ءﺎـــــــﻨﺑﻷﺍ ﻭ ءﺎـــــــﺑﻵﺍ ﻦﻴﺑ...

164
ﺍﻟﺴــﺎﻧﻴـــــــــﺎ ﻭﻫـــــــــــﺮﺍﻥ ﺟـــــــــــﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤــــــــﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠـــــــﻮﻡ ﻛﻠﻴــﺔ ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤـــــــﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﺑـــــــﺎء ﻭ ﺍﻷﺑﻨـــــــﺎء( ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺗﺨﺼﺺ ﺇﺭﺷﺎﺩ ﻭ ﺗﻮﺟﻴﻪ) : ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﺔ: ﺇﺷﺮﺍﻑ ﻛﺮﻭﺵ ﻛﺮﻳﻤﺔﺃﺣﻤﺪ ﻫﺎﺷﻤﻲ.: ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﻴﻦﺭﺋﻴﺴﺎ......................... ﻣﻨﺼﻮﺭﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ/ ﻣﺸﺮﻓﺎ............................... ﻫﺎﺷﻤﻲ ﺃﺣﻤﺪ/ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ............................. ﺷﺎﺭﻑ ﺟﻤﻴﻠﺔ/ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ............................. ﺁﺳﻴﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠ/ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ2010 - 2011

Transcript of ءﺎـــــــﻨﺑﻷﺍ ﻭ ءﺎـــــــﺑﻵﺍ ﻦﻴﺑ...

جـــــــــــامعة وهـــــــــــران الســانيـــــــــا كليــة العلـــــــوم اإلجتمــــــــاعية

قسم علم النفس و علوم التربية

الحـــــــوار بين اآلبـــــــاء و األبنـــــــاء ( رسالة ماجستير تخصص إرشاد و توجيه )

: من إعداد الطالبة كروش كريمة إشراف: د.أحمد هاشمي

لجنة األساتذة المناقشين: د /منصوري مصطفى.........................رئيسا ...............................مشرفا د/ هاشمي أحمد د / شارف جميلة.............................مشرفة مساعدة د / آسيا عبد الله.............................مناقشا

2011 - 2010السنة الجامعية

اإلهـــــــــــــــــــــــــــــداء

و الذين قال فيهما جل جالله " و قضى ربك أن ال تعبد أعز مخلوقين في هذا الوجود لىإ " إلى من كانا سببا في وجودي الذين ساقاني بعطفهما و حنانهما إال إياه و بالوالدين إحسانا

و توجيهاتهما السديدة و سهرا من أجلي الليالي، و أفنيا عمرهما في سبيل نجاحي، و بفضلهما حققت آمالي، أسأل الله الغفور أن يسكنهما جنات و قصور، والدي و والدتي الكريمين حفظهما الله و رعاهما و رحمهما في الدنيا قبل اآلخرة، و أطال في عمرهما

وجعلني منهما كالفرع من األصل يخرج منه فيؤتي أكله كل حين بإذن الله.

إلى من اختاره لي الله رفيقا أبديا في هذا الوجود، و الذي طالما آزرني بروحه و لم يبخل علي بشيء من الدعاء والنصيحة و اإلرشاد، إلى زوجي الغالي. و إلى كل أفراد عائلته

إلى الكتكوتتين المدلعتين إبنتايا إيــــنـــاس و إلهام.

إلى من جمعتني بهم صلة األخوة و ذكريات الصبا، إلى أختاي نوال وسعيدة، و إخوتي طاهر، توفيق، و كريم، حماهم الله و أنار لهم درب الحياة و طريق الصواب.

إلى دفعة الماجستير في اإلرشاد و التوجيه: فتيحة، عدالت، زهرة، حياة، هجيرة.

إلى من ساعدني من قريب أو من بعيد بقول أو بفعل في إنجاز هذا العمل المتواضع و أخص قدمتا لي يد المساعدة بجميع الوسائل و الطرق نبالذكر أختي نوال، و صديقتي مكيوسة، اللتا

من أجل إتمام هذا البحث. إلى كل من يعرف كريمة، و لم تتسع السطور لذكرهم، ولكن قلبي وسعهم جميعا. إلى كل هؤالء أهدي ثمرة جهدي هذا، و أرجو من الله أن يوفقني لما فيه الخير.

كــــــريمــــة

الشـــــــــــــــــــــــــكر

أحمد اهللا و أشكره على ما أوصلني إليه من معرفة، و على ما منه علي من نور العلم، و الفهم و الصبر والتوفيق و أتمنى أن يزيدني في هذا المشوار المعرفي و أرجو من المولى

عز و جل أن يسدد خطانا جميعا لما فيه الخير.آمين

أتقدم بخالص الشكر و العرفان إلى األستاذ الدكتور هاشمي أحمد إلشرافه على هذه الرسالة والدكتورة شارف جميلة على مساعدتها أيضا في اإلشراف على هذا العمل، و الذين أكن لهما كل التقدير و اإلحترام، و أقدم لهما جزيل شكري على التوجيهات و النصائح الحكيمة التي

قدماها لي، إلتمام هذا العمل و على تشجيعهما و إرشاداتهما السديدة

كما أتقدم بوافر الشكر إلى األستاذ غريب العربي على مساعدته لي في مجال اإلحصاء، و تقديمه لي العديد من التوجيهات القيمة و المفيدة.

و أقدم شكري و تقديري و امتناني للجنة المناقشة المحترمة التي تشرف على تقويم هذا

البحث المتواضع.

كما أتقدم بالشكر و اإلعتراف بالجميل إلى كل أساتذة علم النفس و علوم التربية، اعترافا بفضلهم عليا فيما تعلمته منهم خالل سنوات الدراسة، فقد كانوا نعم األساتذة و نعم الموجهين.

و في األخير أشكر جميع من ساهم و عمل على مساعدتي ماديا و معنويا في انجاز هذه

الرسالة.

ملخص البحث يعد موضوع الحوار من المواضيع التربوية - اإلجتماعية الهامة و الجديرة بالدراسة

والبحث، و ألن الصلة بين اآلباء و األبناء أقوى ما تكون بين أية جماعة أخرى، فقد ارتأت

، حيث انطلقت من طرح مجموعة " الحوار بين اآلباء و األبناء "الطالبة دراسة موضوع

من التساؤالت حول ما إذا كان هناك فرق بين اآلباء و األبناء في كل من إدراك مفهوم

الحوار و تحديد أسباب قلته، و أهم أهدافه، و في اختيار األسلوب المناسب للحوار، و كذا

المرحلة العمرية المناسبة، و ما هي المواضيع التي يجب التحاور فيها، و هل يوجد فرق بين

. اآلباء و األبناء في تحديد نتائج قلة الحوار

و قد توقعت الطالبة وجود فروق بين اآلباء و األبناء في كل تساؤل من التساؤالت

السابقة الذكر.

و لدراسة هذا الموضوع بعمق، قسمت الطالبة هذه الدراسة إلى جزئين، جزء يتضمن

الجانب النظري للموضوع و الذي احتوى على ثمانية فصول تم من خاللها عرض أهم

المحاور المتعلقة بموضوع الحوار بين اآلباء و األبناء، و كل فصل كانت تتخلله مجموعة

من الدراسات السابقة التي تناولت موضوع الدراسة، و جانب تطبيقي يحتوى على ثالثة

. فصول تتضمن أهم اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية

و لجمع المعلومات حول موضوع الدراسة استعملت الطالبة إستمارة الحوار بين اآلباء

و األبناء، ثم عولجت المعطيات باستعمال األساليب اإلحصائية المتمثلة في المتوسط

. الحسابي، اإلنحراف المعياري، النسب المئوية، و اختبار ( ت )

و قد أثبتت نتائج الدراسة أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في جميع

. التساؤالت السابقة الذكر، و بهذا رفضت فرضيات البحث

و في ختام هذا البحث أنهت الطالبة بخاتمة تلخص موضوع الدراسة من جميع

الجوانب، كما أدرجت الطالبة مجموعة من التوصيات و اإلقتراحات إلى كل مربي و إلى كل

. من هو مهتم أو مختص في المجال التربوي و األسري بالتحديد

:محتويــــــــات الـــــــــــبحث ...................................................................................................................( أ ) اإلهداء..............................................................................................................(ب) كلمة الشكر

............................................................................................................ 01ملخص البحث ......................................................................................................... قائمة المحتويات............................................................................................................ قائمة الجداول

الجانب النظري مدخل إلى البحث

1 ........................................................................................ - دواعي اختيار الموضوع2 ....................................................................................................... - أهمية البحث3..................................................................................................... .. - أهداف البحث 4..................................................................................................... . - إشكالية البحث5.................................................................................................. . - فرضيات البحث6 .................................................................................................... - صعوبات البحث 7.......................................................................... ..- التعاريف اإلجرائية لمتغيرات البحث

الفصل األول: مفاهيــــــــم عن الحــــــــــــــــوار....................................................................................................................... تمهيد

1 ....................................................................................................... - مفهوم الحوار2 ............................................................................ - تعريف الحوار ( لغة و اصطالحا )3 ..................................................................... - تعاريف لبعض العلماء و الباحثين للحوار 4........................................................................................................ .... - أنواع الحوار 5.......................................................................... - تعريف التواصل اإلنساني و مستوياته6 ............................................................ - الحوار الحقيقي و الحوار الداخلي و الفرق بينهما7............................................................................................ - صفات المحاور الفعال8.................................................................................................. - الحوار في اإلسالم 9 ............................................................................................... - شروط نجاح الحوار

.................................................................................................................. الخالصة

الفصل الثاني: وســـــــــائل الحــــــــــوار و دورهـــا في التواصل بين األفراد...................................................................................................................... .تمهيد

1 ....................................................................... - اللغة الوسيلة األولى و األساسية للحوار2 ............................................................................ - أهمية اللغة في التواصل اإلجتماعي3...................................................................... .. - لغة الجسم ( الحركات ) كوسيلة للحوار4................................................................................ - التواصل اللفظي و غير اللفظي5...................................................................................... . - التواصل الشفوي و الكتابي

................................................................................................................. .الخالصة

الفصل الثالث: عنـــــاصر الحــوار و مشجعــــاته

.................................................................................................................. تمهيد1 – ................................................................................................ عناصر الحوار2 –.............................................................................................. مشجعات الحوار2..................................................................................................... - أ - المعرفة2........................................................................ - ب - اإلرادة ( الرغبة في الحوار )2..................................................................................... - ت - القدرة على الحوار

............................................................................................................ الخالصة

الفصل الرابع: اإلصغــــــاء و دوره في عملية الحــــــــوار ................................................................................................................... تمهيد

1 – ................................................................................................ تعريف اإلصغاء2 –.................................................................................................. أنواع اإلصغاء3 – ....................................................... بعض الحركات و الوضعيات الدالة على اإلصغاء4 – ............................................................................ أهمية اإلصغاء في عملية الحوار5 –....................................................... اإلستماع و التحدث عمليتان أساسيتان في الحوار

.............................................................................................................. الخالصة

ةالفصل الخامس: معوقــــات الحــوار و الحلـــول المقترح................................................................................................................... تمهيد

1 –.................................................................... معوقات خاصة بالمتحاور ( المتحدث )2 –..................................................................................... معوقات خاصة بالمستمع3 – ............................................................ معوقات خاصة بموضوع الحوار ( الرسالة )4 –......................................................................... معوقات خاصة بالجو العام للحوار5 –.................................................................................... الحلول المقترحة للمحاور6.................................................................................. 7 ... - الحلول المقترحة للمستمع

................................................................. الحلول المقترحة للرسالة ( للموضوع النقاش )8 –........................................................................ الحلول المقترحة للجو العام للحوار

............................................................................................................. ... الخالصة الفصل السادس: أصول الحـــوار بين اآلبــــــاء و األبنـــــاء

.................................................................................................................... تمهيد1........................................................................ - متى يبدأ الحوار بين اآلباء و األبناء؟2............................................................................ ..... - أهمية التحاور بين اآلباء و األبناء3 .............................................................. - المبادئ األساسية للتحاور بين اآلباء و األبناء4 ......................................................................... - استراتيجيات تعامل اآلباء مع األبناء5 ..................................................................... - أسس بناء العالقات اإليجابية مع األبناء

............................................................................................................... الخالصة

الفصـــــل الســــابع: األساليب التربوية و أشكال التفاعل( التواصل ) بين اآلباء و األبناء

................................................................................................................... تمهيد

....................................................................................................... النمط المتشدد

........................................................................................... أسلوب الحماية المفرطة

.......................................................................................... نمط اإلهمال و الالمباالة

........................................................................................... أسلوب التمييز و التفرقة

.................................................................................. األسلوب ( النمط ) الديمقراطي

...................................................................................... النمط المتسامح ( المتساهل )

.............................................................................................................. الخالصة

الفصل الثامن: أسباب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء، واآلثار الناجمة عنه................................................................................................................... تمهيد

1 –..................................................................... أسباب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء2 –....................................................... اآلثار الناجمة عن قلة الحوار بين اآلباء و األبناء

............................................................................................................. الخالصة

لجانب التطبيقيا

الفصل التاسع: اإلجــراءات المنهجيــة للدراســة...... ........................................................................................................... تمهيد

أوال: الـــــدراسة اإلستطالعيـــة: 1–............................................................................. .. الهدف من الدراسة اإلستطالعية2........................................................................ . ...... - مضمون الدراسة اإلستطالعية 4 -.................................................................................. ...... أدوات الدراسة...........–3

................................................................................................ ..العينة و خصائصها5–...................................................................... .. التعديالت المجرات على أداة الدراسة6................... ......... - قياس الخصائص السيكوميترية لألداة: ( صدق و ثبات اإلستمارة )

............................................................. ....اإلحصاءات الوصفية لنتائج الدراسة اإلستطالعية ثانيا: الـــــدراسة األســــــاسيــة

1...................................................................................... .. - عينة البحث و مواصفاته2........................................ ......... - المجال الزماني و الجغرافي و البشري إلجراء للدراسة

........................................................................................ ... كيفية ومكان تطبيق الدراسة4........................................................................................ .. - طريقة تفريغ المعطيات5.................................................................................... . - المنهج المعتمد في الدراسة

. 6 .............................................................................. - األساليب اإلحصائية المستخدمة7 ............................................................................................... - إجراءات التطبيق

الفصل العاشر: عـرض نتـــــــائج الدراســـــــة1 ................................................................................ - عرض نتائج الفرضية األولى

...................................................................................... عرض نتائج الفرضية الثانية...................................................................................... عرض نتائج الفرضية الثالثة..................................................................................... ..عرض نتائج الفرضية الرابعة................................................................................... عرض نتائج الفرضية الخامسة................................................................................... عرض نتائج الفرضية السادسة................................................................................... عرض نتائج الفرضية السابعة

الفصل الحادي عشرة: منــــــاقشة و تفسيـــــر نتـــــائج الـبحـث

...................................................................................... .مناقشة نتائج الفرضية األولى

....................................................................................... مناقشة نتائج الفرضية الثانية....................................................................................... مناقشة نتائج الفرضية الثالثة ..................................................................................... مناقشة نتائج الفرضية الرابعة................................................................................... مناقشة نتائج الفرضية الخامسة .................................................................................. مناقشة نتائج الفرضية السادسة .................................................................................... مناقشة نتائج الفرضية السابعة......................................................................................... ملخص مناقشة الفرضيات

. ..................................................................................................... .الخــــــــاتمة ...................................................................................... .التوصيات و اإلقتراحات

............................................................................................ قـــــــــائمة المراجع المــــــــــــالحق

..................................................الملحق األول: استمارة البحث األولية ( األسئلة المفتوحة .................................................................................الملحق الثاني : استمارة التحكيم

.........................................................................الملحق الثالث: استمارة البحث النهائية

قــــــــــــــــائمة الجداول: رقم الجدول عنوان الجدول الصفحة

01 يوضح الفقرات المحذوفة 77

02 يبين الفقرات التي مسها التعديل 77

يوضح مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية من حيث الجنس 77

بالنسبة لألبناء03

يبين مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية من حيث المستوى 78

التعليمي بالنسبة لألبناء04

يبين مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية من حيث الجنس 78

بالنسبة لآلباء05

يوضح مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية من حيث المستوى 78

التعليمي بالنسبة لآلباء06

يبين مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية من حيث المهنة 79

بالنسبة لآلباء07

ةيمثل التكرارات و النسب المئوية لتفريغ فقرات اإلستمار 79

المفتوحة08

09 يبين توزيع أفراد العينة حسب حجم العينة (اآلباء ،األبناء) 85

10 يوضح توزيع أفراد العينة حسب الجنس بالنسبة لألبناء 85

11 يوضح توزيع أفراد العينة حسب الجنس بالنسبة لآلباء 85

12 يوضح توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمي لآلباء 86

13 يبين توزيع أفراد العينة حسب مهنة اآلباء 86

يبين التكرارات و النسب المئوية إلجابات أفراد العينة على أبعاد 86

اإلستمارة 14

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مفهوم الحوار 91

15

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة ( غياب ) 91

الحوار 16

17 يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار 91

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد األسلوب المناسب 92

للحوار18

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في اختيار المرحلة المناسبة 92

للتحاور مع األبناء19

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد المواضيع التي يجب 93

أن يتحاور فيها اآلباء مع أبنائهم20

يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد نتائج قلة (غياب) 93

الحوار 21

المــــــــــــقدمة تعتبر األسرة فضاء للتواصل و التبادل الوجداني ما بين أفرادها، و هي المحيط

األساسي الذي تنمو و تتطور فيه شخصية الفرد و الذي يتأثر بالتفاعل المتبادل بين والديه،

والقائم على الحوار المشترك بين جميع أفراد األسرة، حيث تعطى فرصة التحدث و اإلصغاء

للرأي اآلخر لكل طرف من األطراف المشتركة في الحوار، و التعاون من أجل إيجاد

الحلول، فالحوار اإليجابي بين اآلباء و األبناء يعطي إحساسا بالصداقة و األلفة، و يساهم في

التربية الصالحة لألبناء لتصبح لهم مكانة هامة في المجتمع، و لهذا البد من اعتماد المبادئ

األساسية التي يقوم عليها الحوار، و تكثيف العوامل المحفزة لتوطيد العالقات األسرية بين

. اآلباء واألبناء فاألسرة هي بمثابة الوعاء الذي تقام فيه التفاعالت والعالقات اإلجتماعية بين أفرادها

و من ثم تؤثر في قدرته على تكوين عالقات في المستقبل مع أفراد آخرين خارج نطاق

أن شخصية الطفل تتكون من خالل تفاعله مع أسرته براون األسرة و في هذا الصدد أوضح

وأنه يتأثر أيضا بنمط أو نوع التفاعل و العالقات السائدة بين أعضاء األسرة و التي من

خاللها يتعلم الطفل المهارات اإلنسانية لتفسير التفاعل غير اللفظي و أساليب التعامل مع

. الناس و كيفية التكيف مع المواقف المختلفة في الحياة

واألسرة هي مؤسسة اجتماعية و تمثل الجماعة األولى للفرد التي يعيش فيها و ينتمي

إليها و يتعلم فيها كيف يتعامل مع اآلخرين في سعيه إلشباع حاجاته و تحقيق مصالحه من

خالل تفاعله مع أعضائها، فتتطور شخصيته من التمركز حول ذاته إلى شخصية اجتماعية ،

و هذا يكون نتيجة اتصال الطفل بأمه و أبيه و جميع أفراد أسرته بصفتهم أعضاء أساسيين

في هذه الجماعة تلبي له حاجاته و تسهر على راحته و توفر له األمن و الطمأنينة و العطف

. و المحبة و اإلستقرار النفسي

كما أن أساليب التربية المستخدمة في تنشئة األبناء تختلف باختالف المراحل العمرية

التي يمر بها، فكل مرحلة لها خصائصها و مميزاتها، و كذلك أسلوب الحوار المناسب لها

فاألسرة هي المجتمع الصغير الذي يكتشف فيه الطفل أهمية تقدير و احترام اآلخرين

واالعتراف بوجودهم، كما أن الحوار مع األبناء ليس باألمر الهين الذي يمكن أن يتصوره

بعض اآلباء، ألن إجراء الحوار مع األبناء فن له أصوله و مبادئه، فعلى اآلباء األخذ بعين

االعتبار أن األطفال ليسوا ساذجين كما يظن البعض، بل هم أذكياء و كثيروا المالحظة

. واالستنتاج

و يقول اإلمام الغزالي " و الصبي أمانة عند والديه و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة

خالية من كل نقش و صورة، و هو قابل لكل ما نقش و مائل إلى كل ما يمال به إليه ".

من خالل هذه المقولة تبدو األهمية الكبرى لتأثير الوالدين في تكوين شخصية أبنائهم

وتزويدهم بالقيم األخالقية التي يتسلحون بها في حياتهم اإلجتماعية، فاألسرة تمثل الخبرة

األولى في حياة الطفل فهي تسمو عن أي نظام آخر في تأثيرها على حياته.

فموضوع الحوار من المواضيع الهامة التي تتطلب البحث و الدراسة، إال أن الطالبة

صادفت مشكلة في قلة الدراسات و البحوث التي تناولت موضوع الحوار - حسب اإلطالع

المتواضع للطالبة - و لهذا ارتأت الطالبة اللجوء إلى الدراسات التي صادفتها خالل مطالعتها

البسيطة بالرغم من أنها ال تدرس نفس محاور موضوع البحث، و من بينها الدراسات التي

مؤتمر التربية الوجدانية للطفل بالقاهرة في عام تناولت موضوع الحوار، ما توصل إليه

" البد من إيجاد لغة الحوار بين الوالدين و األطفال، لما لها من مردود إيجابي على إلى أنه 2006

التربية الوجدانية للطفل، فانعدام الحوار يجعل الفرد إنسانا معزوال رافضا لشتى أساليب الحوار

." ودراسات والمناقشة مع اآلخرين في حياته المستقبلية، فيغلب عليه طابع اإلنطوائية

و دراسات أخرى تناولت موضوع الحوار من جانب أساليب التنشئة اإلجتماعية ونوع

الدراسة التفاعل و التواصل الذي يكون في ظل أنماط التربية المختلفة في األسرة، و من بينها

العالقة بين معاملة األسرة وتصرفات في الكويت بعنوان "صالح ليريالتي قام بها الباحث

، و تهدف هذه الدراسة إلى البحث في تأثير نوعية المعاملة األسرية للمراهق، من المراهق"

خالل تحليل و تقويم العالقة بين سلوك و تعامل األسرة و تصرفات المراهقين الناتجة عن

هذه المعاملة، كما تهدف إلى دراسة تأثير نوعية العالقة بين المعاملة المنزلية على المراهق

من خالل النمط التربوي لألسرة ( المتسلطة، المتحررة، المتسامحة،...) وانعكاسات ذلك

. على سلوك المراهق

حيث قام الباحث باختيار عشوائي لعينة من أسر كويتية من مختلف مناطق الكويت،

فردا )، و قد توصلت الباحث من خالل هذه الدراسة إلى ما يلي: 292وقد بلغ حجم العينة (

– أغلب األسر تتبع في تعاملها مع أبنائها المراهقين األسلوب الديمقراطي، و الذي يسمح 1

للمراهق بتجاوز فترة المراهقة بأقل مشاكل و صعوبات ممكنة، و يساعد المراهق على

- 2 .تحمل التبعات، و أعباء هذه المرحلة

- يساهم النمط الديمقراطي ( المرن ) في تعويد المراهق على الصراحة، والتفكير السليم، 2

و تحمل المسؤولية.

3 . - يساعد على حل مشكالت األبناء خاصة في فترة المراهقة قبل تفاقمها

منها أسلوب الحوار والنقاش تتبع نسبة كبيرة من العينة عدة أساليب مع المراهق - 4

.واإلقناع في تعاملها

أما عن أهمية و دور الحوار في تكوين و تنمية شخصية الفرد، و إسهاماته داخل

اإلسهامات التربوية تحمل عنوان " بدراسةصافية معيض القرني األسرة، فقد قامت الباحثة

وقد كان الهدف من هذه للحوار في بناء شخصية الطفل المسلم، وتطبيقاته في األسرة و المدرسة"،

الدراسة هو إبراز الدور التربوي للحوار، و إسهاماته في بناء شخصية الطفل، و قد توصلت

1 ن الباحثة من خالل نتائج هذه الدراسة إلى أن:

األسرة هي من أهم الوسائط التربوية المساهمة في تفعيل و تنمية الحوار عند الطفل، – 1

لكونها من أقوى دعائم المجتمع تأثيرا في تكوين شخصية الطفل و توجيه سلوكه و كذا إعداده

. للمستقبل

- يساهم الحوار بين اآلباء و األبناء في إصالح األبناء و تهذيب سلوكهم، و يعودهم على 2

. الجرأة في مواجهة مواقف الحياة

3 . - الحوار بين اآلباء و األبناء يساهم في حل مشاكلهم المختلفة

- يساهم الحوار في إكساب الطفل المفاهيم األساسية عن نفسه و عن البيئة المحيطة به، 4

شريطة أن تكون لهذه المفاهيم قيمة وظيفية في حياة الطفل مع مراعاة سياق نموه.

- يساهم الحوار في غرس األخالق و القيم و المبادئ اإلسالمية في نفسية الطفل. 5

- يساهم الحوار في تنمية أساليب التفكير عند الطفل، و إيصال المفاهيم السليمة إلى عقله، 6

. واكتشاف مواهبه

"، ثقافة الحوار األسري قام بدراسة تحمل عنوان " استقالل الباكرالباحث كما أن

وتسعى هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف في غاية األهمية من بينها: التحقق

من وجود عالقة بين ثقافة الحوار األسري اإليجابي و سعادة األسرة، و كذلك التحقق من

وجود عالقة بين ثقافة الحوار داخل األسرة و الصحة النفسية لألبناء، إضافة إلى التعرف

على أهم الطرق العلمية إلكتساب الحوار السليم و اإليجابي، وكذا التعرف على مفهوم

. الحوار و أنواعه

حيث قام الباحث بدراسة مسحية لمجموعة عشوائية من األسر تنتمي إلى المجتمع

فردا ) من 61 علو عينة بلغت ( تالقطري التي لديها أبناء، حيث قام بتوزيع استبيانا

سنة، و من خالل هذه )24) و (14(الذكور واإلناث و الذين تتراوح أعمارهم ما بيت

: الدراسة خرج الباحث بهذه النتائج

الذكور والعكس مع الفتيات آبائهممع أكثر من نصف عدد الذكور يميلون إلى الحوارإن - 1

ء ن األبناأأمهاتهن أكثر، ولكن بمجموع اإلناث مع الذكور تبين الالتي يملن للحوار مع

بصفة عامة يميلون للتحاور مع أمهاتهم أكثر من آبائهم.

.الوالدين إن غالبية األبناء يشعرون بالراحة من الحوار مع- 2

. داخل إن هناك فائدة مرجوة من التوصل للحوار في - 3 4األسرة

.المحاورةالذكور من خالل إلى اإلقتناع من اث أقربـإن األبناء اإلن- 4

إن وجود الحوار في األسرة يزيدها ( ذكور و إناث ) الجنسين وترى غالبية األبناء من - 5

.سعادة

ة الحوار داخل األسرة وسعاد عالقة بين ثقافةي وجود تتأكد فرضيات البحث ف بذلكو

، يجابيةإل% با95بـ و سنوات الزواج أعمارها فقد أشارت العينة على مختلف أفرادها،

.واألبناءالزوجين ى مستو الفرد على ن الحوار سبب من أسباب سعادةأو

نأ حيث بينت العينة المدروسة ،األسري مهارة ممكن اكتسابها وتعلمها ن ثقافة الحوارأو

. من الذكور واإلناث تؤكد على ذلك 97

إيجابا مع وجود الحوارات األسرية لألبناء النفسية حالةفرضية تأثر ال و تتأكد كذلك

% التي شملت كل 91بنسبة هذه الفرضية تحققت فقد ،األسرية تزيد من السعادةالتي

ينة.شرائح الع

كما توصل الباحث من خالل هذه الدراسة إلى مجموعة من الحقائق أهمها:

الحوار ضرورية وملحة داخل األسرة. - إن الحاجة إلى 1

إلى بالحوار وذلك انه يرى أن الطبيعة اإلنسانية ميالة بطبعها وفطرتها - اهتمام اإلسالم2

. الحوار

. - وجود الفرق الشاسع بين الحوار والجدل 3

.الدين - الحوار قيمة من قيم الحضارة اإلسالمية المستندة أساسا إلى مبادئ 4

الهدف و معالمه قبل بداية النقاش حتى يتحقق تحديد موضوع الحوارالمهم جدا - من 5

المنشود

. رأي اآلخرينتقبل و احترام - من آداب الحوار 6

كانوا - إن الحوار بين اآلباء واألبناء يعود بالفائدة عليهم في الحاضر والمستقبل حتى لو 7

ا.صغار

إدارة الدراسات و البحوث و النشرت أقام أما فيما يتعلق بالحوار و طرق تفعيله، فقد ، بمدينة الرياض لقاء عن م18/5/2008 يوم األحد العزيز للحوار الوطني مركز الملك عبدل

العزيز انطالقا من دور مركز الملك عبدو هذا ، األسري: واقعه ومعوقاته وطرق تفعيله الحوار

المجتمع وتخدم المواطن بما للحوار الوطني في التعامل مع القضايا والمستجدات التي تهم

التي تدعم نشر ثقافة الحوار وخاصة ما يرتبط منها يحقق أهداف المركز للنهوض بالركائز

و اآلخرين، أفراد األسرة بوصفه انطالقة حقيقية للفرد في تعامله وحواره مع بالحوار بين

قد جاء في ختام هذا المؤتمر ما يلي:

:هدف اللقاء

.ومعوقاته التعريف بثقافة الحوار األسري من خالل تسليط الضوء على واقعة - 1

األسرة وذا دور حيوي في مواجهة إبراز أهميته بصفته قناة للتواصل بين أفراد - 2

.والفكرية االنحرافات السلوكية

:المشاركون في اللقاء

العلماء يمثلون مختلف شرائح المجتمع من ) مشاركا ومشاركة،78وقد شارك (

والمتخصصين ومسؤولي الجهات الحكومية والشباب، بهدف الوقوف على آرائهم

.الحوار األسري ومقترحاتهم عن :اور اللقاءــمح

خالل ثالث جلسات، ففي الجلسة األولى، نوقش واقع الحوار وقد تمت مناقشة محاور اللقاء

الحوار األسري، وفي ومعوقاته، وفي الجلسة الثانية تم تناول اآلثار المترتبة عن األسري

الحوار األسري ودور مؤسسات المجتمع في الجلسة الثالثة تركز النقاش على آليات تفعيل

.تنميته

:اللقاء ائجــنت

:النتائج، من أهمها وقد توصل المشاركون والمشاركات إلى مجموعة من

اد ـضعف الوعي بثقافة الحوار األسري، وافتق أن غياب الحوار داخل األسرة نابع من -1

.واألمهات مهاراته لدى اآلباء

الناشئة، لما له من أثر إيجابي في أهمية دور المدرسة في غرس قيم وثقافة الحوار لدى - 2

.األسرة تنمية الحوار داخل

وسلوكية سلبية تؤثر على بناء األسرة يترتب على غياب الحوار األسري آثار اجتماعية - 3

. بوظائفهاو قيامها

السعودية إنشاء المجلس األعلى لشؤون األسرة يمثل إسهاما في تنمية األسرة -4

.واستقرارها

.الدراسات حول قضايا األسرة السعودية أهمية إنشاء مركز متخصص إلجراء -5

تدريبية وبرامج حوارية متخصصة لنشر ثقافة الحوار بين أفراد تشجيع عقد دورات -6

.األسرة وتعميمها على أرجاء المملكة

المجتمع وفي مقدمتها المسجد بالتعريف بثقافة الحوار األسري تفعيل دور مؤسسات -7

.وأهميته في استقرار األسرة والمجتمع ونموهما

أفرادها اإلعالم على مناقشة قضايا األسرة والتوعية بأهمية الحوار بين حث وسائل - 8

.وتنمية القدرات الحوارية لآلباء واألبناء

الحوار آدابه، وضوابطه ، و قد جاءت بعنوان " ليحيى بن محمد زمزميو في دراسة أخرى

"، حيث كان هدف هذه الدراسة هو معرفة آداب الحوار وضوابطه. في ضوء الكتاب و السنة .

: و قد خرجت هذه الدراسة بالنتائج التالية

أهداف الحوار و غاياته عديدة و كثيرة تعود بالمنفعة على الفرد و المجتمع، و يعتبر – 1

. الحوار وسيلة من وسائل الدعوة ال يمكن اإلستغناء عنها

2 – . آداب الحوار ال تقل أهمية عن الحوار نفسه

3 – . إن آداب الحوار عديدة، و على المحاور اإلجتهاد في تحقيق ما يمكن منها

في بالسعودية مدارس اإلعتصاماللقاء الذي أقامه مركز حي الجامعيين في و في ( استشاري طب نفس ، الذي أشرف عليه الدكتور خالد بن عوض بازيد 2006 أفريل 18

)، أعد كل من الدكتور خالد بن عوض بازيد، و األستاذ عبد اللطيف بن األطفال والمراهقين

يوسف ، ورقة بعنوان " الحوار مع األبناء "، و قد كان هذا اللقاء عبارة عن حوار على

) أبناء، و قد وضع الدكتور خالد مجموعة من األسس 03) آباء و(03المسرح، شارك فيه (

لتنظيم عملية الحوار بين اآلباء واألبناء، و قد عرضها على الجميع قبل البدء في الحوار:

1 – . الشفافية في طرح األفكار من اآلباء و األبناء

2 – . أن ال يهين اآلباء أبنائهم أثناء الحوار

3 – . أن ال يتعدى األبناء على اآلباء في التحاور معهم

4 – . أن ال يكون الطرح بعيدا عن األمور ذات الخصوصية لألسرة

5 – . أن يشترك كال الطرفين ( اآلباء و األبناء ) في الحوار

6 – . أن يكون المشرك من األبناء في سن المراهقة فما فوق

حيث كان الهدف من هذا اللقاء هو التأكد من أن الحوار الذي سوف يدور بين اآلباء

. واألبناء سيكون منسجما مع الضوابط السابقة

كالتالي االيجابي، هي هناك أعدادا مسبقا لبعض الضوابط العامة للحوار و قد كان

. أن يكون الهدف من الحوار واضح أ -

مستقرةاالبنالعالقة بين األب و أن تكون بـ -

. لمشكلة ما أن ال يكون الحوار رد فعل تـ -

. أن تراعي طبيعة العالقة بين المتحاورين ثـ -

. أن تراعي األلفاظ جـ -

. أن يتوفر االحترام والتقدير المتبادل حـ -

. للطرف اآلخرإقناعدون أن ال يكون الحوار لفرض رأي ما مقررا مسبقا قبل الحوارخـ -

.االبنسيطرته على أن ال يسعى األب فيه إلى فرض د -

أن ينتهي بنفس المستوى من الحدة واالنفعالية التي و، االنفعال و الحدةإلىأن ال يؤدي ذ -

.بهابدأ - -

.سابقةأن ال يستغل في التشفي من أحداث ر -

-- على حد سواء الوقت لطرح ما لديه دون مقاطعة بحيث يتمكن االبن أن يتاح لألب وز -

. طرف من طرح كل ما لديه كل--

للتعرف على الحق الذي قد يجريه اهللا على لسان أحد بوعي وبعقلية متفتحةسـ - اإلنصات

له.وبثم ق الطرفين, و من

ته تحت عنوان، وقد جاءت دراسالمغامسي خالد بن محمددراسة توجد كذلك " اإلسالمية " الحوار، آدابه وتطبيقاته في التربية

:الدراسةو قد كان الهدف من هذه

بيان أنواع الحوار في القرآن الكريم - 2.ودواعيه، وعوائقه التعريف بمعنى الحوار، - 1

.والسنة النبوية

.بيان آداب الحوار - 3

.التربوية للحوار في األسرة والمدرسة والمجتمع إبراز الفوائد - 4

.عوالمجتم التطبيقات التربوية آلداب الحوار في األسرة والمدرسة بيان - 5

:نتائج الدراسة

:بنتائج عديدة منها خرج الباحث

بين األفراد.االختالف لحل أسبابقإن الحوار من أفضل الطر - 1

.دون التحلي بآدابه ال ينفع وقد تكون نتائجه سيئة الحوار إن - 2

.بينهم الحوار بين المعلمين والطالب يساعد في تنمية العالقات االجتماعية نإ -3

ألن ذلك يساعد الطالب إن وجود آداب الحوار في الكتاب المدرسي أمر ضروري - 4

.تطبيقها على التعود على هذه اآلداب ثم----

-على المعلم أن يستخدمها في إن طريقة الحوار من أفضل طرائق التدريس التي يجب -5

العملية التعليمية.---

و قد تناولت الطالبة موضوع الدراسة ( الحوار بين اآلباء و األبناء ) من عدة جوانب

ضمن مجموعة من الفصول، و إتباعا للخطوات المنهجية للبحث، تم تقسيم الدراسة إلى

جزئين، جانب نظري و جانب تطبيقي، بحيث يتضمن الجانب النظري ثمانية فصول تحتوي

على أهم المفاهيم و المحاور المتعلقة بموضوع الحوار وهي كاآلتي:

الفصل األول:

يتضمن مفهوم الحوار بصفة عامة، حيث تعرضت الطالبة في هذا الفصل إلى تعريف

الحوار لغة و اصطالحا، و أهم التعاريف التي وضعها بعض الباحثين و العلماء لمفهوم

الحوار، و أنواع الحوار، و الصفات التي يجب أن يتحلى بها الشخص المحاور، كما تناولت

الطالبة في هذا الفصل مفهوم التواصل اإلنساني و مستوياته، والفرق بين الحوار الحقيقي

والحوار الداخلي، وشروط نجاح عملية الحوار، وكذلك رأي اإلسالم في الحوار بين األفراد.

الفصل الثاني:

يحتوي هذا الفصل على أهم وسئل الحوار، ابتداء باللغة كوسيلة أساسية للعبير، و مدى

أهميتها في التواصل اإلجتماعي بين األفراد، و لغة الجسم كوسيلة مكملة للغة المحكية، و أهم

وضعيات الجسم الدالة على الحوار، كما تناولت الطالبة مفهوم التواصل اللفظي و غير

اللفظي، و كذلك التواصل الشفوي و الكتابي و دور كل واحد منهما في إيصال المعلومة

. أوالفكرة إلى الطرف اآلخر

الفصل الثالث:

تناولت الطالبة في هذا الفصل أهم عناصر و مكونات الحوار، كما تم التطرق في هذا

الفصل إلى العوامل المشجعة على الحوار من معرفة، و إرادة، و مقدرة على الحوار.

الفصل الرابع:

تناولت الطالبة في هذا الفصل دور اإلصغاء في عملية الحوار، مبينة مفهوم اإلصغاء،

و أنواعه، أهم الحركات و الوضعيات الدالة على اإلصغاء، و كذا أهميته في عملية الحوار،

كما عمدت الطالبة إلى إبراز أهمية عمليتي اإلستماع و التحدث في الحوار بين األفراد.

الفصل الخامس:

تناولت الطالبة في هذا الفصل أهم عناصر و مكونات الحوار، كما تم التطرق في هذا

. الفصل إلى العوامل المشجعة على الحوار من معرفة، و إرادة، و مقدرة

الفصل السادس:

يحتوي هذا الفصل على أهم النقاط المتعلقة بأصول الحوار بين اآلباء و األبناء، من

خالل العرض ألهمية التحاور بين اآلباء و األبناء كما تناولت الطالبة في هذا الفصل المبادئ

األساسية للتحاور بين اآلباء و األبناء لضمان حوار إيجابي و فعال داخل األسرة،

كما تناولت الطالبة في هذا الفصل أهم استراتيجيات تعامل اآلباء مع األبناء، وكذا

. أسس بناء العالقات اإليجابية مع األبناء

الفصل السابع:

يتضمن هذا الفصل عرض لمجموعة من األساليب و األنماط التربوية التي يتبعها اآلباء

في تربية أبنائهم، و كيف هي أشكال التواصل و التفاعل في ظل كل نمط.

الفصل الثامن:

يحتوي هذا الفصل على أهم أسباب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء، و اآلثار التي يمكن

. أن يؤدي إليها هذا النقص في لغة الحوار بين اآلباء واألبناء

و كل فصل من هذه الفصول تتخلله مجموعة من الدراسات السابقة التي تناولت

موضوع الدراسة.

الفصل التاسع:

تطرقت الطالبة في هذا الفصل إلى اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية، بما فيها أداة

البحث، و مراحل الدراسة اإلستطالعية، و الخطوات المتبعة في الدراسة األساسية.

الفصل العاشر:

. تم في هذا الفصل عرض نتائج فرضيات البحث

الفصل الحادي عشرة:

. تناولت الطالبة في هذا الفصل مناقشة و تفسير نتائج الفرضيات

و قد أنهت الطالبة دراستها بخاتمة تلم بموضوع الدراسة، كما اقترحت مجموعة من

التوصيات التي من شأنها تعزيز و تفعيل الحوار بين اآلباء و األبناء، هذا إضافة إلى قائمة

. المراجع و المالحق

مدخل إلى البحث

أهمية الموضوع

أهداف الموضوع صعوبات البحث

دواعي اختيار الموضوع

إشكالية البحث

فرضيات البحث

التعاريف اإلجرائية لمتغيرات البحث

: دواعي اختيار الموضوع

إن اختيار الطالبة لموضوع الحوار بين اآلباء و األبناء دون سواه من المواضيع يرجع

: لعدة أسباب تتمحور أساسا في

- استشعار الطالبة - من خالل أدبيات البحث - أن الحوار موضوع ضروري يستدعي 1

. البحث و التنقيب فيه

- الرغبة الذاتية الطالبة لدراسة موضوع الحوار و البحث في أهم محاوره، إليمانها بدوره 2

الفعال في بناء أسرة سليمة نفسيا و جسميا، و ألنه الوسيلة المثلى للتفاهم والتقارب أكثر بين

. اآلباء و األبناء

- المساهمة العلمية من أجل إثراء الميدان التربوي. 3

- موضوع الحوار بين اآلباء و األبناء من المواضيع الجديدة من حيث الطرح، و الجديرة 4

. بالبحث ( حسب إطالع الطالبة )

- اإليمان بمبدأ الحوار و فعاليته في حل المشاكل و الصعوبات التي تعترض سبيل األسرة. 5

- إضافة إلى الواقع الذي يبين أن هناك العديد من األسر التي يجهل أفرادها لغة الحوار، 6

حيث توجد بعض األسر التي يغيب فيها الحوار إن لم نقل منعدم تماما بين أفرادها.

: أهمية الموضوع

إن لهذه الدراسة أهمية كبيرة في حياة اآلباء و األبناء و تبرز هذه األهمية فيما يلي:

إبراز أهمية الحوار و دوره في تقوية و تعزيز العالقة بين اآلباء و أبنائهم. – 1

تبيان أن وجود الحوار داخل األسرة يعد ركيزة هامة لبناء تربية ديموقراطية. – 2

إبراز أهمية الحوار في تنمية المهارات اللغوية ( اللفظية و النطقية ) لدى األفراد. – 3

: أهداف البحث

: تهدف هذه الدراسة إلى ما يلي

- تساهم هذه الدراسة في تقديم حلول عملية، لتنمية المهارات الحوارية. 1

- المساهمة في تكثيف المنتوج األدبي ( األدبيات المكتوبة ) حول هذا الموضوع. 2

- التركيز على البعد األسري للحوار، ألن أغلب الدراسات تناولت هذا الموضوع من 3

الجانب اإلداري أي داخل المؤسسات ( كاإلتصال داخل المؤسسة بين الرئيس و المرؤوس)،

و بالتالي فإن هذه الدراسة تطمح إلى البعد اإلجتماعي و التربوي للحوار و دراسته ضمن

. احتياجات األسرة األساسية

- معرفة ما إذا كانت هناك فروق بين اآلباء و األبناء في نظرتهم إلى الحوار. 4

- توعية اآلباء و األبناء بأهداف الحوار و دوره الفعال في معالجة المشاكل. 5

- لفت نظر اآلباء و األبناء إلى أهمية الحوار في تعزيز الثقة و العالقة بينهم. 6

7 . - إبراز أهمية المعاملة الوالدية في التنشئة اإلجتماعية لألبناء

: يعد مجال إشكـــاليـة الـبحث

يعد مجال دراسة المواضيع و المشاكل التربوية مجال واسع، ليشمل مواضيع مختلفة و

متعددة تتطلب البحث و الجهد المكثف، و من بينها موضوع "الحوار بين اآلباء و األبناء"

حيث أن هذا الموضوع ينقل لنا واقعا هاما لواحدة من المشكالت التي تعاني منها األسرة

والتي يجب أن تحظى بالدراسة و المعالجة، ألن آثاره يمكن أن تنتقل من األسرة إلى بقية

المؤسسات اإلجتماعية، مما ينتج عنه مشاكل أخرى تعرقل مسار األبناء أو اآلباء، و من هذا

المنطلق رأت الطالبة أنه البد من الوقوف عند هذا الموضوع للبحث فيه و محاولة إيجاد

. بعض الحلول له

فمن خالل واقعنا اإلجتماعي نستشف أن هناك أصناف متنوعة و متعددة من

الشخصيات، و التي تعكس واقع العالقة بين اآلباء و األبناء، و منها ما يعكس وجود أو عدم

وجود حوار بين اآلباء و األبناء، و في هذا اإلطار ارتأت الطالبة دراسة موضوع الحوار

إلنشغاالت بين اآلباء و األبناء، و لتحديد الموضوع أكثر طرحت مجموعة من ا

: ( التساؤالت) اآلتية

هل يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في إدراك مفهوم الحوار؟ – 1

هل هناك فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة الحوار؟ – 2

هل يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار؟ – 3

هل يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في اختيار األسلوب المناسب للتحاور؟ –4

هل هناك فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد المرحلة العمرية المناسبة للتحاور؟ – 5

هل يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مواضيع التي يجب فيها التحاور؟ – 6

هل توجد فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد نتائج قلة ( غياب ) الحوار؟ – 7

: و على هذا األساس جاءت فرضيات البحث كاآلتي

: فرضيـــــــات البحث

1 . - توجد فروق بين اآلباء و األبناء في إدراك مفهوم الحوار

2 . - يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة الحوار

3 . - يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار

- يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في اختيار األسلوب المناسب للتحاور. 4

- يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد المرحلة العمرية المناسبة للتحاور. 5

- يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مواضيع التي يجب فيها التحاور. 6

- توجد فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد نتائج قلة ( غياب ) الحوار. 7

: صعـــــوبات البحث

كالمعتاد ال تخلو أي دراسة من وجود عقبات يتعرض لها الباحث في طريق إنجازها،

ففي هذا البحث واجهت الطالبة مجموعة من الصعوبات و العقبات خالل قيامها بهذه الدراسة

المتواضعة والذي كان سببا في بطئ سير عملية البحث، و أهم هذه الصعوبات هي:

2- قلة ( ندرة ) المراجع التي تعالج موضوع الحوار بين اآلباء و األبناء. 1

2 . - رفض بعض األفراد مأل اإلستمارات

- لم يتم استرجاع عدد من اإلستمارات، مما استدعي تقليص حجم العينة 3

- لم يتم استرجاع عدد من اإلستمارات، مما استدعي تقليص حجم العينة. 4

- كما وجدت الطالبة صعوبة من طرف بعض األفراد، لعدم تقبلهم إلقتحام خصوصيتهم 5

. (على حد قولهم )، و بالتالي رفضهم مأل اإلستمارة

: التعـــــــاريف اإلجرائيــــة

1 : - الحوار

هو تلك العالقة التفاعلية المستمرة و الدائمة بين اآلباء و األبناء، و التي يتم من خاللها

تبادل اآلراء و األفكار و وجهات النظر، مع وجوب احترام و تقبل الرأي اآلخر للتقارب

والتفاهم بين اآلباء و األبناء و حل المشاكل التي يمكن أن تواجه أحد أفراد األسرة. و هو ما

. تقيسه أداة البحث ( اإلستمارة )

2 : - اآلباء

. يقصد به كل أب و أم له طفل واحد ( على األقل ) أو أكثر

3 : - األبناء

يمثل كل طالب و طالبة متمدرس في الطور الجامعي، من مختلف التخصصات.

الفصــــــــــــــــــــــــــل األول:

مفاهيــــــــم عن الــحــــــــوار

مفهوم الحوار

تعريف الحوار

تعاريف بعض العلماء للحوار

الحوار الحقيقي و الحوار الداخلي

الحوار في اإلسالم

صفات المحاور الفعال

عناصر ( مكونات ) الحوار

تعريف التواصل اإلنساني

مستويات التواصل اإلنساني

تمهيد:

إن الفرد داخل األسرة هو شخص ذو اتجاهين، اتجاه فيه العطاء، و اتجاه فيه األخذ،

وكونه معطاءا فهو يملك قدرات و أفكار و خبرات يوظفها ألجل تلبية حاجاته و حاجات

اآلخرين، الذين ينتظر منهم إمداده بحاجياته هو اآلخر، و إذا ما تحقق هذا التكامل بين

اإلتجاهين، فإن هذا يوحي بضرورة وجود عالقات إنسانية تواصلية، أساسها الحوار القائم

على التواصل اللفظي و غير اللفظي ( لغة الجسم )، و الذي يساهم بالدرجة األولى في تكوين

و تنمية شخصية الفرد من جميع النواحي، إذا ما بني هذا الحوار على أسس متينة و سليمة،

ولعل هذا الفصل كفيل بتوضيح ما يعنى بالحوار و أهم الجوانب المتعلقة به.

- مفهـــــــــــوم الحوار: 1 عصرنا هذا هو عصر التفاعالت و العالقات و التواصل الدائم و المستمر في جميع

الميادين بدون استثناء، سواء على مستوى المجتمع أو على مستوى األسرة، هذه األخيرة

التي تعتبر المهد األول و األرضية األساسية لتكوين و تشكيل شخصية الفرد و تحديد سلوكه

أو و اتجاهاته حيث يقول صلى الله عليه و سلم " يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه

األم يعتبران حجر األساس و على هذا األساس فكل من األب و يمجسانه"، ينصرانه أو

لألسرة، فاألبوة الرشيدة تعد الركيزة األساسية للصحة النفسية لألطفال ، فالتواصل و التعامل

و فهم احتياجاتهم هي من دواعي اإلرتياح النفسي. والتقرب من األبناء

"األسرة تعتبر المجتمع اإلنساني األول الذي يمارس فيه نرمزية الغريب أ ففي نظر

الطفل عالقته اإلجتماعية في ظل الحماية األبوية حتى تنطبع فيه شخصية الفرد و تتشكل

( رمزية الغريب، ( د.ت )، مظاهر نموه تبعا للعالقات اإلنسانية األولى السائدة في األسرة "

و الحوار هو إحدى الوسائل التربوية التي يستخدمها اآلباء للتواصل مع أبنائهم و )51:

تهذيبهم و تغيير سلوكهم، شرط أن يكون من كال الطرفين ( اآلباء و األبناء )، و أن يقاس

على أساس النوعية ( فعال، غير فعال ) و ليس على أساس الكمية ( قليل، كثير ) ، فكلما كان

الحوار ايجابي و فعال، كلما حقق أهدافه و بلغ غاياته،و الحوار ال يعني إقامة محاضرات، و

ليس عبارة عن أوامر و نواهي، بل هو تبادل لآلراء و األفكار و احترام لوجهات النظر

المختلفة و اقتناع كل طرف بكالم اآلخر، و يقصد بذلك تفاعل اآلباء مع أبنائهم بشكل دائم و

مستمر من أجل الوصول إلى أهداف معينة بهدف تحقيق اإلستقرار النفسي و اإلجتماعي لكال

الطرفين، فالحوار يعد مؤشر و معيار لمدى تماسك أفراد األسرة و تفهمهم لبعضهم البعض

. ة وسيلهباعتبار التواصل و التقرب بين اآلباء و األبناء فاألسرة تمثل الخبرة األولى في حياة الطفل فهي تسمو عن أي نظام آخر في تأثيرها

على حياته، فطبيعة العالقات بين اآلباء و األبناء تترك انطباعا عميقا في نفسية الطفل و

باإلضافة إلى هذه الحقائق، فإن الفرد في طفولته و حياته المبكرة أكثر إحساسا بالمنبهات

المختلفة و المحيطة به مقارنة بالمراحل الالحقة، وينبغي أن تتجه المناقشات األسرية نحو

تأكيد الفضائل و الدعوة إلى التمسك بالقيم الروحية بالكلمة و المثال حتى ينشأ الطفل بشكل

) 130، : 1981محمود حسن، طبيعي و يشب على طاعة أبويه. (

إذ يرى بعض الباحثين أن األسرة تعرف على أساس التواصل و التفاعل القائم بين

بأنها "مجموعة من ) BURGUS & LOCKلوك ( و برجس أعضائها، حيث يعرفها

األشخاص تجمعهم روابط الزواج أو الدم أو التكفل، و لهم مكان إقامة مشترك و يتفاعلون

وفقا ألدوار محددة كدور األب و دور األم و دور األطفال، و هذا التفاعل أو التواصل بينهم

أرنست بورجيس ) كما يعرفها 124، :2007خواجة عبد العزيز، يولد ثقافة مشتركة بينهم"،(

)ARNEST BOURGAISS ( ) " خواجة عبد على أنها " وحدة الشخصيات المتفاعلة

)، و من خالل هذين التعريفين ندرك أن التواصل بين أفراد األسرة 125، :2007العزيز،

. مهم جدا لبقائها و استمراريتها في هذا الوجود2 : - تعريـــــــــــــــف الحـــــــــوار

2 : - أ - لغة

حاور محاورة حوار ،و محاور

) 127، :1997إبراهيم فالتي، حاور: بمعنى جاوب و راجع الكالم. (

محاورة: جمع محاورات، جدال يدور بين شخصين أو أكثر حول موضوع معين مع تبادل

. الكالم

حوار: تبادل الحديث، و المجادلة، و الكالم هو حوار بين شخصين.

األبمحاور: هو المحادث و المخاطب، و هو شخص يمكن التفاوض معه، محاور كفء.( )595، : 2000لويس معلوف اليسوعي،

الحوار مشتق من الحور، و هو الرجوع، فالحوار هو مراجعة الكالم، و المحاورة تعني

. المجاوبة (التجاوب ) و المخاطبة

: – - ب 2 اصطالحا

هو عملية تبادل الحديث بين أفراد أو مجموعات على اختالف توجهاتهم و أفكارهم من

) 172، :2003حسن شحاته، زينب النجار، أجل التفاهم و تبادل المعرفة. (

هو أسلوب حضاري و نشاط عقلي لطرح األفكار المختلف فيها و تصحيح الخاطئة

منها، حيث يقدم كل طرف رأيه بحرية تامة لتحقيق التفاهم و اإلتفاق مع الرأي اآلخر، و هو

وسيلة للتعلم و تبادل األفكار و المعارف و الخبرات و تحقيق التآلف و كذلك التعبير عن

) 595، : 2000األب لويس معلوف اليسوعي، النفس. (

- ت - تعاريف بعض العلماء و الباحثين للحوار: 2

تعددت تعاريف الحوار نظرا لمفهومه الواسع، ومن بينها مايلي:

الحوار هو تبادل الحديث بين األفراد.

الحوار هو القدرة على التعبير عن آرائنا مع اإلنصات الفعال لآلخرين وصوال إلى األهداف

. المنشودة

و هناك من يرى بأن الحوار هو النقاش باألسئلة و األجوبة بين فردين أو أكثر، في حين نظر

البعض اآلخر إلى الحوار على أنه عبارة عن سلوك تعاوني بين األفراد، أما البعض اآلخر

غير تفقد اعتبر الحوار على أنه أحد األشكال الرئيسية لألنشطة اللغوية التي تتميز بتركيبا

) 206، : 2005راشد محمد عطية أبو صواوين، ( معقدة و تفاعالت بين المتحاورين.

و هناك رأي آخر يرى بأن الحوار عبارة عن عملية تبادل الحديث بين أفراد أو

تبادل المعرفة.التفاهم ومجموعات على اختالف توجهاتهم و أفكارهم من أجل

أما األنشطة التي يتضمنها الحوار فهي تنقسم إلى أنشطة في مرحلة اإلعداد للحوار،

وأنشطة في مرحلة تنفيذ الحوار و ممارسته ممارسة فعلية، أما آداب الحوار فهي سلوك

اإلبقاء على العالقة اإلنسانية بين أطراف الحوار على مستوى اللياقة و القبول اإلجتماعي.

) 172، : 2003حسن شحاته، زينب النجار، (

فيعرف التحاور و التواصل بين األفراد بطريقته الخاصة الدكتور إبراهيم الفقي أما

فيقول:"التواصل كالوميض، مهما كان الليل مظلما فهو يضيء أمام أمامك الطريق دائما"

فتعرف الحوار و تقول: "هو عملية أخذ و ) VERGINIA SATER( فرجينيا ساتر أما

. " وعطاء للمعاني بين شخصين

ESTRED ( استرد فرنشو في كتابها ( المهارات ما بين األشخاص ) كتبت

FRENSH إن المهارات ما بين األشخاص هي ما نستخدمه حينما نتصل بأشخاص " : (

ا ) 85، :2001إبراهيم الفقي، آخرين و نتعامل معهم وجها لوجه" (

إن اإلتصال هو باختصار " ) VERGINIA SATERفرجينيا ساتر ( كما تقول أيضا

) 114، :2001إبراهيم الفقي، إقامة عالقة مع الشخص اآلخر " (

: تعريف أفالطون* للحوار

إن المحاورة تحدد موضوعا للدراسة وليس القصد منه الخروج بنتيجة بصدد المشكلة "

" المعروضة، بقدر ما تجعلنا أقدر على الجدل في كل الموضوعات...

من خالل هذا التعريف نجد أن أفالطون يعرف الحوار انطالقا من أهدافه والتي يرى أنها

ليست مقتصرة على إمدادنا بمختلف المعلومات و المعارف بقدر ما تقدمه من مساعدة على

) 23محمد حسين فضل الله، بدون سنة، :التدريب لتعلم فن الحوار.(

الحوار هو عملية ضرورية إلستمرار الحياة اإلجتماعية بصفة عامة، و الحياة األسرية

بصفة خاصة، كما أنه طريقة للتعبير عن مشاعر أفراد األسرة السلبية منها و اإليجابية، و قد

محمود ، أحمد فريطسيشمل موضوعات لها عالقة بثقافة األسرة و عالقة اآلباء مع األبناء. (

) 38، :2005بو عطية، محمد كيحل،

"التواصل األسري و كانت بعنوان الدكتور إبراهيم محمد الخليفيفي ورقة أعدها و تناول فيها عدة جوانب تتعلق بالحوار والتواصل بين أعضاء األسرة، "الزمن الصعب في

- نذكر منها تعريفه لمفهوم الحوار، حيث يقول:

2 أنه نشاط تواصلي يهدف إلى إجالء موضوع ما قيد البحث و المناقشة، بغية توضيحه. 1

فيه إشارة للحرية، فالحوار ال يوجد فيه فرض لآلراء على أي طرف من األطراف -2

. المتحاورة

فيه معنى الصبر، الذي يتضح من خالل اإلصغاء و تحمل و بذل الجهد و الوقت لتفهم -3

. 4وجهة نظر الطرف اآلخر

- فيه نضج لإلنفعال، حيث يطلب من المتحاور التخلص من التمركز حول ذاته، و التمركز 4

حول اآلخر لتفهمه و استيعاب أفكاره.

من خالل كل ما سبق من تعريفات، يمكن تلخيص الحوار في التعريف التالي:

الحوار هو التفاعل بين أفراد األسرة الواحدة عن طريق المناقشة و الحديث عن كل

شيء أو أمر يتعلق باألسرة من أهداف و اهتمامات و انشغاالت ليتم وضع حلول لها و ذلك

بتبادل األفكار و اآلراء الجماعية مع ضرورة إصغاء كل طرف لآلخر، مما يخلق جو من

. األلفة و التواصل بين أفراد األسرة

و لعل ما يدعو إلى الحوار مع األبناء داخل البيت هو اإليمان بهدف نبيل و هو تحقيق التقبل

عن طريق التواصل اللفظي وغير اللفظي مع األبناء و هذا ما يتحقق عن طريق الحوار

اإليجابي الذي يتيح الفرصة لنمو األبناء و بناء شخصيتهم بعيدا عن اللوم و التوجيه الجاف

. وغرس الكبت في نفوس األبناء

إن الحوار األسري مبدأ عظيم وأساس متين يحمي األسرة إدريس بنزاكور: " و يقول الشيخ

إذن فالحوار يعتبر قيمة إنسانية بالدرجة األولى، ألن عن طريقه تنشأ من كوابيس اإلنحرافات"

عالقات أسرية موجبة يسودها الحب و اإلنسجام، و العطف والفهم، و الثقة و اإلحترام

واإلستقرار و المشاركة، و بالتالي فهو يهيأ لألبناء مناخ أسري سليم من الناحية النفسية

) 25، :2000سعيد حسني العزة، ومشبعا بالطمأنينة و األمان. (

أنـــــواع الحــــوار: : يظهر الحوار بين اآلباء و األبناء في نوعين أو شكلية أساسيين و هما

الحوار اإليجابي: – 1

تعريفه:–أ

هو الحوار الذي من شأنه تشديد الروابط األسرة و توطيد العالقة بين اآلباء و أبنائهم،

كما أنه يساعد على تنمية لغة التفاهم، و هو يتطلب مهارات التعبير و اإلصغاء، فاألسرة

: 1األكثر تحاورا تتميز بثالثة أمور و هي

1– . تبادل الرسائل الواضحة و المباشرة

2 – . اإلستماع الفعال

3 – . القدرة على التعبير اللفظي و غير اللفظي

طرق الحوار اإليجابي:–ب الحوار النقاشي:– 1

هو أكثر األساليب التي من خاللها يتم الحوار بين طرفين في األمور الجدية خاصة،

ويكون إما بالمواجهة أو بالكتابة، ففي حالة أن أحد طرفي الحوار ال يجيد أو ال يحب التحاور

باستخدام الكلمات، فإن الحوار النقاشي يعتمد أسلوب الكتابة و التي يجد فيها اإلنسان مجاال

أوسع للتعبير عن وجهات نظره و آرائه بكل صراحة و وضوح. و هذه الطريقة من التحاور

لم تتعود عليه كثير من األسر مع أنه ذو أهمية بالغة و تأثير كبير في حياة اآلباء و األبناء.

الحوار عن طريق العيون: – 2

تعد العيون وسيلة للتعبير عن الكثير من الكالم، فبواسطة النظرات يستطيع المحاور

قول الكثير مما ال تستطيع الكلمات إيصاله للطرف اآلخر، فالنظرات و الكالم جزء من

. الحوار مع الطرف اآلخر الحوار العابر: – 3

هو من أكثر أنواع الحوارات الشائعة داخل األسرة سواء بين الزوجين أو مع األبناء،

وممارسته تكون تلقائية و بدون شعور، كالتعليق على حدث ما، أو شرح لموضوع أو أمر

. معين

الحوار الشاعري اإليجابي: – 4

هذا النوع من الحوار يتم فيه تبادل المشاعر العاطفية و األحاسيس بين أفراد األسرة،

وهذا الحوار من شأنه أن يزيد األلفة و المحبة بين اآلباء و األبناء، و يقوي روابط الحب،

. ويساهم في توطيد الصلة و العالقة بينهم حوار مرآة اآلخر:– 5

يقصد به وضع الذات في مكان اآلخر، و يرتبط ذلك إيجابا بالرضا عن العالقة،

المختلفة كنتيجة ةويهدف هذا النوع من الحوار إلى تعديل سلوك الفرد في المواقف اإلجتماعي

. لفهم وجهة نظر اآلخر

الحوار السلبي:– 2 تعريفه:–أ

يقصد به التواصل اللفظي الخاطئ، يعد مصدرا للمشاكل األسرية، و يكون فيه التعبير

غير واضحا و غير كامل، يحمل نوعا من السيطرة على كلمات الطرف اآلخر، مما يسبب

قدرا كبيرا من اإلحباط لدى أفراد األسرة الذين يربطون مشاكلهم و يزيدونها توترا عن

. طريق هذا النوع من الحوار

طرق الحوار السلبي:–ب الحوار التعجيزي:– 1

و فيه يركز أحد طرفي الحوار أو كالهما على السلبيات و العقبات و األخطاء و ينتهي

. هذا النوع من الحوار بال فائدة منه حوار المناورة:– 2

حيث ينشغل الطرفين أو أحدهما بالتفوق اللفظي في المناقشة بغض النظر عن هدفها،

و يعتبر هذا النوع من الحوار نوعا من إثبات الذات بشكل سطحي. 3 – : الحوار التسلطي ( اسمع و استجب )

هو حوار يحمل نوع من العدوانية، حيث يلغي أحد األطراف المتحاورة كيان الطرف

اآلخر، و ينظر إليه على أنه أدنى من أن يحاور،و أن عليه اإلستماع فقط، مستخدما معه

أسلوب األمر، وأن علية اإلستجابة من غير مناقشة و ال ضجر أو معارضة.

الحوار المبطن:– 4

في هذا النوع من الحوار يلجأ أحد الطرفين إلى اإلعتماد على التورية و األلفاظ المبهمة

حتى يتخذ ظاهر الكالم معنى يخالف باطنه، بهدف إرباك الطرف اآلخر. الحوار المغلق:– 5

هو حوار يظهر فيه أحد الطرفين بنوع من التعصب و انحصار الرؤية و التطرف

الفكري، و كثيرا ما تتكرر فية عبارة " ال داعي للحوار فلن نتفق". الحوار العدواني السلبي:– 6

و في هذا النوع من الحوار يتم اللجوء إلى الصمت و العناد و التجاهل، دون التعرض

استقالل الباكر، ثقافة الحوار األسري، لخطر المواجهة، بغية مكايدة الطرف اآلخر. (

( www.ashreah.net

: تعريف عملية التواصل اإلنساني بواسطتها طرفان أن يتشاركا في فكرة أو مفهوم أو ع التواصل هو عملية يستطي

إحساس أو اتجاه ما، والمقصود بالطرفين شخص يخاطب شخص آخر، أو مجموعة

أشخاص، ويقصد بكلمة المشاركة األخذ و العطاء أي أن اإلتصال عملية تفاعلية مستمرة بين

. المتكلم والمستمع

ويمكن تعريفه أيضا على أنه عملية نقل معنى أو رسالة من فرد إلى آخر.

والتواصل ليس كما يعتقد البعض أنه مسألة كلمات فحسب فقد تمثل صرخة الطفل

عن رغباته وحاجاته أو آالمه . كما أن تعبيرات الوجه والرضيع رسالة ألمه يعبر بها

والحركات واإلشارات التي يستخدمها المتحدث أثناء شرحه لفكرة أو موضوع ما تعتبر

، 2004 رمضان مسعد بدوي، –محمد متولي قنديل جزءا هاما من عملية التواصل بين األفراد. (

:91( يستخدم مصطلح التفاعل لإلشارة و الداللة على التأثير المتبادل بين طرفين أو أكثر،

فهو يشير إلى تلك العالقة التي تربط فردين أو جماعتين ة التي تجعل من سلوك أي منهما

) 18محمد مصطفى زيدان، بدون سنة، :منبها لسلوك الطرف اآلخر حتى يحدث استجابة معينة. (

التواصل هو عملية يقوم بها الفرد في ظرف ما، بنقل رسالة ما، تحمل معلومات أو

آراء أو اتجاهات أو مشاعر إلى اآلخرين لهدف ما عن طريق استخدام مجموعة من الرموز

) 11، :1999صالح خليل أبو أصبع، بغض النظر عما قد يعترضها من تشوي. (

: إن هذا التعريف يشمل عدة نقاط أو عناصر و هي كاآلتي

1 : - التواصل عملية ديناميكية

يتم من خاللها نقل المعاني و القيم اإلجتماعية و الخبرات من شخص إلى آخر( ومعناه

. سلسلة من األحداث المستمرة و المتحركة دائما نحو هدف معين

2 : - الفرد

عملية التواصل تتطلب وجود شخص يقوم بها يسمى بالمتصل أو المحاور، و هو الذي

) 11، :1999صالح خليل أبو أصبع، يقوم بتوجيه الرسالة إلى الطرف اآلخر.(

3 : - الرسالة أو الموضوع

يقصد بها المعلومات و اآلراء و اإلتجاهات و المشاعر و األحاسيس التي يرغب

) 12، :1999صالح خليل أبو أصبع، المتصل بنقلها إلى اآلخرين. (

4 : - الرموز

( مثل الرسم، الكتابة )، و قد قد تكون الرموز صوتية ( الكالم )، و قد تكون صورية

تكون حركية ( كاإلشارات و اإليماءات ) أو تكون خليط بين كل هذه األنواع.

5 : - اآلخرين

الطرف المتلقي للرسالة أو المستقبل ي يقصد بهم الطرف اآلخر من عملية الحوار أ

. للموضوع

6 : - الهدف

كل عملية اتصالية إال و لها غاية أو هدف معين، إما وقائي أو عالجي أو توعوي، أو

رغبة من المحاور في التأثير على أفكار و آراء و مشاعر اآلخرين.

7 : - التشويش

مهما كان مستوى أو نوع التواصل، و مهما اختلفت الوسيلة المستخدمة في نقل األفكار

والمعلومات، فإن هناك دائما بعض العناصر المشوشة و التي يحتمل أن تدخل في عملية

. الحوار مما يؤثر على نجاح الحوار أو فشله

8 : - الظرف

هو الجو العام الذي يجرى فيه الحوار، فعملية التواصل ال تتم في فراغ بل تتم في بيئة

) 12، :1999صالح خليل أبو أصبع، معينة و تحت ظروف خاصة. (

إن هذه النقاط السابقة الذكر تعتبر العناصر األساسية في أية عملية اتصالية، و التي

يمكن التعرف عليها من خالل التحاور أي من خالل الحديث و اإلستماع إلى اآلخرين.

مستويات التواصل:

: هناك مستويين للتواصل و هما

1 : - اإلتصال الذاتي

يقصد بها العملية التفاعلية التي تتم داخل الفرد نفسه، فهي عملية شخصية بحتة يتم

فيها مخاطبة اإلنسان لذاته، و لو تمعن الفرد في نفسه ألدرك كم من المرات التي يستخدم فيها

. اإلتصال الذاتي، و هو ال يختلف كثيرا عن اإلتصال ما بين األفراد

2 : - اإلتصال ما بين األشخاص

و يتم وجها لوجه بين شخصين أو أكثر، و يتم من خالله عرض مشكلة ما أو موضوع

صالح خليل أبو ما على الطرف أو األطراف األخرى لمشاركتهم في إيجاد الحل المناسب. (

) 13، : 1999أصبع، و اإلتجاهات. ( محمود رحينما نتواصل فإننا نحاول أن نشترك في المعلومات و األفكا

) 6، :1988عودة،

و حسب دائرة المعارف البريطانية فالتواصل هو أسلوب لتبادل المعاني بين األشخاص من

) 7، :1988محمود عودة، خالل نظام متعارف عليه أو من خالل إشارات محدودة.(

الحوار الحقيقي و الحوار الداخلي: - 3

3 – 1 – : الحوار الحقيقي هو ذلك التفاعل الذي ينشأ بين فردين أو أكثر، و يتم من خالله تبادل األفكار و اآلراء و

وجهات النظر بين األطراف المتحاورة حول موضوع أو مشكلة ما، مع ضرورة إصغاء كل

. طرف لآلخر

3 - 2 : - تعريـف الحـوار الداخلي

ويكون أحيانا ( الحوار الداخلي هو حوار وهمي يقيمه الشخص بينه و بين نفسه،

. بصوت عال، وأحيانا بالكتابة أيضا) متخيال وجود اآلخرين حوله

: ) للحوار الداخلي MORENO - تعريف مورينو ( 2 – 3

إن الحوار الداخلي هو بمثابة تمرين يهدف إلعطاء األجوبة على مشاكل و مواقف "

،1991 محمد أحمد النابلسي،مختلفة عن المشاكل و المواقف المعروفة من قبل الشخص ". ( :97 (

3 – 3 : - الفرق بين الحوار ( الحقيقي ) و الحوار الداخلي

بعدما تم تعريف ماهية الحوار الفعلي ( الحقيقي ) وماهية الحوار الداخلي، سنتطرق

إلى معرفة أوجه اإلختالف الموجودة بينهما، فبالرغم من اتفاقهما في عدة نقاط إال أنهما

: يختلفان في البعض منها ،وفيما يلي سنعرض أهم الفروق

- يمتاز الحوار الحقيقي بإعطائنا جوابا مباشرا من قبل المستقبل، بحيث يكون هذا الجواب 1

طريق الكلمات أو عن طريـق نبمثابة رد فعل واقعي يعبر عن موقف المستقبل سواء اع

اإليماءات ( النظرات، الحركات، نبرة الصوت، اإلشارات...)، في حين أن ردة الفعل

. المباشرة - هذه - تغيب في الحوار الداخلي

- في الحوار الحقيقي ال يمكن للمحاور أن يتبنى حقائق متعارضة، إذ عليه أن يحدد موقفـا 2

عكس الحوار الداخلي فإن الشخص يكون عرضة لثنائية ىموضوعيا و أن يعلنه، عل

. العواطف مما يجعله متأرجحا بين الموقف و نقيضه

- في الحوار الحقيقي يتوجب على المحاور أن يعطي جوابا واضحا،محددا،و منسجما مع 3

سياق الحوار، أما في الحوار الداخلي فأن بإمكان الشخص التمتع بحرية إعطاء عدد كبير

) ذلك أن أي سؤال 93، :1991 محمد أحمد النابلسي،من األجوبة ( والتي قد تتناقض أحيانا )،(

يطرح يمكن أن يحتمل أكثر من إجابة ، و لذلك فإن المحاور كثيرا ما يضطر لإلقالع عن

الحوار الحقيقي كي يتوجه إلى داخله و يتحاور مع ذاته حتى يتمكن من استعراض كافة

األجوبة الممكنة و بالتالي انتقاء ما يراه منسجما مع المجرى العام للحوار الحقيقي.

- يمتاز الحوار الداخلي بسرعته الكبيرة ، إذ أن المثيرات التي توفرها أجواء الحوار 4

من رالحقيقي تؤدي إلى تهييج نشاط الذاكرة لدى المحاور مما يساعده على تذكر عدد كبي

المعطيات التي من شأنها أن تجعل اتخاذه لقرار اإلجابة األكثر انسجاما مع مجرى الحــوار.

إدراك بعض الحقائق، إال أن ذلك ال يعني مطلقا فقدان ن- إن الحوار الداخلي قد يعجز ع 5

. عالقته بالواقع و بالمنطق

- إن الحوار الحقيقي يطرح على المحاورين صراعات لم يتخيلوها في أثناء حواراتهم 6

. الداخلية

- ويبقى الفارق األكبر بين الحوارين كامنا في احترام الحوار الحقيقي لمبدأ الوقت، ففي 7

الحوار الحقيقي فإن ما قيل هو في الماضي و ال يمكن الرجوع عنه أي إلغائه وما سيقال فهو

في المستقبل و لذلك فهو قابل للتعديل ، أما في الحوار الداخلي فيمكن للشخص مناقشة الفكرة

و دراستها و تهذيبها و من ثم تركها لوقت آخر ( يرجع إليها عندما يحتاجها ) أو التخلي

)94، :1991 محمد أحمد النابلسي،عنها. (

- الحوار الداخلي هو بمثابة عملية اسقاطية - حدسية ، بمعنى أن ال وعي الشخص يتدخل 8

) 95، :1991 محمد أحمد النابلسي،في هذا الحوار. (

5 : - صفــــــات المحاور الفعال : تمهيد

يعد المحاور أساس عملية التحاور، فهو الركيزة األساسية لنجاح أو فشل الحوار،

ولهذا الغرض يجب على المحاور أن يتحلى بمجموعة من الصفات حتى يكون محاورا فعاال

: و من بين هذه الصفات ما يلي

1 - : الرغبة في إقامة الحوار

يجب أن يكون المحاور راغبا في الحوار و مستعدا له، فهذا من شأنه أن يشجع

الطرف اآلخر على الحديث و التعبير أكثر و بكل حرية و صراحة عن مشكلته و معاناته.

شدة اإلنتباه و التركيز:- 2

يتميز الشخص المحاور بدقة المالحظة، و أن يكون شديد اإلنتباه ن يقصد بذلك أ

التركيز، حيث عليه أن ينتبه لكل حركة أو سلوك يصدر من الطرف اآلخر.

3 - : التحلي بصفات المستمع الذي يجيد ( يتقن ) فن اإلصغاء

يستمع بانتباه و بدون مقاطعة، و أن يبدي اهتمامه بالمتحدث عن طريق بمعنى أن

اإلتصال الصوتي من خالل استعانته بألفاظ من نوع: ( مم، نعم، آه،...) أو استخدامه لجمل

بسيطة مثل: ( أنا أسمعك، أنا أتفهمك، أنا معك،...) وأن ال يصدر أحكاما مسبقة على

) 147، : 2001( إبراهيم الفقي، الطرف اآلخر.

4- : القدرة على اإلقناع ( استخدام أسلوب اإلقناع )

يملك القدرة على اإلقناع و التأثير في الطرف اآلخر و ذلك عن ن يجب على المحاور أ

طريق استعانته بحجج و براهين مستمدة من الواقع المعاش حتى يقنع بها غيره.

ففي حالة ما إذا عارض أحد أطراف الحوار المتحدث ( المحاور ) في آرائه و أفكاره

التي أدلى بها حول موضوع النقاش، فيجب على المحاور أن يجيبه بذكاء عن طريق

استعمال أسلوب اإلقناع، بمعنى تقديم حجج و براهين تؤكد كالمه و تدعم آرائه و أفكاره التي

أدلى بها أثناء الحوار، و بهذه الطريقة يكون المحاور قد أقنع الحاضرين بأسلوب الئق وفعال

السيكولوجية المبسطة، دور السيكولوجية في الكالم، (بعيد كل البعد عن الجدال و الخصام.

1994: ،28 ( 5 - : التحكم في ردود أفعاله

ينبغي أن يتحكم المحاور في نفسه و يحافظ على هدوء أعصابه و أن يمتص غضبه

. أمام أي تصرف أو سلوك يبديه الطرف اآلخر

تجنب استعمال القوة و العنف و اإلعتماد على مبدأ التفاهم واإلقناع. - 6

7 - : تقبل اآلخر كما هو

بمعنى على المحاور احترام ذاتية اآلخر، و إنسانيته ، وكيانه ، كما يجب على المحاور

احترام إطاره المرجعي (عاداته و تقاليده و طقوسه و لغته...)، بمعنى ضرورة تقبل

اإلختالف في اآلراء و اإلتجاهات و األفكار، فالحوار يجب أن يكون مبنيا على اإلحترام

) 124، : 2007( محمد مسلم، المتبادل بين األطراف المتحاورة.

التحلي بالموضوعية:- 8

يفترض على المحاور التجرد من ذاتيته، وعدم التأثر بآرائه الشخصية واتجاهاته الذاتية،

أوبمعنى آخر هي النظر إلى المشكل المطروح بكل موضوعية دون أن يتأثر المحاور

به، وهذا ما يتطلب منه أن يتحكم في نفسه ة الشخصية و باتجاهاته و مرجعيته الخاصهبنظرت

و أن يضبط ردود فعله العاطفية و اإلنفعالية مظهرا تفهمه للطرف اآلخر، ومشجعا له

. لمواصلة حديثه

9 - : الدبلوماسية في طرح األسئلة

بمعنى على المحاور أن يحسن اختيار نوعية األسئلة، كطرح األسئلة اإلستفسارية

والتي تهدف إلى معرفة أكبر قدر من المعلومات حول الموضوع هذا من جهة، ومن جهة

أخرى هذا النوع من األسئلة من شأنها تحفيز و تشجيع الطرف اآلخر على الحديث و البوح

بما يفكر فيه و يشعر به، وأن يتجنب األسئلة المباشرة و المحرجة، و أن يتفادى كذلك األسئلة

التي تجرح عواطف الطرف اآلخر، كما يجب على المحاور أن يحسن اختيار الوقت

. المناسب لطرح األسئلة

10- : التميز بشخصية متفتحة

البد أن يكون المتحاور متفتحا، و أن يتمتع بصدر رحب حتى يتقبل كل ما يمكن أن يصدر

من الطرف اآلخر(من قول أو فعل) و هو بذلك سيساعده على التفريغ والتنفيس عما بداخله.

11 - : التمتع بالقدرة على إعادة الصياغة

سمعه من الطرف اآلخر( المتحدث إليه ) و تكراره ا يقصد بذلك استرجاع المحاور لم

مرة أخرى على مسامعه، بمعنى محاولة فحص بشكل مستمر لما تم اإلستماع إليه، و من ثم

إبالغ الطرف اآلخر( المتحدث ) ما إذا كان قد فهم فعال حديثه أو أنه ابتعد عن جوهر

الموضوع، وهنا على المحاور أن يطلب من الطرف اآلخر تصحيح ما لم يفهمه، و ما إذا

كان لديه أي تعليق أو استفسار عما قاله سابقا، و هذا ما يساعد كال الطرفين على توضيح

)93، :1996( محمد محروس الشناوي، األمور التي قيلت خالل الحوار.

12- : تحديد موضوع النقاش ( تضييق نطاق الحديث )

يجب على المحاور التكلم في موضوع معين و محدد، بمعنى تناول الموضوع من

جانب واحد أو ناحية واحدة، حتى ال يتشعب حديثه فيصعب فهمه على اآلخرين، فالحديث

عن عدة جوانب في آن واحد و في نفس الموضوع ال يلقى القبول و اإلستحسان من طرف

عليه استيعاب كل جوانب الموضوع في نفس الوقت. بالمستقبل، ألن هذا األخير يصع ) 29-28، :1994السيكولوجية المبسطة - دور السيكولوجية في الكالم -، (

13 - : القدرة على جمع األفكار و تنسيقها

و اآلراء و القناعات النابعة من ر إن أحسن طريقة إلعداد الحوار، هو جمع األفكا

تجارب وخبرات عاشها المحاور، كما أن اإلعداد الصحيح يتطلب من المحاور التأمل العميق

في موضوع الحوار حتى تتوسع آفاقه و تتنوع معلوماته و تقنع حججه، كما يجب على

المحاور تبويب أفكاره و تنسيقها، بمعنى تسجيل األفكار الرئيسية حول الموضوع، و ترتيبها

السيكولوجية المبسطة - دور السيكولوجية حسب تسلسلها حتى تكون آراؤه مترابطة و متتابعة. (

) 21، : 1994في الكالم -، اإلنسجام مع موضوع الحوار:-14

بعد اختيار موضوع الحوار و جمع األفكار عنه و تنسيقها و تبويبها، على المحاور

اإلقتناع بأهمية و فائدة الموضوع، أو باألحرى عليه أن يؤمن بالموضوع المطروح للنقاش. )23، :1994( السيكولوجية المبسطة - دور السيكولوجية في الكالم -،

15 - : التكلم بثقة

على المحاور التحلي بالجرأة و الشجاعة ليتغلب على الخوف الذي قد يكون بداخله وهو

في حالة تواصل مع اآلخرين، و أن يكون على علم و وعي بما يقوله أثناء الحوار، و هنا

يكون التأثير السيكولوجي في األطراف األخرى للحوار، حيث أنه كلما كان المحاور واثقا

إليه بكل تركيز نوواعيا ومتأكدا مما يقوله، كلما كسب ثقة و اهتمام اآلخرين فيستمعو

) 25، : 1994( السيكولوجية المبسطة - دور السيكولوجية في الكالم -، وانتباه.

16- : اإلكثار من األمثلة اإليضاحية

إن دعم المحاور لحديثه باألمثلة اإليضاحية، يمحص الموضوع، و يوضح التفاصيل،

ويقرب الحديث أكثر للفهم و اإلستيعاب، كما أن اإلستعانة باألمثلة تفيد في تأكيد أقوال

.( السيكولوجية المبسطة - دور السيكولوجية في المحاور، فهي بمثابة حجج يدعم بها أفكاره وآرائه

، و من األفضل أن يعطي المحاور أمثلة عن خبراته و تجاربه التي مر )31، :1994الكالم -،

( الجمهور ) من موضوع الحوار، فال لبها و التي عاشها فعال، حتى يقرب أكثر المستقب

. يضجر من حديثه

حسن إدارة الحديث: - 17

بمعنى أن يعرف المحاور متى يجب أن يتدخل، ومتى يجب أن يصمت، و أن يحسن

انتقاء األسئلة و أن يعرف متى يجب طرحها، كما يجب على المحاور استعمال الكلمات

المناسبة والعبارات المقنعة و األلفاظ المعبرة، و أن ال يخرج عن موضوع الحوار، و أن

يحترم الوقت المخصص له، و السماح لبقية األطراف لإلدالء برأيهم و اإلفصاح عن

( السيكولوجية أفكارهم حول الموضوع المطروح، و تخصيص وقت مناسب لكل طرف.

) 28، :1994المبسطة - دور السيكولوجية في الكالم -، 18 - : اإلهتمام بالتأكيدات اللغوية للطرف اآلخر

يولي اهتماما خاصا للتأكيدات اللغوية المستخدمة من طرف الشخص على المحاور أن

المتحدث و عليه بموافقتها، و يقصد بالتأكيدات اللغوية كلمات و جمل وصفية تدل على أن

الشخص يفضل نظاما تمثيليا معينا، وهي عدة أنواع منها: البصرية، السمعية، الحسية،

الشمية، والحركية، فإذا كان النظام التمثيلي للطرف اآلخر بصري فعلى المحاور أن يستخدم

كلمات من نوع: ( أتصور، أرى، أشاهد...) و إذا كان سمعي فعلى المحاور استعمال

ألفاظ(مثل: أصوات، حديث، استماع...) أما إذا كان الطرف اآلخر حسي فسوف يستعين

من النوع اإلنفعالي ( مثل: أحس، ألمس، أشعر،...) و إذا كان نظامه تالمحاور بكلما

التمثيلي شمي فسيستخدم المحاور عبارات من نوع: ( أشم، أتنفس، الرائحة...) أما إذا كان

حركي فعلى المحاور أن يوظف كلمات ( مثل: أتحرك، أمشي، أتجول، ألعب...) فكلما اهتم

المحاور بالتأكيدات اللغوية للطرف اآلخر و قام بموافقتها، فهذا سيشعر الشخص الذي يتحدث

) 97-96 ، :2001إبراهيم الفقي، ( إليه أنه محل فهم و احترام.

دقة المالحظة:- 19

ة حركيالحظ أية على المحاور أن يتمتع بدقة المالحظة و شدة اإلنتباه، حيث عليه أن

في ذلك، فمثال إذا أخذ المتحدث وضعية معينة وافقهلي جسم أو سلوك يصدر من المتحدث

يماثله في هذه الوضعية، حتى يشعره باإلرتياح و أنه نفي الجلوس فعلى المحاور أ

باستطاعته التحرك و الجلوس و التكلم بالطريقة التي يريد، و هذا سيساعد المتحدث

. (صاحب الموضوع أو المشكلة ) التكلم بكل ارتياح و حرية

20 - : عدم إصدار أحكام مسبقة

على المحاور أن ال يصدر أحكاما مسبقة على الطرف اآلخر، ألن هذا من شأنه أن

يعرقل سير عملية الحوار بشكلها الطبيعي، ألن المحاور سيكون قد غرس فكرة معينة في

رأسه حول اآلخر و وضعه في إطار معين و لهذا فهو سيراه من ذلك المنظور فقط ال غيره

21- : اإلهتمام و التركيز على المضمون اإلنفعالي للرسالة

يقصد به محاولة المحاور اإلهتمام باإلنفعال المختفي وراء الكلمات أكثر من تمسكه بالمعنى

الحرفي لأللفاظ و العبارات، بمعنى يجب أن يتساءل المحاور عن مشاعر الطرف اآلخر

وعن وجهة نظره و ماذا يقصد من وراء كالمه، بمعنى اإلهتمام بالرسالة ظاهريا و ضمنيا.

22 : - تكوين رد فعل على الرسالة و ليس على الشخص

يجب أن ال يسمح المحاور إلنطباعه الشخصي عن المتحدث أن يؤثر على تفسير

الرسالة، فقد تأتي األفكار و اآلراء القيمة من أفراد أقل شأنا و درجة.

6 : - الحـــوار في اإلســـالم ألن الهدف من الحوار هو توضيح بعض المواقف الحياتية، من خالل إثارة القضايا

والمواضيع التي من شأنها تنظيم حياة األفراد، فإن القرآن الكريم دعانا إلى التشاور والتحاور

في أمور الدنيا، و هذا ما تدل عليه العديد من السور واآليات الكريمة، من بينها ما يلي :

"...فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا ) يقول الله -عز و جل- 34 اآلية ( – ففي سورة الكهف

"... أكثر منك ماال و أعز نفرا

"...قال له صاحبه وهو يحاوره ) من نفس السورة يقول - جل جالله - 37 وفي اآلية (

أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجال...") - يقول سبحانه و تعالى - في قصة المرأة التي أتت 01 و في سورة المجادلة - اآلية (

قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، و الله "النبي شاكية زوجها إلى الله-

. يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير"

أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي كما يقول المولى عز و جل "

اآلية من سورة النحل، هي أحسن، إن ربك أعلم بمن ظل عن سبيله، و هو أعلم بالمهتدين ". (

)125اآلية

" و ال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي هي أحسن، إال الذين ظلموا و قال أيضا في كتابه العزيز

" منهم،و قولوا آمنا بالذي أنزل إلينا و إليكم، و إلهنا إلهكم واحد و نحن له مسلمون

و قد ركز اإلسالم على األسلوب اللين و طريقة الالعنف في كل أنواع الحوار

والنقاشات من أجل الوصول إلى المعرفة من جهة، و من أجل الموقف الحق من جهة أخرى،

و قد كررت كلمة ( التي هي أحسن ) عدة مرات كلما تعلق األمر بالجدال و الحوار حول

. موضوع ما

اآليات الكريمة نجد أن اإلسالم يحثنا على الحوار مع بعضنا البعض و من خالل هذه

حتى نتوصل إلى حقيقة األمور، فهو السبيل الوحيد و األساسي للتفاهم بين األفراد

والجماعات، فالقرآن الكريم كفيل بأن يمدنا بعدة صور و أشكال للحوار، لننتهج منها مناسكا

متنوعة و دروسا تربوية ألجل أن نعيش حياة مستقرة ملؤها السعادة و الطمأنينة، في ظل

مجتمع مليء بالتغيرات و المستجدات، فالحوار ثقافة شرعية لتضييق و إنهاء الخالف بين

" و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و ال يزالون مختلفين إال من رحم األفراد، إذ قال عز و جل

)118سورة هود، اآلية ( ربك، و لذلك خلقهم..."

8 – : شــروط نجــــاح الحــــوار هناك متطلبات و شروط هامة البد من توفرها حتى يتم الحوار بكفاءة و فعالية، و حتى

: يحقق النجاح المطلوب، ومن بين هذه الشروط

- يجب أن يكون الحوار نتيجة مشاركة عدة أطراف و ليس نتيجة سيطرة طرف على 1

اآلخرين، فالحوار بين اآلباء و األبناء يجب أن يكون نتيجة اشتراك كال الطرفين بوجهة

. نظره الخاصة حول الموضوع المطروح

- يجب أن يكون المحاور ( المتحدث ) متأكدا من كفاية معلوماته و وضوحها، و أن 2

. يستخدم الرموز المتداولة و المعروفة لدى المستمع ( المستقبل )

- يجب أن يكون ترميز الرسالة على درجة من الدقة، و ذلك أن اإلشارات و العالمات 3

يجب أن تكون قابلة لإلنتقال بسرعة و اإلستيعاب بسهولة من طرف المستقبل.

4 . - اختيار الزمان و المكان المناسب للحوار

- البد أن يكون الحوار بأسلوب واضح، غير معقد، مختصر، و مباشر. 5

)486، : 1996( ناصر محمد العديلي، - يجب استخدام ألفاظ بسيطة و مفهومة. 6

: الخالصة

الحوار يعتبر من بين أهم الحاجات التي يسعى الفرد إلى إشباعها مما ال شك فيه أن

لإلستمرار في هذه الحياة، نظرا للدور الفعال الذي يلعبه في تغذية العالقات بين الوالدين و

األبناء، و مهما اختلفت األسرة في نظرتها لمفهوم الحوار فإن التأثير واحد سواء كان بالسلب

أو باإليجاب، بحسب نوعية الطريقة أو األسلوب الذي يتم به الحوار.

الفصـــــــــــــــــــل الثــــــــــــــــــاني:

وســـــــــائل الحـــــوار و دورها

في عملية التواصل بين األفراد

مقدمة

و األولى للحوار ةاللغة الوسيلة األساسي

أهمية اللغة في التواصل اإلجتماعي

لغة الجسم ( الحركات ) كوسيلة للحوار

التواصل الشفوي و الكتابي

التواصل اللفظي و غير اللفظي

الخالصة

اللغة الوسيلة األولى و األساسية للحوار ( للتعبير ): -1 : تمهيد

تنشأ لغة اإلنسان في بداية األمر على شكل غير لفظي تعتمد في جوهرها على الصياح

و اإلشارات البدنية و الحركات الجسمية المختلفة ثم تتطور شيئا فشيئا لتصبح لغة لفظية

قوامها كلمات خاصة يكتسبها الفرد من بيئته المحيطة به ( األسرة )، إن رغبة الفرد في

التعرف على بيئته و اكتشاف أسرارها، هي المثير األساسي الذي يدفع الفرد إلى الحوار

. اللفظي

: أ - تعريف اللغة

يستخدم الفرد أدوات اتصالية عديدة لنقل رسالته لعل أبرزها اللغة اللفظية، سواء أكانت

منطوقة أو مكتوبة، وهي ليست إآل طريقة واحدة من بين عدة طرق للتواصل بين األفراد

. والجماعات فاللغة أداة اإلنسان للتعبير عن مشاعره و حاجاته و ضروب السلوك المختلفة له و لغيره

من األفراد، و اللغة في طبيعتها اجتماعية فلوال اجتماع الناس و تبادلهم الحوار بلغة مشتركة

لما أتت هذه اللغة، و اإلنسان حيوان ناطق (ألنه ينطق اللغة) و كلما تمكن الفرد من

لها ) ق الالئب الكلمة في محلها وباألسلوماستخدامها استخداما سليما و صحيحا ( أي استخد

) حيث يساعده ذلك في 51، :1980عباس محمود عوض، كان ناجحا في عالقاته اإلجتماعية،(

. ةاستمرار العالق ، و استقرارها

كما أن اللغة وسيلة اإلنسان للتعبير عن أفراحه و أحزانه، عن الراحة و األلم...فهي

وسيلة تواصل الفرد مع اآلخرين، كما أنها أداة التعامل مع الغير بها يعبر الفرد عن حاجاته

وأحاسيسه و يعلن عن ذاته و هي وسيلة تنفيس فهي إذن تساعد الفرد على العيش في المجتمع

)52، : 1980عباس محمود عوض، و اإلستقرار فيه (

) في كتابه " المرشد األمين للبنات و البنين " إلى أن اللغة هي رفاعة الطهطاوي* يشير(

) سكينر وسيلة اإلتصال اإلجتماعي، و هذا ما ذهب إليه العديد من المفكرين الغربيين أمثال (

( Piaget ) بياجيه و ( Skinner )

" لو لم يكن اإلنسان مخلوقا ليأنس مع إخوانه، و رفاعة الطهطاويو في هذا الصدد يقول

اإلجتماع مع أقرانه ليضع معهم هيئة اجتماعية و حالة عمران تمدنية، لم يكن لتخصيص

الحكمة اإلالهية له بصفة الناطقية كبير مزية ..." و الناطقية هنا يقصد بها اللغة التي من الله

) 117محمود السيد أبو النيل، د.ت، :بها اإلنسان ليتصل باآلخرين. (

ب - أهمية اللغة في التواصل اإلجتماعي:

تعتبر اللغة عامل قوي في نشأة أو تعديل سلوك الفرد، وهي وسيلة فعالة لتبادل

المعارف و في توطيد العالقة و الرابطة اإلجتماعية، كما أنها أداة أساسية لإلفصاح عما

) 79 محمد مصطفى زيدان، د.ت، :بداخل الفرد من أفكار و مشاعر. (

كما أنه عن طريق اللغة أيضا يتعلم الفرد ما يجب و ما ال يجب فعله ( يكتسب الذات

. العليا ) أي الرقيب على أقواله و أفعاله

فاكتساب اللغة يساهم في توجيه و ضبط السلوك، فيصبح الفرد يسلك سلوكا يتماشى مع

. معايير المجتمع، فيكتسب الفرد ما يسمى بالضبط الذاتي

فاللغة تعتبر عامل أساسي في عملية التطبيع اإلجتماعي، فال تستطيع هذه األخيرة تحقيق

أهدافها باإلستغناء عن اللغة، فالكلمات عبارة عن رموز و عالمات تشير إلى أشياء في

مواقف معينة و تحمل معاني لتلك األشياء و في تلك المواقف، و عن طريق هذه الرموز

يستطيع الفرد اإلستجابة لألشياء حتى في حالة عدم وجودها في المجال اإلدراكي الحسي

. المباشر

كما يستطيع اآلباء باستخدام األلفاظ و الكلمات ذات دالالت ومعاني خاصة بخبرات

وتجارب سابقة مروا بها، أن ينقلوا إلى أبنائهم معاني المواقف المختلفة التي قد يواجهونها في

حياتهم الحقا، و هكذا يكون الطفل قد اكتسب اتجاهات سلوكية خاصة بمواقف معينة لم

يختبرها بعد، و لهذا فللغة شأن عظيم و أهمية بالغة في توجيه سلوك الطفل، ألنها تعد عامال

هاما يساهم في تهيئة الفرد للقيام بدور إجتماعي، بفهمه أوال للمعايير المشتركة بين جميع

محمد األفراد، و التي تمثل القدر المشترك الذي يبنى عليه التفاعل أي التأثير والتأثر. (

) 105: مصطفى زيدان، د.ت،

- لغة الجسم كوسيلة للحوار : 2 يقصد بلغة الجسم، التعبير الطبيعي من ( إيماءات، و إشارات، وهزات الرأس،

الصراخ، البكاء، الضحك، تعابير الوجه، وضعية الجسم، نبرة الصوت و شدته، تغير مالمح

) 73، : 2003حنفي بن عيسى، الوجه...). (

في عملية التواصل مع اآلخر من أعمقوجه لها تأثير الجسم و تعبيرات ال لغة إن

حيث تمثل لغة الجسم ، في الحواراإليجابي التأثير لكلماتوبذلك تكون ل العامل اللفظي

نسبة ( الكلمات )بينما يمثل العامل اللفظي ،اإلتصالمن عملية ةبالمائ )55( نسبة(الحركة)

في حين يمثل العامل الصوتي ، بعناية تامةهر كلماتاختعلى الشخص أن يلذلك ةئ) بالما07(

تتوافق مع ه كلماتأنتأكد مع طرف آخر عليه أن يتكلم شخص يفعندما ةبالمائ )38( نسبة

. من البالغ الكالميأعمقغلب األحيان يكون للبالغ الصوتي تأثير أ ففي هنبرة صوت

) 121، 120، : 2001إبراهيم الفقي، (

يؤكد الجاحظ على أن اإلشارات لها أهمية بالغة كوسيلة اتصالية تقوم بمساعدة اللسان

(الكلمات)على تأدية معان ال يمكن لأللفاظ تأديتها. و قد بدأ اإلهتمام باإلتصال غير اللفظي

تشارلز بل ) و Duchenne ) دشين ) من خالل دراسات 19 مع القرن التاسع عشر (

Charles Bell )

و الذين انصب اهتمامهما على اإلستجابات العاطفية التي تظهر من خالل تعابير الوجه

) 73، : 1999صالح خليل أبو أصبع، (

إن الحركات التعبيرية أو ما يسمى بردود الفعل الخارجية التي تشمل ردود الفعل

اإليمائية، وهذه الحركات و اإليماءات تعتبر أحد أشكال التعايش و المخالطة و على أساسها

يمكن أن نستقرئ نظرة اإلنسان إلينا و شعوره نحونا وما يزعجه أو يحزنه.

) أنه ال شيء يعبر عن أنفسنا بشكل صادق و دقيق مثلما ك.د أوشينسكي لقد أكد (

تعبر المشاعر، أما إذا أضفنا إلى المشاعر ما يوافقها من حركات و إشارات فإننا سنحصل

. على لوحة كاملة لشخصية الفرد

و تعتبر ردود األفعال اإليمائية أكثر الظواهر القابلة لإلستيعاب المباشر، فمثال العيون

المفتوحة بكامل اتساعها و المتوهجة ببريق الفرح و الثغر المبتسم كلها إيماءات تدل على أن

. الشخص في حالة سرور و يعيش لحظات من السعادة

) سمة لتعابير 85 ذكر في مؤلفاته ( ل.ن تولستوي ) كما أن هناك إحصاء يفيد بأن (

) سمة لإلبتسامة تعبر عن الحاالت العاطفية المختلفة التي يعيشها الفرد في 97العيون و (

حياته. وحتى نصبح قادرين على فهم الفرد بشكل أفضل علينا اإلنتباه إلى نبرات صوته

ومراقبة أو مالحظة حركاته و ردود أفعاله اإليمائية، فعلى أساس سلوك الشخص و تعابير

وجهه وحركاته و حالته العامة، يمكن اإلستدالل و القول بأنه حزين أو مضطرب أو أنه فرح

أوغاضب أو يواجه موقفا صعبا ...و هكذا، فبتغير شدة الصوت و طبقته يمكننا التعرف على

) 8 ، 7، :2000( ي.إ.كولتشيتسكايا، تر: عبد المطلب أبو سيف، حالة الفرد الداخلية.

الحوار (التواصل ) اللفظي و غير اللفظي:– 3

: - أ - التواصل اللفظي 3 يقصد به الحوار الشفوي الذي يعتمد على استخدام األلفاظ و الكلمات في التواصل مع الغير.

3 : - ب - التواصل غير اللفظيفي هذا النوع من التواصل يستعين المحاور بحركات جسمه و مالمح أو تعابير وجهه

. ونظراته حتى يوصل ما يريد قوله لآلخر

- ت - العالقة بين التواصل اللفظي و غير اللفظي: 3 يرى العديد من الباحثين أنه يجب أن ينظر إليهما كوحدة غير قابلة لإلنفصال فالسلوك

اإلتصالي غير اللفظي يؤدي بمجموعة من المهام من خالل تداخله و عالقته بالسلوك

: اإلتصالي اللفظي. فاإلتصال غير اللفظي يمكن أن يكون

: 1 - - ت 3 - بديال للتواصل اللفظي

. فتعبيرات الوجه أحيانا تغني عن الكلمات

: 2 - ت - 3 - مكمال للتواصل اللفظي

يمكن أن يكون التعبير غير اللفظي معدال للرسائل اللفظية مثل اإلبتسامة بعد طلب شيء ما .

: 3- ت -3 - يفيد التأكيد

تعتبر الحركات عامال هاما في تأكيد ما نقوله من كالم، فاإلشارة تؤكد الرسائل اللفظية

كأن يركز الشخص صوتيا على كلمات معينة أثناء حديثه ليشير إلى أهميتها، و قد يصاحب

. ذلك تعبيرات الوجه الدالة على التأكيد على الكالم الذي يقال

: 4 - ت- 3 - تنظيم الحوار

حيث يمكن للتعبير غير اللفظي أن يقوم بتنظيم عملية التواصل بين األطراف

المتحاورة، كاستخدام حركة الرأس أو العينين أو إعطاء إشارة للشخص ليكمل حديثه أو

) 44 ، 43، : 1999( صالح خليل أبو أصبع، يتوقف عنه.

اللفظي في تجنب انقطاع الحوار: - دور الحوار غير4 إذا كان الحوار وسيلة لتبادل األفكار و المعلومات عن طريق الرسائل الشفهية أي اللغة

( في غالب األحيان ) فمعرفة هذه اللغة شرط ضروري لتسهيل عملية التواصل مع اللفظية

اآلخر، إال أن هذا الشرط ال يكفي لوحده لتحقيق الفهم السليم لهذه الرسائل، ألن لغة الحوار ال

تقتصر فقط على الكلمات و األلفاظ و إنما تتعلق أيضا بفهم الدالالت اللغوية لمعاني الكلمات

و القدرة على استيعاب خلفية اإلتصال اللغوي أو ما يعرف باإلتصال الماورائي أي ما خلف

الكلمات، بمعنى تفسير و فهم ردود أفعال المتكلم كاإليماءات و تعابير الوجه و الحركات

واإلشارات التي تصدر منه وهذا هو األهم، ألن نجاح الحوار يتوقف على قدرة المحاور

) 99، :1991( محمد أحمد النابلسي، للتوصل إلى فهم و تفسير اللغة الخفية للمتحدث.

فإذا ما أهمل المحاور خلفية اإلتصال اللغوي، مركزا جهده فقط على اللغة المحكية،

فإن حواره سيكون باردا و جافا لدرجة احتمال حدوث انقطاع و توقف الحوار، و حتى

: هيتجنب المحاور هذا اإلنقطاع في عملية الحوار علي اإلنتباه إلى ما يلي

على الصعيد اللغوي:- أ

المتكررة، و النظام ظيجب اإلنتباه إلى طريقة لفظ الكلمات، و نبرات الصوت، و األلفا

التمثيلي المتبع في الكالم، و المعاني المبطنة وراء الكلمات و التي تحتمل أكثر من تأويل.

مالمح الوجه:- ب

هي نافذة تتيح لنا - في بعض األحيان - تقييم فعالية الحوار، و ردود فعل المتحدث.

: -ت الحركات

)102، :1991( محمد أحمد النابلسي، تعكس اإلنفعال و الحماس و التوتر و العدائية

: -ث النسق الصوتي

يتضمن اإلهتزازات الصوتية، و حدة الصوت، حيث أن الدراسات - في هذا المجال -

أثبتت أن الصوت له عالقة بالحالة الفيزيولوجية والعاطفية للفرد، كما أن للصوت ارتباط

بالعالقة التي يقيمها المتحدث مع الطرف اآلخر، فمثال قد نجد أن الصوت المتذبذب و

المتقطع دليل على الخجل، في حين أن ارتفاع الصوت و ثبات وتيرته طول مدة الحوار دليل

). 107، : 2007( مسلم محمد، على قوة الشخصية و التحكم في المواقف.

: -ج وضعية المحاور

إن وضعية المحاور و طريقة جلوسه أو وقوفه تعبر عن مدى الرغبة في إقامة الحوار

أو اإلمتناع عنه، كما تدل على درجة اإلهتمام بما يقال أثناء الحوار، فمثال الشخص الذي

يرغب في التحاور والتواصل مع اآلخر يميل جسمه إلى األمام، بعكس الشخص الذي يميل

إلى الخلف أو إلى الجانب للداللة على رغبته في اإلنسحاب من الحوار.

المحاورة بالنظر ( اإلتصال العيني ): -4

إن لغة العينين أجدى و أنفع من اللغة الكالمية يفهمها األبناء أكثر من النبرة الصوتية،

فيكفي التحديق في أعينهم كي يفهموا المقصود من الطلب، كما أن التطلع مباشرة إلى الطفل

( توما جورج يتحدث يعني أنك مدرك لوجوده، و منتبه و مهتم لما يقوله و يشعر به. اعندم

)80، :1988الخوري، فالنظرة بوسعها أن تعبر عن جميع أنواع العواطف التي تغمر اإلنسان( كالحب،

الحنان، اإلعجاب، الخداع، الذهول، التواطؤ، الغضب، الفرح، الحزن، السخرية...الخ)، فكل

شيء يقرأ من خالل العينين، فصعب جدا على المرء اإلختباء وراء صراحة أعينه.

بتجربة مفادها أن أمر طالبة أن تركب بوريس كيرولنيك وفي هذا الصدد قام العالم

في المترو متظاهرة بأنها تبحث عن شيء ما، فإذا فعلت الطالبة ذلك دون أن تنظر حواليها،

من الركاب الذي يمرون بها. و لكن إذا طلب منها ة) بالمائ25فإنها لن تحظى إال بمساعدة (

من ة) بالمائ82 (هالقيام بالتصرف عينه (نفسه) وهي تنظر إلى العابرين، فإنها ستثير انتبا

( ناتالي باكو، المساعدين، إذن إن شيئا ما غير شفهي ( لفظي ) عدل من تصرفات الركاب.

. )64، :1995تعر: سمير شيخاني،

( MECHELL ARGIL ) ميشال أرجيل في تجربة أخرى قام بها

من ة) بالمائ30الحظ أنه خالل الحوار يتطلع المتحدثان أحدهما إلى اآلخر في المتوسط بين (

من ة) بالمائ60. و عندما يتطلع شخصان أحدهما إلى اآلخر أكثر من (ة) بالمائ60الوقت و (

اهتمامه بما يقال. نالوقت، فذلك يدل على أن أحدهما يهتم باآلخر أكثر م

أن الناس ينظرون أكثر إلى مخاطبهم في أعينه عندما ميشال أرجيل كما الحظ أيضا

يصغون إليه، أكثر مما يفعلون ذلك عندما يتكلمون، و يحولون نظرهم عندما تطرح عليهم

أسئلة تزعجهم أو تحرجهم، في حين أنهم يحدقون في الطرف اآلخر بصورة أشد عندما يوجه

) 65، :1995ناتالي باكو، تعر: سمير شيخاني، إليهم سؤاال يثير غضبهم وعدوانيتهم. (

5 : - التواصل الشفوي و التواصل الكتابي

: التواصل الشفوي–أ يعتبر من أبرز أشكال التواصل بين األفراد، و هو يتم عن طريق تبادل الحديث بين

طرفين أو أكثر سواء كان ذلك وجها لوجه أو عن طريق الهاتف، و يستخدم المناقشة

واإلستفسار، و هو أكثر األساليب فعالية نظرا لطبيعته المباشرة و قدرته على نقل المعلومات

و األفكار، فهو يمنح الفرصة لكال الطرفين من أجل المشاركة في النقاش و تبادل األفكار

واآلراء، وكل ذلك يكون بأقصر طريقة مما يوفر الوقت و الجهد و المال، و الذي قد تتطلبه

. الوسائل األخرى

: مهارات التواصل الشفوي

يتطلب التواصل الشفوي عدة مهارات من أبرزها ما يلي:

1 . - القدرة على التفكير فيما يقال بالسرعة المعقولة

- توظيف األفكار المطروحة و اإلستعانة باألسئلة التي تثري الحوار و تكشف عن آراء 2

. واتجاهات أطرافه

3 . - مراجعة األفكار و النقاط المطروحة في بداية و أثناء الحوار

4 . - التمتع بالهدوء و اإلتزان اإلنفعالي للوصول إلى األهداف المرجوة

5 . - اإلنصات بموضوعية في حدود الوقت المتاح

6 . - القدرة على التكيف بسرعة مع الحقائق و البراهين و األفكار الجديدة

، 2005( راشد محمد عطية، - المعارضة المنطقية و الموضوعية و عدم التحيز األعمى. 7

:207 ( : –ب التواصل الكتابي

هو عكس التواصل الشفوي حيث ال يتيح فرصة المشاركة وجها لوجه، بل يتخذ من

الكتابة وسيلة للتواصل ونقل المعلومات من طرف آلخر، حيث يمكن بواسطته نقل

المعلومات إلى أكبر عدد ممكن من األفراد كما يمكن للمستمع أو المستقبل مراجعتها عدة

مرات، و من عيوب هذا النوع من التواصل أنه يتطلب من كال الطرفين ( المتحدث

والمستمع ) أن يكونا على قدر معين من الدراية في مجال الكتابة و القراءة حتى ال يكون

) 152، :1982( مصطفى حجازي، هناك سوء فهم للرسالة.

الخالصة:

إن الطريقة الوحيدة و المثلى للتواصل مع اآلخرين دون أن يكون ثمة أي خلل هي

تحقيق معادلة التوافق أو التطابق بين ما نقول و ما نفعل، بمعنى أن يكون هناك انسجام بين

الحركة والكالم و إذا ما قام كل واحد منا بهذه الخطوة الهامة فستصبح حاالت سوء الفهم

. نادرة و تسهل عملية التواصل بين األفراد

الفصـــــــــــــــــل الثـــــــــــالث:

عناصر الحوار و مشجعاته

تمهيد

1 : - المعرفة

معرفة لهجات –أ

معرفة وسائل اتصالهم باآلخرين –ب

2 – : اإلرادة

أ - إرادة اإلصغاء

ب - إرادة التواصل

3 : - القدرة

أ - القدرة على إقامة جسر ودي مع الطرف اآلخر

( التجرد من الذاتية ) ب - القدرة على التحلي بالموضوعية

ج - القدرة على التفاعل مع اآلخر ( التدخل )

الخالصة

: تمهيد

إن نجاح الحوار أو فشله يتوقف على مجموعة من الشروط و التي يجب توفرها حتى

المنتظرة( والتي أقيم من أجلها )، و حتى يتحول إلى طريقة عملية فيبلغ الحوار األهدا

منتجة، بدال من أن يكون عمال عقيما في الشكل و المضمون، و لعل أهم هذه الشروط ما

: يلي

1 - : عنـــاصر الحـــــــوار ( المكونات، الشروط )

1 - : شخصية المحاور

المحاور هو الذي يدير عملية الحوار، و لهذا عليه أن يتمتع بحرية الحركة الفكرية،

بمعنى أن يتزود بالثقافة المعرفية ، و أن تكون مطالعاته واسعة و متنوعة حتى يكون قويا في

حجته و مقنعا في كالمه، وأن يملك شخصية قوية ، و أن يكون واثقا من نفسه حتى ال ينساق

مع أفكار و اتجاهات الطرف اآلخر ، معتمدا على مبدأ اإلحترام و تقبل اآلخر كما هو.

2 - : بيــئة الحــوار (المناخ، الجو العام)

لعل من أهم شروط تحقيق الحوار ألهدافه، توفر األجواء الهادئة للتفكير و التحاور و

تجنب كل الظروف المسببة للقلق و اإلنفعال، ألن طبيعة الفكر الهادئ الواعي يساعد على

يتأثر في أفكاره و آرائه بالجو روضع المشكل أو الموضوع في شكله الطبيعي، فالمتحاو

. العام للحوار

3 - : المعرفة بموضوع الحوار

البد لكل من طرفي الحوار التعرف على الموضوع الذي سيجرى فيه النقاش، و ذلك

بأخذ كل طرف فكرة عامة حول الموضوع و أهم عناصره، و هذا ما يساعد على جعل كل

أطراف الحوار واعية لما سيطرح من أفكار، كما يساعد على معرفة كيفية البدء في الحوار،

والخوض فيه، وكيف يجب أن ينتهي هذا الحوار، و هذا كله بفضل وضوح الرؤيا حول

)50( محمد حسين فضل الله، د.ت، :موضوع الحوار .

4 - : أسلــوب الحــوار

يقصد به الطريقة أو المنهج الذي يتبعه المحاور في حديثه و تحاوره مع الطرف اآلخر.

: وعامة هناك أسلوبين رئيسيين للحوار وهما

: - أ - 4 أسلوب أو طريقة العنف

هذه الطريقة تعتمد على مواجهة الطرف اآلخر بأشد الكلمات و أقسى المعامالت من

و عواطفه. رخالل إهانته، ولومه، و إهدار كرامته، فال مجال لمراعاة مشاعر اآلخ

إن هذا األسلوب ال يجدي نفعا وال ينتج إال مزيدا من الحقد و العداوة و البغضاء بين

األفراد، وهو بعيد كل البعد عن األجواء التي تقرب األفكار و تساهم في الوصول بالحوار

. إلى أفضل النتائج

أسلوب الالعنف ( الطريقة السليمة ) : - ب - 4

هذا األسلوب يعتمد على الليونة و المرونة في الحوار، مع مراعاة أحاسيس وعواطف

الطرف اآلخر، و آخذا بعين االعتبار أفكاره و اتجاهاته، و محترما لمرجعيته الثقافية

واإلجتماعية متبعا في ذلك أفضل الطرق و أحسنها إلقناعه بالفكرة التي يدور عليها الحــوار.

األفكار و األحكام ن واألسلوب العملي هو الذي يعتمد على تجريد الموقف أو الحوار م

المسبقة ( سواءا بالخطأ أو بالصواب ) والتي من شأنها أن تشكل حاجزا و عائقا يمنع

في الحوار . ة الشعور بحرية القبول أو الرفض لألفكار المطروحنأطراف الحوار م

) 52محمد حسين فضل الله، د.ت، : (

2 : - مشجعـــــات الحـــــوار إن إمكانية الدخول في حوار مع اآلخرين، هي إمكانية تحددها حوافز عميقة في حياة

المحاور و في شخصيته ،و عندما يعاني الشخص من صعوبات في التواصل مع أشخاص

آخرين ففي غالب األحيان ترجع هذه الصعوبات إلى األزمات التي تعرض لها الشخص

خالل حياته، بل إن بعضها يعود إلى عهد الطفولة بحيث تكون هذه الصعوبات مرتبطة

. بتربية الشخص و بصراعاته النفسية و بتجاربه العاطفية و اإلجتماعية

فكل فرد يبني أسس و وسائل تواصله باآلخرين و أساليب حواره معهم انطالقا من بنيته

هو الجسد بكل ما فيه من وراثة مرضية " )Marty (مارتي النفسية الذاتية، فاإلنسان كما يقول

وسلوكية و طبائعية و نفسية بكل مكوناتها من ( أنا، هو، أنا أعلى )، كما أن اإلنسان أيضا هو انعكاس

." لبيئته التربوية و اإلجتماعية

إقامة حوار أفضل و أكثر موضوعية ى ومن أهم العناصر التي تساعد المحاور عل

ومنفعة هي: أن يعرف، و أن يريد، و أن يقدر.

- المعرفة: 1 -2

يكون المحاور بمستوى الحوار من الناحية الفكرية ، فإذا كان الحوار وسيلة ن البد أ

لتبادل األفكار و المعلومات عن طريق الرسائل الشفهية ( في غالب األحيان ) فإن عدم

تمكن أطراف الحوار من فهم الرسالة فسيعجزون عن التحاور، وعليه فإن معرفة اللغة التي

و العوامل التي تسهل عملية التواصل بين األفراد. نيتم بها الحوار م

وتتم المعرفة باإلنفتاح على العالم الخارجي وعلى الناس و ثقافاتهم، وأمزجتهم،

ولغتهم، وذلك من خالل التفاعل اإلجتماعي، فأية معرفة جديدة يضيفها الفرد إلى فكره

تساعده في تحسين قدرته على الحوار، و المعرفة هنا يقصد بها المعرفة بآفاقها الواسعة

: بمعنى

: - - أ 1- 2 معرفة لهجات و لغات اآلخرين ( الذين يود مخاطبتهم )

اآلخرين بأقرب لهجة إليهم، أي استخدام األلفاظ و المصطلحات يقصد بذلك مخاطبة

التي تعودوا التكلم بها، و هذا ليس بالضرورة تقليد لهجاتهم و إنما التحدث معهم باألسلوب

. وباللغة التي يفهمونها

: – - ب 1- 2 معرفة العوامل التي تشجعهم على التواصل

الطرف اآلخر على التواصل بمعنى التعرف على كافة الرموز التي من شأنها تشجيع

)103، : 1991( محمد أحمد النابلسي، وإقامة الحوار و اإلستمرار فيه.

2 -2 - : اإلرادة ( الرغبة ) في الحوار

إن المعرفة لوحدها ال تكفي لتحقيق عملية الحوار، فال بد أن يكون المحاور راغبا

أن يريد فعليا إجراءه. واإلرادة هنا - أي في عملية الحوار - ىوقابال بمبدأ إقامة الحوار، بمعن

تتم على مستويين و هما

2 -2 : - أ - إرادة التواصل

يقصد بها قبول الطرف اآلخر، و الرغبة في محادثته، وهذا ما يخلف لدى الطرف

. اآلخر انطباعا بأن المحاور مستعد لإلستماع إليه و فهم معاناته

:: ءإرادة اإلصغا- ب- 2- 2

هي الرغبة في اإلستماع و اإلنصات بتمعن للطرف اآلخر و اإلنتباه إلى كل أقواله و

أفعاله ومشاعره ( أي ما قيل وما لم يقل )، فالقدرة على اإلصغاء هي بمثابة قبول الشخص

الذي يحدثنا، و اإلستعداد لتفهم وتقبل وجهة نظره ، واحترام مرجعيته الثقافية و اإلجتماعية،

وإتاحة الفرصة له للتعبير و تفريغ ما في داخله، فاإلصغاء يعتبر العامل الرئيسي لنجاح

) 106،109، :1991محمد أحمد النابلسي، الحوار. (

- القدرة على الحوار : 3- 2

ويقصد بها امتالك المحاور للمستوى الالزم لمتابعة الحوار، أو بمعنى آخر أن يبقى

المحاور محتفظا بقدرته على اإلصغاء لآلخر و مواصلة الحديث معه طيلة فترة الحوار.

) 143، : 2005عبد الفتاح محمد دويدار، (

: و تتجلى قدرة المحاور في نقاط عديدة و هي

خلق جسر ودي ( موقف ودي ) مع الطرف اآلخر: ى قدرة المحاور عل- أ- 3 -2

إن القدرة على اتخاذ الموقف الودي مع الطرف اآلخر ال يعني التصنع و التمثيل أمامه

بهدف كسب ثقته و إقامة عالقة ودية معه، و إنما يقصد بها الودية الصادقة و القائمة على

الحديث و اإلفصاح عن اهتماماته، و مشاكله، و أفكاره، ىأساس مساعدة اآلخر عل

واتجاهاته...، و الودية ال تتجلى في تقديم المساعدة الفعلية، وإنما تتمثل في المشاركة

العاطفية والوقوف على حقيقة مشاعرهم و معاناتهم و هذا من شأنه أن يساهم في تدعيم و

رفع معنويات الطرف اآلخر، و بالتالي تعميق الحوار بين الطرف.

وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الودية يجب أن تكون في حدود معينة حتى ال يذوب

المحاور في الطرف اآلخر، مما يجعل هذا األخير ضعيف الشخصية و عاجزا عن اتخاذ

قراراته بنفسه. وهذا ما يتطلب من المحاور التحلي بالموقف المتجرد و أن يكون موضوعيا

. في عالقته مع اآلخر

: - ب - 3- 2 القدرة على اتخاذ الموقف المتجرد ( الموضوعية )

ذاتيته، و أن يكون أكثر جدية و موضوعية وأن يحد من ن يقصد بها تجرد المحاور م

وديته و يضع حدودا لعالقته مع الطرف اآلخر( وهذا ال يمنع من أن يكون المحاور متفاعال

مع المتحدث في تعبيراته الجسمية و اإلنفعالية و اللفظية حتى يستوعب المشكل أو الموقف

. المعروض أمامه )

أو بمعنى آخر هي القدرة على النظر إلى األمور بموضوعية دون أن يتأثر المحاور

به، وهذا ما يتطلب منه أن يتحكم في ة الشخصية و باتجاهاته و مرجعيته الخاصهبنظرت

نفسه، و أن يضبط ردود فعله العاطفية و اإلنفعالية مظهرا تفهمه للطرف اآلخر ، و مشجعا

)144، :2005عبد الفتاح محمد دويدار، (له لمواصلة الحديث .

إال أن اإلتصال اإلنساني ال يمكن أن يتصف بالتجرد المطلق ( والذي هو صفة من صفات

عبد اآللة و ليس البشر) وإنما هو موقف مكتسب و متعلم، يتمرن عليه المحاور حتى يتقنه.(

) 145، :2005الفتاح محمد دويدار،

: - ت - 3- 2 القدرة على التفاعل ( التدخل في الحوار )

وهو أكثر المواقف صعوبة و أهمية في عملية الحوار، فهو يقتضي الكثير من الحذر

والحيطة، فتدخل المحاور يتطلب منه أن يكون قد فهم الموضوع المطروح واستوعبه من

. جميع جوانبه أي أن يعيش المشكل في عمقه وأن يتحسسه من داخله

إن القدرة على التدخل في الحوار و التفاعل مع الطرف اآلخر يقتضي توفر مجموعة من

القدرات لدى المحاور ( المتدخل ) سواءا على الصعيد المعرفي أو على صعيد التجربة

) 146، :2005عبد الفتاح محمد دويدار، والتفاعل العاطفي - الوجداني مع المشكل المطروح. (

: الخالصة

إن نجاح أو فشل عملية الحوار بين اآلباء و األبناء يتوقف على مجموعة من الشروط أو

العناصر، و التي يجب توفرها باعتبارها عوامل المشجعة على الحديث، و مواصلة الحوار.

الفصــــــــــــــــــــل الـــــــــــرابع:

اإلصغاء و دوره في عملية الحوار

تمهيد

تعريف اإلصغاء

أنواع اإلصغاء

بعض الحركات ( الوضعيات ) الدالة على اإلصغاء

أهمية اإلصغاء في الحوار

اإلستماع و التحدث كعمليتان أساسيتان في الحوار

الخالصة

تعريـــف اإلصغــــاء: – 1 يقصد باإلصغاء أخذ الوقت المناسب للتركيز و اإلنتباه لما يقوله اآلخر، فهو عملية

تجمع بين حاستي السمع و البصر بالتوازي، فبينما يصغي الفرد لكالم المتحدث فهو في

نفس الوقت يالحظ اإلنفعال الذي يصاحب هذا الكالم، و هذا كله من أجل استيعاب و فهم

. وإدراك ما يدلي به المتحدث

فاإلصغاء هو التوجه نحو اآلخر، و هو يبدأ بتفهم اإلطار العام للحديث و ما يتضمنه

هذا اإلطار داخليا، و اإلصغاء يكون لكل شيء بما فيه ما يقال و ما يرى. فاإلصغاء هو أخذ

) 119، :2007( محمد مسلم، الوقت المناسب للتركيز حول ما يقوله اآلخر

و يعتبر اإلصغاء تعبيرا لتقبل و تفهم الوالدين ألبنائهما و دليل على اهتمامهما باألبناء،

فاإلصغاء يولد شعورا لدى الطفل بقدرته على إثارة انتباه أبويه، وهكذا يسهل على اآلباء

مساعدتهم و توجيههم و تعديل سلوكهم، و لذا على اآلباء تخصيص فترات يومية لإلستماع

نإلى اهتمامات و انشغاالت أبنائهم، فبهذه الطريقة فقط يستطيع الطفل تعلم العديد م

مصطفى أبو سعد، المهارات، و في نفس الوقت سيتعلم اآلباء بدورهم الكثير من أطفالهم. (

2001: ،50 ( فاإلصغاء من أهم وسائل التعبير عن المحبة التي يكنها اآلباء ألبنائهم، فاإلهتمام

المستمر باألطفال و منحهم فرصا للتعبير و اإلفصاح عما بداخلهم يعتبر أهم قناة للتقرب

. منهم، لتفهم احتياجاتهم و انشغاالتهم في مختلف مراحل عمرهم

2 – : أنــــــواع اإلصغــــــاء : يوجد نوعين من اإلصغاء و هما

2 : - أ - اإلصغاء الفعال

و يقصد به التركيز و اإلنتباه إلى كل ما يصدر من الطرف المتحدث بما فيه ما هو

لفظي (الكلمات، األلفاظ ) و ما هو غير لفظي ( الحركات، اإلشارات، مالمح الوجه..)،

الذات و لكن دون الذوبان في لوذلك بالتمركز حول اآلخر و الخروج من دائرة التمركز حو

. اآلخر، بمعنى محاولة إيجاد توازن بينهما

: اإلصغاء لمضمون الرسالة، واإلصغاء اإلصغاء الفعال يكون ألمرين أساسيين و هما

إلى ما تخفيه هذه الرسالة من معاني و دالالت، أي ما وراء هذه المضمون، بحيث يحاول

(محمد مسلم، المصغي أن يضع نفسه مكان اآلخر و يتحسس أعماقه ليصغي إليه من الداخل.

2007: ،120( 2 : - ب - اإلصغاء غير الفعال

و هو بدوره عدة أنواع، فهناك اإلصغاء السلبي، و اإلصغاء السلطوي، و اإلصغاء

الجزئي ( اإلنتقائي )، و اإلصغاء بالتمثيل ( بالتظاهر )

بعض الحركات الدالة على التركيز و اإلصغاء للمتحدث: -3

بعض تصرفات الشخص من التعابير غير اللفظية تعكس مدى اهتمامه بموضوع

الحوار ونوعية اإلصغاء لديه، كما تدل على عمق التركيز و حدة التفكير، و فيما يلي

: سنعرض أهم وضعيات الجسم الدالة على ذلك

: اإلستعانة بهزات الرأس

هذه الوضعية تدل على أن الشخص يصغي باهتمام لكالم المتحدث

: داستنا الجبين إلى اليد

. دليل على تركيز الفرد و أنه في غمرة من التفكير

: اعتماد الرأس بين اليدين

. حركة تدل على أن الشخص في حالة تركيز و انتباه

الوقوف بقامة منتصبة و العين مسمرة في الشخص المتحدث:

. هذه الوضعية دالة على اإلصغاء و اإلنتباه لآلخر

انحناء الرأس إلى جانب:

. هذه الوضعية أيضا دليل على اإلنتباه و اإلصغاء لحديث اآلخر

: اقتراب الشخص من مخاطبه

.( ناتالي يقوم الشخص بهذه الحركة إلبراز مدى اهتمامه و انتباهه إلى ما يقوله المتحدث.

)107- 106، : 1995باكو، تعر: عبد المطلب أبو سيف،

الجسم السابقة تدل إلى حد ما على مدى تركيز و انتباه ت بالرغم من أن وضعيا

وإصغاء الفرد لما يقوله الطرف المتحدث، إال أن هذه الداللة تبقى نسبية ألنه في العديد من

الحاالت يتظاهر الشخص بأنه يصغي و يهتم للحديث إال أنه في حقيقة األمر غير مبال بما

. يقال له

أهميــة اإلصغــاء في عملية الحــوار: – 4 يعتبر اإلصغاء جزء هام من اإلتصاالت اإلنسانية الفعالة، فهو مهارة هامة لتحقيق

حوار جيد و فعال، فالتواصل الناجح ال يتحقق إال باإلصغاء الجيد، و فيما يلي بعض

: إسهامات اإلصغاء في عملية الحوار

اإلصغاء مهارة فعالة لتحقيق حوار ناجح:-أ

بما أن الحوار هو عبارة عن تبادل لمختلف األفكار و اآلراء و اإلتجاهات و المشاعر

من المتحدث إلى المستمع، فإن اإلصغاء هو الوسيلة لنقل هذه األفكار و اإلتجاهات

. واألحاسيس من المتحدث إلى المستمع

التخفيف من غضب المتحدث و يرفع معنوياته:بـ -

فاإلصغاء إلى الطرف المتحدث و إشعاره بأن ما يقوله و يدلي به هو موضع اهتمام،

يجعل الطرف المتحدث مرتاحا ألن هذا اإلصغاء له و إليه دليل على تفهم وضعيته و حالته

. النفسية، و أن أفكاره و مشاعره ذات قيمة

جـ - التعرف على الحقائق و المعلومات الهامة:

اإلصغاء لحديث طويل يتطلب من المصغي تمحيص ما قيل خالل الحوار ليتبين المهم

منها، و ما هو حقيقي عن ما هو زائد، فاإلصغاء بتمعن يساعد على إدراك حقيقة األمور.

www.molg.gov.ps/studies/ اإلصغاء %20 اإليجابي doc )

يعتبر - اإلستماع و التحدث عمليتان أساسيتان في الحوار: 5

يعتبر كل من اإلستماع و التحدث فن من فنون اللغة، مرتبطين أشد اإلرتباط ببعضهما

البعض، فكالهما يؤثر في اآلخر، فاإلستماع هو نتيجة للحديث من قبل المحيطين بالطفل،

والتحدث هو نتيجة لما استمع إليه الطفل من كلمات و تعبيرات، و إذا كان اإلستماع وسيلة

الطفل األولى للتواصل مع العالم الخارجي و التعامل معه، فالتحدث هو وسيلته أيضا للتعبير

. عن أفكاره و رغباته و احتياجاته و مشاعره

تعريف اإلستماع: -1 - 4

هو إعطاء اهتمام و عناية الستقبال األصوات و األفكار و المعلومات بهدف فهم

إلى " أن اإلستماع 1981 نجونسومضمونها، فهو نشاط ذهني وليس أذني فقط ، وقد أشار

( طاهرة يمثل جانبا كبيرا في عملية التعلم و أنه و سيلتنا األساسية في التفاعل مع الناس...".

)56، :2003أحمد الطحان،

و اإلستماع:تالفرق بين اإلنصا - 2 - 4

في الحقيقة ال يوجد فرق بينهما، فاإلنصات يتضمن اإلستماع و لكن بدرجة أعلى من

ف و اإلنتباه، لفهم مضمون الموضوع و تحليله على الوجه الصحيح، ويبقى اإلختالماإلهتما

) 15، :2003طاهرة أحمد الطحان، في الدرجة و شدة اإلنتباه. ( ت و اإلنصاعبين اإلستما

4 - 3 - : تعريف التحدث

إلى أن التحدث من أهم ألوان النشاط اللغوي للكبار فتحي يونس و آخرون لقد أشار

والصغار على حد سواء، فالناس يستخدمون الكالم أكثر من استعمالهم للكتابة، ومن هنا

يمكن اعتبار الكالم أو الحديث هو الشكل الرئيسي للتواصل اللغوي بالنسبة لألفراد.

على " أنه وسيلة اإلتصال اإلجتماعي عند اإلنسان ". 1982عبد المجيد منصوركما عرفه

فقد عرف التحدث على أنه " عملية تتضمن القدرة على التفكير، عبد العظيم سالم عليأما

و استعمال اللغة و األداء الصوتي و التعبير الملحمي، وهو نظام متعلم و أداء فردي يحدث

." في إطار إجتماعي نقال للفكر، و تعبيرا عن المشاعر

يرى أن التحدث هو " فن نقل اإلعتقادات لفتحي يونس و آخرون و في تعريف آخر

والعواطف و اإلتجاهات و المعاني و األفكار و األحداث إلى اآلخرين و أنه مزيج من

بوصفها وسيلة لصياغة اللغة بما يتضمنه من عمليات عقلية، والتفكير : ةالعناصر التالي

، 2003طاهرة أحمد الطحان، لحمل هذه األفكار و الكلمات ".( الصوت األفكار و المشاعر، و

:57 – 58 (

أن وظيفة اللغة األساسية هي التواصل، وهذا النشاط 1990سيد جمعة كما وضح

: التواصلي يركز على ثالثة عناصر رئيسية هي

: -أ المتحدث (المرسل)

هو الذي يطرح المسألة أو موضوع الحوار، حيث تكون لديه أفكار يريد عرضها على

. الطرف اآلخر (المستمع)

: -ب المستمع (المستقبل)

هو الطرف اآلخر من عملية الحوار و الذي يصغي بكل عناية و اهتمام ألفكار

ومشاعر وآراء المتحدث ليقوم بتفسير معانيها حتى يتمكن من فهم الرسالة أو الموضوع

. المطروح عليه

يتكلمه كل من المتحدث و المستمع اللغة أو نظام إشاري مشترك ( القاموس المشترك ) -ت

- العالقة بين التحدث و اإلستماع: 4 - 4 إن التواصل من خالل اللغة يحدث عن طريق نشاطين رئيسيين وهما الكالم

و اإلستماع وكالهما يعتبر نشاط عقلي، فعند الكالم يصيغ المتحدث أفكاره و مشاعره

و غاياته ووجهات نظره، واهتماماته...الخ والتي يود نقلها إلى المستمع في كلمات و جمل

مفيدة، أما في اإلستماع فيقوم المستمع بتحويل الكلمات إلى أفكار و يحاول إعادة صياغتها

و تركيبها، فالحديث الذي يعبر عن موقف أو سلوك ما، إما أن يكون نتيجة لما قد استمع

)57، :2003 طاهرة أحمد الطحان، إليه الشخص أو لما طلب منه.(

: الخالصة

إن تعلم فن اإلصغاء ضروري،فهو يقوي روابط الثقة و يشعر كال الطرفين (المتحدث

و المصغي ) بالراحة ألن وجود طرف يصغي إلية و يحاول تفهم معاناته واحتياجاته يعد

. ةبمثابة حافز لتعزيز ثق الفرد بنفسه و باآلخرين

الـفـصل الخــــــــــــــــامس:

معوقــــــات الحـــــــــوار و الحلول المقترحة

تمهيد

معوقات خاصة بالمتحدث

معوقات خاصة بالمستمع ( المستقبل )

معوقات خاصة بموضوع الحوار

معوقات تتعلق بالجو العام للحوار

الحلول المقترحة لكل نوع من هذه المعوقات.

الخالصة

معوقـــــات الحـــــوار: – 1

: تمهيد

الحوار بين اآلباء و األبناء قد يكون لفظي يعبر عنه باللغة، و قد يكون غير لفظي و يعبر

عنه بحركات الجسم (لغة الجسد)، ومما ال شك فيه أن عملية التحاور ال تسير دوما على

النحو السليم و اإليجابي، نتيجة تعرضها لعدة عوائق وصعوبات يمكن تصنيفها إلى ثالثة

أنواع، باعتبار أن الحوار يتكون من ثالثة أركان و المتمثلة أساسا في:

: -أ المتحدث أو المرسل

هو الشخص الذي يود نقل رسالة ما إلى شخص آخر، إما و األم أو الطفل، وقد يكون األب أ

بإلفادته بمعلومة ما، أو طرحه لمشكلة يرجو المساعدة من الطرف اآلخر(المستقبل).

: -ب الموضوع أو الرسالة

و يقصد بها المحتوى أو المضمون الذي يريد المتحدث نقله إلى المستمع.

: ت - المستمع أو المستقبل

. هو الشخص الذي يتلقى الرسالة من المتحدث

هو الفرد أو الجماعة التي تتلقى ( تستقبل ) الرسالة من المتحدث والتي تصله على شكل

رموز فيبدأ المستقبل ( المستمع ) في تفهم الرسالة وتفسيرها وذلك بالربط بين الرمز و معناه

التفسير للرسائل يتوقف على عمر المستقبل وخبراته ا( ترجمة الرموز ) أو فك الرموز وهذ

) 96 ،95، 2004أ.د محمد متولي قنديل، د.رمضان مسعد بدوي، السابقة. (

: أوال: العوائق الخاصة بالمتحدث يمكن آن يكون المتحدث سببا في إعاقة الحوار و هذا راجع لعدة نقاط من أهمها ما يلي:

- عدم بدئه بالنقطة المناسبة لجذب انتباه المستقبل.1

- عدم تهيئة المناخ المناسب للمناقشة و الحوار: ويعتبر أحد المعوقات األساسية يحول دون 2

استمرارية الحوار بين الطرفين، ف الجو العام الذي يجري فيه النقاش عامل ضروري

لنجاح عملية الحوار و استمرارها حيث كلما وفرت الشروط و المناخ المناسب كلما ساعد

) 95نفس المرجع، :ذلك في التعبير و اإلفصاح عما يجول بخاطر الشخص. (

- فرض الرأي : أن الكثير يصرون على فرض آرائهم مما يؤدي إلى فض اإلجتماع ( نفس 3

) 195المرجع، :

4 . - عدم استخدام لغة مفهومة و سهلة

5 . - عدم اإلستعانة بالتواصل غير اللفظي الذي يدعم اللغة المحكية

- السيطرة و عدم ترك الفرصة للطرف اآلخر ( المستمع ) لإلدالء برأيه. 6

اعتماد المحاور في حديثه على أسلوب غير واضح وغير مالئم للمستوى اللغوي المستمع

- التعصب و التحيز نحو اتجاه معين و عدم النزوح عنه مهما كان الوضع ( الموقف ). 7

) 130 - عدم اختيار المكان و الجو المناسب للحوار( د.محمد مسلم، المرجع السابق، :8

: ثانيا: فيما يختص بالمستقبل من بين معوقات الحوار التي يمكن أن يتسبب فيها المستمع ( المستقبل ) ما يلي :

1 - : فهم الرسالة فهما غير كامال

معنى ذلك أن يفهم المستمع أجزاءا من مضمون الرسالة دون سواها، بسبب عدم استطاعته

لفك بقية الرموز و هذا راجع إما لمحدودية مستواه الفكري و المعرفي أو لقلة خبراته

وتجاربه في الحياة أو لصغر سنه، فهذه العوامل يمكن أن تجعله عاجزا عن فهم كل معاني

. الرسالة

2 - : عدم فهم الرسالة

بسبب استخدام المرسل لرموز أو كلمات لفظية غير مألوفة لدى المستقبل ( كأن

. يستخدم مصطلحات تفوق المستوى اللغوي و المعرفي للمستقبل )

3 : - فهم الرسالة فهما خاطئا

يكون ذلك بسبب تفسير المستقبل للرموز تفسيرا غير صحيح وذلك راجع إلى اختالف

الخبرات والقاموس اللغوي بين المتحدث و المستمع ( المرسل و المستقبل ).

: ثالثا: بالنسبة لموضوع الحوار ( الرسالة ). - جفاف الموضوع أي ال فائدة من وراءه1

- عدم وجود عالقة بين موضوع الحوار و احتياجات المستمع، بمعنى أن الموضوع ال 2

يشبع حاجات المستقبل، فهو ال يهتم بانشغاالته، و ال يدرس اهتماماته.

- عدم حداثة الموضوع، أي أن الموضوع قديم و سبق الحديث فيه لعدة مرات، و بالتالي 3

. فهو ال يلفت انتباه المستمع ألنه لن يضيف شيئا جديدا له

- احتواء الرسالة على ألفاظ و عبارات تفوق القاموس اللغوي للمستمع. 4

5 – . احتواء الرسالة على رموز غير معروفة عند المستمع

- صعوبة فهم الموضوع،إلعتماده على أسلوب معقد و صعب غير مفهوم لدى المستمع. 6

- عدم احتواء الرسالة على التأكيدات اللغوية المتداولة لدى المستمع. 7

: رابعا: عوائق خاصة بالجو العام للحواريقصد بالجو العام للحوار، المحيط أو الوسط الذي يجرى فيه الحوار، و هو بدوره يمكن

أن يكون عائقا في عملية الحوار، هذا نظرا لعدم توفر مجموعة من العناصر المشوشة، من

: بينها

1 – . الجو المكهرب و سوء التفاهم بين المتحدث و المستمع

)130، :1992( بوفلجة غياث، عدم مالئمة الوسط ( المكان ) للتحاور. – 2

وجود عناصر خارجية مشوشة، ( كاألصوات المزعجة، رنات الهاتف، دخول أفراد – 3

آخرين ليسوا من األطراف المتحاورة ) مما يسبب انقطاع الحوار عدة مرات.

- عدم توفر القاعة أو المكان على ظروف مشجعة على التحاور. 4

محمد مسلم، - عدم وجود وسائل الراحة، ( كعدم مالئمة الكراسي، التهوية غير كافية ). ( 5

2007 : ،129 (

2 : - الحلـــــــــــول المقترحـــــة ومن أجل تحقيق عملية التواصل بصورة ناجحة ينبغي توفر مجموعة من الشروط في

)44، : 2000( سعيد حسني العزة، كل عنصر من هذه العناصر.

أوال: فيما يتعلق بالمرسل أو المتحدث:

نظرا ألن وظيفة المتحدث تكمن في صياغة الرسالة التي يقوم بتوصيلها لآلخرين في

كلمات أو حركات أو إشارات أو صور فينبغي أن يكون المرسل:

- ملما إلماما كافيا بمحتوى ( مضمون ) الرسالة التي يقوم بنقلها، عارفا لكيفية تصميمها 1

بطريقة تجذب انتباه المستقبل وتساعده على إدراكها مهما اختلف نوع الرسالة ( معرفية

كانت أو تربوية أو اجتماعية أو وجدانية …)

- ذكيا في إيجاد طريقة لتبليغ رسالته لآلخر، بمعنى أن يختار الزمان و المكان المناسب 2

)94، :2004 د. رمضان مسعد بدوي، –( محمد متولي قنديل لطرح موضوعه.

- أن يكون صوته و تعبيراته و حركاته أدوات تساعده على نقل رسالته للطرف اآلخر، 3

. حيث تكون دالة و مدعمة لحديثه

- أن يكون محبوبا لدى المستقبل، أي أن يكون لطيفا في تواصله مع الطرف اآلخر، 4

. بمعنى أن يتجنب العنف و القسوة في تعامله مع اآلخر

- أن يكون هدف الرسالة واضحا في ذهنه حتى يسهل عليه إيصالها إلى المستمع. 5

- أن يحترم الظروف الطبيعية و غير الطبيعية لمن ينقل إليهم الرسالة، أي عليه أن يراعي 6

(السن، الجنس، المستوى التعليمي، والمستوى اإلقتصادي، واإلجتماعي، وحتى مراعاة

الظروف النفسية والصحية للمستقبل، فالطفل يختلف عن المراهق وعن الراشد، كما أن

أو المتخلف عقليا وعن ضالمستقبل المتعلم غير المستقبل األمي، والسوي يختلف عن المري

. ذوي االحتياجات الخاصة… و هكذا

- أن يتميز بدرجة من اإلحساس لمعرفة مدى تجاوب المستقبل معه ومدى استجابته 7

. واستيعابه لحديثه

- أن يستعمل أسلوب واضح و محدد و بسيط و مفهوم لدى المستمع، بمعنى صياغة 8

الرسالة صياغة واضحة و مفهومة حتى تكون في متناول المستقبل و تتناسب مع مستواه

. العقلي والمعرفي

- أن يقوم بتنظيم محتوى الرسالة، بمعنى تقسيم الموضوع المراد عرضه على المستمع 9

إلى أجزاء وجوانب حتى يسهل فهمه و استيعابه من طرف المستقبل.

- أن يربط مضمون الموضوع بمشكالت و احتياجات المستقبل. 10

- التواضع في عرض محتوى الموضوع واإلبتعاد عن اإلستعالء و التكبر والديكتاتورية 11

. في مواقف التحاور

، 2004 د. رمضان مسعد بدوي، –محمد متولي قنديل ( - اإليمان بالفروق الفردية بين األفراد. 12:96(

: ثانيا: فيما يتعلق بالمستمعالمستمع تكمن في استقبال الرسالة، فيجب أن تتوفر فيه الشروط اآلتية: بما أن وظيفة

1 . - اإلصغاء بكل اهتمام و تمعن لكالم المتحدث

ة - محاولة فهم مضمون الرسالة فهما كامال و صحيحا، و ليس بحسب وجهة نظره الخاص2

. به

- أن يطلب من المتحدث استخدام رموز معروفة و متداولة لدى المستمع. 3

- أن يطلب من المتحدث اعتماد أسلوب بسيط و سهل الفهم، و أن يستخدم ألفاظ و كلمات 4

. واضحة و بسيطة تتناسب مع المستوى اللغوي للمستمع

- أن يطلب من المتحاور أن يكيف أسلوب الحوار بحسب المستوى المعرفي للمستمع . 5

: ثالثا: فيما يتعلق بالموضوع ( بالرسالة ) وهي عبارة عن األفكار و المفاهيم والمشاعر واالتجاهات و القيم و المهارات التي

يرغب المتحدث في نقلها إلى المستمع في صورة كلمات أو صور أو إشارات رمزية.

ولضمان استجابة المستقبل للرسالة ينبغي أن تتوفر و أن تراعي الشروط اآلتية:

و ينبغي أن تصمم الرسالة بشكل يجذب انتباه المستقبل - 1

: وهذا يتوقف على ما يلي

ل لموضوع الرسالة: يجب الربط بين الموضوع و اهتمامات و بيئة المستقبل- حاجة المستقبأ

. أي مدى حاجته للموضوع

ب- أن يكون الموضوع حديثا حتى يزيد من رغبته في اإلستماع إليه.

. ج - اختيار الزمان و المكان المناسب الستقبال الرسالة

- أن تصاغ الرسالة على شكل ألفاظ أو رموز معروفة و متداولة لدى المستقبل. 2

- توظيف مصطلحات وألفاظ تسهل عليه فهم الرسالة مثال إذا كان إدراكه سمعي يستحسن 3

استخدام ألفاظ من نوع (سمعت أن...) وإذا كان بصري (أتصور أن...، أرى أن...،

شاهدت...، أبصرت...، في نظري...)

صياغة الرسالة في أسلوب سهل، مفهوم، بسيط، و واضح يتناسب مع القاموس الغوي – 4

) 58، :2004 رمضان مسعد بدوي، –محمد متولي قنديل ( للمستقبل.

- حجم األسرة:5

يعتبر حجم األسرة من بين العوامل المؤثرة في تكوين اإلتجاهات الوالدية، فعندما

يزداد عدد أفراد األسرة تقل فرص التواصل بين اآلباء و األبناء، و في مثل هذه األسر يلجأ

اآلباء إلى تبني اتجاهات تربوية أكثر ميال للتسلط و القسوة، و ذلك بهدف السيطرة على نظام

األسرة و ضبط الصراع بين اإلخوة، خاصة إذا كانت هذه األسرة ذات مستوى اقتصادي

) 111، :1999نبيل عبد الفتاح حافظ و آخرون، (ضعيف.

- أساليب التربية الخاطئة:6

إن أسلوب معاملة الوالدين يعتبر عامال هاما في تشكيل شخصية أبنائهما و تكوين

اتجاهاتهم و ميولهم و نظرتهم للحياة، لذلك يجب على اآلباء اعتماد أفضل السبل للتعامل مع

األبناء ليضمنوا لهم نموا سليما وفق حاجاتهم النفسية و اإلجتماعية، و من بين هذه األساليب:

القسوة:–أ

يقصد به تسلط وتشدد اآلباء و فرض قيود و نظم صارمة على تصرفات أبنائهم،

وهناك من اآلباء من يصل إلى التهديد اللفظي، و كل هذا يقلل من فرص تمتين العالقة

وتوطيدها مع األبناء، مما يولد لديهم الميل للخضوع و اإلستسالم و عدم القرة على التعبير

. عن آرائهم و فقدان الثقة بالنفس و العجز عن مواجهة مواقف الحياة

اإلهمال:–ب

يعني تجنب الوالدين التعامل مع أبنائهما، فيتركونهم دون تشجيع و دون محاسبة ، فاألب

مثال قد يكون مشغوال و ال يخصص وقتا للجلوس مع أبنائه، وهذا النوع من األساليب تؤدي

باألبناء إلى الشعور بالوحدة و الحقد على اآلخرين، إضافة غلى العناد من طرف األبناء كرد

فعل منهم إلهمال الوالدين، و قد يعرض األبناء أنفسهم للمخاطر ليجلب انتباه والديه.

الحماية الزائدة:–ت

يقصد به المبالغة في رعاية و حماية الطفل، كقيام أحد الوالدين أو كالهما بأداء واجبات

ومسؤوليات الطفل و التي يمكنه القيام بها، و هذه المبالغة في اإلهتمام تؤدي بالطفل قلة

فرص تنمية ثقة الطفل بنفسه و بقدراته و شعوره بالضعف عند مواجهة أي موقف جدي،

وميلهم لإلنطواء و العزلة لعدم قدرتهم على تكوين عالقات ايجابية مع اآلخرين و عدم القدرة

الدراسات التي أجريت على أساليب المعاملة على تحمل المسؤولية لعدم نضجهم، ففي إحدى

) منهم تراوحت أعمارهم 06) طفال أفرط آبائهم في حمايتهم (20الوالدية توصل الباحثون إلى أنه من (

. 13) و (08ما بين ( ) سنة الزالوا ينامون مع آبائهم

الخالصة:

و تتمثل مشاكل التواصل في األسرة من حيث عدم وضوح الرسالة و غموضها،

والطريقة التي أرسلت بها هذه الرسالة لبقية األطراف، و قد يكون للغة و وضوحها أو عدمه

دورا في تقبل الرسالة أو رفضها كما أن الرسائل غير اللفظية قد تكون غير مناسبة للغة

هاللفظية و غير مدعمة لها، كما أن التعبير اإلنفعالي يجب أن يطابق الموقف الذي يستخدم في

من حيث نوعه ( الحزن، الغضب، الفرح الضحك، البكاء...) و شدته أو درجته، كما أن

وضعية الجسم وطريقة الجلوس يمكن أن تؤثر سلبا أو إيجابا على فهم الرسالة ، كذلك

بالنسبة لنغمة أو نبرة الصوت و التي ينبغي أن تكون متناسبة مع نوع الكلمات و األلفاظ.

الفصــــــــــــــل الســــــــــــــادس:

أصول الحوار بين اآلباء و األبناء

مقدمة

متى يبدأ الحوار بين اآلباء و األبناء ؟

أهمية التحاور بين اآلباء و األبناء

استراتيجيات التعامل بين اآلباء و األبناء

أسس بناء العالقات اإليجابية بين اآلباء و األبناء

المبادئ األساسية للحوار بين اآلباء و األبناء

خالصة

متى يبدأ الحوار بين اآلباء و األبناء ؟ -1

تمهيد:

أثبتت العديد من الدراسات على أن عملية التواصل بين الطفل و والديه تبدأ و هو جنين

نتأثر الجني التي يصدرها دليل على تواصله مع أمه، كما أن الحركاتفي بطن أمه، حيث أن

" ابن قيم الجوزية* : ، دليل آخر عن تواصله، حيث يقول بالحالة النفسية و الجسدية ألمه

فالجنين في بطن أمه متصل بها اتصال الغرس باألرض"، فمن خالل هذه المقولة يتبين لنا

أن عملية اإلتصال بين الطفل و أمه هي عملية أساسية في حياة الطفل و نموه العضوي

كما . يوالعقلي و النفسي و اإلجتماع

، تعتبر أول بادرة من ( صرخة الميالد ) كما أن الصرخة التي يطلقها الطفل عند والدته

بوادر قدرته على التصويت و التواصل مع العالم الخارجي، فهذه الصرخة تدل على أن

لنمو ملكة التكلم نالوليد قد برز إلى حيز الوجود مزودا بجهاز التنفس و الحنجرة الضروريي

عنده، و عليه فإن الصراخ هو نقطة البداية لنشوء اللغة لدى الطفل ، فهو بذلك يعبر عن

)130، :2004.( أحمد الهاشمي، مختلف رغباته و احتياجاته

عن طريق التلفظ ببعض المقاطع الصوتية ال المناغاة ينتقل الطفل من الصراخ إلى

ليعبر بها عن شيء و إنما يكررها ليلهو بتردادها، و الذي يعجب الطفل في هذه المناغاة هو

ذلك اإلتصال الصوتي و األثر السمعي، و هكذا نجد الطفل يلعب بصوته و يجرب مختلف

األصوات بشكل عشوائي، فهو يصدرها كيفما يريد، ال ينتقي الطريقة و ال الزمان و ال

المكان المناسب و هو بذلك يجد المتعة و اللذة و في نفس الوقت يدرب جهازه الصوتي على

أحمد الهاشمي، النطق و يعوده على التلفظ حتى يتمكن من الكالم على الوجه الصحيح. (

2004 ،:131(

إن الدراسات األولى حول تفاعالت و تصرفات األطفال اإلجتماعية تعود إلى

السبعينات، فعلى األمهات أن يدركن أن الطفل كائن قادر على فهم أمه و التفاعل معها، فتنشأ

. بصورة مبكرة عالقة تفاعل بين الطفل و أمه

فطبيعة العالقات بين اآلباء و األبناء تترك انطباعا عميقا في نفسية الطفل و باإلضافة إلى

هذه الحقائق، فإن الفرد في طفولته و حياته المبكرة أكثر إحساسا بالمنبهات المختلفة المحيطة

به مقارنة بالمراحل الالحقة، وينبغي أن تتجه المناقشات األسرية نحو تأكيد الفضائل والدعوة

إلى التمسك بالقيم الروحية بالكلمة و المثال حتى ينشأ الطفل بشكل طبيعي و يشب على طاعة

)129، 1981( محمود حسن، أبويه.

إن الحواس الخمسة للطفل تسمح له ببروز مجموعة من األحاسيس و استعمال بنى

اتصالية مختلفة مع أمه و أبيه و المحيطين به، فالطفل كائن إجتماعي منذ األيام األولى من

حياته و عالقته اإلجتماعية و العاطفية تحتل مكانا أساسيا في أطوار نموه األولى.

إلى أمه بإعجاب، فينظر غليها بثبات و يفتح و يطبق ي فطفل ذو األربعة أسابيع يصغ

فمه ويبدي اهتماما بحديثها فيثغو عند سماعه لكالم أو غناء أمه و هذا خير دليل على قدرة

الطفل على التواصل مع أمه في وقت مبكر من حياته، كما أن طفل الشهر الثاني يحدث

أصواتا وابتسامات دليل على فرحته عند سماع حديث أمه أو أحد أفراد األسرة و يحر رجليه

و يفتح يديه دليل على رغبته في محاورة اآلخر، و هذا ما يساعد الطفل على اكتشاف نفسه

) 13، :2001ليونيل روسان، تعر: د.جورجيت الحداد، ومحيطه. (

كما أن العالقة الحميمة التي تربط الطفل بأمه توجه إلى حد كبير النمو المستقبلي لنفسية

( ي.إ. كولتشيتسكايا، الطفل تساهم في تحديد طبيعة و نوع العالقات التي سيقيمها مع من حوله

) 23، :2000تر: عبد المطلب أبو سيف، ) األهمية المحورية للصلة و العالقة العاطفية بولبي تبين نظرية التعلق التي وضعها (

التي تربط الطفل بأمه في أيام حياته األولى، و لما لها من أهمية في النضج النفسي للطفل،

فكلما حضي هذا األخير بالقبول و الرعاية ضمن عالقة وثيقة و مستقرة مع األم تتولد لديه

الطمأنينة و راحة البال و ينمو لديه المفهوم اإليجابي عن ذاته و عن اآلخرين، و يصبح

قادرا على اإلنفتاح اإليجابي على العالم الخارجي، و يتمتع باإلستقاللية، و يصبح أكثر ثقة

)213، :2000، مصطفى حجازيبنفسه و باآلخرين . (

و قد أجريت سلسلة من األبحاث في المركز الوطني لدراسات الصحة في فرنسا و في

العديد من الجامعات، و التي ركزت على التفاعل المبكر جدا الطفل و أمه و صوال إلى الحياة

، مصطفى حجازيالجنينية، و لقد أكد هذا اإلتجاه على أن التفاعل بينهما يكون ما قبل الميالد. (

2000: ،19(

كما أثبتت العديد من الدراسات أن هناك عملية تواصل تتم بين الطفل و أمه حتى و هو

رضيع في الدقائق األولى من ميالده و قبل أن يكتسب لغة أمه و أهله. و يذهب البعض اآلخر

من الباحثين إلى أن اإلتصال بينهما يتم حتى و هو جنين في بطن أمه و دليلهم في ذلك هو

تأثر الجنين بالحالة النفسية و الجسدية لألم. يقول ابن قيم الجوزية: "فالجنين في بطن أمه

متصل بها اتصال الغرس باألرض"

" LE BEBE EST UNE PERSONNE " شريط تلفزيوني بعنوان: ففي

وهو شريط خاص بعالم الطفل، قام طبيب نسائي بوضع رضيع في مكان معين بعد مرور

) أمهات و جعل بينهن و بين الرضيع 04) دقيقة من والدته، و أحضر الطبيب أربع (35(

حاجزا لمنع رؤية الرضيع لألمهات، و منع األمهات بدورهن من رؤية الرضيع. و طلب

الطبيب من األمهات أن تنادي كل واحدة منهن على الرضيع باسمه (نكوال) ثالث مرات

وبصوت هادئ و أن تترك فاصل زمني يدوم بعض الثواني بين كل نداء و آخر، على النحو

! ! نكوال–فاصل زمني - ! نكوال – - فاصل زمني و التالي: األم األولى تنادي: نكوال

ثانية) على نداء األم األولى وبنفس 30وتبدأ األم الثانية في النداء بعد مرور نصف دقيقة (

الطريقة التي نادت بها األم األولى، ثم يأتي دور األم الثالثة بعد مرور نصف دقيقة و بنفس

الكيفية التي قامت بها األم األولى و األم الثانية و أخيرا تأتي األم الرابعة لتنادي على الرضيع

. بالطريقة نفسها

و األمر الذي يحدث هو أن الرضيع ال يستجيب إال لصوت أمه الحقيقية، فعندما تناديه

يرد عليها بإصدار صوت و يقوم بتكرار ذلك الصوت كلما نادت عليه األم الحقيقية و ال

) 50، :2004أحمد هاشمي، يصدره عندما تناديه بقية األمهات. (

وهذا ما يدل على أن عملية التواصل بين الطفل و أمه هي عملية أساسية في حياة

. الطفل ونموه العضوي و النفسي و العقلي و اإلجتماعي

أهمية التحــاور بين اآلبــاء و األبنــاء: -2 من الضروري تخصيص وقت للتحدث مع األبناء، ففي الحوار يوجد العالج األساسي

لمعظم المشكالت التي قد تعترض سبيل األبناء، و هذا ما يساهم في بناء أسرة سليمة

الشخصية، فالحوار بين اآلباء و األبناء له عدة فوائد منها ما هو في صالح األبناء، ومنها ما

، كما أن البعض من هذه الفوائد ترجع على المجتمع ككل. وتتجلى هذه ءاآلبا هو في صالح

: ياألهمية فيما يل

اكتساب األبناء مهارة التعبير و التواصل مع اآلخرين ( مهارة التعبير اإلجتماعي) - 1- 2

يقصد بها قدرة األبناء على التعبير عن مشاعرهم و اإلفصاح عن أفكارهم و آرائهم

لآلخرين دون خوف أو ارتباك، و إجراء حوارات فعالة معهم في جميع مواقف التفاعل

) 46، : 2003( د.طريف شوقي محمد فرج، اإلجتماعي وفي مختلف المواضيع.

آرائه وأفكاره بكل حرية ومن دون ن فالطفل الذي ينشأ في أسرة يتعلم فيها التعبير ع

خوف، سيتعلم حقا كيف يعبر عن نفسه وعن أفكاره و مشاعره أمام العالم الخارجي، فمن

خالل ثقة المحيطين به ( أبويه ) و اإلصغاء الذي يحظى به من طرفهم سيساعده على

اكتساب مهارات الكالم و التواصل، فالطفل يتعلم اللغة و أساليب الكالم من خالل تفاعله

) 91، :2001( د. مصطفى أبو سعد، وتعامله مع اآلخرين.

2 -2 - : الشعور باألمان و الراحة النفسية ( اإلستقرار النفسي )

على حياة األبناء ر مما ال شك فيه أن لطبيعة العالقة السائدة بين أفراد األسرة أثر كبي

ومستقبلهم، و هذا ما يؤثر إيجابا أو سلبا على حالتهم النفسية و اإلنفعالية واإلجتماعية و على

نموه بصفة عامة، فكلما كان الطفل متواصال مع والديه و مشبعا بالحب و الحنان و العطف،

كان أكثر اتزانا و شعورا باألمان و الطمأنينة، على عكس الطفل الذي نشأ في أسرة تفتقد إلى

. الحوار والجو العائلي، مما يولد لديه الشعور بالقلق و اإلحباط

2 -3 - : التقارب و التفاهم بين اآلباء و األبناء

إن التواصل الدائم مع األبناء و محادثتهم عن جميع شؤونهم و اهتماماتهم وانشغاالتهم،

من شأنه أن يقوي العالقة بين اآلباء و األبناء، و يساهم في التقرب منهم، وبالتالي تفهم

حاجاتهم النفسية ( الحاجة إلى األمن، تحقيق الذات، الشعور باإلطمئنان،…)، و اإلجتماعية

( الحاجة إلى التواصل مع اآلخر، الحاجة إلى اإلنتماء،…)، و المادية ( الحاجة إلى األكل،

. الشرب، الملبس، المأوى، اللعب، التعلم،…)

2 -4 - : ضمان نمو سليم لشخصية األبناء

يعتبر التفاعل المستمر بين أعضاء األسرة من أهم مظاهر النمو السليم للشخصية، و خاصة

له تأثير مباشر على سلوكهم و درجة وعيهم، وهذا مبالنسبة لشخصية األبناء، فالحوار معه

( ROBER CHAMBERLIN) روبر شامبرلين ما يؤكده

في اإلتصال اإليجابي بينه و بين والديه كما و كيفا " " إن األهم لنمو الطفل يتمثل:في قوله

أي الحد الذي نمنحه له من مودتنا و عطفنا، و األسلوب الذي نمنح به هذه المودة و هذا

العطف عالوة على ما في هذه المودة من صدق في العاطفة وصدق في الحنان، فالعطف

لنموه الجسدي و العاطفي ةوالحنان واحترام كيان الطفل أمور ضروري

فالحوار يعتبر الوسيلة المثلى لبناء جو أسري سليم يدعم نمو األطفال و ويساهم في

تكوين شخصية سليمة و قوية أمام أي موقف يواجههم في مشوار حياتهم. لقد توصل مورفي ( MURPHY ) إلى أن التفاعل الودي 1973في دراسة له قام بها عام

بين الطفل و أمه يتم إذا ما أبدت اهتمامها به، و أصغت إليه، و تركته و حريته بعض الوقت، كما نادى

(مورفي) بضرورة توفر عنصر المرونة في جميع مجاالت التفاعل مع الطفل، و قد تبين أن لإلستجابة

) 39، :1990( محمد عبد الرحيم عدس، اللفظية بين الطفل و أمه عالقة وثيقة برفع كفايته و قدرته.

2 -5 - : تعلم فن اإلصغاء

إن التحاور مع األبناء يكسبهم فن اإلصغاء، و يعلمهم كيف يصغوا إلى اآلخر عندما

يتكلم عن انشغاالته و اهتماماته، و مدى أهمية ذلك في فهم اآلراء و األفكار التي يطرحها

الطرف المتحدث، فاإلصغاء هو السبيل األمثل الذي يتعلم الطفل من خالله الكثير من

( مصطفى أبو سعد، المهارات اإلجتماعية عن طريق النقاش و التواصل المستمر مع اآلباء.

2001: ،50 (

2 -6 - : تعديل السلوك (التأديب)

إن أحد أهم العناصر التأديبية لألبناء هو إقامة عالقة متينة بين اآلباء و أبنائهم مبنية

) يساهم التواصل بين أفراد األسرة 90على الثقة والصراحة بين الطرفين، ( نفس المرجع، :

) 98( محمد مصطفى زيدان، د.ت، :في تعديل سلوك الفرد و توجيهه إلى الصواب.

تكوين اتجاه إيجابي نحو الذات: -7- 2

حينما يتحاور الفرد و يعبر عن أفكاره و مشاعره فهذا يشعره بقيمة إزاء ذاته وهذا ما

يجعله قادرا على مواجهة مواقف الحياة، محافظا على ثقته بنفسه مهما كان الوضع فهو ال

ينهار وال ييأس أمام أي موقف صعب يعترض سبيله، و هذا ما يساعده على التكيف و

التوافق النفسي واإلجتماعي، فاإلنسان ال يستطيع المحافظة على توافقه اإلجتماعي إال إذا

كانت لديه اتجاهات إيجابية نحو ذاته و هذا ما ينعكس على سلوك الفرد و أقواله خالل تفاعله

) 149 : 2003-2002( لطيفة أبو ذينة، إشراف: صالح مرحاب، مع اآلخرين.

2 -8 : - اكتساب الخبرة من الكبار

فالطفل ( الفرد ) حين يتفاعل مع األفراد و الجماعات فهو سيشبع من خالل هذا

التفاعل حاجاته المادية من ( مأكل و ملبس ومأوى...)و حاجاته المعنوية من ( حب و حنان

وعطف و أمن و استقرار...)، و هو بذلك يتعلم قيم الحياة و يستفيد من خبرات و تجارب

اآلخرين ويكتسب مختلف المهارات خاصة مهارة التكيف مع تغير مواقف الحياة.

2 - 9 : - نمو الشخصية

من المعروف أن الشخصية هي مجموعة من الصفات المتكاملة و التي تنمو من خالل

الخبرة اإلجتماعية و التفاعل مع اآلخرين، ذلك أن الفرد يعبر عن أفكاره و مشاعره عن

طريق تواصله مع اآلخرين، فالذات و الشخصية نتاج إجتماعي، ألنهما يتشكالن نتيجة

تفاعل الفرد مع أعضاء بيئته اإلجتماعية األولى و التي ينشأ فيها و يتعلم فيها مهارات الحياة

أال وهي األسرة، والتي تعد وحدة اجتماعية صغيرة و التي تعمل على صبغ الفرد ( الطفل )

) 105( محمد مصطفى زيدان، د.ت ، : بالصبغة اإلجتماعية.

2 - 10 : - الوعي بالذات

ينمو وعي الفرد بذاته من خالل العالقة المستمرة بغيره، عن طريق مشاركة الفرد

ألفكار ومشاعر اآلخرين و مدى إدراكه و استيعابه للمعاني التي تتضمنها هذه العالقة.

) 107محمد مصطفى زيدان، د.ت، :(

2 - 11 : - التآلف اإلجتماعي

يهدف الحوار في أبسط صوره إلى التآلف اإلجتماعي بين األفراد ، حيث يساهم

التفاعل بين أعضاء األسرة في تكوين أنماط سلوكية عامة مشتركة بين الجميع، إذ ينتج عن

هذا التفاعل تكوين اإلتجاهات العامة نحو اآلخرين، حيث أن الفرد يميل إلى اإلستجابة

لآلخرين ال على أساس ما يقولونه أو يفعلونه بل على أساس شعوره نحوهم كأشخاص.

) 95محمد مصطفى زيدان، د.ت، :(

2 – 12 : - التمتع بالصحة النفسية

إن العالقة األولى التي تربط الطفل بأمه تساهم في بناء الركائز األساسية للصحة

، 2000( مصطفى حجازي، النفسية في عمر مبكر جدا من خالل تفاعله المستمر مع أمه.

:190 ( حيث أن العالقات األولية بين الطفل و والديه تشكل أسلوب الوجود في هذا العالم،

بمعنى أن الطفل من خالل تواصله مع أبويه يتعلم أساليب التعامل مع اآلخرين و كيفية بناء

عالقات معهم، فكلما كان الطفل رابحا أو ناجحا في هذا السيناريو تكون صحته النفسية جيدة

و تنمو لديه القدرة و الثقة التي تساعده على مواجهة تحديات الحياة و صعابها، ألن تجارب

مصطفى حجازي، الحياة الالحقة و مختلف خبراتها ستبنى على أساس هذا السيناريو األولي. (

2000: ،212 (

2 - 13 : - التحلي بصفة اإلجتماعي

) اإلنسان حيوان إجتماعي بالضرورة، CHARLS COOLY (شارلز كولي يقول

أي أن تفاعله مع اآلخرين ينتج عنه استمرار وجوده في هذه الحياة و اكتسابه الصفات

) 96محمد مصطفى زيدان، د.ت، :( اإلنسانية التي تميزه عن سائر المخلوقات.

2 – 14 : - اكتساب المعايير اإلجتماعية

عن طريق اللغة يتعلم الفرد ما يجب و ما ال يجب فعله ( يكتسب الذات العليا ) أي

) 102محمد مصطفى زيدان، د.ت، :الرقيب على أقواله و أفعاله. (

- المبادئ األساسية للحوار بين اآلباء و األبناء: 3

إن الصلة بين اآلباء و األبناء أقوى ما تكون بين أية جماعة أخرى، وألن الحوار في

األسرة يؤثر بشكل بالغ و مباشر في سلوك األبناء، فمن الضروري مراعاة بعض المبادئ

: لضمان فعالية الحوار و استمرارية العالقة األسرية وتقويتها

3 - 1 - : البدء في الحوار بضمير ( أنا ) بدال من ضمير ( أنت )

إن افتتاح النقاش بكلمة (أنا) من شأنها أن تساهم في تشجيع األبناء لإلنتباه إلى مطالب

آبائهم، فضمير(أنا) لها وقع خاص في نفس الطفل، فهي ال تتضمن إصدار األمر إليه

عكس الضمير (أنت) و الذي يفسره الطفل على أنه هجوم، و أنه مجبر بأداء األوامر

الصادرة من والديه ، بدال من اعتبارها نصائح و توجيهات يجب العمل بها لتحقيق النجاح

3 - 2 - : الصراحة و الوضوح في الحــوار

إن الوضوح في طرح موضوع النقاش، والصراحة في عرض أفكاره، عامالن أساسيان في

عالقة اآلباء مع أبنائهم، فالكلمة الواضحة و الصريحة تمحو سوء التفاهم، و تقرب بين

) 79، :1988توما جورج الخوري، أطراف الحوار.(

3 - 3 - : تجنب الكالم بصوت مرتفع (عال)

أبنائهم، ألن هذا ع على الوالدين تفادي الصراخ، والحديث بصوت عال أثناء التحاور م

األمر يجعل األبناء يتخذون موقف سلبي من الحوار، فعوض أن يعتبروه فرصة للتفريغ

والتنفيس عما يشعرون به، فهم سيعتبرونه حصة اللوم و العتاب وال ننسى بأن الجسم حساس

بالنسبة إلى الذبذبات الصوتية، فصراخ الوالدين بوجه األبناء يزيد من عنادهم بدال من تعقلهم

. ةورضوخهم لآلراء و األفكار المقترح خالل الحوار

و لهذا على اآلباء التحدث بلطف و هدوء مع أبنائهم، و تجنب الصراخ الذي ينتج أطفال

. قلقين مترددين ذوي شخصيات منكمشة اجتماعيا

3 - 4 - : التحدث في الوقت المناسب

يقصد بذلك أن يجرى النقاش في الوقت المناسب، كالتحاور مع األبناء قبل حدوث

مشكلة ما بهدف الوقاية منها، أو معالجة المشكلة فور حدوثها، حتى يكون للحوار نتائج

مثمرة ومرضية لكال الطرفين، عكس التحدث في موضوع مضى عليه الزمن فالتحاور فيه

. ال يفيد شيئا، وال يجدي نفعا

3 - 5 - : ضرورة اإليجابية في الحوار

معنى ذلك أنه على اآلباء طرح موضوع الحوار بطريقة تحبب األبناء في الحوار و

تحفزهم على المواصلة في الحديث، كأن يقترح الوالدين الحل لمشكلة ما بطريقة إيجابية، فال

يقوالن للطفل مثال: " كف عن اللعب " بل عليهما مصارحته فقط بأن الضوضاء يزعجهما

) 80، :1988( توما جورج الخوري، و لهذا عليه أن يتوقف عن اللعب.

تشجيع األبناء على الحديث و البوح بحقيقة ما يشعرون به: - 6 - 3

يجب على الوالدين تحفيز و تشجيع أبنائهم على الكالم و التعبير عن أفكارهم

لهم: " بودي لو أسمع رأيكم في موضوع كذا...، أود أن تصرحوا لي اومشاعرهم، كأن يقولو

بحقيقة شعوركم اتجاه موضوع...، هل تسمحون لي بمشاركتكم في مشكلتكم...، هل بوسعي

اقتراح حل لمشكلتكم..." ومثل هذه األقوال من شأنها تحفيز األبناء على الحديث والبوح

) 110، :1988( توما جورج الخوري، بحقيقة مشاعرهم و أفكارهم.

: ء - اإلصغا7 – 3 لألبناء

أفكارهم ن يقصد به القدرة على اإلستماع بتمعن لحديث األبناء، فعند التعبير ع

وأحاسيسهم على اآلباء اإلصغاء لهم بكل عطف و اهتمام و منحهم الوقت الكافي لتفريغ ما

في جعبتهم ألن اإلصغاء فن فاعل للفهم و أهم سبيل للحوار اإليجابي و المثمر مع األبناء.

3 - 8 - : احترام آراء و أفكار األبناء

عندما يدلي األبناء بآرائهم حول موضوع النقاش، فمهما كان رأيهم، على اآلباء

تحسيسهم بأهميته، و قيمته و ذلك باإلستماع إليهم باهتمام و تجنب اإلستهزاء بهم و السخرية

) 18، :2001( مصطفى أبو سعد، من آرائهم،حتى ال يصابوا بالخيبة، وتجرح عواطفهم.

3 - 9 - : تفادي انتقاد الطفل باستمرار

إن انتقاد األبوين لطفلهما بشكل دائم وبصورة مستمرة، والتربص له في كل كلمة أو

جملة يتفوه بها أو أي فعل يصدر منه، يولد لدى الطفل إحساسا بأنه مرفوض من طرف

أبويه، فيصيبه اإلحباط و خيبة األمل و يفقد الثقة بنفسه و بقدراته و إمكانياته، كما قد يتولد

لديه الخوف الدائم من البوح بأية كلمة، أو اإلبداء بأي رأي، أو القيام بأية حركة، وهذا ما

يقتل روح المبادرة لديه، لتحل محلها العزلة و اإلنطواء، ولهذا فليكن الحوار بين اآلباء

واألبناء ايجابيا و ليتخذ اإلنتقاد طابع التوجيه الطيب بالتي هي أحسن، وليكن اإلنتقاد فقط في

) 46، :2001( مصطفى أبو سعد، حالة الضرورة.

3 - 10 - : تقبل اقتراحات األبناء

األبناء يحاولون اإلدالء بآرائهم و أفكارهم حول موضوع الحوار إختبارا لقدراتهم،

ودفاعا عن استقالليتهم، فاستماع اآلباء إليهم و اإلهتمام باقتراحاتهم - مهما كانت - يشعرهم

، 2001مصطفى أبو سعد، بمدى أهميتهم وبقيمة آرائهم، و هذا ما يقوي اعتزازهم بأنفسهم. (:49 (

3 - 11 - : تجنب فرض رأي األبوين مقابل إقصاء رأي األبناء

ا أحكاما دون أن يمنحوا يجب على اآلباء عدم فرض آرائهم باستمرار و أن ال يصدرو

أبنائهم فرصة للحديث و شرح أفكارهم واإلبداء بوجهة نظرهم، ألن ذلك من شأنه أن يكون

. حاجزا بين اآلباء و األبناء في عملية الحوار

3 - 12 - : اإلبتعاد عن التفسير الذاتي لمواقف األبناء

عادة ما ينطلق بعض اآلباء أو المربون في تحاورهم مع أبنائهم من منطلقاتهم الذاتية

ومفاهيمهم الخاصة، متناسين أن األبناء ال يملكون نفس القدرات و المهارات التي يملكها

مواقف و سلوك أبنائهما دون عناء اإلستماع لهم اآلباء، كما أن الوالدين اللذان يفسران

ودون محاولة منهما لفهم دوافع سلوكهم و خصائص النمو لديهم ، و يقومان بتأويل كل ما

من فعل أو قول من خالل فهمهما الذاتي و تفسيراتهما الخاصة ، كل هذا يصدر عن أبنائهما

) 95، :2001مصطفى أبو سعد، يشعر األبناء بالتبعية بدال من شعورهم باإلستقاللية. (

3 - 13 - : مخاطبة األبناء بما يفهمونه

إن التحاور مع األبناء مهارة، علم، و فن، ولهذا فمن الضروري وجود تناغم و انسجام

في الحوار الذي يجرى بين اآلباء و األبناء، لضمان وصول الرسالة إليهم كاملة و واضحة،

و لهذا على اآلباء مراعاة مراحل نمو أبنائهم على جميع المستويات ( السن، الجنس،

المستوى المعرفي أو التعليمي، مستوى الفهم و اإلستيعاب،...) فالتحاور مع الطفل يختلف

عن التحاور مع المراهق كما يختلف عن التخاطب مع الراشد، كما أن المستوى المعرفي

واللغوي لدى الطفل أقل مما لدى المراهق و الراشد، دون إهمال عامل الجنس أثناء الحوار

مع األبناء، فالحديث مع الذكر يختلف عن الحديث مع األنثى في بعض المواضيع .فمثال نعلم

مصطفى أبو سعد، الولد الجرأة و الشجاعة عدم الخوف في حين نعود البنت على الحياء.(

2001: ،105 (

3 - 14 : - عدم مقاطعة األبناء أثناء حديثهم

عندما يشرع األبناء في إبداء وجهة نظرهم حول موضوع ما أو أثناء عرض أفكارهم

أفكارهم، ألن هذا ح لهم و منحهم الوقت الكافي لطرءوانشغاالتهم، فإنه على اآلباء اإلصغا

. من شأنه أن يساعد اآلباء على إيجاد الحلول المناسبة بسرعة

إن اإلنصات لحديث األبناء و متابعة كل صغيرة و كبيرة يقولونها دون مقاطعة، من

شأنه أن يوطد العالقة بين اآلباء و أبنائهم ألن اآلباء بهذا الفعل يكونون قد عبروا عن مدى

اهتمامهم بحديث أبنائهم و عن قيمة ذلك الحديث و هذا ما يرفع من شأن األبناء و يشعرهم

بقيمتهم و بمدى أهمية آرائهم و أفكارهم، فمن المهم جدا أن يصغي اآلباء ألبنائهم و هم في

صدد طرح انشغاالتهم، أو عرض أفكارهم حول موضوع ما، و منحهم الوقت الكافي للتعبير

عما يجول بخاطرهم، ألن هذا من شأنه أن يساعد اآلباء على إيجاد الحلول المناسبة بسرعة. ) 201، :2001إبراهيم الفقي، (

3 - 15 - : كيفية إنهاء الحوار

في نهاية الحوار يجب على اآلباء تلخيص النقاط الرئيسية و أهم المحاور التي تناولها

الحوار، وكما بدأ النقاش بمالحظات ايجابية يجب أن ينتهي كذلك بأفكار و نقاط ايجابية، كما

يجب على اآلباء التأكيد على أهمية تبادل األفكار و وجهات النظر لبلوغ األهداف المشتركة

كما أنه من الضروري شكر األبناء على إبداء آرائهم، و تشجيعهم على معاودة الحوار

)202: 2001مصطفى أبو سعد، مرات أخرى. (

- أسس بناء العالقات اإليجابية بين اآلباء و األبناء: 4و الصبي أمانة عند والديه و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة "اإلمام الغزالي* يقول

خالية من كل نقش و صورة، و هو قابل لكل ما نقش و مائل إلى كل ما يمال به إليه ".

إن وظيفة األسرة ال تقوم على أساس إنجاب األطفال فقط، و إنما تهتم بتعليمهم السلوك

اإلجتماعي و لغة محيطهم و ثقافته، حتى يسهل على كل واحد تلبية حاجاته من حب و انتماء

و أمن و حرية من أجل تحمل المسؤولية في المستقبل و بذلك يسهل على كل واحد التكيف

مع وسطه اإلجتماعي، و خاصة فيما يتعلق بتوطيد الصلة بين اآلباء و األبناء، و ال يتحقق

ذلك إال عن طريق التفاعل المستمر بين أفرادها، و ذلك عن طريق إتباع مجموعة من

الخطوات الهامة و الفعالة في بناء أسس متينة و قوية بين اآلباء و أبنائهم، و المتمثلة في:

4 - 1 - : إتباع أسلوب الرفق واللين في التعامل مع األبناء

إن الرفق و الليونة في التعامل مع األبناء يحققان ثقة متبادلة، و اطمئنانا نفسيا،

وعواطف مشتركة بين اآلباء و األبناء، إذ يعتبر هذا األسلوب التعبير الحقيقي و األمثل على

محبة الوالدين ألبنائهم و هو أحسن وسيلة يستوعب من خاللها الطفل مدى محبة اآلخرين له ) 7، :2001(مصطفى أبو سعد،

اجتناب الشدة و القسوة و كثرة المحاسبة: - 2 - 4

إن استعمال أسلوب العنف و القسوة مع األبناء من الممكن أن يؤدي إلى إصابتهم

باضطرابات سلوكية ( كالعدوانية، التبول الالإرادي،...الخ)، و نفسية ( كالخوف، الخجل،

فقدان الثقة بالنفس، العزلة و اإلنطواء على الذات،...الخ)، إلى كونه أسلوبا يلجأ إليه اآلباء

. العاجزين عن توجيه أبنائهم بالكلمة الطيبة و الحوار السليم

: " إن إرهاف الحد في التعليم مضر 987في مقدمته و في الصفحة ابن خلدون* يقول

بالمتعلم، السيما في أصاغر الولد، ألنه من سوء الملكة، ومن كان مرباه بالعسف و القهر من

المتعلمين سطا به القهر و ضيق على النفس في انبساطها، و ذهب بنشاطها، و دعاه إلى

الكسل، و حمله على الكذب و الخبث، و هو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط

األيدي عليه ". و هذه المقولة خير دليل على سلبية استعمال أسلوب القسوة و العنف في

) 8( محمود السيد أبو النيل، بدون سنة،:معاملة األبناء.

4 - 3 : - اإلهتمام المستمر باألبناء و تفقدهم الدائم

سؤال األبناء عن أحوالهم و اإلهتمام بشؤونهم و متابعة أخبارهم و مشاركتهم أفراحهم

وأحزانهم، تشكل قاعدة أساسية يعتمد عليها األبناء في مواجهة صدمات و مواقف الحياة

المختلفة، كما أنها تعتبر وسيلة لتقريب القلوب، و تعزيز الثقة بين الطفل وأبويه، فهذا

اإلهتمام يجعل الوالدين على علم و دراية بأحوال أبنائهم و بالتالي العمل على تنمية ما يريانه

في صالحهم، و معالجة ما يمكن أن يفسد أخالقهم و سلوكهم قبل استفحال المشكل و ترك

) 9، :2001.( مصطفى أبو سعد، بصماته على شخصية األبناء

4 - 4 - : احترام و تلبية الحاجات النفسية لألبناء

من فنون التعامل مع األبناء فهم نفسيتهم و دوافع سلوكهم و حاجياتهم النفسية، ألن ذلك

و أبنائهم، و أن يساهم في التوجيه السليم و الصحيح و في ء اآلبانمن شأنه أن يقرب أكثر بي

نجاح الحوار بين اآلباء و األبناء، و من أهم هذه الحاجات: احترام الذات، حاجة األبناء إلى

إلى األسرة، حاجتهم إلى األمن، حاجتهم إلى التعبير عن أفكارهم ءالشعور باإلنتما

ومشاعرهم،...الخ، فاحترام هذه الحاجات تساعد اآلباء في فهم لغة أبنائهم غير اللفظية

وبالتالي يحسنون التعامل معهم، على عكس التعامل السطحي و الذي يكون بعيدا عن فهم كل

ما سبق ذكره و هذا ما يسبب المشاكل السلوكية في حياة األبناء سواء أثناء طفولتهم أو في أو

في باقي مراحل حياتهم و نموهم، و هذا ما يؤدي إلى ضعف شخصيتهم في المستقبل .

إن األسرة هي التي تقدم للطفل المعونة المادية و المعنوية و النفسية و اإلجتماعية حتى

تستطيع شخصيته أن تكتمل من جميع النواحي، فالطفل في األسرة ال يحتاج إلى تحقيق

الحاجات المادية فحسب و إنما يحتاج أوال إلى تحقيق الحاجات النفسية مثل الحب و العطف

، محمد لبيب النجيحي (و الطمأنينة و األمن النفسي، فالحب للطفل مهم في تكوين شخصيته".1981: ،224 (

إن فهم نفسية الطفل هو ذو دور تربوي أساسي، إذ أن معظم األخطاء التربوية و أغلب

اإلختالل في عالقة األهل بأوالدهم تتأتى من عدم فهم مراحل النمو التي يمر بها أبنائهم،

ولجهلهم مميزات كل مرحلة عمرية و أهم خصائصها و المشاكل التي يمكن أن يواجهه

الطفل في كل مرحلة، و بالتالي فإن فهم اآلباء لهذه المراحل يساعدهم في التفسير السليم

) 9، :2001( ليونيل روسان، تعر: جورجيت الحداد، والصحيح لتصرفات و ردود أفعال أبنائهم .

كما أن إشباع الحاجات النفسية للطفل يساهم في اإلستقرار النفسي و تحقيق التوازن،

وعدم إشباعها يؤدي إلى القلق و التوتر و التعاسة و عدم اإلستقرار كما قد يؤدي إلى

. اإلنحراف

( : للحاجات SCHUTZ ( تصنيف شوتز

على أن الفرد ليس فقط بحاجة إلى الحاجات البيولوجية، بل شوتزيؤكد في هذا الصدد

لديه الكثير من الحاجات التي تمكنه من التواصل مع اآلخرين، وهي ثالثة أنواع :

. أ - الحاجة إلى اإلندماج مع اآلخرين و إقامة عالقات مستمرة معهم

ب - الحاجة إلى اإلنضباط ، و القدرة على التحكم ، و احترام الذات لدى اآلخرين.

ج - الحاجة إلى العطف، وإقامة عالقات مع اآلخرين مبنية على العطف و المحبة. ) 155، :2003-2002(لطيفة أبو ذينة،

4 – 4 – : أ - الحاجة إلى المحبة

يحتاج الطفل منذ نعومة أظافره إلى أن يحس بالحب من المحيطين به من أبويه

وإخوته، ومع زيادة نموه و كبره يصبح الشعور بالمحبة يسمى العاطفة و طوال حياته يحتاج

بالطمأنينة و الراحة النفسية. سإلى محبة اآلخرين له ألن هذا الشعور يولد لديه اإلحسا

4 – 4 – : ب - الحاجة إلى التقدير

الطفل منذ بداية حياته يحتاج إلى شيء من التقدير و اإلهتمام من قبل والديه، فنجده

يقوم بسلوكات مختلفة ليلفت انتباه أبويه و يخص بالتقدير اإلجتماعي المطلوب و هذا التقدير

156، : 2003-2002( لطيفة أبو ذينة، يساعد الطفل في الوصول إلى تحقيق أهدافه و طموحاته.

4 – 4 – : ت - الحاجة للحرية

يقصد بها ممارسة الحياة بطريقة ديمقراطية ، فالطفل منذ صغره هو بحاجة إلى

الحرية في الحركة و حرية اختيار نوع اللعب و النشاط الذي يمارسه المستمر فإذا حرم من

هذا الحق أصبح منكمشا على ذاته و منطويا على ذاته و غير إجتماعي فال يستطيع التواصل

) 157، :2003-2002( لطيفة أبو ذينة، مع أقرانه بسبب انطوائه و انعزاله عنهم.

4 - 5 - : تخصيص وقت لألبناء

إن منح وقت للطفل أمر ضروري إلشباع حاجاته، و لذلك يجب على اآلباء الجلوس مع

أبنائهم لمحاورتهم و اإلستماع إليهم حين يتكلمون عن شؤونهم أو يعبرون عن أحاسيسهم أو

يدلون بآرائهم و وجهة نظرهم في موضوع ما، و بهذا يكون اآلباء قدروا قيمة أبنائهم وجعلوا

.( مصطفى أبو سعد، لهم اعتبارا و أظهروا لهم مدى أهمية كالمهم و مكانتهم في األسرة

2001: ،17 (

4 - 6 - : مبادلة األبناء مشاعر الود و العطف و الحنان

يجب على اآلباء مبادلة أبنائهم المشاعر و األحاسيس اإليجابية كمشاعر الحب والعطف

والحنان، فهذا األسلوب يعطي نتائج أفضل، و يجلب الراحة النفسية لألطفال، كما يساهم في

)31، :1990( محمد عبد الرحيم عدس، نموهم بشخصية سليمة و قوية.

4 - 7 - : معالجة المشاكل فور حدوثها

يفترض على اآلباء عدم ترك المشاكل تتقدم على لغة الحوار داخل األسرة، و لهذا

يجب عليهم بالمتابعة المستمرة لشؤون أبنائهم و اإلهتمام بالمشاكل و الصعوبات التي

واجهتهم أوالتي يمكن أن تعترض سبيلهم الدراسي أو المهني، و تقديم النصائح لهم بهدف

الوقاية منها أو معالجتها في حالة حدوثها، ألن تجاهل المشكلة ال يعني اختفائها، بل يساهم في

تفاقمها وتأثيرها على النواحي األخرى، لذلك يفضل حل المشاكل فور حدوثها، عن طريق

توما جورج الخوري، (الحوار بروية و صبر لضمان حياة أسرية هنيئة بعيدة عن المشاكل. 1988: ،81 (

4 - 8 : - اإلحترام المتبادل بين اآلباء و األبناء

في معظم الحاالت يكون سبب حدوث المشاكل بين اآلباء و األبناء عدم وجود اإلحترام

المتبادل بين أفراد األسرة، فالصغير هو ضحية الكبير (من هو أكبر منه سنا)، فتضيع

الحقوق و يعلو الصراع و ترتفع األصوات و تهدر الكرامة و يظهر الشعور بعدم اإلرتياح

وهذا ما يؤدي إلى فساد الجو داخل األسرة، و اضطراب العالقات بين أفرادها، و لذلك على

. اآلباء احترام أبنائهم و تعليمهم كيفية و أهمية احترام الغير

4 - 9 - : تشجيع اآلباء ألبنائهم

إن استحسان جهود الطفل المبذولة في المهمات المكلف بها، أمر ضروري للنجاح

ومساعدته على التقدم نحو اإلنجاز، مما يساهم في جعل األبناء أكثر ثقة بأنفسهم و يرفع من

معنوياتهم و يزيد من شعورهم بتحقيق الذات، كما أن اعتراف اآلباء بالتقدم الذي أحرزه

الطفل في أي ميدان يقوي دافعيته لإلنجاز و شعوره بالرضا عن نفسه.

4 - 10 : - إيصال مشاعر الحب لألبناء

إن المشاعر األبوية تساعد األطفال على الشعور باألمن و عدم الخوف فتعبير األم أو

األب عن حبه إلبنه يشعر الطفل بالسعادة و الراحة النفسية لذلك على اآلباء أن يحبوا أبنائهم

، حتى يكون أطفالهم أكثر اطمئنانا موأن يجدوا الطريقة المناسبة إليصال هذا الشعور ألبنائه

) 52، :2000سعيد حسني العزة، يبادلوهم مشاعر الحب. ( يولك

4 - 11 - : تقبل األبناء

يعتبر تقبل الطفل شرطا هاما للتنشئة الفعالة و الصحيحة و النقص في هذا التقبل

يحبطه و يزيد في مقاومته و عدوانيته، فمن الضروري أن يشعر األبناء بأنهم مرغوبون فيهم

و محبوبين من طرفهم و ذلك عن طريق إشباع حاجاتهم النفسية من حب و عطف و حنان

و تحقيق هذه الحاجات يعتبر الدعامة األولى لتقوية الرابطة الوجدانية بين األبناء و آبائهم .

و لهذا على الوالدين تقبل أبنائهم كما هم بغض النظر ، )189، :1980( عباس محمود عوض،

السلبية (الخاطئة)، حتى يستطيعوا إحداث التغيير المطلوب، فبدون التقبل لنمعن سلوكا ته

تحدث عملية التغيير،كما يجب تفادي التركيز على جوانب القصور الموجودة لدى الطفل

. فهذه النقطة بالذات تمنع الطفل من التحسن والتقدم نحو األفضل

تبين نظرية التعلق التي وضعها ( بولبي ) األهمية المحورية للصلة و العالقة العاطفية

التي تربط الطفل بأمه في أيام حياته األولى، و لما لها من أهمية في النضج النفسي للطفل،

فكلما حضي هذا األخير بالقبول و الرعاية ضمن عالقة وثيقة و مستقرة مع األم تتولد لديه

الطمأنينة و راحة البال و ينمو لديه المفهوم اإليجابي عن ذاته و عن اآلخرين، و يصبح

قادرا على اإلنفتاح اإليجابي على العالم الخارجي، و يتمتع باإلستقاللية، و يصبح أكثر ثقة

) 213، :2000( مصطفى حجازي، بنفسه و باآلخرين.

4 -12- : اإليجابية ( القدوة المثالية )

حسنة ألبنائهم حتى يقتادوا بهم في حياتهم يجب أن يكون اآلباء مثال عال و قدوة

المستقبلية، فعلى األبوين احترام أطفالهما، و ذلك عن طريق اإلستماع إليهم و مساعدتهم على

في محل مشاكلهم و تجنب اإلنتقادات الالذعة لهم، ألن ذلك من شأنه أن يضعف شخصيته

. المستقبل

4 - 13 : - الثقة باألطفال

فرصة إبداء إمكانياتهم و قدراتهم و مواهبهم، على اآلباء الثقة بأبنائهم و أن يتيحوا لهم

( سعيد حسني العزة، فهذا األمر يساهم في تعزيز الثقة بالنفس لدى األطفال و يقوي شخصيتهم.

2000: ،53 (

5 : - استراتيجيات التعامل مع األبناءإن نوع العالقة التي تربط الطفل بوالديه تؤثر بشكل أو بآخر على شخصيته مستقبال، فإذا

كانت هذه العالقة مبنية على أساس المحبة و التفاهم فستؤثر إيجابا على شخصيته و هذا ما

يحقق له السعادة و اإلستقرار النفسي، أما إذا كانت مبنية على أساس النفور و سوء التفاهم

فستؤثر سلبا على حياته و هذا ما ينعكس على شخصيته و حالته النفسية فيشعر الطفل بالقلق

والتوتر و يميل إلى العدوانية ، فتضطرب حياته العاطفية و النفسية و الصحية، و لهذا فعلى

اآلباء إتباع مجموعة من القواعد التي تساعدهم في التعامل مع أبنائهم بغية توطيد العالقة

: بينهم ، و فيما يلي عرض ألهم اإلستراتيجيات

5 - 1 : - فهم أهداف سلوك و انفعاالت الطفل

قد يكون هدف الطفل من وراء سلوكه هو جلب انتباه و اهتمام الوالدين أو اإلنتقام

) و لهذا يجب على اآلباء تفسير الهدف من السلوك الذي 55أواإلنسحاب، ( نفس المرجع، :

يبديه الطفل بحسب الموقف الذي أبدي فيه ذلك السلوك (الفعل)، بمعنى نتفهم أوال لماذا قام

الطفل بهذا النوع من السلوك؟ و ما هو الهدف من وراء هذا التصرف؟

5 - 2 : - الضبط اإلجتماعي

و يقصد به مهارة الفرد في تقديم ذاته في المواقف اإلجتماعية بشكل مناسب و تعديل

سلوكه فيها بما يتناسب مع متطلباتها على نحو يبدو متوافقا و واثقا من ذاته. و يشير

في هذا المقام إلى أن القدرة على التحكم في السلوك من الجوانب المهمة في نواطسو

) 47-46، : 2003.( طريف شوقي محمد فرج، المهارات اإلجتماعية

5 - 3 : - الحزم و اللطف في التعامل مع األبناء

إن اآلباء نادرا ما يكونون حازمين و لطفاء في آن واحد، بمعنى أن يكون حازما في

قراراته و لطيفا في تعامله مع أبنائه، فتحقيق هذا التوازن داخل األسرة من شأنه توطيد

. العالقة بين الطرفين والتفاهم للوصول إلى األهداف المنشودة

5 - 4 : - فصل الفعل عن الفاعل

يجب على اآلباء التمييز بين الفعل الخاطئ و فاعله، فإذا عاقب الطفل على السلوك

الخاطئ و أن يحترم صاحب الفعل (الطفل) و عليه أن يقول للطفل أنك جيد و لكن سلوكك

سيئ، فالطفل شخص له حقوق و عليه واجبات و لديه كرامة يجب أن تحترم.

5 - 5 : - ثبات أفعال اآلباء

من الضروري جدا ثبات أفعال الوالدين في معاملتهما ألبنائهما، ومعنى ذلك أن يعاقب

األب ابنه متى استدعى األمر و يمدحه متى استدعى الوضع حتى يستطيع الطفل التمييز بين

سعيد الخطأ والصواب، فيدرك كيف يجب أن يتصرف ومتى يقوم بهذا السلوك أو بغيره. (

) 56، : 2000حسني العزة،

5 - 6 : - إعطاء األطفال فرصا للتغيير من سلوكاتهم

فمثال يقول األب إلبنه " تستطيع أن تذهب معي إلى النزهة إذا غيرت سلوكك و أمامك

فرصة حتى تغير من أفعالك و تفوز بالنزهة " و هكذا يكون األب قد أعطى فرصة للطفل

،2000حسني العزة، ليحسن من سلوكه حتى يكون أكثر إيجابا و فعاال في تعامله مع الغير.( :58(

: الخالصة

إن الطريقة المثلى و الصحيحة للتربية السليمة تتمثل في الحزم من طرف اآلباء، بمعنى

وضع الحدود بين الممنوع و المرغوب بطريقة موضوعية يعتمدون فيها على الشرح ألي

عقاب أو جزاء يتلقاه الطفل ، كما يجب أن يكون النصح و التوجيه على نحو يحفظ كرامة و

عزة الطفل بنفسه و ال يؤدي إلى تحطيم شخصيته، خاصة و أن األسرة هي الجماعة األولى

التي ينتمي إليها الطفل و لها الدور األول و األساسي في تشكيل المالمح األساسية لنمو

شخصيته و نمط تفاعله مع اآلخرين، و طبيعة العالقات و المعامالت التي تربطه بأفراد

. مجتمعه

الفصـــــــــــــــــل الســـــــــــــــابع:

األساليب التربوية و أشكال التفاعل

( التواصل ) بين اآلباء و األبناء

تمهيد

النمط المتشدد

أسلوب الحماية المفرطة

نمط اإلهمال و الالمباالة

أسلوب التمييز و التفرقة

األسلوب ( النمط ) الديمقراطي

النمط المتسامح ( المتساهل )

الخالصة

أنماط التنشئة داخل األسرة:

: تمهيد

إن األطفال مفطورون على غرائز ناقصة يزيدها "الشيخ البشير اإلبراهيمي* يقول

اإلهمال و فقدان التربية الصالحة نقصا و شناعة، و تعالجها التربية الحكيمة كما تعالج

األمراض، فإذا لم تعالج في الصغر اندملت نفوسهم عليها كما يندمل الجرح على الفساد ".

قد تكون هذه المعاملة حسنة تتميز بالمرونة، أو ، جميع اآلباء يعاملون أبنائهم معاملة خاصة

بالمصاحبة و الصداقة، فتؤثر إيجابا على شخصية األبناء، كما قد تكون هذه المعاملة سيئة

تتميز بالشدة و القسوة، مما يؤثر سلبا على حياة األبناء، أي أن سلوك الطفل و شخصيته

المستقبلية تتأثر بنوع أو بأسلوب التربية الذي نشأ عليه، هناك عدة أنماط للتربية األسرية

: من أبرزها ما يلي

1 - : نمط التسلط و القسوة ( النمط المتشدد )

يرتكز هذا النمط على اعتماد اآلباء الصرامة و القسوة في التعامل مع األبناء، والعقاب

المتكرر و المستمر، و عدم اإلصغاء إليهم، و تحميلهم مسؤوليات ال يطيقونها، و هذا ما يولد

لدى األبناء الشعور بالتعاسة، و عدم الثقة بالنفس، والعدوانية، و انخفاض مستوى التحصيل

)138، : 2007( عبد العزيز خواجة، لديهم

التربوية ب فهذا النظام ال يسمح بحرية أفراد األسرة، و في هذا النوع من األسالي

يحاول األب فرض سلطته على األبناء عن طريق الهيمنة أو العقاب أو التهديد، فال يعطي

فرصة إلبداء الرأي في أي مجال، كما يمنع عنهم الحركة و اللعب األمر الذي يمكن أن

. يؤدي بهم إلى الجنوح

إن هذا النمط غير فعال و هو نظام جامد ال يتيح ألفراد األسرة األخذ و العطاء في

الكالم كما ال يسمح بالتعبير عن األفكار و المشاعر و هذا من شأنه أن يسبب في حدوث

) 58، : 2000( سعيد حسني العزة، الخالفات داخل األسرة.

BADURA RUSS : 1961 في ) بادورا روس ( دراسة

التي توصل فيها إلى أن األطفال الذين تعرضوا لألنماط التربوية العدوانية في حياتهم

المبكرة فإن اإلستجابات العدوانية ستعم لديهم في المواقف الجديدة و هذا ما يؤكد أن اتجاهات

) 195 :2003-2002.( لطيفة أبو ذينة، الوالدين من العوامل الهامة في تكوين شخصية األبناء

2 - : نمط الحماية الزائدة ( المفرطة )

يقصد بالحماية الزائدة تدخل اآلباء في كل نشاطات الطفل و النيابة عنه في أداء

واجباته والخوف المستمر عليه من دون سبب، مما يفقده حرية اإلختيار، و سلب حقه في

التحرر واإلستقاللية فينشأ الطفل بشخصية اتكالية ( اعتمادية ) حيث سيعتمد على والديه في

( عبد العزيز تحمل المسؤولية في المستقبل. ىكل عمل يقوم به، وهذا ما يجعله غير قادر عل

) 138، : 2007خواجة، حتى أن بعض اآلباء يتحكم في مصير أبنائهم حين يدفعهم حرصهم على نجاح أبنائهم

إلى التدخل في اختيار نوع التخصص أو الدراسة و نوع المهنة التي سيشغلها أبنائهم الحقا

. بعد تخرجهم

وهكذا ال يستطيع الطفل تحمل صعاب الحياة و ينسحب من المواقف التي تحتاج إلى

المواجهة، و هؤالء األطفال اإلعتماديين سيغلب عليهم الفشل و عدم النجاح في حياتهم

) 47، :2000( سعيد حسني العزة، المستقبلية سواءا الدراسية منها أو المهنية.

كما أن اإلسراف في حماية الطفل له خطر على صحته النفسية، ألن الطفل في هذه

الحالة تتولد لديه نزعة التبعية لآلخرين ( األب، أو األم، أو أحد اإلخوة ) فيصبح الطفل غير

قادر على اتخاذ القرارات بمفرده حتى و إن كانت هذه القرارات سهلة و بسيطة، وهذا ما

يجعله شخصا عاجزا عن التفكير و التدبير في أموره و فاقدا ألساليب حل المشكالت ألنه ال

ذلك يجد نفسه ىيبذل أدنى المجهودات لمواجهة الصعوبات التي تعترضه، و إذا اضطر إل

عاجزا عن القيام بذلك فهو ال يعرف من أين يبدأ و إلى أين ينتهي مما يولد لديه الشعور

واإلضطراب و قد يؤدي به ذلك إلى اإلقبال على سلوك منحرف يضر به نفسه أوغيره قبالقل ) 32-31، :2004( أحمد هاشمي،

كما أن المبالغة في العناية بالطفل تحد من تفاعله مع اآلخرين، ففي ظل غياب أساليب

المواجهة و الدفاع عن النفس و انعدام التفكير و التدبير ال يستطيع الطفل إقناع الطرف اآلخر

. بأفكاره و آرائه فيعجز عن التواصل معهم

): نمط اإلهمال ( المتسيب- 3

يتمثل هذا النمط في عدم اإلهتمام باألبناء على جميع األصعدة، بمعنى عدم إشباع

حاجاتهم النفسية (من حب و حنان و عطف و رعاية...الخ )، و البيولوجية (من نظافة و أكل

و إثابته إذا قام بعمل جيد، مما يولد لديه شعورا بخيبة لو ملبس...الخ )، و عدم تعزيز الطف

( عبد العزيز . ياألمل و هذا ما ينعكس سلبا على نموه الجسدي و تكيفه النفسي واإلجتماع

) 138، :2007، ةخواج كما أن إهمال األطفال و عدم اإلصغاء إلى آرائهم و اإلهتمام بانشغاالتهم و فهم

مشاعرهم ومساعدتهم على حل مشاكلهم يسبب لدى األبناء الشعور بخيبة األمل و فقدان الثقة

بالنفس ونقص التقدير لذاتهم فتضعف شخصيتهم، فيحاول هؤالء األبناء جلب انتباه آبائهم

باللجوء إلى عدة أساليب قد تكون عن طريق تخريب بعض ممتلكات البيت، أو اإلنسحاب

أو اإلنطواء )، أو اإلنتقام كالتبول في الفراش، و كلها تعتبر سلوك خاطئ، و لهذا ش(اإلنكما

يجب على اآلباء اإلهتمام بجميع أبنائهم بدون استثناء تفاديا للجوء األبناء إلى سلوكات غير

) 50 ، 48، :2000( سعيد حسني العزة، مرغوب فيها.

4 - : نمط التفرقة ( التمييز في المعاملة )

تعني عدم المساواة بين األبناء في التعامل معهم، ألحدى العوامل المتعلقة بالجنس، أو

، والحسد من بعضهم البعض. ةالسن، أو الترتيب بين اإلخوة، مما يولد لديهم الشعور بالغير ) 138، :2007(عبد العزيز خواجة،

فعندما ال يتكافئ مقدار الحب و العطف الذي يناله األبناء، يؤدي هذا إلى انتشار الغيرة

والحقد بين األبناء، فهناك مثال األب الذي يتعاطف مع ابنه و األم التي تتعاطف مع ابنتها،

وهناك بعض األسر التي تتعاطف مع الطفل الذكر و تهمل الطفلة األنثى كما تظهر التفرقة

أيضا في معاملة األبناء حين يخطئون، فالجزاء يجب أن يكون قائما على تقدير موضوعي

للموقف ( للفعل الخاطئ ) و ليس على أساس عاطفي يتفاوت بين طفل و آخر، و غير ذلك

) 187، :1981( منير مرسي السرحان، من مظاهر التمييز في التعامل مع األبناء.

إن التفرقة بين األبناء في المعاملة لها آثار سلبية على شخصيتهم ألنها تزرع بينهم

أعينوا ) قال: "صلى الله عليه و سلم (رسول الله) أن رضي الله عنه(أبي هريرة الكره والحقد، فعن

و عدم التضييق عليهم و التسوية بينهم في العطية من ثناء استخراج مأوالدكم على البر باإلحسان إليه

)23، :2004( أحمد هاشمي، رواه الطبراني المعقود من ولده"

ولهذا يجب على اآلباء أال يفرقوا بين أبنائهم، بل عليهم أن يعدلوا و يحققوا المساواة

بينهم سواء في الحاجات المادية (من حيث العطاء: من مأكل و ملبس و لعب و مال

و إرث...) أو الحاجات المعنوية (من حيث المعاملة: من حب و عطف و رعاية

و اهتمام...)، فال يجب أبدا تفضيل أحدهم على اآلخر، ألن ذلك يولد بين األبناء حب اإلعتداء

شأنه أن يجعل العالقة مضطربة نو المشاجرة والحقد و الغيرة و الكراهية و هذا األمر م

أعطاني أبي عطية و لم ترض أمي عنها حتى ): "رضي الله عنه(ابن البشير نعمانبينهم، حيث قال

يشهد عليها رسول الله (صلى اهللا عليه و سلم) فانطلق أبي إلى رسول الله ( صلى اهللا عليه و سلم)

وقال له إني نحلت إبني هذا غالما...فقال له (صلى اهللا عليه و سلم): أكلهم وهبت لهم مثل هذا؟ قال: ال.

فقال (صلى اهللا عليه و سلم) فال تشهدني إذن. فإني ال أشهد على جور. يا بشير أتحب أن يكونوا لك في

البر سواء؟ قال: نعم. إذن فاذهب فأرجعه. إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم. كما أن لك من الحق

و هذه الحادثة خير دليل على أهمية عليهم أن يبروك. ثم قال: "اتقوا اهللا و اعدلوا بين أوالدكم".

)24، :2004أحمد هاشمي، العدل والمساواة بين األبناء. (

إن تفضيل الوالدين ألحد األوالد أو البنات عن غيره أو غيرها من األبناء، يولد الحسد

الرضا عن النفس، و بعدم المساواة و م األبناء بعدةو الحقد و الغيرة بينهم، كما يشعر بقي

العدالة بين أفراد األسرة، األمر الذي يجعلهم يتصرفون بعدوانية و يبدون تصرفات تدل على

رفضهم لهذا الوضع، في محاولة منهم لإلنتقام من الوالدين إذا شعروا بأنهم غير محبوبين من

طرفهما أو أن األبوين يميزون في تعاملهم مع أبنائهم أو أنهم يفضلون أحدهم على اآلخر،

منه عن رفضه لهذا افيلجأ الطفل - في هذه الحالة - إلى القيام بسلوكات عدوانية تعبير

الوضع، و لهذا على اآلباء عدم التمييز بين أبنائهم و اإلنتباه لهم جميعا و اإلهتمام بهم بدون

استثناء أحدهم على اآلخر أو التفرقة بينهم، وعلى الوالدين أن يكونا عادلين في حبهما

األبناء و تحقيق العدالة بين الجميع في عومعاملتهما ألبنائهما وإتاحة نفس الفرص لجمي

) 48،50، :2000( سعيد حسني العزة، الحقوق و الواجبات

5 - : النمط الديمقراطي ( المرن )

هذا النظام هو وسط بين النظام المتشدد و المتسيب، فالحرية تكون ضمن حدود معينة،

ويسود بين أفراد األسرة روح التعاون و المحبة و العمل كفريق واحد يحترم فيه كل فرد

اآلخر من حيث وجهات النظر أو من حيث مراعاة األحاسيس و المشاعر، فهذا النمط يقيم

وزنا لكل عضو من أعضاء األسرة و يتساوى الجميع في الحقوق و الواجبات، كما يسمح

هذا النظام بمحاوالت الفشل و النجاح عند األفراد حتى يتعلموا من تجاربهم الخاصة

وخبراتهم الشخصية. إن هذا النظام يحترمه جميع أفراد األسرة ألنهم شاركوا في تأسيس

) 59، :2000( سعيد حسني العزة، قواعده .

يساهم األسلوب الديمقراطي في تماسك أفراد األسرة في جو تسوده المحبة و اإلخاء،

وكل األمور تسير على أساس التعاون و التفاهم و التشاور الجماعي، حيث يشعر كل فرد

بالرضا و اإلستقرار، فهو يبدي رأيه بكل صراحة و بشكل تلقائي، و اآلراء هنا تأخذ صفة

) 130( محمد مصطفى زيدان، د.ت، :التوجيه والمساعدة على تحقيق األهداف.

كما أن هذا األسلوب يساهم في التقليل من عوامل العزلة اإلجتماعية بين أفراد

الجماعة، بحيث يتمكن األفراد من التواصل بسهولة مع بعضهم البعض، و بذلك تتاح لهم

فرصة اإلندماج اإلجتماعي و المشاركة الحرة في إبداء اآلراء و عرض األفكار و تبادل

الخبرات واإلستفادة من التجارب، كما يساهم هذا النمط من التربية في تقريب المسافة بين

)244، :1981منير مرسي السرحان، اآلباء واألبناء. (

:( Blodiun ) بلودينفي هذا الصدد أجريت العديد من الدراسات من بينها دراسة ) طفال، فالحظ أن األطفال الذين تلقوا معاملة ديمقراطية يتصفون 17أجرى (بلودين) دراسة على (

بالنشاط و الفضول، و أنهم مخططون و ميالون للزعامة، في حين أن األطفال الذين تلقوا معاملة

) 145، :2007( عبد العزيز خواجة، . تسلطية فكانوا هادئين و قليلي الخيال

: الخالصة

مما سبق يتضح أن للتنشئة اإلجتماعية عدة أساليب على الوالدين إتباع أنجح هذه

األساليب في تربية و تنشئة أبنائهما تنشئة سليمة و صحيحة تمكنهم من إقامة عالقات ناجحة

و فعالة مع أفراد المجتمع الذي ينتمون إليه، و في المقابل نجد أن إتباع بعض اآلباء ألساليب

التنشئة الخاطئة على اختالف أنواعها في تربية أطفالهما لها آثار سلبية على حياة األطفال و

أهمها عدم قدرة األبناء على التكيف مع ذاته و ال مع المجتمع و خلق صراع فكري لديهم إلى

جانب الشعور المستمر بالقلق والذي يمكن أن يؤدي به إلى العديد من اإلضطرابات النفسية

و قد يدفع به األمر إلى القيام بسلوكات منحرفة فيشكل بذلك خطرا على نفسه و على اآلخرين

( األسرة و المجتمع )

فاألسرة تلعب الدور الكبير في تشكيل السلوك عند أطفالها عن قصد أو عن غير قصد بسبب

جهل بعض اآلباء لطرق التنشئة و أساليب التربية الصحيحة، وبعد هذا العرض ألهم األنماط

التربوية و أبرز النتائج المترتبة عن كل نمط، بقي على اآلباء إتباع األسلوب الفعال للتربية

. الصحيحة حتى يضمنوا النمو السليم لشخصية أبنائهم

الـــفـــصل الثــــــــــــــــــــــــــــــامــن:

أسباب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء

و اآلثار الناجمة عن ذلك

تمهيد

أوال: أسباب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء

ثانيا: اآلثار الناجمة عن قلة الحوار بين اآلباء و األبناء

الخالصة

- أسبــــاب قلة ( غياب ) الحـوار بين اآلبــاء و األبنــاء:1 هناك مجموعة من العوامل و األسباب التي تقلل من فرص التحاور بين اآلباء واألبناء،

: نذكر منها ما يلي

اقتصار الحوار على أمور محدودة، حيث تناقش بعض المواضيع من جوانب ضيقة، –1

فمثال أغلبية األسر يتحاورون مع أبنائهم على مستوى المواضيع الدراسية فقط.

اعتماد بعض اآلباء ألسلوب التسلط و القوة في الحوار، و إهمال عاطفة األبناء، بحيث –2

يتحول البيت أحيانا إلى ساحة لصب الغضب على اآلخرين، فتنقطع لغة الحوار و تنشب

. النزاعات بين أفراد األسرة

- انتشار و سائل اإلعالم المختلفة مما قلل من التواصل بين أفراد األسرة ( التلفزيون، 3

الفضائيات، اإلنترنيت،...) و التي احتلت الوقت الذي تقضيه األسرة في النقاش و الحديث

. عن شؤونها

- جهل بعض األسر لألساليب الفعالة و الناجعة في التحاور مع األبناء. 4

- انشغال كل طرف بشؤونه و أعماله الخاصة، و إهمال أهمية الحوار مع الطرف اآلخر. 5

(وهي مختصة في مجال التربية والتعليم و بهيجة عزي وفي هذا الصدد توصلت الدكتورة

إلى أن " آليات الحوار و الثقافة الحوارية تضمن لنا نجاح حواراتنا، كما أشارت إلى أثر اإلجتماع )

العولمة في فشل الحوارات، إذ يعود السبب في ذلك إلى ارتباط األبناء باإلنترنيت والوسائط المتعددة بكل

." أنواعها و لعل اليوم أكثر الوسائل التي يلتجأ " ...لمياء المزغني قائلة: و هذا ما أكدته الدكتورة

إليها الشباب في بحثهم عن إيجابات لتساؤالتهم هي اإلنترنيت، هذا العنكبوت المتشابك من المعلومات

الالمحدودة و الالمؤطرة، و يكون بذلك اآلباء قد ساهموا في إخراج أبنائهم من حضن العائلة الدافئ،

والرمي بهم خارجا في مهبات الريح."- إسناد بعض اآلباء مهمة تربية األبناء ألشخاص آخرين، كالخادمات داخل البيوت، أو 6

. المربيات في دور الحضانة

7 . - طغيان الطرف المادي على الجو األسري و على لغة الحوار بين أفرادها

- كثرة عدد األبناء، و اإلنجاب غير المتوازن مع دخل األسرة، و الظروف المعيشية 8

القاسية، كلها أسباب تجعل األسرة تنشغل بتوفير قوت يومها و حاجيات األبناء األساسية،

حنان محمد حليحل، الحوار األسري، . ( معلى حساب الحوار معهم -

http ://www.al-forqan.net/linlkdesc.asp id=886& pg=6)

- اآلثار السلبية الناتجة عن غياب الحوار بين اآلباء و األبناء: 2 تعتبر لغة الحوار بين اآلباء و األبناء ذات قيمة و أهمية بالغة على مستوى الحالة

النفسية و الجسدية لكال الطرفين ( اآلباء و األبناء )، فبوجوده تتماسك األسرة و تتفاهم،

وبغيابه تتفكك، و تنتشر الخالفات و الصراعات بين أفراد األسرة، فينفر كل واحد من اآلخر،

و هذا ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل، و اتساع الفجوة بين اآلباء و األبناء، ومن أبرز هذه اآلثار

: السلبية لقلة الحوار ما يلي

انعدام الثقة بين اآلباء و األبناء.–1

- اللجوء إلى البحث عن البديل، بسبب غياب العالقات الحميمية داخل األسرة و غياب لغة 2

. التفاهم و التخاطب

وقوع األبناء فريسة سهلة و ضحية لرفقاء السوء، لعدم وجود األذن الصاغية لهم من –3

طرف األسرة، فرفقاء السوء في نظر األبناء فرصتهم للتعبير و مأوى للتنفيس عما بداخلهم،

" انعدام الحوار يعطي الفرصة تؤكد فيها أن لمياء المزغني ففي دراسة قامت بها الدكتورة

لألبناء للبحث خارجا عن حلول لمشاكلهم الخاصة، و المشاكل التي يواجهونها داخل األسرة، مما يتيح

استقالل أحمد الباكر، ثقافة الحوار، لهم الفرصة للتصرف الخاطئ و اإلنحراف السلوكي" . ( www.asherah.net

- ظهور بعض المشاكل النفسية المترتبة عن انقطاع لغة الحوار بين األبناء و آبائهم، فقد 4

يصبح األبناء منعزلين، ومنطويين، خجولين، فاقدين للثقة بأنفسهم، و الشعور بقيمة ذاتهم،

و رافضين لشتى أساليب الحوار و المناقشة مع األشخاص اآلخرين في حياتهم المستقبلية.

2006مؤتمر التربية الوجدانية للطفل بالقاهرة في عام و في هذا الصدد فقد توصل

" البد من إيجاد لغة الحوار بين الوالدين و األطفال، لما لها من مردود إيجابي على التربية إلى أنه

الوجدانية للطفل، فانعدام الحوار يجعل الفرد إنسانا معزوال رافضا لشتى أساليب الحوار و المناقشة مع

نورة العثماني، الحوار داخل األسرة، اآلخرين في حياته المستقبلية، فيغلب عليه طابع اإلنطوائية". (

http://www.essahafa.tn/femme/articl2.html

- غياب الحوار بين اآلباء و األبناء يؤدي إلى عدم الوصول إلى حلول سليمة و موضوعية 5

. للمشكالت التي تواجه األسرة

6– . انعدام الحوار يجعل المؤثرات من خارج البيت أقوى

انقطاع أو غياب الحوار بين اآلباء و األبناء يؤدي إلى تفاقم المشكالت. –7

إن عدم توفر لغة الحوار بين الطفل و أبويه، يدفع بالطفل إلى أوهام خاطئة حول أسئلته، –8

فيلجأ إلى مصادر أخرى للحصول على اإلجابة ( و قد تكون هذه المصادر غير موثوق فيها)

. مما يشوه فكره و يعقد موقفه

الفصل التاسع: اإلجــراءات المنهجيــة للدراســة

:....................................................... أوال: الـــــدراسة اإلستطالعيـــة

...... الهدف من الدراسة اإلستطالعية..–1

............................................................. - مضمون الدراسة اإلستطالعية2

.......................................................................... أدوات الدراسة.–3

................................................................ العينة المبدئية و خصائصها–4

...................................................... التعديالت المجرات على أداة الدراسة–5

.................... - قياس الخصائص السيكوميترية لألداة: ( صدق و ثبات اإلستمارة )6

............................................. - اإلحصاءات الوصفية لنتائج الدراسة اإلستطالعية..7

ثانيا: الـــــدراسة األســــــاسيــة

.......................................................................... - عينة البحث و مواصفاته1

............................. - المجال الزماني و الجغرافي و البشري إلجراء للدراسة.2

............................................................... - كيفية و مكان تطبيق الدراسة3

.......................................................................... - طريقة تفريغ المعطيات4

...................................................................... - المنهج المعتمد في الدراسة5

............................................................. - األساليب اإلحصائية المستخدمة6

- إجراءات التطبيق7

: أوال: الدراسة اإلستطالعية : تمهيد

كما جرت العادة عند إنجاز أي دراسة أو بحث تطبيقي و قبل إجراء الدراسة األساسية

البد من القيام بدراسة استطالعية، بهدف الوقوف على بعض األخطاء و الهفوات ثم ضبطها

بغية تفاديها عند إجراء الدراسة األساسية، و كذا تمكين الباحث من أخذ صورة واقعية على

أهم المتغيرات التي تؤثر على موضوع الدراسة، وذلك بإتباع مجموعة من الخطوات، بما

في ذلك من استطالع للميدان و إجراء مقابالت مع األفراد المعنيين بموضوع البحث و سؤال

أهل الخبرة و المختصين في مجال البحث ألخذ فكرة حول مجتمع الدراسة، و تحديد أدوات

جمع البيانات حول موضوع البحث، و اختيار أفراد العينة وفق مجموعة من الخصائص،

كما يتم تحديد الوسائل اإلحصائية التي يجب أن تعتمد عليها الطالبة في تحليل البيانات. 1 : - الهدف من الدراسة اإلستطالعية

إلستطالعية تمهيد للدراسة األساسية و تعد خطوة هامة من خطوات ا تعتبر الدراسة

العمل الميداني، فهي عامل أساسي لمساعدة الباحث على صياغة األسئلة صياغة صحيحة

سليمة، و التعرف على مدى مصداقية و فعالية اإلستمارة، فالدراسة اإلستطالعية تساهم بقدر

كبير في اإلعداد لإلستمارة، فهي فرصة لتجريب أدوات البحث قبل عرضها للدراسة

األساسية، و أخذ فكرة عن مجتمع الدراسة، باإلضافة إلى كل هذا فإن هدف الطالبة من وراء

: الدراسة اإلستطالعية هو تحقيق ما يلي

. أ - قياس الخصائص السيكوميترية ألداة البحث

ب - التعرف على مدى استيعاب العينة لمفردات ( مصطلحات ) و أسئلة اإلستمارة.

استغالل تساؤالت و استفسارات أفراد عينة الدراسة اإلستطالعية و غيرهم، كقاعدة –ت

. لتعديل أو تغيير بعض ألفاظ أو فقرات اإلستمارة

. –ث اكتساب خبرة التطبيق و مهارة جمع و تحليل المعطيات

أخذ فكرة عن المشاكل و الصعوبات التي يمكن أن تعترض الطالبة خالل إنجازها لهذا –ج

. البحث، بغية تفاديها، أو التكيف معها أثناء الدراسة األساسية

2 : - مضمون الدراسة اإلستطالعية

، و لقد تم 2009 شرعت الطالبة في الدراسة اإلستطالعية منذ أواخر شهر جوان

تصميم اإلستمارة األولية بالتعاون مع األستاذ المشرف الدكتور أحمد هاشمي، و هذا بعد

جمع المعلومات ( المعطيات ) حول موضوع البحث من خالل إجراء الطالبة مقابالت مع

مجموعة من اآلباء و األبناء، كما قامت باإلطالع على بعض أدبيات البحث و التي تناولت

موضوع الحوار و هذا بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعطيات حول موضوع الدراسة،

و قد حاولت الطالبة - قدر اإلمكان - أن تجعل األسئلة واضحة، بسيطة، ومفهومة حتى

تتناسب مع المستوى اللغوي و المعرفي لكل فرد من أفراد العينة، و هذا ما استدعى إجراء

تعديل على بعض المصطلحات من األسئلة، السيما أن العينة كانت متنوعة ومتفاوتة في

جميع المستويات، فقد شملت كال الجنسين ( ذكور، إناث )، و من مختلف األعمار ( شباب،

كبار، كهول )، و من مختلف المستويات التعليمية حيث كان هناك أفراد من أسر مثقفة و ذات

مستوى عال من التعليم، و هناك من ينتمي إلى أسر متوسطة المستوى ( ال بأس به )،

وآخرون ينتمون إلى أسر أمية، و كذلك من حيث المستوى اإلجتماعي فهناك أسر فقيرة،

وأخرى غنية، و هناك أسر ذات مستوى اجتماعي ال بأس به، كما أن أفراد العينة يمتهنون

مهن متنوعة ( عمال، موظفين، إطارات، أصحاب مهن حرة، وهناك البطالين ) و كل هذه

األمور كانت مقصودة من طرف الطالبة بغرض التعرف على مختلف آراء أفراد المجتمع

. حول موضوع الدراسة

- حجم العينة: 2

) منهم يمثلون األبناء، 45() منهم يمثلون اآلباء و 45) فردا، (90 وقد بلغ حجم العينة (و

ينتمون إلى أسر مختلفة الوضع اإلجتماعي، و ذوي مستويات علمية متفاوتة، ومن اوقد كانو

. كال الجنسين، ومختلف األعمار

3 : - أداة الدراسة

) أسئلة مفتوحة تناولت عدة أبعاد من 08أسئلة اإلستمارة األولية تسعة ( لقد بلغ عدد

، و قد تم تصميمها )أنظر الملحق األول( موضوع البحث موجهة لكل من اآلباء و األبناء،

بالتعاون مع األستاذ المشرف، و الهدف من اإلستمارة األولية هو جمع المعلومات حول

. موضوع الحوار والتي ستساعد في اإلعداد لإلستمارة

4 : - قياس الخصائص السيكوميترية لألداة

: –أ صدق اإلستمارة

صدق المحكمين، حيث قامت الطالبة تم قياس صدق اإلستمارة باإلعتماد على طريقة

بعرض فقرات اإلستمارة على مجموعة من األساتذة المختصين في ميدان علم النفس و علوم

) أساتذة من مختلف الدرجات العلمية، و هم ( أ.د.ماحي إبراهيم، 07التربية و قد بلغ عددهم (

عباس، ي، د. فراحي فيصل، د. كبداني خديجة، د. بلغوميد د. ياسين أمينة، أ. طالب سوسن

أ.د. منصوري عبد الحق )، و كان هذا األمر مقصودا من طرف الطالبة حتى تحصل على

. أعلى درجة من الصدق

كما تم استعانت الطالبة بالصدق الذاتي ( و هو الجذر التربيعي للثبات )، و قد بلغ

) و هو ما يؤكد أن األداة ( اإلستمارة ) على درجة عالية من الصدق. 0.82(

التعديالت المجرات على اإلستمارة:

بعدما تلقت الطالبة ردود األساتذة، تبنت مالحظاتهم و توجيهاتهم التي قدموها، فقامت

، من البعد 6، 5الطالبة بتعديل في اإلستمارة، حيث حذفت بعض الفقرات و هي ( الفقرة:

) يوضح ذلك، و تعديل 02 من البعد الرابع ) و الجدول رقم (،9، 7، 4الثاني، والفقرة:

) يبين ذلك، و هذا كله كان طبقا لتوجيهات 03) من البعد الثاني، و الجدول رقم (04الفقرة (

و اقتراحاتهم األساتذة المحكمين، كما قامت الطالبة بحساب المتوسط الحسابي و النسبة

) يوضح ذلك، و بعد ها أخرجت اإلستمارة في 01أنظر الملحق رقم المئوية لكل فقرة (

) 04نظر الملحق رقم صورتها النهائية. ( أ

: –ب ثبات اإلستمارة

تم قياس ثبات اإلستمارة باستخدام طريقة التجزئة النصفية، حيت قامت الطالبة

) فردا من اآلباء و األبناء على اختالف أعمارهم 60بتطبيق اإلستمارة على عينة شملت (

ومستوياتهم التعليمية ( أمي، ابتدائي، متوسط، ثانوي، جامعي )، و وضعهم اإلجتماعي

(فقراء، أغنياء، متوسطي الدخل )، و بعد استرجاع اإلستمارات اعتمدت الطالبة طريقة

التجزئة النصفية ( helf- spilt) ) و هي درجة كافية للتأكد من 0.67والتي كانت قيمتها (

. ثبات اإلستمارة

: 01الجدول رقم ( ) يبين الفقرات المحذوفة

رقم الفقرة الفقرات المحذوفة

) 05البعد الثاني: الفقرة ( قناعة اآلباء بعدم فعالية الحوار

) 06البعد الثاني: الفقرة ( قناعة األبناء بعدم فعالية الحوار

) 04البعد الرابع: الفقرة ( إتباع أسلوب صارم فيه نوع من الشدة و القسوة

) 07البعد الرابع: الفقرة ( أسلوب الصمت و عدم التكلم

) 09البعد الرابع: الفقرة ( اعتماد أسلوب العنف

: 02الجدول رقم ( ) يوضح الفقرات التي مسها التعديل

رقم الفقرة الصياغة األصلية للفقرة صيغة الفقرة بعد التعديل

عدم احترام و طاعة األبناء

آلبائهم

اإلبتعاد عن الدين، وعدم

احترام و طاعة األبناء

آلبائهم

) 04البعد الثاني: الفقرة (

مواصفات عينة الدراسة اإلستطالعية: مواصفات األبناء:–أ

) يوضح توزيع أفراد العينة حسب الجنس:03الجدول رقم(

الجنس التكرارات النسب المئوية

الذكور 20 %44.45

اإلناث 25 %55.56

المجموع 45 %50.00

نالحظ من خالل الجدول السابق أن عدد اإلناث تفوق عدد الذكور، حيث أن نسبة

)، و هذا راجع ألن 44.45 )، أما نسبة الذكور فقد قدرت ب ( 55.56اإلناث بلغت (

. البنات كن أكثر إقباال على اإلستمارات

) يبين توزيع أفراد العينة حسب المستوى التعليمي: 04الجدول رقم (

المستوى التعليمي التكرارات النسب المئوية

ابتدائي 00 00.00 %

متوسط 10 22.22 %

ثانوي 09 20.00 %

جامعي 26 57.77 %

المجموع 45 50.00 %

من خالل الجدول أعاله يتبين لنا أن أغلبية أفراد العينة ذوي مستوى جامعي فنسبتهم

) 20.00 )، تليه نسبة ذوي المستوى المتوسط و الذي بلغت نسبتهم ( 57.77تقدر ب (

مواصفات اآلباء:–ب

: 05الجدول رقم ( ) يوضح توزيع أفراد العينة من حيث الجنس

الجنس التكرارات النسب المئوية

أمهات 22 48.89 %

آباء 23 51.11 %

المجموع 45 50.00 %

نستنتج من الجدول أعاله أن نسبة اآلباء متقاربة مع نسبة األمهات، و هذا راجع إلى أن عينة

. اآلباء ( آباء و أمهات ) كانت متوفرة و في متناول الطالبة

) يبين توزيع أفراد العينة من حيث المستوى التعليمي لآلباء: 06الجدول رقم (

المستوى التعليمي التكرارات النسب المئوية

ال يقرأ و ال يكتب 05 11.11 %

ابتدائي 03 06.67 %

متوسط 13 28.89 %

ثانوي 11 24.44 %

جامعي 13 28.89 %

المجموع 45 50.00 %

نالحظ من خالل الجدول السابق أن أعلى نسبة تتوزع بين المستويين المتوسط و الجامعي

نالحظ من خالل الجدول السابق أن أعلى نسبة تتوزع بين المستويين المتوسط و الجامعي

)، تليه نسبة ذوي المستوى الثانوي حيث قدرت 20.89حيث بلغت نسبة كل واحد منهما (

)، أما أقلها نسبة فقد كانت ألفراد العينة ذوي المستوى اإلبتدائي فقد 24.44النسبة ب (

) 06.67وصلت نسبتهم إلى (

: 07الجدول رقم ( ) يوضح توزيع أفراد العينة من حيث المهنة

المهنة التكرارات النسب المئوية

موظف 17 %37.78

عامل 08 %17.78

عمل حر 03 %06.67

طالب 02 %04.44

ال يعمل 15 %33.33

المجموع 45 %50.00

نستنتج من الجدول السابق أن أغلبية أفراد العينة هم موظفين و هذا ما تدل عليه النسبة

)37.78 (

تفريغ استمارات الدراسة اإلستطالعية: المفتوحة: ة) يمثل التكرارات و النسب المئوية لتفريغ أسئلة اإلستمار08الجدول رقم (

األسئلة المفتوحة بدائل اإلجابة التكرارات النسب المئوية

تبادل الكالم بين شخصين – 1 15 17 %

- ماذا نقصد ( نعني )1

بالحوار؟

- تبادل وجهات النظر 2 09 10 %

احترام متبادل بين شخصين – 3 03 04 %

أو أكثر

إعطاء رأي و تقبل الرأي – 4 20 23 %

اآلخر

اإلصغاء لكل طرف– 5 17 19 %

الحرية في التعبير– 6 12 14 %

المناقشة الهادفة – 7 22 25 %

- التشاور8 16 18 %

- أخذ و رد في الكالم9 11 13 %

- عبارة عن أسئلة و أجوبة 10 03 04 %

بين طرفين أو أكثر

وسيلة تواصل بين شخصين – 11 12 14 %

أو أكثر

- تبادل لآلراء و األفكار12 16 18 %

التفاهم بين طرفين– 13 07 08 %

الجدال – 14 02 03 %

% 18

16

- تسهيل عملية التواصل بين 1

اآلباء و األبناء

- في نظرك ما هي أهمية2

الحوار بين اآلباء و األبناء؟ التقرب أكثر من األبناء– 2 32 36 %

- في نظرك ما هي أهمية2

الحوار بين اآلباء و األبناء؟

تمتين العالقة بين اآلباء – 3 27 30 %

وأبنائهم

اإلستفادة من خبرات وتجارب – 4 18 20 %

اآلباء

توعية األبناء و نصحهم و –5 38 43 %

إرشادهم إلى الصواب

تجنب خسارة األبناء– 6 12 14 %

تكوين أسرة متماسكة– 7 33 37 %

خلق جو من اإلستقرار – 8 29 33 %

النفسي و اإلجتماعي

تجنب المشاكل– 9 41 46 %

مساعدة األبناء في أمورهم – 10 26 29 %

الشخصية و المهنية

- غرس الثقة في نفوس األبناء11 36 40 %

التفاهم بين اآلباء و األبناء– 12 38 43 %

الثقة بين اآلباء و أبنائهم– 13 45 50 %

تعرف اآلباء على انشغاالت – 14 34 38 %

و اهتمامات األبناء

الحوار هو أساس التربية – 15 21 24 %

الصحيحة

التواصل الدائم– 16 14 16 %

- أخذ القرارات بصفة جماعية17 11 13 %

بناء مجتمع صالح– 18 23 26 %

حل المشاكل– 19 42 47 %

- ما هي المواضيع التي 3 التحدث عن مستقبل األبناء1 28 32 %

تتحاورون فيها مع آبائكم، أو

أبنائكم؟- المواضيع العائلية 2 19 22 %

األمور الشخصية– 3 17 19 %

المواضيع الدينية– 4 37 42 %

شؤون الحياة– 5 48 54 %

المواضيع التربوية– 6 43 48 %

الدراسة– 7 49 55 %

الزواج– 8 32 36 %

- كل المواضيع بدون استثناء9 18 20 %

- مواضيع تتعلق بميدان الشغل 10 24 27 %

- مواضيع سطحية11 09 10 %

في رأيك، متى يكون األبناء – 4 - في فترة اإلمتحانات1 10 12 %

بحاجة إلى التحاور مع آبائهم؟

- عندما يتوجب على األبناء 2 13 15 %

اتخاذ قرارات مصيرية

- في حالة رسوب األبناء3 03 04 %

- في جميع المراحل العمرية4 23 26 %

- قبل بلوغ سن الرشد5 11 13 %

في مرحلة المراهقة – 6 28 32 %

عندما يعجزون عن حل مشكلة 18 20 %

في مرحلة الطفولة 09 10 %

محاولة إيجاد حلول لبعض 12 14 %

المشاكل

عندما يواجهون صعوبات 13 15 %

عند صعوبة اتخاذ قرار معين 11 13 %

كلما استدعت الضرورة ( الحاجة) 05 06 %

إذا كان أحد أفراد األسرة –5 نعم 34 38 %

يعاني من مشكلة، فهل يناقش

الموضوع بين الجميع؟ و إذا

كان الجواب ب ( نعم ) فما هو

األسلوب المعتمد في المناقشة؟

ال 26 29 %

أحيانا 30 34 %

المناقشة تكون بين األفراد 1 13 15 %

المعنيين فقط

- إعطاء الطرف اآلخر حرية 2 11 13 %

اختيار الحل

- طرح المشكلة على الجميع 3 15 17 %

إلبداء رأيهم فيها

- األسلوب الهادئ4 12 14 %

- أسلوب اإلقناع5 09 %10

- المناقشة تكون بين الوالدين 6 12 %14

بمعزل عن األبناء

- التفاهم7 07 08 %

- إصغاء كل طرف لآلخر8 09 10 %

- التحدث بشكل محترم و مؤدب9 11 13 %

كثرة الضغوطات التي –1 17 %19

تفرضها الحياة

- في رأيك، لماذا تكثر 6

الخالفات بين اآلباء و األبناء؟

- التفاوت الفكري و الثقافي بين 2 21 24 %

الطرفين

غياب الحوار األسري – 3 36 40 %

وجود حواجز بين اآلباء و – 4 16 18 %

األبناء

و القسوة ف إتباع أسلوب العن– 5 38 43 %

في المعاملة

- عدم احترام األبناء آلبائهم6 14 16 %

- انعدام اإلصغاء7 19 22 %

- غياب حرية التعبير8 26 29 %

لقلة التواصل بين اآلباء و األبناء9 31 35 %

- سيطرة بعض اآلباء و فرض 10 27 30 %

آرائهم على األبناء

- انتشار وسائل و اإلتصال 11 29 33 %

(التلفاز، الهاتف، اإلنترنيت..)

- نتيجة التعصب ( كل طرف 12 21 24 %

يظن أنه الصائب فيتمسك برأيه )

- لعدم اتباع األسلوب الصحيح 13 16 18 %

و المناسب للحوار

- المناقشة بهدوء1 39 44 %

- في نظرك، ما هي الطريقة 7

التي يجب أن يعتمدها اآلباء في

التحاور مع أبنائهم؟

- اعتماد أسلوب الصداقة و 2 15 17 %

المصاحبة

- احترام آراء و أفكار األبناء 3 03 04 %

- أسلوب الصراحة4 01 02 %

- اعتماد أسلوب اإلصغاء5 14 16 %

- الحديث بأدب و احترام6 23 26 %

- تجنب اإلنفعال و العنف أثناء 7 19 22 %

الحوار

- اإلعتماد على حرية التعبير8 09 10 %

- اعتماد أسلوب اإلقناع9 04 05 %

- التفاهم10 18 20 %

- الحوار الجماعي11 15 17 %

نعم، ألن: 90 100 %

- هل ترى أن الحوار ضروري 8

في حياتنا؟ و لماذا؟

- الحوار مبدأ أساسي للحياة 1 21 24 %

السعيدة

- الوسيلة األنجع للتقرب من 2 33 37 %

األبناء و معرفة ما يحصل معهم

هل ترى أن الحوار – 8

ضروري في حياتنا؟ ولماذا؟

- يساهم في اإلستفادة من 3 19 22 %

خبرات و تجارب اآلباء

- يعلمنا مبادئ الحياة4 12 14 %

- الوسيلة المثلى لحل معظم 5 26 29 %

المشاكل

- يجنبنا الوقوع في المشاكل6 29 33 %

- يسهل التواصل و يقوي 7 23 26 %

العالقة بين اآلباء و األبناء

- يساعد في تفهم حاجات اآلخر8 14 16 %

- يساهم في تصحيح األخطاء9 12 14 %

- لتوعية و نصح األبناء10 27 30 %

- يتيح فرصة التعبير والتنفيس11 15 17 %

- يحافظ على توازن األسرة12 13 15 %

- لتفادي حدوث انشقاق بين 13 39 44 %

اآلباء و األبناء

نستنتج من الجدول السابق أن إجابات أفراد العينة كانت تصب في صميم موضوع الدراسة،

فقد كانوا جميعا يؤكدون على ضرورة تواجد لغة الحوار في بين اآلباء و األبناء، لما له من

. فوائد هامة تعود بالمنفعة على األسرة و المجتمع

ثانيا: الدراسة األساسية:

1 : - مجـــاالت الـــبحث أ - المجال الزماني للدراسة:

، شرعت الطالبة في الدراسة األساسية في أواخر شهر جانفي من السنة الجامعية

2010 – 2011 .

: ب- المجال البشري ( مجتمع الدراسة )

يشتمل مجتمع الدراسة على مجموعة من اآلباء ، و كذلك على مجموعة من األبناء

(الطالب) المتمدرسين في الطور الجامعي من مختلف التخصصات.

: ت- المجال الجغرافي ( مكان الدراسة )

أجرت الطالبة هذه الدراسة على مجموعة من اآلباء يقطنون بمدينة وهران، و ينتمون

إلى أوساط مختلفة و متفاوتة المستويات ( من حيث الوضع اإلجتماعي، و التعليمي،

واإلقتصادي )، وكذلك على مجموعة من األبناء المتمدرسين بالطور الجامعي بنفس المدينة

( جامعة وهران السانيا، و جامعة محمد بوضياف للعلوم و التكنولوجيا ايسطو )

: ث- حجم العينة

) فرد75 ) يمثلون مجموعة اآلباء و ( فرد75ا ) منهم ( فرد150 بلغ حجم العينة (

. يمثلون مجموعة األبناء

جـ - طريقة اختيار العينة:

قامت الطالبة باختيار عينة الدراسة بطريقة مقصودة، وفقا للخصائص المحددة من

طرف الطالبة، ( تنوع في الجنس، و السن، و المستوى التعليمي، و المستوى اإلجتماعي

ألفراد العينة ، اختيار طالب المستوى الجامعي من مختلف التخصصات كعينة تمثل األبناء )

حـ - عينة الدراسة و خصائصها:

) أب و أما يمارسون 75 فردا ) منها (150 تم تطبيق الدراسة على عينة قوامها (

) طالبا و طالبة متمدرسين في الطور الجامعي، و تتفاوت العينة من 75العملية التربوية، و (

من حيث المستوى اإلجتماعية و اإلقتصادية و التعليمية، و من كال الجنسين.

:خـ - وصف أداة البحث لها من إمكانيات ا فضلت الطالبة استخدام اإلستمارة كوسيلة لدراسة موضوع البحث، لم

الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات، بطريقة حرة ال يشعر فيها المبحوث ( أفراد

. العينة ) بأي إحراج أو ضيق

) أبعاد تتمحور كلها حول موضوع 07 تمثلت أداة البحث في استمارة متكونة من (

الدراسة وهو " الحوار بين اآلباء و األبناء "، و كل بعد يتضمن مجموعة من البدائل

(اإلقتراحات) حيث يحق ألفراد العينة اختيار أكثر من اقتراح، و قد بلغ العدد اإلجمالي

. 53لفقرات اإلستمارة ( ) فقرة

د - تصحيح اإلستمارة (ميزان اإلستمارة ):

باإلتفاق مع األستاذ ( ال )،( نعم ) لقد اختارت الطالبة ميزانا لإلستمارة من نوع

لمن أجاب )1(المشرف، باعتباره الميزان األنسب لفقرات اإلستمارة، حيث تعطى العالمة

. )0(ب ( نعم ) و العالمة لمن أجاب ب ( ال )

ذ - منهج الدراسة:

حسب طبيعة موضوع البحث فقد اعتمدت الطالبة على المنهج الوصفي الذي يقوم

. بوصف الظاهرة اإلجتماعية كما هي في الواقع

: األساليب اإلحصائية المستخدمة اعتمدت الطالبة في دراسة الموضوع و اختبار فرضيات البحث على مجموعة من

: األساليب اإلحصائية و المتمثلة فيما يلي

1– : التكرارات و النسب المئوية

تم اإلعتماد على هذا األسلوب لحساب تكرارات اإلجابات و بالتالي حساب النسب

. المئوية لكل تكرار

2– : اختبار ( ت )

اعتمدت الطالبة على اختبار ( ت ) لدراسة الفروق بين المتغيرات.

.

مواصفـات العينة: 1 – : حجم العينة

) يبين توزيع أفراد العينة من حيث الحجم ( عدد اآلباء و األبناء ): 09الجدول رقم (

التكرارات التكرارات النسب المئوية

أفراد العينة

اآلباء 75 %50.00

األبناء 75 %50.00

المجموع 150 %100

نستنتج من خالل الجدول أعاله أن هناك تساوي بين عدد اآلباء و األبناء، حيث بلغت

)، و هذا األمر كان مقصودا من طرف الطالبة حتى يكون هناك تجانس 50كل فئة ( نسبة

. بين الفئتين ألن الدراسة بصدد المقارنة بين اآلباء و األبناء

2 : - الجنس : 10الجدول رقم ( ) يوضح توزيع أفراد العينة حسب الجنس

: –أ بالنسبة لألبناء

الجنس التكرارات النسب المئوية

% الذكور 37 49.34

% اإلناث 38 50.67

% لمجموع ا 75 50.00

من خالل الجدول أعاله نالحظ أن عدد اإلناث يفوق عدد الذكور، حيث أن نسبة اإلناث تقدر

ب ( 50.66 ) ). 49.33، في حين قدرت نسبة الذكور ب (

إال أن هذا لم يمنع من وجود تجانس بين الذكور و اإلناث ألن الفرق بين النسبتين ليس كبير

) 1.33فهم يقدر فقط ب (

: 11الجدول رقم ( ) يوضح توزيع أفراد العينة حسب الجنس

: –ب بالنسبة لآلباء

الجنس التكرارات النسب المئوية

% آباء 36 48.00

% أمهات 39 52.00

% المجموع 75 50.00

)، 52 نالحظ من خالل الجدول السابق أن أعلى نسبة كانت لألمهات حيث بلغت (

). 48بينما قدرت نسبة اآلباء ب (

من حيث المستوى التعليمي لآلباء: يبين توزيع أفراد العينة )12الجدول رقم (

تكرارات التكرارات النسب المئوية

المستوى التعليمي

% ال يقرأ و ال يكتب 15 10.00

% ابتدائي 14 09.33

% متوسط 16 10.66

% ثانوي 13 08.66

% جامعي 17 11.33

المجموع 75 %50.00

نستنتج من الجدول السابق أن أغلبية اآلباء ذوي مستوى عال من التعليم فقد قدرت

)، تليهم نسبة اآلباء ذوي المستوى المتوسط و التي بلغت11.33نسبة اآلباء الجامعيين (

)، أما أقلهم نسبة فقد كانت لآلباء ذوي المستوى الثانوي و التي قدرت بـ 10.66 (

) 08.66 (

) يوضح توزيع أفراد العينة حسب مهنة اآلباء: 13الجدول رقم (

التكرارات التكرارات النسب المئوية

المهنة

موظف 21 28 %

عامل 18 24 %

إطار 12 16 %

عمل حر 9 12 %

ال يعمل 15 20 %

% المجموع 75 50

)، أما 28خالل الجدول أعاله نالحظ أن معظم اآلباء موظفين فنسبتهم تقدر ب ( من

) 12أقلية اآلباء فيمارسون مهن حرة و قد بلغت نسبتهم (

) يبين التكرارات و النسب المئوية إلجابات أفراد العينة ألبعاد اإلستمارة: 14الجدول رقم (

الفـــــــــــــــــــقرات اآلبـــــــــــاء األبنـــــــــاء

النسب

المئوية

النسب التكرارات

المئوية

التكرارات

الحوار بين اآلباء و األبناء هو: – 1

تبادل لآلراء و األفكار و وجهات النظر – 1 71 %47.34 63 %42.00

األخذ و الرد في الكالم – 2 38 %25.34 34 %22.67

وسيلة للتواصل – 3 30 %20.00 31 %20.67

الحرية في التعبير – 4 19 %12.67 12 %08.00

التشاور – 5 16 %10.67 24 %16.00

إعطاء رأي و تقبل الرأي اآلخر – 6 33 %22.00 26 %17.34

اإلقتناع بالطرف اآلخر – 7 12 %08.00 09 %06.00

المناقشة الهادفة – 8 53 %35.34 42 %28.00

قلة الحوار بين اآلباء و األبناء راجع – 2

: إلى

- التفاوت في المستوى التعليمي و الثقافي 1 11 %7.34 28 %18.67

بين جيل اآلباء و جيل األبناء

- اإلختالف في األفكار ووجهات النظر 2 34 %22.67 39 %26.00

- فرض اآلباء ألفكارهم و آرائهم على 3 13 %08.67 46 %30.67

األبناء

- عدم احترام و طاعة اآلباء آلبائهم 4 39 %26.00 32 %21.34

- رفض اآلباء التحاور في بعض 7 34 %22.67 48 %32.00

المواضيع مع أبنائهم: ( كرفضهم التحدث

في الطابوهات‘مثال:المواضيع الجنسية..)

- عدم رغبة اآلباء في إقامة الحوار 8 15 %10.00 28 %18.67

- عدم رغبة األبناء في إقامة الحوار 9 19 %12.67 21 %14.00

- انشغال كل طرف بمشاكله الخاصة 10 36 %24.00 37 %24.67

- نظرا لكبر حجم األسرة 11 61 %40.67 54 %36.00

- نظرا لضيق السكن 12 23 %15.34 19 %12.67

- ألن األسرة في مجتمعنا تجهل 13 31 %20.67 29 %19.34

األساليب الفعالة للحوار

التقدم العلمي و التكنولوجي(انتشار وسائل 58 %38.67 69 %46.00

اإلتصال :كالتلفاز ،الهاتف ،اإلنترنيت...)

-الهدف من التحاور بين اآلباء و األبناء 3

هو:

-تجنب المشاكل و الصراعات 1 38 %25.34 34 %22.67

(الخالفات)

-التقارب و التفاهم أكثر بين اآلباء و 2 40 %26.67 36 %24.00

- غرس الثقة في نفوس األبناء 3 31 %20.67 25 %16.67

-تقوية و تمتين العالقة بين اآلباء و األبناء4 42 %28.00 33 %22.00

- تحقيق الراحة النفسية لكال الطرفين 5 39 %26.00 49 %32.67

- بناء أسرة متفهمة و متماسكة 6 68 %45.34 63 %42.00

- حل المشاكل و العقبات التي تعترض 7 51 %34.00 29 %19.34

األسرة

%20.67

31

%25.34

38

- توعية األبناء و نصحهم إلرشادهم إلى 8

الصواب

-أفضل أسلوب للتحاور بين اآلباء و 4

: األبناء هو

- األسلوب اللطيف و اللين 1 48 %32.00 59 %39.34

المناقشة الفردية ( الحوار يكون فقط – 2 21 %14.00 25 %16.67

) ربين األفراد المعنيين باألم

- المناقشة الجماعية (مشاركة جميع 3 53 %35.34 61 %40.67

األفراد في إبداء رأيهم حول الموضوع )

- اإلعتماد على أسلوب الصداقة 5 24 %16.00 48 %32.00

والمصاحبة.

- المزج بين الليونة و الصرامة. 6 46 %30.67 37 %24.67

- اإلعتماد على أسلوب اإلصغاء 8 39 %26.00 42 %28.00

:ي - أحسن مرحلة للتحاور مع األبناء ه5

مرحلة الطفولة – 1 21 %14.00 19 %12.67

مرحلة المراهقة – 2 56 %37.34 61 %40.67

قبل بلوغ سن الرشد (بعد سن – 3 32 %21.34 29 %19.34

المراهقة)

جميع المراحل العمرية – 4 49 %32.67 53 %35.34

عندما يواجه األبناء المشاكل و العقبات– 5 34 %22.67 36 %24.00

عندما يصعب على األبناء اتخاذ – 6 41 %27.34 46 %30.67

قرارات مهمة في حياتهم الدراسية أو

المهنية

المواضيع التي يجب أن يتحاور – 6

(يتناقش) فيها اآلباء مع أبنائهم هي:

جميع المواضيع بدون استثناء – 1 29 %19.34 57 %38.00

المواضيع الدراسية فقط– 2 %32.00 39 %26.00

- المواضيع التربوية و اإلجتماعية:( 3 71 %47.34 68 %45.34

اآلداب، كيفية التعامل مع اآلخرين، األخالق

الفاضلة، بناء العالقات مع اآلخرين...)

المواضيع الدينية: ( الصالة، الصوم، –4 66 %44.00 58 %38.67

طاعة الله و الوالدين، اإلحترام...)

مواضيع تتعلق بمستقبل األبناء –5 63 %42.00 57 %38.00

( التحدث عن ميدان الشغل، اختيار

المهنة،...)

قلة أو غياب الحوار بين اآلباء واألبناء –7

: يؤدي إلى

كثرة الخالفات بين اآلباء و األبناء – 1 69 %46.00 54 %36.00

وقوع األبناء في األخطاء و اإلنحرافات– 2 73 %48.67 68 %45.34

عدم الشعور باإلطمئنان – 3 29 %19.34 35 %23.34

فقدان الثقة بالنفس – 4 32 %21.34 41 %27.34

حدوث تنافر بين اآلباء و األبناء – 6 58 %38.67 67 %44.67

تعرض األبناء ألمراض و عقد نفسية : – 8 46 %30.67 71 %47.34

(اإلنطواء، اإلكتآب،العزلة، الكبت و عدم

اإلفصاح عما بداخلهم...)

جو األسرة يسوده القلق و التوتر و عدم – 9 41 %27.34 66 %44.00

الشعور باإلرتياح

اإلنغالق، و عدم التفتح على العالم – 10 38 %25.34 36 %24.00

الخارجي لعدم تبادل األفكار

الـفـصل الـعـــــــــــــاشر:

عرض نتــائج الفرضيــات

عرض نتائج الفرضية األولى

عرض نتائج الفرضية الثانية

عرض نتائج الفرضية الثالثة

عرض نتائج الفرضية الرابعة

عرض نتائج الفرضية الخامسة

عرض نتائج الفرضية السادسة

عرض نتائج الفرضية السابعة

عرض نتــــــــائج الفرضيـــــــــات: عرض نتائج الفرضية األولى: و القائلة بأن هناك فروق بين اآلباء و األبناء في تعريف

الحوار.

) يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مفهوم الحوار:16الجدول رقم (

(ت) درجة الحرية

المحسوبة

(ت)

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.257 148

األبناء 75 1.97 0.257

من خالل النتائج المعروضة في الجدول أعاله يتبين لنا عدم وجود فروق دالة إحصائيا

بين مجموعة اآلباء ومجموعة األبناء في تحديد مفهوم الحوار، حيث قدرت قيمة ت الجدولية

) عند كال المجموعتين، و بما أن ت 0.257فقد بلغت ( ) أما قيمة ت المحسوبة1.97بـ (

المحسوبة أصغر من ت الجدولية فالفرضية القائلة بوجود فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد

. رمفهوم الحوار غي دالة إحصائيا

عرض نتائج الفرضية الثانية: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب

قلة الحوار .

) يبين الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة الحوار: 17الجدول رقم (

مستوى

الداللة

( ت ) درجة الحرية

المحسوبة

(ت )

الجدولية

المجموعات حجم العينة

غير دالة عند

0.05

اآلباء 75 1.97 0.278 148

األبناء 75 1.97 0.278

من خالل الجدول السابق نستنتج أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء

)، في حين بلغت قيمة ت 1.97في تحديد الفرضية الثانية، حيث كانت قيمة ت الجدولية (

)، و بما أن قيمة ت الجدولية أكبر من قيمة ت المحسوبة، فإن الفرضية 0.278المحسوبة (

القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة الحوار غير دالة إحصائيا.

عرض نتائج الفرضية الثالثة: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف

الحوار.

) يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار: 18الجدول رقم (

(ت ) درجة الحرية

المحسوبة

( ت )

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.778 148

األبناء 75 1.97 0.778

من خالل النتائج المعروضة في الجدول أعاله نجد أنه ال توجد فروق بين اآلباء

) أما قيمة ت 1.97واألبناء في تحديد الفرضية الثالثة، فقد بلغت قيمة ت الجدولية (

)، و بما أن قيمة ت المحسوبة أصغر من قيمة ت الجدولية، 0.778المحسوبة فقد قدرت بـ (

فإن الفرضية القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار، غير دالة

. إحصائيا

عرض نتائج الفرضية الرابعة: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد

. األسلوب المناسب للتحاور بين اآلباء و األبناء

) يوضح الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد األسلوب المناسب للتحاور: 19 الجدول رقم (

(ت) درجة الحرية

المحسوبة

(ت)

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.460 148

0.46. األبناء 75 1.97

يتبين لنا من خالل الجدول السابق أن قيمة ت.المحسوبة أصغر من قيمة ت الجدولية،

) لكال المجموعتين ( اآلباء و األبناء )، في حين قدرت 0.460فقد بلغت قيمة ت المحسوبة (

)، و بما أن قيمة ت.المحسوبة أصغر من قيمة ت. الجدولية، فإننا 1.97قيمة ت الجدولية (

نرفض فرض البحث القائل بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد األسلوب المناسب

. للتحاور

عرض نتائج الفرضية الخامسة: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في اختيار

. المرحلة المناسبة للتحاور مع األبناء

) يبين الفرق بين اآلباء و األبناء في اختيار المرحلة المناسبة للحوار: 20الجدول رقم (

(ت) درجة الحرية

المحسوبة

(ت)

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.373 148

األبناء 75 1.97 0.373

يتضح من الجدول أعاله أنه ال يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في اختيار المرحلة

المناسبة للتحاور، حيث كانت قيمة ت المحسوبة أصغر من قيمة ت الجدولية، حيث قدرت

) بالنسبة لكل من مجموعة اآلباء و مجموعة األبناء، في حين 0.373قيمة ت المحسوبة بـ (

)، و منه نستنتج أن فرض البحث القائل بوجود فروق بين 1.97بلغت قيمة ت الجدولية (

. ااآلباء و األبناء في اختيار المرحلة المناسبة للتحاور، ألنه غير دال إحصائي

عرض نتائج الفرضية السادسة: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد

. المواضيع التي يجب أن يتحاور فيها اآلباء مع أبنائهم

) يبين الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مواضيع الحوار: 21الجدول رقم (

(ت) درجة الحرية

المحسوبة

(ت)

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.351 148

األبناء 75 1.97 0.351

نستنتج من الجدول السابق أنه ال يوجد فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد المواضيع

التي يجب أن يتحاور فيها اآلباء مع أبنائهم، ألن قيمة ت المحسوبة كانت أقل من قيمة ت

) بالنسبة لمجموعة اآلباء و كذلك مجموعة 0.351الجدولية، فقد بلغت قيمة ت المحسوبة (

)، و بما أن قيمة ت المحسوبة أصغر من 1.97األبناء، أما قيمة ت الجدولية فقد بلغت (

قيمة ت الجدولية فإن الفرضية القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد مواضيع

) ، وبهذا نرفض فرض البحث. 0.05الحوار، غير دالة إحصائيا عند مستوى الداللة (

عرض نتائج الفرضية السابعة: و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد آثار

. قلة الحوار بين اآلباء و األبناء

) يبين الفرق بين اآلباء و األبناء في تحديد آثار قلة ( غياب ) الحوار: 22الجدول رقم (

(ت) درجة الحرية

المحسوبة

(ت)

الجدولية

المجموعات حجم العينة

اآلباء 75 1.97 0.964 148

األبناء 75 1.97 0.964

يتضح لنا من خالل الجدول أعاله أنه ال توجد فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد آثار

) بالنسبة لكال المجموعتين ( اآلباء 0.964قلة الحوار، فقد بلغت قيمة ت المحسوبة (

)، و بما أن قيمة ت المحسوبة أصغر 1.97واألبناء )، في حين قدرت قيمة ت الجدولية بـ (

من قيمة ت الجدولية، فإن فرض البحث القائل بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد

. آثار قلة الحوار، غير دال إحصائيا

الفصل الحــــــــــــادي عشرة

منـاقشة فرضيــات البحث

مناقشة نتائج الفرضية األولى

مناقشة نتائج الفرضية الثانية

مناقشة نتائج الفرضية الثالثة

مناقشة نتائج الفرضية الرابعة

مناقشة نتائج الفرضية الخامسة

مناقشة نتائج الفرضية السادسة

مناقشة نتائج الفرضية السابعة

منــاقشة فرضيـــات البــحث:و القائلة بأن هناك فروق بين اآلباء و األبناء في تعريف الحوار. مناقشة الفرضية األولى:

توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء أنه ال، أثبتت نتائج الدراسة بعد تطبيق اختبار ت

األبناء في تعريف الحوار، فقد أقر أغلبية أفراد العينة من اآلباء و األبناء، بأن الحوار هو

تبادل لآلراء و األفكار و وجهات النظر حول موضوع ما، و هذا ما تؤكده النسب المئوية

أما نسبة )، 47.34( )، فقد بلغت نسبة إجابات اآلباء 15التي عرضت في الجدول رقم (

من مجموع أفراد عينة الدراسة، وهذا ما يتماشى مع )42.00( إجابات األبناء فقد قدرت بـ

، حيث عرف الحوار المنجد للغة العربية المعاصرة لألب لويس معلوف اليسوعيتعريف

أسلوب حضاري و نشاط عقلي لطرح األفكار المختلف فيها و تصحيح الخاطئة منها، حيث على أنه "

يقدم كل طرف رأيه بحرية تامة لتحقيق التفاهم و اإلتفاق مع الرأي اآلخر، و هو وسيلة للتعلم و تبادل

األب لويس معلوف اليسوعي، (األفكار و المعارف و الخبرات تحقيق التآلف و كذلك التعبير عن النفس.

و). 595، : 2000

والذي يعرف معجم المصطلحات التربوية و النفسيةو هذا ما يتفق أيضا مع تعريف و

عملية تبادل الحديث بين أفراد أو مجموعات على اختالف توجهاتهم وأفكارهم من الحوار على أنه "

) 172، :2003حسن شحاته، زينب النجار، ( أجل التفاهم و تبادل المعرفة ".

أما البعض اآلخر من اآلباء و األبناء فيرى أن الحوار وسيلة للتواصل بين األفراد

عن طريق األخذ والرد في الكالم، مع احترام الرأي اآلخر، و هذا ما أدلت به اآلباء بنسبة

)، من مجموع أفراد العينة، و هذا ما يتفق مع تعريف 22.67 و األبناء بنسبة ( )25.34(

"هو عملية أخذ و عطاء للمعاني حيث تعرف الحوار و تقول: فرجينيا ساتر ( )

في في. بين شخصين"

في حين عرف البعض من أفراد العينة الحوار على أنه المناقشة الهادفة بين اآلباء واألبناء،

و نسبة إجابات األبناء التي )35.34(و هذا ما تدل عليه نسبة إجابات اآلباء و المقدرة بـ

) 28.00 بلغت (

عملية فيعرف الحوار على أنه قاموس اللغة العربية و هذا ما يتوافق مع تعريف

ضرورية إلستمرار الحياة اإلجتماعية بصفة عامة، و الحياة األسرية بصفة خاصة، كما أنه طريقة

للتعبير عن مشاعر أفراد األسرة السلبية منها و اإليجابية، و قد يشمل موضوعات لها عالقة بثقافة

) 38، :2005محمود بو عطية، محمد كيحل، ، أحمد فريطس ( األسرة وعالقة اآلباء مع األبناء.

و تتوقع الطالبة أن السبب في عدم وجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد مفهوم

الحوار، راجع إلى عدة عوامل من أهمها أن أفراد العينة ( اآلباء و األبناء ) ينتمون إلى

مجتمع واحد و ثقافة واحدة و بالتالي نفس العادات و التقاليد، و هذا ما يؤدي إلى التقارب في

حول موضوع الدراسة.ر اآلراء، و عدم وجود اختالف كبير في األفكار و وجهات النظ

كما تتوقع الطالبة أن السبب في عدم وجود فروق بين أفراد العينة، يعود إلى أن اآلباء

واألبناء ( عينة الدراسة ) ينحدرون من بيئة واحدة و دين واحد و هذا ما يجعلهم ينتمون إلى

نفس القيم والمبادئ، و يتشابهون في األفكار، دون نسيان عامل التنشئة اإلجتماعية المتشابهة

فأفراد العينة من مجتمع واحد والتربية فيه ال تختلف كثيرا من أسرة ألخرى.

و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة الحوار مناقشة الفرضية الثانية:

أظهرت نتائج الدراسة عكس ما تقول هذه الفرضية، حيث توصلت الطالبة من خالل

نتائج البحث إلى أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في تحديد أسباب قلة

الحوار، فأغلبية أفراد العينة ( اآلباء و األبناء ) أرجعوا أسباب قلة الحوار بالدرجة األولى

حجم حإلى كبر حجم األسرة، و هذا ما تدل عليه نسبة إجابات أفراد العينة و المتعلقة باقترا

عند األبناء، ،بحجة أن الطفل )36.00( عند اآلباء و نسبة )40.67( األسرة و التي بلغت

في هذا النمط من األسرة يكون محروما نوعا ما من الرعاية األبوية، بسبب كثرة عدد األبناء

واآلباءو بالتالي يجد اآلباء صعوبة في توفير احتياجاتهم، و اإلهتمام بانشغاالتهم.

و اآلباء في هذا النوع من األسر يجدون كذلك صعوبة في التعامل مع جميع األبناء،

فهم ال يجدون الوقت الكافي إلرضاء رغبات أبنائهم و تقديم الرعاية و اإلهتمام الكافي لهم.

، و هي بوسار ( ) و اليونار بول ( )هذا ما تؤكده الدراسة التي أجراها كل من

) أطفال أو أكثر، 06)، و األسر الكبيرة ذات الستة (02دراسة مقارنة بين أنساق األسرة ذات الطفلين (

و قد تبين من خالل هذه الدراسة مجموعة من اإلختالفات بين هذين النمطين من

: األسر من بينها

التربية في األسر الصغيرة تكون أكثر ايجابية و فعالية، ألن عدد األبناء قليل و بالتالي تربيتهم – 1

تكون سهلة و فعالة، بينما في األسر الكبيرة ينتشر اإلهمال و عدم اإلهتمام بكل األبناء لكثرة عددهم

. ومشاكلهم

في األسرة الصغيرة العالقة بين اآلباء و األبناء تكون كثيفة و متينة و تتميز باإلرتباط الشديد – 2

. وتستمر لسنوات طويلة

التركيز في األسرة الكبيرة يكون على الجماعة و ليس على الفرد بينما في األسرة الصغيرة يحضى – 3

. 4الطفل بكل أنواع الرعاية و اإلهتمام و الحب و الدفء من طرف والديه

أطفال األسر الكبيرة يتحدثون عن الحرمان العاطفي، ألن آبائهم ليس لديهم الوقت الكافي لغمر – 4

. أبنائهم بالعطف و الحب و الحنان

5 – . و أطفال األسر الكبيرة يعانون من مشاكل على مستوى العالقات مع آبائهم

أنه إذا كان هناك اهتمام برفاهية األطفال و توفير جميع راي ( ) و في نفس السياق يرى

السبل التي تكفل حصولهم على أفضل اإلمكانيات، فإن الهدف يصبح واضحا و هو الذين يريدون تحديد

حجم أسرهم، ألن اآلباء في األسر الصغيرة أكثر اهتماما و إيحابية مع أبنائهم، بعكس الحال في األسر

. الكبيرة كما أرجع أفراد العينة سبب قلة الحوار بين اآلباء و األبناء إلى انتشار مختلف وسائل

اإلعالم و التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يشهده العالم، و هذا ما تدل علية نسبة اإلجابات

عند األبناء بالنسبة لمجموع أفراد العينة، )46.00( عند اآلباء و )38.67( والتي بلغت

حيث أن هذا التقدم العلمي قلل من فرص الحديث والتحاور بين أفراد األسرة لما يعرضه من

. خدمات وهذا ما يشغل اآلباء و األبناء عن الحوار

( وهي مختصة في بهيجة عزي وهذا ما يتوافق مع الدراسة التي قامت بها الدكتورة

" آليات الحوار و الثقافة الحوارية مجال التربية و التعليم و اإلجتماع ) حيث توصلت إلى أن

تضمن لنا نجاح حواراتنا، كما أشارت إلى أثر العولمة في فشل الحوارات، إذ يعود السبب في ذلك إلى

ارتباط األبناء باإلنترنيت والوسائط المتعددة بكل أنواعها."و لعل اليوم أكثر الوسائل التي يلتجأ إليها قائلة: " ...لمياء المزغني وهذا ما أكدته الدكتورة

الشباب في بحثهم عن إيجابات لتساؤالتهم هي اإلنترنيت، هذا العنكبوت المتشابك من المعلومات

الالمحدودة و الالمؤطرة، و يكون بذلك اآلباء قد ساهموا في إخراج أبنائهم من حضن العائلة الدافئ،

والرمي بهم خارجا في مهبات الريح."

و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف الحوار. مناقشة الفرضية الثالثة:

أكدت نتائج البحث عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في تحديد أهداف

الحوار، فمعظم اآلباء و األبناء أقروا بأن أهداف الحوار عديدة و متنوعة، و تعود بالمنفعة

على الفرد ( األسرة ) و المجتمع على حد سواء، و هذا ما تؤكده النسب المئوية التي عرضت

في الجدول رقم () إجابات أفراد العينة الخاصة باقتراحات هذا البعد متقاربة إلى حد كبير

بين اآلباء و األبناء، و تتوقع الطالبة أن هذا التقارب في اآلراء راجع إلى أن أفراد العينة

ينتمون إلى نفس المجتمع و بالتالي فهم يحملون نفس الثقافة و العادات، و يتشابهون في

نظرتهم ألهداف الحوار، خاصة و أن جميع أهدافه إيجابية و تعود بالمنفعة على الفرد

واألسرة و المجتمع، فالحوار من العوامل الهامة في تمتين العالقات و تقوية الروابط بين

اآلباء و األبناء، فهو يهدف إلى التقارب و التفاهم بينهم حتى يتجنبوا أكبر قدر من المشاكل

والخالفات ( وهنا هدفه و قائي ) كما يساعد التحاور بين أفراد األسرة على حل العديد من

الصراعات و العقبات التي تعترض سبيل هم في هذه الحياة ( وهنا هدف الحوار عالجي )

كما أن التواصل بين اآلباء و األبناء يهدف إلى توعية و نصح األبناء بما يفيدهم و إرشادهم

إلى الصواب، كما أن الحوار يعتبر قيمة إنسانية بالدرجة األولى، ألن عن طريقه تنشأ

عالقات أسرية موجبة يسودها الحب و اإلنسجام و العطف و الفهم، و الثقة و اإلحترام،

واإلستقرار و المشاركة، و بالتالي يتهيأ لألبناء مناخ أسري صحيح و سليم من الناحية

. النفسية، و مشبعا بالطمأنينة و األمانو هذا ما تؤكده الدراسة التي أجريت في جامعة بنسلفانيا األمريكية حول موضوع " الرابط األسري

وأثره في تكوين شخصية الشباب "، فمن خالل هده الدراسة توصل الباحثون إلى أن هناك نسبة من

اإلغتراب ) لهم شخصيات ضعيفة بسبب فقدان الحوار األسري المتواصل. ( 50الشباب تقدر بحوالي (

( www.kuna.net.kw/newsage nécessite. األسري و أثره على تنمية األفراد، من خالل هذه الدراسة يتضح لنا دور و أهمية لغة الحوار بين اآلباء و األبناء،

فالتواصل الدائم بين أفراد األسرة يعزز ثقة األبناء بأنفسهم و باآلخرين فيجعلهم ذوي

شخصيات قوية و فعالة في المجتمع، و يكون تقديرهم لذاتهم عال و مرتفع، مقارنة باألبناء

. الذين يحرمون من الحوار و التواصل مع آبائهم

و في هذا الصدد قام الدكتور سعيد شلش، بدراسة مسحية حول "التفكك األسري" في دبي، على

طالبا ) متمدرس بالطور الثانوي، و هذا بهدف معرفة أسباب التفكك األسري، 320عينة قوامها (

) من 27.5 طالبا ) يعانون من مشكالت أسرية بنسبة تبلغ ( 88وأسفرت نتائج الدراسة على حوالي (

. العدد اإلجمالي ألفراد العينة

و بفضل هذه الدراسة قامت الثانوية بحملة توعية للطلبة شعارها " من أجل أسرة سعيدة "

وهدفها التخفيض من ظاهرة التفكك األسري و زيادة وعي األسرة بفنون التعامل و حل المشكالت.

و قد أكدت الدراسة على ضرورة إقامة الحوار األسري بين الزوجين و، و بينهما و بين أبنائهما.

و يقول أحد أفراد العينة أن التفاهم األسري هو السبيل للتفوق العلمي، و أن الطالب الذي يحصل

سعيد شلش، التفكك األسري، على نتائج متفوقة و جيدة تقف ورائه أسرة مستقرة و متفاهمة. (

( www. Swmsa.com/modules.plp?name. تقرير صادر عن جمعية النساء العربيات بالتعاون مع صندوق األمم المتحدة و في

في تنمية اإلبداع الفكري و هما متخصصان ، للسكان من إعداد: جميل سراج، ودينا لحلو

هدف ، وت فكرة ( الهايد بارك ) الجمعية لعدد من اآلباء واألمهات واألبناءرضتع حيث

إلى خلق جو عائلي مفعم بالتواصل والحوار المستمر، و هذا ما يساهم في تماسك الفكرة

ساهم في التخفيف من الفجوة بين أفراد يوبأنفسهم الشباب ثقة عزز يحوار فال األسرة وتآلفها،

. العائلة، وفيه تشجيع لألبناء على المشاركة في اتخاذ القرارات العائلية

القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد األسلوب المناسب مناقشة الفرضية الرابعة: و

. للتحاور بين اآلباء و األبناء أثبتت نتائج الدراسة أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في تحديد

األسلوب المناسب للتحاور بين اآلباء و األبناء، حيث أقر أغلبية أفراد العينة أن أفضل

أسلوب للتحاور هو الحوار الجماعي الذي يتيح الفرصة للجميع لإلبداء برأيهم، و هو أسلوب

قائم على مشاركة جميع األطراف في عملية الحوار، و هذا ما تدل عليه نسبة اإلجابات

و . )40.67( و عند األبناء بـ )35.34( المقدرة عند اآلباء بـ

بحثا هاما كيرت ليفين ( ) و زمالئه، وهذا ما يتوافق مع الدراسة التي قام بها

في آثار اإلختالفات في بناء الجماعة و ذلك في أواخر الثالثينات، و كانوا يريدون إيجاد أجواء اجتماعية

مختلفة لجماعات من األوالد في سن لحادية عشر، بتنويع كيفية أداء الراشدين المراقبين لهذه

، حيث ي و المشرف التسلطيالجماعات، و كان هناك نوعين من اإلشراف و هما، المشرف الديمقراط

كان المشرف الديمقراطي يستدعي األطفال معا ويسألهم عما يريدون فعله بالوقت و المواد المتاحة لهم

في نادي المجرب، و على الرغم من أن المشرف الديمقراطي كان هو القائد، إال أنه أصبح بالفعل عضوا

في الجماعة، فقد كان يشمر على ساعديه و يعمل و يتماشى مع القوانين و يتبع الخطط المتفق عليها

. وفيمثله مثل أي عضو آخر

و في المقابل كان المشرف المتسلط يجمع جماعته و يصف لكل عضو فيها ما يجب عليه عمله

وكيف يجب عليه تأدية هذا العمل، و كان يراقب األطفال بانتباه و يخبرهم بما عليهم أن يفعلوه في كل

. خطوة

و في نهاية التجربة تبين أن األسلوب التسلطي يؤدي إلى إثارة قدر كبير من العدوان، و تبلد

( أعضاء الجماعة )، كما أنه يولد لديهم اإلفتقار إلى روح الدافعية، و اإلتكالية لالشعور لدى األطفا

واإلعتماد على المشرف في كل خطوة يخطونها، فقد كان القائد المتسلط هو مركز اإلتصال، و في حدود

. نشاطات النادي ال أكثر من ذلك، وكان نشاطا رسميا أكثر منه تلقائيا

و على النقيض، فقد كانت الجماعة المنظمة من طرف المشرف الديمقراطي، أكثر حرية في اإلتصال،

وكان أعضاء الجماعة يستخدمون كثيرا ضمير ( نحن )، و قدموا العديد من اإلقتراحات أكثرها تتعلق

. بشؤون سياسة الجماعة و أبدوا حبا كبيرا لقائدهم

و كان من الواضح أن هذه اإلختالفات في أجواء الجماعة تشمل ثالثة أمور أساسية و هي:

و الذي كان يتراوح بين العداء في ظل القائد المتسلط، و الود في ظل نوع التواصل: –أ

. المشرف الديمقراطي

الذي كان بين أعضاء الجماعة بالنسبة للطريقة الديمقراطية، و اتجاه وبـ - اتجاه التواصل:

. القائد أو منه في الطريقة التسلطية

من صمت للتبلد الشعوري في األسلوب التسلطي، إلى اإلمطار بوابل من جـ - مقدار التواصل:

. اإلقتراحات في األسلوب الديمقراطي

و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في اختيار المرحلة المناسبة مناقشة الفرضية الخامسة:

. للتحاور مع األبناء من خالل النتائج المحصل عليها من هذه الدراسة، و بعد تطبيق اختبار (ت) إليجاد

الفرق بين أفراد العينة في تحديد البعد الخامس لإلستمارة، تبين لنا أنه ال توجد فراق دالة

إحصائيا بين اآلباء واألبناء في اختيار المرحلة المناسبة للتحاور مع األبناء، فقد أقر معظم

اآلباء و األبناء ( أفراد العينة ) بأن أفضل مرحلة التحاور مع األبناء هي مرحلة المراهقة،

و نسبة األبناء التي بلغت )37.34(وهذا ما تؤكده نسبة إجابات اآلباء و المقدرة ب

)40.67 .(

وتعتقد الطالبة أن هذا راجع إلى أن مرحلة المراهقة هي من أهم المراحل العمرية في

حياة األبناء، فهي مرحلة هامة و جد حرجة و حساسة في نفس الوقت، فهي تعتبر مرحلة

عبور من الطفولة إلى الرشد، فهي فترة تتميز بتغيرات عديدة ومتنوعة وصعبة كذلك، و لهذا

على اآلباء اإلهتمام أكثر بأبنائهم في هذه المرحلة و قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت معهم،

و اإلصغاء إليهم، و اإلهتمام بأفكارهم و مشاعرهم، ومساعدتهم على حل مشاكلهم لتجاوز

. هذه الفترة الحرجة دون أن تخلف أي آثار سلبية في حياة األبناء

و القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد المواضيع التي مناقشة الفرضية السادسة:

. يجب أن يتحاور فيها اآلباء مع أبنائهم بينت نتائج الدراسة أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في تحديد

مواضيع التحاور، فقد اتفق أغلبية أفراد العينة على أن المواضيع التربوية و اإلجتماعية هي

أما نسبة ) 47.34( التي يجدر على اآلباء التحاور فيها مع أبنائهم، فقد بلغت نسبة اآلباء

و بالنسبة إلقتراح المواضيع ذات الطابع التربوي و اإلجتماعي.) 45.36( األبناء فقد كانت

و تتوقع الطالبة أن عدم وجود فرق بين اآلباء و األبناء في تحديد مواضيع التحاور،

راجع إلى أن معظم أفراد العينة واعيين بقيمة هذه المواضيع، و مدركين لدورها الفعال في

التنشئة الصحيحة و السليمة لألبناء، فهي تعمل على توجيه األبناء إلى الطريق الصحيح،

و تعلمهم األخالق الحميدة، والخصال الفاضلة، كما تلقنهم مختلف اآلداب، وطرق التعامل مع

األفراد، و ترشدهم إلى كيفية بناء العالقات اإلنسانية مع اآلخرين، وغير ذلك من األمور

المساعدة على التنشئة السليمة و الفعالة لألبناء، كما أن عدم وجود اختالف بين اآلباء

و األبناء فيما يخص هذا البعد، راجع إلى المحيط والبيئة التي نشأ و تربى فيها أفراد العينة،

و التي تهتم كثيرا بالجانب التربوي و اإلجتماعي لألفراد، و تحرص أشد الحرص على

. التكوين الصحيح لشخصية النشء

القائلة بوجود فروق بين اآلباء و األبناء في تحديد آثار قلة ( غياب) مناقشة الفرضية السابعة: و

. الحوار بين اآلباء و األبناء أثبتت نتائج الدراسة أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا بين اآلباء و األبناء في تحديد آثار

قلة الحوار بين اآلباء و األبناء، حيث أقر معظم أفراد العينة أن قلة أو غياب الحوار بين

اآلباء واألبناء يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة تعود بالسلب على أفراد األسرة بالدرجة

األولى، ومن ثم المجتمع بصفة عامة، و على رأسها حسب على حد قول أفراد العينة من

اآلباء و األبناء انتشار الخالفات و الصراعات داخل األسرة، و وقوع األبناء في اإلنحرافات

، و نسبة )47.33( اإلجتماعية، و هذا ما تدل عليه نسبة اإلجابات عند اآلباء و المقدرة بـ

بالنسبة لمجموع أفراد العينة. )40.67( اإلجابات عند األبناء و المقدرة بـ

و هذا ما يتوافق مع ما تطرقت إليه الطالبة في الجانب النظري، من آثار سلبية لغياب

الحوار بين اآلباء و األبناء، و قد ذكرت من بين هذه اآلثار وقوع األبناء في األخطاء

والمشاكل و اإلنحرافات اإلجتماعية المختلفة ( كالسرقة، و التدخين، و تعاطي الممنوعات،...

و هذا راجع لغياب الموجه و المرشد لهم في حياة األبناء و هما الوالدين، و هذا بسبب نقص

إدريس بن أو غياب لغة الحوار التواصل بين الطرفين ( اآلباء و األبناء )، فكما يقول الشيخ

" ن الحوار األسري مبدأ عظيم و أساس متين يحمي األسرة من كوابيس اإلنحرافات : " إزاكور

إضافة إلى انتشار الخالفات و الصراعات بين أفراد األسرة، و هذا ما يؤدي إلى

التنافر و التباعد و حدوث انشقاق بين اآلباء و األبناء لعدم وجود وسيلة التفاهم والتقارب أال

و هي لغة الحوار، و هذا ما عبر عنه معظم اآلباء و األبناء من أفراد العينة، حيث قدرت

). 44.67( ، أما عند األبناء فقد قدت النسبة بـ )38.67( نسبة اإلجابة عند اآلباء بـ

كما أن غياب التواصل بين اآلباء و األبناء يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتوتر المستمر

وعدم الشعور باإلرتياح على حد تعبير أغلبية أفراد العينة، فغياب لغة الحوار بين أفراد

األسرة يؤدي باألبناء إلى اإلنزال عن المحيط اإلجتماعي الذي يتواجدون فيه، و يصبحوا

منطويين على ذاتهم،و يصابون باإلكتآب لعدم إفصاحهم عما بداخلهم، و هذا ما أقرت به

. 47.34 ) من اآلباء و نسبة ( 30.67نسبة ( و ) من األبناء

حيث 2006مؤتمر التربية الوجدانية للطفل بالقاهرة في عام وهذا ما تؤكده نتائج

" البد من إيجاد لغة الحوار بين الوالدين و األطفال، لما لها من توصل المؤتمر في ختامه إلى أنه

مردود إيجابي على التربية الوجدانية للطفل، فانعدام الحوار يجعل الفرد إنسانا معزوال رافضا لشتى

أساليب الحوار والمناقشة مع اآلخرين في حياته المستقبلية، فيغلب عليه طابع اإلنطوائية".

ملخص منــــــــاقشة الفرضيـــــات:

من خالل كل ما تقدم، و انطالقا من النتائج التي توصلت إليها الطالبة من خالل هذه

الدراسة المتواضعة، تبين أنه ال توجد فروق بين اآلباء و األبناء في جميع األبعاد التي

وضعت لهذه اإلستمارة، و هذا التقارب في اآلراء و األفكار بين مجموعة اآلباء و مجموعة

األبناء، يمكن أن يرجع لعدة عوامل ساهمت في عدم وجود اختالف كبير في وجهات النظر

بين اآلباء واألبناء، و أهم هذه العوامل تمثلت في أن جل أفراد عينة الدراسة ينتمون إلى بيئة

واحدة ومجتمع واحد، وهذا يعني نفس الثقافة و العادات، و هذا ما جعلهم يحملون تقريبا نفس

فبالنسبةاألفكار، فوجهة نظر اآلباء ال تختلف كثيرا عن وجهة نظر األبناء

و الخاص بتعريف مصطلح الحوار، فقد أقر أغلبية اآلباء واألبناء فبالنسبة للبعد األول

بأن الحوار هو عبارة عن مناقشة هادفة يتم خاللها تبادل مختلف اآلراء و األفكار حول

موضوع ما، عن طريق األخذ و الرد في الكالم، مع ضرورة احترام مبدأ تقبل و احترام

. الرأي اآلخر

و المتعلق بتحديد أهم أسباب قلة الحوار بين اآلباء واألبناء، أما فيما يخص البعد الثاني

فقد كانت معظم إجابات أفراد العينة تتمحور حول سبب رئيسي و المتمثل في كبر حجم

األسرة، فكثرة عدد األبناء يجعل اآلباء عاجزين عن تلبية كل احتياجاتهم، و غير قادرين

على إيجاد الوقت الكافي إلجراء الحوار مع جميع األبناء و بصفة مستمرة و دائمة، إضافة

إلى ذلك التقدم العلمي و التكنولوجي الذي يشهده العالم، فانتشار مختلف وسائل اإلتصال من

هواتف، وأجهزة الكمبيوتر ( اإلنترنيت )، و غيرها من الوسائل التي ساهمت في التقليل من

فرص التعبير و التحاور األسري، فتقريبا أصبح لكل بيت أكثر من تلفاز واحد، و جهاز

كمبيوتر، و لكل شخص هاتف، فأصبح كل واحد من أفراد األسرة منعزل عن اآلخر بسبب

انشغاله بأحد هذه األجهزة أو غيرها، و أصبح أفراد األسرة الواحدة تقريبا ال يلتقون إال على

مائدة الغذاء أو العشاء، فال يعرف اآلباء ماذا يجري مع أبنائهم، و ال يفصح األبناء آلبائهم

عما يجول بخاطرهم، فتكبر الفجوة بينهم، فبدال من أن يتقاربوا، فهم يبتعدون أكثر فأكثر عن

. بعضهم

و المتمثل في تحديد أهداف الحوار بين اآلباء و األبناء، فقد أما بالنسبة للبعد الثالث

أقر أغلبة اآلباء و األبناء أن أهداف الحوار عديدة و متنوعة و كلها إيجابية تفيد األسرة

والمجتمع على حد سواء، فالحوار يقرب المسافة بين أفراد األسرة و يساهم في تماسكها،

وتمتين العالقات بين أفرادها، عن طريق تقديم النصح و اإلرشاد لألبناء، و هذا ما يشعرهم

بالراحة و اإلطمئنان، ألنهم متفاهمين وهذا من شأنه التقليل من حدوث الصراعات

والخالفات األسرية، بل و يساهم في إيجاد الحلول للعديد من المشاكل التي اعترضت أو

. يمكن أن تعترض سبيل األسرة

و الخاص بتحديد أفضل األساليب للتحاور بين اآلباء و فيما يتعلق بالبعد الرابع

واألبناء، فقد كانت كذلك إجابات أفراد العينة متقاربة، ألن معظمهم نادوا باألسلوب اللين

لإلدالء بآرائهم فوالهادئ، في إطار المناقشة الجماعية، و التي تتيح الفرصة لجميع األطرا

حول موضوع الحوار بكل حرية وصراحة إليصال األفكار و المشاعر إلى الطرف اآلخر

دون أي سوء فهم، كما أقر أغلبية اآلباء و األبناء بضرورة تبني فكرة الصداقة و المصاحبة

بين اآلباء و أبنائهم، ألن هذا األسلوب يعتبر عامال مشجعا لإلفصاح و التعبير عما يجول

. بخاطر األبناء من انشغاالت و اهتمامات

و الذي يتعلق باختيار أحسن مرحلة للتحاور مع األبناء، أما فيما يخص البعد الخامس

فقد اختار جل اآلباء و األبناء مرحلة المراهقة، باعتبارها فترة هامة و حرجة في حياة

األبناء، فهي تتطلب كل اإلهتمام و الرعاية من طرف اآلباء، حتى يتجاوز األبناء هذه

المرحلة بأقل مشاكل ممكنة، و حتى يتجنب اآلباء وقوع أبنائهم في اإلنحرفات و األخطاء.

و المتعلق بتحديد المواضيع التي يجب أن يتحاور فيها اآلباء أما بالنسبة للبعد السادس

مع أبنائهم، فقد احتلت المواضيع التربوية و اإلجتماعية الصدارة في إجابات أغلبية أفراد

العينة، باعتبارها مواضيع توعوية و توجيهية لألبناء، فهي بمثابة الموجه و المرشد الذي

يساعد األبناء في إتباع الطريق الصحيح و السليم في هذه الحياة و في ظل التغيرات

. والمستجدات اليومية

فقد اتفق معظم اآلباء و األبناء على أن قلة و فيما يخص البعد السابع و األخير،

الحوار يؤدي إلى العديد من النتائج الوخيمة و التي تعود بالسلب على أفراد األسرة، و على

المجتمع، فقلة فرص التعبير من أكثر العوامل المسببة للخالفات و الصراعات داخل األسرة،

كما أن قلة أو غياب لغة الحوار بين أفراد األسرة تجعل األبناء عرضة لرفقاء السوء، مما

يجعلهم يقعون في دوامة اإلنحرافات و األخطاء اإلجتماعية، و بالتالي العيش في جو يسوده

التوتر والقلق المستمر، فال يستطيع كال الطرفين ( اآلباء و األبناء ) العيش بسالم و الشعور

إلى ذلك، فإن عدم تبادل اآلراء و األفكار بين اآلباء و األبناء، ةبالراحة و اإلطمئنان، إضاف

يجعل أفراد األسرة منغلقين و غير متفتحين على ما يجري في العالم الخارجي.

كما أن عدم وجود لغة التواصل و التحاور بين أفراد األسرة، يجعل األبناء منعزلين

عن المحيط اإلجتماعي، و منطويين على ذاتهم، و هذا ما يسبب لهم الكبت، لعدم قيامهم

بعملية التفريغ عما بداخلهم من أفكار و مشاعر، فيصابون باإلكتآب.

الخــــــــــــاتمة: يعد أسلوب الحوار و الصراحة بين اآلباء و األبناء، في غاية األهمية باعتبار األسرة

نقطة اإلنطالق األولي التي تعزز ثقة الفرد في التواصل مع اآلخرين، فاألسرة عبارة عن

وحدة اجتماعية تتألف من عدة أفراد يعيشون في نفس الوسط ويتقاسمون وظائف اجتماعية

مختلفة، كما أن األسرة تعتبر وحدة نفسية تقوم على المشاعر الشخصية و الروابط العاطفية،

و خلق األسرة لجو من التفاعل و التحاور بين أفرادها يعد مدخال أساسيا لبناء تربية

اإلجتماعية التي يشعر بها الفرد من خالل –ديمقراطية ، فباإلضافة إلى الراحة النفسية

اإلفصاح عما بداخله، فهناك الثروة اللغوية التي يكتسبها عن طريق عملية التحاور، و هنا

تبرز أهمية الحوار اللفظي لما له من أهمية في تنمية المهارات اللفظية والنطقية، اظافة إلى

مهارة اإلصغاء، فكل هذه األمور ال تأتي بالفطرة بل يستمدها و يتعلمها الفرد من خالل

الحوار و التواصل مع اآلخرين.

فاألسرة تعتبر من أهم المؤسسات اإلجتماعية البارزة في تنشئة الفرد و بناء شخصيته

عبر مختلف مراحل عمره، فهي مصدر الحماية و الرعاية، و هي المهد األول الذي يتلقى

فيه األبناء الحنان و العطف، تلعب الدور الكبير في تشكيل السلوك عند أطفالها عن قصد أو

عن غير قصد بسبب جهل بعض اآلباء لطرق التنشئة و أساليب التربية الصحيحة،و لضمان

حياة هادئة و مستقرة البد من وجود لغة الحوار والتواصل بين أفراد هذه األسرة لما لذلك من

أهمية بالغة في حياة أفرادها، للتعبير عن أفكارهم و انشغاالتهم و مشاعرهم بكل حرية

وصراحة، و بهذا فقط تستطيع األسرة التكيف مع مختلف المواقف و الصعوبات التي قد

تواجهها في مشوار حياتها و بالتالي تحقيق السعادة و الشعور الراحة النفسية و التي تعتبر

. المقصد الرئيسي و الغاية األولى للفرد في هذا الوجود

هي التي تعود الطفل على حرية التفكير و تعلمه أساليب النقد فالتربية السليمة

والمناقشة، و اتخاذ القرارات بعقل واع و روح رياضية عالية بدال من تعليمه الخضوع

والطاعة العمياء آلراء اآلخرين دون نقاش، كما تعلم الطفل تحمل المسؤولية و ممارسة الفكر

التقدمي و البناء عن طريق الحوار الموضوعي بعيدا عن أساليب التسلط و القسوة و العقاب.

: اإلقتراحــــــات بما أن العالقة اإلنسانية هي فن التعامل الناجح المرتكز على وضوح الرؤيا و اإلقتناع،

و انطالقا من نتائج هذه الدراسة ارتأت الطالبة أن توصي بمجموعة من اإلقتراحات و

: المتمثلة في

- ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول موضوع الحوار بين اآلباء و األبناء، لما له 1

من أهمية بالغة في نجاح العالقات األسرية، سواء بين اآلباء بعضهم البعض، أو بين اآلباء

. واألبناء، أو بين اإلخوة فيما بينهم

- ضرورة إنشاء مراكز للتوجيه األسري، يلجأ إليها اآلباء الراغبين في التعرف على 2

. طرق و كيفية التعامل مع األبناء

ضرورة إنشاء مجالس لآلباء بهدف توعيتهم و تحسيسهم بضرورة و أهمية تحاورهم – 3

. مع أبنائهم

إقامة ندوات تحث على ضرورة وجود لغة الحوار بين اآلباء و األبناء. – 4

ضرورة تناول وسائل اإلعالم قضية الحوار األسري على محمل الجد، مبينة مدى – 5

. أهميته إن وجد، و مدى خطورته إذا غاب

- توفير الكتب و المجالت و مختلف المراجع التي تعرف اآلباء و تعلمهم كيفية إقامة لغة 6

. حوارية مع أبنائهم بأنجح الطرق و األساليب الفعالة

- الحرص على إقامة حمالت تحسيسية و توعوية، و تساهم في عالج مثل هذه القضايا 7

اإلجتماعية و التربوية - في نفس الوقت - بهدف تجنب آثارها الخطيرة على األسرة

. والمجتمع

- ضرورة إنشاء مجالس األسرة داخل البيت، بحيث يكون الحق لكل فرد من أفراد األسرة 8

أن يكون عضوا فيه، تطرح من خالله المشاكل المختلفة، و يسمح لكل واحد باقتراح الحلول

المناسبة لهذا المشكل، حتى يشعر كل فرد في هذه األسرة بقيمته اإلجتماعية و دوره الفعال

. داخل األسرة

- التواصل المنتظم و المستمر مع األبناء يعد ضروريا لتوطيد العالقة بين اآلباء واألبناء. 9

- اإلتزان اإلنفعالي و ضبط النفس و عدم التهور، أثناء التحاور. 10

- اعتماد طريقة النصح و التوجيه في التحاور مع األبناء، بدال من استخدام أسلوب األمر 11

. و التنفيذ

قــــــــــــائمة الـــــــــمراجع

- الـــــــمراجع العربية:1 أ - الـــــــكتب:

. 2004 دار قرطبة للنشر و التوزيع، األسرة و الطفولة، - أحمد هاشمي، 1

- أحمد فريطس، محمود بو عطية، محمد كيحل، الجديد في التربية المدنية، الديوان 2

. 2005الوطني للمطبوعات المدرسية،

، المركز الكندي للتنمية البرمجة اللغوية العصبية و فن اإلتصال الالمحدود-إبراهيم الفقي، 3

. 2001البشرية، منار للنشر و التوزيع، دمشق- سوريا، فبراير

1992، دار الغرب للطباعة و النشر، وهران، مبادئ التسيير البشري- بوفلجة غياث، 4

. 2004 دار الجيل، بيروت، سيكولوجية األسرة،- توما جورج الخوري، 5

- حسين عبد الحميد رشوان، األسرة و المجتمع، دراسات في علم اجتماع األسرة، مؤسسة 6

. 2003شباب الجامعة،

ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة ،محاضرات في علم النفس اللغوي- حنفي بن عيسى، 7

. 2003، 05 الجزائر، ط –، بن عكنون ةالمركزي

( التحدث و اإلستماع، تنمية مهارات التواصل الشفوي- راشد محمد عطية أبو صواوين، 8

. 2005دراسة عملية تطبيقية )، ايتراك للطباعة و النشر و التوزيع القاهرة،

ملتزمة الطبع والنشر، العالقات اإلنسانية في حياة الصغير و مشكالته اليومية،- رمزية الغريب، 9

مكتبة األنجلو المصرية، القاهرة، ( د.ت )

( نظرياته و أساليبه العالجية )، مكتبة دار الثقافة اإلرشاد األسري - سعيد حسني العزة، 10

. 2000 األردن، –للنشر و التوزيع عمان

- سناء الخولي، األسرة و الحياة العائلية، دار النهضة العربية للطباعة و النشر، بيروت، 11

. 1984لبنان، ( د.ط )،

–، دار الشروق للنشر و التوزيع، عمان ياإلتصال الجماهير- صالح خليل أبو أصبع، 12

. 1999األردن،

، دار الفكر للطباعة مهارات اإلستماع و التحدث في الطفولة المبكرة - طاهرة أحمد الطيحان، 13

. 2003و النشر و التوزيع، عمان - األردن،

- دراسات و بحوث نفسية- ، المهارات اإلجتماعية و اإلتصالية - طريف شوقي محمد فرج، 14

. 2003 دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع، القاهرة،

، دار النهضة العربية للطباعة و النشر، في علم النفس اإلجتماعي، - عباس محمد عوض15

. 1980بيروت،

، دار الغرب للنشر و التوزيع، وهران، مبادئ في التنشئة اإلجتماعية - عبد العزيز خواجة، 16

. 2007 – 2005( د.ط )،

( في استوائه و سوئه )، دار سيكولوجية السلوك اإلنساني - عبد الفتاح محمد دويدار، 17

. 2005المعرفة الجامعية، جامعة اإلسكندرية،

، رؤية معاصرة، دار الفكر علم النفس اإلجتماعي - فؤاد البهى السيد، سعد عبد الرحمان، 18

. 2006)، ( د.ط )، 09العربي، القاهرة، سلسلة المراجع في التربية و علم النفس، الكتاب (

، دار النهضة العربية للطباعة اإلتصال اإلنساني و علم النفس - محمد أحمد النابلسي، 19

. 1991والنشر، بيروت، ( ب.ط )،

)، قواعده- أساليبه- معطياته، دار 1- محمد حسين فضل الله، الحوار في القرآن، ( ج 20

المنصوري للنشر، قسنطينة، الجزائر، (تم الطبع بمطبعة سراوي، بومرداس، الجزائر)،

( د.ت )

، ديوان المطبوعات الجامعية، الخروبة، علم النفس اإلجتماعي- محمد مصطفي زيدان، 21

. الجزائر، ( د.ط )، ( د.ت )

- محمد محروس الشناوي، العملية اإلرشادية، دار غريب للطباعة و النشر و التوزيع، 22

. 1996القاهرة، مصر،

دار قرطبة للنشر والتوزيع، المحمدية، مقدمة في علم النفس اإلجتماعي، ، محمد مسلم –23

. 2007الجزائر،

، دار الفكر للنشر و الطباعة والتوزيع، اآلباء و تربية األبناء- محمد عبد الرحيم عدس، 24

.1990 األردن، –عمان

، دار مهارات التواصل بين المدرسة والبيت د. رمضان مسعد بدوي، – - محمد متولي قنديل 25

. 2004 األردن، (د.ط)، –الفكر للنشر و التوزيع، عمان

، دار النهضة العربية للطباعة و النشر، بيروت، األسرة و مشكالتها - محمود حسن، 26

. 1981(د.ط)

- محمد لبيب النجيحي، األسس اإلجتماعية للتربية، دار النهضة العربية، بيروت لبنان، 27

. 1982)، 2ط(

، دراسات عربية و عالمية، سلسلة علم علم النفس اإلجتماعيمحمود السيد أبو النيل، – 28

لبنان، ( د.ت ) – )، دار النهضة العربية للطباعة و النشر، بيروت 1النفس، ( ج

، جامعة عين الشمس، القاهرة، أساليب اإلتصال و التعليم اإلجتماعي محمود عودة، – 29

1988 .

( الوالدية اإليجابية: التربية اإليجابية من خالل الحاجات النفسية للطفل مصطفى أبو سعد، –30

ديسمبر، –إشباع الحاجات النفسية للطفل ) - سلسلة نحو منهج إسالمي لرعاية الطفل

2001 .2001

، المركز العربي اإلتصال الفعال في العالقات اإلنسانية و اإلدارية - مصطفي حجازي، 31

. 1982للتطوير اإلداري، دار الطبع بيروت،

منظور دينامي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة، ،الصحة النفسية- مصطفى حجازي، 32

. 2000المركز الثقافي العربي ( الناشر ) الدار البيضاء، المغرب، بيروت لبنان،

1995دار الجيل، بيروت، لغة الحركات،، ناتالي باكو، تعريب: سمير شيخاني –33

. 1996 - ناصر محمد العديلي، السلوك النظامي، مطابع معاهد اإلدارة العامة السعودية، 34

، دراسة سيكولوجية في التكيف، مطبعة بن حيان، ط الصحة النفسية - نعيم الرفاعي، 35

) 05 ،(1978 – 1979 .

دار النهضة العربية للطباعة و النشر، في اجتماعيات التربية،- منير مرسي سرحان، 36

. 1981بيروت، لبنان،

تربية ي.إ.كولتشيتسكايا، ترجمة: عبد المطلب أبو سيف، مراجعة: ماجد عالء الدين، –37

. 2000 منشورات دار عالء الدين، دمشق، مشاعر األطفال في األسرة،

عويداتالتفتح النفسي - الحركي عند الطفل، ليونيل روسان، التعريب: جورجيت الحداد، –38

.2001، بيروت، لبنان، للنشر و الطباعة

، من إعداد نخبة من أساتذة علم النفس، دار الفكر العربي دراسات و بحوث في علم النفس –39

للطبع و النشر، القاهرة، ( الكتاب التذكاري لتكريم األستاذة الدكتورة كاميليا عبد

. 1990الفتاح)،

دراسة وصفية تصنيفية للنماذج –اإلتصال التربوي و تدريس األدب - ميلود حبيبي، 40

. 1993 الدار البيضاء بالمغرب، – المركز الثقافي العربي، بيروت –واألنساق

، منشورات دار اآلفاق الجديدة، دور السيكولوجية في الكالم - السيكولوجية المبسطة، 41

. 1994)، 5بيروت، ط (

وليم و. المبرت، ووالس إ. المبرت، ترجمة: سلوى المال، مراجعة: محمد عثمان –42

. 1993)، 2نجاتي، دار الشروق، (مكتبة أصول علم النفس الحديث)، ط(

الموســوعات و المعاجم:–ت

- األب لويس معلوف اليسوعي، تحت إشراف حمودي، المسؤول عن قسم المعاجم 1

. 2000، دار المشرق، بيروت، المنجد في اللغة العربية المعاصرةاللغوية،

السبانية، ة، الدار المصريمعجم المصطلحات التربوية و النفسية- حسن شحاته، زينب النجار، 2

. 2003القاهرة،

فرنسي، دار اآلفاق، األبيار، الجزائر، – مصطفى حركات، معجم الصغار، عربي –3

. (د،ت )

القوامــيس: –ت

تحت إشراف مكتب الدراسات الهدى، دار الهدى، عربي،–قاموس عربي إبراهيم فالتي، –1

. 1997عين مليلة، الجزائر،

الرســـــائل ( ماجستير ): –ث

رسالة ماجستير في علم النفس أنماط تربية الطفل في األسرة الجزائرية،، - أحمد هاشمي1

. 1992 - 1991وعلوم التربية، جامعة وهران، السانيا،

الجوانب النفسية - الطالبة لطيفة أبو ذينة، تحت إشراف األستاذ الدكتور:صالح مرحاب، "2

و التنظيمية لتعاون مجالس اآلباء و المعلمين مع إدارات المدارس و أثرها على مستوى التحصيل

دراسة تحليلية ميدانية لمدارس الصف التاسع من مرحلة التعليم األساسي ،الدراسي للطالب"

العربية الليبية، أطروحة للحصول على درجة ةبأمانة التعليم بمدينة الزاوية الجماهيري

-2002دكتوراه دولة في علوم التربية - تخصص علم النفس التربوي، جامعة المغرب،

2003 .

الــــمراجع األجنبية:– 2

1 - David Faldman et Jean Pes L ècoute jouvence éditions novembre

2002.

مواقـــــع اإلنترنيـــت:– 3

1 - http ://www.upower.net/forum/t 4297.html 01/06/2010

2 - http://www.orwh1.com/portal/news php?action=showsid=16

01/06/2010

3 - http://forum.toleen.com/14088.html 28/04/2011

4 - http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=17934 28/04/2011

http://forum.stop55.com/newreply/php?do=newreply&noquote=1&p=

2067771 28/04/2011

-6 ( www.kuna.net.kw/newsage nécessite. و أثره على تنمية اإلغتراب األسري

األفراد

- 7 http://www.essahafa.tn/femme/articl2.html نورة العثماني، الحوار داخل

األسرة،

-8 www.molg.gov.ps/studies/ اإلصغاء %20 اإليجابي doc

المــــــــــــــــالحق:

- جدول صدق المحكمين1

- استمارة األسئلة المفتوحة2

- استمارة التحكيم3

- اإلستمارة النهائية4

) يوضح نسب صدق المحكمين لفقرات اإلستمارة: 01الملحق رقم (

الفقرات نسبة الصدق

الحوار بين اآلباء و األبناء هو: – 1

تبادل لآلراء و األفكار و وجهات النظر – 1 71 %

األخذ و الرد في الكالم – 2 71 %

وسيلة للتواصل – 3 64 %

الحرية في التعبير – 4 61 %

التشاور – 5 68 %

إعطاء رأي و تقبل الرأي اآلخر – 6 75 %

اإلقتناع بالطرف اآلخر – 7 68 %

المناقشة الهادفة – 8 71 %

قلة الحوار بين اآلباء و األبناء راجع إلى: – 2

- التفاوت في المستوى التعليمي و الثقافي بين 1 57 %

جيل اآلباء و جيل األبناء

- اإلختالف في األفكار ووجهات النظر 2 71 %

- فرض اآلباء ألفكارهم و آرائهم على األبناء 3 75 %

- اإلبتعاد عن الدين و عدم احترام و طاعة 4 57 %

اآلباء آلبائهم

- قناعة األبناء بعدم فعالية الحوار 5 64 %

- قناعة اآلباء بعدم فعالية الحوار 6 54 %

% 61

- رفض اآلباء التحاور في بعض المواضيع 7

مع أبنائهم: ( كرفضهم التحدث في الطابوهات،

كالمواضيع الجنسية...)

الفقرات نسبة الصدق - عدم رغبة اآلباء في إقامة الحوار 8 50 %

- عدم رغبة األبناء في إقامة الحوار 9 57 %

- انشغال كل طرف بمشاكله الخاصة 10 61 %

- نظرا لكبر حجم األسرة 11 57 %

- نظرا لضيق السكن 12 61 %

- ألن األسرة في مجتمعنا تجهل األساليب 13 61 %

الفعالة للحوار

التقدم العلمي و التكنولوجي(انتشار وسائل 75 %

اإلتصال :كالتلفاز ،الهاتف ،اإلنترنيت...)

-الهدف من التحاور بين اآلباء و األبناء هو 3

:

-تجنب المشاكل و الصراعات (الخالفات)1 71 %

-التقارب و التفاهم أكثر بين اآلباء و األبناء2 75 %

- غرس الثقة في نفوس األبناء 3 75 %

-تقوية و تمتين العالقة بين اآلباء و األبناء4 78 %

- تحقيق الراحة النفسية لكال الطرفين 5 68 %

- بناء أسرة متفهمة و متماسكة 6 68 %

- حل المشاكل و العقبات التي تعترض 7 68 %

األسرة

% 68

- توعية األبناء و نصحهم إلرشادهم إلى 8

الصواب

-أفضل أسلوب للتحاور بين اآلباء و األبناء 4

هو:

% 71

- األسلوب اللطيف و اللين 1

الفقرات نسبة الصدق المناقشة الفردية ( الحوار يكون فقط بين – 2 53 %

األفراد المعنيين باألمر.)

- المناقشة الجماعية(مشاركة جميع األفراد 3 64 %

في إبداء رأيهم حول الموضوع )

- إتباع أسلوب صارم فيه نوع من الشدة 4 46 %

. والقسوة

- اإلعتماد على أسلوب الصداقة والمصاحبة. 5 57 %

- المزج بين الليونة و الصرامة. 6 68 %

- استخدام أسلوب الصمت و عدم التكلم 7 50 %

- اإلعتماد على أسلوب اإلصغاء 8 71 %

- اتباع أسلوب العنف 9 20 %

: ي - أحسن مرحلة للتحاور مع األبناء ه5

مرحلة الطفولة – 1 75 %

مرحلة المراهقة – 2 75 %

قبل بلوغ سن الرشد (بعد سن المراهقة)– 3 71 %

جميع المراحل العمرية – 4 78 %

عندما يواجه األبناء المشاكل و العقبات– 5 78 %

عندما يصعب على األبناء اتخاذ قرارات – 6 75 %

مهمة في حياتهم الدراسية أو المهنية

المواضيع التي يجب أن يتحاور (يتناقش) – 6

: فيها اآلباء مع أبنائهم هي

جميع المواضيع بدون استثناء – 1 68 %

% 61

المواضيع الدراسية فقط –2

الفقرات نسبة الصدق- المواضيع التربوية و اإلجتماعية:( 3 71 %

اآلداب، كيفية التعامل مع اآلخرين، األخالق

الفاضلة، بناء العالقات مع اآلخرين...)

المواضيع الدينية: ( الصالة، الصوم، طاعة –4 61 %

الله و الوالدين، اإلحترام...)

مواضيع تتعلق بمستقبل األبناء ( التحدث –5 71 %

عن ميدان الشغل، اختيار المهنة،...)

قلة أو غياب الحوار بين اآلباء و األبناء –7

: يؤدي إلى

كثرة الخالفات بين اآلباء و األبناء – 1 75 %

وقوع األبناء في األخطاء و اإلنحرافات– 2 78 %

عدم الشعور باإلطمئنان – 3 61 %

فقدان الثقة بالنفس – 4 %71

بناء شخصيات هشة و ضعيفة – 5 57 %

حدوث تنافر بين اآلباء و األبناء – 6 68 %

حدوث انشقاق (تباعد) بين اآلباء و األبناء – 7 68 %

تعرض األبناء ألمراض و عقد نفسية : – 8 68 %

( اإلنطواء، اإلكتآب،العزلة، الكبت و عدم

اإلفصاح عما بداخلهم...)

جو األسرة يسوده القلق و التوتر و عدم – 9 68 %

الشعور باإلرتياح

اإلنغالق، و عدم التفتح على العالم – 10 61 %

الخارجي لعدم تبادل األفكار

: 04الملحق رقم ( ) يبين اإلستمارة النهائية

:استمــــــــــــــــارة بحث : أخي، أختي

في إطار تحضير رسالة التخرج لنيل شهادة الماجستير في علم النفس و علوم التربية

و الموسومة ب " الحوار بين اآلباء و األبناء "، أضع بين أيديكم هذه اإلستمارة التي تتضمن

مجموعة من األسئلة الهدف منها التعرف على واقع الحوار بين الوالدين و أبنائهم،

و المطلوب منكم اإلجابة بكل عناية عن هذه األسئلة بوضع عالمة ( × ) أمام اإلجابة التي

ترونها مناسبة، و أحيطكم علما على أنه ال توجد إجابة صحيحة أو خاطئة، و بإجاباتكم

تكونون قد ساهمتم في إنجاز هذا البحث المتواضع. و لكم مني جزيل الشكر.

الطالبة: كــــروش كريــــمة.

: البيــــانـات الشخصيــــة أنثى : ذكر أ - الجنس

ال أقرأ وال أكتب ابتدائي متوسط المستوى التعليمي: –ب

ثــــــــــانوي جامعي

............................. )كنت متقاعدا فما هي المهنة التي كنت تمارسها ذات - المهنة : ( إ

ث- عدد أفــــــراد األسرة :

نـــوع الســــــــكن: فيال حوش مستقل حوش مع الجيران ج -

شقة في عمارة آخر

: األسئـــــــــــــــــــــــــــلة

الحــوار بين اآلبــــــاء و األبنــــــــــاء هو:– 1 ال نعــــم

تبادل لآلراء و األفكـار و وجهــات النظر –أ

األخـــــــــــذ و الرد فـــــــــي الكــــــــالم –ب

وسيــــــــلة للتـــــــواصل بين األفــــــراد –ت

الحـــــرية فـــــــــــــــي التعبيـــــــــــــــر–ث

ا التشــــــــــــاور حول موضــــــــوع مــ–ج

إعطــــــاء رأي و تقبل رأي اآلخــــــــــر –ح

اإلقتنـــــــــــاع بالطـــــــرف اآلخـــــــــر –خ

د - المنـــــــــــــــــــــاقشة الهـــــــــــــــــادفة

2 – : قلة الحوار بين اآلباء و األبناء راجع إلى

التفـــــــــاوت في المستوى التعلــــــــــيمي –أ بين اآلبـــــــــــــــــــــاء و األبنـــــــــــــــــاء

اإلختالف في األفكــــار و وجهـــــات النظر –ب

عــدم احترام و طـــاعة األبنــاء آلبــــــائهم –ث

فرض اآلباء ألفكارهم و آرائهم على أبنائهم –ت

رفض اآلباء التــحاور مع أبنائهم فــي بعض –ح (المواضيع كرفضهم منــــاقشة الطــــابوهــات و على رأسها المواضيع المتعلقة بالجنس...)

عــــدم رغبة اآلبـــاء في إقـــامة الحـــوار –خ

عــــدم رغبة األبنـــاء في إقـــامة الحـــوار –ج

انشغـــال كل طرف بمشــــاكله الخــــاصة –ه

نظــــــــرا لــــــكبر حــــــجم األســــــــرة –ع

نظـــــــــرا لضيــــــــق الســــــــــــــكـن –غ

ألن األســــــــرة فـــي مجتمعنـــــــا تجهل –و

األســـــاليب الفعـــــــالة إلقـــامة الحــوار

(انتشار وسائل ي التقدم العلمي و التكنولوج–ت

اإلتصال: كالتلفاز، الهاتف، اإلنترنيت،...الخ)

3 – : الهدف من التحاور بين اآلباء و األبناء هو

تجنب المشـاكل و الصراعــات ( الخالفـات ) –أ

التقارب و التفاهم أكثر بين اآلباء و األبناء – ب

غـــــرس الثقـــــة فــي نفـــــوس األبنـــــاء –ت

تقوية و تمتين العالقة بين اآلباء و أبنـائهم –ث

تحقيـــق الـــراحة النـــفسية لكـــال الطرفين –ح

بنــــــاء أســــــرة متفهمة و متمــــــــاسكة –خ

األسرة حل المشاكل و العقبات التي تعترض–ج

نصح و توعية األبناء إلرشادهم إلى الصواب –ع

4 – : أفضل أسلوب للتحاور بين اآلباء و األبناء هو

األسلـــــــــــــوب اللــــين و الهـــــــــــــادئ –أ

المنـــــــــــــــــاقشة الـــــــــــــــــــــفردية –ب ( الحوار يكون فقط بين األفراد المعنيين باألمر )

المنــــــــــــــاقشة الجمــــــــــــــــاعية –ت (مشاركة الجميع في اإلبداء برأيهم حول الموضوع )

اإلعتمـاد على أســلوب الصداقة و المصـاحبة –ث

المزج بين الليـــــــــــــونة و الصرامــــــــــــة –ح

اإلعتمـــــــاد على أسلـــــــــوب اإلصغــــــــاء –خ

أحسن مرحلة للتحاور مع األبناء هي: – 5 مـــــــــــــــــــرحلة الطـــــــــــــــــــــفولة –أ

مـــــــــــــــــــرحلة المـــــــــــــــــــــراهقة –ب

قبل بلوغ سن الرشد ( ما بعد سن المراهقة ) – ت

جميـــــــــع المـــــــــــراحل العمــــــــــــرية –ث

عندما يصعب على األبنــاء اتخــاذ قـــرارات –ح

هـــامة فــي حيـــاتهم الـــدراسية أو الـــمهنية

عندما يواجه األبنـــاء المشـــاكل و العقبـــات –خ

المواضيع التي يجب أن يتناقش( يتحاور) فيها اآلباء مع أبنائهم هي: – 6 جميــــــع الـــــمواضيــع بــــــدون استثنـــــاء –أ

الــــــــــــمواضيـع الــــــــــــــــدراسية فـــــقط –ب

الـــــــــــــمواضيع الـــــتربوية و اإلجتمــاعية –ت

( األخالق، كيفية التعامل مع الناس، آداب الكالم،

العالقــــــات مع األفــــــراد...)

الـــــــــــــــــــمواضيع الديـــــــــــــــــــــــــــنية –ت ( الصالة، الصوم، الصدق، الطاعة و اإلحترام،..)

مواضيــــــــــــــع تتعلق بمستقبل األبنـــــــــــاء –ث ) المهنة... ( كالتحدث عن ميدان الشغل و كيفية اختيار

قلة أو غياب الحوار بين اآلباء و األبناء يؤدي إلى: – 7 كثرة الخالفـــــــات بين اآلبــــــــاء و األبنــــــــاء –أ

وقـــوع األبنــــاء في األخطـــــاء و اإلنحرافــــات –ب

ت - عـدم شعــــــــور كـــــــال الطرفين باإلطمئنــــــان

فــــــــــــــقدان الــــــــــــــــــثقة بالــــــــــــــــنفس –ث

حــدوث تنـــــــــافر بين اآلبــــــــــاء و األبنــــــــاء –ح

إصـــــــــابة األبنــــــــاء بعقد و أمــــــراض نفس –خ ( كاإلنطواء، اإلكتآب، العزلة، الكبت عدم اإلفصاح عما يجول بخاطرهم...)

العيش في جو يسوده القلق و التوتر و عدم الشعور –ج

باإلرتياح

اإلنغالق و عدم التفتح على العالم الخارجي لعدم –ع تبادل األفكار

ملخص البحث

، حیث طرحت الطالبة "الحوار بین اآلباء و األبناء"ھو موضوع الدراسة

مجموعة من التساؤالت حول مدى وجود فروق بین اآلباء و األبناء في كل من

اختیار األسلوب المناسبد أسباب قلتھ، و أھم أھدافھ، وو تحدیإدراك مفھوم الحوار

تحدید و المواضیع التي یجب التحاور فیھا،، و كذا المرحلة العمریة المناسبة، و لھ

وجود فروق بین اآلباء و األبناء في كل الطالبة و قد توقعت .نتائج قلة الحوار

و لكن نتائج الدراسة أثبتت عكس ذلك، فبعد .تساؤل من التساؤالت السابقة الذكر

ال توجد فروق بین اآلباء و األبناء في جمیع أبعاد ، تبین أنھ)ت(استخدام اختبار

.اإلستمارة، و على ھذا األساس تم رفض فرضیات البحث

:احیةتـات المفالكلم

؛ اآلباء؛ المعاملةالنقاش؛ اإلصغاء؛ العالقات؛ التواصل؛ التفاعل؛ ؛ اللغة؛ الحوار

ءاألبنا