم احلديث وفضل أهله: املطلب الثاين

94......................................................................احلديث علمفضل : أوال 94...................:..................................................فضل أهل احلديث: ثانيا

95...........................................................بني الفقه واحلديث: املطلب الثالث

96....................................املدارس الفقهية بني أهل الفقه وأهل احلديث: املبحث الثاين

99........................................................................ :املراد باملدرسة الفقية

Page 258: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

250

99..........................................................مدرسة أهل احلديث: املطلب األول

99..................................................................النشأة وعوامل الظهور: أوال 101.........................................................مكانتها وانتشارها يف األمصار: ثانيا 103.........................................................................أشهر علمائها: ثالثا 105.............................................................خصائص مدرسة احلديث: رابعا

105.......................................................................بعض أصوهلا: خامسا 106...........................................................مدرسة أهل الرأي: املطلب الثاين

107.................................................................النشأة وعوامل الظهور: أوال 108.........................................................مكانتها وانتشارها يف األمصار: ثانيا 109.........................................................................هاأشهر علمائ: ثالثا 109...............................................................خصائص مدرسة الرأي: رابعا

110.......................................................................بعض أصوهلا: خامسا 110.........................................................مدرسة أهل الظاهر: املطلب الثالث

111..................................................................التعريف ذه املدرسة: أوال 112...........................................................ابن حزم حامل لواء الظاهرية: ثانيا

114...................................التصحيح والتضعيف بني الفقهاء واحملدثني: الفصل الثالث

115...........................................نشأة علم احلديث ومراحل تطوره: املبحث األول

JJJJ -...............................................115-احلديث يف عهد النيب : املطلب األول

115..................................االعتماد على احلفظ يف تلقي العلم يف هذا العهد وسبب ذلك 116........................................................حكمة النهي عن الكتابة يف هذا العهد

J- ................................................................117-طرق التلقي عن النيب

Page 259: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

251

117...............................................النهي عن الكتابة وبني إباحتها وجوه اجلمع بني

118..............................................احلديث يف عهد اخلالفة الراشدة: املطلب الثاين

118.............................بعض القواعد اليت سار عليها الصحابة يف باب الرواية يف هذا العهد 119.....................................................................األمر بتقليل الرواية -1

119.....................................................................القصد من تقليل الرواية 120.................................................................تثبتهم يف رواية احلديث -2-J-منع الصحابة الرواة من التحديث مبا يعلو على فهم العامة، اتساء بسنة النيب -3

..........................................................................................121 122.......................احلديث بعد زمن اخلالفة الراشدة إىل اية القرن األول: املطلب الثالث

123.......................................................دور احلديث اليت ظهرت يف هذا العصر 125..........................................................................بداية تدوين السنة

125...............................................................................أسباب ذلك 126................................................................الطريقة املسلوكة يف التدوين

126..............................................احلديث يف القرن الثاين اهلجري: املطلب الرابع

126...........................................................اتساع دائرة التدوين يف هدا العصر 127............................................................................ظهور علم النقد 128..........................................احلديث يف القرن الثالث وما بعده: املطلب اخلامس

128................................................................مميزات التدوين يف هذا العصر 129..............................................................ازدهار علم النقد يف هذا العصر

130...................................................................ظهور علم أصول احلديث 131......................................................أول من ألف يف هذا العلم كفن مستقل

131.....................................................................أهم مصنفات هذا الفن

Page 260: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

252

133...............................................يف هذا الفن وميزة كل طريقة منهجية التصنيف

134......................................الصحيح عند احملدثني و الفقهاءاحلديث : املبحث الثاين

134..............................................الصحيح وشروطه عند احملدثني: املطلب األول

134......................................................: لغة واصطالحا تعريف الصحيح: أوال 134........................................................................................لغة

134..................................................................................اصطالحا 134.........................................................................تعريف ابن الصالح

134...........................................................................تعريف ابن حجر 134........................................................................مقارنة بني التعريفني

135.....................................................................إطالقات لفظ الصحيح 136...............................................................شروط احلديث الصحيح: ثانيا

136.....................................................................الشروط املتفق عليها -أ 136..........................................................................عدالة الرواة :أوال 136...............................................................................الضبط: ثانيا 136..........................................................................اتصال السند :ثالثا 136..................................................................السالمة من الشذوذ: رابعا

137....................................................صورة زيادات الثقات عند علماء احلديث 137.................................................ما اشترطه احلافظ ابن حجر لقبول زيادة الثقة

138.....................................................الشروط املختلف فيها زيادة ونقصا - ب 138.........................................................بالنقصالشروط املختلف فيها : والأ

138......................................................................ما يتعلق باملراسيل -1 139................................................................ما يتعلق برواية املدلسني -2

Page 261: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

253

139...................................................................ما يتعلق مبخالفة الثقة -3 140..................................................ما يتعلق برواية املبتدع صادقا فيما رواه -4

140.............................................................................إشكال وجوابه 141..........................................................الشروط املختلف فيها بالزيادة: ثانيا 141.......................................................أن يكون الراوي مشهورا بالطلب -1 141..........................................................................الفهم واملعرفة -2 142......................................................................العلم مبعىن الرواية -3 142............................................................................فقه الراوي -4 142.................................................................................العدد -5 143......................................................ثبوت التالقي بني الراوي ومن فوقه -6

143...............................................الصحيح وشروطه عند الفقهاء: املطلب الثاين

143..................................................................الصحيح عند الفقهاء: أوال 143..............................................................مفهوم الصحيح عن الفقهاء -أ

144..........................................دثني وتعريف الفقهاء للصحيحمقارنة بني تعريف احمل 144............................................................شروط الصحيح عند الفقهاء - ب

144.................................................................عدالة الراوي: الشرط األول 144.................................................تساهل الفقهاء يف هذا الشرط خبالف احملدثني

144..................................................................ما ترتب على هذا التساهل 145.................................................................ضبط الراوي: الشرط الثاين

145............................يف حد الوهم والغلط الذي يرد به الراوياختالف الفقهاء واحملدثني 145...............................................................يف املراد بكثرة اخلطأاختالفهم

145..................................................................األحنافقسما الضبط عند

Page 262: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

254

145................................................................اتصال السند: الشرط الثالث

145.................................................................مفهوم االتصال عند الفقهاء 146.............................................مغايرة منهج الفقهاء ملنهج احملدثني يف هذا الشرط

147.....................................................شرط السالمة من الشذوذ يف نظر الفقهاء 147.........................................................زيادة الثقة مقبولة عند الفقهاء مطلقا

147.................................................استدراك احلافظ ابن حجر على هذا اإلطالق 147.......................................................شرط السالمة من العلة يف نظر الفقهاء

147......................................ملنهج احملدثني وسبب ذلكخمالفة منهج الفقهاء يف التعليل 148.............................................................أسباب رد احلديث عند الفقهاء

149..............................................والفقهاء الضعيف عند احملدثني: املبحث الثالث

149.......................................................الضعيف عند احملدثني: ب األولاملطل

149.................................................................لغة واصطالحا تعريفه: أوال 149................................................عند احملدثني مسالك الضعف إىل احلديث: ثانيا 149............................................................أنواع الضعيف عند احملدثني: ثالثا 149...............................................................ما يرجع إىل اتصال السند -1 150......................................................................................علقامل

150.....................................................................................املرسل 150...................................................................................املعضل

150....................................................................................املنقطع 150....................................................................................املدلس

150..............................................................................املرسل اخلفي 150...........................................................اختالل العدالة ما يرجع إىل: ثانيا

Page 263: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

255

150...................................................................................املوضوع

151....................................................................................ملتروكا 151......................................................................................املنكر

151...............................................................................رواية اهول 151...............................................................................رواية املبتدع

151.......................................................................اختالل الضبط: ثالثا

152......................................................................................املنكر 152......................................................................................املعلل

152....................................................................................املدرج 152....................................................................................املقلوب

152.....................................................................املزيد يف متصل األسانيد 152..................................................................................املضطرب 153..................................................................................املصحف

153......................................................................................الشاذ 153.........................................................مراتب الضعيف عند احملدثني: رابعا

153.............................................................سري الضعفالياحلديث الضعيف 153............................................................شديد الضعفالاحلديث الضعيف 153...........................................................................احلديث املوضوع

154........................................................الضعيف عند الفقهاء: املطلب الثاين

154.................................والشذوذج الفقهاء ملنهج احملدثني يف التضعيف بالعلة هخمالفة من

155.................................تقوية احلديث الضعيف بني الفقهاء واحملدثني :املطلب الثالث

155.............................................تقوية احلديث الضعيف باملتابعات والشواهد: أوال

Page 264: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

256

155...............................................................................االعتبارمعىن

156................................................................................معىن املتابعة 156................................................................................نوعا املتابعة

157.......................................مذهب ابن حزم يف تقوية احلديث الضعيف بتعدد الطرق 158..................................بتعدد الطرق -يسري الضعف -شروط تقوية احلديث الضعيف 159................................................................شرط تقوية احلديث بالشاهد

تقوية احلديث الضعيف مبوافقة القرآن أو اإلمجاع أو أصول الشريعة أو بتلقي العلماء له : ثانيا 160....................................................................................بالقبول

161..............................مبا سبق معىن احلديث الضعيف نقول عن بعض أهل العلم يف تقوية 162..................................................تقوية احلديث الضعيف بقول الصحايب: ثالثا

163..................................قوية احلديث الضعيف بقول الصحايبنقول عن أهل العلم يف ت 164........................................................ة احلديث الضعيف بالقياستقوي: رابعا

164..........................حكم االحتجاج باحلديث الضعيف يف باب األحكام: املطلب الرابع

167...........................................شرائط العمل باحلديث الضعيف يف فضائل األعمال 168....................................................حتقيق ابن تيمية يف مسألة العمل بالضعيف

169.............................سبب إيراد احلديث الضعيف يف كتب األحكام: املطلب اخلامس

173....................................................................التطبيق: الفصل الرابع

فهم يف احلكم على احلديث يف باب مناذج مما اختلف فيه العلماء بسبب اختال: املبحث األول

174..................................................................................العبادات

174....................................................................الطهارة: املطلب األول

174..............................................اختالفهم يف تثليث مسح الرأس: ولالنموذج األ 174............................................................................مذاهب العلماء

Page 265: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

257

174..............................................................................سبب اخلالف 176............................................اختالفهم يف اجلنب إذا أراد أن ينام: النموذج الثاين

176...............................................................املسألةمذاهب العلماء يف هذه 177..............................................................................سبب اخلالف 179......................................................................الصالة: املطلب الثاين

179.................................اختالفهم يف صالة الرجل خلف الصف وحده: النموذج األول 179..............................................................................مذاهب األئمة 179..............................................................................سبب اخلالف 181..........................................................صفة سجود السهو: النموذج الثاين

181............................................................................اختالف العلماء 182..............................................................................اخلالفسبب

186....................................................................الزكاة: املطلب الثالث

186............................................اختالفهم يف زكاة عروض التجارة: النموذج األول 186.............................................................................مذاهب العلماء 186..............................................................................سبب اخلالف 187...................................................هل جتب الزكاة يف العسل؟: النموذج الثاين

187.............................................................................مذاهب العلماء 188..............................................................................سبب اخلالف 191.....................................................................الصوم: املطلب الرابع

191............................................هل جيب التتابع يف قضاء رمضان؟: األولالنموذج 191..............................................................................مذاهب األئمة

191..............................................................................اخلالفسبب

Page 266: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

258

193................اء رمضان حىت دخل عليه رمضان آخرهل يطعم من فرط يف قض: النموذج الثاين

193............................................................................الفقهاءاختالف 194..............................................................................سبب اخلالف

196.....................................................................احلج: املطلب اخلامس

196..................................................اختالفهم يف وجوب العمرة: النموذج األول 196............................................................................مذاهب الفقهاء

196..............................................................................اخلالفسبب عن غريه أن يكون حج عن نفسه حجة هل من شرط من حيج: النموذج الثاين

197...................................................................................اإلسالم؟ 197.............................................................................لماءمذاهب الع

198..............................................................................سبب اخلالفباب مناذج مما اختلف فيه العلماء بسبب اختالفهم يف احلكم على احلديث يف: املبحث الثاين

200.................................................................................املعامالت

200....................................................................النكاح: املطلب األول

200........................................اختالفهم يف اشتراط الوالية يف الزواج: النموذج األول 200............................................................................اختالف الفقهاء

201..............................................................................سبب اخلالفوج قبل تسمية الصداق وقبل الدخول ا، فهل للمرأة إذا مات الز: النموذج الثاين

204..................................................................................الصداق؟ 204............................................................................اختالف الفقهاء

205..............................................................................سبب اخلالف 207......................................................................البيوع: املطلب الثاين

Page 267: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

259

207..............................................اختالفهم يف حكم بيع من يزيد: النموذج األول

207............................................................................اختالف الفقهاء 207..............................................................................سبب اخلالف 209................................................اختالفهم يف حكم بيع العربون: النموذج الثاين

210...................................................................معىن العربون املختلف فيه 211............................................................................اختالف الفقهاء

212..............................................................................اخلالفسبب 216....................................................................................اخلامتة

218.............................................................................ثبت الفهارس

219..............................................................................فهرس اآليات 221...........................................................................فهرس األحاديث

224...............................................................................اآلثارفهرس 226.....................................................................فهرس املصادر واملراجع

244..........................................................................فهرس املوضوعات

Page 268: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

260

Page 269: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

261

Page 270: ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑﺃ ﻢﻴﺣﺮﻟﺍ ﻦﲪﺮﻟﺍ ﷲﺍ ﻢﺴﺑ: ﺔﻣﺪﻘﻣ ﻩﺪﻬﻳ ﻦﻣ ،ﺎﻨﻟﺎﻤﻋﺃ ﺕﺎﺌﻴﺳ

ملخص

في ھذه المذكرة بحث لقضیة علمیة، تتعلق بأھم سبب من أسباب الخالف بین ، والتي كان لھا األثر الكبیر في العلماء، وھو الخالف في صحة األحادیث النبویھ

اختالف الفقھاء في المسائل الفقھیة، فما من باب من أبواب الفقھ إال واعترضت الباحث، وفي فصول ومباحث ھذه المذكرة تفصیل القول فیھا من الناحیة األصولیة، حدیثا وفقھا، ولم یعدم الباحث بحثھ من نماذج تطبیقة، في أبواب من

فعولجت من ناحیة التنظیر ومن ناحیة األثر العملي، فعسى أن یجد الفقھ مختلفة، القارئ ما ینبھھ تجاه ھذه المسألة المھمة، لیھتدي بھا في التعامل مع اختالف

.واهللا أعلم. العلماء الذي ینشأ بسبب الخالف في صحة األحادیث

:الكلمات المفتاحیة

حسن؛ التصحیح؛ التضعیف؛ سبب الخالف؛ الفقھ؛ األثر؛ الصحیح؛ الضعیف؛ ال.الحكم الشرعي؛ المرسل

2014فبرایر 26نوقشت یوم