لﺎﺤﻟا ﻊﻗاو ﻲﺑﺮﻐﻤﻟا بﺎﺒﺸﻟاjjd.ma/files/feuille-jeunes.pdf · 5...

23
ﺷﺒﻴﺒﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ... اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺨﺎﻣﺲ26 أﺑﺮﻳﻞ2013

Transcript of لﺎﺤﻟا ﻊﻗاو ﻲﺑﺮﻐﻤﻟا بﺎﺒﺸﻟاjjd.ma/files/feuille-jeunes.pdf · 5...

شبيبة العدالة والتنمية

الشبابيةالورقة

واقع الحال... الشباب المغربي

المؤتمر الوطني الخامس2013أبريل 26

2

:المقدمة

جربة ميدانية داخل الفعل خالصة تإلى تقديم إضافة نوعية مقرونة بذه الورقةهشبيبة العدالة والتنمية من خاللتهدفالشبابي الوطني لمدة أزيد من عقد من الزمن وذلك من خالل تقديم مقاربة تشخيصية لواقع الشباب المغربي في ظل

عجزت عن اإلجابة عن مطالب التيمتعاقبةالحكومات السياسات معنها التي عانى مو مجموعة من اإلكراهات ن عوجعله عاجزا في كثير من األحيان ساهم في تعطيل إمكانات الشباب األمر الذيوطموحات أبناء هذا الوطن وهو.المساهمة في بناء وتطور الوطن

والذي عبر بشكل صريح فيههم عنصر مشارك ألشباب كان اأتي بعد الحراك الديموقراطي الوطني والذيه الورقة تذإن هربي ومنحه القوة الكافية وهو وأعطى زخما كبيرا للحراك المغ،مطالب النخبة السياسية والمجتمعية أيضا حمل و عن مطالبه

افة والذي أعطى إشارات قوية لك,2011للمطالب الشبابية عبر الخطاب التاريخي للتاسع من مارس ما عجل باالستجابة.الفاعلين

33الشباب أهمها المادة تخصا و فقراتفرد موادأالذي وكان الدستور الجديد من أهم المكاسب التي تم تحقيقها ومن الدستور الذي تنص صراحة على ضرورة إيالء عناية خاصة بالشباب واالهتمام به عبر إنشاء وهيكلة المجلس األعلى

.ر هيأة خاصة تهتم بقضايا الشباب ذات صفة استشارية للشباب والعمل الجمعوي والذي يعتب

على ضوء نتائجهاشكل حزب العدالة و التنمية الصدارة، كما توجت هذه المرحلة بانتخابات سابقة ألوانها أعطت ل.أحزاب سياسية وازنةةحكومة جديدة تحت قيادته بتحالف مع ثالث

لعات الشباب المغربي، حيث جعل من قضاياهم أولوية استراتيجية و لتطبنسبة مقدرة مستجيبا وجاء البرنامج الحكوميو يتجه إلى بلورة تصور استراتيجي شمولي بنسق و يدعم جهود كل المتدخلين ورشا حكوميا افقيا يتجاوز النظرة القطاعية

م البرنامج و التز ،في قضايا الشباب وفق مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين السياسيين و الجمعويين في مجال الشبابللشباب و العمل الجمعوي و إنشاء االستشاريالحكومي بفتح حوار شبابي وطني و جعله ورشا متواصال بإرساء المجلس . و انخراطه في العمل الجمعويمجالس جهوية للشباب و تشجيع مساهمة الشباب في الحياة السياسية

الحكومي ليطرح من جديد رؤية الشبيبة لواقع الشباب انطالقا من بعد حوالي سنة ونصف من العملتأتي هذه الورقةو قدر اإلمكان بالوضع الشبابي المغربي و يمكن تقسيم هذه الورقة إلى مجموعة من المحاور لإلحاطة البرنامج الحكومي

كما أن هذه الورقة ا،وطنيا، و إقليميا، و دوليمع إستحضار كافة األبعاد السياسية واالقتصادية واالجتماعية والقيمية نحو المنحى التحليلي وفق رؤية متناغمة تستحضر إكراهات الواقع الحالي ولها بعد استشرافي وتضع في اعتبارها كل ست

.المستجدات السياسية والقانونية التي من شأنها أن تساهم في تغيير الواقع الشبابي الحالي إلى األحسن

3

4

لسياسات العموميةلموضوعكالشباب المغربي : المحور األول

: تقديم .1الجمعيات الشبابية و اليزال مطلبا ملحا للمنظمات و إن الحديث عن سياسة عمومية وطنية و مندمجة للشباب كان

أوصت بها عدة مؤتمرات وطنية و دولية ، و شعارا رفعته كل األحزاب و النقابات و الحكومات في برامجها االنتخابية جيب مبادرات و مشاريع منفصلة ال تستيؤكد غياب هذه السياسة و غلبة النظرة القطاعية األحادية و وجود غير أن الواقع

.ضعف إشراكهم في هذه المبادراتللحاجيات الحقيقية للشباب و د كل تنسق جهو وطنية مندمجة للشبابإستراتيجيةعداد إو رغم أننا اليوم أمام التزام سياسي من طرف الحكومة في اتجاه

إال أنه و بعد مرور سنة و بضعة أشهر القطاعات المتدخلة وفق مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين و على رأسهم الشباب، على تشكيل الحكومة نجد أن هذا الورش الحكومي المهم لم يفتح بعد و هو ما يطرح تخوفات كبيرة عند المنظمات و

بل االلتزامات الذي وضعتها الحكومة في برنامجها و حول مستقبل بالحقل الشبابي حول مستقىالجمعيات التي تعن.سات العمومية مع الشبابتعاطي السيا

الشباب المغربي و سياسية التربية و التكوين 2.

تعرف المنظومة التعليمية المغربية أزمة خانقة منذ عدة عقود، حيث فشلت كل المحاوالت اإلصالحية في إخراجها من سدود الذي و صلت إليه بسبب السياسات التعليمية المتعاقبة المرتجلة، و إزاء هذه الوضعية الشاذة يبقى النفق الم

.التلميذ والطالب هما الضحية األولى، مما يدفعهم للتساؤل بإصرار عن مصيره في ظل هذه المنظومة

فإن ،قليمية وضمان نشر التعليمفرغم أن النظام التعليمي المغربي مر بعدة إصالحات بهدف تقليص الفوارق اإلالتشخيص الدقيق لوضعية التعليم في المغرب، و الوقوف على مختلف مكونات هذا النظام سواء المؤسسات أو المناهج

يبرز أن الوضعية التعليمية في المغرب لم ترق إلى . التعليمة، ووضعية الموارد المالية و البشرية و طرق استغاللها و تدبيرها. توى المأمولالمس

مكلف من حيث تمويله، ضعيف في محتواه، وغير قادر ,فالنموذج التعليمي المغربي يوصف دائما بكونه تعليما غير منتج على خلق منافذ سوق التشغيل، هذا الوصف أصبح قاعدة لالشتغال يتقاسمها الفاعل السياسي ورجل التعليم وخريج

.المدرسة الوطنية

التي شكلت دائما مجاال للرهان السياسي وحقال إلعادة إنتاج القيم المشكلة للشرعية وميدانا إن المدرسة المغربيةللمزيدات السياسية، يظهر اليوم أنها تؤدي ضريبة ذلك، فاالختيارات لم تكن تنطلق من رؤية واضحة يحركها هاجس

5

ثقافة الالمساواة والتمييز وإغالق أفق التفكير و التربية والتكوين والمعرفة، بل طغت عليها االيدولوجيا المنسوجة إلدامةالتقوقع بتبني سياسة تعليمية موجهة لالستهالك الشعبي في وقت وجهت فيه النخبة أبناءها إلى مدارس البعثات األجنبية و

.إلى التعليم المنفتح على اللغات والثقافات األجنبية

العمل وعدم قدرة البنيات المدرسية على استيعاب طالبي عنلشباب فكارثة الوضع التعليمي وازدياد جحافل العاطلين االتدريس وسيادة األمية في المجالين الحضري والقروي و ارتفاع الهذر والفشل الدراسيين، يجعل عملية التنمية االقتصادية

ية نحو المدرسة الخصوصية وتشجيع الدولة لهذا المنحى في واالجتماعية تواجه أهم تحد لها، فالنفور من المدرسة العموم.إطار خوصصة الخدمات، ال يظهر انه الوصفة القادرة على الخروج من المأزق التعليمي

فالتعليم جزء من البنية المجتمعية العامة يؤثر في الواقع و يتأثر به، و السياسة التعليمية ما هي إال انعكاس لسياسة الدولة حيث استهدفت السياسات التعليمية في بالدنا منذ االستقالل، تعزيز السلطة . بقة في مختلف القطاعات األخرىالمط

. السياسية عن طريق سلطة المعرفة، مما تسبب في إهمال النظام التعليمي و بروز الكثير من االختالالت البنيوية

لمجتمع المغربي، وبارتباط التعليم بمسلسل التنمية، وكدا إن آفاق التعليم بالمغرب ال يمكن أن تتضح إال بدمقرطة او خاصة أن إصالح التعليم يعد من االهتمامات المستمرة . عصرنة المدرسة المغربية و ربطها بالتطور التكنولوجي العالمي

ة في ظل ثقافية، خاص-للمجتمعات و التي تعكس طموح و تطورات حاجيات الشعب السياسية واالقتصادية و السوسيوأي أن اإلصالح يجب أن يهدف إلى تحقيق جودة التعليم، الذي يعتبر من . التحوالت السريعة التي يعرفها العالم

و هو المعيار الحقيقي لنجاح اإلصالح الذي يجب أن يعتمد المضمون بدل الشكل، و . األهداف األساسية ألي إصالحلهاجس األمني، إذ أن البرامج التعليمية يجب أن تكون مالئمة أن يعالج األهداف النوعية بدل الهاجس الكمي و ا

دفاع على المكتسبات و تحديث التعليم و مواجهة للحاجيات المجتمع، و متطلبات التنمية االقتصادية الوطنية الشاملة ل. ولن يتحقق ذلك إال بإدماج حقيقي لكل الشباب في المنظومة التعليمية المنتجة21تحديات القرن

نسجل أن الحكومة الحالية تعاطت بإيجابية من خالل برنامجها الحكومي مع سياسة التربية و بالرغم من ذلك غير أننا التكوين من خالل وضعها لمجموعة من المرتكزات أولها إعادة الثقة في المدرسة العمومية و تأهيلها و تشجيع الولوج

مؤسسة 62مؤسسة بالتعليم اإلبتدائي و 104سيع العرض المدرسي بفتح إليها و هو ما مكنها خالل سنتها األولى من تو داخلية و استفادة 115مؤسسة تعليمية و 2091مؤسسة بالتعليم الثانوي و تأهيل 38بالتعليم الثانوي و اإلعدادي و

من خدمات ألف تلميذ و تلميذة 117ألف تلميذ و تلميذة من خدمات اإلطعام المدرسي و 300أزيد من مليون استعادة ريادة الجامعة المغربية في التكوين و اإلشعاع و البحث العلمي وكذا.ألف من النقل المدرسي50الداخليات و

%16و رفع نسبة التمدرس بالتعليم العالي، و هو مامكن من رفع نسبة التمدرس بالتعليم العالي بجميع مكوناته من طاعت الحكومة خالل سنتها األولى رفع الطاقة االستيعابية لمؤسسات ،و است2012سنة %18إلى 2011سنة

مدرجا إظافيا و الرفع من القدرة االستيعابية 24مؤسسات جامعية جديدة و 6التعليم العالي الجامعي عبر اعتماد

6

تخصيص مطاعم جامعية جديدة و في مجال البحث العلمي تم6ألف سرير و إحداث 19للخدمات الجامعية بإضافة 124( مليون درهم لتطويره و تأهيله كما عملت الحكومة على تقوية المسالك المهنية للبحث العلمي128ما مجموعه

مقعدا جديدا في مجال التعليم العالي الخاص و يبقى 6872و إضافة ) مسلك معتمد ماستر883مسلك دكتوراه و درهم لطلبة 900درهم لطلبة اإلجازة و 600لمنح الجامعية بأهم إجراء اتخدته الحكومة خالل هذه السنة هو رفع ا

.الماستر

الشباب المغربي والسياسية الصحية 3 .

ال يجادل أحد في كون الصحة جزء ال يتجزأ من التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية، فإذا كانت الصحة غاية أساسية ا للتنمية والزماأساسياتتوقف على الصحة، وبالتالي فهي تعتبر مكونمن غايات التنمية فإن القدرة على التنمية نفسها

.اإلنسانية

لكنها رؤية إستراتيجية للكيفية المثلى , فالسياسة الصحية ليست عبارة عن برنامج أو مخطط عمل محدود في الزمان.حية التي يجب معالجتهالمشاكل الصوهي كذلك اختيارات وتحديد ألولويات ا. لتوفير الصحة لجميع المواطنين

العديد من الدراسات والتقارير أن الفرق في المؤشرات الصحية، ما هي إال نتيجة النعكاسات الفرق في التنمية وتشيراالقتصادية واالجتماعية، وعليه اعتبرت هذه المؤشرات مقياسا للتنمية الشاملة، ولهذا االعتبار شددت كل الدراسات على

اعية واالقتصادية والثقافية والبيئية للصحة، وعلى الدور المحوري لالستثمار في رأس المال البشري عن المحددات االجتم.مية المتوازنة والمستدامةطريق الصحة والتعليم كمتطلبات أساسية لتحقيق التن

ومن بينها ) وثقافيةسياسية واقتصادية واجتماعية (وراش اإلصالحية عة من األفي العقدين األخيرين عرف المغرب مجمو إخراج قانون مدونة التغطية الصحية ا تحديث المنظومة الصحية، ويعتبرتحديث بعض السياسات االجتماعية وعلى رأسه

إلى حيز التطبيق انجازا كبيرا لضمان الحماية االجتماعية ووسيلة لضمان الصحة للجميع ودلك بتعزيز ) 00ـ65قانون (إال أن هاته اإلصالحات رغم انخراطها في التوجهات اإلصالحية العالمية لم . بين المواطنينالتضامن والتكافل االجتماعي

تستطع أن تكرس من خالل السياسات العمومية االجتماعية المتبعة ضمان الحق في الصحة كحق من حقوق اإلنسان و ) قوق االقتصادية واالجتماعيةمن العهد الدولي للح12من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان و المادة 25الفصل (

.ذلك لعدم استجابتها لمتطلبات المواطنين خاصة الفئات المستضعفة

:وباستحضار اإلشكاالت والتحديات التي تواجه صحة فئة الشباب المتمثلة أساسا في

من الشباب%26(تحدي الصحة وانتشار المخدرات والخمر(

جنسيا والسيما في األوساط الشابةارتفاع معدالت اإلصابة باألمراض المتنقلة.

7

اآلفات االجتماعية الخطيرة مثل المخدرات و الدعارة و غيرها من و انتشار األمراض الفتاكة.مظاهر التفلت الديني و األخالقي

المهمة من ين الظروف الصحية لهذه الفئةلت من أجل تحسالتي بذواإلجراءاترغم المجهوداتنسجل أنه الل نظام التغطية الصحية ونظام المساعدة الطبية، الصحة المدرسية والجامعية ثم برنامج مكافحة من خالمجتمع،

و السالمة يات للمراقبةآلتطوير السياسة الصحية التي تستهدف الشباب من خالل وضعنحتاج إلىالسيدا،والمخيمات الصيفية و تعزيز إعداد ونشر معايير السالمة الصحية على مستوى المدارس والجامعات والصحية

ليفضي االمر إلى . باالضطرابات النفسية عند األطفال والمراهقين والشبابإجراءات الوقاية والفحص والتكفلبتوفر مجموعة من ق إالتستجيب لضروريات صحة الشباب، و التي ال يمكن أن تتحقاعتماد سياسة مندمجة

:الشروط العملية أهمها

المعطلينلطلبة وللتالميذ و االطبيةمجانية الفحوصات. تفعيل قانون منع التدخين بالمؤسسات العمومية المعنية بالشباب، واتخاذ اإلجراءات

.التدخين والمخدراتتيلحماية المؤسسات التعليمية من آفالزجرية عدد المصحات الجامعية وإحداث أخرى مدرسية فيالزيادةوسط الجامعي والمدرسيالفحص المنتظم بالخلق فضاء إعالمي صحي موجه للشباباالعتناء بالصحة النفسية للشباب عن طريق المصاحبة النفسية داخل المؤسسات التعليمية. تفعيل البرامج التحسيسية فيما يخص الصحة اإلنجابية واألمراض المتنقلة جنسيا والتدخين

.والمخدرات لطلبة بالتغطية الصحية لإصدار قانون خاص.فعيل دور ورقابة وزارة الصحة فيما يندرجوتفق الصحية بالمؤسسات التعليميةالعناية بالمرا

.بالبيئة الصحيةأثمنة رمزيةمجانية األدوية أو بمنالعاطل عن العملاستفادة الشباب. والشباب العاطلين عن العمل المجانية خاصة بالطلبة والتالميذبطاقة خضراء للعالجات.

الشباب المغربي وسياسية التشغيل4 .

8

تمثل فئة الشباب الشريحة العريضة من سكان المغرب التي ال بد من االرتكاز عليها في مواجهة تحديات الحاضر ورسم .لكرامة والتنميةمغرب العدالة واصادية واالجتماعية في أفق بناء مالمح وآفاق المستقبل لتحقيق التنمية االقت

سنة تزايدا مستمرا 25و 15قد عرف حجم السكان النشيطين بالمغرب وخاصة الشباب منهم ،أي الفئة العمرية ما بين و خالل السنوات األخيرة، وذلك راجع باألساس إلى نسب النمو الديمغرافي المرتفعة التي سادت المغرب خالل سنوات

ما بات يشكل ضغطا كبيرا على سوق الشغل ببالدنا وتحديا رئيسيا من أجل إيجاد الثمانينات وبداية التسعينات، وهو السبل والحلول الناجعة والفعالة لكسب رهانات التنمية االقتصادية وإنشاء فرص العمل الالئق وتحقيق سبل العيش الكريم

.و تلبية احتياجات هذه األفواج الجديدة المتوافدة على سوق الشغل من الشباب

ما الشك فيه أن للتشغيل تأثيرا مباشرا على الرقي االجتماعي وعلى قدرة المجتمع على استشراف المستقبل بكل وم.اطمئنان وسكينة

فالبطالة ظاهرة اجتماعية مركبة تتحكم فيها عدة عوامل وتعاني منها كل الدول ولو بنسب متفاوتة، لكن أسبابها بالمغرب لنمو االقتصادي وانعدام التوازن الكيفي بين العرض والطلب، إضافة إلى عدم قدرة متعددة وترتبط باألساس بوتيرة ا

وق المنظومة التكوينية والتعليمية على مالئمة التكوين والتشغيل وكذا غياب أآلليات الضرورية لدراسة وتحديد حاجيات س.ختالالتالشغل الذي يعرف العديد من اال

:الشغل بالمغرب من الخروج بالخالصات اآلتية وقد مكنت الدراسات المنجزة حول سوق

.التفاوت بين عدد مناصب الشغل ووتيرة النمو الديموغرافي للساكنة النشيطة-

.البطالة ظاهرة تطبع بالخصوص الوسط الحضري-

.عدم المالئمة بين العرض وحاجيات سوق الشغل-

.الشغلمواجهة حاملي الشهادات النتقائية قوية لدى ولوج سوق -

.هيمنة العمل المأجور على التشغيل الذاتي السيما بالوسط الحضري-

محدودية وظيفة الوساطة في التشغيل-

إن قضايا تشغيل الشباب وامتداداتها االقتصادية واالجتماعية، وخاصة ما يتعلق منها بإعداد العاملين وتأهيلهم وظروف ص سوق الشغل والمتطلبات التنموية وغير ذلك، رغم تبوئها مكانة رئيسية عملهم، والعالقات بين أطراف اإلنتاج، وخصائ

ورغم أن قدرة النمو االقتصادي على خلق وجوهرية في سلم األولويات المرتبطة باهتمامات الحكومات المغربية المتعاقبة، اص العجز المتراكم في فرص التشغيل تحسنت بشكل ملحوظ خالل السنوات األخيرة، إال أنها تبقى غير كافية المتص

.مجال التشغيل، حيث ال تزال عروض العمل رهينة بشكل كبير بالمعدل المرتفع لنمو الساكنة في العمل

9

في المائة، مقارنة مع المعدل الوطني بسبب صعوبات إدماج 20كما تعرف بطالة حاملي الشهادات ارتفاعا بحوالي .لحاملي الشهادات و عدم مالئمة التكوين للتشغي

وقد شكلت محاربة بطالة الشباب بالنسبة للحكومات المتعاقبة تحديا من أكبر التحديات ومن أهم االنشغاالت باعتبارها هيئ البالد لتكون في الموعد من أجل رفع التحديات التي أن تقتصادية المنشودة التي من شأنها تنمية االللانتيجة ومحرك

جراءات إلنعاش التشغيل عبر المعالجة االقتصادية لمعضلة البطالة ومحاولة سن تفرضها العولمة، حيث تم اتخاذ عدة إسياسة إرادية إلنعاش التشغيل، باعتبار أن حل إشكالية البطالة يمر بالضرورة عبر تحقيق نسبة نمو اقتصادي مرتفعة

د ومعالجة التراكمات المسجلة، ومستدامة من خالل تشجيع االستثمار المنتج الكفيل باستيعاب الطلب السنوي المتزايوكدا اعتماد برامج إرادية تقوم على مواكبة الشباب من جهة وتحقيق الترابط بين العرض والطلب، قصد التصدي للبطالة

برنامج مقاولتي وبرنامج في إطار دعم إحداث المقاوالتالبنيوية والتغلب على صعوبات إدماج حاملي الشهادات، مثل .مج تأهيلإدماج وكدا برنا

مقارنة مع األهداف المتوخاة إال أنه رغم كل تلك المجهودات التي بدلت تبقى سياسة تشغيل الشباب محدودة النتائجختالالت التي تعرفها التدابير التي اتخذتها الدولة إلنعاش التشغيل ومحاربة إنعاش التشغيل المعتمدة بفعل االمن إجراءات

:البطالة المتجلية في

.استقرار النمو االقتصادي الذي يتأرجح بين االرتفاع واالنخفاضعدم -

.التفاوت االقتصادي بين جهات المملكة مع ضعف النسيج االقتصادي بالمغرب-

غياب استثمارات ذات قيمة مضافة كبيرة مع غياب االستثمار في العنصر البشري لدى المقاولة الوطنية -.المغربية وهشاشة بنية الوحدات االقتصاديةباإلضافة للطابع العائلي للمقاولة

.الصعوبات والعراقيل البنكية لتمويل المقاوالت الصغرى والمتوسطة زيادة على الفوائد البنكية المرتفعة-

.نظام جبائي غير مالئم-

.غير المحكم في مجال تدبير اإلجراءات واالرتباك في تنفيذهاالتخطيط -

على الوكالة الوطنية إلنعاش التشغيل والكفاءات مما يؤثر سلبا على ل الكثيفالذي سببه اإلقباالضغط-.جودة األداء واإلدماج و النقص الحاصل في الموارد البشرية واللوجيستيكية للوكالة

.عدم الكفاءة والخبرة لدى الشباب حاملي الشهادات لخلق المقاولة باإلضافة للعراقيل اإلدارية-

.مبادرة لدى الشباب للمغامرة في التشغيل الذاتيقلة الجرأة وال-

.عدم مالئمة التكوين لسوق الشغل والنقص الحاصل في جودة التكوين-

10

.محدودية الموارد المتوفرة بالنظر لألهداف المحددة-

انعدام وضوح الرؤية لغياب سياسة تشغيلية مبرمجةو عدم االستمرارية في العمل بإجراءات إنعاش التشغيل -.على عدة سنوات

استهداف غير مالئم لفئات صعبة اإلدماج ونظام غير متطور للمعلومات والتتبع باإلضافة لضعف تأطير -.أجهزة الوساطة

.محدودية االعتمادات المصاحبة تمنع من إجراء تتبع وتقييم لفعالية إجراءات إنعاش التشغيل-

.مدنتائج محدودة التأثير على البطالة طويلة األ-

الشغل و رغم مواكبتها لتلك األوراش ومن أجل تمكين جهاز التكوين من التفاعل مع الحاجيات اآلنية والمستقبلية لسوقالحكومة الحالية من أجل االستجابة لحاجيات الشباب في الشغل أن تتخذ االجراءات من الكفاءات فإنه ينبغي على

:التالية

ة لما له من انعكاسات مباشرة على الشباب والوطن، عن طريق جعل التشغيل إحدى األولويات الوطنيتعزيز اإلطار المؤسساتي لسياسة التشغيل وتطوير االجراءات اإلدارية للتشغيل وتدعيم قدرات رصد وتحليل

.وتقييم سوق الشغل

إصالح العالقة بين التكوين وسوق الشغل بإصدار إطار قانوني خاص.

لتأمين نهج المقاولين الشباب لتشجيع التشغيل الذاتي وتنمية دور " عقد شبابي اجتماعي"إصدارالمقاوالت في مجال التشغيل بهدف معالجة الرصيد واالستجابة للطلب على الشغل، ومراجعة نظام الوساطة

.المعتمد

مواكبة األوراش الكبرى المحركة للتشغيل، وتمكين جهاز التكوين من التفاعل مع الحاجيات اآلنيةمستقبلية لسوق الشغل من الكفاءات،وال

إلنعاش التشغيل باعتبارها إحدى المداخل األساسية بالنسبة لتشغيل الشباب نفيذ السياسة اإلرادية ت.بالنظر لما تحمله من تحفيزات إيجابية لسوق الشغل

ا التأثير الجلي على الرقي و بالتالي تمكين الشباب من المشاركة في الحياة العملية وتلبية حاجياتهم األساسية، وكد.االجتماعي وعلى قدرة المجتمع على استشراف المستقبل

والفنيةالشباب المغربي والسياسية الرياضية .5

11

. اليوم أكثر من أي وقت مضى من بين أهم الدعامات واألسس التي تقوم عليها المجتمعاتوالفنييعتبر المجال الرياضيالنحرافات النفسية امن خاللها في وجه مختلف أنواع ربوية والتعبوية والوقائية التي ما فتئ يقففباإلضافة إلى األدوار التفإنه وفي ظل التطورات التي أصبحت تعيشها المنظومة العالمية بمختلف مجاالتها الحيوية، ... والتربوية والسوسيولوجية

الرحى الذي تقوم ا من بين أقطاب، وجعلهاتالقطاعههذالتمكين المؤسساتي والتنموي لبدأت الجهود تتضافر من أجل .جل عمليات التأهيل الفردية و المجتمعيةهاعلي

وفي هذا اإلطار، تم العمل على وضع اللبنات األساسية لإلصالح وتحيين النصوص القانونية والتنظيمية المرتبطة بالقطاع، ، كما تمت الدعوة إلى إحداث مجالس مؤسساتية جديدة يخول قصد مالئمة اإلطار القانوني مع واقع المشهد الرياضي

لها تسيير وتدبير قطاع الرياضة بشكل يستطيع معه تجاوز معيقات الحكامة الجيدة، من قبيل مجلس أعلى للرياضة ن في ومجالس أخرى جهوية مستقلة بتسييرها الذاتي، وهو ما يتماشى ومضامين الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركيي

الذي بوأ الرياضة مكانة مهمة باعتبارها حقا من حقوق 2011، وكدا دستور 2008المناظرة الوطنية بالصخيرات سنة .المواطن وواحدة من بين أبرز االهتمامات الشبابية

والتكوين للتربيةءفيهما التنظير بالتطبيق وكفضااستقبال يلتقية المحوري للمدرسة والجامعة كبنيوبالنظر إلى الدور مرتبطتين بفئة الشباب ، فإنها تبقى إطارا مؤسساتيا أمثل للممارسة األنشطة الرياضية، ينبغي دعمها بشريا وتقنيا

ونفس األمر بالنسبة لرياضة األحياء وما . وفق سياسة مندمجة وفعالةمن طرف مختلف القطاعات المعنية ولوجيستيكياسيوثقافية مفتوحة في وجه العموم من الساكنة المحلية، تحضر األبعاد التربوية تتطلبه من مالعب للقرب ومن فضاءات سو

.كشروط محورية في عملية التأسيس لها) المراقبة الطبية(والتكوينية والنفسية و الصحية

ن هذا ويتعين تعميق مفهوم الشراكة بين اإلعالم والمؤسسات الرياضية، بشكل يتماشى وسياسة األوراش الكبرى ويضم.تطوير أداء المنظومة الرياضية بمختلف مجاالتها

وفي سبيل تخليق المجال الرياضي والرقي به نحو التنافس الشريف واإليجابي، كان لزاما التفكير وبشكل تشاركي في منشطات بلورة رؤية شمولية تنطلق من القاعدة القانونية وتوظف السبق الوقائي والتكوين والتأطير للحد من آفات تعاطي ال

.وشغب المالعب مع ما يتطلبه ذلك من اصطحاب لمنظومة القيم التربوية واألخالقية

ن قطاعا مثل قطاع الرياضة بخصوصياته المتعددة يفرض المزيد من الجدية في القول والممارسة والمتابعة، أالقول خالصةعيدا عن كل اشكال االرتجال والعشوائية، والمسؤولية كما يفرض القدرة على التوقع بقراءة الواقع وتفاعالته قراءة متأنية ب

يتقاسمها كل الفاعلين على رأسها المؤسسات النظامية ذات الوصاية والجماعات المحلية وفعاليات المجتمع المدني .والقطاع الخاص

12

الشباب المغربي والتأطير الثقافي والقيمي 6 .

مع، كما ة من خصائص المجتمع اإلنساني، تشتق أهميتها ووظائفها من طبيعة وجود اإلنسان في المجتيتعتبر القيم خاصأهمية خاصة ألنها تعبر عن ضمير المجتمع ووجدانه وتسهم في تشكيل ضمائر أفراد لقيم تكتسيأن دراسة هذه ا

المجتمع، وألنها تشكل إطارًا مرجعيًا عامًا يحكم تصرفات الفرد والجماعة، احتلت القيم مساحة واسعة في ميدان .الدراسات االجتماعية

. األسس الفكرية والمنهجية الالزمة لحركة شباب األمةهو المساهمة بإعداد وتقديمنحملهإن المشروع الذي بناء المنظومة الفكرية اإلسالمية المعاصرة، والتي نستطيع من خاللها تشكيل العقل المسلم، وإعادة بنائه والمساهمة في

.السليم للكون والحياة واإلنسان وفقا للتصور اإلسالمي

على الهوية الثقافية المغربية العربية اإلسالمية العريقة، من خالل إعطاء التعرف على جميع الثقافات يفترض الحفاظإن .المزيد من االهتمام بالشباب من أجل التشبث بالقيم وحمايتها من االنصهار في الشخصية العالمية

ومن مختلف أزمة القيم الضاربة في عمق الحياة العامة بجميع مجاالتها، أصبحت ظاهرة طالت انعكاساتها كل الناسإنعن قيمهم األصيلة التي تعمل على تثبيت الشبابإدباروأصبحنا نستشعر خطر األعمار وفي مقدمتهم الشباب؛

شخصيتهم وترسيخ مقومات هويتهم، واإلقبال على تمثل القيم الساقطة في السلوك، سواء كانت محلية أو وافدة، من اجاتهم المادية، ونسوا أن القيم ليست كلها ال يفكرون إال في إشباع حقبيل القيم االستهالكية لدرجة أصبح معها الشباب

من جنس ما يتصل باالستهالك، وإشباع الغرائز وحدها، وإنما القيم منظومة نسقية متكاملة، تضم مجموعة من المبادئ والقواعد واألعراف التي تحكم السلوك بين مكونات المجتمع، وهي بمثابة المعيار الرئيس في صياغة وتوجيه التصرفات

نحو يخدم تقدم المجتمع في جميع مجاالت الحياة، وإذا اختل النظام القيمي واهتز؛ فإن اإلنسان يفقد توازنه على .النفسي واالجتماعي، ويصبح كالريشة في مهب الريح، مائعا وتابعا، ليس له قرار شخصي

على -سلبا–بالضرورة كل ذلك نتيجة ما أصاب منظومة القيم وعقدها من انفراط وتشتت وتناقض، فانعكس ذلك الرغبة في : الناس عامة، وعلى فئة الشباب خاصة، حيث وجدوا في واقعهم قيما مادية متدنية اعتاد الناس التعامل بها مثل

الثراء السريع أو الكسب غير المشروع، أو الرشوة والمحسوبية، رغم كونها قيما فاسدة إال أنها ما دامت تلبي الحاجة تي يفرضها الواقع االجتماعي؛ فإنهم يقبلون على التعامل بها وممارستها، ومع طول الزمن تصبح تلك الملحة لألفراد ال

القيم واقعا مألوفا، وهكذا تنتشر القيم الفاسدة وتحل محل القيم الصالحة لإلنسانية كلها، والتي تحقق لها السعادة في .الدنيا واآلخرة

13

عن التطبيع االجتماعي السليم المبني على قيم الصدق واإلخالص ة القانونيةطبيعة البنية السياسية، وعجز المنظومإن اإلسالمية السليمة، هي أهم األسباب التي وحب العمل، وضعف تأصيل االنتماء في طفولة األبناء،وضعف التربية

.لها إال في المجتمعات الماديةاستحدثت قيماً في مجتمعنا ال وجود

العمومية الموجهة من الدولة للشباب أن تراعي هذا االنفصام بين الشباب المغربي وقيمه لذلك يفترض في السياسات المنتجة من صدق وحب للعمل والوطن، وأن تخلق البيئة المساعدة ألن اإلنسان ابن بيئته، يتأثر بالمحيط الذي يعيش

س االتجاه، ويكون المجتمع مسؤوال عن فيه، فالفرد الذي يعيش في مجتمع يُعلي من شأن قيمة ما، فحتما سيسير في نفوذلك بسن قوانين تعاقب على التحرش . التنشئة السلبية ألبنائه على قيم بديلة، والزج بهم في متاهات ال نهاية لها

الجنسي وتفعيل ما يتعلق بالمعاقبة على اإلخالل بالحياء العام بمختلف تجلياته، وكذا دور وسائل اإلعالم الذي أصبح ي يريد تويميت كما يقال، يحيي األفكار البيا لألسف حيث يروج لثقافة االستهالك والميوعة، اإلعالم اليوم يحيي دوره سل

كل هذا ال ينسينا أهمية المنظومة التعليمية ودورها في إعادة بناء . ويلمعها، كما يمكن أن يشوه األفكار الصالحة البناءة.قيم الشباب على الوجه المطلوب

14

.ات العموميةي كفاعل في السياسالشباب المغرب: ور الثانيالمح

الشباب المغربي والفعل السياسي الرسمي.1

بروز نخب شبايبة برلمانية وحكومية كما كان من 2011إن الفعل النضالي الشبابي ، كان من نتائجه بعد استحقاقات .نتائجه دسترة المجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي

ما يخص العمل البرلماني عرفت هذه الدينامية تعديل قانون االنتخابات والتنصيص من خالله على تمثيلية للشباب ففي60، في الالئحة الوطنية إلى جانب 2011نونبر 25مقعدا ابتداء من استحقاقات 30سنة حددت في 40أقل من

دوائر المحلية، وهو ما أعطى حضورا ملحوظا للشباب في امرأة، كما أفرزت هذه االستحقاقات انتخاب وجوه شابة في اللكنه من السابق ألوانه أن نتحدث عن دينامية شبابية برلمانية نوعية وعن قيمة مضافة حقيقة لهذه . المؤسسة التشريعية

، على ان النخبة البرلمانية، كما ان قضايا الشباب ليست بالحضور الذي يناسب تمثليهم وحضورهم العددي في البرلمانهذا ال يعني ان يختص الشباب البرلماني بقضايا الشباب فقط، لكن المعول عليه هو حضور الصوت الشبابي في التشريع

.وفي السياسات العمومية عموما. والمراقبة واالقتراح والدبلوماسية الشبابية النشطة. مندمجة تعني جميع القطاعات الوزاريةإن السياسيات العمومية للشباب ليست اختصاصا قطاعيا وإنما هي سياسة

الشباب والمجلس االستشاري للشباب والعمل الجمعوي 2 .

يدخل إنشاء المجلس االستشاري للشباب و العمل الجمعوي في إطار الجهود التي حرصت الجمعيات منها بالدور األساسي الذي والمؤسسات التي شاركت في وضع الدستور، على إدماجها ضمن مقتضياته الجديدة، اعترافا

بشكل عام، على غرار ما حصل في دول الربيع المجتمعيمكن أن تلعبه فئة الشباب في عملية تغيير واقعها بداية ثم واقع . العربي، لكن بشكل مؤسساتي، يتبنى منطق الخيار الثالث الذي نهجه المغرب و الذي هو اإلصالح في إطار االستقرار

المجلس على احتكار صوت الشباب أو القيام باألدوار التي يقوم بها المجتمع المدني أو الجمعيات و ال يقوم إنشاء المهتمة بالشأن الشبابي، بل على العمل معها في إطار من التعاون الذي يعزز التنوع المغربي بمختلف توجهاته، و على

الشباب في اتخاذ القرار السياسي، عن طريق تقديم مقاربات شاملة و مندمجة تسعى إلى إشراك أكبر للجمعيات و. الوساطة و تعزيز دور التشبيك و التواصل الدائم مع الهيئات و المؤسسات المختلفة

15

إن التنصيص على إحداث هذا المجلس يعتبر حدثا تاريخيا لما يحمله من دالالت وإشارات تستدعي أن نتوقف عندها :بالدراسة والتحليل

اعتبارا لكوذعل السياسي ألهمية الشباب في عملية صنع وبناء القرار السياسي داخل البلد إدراك الفا: أوال.لمستوى النضج والوعي الذي عبرت عنه المطالب المرفوعة

جسدت بعمق همية الكبرى للشباب داللة على عدالة المطالب التي عبر عنها الشباب والتي إعطاء األ: ثانيا.واالجتماعي واالقتصادي والثقافي لبلدناإشكاالت الواقع السياسي

هذا االهتمام ساهم وسيساهم في تكسير الصورة النمطية عن الشباب المغربي المعتبر: ثالثا.غالبيته غير مسيس وغير واعي بما يجري حوله من أحداث

برى التنصيص على إحداث المجلس كهيأة دستورية يضع على الجميع مسؤولية ك: رابعا.للنهوض بهذه المؤسسة حتى تقوم بأدوارها كاملة

عن مطالبهم ءأجل التعبير الصريح والجريهذا المجلس هو فرصة سانحة للشباب من : خامسا .وانشغاالتهم من داخل المؤسسات ال من خارجها

ل شباب المغرب بمختلف ينبغي أن يكون هذا المجلس القلب النابض ألفكار وطموحات وآما: سادساانتماءاتهم الفكرية والسياسية واالجتماعية والثقافية وغيرها وأن يعبر حقيقة عن مطالب الشباب بكل جرأة ومسؤولية وأن يقدمها للجهات المسؤولة بالصيغة والطريقة التي ستمكنها من الوصول إلى صانعي السياسات

.العمومية الحكوميينعلى للشباب والعمل الجمعوي بمقتضى تحديد االهداف الكبرى للمجلس األعلىإن حرص المشرع:سابعا

من الدستور يعطي ضمانة كبرى لعمل هذه المؤسسة الدستورية بشرط مشاركة الجميع من أجل تحقيق 33الفصل .تلك األهداف بكل تجرد ومسؤولية

ناجح كما أنس التي يبنى عليها كل فعل شبابي ساقية والشفافية والمسؤولية من األتعتبر النزاهة والمصد:ثامنا كبيرة في عمل المجلس ن شانه ان يحقق نتائجاعتماد المقاربة التشاركية في إعداد المنطلقات والتصورات م

.االستشاري للشباب والعمل الجمعويقيقية لحركية إن هذا المجلس هو صورة الشباب المغربي الواعي والفاعل لذلك يجب ان يكون صورة ح:تاسعا

من فرصة ما يشكلهيضا لأو مكانات النقاش واالقتراح والتفاعل إيوية المعهودة فيه لما يتيحه من الشباب وللح.للتواصل بشكل رسمي مع مختلف الفاعلين أيا كانت مواقعهم

ن شانها المساهمة في سس الكفيلة التي مالفعل الجمعوي الجاد من األوالتنميةنعتبر في شبيبة العدالة :عاشرا تكوين وتأطير الفعل الشبابي الجاد والمسؤول، لذلك فأن النهوض بالعمل الجمعوي يعتبر ضمانة كبرى يجب العمل

16

على تطويرها والنهوض بها حتى في مستوى بنيات االستقبال الالزمة لتأطير الشباب المغربي والتعبير عن طموحاته .والدفاع عنها

المجلس االستشاري للشباب و العمل الجمعوي ينبغي أن يركز رى شبيبة العدالة والتنمية أن عمل بناءا على ما سبق ت: على المحاور األساسية التالية

و يتجلى في دور المجلس كرقيب على السياسات العمومية للدولة في العديد من : المحور الرقابي و التتبعبشكل مباشر أو غير مباشر، و كمتتبع و دارس لواقع الشباب المجاالت التي تستهدف الشباب أو المرتبطة بها

. المغربي بناء على ما تم تحقيقه من انجازات أو ما ينتظره هؤالء الشباب من انتظاراتو يتمثل في تقديم عدد من االقتراحات و االستشارات المتعلقة بالشباب للهيئات : المحور التشاوري و اقتراحي

و يمكن أن يقدم . ولة بناء على عملية الدراسة و التتبع الرقابة التي يقوم بها المجلسالرسمية و مؤسسات الدالمجلس في هذا اإلطار مقترحات مشاريع كاملة في عدد من المجاالت المتعلقة بواقع الشباب و توصيات

.للجهاز التنفيدي للدولة و أيضا مقترحات قوانين و تشريعاتو يقتضي من المجلس ربط عالقات مع عدد من الهيئات و : راكة و الوساطةدور التواصل و التنسيق و الش

المؤسسات الوطنية و الدولية بهدف الرفع من أوضاع الشباب في المغرب، بناء على التواصل المعال و الشراكة . في ميادين مختلفة

في التعريف بقضايا الشباب و يقوم على المشاركة على المستوى الوطني و الدولي: الترافع حول قضايا الشبابكما يقوم عمل المجلس على تعزيز . المغربي، و المساهمة في اقتراح حلول لإلشكاالت التي يعاني منها

الوساطة بين الشباب و مؤسسات الدولة، بشكل يسمع صوت الشباب في هذه المؤسسات و يكون الناطق .باسمهم

الشباب والنضال الديمقراطي 3 .

المغربي يمثل ويعبر عن قيم نضالية، كما أنه وطيلة مسار المغرب المستقل شكل طليعة الفعل النضالي ظل الشباب وبفعل هذه التضحيات التي كان .نالت من حياته وحريته ومستقبلهذلك من تضحيات جساماستتبعالمغربي، مع ما

المغاربة ان يعيشوا هامشا من الحرية ابتداء عصبها الرئيس هو الشباب إلى جانب مثقفين وعمال نساء ورجاال، استطاعمن العقدين األخيرين من القرن العشرين، واستمر هذا الهامش في التوسع مع نهاية القرن في مرحلة ما سمي بالتناوب

ع التراجبعد .لكن هذا المسار عرفا تراجعا بينا. التوافقي، ودخول المعارضة السابقة إلى الحكومة للمساهمة في الحكم

17

مايو 16وبعد األحداث اإلرهابية التي شهدتها الدار البيضاء في 2002عن المسار الديمقراطي ابتداء من سنةرادة إلعادة التحكم في المشهد والحياة السياسية الردة سيشهدها المغرب بعد بروز إلكن قمة التراجع او. 2003هذا المشهد العبثي في االنتخابات الجماعية لسنة وذلك من خالل تأسيس حزب الدولة، وكانت ذروة. المغربية، حيث برز التحكم بشكل واضح فيها وفي مخرجاتها، وفي كل هذا كان الشباب مستبعدا، خارج هذه الدينامية 2009

ت كمتنفس الجأ الشباب المغربي إلى فضاءأنوكان من نتائج هذا التحكم واألعطاب السياسية البنيوية . المتحكم فيهاعبير وتصريف مواقفه السياسية والفكرية من هذا المشهد المتسم بالردة السياسية، في هذا السياق اتجه الشباب إلى للت

الفضاء االفتراضي بما هو مجال عمومي افتراضي، غير مسيج وغير متحكم فيه، هذا دون أن نغفل الوجود المادي حركات الشبابية المغربية معروفة بقاعدتها الشابة، وبعض الالميداني لشباب في حركة المعطلين والحركات الحقوقية ال

شبيبة العدالة والتنمية التي انخرطت مبكرا في النضال ضد هذا المسار التراجعي الخطير، سواء في الحمالت منهاو . االنتخابية للحزب او في حمالتها السنوية ووقفاتها الميدانية

ات الحراك العربي الذي دشن في تونس وانتقل بعدها إلى أكثر من دولة لكن مسار التحكم هذا سيتهاوى مع ديناميفبراير ، والتي شهدت تسريعا 20وهنا عاد الفعل الشبابي المغربي إلى واجهة الفعل النضالي عبر حراك . عربية ومغاربية

، الذين توحدت حولهما النعتاق من الفساد واالستبدادلوتكثيفا في مطالب الشباب المغربي والشعب المغربي عموما سواء كانت فاعلة داخل الحقل الرسمي أو واإليديولوجيةمطالب القوى الحية بالمغرب بمختلف توجهاتها السياسية

.هذان العنوانان السياسيان الكبيران اختزال كل المطالب االجتماعية واالقتصادية األخرى. خارجه

نونبر عبر عنها على 25ديد، إلى إجراء انتخابات سابقة ألوانها في هذا المسار الذي أدى بعد التصويت على دستور جأنها األكثر نزاهة في تاريخ االستشارات االنتخابية المغربية، وشهدت فوز حزب العدالة والتنمية فيها، وبالتالي تشكيل

ستحقاقات حاضرا وقد كان الشباب في هذه اال. حكومة جديدة مع حلفائه،كحكومة حائزة على شرعية شعبية مقدرةسواء في الفعل الميداني في الحملة االنتخابية أو كفاعل في التصويت بنسب معبرة عن تحوالت في اتجاه العمل من داخل المجال الرسمي والنضال من خالله لتوسيع اكبر للحريات والممارسة السياسية الشفافة والمستوعبة للشباب

. ياه في بنية السياسيات العموميةكفاعل فيها، ولمطالبه وانشغاالته وقضا

18

الشباب والعمل الشبيبي4.

اعتبرت الشبيبات الحزبية، كمنظمات موازية لألحزاب السياسية المغربية، وأساسا األحزاب الجادة منها والمستقلة عن ية الوطنية، وقد تميزت مركز القرار في الدولة والحزب، مدارس حقيقية للتكوين السياسي وإلعداد األطر الحزبية والسياس

هذه الشبيبات طيلة عقود بخوضها معارك سياسية وطنية هامة، باإلضافة إلى أدوارها على الصعيد العربي واالسالمي .والدولي دفاعا عن القضايا العادلة للوطن واألمة

. د والشأن العام عموماكما اعتبرت هذه الشبيبات مشاتل أساسية لتعزيز انخراط الشباب في العمل السياسي في البالمجتمع المغربي واألمة العربية وقوة فكرية تجديدية في قضايا الفكر والسياسة وااللتزام السياسي، بقضايا وهموم ال

.سالميةاإل

بعض مراكز حزاب السياسية، بإيعاز من وفي السنوات األخيرة ظهرت مجموعة من المنظمات الشبابية المستقلة عن األبقرار مستقل من بعض الفاعلين الشبابيين في المجتمع المدني المغربي، مما جعل البعض يتحدث عن هذه ، أو النفوذ

هذه االخيرة وخصوصا الجادة منها استمرت في ريادتها للعمل الشبيبي لكنالمنظمات كبديل محتمل للشبيبات الحزبية، وهو ما جسدته مختلف المعارك ،ى سياسية التحكم العودة الاتسمت بطير الشباب المغربي في ظروف المغربي، وفي تأ

والقضايا واالنشغاالت التي انخرطت فيها شبيبة العدالة والتنمية مثال، واالحتضان الجماهيري لها، وتمددها العضوي .الكبير

ة الذي يمكن انه ال يمكن ان نغفل أن هناك فتورا على مستوى النشاط الشبيبي، الذي يبقى مرتبطا بهامش االستقالليإالحزبية مختلة ال يمكن إال أن تنتج شبيبات على نفس الشاكلة، ىاإلضافة إلى أن هناك بنأن تتمتع به أية منظمة شبيبية، ب

.ألن أزمة الحزب تنعكس على شبيبته

شبابية تالف وطني يجمع التنظيمات الائة الوطنية للشباب والديمقراطية كوقد عملت الشبيبات الحزبية على خلق الهيئالحزبية الوطنية بهدف التأطير السياسي للشباب المغربي وتكوين أجيال من النخب الشابة داخل التنظيمات السياسية

لشباب في وقد ساهمت في هذا اإلطار في الدفاع عن الالئحة الوطنية ل. الوطنية، والدفاع عن عدة قضايا سياسيةالذي . مقعدا30ي، وبذلك ضمنت الشبيات الحزبية تمثيال في البرلمان ب قره القانون االنتخابأالبرلمان المغربي الذي

.فبراير20ترافق مع بروز الشباب كقوة احتجاجية ونضالية قوية في الحراك المغربي الذي عرف بحركة

لشبيبات في ضعف تفاعل ااساسأني منها الشبيبات الحزبية تتمثل وعموما فإنه يمكن للراصد ان يسجل وجود معيقات تعاكحركات المعطلين والحركات الطالبية بقضاياهممع الحركات االجتماعية التي يوقدها او يحركها الشباب او المعنية

. مما يفرض ضرورة إعادة ربط العالقة بين الشبيبات والقطاعات الفرعية. والتالميذية

19

تغل في الميدان السياسي الصرف وابتعدت بعضها عن هموم الشباب المغربي، حيث ظلت تشإلى ابتعادباإلضافةهذا عن القيام بالدور الفكري التجديدي واالستئنافي ألسئلة النهوض والتحدي ت وتراج. هموم الشبابية اليوميةعن ال.ري والقيمي الحضا

ز انفتاحها على وهذا ما يجعل الشبيبات الحزبية، مدعوة إلى تجديد ذاتها فكريا، وتقوية بنائها التنظيمي واإلشعاعي، وتعزيواالنخراط القوي . مختلف فئات الشباب، واقتحام أنشطة ومجاالت وأوساط تعكس انشغاالت وتطلعات شباب اليوم

في دينامية اإلصالح الناجز والمستمر، ضد كل إرادة للتراجع عن ما حققه المغاربة عموما والشباب خصوصا من مكاسب .من حراكهم السياسي الشبابي

ات التي حققتها الشبيبات في سعيها للتمكين السياسي والقانوني والتمثيلي تقتضي صيانة هذه المكاسب، إن المكتسبوالدفاع عنها على أرض الواقع وتعبئة الشباب لالنخراط في الشأن العام، وأن ال تبقى الالئحة الوطنية نوعا من الريع

وأن الرهان هو النضال . اسي لفئة محظوظة من الشبابالسياسي غير المستحق، أو منفذا للترقي االجتماعي والسيبتأطير الشباب المغربي، والدفاع عن قضاياه ومشاكله وهواجسه، والعودة إلى الفعل في الفضاء نشغالالمحلي واال

.العمومي والتأثير في دينامياته

20

الشباب والعمل الطالبي 5 .

ومتطلباته، حيث أنها كانت وليدة تحول عسير االستقاللنشأت الحركة الطالبية في ظل ظروف ومخاضات مغرب .تزامن وبداية مرحلة جديدة

بالرباط، شكل لحظة تؤرخ لوالدة 1956دجنبر 26وإذا كان تأسيس منظمة االتحاد الوطني لطلبة المغرب بتاريخ بقة، مثل جمعية الطلبة المسلمين عسيرة ، فإنه كان أيضا تتويجا لمسار العديد من الجمعيات والتنظيمات الطالبية السا

) 1948(وجمعية الطالب المغاربة ) 1947(والجمعية العامة لطالب الرباط 1927بشمال إفريقيا التي تأسست سنة ). 1950(واتحاد الطالب المغاربة بفرنسا

بفكر الحركة ، تشكلت جمعيات طالبية كانت متأثرة1956و1912عندما خضع المغرب للحماية الفرنسية بين سنتي وتونس، بحيث كانت هناك رغبة في الجزائرالوطنية المغربية وتأثرت ، بشكل عام، بالجو الذي كان سائدا في كل من

بناء حركة طالبية في منطقة شمال إفريقيا

الطالبية المغربية، رغم أنه عمل يرمي إلى معرفة السياق التاريخي الذي إن تناول الجوانب المتعلقة بنشأة وتطور الحركةأفرز هذه التجربة وكذا الظروف الذاتية والموضوعية التي تحكمت في تطورها وتفاعالتها، السيما خالل المراحل التي

ة قصد إعادة طرح وصياغة فإنه يبرز أهمية وضرورة الوقوف عند هذه التجرب. عرفت فيها مدا نضاليا وجماهيريا كاسحال التغيرات التي للسير بها إلى األمام خصوصا في ظماهية هذه الحركة وتحديد طبيعة وضعيتها الراهنة وسبل تطويرها،

.يشهدها المشهد المغربي بمختلف مستوياته

الت العميقة التي تشهدها ل التحو ظة المغربية بشكل عام مطلوبا في فإذا كان استدعاء النقاش حول واقع الحركة الطالبير الجامعة المغربية، و ما يعرفه المشهد السياسي واالجتماعي واالقتصادي من تغيرات جوهرية، فإن الجدير بالذك

سالمي بالساحة الجامعية الذي ارتبط بمراجعة جذرية وشاملة، قام بها عدد اإلالتيار والنقاش بشكل خاص هو حضور وأعادت بناء . وقف الرافض للعمل النقابي من داخل منظمة االتحاد الوطني لطلبة المغربمن الفاعلين اإلسالميين، للم

ولعل .نسق المشروعية لالختيار النقابي اإلسالمي على أساس تحرير العمل النقابي مما علق به من آثار الفكر الماديالتي على األقل مكنتهم من الزاد الفكري سالمية داخل الجامعة من أفضال هذه المراجعة، الوجود المنظم للمكونات اإل

.والمعرفي للوفاء ببعض مقتضيات التدافع الصعب في الساحة الجامعية

إن الواقع المزري الذي آلت إليه الجامعة المغربية، جراء توالي القرارات والتدابير الفاشلة، مثل من جهة أخرى فخر ما تبقى من مكتسبات التحصيل العلمي آم اإلجهاز على تيالستغاثة بالمخطط االستعجالي، لاإلصالح البيدغوجي وا

و ترتيبه ضمن ،بالمغرب العاليأفق التعليمواقع و كشف الستار عن ي. و المنظومة التربوية ككلللجامعة المغربية،

21

دليل بالبالدالرتب األخيرة، و تقرير المجلس األعلى للتعليم، باإلضافة إلى اإلجماع الوطني الحاصل حول أزمة التعليم.على ذلك

إن عودة الحركة الطالبية المغربية إلى واجهة الفعل السياسي والثقافي أمر مهم ومسؤولية تاريخية، تتحملها القوى والتيارات ذات الرهانات الحضارية الكبرى، خصوصا على الواجهة الفكرية والسياسية، حتى تساهم بشكل واعي

. ومسؤول في بناء الوطن

، الشيء الذي يفرض على الطلبة بشكل عام، "النقابة"يوم عكس الماضي أمام مد السياسة على حساب نا الإنواإلسالميين بشكل خاص، إعادة النظر في موقف الجامعة من السياسة وبالتالي التفكير الجدي في إعادة االعتبار

دخل لتحقيقها وتحقيق التقدم على طريق فجانب من المطالب االجتماعية للطلبة الم. السياسي للطلبة كقوة سياسية.إقرارها سياسي

أما على مستوى العمل الثقافي والذي يعتبر أحد الوظائف األساسية للعمل الطالبي اإلسالمي، لكن ليس بالمنظور الذي .والتصورية للفعل الثقافي" العقدية"عهدناه، بل من زاوية جديدة تعيد بناء المقدمات

سالمي بالجامعة كثيرا على التدين السلوكي وما يثبته من أفعال وتصرفات وهذا مطلوب، ولكن في فقد ركز الخطاب اإلالمقابل لم يعتن بالجوانب الفكرية والثقافية للطالب، حتى أننا قد نصادف حاالت على درجة عالية من االستقامة

وهذا يلح علينا في تأسيس . ابات وانحرافات مزمنةوااللتزام الخلقي ولكنها من الناحية الفكرية والثقافية تعاني من اضطر ، إذ بقدر عنايتنا بالجوانب السلوكية في التدين يجب "التدين الفكري والثقافي"مفهوم جديد يمكن أن نصطلح عليه ب

.أن تكون عنايتنا بالجوانب الفكرية والثقافية

ثقافي اإلسالمي في قضاياه األساسية وأساليبه وأطره فمن المقتضيات األولية لهذا الفهم، ضرورة مراجعة مفهوم العمل الولعل من النتائج األولية لمثل هذا . التنظيمية، حيث يصبح معني أكثر بااللتزام الفكري والثقافي اإلسالمي وما يحققه

تنظيمية التصويب إعادة االعتبار للعلوم اإلنسانية من منظور إسالمي وتطوير النقاش في كافة مجاالتها وخلق فضاءاتوهذا من شأنه أن يحول العمل الطالبي اإلسالمي في جانب منه إلى شبكة ثقافية ترسل موجات . وعلمية تختص بها

وعموما يمكن القول أن األصل في هذه الوظيفة في البدء والختام . ذات ارتباط بالهوية الثقافية والفكرية لألمة" خاصة"وهذا لن . ومنفتحة على العصر تدعم االجتهاد الحضاري األصيل وتعزز مسيرتهأصيلةهو تكريس قيم فكرية وثقافية

.يتحقق إال بالدعم الكامل للجامعة وتيسير سبل الحوار بينها وبين مكوناتها وشركائها

22

الشباب والعمل المدني 6 .

يا ضمن مساحة اهتمام الشباب، ويعتبر رافدا رئيسيا من روافد العمل العام، سوءا من يحتل العمل الجمعوي موقعا أساسحيث تشكيل إطارات ذلك العمل ، أو من حيث حركيتها و مساهماتها من الموقع الخاص بها في تغذية التدافع

يرا جيدا يسهل عليهم امتالك االجتماعي في أبعاده الثقافية و اإليديولوجية إضافة إلى كونه مجاال لتأطير الشباب تأط.واتهم و بطبيعة األدوار الموكولة لهم في معركة االصالح والتغييرذي بالوع

ن واقع الشباب في العمل الجمعوي بالمغرب هو واقع يعبر عن األزمة، أي واقع العجز عن تحقيق األهداف المرتبطة إطنين في الحياة الجمعوية، ثقافة وتربية وإبداعا ، بطبيعته كفاعل مدني تطوعي من أجل تحقيق هدف مشاركة الموا

حل تعقدا وتشابكا، و ذلك راجع شد المراأن المرحلة التي يجتازها هي من أتنا لراهن العمل الجمعوي نستخلص وبمقارنر تجليات زمة البنيوية و الشاملة التي يتخبط فيها مجتمعنا ويمكن حصألاجزءا من ة التي يعاني منها و التي تعتبرزملأل

: واقع الشباب من خالل العمل الجمعوي فيما يلي

انحساره في أوساط الشباب المتعلم *عدم االنفكاك من شروط النخبوية * االنحسار في المدن و الحواضر * .عدم االنتقال من دائرة الممارسة الكمية الى الممارسة النوعية المنتجة*

.وعية لتضافر عدة عوامل منها ما هو موضوعي ومنها ما هو ذاتيوهذه التجليات هي نتيجة طبيعية وموض

فعلى المستوى الموضوعي فإن طموحات الشباب في العمل الجمعوي تحدها جملة من المعوقات سواء على مستوى :البنيات التحتية حيث نجد

ضعف بنيات االستقبال من دور الشباب وطبيعتها وكذلك محتواها. ر الثقافة في البوادي، أو ما يمكن أن يتالئم وخصوصية كل منطقةغياب دور الشباب ودو.

:أو على مستوى اإلطار القانوني من خاللثقل اإلطار القانوني المنظم للعمل الجمعوي.جهات الوصية على العمل الجمعويتعدد ال .

:باإلضافة لالختيارات الثقافية السائدة، وكذا السياسة الممنهجة التي تعمد إلىين ومنحها صفة المنفعة العامة ألهداف سياسويةظو ظخلق جمعيات من بعض المح.

23

التضييق على األنشطة المنظمة من طرف الجمعيات الجادة، ومنع أو التضييق على أنشطتها.:أما على مستوى الضعف الذاتي فيتمثل في

ضعف تكوين الشباب النشيط بجمعيات المجتمع المدني.ة داخل جمعيات المجتمع المدني نفسهاسيادة البيروقراطي .حصر العمل الجمعوي ضمن أهداف ضيقة.عدم احترام ضوابط العمل ومحدداته.الخلط بين العمل الجمعوي والعمل السياسي.تحويل الجمعيات إلى إطارات ونوادي مغلقة نخبوية في انعزالية شبه تامة عن الشباب وهمومه.

زمة العمل الجمعوي بشكل عام والشباب فيه بشكل خاص، المترتبة عن أزمة الديمقراطية إذا كانت هذه بعض تجليات أفاألزمة تتحدد في غياب التصور العلمي للعمل الجمعوي، وغياب تحديد دور هذا األخير . بشكل عام التي يعرفها البلد

.واإلصالحفي التدافع

الذي يمكن أن يشكل رافعة و دعامة لباقي المؤسسات و يساهم لهذا وبالنظر للدور المتنامي للشباب في العمل المدني في حل إشكاالت و معضالت اجتماعية يقع حلها أساسا على عاتق الدولة، فالحكومة المغربية والدولة بصفة عامة مطالبة

رات الشباب اليوم بتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالمجتمع المدني ودور الشباب فيه بتسطير برامج للرفع من قدالمدني وتشجيعه عن طريق سن قوانين تنظم مجال العمل التطوعي و تخصيص ميزانيات مهمة لدعم هيئات المجتمع

.المدني الجادة مع اعتماد الشفافية الضرورية في صرف الدعم العمومي