ملغرب: كتاب ا ملغرب يف حلى املغريب : املؤلف ا بن سعيد ا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

وصلى اهللا على سيدنا حممد نبيه

مملكة قرطبة

أبو العاص احلكم الربضي

ابن هشام بن عبد الرمحن بن معاوية بن هشام

ابن عبد امللك بن مروان

ومولده سنة . أمه زخرف أم ولد: بس ابن حيانوتلخيص ترمجته من مقت. وىل سلطنة األندلس بعد أبويهووىل . سنة ثالث ومخسون سنة. مدته ست وعشرون سنة وعشرة أشهر وعشرة أيام. أربع ومخسني و مائة

.وبيعته يوم اجلمعة ألربع عشرة خلت من صفر سنة مثانني ومائة. وهو ابن ست وعشرين .أمسر طوال حنيف مل خيضب: صفته

وكان أفحل بين أمية باألندلس وأشدهم إقداما وصرامة وأنفة وأهبة . ناثهم ثالثونذكور أوالده عشرون، إوكان يشبه باملنصور العباس يف . وحسن السياسة وإيثار النصفة. وعزة، إىل ما مجع لذلك من جودة الضبط .شد امللك وقهر األعداء وتوطيد الدولة

رتبط اخليول على بابه، وناوأ جبابرة امللوك يف هو أول من استكثر من احلشم واحلفد، وا: وقال الرازي: وكان يقول. ثالثة آالف منهم فرسان وهم اخلرس مسوا بذلك لعجمتهم: أحواله، وبلغ مماليكه مخسة آالف

وكان يستريح إىل لذاته من . ما حتل اخللفاء بأزين من العدل، وال امتطوا مثل التثبت، وال ازدلفوا مبثل العفوومن حكاياته املستحسنة أنه توجه عليه حكم يف أم ولد من . ن خطيبا مفوها أدبيا شاعراوكا. غري إفحاش

وسايره يوما زياد بن عبد الرمحن، و قد أردف زياد ولده خلفه، . القاضي فانقاد للحق، ودفع مثنها ملوالهاإىل األمري، فإنا كنا يف معذرة: فلما انتهى إىل القنطرة وهو حيادثه مسع األذان فقطع زياد حديثه، وقال

حديث عارضه هذا املنادي إىل اهللا تعاىل، وهو أحق باإلجابة، ومر إىل املسجد، فلم ينكر عليه شيئا بل زاده وبلي مبحاربة عميه عبد اهللا وسليمان، و كانا قد خرجا إىل بر العدوة، فلما . حظوة، وكان يكثر من جمالسته

وكان السابق بالعبور عبد اهللا، تعصب معه أهل بلنسية، وتلوم بعده مسعا مبوت الرضا كرا إىل األندلسسليمان بطنجة، فكتب له عبد اهللا، فجاز إليه، وهنض سليمان إىل قرطبة، فهزمه احلكم اهلزمية القبيحة، مث

هزمه أقبح منها، وانكب به فرسه، وسيق أسريا؛ فجاء رسول من احلكم بقتله، فقتل، وشهر رأسه بقرطبة،

واهتم احلكم عمه . سقط يف يد عبد اهللا، فصاحل احلكم على اإلقامة ببلنسية، ومل يزل على ذلك حياة احلكمو .أمية، فحبسه

نسق التاريخ

سنة مثانني ومائة

.غزا بالصائفة احلاجب عبد الكرمي بن عبد الواحد، وقفل مثقال بالغنائم

سنة إحدى ومثانني

.غر األعلى وملك سرقسطةظهر هبلول بن أيب احلجاج جبهة الث .وفيها ثار عبيد بن مخري بطليطلة، فكاتب احلكم أعيانا منها، عملوا يف قتله

سنة اثنتني وتسعني

مجع لذريق بن قارلة ملك اإلفرنج مجوعه وسار إىل حصار طرطوشة فبعث احلكم ابنه عبد الرمحن يف كليب يف السجن بداخل القصر ستا وعشرين ولبث. العساكر فهزمه وفتح اهللا على املسلمني وعاد ظافرا

.سنة، إذ كان األمري هشام هو الذي سجنه، وكان له فيما بعد غزوات يف النصارى واملنافقني ظفر فيها

سنة أربع وتسعني

.حاصر احلكم ماردة بنفسهلثغر تسع وفيها عصى عمروس بالثغر، مث أناب للطاعة، ومات خملصا يف مدة احلكم، فكانت واليته على ا

.سنني وعشرة أشهر وأياما

سنة سبع وتسعني

فيها غزا عبيد اهللا بن عبد اهللا البلنسي صاحب الصوائف، فحل بربشلونة، فلما كان حضور صالة اجلمعة، وقد تقدم يف مالقاة العدو صلى ركعتني، وركب، فنصره اهللا عليهم، فدعا بقناة طويلة، فركزت، وصفت

ارتفعت فوقها، وغيبت سناهنا، فأمر املؤذنني، فعلوها، وأذنوا، فكانت غزوة رءوس النصارى حوهلا، حىت .اختال اإلسالم يف أردية عزهتا دهرا

سنة تسع وتسعني

غزا احلكم طليطلة، وقد أظهر قصد مرسية، فعاث فيهم أشد العيث ونقل وجوههم إىل قرطبة، فذلوا بعدها .دهرا طويال

سنة إحدى ومائتني

.أهل ماردة، وقام بأمرها مروان بن اجلليقيفيها نكث

سنة اثنتني ومائتني

فيها كانت وقعة الربض، كان أصل ما هاجها أن بعض مماليك احلكم دفع سيفا إىل صيقل فمطله، والغالم يتكرر عليه، والصيقل يتهكم به، فأغلظ الغالم للصيقل، وآل األمر إىل أن خبطه به الصيقل، فقتله، وثار

وقته، كأمنا الناس كانوا يرتقبونه، فهتفوا باخللعان، وأول من شهر السالح أهل الربض القبلي بعدوة اهليج لالنهر، مث ثار أهل املدينة واألرباض، واحناز األمويون وأتباعهم إىل القصر، فارتقى احلكم السطح، وحرك

وقتل احلكم بعد ذلك من . الدور حفائظ جنده، فآل األمر إىل أن غلبهم اجلند، وأفشوا القتل، وتتبعوا يفوكان يوم هذه الوقعة يوم األربعاء لثالث عشرة خلت من رمضان . أسراهم حنو ثالمثائة، صلبهم على النهر

فلما كان يف اليوم الثاين أمر هبدم الربض القبلي، حىت صار مزرعة، ومل يعمر طول مدة . سنة اثنتني ومائتنيوبعد ثالثة أيام أمر برفع القتل واألمان على أن . يف غريه باهلدم واإلحراقبين أمية، وتتبع دور أهل اخلالف

خيرجوا من قرطبة، فلحق مجهور منهم بطليطلة وكاتبوا مهاجر بن القتيل الذي كان قد حلق بدار احلرب، عبد اهللا وولوه عليهم، وصار معه حنو مخسة عشر ألفا يف البحر إىل اإلسكندرية، وتقاتلوا مع أهلها فأنزهلم

.بن طاهر جزيرة إقريطش، وكانت حينئذ خالية، فعمروهاصاحب وشقة، وهو ابن عم عمروس صاحب الثغر األعلى، فلما مسع . وكان يف حبس احلكم يومئذ شربيط

.كأين هبم قد مزقوا، فأمر احلكم بصلبه! أهي غنم؟ لو كان هلا راع: بثورة الناس قالندما محى وطيسها بنادرة ما مسع ألحد من امللوك مبثلها، وذلك أنه يف وأغرب احلكم يف بأساء حربه هذه ع

مقامه بالسطح وعند بصره باشتداد احلرب دعا بقارورة غالية فجاءه هبا خادم له، فأفرغها على رأسه، فلم ومن أين يعرف قاتل احلكم ! اسكت ال أم لك: وأية ساعة طيب هذه؟ فقال: ميلك اخلادم نفسه أن قال له

ما استعدت امللوك مبثل : ه من رأس غريه، مث أعتق مماليكه، وواىل اإلحسان عليهم، وجعل يقولرأسوكان ممن هرب من أهل الربض إىل طليطلة الفقيه حيىي بن حيىي مث أمنه . الرجال، وال حامى عنها كعبيدها

ى عند يهودي أحسن احلكم وكان منهم طالوت بن عبد اجلبار املعافري أحد من لقى مالك بن أنس، استخفخدمته، مث انتقل إىل الوزير اإلسكندارين واثقا به، فسعى به إىل احلكم، وأمكنه منه، فوجده أغلظ ما كان

إين أبغضتك هللا وحده، فلم ينفعك عندي ما صنعته معي، وأخربه ما : عليه، فلما قرر عليه ذنوبه قال لهإن الذي أبغضتين من أجله قد صرفين عنك، : ، فقال لهجرى له مع اليهودي والوزير، فرقق اهللا قلبه عليه

ولقد بلغ من استخفاف أهل الربض باحلكم أهنم كانوا ينادونه ليال : قال. ونقص اإلسكندارين يف عني احلكم

ومل يتمل بالعيش بعد هذه الوقعة من علة طاولته أربعة أعوام، . الصالة الصالة يا خممور: من أعلى صوامعهموكان مما نعوه عليه أن جعل العشر ضريبة على الناس بعد أن كان مصروفا إىل . مستغفرا فمات نادما

.أمانتهم

سنة ست ومائتني

. عبد الرمحن مث املغرية، فاخنلع املغرية ألخيه ومات مكرما يف حياته، وله عقب كثري: بايع احلكم البنيه بالعهد .كموفيها تويف احل. واحلكم أول من عقد العهد منهم

. حجب له عبد الكرمي بن عبد الواحد وله ترمجة، وعبد العزيز بن أيب عبدة بعده، وكان زاهدا كثري الصدقةمن أشهر وزرائه فطيس بن سليمان وكتب عنه . صاحب جيوشه وصوائفه ابن عمه عبيد اهللا بن عبد اهللا

ويف مدته مات شهيد بن . موقضاته مذكورون يف ترامجه. وكتب عنه حجاج املغيلي، وهو شاعر. أيضاعيسى الذي ينسب له بنو شهيد يف سنة مثان ومثانني ومائة، ومتام بن علقمة أحد أكابر النقباء، وعبد الواحد

بن مغيث وفطيس بن سليمان، وحجاج املغيلي يف سنة مثان وتسعني ومائة، والفقيه زياد ابن عبد الرمحن .والفقيه املفيت صعصعة بن سالم سنة اثنتني ومائتنياللخمي راوية مالك سنة ست وتسعني ومائة،

ومن اجملاهرين باملعاصي السفاحني للدماء لدينا احلكم صاحب الربض، وقد : وقال ابن حزم يف نقط العروسوأحسن ما أوردوا له من . كان من جربوته خيصى من اشتهر باجلمال من أبناء رعيته، ليدخلهم إىل قصره

:الربضالشعر قوله بعد وقعة وقدما ألمت الشعب مذ كنت يافعا... رأبت صدوع األرض بالسيف راقعا

أبادرها مستنضي السيف دارعا... فسائل ثغوري هل هبا اليوم ثغرة

كأقحاف شريان اهلبيد لوامعا... وشافه على األرض الفضاء مجامجا بوان، وأين كنت بالسيف قارعا... تنبيك أين مل أكن يف قراعهم

فما كنت ذا حيد عن املوت جازعا... ين إذا حادوا سراعا عن الردى وأ ومن ال حيامى ظل خزيان ضارعا... محيت ذمارى فاستبحت ذمارهم

سقيتهم سجال من املوت ناقعا... وملا تساقينا هنال حروبنا فوافوا منايا قدرت ومصارعا... وهل زدت أن وفيتهم صاع قرضهم

ابنه

الرمحن بن احلكمأبو املطرف عبد

. عمره اثنتان وستون سنة. مولده بطليطلة يف شعبان سنة ست وسبعني ومائة. هو بكر والده: من املقتبسوفاته بقرطبة ليلة اخلميس لثالث خلون من ربيع اآلخر . دولته إحدى وثالثون سنة وثالثة أشهر وستة أيام

.سنة مثان وثالثني ومائتنيعين أبوه بتعليمه وخترجيه يف العلوم احلديثة . أن ولده مائة، النصف ذكور: ذكر ابن حزم يف نقط العروس

ووجه عباس بن ناصح إىل العراق يف التماس الكتب القدمية، فأتاه بالسندهند وغريه منها، وهو . والقدميةومن بديع . وكان حسن الوجه هبي املنظر. أول من أدخلها األندلس وعرف أهلها هبا ونظر هو فيها

وكان من أهل التالوة للقرآن واالستظهار . تعارض يف كماله نقص والدته، ألنه ولد لسبعة أشهرالوهو أول من فخم السلطنة . وأطنب يف ذكره يف العلوم وأنه كان يداخل كل ذي علم يف فنه. للحديث

. شبيلية وسورهاوهو الذي بىن جامع إ. باألندلس بأمور يطول ذكرها، من انتقاء الرجال واملباين وغري ذلك .وتولع جواريه ببناء املساجد وفعل اخلري

وهو الذي ميز والية السوق عن أحكام الشرطة املسماة بوالية املدينة، فأفردها، وصري لواليها ثالثني دينارا ار واستفتح دولته هبدم فندق اخلمر وإظه. وكان يقال أليامه أيام العروس. يف الشهر ولوايل املدينة مائة دينار

.ومتلى الناس معه العيش، وخال هو بلذاته، وطال عمره وفشا نسله. الربإنه الذي أحدث بقرطبة دار السكة، وضرب الدراهم بامسه، ومل يكن فيه ذلك مذ فتحها : وقال الرازي

. ويف أيامه أدخل لألندلس نفيس اجلهاز من ضروب اجلالئب لكون ذلك نفق عليه، وأحسن جلالبيه. العربانتهاب الذخائر اليت كانت يف قصور بغداد عند خلع األمني فجلبت إليه، وانتهت جبايته إىل ألف ووافق

وهو الذي اختذ للوزراء يف قصره بيت الوزارة، ورتب اختالفهم إليه يف كل يوم . ألف دينار يف السنةقال ابن . ان سعيداوك. يستدعيهم معه أو من خيتص منهم، أو خياطبهم برقاع فيما يراه من أمور الدولة

ما علمنا أنه خرج عليه مع طول أيامه خارج، خال ما كان من موسى بن موسى بن قسي بناحية : مفرج .ومل يشغله النعيم عن وصل البعوث إىل دار املغرب. الثغر األعلى

ره، وسرق وكان مكرما ألصناف العلماء حمسنا هلم، وكان خيلو بكبري الفقهاء حيىي بن حيىي كثريا ويشاوقد : بعض صقالبته بدرة فلمحه، وملا عدت البدر نقصت، فأكثروا التنازع فيمن أخذها، فقال السلطان

أخذها من ال يردها ورآه من ال يفضحه، فإياكم عن العودة ملثلها فإن كبري الذنب يهجم على استنفاد .العفو، فتعجب من إفراط كرمه وحيائه

.رف وجه مطلبه كان احلرمان أوىل بهمن مل يع: ومن توقيعاته البليغة :ومن مشهور شعره قوله يف جاريته طروب اليت هام هبا

ر طالعة ذكرتين طروبا... إذا ما بدت يل مشس النها وقودى إليهم هلاما مهيبا... عداين عنك مزار العدى

إذا كاد منه احلصى أن يذوبا... أالقي بوجهي مسوم اهلجري وقد دنا من وادي احلجارة، فقام إىل الغسل، وفكره موقوف على اخليال الذي وأجنب يف بعض غزواته

:أجز: طرقه، فاستدعى ابن الشمر وقال له بالليل مل يدر به الداري... شاقك من قرطبة الساري

:فقال بديهة

أهال به من زائر زاري... زار فحيا يف ظالم الدجى ى اجليش، ورجع إىل قرطبة، وكان مولعا بالنساء وال يتخذ فهاج اشتياقه لصاحبة اخليال، فاستخلف عل

.وكملت لذته بقدوم زرياب غالم إسحاق املوصلي. منهن ثيبا ألبتة

ويف مدته يف سنة سبع ومائتني

: أظهر العصيان عم أبيه عبد اهللا، وعسكر مبرسية، وصلى اجلمعة على أن خيرج يوم السبت وقال يف خطبتهذا األمر من عبد الرمحن حفيد أخي فانصرين عليه؛ وإن كان هو أحق به مين وأنا اللهم إن كنت أحق هب

ومل يستتم كالمه حىت ضربته الريح الباردة، فسقط مفلوجا، . صنو جده فانصره علي، فأمنوا على دعائهبد وأحسن ع. فكمل الناس صالهتم بغريه، وافترق اجلمع، وصار إىل بلنسية، فمات هبا سنة مثان ومائتني

وعليه قدم بنو عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم صاحب تيهرت، وأنفق . الرمحن اخللف على ولده .عليهم ألف ألف دينار

.ويف السنة املذكورة

ثارت فتنة تدمري بني اليمن ومضر ودامت سبع سنني، وكان انبعاثها من ورق دالية مجعها مضري من جنان .وكان أكثرها دائرا على اليمانيةميين بغري أمره، فقتله اليماين،

ويف سنة عشر ومائتني

أمر عبد احلرمن عامله جابر بن مالك أن يتخذ مرسية منزال للوالية، وحترك بنفسه إىل حصار طليطلة وماردة، وفتح حصونا كثرية من جليقية، ووصله كتاب صاحب القسطنطينية يذكر ما كان بني السلفني يف

.اوبه بكتاب فيه إحناء على املأمون واملعتصماملشرق واألندلس، فج

ويف سنة مخس وعشرين ومائتني

هلك حممود بنب عبد اجلبار الرببري البطل املشهور املنتزى مباردة الذي دامت حماربته مع أصحاب عبد كان قد فر إىل أذفنش وأراد أن يرجع إىل السلطان وهو حبصن من جليقية، . الرمحن واشتهرت وقائعه

به أذفنش، فجمع ب فرسه يف احلرب وصدم بشجرة بلوط قتلته وبقي جمدال يف األرض حينا، وفرسان فحار .النصارى قيام على ربوة يهابون الدنو إليه وخيافون أهنا حيلة منه

ويف سنة سبع وعشرين ومائتني

و واإلسالم، عصى موسى بن موسى صاحب تطيلة، واستوىل على الثغر األعلى وله وقائع مشهورة يف العد .وغزاه عبد الرمحن غزوات متتابعة إىل أن صاحله

ويف سنة تسع وعشرين

ويوم األربعاء ألربع عشرة خلت من حمرم سنة . ظهرت مراكب األردمانني اجملوس بسواحل غرب األندلسي، ثالثني ومائتني حلت على إشبيلية، وهي عورة، فدخلوها واستباحوها سبعة أيام إىل أن جاء نصر اخلص

:وهزم عنها النصارى املعروفني باجملوس، وعاث يف مراكبهم، ويف ذلك يقول عثمان بن املثىن فقلت إذا جاءوا بعثنا هلم نصرا... يقولون إن األردمانيني أقبلوا

.وبعد هذا بىن سور إشبيلية بإشارة عبد امللك بن حبيب

ويف سنة أربع وثالثني ومائتني

ثالمثائة مركب إىل جزيريت ميورقة ومنورقة إلضرار أهلما مبن مير هبما من جهز عبد الرمحن أسطوال من .مراكب اإلسالم ففتحومها

ويف سنة ست وثالثني ومائتني

اشرهبا أنت، فشرهبا، : كاد نصر اخلصي مواله عبد الرمحن بشربة فيها سم، نبه األمري عليها، فقال له .حىت هلك وخرج، فأشار عليه طبيبه بلنب املعز، فلم يوجد

ويف سنة سبع وثالثني ومائتني

وكان " . أتقتلون رجال أن يقول ريب اهللا : " ادعى بالثغر األعلى النبوة معلم، فقتل، وهو يقول على جذعه " .ال تغيري خللق اهللا : " ينهى عن قص األظفار والشعر، ويقول

.واحتجب عبد الرمحن قبل موته مدة ثالث سنني لعلة أضعفت قواهجب له عبد الكرمي حاجب والده إىل أن تويف، فوىل بعده سفيان بن عبد ربه مث عيسى بن شهيد، وعزله وح

مل خيتلف أحد من شيوخ األندلس أنه ما خدم : بعبد الرمحن بن رستم، مث أعاده إىل وفاته، وقال ابن القوطيةوسيأيت ذكر . لزجايل التاكرينحممد بن سعيد ا: ومن كتابه. بين أمية يف احلجاب أكرم من عيسى بن شهيد

ويف مدته مات عيسى بن دينار الطليطلي الذي قيل إنه أفقه من حيىي بن حيىي، . قضاته يف ترامجهم على نسقوكان له رحلة إىل املشرق وصحب ابن القاسم، ودارت عليه الفتوى، ومات حيىي بن حيىي يف رجب سنة

.أربع وثالثني ومائتنيبين أمية باألندلس عبد الرمحن، وخبيلهم عبد اهللا، وأطنب يف الثناء عليه، وذكر أنه وذكر احلجاري أن جواد

:كتب يوما إىل ندميه ومنجمه عبد اهللا بن الشمر وعقود القطر تنثر؟... ما تراه يف اصطباح ل على مسك وعنرب... ونسيم الروض خيتا

فهو يف الرحيان يعثر... كلما حاول سبقا بق فما يف البطء تعذر... واس ال تكن مهمالة

أن زرياب غناه يوما، فأطربه، فأعطاه ثالثة : وله يف الكرم حكايات، منها. فجاوبه مبا تأخر فيه عن طبقتهوكتب أحد السعاة إليه بأن زرياب مل يعظم يف عينه . آالف دينار، فاحتوشه جواريه وولده، فنثرها عليهم

نبهت على شيء كنا حنتاج التنبيه عليه، وإمنا رزقه نطق على : فوقع ذلك املال، وأعطاه يف ساعة واحدة،لسانك، وقد رأينا أنه مل يفعل ذلك إال ليحببنا ألهل داره، ويغمرهم بنعمنا، وقد شكرناه، وأمرنا له مبثل

.املال املتقدم، ليمسكه لنفسه، فإن كان عندك يف حقه مضرة أخرى، فارفعها إليناني بتثمري اخلراج أن القنطرة اليت بناها جده على هنر قرطبة لو رسم على الدواب ورفع له أحد املستغل

حنن أحوج إىل أن حندث من أفعال الرب : واألمحال اليت تعرب عليها رسم الجتمع من ذلك مال عظيم، فوقعلة لنا، وتبقى أمثال هذه القنطرة، ال أن منحو ما خلده آباؤنا باختراع هذا املكس القبيح، فتكون عائدته قلي

تبعته وذكره السوء علينا، وهال كنت نبهتنا على إصالح املسجد اجملاور لك الذي قد تداعى جداره واختل سقفه، وفصل املطر مستقبل، لكن يأىب اهللا أن تكون هذه املكرمة يف صحيفتك، وقد جعلنا عقوبتك بأن

.فيه منك، وأجره لنا، إن شاء اهللاتصلح املسجد املذكور من مالك على رغم أنفك، فيكون ما تنفق ؟ابنه أبو عبد اهللا حممد كان أخوه عبد اهللا بن طروب قد رشحه أبوه للوالية بعده، وكان نصر اخلصى

يعضده، وخيدم أمه طروب احلظية عند عبد الرمحن األوسط، إال أن عبد اهللا كان مستهترا، منهمكا، يف فما مات أبومها، وكان ذلك بالليل، اتفق رءوس اخلدم أن . يه حممداللذات، فكان أولو العقل مييلون إىل أخ

يعدلوا بالوالية عن عبد اهللا إىل حممد فمر أحدمها إىل منزله وجاء به على بعلة يف زي صبية كأنه بنته تزور :قصر جدها، فلما مر على دار أخيه عبد اهللا، ومسع ضجة املنادمني، وليس عنده خرب من موت أبيه أنشد

والذي حنن فيه أيضا هنانا... هنيئا له الذي هو فيه ف .وملا دخل القصر بعد متنع من البواب، ومت له األمر، تلقاه حبزم، ومل خيتلف عليه أحد من جلة أقاربه

كان حممد حمبا للعلوم مؤثرا ألهل احلديث، عارفا، حسن السرية، وملا دخل األندلس : قال صاحب اجلذوةن بقي بن خملد بكتاب أيب بكر بن أيب شيبة، وقرئ عليه، أنكر مجاعة من أهل الرأي ما فيه من أبو عبد الرمح

اخلالف، واستشنعوه، وبسطوا العامة عليه، ومنعوا من قراءته، إىل أن اتصل ذلك باألمري حممد، فاستحضره وقد ظنوا أنه موافقهم وإياهم، واستحضر الكتاب كله، وجعل يتصحفه جزءا جزءا، إىل أن أتى على آخره،

هذا كتاب ال تستغين خزانتنا عنه فانظر يف نسخه لنا، مث قال لبقي : على اإلنكار عليه، مث قال خلازن الكتبفنهاهم أن يتعرضوا . انشر علمك، وارو ما عندك من احلديث، واجلس للناس حىت ينتفعوا بك: بن خملد

.لهالعزيز أعظم وزرائه، واشتمل عليه اشتماال كثريا، وكان وكان حممد قد فوض أمور دولته هلاشم بن عبد

وكان يقدمه على العساكر، فخرج مرة إىل غرب . هاشم تياها، معجبا، حقودا، جلوجا، فأفسد الدولةاألندلس ليقمع ما هنالك من الثوار فأساء السرية يف احلركة والنزول واملعاملة مع اجلند، فأسلموه، وأخذ

وأهنضه مرة مع ابنه املنذر إىل ثغر سرقسطة، فأساء األدب معه حىت أحقده . فتدى بأموال عظيمةأسريا، مث اوما مات حممد حىت خرقت اهليبة، . وأتلف حمبته ملا صارت السلطنة إليه، وثارت الثوار يف األندلس بسببه

مدة حياهتما إىل أن مخدت بالناصر وزال ستر احلرمة، و استقبل ابنه املنذر مث عبد اهللا نريان الفتنة، فأصلتهما .وكانت وفاة السلطان حممد يف آخر صفر سنة ثالث وسبعني ومائتني. عبد الرمحن

؟؟

ابنه

أبو احلكم املنذر بن حممد

ويل بعد أبيه، فلم تكن له مهة أعظم من خداع وزير أبيه هاشم بن عبد العزيز إىل أن وثب عليه، وسجنه أسلفه من ذنوبه املوبقة، مث أخرجه، وأتى به إىل دار عظيمة كان قد شيدها، وأثقله باحلديد، وذكره ما

مث . وقصر عليها مجيع أمانيه، وضرب عنقه فيها، وفتك يف أوالده وخملفيه أشد الفتك وشفى غيظه الكامنشتر بني أخذ يف التجهيز إىل قتال عمر بن حفصون الثائر الشديد يف الثوار، وكان قيامه وامتناعه يف قلعة بب

رندة ومالقة، وقد وقفت عليها، وهي خراب، وكانت من أمنع قالع األندلس ال ترام، وال خيشى من فيها إال من األجل، فحصره فيها، فيقال إن أخاه عبد اهللا، الذي وىل بعده وكان حاضرا معه دس إىل الفاصد

عبد اهللا حبمله إىل قرطبة، وحصلت له ماال على أن يسم املبضع، ففعل ذلك، فمات املنذر، وبادر يف احلنيوكان املنذر قد ترشح يف مدة أبيه لقود العساكر، وعظم أمره، واشتدت صولته، وكان شكس . السلطنة

.األخالق مر العقاب، ومل تطل مدته .وذكر صاحب اجلذوة أنه كان مولده يف سنة تسع وعشرين ومائتني

وقد : قال احلميدي. ومات يف سنة مخس وسبعني ومائتني. فاتصلت واليته سنتني غري مخسة عشر يوما .انقرض عقب املنذر

املستكفي

حممد بن عبد الرمحن بن عبيد اهللا

ابن عبد الرمحن الناصر

بويع حممد بن عبد الرمحن الناصري يوم قتل عبد الرمحن املستظهر يوم السبت لثالث خلون : قال ابن حيانعمائة، فتسمى باملستكفي باهللا، امسا ذكر له، فاختاره لنفسه، وحكم به من ذي القعدة سنة أربع عشرة وأرب

سوء االتفاق عليه، ملشاكلته لعبد اهللا املستكفي العباسي أول من تسمى به يف أفنه ووهنه، وختلفه وضعفه، هذا بل كان هذا زائدا عليه يف ذلك، مقصرا عن خالل ملوكية كانت يف املستكفي مسيه، مل حيسنها حممد

من توثبهما يف الفتنة، واستظهارمها بالفسقة، واعتداء كل : لفرط خنلفه، على اشتبامها يف سائر ذلك كلهواحد منهما على ابن عمه، وتولع كل واحد منهما شأنه بامرأة خبيثة، فلذلك حسناء الشريازية وهلذا بنت

مل يكن من األمر يف ورد وال صدر، و: قال. سكرى املورورية، وكل واحد منهما خلع، وتركه أبوه صغريابلغت به احلال قبل متلكه إىل أن كان يستجدي الفالحني، ومل جيلس يف . وإمنا أرسله اهللا على األمة حمنةخنق ابن عمه ابن العراقي، وسجن ابن حزم وابن عمه أبا املغرية، . اإلمارة يف تلك الفتنة أسقط منه

.، وهرب بني النساء لتخنيثه، ومل يتميز منهنواستؤصلت يف مدته باهلدم قصور الناصر

املعتد باهللا أبو بكر

هشام بن حممد بن عبد امللك

ابن الناصر املرواين

وكان مقيما بالبونت عند . أن أهل قرطبة اتفقوا بعد ذهاب الدولة احلمودية بعد طول مدة عليه: من اجلذوةيع األول سنة مثان عشرة وأربعمائة، فبقي مترددا يف صاحبها حممد بن عبد اهللا بن القاسم، فبايعوه يف رب

الثغور ثالثة أعوام غري شهرين، إىل أن سار إىل قرطبة، ومل يبق إال يسريا حىت خلع، وانقطعت الدولة .املروانية من يومئذ يف سنة عشرين وأربعمائة

ومن كتاب السلوك يف حلى امللوك

أبو احلزم جهور بن حممد

اهللا ابن حممد بن الغمر بن حيىي بن عبد الغافرابن أيب بن جهور بن عبيد

عبدة الكليب موىل بين أميةكان من وزراء الدولة العامرية، قدمي الرئاسة، موصوفا بالدهاء والسياسة، ومل يغري أمرا توجبه اململكة، حىت

وكان حرما . ولتهوأحسن ترتيب اجلند، فتمشت د. إنه بقي يؤذن على باب مسجده، ومل يتحول عن داره :يلجأ إليه كل خائف وخملوع عن ملكه، إىل أن مات يف صفر سنة مخس وثالثني وأربعمائة، فوىل بعده

ابنه

أبو الوليد حممد بن جهور

ونشأ له ولدان تنافسا يف الرئاسة، واضطربت هبما الدولة، وجاء املأمون ابن ذي النون حماصرا لقرطبة من تمد بن عباد، فوجه هلم ابنه الظافر بعسكر، فأقلع املأمون عنهم، فغدرهم الظافر، طليطلة، فاستغاثا باملع

وأخذ قرطبة منهم، ومحلهم إىل شلطيش، فسجنوا هنالك، وأقام الظافر ملكا، إىل أن دخل عليه بالليل حريز .بن عكاشة، فقتله، وصارت قرطبة للمأمون بن ذي النون

. عليها ابنه املأمون بن املعتمد، فأقام فيها إىل أن قتله خبارجها امللثمونمث وصل إليها املعتمد بن عباد، ووىل .وتواىل عليها والة امللثمني إىل أن ثار فيها أمحد بن حممد بن محدين قاضيها

مث تغلب عليها حممد بن . مث صارت لعبد املؤمن فتوالت عليها والة دولته إىل أن صارت للمتوكل ابن هود الثائر بأرجونة إىل أن توجه إىل إشبيلية، فعادت إىل ابن هود، فحصرها أذفنش النصراين ملك األمحر املرواين

.واهللا يعيدها مبنه وحوله. طليطلة فأخذها، وخرج منها أهلها

السلك

القرشيون

من كتاب رغد العيش يف حلى قريش

.فمن بين العباس

الزاهد أبو وهب عبد الرمحن العباسي

ه يقال إنه من بين العباس، وكان منقطع القرين يف الزهد والورع، جماب الدعوة، ذكر ابن بشكوال أنوما زالت الربكة وإجابة الدعوة متعرفة عند قربه، وكان . مقبوال يف الناس، ال يكلم أحدا، وال جيالسه

.بظاهر قرطبة .ريةأريد سفرا فمات إىل أيام يس: ما هذا؟ فقال: وباع ماعونه قبل موته، فقيل له

وكان قد طرأ على قرطبة من املشرق، وأخفى نسبه، كان متفننا يف أطراف من العلوم، ومن مل يتكشف على .حاله يظهر له أنه مدخول العقل

.أي وحله: وكان ال يأنس إال مبن يعرفه، وكان أكثر دهره مفكرا، وجهه على ركبته، مث يرفع رأسه، فيقول :وأنشد له ابن بشكوال

أحسن الناس إن تفكرت حاال... ليت اليت قد تراين أنا يف حا أرض، أسقى من املياه زالال... منزيل حيث شئت من مستقر ال

من مغري، وال ترى يل ماال... ليس يل كسوة أخاف عليها مث أثين إذا انقلبت الشماال... ؟أجعل الساعد اليمني وسادي

فتدبرهتا فكانت خياال... قد تلذذت حقبة بأمور .وتويف بقرطبة سنة أربع وأربعني وثالمثائة، عن تسعني سنة يف أيام الناصر، وكان حفل جنازته عظيما

اشهد يف غد إن شاء اهللا جنازة الرجل : وقيل أنه مل يبق أحد من أهل قرطبة ال ومسع عند بابه من يقول .الصاحل يف مقربة بين هائل، فإذا خرج إىل الباب مل جيد أحدا

جاري أن أبا وهب لقيه مرة غالم وغد خبارج قرطبة، فآذاه بلسانه، مث أراد أن يرميه بطوبة، فجعل وذكر احلهذه : ، فوقعت عني أيب وهب على طوبة، فقال له!يا علي طوبة أضرب هبا هذا األمحق: يبحث عنها، ويقول

نظر إىل استيالء النور وكان إذا أصبح، و. طوبة خذها، فابلغ هبا غرضك، فارتاع الغالم وأخذته كالرعدة. اللهم إنك أمرتنا بالدعاء إذا أسفرنا، فاستجب لنا، كما وعدتنا: على الظلمة، رفع يديه إىل السماء، وقال

اللهم ال . اللهم ال تشغلنا فيه بغريك. اللهم ال تسلط علينا يف هذا اليوم من ال يراقب رضاك وال سخطكمن قلوبنا الطمع يف هذه الفانية، كما حموت هبذا النور هذه اللهم امح . جتعل رزقنا فيه على يد سواك

.يا أرحم الرامحني يا غياث من ال غياث له. اللهم إنا ال نعرف غريك فنسأله. الظلمة .االعتزال ملك من ال مال له وال أعوان، ال جيد من ينازعه، وال من يستطيل عليه: وقال

ومن بين أمية

مروانبشر بن عبد امللك بن بشر بن

أن أباه قتل مع يزيد بن عمر بن هبرية، ودخل بشر إىل األندلس يف صدر أيام عبد الرمحن : من املقتبس .الداخل، وكان من فتيان قريش وأدبائهم وشعرائهم، وحماسنه كثرية

وذكر احلجاري أن عبد الرمحن كان حيبه ويشاوره، وهو الذي أشار عليه باصطناع الرببر واختاذ العبيد، :وأنشد له صاحب السقط. ستعني هبم على العربلي

ليايل وال عطف لديك وال وصل... حنانيك ما أقسى فؤادك تذهب ال فكيف على أبنائهم حيسن البخل... وإين من قوم هم شرعوا الندى

أيوب بن سليمان السهيلي

كان بقرطبة خيدم ابن أنه من ولد سهيل بن عبد العزيز بن مروان، ممن مخل ذكره بالفتنة، : من السقط :احلاج، فلما ثار ابن احلاج يف مدة امللثمني أنشده قصيدة منها

قطعت به األيام فالصرب ضائع... إذا أنا مل أبلغ بك األمل الذي إن مل يكن ما ارتقبته فليكن وعد والتفات، أتعلل هبما، وأعلم منهما أين يف فكر : فاعتذر له بالفتنة، فقال

.يطمس أنوار اآلمال، ويغلق أبواب الرجاء األمري، فالسكوتوكان قد حرضه على ابن محدين، فلما ظفر ابن محدين حصل يف يده أيوب، فكلمه بكالم أالن به قلبه، إال

:أنه أمره أن يغيب عنه، فرحل إىل سرقطسة وملكها ابن تيفلويت، فكتب إىل وزيره ابن باجة ين دلين ما أصنعرقت األما... يا من به الذ العفاة وحنوه

جوع ومثلي للورى ال خيضع... إن صنت وجهي عن سؤال مت من احلمد هللا الذي : فتسبب له يف إحسان من قبل امللك، على أن يرحل عن بلدهم فرارا من هذا النسب، فقال

ول من أسعدنا به أوال، وأشقانا به آخرا واتفق له يف طريقه أن أكرمه بدوي نزل عنده، وقد ختيل أنه رسبعض ملوك امللثمني، أو ممن يلوذ هبم، فلما أعلمه غالمه أنه من بين أمية هاج وأخذ رحمه، وحلف أن ال يبقى

:وله من شعر. إذا سئلت عين فقل إنه من اليهود، فإنه أمشى حلالنا: فقال لغالمه. له يف منزل إليك من قبل احلمام املصيب... قرطبة الغراء هل أوبة

وكيف أنساك وفيك احلبيب... ه ديدنا ذكرك قد صريت .ومات بسرقطسة يف املائة اخلامسة

بشر بن حبيب بن الوليد بن حبيب

؟

املعروف بدحون

ذكر صاحب السقط أن جده حبيب بن عبد امللك بن عمر بن الوليد بن عبد امللك بن مروان، صاحب ية واألخالق امللوكية واألدب، وأنشد له ووصفه بالفروس. طليطلة، وبنو دحون أعيان بلكونة، رأسوا هبما

:قوله كيف باهللا ساكن اجلزع بعدي... قل لربق أضاء من حنو جند أم ترى البني قد أخل بعهدي... أتراهم على العهود أقاموا كيف يرجى وفاؤه يف البعد... من يكن يف الدنو غري ويف

:وملا قال: قال بلغ ما ال يبلغ األجلنارا وأ... ألضرمن مجيع األرض قاطبة

وبارتقائي يف العليا جرى املثل... أنا الذي ليس يف الدنيا له مثل مث تشفع فيه، فسرحه، فرحل إىل املشرق وحج، وروى احلديث، وجاء إىل . سجنه عبد الرمحن األوسط .األندلس يف صورة أخرى

لق يف اجلامع، إىل أن هناه عبد الرمحن وذكره ابن حيان يف املقتبس وأنه قدم األندلس بعلم كثري، وكان يتح .عن ذلك

ومن بين خمزوم

أبو الوليد أمحد بن زيدون املخزومي

زعيم الفئة القرطبية، ونشأة الدولة اجلهورية، الذي هبر يف نظامه، وظهر كالبدر ليلة متامه، : من القالئدومل يطلعه إال يف مساء مؤانسات فجاء من القول بسحر، وقلده أهبى حنر، مل يصرفه إال بني رحيان وراح،

وأفراح، وال تعدى به الرؤساء وامللوك، وال تردى منه إال حظوة كالشمس عند الدلوك، فشرف بضائعه، وأرهف بدائعه وروائعه، وكلفت به تلك الدولة حىت صار ملهج لساهنا، وحل من عينها مكان إنساهنا،

بكعبته وطافا، وسقياه من تصافيهما نطافا، وكان يعتد ذلك وكان له مع أيب الوليد ابن جهور تآلف أحراما حساما مسلوال، ويظن أنه يرد به صعب اخلطوب ذلوال، إىل أن وقع له طلب أصاره إىل االعتقال، وقصره عن الوخد واإلرقال، فاستشفع بأيب الوليد وتوسل، واستدفع به تلك األسنة املشرعة واألسل، فما ثىن إليه

وال كف عنه فنون صرفه، فتحيل لنفسه، حىت تسلل من حبسه، ففر فرار اخلائف، وسرى إىل عنان عطفه،إشبيلية سرى اخليال الطائف، فوافاها غلسا قبل اإلسراج واإلجلام، وجنا إليها برأس طمر وجلام، فهشت له

هللا بن عباد، وحصل عند املعتضد با. الدولة، وباهت به اجلملة، فأمحد قراره، وأرهفت النكبة غرارهكالسويداء من الفؤاد، واستخلصه استخالص املعتصم البن أيب دؤاد، وألقى بيديه مقاد ملكه وزمامه،

واستكفى به نقضه وإبرامه، فأشرقت مشسه وأنارت، وأجندت حماسنه وغارت، وما زال يلتحف حبظوته، وقد أثبت من . طالعة، وزهرة يانعة ويقف بربوته، حىت أدركه محامه، ولقى السرار متامه، فأخىب منه شهبا

مقاله، يف سراحه واعتقاله، ومقامه وانتقاله، ما هو أرق من النسيم، وأشرق من احمليا الوسيم، من ذلك قوله :متغزال

قد ضاق يب يف حبك املذهب... يا قمرا أطلعه املغرب فاصفح أيها املذنب! صدقت... ألزمتين الذنب الذي جئته

أن عذايب فيك مستعذب... ما مر يب وإن من أغرب ورحل عنه من كان يهواه، وفاجأه ببينه ونواه، فسايره قليال وما شاه، وهو يتوهم أمل الفرقة حىت غشاه،

واستعجل الوداع، ويف كبده ما فيها من االنصداع، وأقام يومه حبالة املفجوع، وبات ليله منافر اهلجوع، :يردد الفكر، وجيدد الذكر، فقال

ذائع من سره ما استودعك... ودع الصرب حمب ودعك زاد يف تلك اخلطا إذ شيعك... يقرع السن على أن مل يكن

حفظ اهللا زمانا أطلعك... يا أخا البدر سناء وسنا

بت أشكو قصر الليل معك... إن يطل بعدك ليلي فلكم :رةوقال يتغزل يف والدة بنت املستكفي اليت كان يهواها، وكانت شاع

أنستك دنياك عبدا أنت دنياه... يا نازحا، وضمري القلب مثواه فليس جيري ببال منك ذكراه... أهلتك عنه فكاهات تلذ هبا اهللا يعلم واأليام معناه... عل الليايل تبقيين إىل أمد

:وكتب إىل ابن عبد العزيز صاحب بلنسية

ريح معطرة النسيم... راحت فصح هبا السقيم ال فهي تعبق يف الشميم... ة هبت قبو مقبول

!سية لرياها منيم؟... أفضيض مسك أم بلن لفىت حيل به كرمي... بلد حبيب أفقه له نداء مغلوب العزمي... إيه أبا عبد اإلل

قك، فالعذاب به أليم... إن عيل صربي من فرا نفس، فأنت هلا قسيم... أو أتبعتك حنينها

د سرى فربح بالسليم. ..ذكرى لعهدك كالسها ين يف زمامك بالذميم... مهما ذممت فما زما

ع يشوق ذكراه الفطيم... زمن كمألوف الرضا ي بذلك املرأي الوسيم... أيام أعقد ناظر

يف ثوب أواه حليم... فأرى الفتوة غضة ك من فؤادي يف الصميم... اهللا يعلم أن حب

مقيمجسم، فعن قلب ... ولئن حتمل عنك يب وله يف والدة القصيدة اليت ضربت يف اإلبداع بسهم، وطلعت يف كل خاطر ووهم، ونزعت منزعا قصر

:عنه حبيب وابن اجلهم شوقا إليكم، وال جفت مآقينا... بنتم وبنا، فما ابتلت جواحننا يقضى علينا األسى، لوال تأسينا... تكاد حني تناجيكم ضمائرنا سودا، وكانت بكم بيضا ليالينا... ت حالت لفقدكم أيامنا فغد

ومورد اللهو صاف من تصافينا... إذ جانب العيش طلق من تألفنا قطوفها، فجنينا منه ماشينا... وإذ هصرنا غصون الوصل دانية كنتم ألرواحنا إال رياحينا... ليسق عهدكم عهد السرور، فما

ال يبلى ويبلينا حزنا مع الدهر... من مبلغ امللبسينا بانتزاحهم أنسا بقرهبم، قد عاد يبكينا... أن الزمان الذي كنا نسر به

بأن نغص، فقال الدهر آمينا... غيظ العدا من تساقينا اهلوى فدعوا وانبت ما كان موصوال بأيدينا... فاحنل ما كان معقودا بأنفسنا فاآلن حنن وما يرجى تالقينا... وقد نكون وما خيشى تفرقنا

رأيا، ومل نتقلد غريه دينا... مل نعتقد بعدكم إال الوفاء لكم أن طال ما غري النأي احملبينا... ال حتسبوا نأيكم عنا يغرينا

؟واهللا ما طلبت أهواؤنا بدال منكم، وال انصرفت عنكم أمانينا وال اختذنا بديال منك يسلينا... وال اختذنا خليال عنك يشغلنا

من كان صرف اهلوى والود يسقينا... غاد القصر فاسق به يا ساري الربق من لو على البعد حيي كان حييينا... ويا نسيم الصبا بلغ حتيتنا

وردا جناه الصبا غضا ونسرينا... يا روضة طاملا أجنت لواحظنا مىن ضروبا، ولذات أفانينا... ويا حياة متلينا بزهرهتا

يف وشي نعمي سحبنا ذيلها حينا.. .ويا نعيما خطرنا من غضارته وقدرك املعتلي عن ذاك يغنينا... لسنا نسميك إجالال وتكرمة

فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا... إذا انفردت، وما شوركت يف صفة والكوثر العذب زقوما وغسلينا... يا جنة اخللد، بدلنا بسلسلها ض من أجفان واشيناوالسعد قد غ... كأننا مل نبت، والوصل ثالثنا

حىت يكاد لسان الصبح يفشينا... سران يف خاطر الظلماء يكتمنا

عنه النهى وتركنا الصرب ناسينا... ال غرو يف أن ذكرنا احلزن حني هنت مكتوبة وأخذنا الصرب تلقينا... إنا قرأنا األسى يوم النوى سورا

فيظمينا شربا وإن كان يروينا... أما هواك فلم نعدل مبنهله سالني عنه ومل هنجره قالينا... مل جنف أفق مجال أنت كوكبه

فينا الشمول وغنانا مغنينا... نأسي عليك إذا حثت مشعشعة مسا ارتياح وال األوتار تلهينا... ال أكؤس الراح تبدي من مشائلنا

فاحلر من دان إنصافا كما دينا... دومي على الوصل ما دمنا حمافظة فالطيف يقنعنا، والذكر يكفينا... اء وإن مل تبذيل صلة أبدي وف

بيض األيادي اليت ما زلت تولينا... ويف اجلواب متاع، إن شفعت به صبابة بك خنفيها فتخفينا... عليك مين سالم اهللا ما بقيت

:وقال فيها ومستغشا لناصحيه... يا مستخفا بعاشقيه

السلو فيه حىت أطعنا... ومن أطاع الوشاة فينا بطالن ما كنت تدعيه... قد بدا يل ! احلمد هللا

ويغلب الشوق ما يليه... من قبل أن يهزم التسلي :وقال

ويظلم يل النهار، وأنت مشسي... أيوحشين الزمان وأنت أنسي فأجين املوت من مثرات غرسي... وأغرس يف حمبتك األماين

ظلما ببخسوبعت موديت ... لقد جازيت غدرا عن وفائي فديتك من مكارهه بنفسي... ولو أن الزمان أطاع حكمي

:وله وقد زهرت فيه األزاهر كالزهر... كأن عشي القطر يف شاطئ النهر

لتغليف أفواه بطييبة اخلمر... ترش مباء الورد رشا وتنثين :وقوله

ال بد يل أن أسهرك... يا ليل طل أو ال تطل بت أرعى قمركما ... لو بات عندي قمري

:وقوله يف بين جهور أصحاب قرطبة جناين، فما بال املدائح تعبق... بين جهور أحرقتم جبفائكم تطيب لكم أنفاسه وهو حيرق... تظنونين كالعنرب الورد إمنا إنه كان ساحمه اهللا ممن ال يرجى خريه، وال يؤمن شره، والعجب أنه سلم من : وقال فيه صاحب الذخرية

.بن عباد، مع كونه كان مدبر دولته، ومل يسلم له أحد من أصحابهاملعتضد .ووىل ولده بعده وهو أبو بكر وزارة املعتمد بن عباد

ومن كتاب تلقيح اآلراء يف حلى احلجاب والوزراء

أبو بكر بن ذكوان

:ورثاه أبو الوليد بن زيدون بشعر منه األمثال ضربت به يف السؤدد... يا من شآ األمثال منه بواحد

إنه أبو بكر حممد بن أيب العباس أمحد بن عبد اهللا بن ذكوان، : وذكره ابن حيان يف كتاب القضاة، وقالكان أبوه قاضي القضاة، وإن أعيان قرطبة هتفوا باسم أيب بكر يف القضاء عند والية أيب احلزم بن جهور،

نا ومروءة وثروة، فأمضى له الوالية ابن وأمجعوا على أنه يف الكهول حلما وعلما ونزاهة وعفة وتصاوجهور، فامتنع إىل أن كثروا عليه، فقبل ذلك، فنصر احلق، فأمجعوا على مقته، فعزل نفسه غرة شعبان سنة

ومات إثر والية صديقه أيب الوليد ابن جهور يوم الثالثاء لثالث . ومدته سنة غري ثالثة أيام. ثالثني وأربعمائةسنة مخس وثالثني وأربعمائة؛ ومل يتخلف عنه كبري أحد من أهل قرطبة، وأتبعوه ثناء خلت من ربيع األول

.مجيال، و مولده يف رجب سنة مخس وتسعني وثالمثائة

أبو إسحاق

إبراهيم بن عبيد اهللا املعروف بالنوالة

ائل، وأنه كان وصفه احلجاري بأنه حبر أدب ليس له ساحل، وأفق رئاسة قد زينه اهللا بنجوم املكارم والفضممن يؤخذ من ماله وأدبه، وأنه استعان خبزائن كتبه العظيمة على ما صنفه يف كتاب املسهب، وكتب له

أنا عاتب على سيدي عتبا ال : رسالة يعتبه فيها على كونه دخل قرطبة فلم يبادر إىل االجتماع به، أوهلاوبعد هذا فإين أخبط خبط : وختمها بقوله. انمتحوه حبور البالغة، وال حتمله يد االعتذار على مر الزم

.عشواء يف تيه ظالم، فأطلع على صبح وجهك، لنبصر به سبل اهلداية، على جري عادتك يف تلك األيام :ومما أنشد من شعره قوله

وجملس قد زينته بدور... بادر إىل شاد وكأس تدور وترقص القضب وتشدو الطيور... يف جنة تضحك غدراهنا

شق له الزهر جيوب السرور... دا الرعد هبا مطربا ملا غ .وبلغ يف دولة امللثمني من اجلاه واملال والذكر بقرطبة ما مل يبلغه أحد

ومن كتاب أردية الشباب يف حلى الكتاب

حممد بن أمية

موىل معاوية بن يزيد بن عبد امللك

.كتب عن هشام بن عبد الرمحن، وكان والده كاتبا لعبد الرمحنومن تاريخ ابن حيان أنه كتب عن احلكم بن هشام فأهتمه بوالئه لعمه سليمان الثائر عليه معزله وكان

:سليمان قدهم بالركون حىت كتب إليه ابن أمية إن املدير عليك الرأي شيطان... ال تقبلن عهودا ال وفاء هلا

أعجازها لك إن حصلت خطبان... إن الصدور اليت استعذبت أوهلا ذاك املربأ من نقص سليمان... ف املقام بأرض ليس ميلكها كي

.وذكر الفرضي أنه مات خامال يف مدة عبد الرمحن بن احلكم وبيته بيت كتابة ورئاسة

أبو القاسم إبراهيم بن اإلفليلي

ين، ذكر ابن حيان أنه بذ أهل زمانه بقرطبة يف علم اللسان والضبط لغريب اللغة، واملشاركة يف بعض املعا .وكان غيورا على ما حيمل من ذلك، كثري احلسد، راكبا رأسه يف اخلطأ البني إذا تقلده

واستكتبه املستكفي فربد، ووقع كالمه خاليا من البالغة، ألنه كان على طريقة املعلمني، فزهد فيه، وما .ام، فسجن يف املطبقوحلقته هتمة يف دينه أيام هش. بلغين أنه ألف شيئا إال كتابه يف شعر املتنيبوهو أشدهم ضنانة بأال يكون باألندلس : قال يف كالم، وصفه فيه. وابن شهيد كثري الوقوع فيه والتندير به

حمسن سواه، وكان الرأي عندي له أن يسكن أرض جليقية، حىت ال يسمع خلطيب فيها ذكرا، وال حيس يب، وال جلسته جلسة عامل، وال أنفه أنف كاتب، لشاعر شعرا، فينعم هنالك فردا، وليست شيبته شيبة أد

.وال نغمته نغمة شاعروأما أبو القاسم بن اإلفليلي فمكانه من نفسي : وقال يف رسالته اليت مساها بالتوابع والزوابع على لسان اجلن

ان يا أنف الناقة بن معمر، من سك: فصاحا. مكني، وحبه بفؤادي دخيل، على أنه حامل علي، ومنتسب إىل :خيرب، فقام إليهما جين أمشط ربعه يتظالع يف مشيه كاسرا لطرفه، زاويا ألنفه، وهو ينشد

ومن يسوى بأنف الناقة الذنبا؟... قوم هم األنف واألذناب غريهم : ال اعرف على من قرأ؟ فقلت يف نفسي: ما قولك فيه يا أنف الناقة؟ قال. هذا صاحب أيب القاسم: فقاال يل

وكان : وأنا أيضا ال أعرف على من قرأت؟ قال؛ ملثلي يقال هذا الكالم؟ فقلت: فقلت! لعصيةالعصا من ا: قلت. فناظرين على كتاب سيبويه: قال. هو عندي يف زنبيل: قلت. ماذا؟ قال فطارحين كتاب اجليل

.خريت اهلرة عندي عليه :لهكان بارد النظم والنثر، مل يندر له من شعره إال قو: وقال احلجاري

وأصبحت يف شربه ذا انقطاع... صحبت القطيع ونادمته كأنس الرضيع بثدي الرضاع... وأبصرت أنسي به وحده

:وهو القائل يف حيىي بن محود من قصيدة يكفي منها ما يكفي من الترياق: قال يا بن من ما مثله بشر... أنت خري الناس كلهم

ضرقيل هذا البدو واحل... فإذا ما حلت بينهم هذه عقد ذنب : وأنشدهتما ألحد األدباء، فقال يل عندما مسع عجز األول ورأى ترادف امليمات: قال

!سبحان من أخلى خاطر هذا الرجل من التوفيق، وجعله خيرى على فمه: العقرب، فلما مسع الثاين قال

أبو حيىي أبو بكر بن هشام

وكان . واإلشارة إليه بأنه شيخ كتاب األندلس. يةهو ممن قرأت عليه وأدركته يكتب عن الباجي ملك إشبيلسهل الطريقة، كتب عن املأمون أيام واليته قرطبة، مث حلق بالبياسي الثائر، وكتب عنه، مث قتل البياسي،

.فاستخفى، مث حلق بإشبيلية :وتسبب إىل املأمون، وأنشده قصيدة منها

قدمخصمان فاحكم لليت هي أ... موالي إن بلييت مع خدميت يا هذا قد أكثرت علينا من الرقاع، وقد أمضينا لك حكم ابن : مث أكثر عليه من الرقاع يف ذلك، فوقع له

.الرقاع :ومما أنشدنيه لنفسه قوله. وبلغين يف مصر أنه تويف باجلزيرة اخلضراء يف سنة أربعني وستمائة

ملا بدا وضح املشيب برأسي... الموا على حب الصبا والكأس

أيان يبدو باألزاهر كاسي... أحوج ما يكون لسقيه والغصن :وقوله

إذ خاهلا حتت الدجى قنديال... أمسى الفراش يطوف حول كؤوسنا حىت رمته على الفراش قتيال... ما زال حيفق حوهلا جبناحه

م، وخوض يف مبا أسلف هلذا احلزب الغالب من انتباه والناس نيام، وانتصار باملال والنفس والكال: ومن نثرهجلج املهالك، وقطع ملضيقات املسالك، حىت شكر إثر عناه راحته وجناحه، ومحد بعد ما أطال سراه صباحه،

.فجدير أن جيين مثرة ما غرس، وأن ميشي يف ضوء ذلك القبس

أخوه

أبو القاسم عامر بن هشام

كان مشهورا باملنادمة و. هو صاحب القصيدة املتقدمة يف متفرجات قرطبة، وحسبه فخرا وعلو طبقةوإين لكاألرض الكرمية إن نظر منها وسقيت أنبتت وأزهرت، : ومن نثره قوله يف خماطبة رئيس. والبطالة

وأودعت لسان النسيم، ما يعرب به يف اآلفاق من شكر اخلري اجلسيم، وإن أمهلت صوحت وأودعت عظمه صغري حق، ورعى أحدمها منوط السوايف ما يعمى العني، ويرغم األنف، وإن لسيدي كبري حق، ومل

.باآلخروأين يصح له ذلك مع ما اشتهر عنه من كونه مناما لألسرار، نقاال ملا يسوء مساعه من األخبار، : ومن رسالة

مولعا بالفضول، كثري اخلروج والدخول، والجا عند فالن وفالن، كثري التضريب واإلفساد بني اإلخوان، ظاهرة بالتقلب واالستحالة، ال يشكر كثري اإلحسان، وال يغفر قليل اإلساءة، بساط مع لزوم الثقالة، وامل

وله . املنادمة معه ال يطوي أبدا، أسقط على املساوئ من كلب على جيفة، وأحل فيها من ذباب على قرحة .مع احلضرمي ممازحة كثرية :وهو املخاطب للحضرمي

ينكح أو ينكحيقود أو ... ال خري يف الصاحب إن مل يكن فإنه للود ال يصلح... فإن خلت من صاحب هذه

وحلق أبو الصيب شعره . وقاد له على حمبوب له من أبناء اجلند، يف حكاية طويلة! حسيب القيادة: فقال له :وقيده، وحبسه، ملا مسع باجتماعه مع ابن هشام؛ فقال ابن هشام يف ذلك

رموا بالسرار كامل بدرهو... طال ليلي مذ قصروا ليل شعره قيدوه به خمافة فره... يا هالل السماء قبل هالال

:فلما سرح قال وبدا وقد كان استتر... صفح السرار عن القمر :ملا رآه قد ظهر... كتب السرور لناظري

ن من املدامع والسهر... هذا أمان للجفو ن له السكر الرقاد يف وسط الطريق، فجاء أحد وسكر ليلة، فخرج واملطر يسح، فرأى جريه، فأعجبه، وزي

العسس، فعرفه، فحمله إىل داره، وجرد ثيابه البليلة، وألقى عليه من ثيابه، ومحله إىل منزله، فلما أفاق أبو :القاسم قال

أحبت به ما شاءه السكر من عرضي... أقول وقد أوردت نفسي موردا حتيت سوى األرض. إذ ال بسط من القطر... وقد صرت سدا بالطريق لسائل من اهللا أحياين وأحلق يب غمضي... وقد هزين يف آخر الليل مرسل

وما كل من أوليته نعمة يقضي... سأثين عليك الدهر يف كل حمفل خال أنه قد سل عن ماجد حمض... ومل أدر من ألقى علي رداءه

:وأنشد له أبو البحر يف كتاب زاد املسافر تيها وتسحب ثوبه أذياال... بية خوطة وأغن تثنيه الش

نونية حشت احلشا بلباال... سفرت حماسن وجهه عن شجة بيضاء راقت يف العيون مجاال... الحت كإحدى حاجبيه تقوسا

قمرا جال يف صفحتيه هالال... فتأملوها آية بدعية .ومات قبل أخيه، وله موشحات

ومن كتاب الياقوت يف حلى ذوي البيوت

د امللك بن أمحد بن عيسى بن شهيدعب

موىل بين أمية

:أنه كان جليس األمري حممد، وأنشد له: ذكر الشقندي أجد فيه وهو يب اله... ويلي على أحور تياه

بيض تراق محر أفواه... أقبل يف غيد حكني الظبا يعصينه من آمر ناه... يأمر فيهن وينهي وال ن خشية اهللاتركته م... حىت إذا أمكنين أمره

أن األمري حممدا استوزره، وجالس الناصر، واستوزر الناصر ابنه أمحد الشاعر، وكان أمحد : وذكر احلجاري :ال خيلص يل جاه ما دام أيب يف احلياة، فقال يف ذلك شعرا منه: يقول

مر واستعلت غصونه... سرين فرعى وقد أث معه صرت أشينه... غري أين جبلوسي

شيخ قد حانت منونه... فإن ال يا بين اصرب وترى كيف فنونه... وسيبدو لك فرع

أبو عامر أمحد بن عبد امللك

بن أمحد بن عبد امللك بن عمر بن حممد بن عيسى بن شهيد

شيخ احلضرة وفتاها ونادرة الفلك : وقال ابن بسام يف وصفه. هو أعظم هذا البيت شهرة يف البالغةوكذلك ابن حيان وصاحبا . وأطنب يف الثناء على نظمه ونثره وأدبه. لنهارالدوار، وأعجوبة الليل وا

ومل يوجد له بعد موته كتب . كان يبلغ املعىن وال يطيل سفر الكالم،: وقال عنه ابن حيان. املسهب والسقطه البطالة، يستعان هبا على ما جرت به عادة البلغاء واألدباء، وكان قديرا على فنون اهلزل، إال أنه غلبت علي .فلم حيفل يف إيثارها بضياع دين أو مروءة، وكان منهمكا يف اجلود، حىت شارف اإلمالق عند موتهوأن . وله رسالة إىل عبد العزيز بن الناصر بن املنصور بن أيب عامر ميت فيها بتربيته يف قصور بين أيب عامر

ية املنصور أعطته ألفا عنها، وثالثة آالف عن عمه املظفر بن املنصور أعطاه ألف دينار وهو صغري، وأن حظوانصرف عن قصرهم بالغىن، وأن أباه احتوى على ذلك، فبلغ املنصور، فأمر له خبمسمائة دينار، . سيدها

.وأقسم على أبيه أال مينعه منها فيما شاءه .وله يف جواب رسالة

ين أين مألت األرض جبسمي، وأومأت فتنفضت تنفض العقاب، وهزتين أرحيية كأرحيية الشباب، وجعل يومهوقلت اجملرة يف عيين أن تكون يل منديال، وصغر الزبرقان . إىل اجلوزاء بكفي أن تأملى، واىل العواء أن أقبلى

.هكذا تكون األلوك، ومبثل هذا تنفح امللوك: عندي أن أختذه إكليال، فقلت :ومن قصيدة ميدح هبا ابن الناصر املذكور

خضراء الح البدر من غدراهنا... ه السماء مخيلة ؟ورعيت من وج وكأمنا اجلوزاء راعى ضاهنا... وكأن نثر النجم ضان عندها

: وله رسالة خيطب هبا أبا بكر بن حزم، مساها بالتوابع والزوابع، وبناها على خماطبات اجلن، قال يف أوهلاذلك ملل وتوىل به عين احلمام، فجزعت كان يل يف أول صبويت هوى اشتد به كلفي، مث حلقين يف أثناء

:وأخذت يف رثائه يف احلائر، وقد أهبمت على أبوابه، وانفردت، فقلت وفاز الردى بالغزال الغرير... توىل احلمام بظيب اخلدور

:إىل أن انتهيت إىل االعتذار من امللل الذي كان، فقلت وال عن فساد ثوى يف ضمريي... وكنت مللتك ال عن قلى

أعجزا يا فىت : فحمت، فإذا بفارس على باب اجمللس على فرس أدهم قد اتكأ على رحمه، وصاح يبوأ :قل: ال وأبيك، ولكن للكالم أحيان، وهذا شأن اإلنسان، فقال: األندلس؟ قلت

إذا دام فيه وحال السرور... كمثل مالل الفىت للنعيم وما الذي حداك : زهري بن منري، من أشجع اجلن، فقلتأنا : بأيب أنت، من أنت؟ قال: فأثبت إجازته، و قلتأهال بك أيها الوجه الوضاح، صادفت قلبا إليك : هوى ورغبة يف اصطفائك، قلت: إىل التصور يل؟ قال

:مىت شئت استحضاري فأنشد هذه األبيات: مقلوبا، وهوى حنوك جمنوبا، وحتادثنا حينا، مث قال

مىت ذكرتك الذاكرات أتاها ...وآىل زهري احلب يا عز أنه ختيل يل أين أقبل فاها... إذا جرت األفواه يوما بذكرها

أجارع من دارى هوى هلواها... فأغشى ديار الذاكرين وإن نأت وأوثب األدهم جدار احلائط وغاب عين، وكنت مىت أرتج علي أنشد األبيات، فيتمثل يل، فأسري إىل ما

.أرغب :من حماسن الشعر قولهومما ضمن هذه الرسالة

تزل هبا ريح الصبا فتحدر... ومرقبة ال يدرك الطرف رأسها وقد جعلت أمواجه تتكسر... تكلفتها، والليل قد ماج حبره

ويف الكف من عسالة اخلط أمسر... ومن حتت حضين من ظبا اهلند أبيض مقيالن من جد الفىت حني يعثر... مها صاحباي من لدن كنت يافعا

وذا غصن يف الكف جيىن فيثمر... ا جدول يف الغمد تسقى به املىن فذ :وقوله

أصاب املنايا حادثي وقدميي! ... أيف كل حني مصرع لعظيم؟ وقد فقدت عيناي ضوء جنوم... وكيف اهتدائي يف اخلطوب إذا دجت

:وقوله دخلوا للكمني يف جوف غاب... وكأن النجوم يف الليل جيش

قبضت كفه برجل غراب... ص طري وكأن الصباح قان :وقوله

مخر الصبا مزجت بصفو مخوره... ولرب حان قد أدرت بديره متصاغرين ختشعا لكبريه... يف فتية جعلوا الزقاق تكاءهم

ففتحت من عيين لرجع هديره... وترمن الناقوس عند صالهتم :وقوله

أم سنا احملبوب أورى زندا... أصبيح شيم أم برق بدا مسبال للكم مرخ للردا... ب من نعسته منفتال ه

صائد يف كل يوم أسدا... ميسح النعسة من عيين رشا تشف من عمك تربيح الصدا... هب يل يا حبييب قبلة : قلت

ال، مث أعطاين اليدا: قائال... فانثىن يهتز من منكبه فهو إما قال قوال رددا... كلما كلمين قبلته وارتشايف الثغر منه أدردا... ن لثمي له كاد أن يرجع م فتراين الدهر أمشي يف الكدا... خذ يل طائرا : قال يل يلعب

وثناه احلسن حىت عربدا... شربت أعطافه مخر الصبا أغيدا يقرو نباتا أغيدا... وإذا بت به يف روضة ينفض اللمة من دمع الندى... قام يف الليل جبيد أتلع

مث عضت حر خدي عمدا... يف هندها أححت من عضيت ال شفاين اهللا منها أبدا... فأنا اجملروح من عضتها

:ومن حماسنة قوله إىل كل ضرع للغمامة حافل... وقد فغرت فاها دجى كل زهرة عساكر زنج مذهبات املناصل... ومرت جيوش املزن رهوا كأهنا ليعاللكلجة حبر كللت با... وخطفت اخلضراء يف غر زهرها على شط هنر للمجرة سائل... ختال هبا زهر الكواكب نرجسا أسود زجني، وأهلي وحشي، ليس بوان وال زميل، كأنه جزء ال يتجزأ : ومن بدائعه قوله يف صفة برغوث

من ليل، وشونيزة، وثبتها غريزة، أو نقطة مداد، أو سويداء قلب فؤاد، شربه عب، ومشيه وثب، يكمن يله، يدرك بطعن مؤمل، ويستحل دم كل مسلم، مساور لألساورة، جير ذيله على اجلبابرة، هناره، ويسري ل

يتكفر بأرفع الثياب، ويهتك ستر كل حجاب، وال حيفل ببواب، يرد مناهل العيش العذبة، ويصل إىل ل األحراج الرطبة، ال مينع منه أمري، وال ينفع فيه غرية غيور، شره مبثوث، وعهده منكوث، وهكذا ك

.برغوث :وقوله

صلى لظاه دأب قومي وداهبا... وقفنا على مجر من املوت وقفة جرى جشعا فوق اجلياد لعاهبا... إذا الشمس رامت فيه أكل حلومنا

:وقوله أشكو إليها اهلوى خلوا من النعم... وقالت النفس ملا أن خلوت هبا

الظلممعرس يف ديار الظلم و... حتام أنت على الضراء مضطجع :وقوله

كأمنا مات يف خيشومه فار... ومننت الريح إن ناجيته أبدا :وقوله يف أيب عامر بن املظفر

وتألف األفصاح واألعياد... مجعت بطاعة حبك األضداد والصبح رق والظالم مداد... كتب القضاء بأن جدك صاعد

:وقوله نعقا غراب بني على بان النقا... كأن هامته والرمح حيملها

:وقوله فنظمه فوق احملاجر ناظم... أىب دمعنا جيري خمافة شامت

تبسمن حىت ما تروق املباسم... وراق اهلوى منا عيونا كرمية :وقاسى يف مرضه شدة، فقال عند موته

فقد ذقتها مخسني قولة صادق... خليلي من ذاق املنية مرة :نفسه لشدة اآلالم، وقال يف تلك العلةوكان موته من فاجل أقام به مدة، ورام أن يقتل

فلم أره إال كلمحة ناظر... تأملت ما أفنيت من طول مديت فلم ألفه إال كصفقة خاسر... وحصلت ما أدركت من طول لذيت

إذا خلفوين بني أهل املقابر... وما أنا إال أهل ما قدمت يدي الزواهروجوه مصابيح النجوم ... سقى اهللا فتيانا كأن وجوههم

أقلوا فقدما مات آباء عامر... قد أودى أبو عامر العال : يقولون بليغ ومل يعطف بأنفاس شاعر... هو املوت مل حيرس بأسجاع خاطب

وتويف يوم اجلمعة آخر مجادى األوىل سنة ست وعشرين وأربعمائة، ومل يشهد على قرب أحد ما شهد على .ن املراثي مجلة موفورة، وممن رثاه أبو حفص بن برد األصغرقربه من البكاء والعويل، وأنشد عليه م

واستوزره . كان ألزم للكأس من األطيار باألغصان، وأولع هبا من خيال الواصل باهلجران: وقال احلجاري :املستظهر، مث اصطفاه هشام املعتد، ورثاه ملا خلع بقصيدة منها

عداءورويت عندك من دم األ... أحللتين مبحلة اجلوزاء حتيت كأهنم بنات املاء... ومحلتين كالصقر فوق معاشر

.وذكره الثعاليب يف اليتيمة، وأنشد له الشقندي ما تقدم يف رسالته واحلجاري يف احلديقة :؟عم أيب عامر بن شهيد أنشد له يف حانوت عطار

وبعدا وإن كان املزار قريبا... صدودا وإن كان احلبيب مساعفا لنا قبل أن نلقى هبن حبيبا... لك الديار حبيبة وما فتئت ت

ألدنني إلفا أو شغلن رقيبا... ولو أسعفتنا باملودة يف اهلوى عدته العوادي أن يكون طبيبا... وما كان جيفو ممرضي غري أنه

؟

أخو

أيب عامر بن شهيد

:أنشد له يف الكتاب املذكور ت عون الزمانفلم تعد أن كن... شكوت إليك صروف الزمان

فيا ليتين لسوى من مناين... وتقصر عن نعميت قدريت ق أن يتمىن وضيع األماين... وال غرو للحر عند املضي

أبو حفص أمحد األصغر بن حممد

بن أيب حفص

أمحد األكرب بن برد

يغين عن وما أورد له. ووصفه بالنظم والنثر. فلك البالغة الدائر، ومثلها السائر: قال ابن بسام عنهوصنف كتابا رفعه . وحلق جده أبا حفص وقرأ عليه، وسيذكر يف مدينة الزاهرة. اإلطناب يف وصفه

احلمد هللا واصل احلبل بعد انقطاعه، ومالئم : للمعتصم بن صمادح صاحب املرية، يف بعض فصوله يف احلمد .روبالشعب بعد انصداعه، املصبح بنا من ليل اخلطوب، واملاحي عنا غياهب الك

احلمد هللا وإن عثرت اجلدود، وهوت جنوم السعود، املرجو لإلدالة، واملدعو يف اإلقالة، والقادر على تعجيل االنتصار، واآلخذ لإلسالم بالثار، أما بعد، فما أتيت البصائر من تعليل، وال األعداد من تقليل، وال القلوب

ق، وال الصفوف من سوء اتساق، ولكن النصر من خور، وال السواعد من قصر، وال اجلياد من لؤم أعراتأخر، والوقت املقدور حضر، ومل تكن لتمضي سويف مل يشإ اهللا إمضاءها، وال لتبقى نفوس مل يرد اهللا

إن ميسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله؛ وتلك : " بقاءها، ويف قوله تعاىل أمجل التأسي وأحسن التعزي " .األيام نداوهلا بني الناس

.مد هللا مولف اآلراء، وجامع األهواء على ما أغمد من سيف الفتنة، وأمخد من نار اإلحنةاحل .وأضدادنا يف أعضادنا، والسيوف املسلولة علينا مسلولة دوننا. احلمد هللا الذي صري أعداءنا يف أعدادنا

غراب ينعب على الكفر . الشكر عوذة على العارفة، ومتيمة يف جيد النعمة: ويف بعض فصوله يف الشكر .الشكر بيد النعمة أمان، وعلى وجه العارفة صوان. منازل النعم

كاجلوهر، والطرس كالسلك . املداد كالبحر، والقلم كالغواص، واللفظ: ويف بعض فصوله يف وصف القلمكيف يفل السنان، وهو يكسر ! نورا، قاتل اهللا القلم. يشرب ظلمة ويلفظ! ما أعجب شأن القلم

.قذى يف عني القراءة. رداءة اخلط. فساد القلم خدر يف أعضاء اخلط!. ؟باألسنان :ويف بعض فصوله يف األمان

أما بعد، فإنكم سألتم األمان، أوان تلمظت السيوف إليكم، وحامت احلتوف عليكم، ومهت حظائر نرع فيكم ذمة اخلذالن أن تنفرج لنا عنكم، وأيدي العصيان أن تتحفنا بكم، ولو كلنا لكلم بصاعكم، ومل

اصطناعكم، لضاق عليكم ملبس الغفران، ومل ينسدل عليكم ستر األمان، ولكنا علمنا أن كهولكم اخللوف عنكم، وذوي األسنان العاصني لكم، ممن يهاب وسم اخللعان، وخياف السلطان، وأهنم ال يراسلونكم يف

موقف وداع، ولوال حترجنا أن نقطع ميدان معصية، وال يزامحونكم يف منهل حرية، وال مياشونكم إىل

أعضادهم بكم، ورجاؤنا أن يكون العفو على املقدرة تأديبا لكم، لشربت دماءكم سباع الكماة، وأكلت حلومكم ضباع الفالة، وقد أعطينا بتأميننا إياكم عهد اهللا وذمته، وحنن ال خنفرمها أيام حياتنا، إال أن تكون

ال إعذار إليكم، وال إقصار عنكم، حىت حتصدكم ظباة السيوف، لكم كرة، ولغدرتكم ضرة، فيومئذ .وتقضي ديون أنفسكم غرة احلتوف

.أظلم يل جو صفائك، وتوعر على أرض إخائك: ويف بدأة عتابحنن من منزل فالن أعزه اهللا حبيث نلتمح سناك، ونتنسم رياك، وقد راعنا : ويف بعض فصوله يف االستزارة

وما ذر من كافور ثلجه، فادرعنا له بالستور، وانغمسنا بني جيوب السرور، ورفعنا اليوم باكفهرار وجهه،لبنات الزناد ألوية محراء، وأجرينا لبنات الكروم خيال شقراء، وأحببنا أن نشهد جيش الشتاء كيف يهزم،

.وأنفاس الربد كيف تكظمدت قاله خلدي، بيض األنوق من خليت عنه يدي، وخل: فصل يف ذم مؤاخ، وهو من أبدع ما قيل يف ذلك

منزور النوال، رث املقال، أحاديث وعده ال تعود بنفع، وال هي . رفده أمكن، وصفا املشقر من خده ألنيمن غرب وال نبع، مطحلب الوجه، مراق ماء احلياء، مظلم اخللق، دبوري الريح، مقشعر الوجه، طاشت

غىن من . بيس قفل ضاع مفتاحه، وليل مات صباحهعنده الصنيعة وضاعت فيه اليد، على وجهه من التعاجلهل، مفلس من العقل، تتضاءل النعم لديه، وتقبح حماسن اإلحسان إليه، مل ينظم عليه قط در ثناء، وال

استحق أن يلبس بزة مديح، غربال حديث، كلما أجال قدحا كان غري فائز، أو رمى سهما جاءه غري شر بقعة لغرس املودة وبذر اإلخاء، قصري عمر الوفاء . ونعم اهللا له ناسيةصائب، كبد الزمان عليه قاسية،

.لإلخوان، عون عليهم مع الزمان، كدر الدنيا وسقم احلياة :ومن حماسن ما أورده ابن بسام من نظمه قوله

دي احلرير وقد هبر... ملا بدا يف ال زور !ما هذا بشر: ل، وقلت... كربت من فرط اجلما

ثوب السماء على القمر... ال تنكرن :فأجابين :وقوله

قد أفرغ الترب من عليه... أقبل يف ثوب ال زورد قد طرز الربق جانبيه... كأنه البدر يف مساء

:وقوله أعجب من بعد لنا يقدر... صح اهلوى منا، ولكنين

فأنت ختفى وأنا أظهر... كأننا يف فلك واحد :وقوله

وأثرت يف مجاله احلدق.. .ملا رمته العيون ظاملة صيغت له من زمرد حلق... ألبس من نسج شعره زردا

:وقوله

معىن اهلوى يف طيها متناهي... رقم العذار غاللتيه بأحرف هذ املنمنم يف طراز اهللا... نادى عليه احلسن حني لقيته

:وقوله ونار بوارقها يف هلب... وما زلت أحسب فيه السحاب

وقد قرعت بسياط الذهب... سريها خبايت توضع يف :وقوله

ن عن شهلة الصبح جفن الغبش... وقد فتح األفق للناظري :وقوله

يتهاذى كتهادي ذا الوجى لؤلؤه... عارض أقبل يف جنح الدجى فانربى يوقد عنه سرجا... بددت ريح الصبا لؤلؤه

:وقوله ذاهبا، والصبح قد الحا... ؟وكأن الليل حني لوى

عامد أسرج مصباحا... سوداء أحرقها كلة :وقوله

عبث العذارى فيه باألنفاس... والبدر كاملرآة غري صقله مثل التباس النقس بالقرطاس... والليل ملتبس بضوء صباحه

.وأما النظم، فال أستجيز أن أجعل بينهما أفعل: وجعله احلجاري فوق جده يف النثر، قال .استوزره املعتصم بن صمادح، مث رحل إىل جماهد صاحب دانيةرحل من قرطبة إىل املرية، ف

؟

بيت بين الطبين

:أصلهم من طبنة، قاعدة الزاب، والوافد منهم على األندلس يف أيام ابن أيب عامر أبو مضر ؟

حممد بن حيىي بن أيب مضر الطبين

بن جهور وابنه أبا الوليد، وصفه احلجاري باألدب والشعر، وجمالسة امللوك، وكان ممن جيالس أبا احلزم :وصحب ابن شهيد، وأنشد له

ومل يغب عن صميم القلب والفكر... ال يبعد اهللا من قد غاب عن بصري بعد اهلجود، وجدب األرض للمطر... أشتاقه كاشتياق العني نومتها

!!وما دروا أنين أعطيته عمري... وعاتبوين على بذل الفؤاد له .له شعرا خياطب به أبا حممد بن حزموذكره احلميدي وأنشد

أبو مروان عبد امللك بن زيادة اهللا

ابن أيب مضر الطبين

أن جواريه : أنه كان أحد محاة سرح الكالم، ومحلة ألوية األقالم، وذكر ابن حيان: من ذخرية ابن بسام .عمائةقتلنه لتقتريه عليهن، ورحل إىل املشرق، وحج، وقتل بقرطبة سنة سبع وعشرين وأرب

كان يترك أهل داره يأكلن اخلبز : وذكر احلجاري أنه كان إماما يف علم احلديث، ووصفه بالبخل املفرط .هذه عادة سوء، فخنقوه: بالد إدام، فإذا طلبوا اإلدام حرد عليهم، وقال

:وأنشد له أخربين هذا وحدثين: تقول... إين إذا حضرتين ألف حمبة

هذى املكارم ال قعبان من لنب: ... صاحت بعقوتى األقالم زاهية

أبو احلسن علي بن عبد العزيز

ابن زيادة اهللا بن أيب مضر الطبين

:جعله احلجاري أشعر بين الطبين، وأنشد له قوله شربتها متلك عقلي مجيع... ال تسقين إال بكأس إذا سقيتين باجلام أو بالقطيع... وزادك اهللا سرورا إذا

أوىل وأحلى من زمان الربيع... مدة ال ترفع اخلمر إىل :وقوله

!وعاشقا كل تيه... يا سالبا عاشقيه من وجنتيه وفيه... ومن مدامي ونقلي ببعض مالك فيه... هال جزيت فوادي

بيت بين كليب بن ثعلبة بن عبيد اجلذامي

موىل بين أمية

أبو مروان عامر بن عامر بن كليب

وجوه املوايل يف العسكر السلطاين، ووصفه الفرضي باألدب والذكاء والترسل أنه أحد: من تاريخ ابن حيان :وفيه يقول العتيب: والشعر واملعارضة والتحكك بالشعراء، قال

عفى سواد الشعر هبجة عامر... عفت معامله الليايل مثل ما :ومن شعره قوله

يا سيدي، أم ما تقول؟... عظم اخلطاء فهل تقيل وأنا هبا العبد الذليل... فويت أنت العزيز هب

ت ملا بدا مين فضول... تاهللا لو أين استطع يق سوى قوام ال مييل... وملا رأى مين الصدي أن يداخلين الذهول... فأبت على الكأس إال

وكان خمتصا بالوزير هاشم، فسلطه على الوزير حممد بن جهور، فكان يتتبع سقطاته، فاتفق أن نادمه يف هات ذاك التفاح املخروج، فضحك عامر : لألمري حممد، فلما دارت الكأس قال ابن جهور خلادمه متصيد

فغضب، وضربه بالسياط، فغض ذلك ! حني توالها األبله اللحانة! يا ضيعة الوزارة: من حلنه، وجعل يقول .من قدره، ونعاه عليه الشعراء يف أشعارهم

.تنيومات سنة مخس وسبعني ومائ: قال ابن حيانمن قال : أنه كان ال يبايل أين يضع لسانه، وجرى حديث، فقال بعض رجال السلطان: وذكر احلجاريقاله بنو إوزة، يعين أحد أوالد األمري لقب بذلك لتولعه بإوزة كان يشرب عليها، ويعجبه : هذا؟ فقال عامر

ه يف منزله، وجعله خيدم تلك مشيها وصياحها، فبلغه ذلك، فاحتال عليه ولد األمري بعد أيام، حىت حصل :اإلوزة على ما يقتضيه قوله

اعجب لقبح قضييت... يا سائال عن قصيت تدرى، وذلل عزيت... حال الزمان عن الذي

خرء اإلوز بلحييت... وكفاك أين كانس ط: فلما قرأها ابن األمري ضحك، وأمر له بإحسان وسرحه، فقال فيه قصيدة أوهلا

فقدته أحلاظ خلسن من اخلدر... درعا من الصرب لبست ليوم البني :ومنها

كما أردفت موج تتابع يف حبر... كذا فليكن جود الكرام مرادفا

أبو خالد بن التراس القرطيب

.من ولد أيوب بن حبيب اللخمي الذي ويل سلطنة األندلس

وت، كثري الكالم، ال يكاد ذكره احلجاري، وأخرب أنه كان يصحب أبا املغرية بن حزم، وكان جهري الص :يسكت، وال يكفيه من الطعام قليل، وهو القائل

والرزء فيما ناب منه جليل... كيف اصطباري للذي حل يب ولست ممن يكتفي بالقليل... إذ من أنا ضيف له باخل

.وأخرب احلميدي أنه شاعر مذكور يف أيام املستظهر

أبو علي احلسن بن مضاء القرطيب

ري أن بيت بين مضاء بقرطبة متوارث احلسب، وأن أبا علي لشعره ديباجة عراقية، ورقة ذكر احلجا :حجازية، وكان خمتصا بعبد امللك بن أيب الوليد ابن جهور، وله فيه أمداح، وأنشد له قوله

رب بالكأس الكبري... قصر اليوم فحث الش فيه بالكأس الصغري... فإذا ما طال فاشرب

:وقوله أدين، ومن الم ال يقبل... كبري، وعشق الصغري بشرب ال

بيت بين مسلمة

ومسلمة من املخلصني . أن أصل هذا البيت مسلمة بن حسان موىل معاوية بن أيب سفيان: ذكر ابن حيان .لعبد الرمحن الداخل، وكان بباجة، وتناسل ولده بقرطبة

أبو عامر حممد بن مسلمة القرطيب

أنه هاجر من قرطبة إىل إشبيلية للمعتضد بن عباد، وندم ملا رآه من : ته، وذكرأثىن عليه احلجاري وعلى بي !.استحالته، فداراه مدة حياته، واسأله كيف جنا

:وأنشد له يف املعتضد املذكور يسري على سبل الرشاد مبقباس... أيا ملك األمالك والسيد الذي

!أمجع للناس؟خبلت بترك اجملد ... عهدتك مسح الكف باجلود، كيف قد :وقوله يف غالم كان يهواه

وتأىب أمارات اللقاء تكتما... وإين ألهواه وأبغي اكتتامه ولوين ما إن يقبالن حتكما... لساين يف حكمي ولكن مقليت

أنه أحد جهابذة الكالم، ومجاهري النثار والنظام، من قوم طاملا ملكوا أزمة األيام، وخصموا : ويف الذخريةوذكر . وكان أبو عامر منهم مبنزلة الفص من اخلامت، والسر من صدر الكامت. سيوف واألقالمبألسنة ال

.قدومه على املعتضد، وأنه ألف له كتابا مساه حديقة االرتياح يف وصف حقيقة الراح :وأنشد قوله

وثغره البسام عند الطلوع... أهال وسهال بوفود الربيع

نعاء السرى الرفيعمن وشي ص... كأمنا أزهاره حلة دعا إىل األنس فكنت السميع... أحبب به من زائر زاهر

وجدهم أبان بن عبيد موىل معاوية بن أيب سفيان، أهدى . وبينه وبني إدريس بن اليمان وابن األبار مراسالت .إليه من سيب الرببر

أبو احلسني بن مسلمة القرطيب

يف مواطن كثرية أيام الصبا، ووصفه باملشاركة يف العلوم أنه من سراة هذا البيت، صحبه: ذكر يل والدي .القدمية واحلديثة

وكنا نقول واضيعة خزائن الكتب حبضوره، وكانت له مهة فائقة، وكان يوىف إخوانه حقوقهم يف : قاليف أنه صحبة : وذكر والدي. املغيب واملشهد، إال أنه قليل اإلخوان هربا من العجز عن القيام حبق كثريهم

سفر، فمرا على مالقة، فوجدا صاحبها أبا علي بن حسون يف فرجة، فاتفقا على أن خياطباه، فقال ابن :مسلمة

مير النسيم بروض الزهر... مررنا برية قصدا كما :فقال ابن سعيد

وأقلع عنه انسكاب املطر... فجلنا بروض نأى زهره :فقال ابن مسلمة

ببشر وسقيا دررنسري ... فلم نر رحلتنا دون أن :فقال ابن سعيد

يقضى الذي حجها واعتمر... ومل نقض من كعبة اجلود ما :فقال ابن مسلمة

بطوع اإلقامة أو بالسفر... ومل نر إال خطاب العال :فقال ابن سعيد

مىت كنت بالبدو أو باحلضر... وترك التكلف تأميلنا :فقال ابن مسلمة

كن لنبصر وجه القمرول... وليس لنا رغبة يف السحاب ومما أنشدنيه والدي من شعر أيب احلسني، . فبعث يف وصوهلما، وكان منه ما اشتهر عنه من األفعال الربمكية

:فاستحسنته، قوله !ما تلتقي يف حبه األجفان... رقد الغزال وكلنا يقظان

ومبثلها تتقصف األغصان... هبت عليه الراح رحيا صرصرا :وقوله

حياء، ومنها قد شكا الصب ما شكا... وافت، وكالورد خدها بروحي اليت كما خجلت كأس املدام لتفتكا... وما ضحكت إال غرورا مبهجيت

:وقوله وقد وضح الصبح آذاهنا... سلوا ورق اآلس مل حددت

وبلت من الطل أجفاهنا... ومل ذا أقيمت على ساقها اهنا؟يهز من الطيب أغص... أأطرهبا هاتف قد غدا

.وله رسائل، وموشحات، وأزجال

بيت بين قزمان

.أثىن على هذا البيت احلجازي يف بيوت قرطبة، وأهنم مل يزالوا ما بني وزير وعامل ورئيس

أبو بكر حممد األكرب بن عبد امللك

ابن عيسى بن قزمان القرطيب

ى بيته وذاته، وأثبت له رسالة أن املتوكل صاحب بطليوس أول من اختذه كاتبا، وأثىن عل: ذكر ابن بسام .طويلة من غري طائل، وشعرا تركه أوىل من إيراده

وأثىن عليه صاحب القالئد، وذكر أن تكدر عشيه يف آخر عمره، وأساء يف حقه القاضي أبو عبد اهللا بن :محدين، وأن أخالقه كانت صعبة، ففلت من غربه، وكانت سببا لطول كربه، ومل يورد له إال قوله

فوق العوايل السمر زرق نطاف... ركبوا السيول من اخليول وركبوا مرجتة إال على األكتاف... وجتللوا الغدران من ماذيهم

أبو بكر حممد بن عيسى بن عبد امللك

ابن عيسى بن قزمان األصغر

وذكر .إمام الزجالني باألندلس، وسريد من عجائبه يف األهداب، ما يشهد له بالتقدم يف هذا الباباحلجاري أنه كان يف أول شأنه مشتغال بالنظم املعرب، فرأى نفسه تقصر عن أفراد عصره، كابن خفاجة .وغريه، فعمد إىل طريقة ال ميازجه فيها أحد منهم، فصار إمام أهل الزجل املنظوم بكالم عامة األندلس

:اج بأكمامهومن شعره على طريقة املعرب قوله، وقد رقص يف جملس شرب، فأطفأ السر ما ملت لكنين مالت يب الراح... يا أهل ذا اجمللس السامي سرارته

فكل من قد حواه البيت مصباح... فإن أكن مطفئا مصباح بيتكم

:وقوله يف حيىي بن غانية امللثم سلطان األندلس من السمر حزم أرقما مث أرقما... وهللا حيىي إذ تأبط للوغى فصري كافور الصوارم عندما... ناره وثارت به اهليجا كزند ب

ثرى والثرى من أجنم البحر كالسما... لدى موقف رد العجاج مساءه

ومن كتاب بلوغ اآلمال يف حلى العمال

عبد اهللا بن حسني بن عاصم

الثقفي القرطيب

ر أن جده عاصم املعروف بالعريان صاحب عبد الرمحن الداخل، لقب بذلك ألنه عرب هن: ذكر ابن حيان .قرطبة يوم القتال وهو عريان

ورحل عبد اهللا إىل املشرق، وأدرك عصر معلى الطائي، ولقي ببغداد خمارقا املغىن، واستظرفه رؤساء العراق، .وكان أكوال حىت لقب بالزير، كثري السعاية والنميمة، شاعرا مفلقا! يا غليظ ما أرقك: وقال له أحدهم

أنشدك اهللا ، من الذي : ىت حسن الشارة، يترنح سكرا، فأمر حبده، فقالويل الشرطة بقرطبة، فمر به ف :يقول

فال ذاقها من كان يوما يعيبها؟... إذا عاب شرب اخلمر يف الدهر عائب ! ما تستحي من اهللا حني تغري بالشراب، مث تعاقب فيه؟: أنا، وأستغفر اهللا، فقال الفىت: فقال ابن عاصم

.كهفكان ذلك سببا ألن تروأخرب احلميدي أنه كان من جلساء األمري حممد وأنه شرب معه يوما، وغالم مجيل الصورة يسقيهم، فأحل

:األمري على الغالم يف سقي عبد اهللا، فقال !ما حلسان الوجوه والصلف؟... يا حسن الوجه ال تكن صلفا

ترثي لصب متيم دنف... حيسن أن حتسن القبيح وال .الغالم، فاختار البدرة خوفا من الظنةفخريه بني بدرة و

أبو األصبغ عبد العزيز بن فاتح القرطيب

أنه كان من عمال قرطبة يف مدة ملتونة، واختص بأمريها الزبري بن عمر : ذكر حممد بن عبد امللك بن سعيد :امللثم، ونادمه، وكان عارفا بالغناء، وأنشدين لنفسه قوله

وأتى مرغما بذاك احلسودا... عاد من بعد ما أطال الصدودا وأعاد الزمان خلقا جديدا... وتناسى ما كان منه قدميا

حلقيق بأن يسمي سعيدا... إن يوما قضى لنا باجتماع

:وقوله واألفق مسك واألرض كافور... قم هات كأس فالروض ممطور

فكلنا عاطش ومقرور... ري ومخر فحثها عجال يف مثل ذا اليوم فهو مسحور... ال حفظ اهللا من يضيعها

والزهر بني الرياض منثور... املاء فوق الغصون منتظم

ومن كتاب اإلحكام يف حلى احلكام

معاوية بن صاحل القاضي

أنه دخل األندلس قبل دخول عبد الرمحن الداخل، وهو من جلة العلماء، عايل الرواية، : من تاريخ ابن حيانك بن أنس، ووجهه عبد الرمحن عن أختيه اللتني بالشام ليتحيل يف إيصاهلما إليه، يذكر عنه أنه روى عنه مال

فلم يطاوعاه، ورجع، فواله قضاء حضرته، وكان حيضر معه غزواته، وحيىي ليلة بالصالة، فإذا أقبل النهار .تقدم يف خيل محص غازيا، إىل أن عزله يف آخر أيامه

:اليت قد نسبت لعبد الرمحن املرواين الداخلوانشد له احلجاري وغريه هذه األبيات أقر من بعضي السالم لبعضي... أيها الراكب امليمم أرضي

وفؤادي ومالكيه بأرض... إن جسمي كما علمت بأرض فعسى اهللا باجتماع سيقضي... قدر اهللا بيننا بافتراق

القاضي أبو الوليد بن الفرضي

ا حج تعلق بأستار الكعبة، وسأل اهللا الشهادة، فمات يف فتنة وصفه ابن بسام حبسن النظم، وذكر أنه مل .الرببر بقرطبة سنة أربعمائة

ال يكلم أحد يف سبيل : " أخربين من رآه بني القتلى يومئذ، وهو يف آخر رمق، وهو يقول: قال ابن حزمن لون الدم، والريح ريح اهللا، واهللا أعلم مبن يكلم يف سبيله، إال جاء وجرحه يوم القيامة يثعب دما، اللو

" .املسك :وأنشد له وكان قد كتب هبا إىل أهله حني توجه للحج. وهذا حديث صحيح يف كتاب مسلم

وما خلتين أبقى إذا غبتم شهرا... مضت يل شهور منذ غبتم ثالثة ولو كان هذا مل أكن بعدها حرا... وما يل حياة بعدكم أستلذها

وأستسهل الرب الذي جبت والبحرا... كم أعلل نفسي باملىن يف لقائ أروح على أرض وأغدو على أخرى... ويؤنسين طي املراحل دونكم

ولكنها األقدار جتري كما جتري... وتاهللا ما فارقتكم عن قلي لكم

من املروءة : أنه ويل يف الفتنة قضاء إستجة، ورغب إليه أهل مصر يف اإلقامة عندهم فقال: وذكر احلجاري .اع إىل الوطنالنز

القاضي الفيلسوف أبو الوليد حممد بن أمحد بن اإلمام

الفقيه القاضي

أيب الوليد حممد بن أمحد بن رشد

فقيه األندلس، وفيلسوفها الذي ال حيتاج يف نباهته إىل : أدرك والدي وقرأ عليه، وقال يف وصفه الشقندي .تنبيه

:وأنشد من شعره قوله كم حل عقدة سلواين تذكره... نكره ما العشق شأين ولكن لست أ

أجفان قد أظهرت ما لست أضمره... من يل بغض جفوين عن خمربة ال فيمن يرد سنا األحلاظ منظره... ثانية . لوال النهى ألطعت اللحظ عشرية فنأى عنه تصربه؟... ما البن ستني قادته لغايته

ون يصدرهاحلسن يورده، واهل... قد كان رضوى وقارا فهو سافية وأليب الوليد . وويل قضاء القضاة بقرطبة، وكذلك جده أبو الوليد، ومات جده سنة عشرين ومخسمائة

األصغر تصانيف كثرية يف الفروع واألصول والنحو والفلسفة وغري ذلك، وآل أمره مع منصور بين عبد : ه على ذلك، فاعتذر أنه ما قالوقد رأيتها عند ملك الرببر، فقرع: املؤمن، وقد وقف على قوله عن الزرافة

إال ملك الربين، إىل أن أمر به، فأقيم، وجعل كل من مير به يلعنه ويبصق يف وجهه، مث أمر بنفيه إىل بيانه .مدينة اليهود

؟

الفقيه القاضي أبو عبد اهللا حممد بن عيسى

ابن املناصف القرطيب

فما رأيت منهم إال جنيبا مربزا، والفضل أليب عبد بنو املناصف الثالثة اجتمعت هبم وذاكرهتم: قال والدياهللا، ألنه تفنن يف العلوم، وويل أكرب خطط القضاء، مثل مرسية وبلنسية، وإن كان موسى أرق شعرا، فإنه

أمنت علما فيما يتعلق باألصول والفروع، وكان أبو إسحاق مشاركا مديد الباع يف األصول والفروع، وويل .وأليب عبد اهللا الرجز املشهور باملغرب يف الشيات. قضاء سجلماسة

:ومما أنشدنيه لنفسه قوله من قصيدة للناصر: قال

وأصبح الدهر عن علياك يبتسم... دانت لك العرب طوع احلق والعجم :وقله

لديك رهن معذب... تغيب عين وقليب ث ما تشا وتغيب... فرده يل وبن حي

ى أتقلبطول الدج... اهللا يعلم أين

إن كنت يف الوصل ترغب... فجد علي بطيف فلح فديتك كوكب... إن مل تلح يل بدرا

:وقوله عن رتبة األعالم... ألزمت نفسي مخوال ظهوره يف متام... ال خيسف البدر إال

با فيه وذكر احملدث أبو العباس بن عمر القرطيب أنه مجع كتا. وحج، وأقام مبصر قليال، وكر راجعان فمات .أصول الدين، وأصول الفقه، وفروعه، وسرية النيب صلى اهللا عليه وسلم: أربعة علوم

؟

أخوه

أبو إسحاق إبراهيم بن املناصفمن حيفظ : كان فقيها مجيل املذهب، ويل قضاء سجلماسة، سألته أن ينشدين من شعره، فقال: قال والدي

:شده شيئا، إىل أن أنشدين أحد أصحابه لهمن الشعر ما حتفظ أنت جيب على العاقل أال ين وماحيا عيين مباء الدموع... يا حمرقا قليب بنار األسى كيف يبقى من جفاه اهلجوع... رفقا فإين باجلوى ذاهب

والبدر حمجوبا أوان الطلوع... وأبصر الغصن لوى عطفه :وقوله يف اجملبنات

اء كاملاءفهي على األحش... هات اليت إن قربت مجرة تبسمت عن ثغر حسناء... وكلما عض هبا المث

باطن مل تصنع بصنعاء... تربية الظاهر فضية ال .وكان حنويا

؟

أبو عمران موسى بن عيسى بن املناصف

ويل دار اإلشراف مبراكش يف مدة الناصر، وذكره الشقندي، ووصفه حبالوة الشعر، وأنشد له يف غالم :جزار

يف جمزر ساقط األثواب واللمم... بصرن به قالت عواذله ملا فأين ما يدعيه الدهر من مهم... لشد ما عرض اإلعراض عاشقه

فما أفرق بني الراس والقدم... صارت مهوما كلها مهمي : فقلت فيما تقسم كفاه على الوضم... لطرفه يف فؤادي ما ملديته

وقد وصله من - ومما أنشدين من شعره قوله : قال. وجعله والدي أشعر بين املناصف وأشهرهم شعرا : - حمبوبه مطيب من آس

يقل له عندي املقام على جفين... مطيبك املهدي أجل مطيب فحل حلول السعد واملال واألمن... أتى كامسه آس ملا يب من اجلوى

مؤللة إال ليسمع ما أثىن... وما جاءين والكل منه مسامع كما بني خريي احلديقة والدجن... ينه لعمري لقد بتنا وبيين وب فأسقيه من عيين ضروبا من املزن... يذكر أيام العناق اتساقه

:ومن قصيدة يوم النوى أحتفتهم بالباقي... إن مل يردوا من فؤادي ما سبوا

:ويف مطلع أخرى من القلوب جالميد وأحجار... جاروا وما علموا ما يشتكى اجلار

ماء يف حلى العلماءومن كتاب جنوم الس

علماء القرآن العزيز

أبو عبد اهللا جعفر بن حممد بن مكي

ابن أيب طالب القيسي

جده مكي القريواين املشهور بالزهد والقراءات، وأثىن ابن بسام على جعفر، وأنشد له شعرا يف رثاء أيب :مروان بن سراج العامل، أوله

!لياء كيف حتول؟وحلالة الع... انظر إىل األطواد كيف تزول وله رحيل ليس منه قفول... يهوى الفىت طول البقاء مؤمال

أن جده مكيا تويف بقرطبة يف حمرم : حذا حذو جده يف اإلقراء، وذكر ابن بشكوال: وذكر احلجاري أنه .سبع وثالثني وأربعمائة

حممد بن حممود املكفوف

:أن ابن حزم أنشد له: ذكر احلميدي سطور كتاب واملقدم عنوان... فنات وقد عدت كأن اجلياد الصا

علماء احلديث

أبو العباس أمحد بن قاسم

: قال ابن بسام. جعله احلجاري من رؤساء احملدثني، ورءوس املتفننني، مشاركا يف العلوم القدمية واحلديثةيف التعاليم، وبرع وأثىن على نظمه ونثره، وأخرب أنه نظر . وهو فىت وقتنا حبضرة قرطبة، مقلة عني العصر

:وأنشد له. على صغر سنة، وبينهما خماطبة واجتماع فالزم البيت واغلق األبوابا... هلج الناس بالقبيح وهاموا

فأكثر الصمت واضمم األثوابا... وإذا ما خرجت تطلب رزقا من عيوب الورى لديه عيابا... فكثري ممن جتالس تلقى مل جتد لديه جوابا فيهم... وإذا ما سألته عن مجيل

ر ومل نلق منه إال الذناىب... لقى الناس قبلنا غرة الده :وقوله

فكري الثقاف هلا وذهين النار... خذها كما اعتدلت أنابيب القنا

أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان

م إنه من أعظم من رآه من العلماء، والذي غلب عليه عل: أخربين والدي أن والده صحبه، وكان يقول .احلديث، وله مشاركة يف األدب :ومن شعره وفد أصغى إىل غناء !ملا ثناين لألنس غريد... ال تلحين إن غدوت ذا طرب

كالعود منه الزوراء والعود... طورا جليد، وتارة طرب .ومات يف املائة السابعة

علماء النحو

أبو عبد اهللا حممد بن حيىي

بن زكريا القلفاط القرطيب

جاري من حناة قرطبة املعروفني باإلقراء، ومجلة الشعراء املشهورين باهلجاء، وترقت أذاته إىل أن جعله احل :هجا عبد اهللا املرواين سلطان األندلس بشعر منه

!الرجل فيها موضع الرأس؟... ما يرجتى العاقل يف مدة .فأبغضه لذلكووفد على إبراهيم بن حجاج ملك إشبيلة، فأنشده قصيدة ذم فيها أهل بلدة،

:فانصرف إىل قرطبة، وابتدأ هبجاء ابن حجاج، فقال شعره الذي فيه: قال ابن حيان أبغي نوال البومة البكماء... أبغي نوال األكرمني معا وال

واهللا الذي ال إله غريه، لئن مل تكف عما أخذت فيه آلمرن : فبلغ الشعر ابن حجاج، فأرسل إليه من قال له .فارتاع، وكف! وق فراشكمن يأخذ رأسك ف

أبو بكر حممد بن عبد اهللا بن ميمون

العبدري القرطيب

كان حممد بن عبد امللك بن سعيد جيالسه كثريا، و خيرب عن تبحره يف النحو، وله شرح اجلمل، وشرح :املقامات، وعظمت منزلته عند املنصور وكان له ملح وشعر مليح، كقوله

ا خضت حبر دموع احلدقكم... تقحمت جاحم حر الضلوع !أمنت احلريق، أمنت الغرق... أكنت اخلليل؟ أكنت الكليم؟

:وقوله !جوم جنما فنجما... طريف وحقك، يرعى الن

أفك منها معمى... مرددا فكأين فباهللا إال ما لقيت الرسول، بوجه يدل على القبول، : تويف يف املائة السادسة، وله رسالة إىل حمبوب يستدعيه

وتفضلت بأن تصل قبل رجوعه إلينا، وختالفه من طريق خمتصر حىت تطلع قبله علينا، هنالك كنا خنر .للفضائل سجدا، وال نزال نوايل شكرك وذكرك أبدا

علماء اللغة

أبو عبد امللك عثمان بن املثىن

القيسي القرطيب

ي أبا متام الطائي، وأخذ عنه شعره، وصفه ابن حيان مبعرفة اللغة والتجويد يف الشعر، وذكر أنه رحل ولقولقي ابن األعرايب وغريه، وكان شجاعا مكثرا للغزو يف الثغور، وأدب أوالد عبد الرمحن بن احلكم سلطان :األندلس، وولد يف صدر دولة هشام الرضا، فأدرك أربعة سالطني من املروانية، آخرهم حممد، وفيه يقول

زمانه حلسبتين مل أخلقو... لو مل أكن أدركت ملك حممد كيف : وزاره بعض إخوانه يف مكتبه بقصر اخلالفة، وهو يعلم ولدا لألمري حممد، مجيل الصورة، فقال له

:وأنشأ يقول. ال أزال أشرب مخر عينيه فال أروى، وهو يسقينها دائما: حالك مع هذا الرشأ؟ فقال لسحرصناعة عينيه اخلالبة وا... صناعة عيين السهاد وإمنا

إذا لوددنا أنه فىن الدهر... ولو بفناء الدهر أرجو نواله .وتويف سنة ثالث وسبعني ومائتني عن أربع وتسعني سنة، وجعله احلجاري أحد أئمة النحاة اللغويني

أبو حممد

عبد اهللا بن بكر بن سابق الكالعي

وقيل البكري املعروف بالنذل

قبه بذلك، وكان مؤدبا بالنحو، عاملا باللسان، مربزا يف الشعر، أن مؤمن بن سعيد ل: من تاريخ ابن حيان .أديبا بليغا

:أدب أوالد األمري عبد الرمحن بن احلكم، وكان حيب الغلمان وهو القائل من قصيدة يف األمري املذكور وقد عزم األمري على اجلهاد... أيرجو املشركون هلم بقاء :ومن لطيف شعره قوله

إليك فإين ليس يل منك ناصر... يل من ضمريك شافع إذا مل يكن مليك على تليني قلبك قادر... أالن لداود احلديد بقدرة

فيا ليت قليب مثل قلبك صابر... صربت ومايل بالتصرب طاقة وأوحش شيء أن يفارق حاضر... وفارقتين فالدار غري بعيدة

:وله من شعر

لدهر إال وهو يل منك غائظمن ا... وما ضمين يوما وإياك جملس يالحظين فيه على الكره الحظ... وإين ألغين الناس عن كل جملس

أبو عثمان سعيد بن الفرج

املعروف بالرشاش

موىل بين أمية القرطيب اللغويأنه كان ما آدب الناس يف زمانه، وأقومهم على لسان العرب، وأحفظهم للغة، : من تاريخ ابن حيانوحكى عنه أنه كان حيفظ أربعة آالف أرجوزة، وكان شديد التقعري يف كالمه، وقد .وأعلمهم بالشعر

وملا حلقته سعاية عند نصر خصى . ضرب به املثل يف الفصاحة يف األندلس، كما ضرب ببكر الكناين رسيلهق علي شيخ كبري يفن أب! حتنن علي أبا الفتح سيدي: األمري عبد الرمحن، وأمر بضربه، جعل يستغيث ويقول

ورحل إىل املشرق، وحج ودخل بغداد، وروى عن األكابر، وقفل، فسكن مصر، مث القريوان، . وال تسط يبإىل أن بلغه أن عبد الرمحن ويل سلطنة األندلس، وكانت بينهما وصلة، فوفد عليه ، فرعاه، وقربه، وأكثر

:الرشاش مدحه، وله يقول ك ما أحرمهينال من قرب... أصبحت ال أحسد إال امرءا

:وذكره معاوية بن هشام، وعبادة، واحلجاري ووصفه بالتندير، وهو القائل يف ابن الشمر ن إىل اهللا يف هجائك قربه... إنين أكره اهلجاء ولك

أبو مروان عبد امللك بن سراج

ابن عبد اهللا بن حممد بن سراج

اهللا عليه وسلم، وأصاب سلفه سباء أن جده سراج بن قرة الكاليب صاحب رسول اهللا صلى : من الذخرية: صريهم يف موايل بين أمية، وأثىن على عظم بيتهم بقرطبة، وأفرط يف تعظيم أيب مروان هذا، وقال يف وصفه

ولد الثنيت عشرة ليلة . ومل ير مثله قبله، وال يرى بعده، واهللا أعلم: حميي علم اللسان جبزيرة األندلس، قالعمائة، وتويف ليلة اجلمعة لثمان خلون من ذي احلجة سنة تسع ومثانني خلت من ربيع األول سنة أرب

:وأربعمائة، ورثاه مجاعة، منهم ابن عبدون، وأنشد له ابن بسام !ستقبح بعد بآثارها... جدرت فقالوا هبا علة فزادت مجاال بأنوارها... أال إهنا روضة نورت

عارف، وتقلص ظلها الوارف، إال أنه كان يضجر أودى فطويت امل: وأطنب يف وصف صاحب القالئد وقالوأنشد له من قصيدة يف . عند السؤال فما يكاد يفيد، ويتفجر غيظا على الطالب حىت يتبلد وال يستفيد

:مدح املظفر بن جهور كم صارم من دونه وسنان... أما هواك ففي أعز مكان

حىت الفطام ثديها بلبان... وبىن حروب مل تزل تغذوهم ال مينعون ختري األوطان... كل أرض يضربون قباهبم يف

وحباهلن ذوائب الفرسان... أو ما ترى أوتادها قصد القنا وجعله احلجاري أصمعي األندلس، وأخرب أن صاحب سفط الآللئ أثىن عليه وعلى بيته، وذكر أن عبد

أعزك اهللا، أنت إذا : ال يزوره، فقالامللك بن أيب الوليد بن جهور عتبه يف كونه جاء لزيارته، وأبو مروان عامل زار أمريا للطمع يف : أمري زار علما تعظيما للعلم، واقتباسا منه، وأنا إذا زرتك قيل: زرتين قال الناس

.فتعجبوا من جوابه. دنياه، والرغبة يف رفده، وال يصون علمه

ابنه أبو احلسني

سراج بن أيب مروان بن سراج

وافق مسماه، ولفظ طابق معناه، فإنه سراج علم وأدب، وحبر لغة ولسان العرب، وإليه اسم : من الذخرية :وأثىن على نظمه ونثره، وأنشد له قوله. يف وقتنا هذا حبضرة قرطبة تشد األقتاب، وتنضي الركاب

وغدا يسلط مقلتيه عليه... ملا تبوأ من فؤادي منزال الضلوع إليه أفضت بأسرار... ناديته مسترمحا من لوعة !يا من خيرب بيته بيديه... رفقا مبنزلك الذي حتتله

علماء التاريخ

ابن حيان

وحلف عبد امللك . واهللا لقد صدق، وإين واهللا ما أصلح هلذا األمر، ولكن مكرها لزمته: ثلب أبا احلزم فقالابن حيان أمر ال آخذن أحدا واهللا لئن طرأ على : بن جهور أن يسفك دمه، فأحضره أبوه أبو الوليد، وقال

فيه سواك أتريد أن يضرب بنا املثل يف سائر البلدان بأنا قتلنا شيخ األدب واملؤرخني ببلدنا حتت كنفنا مع سبحان من جعله إذا نثر يف السماء، وإذا : أن ملوك البالد القاصية تداريه وهتاديه؟ وأنشد له نظما، وقال

.نظم حتت ختوم املاء

حممد بن الصفارأبو عبد اهللا

األعمى الزمن القرطيب

وكان هذا الشيخ باقعة قد . من بين الصفار املنتمني إىل بين مغيث موىل بين أمية، وهو بيت عظيم بقرطبةأخذ نفسه بالوقوع يف األعراض مأخذ ابن حيان على ما تقدم، وتركته بتونس، فنعي إىل سنة أربعني

ه كان أعمى، معطل اليدين والرجلني، شنيع اخللقة، ال يزال لعابد يسيل وستمائة، ومل أر أعجب من شأنه فإنوكان آية يف احلساب والفرائض مقدما على . ووجه يهتز، وإذا جاذبته أهداب اآلداب رأيت منه حبرا زاخرا

عبد أعراض امللوك والوجوه، وحسبك أنه ملا قال أبو زيد الفازازي كاتب املأمون بن املنصور ابن يوسف بنوكان أنصاره عرب جشم، قال ابن الصفار يف " احلزم والعزم منسوبان للعرب : " املؤمن قصيدته اليت أوهلا

:مناقضتها قصيدته اليت منها يف ذكر املأمون عم حيىي بن الناصر وخماصمة على اخلالفة فنجل نوح ثوى يف قسمة العطب... وإن ينازعك يف املنصور ذو نسب

عم النيب بال شك أبو هلب... فاجلواب له وإن يقل أنا عم وشاعت القصيدة، وبلغت املأمون فحرص على قتله، فلما كبس مدينة فاس وفر أمامه منها حيىي بن الناصر

وكان ابن الصفار يف خدمته اختفى عند عجوز يف خوص على قارعة الطريق، وقامت حباله ملا رأته عليه من ملأمون املنادين يف األسواق بالبحث عنه وحتذير من كتمه بإراقة الدم األعذار املوجبة للصدقة، وأمر ا

واإلحسان ملن أظهره، وأذكيت العيون عله، فستره اهللا إىل أن سكنت تلك النائرة، وحلق بإفريقية، فأحسن إليه سلطاهنا أبو زكريا بن عبد الواحد وأجرى عليه مشاهرة، وجالسه، إىل أن كرهه ملا شاهده من كثرة

.قوعه يف األحياء واألموات، فحجبه عن جملسه، ومل يقطع اإلحسان عنهو :وسايرته يوما فأنشدين لنفسه قوله

ما اشتبهوا فالناس أطوار... ال حتسب الناس سواء مىت ماء وبعض ضمنه نار... وانظر إىل األحجار يف بعضها

:وقوله وغائبا يف ضلوعي... يا طالعا يف جفوين

وما رمحت خضوعي... سخط ظلما بالغت يف ال فاعمل حساب الرجوع... إذا نويت انقطاعا

أيها الغيب املتعثر يف ذيول جهله وجاهه، . ال يتهلل عند سؤاله وال يأخذ رائده من أدبه وال ماله: ومن نثرهظفر منه األشوس الطرف من غري حول، والرافع أنفه دون مشم، الساري إىل العلياء سرى العني، الذي ال ي

من دلك علي، ومن هداك إيل، مىت استدعيتين إىل ربعك، . قاصده املخدوع بغري التعب واملني وعض اليدينوتكلفت من التجمل حلضور الفضالء ما ليس يف طبعك، وما العجب منك حني رغبت عن كنيف يف تلطيخ

العامر باحلرمان، الغامر من وكأين بك يف منزلك . بطيب، بل العجب ممن كان يف طيب، فجاء يتلطخ بكنيفذو اللحية الطويلة، : ومنه. الفضل واإلحسان، وقد قعدت يف هبوه، ونفخت شخصك الضئيل يف زهوه

واجلثة الضئيلة، الوسخ األثواب، العرى من اآلداب، املرسل لسانه يف كل عرض، اآلخذ يف كل قبيح .بالطول والعرض

مبذهب امرئ القيس فكدت واهللا أضرط ضحكا، وال أخاف يف مث قلت يل ابدأ مبذهب أيب حنيفة أو: ومنه .فاتق اهللا بستر نفسك، وال تكن يف غدك أجهل منك يف أمسك. تبعة األدب دركا

األديب أبو حممد

عبد احلق الزهري القرطيب

لذي من حفاظ مؤرخي األندلس وأدبائها، جالسته كثريا يف إشبيلية ومالقة، وكان والدي يكرمه حلفظه، وا :يف ذكري اآلن من شعره قوله من قصيدة يف ذم بين هود حني خلعوا عن إشبيلية

هلم غرابا ببني األهل والولد... كأمنا الراية السوداء قد نعبت فأظهر الدهر منها لبسة الكمد... مات اهلدى حتتها من فرط روعته

علماء الفلسفة

سعيد بن عبد الرمحن بن حممد

بن عبد ربه القرطيب

هو ابن أخي أيب عمر بن عبد ربه صاحب العقد، ذكره صاعد يف كتاب طبقات األمم وأخرب أنه فصد يوما، :فبعث إىل عمه املذكور راغبا يف احلضور عنده، فلم يسعفه، فكتب له

نادمت بقراطا وجالينوسا... ملا عدمت مؤانسا وجليسا رح يوسىومها الشفاء لكل ب... وجعلت كتبهما شفاء تفردى

:فجاوبه عمه ال يأكالن ويرزآن جليسا... ألفيت بقراطا وجالينوسا

ورضيت منهم صاحبا وأنيسا... فجعلتهم دون األقارب جنة

حىت تنادم بعدها إبليسا... وأظن خبلك ال يرى لك تاركا :وكان مجيل املذهب، طيبا، شاعرا، منقبضا عن امللوك، وهو القائل: قالوا

وطول انبساطي يف مواهب خالقي... غوصي يف علوم احلقائق أمن بعد أرى طالبا رزقا إىل غري رازق... ويف حني إشرايف على ملكوته

أنه كان آية يف فنون العلم القدمي، لكنه ثقيل الطلعة، سيئ األدب واملقابلة، ولذلك كان عمه : ومن املسهبره لينظر عليه يف العلم القدمي، فقابله من الكالم العامي وذكر أن الناصر املرواين استحض. أبو عمر يكرهه

.اجللف مبا كرهه من أجله، وأبعده

أبو عبد اهللا حممد بن سليمان بن احلناط

الرعيين األعمى القرطيب

أن أباه كان يبيع احلنطة بقرطبة، ونشأ هذا األعمى نشأة أعانته على أن بلغ غاية من العلم : من املسهبوكان . وكان بنو ذكوان هم الذين كفوه مؤونة الدهر، وفرغوه لالشتغال بالعلم. م القدمياحلديث والعل

وله يف فراره واستقراره باجليزة اخلضراء حتت كنف . الغالب عليه املنطق حىت اهتم يف دينه ونفي عن قرطبة :أمريها حممد بن القاسم بن محود قصيدة، منها

رت إىل دار اإلقامة واألمنوص... تفرغت من شغل العداوة والظعن أفيق فإين قد أفقت من احلزن... أمقتولة األجفان من دمع حزهنا

ولكنين أشفقت فيها من الدفن... وما عن قلى فارقت تربة أرضكم

:وكفاك من شعره قوله من قصيدة يف علي بن محود العلوي: قال وطفاء تكسر للجنوح جناحا... راحت تذكر بالنسيم الراحا

حلال أقام هلا الربيع وشاحا... ت على التلعات فاكتست الرىب مر يبكي الغوادي ضاحكا مرتاحا... فانظر إىل الروض األريض وقد غدا

أهدي هلا ساقي الندى أقداحا... والنور يبسط حنو دميتها يدا بذكيه فإذا سقاه فاحا... وختاله حيي احليا من عرفه

طيبا، ومزن قد حكاه مساحا... روض حياكي الفاطمي مشائال زففتها إليك بنت ليلتها عذراء، وجلوهتا عليك كرمية فكرها حسناء، تتلفع حبربة حربها، وتتبختر : ومن نثره

الليل إذا عسعس، والصبح إذا : " يف شعار شعرها، مؤتلف بني رقها ومدادها، وجمتمع يف بياضها وسوادها " .تنفس بن ذكوان مرض له ولد مجيل طبه ابن احلناط، فلما خال به يوما سأله عن حاله، أن الوزير أبا بكر : وذكر

تقبلين، وآتيك به، : وما هو؟ قال: أعرف واهللا دواء يرحيك، قال: فضجر الغالم من طول العلة، فقالرب، وها عمدته خيار شن: فقال. فاغتاظ الغالم، مث سهل عليه ذلك التماس الراحة، فقبله وقام ليأتيه بالدواء

وبلغت . وقد قام، فاغتاظ الغالم، وضربه بزبدية، كانت أمامه، فخرج هاربا... وكشف عن ! هو حاضر :احلكاية أباه، فضحك منها ومتثل

ومكان احلياء منه خراب... كيف يرجو احلياء منه جليس واختذ ابن شهيد كيفي من الداللة على اختياره أنه استكتبين: كيف كان هشام املعتد؟ فقال: وقيل له .وكان ابن احلناط أعمى وابن شهيد أصم!! جليسا

ويف سنة سبع وثالثني وأربعمائة نعى إلينا أبو عبد اهللا بن احلناط الشاعر األديب : ومن املتني البن حياند، هلك باجلزيرة اخلضراء يف كنف األمري حممد بن القاسم بن محو. القرطيب بقية األدباء النحارير يف الشعر

ووصفه بفساد الدين، وأنه ولد أعشى . وكان من أوسع الناس علما بعلوم اجلاهلية واإلسالم وسائر التعاليم. احلمالق، مث طفئ نور عينيه بالكلية بعد القراءة الكثرية، فازداد براعة، وكان يتطبب عنده امللوك واخلاصة

ؤساء النظم والنثر، وبينه وبني أيب عامر بن زعيم من زعماء العصر، ورئيس من ر: وقال يف وصفه ابن بسامشهيد مناقضات نظما ونثرا أشرقت أبا عامر باملاء، وأخذت عليه بفروج اهلواء، ومما أنشده له قوله يف

:خماطبة املظفر بن األفطس ملك بطليوس لعلمي بأنك ال تبخل... كتبت على البعد مستجديا وق الذي آملوقد ساق ف... فجاء الرسول كما اشتهي

ليفعل غري الذي جيمل... وما كان وجهك ذاك اجلميل :وقوله من قصيدة يف علي بن محود

وقد علمتنا البث تلك املعامل... لوينا بأعناق املطي إىل اللوى

إذا اهنملت من راحتيه الغمائم... سقى منبت اللذات منها ابن هاشم يد اهللا قائم طرير ومنه يف... إمام أمام الدين حد حسامه

له من رءوس الدارعني كمائم... ويزهر يف ميناه زهر من الظبا وضيق مسراه اجلالد الصالدم... بكل مخيس طبق األرض نقعه

وأشفار جفنيه الشفار الصوارم... كأن مثار النقع إمثد عينه رواين ملا هزمهما صنهاجة وقوله من قصيدة يف القاسم بن محود يذكر فيها خريان الصقليب وقتل املرتضى امل

:على غرناطة وأصبح ملك اهللا يف ابن رسوله... لك اخلري، خريان مضى لسبيله

على ابن حبيب اهللا بعد خليله... وفرق مجع الكفر واجتمع الورى من العز جربيل إمام رعيله... وقام لواء النصر فوق ممنع

د أفولهبه الح بدر احلق بع... وأشرقت الدنيا بنور خليفة فما زالت األيام تأيت بسوله... فال تسأل األيام عما أتت به

علماء التنجيم

عبد اهللا بن الشمر بن منري القرطيب

منجم سلطان األندلس عبد الرمحن بن احلكم وندميه

أنه كان نسيج وحده جمموعا له من اخلصال النبيلة ما فرق يف عمر من مجيع التعاليم واألدب: من املقتبسوصحب عبد الرمحن قبل السلطنة أيام والد . وكان لطيفا حلوا يغلب على قلب من شاهده. والشعر والنثر

.احلكم، وملا صار األمر إليه وىف له ونادمهأنه كان قد بشر عبد الرمحن بأن األمر سيصري إليه من جهة التنجيم، فلما كان ذلك أحسن : وذكر عبادة

وكان أيام متكن نصر اخلصى من عبد الرمحن يقل زيارة . شعر ورزقا للتنجيمجزاءه، وأجرى عليه رزقا لل :حممد ابن عبد الرمحن، فلما هلك نصر قال شعرا منه

لشاهدة يف كل يوم تسلم... لئن غاب وجهي عنك إن موديت يذل ويشجي من يشاء ويرغم... وما عاقين إال عدو مسلط

بغي أن مينح العز جمرموما ين... ومل يستطل إال بكم وبعزكم فما زال باإلحسان والطول ينعم... فنحمد ربا سرنا هبالكه

أن األمري عبد الرمحن قال يوما البن الشمر على : وذكر عبد اهللا بن الناصر يف كتاب العليل والقتيلئف عملت منها لفا: ما فعلت غفريتك اليت كانت جرداء، قد صارت أخياطها كالعروق؟ فقال: الشراب

وكان حينئذ األمري عبد الرمحن ليس له ما يركب إال البغيل املذكور، ألنه كان مضيقا ! لبغيلك األشهب

.عليه يف زمان والده، وكان له أخ مرشح للسلطنة، ومل تتسع حاله حىت هلك أخوهتاء، فقال ابن أن عبد الرمحن خرج مرة لصيد الغرانيق اليت كان مولعا هبا، فأبعد، وكان الش: وذكر الرازي

:الشمر شعرا منه أم حنتنا من صخرة صماء... ليت شعري أمن حديد خلقنا والغرانيق غزونا يف الشتاء... كل عام يف الصيف حنن غزاة واقع مثل شقة بيضاء... إذ نرى األرض واجلليد عليها

باملواسى لزعزع ورخاء... وكأن األنوف جتدع منا ح كأنا نشتاق وقت الفناء... نطلب املوت واهلالك بإحلا

:وبدر منه ما أوجب سجنه، فكتب إليه شعرا منه غرب للخلق ربيعا... قل ملن أمسى بأرض ال وسع الناس مجيعا... ال يضيق يل منك ما قد

وذكر ابن حيان أن األمري عبد الرمحن كان مصغيا ألحكام التنجيم، ومل يكن عنده يف املنجمني مثل ابن إنه خمرقة ورجم بالغيب، فأراد ابن الشمر أن يقيم له برهانا : وغض يوما من علم املنجمني، وقال. الشمر

إن أنبأتين على أي باب من أبواب هذا : بأن قال لألمري، اخترب يف مقامك مبا شئت؟ فقال: على صحتهالطالع، ودعا األمري اجمللس أخرج يف قيامي صدقت بعلمك، فكتب ابن الشمر يف ورقة خمتومة ما اقتضى له

من فتح له بابا حمدثا يف غارب اجمللس الذي يلي مقعده، مث خرج منه وترك اخلروج من أبواب اجمللس ونزل بفحص السرادق أعلى قرطبة وقد . األربعة وفتح الورقة، فوجد فيها ما فعله األمري، فتعجب، ووصله

لتعلم أنك : ه يف تعبئة كاملة، فقال له ابن الشمرقفل من غزاة مزمعا على الدخول إىل قرطبة صبيحة غدواهللا لتدخلنه : واهللا ألدخلنه، فقال: مغلوب على ذلك، وال بد لك الليلة من املبيت يف قصرك، فقالفغضب ووكل به، وكان ذلك اليوم . مكرها، وألكونن يف هيئيت شبهك يف طريقك إليه، وسوف ترى

املساء، فاهنمل من املطر وهب من الريح ما ضج له الناس، وتداعوا مشمسا صائفا، فما هو إال أن دنا للدخول لقرطبة، ومل جيد األمري بدا من مبادرة قصره، وركب يف نفر من خاصته، وابن الشمر إىل جانبه يسايره، فوطئت دابة ابن الشمر مسمارا فلم تنهض، فأمر له بفرس من جنائبه بسرجه وجلامه، فركبه،

املاء لغفارته اليت كان يتوقاه هبا ووصله إىل جسده، فأمر له األمري مبمطر خز من مماطره، وقنزعة وشكا نفوذ يا موالي كيف رأيت : فلما نزل قال له. من قنازعه، صبا عليه، فاستوى واألمري يف لبوسه، ومضى يسايره

:احلني رقعة فيهاوكتب ابن الشمر يف . انطلق مبا عليك وحتتك، والصلة الحقة بك: قويل؟ فقال لوقت إيابه القدر... حترك حني حركه

ب واألستار واحلجر... فيا من دونه احلجا بوادر زجره البشر... لئن كنت امرءا ختشى

وال زحل وال القمر... فما خيشاك هبرام .بلغ الكمالوجعله احلجاري رئيس املنجمني باألندلس، إىل ما حباه اهللا به من حسن اخلالل، اليت بأقلها ي

علماء املوسيقى

إسحاق بن مشعون اليهودي القرطيب

أحد عجائب الزمان، يف االقتدار على األحلان، وكان قد الزم ابن باجة، وأحسن الغناء بلسانه : من املسهب :ويده، وأخذ طرائق كثرية عن كلب النار واعتبط شابا وكان له نظم رائق، كفاك منه قوله

والعود عن داعي املسرة قد نطق... قد اتسق قم هات كأسك فالنعيم يف اخلز ميرح كاألراكة يف الورق... ولديك من حث الكووس أزاهرا

والفجر هنر والشقائق كالشفق... والزهر زهر والرياض مساوها :وكان كثري املقام، على شرب املدام، وهو القائل

داميثري يل املىن غري امل... خربت العاملني فلم أجد من يل اللذات أمجع يف نظام... جتلى اهلم عن فكري وتبدى

بأحلى من لذاذات املنام... وتطمعين مباال أرجتيه هبا يف الشرب من خلق الطغام... وخترج يب إذا واليت حثا

حتل بغري آقاق الكرام... ولو أين أحكم مل أذرها

علماء الطب

أبو عبد اهللا حممد بن قادم القرطيب

:وأنشد له من قصيدة. من أطباء قرطبة املشهورين يف الدولة املروانية: سهبمن امل مننت هبا عفوا ومل أتكلم... بأي لسان أقتضى شكر نعمة فكنت له مثل املسيح ابن مرمي... وقد كان حايل يف أخري ذمائه وال كان يف جيد العال مبنظم... ولوالك ما كان القريض بنافع

:دة يرثي هبا ولدهوله يف بدأة قصي ولو تستطيع الشهب مل تبد يف الظلم... بين بكاك اجلود والسيف والقلم

أبو حممد عبد اهللا بن خليفة القرطيب

يعرف باملصري لطول إقامته مبصر

شيخ الفتيان، وآبدة الزمان، وخامتة أصحاب السلطان، وكان رحل إىل مصر وامسه خامل، : من الذخريةيلبث، أن طرأ على األندلس، وقد نشأ خلقا جديدا، وجرى إىل النباهة طلقا بعيدا، ومساؤه عاطل، فلم

فتهادته الدول، وانتهت إليه التفاصيل واجلمل، وكلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد؛ وإليه قصد، جيري مع الرياح كل أحد، وجيول يف كل بلد، وتلون يف العامل تلون الزمان، وتالعب مبلوك الطوائف تالعب

أنه اشتهر بالطب، وكان كثري : وذكر. باألغصان، حىت ظفر به املأمون بن ذي النون، فشد عليه يد الضننيوملا انصرفت الدولة الذنونية . ووقفت له على شعر أكثره عاطل من حلية البديع. النادرة حاضر اجلواب

أنه بقي بعد خلع املعتمد مشتمال : ، وذكرحتيز إىل إشبيلية، فأنس املعتمد مبكانه، وجعل له حظا من سلطانه .على فضل جدة، إىل أن تويف سنة ست وتسعني وأربعمائة يوم اجلمعة منتصف رجب

.وأنشد له يف املأمون بن ذي النون. أنه كان ابن جار له خفاف، وأخذ يف ذمه: وذكر ابن حيان ولكن إىل املأمون كان التشوق... وقد كان يل يف مصر دار إقامة

وسحب العطايا فوقها تتألق... حللت عليه واملكارم مجة :وقوله

والرسل بني األحبة املقل... احلب داء دواؤه القبل حيت ببدر مساؤه الكلل... يا حفظ اهللا ليلة سلفت

برد وفاء والشمل مشتمل... بتنا وراح العفاف تلحفنا صارا كفرد بالروح يتصل... اثنان من شدة التعانق قد

وجفنة بالعبري مكتحل... حىت إذا غرة الصباح بدت نشوان من مخرة الصبا مثل... فارقين وهو خائف وجل

والنار بني الضلوع تشتعل... عيناي منه قريرة أبدا :ومدح بلقني بن محاد صاحب القلعة، ومدح باديس بن حبوس، صاحب غرناطة، بقصيدة منها

م على خط اجملرة دارولك... رسخت أصول عالكم حتت الثرى وتفيض من بني البنان حبار... تبدو مشوس الدجن من أطواقكم

أنتم هلا األمساع واألبصار... ؟إن املكارم صورة معلومة ذلت لشعري فيكم األشعار... ذلت لكم قمم اخلالئق مثلما

فمدحيكم يف مدحه إضمار... فمىت مدحت وال مدحت سواكم :وقوله

فهات شرابك العطر العجيبا... ضيت حجى أال يا هند قد ق فقومي اآلن نقترف الذنوبا... فقد ذهبت ذنويب يف طوايف مباء الكرم فامتزجا قريبا... خلطنا ماء زمزم يف حشانا

:وقوله مطلعه الطوق يف اجليوب... أي هالل أطل فينا

مبسمه اللؤلؤ الرطيب... كحيل طرف ثقيل ردف ألن أعوانه القلوب... يقودنا كيف شاء طوعا

أنه قصد : وذكر. ما كان له عنده ذنب إال جواره، فبئس الذمام: وذكر احلجاري ذم ابن حيان له، وقال :بعد ابن ذي النون املعتمد بن عباد، فلم حيمده، وكتب له رسالة بعد انفصاله عنه، فيها

وهجري لكم دون شك صواب... رحلت ويف القلب مجر الغضا إذا ما تساقط فيه الذباب... النفس طيب الطعام ؟كما هتجر

وذمه ابن اللبانة يف كتاب سقيط الدرر، ألن املعتمد بن عباد كان يعظمه، وجيزل إحسانه له، فلما خلع ظهر منه يف حقه قلة وفاء وادعى أن جارية ولدت من ولد املعتمد يف ملكه، وأهنا غصبت له، فأخذها، ومعها ولد

.عتمد استعبده، وصار يصرف فيما يصرفه فيه العبيدصغري من ولد امل ؟

ومن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني لدر الكالم

أبو األجرب جعونة الكاليب

أنه كان مداحا للصميل وزير يوسف بن عبد الرمحن الفهري سلطان األندلس، أفىن فيه قوافيه، : من املقتبسأال يراه إال أعطاه ما حضره، فكان أبو األجرب يعتمد إغباب وكان الصميل قد أغلظ القسم على نفسه

لقائه، وكان ال يزوره إال مرتني يف العيدين، وكان قد هجاه وهجا قومه، فلما حصل يف يده عفا عنه فنسخ .هجوه مبدحه

صارة، قيل إنه مات قبل وقعة امل. وكان فارسا شجاعا، يدعى عنترة األندلس، مل يلحق دولة بين أمية: قال .اليت كانت لعبد الرمحن على يوسف

:أنه جعونة بن الصمة، وأنشد له: ومن اجلذوة

عال ورأسي ذو غدائر أفرع... ولقد أراين من هواي مبنزل واملاء أطيبه لنا واملرتع... والعيش أغيد ساقط أفنانه

الطارئني على األندلس، وجعله ابن حزم يف طبقة جرير والفرزدق وعصرمها وذكر احلجاري أنه من العرب .كان يرحل وحيل بأكناف قرطبة

مؤمن بن سعيد بن إبراهيم بن قيس

موىل األمري عبد الرمحن املرواين الداخل

أنه فحل شعراء قرطبة، كان يهاجي مثانية عشر شاعرا، فيعلوهم، وكانت آفته التهكم بالناس، : من املقتبسورحل إىل املشرق، فلقي أبا متام الطائي، وروى . وس واحدةوتتبع زالهتم، ومتزيق أعراضهم فرموه عن ق

:عنه شعره، وكان يقرأ عله باألندلس، وقرأ عليه يوما أحد املتعلمني قول حبيب فيها وطلقت السرور ثالثا... أرض خلعت اللهو خلعي خامتي

محله طبعه الذميم على و! هي امرأة حبيب، وقد رأيتها ببغداد: من سرور هذه أصلحك اهللا؟ فقال: فقال لهوملا أسر هاشم مشت به، وقال خماطبا . أن أفسد حاله عند مستخلصه هاشم بن عبد العزيز وزير األمري حممد

:أبا حفص، ابن عم هاشم وعدوه ثالث زجاجات، ومخس رواطم... تصبح أبنا حفص على أسر هاشم مفقد قطع الرمحن دولة هاش... وبح بالذي قد كنت ختفيه خفية

:وقال هذه القصيدة سرا، وصنع على وزهنا قصيدته ويشملها نور العال واملكارم... مىت ترجع األيام دولة هاشم

ومل خيف على هاشم وبنيه قصيدة الشماتة، فلما عاد هاشم إىل وزارته، وخلص من األسر نصب له حبائل ة، ومل يفده ما أطاله يف حبسه من النظم السعاية عند األمري حممد، حىت أطال حبسه الذي أدى به إىل اهللك

ويف أيب حفص املتقدم الذكر . حممد بن جهور، فلم يفده، فأقذع يف هجائه: والنثر، وأكثر التشفع جبد هاشم :يقول

!أليس أعز من رأسي عليا؟... أخاطر يف هوى عمر برأسي ن أن ذاك خيلصه، فلما وقف وملا كسر أهل سجن قرطبة السجن، وفروا منه، رغب مؤمن عن الفرار، وظ

هاشم بباب احلبس ملعاينة من فيه، والنظر يف أمره، خرج إليه مؤمن، وأستعطفه، فلم يلتفت إله، وأوصى .فقتله اليأس إىل ستة أيام، ليلة الثالثاء ألربع خلون من رجب سنة سبع وستني ومائتني. السجان بإيصاده

.وجعله احلجاري دعبل األندلس :ميديوأنشد له احل

بقلب يب أضالع مقيم... حرمتك ما عدا نظرا مضرا خملدة، وقليب يف اجلحيم... فعيين منك يف جنات عدن

حممد بن عبد العزيز العتيب

أنه من نبهاء شعراء دولة األمري حممد، وكان خمصوصا بالقاسم بن األمري حممد، كما كان : من املسهب .مري حممد، وكان بينهما مهاجاةمؤمن بن سعيد خمصوصا مبسلمة بن األ

أنه ناوله قدحا كبريا ليشربه من يده، فقام واقفا، وصب القدح يف حلقه، : وله حكايات مع القاسم، منها .من غري أن يباشر شفة الكأس، فأمر أن ميأل له دنانري

:وأنشد

رياض النهر واألنداء هتمى... إذا نفح النسيم فقم وباكر على روض ند وبنات كرم... كرم إال وال تشرب بنات ال

أبو عبد اهللا حممد بن مسعود القرطيب

كان ظريفا يف أمره، كثري اهلزل يف نظمه ونثره، وأراه فيما انتحاه تقيل منهاج ابن حجاج : من الذخرية :بالعراق، فضاقت ساحته، وقصرت راحته، وأعياه الصريح فمذق، ومل حيسن الصهيل فنهق، ومما أنشد له

س ولكن رحبت صفع قفاء... خرجنا كما دخلنا بال فل و مده صفع ظامل ذي اعتداء... مد يف ذا املكان ذا احلرف ملا

.وجعله احلجاري من مشهوري شعراء املائة اخلامسة؟أبو بكر حيىي بن سعدون بن متام األزدي القرطيب كان عندي من الشعراء، مث وقفت على ذكره يف خط

ن بن أيب جرادة، ووصفه بأنه كان مقرئا حنويا، وأنه مسع احلديث بقرطبة على أيب حممد الصاحب كمال الديعبد الرمحن بن حممد بن عتاب، ودخل حلب، وأقرأ هبا، ورحل إىل املوصل، ودخل أصفهان، وتويف سنة

ائة أنه تويف يوم اجلمعة سنة سبع وستني ومخسم: وذكر ابن عساكر. إحدى وسبعني ومخسمائة باملوصل :وأنشد له الصاحب

بباب أبرز حيث الكوكب اهلادي... عرج على منزل األحباب يا حادي نلقي إليهم حديثا ليس بالبادي... لعلنا نلتقي ليال هبم وعسى

ودمع عيين عن ماء وعن زاد... يا حادي العيس ال تعجل وها كبدي

أمحد بن مسعود بن حممد اخلزرجي القرطيب

:عراء قرطبة الذين رحلوا إىل املشرق، وأنشدت لهذكر يل أنه من ش ميطلين ناظره ديين... من يل به ذو صلف زائد

ألفيته منكسر العني... وكلما وافيته طالبا الكمال بن الشعار املؤرخ، موصوفا بالتفنن يف العلوم الكثرية، وأنه صنف . مث وقفت على ذكره يف خط

ن، وكان شافعيا، وسكن دنيسر، وانتفع به أهلها، وهبا مات سنة إحدى كتبا يف الطب والنحو وأصول الدي .وستمائة

: وأنشدين له أبو احلسن علي بن يوسف بن حممد بن الصفار املارديين الكاتب الشاعر بإربل، قال: قال :أنشدين أبو العباس اخلزرجي لنفسه لرونق زهرها معىن عجيب... ويف الوجنات ما يف الروض لكن

أرى البستان حيمله قضيب... ب ما التعجب منه أين وأعج

:وقوله فمد علينا يف ذوائبه سترا... ومنت بنا يف الليل أنوار وجهه

أبو احلسن علي بن يوسف

بن خروف القرطيب

شاعر مشهور يف الغرب والشرق، مدح بسبتة ملكها إدريس بن يوسف ابن عبد املؤمن بقصائد، منها قوله :هامن قصيدة يف وصف

تزيد جدهتا ما دامت احلقب... خذها إليك عروسا ال كفاء هلا حىت لكادت من العلياء تنتقب... عذراء أخجلها ما فيك من عظم فإن مدحك يف أثنائها حسب... إن مل تكن أحرزت من رهبا حسبا

:ومدح مبراكش وزيرها أبا سعيد بن جامع بقصيدة منها بأن ال ترى وجها من الدهر يسود ...ضمنت لعيين يوم حلت ألفقها

:ومن مشهور شعره قوله وال ملن تصطفيه... ال تظهرن صفاء

مل ينظر البول فيه... لوال صفاء زجاج :وقوله

فلما التحى صار الغريب املصنفا... وكان غريب احلسن قبل عذاره :وقوله وهو املرقصات يف راقص اسن عند خلع لباسهلبس احمل... ومنوع احلركات يلعب بالنهى متالعبا كالظيب عند كناسه... متأودا كالغصن وسط رياضه كالدهر يلعب كيف شاء بناسه... بالعقل يلعب مقبال أو مدبرا

كالسيف ضم ذبابه لرئاسه... ويضم للقدمني منه رأسه :وأنشد له صفوان يف زاد املسافر يف غالم ضربته قوس يف فمه

يوم اهلياج وال رميت نباال... حالحل ال زرت يا زوراء كف تصمى القلوب وال تغب نزاال... نازعت عند الرمى مقلة شادن ملا غدا بدرا وكنت هالال... فقرعت مبسم ثغره حسدا له

وغدا قراح رضابه جرياال... فبدت مجانة سنة مرجانة :وقوله

مسرهظالل مسر كم تغنيه عن ... بين املغرية يل يف حيكم رشأ بإبرة هي مثل اهلدب من شفره... يزهى به فرس الكرسي من بطل

شهاب رجم جرى والنجم يف أثره... كأهنا فوق ثوب اخز جائلة :وقوله

قصر يف العدو بالظليم... ما راق للطرف غري طرف يف جنح ليل له هبيم... ذى نقط كالنجوم تبدو

:وقوله من األموال شهب عوامت فغارت... تبلج صبح الذهن عندي نريا

لالحت به مثل النجوم الدراهم... ولو كان ليل اجلهل عندي حالكا :وأنشدت له

مثلي يسمى أديبا... مثلي يسمى أريبا غرست فيه قضيبا... مىت وجدت كثيبا القيته أم جديبا... وال أبايل خصيبا

واستدعاه ابن هليب لدعوة مل يرضها، فقال دعاء غري نبيه... ب دعاين ابن هلي

فوالدي يف أبيه... إن عدت يوما إليه :وقال يف حلب شعرا منه

ويف حلب صفا حليب... حلبت الدهر أشطره وقدر أن منيته كانت يف حلب بقلعتها، وقد حضر يف ليلة لسماع الواعظ تاج العال الشريف فخرج

.ةلإلراقة، فسقط يف جب طعام، فمات فيه يف سنة عشر وستمائوكان قد مدح أبا عبد اهللا حممد بن عياش كاتب احلضرة مبراكش، فأعطاه شيئا مل يرضه، فاغتاظ، ورده،

:وقال

حباين به ما قد تناسيت من كريب... مدحت ابن عياش فجدد يل الذي وأقبلت أحمو كل ما كان يف قليب... ورددت إليه عظمه ألسره

رأيت الشمس تنحط يف الغربألين ... وأصبحت أمسو للمشارق طالعا .ورحل إىل املشرق

أبو جعفر أمحد بن شطرية القرطيب

سابق يف حلبة شعراء املائة السابعة، اعتبط شابا، وله يف ناصر بين عبد املؤمن قصائد جليلة، منها قصيدته :اليت مدحه هبا حني جاز إىل األندلس

ويسمو ألمالكه السيد... كذا يشرف الطالع األسعد قريب له عزمة تبعد... يرعى أقاصي أقطاره و

تفرق من سربه الفرقد... إذا مجعت فكرها للوغى :ومما اخترته من شعره قوله اجنه مهما متايل وارجحن: وقالوا... رأوا ميال يف قده فتباشروا

مماال بعيد ال ينال مدى الزمن... وما علموا أن اهلالل وقد غدا فقلت أما ختشى من الفترة الفنت... جفونه وقالوا أختشى فترة يف

:وقوله وجرا الليل بغره... ستر الصبح بطره

قده غصنا وزهره... وأرى من وجهه يف من حمياه املسره... كمل اهللا لدينا

ل فؤاد منه مجره... كعبة للحسن يف ك راكه إذ حل شعره... جاءين كالظيب يف أش جيلو منه بدرهيل ... مبديا وجها كأن الل

بعد ما خلف نشره... ومضى عين ولكن كلما أخفيت سره... فتراين يف افتضاح

:وقوله ال ينقضي خفقانه... انظر إىل النهر الذي

ماجت هبا أشجانه... أمواجه يف دوحه مترادف فرسانه... مرحت به يف ملعب بيد النسيم عنانه... أمسى مجوحا إذ غدا طعنت به أغصانه... ذ قد درعته الريح إ

:وقوله ف الشمس يغمضه املغيب... واىف بنرجسة وطر

ه لزوم عني من رقيب... فكأمنا حتم علي :وقوله

كأس املدام على عيين ونظمها... يا منكرا ذكر من أهواه حني جال حيكي ثناياه ما قبلت مبسمها... لوال الذي يف كؤوس الراح من حبب

:وقوله إذا النوم أعماين لكل وصال... يقظة وهو باذل أيا مانعى يف

ألين ال أحظى بغري خيال... وددت بأن الدهر أمجع ليلة

أبو جعفر أمحد بن قادم القرطيب

بيت بين قادم، مشهور بقرطبة، وقد تقدم يف األطباء منهم أبو عبد اهللا بن قادم، وجد أيب جعفر ألمه أبو ن أبو جعفر بن قادم آية يف الشعر والتوشيح، أولع الناس بغالم صقيل وكا. جعفر الوزغي األديب املشهور

اخلد، أو بغالمة قائمة النهد، اجتمع به عمي حيىي بقرطبة، واستنشده من شعره، فأكثر من ذكر الغلمان فترى : فقال على الفور! يا أبا جعفر، كأنك وكلت على التغزل يف الغلمان واجلواري؟: واجلواري فقال له

فكدت واهللا أموت من : يا سيدي من الرأي أن أقصر نظمي على كل تيس مثل سيدي وأشباهه؟ قال أنتالضحك، وعذرته، فإين كنت كما وصلت من السفر، ويل حلية كبرية ضخمة، و على حلية اجلندية، وليس

قها هنر، فرمى ومما اخترته مما كتبه عنه من شعره قوله، وقد جلس مع ندماء يف جنة يش. يل عبارة األدباء :أحدهم فيه بطبق ورد نثره عليه

هر الذي من فوقه الورد افترق... يا حبذا الروض النضري يشقه الن هنر الصباح وفوقه قطع الشفق... شبهته باألفق شق ظالمه

:وقوله ب اللون خيجل يف الكالم... بأيب وغري أيب غري يبدي لنا مزج املدام... ماء الشباب بوجهه

ولثامه بدل الفدام... نه كحباهبا ؟خيال سفرت عن البدر التمام... ألقى به كسحابة م فانثىن أدبا كالم... وىف لنا ألفا وكل

عل الذي فوق الرغام... فلثمت منه موطئ الن ه من اعتناق واستالم... وطفقت أمأل جانيب

ه هناك بالبيت احلرام... فكأنين قد طفت من ولثمت أركان املقام... ووردت زمزم كوثر

ىب قده إال قوام... وأنا أميله ويأ خليته يف احلني قام... كالبان تعطفه فإن

كم من وشاح أو نظام! ... يا جيده! يا خصره قي عند ما يرخى الظالم... متكفل هبما اعتنا

م مبا تزخرف من مالم... يا عاذيل كم ذا تلي من دون اللجام؟ د املهر... ماذا يفي : وتقول يل

أوراق خلته احلمام... والغصن إن مل يبد يف ال د باملهاد وبالفطام... هو ما علمت قريب عه

مجعت ملن خرب األنام... ال يعرف احليل اليت عنه كما انشق الكمام... ؟غر شققت حجابه

د وال الوصال وال الغرام... مل يدر قبلي ما الصدو :صار يصلح للحسام ورثاه والدي بقصيدة أوهلا ه -؟قد احلسام فإن جيز

على بعد داري مودعا يف الغمائم... عليك سالم اهللا قرب ابن قادم

أبو جعفر أمحد بن رفاعة القرطيب

من مشهوري شعراء قرطبة يف املائة السابعة، وهو أيضا ممن اعتبط شابا، اجتمع به عمي حيىي، وكتب عنه ما : - الداللة على جاللة قدره وهو كاف يف -منه قوله

وثنت عليك املعلوات نطاقها... ضربت عليك املكرمات رواقها قد كان قبلك عن سواهم عاقها... أوسعت أبناء الزمان مكان ما زعمت بأنك ملبس أطواقها... فلو احلمائم أفصحت ملسائل

ومن كتاب ذهبية املساء يف حلى النساء

مهجة بنت التياين القرطبية

أن أباها كان يبيع التني، وكانت هي تدخل عند والدة بنت املستكفي الشاعرة، وكانت من : من املسهبأمجل نساء زماهنا، وأخفهن روحا، فعلقت هبا والدة، ولزمت تأديبها، إىل أن صارت شاعرة، وهجت والدة،

:وزعمت أهنا ولدت وليس هلا بعل، فقالت ما نقص عنه ابن الرومي !من دون بعل، فضح الكامت... رت والدة والدة قد ص

خنلة هذي ذكر قائم... حكت لنا مرمي لكنه :ومما تقدمت به فحول الذكران قوهلا: قال

فما زال حيمي عن مطالبه الثغر... لئن حألت عن ثغرها كل حائم وهذا محاه من لواحظها السحر... فذلك حتميه القواضب والقنا

احللة

حلى احلكام من كتاب اإلحكام يف

معاوية بن صاحل، قاضي عبد الرمحن : أول من ذكره أبو عبد امللك أمحد بن عبد الرب، يف كتاب القضاةونذكر هنا بعده من وىل قضاء اجلماعة . املرواين، أول سالطينهم باألندلس، وقد تقدمت ترمجته يف السلك

كر قضاة الفتنة حني عاد القطب إىل قرطبة، مث نذ. بقرطبة، إىل أن انتقل قطب اإلمامة إىل مدينة الزهراء .وخرجت الزهراء والزاهرة

نصر بن طريف

موىل عبد الرمحن املرواين الداخل

أنه ترىب معه، وتأدب بأدب امللوك، واستحق عنده خطة القضاء، ملا كان خري أهل : من كتاب ابن عبد الرب . يف مدة هشام أول واليتهزمنه، فكان يستقضيه عاما، ومعاوية بن صاحل عاما، وتويف

مصعب بن عمران

الداخل، وكان راوية عن أنه شامي األصل، دخل األندلس يف مدة عبد الرمحن : من كتاب ابن عبد الرباألوزاعي ال يتقلد مذهبا، ويقضى مبا يراه صوابا، وكان خريا، وسجل على أحد رجال األمري هشام يف دار

واهللا لو سجل علي يف مقعدي هذا : أخرجه عنها، فشكاه إىل األمري، وطمع أن يأمره حبله فقال األمري .مصعبأقره احلكم بعد أبيه هشام حىت مات . خلرجت عنه

أبو بكر حممد بن بشري املعافري

أنه واله احلكم بعد وفاة مصعب، وهو من أهل باجة، رحل وحج، ومسع علما : من كتاب ابن عبد الربكان يكتب ألحد الوزراء، فأشار به على احلكم فاستدعاه، فمر يف طريقه بعابد كان فله صديقا، . كثريا

كيف مدح الناس وذمهم من قلبك؟ : دقين يف ثالثة أسألك عنهااص: فأخذ معه يف أمره، فقال له العابدوكيف حبك يف أن خيدمك الفتيان، وتكثر بني يديك األلوان؟ وكيف حبك للباس احلسن وركوب الفاره؟

أما مدح الناس وذمهم فما أبايل من مدحين أو ذمين يف اهللا عز وجل، وأما أن ختدمين : فقال ابن بشريدي األلوان فما أجد قليب يتوق إىل ذلك وال يشتهيه، وأما الركوب واللباس فما أفضل الفتيان وتكثر بني ي

فلما وصل قبل القضاء على . فاقبل القضاء وال بأس عليك: على ملبسي ومركويب شيئا سواه أبدا، قال. فيءنفاذ احلكم على كل أحد، وإذا ظهر له العجز من نفسه أعفى، وأن يكون رزقه من ال: ثالثة شروط

وكان يدخل املسجد، وعليه رجاء معصفر، وحذاء صرار، وملة مسرحة مدهونة، فيخطب على املنرب، فإذا وكان ال جيالسه أحد إذا قعد للقضاء، وال يكامله، وال يسايره، . رام أحد من دينه شعرة فالثريا أقرب إليه

واحتاج سعيد اخلري بن عبد الرمحن . موال خيلو به يف داره، وله طوابع من وقف عليها بادر إىل جملس احلكاليوم : الداخل إىل شهادة سلطان األندلس احلكم وهو ابن أخيه، فردها القاضي، فركب إىل ابن أخيه وقال

القاضي رجل صاحل فعل ما جيب عليه : ذهب سلطاننا من األندلس، قاضيك الذي وليته يرد شهادتك، فقال .ولست أعارضه

أنت اخترته، ولكن : وزير الذي سعى يف واليته، فشكاه إىل احلكم، فقال لهوأول سجل سجل به على الفإن أوصلك إىل نفسه، وخرج إليك فقد جعلت عزله بيدك، فلما استأذن عليه خرج . امض إليه يف منزله

واهللا ألطلنب دمك، فكان جواب : فأرسل له. إذن القاضي بأن يصل إىل جملس احلكم، ورجع الوزير خائبا

له يف : وكان بقي بن خملد يثين عليه، ويقول. أما أنا فلست أقتله إال بقلمي فزاد غبطة عند احلكم: يالقاضقضائه حقائق ال يقارن فيها إال مبن تقدم من صدر هذه األمة واستحقت أم ولد عند احلكم، فألزمه ابن

.وتويف سنة مثان وتسعني ومائة. بشري أداء مثنها إىل مستحقها

الفرج بن كنانةأبو القاسم

أن احلكم استقضاه بعد وفاة ابن بشري وكان خريا، فاضال، ذا وقار ومست يعظم هبما يف : ذكر ابن عبد الرب .العيون والقلوب، واستعفى احلكم، فعزله

أبو مروان عبيد اهللا بن موسى

ومائتني، وطلب أن احلكم واله أول سنة إحدى ومائتني إىل أن مات سنة أربع: من كتاب ابن عبد الربإذا كان األمري جيور والقاضي جيور فأين جيد الناس الراحة؟ تويف سنة أربع : االستعفاء فلم يعفه، وقال له

.ومائتني

أبو حممد حامد بن حيىي

وتويف يف أول مدة عبد الرمحن بن . أن احلكم واله بعد عبيد اهللا إىل أن تويف احلكم: من الكتاب املذكوروكانت فتيا قضاة احلكم تدور على زياد بن عبد الرمحن وعيسى بن دينار وحيىي . ومائتنياحلكم سنة سبع

.بن حصن

أبو جنيح مسرور بن حممد

استقضاه عبد الرمحن سنة سبع ومائتني، وتويف سنة مثان وثالثني ومائتني، وكان من : من الكتاب املذكورعزمت عليك حيث كنت لتقومن، ! وب البلوطييا أي: أحسن السرية، وخطب يف االستسقاء فقال. مواليه

مث رفع ! يا هذا، أشهرتين، أما كنت أدعو حيث أنا؟: فلم يقم إليه إال بعد أن أقسم عليه يف الثالثة، وقالاللهم إنا نستشفع إليك بوليك هذا، وأحل بالدعاء، وكثر الضجيج والبكاء، فلم : رأسه القاضي فقال

.م من كثرة املطر، وطلب أيوب بعد ذلك فلم يوجدينصرفوا إال وأحذيتهم يف أيديه

أبو عثمان سعيد بن سليمان

أصله من فحص البلوط، وكان عم سليمان بن أسود القاضي، وكان صليبا مهيبا، : من الكتاب املذكورخطب خبطبة واحدة طول أيامه مل يبدهلا، وخرج إىل االستسقاء، فلما بدأ خنقته العربة، فلم يكمل

.اء، وصلى وانصرف، فسقى الناس يف ذلك النهار ووىل القضاء مرتني لعبد الرمحن بن احلكماالستسق

أبو بكر حيىي بن معمر

أصله من إشبيلية، استقدم عبد الرمحن وواله القضاء، وكان صاحلا، وقدم ليلة عيد، : من الكتاب املذكورة واصطفوا إىل العنزة، ليختربوا خطبته وكانت توضع لإلمام عنزة يف املصلى، فباكر أهل الدهاء واحلرك

إين أرى الناس قد : وينتقدوا عليه، فلما نظر إليهم عرف هبيئاهتم أهنم بالصفة اليت كانوا هبا، فقال للقومةتزامحوا، فقدموا هذه العنزة ليتسعوا، فقدموها وطاش أوساط الناس وأحداثهم يتقدمون كبا وجريا مع

: خلفوف، فصار حول القاضي من ال مئونة عليه منهم، وخالف شيخي الفقهاءالعنزة، وتثاقل أولئك عن احيىي وعبد امللك، فانقبضا عنه، فعزل يف آخر سنة تسع ومائتني، فركب بغلته وجعل خرجه حتته، وانصرف،

.كما جئناكم كذلك ننصرف عنكم! يا أهل قرطبة: وقال ملن صحبه

أبو عقبة األسوار بن عقبة

أنه ملا عزل ابن معمر أشار حيىي بن حيىي على األمري عبد الرمحن به، وكان صاحلا، : كورمن الكتاب املذ .فاضال، عاقال، مسمتا، حسن احلكم، وتويف وهو قاضي، سنة ثالث عشرة ومائتني

أبو إسحاق إبراهيم بن العباس األموي

تا، وكان عبد الرمحن قد عزم على أنه جد بين أيب صفوان، وكان عاقال، فاضال مسم: من الكتاب املذكورأشر علي مبن أوليه، فأشار عليه : أن يوىل القضاء بعد األسوار رأس الفقهاء حيىي بن حيىي، فامتنع، وقال له

أن حيىي قد ملك األندلس، وقد : بإبراهيم، فأحسن احلكم، إال أنه صار طوعا ليحىي، فرفع رافع لعبد الرمحنع، وهو عامل على أخذ البيعة هلذا القرشي القاضي، وأن خيلع األمري، أبقاه اهللا، مكنه األمري، والناس له طو

أصلح اهللا : فلينظر لنفسه فبعث يف عبد امللك بن حبيب مناقض حيىي، فأخرج له البطاقة، واستنصحه، فقالىي يف هذا األمري قد علمت ما بيين وبني حيىي، وليس ذلك حباملي على أن أقول غري احلق، ال يأتيك من حي

إال ما يأتيك مين، ولكن أقول ال يشرك األمري يف حكمه من يشركه يف نسبه، ففطن األمري، وعزل إبراهيم وكانت فيها القضاة يف مدة عبد الرمحن تدور على عيسى بن دينار وحيىي . آخر سنة ثالث عشرة ومائتني

.مدة حممد ستة شهوروعبد امللك، وكلهم مات يف مدته إال عبد امللك، فإنه أدرك يف

أبو عبد اهللا حممد بن سعيد اإللبريي

أشار به حيىي فواله عبد الرمحن بعد إبراهيم، وكان من إلبرية، وكان حيىي قد عرفه منها : من الكتاب املذكوروكان إذا اختلف عليه الفقهاء مل . أيام اختالفه بالتجارة إليها، وكان حسن السمت، مجيل املذهب يف قضائه

ر على قول حيىي، فلم يزل قاضيا إىل سنة عشرين ومائتني فتشاور يف قضية فتوقف فيها عن قول حيىي يؤثما أفك له كتابا ألين قد أشرت عليه يف قضية فالن، فلم : مث شاروه يف قضية ثانية، فقال لرسوله. وغريه

يا هذا إمنا ظننت : ن يومه، فقالفركب من حينه إىل حيىي واعتذر له، ووعد أنه ينفذ القضاء م. ينفذ القضاءإذ خالفين أصحايب أنك توقفت مستخريا اهللا عز وجل متخريا يف القضاء، فأما إذ تقضى برضا خملوق فارفع

.فعزل. تستعفى، وإال رفعت يف عزلك، فرفع

خيامر بن عثمان

خريا فاضال، غري أنه واله عبد الرمحن سنة عشرين ومائتني، وأصله من جيان، وكان : من الكتاب املذكوركان فيه جفاء؛ ملا قعد حيكم ونظر إىل عظم حيىي بن حيىي وغلبته على قلوب الناس كتب إىل عبد الرمحن إين

أمري األخيار وأمري األشرار، فأما أمري األخيار فيحىي بن حيىي، وأما أمري : قدمت قرطبة فوجدت هلا أمريينعلى القضاء سعيد بن سليمان، فمات يف سنة سبع وعشرين فاستجفاه، وعزله، وأعاد! األشرار فأنت

.ومائتني

أبو احلسن علي بن أيب بكر

وقلما كان يوىل عبد الرمحن قاضيا . استقضاه عبد الرمحن بعد وفاة سعيد بإشارة حيىي: من الكتاب املذكوراستعف : شيئا قال للقاضي فلذلك كثروا يف أيامه، إذ كان يشري عليه بالقاضي فإذا أنكر منه. إال بإشارته

.وإال رفعت يف عزلك وكان حسن السمت مستقيم احلال، إىل أن تويف سنة إحدى وثالثني ومائتني

أبو عبد اهللا بن عثمان

أخو خيامر املتقدم

إنه كان من األبدال : كان عابدا، واله عبد الرمحن بعد وفاة علي ابن أيب بكر، وقيل: من الكتاب املذكور .عوة، ومات سنة أربع وثالثنيجماب الد

أبو عبد اهللا حممد بن زياد

هو جد بين زياد، وكان عاقال راوية عن حيىي، ولكنه مل يكن حافظا، وأبقاه األمري حممد : من الكتاب املذكور .على القضاء حىت تويف ابن زياد، وكان أديبا

أبو القاسم أمحد بن زياد أخو حممد

إنه جماب الدعوة، وخرج : حممد بعد وفاة أخيه، وكان فاضال خريا، يقالواله : من الكتاب املذكوريستسقي، وأمر من محل معه غطاء، فعجب الناس فلم ينصرف إال والغيث نازل، ولكنه كان فيه جفاء،

وكان سليمان ابن أسود يكتب عنه، وبلغه أن األمري حممدا ذكره للقضاء بعده، فاستبطأ . وحرج صدر

لو كتبت إىل األمري تستعفيه، وتذكر شيخك وضعفك : ة، فأتاه من باب النصيحة، وقال لهسليمان اخلطاكتب عين مبا رأيت، فكتب بذلك، فلما وصل : كان أشرف لك عنده، وصرت أعظم يف قلبه؟ فقال له

.الكتاب إىل األمري اغتنم ذلك وأعفاه من يومه

أبو أيوب سليمان بن أسود

مري حممدا استقضاه بعد استعفاء أمحد بن زياد، وكان صاحلا صليبا متقشفا، أن األ: من الكتاب املذكوروكان سبب عظمه يف قلب حممد أن األمري عبد الرمحن كان قد استقضاه مباردة، وحممد أمريها، قبل

ى سلطنته، فقدم تاجر يهودي برقيق من جليقية، وكان فيهن جارية رائعة اجلمال تشطط اليهودي يف مثنها علاألمري حممد، فأمسكها عنه، فرفع ذلك إىل سليمان، فآل األمر إىل أن أنكرها، وركب القاضي إىل قرطبة

قد بلغتك ما طلبته، وأرى أن تصري اجلارية إىل : ألبيه، فحينئذ ردها على اليهودي، فقال القاضي لليهوديفعظم يف عينه من . ا أشبه باألمري وأليقهذ: األمري مبا أحبه من الثمن، ففعل ذلك، ووجهها إىل األمري، وقال

وجاءه رجل بوثيقة فيها شهد . ومل يزل قاضيه إىل أن مات، إال سنتني عزله فيها لسبب، مث رده. ذلك احلني: ال بد من أن يأتيين هاشم يشهد عندي، فمضى الرجل إليه، فقال له: الوزير هاشم بن عبد العزيز، فقال له

فلما مسع . يا سيدي اتق اهللا يف، فبك تتم حاجيت، والقاضي دعاين إليك: للست من أهل الشهادات، فقاهاشم ذلك طمع أن يسجل القاضي بشهادته، فيكون ذلك فخرا باقيا له، فركب هاشم إىل جملسه وشهد

زدين شهادة عدل ثان، فظهر أن : عنده ومضى، وكان مع شهادته شهادة عدل فقال القاضي للرجل .، وبلغ ذلك حممدا فنقص به عقله جلواز كيد القاضي عليهالقاضي كاد هامشا

وطالبت أيدون احلظى عند األمري حممد امرأة يف دار، فأعطاها طابعه، فلما وقف عليه اعتذر بأنه مشغول ببعض أشغال األمري، فبينما هو مقبل إىل القصر إذ ضرب على عنانه رسول القاضي، وصرفه عن موكبه،

وحق هذا البيت لو ثبت عندي : مل أعص، فقال: عصيت طابعي، فقال: جلامع، فقال لهفأدخله عليه يف اودخل على األمري باكيا شاكيا، . وملا رأى صعوبة مقامه أعطاها ما ادعت. عصيانك ألمرت بك إىل احلبس

.يا أيدون، سلنا حوائجك كلها ما خال معارضة قضاتنا، والقاضي أعلم مبا فعل: فقال

عمرو بن عبد اهللاأبو عبد اهللا

القاضي سليمان يف . أن األمري حممدا أراد شراء دار من أيتام لبعض كرائمه، فشطط: من الكتاب املذكورمثنها، ومل يساعد األمري وال وزيره هاشم ابن عبد العزيز، فأشار هاشم بأن يعزله ويستقضي عمرا حىت ميكنه

وكان عمرو عاقال وقورا، . د سليمان إىل القضاء بعد سنتنيمث ر. من الدار املذكورة مبا حيب، فكان ذلكوكان أبوه قد روى عن املدنيني، فكان يقول وجدت يف كتاب أيب كذا، وكان يتورك يف فتياه على حممد بن

.وضاح. أصله من ريه أشار به على املنذر بقي بن خملد فواله: ؟أبو معاوية عامر بن معاوية من الكتاب املذكور

وكان . صاحلا وروى علما كثريا، عن ابن بكري وأصبغ وغريمها يف املشرق، وعن عبد امللك بن حبيب وكان .مدار فتياه على بقي بن خملد، وملا وىل عبد اهللا عزله

؟

أبو حممد النضر بن سلمة

القضاة، ومدار واله األمري عبد اهللا بعد ابن معاوية، وكان عاقال مقتديا مبن قبله من: من الكتاب املذكوروحال يف واليته الثانية، وويل الوزارة بعد عزله عن القضاء يف دولته . فتياه على بقي وعبيد اهللا بن حيىي

أدركته على ذلك، وملا احتاج . الثانية، فدخل يف مطالبات آلت به إىل أن مات خامال، وقد أقعده النقرسإن والين : ل الفتنة منعه منه، فعزله ملا رفع إليه موسى بن زيادعبد اهللا إىل املال املودع للورثة يف اجلامع حلا

.األمري أتربأ به إليه، فواله

أبو القاسم موسى بن زياد

وىل القضاء كما تقدم، فكان أول من أفسد هذه اخلطة، وكان باطنه غري ظاهره، : من كتاب ابن عبد الربوكان مدار فتواه على حممد بن عمر بن لبابة وملا .وكان أسلم بن عبد العزيز صديقه ووصفه بأشياء قبيحة

.صح عند األمري أمره عزله، ولكنه جعله يف الوزراء

أبو القاسم حممد بن سلمة

قال . استقضاه عبد اهللا بعد موسى، وكان خريا زاهدا، غري أنه كان من اجلهل يف غاية: من الكتاب املذكورانظر ماذا تقول، فإين : رجب مث شعبان فقال: شعبان؟ فقال أي شهر قبل رجب أو: يوما لصهيب بن منيع

وحكي عن النيب صلى اهللا عليه وسلم قول يف . على أن أكتب بطاقة إىل األمري فال تنشبين إال يف صحيح. من أين قال هذا النيب صلى اهللا عليه وسلم؟ فأشار إليه حممد بن غالب أن احذر السيف: شيء، فقال

دي يشري إىل الفقه بال علم، فاعتل حممد يف بعض اجلمع فصلى ابنه عوضه بأمر األمري، وكان ولده أبو اجلوال : فشق على آل السلطان ذلك لصالبة أبيه، فدسوا مع رقع البطائق على أيب اجلودي بكل قبيحة، فقال

أنه : ة وذلكألتفت إىل ذلك حىت أمتحن حقيقته مبحمد بن وليد الفقيه، وكان عنده يف أعلى املنازل، خبديعكان يأخذ حزمة حطب فيجعلها على عنقه، ويتلقاه يف حمجته من ناحية اجلبل إذا خرج للصيد كأنه مقبل

هذا فقيه فاضل حقا : فيقول األمري! حبطب على ظهره يعيش منه، فإذا مر به وضع احلزمة، وأقبل يسلم عيهير السليم وكان يكره القاضي يف شأن فقامت له هبذا عنده سوق فبعث له احلاجب ابن حد! ما له قرين

إين أكرم اهللا األمري ليست بيين وبني : كفيتك، فلما أحضره األمري وأخذ معه يف ذلك قال: ولده، فقال لهولد القاضي خلطة، وال أعرفه، غري أين رأيت الناس بعد صالة اجلمعة يعيدون الصالة، فسألت عن ذلك

: س ابنه، فلم يرضوه فأعاد أكثر الناس الصالة، فلما مسع األمري هذا قالملا اعتل القاضي تقدم بالنا: فقالوا .ال يعيد الناس الصالة إال من أمر عرفوه منه، ال يصلي بعد هذا

أبو القاسم

أمحد بن حممد بن زياد اللخمي

طة القضاء كان عربيا شريفا وشيخا وسيما مجيال ذا هيئة حسنة، غري أنه أهان خ: من كتاب ابن عبد الربوتبذل فيها بالركوب إىل السلطان والدخول فيما ال يسعه من أمورهم، وكان مموال، كثري الصدقات سخيا

بإطعام الطعام، وكان الصنائع العظيمة وحيضرها شيوخ زمانه من الفقهاء والعدول، ومل يزل قاضيا وصاحب عزله ووىل أسلم بن عبد العزيز، مث أعاده إىل أن مث . صالة حىت تويف األمري عبد اهللا، وأقره الناصر شهورا

.وكان اعتماده يف الشورى على حممد بن عمر بن لبابة وابن وليد وعبيد اهللا بن حيىي. مات، فعاد أسلم

قضاة الفتنة

أبو بكر حيىي بن عبد الرمحن

بن وافد

اجلماعة إثر سخطه على أمحد استقصاه وواله الصالة هشام املؤيد آخر أئمة: من كتاب ابن حيان يف القضاة. بن ذكوان ونفيه له وقت اشتعال الفتنة الرببرية، وكان يقول إنه من عرب العريش، من الشام، من خلم

وجرت له خطوب طويلة مع حممد بن أيب عامر، كانت سبب نزوع نفس هشام إليه وتوليته بعد ابن حافظا، عادال، حاذقا، خريا، فاضال، نزها، من ذكوان، فنعم العوض أصاب فيه، فقد كان فقيها، عاملا،

أعالم الشورى بقرطبة، املربزين يف العلم والرئاسة، مل يزل يؤذن له يف مسجده اجملاور لداره قبل واليته، و .فيها

وله رحلة إىل املشرق حج فيها ولقي العلماء، وحتكك، وممن لقى أبو حممد بن أيب زيد فقيه املغرب بالقريوان ومل يزل يصل سببه إىل أن مات ابن أيب زيد، إال أنه أخل به يف واليته حب السلطان وجلاجه يف دفع صلح

. الربابرة، وقد أهلكوا الناس، وخالف عبد الرمحن بن منيوه موىل ابن أيب عامر مدبر أمر هشام يف ذلكئة، فالتزم منزله إىل أن خرج فكان سبب صرفه يوم األربعاء لتسع خلون من ذي احلجة سنة اثنتني وأربعما

ابن منيوه عن قرطبة، ودبر األمر املوايل العامريون، فأعاد هشام ابن وافد يوم اخلميس لثمان بقني من رجب وملا غلب املستعني بالربابرة على . سنة ثالث وأربعمائة إىل القضاء والصالة بعد تكره منه واشتداد من هشام

استخفى ابن وافد فوقع الطلب احلثيث عليه ملا ألفه من عداوة الربابرة هشام وأهلك املصر وقلب الدولة فظفروا به صبيحة يوم اخلميس خلمس بقني من مجادى اآلخرة سنة أربع وأربعمائة، فعنفوا به وجرروه،

وتلوه على وجهه إىل باب القصر راجال حافيا، مكشوف الرأس بادي الصلعة، ما عليه إال قميصه، ويف عمامته يقتادونه هبا خمترقني به الشوارع إىل باب القصر، والناس تتقطع قلوهبم وال يغنون عنه، والرببر رقبته

هذا جزاء قاضي النصارى مسبب الفتنة، ومعطي املشركني حصون املسلمني على ذلك رشوة، : ينادون عليهخل على املستعني، فأفحش يف فما رئي أجلد منه على حمنته، وأد. وهو ال يترك الرد عليهم والتكذيب هلم

فنظر يف ذلك وزيره وصاحب مدينته موسى بن هارون بن حدير، وكان أشد الناس . وتقدم يف صلبه. سبهعليه، فأحضر آلة الصلب، والرببر ينتظرون مشاهدته، وترادفت الشفاعات فيه، فاستحياه، وأمر بسجنه يف

ة له يف إيصال قوت ترمق به، واشتدت به العلة، إىل داخل قصره، وامتنع من أكل طعامه إىل أن حتيلت موالأن انكشف للناس موته غداة يوم األحد ألربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة بإخراجه إىل

أسطوان امليضأة على باب اجلامع، ملقى موتى احملاويج والغرباء موعظة ملن يبصره فتكفل به بعض العامة .صل عليه أحد من املشاهري خوفا من السلطان والعيونوأحد الزهاد، ومل ي

أبو املطرف عبد الرمحن

بن أمحد بن أيب املطرف

وأصله من باغة، من بيت . أنه استقضى دون الصالة ما بني دوليت ابن وافد املذكور: من كتاب ابن حيانلى القضاء، فلم يزل حيسن ذي جاه ومال، وكان األغلب عليه األدب والرواية، وكان قليل الفقه، أكره ع

السرية ويواصل االستعفاء إىل أن خرج عبد الرمحن بن منيوه عن قرطبة، فعزله هشام وأعاد ابن وافد كما .تقدمومل تعلق به ألئمة، وعاش فيما بعد مقبال على النسك، إىل أن تويف يوم االثنني للنصف من صفر سنة : قال

أنه كان له : وذكر ابن مفرج يف تارخيه. نة ست وثالثني وثالمثائةسبع وأربعمائة بقرطبة، ومولده صدر سوجهد املستعني بأيب العباس بن ذكوان يف والية القضاء فامتنع، فقسمه بني يونس بن . رحلة حج فيها وروى

.الصفار وحممد بن خرز من أعيان زناته إىل أن جاءت دولة ابن محود

أبو املطرف عبد الرمحن بن بشر

بابن احلصاراملعروف

وكان يبدو عليه مذهب الشعوبية يف . أن أباه كان حصارا وبنو فطيس يدعون والءه: من كتاب ابن حيانومل يقبل القضاء حىت ناوله عهده بيده على " إن أكرمكم عند اهللا أتقاكم : " دفع الفخر باألنساب، ويتلو

ة ال يعدله أحد من أهل زمانه يف التوثيق بن محود، وأقسم عليه وإن عينه لتدمع، وكان ماهرا باحلكومواستنباط النوازل، مع حالوة اللفظ وحسن اخلط، يشف على الفقهاء بذلك، مع مساواته إياهم فيما

حيذقونه من الفتوى وحيفظونه من املسائل والكتب، له يف ذلك القدم الثابتة، إىل أن ما رزقه من الذكاء، .وع يف أبواب من املعارف كثرية، جيمل هبا حماضرتهومجال اهليئة، ومتام اآللة، والنز

ومن رجل لئيم اخلئولة، شعويب الرأي، هادما الشرف بالكلية، ذي عجرفة يزرى به التعريض، وحيب املماتنة اجلالبة للعداوة، أضاع قضاء الفريضة وزهد يف الرحلة على الصحة والثروة، وبه اختتم كملة القضاة

ومل يزل بنو محود يقدمونه للقضاء واحدا بعد واحد، واشتهر باهلوى فيهم، وتناولته . باألندلس على عالتهالسعايات، فعزله هشام املعتد املرواين، وهو بالثغر، قبل أن يصل إىل قرطبة، فتأخر يوم األربعاء إلحدى

ر وأربعة عشرة بقيت من ذي احلجة سنة تسع عشرة وأربعمائة، فكانت مدته اثنيت عشرة سنة وعشرة أشهأيام، ومل يزل خامال خائفا إىل أن دفن مبقربة العباس بعد صالة العصر من يوم السبت للنصف من شعبان

.سنة اثنتني وعشرين وأربعمائة فشهده اخلليفة هشام كالشامت به، وكان اجلمع يف جنازته كثريا

أبو الوليد يونس بن عبد اهللا

بن الصفار من بين مغيث

أن هشاما املعتد واله بعد ابن احلصار فلم يقبل إال بعد اجلهد من الكرباء، ومل يزل : يانمن كتاب ابن حوصار خامتة القضاة . قاضيا إىل أن هلك ليلة اجلمعة لثالث بقني من رجب سنة تسع وعشرين وأربعمائةلى ما أخل به من متام بقرطبة، وآخر اخلطباء املعدودين فيها وتأريخ احملدثني، ال ينازع يف هذه املراتب، ع

اخلصال اليت اجتمعت ملن قبله، وهلك وهو أسند من بقي باألندلس وأوسعهم مجعا وأعالهم سنا؛ زاد على التسعني ستة أشهر، وهو مع ذلك ممتع حبواسه، يستبني اخلط الدقيق، ويرجتل اخلطب الطوال، وال يدع

كان على تفرده باحلديث متقدما يف علم اللسان و. وله كتب حسان يف الزهد والرقائق وغريها. التأليفواآلداب، راوية للشعر واخلرب، حسن البالغة خطيبا ذربا، سريع الدمعة، له ضلع صاحل يف الشعر، أسعده يف

.الصبا على الرقيق ويف املشيب على الوعظ عذر، وكان مع ارتسامه من رجل مل حيذق يف املسألة واجلواب وال برع يف الفقه، وفرط يف إضاعة احلج لغري

استغىن بعد . بالزهد ملججا يف حب الدنيا، منافسا يف مراتبها العلية، مزدلفا إىل ملوكها على اختالف دوهلموأشهد على نفسه عند . من وىل القضاء ومل يفتقر فهو سارق: بادئ اإلمالق، فضاد قول القضاة الفضالءن حممد، فلم ميض ذلك مدته تسع سنني وستة أشهر وأربعة موته أنه استخلف على القضاء ابنه مغيث ب

عشر يوما، وويل بعده يف مدة أيب احلزم بن جهور أبو بكر بن ذكوان، و هو شاعر تقدمت ترمجته يف .السلك

أبو حممد عبد اهللا بن أمحد

املعروف بابن املكوى

املدة، فضج الناس إىل أيب احلزم، أن األحكام تعطلت بعد استعفاء ابن ذكوان وطالت: من كتاب ابن حيانفوىل ابن املكوى، ومل يكن يف نصاب القضاء، وهو ممن آثر اخلمول للدعة والفالحة على الدراسة، وانطوى

مع ذلك على العفة والصيانة، ومل يقبله إال بعد جهد، ومل يطلق عليه اسم القضاء على سبيل ابن ذكوان واكتسب يف واليته صرامة . حمرم اثنتني وثالثني وأربعمائة قبله، وذلك يوم اخلميس لسبع خلون من

وإعجابا، حىت استخف بكثري من وجوه الناس، فجرت له بذلك خطوب واعترض ملك قرطبة أبا الوليد بن أيب احلزم، وعزل وزيره إبراهيم بن حممد بن حيىي عن خمارن اجلامع، وأكثر الناس السوال يف صرفه، فصرف

لثالث عشرة بقيت من ربيع األول سنة مخس وثالثني وأربعمائة، وبقي خامال إىل أن دفن غداة يوم االثننيعشي يوم االثنني لثالث عشرة خلت من مجادى األوىل سنة مثان وأربعني، فشهده مجيع الناس وأثنوا عليه

.الرفيعة من رجل قليل العلم نكد اخللق، به طرق ألول النقص على هذه الوالية. بالعفة واالنقباض

أبو علي حسن بن حممد بن ذكوان

أن أبا الوليد واله بعد ابن املكوى وهو شيخ أهل بيته احلاظني هبذه الدولة ومتقلد : من كتاب ابن حياناحلسبة قدميا، فاستقل بالعمل، لطول دربته باحلكم، على نقصان العلم، وقد كان عفيفا ذا صرامة وثروة

.ومرانة باحلكومةار عن العلم عاطل عن األدب ضارب بأوفر احلظ يف شكاسة اخللق وخشونة الطبع، أجلأ إليه من رجل ع

االضطرار، إىل أن جرى من ختليطه يف مهاودة ابن عمه أمحد بن حممد بن ذكوان والرهيط الذين سعوا يف ، وألزمه منزله إىل الوثوب على السلطان بقرطبة، فعزله أبو الوليد يف صدر ربيع األول سنة أربعني وأربعمائة

أن تويف على ذلك، فدفن مبقربة العباس عشي يوم الثالثاء إلحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة إحدى .ومخسني وأربعمائة وشهد جنازته ملك قرطبة أبو الوليد

أبو بكر

حيىي بن حممد بن يبقى بن زرب

الفقهاء يف زمانه، اختار منه كهال أن أبا الوليد واله بعد ابن ذكوان، وهو عميد: من كتاب ابن حيانعفيفا، لني العريكة، حليما مبلو السداد وقوام الطريقة، ومجع له ذلك إىل خطة الصالة واخلطابة، على رسم والده القاضي أيب بكر بن يبقى، وما أجاب إال بعد جهد، فلم يفارق العفة والسالمة إىل أن مات يوم اجلمعة

ومل يكن فيه إىل العفة . أربعني وأربعمائة، وصلى عليه ملك قرطبة أبو الوليدخلمس بقني من رجب سبع ووتوقف أبو الوليد . اليت مجلت حاله خلة تدل على فضيلة، فما وجد فقده، وال بكت عليه مساؤه وال أرضه

اس بعده عن تعيني قاض مدة طويلة، وصرف النظر يف األحكام إىل وزيره أيب احلسن بن حيىي، فانثال الن .وكثر تعبه، وتفرقت األمور عليه، وهو يصدرها كلها يف واد رحب من سعة خلقه وحسن سياسته

أبو القاسم

سراج بن عبد اهللا بن سراج

أن أبا الوليد أراح وزيره من أحكام القضاء، وفرغه ملا كان بسبيله من تدبري الدولة، : من كتاب ابن حيانوذلك يوم االثنني . لبيت املشهور، جده سراج موىل األمري الداخلواختار للقضاء ابن سراج املذكور، من ا

الثنيت عشرة بقيت من صفر، مثان وأربعني وأربعمائة بعد جهد به، وقسمه عليه، قال وهو مقيم على حاله .إىل وقت إمالء هذا الكتاب وقد نيف على الثمانني؛ حسن البقية

املشهورون من قضاة قرطبة بعد هذا التاريخ

الوليد أمحد بن رشد األكرب أبو

صاحب التصانيف اجلليلة يف األصول والفروع واخلالفيات، أطنب ابن اليسع يف ذكره مبا هو من أهله، وذكر أن له كتابا مساه باملتحصل، مجع فيه اختالف أهل العلم من الصحابة والتابعني وتابعي التابعني وتسمية

ناه ابن بشكوال يف الصلة بأيب القاسم ووصفه باخلري والعقل وك. مذاهبهم، وكتاب املقدمات يف الفقهوتويف يوم اجلمعة الثالث عشر من رمضان سنة ثالث وستني ومخسمائة، . والفضل وأنه كان حمببا للناس

.ومولده يف سنة سبع ومثانني وأربعمائة

أبو القاسم أمحد بن حممد

بن علي بن حممد

ابن عبد العزيز بن محدين

قاضي اجلماعة بقرطبة، أخذ عن أبيه، وتفقه عليه وتقلد القضاء مرتني، وكان نافذا : بن بشكوالمن صلة ايف أحكامه، جزال يف أفعاله، وهو من بيت علم ودين وجاللة وفضل، وتويف قاضيا يوم األربعاء لثمان بقني

.من ربيع اآلخر سنة إحدى وعشرين ومخسمائة، وصلى عليه ابنه أبو عبد اهللا

بو عبد اهللاأ

حممد بن أصبغ بن املناصف

وقد : أطنب ابن اليسع يف الثناء عليه، وذكر أنه ويل قضاء قرطبة يف مدة على ابن يوسف بن تاشفني قالكنت أمسع مبن وهب اآلالف وألزم ماله اإلتالف، فيداخلين ما يداخل املخرب من تصديق وتكذيب وتبعيد

على أكثر من ثالمثائة بيت يعيل ديارهم ويقيل عثارهم، وكان حيرث وتقريب، حىت باشرته ينفق يف كل يوم .له يف ضياعه املوروثة بثمامنائة زوج يف كل عام، فلم يبق عند نفسه منها إال ما يأكل

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

الفقيه األعظم

أبو حممد حيىي بن حيىي الليثي

، توىل بين ليث، فنسب إليهم، رحل إىل املشرق فسمع مالك بن أصله من الرببر من مصمودة: من اجلذوةوتفقه باملدنيني . أنس وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وعبد الرمحن بن القاسم وعبد اهللا بن وهب

. واملصريني من أكابر أصحاب مالك، بعد انتفاعه مبالك ومالزمته له، وكان مال يسميه عاقل األندلسقد خطر الفيل : أنه كان يف جملس مالك مع مجاعة من أصحابه، فقال قائل: وىوكان سبب ذلك فيما ر

مل أرحل : ما لك مل خترج لتنظر الفيل وهو ال يكون يف بالدكم؟ فقال له: فخرجوا، ومل خيرج، فقال له مالك .عاقل األندلس: ألنظر الفيل وإمنا رحلت ألشاهدك، وأتعلم من علمك وهديك، فأعجبه ذلك منه ومساه

وكان مع . وإليه انتهت الرياسة يف الفقه باألندلس وبه انتشر مذهب مالك هنالك وتفقه به مجاعة ال حيصونإمامته ودينه مكينا عند أمراء األندلس معظما، وعفيفا عن الواليات منزها، جلت درجته عن القضاء، فكان

وامتناعه منه؛ مسعت الفقيه احلافظ أبا حممد أعلى قدرا من القضاة عند والة األمر هنالك، لزهده يف القضاءمذهب أيب حنيفة، فإنه ملا وىل قضاء : علي بن أمحد يقولك مذهبان انتشرا يف بدء أمرمها بالرياسة والسلطان

القضاة أبو يوسف كانت القضاة من قبله، فكان ال يويل قضاء البالد من أقصى املشرق إىل أقصى أعمال ومذهب مالك بن أنس عندنا، فإن حيىي بن حيىي كان مكينا عند . نتمني إىل مذهبهإفريقية إال أصحابه وامل

السلطان، مقبول القول يف القضاة، فكان ال يلي قاض يف أقطارنا إال مبشورته واختياره، وال يشري إال غراضهم بأصحابه ومن كان على مذهبه، والناس سراع إىل الدنيا والرياسة، فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أ

على أن حيىي بن حيىي مل يل قضاء قط، وال أجاب إليه، وكان ذلك زائدا يف جاللته عندهم، وداعيا إىل . بهوكذلك جرى األمر يف إفريقية ملا وىل القضاء هبا سحنون بن سعيد مث نشأ الناس على ما . قبول رأيه لديهم

من سنة أربع وثالثني ومائتني وخلف بعده ابنه وكانت وفاة حيىي بن حيىي يف رجب لثمان بقني منه . انتشرأبو عبد اهللا حممد بن وضاح، وزياد بن حممد بن زياد : وممن أخذ عنه من األعالم. عبيد اهللا الفقيه املشهور

املعروف بشبطون، وإبراهيم بن قاسم بن هالل، وحممد بن أمحد العتيب، وإبراهيم بن حممد بن بان، وحيىي بن عبد الرمحن، وعجنس بن أسباط الزيادي، وعمر بن موسى الكناين، وعبد اجمليد بن حجاج، ومطرف بن

عفان البلوي، وعبد األعلى بن وهب، وعبد الرمحن بن أيب مرمي السعدي، وسليمان بن نصر املرىي، وأصبغ .ابن اخلليل، وإبراهيم بن شعيب

الفقيه احملدث أبو عبد اهللا

حممد بن الفرج

عاملعروف بابن الطال

أنه كان من العلماء باحلديث ومذهب مالك، وله تواليف، منها كتابه يف نوازل : من كتاب ابن اليسعوهو من قرطبة، ولقيه . األحكام النبوية، وكتابه يف الوثائق، وسنده يف موطأ حيىي من أعلى ما يوجد يف زمانه

.املعتمد ابن عباد فنزل له عن دابته، ووعظه ابن الطالع ووخبه

يه اإلمامالفق

أبو عبد اهللا حممد بن عتاب

ذو الوقار والسكينة، واملكانة املكينة وذكر أنه رحل وساد أترابه، وألف كتابا يف : من كتاب ابن اليسع .احلديث، وكان يف املائة اخلامسة يف زمن املعتمد بن عباد

أبو احلسن علي بن الصفار

وله رواية عن . يف جزيرة األندلس، ووصفه بالدعابة واملرح ذكر ابن اليسع أن له تارخيا. من البيت املشهور .يونس بن مغيث وهو جده

اللغوي أبو غالب

متام بن غالب

املعروف بابن التياين

من األعالم يف علم اللغة املشهورين، انتقل من قرطبة إىل مرسية، وبث علمه هنالك، وصنف كتابا يف اللغة زر ودانية، فأعجبه، فبعث إليه بألف دينار وكسوة على أن يزيد فيه أنه وقف عليه جماهد العامري ملك اجل

كتاب صنفته هللا ولطلبة العلم أصرفه إىل اسم ملك، هذا واهللا ما : صنفه مطرزا باسم جماهد، فقال أبو غالب .ال يكون أبدا، وصرف على جماهد األلف الدينار والكسوة، فزاد يف عني جماهد وعظم يف صدور الناس

هكذا ينبغي أن تكون امللوك وكذا : وقد أطنب احلجاري بسبب هذه القضية يف شكر امللك والعامل، وقال .جيب أن تكون العلماء

ومن كتاب الرحيانة يف حلى ذوي الديانة

الزاهد عبد الرمحن بن مروان

ابن عبد الرمحن األنصاري القنازعي القرطيب

أنه نسب إىل صنعته، وأطنب يف الثناء عليه، وأخرب أنه : ئمتهامن تصنيف ابن بشكوال يف زهاد األندلس وأوله رحلة ورواية باملشرق، وندبه اخلليفة علي بن محود إىل الشورى، فلم يعرج . مجع يف أخباره كتابا مفردا

ف وكان صوام النهار، قوام الليل، راضيا بالقليل من احلالل، ورمبا اقتات مبا يرميه الناس من أطرا. عليه .البقول وما أشبه ذلك، وال ينحط إىل مسألة أحد

كنت مبصر وشهدت العيد مع الناس، فانصرفوا إىل ما أعدوه وانصرفت إىل النيل، وليس معي ما : وقالأفطر عليه إال شيء من بقية ترمس بقي عندي يف خرقة، فنزلت على الشط، وجعلت آكله وأرمي بقشره

ترى إن كان اليوم مبصر يف هذا العيد أسوأ حاال مين؟ فلم يكن : فسيإىل مكان منخفض حتيت، وأقول يف نإال ما رفعت رأسي وأبصرت أمامي، فإذا برجل يلقط قشر الترمس الذي أطرحه ويأكله، فعلمت أنه تنبيه

وتويف بقرطبة يوم اجلمعة الثنيت عشرة خلت من رجب سنة ثالث عشرة . من اهللا عز وجل، وشكرته .من أهل العلم باحلديث والفقه، جمودا للقرآن وأربعمائة، وكان

األهداب

أبو بكر حممد بن عيسى بن عبد امللك

بن عيسى بن قزمان

وديواهنا مشهور باملشرق . وقد مجع أزجاله. إمام الزجالني باألندلس، وشهرته تغين عن اإلطناب يف ذكره :م وهو أخطل بن منارةواملغرب، وذكر يف خطبته أن اإلعراب يف الزجل حلن، كقول أحده

كسر اهللا رجل كل ثقيل :على كونه إماما، وصدر عنه مثل قوله

طاق يف خد وبف فالقنديل عم مقابل وجدت إليك سبيل

:وقوله قدر اهللا وساق اخلناس

إىل داري على عيون الناس ولعبنا طول النهار بالكاس وجا الليل وامتد مثل القتيل

.اسم حممد بن أمحد بن محدين وأيب العالء بن زهر يف الرياسة ومدحه هلماونوه يف ترمجته بذكر أيب الق :فمن ملح أزجال ابن قزمان قوله يف هزمية

والكتف يتعلق والقحف يقسم وشنيوران راقد يف برك من دم

قد خط فيه السيف خطا ال يفهم وجا الغبار من فوق حبل نشاره

:وقوله اصحى تعيب الناس كل أحد عيب ماع

ا هو املطهر من سلم يد وقاعإمن :وقال يف بداءة زجل يف مدح ابن أضحى قاضي غرناطة

واجتمعنا اصداف أخري من وعد... اهللا ساقك ومل يسوقك أحد وفر اهللا مشي ذك األميال والرقاد الردي وشغل البال وكفى اهللا املؤمنني القتال

:ويف آخره طار حديثك على املدن والقرى

األمراقاضي يعطي عطية رد غرناطة مكة الشعرا فترى فيها أهل كل بلد

:وله قد كان نفيق... لو زارين صاحب التفريق

حىت نرى مثل ما قدريت من األمل فما حلو ال تقول سكر وال عسل يقبل الروح وال يدري طيب القبل

غري العشيق... لس يربح القبل والتعنيق شربت سرك وه عندي جل املىن

أكمامي على الغناوقمت للرقص ب وأصبح الناس يذكر اهللا وأصبحت أنا

سكران غريق... ما بني األشكال واألبريق :وله

قوام واله فالح... ليس عندي

وعشق املالح... إال شرب الشراب نرضي إبليس إىل مىت ذا العقوق

فه شيخي وله علي حقوق والشريبة مفتاح لكل فسوق

ذك املفتاح... يف لساين نربط أيها الناس وصييت للجميع من خالع فإن اليوم خليع

وال منشوا إال بكاس أو قطيع ال متشو صحاح... وسكارى إيك

اسكت اسكت هذا احلديث ميضغ فقالده يف عنق من بلغ

حممد بن أصبغ... إن دراه مخس مت سوط حيس للرباح

ل املري بالنهار... إمنا بع فإذا كنت وقت رقاد يف دار

وارضع يف هذا العقارأرخ شف يف اصطباح... ال تقع لك قطاع

ويف دماغك ثقل... فإن أصبحت كان لراسك عقل... جع فالدار إن حلم ببقل... ويكون الغذا

واهللا اهللا التستجيبإذا تصاح وإذاكنت صاح إذتصبح

وهلل أو سبح... اغسل أجك شرط إن قال أحد اعمل يل آح حاعمل ات أح وزيد فالساق حا

وإذا كنت مع فقي أو إمام ويقل لك شربت قط مدام قل له اشنه يا فقي ذا الكالم

شرب تفاح... واهللا ما ذقت قط فإن أمجعك بيه زمانا نبيل

وعسى لس ذا الصرب غري قليل

؟قل له السا وجدت إليك سبيل أو بالصياح... جي نقل لك بالرسل

تدري إذ قلت يل شربت عقار

ها كبارآه حقا كن نبتلع واناذاب حنسوها ليل وهنار

ورمبا أقداح... بشرابك حتفظ امساه سايقل لك ال

قل له خذ منال منه أذنيك مال هي هي القهوة واملدام والطال

واحلمياواخلندريسوالراح :وله

كن صبيان ودارت األحوال والتحينا وصرنا ذاب رجال

وكن إكريت دويره من إنسان برباعي سكنت فيه زمان مث قال يل تزن ثالث أمثان ونزن لو ولو طلب مثقال إن فيه حىن أمام السري وعقابا مليح جبنب البري وقصيبا عليها بابا كبري

تكشف الفحص من ثالث أميال والربض ال شيوخ وال حجاج

وأرامل مالح بال أزواج وجيوين طول النهار عن حواج واشيات لس ينبغي أن تقال

:ومنه يت كذا مبهوتإش نقل لك بق

وأخذين فزع حبال من ميوت وقفز قلب مثل قفز احلوت وضرب باجلناح حبل برطال

:وله إن ذا فضول وأمحق... تدر إش قال يل الفقى تب والنسيم كاملسك يعبق... كف نتوب والروض زاهر

مثل سلطانا مؤيد... والربيع ينشر عالم بثياب حبل زبرجد... والثمار تنثر حليه

من نبات فحل زمرد... رياض تلبس غالال وال يا مجال ابيض يف أزرق... والبهار مع البنفسج

والراح والظل واملا... والندى واخلري واآلس والرقيب أصم أعمى... واملليح خلطي مهاود وغنا من كف سلمى... وزمري من فم ساحر والشراب أصفر مروق... والزجاج ملح جمزع

علقم ات ممزوج بسكر... أحالك يا شرابا مر ما من نثر عليك جوهر... بالذي رزقن حبك

لش نراك رقيق أصفر... وترى لش تشتكي ضر أو مليح ال شك تعشق... ما أظن إال أمل بيك

ما أملح وما أجل... ذا الطريق يعجنب يا قوم ومسع مما أقل ل... أي نبل أقل ل خليه لس منليا صديقي ... يا صديقي لس نراع

قصة حقيق باحلق... قل يل كف نترك ذا األشيا ونوار اليمن تفتح... وجنوم السعد تطلع ولعب وكح كح كح... وغنا ودن دن دن

انسلخ عكان أح أح... وارتفع عين يا راجل تركف يعمل يل بق بق... القطع فز عن يام

:وله نفين عمرى فاخلنكرا واجملون نيا بياض خلع بنيت أن يكو إمنا أن نتوب أنا فمحال وبقاى بال شريب ضالل نفن عمرى ودعن مما يقال

عندي جنون... إن ترك اخلالع خذوا مايل وبددوه فالشراب

وثيايب ولبسه القحاب وقوال يل بأن رايك صواب

مل تكن قط يف ذا احلديث مغبون وإذا مت مذهيب فالدفن

أن نرقد يف كرم بني فالدفن ني اجلفنأن نرقد يف كرم ب

ويضم الورق على كفن ولراسي عمامه من زرجون

:ومنه إمناه ما ريت ذك التحت ساق وذك العينني املالح الرشاق وعمل إير فاسراول رواق ورفع بالثياب حبل قيطون

أنا واهللا قد ابتديت يف العمل أوذيك زلق لساعة دخل

وأنا نرعج حلو حلو كالعسل وهبط روحي بن سقى سخون

؟

ورةاهليد

كان بقرطبة خمنث يعرف باهليدورة، قد برع يف التخنيث والكيد، حىت صار يضرب به املثل، : قال احلضرمييا سخفاء العقول وألي شيء : وهو الذي ملا حصل يف األسر كتب له إخوانه يتفجعون من شأنه، فجاوهبم

.وزيادة ختانة مل تقطع خري كثري.... وهنا ... تتفجعون من شأين وهناك وليس باألندلس بلد قد شهر بكثرة القطماء مثل قرطبة، وخاصة منه درب ابن زيدون، فيقولون يف : قال

.رطب الذراع: هو من درب ابن زيدون كما يقولون: التعريض

وكان يف درب ابن زيدون رجل مشهور هبذا الشأن ينام يف أسطوان داره، ويترك القفل على الباب : قالسارق على تلك احلال عاجل الباب ودخل، فيمسكه القطيم، وكان له عبدان يرحيهما يتمكن فتحه، فإذا رآه

جسرت على بايب وفتحته وأردت الدخول على حرمي، ما بقى ! أيها امللعون: هبذا الشأن، فيقول للسارقعل ذلك مث ينبطح فريى السارق أنه يف. واهللا وتاهللا ال زلت حىت تفعل، فتتم لك النادرة يف.... لك إال أن

.لئال يفتضح، مث يطلقه

البحبضة احلكيم

يا سيدي، أنت هو : قصدته يوما عجوز وهو يف دكانه، فقالت له وهو بني جلسائه. كان خفيف الروحوكان يف قرطبة طبيب يقال . يا سيت وأنت هي العجوزة سو القوادة: احلكيم البحبوضي؟ فقال هلا يف احلني .من عاش كرب: فقال! أنت ه الرأس خيبة! يا سيدي: ، وقالت لهله رأس قدح، فجاءته عجوز يوما

حيىي بن عبد اهللا بن البحبضة

من . كان يف املائة السابعة يشتغل بأعمال السلطان وله أزجال على طريقة البداة اليت يغنون هبا على البوق :ذلك زجله الطيار

دعن نشرب قطيع صاح من ذنا ست املالح

دعن نشرب ونرخي شفا نصاحب من لس فيه عفاو

يا زغال شدوا األكفا من باب اجلوز يسمع صياحي

واهللا إنك صرف ملحال ومسينا حبال خبال

وخفيفا حبال بولال حن تطرىل مع الرياح واهللا ذنا أىن مشاكل وحزامي مليح وكامل

حن تراين نرخي السراول على وجه القرق الصياح يا زغلة درب الزجايل منه فيكم زغل حبال أو دالل حبال داليل أو رماح حبال رماحي غدا قالت جتيين ذنا بتحنفف مليح وحنا

نشرب الكاس معها مهنا حن جتيين بياض صباحي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

تمل عليهامن الكتب اليت يش

كتاب احللة الذهبية يف حلى الكورة القرطبية وهو

كتاب الصبيحة الغراء يف حلى حضرة الزهراء

.هلا منصة وتاج وسلك وحلة: هن عروس

املنصة

أال من أراد أن يبين : أن الناصر بناها يف غريب قرطبة يف سفح جبل، وأمر مناديه ينادي: ذكر ابن حوقلوكان منذر : ئة درهم، فسارع الناس إليها، وجعال الناصر قطبه، قال احلجاريجبوار السلطان فله أربعما

ابن سعيد قاضي الناصر وخطيبه كثريا ما يقرعه فيما أسرف فيه من مبانيه، ويعظه، ودخل عليه يوما وهو :مكب على البنيان، فوعظه، فأنشده الناصر قوله وهو عايل الطبقة

من بعدهم فبألسن البنيان. ..مهم امللوك إذا أرادوا ذكرها ملك حماه حادث األزمان... أما ما ترى اهلرمني قد بقيا وكم

أضحى يدل على عظيم الشان... إن البناء إذا تعاظم شأنه : " ودخل عليه مرة وهو يف قبة قد جعل قرمدها من ذهب وفضة، واجمللس قد غص، فقام ووعظه، وتال

.اآلية، فاحتمله ملكان منه" لنا ملن يكفر بالرمحن لبيوهتم سقفا من فضة ولوال أن يكون الناس أمة واحدة جلع :وقال وزيره عبيد اهللا بن إدريس مضيعا وقد مكنت للدين والدنيا... سيشهد ما شيدت أنك مل تكن وبالزهرة الزهراء للملك والعليا... فباجلامع املعمور للعلم والتقى

له الذي استدعى به وزراءه وكتابه، وقد تنادموا بالزهراء، إىل قصر وقد ذكرها املعتمد بن عباد يف قو :قرطبة، أنشده الفتح

ولعمري وعمركم ما أساء... حسد القصر فيكم الزهراء فاطلعوا عندنا بدورا مساء... قد طلعتم به مشوسا صباحا

:دةوقد ذكرها الوزير أبو الوليد بن زيدون يف شعره الذي خاطب به حمبوبته وال واألفق طلق ووجه األرض قد راقا... إين ذكرتك بالزهراء مشتاقا كأمنا رق يل فاعتل إشفاقا... وللنسيم اعتالل يف أصائله

كما شققت عن اللبات أطواقا... والروض عن مائه الفضى مبتسم بتنا هلا حني نام الدهر سراقا... يوم كأيام لذات لنا انصرمت

جال الندى فيه حىت مال أعناقا... من زهر نلهو مبا يستميل العني

بكت ملا يب فجال الدمع رقراقا... كأن أعينه، إذا عاينت أرقي فازداد منه الضحى يف العني إشراقا... ورد تألق يف ضاحي منابته

إليك، مل يعد عنه الصرب أن ضاقا... كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا ان من أكرم األيام أخالقالك... لو كان وىف املىن يف مجعنا بكم

وسنان نبه منه الصبح أحداقا... آس ينافحه نيلوفر عبق فلم يطر جبناح الشوق خفاقا... ال سكن اهللا قلبا عن ذكركم

وافاكم بفىت أضناه ما القى... لو شاء محلي نسيم الريح حنوكم ميدان أنس جرينا فيه أطالقا... كان التجاري مبحض الود مذ زمن

سلومت وبقينا حنن عشاقا... ن أمحد ما كنا لعهدكم فاآلوسكن املؤيد بن املستنصر مدينة الزاهرة، فنذكر . بىن الزهراء الناصر، وسكنها، مث سكنها ابنه املستنصر

.ترمجيت الناصر واملستنصر وأعالم دولتتيهما

التاج

الناصر لدين اهللا

أبو املطرف عبد الرمحن بن حممد

حممد بن عبد الرمحن بن احلكم ابن عبد اهللا بن

ابن هشام بن عبد الرمحن بن معاوية بن هشام بن عبد امللك بن مروان

أنه ويل بعد جده عبد اهللا، وكان والده قد قتله أخوه املطرف بن عبد اهللا يف صدر دولة : ذكر احلميدينة، وكانت واليته من أبيهما، وترك ابنه عبد الرمحن ابن عشرين يوما، فويل وله اثنتان وعشرون س

وكان شهما، . املستطرف، إذ كان باحلضرة مجاعة أكابر من أعمامه وأعمام أبيه، فلم يعترض معترض. صارما، وكل من ذكرنا من أجداده فليس منهم من تسمى بإمرة املؤمنني، ومل يتعدوا يف اخلطبة اإلمارة

ن واليته، فلما بلغه ضعف اخلالفة يف العراق وجرى على ذلك عبد الرمحن إىل آخر السنة السابعة عشرة مأيام املقتدر وظهور الشيعة بالقريوان تسمى بأمري املؤمنني وتلقب بالناصر ومل يزل منذ ويل يستنزل املتغلبني

.حىت استكمل إنزال مجيعهم يف مخس وعشرين سنة من واليته، وصار مجيع أقطار األندلس يف طاعتهوملا قتل . مري املؤمنني حني بلغه أن املقتدر خطب له باخلالفة وهو دون البلوغإمنا تسمى بأ: ومن املسهب

وخال الو لعبد . املطرف بن عبد اهللا أخاه حممد بن عبد اهللا، قتله به أبوه، وقد قيل إن أبامها قتل االثننيهل ربيع الرمحن، وملك قلب جده حبسن خدمته، وكل ما يعلم أنه يوافق غرضه، فتقدم بعد جده يف مست

:األول سنة ثالمثائة، فقال ابن عبد ربه صاحب العقد وامللك غض جديد... بدا اهلالل جيدا

إن كان فيك مزيد... يا نعمة اهللا زيدي .وصرف من اآلراء واحليل يف الثوار الذين اضطرمت هبم األندلس ما يطول ذكره، حىت صفت له اجلزيرة

ء الرجال واستمالة أهوائهم باملواعيد وبذلك األموال مع طول املدة وأعانه على ذلك املعرفة باصطفا: قالوهبوب ريح السعادة، وقد شبهوه باملعتضد العباسي يف تاليف الدولة، وكان يده يف استنزال العصاة القائد

.أبا العباس ابن أيب عبدة، وبقي يف السلطنة مخسني سنة وستة أشهر وثالثة أيام

أيام السرور اليت صفت له يف هذه املدة الطويلة يوم كذا ويوم كذا، فكانت : وجد خبطه: قال ابن غالبوكان مشغوفا . أربعة عشر يوما، وكانت وفاته ليلة األربعاء لليلتني خلتا من رمضان سنة مخسني وثالمثائة

لبنيان، قسم للجند واحلروب، وقسم ل: وقسم أموال جبايته على ثالثة. بتضخيم البنيان والسلطنة واجلندوقد تقدمت أبياته يف البنيان مما أنشده . وقسم ينفق منه يف غري هذين من املصاحل، وخيزن باقيه ذخرية

الشقندي واحلجاري، وله حكايات دينية ودنياوية، فأملح ما وقفت عليه من حكاياته الدينية ما حكاه أتبنون بكل : " سعيد قال يف خطبتهاحلجاري؛ من أنه حضر يوم مجعة يف جامع الزهراء فلما خطب منذر بن

اآلية، فتحر الناس لذلك، وعلم الناصر أنه عرض به، فلما فرغ قال البنه املستنصر فيما " . ريع آية تعبثون كيف : لكن علي هللا ميني أال أصلي خلفه ما عشت فلما جاءت اجلمعة الثانية قال البنه: جرى عليه، مث قال

أمبثل هذا الرأي القائل تشري : تأخر، ويستخلف غريه، فاغتاظ الناصر وقالنصنع يف اليمني؟ قال يؤمر بالواهللا لقد ندمت على ما فرط مين يف اليمني، وإين ألستحيي أن أجعل بيين وبني اهللا غري منذر، مث رأى ! علي؟

د وكان له جلساء ووزراء عظماء يأيت منهم تراجم بع. أن يصلي يف جامع قرطبة فواصل ذلك بقية مدتهوأعظم من استعان به يف احلروب ابن عمه سعيد بن املنذر بن معاوية بن أبان بن حيىي بن عبيد اهللا بن . هذا

معاوية ابن هشام بن عبد امللك، وهو الذي توىل حرب ابن حفصون كبري املنافقني، وافتتح قلعته، وكان ومواله أبو عثمان بن إدريس، فغنت ممدحا، جوادا سعيد احلياة، فقيد املمات، وحضر ليلة عنده وزيره

:جارية وأذكركم يف حالة الوصل والصد... أحبكم ما عشت يف القرب والنوى

قريبا وال ذكراي يف فترة البعد... على أمن ال تشتهون زياريت

:االبتداء ألمري املؤمنني، فقال: واستجاز وزيره، فقال مقليت مسكن السهدوأنت جعلتم ... وأنتم جعلتم مهجيت مسكن اجلوى

:مث قال الوزير على كل حال فاعلموا ذاك من بد... ومايل عنكم جرمت أو عدلتم

:وكانت عالمة سكره وأمر ندمانه بالقيام أن مييل برأسه إىل حجره، ورمبا أنشد حىت أكب الكرى رأسي على قدحي... ما زلت أشرهبا والليل معتكر

وملا كثرت قطع . له على املنادمة وسوسة كدرت ما يعتاد منهوكان على حسن خلقه وحلمه رمبا حدثت سكر : ومن قبيح ما يؤثر عنه حكايته مع اجلارية اليت كانت عنده مبنزلة حبابة من يزيد. املنادمة، مث تزهد

ليلة، فأكثر من تقبيلها، فأكثرت الضجر والتربم، وقبضت وجهها، فأمر أال يزال وجهها يلثم بألسنة .تستغيث، فال يرمحها، حىت هلكتالشمع، وهي :ورمبا كان أجود من مجيع من ملك من بين مروان، ومما نسب له وقد نسب البنه املستنصر: قال احلجاري

عوضين اهللا عنه شيا... ما كل شيء فقدت إال تباعد اخلري من يديا... إين إذا ما منعت خريي فإهنا نعمة عليا... من كان يل نعمة عليه

أن توقيعاته بليغة؛ كتب له حممد بن عبد الرمحن املعروف بالشيخ، املمتنع حبصن لقنت يف جواب : وذكروملا رأيناك قد تذرعت بإظهار اتقاء اهللا رأينا أن نعرض : استنزاله له ما أوجب أن كان يف جواب الناصر له

فبادر مستسلما إىل . عالعليك أوال ما ال بد لك من أخرا وليس من أطاع باملقال، كمن أطاع بعد الف .قرطبة

: وكتب له ابن عمه سعيد بن املنذر وهو حماصر ابن حفصون يذكر له تلون بين حفصون، فأجابه بكتاب فيهمهما حتققت من غدر بين حفصون ومكرهم فزد فيه بصرية واثبت على حتقيقك، ومهما ظننت فصري ظنك

مباء واحد، فاهجر فيهم املنام والدعة، فالعيون إليهم تنظر حتقيقا، فإهنم شجرة نفاق، أصلها وفروعها تسقى فلم يزل هبم حىت غلب . واآلذان حنوهم تسمع، فمىت استنزلتهم من معقلهم أغناك ذلك عن مكابدة غريهم

.عليه

وأقدم عليه رجل وقاح بالشكوى والصياح، وخرج من أمره أنه اشترى محارا فخرج فيه عيب، فرفع ذلك : فألزموين به وأنا ال أريده، فقال: رد حكمه إىل أهل السوق فأفتوا أنه عيب حديث قالإىل القاضي ف

جتاوزت القاضي وأهل السوق إىل اخلليفة يف هذه املسألة الوضيعة، مث أمر به فضرب، نودي عليه بذلك كم للمرأة يف أعلمتم أن األمري عبد اهللا جدي بنزوله للعامة يف احل: جمرسا، ورد رأسه إىل وزرائه، وقال

غزهلا، واحلمال يف مثن ما حيمله، والدالل يف مثن ما ينادي عليه، أضاع كبار األمور ومهماهتا، والنظر يف وأي . حروبه، ومدارأة املتوثبني عليه، حىت اضطرمت جزيرة األندلس، وكادت الدولة أال يبقى هلا رسم

اعة النظر يف قطع الطرق وسفك الدماء وختريب مصلحة يف نظر غزل امرأة ينظر فيه أمني سوق الغزل، وإض

ما رأيت أذكى منه، كنت واهللا آخذ معه يف : وكان حاجبه موسى بن حدير على ذكائه يقول!. العمران؟وكان له عيون . الشيء حتليقا على سواه، حىت أخرج إليه، فيسبقين ملرادي، ويعلم ما بنيت عليه تدبريي

.وكان معروفا حبسن العهد، وبذلك انتفع يف استنزال املتغلبني على ما قربن وبعد، وصغر، وكرب،ورفع للناصر أن تاجرا زعم أنه ضاعت له صرة فيها مائة دينار، ونادى عليها، واشترط أن : قال احلجاري

إهنا : يهب لآليت هبا عشرة دنانري، فجاء هبا رجل عليه مسة خري، ذكر أنه وجدها، فلما حصلت يف يده قالمائة وعشرة، وإن العشرة اليت نقصت منها أخذها الذي أتى هبا، وأىب أن يدفع له ما شرط، فوقع كانت صدق التاجر والرجل الذي وجد املال، ولوال صدق الرجل ما أتى بشيء جمهول، فاردد عليه املائة، : الناصر

.فكان ذلك من ملحه. وناد على مال التاجر فإنه مائة وعشرةإن استرسلت يف الكالم معك مبحفل، فتعقبه يف اخللوة، ومع ذلك فإنك : ابن أيب عبدةوقال لقائد عساكره

.ترى باملشاهدة ما ال نراه، فال ترجع عن مصلحة .وقتل الناصر ابنه عبد اهللا ذحبا بيده، وقد بلغه أنه يريد قتله وأخذ اخلالفة

ابنه

احلكم املستنصر باهللا

سبع وأربعون سنة، وكان حسن السرية، جامعا للعلوم، حمبا هلا، مكرما كان له إذ وىل بعد أبيه: من اجلذوةألهلها، ومجع من الكتب يف أنواعها ما مل جيمعه أحد من ملوك األندلس قبله، وذلك بإرساله فيها إىل األقطار

وأمر وكان قد رام قطع اخلمر من األندلس، . واشترائه هلا بأعلى األمثان، ونفق عليه ذلك فحمل إليه. بإراقتها، وتشدد يف ذلك، وشاور يف استئصال شجرة العنب، فقيل إهنم يعملوهنا من التني وغري ذلك

.فوقف عما هم بهتويف يوم األحد لليلتني خلتا من صفر سنة ست وستني وثالمثائة، فكانت مدته مخس عشرة : ومن املسهب

.سنة ومخسة أشهر وثالثة أيامتب اليت كانت فهارس بأمساء الكتب اليت اجتمعت يف خزائنه أربعة وأربعون، أن عدد الك: وحكى ابن حيان

ووجه أليب الفرج األصبهاين ألف دينار على أن يوجه له نسخة من . يف كل فهرست منها عشرون ورقةوأنشد من شعره . كتاب األغاين؛ وبامسه طرز أبو علي البغدادي كتاب األمايل، وعليه وفد، فأمحد وفادته

:قوله على ظلوم ال يدين مبا دنت... إىل اهللا أشكو من مشائل مترف

وإين على وجدي القدمي كما كنت... نأت عن داري، فاستزاد صدوده من الوجد ما بلغته مل أكن بنت... ولو كنت أدري أن شوقي بالغ

:وأنشد له ابن حيان يوكيف انثنت بعد الوداع يدي مع... عجبت وقد ودعتها كيف مل أمت

!ويا كبدي احلرى عليها تقطعي... فيا مقليت العربى عليها اسكيب دما .ومات بالفاجل. وله غزوات وفتوح مدن

قال ابن غالب ويف مدته ضرب الدينار اجلعفري املشهور . وكان حاجبه جعفر مواله قبل جعفر املصحفي .باألندلس

السلك

من كتاب مشارع الصفا يف حلى الشرفا

ندلس يعرفون بالشرفاء، ونذكر منهم هنا أويل الفضل من الساللة الناصرية على نسق، وغريهم بنو أمية باأل .ممن كان يف مديت الناصر واملستنصر

عبد اهللا بن الناصر

:أن كان فقيها شافعيا، متنسكا، شاعرا، أخباريا، وأنشد له: من اجلذوة هلو مل يبح ناظري مبا كتم... أما فؤادي فكامت أمله

حبيبه يف اهلوى وما ظلمه... إليك عن عاشق بكى أسفا مذ نذرت أعني املالح دمه... ظلت جيوش اهلوى تقاتله

مثل ذلك، وأنه كان حمسنا للشعراء، وأن سعيد ابن فرج أخا أيب عمر أهدى له يامسينا أبيض : ومن املسهب :وأصفر، وكتب معه

أبغيه منك تذكرمبراد ما ... قد أرسلت حنوك حتفة ! موالي بيضا وصفرا والسماح يعرب... من يامسني كالنجوم تربجت

:فعوضه عنها ملئ طبقها دنانري ودراهم، وكتب له مين على أضغاث أحالم... أتاك تعبريي وملا حيل

منك ومين أول العام... فاجعله رمسا دائما قائما :ان الصورةوأنشد له، وقد مر مع أحد الفقهاء فأبصر غالما فت

حلظي ولكن ثنيته غصبا... أفدي الذي مر يب فمال له فاهللا يعفو ويغفر الذنبا... ما ذاك إال خماف منتقد كان عبد اهللا يسمى الزاهد، فبايع قوما على قتل والده وأخيه احلكم ويل العهد، : قال الرقيق يف تارخيه

ني وثالمثائة، وقتل أصحابه قال صاحب سفط فسجنه أبوه، مث ذحبه بيده يوم األضحى سنة تسع وثالث .ومن العجائب أن عبد اهللا كان شافعيا، وأخاه عبد العزيز حنيفا، واملستنصر مالكيا: الآللئ

عبد العزيز بن الناصر

كان له شعر عراقي املشرع، : ذكره احلميدي وأنشد له ما تركه أوىل، وأنشد له صاحب سفط الآللئ وقال :ولهجندي املنزع، كق

يتهادى كنسيم السحر... زارين من مهت فيه سحرا فأضا، والفجر مل ينفجر... أقبس الصبح ضياء نوره

بثها بني الصبا والزهر... واستعار الروض منه نفحة ال حللت الدهر إال بصري... أيها الطالع بدرا نريا

واهللا ال : لو ترك الغناء لكمل سروره، فقال: وكان مغرما باخلمر والغناء، فتر اخلمر لبغض أخيه فيها، فقال :تركته حىت تترك الطيور تغريدها، مث قال

هي تدعو للذة األحلان... أنا يف صحة وجاه ونعمى للذي سر نفسه بالعيان... وكذا الطري يف احلدائق تشدو

أخومها

أبو عبد اهللا حممد بن الناصر

خالق كرمي السجايا، له من قصيدة، وقد قدم أخوه املستنصر أنه كان شاعرا، أديبا، حسن األ. من السقط :من بعض غزواته

وضدك أضحى لليدين وللفم... قدمت حبمد اهللا أسعد مقدم كما حاز بسم اهللا فضل التقدم... لقد حزت فينا السبق إذ كنت أهله

ابن أخيهم أبو عبد اهللا

حممد بن عبد امللك بن الناصر

:تيمة، وأنشد له من قصيدة خاطب هبا العزيز صاحب مصرذكره الثعاليب يف الي بنا احلال أو دارت علينا الدوائر... ألسنا بين مروان، كيف تبدلت

له األرض، واهتزت إليه املنابر... إذا ولد املولود منا هتللت ن ما أنشد له ومن أحس. وفضله احلجاري يف الشعر. عرفتنا فهجوتنا، و لو عرفناك ألجبناك: فأجابه العزيز

:صاحب السقط قوله كما خط يف ظهر الصحيفة عنوان... أتاين وقد خط العذار خبده فشقت عليه للشقائق أردان... تزامحت األحلاظ يف وجناته

تفتح بني الورد آس وسوسان... وزدت غراما حني الح كأمنا :وقوله من قصيدة

فكر جم املذاهبوجاش بصدري ال... وإين إذا مل يرضى قليب مينزل كصربي على ما نابين للنوائب... جليد يود الصخر لو أن صربه

لطول مسريي فيه بعض الكواكب... وأسرى إىل أن حيسب الليل أنين .املرتضى واملعتد: ووىل اإلمامة ولداه

الشريف الطليق أبو عبد امللك مروان

ابن عبد الرمحن بن مروان بن الناصر

إنه يف بين أمية كابن املعتز يف بين العباس مالحة شعر : وقال ابن حزم. شعره يف السجنأن أكثر : من اجلذوة .سجن وهو ابن ست عشرة سنة. وحسن تشبيه

ومكث يف السجن ست عشرة سنة، وعاش بعد إطالقه من السجن ست عشرة سنة، ومات قريبا من ه، وذكرها له، مث بدا له فاستأثر هبا، وأنه وكان فيما قيل يتعشق جارية كان أبوه قد رباها مع. األربعمائة

اشتدت غريته لذلك، فانتضى سيفا، وانتهز فرصة يف بعض خلوات أبيه معها، فقتله، وعثر على ذلك، مث أطلق بعد ذلك فلقب الطليق لذلك ومن . وذلك يف أيام املنصور أيب عامر حممد ابن أيب عامر. فسجن

:مستحسن شعره قصيدة أوهلا

جيتين منه فؤادي حرقا... يف دعص نقا غصن يهتز قمرا ليس يرى ممحقا... أطلع احلسن لنا من وجهه حلظه سهم لقليب فوقا... ورنا عن طرف رمي أحور

:وفيها ويد الساقي احمليي مشرقا... أصبحت مشسا وفوه مغربا

تركت يف اخلد منه شفقا... فإذا ما غربت يف فمه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب احللة الذهبية يف حلى الكورة القرطبية وهو

كتاب البدائع الباهرة يف حلى حضرة الزاهرة

التاج.. ..املنصة : هي عروس هلا منصة وتاج وسلك وحلة

املؤيد هشام

.. ونال يف مدة هذا االهنماك والدعة أهل االحتيال من الناس... واهنمك هشام طول أيامه: قال ابن حيانالرغائب النفسية مبا ازدلفوا به من أثر كرمي أو زخرفوه من كذب صريح، حىت لقد اجتمع عند نساء القصر

ىي باألية الباهرة، واجتمع عندهن من خشب سفينة نوح مثانية حوافر، عزي مجيعها إىل محار عزير املستحوكثري من ذا توجهت على . عليه السالم وألواحها قطعة، وظفرن من نسل غنم شعيب عليه السالم بثالث

عبد النور، وعبد : أمواله منه أعظم حيلة، وهلجن مع ذلك بطلب ذوي األمساء الغريبة من الناس مثل، يصري الرجل من هؤالء يف احلاشية، ويستعمل على وكالة جهة، وال يبعد السميع، وحزب اهللا، ونصر اهللا

وإن اتفق أن يكون مع ذلك ذا حلية عظيمة، وهامة ضخمة، تقدمت به السعادة، . أن يتمول يف أقرب مدةمث ال يسأل عما وراء ذلك من . وال سيما إن كانت حليته محراء قانية، فإهنا أجدى عليه من دار البطيخ غلة

وذكر يف شأن الدعي الذي تشبه هبشام أنه ظهر يف . أصل وفضيلة، ولو كان مرددا يف بين اللخناء ترديدامث ظهر عند القاضي ابن عباد بإشبيلية، وخطب له مغالطا . املرية يف أيام زهري سنة ست وعشرين وأربعمائة

لى غيه، وصحت عنده الشهادة به، ووجه ابن جهور أمري قرطبة من وقف ع. بامسه، ومستميال قلوب الناس .وخطب له، مث رجع عن ذلك

.وأظهر املعتضد بن عباد موت هذا الدعي: قالنشأ جامد احلركة، أخرس الشمائل، ال يشك املتفرس فيه أنه : وهول احلجاري حديثه يف التخلف وقال

. ينبح، ليلتذ بذلكوعشق يف صباه نباح كلب فجعل الغلمان يهيجونه، حىت . نفس محار يف صورة آدميوكلما زاد سنا نقص عقال وملا خلعه املهدي وحصل يف قبضته قال ألحد غلمانه، وقد ذهبت دولته، وهتك

باهللا انظر هدهدي إن كان سلم، وافتقده لئال يهلك باجلوع والعطش، فإنه من ذرية اهلدهد الذي : حرمه . أخنقه، فيستريح، ويستراح منهفكدت واهللا: قال املأمور هبذا. دل سليمان على عرش بلقيس

وكانت أمه صبح هي اليت أظهرت املنصور بن أيب عامر، ويقال إهنا أرضعته، وهلذا كان يقال له ظئر هشام، .دعيه ينبح لنا، وال ينبح علينا: أما ترى ما يصنع هذا الكلب؟ فقال: فلما تغلب ومل يرع صبحا قالت البنها

برج يتفرج فيه، فنزل يف دهليز حتت األرض، فلما طال عليه النزول، وأظلم ومن ختلفه أنه رام الصعود إىليا موالي، ليس هذا بابه، وإمنا هذا باب : فقلت: قال! أين أعلى الربج؟! يا إنسان: املكان، قال للذي معه

جعل وإمنا! وإال لو كان باب الربج كان يكون فيه خابية املاء. صدقت: قال. الدهليز الذي حتت األرض .اخلابية شرطا، ألنه كان له برج يعتاد صعوده، ويف بابه خابية

ونظر يوما إىل بغلة كانت من حتف امللوك، وقد جعل على فرجها ما جرت به العادة، خوف تعدى السواس فاجعل على حجرها أخراسا : مل صنعت هذه األخراس على حر هذه البغلة؟ فعرفه بالعلة، فقال: فقال. عليهافواهللا ما قدرت على أن أملك الضحك، فخالسته، وحتملت على : قال! ، فقد يكون يف السواس الطةأخر

فرجها قدرت على أن تبول منه، وكيف تصنع إذا . يا سيدي، البغلة إذا خيط: تقطيعه وستره، مث قلتوضع، صدقت، فاجعل على حراستها شاهدين عدلني يرقبان ذلك امل: حجرها مبا خيرج منه، قال. خيط

وانفصلت إىل ابن أيب عامر، ألطرفه مبا جرى، فلما أخربته سجد، وجعل : سأكلم احلاجب، قال: فقلت لهوذلك أن السلطان الذي ! أتعلم أن يف هذا الذي أنكرته صالح املسلمني؟: مث قال يل: قال. يكرر محد اهللا

ر، مستبد بنفسه، وإما سلطان مثل إما سلطان قاهر ذو رأي، عارف مبا يأيت ويذ: تصلح معه الرعية اثنان .هذا تدبر الدنيا بامسه، وال خيشى املتفرغ حلراسة سلطانه غائلة؛ واملتوسط يهلك ويهلك

يا فقيه، إنا يف : ودخل عليه يوما أحد الفقهاء ليستفتيه يف مسألة ختتص حبرمه، فلما فرغ من سؤاله، قال لهال، يا أمري : فقلت له: فدهتا، أتراها حتسب علينا قيادة؟ قالهذا البستان نعرض ملشاهدة هذه الطيور يف مسا

مث أمر خادما واقفا ! لقد أزلت عين غما تراكم يف صدري: احلمد هللا وهتلل وجهه، وقال: املؤمنني، فقالكل حصاة منها مقابلة جملامعة بني طوير، : على رأسه أن يأتيه بسفط، فلما كشفه إذا فيه حصى كثري، فقال

األمر أهون فقد رخص اهللا ألمري : نسبح اهللا كل يوم هبذا العدد، ليكفر عنا تلك اهلنات، فقلت وحنن .املؤمنني يف ذلك

بينما أنا : وكانت له جارية من أحسن ما تقع عليه العني، فلما أراد أن يستقضها وجدها ثيبا، فسأهلا، فقالتمبن نزه اهللا ذكره عن هذا املكان قد جامعين ذات يوم راقدة حتت الشجرة الفالنية يف البستان، وإذا

فبكى هشام . واستفضين، فاستيقظت، فوجدت الدم على رجلي، وخفت الفضيحة، وكتمت ذلكأبلغت أنا من العناية عند اهللا أن يأيت من أتاك إىل بستاين ويستفض جارييت؟ أنت حرة لوجه : املتخلف، وقال

:ووجد خبطه على هذا البيت. ضع رابطة يتعبد فيهوأمر يف احلني أن تبىن بذلك املو! اهللا وقيعاهنا كأنه حب فلفل... ترى بعر اآلرام يف عرصاهتا

هذا وقت كان بعر الغزالن فيه ييبس للشمس بدل الزبيب، ويوكل، فسبحان الذي عوضنا منه بالزبيب .الطيب بربكة نبينا حممد صلى اهللا عليه وسلم

ومن السلك

يف حلى قريشمن كتاب رغد العيش

املطرف بن عمر اهلشيمي

من ولد هشيم بن عبد امللك

ابن املغرية بن الوليد بن معاوية بن هشام بن عبد امللك بن مروان

أنه من متميزي املروانيني وشعرائهم، وكان املظفر بن أيب عامر حيسن له، وله فيه أمداح منها : من السقط :قوله

ا من الرمحن غري مبدلحكم... إن املظفر ال يزال مظفرا مثل السنان مبحفل وجبحفل... تلقاه صدرا كلما قابلته

.وطلبه املهدي، ففر إىل شرق األندلس، وصحب املرتضى :وله يف شعر

على قدر ما يصفو اخلليل يكدر... وكدر عيشي بعد صفو وإمنا

أبو عثمان سعيد بن عثمان

بن مروان املعروف بالبلينة

:من شعراء الدولة العامرية وأنشد له من قصيدة يف املنصور بن أيب عامر هو: قال احلميدي يف الدهر أال نلتقي أو نلتقى... من يل مبن تأىب اجلفون لفقده قتلي ليتلف من بقائي ما بقى... رمي يروم وما اختربت جرمية مل أدر من أي اجلوانب أتقى... وإذا رماين عن قسي جفونه

أنه من نبهاء بين مروان، ومتقدمي : ومن السقط: رط احلسن أعطاه عليها ثلثمائة ديناروفيها مدح مف: قال .حوت كبري يعرف بدابة البحر: والبلينة. شعرائهم

:وملا هجره املنصور بن أيب عامر، دخل عليه وجملسه غاص، فأنشده ترحيين األيام من هجركا... موالي موالي أما آن أن

ومل أزل أسبح يف حبركا. ..وكيف باهلجر وأين به .فضحك وأقبل عليه

:وأنشد له صاحب اليتيمة طرفاه حىت عاد مثل الزورق... والبدر يف جو السماء قد انطوى

غرق الكثري وبعضه مل يغرق... فتراه من حتت احملاق كأمنا

ومن كتاب تلقيح اآلراء

يف حلى احلجاب والوزراء

املنصور أبو عامر

املعافريحممد بن أيب عامر

الذي حجب املؤيد، وكان يف منزلة سلطان، وهو مذكور يف كتب كثرية، والبن حيان فيه كتاب مفرد، قال أصله من اجلزيرة اخلضراء وله هبا قدر وأبوة، وورد شابا إىل قرطبة، فطلب العلم واألدب، : احلميدي

هشام املؤيد، فصارت له احلجابة، ومتهر، وكانت له مهة مل تزل ترتقى من شيء إىل أن اعتنت به صبح أموغزواته نيف ومخسون غزوة، وله فتوح كثرية، . وكان له جملس معروف يف األسبوع، جيتمع فيه أهل العلم

.وكان يف أكثر زمانه ال خيل بغزوتني يف السنةد بن عبد هو أبو عامر حممد بن عبد اهللا بن عامر بن أيب عامر حممد بن الوليد بن سوي: ومن خط ابن حيان

.وعبد امللك جده هو الداخل لألندلس مع طارق يف أول الداخلني من العرب، وهو وسيط يف قومه. امللكوذكر أن املستنصر وىل ابنه هشاما العهد وهو غالم، وملا مات قام بأمره جعفر املصحفي احلاجب، وعدل

إن أبقينا بن موالنا كانت الدولة لنا، وإن :وقال. عن املغرية الذي أراد الصقالبة مبايعته وهو أخو املستنصروكان عبد العزيز أخو املستنصر تقدم . وبعث ابن أيب عامر إىل الغرية فقتله يف داره. استبدلنا به استبدل بنا

وذكر أن املصحفي استأثر باألموال، وبىن املنازل، وهدم . واشتغل األصبغ ببطالة أزالت عنه التهمة. مبديدةبالبخل جودا، وباالستبداد أثرة، : ه من ابن أيب عامر فىت ماجد،، أخذ معه بطريف نقيضالرجال، وعارض

وكانت حال ابن أيب عامر متمكنة عند احلرم لقدمي . وباقتناء الضياع اصطناع الرجال، فظهر عليه عما قليلجن له أمر اخلليفة االتصال، وحسن اخلدمة، والتصدي ملواقع اإلرادة، وطالقة اليد يف باب األلطاف، وأخر

واستراح املصحفي إىل كفايته، واغتر خبدمته ومكره، . هشام إىل حاجبه املصحفي يف االستعانة به واملوازرةوذكر أنه يف مدة املستنصر وىل . وأخذ املصحفي يدفع الرجال، وابن أيب عامر يضمهم، إىل أن غلب عليه

رطة باحلضرة والسكة، فعلت حاله، ومهته ترمتي أبعد قضاء كورة رية وقضاء إشبيلية، وارتقى إىل خطة الشفما ثبتت قدمه امتثل رسم أمراء الديلم املتغلبني . مرمى، وهو يف ذلك كله يغدو إىل باب املصحفي ويروحوأول عروة نقضها فتكه يف مجاعة الصقلب . يف عصره على بين العباس ونسخ رجال الدولة برجاله

العظيمة منهم، وكانت النصرانية قد جاشت مبوت املستنصر، وجاء املتمردين، واستخراج األموالصراخهم إىل باب قرطبة، وظهر من املصحفي جنب، وأمر أهل قلعة رباح بقطع سد هنرهم، يلتمس بذلك

فأنف ابن أيب عامر من ذلك، وقام بأمر اجلهاز، ويعان مبائة ألف مثقال، فلما قفل . دفاع العدو من حوزتهلك اجلند مبا رأوه من حسن كرمه مست مهته، وأخذ نفسه بالتغلب على مكان املصحفي، ظافرا وقد م

فاستعان بغالب الناصري صاحب مدينة سامل، شيخ املوايل، وفارس األندلس، وصاهره، وان عدوا للمصحفي، فتمكن، وصار عند املصحفي كال شيء، إال أنه غالطه مديدة، ومل يشك املصحفي يف اإلدبار،

أن عزل، وسخط السلطان عليه وعلى أوالده وأسبابه، وطولبوا باألموال، و متكن منهم ابن أيب عامر إىل كيف شاء، وكان ال يريح املصحفي من املطالبة، وإذا سم من أذاه أسلمه إىل عدوه غالب، إىل أن هلك يف

.سجنه كما تقدم يف ترمجتهور آل األمر فيها إىل أن كنت الغلبة له، وأخذ مث حصلت وحشة بين صبح أم هشام اخلليفة وبني املنص

األموال اليت كانت يف القصر خمتزنة، ونقلها إىل داره، ووكل بالقصر من أراد، وصات الدولة باطنا وظاهرا .على حكمه

وكان يف أثناء ذك مريضا، وأرجف أعداؤه به، وملا أفاق وصل إىل اخلليفة هشام، واجتمع به، واعترف له ع بالدولة، فخرست ألسنة احلسدة، وعلم ما يف نفوس الناس، لظهور هشام ورؤيته، إذ كان منهم باالضطال

فأبرزه، وركب ركبته املشهورة، وقد برزوا له يف خلق عظيم ال حيصيهم إال رازقهم، معا . من مل يره قطنصور راكبا يسايره، وعبد على الطويلة، سادال للذؤابة، والقضيب يف يده، على زي اخلالفة، وإىل جانبه امل

وخرج املنصور إىل الغزاة، وقد وقع يف مرضه . امللك بن املنصور راجال ميشي بني يديه، ويسري اجليش أمامهالذي مات منه يف صفر سنة اثنتني وتسعني وثالمثائة، واقتحم أرض جليقية من تلقاء طليطلة إىل أرض

؛ فأحال الغارة على بالده، وقويت هنالك علته، فاختذ سرير قشتلة، بلد شاجنه بن غرسية، وهو كان مطلوبهإن : خشب حيمله السودان على أعناقهم، واشتدت عليه اخللقة، فوصل إىل مدينة سامل، وأيقن باملوت، فقالزمامي يشتمل على عشرين ألف مرتزق، ما أصبح منهم أسوأ حاال مين فأمر ابنه عبد امللك بالنفوذ إىل

.أكثر وصيته، وأمره أن يستخلف أخاه عبد الرمحن على العسكرقرطبة بعد ما . أن أباه خلف بن حسني دخل على املنصور حينئذ، وهو كاخليال، وأكثر كالمه باإلشارة: وذكر ابن حيان

ومات ليلة االثنني، لثالث بقني من رمضان سنة اثنتني وتسعني وثالمثائة، وأوصى أن يدفن حيث يقبض، .دينة ساملفدفن يف قصره مب

!.إمنا حنن يف حجر آل أيب عامر الدهر كله: واضطرب املوايل على ابنه عبد الرمحن، وقالواوكان عليه يف قرطبة من احلزن يوم وصول العسكر ما ال شيء فوقه، وكان مما أوصى ولده عبد امللك أال

.يلقى بيده إلقاء األمة فينشب يف حبس بين أميةور باحلضرة، وإال فانتبذ بأصحابك وغلمانك إىل بعض األطراف اليت حصنتها فإن انقادت لك األم: قال

.لك، وانتظر غدك إن أنكرت يومك، وإياك أن تضع يدك يف يد بين مروان فإين أعرف ذنيب هلمأنه استعان : ومن املسهب. دامت دولته ستا وعشرين سنة، فيها اثنتان وعشرون غزوة: ومن فرحة األنفس

في على الصقالبة، مث بغالب على املصحفي، مث جبعفر ممدوح ابن هانئ على غالب، مث بعبد أوال باملصح !.الرمحن بن هاشم التجييب على جعفر، وعدا بنفسه على عبد الرمحن وقال للدهر هل من مبارز

:وعلى قربه مكتوب حىت كأنك بالعيان تراه... آثاره تنبيك عن أوصافه أبدا وال حيمي الثغور سواه... تاهللا ال يأيت الزمان مبثله

وقيل إنه وصل من قرية كرتش من عمل اجلزيرة اخلضراء، برسم طلب العلم، وترقى من الكتابة أمام باب .القصر إىل أن صار القصر حبكمه

:وأنشد له ابن حيان وخاطرت واحلر الكرمي خياطر... رميت بنفسي هول كل عظيمة على ما بىن عبد املليك وعامر.. .وما شدت بيتا يل ولكن زيادة

وأورثناها يف القدمي معافر... رفعنا املعايل بالعوايل بسالة .وله حكايات يف اجلهاد والغرية واهليبة كثرية، رمحة اهللا عليه

أبو مروان عبد امللك بن أمحد بن شهيد

زره املنصور بن أيب عامر، واكتسب وابنه أمحد املذكور يف قرطبة، استو. أبوه أمحد الوزير املذكور يف الزهراء .معه أمواال عظيمة

أنه حضر يوما عند املنصور على راحة، فتناهى الطرب باملنصور وندمائه، إىل أن : وذكر صاحب املطمحتصاحيوا، وتراقصوا، وبلغ الدور بالكأس إىل ابن شهيد، وكان ال يطيق القيام من نقرس، فأقامه الوزير ابن

:ه األبيات، و جعل يغرد هباعباس، فارجتل هذ قام يف رقصته منهتكا... هاك شيخ قاده ود لكا فانثىن يرقصها مستمسكا... مل يطق يرقصها مستثبتا قمت إجالال على رأسي لكا... أنا لو كنت كما تعرفين

ورأى رعشة رجلي فبكى... فهقه اإلبريق مين ضحكا

وادومن كتاب بغية الراد يف حلى الرؤساء والق

القائد يعلى بن أمحد بن يعلى

:ذكر احلميدي يف اجلذوة أن يعلى كان شاعرا، وأنشد له، وقد بعث بورد مبكر إىل املنصور بن أيب عامر غض له منظر بديع... بعثت من جنيت بورد

أعجله عامة املريع... فقال ناس رأوه عندي أيامه كلها ربيع... أبو عامر املعلى : قلت

أردية الشباب يف حلى الرؤساء والكتابومن كتاب

أبو حفص أمحد بن برد

أن املظفر بن أيب عامر واله ديوان اإلنشاء بعد القبض على أيب مروان اجلزيري، مث كتب مللوك : من الذخريةوتويف . وبنو برد موايل بين شهيد. الفتنة، ورقاه للوزارة املستظهر وكان واسطة السلك، وقطب رحى امللك

.طة سنة مثان عشرة وأربعمائة، وقد نيف على الثماننيبسرقس .وعنوان بالغته يف النثر، قوله من رسالة عن املظفر حني قتل صهره عيسى بن سعيد بن القطاع

أيها الناس، ونقكم اهللا بعصمته، واستنقذكم برمحته، إن من علم منكم حال اخلائن عيسى بن سعيد باحملاضرة، فقد اكتفى مبا شهد، واجتزأ مبا حضر، ومن غاب عنه كنه باملشاهدة، ورأى مبلغ النعمة عليه

ذلك، فليعلم أنا أخذناه من احلضيض األوهد، وأنتشلناه من شظف العيش األنكد، ورفعنا خسيسته، وأمتمنا نقيصته، وخولناه صنوف األموال، وصرينا حاله فوق األحوال، بدأ بذلك املنصور موالي رمحه اهللا،

وأسبغت من نعمي عليه، ما أحوج العامة واخلاصة إليه، فال أقر لنا حبق، وال قابل إحساننا فاعتمدته، بصدق، وال عامل رعيتنا برفق، وال تناول خدمتنا حبذق، بل أعلن باملعاصي، واستذل األعزة، وذوي

ونا، حىت اهليئات واملروة، وناجزهم وأنس بأضدادهم، ونبذ عهودنا، وخالف سبلنا، وكدر على الناس صفإذا ملكه األشر، وتناهى به البطر، وعلت به األمور، وغره باهللا الغرور، وحاول شق عصا األمة، وهد ركن

اخلالفة، مبا احتجن من حرام األموال، واستمال من طغام الرجال، فحجته نعمنا عليه، وخصمته عوارفنا هللا مبا اجترح، وأوبقه مبا اكتسب، لديه، وكشف لنا سريرته، حىت صرعه بغيه، وأسلمه غدره، وأخذه ا

.فأعجلناه عن تدبريه، وصار إىل نار اهللا وسعريهوكان ابن القطاع قد أراد أن يقلب الدولة، ويوىل اخلالفة هشام بن عبد اجلبار بن الناصر املرواين، فقتله

.املظفر يف جملس شراب

ومن كتاب الياقوت يف حل ذوي البيوت

لنظامعبد الرمحن بن حممد بن ا

:أنه كان من نبهاء الدولة العامرية، وأنشد له ملغزا يف مبخرة: من املسهب يفارق جسمه عند احتراق... وجامثة هلا ابن مستطار

حيرق جسمه والروح باق... ومل أر قبله من ذي نعيم وال خيفى عليك لدى التالق... إذا صاحبته مل يبد شخصا

الطبين أبو مضر حممد بن احلسني التميمي

أنه من بين محان، شاعر مكثر، وأديب مفنت، : من اجلذوة. أهل البيت الشهري بقرطبة: هو أصل بين الطبينوذكر . ومن بيت أدب وشعر وجاللة، كان يف أيام املستنصر، وله أوالد جنباء مربزون يف األدب والفضل

ما مع املنصور بن أيب عامر فغنت قينة شرب يو. أنه كان شاعرا عاملا بأخبار العرب وأنساهبم: ابن حيان :ببيتني من شعره

وهي أشهى من كل ما يتمىن... صدفت ظبية الرصافة عنا كانت وكنا: غري أنا نقول... هجرتنا فما إليها سبيل

فاستعادها أبو مضر، فأنكر ذلك املنصور، وعلم أن هيبته مل متأل قلبه، فأومأ إىل بعض خصيانه، فأخرج رأس .مرها فلتعد، فسقط يف يده: ية يف طست، ووضعه بني يدي الطبين، وقال له املنصوراجلار

أنه وفد على املنصور من طبنة قاعدة الزاب فاستوطن حضرته، وكان مع شعره وعلمه : ومن املسهب :وارتفاع مكانه له خفة روح، وانطباع نادر جذب هبما هواه وأحسن ما أختاره من شعره قوله

فظللنا نقطع العمر سكرا... التفرق دهرا اجتمعنا بعد

حيث تلقى الغصون حويل زهرا... ال يراين اإلله إال طرحيا زدين مخرا: من نعاس اخلمار... قائال كلما فتحت جفوين

أبو بكر عبد اهللا بن أيب احلسن

ما أوجب طلبه، من أعيان قرطبة، وممن حيضر جملس ابن أيب عامر، وبلغ ابن أيب عامر عنه: من املسهب :فاستخفى مدة، وأحسن ما أنشد له قوله يف رثاء صديق له اعتبط

كما صرب الظمآن يف البلد القفر... رجعت على رغم الوفاء إىل الصرب عليك كما ينهل منسكب القطر... ما وفيت وإن جرت : وقلت لعيين

دفنت به اآلمال أمجع يف قرب... وكيف أوىف قدر ثكلي بعد من ومل أر من ذاك اهلالل سنا البدر... حني مل أبصر به ما رجوته على

فكان خفيفا مثل إغفاءة الفجر... فواها لعمر منك لذ قصريه

أبو عبد اهللا حممد بن شخيص

وماشاه يوما . أحد من له البيت الرفيع، والنظم البديع، وممن حيضر جملس املظفر بن أيب عامر: من املسهب :إىل ورد مقابل آس ورغب أن يقول يف ذلك، فقاليف بستان، فنظر

نقيصتك املالل: فقال له... أراد الورد باالس انتقاصا على شوق كما زار اخليال... لست أزور إال : فقال الورد

تدوم به كما رست اجلبال... وأنت تدمي تثقيال طويال وترقبين كما رقب اهلالل... فتسأمك العيون لذاك بغضا

.ر احلميدي أنه مات قبل األربعمائةوذك

جعفر بن أيب علي القايل

بىن له أبوه بقرطبة مرتبة بقيت حمفوظة، ورفع له ذكرا ووطد له كرامة مل تزل ملحوظة، ومحى : من املسهبومن فطانته أنه دخل يوما على املنصور بن أيب عامر، فقال له من : قال. ما غرسه له أبوه، ومثره بناصع أدبه

فاستحسن ذلك . ألعداء احلاجب أذهلم اهللا بعزته: فقال جعفر. يا موالنا هذا هو القايل: راد ينكت عليهأ .املنصور

:ومن أحسن ما أنشد له قوله من شعر خلفت قليب للصبابة والعنا... بني العذيب وبني وادي املنحين أتراك حتسب من تفارق يف هنا... املوت أحسن من فراقك ساعة

والورد عانق آسه والسوسنا... منك الغصن يبسم زهره ودعت

فحسبت جفين للسحائب معدنا... ورحلت منك بعربة ما تنقضي وثار يف خاطره أن يرحل إىل موطن أصله، وجيتمع هنالك مفترق مشله، وحيل بني من له به من : قال

نه ظنه، وأجدب املراد، وأخفق املراد، األقارب، وال يثين العنان بعد إىل املغارب، فلما حل بغداد، أكذبت عي :فرجع ال يلوي على متعذر، وال مير بغري مستكره عنده متكدر، فقال

أصويل فلما أن حللت ببغداد... حننت إىل بغداد حيث متكنت وقوما يسومون الغريب بأحقاد... رأيت ديارا يبعث اهلم حلظها

بينهم نشء أجدادي وإن كان فيما... فوليت عنهم عائدا غري عاطف وقلت بعنف مغرب الشمس يا حادي... وجزت على مصر فغمضت مقليت

يا : وكان أشد ما لقيه ببغداد، أنه حرد يوما حبضرة مجاعة منهم، وأفرط يف سوء اخللق، فقال له أحدهمهل وسوء أدب، محل عنا علما وأدبا، وجئتنا جب: هذا، بئس ما عوضتنا عما نقله أبوك من بلدنا إىل املغرب

وخرج من حينه، فقال له . املشي يلزمين إىل مكة حافيا راجال إن قعدت لكم يف بلد من يومي هذا: فقالوكتب ! اصرب حىت أستأذن عليك: فقال! من لعنة اهللا: من أين أتيت يا إنسان؟ فقال بشدة الغيظ: البواب

.فأطلقوه ينصرف إىل موضعه الذي ذكر ال ينكر هذا اخللق على مغريب،: بذلك للوزير، فقال الوزير

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

أبو األصبغ

عيسى بن عبد امللك بن قزمان

.معدود يف علماء احلديث واألدب، وكان املنصور بن أيب عامر قد جعله يؤدب هشاما املؤيد :وأنشد له حبيب األندلس يف كتاب فصل الربيع

أو خمربا من حسن روض ناضر... زرته ال شيء أحسن منظرا إن أو غبت زارك يف النسيم اخلاطر... إن جئته أعطاك أمجل منظر

:وأنشد له أبو احلجاج البياسي مؤرخ األندلس فهيج من قليب ومن خفقانه... ومما شجاين هاتف يبعث األسى فيذهله بامليس عن طريانه... يكاد القضيب اللدن يعشق قده

.ان أيف قرطبة بيت جليل منه أعالم ونبهاء، ومنهم أبو بكر بن قزمان الزجالوبيت بين قزم

احلكيم األديب أبو عبد اهللا

حممد بن احلسن املذحجي

املعروف بابن الكتاين

له مشاركة قوية يف علم األدب والشعر وله تقدم يف علوم الطب واملنطق، وكالم يف احلكم، و : من اجلذوة .ب معروفةرسائل يف ذلك كله وكت .وعاش بعد األربعمائة مدة

:ومن شعره قوله وصحت وا كبدي حىت مضت كبدي... نأيت عنكم بال صرب وال جلد

بالبعد والشجو واألحزان والكمد... أضحى الفراق رفيقا يل يواصلين وقد وضعت على قليب يدى بيدي... وبالوجوه اليت تبدو فأنشدها ال بارك اهللا يف الغربان والصرد... :إذا رأيت وجوه الطري قلت هلا

أبو األصبغ عيسى بن احلسن

:من املسهب من شعراء الدولة العامرية، من شعره قوله يف عيسى بن سعيد ابن القطاع لست روح اهللا عيسى... أنت عيسى بن سعيد م رب الناس موسى... كلم الناس فقد كل

ويف طول سجنه . امر، فلما ضرب أبوه عنقه سجن أبا األصبغوكان ممن باطن عبد اهللا بن املنصور بن أيب ع :يقول

إنس والوحش والسما واملاء... ليت شعري كيف البالدو كيف ال وهناري يف مقليت سواء... طال عهدي عن كل ذاك، وليلي

قدر قرب صبيحة أو مساء... ليس حظي من البسيطة إال األغبياء أوحشتين بأنسها... وإذا ما جنحت فيه ألنس

؟

احللة

من كتاب تلقيح اآلراء يف حلى احلجاب والوزراء

املظفر عبد امللك بن املنصور

بن أيب عامر

ذكر ابن حيان ضبطه للدولة بعد موت أبيه، ونفيه من خاف فتنه من الغلمان إىل سبتة، وأحبه الناس، منه إىل عفاف ونزاهة، فأخذوا يف وانصب التأييد واإلقبال عليه انصبابا مل يسمع مبثله، وسكن الناس

.املكاسب والزينة، وبلغت األندلس يف أيامه إىل هناية اجلمال والكمالمل يولد باألندلس قط أسعد من املظفر على نفسه وعلى أبيه وحاشيته، : وكان أمحد بن فارس املنجم قد قال

وكانت نفائس . مل تفلح، فكان كذلكوعلى أهل األندلس طرا، وأهنا ال تزال خبري حياته، فإذا هلك ! نعماألعالق واآلالت امللوكية قد ارتفعت يف وقته ارتفاعا عظيما، وبلغت األندلس يف مدته إىل هناية اهلدو

والرفاهية، وجرى على سنن أبيه من غزوة النصارى، وضبط الدولة، ورام صهره عيسى بن سعيد املعروف .وعاجله وقتله يف جملس املنادمة بابن القطاع أن يأخذ الدولة، فغطن به،

إال أنه مل يكن فيه لألدب ما كان له من أبيه، فقد وصفه ابن حيان بأنه كان مائال جملالسة العجم اجلفاة من الربابر واإلفرنج، منهمكا يف الفروسية وآالهتا، إال أن أصحاب أبيه مل خيل هبم وال جفاهم، بل أبقاهم على

.رمسهم

أخوه الناصر

د الرمحن بن املنصورعب

كان هذا الرجل بضد أخيه، إذ قام حنسا على نفسه وعلى أهل األندلس، فمنه انفتح باب الفتنة العظمة .وفسد الناموس

ملا مات أخوه استوىل على حجابة هشام املؤيد، فأخذ يف االهنماك شربا وزندقة وحكى عنه من الطعن يف ع هذا فإنه طلب من هشام أن يوليه العهد بعده، ففعل، ولقبه باملأمون، الدين قوال وفعال حكايات شنيعة، وم

وكان الناصر غائبا يف طليطلة، . ورأى بنو مروان أن اخلالفة خارجة عنهم، فثار عليه املهدي بن عبد اجلباروقد أفرده أصحابه لسوء تدبريه، وانقرضت . فرجع إىل قرطبة ليصلح ما فسد، فتلقاه عسكر حزوا رأسه

.الدولة العامرية

ومن كتاب األحكام يف حلى احلكام

أبو بكر حممد بن إسحاق بن السليم

وكان يتصيد احليتان بنهر قرطبة، . أطنب ابن بشكوال يف تعظيمه علما وعبادة، وذكر أنه رحل وحجالتطويل يف واله قضاء اجلماعة املستنصر، بعد وفاة منذر، ومل يطرق له بعيب إال من جهة. ويقتات من مثنها

.وتويف يوم الثالثاء عقيب مجادى األوىل سنة سبع وستني وثالمثائة. مث واله الصالة واخلطبة. أحكامه

أبو بكر حممد بن يبقى بن زرب

مسع من أيب حممد قاسم بن أصبغ البياين وغريه، وكان فقيها فاضال نبيال . قاضي اجلماعة بقرطبة: من اجلذوةوروى . ويف كتاب القضاة ذكره. كان يف أوائل الدولة العامرية. الفقه مساه اخلصالجليال، وله كتاب يف

عنه القاضي أبو الوليد يونس بن عبد اهللا بن مغيث بن الصفار وأبو بكر عبد الرمحن بن أمحد بن حوبال .وغريمها

أبو عبد اهللا حممد بن حيىي بن زكريا

املعروف بابن برطال

إنه خال املنصور بن أيب عمر، وكان من بيت غىن وثروة، وشهر صالحه، : قضاةقال ابن حيان يف كتاب ال .إال أنه مل يكن من العلماء

ودام إىل أن ظهر اختالله بكرب السن، وغلبه ولده أمحد عن أمره، ومل يك باملرضي عند الناس فتخوف ابن .تني وستني وثالمثائةأيب عامر عند ذلك، فعزله عن القضاء، ناقال إىل خطة الوزارة سنة اثن

أبو العباس أمحد بن حممد بن ذكوان

والناس ينسبون بين ذكوان إىل برابر : أن ابن أيب عامر قلده القضاء بعد خاله، قال: من كتاب ابن حيانواتصلت واليته إىل قيام الفتنة، وسعى . وهم يزعمون أهنم من بين سليم من موايل بين أمية. فحص البلوططاع فعزل، مث رد إليها، واعتلت منزلته يف مدة املظفر بن أيب عامر وأخيه الناصر، وقلده الناصر عليه ابن الق

فال . الوزارة، وكان يكتب عنه من الوزير قاضي القضاة، وهو أول من كتب عنه بذلك من قضاة األندلس. يف وقت من األوقات كان قضاء القضاة من خطط الدولة املروانية، ألهنم مل يفوضوا أمر القضاة إىل قاض

ومال إىل الربابر يف الفتنة، فقبض عليه واضح موىل أيب عامر مدبر دولة هشام أسوأ قبض، ونفي إىل بر فاسترجع إىل قرطبة، ومل يقبل خطة . العدوة يف وقت تنكر البحر، فسلمه اهللا إىل وهران إىل أن قتل واضح

وصحبته الرياسة بقية مدته إىل أن مات على تلك احلال، وكان السلطان ال يقطع أمرا دونه، . القضاة بوجهفدفن صالة العصر من يوم األحد لتسع بقني من رجب سنة ثالث عشرة وأربعمائة، مبقربة العباس مع

.سلفه، ومل يتخلف عنه كبري أحد من اخلاصة والعامة، وشهد اخلليفة حيىي بن علي ابن محود جنازته

أبو املطرف

مد بن فطيسعبد الرمحن بن حم

وهو أحد األعاظم من وزراء السلطان . من كتاب ابن حيان أنه ويل القضاء بني مديت أيب العباس بن ذكوانوممن مجعه إىل ذلك االرتسام بالعلم والرواية الواسعة، . يف أحد البيوت املولوية اليت انتهى إليها الشرفهورا بالصالبة يف احلق، وإعزاز احلكومة، إال أنه وكان مش. والتقدم بالعمل يف احلكومة باملظامل والشرطة

وكان الغالب عليه الرواية والبصر بطريق . كان خيلط صرامته ببطش وعجلة وحدة ال تليق باألحكام

وصاهره ابن القطاع صاحب الدولة العامرية، وكانت وفاته صدر الفتنة، فدفن يوم الثالثاء . احلديث .وأربعمائةللنصف من ذي القعدة سنة اثنتني

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

أبو عمر أمحد بن سعيد بن إبراهيم اهلمداين

املعروف بابن اهلندي

ذكره ابن بشكوال يف كتاب األعالم، وأخرب أنه روى عن أيب علي صاحب األمايل، وعن قاسم بن أصبغ، .يها ديوان كبري كثري املنفعةوكان حافظا ألخبار أهل األندلس، بصريا بعقد الوثائق، وله ف

! مثلك يفعل هذا؟: وال عن زوجه باجلامع يف قرطبة يف سنة مثان ومثانني وثالمثائة، فعوتب يف ذلك، وقيل له .أردت إحياء سنة: فقال

وكانت وفاته يف شهر رمضان سنة تسع وتسعني وثالمثائة، وصلى عليه القاضي أمحد بن : قال ابن بشكوال .لعشر بقني من حمرم سنة عشرين وثلثمائةومولده . ذكوان

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع من الكتب اليت تشتمل عليها

الكورة القرطبية وهو

كتاب الوردة يف حلى مدينة شقندة

:منها. ان مدينة، مث خربت وصارت قرية، وهي مطلة عليها جماورة هلاكانت يف قدمي الزم

أبو الوليد الشقندي

وحسبه من التنبيه على حمله يف األدب رسالته اليت تقدمت يف صدر كتاب األندلس، وكان شاهدا عدال ن ممن حيضر جملس يتوىل القضاء يف مثل بياسة وأبدة، وتفنن يف العلوم القدمية واحلديثة وارتقى إىل أن كا

منصور بين عبد املؤمن، وكان والدي يقدمه، وأبصرته يف إشبيلية يف مدة ابن هود، وهبا تويف بعد سنة سبع .وعشرين وستمائة

:له يف مطلع قصيدة يف منصور بين عبد املؤمن وقد هنض للنصارى عام األرك ترمي السعود سهاما والعدا غرض... إذا هنضت فإن السعد منتهض فليس يف كل ما قد رمت معترض... لك البسيطة تطويها وتنشرها

:وأنشد الوزير ابن جامع قصيدة فيها واسأل بربع تناءت عنه أقمار... استوقف الركب قد الحت لك الدار

فإنين سرت األحباب ما ساروا... ال خفف اهللا عين بعد بينهم م الليل أنوارمنه هلم يف ظال... أال رعى اهللا ظبيا يف قباهبم

لكنه عن جنايب الدهر نفار... غدا أنيسا هبم ال شيء يذعره :وله. هذا الظيب نفارك، فمن تواقك؟ فخلج! يا أبا الوليد: فقال له الوزير

وعداين عنه مبا أرجتيه... علالين بذكر من مهت فيه

فاجعال مخريت مدامة فيه... وإذا ما طربتما الرتياحي أي يوم يف خلوة ألتقيه... يل األماين ليت شعري وكم أط

أين كل ما تدعيه: قال يل... وإذا ما ظفرت يوما بشكوى شاهد عنك بالذي ختفيه... ال دموع وال سقام فماذا

لو براين الغرام ال أبديه... دعين أمت بدائي فإين : قلت

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا

الكتاب اخلامس

.من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب الكورة القرطبية وهو

:ينسب إليها. كتاب اجلرعة السيغة يف حلى قرية وزغة من قرى قرطبة

أبو جعفر

أمحد بن حيىي احلمريي الوزغي

. ء النحو وفنون األدب، املشهور بالظرف واللطافةخطيب جامع قرطبة، املصدر به يف املائة السابعة إلقرا :كان يعشق غالما امسه عيسى فقرأ عليه غالم امسه حممد، فمال إليه وقال

هديت ولوال اهللا ما كنت أهتدي... تبدلت من عيسى حبب حممد شريعة عيسى عطلت مبحمد... وما عن مالل كان ذاك وإمنا

ابن أخيه

احلافظ أبو زكريا

وادر مضحكات مع كونه كان حافظا ألكثر السرية وكثري من كتب اللغة، وتقرب إىل سلطان كان له نإفريقية ابن عبد الواحد مبا حكى له عنه من الغفلة والبله إىل أن صار حيضه، وكان على رأسه طاقية وسخة

ت عليك اقطعها، إذا كرب: فأعطاه عمامة كبرية، فكان يعمم قدر ثلثها، وجيعل الثلثني يف كمه، ويقال له .إنعام السلطان ال أجسر على قطعه: فيقول

ورأيته يوما يف عسكر السلطان وهو راكب بغلة، وقد احندرت به، وجاء مجل من فوق، فقال خماطبا العامية احملشوة بسوء . وكان خياطب السلطان من األلفاظ. بفضلك أال اصرب حىت أمضي عنك: للجمل

.بالفسطاطاألدب مبا يضحك، وقد مات

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصبحه، فهذا

الكتاب الثاين من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة القرطبية وهو

كتاب الدرة املصونة يف حلى كورة بلكونة

فيها ثالث . آهلة مشهورة االسم يف عصرنا، معروفة بالفرساناحلايل منها قعدهتا مدينة بلكونة، وهي .تراجم

سعيد بن هشام بن دحون

وبنو دحون أعيان بلكونة إىل . أنه من ولد دحون املرواين املتقدم الذكر يف تراجم بين أمية: أخرب احلجاريل على سيعد بن هشام، إنه ملا دخل إىل بلكونة سأل فيها عمن يتسم باألدب وقول الشعر، فد: اآلن، وقال

:فوجده يف قرية من قراها يف زي الفالحني، فتأنس به، واستنشده من شعره فأنشده قوله مهت فيه ورد خده... استعار الروض ممن

فحباه غصن قده... ورآه ذا احتياج حاظ مع رمان هنده... مث أوىف نرجس األل مسى الروض بعبده... فمن اإلنصاف مهما

ض علينا فوق حده... الرو فلهذا يزدهى :وقوله يف أيب عبد اهللا بن محدين قاضي قرطبة

يرجى الفىت أيان يسعده السعد... إىل أي وقت أرجتيك وإمنا يطيعك أهل العلم واملال واجلند... وهذا أوان حلت فيه حمكما

فقد ينعش النفس املؤملة الوعد... فمن يل بوعد إن تأخر حاضر أنه كان من أعياهنا ووليها لبين عامر، : سن علي بن وداعة السلمي البلكوين ذكر احلجاري؟القائد أبو احل

وكان يف املائة اخلامسة، وكان فارسا شجاعا أديبا شاعرا وخاض يف فتنة ابن عبد اجلبار، فقتل فيها، و من :شعره قوله

وأبدي إليكم من جوى بعض ما عندي... قفوا ساعة حىت أويف بالعهد وال مهجيت ذابت عليها من الوجد... أمر على األطالل مل جتر أدمعي

لقد غريت مين احلوادث بالبعد... وأين وفاء كنت أعين بأمره أموت وما أخفيه ليس له مبدي... وما حلت، لكين جليد على النوى كما أرهفت بعد الصدا ظبة اهلند... على أن يل يف جانب الشوق رقة

كأين قد أخرجت من جنة اخللد... كي عليك تشوقا أيا دعد كم أب

وقد جلت ما بني املطهمة اجلرد... ذكرتك واألعداء من كل جانب يقد هبا اهلندي قدا إىل قد... على ساعة ال يذكر املرء قلبه ألشكو لكم ما أثر الدمع يف خدي... لئن عادت األيام بيين وبينكم

ويا ليت شعري هل أرى ذلكم جيدي... وما أحرقت من مهجيت مجرة النوى وبينه وبني صاعد خماطبة وهو مذكور يف اجلذوة

سعيد بن جهري البلكوين الشاعر

أنه كان يف املائة اخلامسة، خبيث اهلجو سيئ اخللق، وله هجو يف عبيد اهللا بن املهدي، وملا : ذكر احلجارياضطر إىل جواز النيل، وهو يف معظم تياره، فطلب أكثر من هجو أعيان قرطبة نفوه منها فانتهى إىل مصر، ف

منه صاحب مركب اجلواز أجرة التعدية، فلم حيتملها لسوء خلقه وخبله، فأخذ ثيابه وجعلها على رأسه، :وسبح قاطعا للنيل، فكان آخر العهد به، ومل حيفظ الدحوين من شعره إال قوله

وتزعم أن شخصك ال ميل... تثقل بالزيارة كل يوم .وبيتني يف عبيد اهللا بن املهدي وقد تقدما يف ترمجته

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محدا هللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

:الكتاب الثالث من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة القرطبية وهو

قصريكتاب حمادثة السري يف حلى كورة ال

.احلال منها حصن القصري يف شرقي قرطبة على النهر .أنه حضر لديه مع أيب احلسني الوقشي يف روضة مدجبة على النهر، فصنع أبو احلسني: ذكر والدي

وقد ركضت فيه اجلياد النواسم... شربنا على وادي القصري عشية على بسط خز والبهار دراهم... على نرجس مثل الدناينر بددت

تقبلها من حسنهن املباسم... د ضحكت لألقحوان مباسم وق فأنق فيه من يد الشمس راقم... ورق رجاء لألصيل مدبج

فخيل يل أن الغمام عمائم... ومالت عليه للغمام ذوائب وقد حسدتين يف اهلديل احلمائم... هنالك لو أبصرتين لوجدتين

يب والئموغاب نصيح عن جنا... وقد مألت عيناى قليب مسرة متكنه حىت كأين حامل... وملا انقضى ذاك النعيم شككت يف

عبد الغافر بن رجلون املرواين

أن مولده حبصن القصري، وأنه من ولد سليمان بن عبد امللك اجتمع به يف غزوة املنصور : أخربين والدي :عيف ، أحسنه قولهأنه كان أسوأ الناس خلقا، ينفرون من عشرته لذلك، وشعره ض: بطليطلة، وأخرب

هذا هو الظيب الغرير... هذا هو الغصن النضري م بدا على القمر املنري... هذا هو الليل البهي؟

ما إن له أبدا نظري... قوموا انظروه فإنه :ووقع له يف زجل ما هو مستحسن

ولس يريد يطفيه... أوقد يف قليب النار أي خذل فيه وأي تيه... وسد باب الدار

يا كوكب دري... ا أحسن الغزالن ي وميدح القمرى... لك تسجد األغصان

وأنت ال تدري... ؟وخيجل النعمان والوصف والتشبيه... والعقل فك قد حار

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:من الكتب اليت يشتمل عليها الكتاب الرابع

كتاب اململكة القرطبية وهو

كتاب الوشي املصور يف حلى كورة املدور

أنه كان للروم به اعتناء : احلال منها حصن املدور، املعقل العظيم املشهور يف األندلس، وقد ذكر ابن غالبسال بين أمية ومل يسأله عن شيء أن ملك القسطنطينية توجه إهلي أحد أر: يف القدمي وعليه اعتماد، وأخرب

وما التجأ إليهم مقهور . ويف أهله شجاعة وجفاء للغريب على كل حالة. سؤاله عن طليطلة واملدورأنه اجتاز هبا مرة فبينا هو قاعد أمام الدار اليت : وذكر احلضرمي. مسلوب من دولة إال خذلوه وصاروا عليهعلى اجلفاء والبداوة إذ مر به بدوي غريب فسأله عن طريق اجلامع، نزل هبا ينظر إىل منازع بداهتا املطبوعني

: ما أعرف فإين غريب، فابتدر يل بدوي من جهاهلا برحمه يف يده، وسدده إىل حنري وقال يل: فقلت له: قاللك يف البلد أكثر من مخسة أيام، ومل تسأل عن جامعنا، ومل تصل فيه، واجتمع على كثري ! ولد ملعونة زنديقهذا آخر يومي من الدنيا فما خلصين منهم إال شيخ من شيوخهم، فيه بعض هتذيب : من أجناسه، وقلت

.بدخول البالد

ومن املدور

أبو بكر حممد األعمى املخزومي

بشار األندلس انطباعا ولسنا وأذاة، وهو الذي أحيا سرية احلطيئة باألندلس فمقت، وكان ال : من املسهبوأصله من املدور، وقرأ . وال يزال خيبط اآلفاق بعصاه، ويقع فيمن أطاعه أو عصاه يسلم من هجوه أحد،

:بقرطبة مث جال على البلدان، وأكثر اإلقامة يف غرناطة، وتعرض لشاعرهتا نزهون، وهجاها بقوله جتر من التيه أذياهلا... أال قل لنزهونة ما هلا

كما عودتين سرباهلا... ولو أبصرت فيشة مشرت :الت فيهفق

يتلى إىل حني حيشر... قل للوضيع مقاال ت واخلرا منه أعطر... من املدور أنشئ

يف جهلها تتبختر... حيث البداوة أمست حلول كل مدور... لذاك أمسيت هتوي هتيم يف كل أعور... خلقت أعمى ولكن فقل لعنت من اشعر... جاوبت هجوا هبجو

شعري مذكر فإن... إن كنت يف اخللق أنثى :وأنت إذا مسعت قوله من شعر يهجو به أحد من صبه اهللا عليه وعلى قومه: قال

على لومكم أخرى الليايل الغوابر... أال فاعلموا أين لكم غري صابر إىل لعنة تزري مبن يف املقابر... فعرجوا بين اللخناء حنو هجائكم

قا آلخرومل تتركوا فيها حلا... فأنتم سننتم كل حمدث سبة وال عندكم من هزة حنو شاكر... رأيتكم ال تتقون مذمة

فال عشتم للوم طلعة شاعر... وأهون ما أهدى الزمان إليكم تلقته منهم بالندى كف ناثر... فأين األىل كانوا إذا جاء ناظم

فال أثر من بعدهم للمآثر... سالم عليهم كلما ارحتت حنوهم وما لكم من يقظة باملعاير ...أعريكم جهدي بكل قبيحة

فهل نفعت نبلي حصون املعاذر... ركنتم إىل األعذار يف كل حاجة :وقوله

فتسرى منه يف ليل السليم... أال ال تركنن إىل فالن يروم وراثة العرق اللئيم... لئيم ليس ينفع فيه لؤم

مضاع اجلار ممطول الغرمي... إذا جربته يوما تراه مصون املال مبذول احلرمي... ت منه وإن كشفته القي

:وقوله وال لذة يف سوى فيشة... وأحدب ليس له مهة

فال تنكروا السهم يف بدريت... يقول أنا القوس يف شكله

أفقحتكم تلك أم فقحيت... فضولكم أبدا زائد :وقوله يف ابن له

أحيا بك األجالف ممن يفلح... ؟احلق أبلج ليس أنت وحق من مبالمة ال أنت ممن يصلح... دي بفضليه ال ترعوى ال هتت

وتلج يف صمم إذا ما تنصح... يزداد عقلك ما كربت تنقصا لسوامها ما دمت حيا تطمح... أكل وسلح كل حني ال ترى

ولقد تقر عيونه لو تذبح... أسخنت عني اجملد يا ابن عمرية :وقوله

ويفرح بالبيت مهما خال... قطيم يغلق أبوابه ويبعدهم أبدا منزال... يفرج أوالده عامدا

لوغد أخي فيشة مبتلى... ويرجع للبيت من حينه علوت فال تزهدن يف العال... يعذبه يومه منشدا

تصري خمرجه مدخال... تعلم من لطفه صنعة .علمت قدر شعره، وما صبه اهللا منه على أهل عصره

.واليكى، واألبيضاملخزومي، : هجاءو األندلس: قال والدي :وأنشد علي بن أضحى قاضي غرناطة قصيدة منها

ومالذي منه علي بن أضحى... عجبا للزمان يطلب ثاري س إباه إىل السماكني رحما... األيب الذي ميد من البأ

ليس خيشى من طالب الثأر نطحا... جاره قد مسا على النطح عزا القرن أحلىأي تيس مطول ... فكأين علوت قرن فالن

أنا أعمى وهم ال يربحون : يا أبا بكر هال اقتصرت على ما أنت بسبيله فكم تقع يف الناس؟ فقال: فقال له .وجعل يوايل عليه يده. واهللا ال كنت لك حفرة أبدا: حفرا، فقال

فما أن جده عبد امللك بن سعيد كان كثري اإلحسان له مستحفظا من لسانه، وبعد ذلك: وأخربين والدي: أنه قصده مرة وهو بقلعته، فأنزله وتلقها برب قوال وفعال، مث إنه قال لغالم له: ومن خربه معه. سلم من أذاته

اسأل يف املوضع الذي نزل فيه املخزومي مىت يرحل؟ وكان غرضه أن يرسل له زادا، وينظر ما يركب عليه، ارفق : مىت ترحل؟ فقال: يقول لك القائد: مى، فقالفأساء الغالم التناول، وضرب عليه بابه، فخرج له األع

:أكتب لك اجلواب، فكتب له أبياتا منها فالظل أفيد منهم للسائل... ال ترجون بين سعيد للندى

أبصرت منها غري بعد منازل... فلقد مررت على منازهلم فما وسرورهم أبدأ خبيبة راحل... قوم مصيبتهم بطلعة وافد

:د أسكنوه جوارهموفيهم يقول وق فلتتنركوين حيث شئت أسري... أبىن سعيد قد شقيت بقربكم يقضي، وقليب يف املطال أسري... أفىن املدائح فيكم ال وعدكم إنه لكثري: ويقول وغد... أعطيتم نزرا على طول املدى

فرس عتيق عاشرته محري... ولشد ما عرضتموين للعنا يا رب أنت على اخلالص قدير... فإذا صهلت غدا النهاق جماويب

:ومن نسيب املخزومي، على قلته، قوله: ووجدت خبط والدي حممد: قال والتفاتا تزري حبور اخللود... رب حسناء كالغزالة جيدا

وترجيت للظماء ورودي... كلمتين فطار قليب إليها أترى احلور واصالت القرود... فتجافت عن منظري مث قالت

كنت أهال من مثلها للصدود... على الصدود ألين مل أملها :وأنشد له ابن غالب!! ومل خيل يف هذا من اهلجاء، ولكن لنفسه: قال

يديل من احلرص كاحلمار... زجنيكم بالفسوق داري فيوجل الليل يف النهار... خيلو بنجل الوزير سرا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:د محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بع

:الكتاب اخلامس من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة القرطبية وهو

كتاب نيل املراد يف حلى كورة مراد

:منه. احلايل منها حصن مراد، سكنه قبيلة مراد فنسب إليها. يف غريب قرطبة

ازنعبد امللك بن سعيد املرادي اخل

:أنشد له احلميدي يف اجلذوة يف وصف ناعورة على ضفايف مع اقتداري... ناهيك ناعورة تعالت

وحتمل املاء باقتسار... حيملها املاء بانقياد

وتارة من زئري ضاري... تذكر طورا حنني ناي غرائب الروض والثمار... تسقى بساتني حاويات نة القراركالشمس يف ج... طلوع عبد العزيز فيها

:وله يف بعض من زاره، فحجبه للذي كان من طويل حجابك... ما محدناك إذ وقفنا ببابك أبعد اهللا كل دهر أتى بك... قد ذممنا الزمان فيك وقلنا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

تاب األول من كتايب الكورة القربية وهوالك

كتاب الدرة

يف حلى مدينة قربة

:مدينة ناهبة، هي قصبة الكورة، فيها ترمجة، وهي

عبد الواحد بن حممد بن موهب

التجييب القربي

:يف كتاب الصلة، وأنشد له قوله: فقيه حمدث، عاصر أبا عمر بن عبد الرب، وهو ممن ذكره ابن بشكوال وكوكيب وظالم الليل قد ركدا... ورياض الناس جمدبة يا روضيت

فإن شوقي وحزين عن ما بعدا... إن كان صرف زماين عنك أبعدين

كتاب الذهبية األصيلية يف حلى اململكة اإلشبيلية

كتاب الذهبية األصيلية يف حلى اململكة اإلشبيلية

كتاب - ٢ة الذهبية يف الكورة اإلشبيلية؟ كتاب احلل - ١: ينقسم هذا الكتاب إىل اثين عشر كتابا، هيكتاب - ٤كتاب الدرة املخزونة يف حلى كورة شذونة - ٣احلركات اجملونية يف حلى الكورة القرمونية

كتاب شفاء التعطش - ٦كتاب نفحة الورد يف حلى قلعة ورد - ٥فجأة السرور يف حلى كورة مورور

كتاب بغية الظريف يف حلى - ٨نونة يف حلى كورة أشونة كتاب الدروع املس - ٧يف حلى كورة أركش كتاب الزبدة يف حلى كورة رندة - ١٠كتاب احللة احلمراء يف حلى اجلزيرة اخلضراء - ٩جزيرة طريف

كتاب احللة املعجبة يف حلى كورة أونبة - ١٢كتاب نيل القبلة يف حلى كورة لبة - ١١

ليةكتاب احللة الذهبية يف الكورة اإلشبي

كتاب - ٢كتاب النفحات الذكية يف حلى حضرة إشبيلية - ١: ينقسم هذا الكتاب إىل تسعة كتب، هيكتاب وشي احملابر يف - ٤كتاب روق العريش يف حلى قرية منيش - ٣النسرينه يف حلى قرية مقرينه

- ٧ينة طريانة كتاب احلانة يف مد - ٦كتاب العذار املطل يف حلى جزيرة قبطل - ٥حلى قلعة جابر كتاب النورة يف حلى - ٩كتاب وشي املصر يف حلى حصن القصر - ٨كتاب احلبابة يف حلى قرية الغابة

حصن لورة

مملكة اشبيلية

كتاب النفحات الذكية يف حلى حضرة إشبيلية

...من كتاب الياقوت يف حلى ذوي البيوت: السلك... التاج... املنصة

وزينأبو حفص عمر بن احلسن اهل

أفضى أمر إشبيلية إىل عباد، وأبو حفص يومئذ ذات نفسها، وآية مشسها، وناجذها الذي عنه : من الذخريةتبتسم، وواحدها الذي بيده ينقض ويربم، وكان بينه وبني عباد قبل إفضاء األمر إليه، ومدار الرياسة عليه،

بتت قدم املعتضد بالرياسة، ودفع إىل الدبري وملا ث. ائتالف الفرقدين وتناصر اليدين، واتصال األذن بالعنيوكان أملعيا، وذكيا لوذعيا، لو أخطأ احلازم .. والسياسة، أوجس منه ذعرا، وضاق مبكانه من احلضرة صدرا

أجله، ونفعت احملتال حيله، فاستأذن املعتضد يف الرحلة، سنة أربعني وأربعمائة، فصادف غريته وكفى إىل ى عجائب ذكره الشام والعراق، مث رحل إىل مصر، و له هنالك صوت بعيد، ومقام وهتاد.. حني معرته

حممود، ووصل إىل مكة، وروى يف طريقه كتاب الترمذي يف احلديث، وعنه أخذه أهل املغرب، مث رجع إىل دينة فلما غلب الروم على م.. األندلس واستأذن املعتضد يف سكىن مرسية، رأيا رآه، وبلدا اختاره وتوخاه

يشري ليه فيها ... خطب املعتضد برسالة حيضه فيها على اجلهاد، فراجعه برسالة... بربشتر سنة ست ومخسنيفاستقر بإشبيلية سنة مثان ومخسني، ولقيه املعتضد بأعلى .. بالرجوع إىل بلده، ال بل استدرجه إىل ملحده

فلما كان يوم اجلمعة إلحدى عشرة ليلة احملل، وفوض إليه من الكثر والقل، وعول عليه يف العقد واحلل،وباشر قتله بيده، فلم ينل عباد بعده سوال، وال متع بدنياه ... خلت لربيع األول سنة ستني أحضره القصر

:إال قليال ومن شعره يف رسالة كان خاطب هبا املعتضد من مرسية

على حالة ما مثلها يتوقع... أعباد جل الرزء والقوم هجع وإن طال فاملوصوف للطول موضع... من فراغك ساعة فلق كتايب

أضعت، وأهل للمالم املضيع... إال مل أبث الداء رب جناحه فالثمرة من ساقها، واجلياد على أعراقها: ويف الرسالة

أبو احلسن علي بن أيب حفص

عمر بن أيب القاسم

ابن أيب حفص اهلوزين

اسم هو الذي سعى يف فساد دولة بين عباد عند أمري امللثمني جد أبيه و أبو حفص املذكور، وأبوه أبو القأنه اجتمع به، وكان يكتب عن منصور بين عبد املؤمن، وأنشد : وأخربين والدي. ثأرا بأبيه حىت نال غرضه

:له فكأمنا سيف براين قاضب... من يل بفاتكة اللحاظ إذا رنت

جانب وجفت ومايل من رضاها... هي صريت جسمي رقة خصرها تشكو الغليل وماء عينك ساكب... وإذا شكوت تقول يل ما تستحي

أبو القاسم حممد بن عبد الغفور

:أنه تويف يف عنفوان شبابه، فقال فيه املعتمد بن عباد: ذكر صاحب الذخرية قليال كذا الدنيا قليل متاعها... أبا قاسم قد كنت دنيا صحبتها

:وأحسن ما أنشد له قوله حنث يف نفنف طورا ويف هدف... روا أننا يف مهمه أبدا ال تنك

وليس ينكر جمرى النجم يف السدف... فدهرنا سدف وحنن أجنمه وملت عن كلفي هبذه الكلف... لو أسفر الدهر يل أقصرت عن سفري

ابنه

أبو حممد عبد الغفور

قطع اهللا لسان الفتح صاحب : ري فقالوذكره احلجا. أنه نشأ بني يدي أبيه يف دولة املعتمد: ذكر ابن بسامالقالئد، فإنه شرع يف ذمه مبا ليس هو من أهله، واهللا ما أبصرت عيين شخصا أحق بفضله منه، وأنشد ل يف

:مطلع قصيدة

وتترك مشس األفق والقمر الفرد... هو السعد حىت يعبد احلجر الصلد وقال يف وصفه صاحب . وثالثني ومخسمائةأنه كان مبراكش كاتبا سنة إحدى : وذكر صاحب اخلريدة

وقال إنه من شدة . قد كنت نويت أال أجري له ذكرا، و ال أعمل فيه فكرا، لتهوره، وكثرة تقعره: القالئدوأنشد له مجلة أبيات يف حيىي بن سري كلها ساقطة عن . حقده يتنكد باألفراح، وحيسد حىت على املاء القراح

:نشد له قوله يف معارضة قول املتنيب ومداخلتهطبقة املختار، وأشبه ما أ وأراد فيك مرادك املقدار... سر حيث شئت حتله النوار

وغمامة بل دمية مدرار... وإذا ارحتلت فشيعتك سالمة رش القتام وكيف شئت تدار... تنفي اهلجري بظلها وتنيم بال

وقضت بسيفك حنبها الكفار... ؟وقضى اإلله بأن تعود مظفرا

ابنه

أبو القاسم حممد

شابا، وأورد له رسالة طويلة مساها بالساجعة والغربيب يقول . أنه اعتبط: أثىن عليه صاحب السمط، وذكر .ومن القصائد مصائد هتيض أجنحة الوفر، ومن الرسائل حبائل تعلق شوارد البيض والصفر: فيهارشية الردينية، واستخرجها من هلوات الكفر، إىل أن احتل بقعة استقاها من قليب النصرانية، بأ: ومنها

.بأيدي املهندة البتر

أبو احلكم

عمرو بن مذحج بن حزم اإلشبيلي

:أن أبا احلسن البطليوسي فيه يقول، وقد غلب حبسنه على لبه: ذكر ابن بسام ومحلين من ذاك ما ليس يف الطوق... رأى صاحىب عمرا فكلف وصفه

صدقت ولكن ذاك شب عن الطوق... يل عمرو كعمرو، فقال: فقلت لهفلما هم ليله بنهاره ودب على سيف وجنته فرند عذاره، راع : ابن عبدون، قال ابن بسام: وممن تغزل فيه

اجملد حبزم وكرم، وسره بسيف وقلم، فبارى جنوم الليل، وتقلب يف صهوات اخليل، وعلى ذلك فلم ينسى :، وأثىن على سلفه، وأنشد له يف شعر يراجع به ابن عبدونمكارم األخالق، وال خال من قلوب العشاق

ففي أخريات الليل ينبلج الفجر... لئن حازت الدنيا بك الفضل آخرا :وقوله

هلا اجملد خفاق اجلناحني واجم... وال غرو إن طافت برجلك وثأة وتنقض أعالم النجوم العوائم... فقد ترجف األفالك يف دوراهنا

:العالء بن زهر وقوله يف أيب ومقلبا طرف النباهة طاحما... يا جاليا وجه السعادة واضحا

وسنان رايتك السماك الراحما... صري جمنك صفحيت قمر الدجى .وبينه وبني ابن بسام مشاعرة

أخوه

أبو بكر حممد بن مذحج

:أن أخاه أبا احلكم أظهر وأكرب وأشعر، وأنشد له: ذكر احلجاري إىل حيث ال تسمو النجوم وال تسري... وم الذين مسوا بنا ألسنا من الق

وكم صبحوا بكرا براغية البكر... فكم جعلوا عبسا يطول عبوسها

ابن عمهما

الوليد حممد بن حيىي بن حزم املذحجي

:ومن أحسن ما أنشده من شعره قوله. جعله ابن بسام أحلى الناس شعرا، ال سيما إذا عتب ح والركض قد ضم أجوافها... م الصبا وخيل الظالم أما

وزاد فذهب أعرافها... وقد فضض الفجر أذياهلا :وقوله

لعلك تصغي تارة فأقول... أساكن قليب واجلوار حفيظة فكم قمر غطى عليه أفول... أعيذك من أقوال قوم مريبة

وحاشاك منها، واحلديث يطول... وكم أملوا ال بلغوا فيك خطة تعرض يل، واللوم فيك ثقيل... در ما بني أضلعي ومستكشف مل ي

هلا يف جناين زفرة وعويل... فشدت لساين يعلم اهللا سكتة تشحط من جفين فيه قتيل... وسد طريق اللحظ دمع كأمنا

:وقوله ومن حتته قلب عليك يذوب... مقال يطري اجلمر من جنباته

:وقوله ك كما علمت كثريوالقول في... ملا استمالك معشر مل أرضهم

من بعد ما كادت إليك تطري... داريت دونك مهجيت فتماسكت

واذهب فغري وفائك املشكور... فاذهب فغري جواحني لك منزل :وقوله

وأي دموع من جفوين أبكيه... بأي مقال من لساين أرثيه مجيع رزايا الناس جمموعة فيه... وقد جل رزئي فيه حىت كأمنا

ندلةأبو احلسن بن ف

:ومن أحسن ما أنشده من شعره قوله. وصفه صاحب السمط بالفضل واجلود واالرتياح فدبت دبيبا ليس حيسنه النمل... ودارت محيا الكأس بيين وبينه

:وقوله تبعث زهوا إىل النفوس... انظر إىل الراح والكؤوس مسعت باجلوهر النفيس؟... وقد عالها احلباب نظما

أو مثل سلك على عروس... مليك فهو كتاج على

أبو بكر بن افتتاح

كرم أوله وآخره، وعظم باطنه وظاهره، وهو من مداح علي بن يوسف بن : قال يف وصفه صاحب السمط :وأحسن ما أنشد له قوله. تاشفني

يوم الوداع فأبت أخيب آيب... منعوا التحية عن حمب مدنف ع دليل رأى العاتبإن الودا... ما ضر يوم رحيلهم لو ودعوا

يف ذروة الشرف الرفيع اجلانب... يا ربة البيت الكرمي جناره إين أراها كالشهاب الثاقب... من يل برجع حتية جنح الدجى

! كيف حيسن ال زلت حتميين القبيح، وتقتطع احلمد بالثمن الربيح أن أهدى الصفر للذهب؟: ومن نثره قولهرائفها واستزاد فضل ما يهب، ال جرم أن نومي إىل كرم اعتقاده، محلين أو أقاول من انتقى من البالغة ط

.على محل هذه الزيوف إىل صيارفة انتقاده

أبو القاسم

حممد بن إبراهيم بن املواعيين

:أثىن صاحب السمط على ذكائه وأدبه وأخالقه، وأنشد له يف قصيدة ميدح هبا الزبري بن عمر انظر إىل برق وصوب عهادف... برقت ثغورهم وسالت أدمعي

:ومنها

أهل املفاخر والندى والنادي... طولوا وصولوا، فاملناسب محري حتكي بين العباس يف بغداد... للقوم يف كل البالد رياسة

إن السروج جمالس األجماد... أضحت جمالسهم سروج جيادهم :وقوله من قصيدة ميدح هبا زينب بنت علي بن يوسف

حيث أبدوا من ثغور حببا... أفواههم طابت الصهباء يف :وقوله

طفو حباب يف قرارة راح... كأن أقاح الروض بني شقيقه أطال اهللا بقاء األمري حمفوفا بالرايات اخلافقة، موصوفا باآلراء املتوافقة، وال زالت أمصاره تنري، : ومن نثره

!.وردى يستوهب من كماته كل أجل! وجل ومضاؤه يبري، ياله أيده اهللا من مضاء ال يبيت له جار على

أبو بكر حممد بن مرتني

:أثىن عليه احلجاري، و ذكر أنه كان ينادم ابن افتتاح، وأنش له قوله وجفوين مملوءة بدموعي... كيف يل بعدكم بطيب اهلجوع

بنتم غري عربيت وولوعي... كل شيء يئست منه إذا ما أشكو لغري مسيع غري أين... ولكم قد شكوت مما أالقي :وقوله خياطب ابن افتتاح

وشيمة يف الندى قد فاقت الشيما... صحبت منك العال والفضل والكرما ومسكها فوق أعنان السماء مسا... مودة يف ثرى اإلنصاف راسخة

أبو أيوب سليمان بن أيب أمية

ه، وسنام اجملد وكاهله، وسنان الوزير أبو أيوب يف وقتنا حبر األدب وساحل: قال صاحب الذخرية يف وصفهأن دولة املعتمد بن عباد كانت دائرة على أبيه ومما : وكر. احلسب وعامله، ورافع لواء احلمد وحامله

:أنشده من شعره قوله

أم عنرب الشحر أم هذي البساتني... أمسك دارين حياك النسيم به رياحنيوالراح تعبق، أم تلك ال... بشاطئ النهر حيث النور مؤتنق

أبو العباس أمحد بن حنون اإلشبيلي

من بيوت إشبيلة وأغنيائها آل أمره إىل أن اهتم بالقيام على السلطان، ففر على وجهه، مث عفى عنه، يف مدة وهو ممن ذكره صفوان يف كتاب زاد املسافر، وعنوان طبقته قوله يف . املنصور بن يوسف بن عبد املؤمن

:أشتر فالكل منها إن نظرت قبيح... مجة يا طلعة أبدت قبائح

منها ترقرق دمعها املسفوح؟... أبعينك الشتراء عني ثرة مالت بإحدى شقتيه الريح... شترت فقلنا زورق يف جلة

قد خاف من غرق فظل مييح... وكأمنا إنساهنا مالحها :وقوله

تذوب إذا ذكرت، أو تكاد... وبيضاء حتسبها درة حميا حوى احلسن طرا وزاد... تنمنم باملسك كافوريت

:ختلل خيالهنا بالفواد... فقلت، وقد كان ما كان من !وبعض صدودك ذاك السواد؟... أكل وصالك ذاك البياض

دنوت إليه حبكم الوداد... أىب كاتب للملوك : فقالت فلم يعد أن رشين باملداد... فخاف اطالعي على سره .وله موشحات مشهورة

لقيح اآلراء يف حلى احلجاب والوزراءومن كتاب ت

أبو الوليد

إمساعيل بن حممد بن عامر بن حبيب

امللقب حببيب

أن ابن األبار هو الذي أقام قناته، وصقل مرآته، ولو ختطاه صرف الدهر، وامتد به : ذكر صاحب الذخريةن عباد، ابن تسع وعشرين قليال طول العمر، لسد طريق الصباح، و غرب يف وجوه الرياح، قتله املعتضد ب

:وأحسن ما أنشده له قوله. وله كتاب البديع يف فصل الربيع. سنة ففي شرهبا لست باملؤتلى... إذا ما أدرت كؤوس اهلوى

وتلك تعتق باألرجل... مدام تعتق بالناظرين

أبو احلسن علي بن غالب بن حصن

:أثىن عليه صاحب الذخرية، ونبه على قوله تنفض املاء عن جناح الغراب... ل الذهاب بكرت سحرة قبي

وأحسن ما أنشده له . أن ابن زيدون مل يزل يسعى يف حتفه مبكره، حىت فتك به املعتضد بن عباد: وأخرب

:قوله على فنن بني اجلزيرة والنهر... وما هاجين إال ابن ورقاء هاتف

موشى الطلى أحوى القوادم والظهر... مفستق طوق الزورد كلكل وصاغ على األجفان طوقا من الترب... دار على الياقوت أجفان لؤلؤ أ

شبا قلم من فضة مد يف حرب... حديد شبا املنقار داج كأنه ومال على طي اجلناح مع النحر... توسد من فرع األراك أريكة

بكائي فاستوىل على الغصن النضر... وملا رأى دمعي مراقا أرابه وطار بقليب حيث طار وال أدري... ا وحث جناحيه وصفق طائر

:وقوله واشرب عتبت عليك إن مل تشرب... قم يا غالم فسقنيها واطرب يف الكأس تأنلق ائتالق الكوكب... من قهوة صفراء ذات أسرة

فعل العرارة يف شفاه الربرب... خضبت بنان مديرها بشعاعها :ومن جمونياته قوله

تثنبتهاد و... قمت نشوان وقامت مث ملا ضاجعتين... ونضت عنها قميصا

ظهرا لبطن! ال: قلت... قلبت بطنا لظهر :ثلة عند التثين... فانثنت يف خجل قا

ن فلط إن شئت وازن... أنا حانوت بوجدهي :وله

خيط من الفضة مفتول... كأمنا يف الكأس من صبها :وقوله

ذاك القمروانظر إىل غرة ... اشرب على طيب نسيم السحر واحملق فيه مثل ظل الزهر... كأنه ماء غدير صفا

.أنه نشأ مع املعتضد، فاستوزره، إال أنه كان فيه طيش أداه إىل حتفه: وذكر احلجاريبديع ذلك األوان، وأحد وزراء : ؟الوزير الكاتب أبو الوليد حممد بن عبد العزيز بن املعلم من الذخرية

:ما أورده من نثرهاملعتمد الكتاب األعيان، فم

سقى عهدك أيتها الدمنة الزهراء كل عهد، وجاد على قطرك أيتها الروضة الغناء كل قطر، وتناوحت .عليك إال من ضلوعي جنوب ومشال، وال زالت جتر عليك للنعيم أذيال

:ومن النظم قوله من قصيدة يف املعتمد، وقد رجعت له قرطبة، وقتل ابن عكاشة قاتل ابنه الظافر وعاد برءا على ما أفسد الداء... صفا لك الشرب كانت فيه أقذاء

ولألمور مواقيت وآناء... ومل يعجل مبقدور له أجل عن النيب وغابت عنه أنباء... فقد تباطأ وحي اهللا آونة

وشفعت منه باآلالء آالء... فليهنك الصنع قد راقت عواقبه ؟

ومن كتاب الكتاب

الكاتب

هللا بن عمر اإلشبيليأبو حممد عبد ا

امللقب باملهريس

أخربين أبو حيىي بن جامع الوزير أنه قتل يف . كان مبراكش كاتبا عن ابن الشهيد مدبر دولة حيىي بن الناصرإحدى املعارك املراكشية، وأنه كتب يوما يستهدي منه فاختة كان قد مسعها عنده، وكان يف ذلك احلني

:يكىن بأيب العالء حلى األمداح ترفل يف الثناء... إليك أبا العالء أال خذها

خضيب الكف قانية الرداء... وهبهاقينة هتدى عروسا وأغىن باهلديل عن الغناء... ألجعلها حمل جليس أنسى

أبو بكر حممد بن أمحد بن البناء اإلشبيلى

دب والبالغة، وهوذو ساد ببلده، وصار يكتب عن ملوكه وهو، أهل لذلك، ملا أحرزه من الصيانة واألومن أحسن شعره قوله من قصيدة يف رثاء أيب عبد اهللا بن أيب حفص . غرام يف اقتناء نفائس الكتب ونسخها

:بن عبد املؤمن، وقد عزل عن بلنسية، وهي يف شرق األندلس، وويل إشبيلية، وهي يف غرهبا، فمات ارياتفارق طلوعا حاهلا وتو... كأنك من جنس الكواكب كنت، مل

فلما انتحيت الغرب أصبحت هاويا... حتليت من شرق يروق تأللؤا

ومن كتاب اإلحكام يف حلى احلكام

القاضي أبو بر

حممد بن عبد اهللا بن العريب اإلشبيلي

لو مل ينسب إلشبيلية إال هذا اإلمام اجلليل، لكان هلا به من الفخر ما يرجع عنه الطرف وهو : قال احلجاري .كليلوهو . له أشعار تشوق فيها إىل بغداد وإىل احلجاز. حبر العلوم، وإمام كل حمفوظ ومعلوم: بن اإلماموقال ا

.مذكور يف كتاب السمط، واجتمع مع عبد املؤمن :ومن أظرف شعره وألطفه قوله، وقد داعبه ابن أمري من أمراء امللثمني بأن ركض فرسه، وهز عليه رحمه

لعوب بألباب الربية عابث... يهز على الرمح ظيب مهفهف ولكنه رمح، وثان، وثالث... فلو أنه رمح إذا التقيته

:وقوله وقد دخل عليه غالم مجيل الصورة يف ثياب خشنة وأتانا شاحبا قد عبسا... لبس الصوف لكي أنكره

جل سوء ال يعيب الفرسا... إيه قد عرفناك وذا : قلت ما قد لبسا ال نبايل حسن... كل شيء أنت فيه حسن

:وقال، وقد كتب كتابا، فأشار أحد من حضر أن يتربه فكفاه هبوب هذا اهلواء... ال تشنه مبا تذر عليه جدري بوجنة حسناء... فكأن الذي تذر عليه

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

النحوي اللغوي

أبو بكر حممد بن احلسني الزبيدي اإلشبيلي

وأنشد له . م يف النحو واللغة، وله يف النحو كتاب اإليضاح واختصر كتاب العني للخليلأنه إما: من اجلذوة :قوله خياطب جارية كان حيبها، وقد استأذن املستنصر يف العود إىل إشبيلية، فلم يأذن له

ال بد للبني من زماع... وحيك يا سلم ال تراعي كصرب ميت على النزاع... ال حتسبني صربت إال

أشد من وقفة الوداع... ق اهللا من عذاب ما خل من بعد ما كان ذا اجتماع... إن يفترق مشلنا سريعا وكل شعب إىل انصداع... فكل مشل إىل افتراق

.تويف قريبا من الثمانني والثالمثائة

أبو عمر أمحد بن حممد بن حجاج

.على سلفه أنه كان حبر علوم، وسابق ميدان منثور ومنظوم، ونبه: من الذخرية

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي

ملغرب: كتاب ا ملغرب يف حلى املغريب : املؤلف ا بن سعيد ا

لو قرنت أيده اهللا بذوي التأميل له لفضلت، أو وزنت بذوي احملبة فيه لرجحت، وقد بعثت أعزه : من نثرهاهللا مبا جيمل فقرى قدرته، وضراعيت إىل عاله يف األمر بقبوله تشريفا وتنويها من منازعة الكرمية إلعالء

وملا ترادفت على تك األمواج، وأغرقين ذلك البحر العجاج، أظفرين بسفينة : وقوله. وترفيع مكاين شأين، .الدعاء، فوصلت إليها وجنوت عليها

النحوي أبو العباس أمحد بن سيد اللص

.أنه كان يف من أنشد عبد املؤمن جببل الفتح عند جوازه البحر إىل األندلس: أثىن عليه ابن اإلمام وذكر :أنشد لهو

أشكو من الطول ما أشكو من القصر... الليل إن هجرت كالليل إن وصلت :وقوله

كلين إىل أدمع تسح تكتب شرح اهلوى ومتحو ما كان بني األنام صلح... أفدي اليت لو بغت فسادا من أسكرته فليس يصحو... صاحية واجلفون سكرى مسوك ليلى وأنت صبح... جار عليك األنام ظلما

:وقوله من قصيدة يف مدح أيب بكر بن مزدىل وأنت الليث إن شهدوا القتاال... نداك الغيث إن حمل تواىل

نعم، وسلبت عينيه الغزاال... غصبت الليث شدة ساعديه :ومنها

ولكن جودكم أفىن السؤاال... وما أفىن السؤال لكم نواال جرى مثال هبا وغدا مثاال... نوال طبق اآلفاق حىت

النحوي أبو بكر حممد بن طلحة اإلشبيلي

. أنه كان لطيفا كثري احلب للغلمان والتغزل فيهم: وكان مصدرا لإلقراء بإشبيلية، اجتمع به والدي وأخربين :ومن شعره قوله بدا نقصت ومتا... بدا اهلالل فلما

وسحر عينيه ملا... كأن جسمي فعل

اليناألديب أبو جعفر أمحد بن األبار اخلو

:وأنشد له فيه. أنه ممن صنف وأبدع، وكان يف زمن املعتضد بن عباد: ذكر ابن بسام جعل احلسام إىل احلمام دليال... ملك إذا اهلبوات أظلم جنحها

من بأسه فلم اختذن الغيال؟... إن كنت األسد الضواري مل ختف يف حبه فلم اكتسني حنوال؟... أو كانت البيض الصوارم مل هتم

األديب أبو القاسم بن العطار

أنه أحد أدباء إشبيلية، ووصفه بكثرة االرتياح والفرح، واالنتهاك يف حب الغلمان، : ذكر صاحب القالئد :وبذلك وصفه احلجاري، وأنشد له قوله

مجان على عطفيه وشي حباب... ركبنا على اسم اهللا هنرا كأنه الظل أي قرابله من مديد ... وإال حسام جال فيه فرنده

:وقوله فوق الغدير رواقا األنسام... هللا هبجة منزه ضربت به

ومع الضحى يلتاح فيه حسام... فمع األصيل النهر درع سابغ :وقوله

قوس وإنسان عينه رامى... حلاظه أسهم وحاجبه :وقوله يف أيب حفص اهلوزين، وقد مات يف هنر طلبرية

ولألسد الضرغام أرداه أرقم... فيا عجبا للبحر غالته نطفة

األديب أبو نصر

الفتح بن حممد بن عبيد اهللا القيسي

وجعل ابن بسام أكثر تقييدا، وعلما مفيدا، . الدهر من رواة قالئده، ومحلة وسائطه وفرائده: من املسهبمه يف اخللوة، وأن أنه عرف بابن خاقان الهتا: والفتح أقدر على البالغة، وكالمه أكثر تعلقا باألنفس، وذكر

: قال. ذلك وما اشتهر به من الوقوع يف األعراض صده عن أن يكون علما من أعالم كتاب الدولة املرابطيةوقد رماه اهللا مبا رمى به إمام علماء األندلس ابن باجة، فوجد يف فندق مبراكش، قد ذحبه عبد أسود خال

.وتركه... معه، وإعمال القلم يف وصف جتلفه وخذالنه، إخالل بالبيان، و إضاعة ومن مسط اجلمان أن التكلم يف شأنه

وأما سهمه يف الكتابة، . كل الثمار، وخل العود للنار: للزمان، فآثرنا يف أمره االختصار، ومتثلنا قول القائل :وأحسن ما أنشده من شعره قوله. وعلمه املرفوع يف ميادين اخلطابة، فسهم إصابة، وعلم عرابة

سحاب كدمعي يستهل ويسجم... محص باألصيل وبالضحى سقى أرض تطرزها كف الغمام، وترقم... ومدت هبا للروض أبراد سندس

حبيث التوى فيه من النهر أرقم... وحيا احليا أرض الغروس وروضها .وما ورد ويرد يف أثناء كتاب املغرب من نثره يف القالئد عنوان بالغته

األديب األستاذ

علي بن جابر الدباجأبو احلسن

شيخ جليل القدر، قدمه أهل إشبيلية للصالة هبم يف جامع العدبس، مشهور بالفضل، وهو مع هذا يف هناية :منن اللطافة، واملداعبة للغلمان والتندير يف شأهنم، قرأت عليه بإشبيلية، ومن شعره قوله

من قرب ومن بعد: أبصرت مشسني... ملا تبدت ومشس األفق بادية !وهذه نورها يشفي من الرمد... من عادة الشمس تعشي عني ناظرها

:وقوله يف اجملبنات وخبارها فوق املوائد سامي... أحلى مواقعها إذا قربتها

يف داخل األحشاء برد سالم... إن أحرقت ملسا فإن أوارها .وتركته يف قيد احلياة

؟؟

الطبيب الفيلسوف

اإلشبيليأبو الصلت أمية بن أيب الصلت

عشرون يف إشبيلية، وعشرون يف املهدية، وعشرون يف مصر حمبوسا يف : يقال إن عمره كان ستني سنة .خزانة الكتبكان واحد زمانه، وأفضل أوانه، متبحرا يف العلم، منشئا للمنثور واملنظوم، وله الباع الطويل : ومن اخلريدة

يقة، على أسلوب كتاب اليتيمة، وتويف سنة ست وأربعني يف األصول، والتصانيف احلسنة، منها كتاب احلد :وأحسن ما وقفت عليه يف ديوانه قوله. ومخسمائة يف احملرم

وتدفقت جدواك ملء إنائها... ال غرو أن سبقت يداك مدائحي وتطوق الورقاء قبل غنائها... يكسي القضيب ومل حين إمثاره

:وقوله يف كل قلب للطعان قليبا ...ختذوا القنا أشطاهنم واستنبطوا

:ومنها أبدا فتغدو سالبا مسلوبا... تعطى الذي أعطتكه مسر القنا

وكان قد خرج من إشبيلية، فصحب باملهدية ملوكها الصنهاجيني، وتوجه يف رسالة إىل مصر، فسجن يف

ة، فخرج منها وقد القاهرة يف خزانة البنود، وكان فيها خزائن من أصناف الكتب، فأقام هبا حنو عشرين سنوصنف كتاب احلديقة، على منزع كتاب اليتيمة، يف فضالء عصره، . برع يف علوم كثرية، من حديثة وقدمية

وصنف الرسالة املصرية، وصنف يف الطب والتنجيم واألحلان، وعنه أخذ أهل إفريقية األحلان اليت هي اآلن وقد تقدمت . ها ذكره، وأعقب هنالك عقبا ناهباوعاد إىل املهدية، فجل قدره، وعظم عند ملوك. بأيديهم

:ووجدت يف ديوانه منسوبا له. أبياته يف بركة احلبش واألهرام ك عند اهللا من شهر... أشهر الصوم ما مثل

ت فينا لذة اخلمر... على أنك قد حرم ورشف الثغر للثغر... وقرع الكاس بالكاس

ف أوقاتك بالذكر... وإين والذي شر !على أنك من عمري... رور بأن تفىن ملس

األديب

اهليثم بن أمحد بن أيب غالب بن اهليثم

حافظ إشبيلية، مل ألق هبا أحفظ منه، و كان والدي يتعجب منه، ومن أعجب عجائبه أنه كان ميلي على وتنبه ذكره يف مدة . شخص شعرا، وعلى ثان موشحة، وعلى ثالث زجال، وكل ذلك ارجتال دون توقف

:مأمون بين عبد املؤمن، وكتب له مدة، وقد نشأ بينه وبني فالح من أهل الشرف ما ذكره أتى مسرعا حنوي تأبط يل شرا... تعرض يل بالبدو أهوج طائش

علي بكا اخلنساء ذكرين صخرا... وذكرى عجوزي وهي تبكي تأسفا فإن يفتتح باعا فتحت هبا شربا... فبادرت من حيين صفاة كقلبه

لقد كان يل زيدا وكنت له عمرا... فأقسم لو ال أن حنوت له هبا :وقوله وقد نظر إىل باب غين معمورا وبابه إىل جانبه خاليا

!باب الغين كذا حكم املقادير... جيفى الفقري ويغشى الناس قاطبة !حبيث تبدو مصابيح الدنانري... وإمنا الناس أمثال الفراش فهم

بو احلجاج يوسف بن عتبةالطبيب الوشاح أ

اجتمعت به يف إشبيلية، وكان طبيبا أديبا وشاحا مطبوعا، مث سافر إىل إفريقية، مث إىل مصر، فمات يف .مارستان القاهرة قبل سنة مثان وثالثني وستمائة

:ومن شعره قوله، وقد شرب مع ندمائه حتت قصب فارسي ومتيله حنو الكئوس ريح الصبا... انظر إىل القصب الذي هتفو به

أوال فلم جعلت ذوائبه تنوس... أو ما كفاه شربه من طله سكران يطفح حق ما لثم الرءوس... أسهمه من أكوابنا ولو أنه

ومن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني لدر الكالم

حممد بن ديسم اإلشبيلي

:أنشده أبو عامر يف حديقة االرتياح أنه من شعراء الدولة املعتضدية، وأنشد له ما: ذكر احلجاري مل يك إقصائي هلا عن حترج! ... جتافيت عن شريب هلا ال لعفة

فما أنا عن تفضيلها مبعرج... وإن أك قد عرجت عن حق حبها

أمحد بن حممد اإلشبيلي

:أنه من شعراء الدولة املعتضدية، وأنشد له صاحب كتاب فصل الربيع: ذكر احلجاري كأنه عاشق شابت ذوائبه... جس الغض الزكي بدا أما ترى النر

طول السقام فعادته حبائبه... أو احملب بكى ملا أضر به :وقوله

ين إليه نفاسة وغرابه... رب نيلوفر غدا خمجل الرا ضاء يبدو الدجى فيغلق بابه... كمليك للزنج يف قبة يب

أبو إسحق إبراهيم بن خرية بن الصباغ

:من الشعراء املعتضديني، وأنشد له ابن بسام ما أنشده أبو عامر يف حديقة االرتياح أنه: ذكر احلجاري لبست غمامي املصامت... يوم كأن سحابه

مبثال أجنحة الفواخت... حجبت به مشس الضحى والربق يضحك مثل شامت... فالغيث يبكي فقدها

واجلو كاحملزون ساكت... والرعد خيطب مفصحا والنور ينظر مثل باهت... احليا والروض يسقيه

أبو بكر عبد اهللا بن حجاج اإلشبيلي

أنه شاعر بعيد الصوت، معدود يف شعراء املعتضد، وكان قد هجر وطنه، وانتبذ إىل صاحب : ذكر احلجاري :اجلزيرة اخلضراء حممد بن القاسم بن محود، ومدحه عندما وفد عليه بقصيدة منها

وفاحت خزاماه وغرد طائره... ظله أال أيها الوادي الذي رف

يباكرنا منه جبزعك زائره... أتذكر أيامي بدوحك واحلمى وما زاد منا احلب عفت سرائره... وقد رق نسج العتب بيين وبينه

لو كنت منهم : هل أنت من بين حجاج أصحاب السرية بإشبيلية؟ فقال: اسأل ابن اخلليفة: فقال له وزيره .يا شد ما امتعض ألعيان بلده! الفض فوه: طلب بالشعر، فقال ابن محودطلبت بالسيف، ومل أ

أبو القاسم بن مرزقان

موىل املعتمد بن عباد

أنه قتل يوم دخول امللثمني إشبيلية على املعتمد، وأنشد له قوله يف مشعة على صفة : ذكر صاحب الذخرية :مدينة أهديت للمعتمد اها فوق أسوارهاقامت مح... مدينة يف مشعة صورت تتقد النار بنوارها... وما رأينا قبلها روضة ما أقبلت تضحك يف نارها... تصري الليل هنارا إذا

حتت الدجى تسري بأنوارها... كأهنا بعض األيادي اليت بالده أوطان زوارها... من ملك معتمد أصبحت

أبو بكر

حممد بن أمحد بن حجاج

الغافقي اإلشبيلي

:ء الشعراء يف صدر الدولة املصمودية، أنشد له صفوان يف زاد املسافرمن نبها بعثت له من كافري عشاقه؟... من مبلغ موسى املليح رسالة لو مل تكن توراته من ساقه... ما كان خلق راغبا عن دينه

:وقوله !يا ليته من ثوبه أحرما... وحمرم من شعره وحده ملثلي أن يرى مثل ما؟ ومن... حىت أراه مثل ما ينبغي

عبيد اهللا بن جعفر اإلشبيلي

كان وشاحا مطبوعا، ظريفا لطيفا، وكان يكثر من زيارة صديق له، وذلك الصديق ال يزوره فكتب مرة :على بابه

يزورنا مرة ما بني مرات... يا من يزار على بعد احملل وال تى وال يايتفىت يؤ: تقول عنك... زر من يزورك واحذر قول عاتبة

أبو احلسن علي بن جحدر

:كان زجاال مطبوعا، صحب والدي مدة، ولقيته أنا بإشبيلية، وله من الشعر ما عنوانه قوله حنن مرضى اهلوى وأنت الطبيب... كيف أصبحت أيهذا احلبيب

!وحيها يا علي منك القلوب؟... ال تزيد الزمان إال نفارا

أبو بكر

ابوين اإلشبيليحممد بن أمحد بن الص

اجتمعت به يف إشبيلية، والناس جيعلونه شاعرها املشار إليه، وكان قد تقدم عند مأمون بين عبد املؤمن مث :رأى أن يقصد سلطان إفريقية فلقيه يف مليانة ومدحه بقصيدته اليت أوهلا

يا معليا ملة اإلسالم يف امللل... اهللا جارك يف حل ومرحتل لم جيد فيها من قدره، وعاجلته هبا منيته، فمات باإلسكندرية، قبل سنة مثان وثالثني مث رحل إىل مصر، ف

.وستمائة : -وقد بعث إىل حمبوب مبرآة -: ومما أنشدنيه من شعره قوله

فأطلع بسامي أفقها قمر السعد... بعثت مبرآة إليك بديعة دوتعذرين فيما أقاسي من الوج... لتنظر فيها حسن وجهك منصفا وأكثر إحسانا وأبقى على العهد... مثالك فيها منك أقرب ملمسا

:وقوله كالبدر يف حلة من الشفق... أقبل يف حلة موردة

ميسح يف ثوبه ظبا احلدق... حتسبه كلما أراق دما

ومن نصاراها ويهودها

ابن املرعزي النصراين اإلشبيلي

ة املعتمد بن عباد، وان من مداحه، وله األبيات املشهورة أنه من نصارى إشبيلية، ظهر يف دول: من املسهب :يف كلبة الصيد، وهي قوله ومقنع الكاسب احلريص... مل أر ملهى لذي اقتناص أغيد تربية القميص... كمثل خطالء ذات جيد

تنفذ كالسهم للقنيص... كالقوس يف شكلها، ولكن دل على الكامن العويص... إن ختذت أنفها دليال

مل جيد الربق من حميص... أو أرسلوها وراء برق

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل اإلسرائيلي

قرأت معه يف إشبيلية على أيب احلسن الدباج وغريه، وكان من عجائب الزمان يف ذكائه على صغر سنه، ه يف ابن هود، حيفظ األبيات الكثرية من مسعة، وبلغين أنه اآلن شاعر خليفتهم مبراكش، وعنوان طبقته قول

:يصف راياته السود كأهنا فوق خد امللك خيالن... أعالمه السود إعالم بسؤدده

:وقوله يف غالم أصفر اللون، التحى فذهبت هبجته، وقصد هجاءه حىت إذا جاءك ما حي اجلمال... كان حمياك له هبجة

فيها الضياء اسود منها الذبال... أصبحت كالشمعة ملا خبا

احللة

امللك بن زهر عبد

هو صاحب التيسري يف الطب واألغذية املشهورة، أبوه أبو العالء املتقدم الترمجة، وابنه أبو بكر الوشاح، .وقد تقدمت ترمجته

األستاذ النحوي هذيل

جاءه يوما للقراءة صيب : كان لطيفا كثري النوادر، أخربين عنه تلميذه الشيخ أبو العباس النيار، بإشبيلية، قالجئتك : فقال مصحفا له" . حيتك عزة بعد اهلجر وانصرفت : " متخلف، فكان أول ما قرأ عليه بيت كثري

.فأضحك احلاضرين. باهللا يا ولدي تروح، ولو قريت سنة! وأكثر: عرة، فقال الشيخ: قالف... قل إن كان للرمحن ولد فأنا : فوقف يوما على. وكان يقرأ عليه بربري جعد الشعر قبيح الوجه ألي شيء باهللا؟ حلسن وجهك، وطيب شعرك؟

األهداب

:أحسن موشحات ابن زهر موشحته اليت أوهلا لقد تعانقا منظر وخمترب... مد اخلليج ورف الشجر .وقد تقدمت يف املتنزهات

:وموشحته اليت أوهلا ما للموهلمن سكره ال يفيقيا له سكران

.وقد تقدمت يف املتنزهات :وموشحته كم دعوناك وإن مل تسمع... ساقي إليك املشتكى أيها ال

وندمي مهت يف غرته وسقاين الراح من راحته كلما استيقظ من سكرته وسقاين أربعا يف أربع... جذب الزق إليه واتكى

غصن بان مال من حيث استوى بات من يهواه من خوف النوى خافق األحشاء مضعوف القوى

له يبكي ملا مل يقعيا ... كلما فكر يف البني بكى أيها املعرض عما أصف تعرف الذنب وال تعترف كبد حرى ودمع يكف

كمد اليأس وذل الطمع... مثل حايل حقه أن يشتكي ما لعيين شقيت بالنظر

أنكرت بعدك ضوء القمر فإذا ما شئت فامسع خربي

وبكى بعضي على بعضي معي... عشيت عيناي من طول البكا الكمدقد براين يف هواك

يا لقومي عذلوا واجتهدوا أنكروا شكواي مما أجد

ال يظن احلب أين مدعي... قد منا حبك عندي وزكا :موشحته

يا صاحيب نداء مغتبط بصاحب هللا ما ألقاه من فقد احلبائب

قلب أحاط به اهلوى من كل جانب ال يستفيق من اللواح... أي قلب هائم

أحنى على رشدي وأعدمين صالحي ثىن األبصار عن نور األقاحثغر

يسقي مبختلطني من مسك وراح يف صفحة املاء القراح... كاحلباب العائم

من يل به بدر جتلى يف الظالم علقت من وجناته بدر التمام

وعلقت من أعطافه لدن القوام مل يستطع محل الوشاح... كالقضيب الناعم

يا من أعانقه بأحناء الضلوع لقلب الصديعوأقيمه بدال من ا

أنا للغرام وأنت للحسن البديع شيء مير مع الرياح... وكالم الالئم

محلتين يف احلب ما ال يستاطع وجدا يراع بذكره من ال يراع وألنت أجور من له أمر مطاع

أت ه مناى واقتراحي... ومع أنك ظامل :وموشحته

جنايا الشمول... جنت مقل الغزالن جيال بعد جيل ...على عامل اإلنسان

على اجلمال... أهيم مبن يطغيه فيأىب الدالل... أداريه أسترضيه وقالوا وقالوا... لقد عذلوين فيه

عن قال وقيل... على حني قد أهلاين ويوم الرحيل... ليل الصد واهلجران مثىن وفرادى... إىل كم أداري اللوام

ال أعطى قيادا... وتاهللا أخرى األيام حديثا معادا... صرت بني األقوام هلفي

بكل سبيل... وقد قعدت أشجاين وال ينبغي يل... وال عهد بالسلوان مطلوبا عليه... هو احلسن ال أختار على صفحتيه... وجه تشرق األنوار

إليه إليه... وتستبق األبصار يف حقف مهيل... وقد كغصن البان

عليه عذويل... فذاك الذي يلحاين يا بن اجملد أمجع... ا بن الناصر املنصور ي

مما يتوقع... أنت األمن للمذعور يقول ويسمع... فكم جذل مسرور

اهلل حيرزو يل... أبو حفص ه سلطاين ه بلغين سويل... ه آمين ه أغناين

:وموشحته إىل أقاصيه... ألتبعن اهلوى

رقت حواشيه... حىت يقول فريق لوالك يا حيىي. ..ما عيل مصطربي

وتارة أحيا... أموت بالنظر يا بدع يف األشيا... ما شئت من خرب

فيما يقاسيه... صب يقاسي النوى على مآقيه... يفيض وادي العقيق

حماسن الصور... من يل بوجه مجع عنن مطلع القمر... يغين إذا ما طلع صربا ملصطرب... ومبسم مل يدع

فبات يسقيه ...مثل األقاح استوى مشعشع فيه... ريق كأن الرحيق عن بعض ما أجد... دمعي جرى فنطق

والناس قد رقدوا... ومسعدي يف األرق حريان منفرد... جنم ضعيف الرمق

على توانيه... يلوح ضعف القوى ما ليس ينجيه... مثل التماس الغريق يبدو على غصن... وجه كمثل اهلالل

وحتفة احلسن... رصعته باجلمال قولوا له عين... فعند ذلك قال

وصفي وتشبيهي... لس نرتضي لو سوى يريد نكون ل صديق يصرب على تيهي

:وموشحته اليت منها ودم على األثر... عربة تسيل

الت حني مصطربي... قد صربت حىت

ضقت باألسى ذرعا... ال أطيق كتما يلبس الدجى درعا... زائر أملا صار صورة بدعا... ا حجبوه مل

من عوائد القمر... وكذا األفول بال كدر... قلما تأتى أمل

:وموشحته صادين ومل يدر ما صادا شادن سىب الليث فانقادا

وباحلقف زناره... يا له لقد ضم بالبدر أزراره لو أجاز حكمي عليه القترحت تقبيل نعليه ال أقول ألثم خديه

ويلزم إكباره... أنا من يعظم واهللا مقداره يا سناك حسبك أو حسيب قد قضيت يف حبكم حنيب واحتسبت نفسي يف احلب

وبالسوء أماره... إهنا نفس لدى احلب حمتاره عرض الفؤاد ألشجانه

ومضى على حكم سلطانه فانربيت يف بعض أوطانه

وأندبه تارة... تارة أقبل آثاره أيها املدل بأجفانه

نهكم وفيت والغدر من شا وأصح، من طول هجرانه

وعينيك سحاره... وعلش حبيب قطعت الزياره :وموشحته

وحي جنل العيون... حي الوجوه املالحا

هل يف اهلوى من جناح أو يف ندمي وراح

رام النصيح صالحي بني اهلوى واجملون... وكيف أرجو صالحا أبكى العيون البواكي تذكار أخت السماك

حىت محام األراك على فروع الغصون... شجوين وناحا بكى

ألقى إليها زمامه صب يداري غرامه وال يطيق اكتتامه

ما بني شىت الظنون... غدا بشوق وراحا يا غائبا ال يغيب

أنت البعيد القريب كم تشتكيك القلوب

فاترك سهام اجلفون... أثخنتهن جراحا يا راحال مل يودع

رحلت باألنس أمجع مينعوالفجر يعطي و

سحرا فما ودعوين... مرت عيناك املالحا :وموشحته اليت منها

فانتبه للصبوح... نبه الصبح رقدة النائم ذات عرف يفوح... وأدر قهوة هلا شان

موشحة البن حنون

الذي تقدمت ترمجته

فكيف جيود بالوصال... أىب أن جيود بالسالم لمنه قبلة عند الزوا... من كانت حتية الوداع

عناء املتيم املعىن أثاب إليه أو جتىن

يروقك منظرا وحسنا كالبدر املنري يف الكمال... كالغصن النضري يف القوام كالليث اهلصور كالغزال... يروعك وهو ذو ارتياع

تذكر عهدي امللول وقد أخذت منه الشمول

فجاد بزورة خبيل كالغصن هفت به الشمال... أتى حني عب يف املدام

فمنه انثنا واعتدال... ميشي بني ميل واضطالع حممد عبدك املنيب

يدعوك وأنت ال جتيب لقد شقيت منك القلوب

هي الشمس نيلها حمال... بسهل اهلوى صعب املرام فيمنعها من أن تنال... تلقى العيون بالشعاع أمل يأن أن يلني قلبك فيلتذ بالكرى حمبك فلو أنه ينام صبك

ألقنع ذلك اخليال... املنام وتعتنقان يف على ثقة من الليال... من بات بذاك االجتماع

تفوق سهم كل حني مبا شئت من يد وعني وتنشد يف القضيتني

فلس خنله ساعه عن قتال... خلقت مليح علمت رام ما تعمل أرباب النبال... وتعمل بذي العينني متاع

موشحة البن عتبة

الروض يف حلل خضر عروس والليل قد أشرقت فيه الكئوس

كالغصن لدن القوام... جتلى بكفي غالم ريقه سلسبيل يشفي هليب أوامى

يا حبذا يومنا يوم اخلليج واملوج تركض أطراف املروج

أحبب به ومبرآه البهيج يفتر ثغر الكمام عن باكيات الغمام

والغصون متيل سكرا بغري مدام فقم نباكرها لالصطباح

ثر من خيط الصباحوالشهب تن والقضب ترقص يف أيد الرياح

والكاس ذات ابتسام... على غناء احلمام

والصبح دامي احلسام... والظالم قتيل :وقد وقع له تأليف هذا املعىن وقوعا عجيبا، كما وقع البن الفرس الغرناطي قوله

عن عسجدي املدام... نفض مسك اخلتام لظالمتطويه كف ا... ورداء األصيل

وكالمها كان يزهى باملعنيني

موشحة البن عيسى اإلشبيلي

والصبح أضا فباكر الدنا... عرف الروض فاح والطري قد غىن خذها كالرجا يف عقب الياس إذا صبها اإلبريق يف الكاس

مشعشعة تضيء للناس كالنجم أالح يف أفقه وهنا هوى فمضى أن خيطف اجلنا

أال بأيب نورية الربد ا آللئ العقدبلبته

تطوف هبا مليحة القد وإن أعرضا حسبته غصنا... ختال الصباح يف وجهه عنا

غزال كأن البدر حيكيه أذوب حذارا من جتنيه فمن يل به حىت أدانيه

قليل السماح ويكثر املنا وقد ارتضى يف احلب أن أفىن تلفت به يف اهلجر إذ جدا ومل ألف من صرب له بدا

ه عبدالو شاء من كنت ل

كثري املزاح يقتلين ظنا فهال قضى علي إذا ضنا أجر هوى يف احلب أذيايل وما إن دنا واملوت أدىن يل

ولكنما أشدو لعذايل سلطان املالحيا قد رضى عناولوال الرضاولش كن يكون منا

أعالم الزجالني من إشبيلية

أبو عمرو بن الزاهر

:ىن عليه وأورد من ملحه قولهذكره ابن الدباغ يف كتاب ملح الزجالني وأث إش عليك آت يا بن يقلق دعن نشرب دعن نعشق حىت منشي سكران أمحق ويف صدري قيس اجملنون... يف دراعي مقبض مخاس

:وقوله إذا وصفت مجال ذاك اخلد

قلت احلسن على كاس ينشد وإن مدحت شعرك األسود

فاملتنبيينشدلكافور :وقوله

يا من ه جمد والسها ت حد االنتهاجاوز

وقد عطيت من النها أوىف نصيب

أبو بكر احلصار

:ذكره الدباغ، وأنشد من ملحه قوله

حن نلتقيه حيتشم وينصبغ كل دم

كم من مليح وكم

تتمىن ذاك اخلجل عن خضاب وقوله يف املدح والظفر لقدل فاحلالب هنار وال جنا إال الفرار

حىت استحت فيها الشفار من اجلراح :ل املشهور الذي منهوله الزج

والذي نشرب عتيق... الذي نعشق مليح والشراب أصفر رقيق... املليح أبيض مسني

ال مليح إىل وصول... ال شراب إال قدمي لس خيالف ما نقول... إذ نقول روحك نريد

ال ملول وال خبيل... والزيارة كل يوم قد رجع حبل صديق... من زيارة بعد

خاطب أبو عبد اهللا بن

:ذكره الدباغ، و أنشد له من ملحه قوله إن كان تسافر انتا يزيد مالك لصحرا متضي خفف أمحالك فمن مجالك تكون أمجالك ومن وقارك تكون أوقارك

:وقوله حظاه أن يقول مع ذا الصغار يف طلب الدنيا واالفتخار مش على الدنيا وحاهلا فجات ختضع ل وجاهلا

يليأبو بكر بن صارم اإلشب

:له الزجل املشهور حقا حنب العقارفالدير طول النهارنرهتن

خلع أنا لس قدا عن فالن

نشرب بشقف القدح كف ما كن للدير مر وتراين عيان

وماع كانون بنار فالدكان... قد التويت فالغبار ومذهيب فالشراب القدمي وسكرا من ه املىن والنعيم

ولس يل صاحب وال يل ندمي ان كبارواخلطن مع ذا العيارالزمنفقدت أعي

ال تستمع من يقول كان وكان وانظر حقيق اخلرب والعيان حبال خيايل رجع ذا الزمان

فأحلى ما يوريك ديارغيبها واخرج جواراليمن وشاعت زندقته، فطلب أ، يقتل، فهرب إىل الشرف، واختفى يف بيت، فوقع النار فيه فاحترق

احلكايات

بيلية ومتنزهها من النوادر املضحكات ما فيه كفاية، وهو ميدان هلوهم ومضحكاهتم قد تقدم يف هنر إش. أهل إشبيلية أكثر العامل طنزا وهتكما، قد طبعوا على ذلك: وتنديرهم، قال احلجاري يف كتاب املسهب

ويصقل صدأ وكان املعتمد ابن عباد كثريا ما يتستر، ويشاركهم يف واديهم ويف ظان جمتمعاهتم، وميازجهم،ومر املعتمد ليلة بباب شيخ منهم مشهور بكثرة التندير والتهكم ميزج ذلك حبرد . خاطره مبا يصدر عنهم

تعال نضرب على هذا الشيخ الساقط الباب، حىت نضحك : يضحك الثكلى، فقال املعتمد لوزيره ابن عمارواهللا لو : أن تقد له هذه الفتيلة، فقالإنسان يرغب : من هو؟ فقال ابن عباد: معه، فضربا عليه بابه، فقال

امض بنا قبل أن يتعدى القول إىل : فإين ابن عباد، قال: ضرب ابن عباد بايب يف هذا الوقت ما فتحته، قالهذا حق : وملا كان من غد تلك الليلة وجه له ألف درهم، وقال ملوصلها يقول له. الفعل، فهذا شيخ ركيك .األلف صفعة متاع البارحة

م اهللا الرمحن الرحيمبس

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين من الكتب اليت تشتمل عليها كورة إشبيلية، وهو

كتاب النسرينة يف حلى قرية مقرينة

:قرية يف نطاق حضرة إشبيلية، منها

أبو العباس أمحد الكساد

ان يف إشبيلية يف مدة منصور بين عبد املؤمن، وكان يهوى موسى بن عبد الصمد، مليح إشبيلية يف ذلك ك :األوان، وملا مات قال فيه إذ نعى موسى بن عبد الصمد... هتف الناعي بشجو األبد يف فؤادي قطعة من كبدي... ما عليهم وحيهم لو دفنوا

:وقال فيه أيضا وارتفع احلسن من األرض.. .رد إىل اجلنة حوريها

بعضهم يبكي على بعض... وأصبح العشاق يف مأمت :وله أزجال كثرية، وهبا اشتهر

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:إلشبيلية، وهوالكتاب الثالث من الكتب اليت تشتمل عليها الكورة ا

كتاب ورق العريش يف حلى قرية منيش

:من قرى إشبيلية، منها على ما ذكره احلجاري

أبو القاسم بن أيب طالب احلضرمي املنيشي

املعروف بعصا األعمى

أحد األفراد، ورأس : لقب بعصا األعمى، ألنه كان يقود األعمى التطيلي، وقال يف وصفه ابن اإلمام :وأنشد له قولهاجلهابذة النقاد،

يف هنر واضح األسارير... صاغت ميني الرياح حمكمة قام هلا القطر باملسامري... وكلما ضعفت به حلقا

:وقوله ولكن هلا فضل الفيول على اخلشف... وخشفية األحلاظ واليد واحلشا وقد عقدوها للفهوق على النصف... تثىن على مثل العنان إذا انثىن

فبعض إىل غصن وبعض إىل حقف... جلهول تقسمت وليس كما قال ا إشارات حلظ ختلط النكر بالعرف... سعت يف سبيل اهلتك والفتك بيننا وما شئت من صك اخلالخل والشنف... فما شئت من عض احللى ورضه

:وقوله حتريت فيها ويف أمرها... وعجزاء لفاء وفق اهلوى خصرهامكان رقيق سوى ... غالمية ليس يف جسمها ففي فرها املوت أو كرها... إذا أقبلت أو إذا أدبرت ودفعت بكفي يف صدرها... وملا خلونا ورق الكالم قد ألقت ذراعا على عشرها... ومن ال أمسيه مثل القناة

وقد شدت السوق من أزرها... وصارفتها العني هذا بذاك على زيدها وعلى عمرها... وما زلت أمجع ضربا وطعنا وأعطتين احملض من تربها... فأعطيتها احملض من فضيت

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من كتب الكورة اإلشبيلية، وهو كتاب وشي احملابر يف حلى قلعة جابر

:ة، وكثريا ما يتفرج فيها أعياهنا حلسنها يف املروج واملياه وكثرة الطري، منهاعلى قرب من إشبيلي

عامر بن خدوش القلعي

:أنشدت له

فكم يل فيها من ليال زواهر... أال يا سقي الرمحن قلعة جابر إذا ما شدا مغري هبند وساحر... حملى الذي ال زلت أشدو بذكره

فيها كل خذ وناظروهللا ... فلله منها كل غصن وطائر على فقدها مثل السحاب املواطر... ضمنت هلا أن ال تزال مدامعي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

من الكتب اليت تشتمل عليها

:الكورة اإلشبيلية وهو

عذار املطل يف حلى جزيرة قبطلكتاب ال

جزيرة كبرية مشهورة يف هنر إشبيلية، واملاء عندها غري عذب، لقرب البحر احمليط منها، وخيلها جتلب إليها :من إشبيلية، وهي خصبة؛ منها

احلسيب أبو عمرو بن حكم القبطلي

املدة األخرية، وأمل أحد أنه طلع إىل حضرة مراكش يف هذه: أخربين والدي. حسنة بين حكم، أعيان قبطل :وجوه الدولة، فطال عليه وعده، وظهر له أ، يرجع إىل بلده خائبا، فكتب له

وينثين حنو العدا مستريب... حاشا ملن أملكم أن خييب نصر من اهللا وفتح قريب... هذا وكن أقرأين بشركم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

: والصالة والسالم على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا

الكتاب السادس

من الكتب اليت تشتمل عليها

كورة إشبيلية وهو

كتاب احلانة يف مدينة طريانة

هذه مدينة ممتدة على شاطئ النهر األعظم يف مقابلة النصف من حضرة إشبيلية، وهي مسورة من جهة وقد بنيت على تاج مطل على النهر، ومناظرها اليت من . سواق الضخمةالصحراء، وفيها احلمامات واأل

جهة النهر سن فيها املعتمد بن عباد أن تبيض بالكلس لئال تنبو العني عنها، ومن ال ينهض إىل ذلك فيبىن من فجاءت بديعة فتانة املنظر، أكثر شراجيبها منقوشة مذهبة. جهة الصحراء، وال يترك يبىن من جهة النهر

:ومنها. ختطف األبصار، ويكون فيها من أصناف الطرب يف الليايل القمرية ما هو مشهرو يف البالد

الشيخ النحوي األديب

أبو عمران موسى الطرياين

سكن قصر عبد الكرمي من بر العدوة، وهنالك قرأت عليه، ووجدت فيه من اللطافة والظرف ما مل أزل املدينة اليت يعملها أهل املغرب من العجني بأصناف األلوان يف وأنشدين من شعره قوله يف . أحدث به

:النوروز املعروف عندهم بينري حتار فيها السحره... مدينة مصوره عذراء أو خمدره... مل تبنها إال يدا

من درمك مزعفره... بدت عروسا جتتلى إال البنان العشرة... وما هلا مفاتح

:وقوله يريين بعد شقويت النجاحا... رضاها شكوت هلا الغرام عسى

ستائره فسل عين البطاحا... إذا ما الليل أرخى : فقالت يل سوى عرف تضمنه الرياحا... فيممت البطاح وال دليل

ينام وقد رأى ذاك السماحا؟... أمثل طريف : من، فقلت: فقالت إذا استيقظت يذكرك الصباحا... بل تناوم إن وجهي : فقالت

تراع وما صباح الروع الحا... ل ليلك يف عذاب فتمسى طو .وتركته يف قيد احلياة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

من الكتب اليت تشتمل عليها الكورة اإلشبيلية وهو

قرية الغابة كتاب احلبابة يف حلى

:من القرى اليت على هنر إشبيلية، منها

حممد بن سليمان بن ربيع

اخلوالين الغايب

:أنشد له صاحب احلدائق وهل بروحي يف اجلسم ميتزج... أمثل شوقي إليك ينفرج ولوعة الشوق فيه تعتلج... أين لقليب من اهلوى فرج

الغنجريه منه الدالل و... وابأيب من يذيب نفسي بالتك احر ذاك الفتور والدعج... علم طريف السهاد من طرفه الس

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

:كتاب الكورة اإلشبيلية وهو

حلى حصن القصر كتاب وشاح املصر يف

من احلصون املذكورة املشهورة، اليت يف الشرف، وكان ابن عباد كثريا ما يتفرج يف وادي الطلح جبهته، :وينسب إليه. وهو هنر مليح يف هناية احلسن

ابن حبيب القصري الفيلسوف

فيه األلسن، برع يف العلم القدمي، واشتهر اشتهار البدر يف الليل البهيم، فالحظته األعني، وخاضت وصادف اشتهاره إظهار مأمون بين عبد املؤمن طلب الزنادقة وتطهري األرض منهم، فكان فيمن ضرب عنقه

:وله شعر أنشدت منه قوله. وصلبه ت به عن ذي الربيه... جلت يف علم ترفع

صح يل الذات العليه... وترقيت إىل أن ت مجيعا بالسويه... مث إنا جنرع املو

هل يف هذي القضيه... العدل يا جا فأبن يل :وقوله

رآك هلا من العظماء أهال... هنيئا خلعة امللك الذي قد ومن جاه ميد عليك ظال... حباك هبا من النعمى سحابا

:ول موشحات، منها موشحة أوهلا وهبجة الروض يف املطر... اشرب على ضفة الغدير هلا شرر يسعى بكاس... وانظر إىل الكوكب املنري

تسبيك من وجهه فنت... ال تشرب الكاس دون ساق جيول منه بكل فن... مهفهف اخلصر ذو نطاق يصلح يف مذهب احلسن... وقف على اللثم والعناق

على كثيب يسيب البصر... يهتز يف قده النضري فليس يل عنه مصطرب... يا قوم هل فيه من جمري

بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممد صلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا ؟

الكتاب التاسع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الكورة اإلشبيلية وهو

كتاب النورة يف حلى حصن لورة

:من حصون هنر إشبيلية، ينسب إليه

عبد الغفار بن مليح اللوري

:صدر له قولهإن كان ضعيف الشعر فقد لكن متزقه الكؤوس اللمع... بتنا وبرد الليل ينسجه الدجى

عن روضه وتراه فيه يطبع... والنهر مثل الصب يشكو بعده رغما فتلقاه الغصون فريكع... وإذا أتاه املد راجع وصله

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:ا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدن

الكتاب الثاين

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب احلركات اجملونية يف حلى الكورة القرمونية

كورة مشهورة بكثرة احملرث طيبه، واحلايل منها مدينة قرمونة، وهي مدينة من جهة ضخامة األسواق . وهي من حصون اإلسالم املشهورة. جهة االرتفاع واملنعة، ال ترام بقتال واحلمامات، ومعقل عظيم من

وقد كان امتنع فيها حيىي بن علي بن محود الفاطمي، وجعل يقاتل ابن عباد يف إشبيلية حىت ضاق ابن عباد مونة، به، ومل يكن له فيه حيلة ملنعة معقله، إىل أن خرج ليلة، وهو سكران، خبيل ضربت من إشبيلية على قر

.فوقع يف أيديهم فقتلوه

السلك

أبو احلسن علي بن اجلعد القرموين

:حلق دوليت امللثمني واملصامدة، وكان فقيها، ورحل إىل املشرق، ومن شعره قوله فلقليب هناك أمر عجيب... خلين والغصون مهما تثنت

حني يشدو هبا احلمام الطروب... أتراها تكون أطرب مين

ب إذا قيل قد جفاك احلبيب... هنتاكي يف احل ال تلمين على ا وإذا ما صربت إين كذوب... ؟أنا اهللا ال أطيق اصطبارا

:وقوله قدر الفىت يف لفظه املسموع... إياك من زلل اللسان فإمنا

لريى الصحيح به من املصدوع... فاملرء خيترب اإلناء بنقره

البالرج القرموين

: أشعارا ضعيفة تعلق منها خباطري قولهممن لقيته بقرمونة، وأنشدين إذا رامه من رامه ليس يظفر... لنا معقل سامي الذرى قارب السما

وسل عنهم فالذكر باجلود خيرب... وأعيانه زهر كرام أعزة :ومن زجل

حبيب إيك تغيب عن عيين فإن بعدك يولد حيين

أهوى دنوك وهتوى بيين

يا رب إش حظ بني العشاق

الرمحن الرحيم بسم اهللا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:الكتاب الثالث من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب الدرة املخزونة يف حلى كورة شذونة

.ا، وماشية، وهي إىل جانب البحر احمليطمن أجل كور إشبيلية حمرثا، وشجرة، ومياها، وضياعكتاب التعريش يف حلى مدينة شريش كتاب انعطاف السكرانة يف حلى قرية : وكتاهبا ينقسم إىل أربعة كتب

شرانة كتاب ابتسام العابس يف حلى جزيرة قادس كتاب عقلة العجالن يف حلى معقل خوالن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

دصلى اهللا على سيدنا حمم

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب كورة شذونة وهو

كتاب التعريش يف حلى مدين شريش

:هي حالية، هلا بساط، وسلك، وعصابة

البساط

ا، وهي يف هناية من العمارة وكثة من مدن األندلس املليحة ظاهرا وباطنا، دخلتها وتفرجت فيها كثريومن متفرجاهتا اجلانة وهي على النهر هبجة املنظر، فيها يقول . األرزاق، وهلا رؤساء أغنياء، هلم نعم واسعة

:أبو عمرو ابن غياث واصطبح فيها على نقر املثان... باكر اجلانة مع روح اجلنان

نانيف برود مل حيكهن الب... حبذاها من عروس جتتلي وكأن الطل أسالك اجلمان... رقمتها الشمس يف رأد الضحى

وسلوين إنين رب املعان... جنة زيدت ألمر ألفا معشر العشاق من إلف احلسان... هي فأل للذي قد عودت

.ومرج السندسية، وهنر لك وهو هنر مستحسن، عليه بساتني، ومناظر مالح، وكأنه خمتصر هنر إشبيلية

العصابة

وقد ثار فيها حممد بن القاسم بن محود الفاطمي يف مدة ملوك الطوائف، . ا تتردد عليها من إشبيليةوالهت .وخطب لنفسه باخلالفة، واتسعت رقعته، فملك اجلزيرة اخلضراء، وأخذها املعتضد بن عباد من ابن أيب قرة

السلك

من كتاب الياقوت يف حلى ذوي البيوت

أبو احلسن

بن فتحعلي بن أمحد بن علي

؟؟

املشهور بابن لبال من بين أمية

هو عني ذلك املصر، وفارسه يف الفقه والنظم والنثر، ويل القضاء به، فحمدت يف : من مطرب ابن دحية :ذات اهللا مآثره وآثاره، وسارت يف العدل أخباره، ومن شعره قوله يف اجللمني

وإن وصفا بضم واعتناق... ومعتنقني ما اهتما بعشق سوى سعى القطيعة والفراق... أبيك ما اجتمعا ألمر لعمر

:وقوله يف حمربة عناب حمالة بفضة بالنسر جمدولة من الشفق... منعلة باهلالل ملجمة قرصتها سائال من الغسق... كأمنا مجرها متيع يف

يف كل حال فانظر إىل األفق... فأنت مهما ترد شبيهتها هللا عليه وسلموله أمداح وتشوق يف النيب صلى ا

أبو جعفر أمحد بن أيب حممد

.كان يف مدة منصور بين عبد املؤمن، وبيته مشهور إىل اآلن :ومن شعره قوله

على الصب كأس مخرة وجفون... على حسن نور الباقالء أدرمها يذكر لألشجان شهل عيون... يذكرين بلق احلمام، وتارة

لدر الكالمومن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني

أمحد بن شكيل

.من شعراء شريش يف مدة منصور بين عبد املؤمن :أنشدين له والدي قوله

هناين دون غريي مورد: فقلت! ... أهتواه على قلح به؟: وقالوا إذا كان يف كل األحايني يورد؟... مىت أبصرت عيناك يف املاء عرمضا

:وقوله كوىأبثها سرى والش... تفاحة بت هبا ليليت إذ ذكرت سرة من أهوى... أضمها معتنقا المثا

أبو عمرو بن غياث

ومن مشهور شعره ومستحسنه . شاعر مشهور من شعراء املائة السابعة، اجتمع به والدي يف سبتة وغريها :قوله

وقيد بعشر األربعني إىل الصبا... صبوت وهل عار على احلر إن صبا ملن شاء باألعمال أن يتقربا. ..يرى أن حب احلسن يف اهللا قربة

أينكر صبح قد ختلل غيهبا... مشيب قلت واعجبا لكم : وقالوا

كميت الصبا مما جرى عاد أشهبا... وليس بشيب ما ترون وإمنا :وقوله

يدركه من صبحه أشهب... كأنك مل تبصر كميت الدجى

األهداب

:ن رفاعة الساكن هبا يف عصرناوصف احلضرمي أهل شريش بالنذالة املفرطة، وفيها يقول اب تصحيف شر يبني... شريش ما هي إال

إن كنت ممن تدين... فارحل فديتك عنها حر وال من يعني... فقلما ساد فيها

:من موشحة البن غياث فلم تراعوا ودادي... طال عنكم مغييب ينسى بطول البعاد... ذاك شأن الغريب قضاءلكن حبكم ال... مل يكن باختياري

فصرت يف الغرباء... رحليت عن دياري أطلت ليلي بكائي... إن سلوت هناري يف الليل حني أنادي... ليس يل من جميب والعج يف ازدياد... غري دمع سكيب

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

لكتاب الثاينا

من الكتب اليت حيتوي عليها

كتاب الكورة الشذونية وهو

كتاب انعطاف السكرانة يف حلى قرية شرانة

:من قرى مدينة شريش، وهي حالية بترمجة الوزير الكاتب

أيب بكر حممد بن عبد العزيز

، ونسبهم يف خلم، وهم ذكر ذلك احلجاري وأورد ما يف الذخرية من أن بين عبد العزيز يعرفون ببين املرخىمحلة فضل، ونبتة نبل، وذكر أنه كاتب العصر، وكان أبوه يكتب للمأمون بن املعتمد بن عباد ملك قرطبة،

.وبينهما خماطبة. ونشأ أبو بكر يف حجر تلك الدولة، وكان بقرطبة سنة أربع وتسعني وأربعمائةمن كتابك الكرمي، املهدى من الرب العميم، ما وقفت أعزك اهللا : من رسالة ابن املرخي يف جواب ابن بسام

ختطب من موديت ما ليس -رأيت أملك - أيسره يثقل الظهر، ويستنفد الشكر، ويستعبد احلر، ورأيتك .بكفء خلطبتك، وال بإزاء رتبتك، لكنه فضل، ملكت زمامه، وأعطيت مقوده وخطامه

وما أورد من نظمه قوله . من، وبدر الكتابة إذا متإنه حبر البالغة إذا طم ومسك الفصاحة إذا : ومن السمط :يف خماطبة ابن خفاجة

وأطلب فيض الدمع وهو كرمي... أما طل فيك الشوق وهو غرمي ولكن دمع العاشقني محيم... ولو أنه ماء لربد غليت

:ومنه فإن صباحي باملشيب ذميم... ومن حيمد اإلصباح يف عقب السرى

راها، وال النفوس ببشراها، وال الغريب بوطنه، وال اللبيب بإصابة فطنه، بآنس مىت ما العني بك: ومن نثرهبكتاب عمادي األعلى، وقد ورد فأهدى مربة مل يبعد بأمثاهلا عهدي، وجدد مسرة ال أزال أعمل يف شكرها

.جهدي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:نا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيد

الكتاب الثالث

من كتب

الكورة الشذونية وهو

كتاب ابتسام العابس يف حلى جزيرة قادس

جزيرة منقطعة يف البحر احمليط، ويف حبرها من جهة الرب آثار قنطرة كان يدخل عليها املاء احللو من الرب يف .نصارى من الشمال فأحرقوهاوفيها كرمات وبساتني، وقد صبحها ال. مدة النصارى

علي بن أمحد الكتاين القادسي

:لقيت بالقدس على زي الفقراء، وقد صدر من احلج، وأنشدين لنفسه دمى عليه يطل... ذاك العذار املطل

وقد جرى فيه ظل... كأمنا اخلد ماء مذ حل فيه حتل... عقود صربي عليه

فقلت آس وطل... جرت دموعي عليه

لرمحن الرحيمبسم اهللا ا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب الكورة الشذونية وهو

كتاب غفلة العجالن يف حلى قلعة خوالن

، وأهلها هلم رجلة وشدة ودعارة مفرطة، قلعة منيعة، كاملائدة منقطعة، وهلا كروم وبساتني وهنر صغري .ولعبهم يف أكثر األوقات يف ظاهر بلدهم بالرماح والسيوف

أبو عمران بن سامل القلعي

فاضل ذو بيت مشهور هنالك، أخرج أهل القلعة بيته بأسره ملا ثاروا على املصامدة، ألن نسبهم يف :ومن شعره قوله. هسكورة

غبت عنه وجفا ربعهما ... أقسم ال جفت له دمعة كأمنا كانت له مشعه... أظلمت اآلفاق من بعدها

:وقوله كما طلع الصباح على الظالم... طلعت علي واألحوال سود

وإخالص التحية والسالم... فقل يل كيف ال أوليك شكري

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:مد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حم

الكتاب الرابع

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب فجأة السرور يف حلى كورة مورور

:أهنا اشتملت على فوائد كثرية، ومنها: ذكر الرازي

أمية بن غالب املوروري

:ذوة أنشد لهأنه من شعراء املنصور بن أيب عامر وأن صاحب اجل: ذكر احلجاري ومل يعلموا ذا هوى بانطالق... أعدوا غدا ليكون الفراق

ومجع الركاب دليل افتراق... فنم الرغاء بإعدادهم فأظهره الصبح قبل انفالق... أسروا نوى البني يف ليلهم

يذكرنا الشوق حسن التالق... ويوم الفراق على قبحه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

دنا حممدصلى اهللا على سي

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب نفحة الورد يف حلى قلعة ورد

:هلذه القلعة عمل جليل كثري اخلري واجلباية واحلايل منه قرية مغيلة، منها

أبو بر املغيلي

:على ما ذكره احلجاري، واختص جبعفر املصحفي وأنشد له صاحب اجلذوة وبان لك األمر لو تفهم... تبني فقد وضح املعلم

وال أنت من صرفه تسلم... هو الدهر لست له آمنا أصابتك بعد له أسهم... وإن أخطأتك له أسهم دوائب يف ذاك ما تسأم... لياليه تدين إليك الردى

ويف الربء داؤك لو تعلم... ربء بعد الضنا أتفرح بال ودنياهم أدبرت عنهم... فأين امللوك وأشياعهم

وتلك القصور خلت منهم... فهذي القبور هبم عمرت

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

ن الكتب اليت تشتمل عليهام

اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب شفاء التعطش يف حلى كورة أركش

وقد ثار فيه ولد . كورة كثرية األرزاق، واحلايل منها معقل أركش، من معاقل األندلس املنيعة املستورة .املعتمد بن عباد، فأذاق إشبيلية شرا، حىت قتل بسهم

السلك

حلى الكتاب من كتاب أردية الشباب يف

أبو جعفر أمحد بن عبيد

وأبو جعفر من أعيان كتاب ملوك الدولة املصمودية، واجتمعت به يف . بيته مشهور معظم يف أركش :واشتهر من شعره قوله. إشبيلية، وهبا تركته، وبلغين اآلن أنه وفد على تونس، فتقدم عند سلطاهنا

له من كل حمذور نفسي الفداء: ... خليلك ملتاث، فقلت هلم: قالوا أجري وأين فيها غري مأجور... يا ليت يب ما به من علة وله

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

أبو زكريا حيىي بن حممد األركشي

وأنشد له . من حفاظ األدب، طال عمره، وهو راوية ابن خفاجة وبينه وبني ابن الزقاق خماطبة بالشعر :الشقندي

فإنين قبلك استخربت إخواين... فارقهم ال تبكني إلخوان ت فكيف يف حال إبعاد وهجران... فما محدهتم يف حال قرهبم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

من الكتب اليت يشتمل عليها

شبيلية وهوكتاب اململكة اإل

كتاب الدروع املسنونة يف حلى كورة أشونة

:من كور إشبيلية فيما بينهما وبني غرناطة، منها

غامن بن الوليد بن عمر بن غامن

األشوين الساكن مبالقة

:عامل جليل مذكور يف املائة اخلامسة ذكره صاحب الذخرية واملسهب، ومن مشهور شعره قوله سم اخلياط جمال للمحبني. ..صري فوادك للمحبوب منزلة

فقلما تسع الدنيا بغيضني... وال تسامح بغيضا يف معاشرة :وقوله

فدع الديار وأسرع التحويال... وإذا الديار تتكرت حاالهتا يف بلدة تدع العزيز ذليال... ليس املقام عليك حتما واجبا

لو مل جيد يف اخلافقني مقيال... ال يرتضى حر مبنزل ذلة

سم اهللا الرمحن الرحيمب

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن من الكتب اليت حيتوي عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب بغية الظريف يف حلى جزيرة طريف

ة يف البحر، نزل هبا طريف موىل بين أمية أول فتح ليست جبزيرة، وإمنا هي مدينة صغرية أمامها جزير .وأهلها من كرام الناس وأحسنهم إقباال على الغريب. األندلس، فنسبت له

كثري الطريفي

:شاعر أدركه والدي، وأنشدين له فكيف هبا لو أهنم يف جناهبا... سالم على أطالهلم بعد بينهم تشفي بلثم تراهباعليها وأس... مررت هبا أرتاد منها مرورهم

وال مسحت حلظا برد جواهبا... وخاطبتها حني استقلوا فلم تنب

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب التاسع

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

ب احللة احلمراء يف حلى اجلزيرة اخلضراءكتا

مدينة اجلزيرة اخلضراء، من أرشق املدن وأطيبها، وأرفقها بأهلها، و أمجعها خلري الرب : من كتاب الرازيوالبحر، وقرب املنافع من كل جهة، توسطت مدن السواحل وأشرفت بسورها على البحر، ومرساها

.ضرع ونتاجأحسن املراسي للجواز، وأرضها أرض زرع وملا رجعت إشبيلية إىل ابن هود ويل على اجلزيرة اخلضراء والدي فأقمنا هبا مدة يف عيش : قال ابن سعيد

:جيب ذكره واحلنني إليه، وفيها أقول فإن سروري بعدها متكلف... رعى اهللا أياما إذا سر غريها

النضرة، وهنرها يعرف بوادي العسل، مسي وعند ما خيرج اإلنسان من باهبا، جيد املياه اجلارية والبساتني بذلك حلالوته، وعليه موضع سهل، عليه حاجب مشرف على النهر والبحر يف هناية من احلسن، يعرف

.باحلاجبية .ووالهتا تتردد عليها من إشبيلية. ومقابرها حسنة، يف هناية من األخذ بالقلوب والفرجة. ومن متنزهاهتا النقا

السلك

الشباب من كتاب أردية

أبو مروان عبد امللك بن إدريس اجلزيري

: كاتب املنصور بن أيب عامر مث ولده املظفر، ذكره صاحب الذخرية واملسهب، وكالمها عظم حمله، وذكراوسجنه املنصور، مث عفا عنه، وكتب له، . أنه كان يشبه مبحمد بن عبد امللك الزيات يف البالغة والعبقرية

:وقد أتبع العفو بإحسان ال بد أن تتبعه منه... عجبت من عفو أيب عامر

عن عبده أدخله اجلنة... كذلك اهللا إذا ما عفا فاستحسن ذلك، وصرفه إىل حاله، مث كتب بعده للمظفر، فلما قتل صهره ابن سعيد اهتمه، فسجنه يف برج

دحم على حافة ودخل صاعد البغدادي على املنصور يف ويوم عيد، فاز. من طرطوشة، مث قتله هنالكهل حضرك شيء؟ : الصهريج، فسقط يف املاء، فضحك املنصور، وأمر بإخراجه، وخلع عليه، وقال له

:هال قلت: فاستربدوا ما أتى به فقال اجلزيري. شيئان كانا يف الزمان: فقال ودمية راحتك املغدقه... سروري بغرتك املشرقة طبقةت يف جلة الربكة امل... ثناين نشوان حىت غرق

فجودك من قبلها أغرقه... لئن ظل عبدك فيها الغريق .هللا درك يا أبا مروان قسناك بأهل بغداد ففضلتهم، فبمن تقاس بعد؟ وأهنضه يومئذ للشرطة: فقال املنصور

:وشرب ليلة مع املنصور فكان ما أوجب أن ارجتل فيبدو مث يلتحف السحابا... أرى بدر السماء يلوح حينا

وأبصر وجهك استحيا وغابا... ه ملا تبدى وذلك أن :وله يف اعتقاله القصيدة املشهورة الطويلة اليت يوصى هبا ولده؟ منها

ما ليس يبلغ باجلياد الضمر... وبضمر األقالم يبلغ أهلها ؟

ومن كتاب الياقوت

أبو عمر أمحد بن النسره

لقيته وهو . ا يف الغبوق والصبوح وما يتبع ذلكمن بيوتات اجلزيرة، كان له أموال طائلة من الورث، فأفناه :بسبلة بيضاء، وقد اشتهر مبا ينطق ب قوله

وما زلت مذ كنت محاهلا... يعيبون محلي عصى اخلصا على أي جارحة ناهلا... وال بأس للمرء يف لذة .وتركت يف قيد احلياة

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

د اهللا اجلزيريأبو عبد اهللا حممد بن عب

:برع يف العلم وجال، وثار يف رأسه أن حيىي سنة مهدي الغرب، وزعم أن أصحابه غريوا أمره، وقال !يبدو لكم بعد حني... يف أم رأسي سر إن كان سعدي معيين... ألطلنب مرادي

أوال فأكتب ممن سعى إلظهار ديينن يف مجيع بالد بين عبد املؤمن، وشاع عند واشتهر أمره، وعظم يف النفوس خربه، ووضعت عليه العيو

وكلب، وكانت العامة ترجم الكالب والسنانري بسبب ذلك، إىل أن قبض . الناس أنه يتصور يف صورة قط .عليه يف عمل بسطة ومحل رأسه إىل مراكش

عباس بن ناصح الثقفي اجلزيري

جبا يف الوالدة، قد وىل قضاء بلده مع إنه كان من: ذكره أبو بكر الزبيدي يف كتاب طبقات العلماء، وقالأن ناصحا والد عباس : شذونة، ووليه من بيته علماء شعراء ومن كتاب املفضل املذحجي نسابة أهل اجلزيرة

.كان عبدا ملزامحة بنت مزاحم الثقفي اجلزيريبة يف مدة احلكم الربضي، كان عاملا شاعرا أثريا عند اخللفاء املروانيني، ووفد مرة على قرط: قال ابن حيان

:فجاءه أدباؤها لألخذ عنه، فمرت عليهم قصيدة إذا املرء مل يعدم تقى اهللا والكرم... لعمرك ما البلوى بعار وال العدم

:حىت انتهى القارئ إىل قوله وال حازم إال الذي خط بالقلم... جتاف عن الدنيا، فما ملعجز

فكيف تقول أنت؟ : فقال! شيخ، وما الذي يصنع مفعل مع فاعل؟فقال له حيىي الغزال وهو حدث أيها الوجعله الرازي ! واهللا لقد طلبها عمك ليايل فما وجدها: فقال عباس. جتاف عن الدنيا فليس لعاجز: قال

.فحل شعراء األندلس وله مشاركة يف التعاليم

أبو احلسن علي بن حفص اجلزيري

راء مثله مروءة وكرم نفس، وتعشقا ألهل األدب، مع نظم متيل إليه أنه مل يلق باجلزيرة اخلض: ذكر احلجاري .النفوس، وتسر به سرورها بالكئوس

:وأنشد من شعره وجناته وانآد حنوي قده... بأيب الذي صافحته فتوردت

ملا تواىل يف الترحل جهده... قمر بدا كلف السرى يف خده سام فرندهقد من عن صدإ احل... لكن معامل حسنه منت كما

:وقوله قد ذكرتين موقف العشاق... كم قد بكرت إىل الرياض وقضبها

بعضا كأعناق إىل أعناق... يا حسنها والريح تلحف بعضها وغدا البهار ينوب عن أحداق... والورد خد واألقاحي مبسم حىت محلت حماسن األخالق... مل أنفصل عنها بكأس مدامة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

لى اهللا على سيدنا حممدص

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب كورة اجلزيرة اخلضراء وهو

كتاب اإلبالل يف حلى قرية بين بالل

:منها. من القرى املشهورة يف عمل اجلزيرة اخلضراء

بالل أبو العباس أمحد بن

لقيته باجلزيرة، فلقيت خري من يلقى تأنيسا وبرا وكرما، مع تصرف يف األدب، ومعرفة بالشعر، وقول له، ومات . مث بلغين أنه سعى به إىل السلطان، فنفي من البلد، وفرق بينه وبني األهل والولد. وتركته هنالك

ولقد مر يل معه أيام ال يزال يتمثلها . رباء األدبطريدا غريبا، رمحة اهللا عليه، فقد كان مألفا ومقصدا لغكتبت إليه يف يوم أنس مسح به . الضمري، فتميد عليها أغصانه، ويتذكرها فتشوقه أكثر مما تشوقه أوطانه

:الزمان فكمله، وبلغ من ساعده ما متناه وأمله ندامي بادروا العيش اهلنيا... أبا العباس لو أبصرت حويل

وقارهم ويزدادون غيا... وال انتقاد يبيحون املدام حيبون الصبية والصبيا... وهم مع ما بدا لك من عفاف

وشرب الراح صبحا أو عشيا... ويهوون املثالث واملثاين

وأنف منظرا هبجا وريا... على الروض الذي يهدي الطرف وأمسى النهر صبا أرحييا... وقد صدح احلمام ومال غصن

حكى طربا جبانبه سريا... على ارتياح فال تلم السرى وال ينفك بالنعمى حييا... ويرتاح ارتياحا باملثاين

نداك فقد عهدتك لوذعيا... فبادر حنو ناد ما خال من :فكان جوابه

فما تنفك دهرك أرحييا... أبيت سوى املعايل يا عليا وتسرى للمكارم مشرفيا... متيل إذا النسيم سرى كغصن

وتقتنص الصبية والصبيا... ح ارتياحا باملثاين وترتا وألبسه مع احللل احلليا... وهتوى الروض قلده نداه

وإن خفق اخلليج فنيت حيا... وإن غىن احلمام فال اصطبار أصبحا حني تذكر أم عشيا... تذكرين الشباب فلست أدري

ألدركت الذي هتوى لديا... فلو أدركتين والغصن غض وقد ناديتين ذاك النديا... ك وحقك قدر حلظ ومل أتر

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب كورة اجلزيرة اخلضراء وهو

كتاب األهلة يف حلى قرية قسطله

:منها. رى اجلزيرة اخلضراءمن ق

أبو الوليد يونس بن حممد القسطلي

:ومن أحسن ما مسعته هل قوله. شاعر مشهرو رحل إىل املشرق، وكان بالقاهرة يف املائة السادسة تألأل صفحة وصفا قرارا... وفوق الدوحة الغنا غدير

تدور يف البحرية واستدارا... إذا ما انصب أزرق مستطيال حساما مث يفلته سوارا... م األنبوب صلتا جيرده ف

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب العاشر

من الكتب اليت حيتوي عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية

وهو

كتاب الرندة، يف حلى كورة رندة

.يبة كانت أوال من كور قرطبة، مث صارت يف األخري من كور إشبيلية، وفيها مزارع القطن كثريةكورة خصكتاب املعىن يف حلى مدينة تاكرنا كتاب الزبدة يف حلى معقل رنده كتاب : وينقسم كتابا على ثالثة كتب رونق اجلده يف حلى حصن أنده

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الرنده يف كورة رندة

وهو

كتاب املعىن يف حلى مدينة تاكرنا

:ومنها. هي كانت قصبة هذه الكورة، مث خربت

من كتاب أردية الشباب يف حلى الكتاب

ايلحممد بن سعيد الزج

من بين يطفت برابر تاكرنا

أنه كان يلقب باألصمعي لذكائه وحفظه، وساد بقرطبة وفشا فيها نسله، وعظم : ذكره احلجاري وأخربأنه سبب سعادته أن عبد الرمحن : وذكر ابن حيان. عقبه، وكان أول من استكتبه عبد الرمحن األوسط

:لوجهه، فتمثلعثرت به دابته وهو سائر يف بعض األسفار، فكاد يكبو

وما ال ترى مما يقي اهللا أكثر :وطلب صدر البيت فلم يوجد إال يف حفظ الزجايل، فأنشد

ترى الشيء مما يتقي فتهابهإن من : وكان يكتب عن األمري، وتشاركه فيه وزراؤه على العادة، فأنف من ذلك، وكتب إليه كتابا، منه

. ير أن يعتلى عن كتابة وزرائه، ويزدهي حبصانة أسرارهوسم مبيسم كتابته أعزه اهللا وشرف بامسها جلدوله يف رسالة . مث استوزره حممد بن عبد الرمحن. وحفظ قصيدة من مسعة. فأفرده لكتابته، فجرت عادة

قد علم ما خصين به دون نظرائي من املنزلة الرفيعة اليت أصبحت : يشكو هبا نصرا اخلصي إىل عبد الرمحنودا، مرميا باحلدق، تسلقين األلسن وجتول يف األفكار، وعندما استوى بناؤها، وقام علما من أجلها حمس

.عمودها، واسترخت أطناهبا، سعى يف هدمها من ال أزال أوثل شرف ذكره، وأجل رفيع قدره

ابنه حامد

لك سلك مسلكه وارتقى إىل الكتابة عن سلطان األندلس حممد بن عبد الرمحن ووزارته، وكان أهال لذوقيل ملؤمن بن سعيد : وأثىن عليه ابن حيان، خال أنه كان يوصف بالبخل، قال. لبالغته، وحسن معرفته

ما بالك ال تسامر الوزير حامدا حسبما نراك تفعله مع الوزراء من أصحابه مع قدمي اتصالك به؟ : الشاعرحامد، فحقدها، وشيعه مؤمن بعد ومنت كلمته إىل . ذاك جنازة غريب ال يصحبها من صحبها إال اهللا: فقال

أيام يف خروجه من قصر السلطان إىل الدار، وهو ال ينكر منه شيئا مما كان يعرفه، فلما أراد مؤمن وغلط أمامه . كما يدعي ملشيع املوتى! أعظم اهللا أجرك أبا مروان، وكتب خطاك: االنصراف قال له حامد

فانكحومها فقال " والزاين والزانية فاجلدوا كل واحد منهما " ليلة يف بعض قراءته يف التراويح، فقال مكان :حامد

مل يكن يف الثقلني... أبدع القارئ معىن بنكاح الزانيني... أمر الناس مجيعا

أبو عامر التاكرين

كاتب املنصور بن أيب عامر األصغر ملك بلنسيةومن عنوان ما أورده من نثره قوله من . مريةأنه كاتب جميد، وأن أباه ساد يف الدولة العا: ذكر ابن بسام

إن أوىل الناس باإلصطالح : رسالة عن املنصور املذكور خياطب جماهدا العامري، وقد أظلم بينهما األفقنفوس جبلت على صفو ودادها، وأحق الذنوب باإلطراح ذنوب بنيت على غري اعتقادها، وإن رسولك

يقدح زند الوداد ومل يبد من إشارتك الرفيعة، سوى برق أسرى به الكرمي ورد فلم يتردد عندي إال ريثما .يف ظلماء القطيعة

:وكتب جماهد إىل املنصور رقعة مل يضمنها غري قول احلطيئة

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي... دع املكارم ال ترحل لبغيتها :فأحرجت املنصور، وأقامته وأقعدته، وأحضر أبا عامر فكتب عنه

شيم العبيد شتيمة األحرار... مواليها عبيد نزار شتمت .فسال املنصور عما كان فيه

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

عباس بن فرناس التاكرين

أنه جنم يف عصر احلكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم األندلس الزائد على مجاعتهم بكثرة : ذكر ابن حيانوكان فيلسوفا حاذقا، وشاعرا مفلقا، مع علم . ية، وبيته يف برابر تاكرناوهو موىل بين أم. األدوات والفنون

وهو أول من استنبط باألندلس صناعة الزجاج من احلجارة، وأول من فك هبا كتاب العروض . التنجيمللخليل، وكان صاحب نريجنات، كثري االختراع والتوليد، واسع احليل، حىت نسب إليه السحر وعمل

وكثر عليه الطعن يف دينه، واحتال يف تطيري جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق احلرير، فتهيأ .الكيمياءله أن استطار يف اجلو من ناحية الرصافة، واستقل يف اهلواء، فحلق فيه حىت وقع على مسافة بعيدة، وقال

:فيه مؤمن إذا ما كسا جثمانه ريش قشعم... يطم على العنقاء يف طرياهنا

فتداول صحبة السالطني الثالثة، . يف أعقاب أيام حممد بن عبد الرمحن سنة أربع وسبعني ومائتنيوتويفونشأ بينه وبني مؤمن بن سعيد . وعمل املنقانه ملعرفة األوقات، ورفعها لألمري حممد. ومدحهم أمجعني

:مهاجاة، فأفحش االثنان، ومن قول ابن فرناس فيه كآثار قضب يف رماد مغربل... ترى أثر األعراد يف جحر مؤمن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الكورة الرندية وهو

كتاب الزبدة يف حلى معقل رنده

قل األندلس املمتنعة، وقواعدها السامية املرتفعة، تطرد منها على بعد مرتقاها، أحد معا: من كتاب القالئدودنو النجم من ذراها، عيون النصباهبا دوي كالرعد القاصف، والريح العواصف، مث يتكون واد يلتوي

ال علقه جبانبها التواء الشجاع، ويزيدها يف التوعر واالمتناع، ال يتعذر فيها مطلب، وال يتسور هبا عدو إ .ناب أو خملب .ووصف أهلها باجلفاء. معقل رنده الذي تعمم بالسحاب، وتوشح باألهنار العذاب: ومن املسهب

:أن أبا الفتح بن فاخر التونسي حدث له هبا وحشة، فقال: وأخربين والدي موسى بن سعيد قبحت مطالعة الذنوب... قبحا لرندة مثلما القطوب ما إن يفارقه... بلد عليه وحشة

وي بعد بني أن يؤوب... ما حلها أحد فني

إال وخيل يل الغروب... مل أهتا عند الضحى متال القلوب من الكروب... أفق أغم وساحة

!إال وعاجله النكوب... مل جير يل طرف هبا

السلك

من كتاب اإلحكام يف حلى احلكام

القاضي الكاتب أبو القاسم

أخيل بن إدريس الرندي

فمما أعجبين من : لقيته فألفيته قد برع يف اآلداب، وتغلغل يف حماسن الشعراء والكتاب، قال: سهبمن املقد ختيلت أن اهلوى ال يبلغ إىل هذا احلد، كما ختيلت أنك ال تنتهي يف اجلفاء إىل هذا : نثره قوله من رسالة

ماء، وقد ختيل أين علقت اإلعراض والصد، فبت أرقب الكواكب، كأين منجم حاسب، منشدا ألفق الس :بقمره وقاسيت منه أشد العناء

ما بت أرعى قمرك... لو بات عندي قمري :وأنشد له قوله

فأصرف اهلم باملدام... وددت أن املدام حل جمانب لذة املالم... لكنين خائف عقابا

ل حرموها بألف عام... يا ليتين قد خلقت من قب :وقوله

يبني على عمد ويدنو بال عمد... سيه من رشا إىل اهللا أشكو ما أقا تلون ما بني املالمة والصد... إذا غاب مل يذكر، وإن كان حاضرا

أنه جالس تاشفني أمري امللثمني، وجالس عبد املؤمن، ونفاه عبد املؤمن إىل مكناسة، مث عفا : وأخربين وايل

:وهو ممن مدحه جببل الفتح بقصيدة أوهلا. عنه ال فخر عبد املؤمنما الفخر إ

؟

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

إلياس بن صدود اليهودي الطبيب

:أنه كان يف صدر املائة السادسة، وأنشد له قوله: يف املسهب ما بني مشتركني أمرا واحدا... ال ختدعن فما تكون مودة

بسنامها كان التالقي فاسدا... انظر إىل القمرين حني تشاركا

ن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني لدر الكالموم

حبالص الشعر الرندي

كان شاعرا برندة، ال يؤبه به الختالل عقله، وكان ساقط اهلمة، ال يتعدى صلة الدرهم والدرمهني، إىل أن :حل برندة أحد رؤساء امللثمني، فمدحه بقصيدة، وقع له فيها

ا كنت عزا بالسحاب ملثمامل... ولو مل تكن كالبدر نورا ورفعة كذا القطر مهما لثم األفق أهتما... وما ذاك إال للنوال عالمة

فأعجبه هذا، وأمر له بكسوة وعشرة دنانري، فهرب حبالص حني حصل ذلك يف يده من يومه، فقيل له بعد ما رأيت قط يف يدي واهللا : مل فررت بالكسوة والذهب وما ذاك إال دليل اخلري ومبشر مبا بعده؟ فقال: ذلك

دينارا واحدا، وما حسبت أن يف الدنيا من يعطي هذا العدد، فلما حصل يف يدي ظننت أنه سكران أو !.جمنون، فبادرت اهلرب خوفا من أن يبدو له فيها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:به، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصح

الكتاب الثالث من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الكورة الرندية وهو

كتاب رونق اجلده يف حلى حصن أنده

.من حصون رنده

أبو بكر حممد بن عمر األندي

قرأ معي على أيب علي الشلوبيين إمام حناة املغرب، وشاهدت منه ذكاء مفرطا، وإن طال به األمد، :وتركته قد رجع من إشبيلية إىل بلده، ومما يستدل به على طبقته قوله فسيستويل على املدى،

أطنبت فيه فليس ذلك جيهل... ال تذكرن ما غاب عين من ثنا خربي فإن الذكر فيه جيمل... فمىت حضرت مبجلس وجرى به

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:مد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حم

الكتاب احلادي عشر من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب نيل القبلة يف حلى كورة لبله

احلايل منها قعدة لبله

البساط

جامعة لكل وجه من الفوائد، حمبوة بصنوف اخلريات، مل يبعد عنها شيء من املرافق، : من كتاب الرازيالرب والبحر، والزرع والضرع، والنحل والنتاج، وأجناس الثمار، وكثرة الزيتون واألعناب، وأرضها مجعت

.جيود فيها العصفر، ويوجد يف حبرها القندس، وفيها عني تنبعث بالشب، وعني تتدفق بالزاج

العصابة

وثار هبا يف مدة ابن . عليه ثار فيها يف مدة امللثمني البطروجي، وقاسى معه ابن غانية شدة عظيمة، ومل يقدر .هود شعيب، وحاصره هبا، فنزل على األمان بعد مدة طويلة، وأغرى عليه من قتله

السلك

من كتاب الياقوت يف حلى ذوي البيوت

بيت بين اجلد

.بيت جليل، وهم فهريون، سكنوا لبلة، وسادوا أيضا بإشبيلية

أبو احلسن بن حممد بن اجلد

.وقد استكتبه ابن عمار ملا ملك مرسية. ه وذاته، وأن معاقرة الدنان غضت منهنبه ابن بسام على أصل :ومما أنشده من شعره قوله

لتسمع ما شطت به عنك أزمان... فطولك يف إرعاء مسعك ساعة وطالع فيكفيين من الطرس عنوان... وراجع ولو يف صفحة املاء راقما .ووصفه احلجاري حبب الغلمان

اجلد حممد بن عبد اهللا أبو القاسم بن

. أن أهل لبلة ولوه خطة الشورى: وذكر. وأنثى عليه ذاتا وأصال. قريع وقتنا، ووحيد عصرنا: من الذخرية .وأورد من نثره ونظمه ما هو مندمج فيما نورده. وكان قد تقلد وزارة الراضي ابن املعتمد بن عباد

العايل، آية اإلعجاز، يف الصدور واألعجاز، مجع طبع راضع ثدي املعايل، املتواضع : ومن كتاب القالئد :العراق وصنعة احلجاز، وأقطع استعارته جانيب احلقيقة واجملاز، وأنشد من شعره قوله

وهب له من كل زاهرة نشر... أما ونسيم الروض طاب به فجر ومل يدر أن السر يف طيه نشر... حتامى له عن سره زهر الربا

متائم مل يعلق حباملها وزر... ديث طيبه ففي كل سهب من أحا ينافسين يف طيب أنفاسها الزهر... لقد فغمتين من ثنائك نفحة

وقد أومهتين أن منزهلا الشحر... تضوع منها العنرب الورد فانثنت جتانف عن مسرى ضرائبها الكرب... سرى الكرب يف نفسي هبا ولرمبا

يل يل أن ارتياحي هبا سكرفخ... وشيب هبا معىن من الراح مطربا وإياك يف حمض اهلوى املاء واخلمر... أبا عامر أنصف أخاك فإنه

ويف جوك الشمس املنرية والبدر... أمثلك يبغي يف مسائي كوكبا ومن حبرك الفياض يستخرج الدر... ويلتمس احلصباء يف ثغب احلصى

ما أحسن توجلك، وأعطر تأرجك، لقد فتحت مرحبا أيها الرب الفاتح، والروض النافح، ف: ومن نثرهللمخاطبة بابا، طاملا كنت له هيابا، ورفعت حجابا، ترك قليب وجابا، وما زلت أحوم عليها شرعة، فال أسيغ

.منها جرعة

أبو عامر أمحد بن عبد اهللا بن اجلد

ة، مل يدنس ثوب شبيبته بدر تطلع يف مساء اجلاللة، وغصن تفرع يف أرومة الشرف واألصال: من مسط اجلمان .براح، وال أنفق أيام غرارته يف هلو وال أفراح

:وأنشد من شعره قوله قطعتها بوصال اللثم والقبل... هللا ليلة مشتاق ظفرت هبا أحلى من األمن أو أمنية الغزل... نعمت فيها بأوتار تعللين

حىت الصباح فيا لألنس واجلذل... وأكؤس نتعاطاها على مقة صممت فيها عن العذال والعذل... ب إيل هبا إذ كلها سحر أحب

:وقوله أنت مين بكل هجر حقيق... ظلمتين هبجرها مث قالت إن عهدي يف كتم ما يب وثيق... كال : حني مل تكتم اهلوى، قلت كيف يبدي هواك صب شفيق؟... ليس إال قتلى أردت وإال

أبو بكر حممد بن عبد اهللا بن حيىي بن اجلد

جل قدره يف إشبيلية، وكان يعرف باحلافظ، لكونه كان أعجوبة يف سرعة ما حيفظه، وبلغ به العلم إىل مرتبة ومل يشتهر بالشعر، وإمنا . علية، حبيث أن كان يوسف بن عبد املؤمن ينزل له عن فرسه إذا خرج للقائه :ال فيهماشتهر حبفظ املذهب املالكي واحلديث، وكان بينه وبني عظيمة عدواة، فق

من بعد ما قسوة عظيمه... وا عجبا كيف الن قليب كأنين من بين عظيمه... صريين احلب بعد عقلي

.وعقبه يف إشبيلية إىل اآلن يف هناية من النباهة

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

أبو عبد اهللا حممد بن عياض اللبلي

وله املقامة املشهورة بالدوحية، . ة يف صدر دولة بين عبد املؤمنكان حنويا أديبا، مصدرا لإلقراء يف قرطب .ترمجت عن لطافته ومعرفته وانطباعه

نبت يب معاهد األحباب، يف ريعان الشباب، لقينة : قال ميزان األشواق، ومعيار احملبني والعشاق: أوهلاالسنان طرفا، وجعلت أمسح أذكت نرياهنا، وألقت مبسقط الرأس جراهنا، فامتطيت الليل طرفا، ومزقت

األرض جندا ووهدا، وأستطعم اآلمال صابا وشهدا، كالعنز ال يستقر مبنزل، وال وجد عن رحلة مبعزل، أصعد من خصور القيعان، إىل روادف الرعان، وأحندر من متون اهلضاب، إىل بطون اليباب، حىت عجمتين

عجاز املغارب، وقد حللت من االغتراب بني الذروة أنياب النوائب، وتقاذفت يب صدور املشارق إىل أوالغارب، وكنت أكلف بالبلدة احلمراء، كلف الكمي بالصعدة السمراء، وأحن إىل جوارها، حنني الناقة

إىل حوارها، للذي اشتهر من حسنها وطيبها وخصبها، واختياهلا يف حلل شرهبا وعصبها، فهداين إليها ليها طوائح االضطراب، وال أمل إال اعتالق خل ظريف، واإلصغا إىل نبأ حادي االغتراب، وتطاوحت يب إ

:وأنشد فيها. طريف نشوان من مخرة الشباب... عربد باهلجر والعتاب فاحتجب اخلمر باحلباب... طفا على ريقه حباب

وأي سيف بال ذباب... أنكرت إال سقام طرف من دمعة العني يف حجاب... إن أنا الحظته توارى من دمع عيين وانتحايب... أبصرته جدوال وورقا إال وطرف السلو كايب... مل تستبق سلوة وحب

:ومن أخرى من اهلجر ال يبدي هلا الوصل ساحال... تقاذفت األيام يب وسط جلة

غضا وذابال: وجيمعنا غصنني... لعل الرضا يدين من القمر السها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

سيدنا حممد صلى اهللا على

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين عشر من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإلشبيلية وهو

كتاب احللة املعجبة يف حلى كورة أونبة

من الكور البحرية الغربيةينة أونبة كتاب عهد الصحبة يف حلى مدينة ولبة كتاب كتبا األصوات املطربة يف حلى مد: ينقسم كتاهبا إىل

الترقيش يف حلى جزيرة شلطيش كتاب املقلة الساجية يف حلى قرية الزاوية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

مل عليها كتاب احللة املعجبة يف حلى كورة أونبة وهومن الكتب اليت يشت

كتاب األصوات املطربة يف حلى مدينة أونبة

هي حالية

البساط

غرب من مدينة لبلة إىل جهة البحر، وهي قاعدة عملها

العصابة

بن ومنه أخذها املعتضد. توارث إمارهتا البكريون، ورئيسهم املشهور أبو زيد عبد العزيز بن حممد البكري .عباد، وحلق هو بقرطبة

السلك

أبو عبيد عبد اهللا بن صاحب أونبة

أيب زيد عبد العزيز البكري

كأن العرب استخلفته . كان بأفقنا آخر علماء اجلزيرة بالزمان، وأجلهم يف الرباعة واإلحسان: من الذخرية :ة الراح، وأنشد لهوأثىن على سلفه، ووصفه مبعاقر. على لساهنا، أو األيام ولته زمام حدثاهنا

وتقت إىل شم البنفسج واألس... خليلي إين قد طربت إىل الكاس ونسرق هذا اليوم سرا من الناس... فقوما معي نلهو ونستمع الغنا

عامل األوان ومصنفه، ومقرط البيان ومشنفه، بتواليف كأهنا اخلرائد، وتصانيف أهبى من : ومن القالئدان عاطال، وأرسل هبا غمام اإلحسان هاطال، ووضعها يف فنون خمتلفة وأنواع، القالئد، حلى هبا من الزم

وأما األدب فهو كان منتهاه، وحمل سهاه، وقطب مداره، وفلك متامه . وأقطعها ما شاء من إتقان وإبداع وأنشد له يف. وإبداره، وكان كل ملك من ملوك األندلس يتهاداه هتادي املقل للكرى، واآلذان للبشرى

:خط ابن مقلة

ودت جوارحه لو بدت مقال... خط ابن مقلة من أرعاه مقلته .وله املنة يف ظالم كان أعزه اهللا صبحة، ومستبهم غدا شرحه: ومن رسالة

أبو احلسن حكم بن حممد

غالم أيب عبيد البكري

األيام، أحسن من أبو احلسن يف وقتنا حبر من حبور الكالم، قذف بدر النظام، فقلده أعناق: من الذخريةوأنشد له . وهو موىل البكريني. أنه من شعراء الدولة العبادية، وزهد بعدها يف الشعر: وذكر. أطواق احلمام

.ما يبني الغرض منه فيما اخترته منهذو اخلاطر اجلائش، الباري لنبل احملاسن الرائش، الذي اخترع وولد، وقلد األوان من : من كتاب القالئد

قلد، طلع يف مساء الدولة العبادية جنما، وصار ملسترق مسعها رمجا، وكان له فيها مقام حممود، إحسانه ما وتوقد ال يشوبه مخود، مث استوىف طلقه، ولبس العمر حىت أخلقه، فصحب الدولة املرابطية برهة من الزمان،

:وأنشد من شعره قوله. ال يألو حنرها تقليد آللئ وفرائد مجان فناظري كحله سهاد... البعاد أرقين بعدك

إن كان يل بعده فؤاد... يا غائبا وهو يف فؤادي أن اعتقادي لك اعتقاد... اهللا يدري وأنت تدري

ليس هلا ألسن حداد... تذكر واحلادثات بله يصبغ أفواهنا املداد... وحنن يف مكتب املعايل

واألمن من حتتنا مهاد... يسدل ستر الصبا علينا جنهل ما الكون والفساد... تهدي ملا خلقنا ال ن

لواحظ ما هلا رقاد... تكلؤنا من حفاظ بكر تقود صعبا وال تقاد... ومهة ناصت الثريا حيفظها السيد اجلواد... أذمة بيننا لعمري

ال وريت للعدا زناد... حسب العدا منك ما رأوه أنك عنقاء ال تصاد... مل يعلم الصائدون منهم

تندق من دونه الصعاد... يف راحتيك سعدا وأن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب كورة أونبة وهو

كتاب عهد الصحبة يف حلى مدينة ولبة

:ة، ينسب إليهامن عمل أونب

ذو الوزارتني أبو بكر حممد بن سليمان

املعروف بابن القصرية الوليب

هو يف وقتنا مجهور الرباعة، وقدوة أهل الصناعة، نشأ يف دولة املعتضد، واعتىن به أبو الوليد : من الذخريةني، إىل أن نكب مع بن زيدون فقدمه عنده، مث تقدم عند املعتضد، وصريه سفريا بينه وبني يوسف بن تاشف

.املعتمد، مث اشتمل عليه أمري امللثمنيغرة يف جبني امللك، ودرة ال تصلح إال لذلك السلك، باهت به األيام، وتاهت يف ميينه : ومن القالئد

.األقالم، واشتملت عليه الدول اشتمال الكمام على النور، وانسربت إليه األماين انسراب الغمام إىل الغوروافتين أطال اهللا بقاءك أحرف كأهنا الوشم يف اخلدود متيس يف حلل إبداعها، وإنك لسابق : قولهفمن نثره

احللبة ال يدرك غبارك يف مضمارها، وال يضاف سرارك إىل إبدارها، وما أنت يف أهل البالغة إال نكتة لكنها احلظوظ ال فلكها، ومعجزة تشرف، الدول بتملكها، وما كان أخلقك مبلك يدنيك، وملك يقتنيك، و

تعتمد من تتجمل به وتتشرف، وال تقف إال على من توقف، ولو أنفقت حبسب الرتب ملا ضربت عليك إال قباهبا، وال عطفت عليك إال أثواهبا، وأما ما عرضته فال أرى إنفاذه قواما، وال أرى لك أن تترك عيون

، لكان األليق بك، واألذهب مع حسن رأيك نياما، ولو كففت عن هذا اخللق، وانصرفت عن تلك الطرق .مذهبك

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب كورة أونبة هو

كتاب الترقيش يف حلى جزيرة شلطيش

:منها. فيها مدينة صغرية حصينة. احمليطجزيرة يف البحر

الفقيه الكاتب أبو بكر

حممد بن حيىي الشلطيشي

املعروف بابن القابلة

ذو املنزع اللطيف، والتلون الظريف، وسالك مهيع ابن العريف، وملبس سوقة املعاين حلل : من السمطأرابه، يندى جملسه بقطر األدب كان حني هتدل غصون آدابه، وترفل أيام شبابه يف ذيول. اللفظ الشريف

من رسالة كتب : عنوان ما أورده من نثره. الغض، ويفري الفرى لسانه وعيناه ال يربح مغرزها من األرض :هبا إىل حيىي بن غانية

ظهر الفساد يف الرب والبحر مبا كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي : " أما بعد، فإن اهللا تعاىل يقولإنه قد عمت الرزايا واملصائب، ومشلت الفنت املشارق واملغارب، وهلك فيها إال ما " عون عملوا لعلهم يرج

شاء اهللا الشاب والشائب، وعادت زاهرات األمصار موحشة خرائب، وعامرات األقطار مقفرة سباسب، يده، لكان مبا كسبت أيدي الناس ولوال حلم اهللا وإمهاله ليتوب إهلي عبيد ه، ويرجع عما يكرهه إىل ما ير

.اإلبالس، ولرفع من الرمحة املساساحلمد هللا عامل السر والعلن، والصالة على سيدنا حممد رسوله شارع الفرض والسنن، ورضي : ومن أخرى

اهللا عن الصحابة الذين شاهدوا من النبوة أعالمها، وصاحبوا كيفما تقلبت أيامها، والتزموا من غري أن ها، وعن التابعني وتابعيهم احملسنني الذين نالوا من الوالية حاهلا ومقامها، جيدوا يف أنفسهم حرجا أحكام

.وإجيادها فناء وبقاء وإعدامها، وإثباهتا على فلك واصطالمها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

.ن الكتب اليت يشتمل عليها كتاب كورة أونبةم

وهو

كتاب املقلة الساجية يف حلى قرية الزاوية

نسب إليها بنو حزم. أهنا ما أعمال أونبة: ذكر احلجاري

الوزير العامل احلافظ

أبو حممد علي بن الوزير

أيب عمر أمحد بن سعيد بن حزم الفارسي موىل بين أمية

. تكف غواربه، وال يروى شاربه، وكالبدر ال جتحد دالئله، وال ميكن نائلهكان كالبحر ال: من الذخريةكان حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق بأذيال األدب، مع : وقال ابن حيان يف املتني

ري املشاركة يف كثري من أنواع التعاليم القدمية من املنطق والفلسفة، له يف بعض تلك الفنون كتب كثرية، غأنه مل خيل فيها من غلط وسقط، جلراءته يف التسور على الفنون، ال سيما املنطق، فإهنم زعموا أنه زل

هنالك، وضل يف سلوك تلك املسالك، وخالف أرسططاليس واضعه خمالفة من مل يفهم غرضه، وال ارتاض واحنرف عما سواه حىت وسم ومال أوال به النظر يف الفقه إىل رأي الشافعي، وناضل عن مذهبه، . يف كتبه

به، ونسب إليه، فاستهدف بذلك لكثري من الفقهاء، وعيب بالشذوذ، مث عدل يف اآلخر، إىل قول أصحاب الظاهر، مذهب داود بن علي ومن ابتعه من فقهاء األمصار، فنقحه، وهنجه، وجادل عنه، ووضع الكتب يف

ن جيادل عن علمه هذا من خالفه، على استرسال يف وكا. بسطه، وثبت عليه إىل أن مضى لسبيله، رمحه اهللاليبيننه للناس وال " طباعة، ومذل بأسراره، واستناد إىل العهد الذي أخذه اهللا على العلماء من عباده،

فلم يك يلطف مبا عنده بتعريض، وال يزفه بتدريج، بل يصك به معارضه صك اجلندل، وينشقه " يكتمونه وك يقصونه عن قرهبم، ويسريونه عن بالدهم، إىل أن انتهوا به منقطع أثره، بقرية أحر من اخلردل، فطفق املل

.وهبا تويف رمحه اهللا سنة ست ومخسني وأربعمائة. بلده، من بادية لبلةوكان متشيعا يف بين أمية منحرفا عمن سواهم من قريش، وادعى أنه من الفرس، وهو خامل األبوة من

مسعت وأطعت لقول اهللا : ه أيب املغرية رسالة فيها ما أوجب أن جاوبه هبذهوصله من ابن عم. عجم لبلةصل من قطعك، واعف عمن : " وأسلمت وانقدت لقول نبيه عليه السالم" وأعرض عن اجلاهلني : " تعاىل

:كفاك انتصارا ممن تعرض ألذاك إعراضك عنه، وأقول: ، ورضيت بقول احلكماء" ظلمك سبابك، إن هواك السباب... تبغ سواي امرءا يبتغي

وصنت حملى عما يعاب... فإين أبيت طالب السفاه فإن سكويت عنه خطاب... وقل ما بدا لك من بعد ذا

:وأقول

ومالك فيهم يا ابن عمي ذاكر... كفاين بذكر الناس يل ومآثري غدا وهو نفاع املساعي وضائر... عدوي وأشياعي كثري، كذاك من

حملتمل ما جاءين منك صابر... وعققتين وإين وإن آذيتين :قال قصيدة منها

ولكن عييب أن مطلعي الغرب... أنا الشمس يف جو العلوم منرية أجد عال ما ضاع من علمي النهب... ولو أنين من جانب الشرق طالع

:وله على مذهبه :يطيل مالمي يف اهلوى ويقول... وذي عذل فيمن سباين حسنه

ومل تدر كيف اجلسم أنت عليل... الح مل تر غريه أمن أجل وجه

فعندي رد لو أشاء طويل... أسرفت يف اللوم فاتئد : فقلت له على ما أرى حىت يقوم دليل... أمل تر أين ظاهري وأنين

:وله وقليب عندكم أبدا مقيم... شجاك رحيل جسمي : يقول أخي لكليملذا سأل املعاينة ا... املعاين مطمئن : فقلت له

:وله يف غالم ناحل عليه مشس حلر بالذبول... وإن غصنا أبدا ال تزول

ابن عمه أبو املغرية عبد الوهاب

ابن أمحد بن عبد الرمحن

بن سعيد بن حزم

حلق ببالد الثغر، وقد اعتلت طبقته يف النظم والنثر، وكتب عن عدة من امللوك ونال حظا : من الذخريةوشجر األمر بينه وبني ابن عمه أبو حممد . أنه اعتبط شابا بعد أن ألف عدة تواليفعريضا من دنياهم، إال

.ابن حزم، وجرت بينهما هنات ظهر فيها أبو املغرية، وبكته، حىت أسكته :قرأت هذه الرقعة العاقة، فحني استوعبتها أنشدتين: جواب أيب املغرية للرسالة املتقدمة

ع األسلملا رأى وق... حننح زيد وسعل باهللا ال قطعتها إال يده، فأثبت على : فأردت قطعها، وترك املراجعة عنها، فقالت يل نفس قد عرفت مكاهنا

:ظهرها، ما يكون سببا إىل صوهنا، وقلت وأخطأت حىت أتاك الصواب... نعقت ومل تدر كيف اجلواب

نأت عنك فيها اجلياد العراب... وأجريت وحدك يف حلبة لغري قرى فأتتك الذئاب... ل مستنبحا وبت من اجله

مملكة بطليوس

كتاب الفردوس يف حلى مملكة بطليوس

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث من الكتب اليت حيتوي عليها غرب األندلس وهو

فردوس يف حلى مملكة بطليوسكتاب ال

كتاب األمثال الشاردة يف : مملكة جليلة يف مشال األندلس، وقد استوىل عليها النصارى، وكتاهبا ينقسم إىلحلى مدينة ماردة كتاب نزع القوس يف حلى مدينة بطليوس كتاب نغم املغردين يف حلى حصن مدلني

يف حلى مدينة يابره كتاب وشي احللة يف حلى مدينة كتاب اجلنة يف حلى حصن قلنة كتاب الروضة املزهرة ترجلة كتاب حسن الغانية يف حلى حصن جلمانية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

ليوسية وهوالكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البط

كتاب األمثال الشاردة يف حلى مدينة ماردة

املنصة

إحدى القواعد اليت بنتها ملوك العجم للقرار، وفيها من إظهار القدرة املاء اجملتلب : من كتاب الرازيوحيكى أنه كان يف كنيستها حجر يضيء املوضع من نوره، . احملجوب عليه بأبنية، أعجزت الصانعني صنعتها

.عرب أول دخوهلافأخذته ال

التاج

قد اختذها سالطني األندلس قبل اإلسالم سريرا لسلطنة األندلس، وكانت يف دولة بين أمية يليها عظماء .بيتهم، وكثريا ما ختالف عليهم، مث صار الكرسي بطليوس، وهي اآلن للنصارى

السلك

أبو الربيع سليمان بن حممد

بن أصبغ بن وانسوس

بائه رئاسة يف مدينة ماردة، وساد هو يف حضرة قرطبة وصار وزيرا، وجل قدره وله نثر أصله من الرببر، وآل :متأخر الطبقة، ونظم، منه قوله

ر الدياجي وأنت مين بعيد... كيف يل أن أعيش دونك يا بد يف حسايب مدى الزمان سعيد... إن يوما أراك فيه ليوم

ماال تريدغري وصلي وذاك ... ومرادي أال أراك تداين :وقوله

وقضي علي بأن أذل وأصربا... احلب علم مقليت أن تسهرا عين وإين ال أزال حمريا... يا مشبه القمرين مالك معرضا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البطليوسية وهو الكتاب الثاين من الكتب

كتاب نزع القوس يف حلى مدينة بطليوس

املنصة

.مدينة عظيمة كثرية احلذق، جامعة للخلق، أرضها كرمية، وهي على هنر أنة: من كتاب الرازي

يع ما حاضرة بالد اجلوف اليت متصرت فيها، و تأهلت بتوارث اململكة األفطسية على مج: ومن املسهبيليها، قد خطت يف بسيط من األرض، خمضر األبراد، منفسح املراد، وأوفت على النهر األعظم املعروف

وبىن فيها املتوكل بن األفطس املباين الطيبة، . بنهر أنة، وليس اآلن يف بالد اجلوف قاعدة أعظم منها :وفيها يقول ابن الفالس. واملصانع اجلليلة

فلله غور من جنابك أو هند... البعد بطليوس ال أنساك ما اتصل تفجر واديها كما شقق الربد... وهللا دوحات حيفك بينها

التاج

. أن الذي أحدث هذه املدينة، وكان أول بان هلا عبد الرمحن بن مروان املعروف باجلليقي: ذكر ابن حيان .رثها ولدهوكان ابتداء خالفه على سالطني بين مروان سنة إحدى وستني ومائتني، وتوا

املنصور : وأوهلم. وصارت يف مدة ملوك الطوائف بعد انقراض دولة بين أمية من األندلس إىل بين األفطسعبد اهللا األفطس بن سلمة، مث ورثها عنه ابنه املظفر أبو بكر حممد، وكان قريع املعتضد بن عباد وحماربه،

:وورثها بعده ابنه. ة جملدوهو الذي صنف كتاب املظفري يف األدب والتاريخ، حنو مائ

املتوكل عمر بن املظفر

كان املتوكل يف حضرة بطليوس، كاملعتمد بن عباد يف حضرة إشبيلية، فكم أحييت اآلمال : من املسهب .حبضرهتما، وشدت الرحال إىل ساحتهما

افت بكعبته املال ملك جند الكتائب واجلنود، وعقد األلوية والبنود، وأمر األيام فائتمرت، وط: ومن القالئدواعتمرت، إىل لسن وفصاحة، ورحب جناب للوافدين وساحة، ونظم شعر يزري بالدر النظيم، و نثر وآل . تسرى رقته سرى النسيم، وأيام كأهنا من حسنها مجع، وليال كان فيها على األنس حضور وجمتمع

طبقته يف النظم قوله يستدعي وعنوان. أمره إىل أن حصره امللثمون، وقتلوه مع ولديه الفضل والعباس :الوزير أبا غامن ملنادمته

واسقط سقوط الندى علينا... اهنض أبا غامن إلينا ما مل تكن حاضرا لدينا... فنحن عقد من غري وسطى

واتصل . قبويل لتنصلك من ذنوبك موجب جلراءتك علي، وعودتك إليها: وعنوان نثره قوله لولده العباسالن عنك، ومل تثبت يف أمره، وال حتققت صحيح خربه، حني فر عن أهله ووطنه، ما كان من خروج ف

والعجلة من النقصان، وليس حيمد قبل النضج حبران، وهذا الذي أوجبه إعجابك بأمرك، وانفردك برأيك، .ومىت ما مل ترجع عما عودت به نفسك، فأنا واهللا أريح نفسي من شغبك

السلك

حلى الكتاب والوزراءمن كتاب تلقيح اآلراء يف

ذو الوزارتني أبو الوليد احلضرمي

استوزره املتوكل بن األفطس ملك بطليوس، فداخله عجب، وتيه، وجترب مفرط، كرهه من أجله أصحاب .الدولة، فعزله املتوكل

:ومن شعره قوله كان عشق املالح حيي السرورا... كيف ال أعشق املالح إذا ما !ن وأدعو هناك مبا وزيرا؟... وأحث الكؤوس بني البسايت

ذو الوزارتني أبو عبد اهللا حممد بن أمين

ما حتول إال إىل أعمالك، وال انتقل إال من ميينك إىل : من نثره. هو مذكور يف الذخرية، استوزره املتوكلمشالك، وعنده تذكر حلسن معاهدة، وطيب مشاهدة، وال يزال يشكر سوالف نعمك، وينشر مطاوي

.اجلميلة ومهمك منازعك

ابنه

أبو احلسن حممد بن أمين

:له، وهو عنوان طبقته: من السمط وقد جعلت حسامي موضع القلم... وليلة خضت فيها جلة الظلم

حىت فشا سقمي من طرفها السقم... إىل اليت فتكت يف القلب مقلتها أما اتقيت أسود الغاب واألجم: ... ملا حللت هبا قالت وقد وجلت

مل أشر وصلك حىت بعت فيه دمي... أهال مبا جيري القضاء به : فقلت عض الثدي ورشف األشنب الشبم... فبت شريب ونقلي طول ليلتنا

نامت عيون العدا فيها ومل أمن! ... فيا هلا ليلة ما كان أطيبها

ومن كتاب أردية الشباب يف حلى الكتاب

بنو القبطورنة

أبو بكر عبد العزيز

طلحةوأبو حممد

وأبو احلسن حممد

هم للمجد كاألثايف، وما منهم إال موفور القوادم واخلوايف، إن ظهروا زهروا، وإن جتمعوا : من القالئد .تضوعوا، وإن نطقوا صدقوا، ما وهم صفو، وكلهم كفو

د أهنم باتوا ليلة على راحة، فلما هم رداء الفجر أن يندى، وجبني الصبح أن يتبدى قام أبو حمم: وذكر :فقال

ستر الليل نوره وهباؤه... يا شقيقي أتى الصباح بوجه ليس تدري مبا جيئ مساؤه... فأصطبح، واغتنم مسرة يوم

:مث استيقظ أخوه أبو بكر، وقال باكر الروض واملدام الشموال... يا أخي قم تر النسيم عليال إن حتت التراب نوما طويال... ال تنم، واغتنم مسرة يوم

:ستيقظ أخومها أبو احلسن، فقالمث ا قم نصطبخ مخرة من خري ما ذخروا... يا صاحيب ذرا لومي ومعتبيت فاليوم مخر ويبدو يف غد خرب... وبادرا غفلة األيام واغتنما :ومن حماسن أيب بكر قوله

وعارض وجه الثرى قد بقل... دعاك خليلك واليوم طل نعم احمللوإبريق راح، و... لقدرين فاحا ومشامة يالم الصديق إذا ما احتفل... ولو شاء زاد ولكنه

:وقوله وحل يف مساء العال يا قمر... هلم إىل روضنا يا زهر

فما لعيون األماين ممر... إذا مل تكن عندنا حاضرا وحسنت يف العني حسن احلور... وقعت من القلب وقع املىن

:وأليب احلسن كجسمي ساعة فارقتها ...ذكرت سليمى، وحرى الوغى

وقد ملن حنوي فعانقتها... وأبصرت بني القنا قدها

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

األديب األعلم

أبو إسحاق إبراهيم البطليوسي

قرأ عليه بإشبيلية، ومل أر يف أشياخ األدباء أصعب خلقا منه، ومما يدلك على ذلك قوله يف إشبيلية جنة :الدنيا !لكل بؤس وساحه... ص ال زلت دارا يا مح

!إال وما فيه راحه... ما فيك موضع راحة

األديب أبو األصبغ القلمندر

:وصفه احلجاري مبعاقرة املدام، ومالزمة الندام، وأنشد له قوله !فجل حيايت من سكرها... جرت مين اخلمر جمرى دمي فتمزيقها بسنا بدرها... ومهما دجت ظلمات اهلموم

وأمر املظفر بن . أنا أوىل الناس بأال يترك اخلمر، ألنين طبيب أحبها عن علم مبقدار منفعتها: ان يقولوك .األفطس بقطع لسانه لكثرة أذيته

ومن كتاب مصابيح الظالم

أبو عبيد اهللا حممد بن البني البطليوسي

:أنه كان مشغوفا بطريقة ابن هانئ األندلسي، كقوله: من الذخرية واستوهبوا قضب األراك قدودا... لصباح فقسموه خدودا غصبوا ا

فاستبدلوا منه النجوم عقودا... ورأوا حصى الياقوت ودون حملهم فسبوا هبن ضراغما وأسودا... واستودعوا حدق أملها أجفاهنم

حىت استعانوا أعينا وهنودا... مل يكف أن سلبوا األسنة والظيب ضوء النهار بليلها معقودا... وتضافروا بضفائر أبدوا لنا .وهو من شعراء املائة اخلامسة

األهداب

من موشحات الكميت

من أم جندب... سرى طيف اخليال والعهد األول... لتجديد الوصال طيف خياهلا... فطال ما منعت

عطف وصاهلا... وعز ما حرمت يوما بباهلا... حىت إذا خطرت

يبمن نشر ط... هبت ريح الشمال ونشر مندل... باملسك والغوايل يا أهل مسلمه... بقيتم ال عدمتم

نعمي ومكرمه... وليتم فأوليتم ثيابا معلمه... ومن هذا لبستم من نسج يعرب... من الطراز العايل بأعلى منزل... فيها طرز املعايل

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:الصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا و

الكتاب الثالث

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البطليوسية وهو

كتاب املغردين يف حلى حصن مدلني

:منه. من حصون بطليوس

الوزير الكاتب

أبو زيد بن عبد الرمحن بن مولود

و زيد، وعال إىل درجات الوزراء والكتاب عند املتوكل وجنب منهم أب. بنو مولود أعيان مدلني: من املسهب :ومن شعره قوله. بن األفطس

ر على وفق األماين... أرين يوما من الده

كيفما شئت تراين... مث دعين بعد هذا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:فهذا أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه،

الكتاب الرابع

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البطليوسية وهو

كتاب اجلنة يف حلى حصن قلنة

:منه. من احلصون البطليوسية، وهو اآلن للنصارى

الكاتب أبو زكريا حيىي بن سعيد

ابن مسعود األنصاري

بالكتابة عن أيب العالء بن يوسف بن من علية الكتاب وذوي اجلاه الطويل العريض فيهم، اشتهر وجل قدره :عبد املؤمن سلطان إفريقية، ومن شعره قوله

لديك ملا أبصرتين آخر الدهر... تكلفين بعض الذي لو طلبته فليس لطبع املاء مكث مع اجلمر... فكن منصفا، أوال، فدعين جانبا وماذا الذي يبقى الرجاء مع اخلرب... عليك سالم بعد يأس وحسرة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

من الكتب اليت يشتمل عليهما كتاب اململكة البطليوسية وهو

كتاب الروضة املزهرة يف حلى مدينة يابرة

البساط

. اململكة البطليوسية، وكثريا ما يذكرها ابن عبدون يف شعرهمدينة يابرة من املدن املشهورة يف

العصابة

وهي اآلن . كان املظفر بن األفطس قد حصن هبا ابنه املنصور، وكذلك وليها املتوكل أيضا، وابن املتوكل .للنصارى

السلك

أبو حممد بن عبدون اليابري

سحبان، واملقارع لصعصعة ابن صوحان، الذي أطلع منتمى األعيان، ومنتهى البيان، واملطاول ل: من القالئدالكالم زاهرا، ونزع فيه منزعا باهرا، خنبة العالء، وبقية أهل اإلمالء، الشامخ الرتبة، العايل اهلضبة، فاق

:الغرض مما أورده من نظمه قوله. األفراد واألفذاذ، ومشى يف طرق اإلبداع الوخد واإلغذاذ فكم يل هبا من معان فصاح... ح سقاها احليا من مغان فسا ووشي معاطف تلك البطاح... وحلى أكاليل تلك الربا

وجرى فيها ذيول املراح... فما أنس ال أنس عهدي هبا جياذب بردي مر الرياح... ونومي على حربات الرياض

ومل أصغ فيها إىل حلي الح... حبيث مل أعط النهى طاعة أدر له شفقا من صبح مل... وليل كرجعة طرف املريب

:وقوله تنبه إن شأنك غري شاين... أقول لصاحيب قم ال ألمر

على الليل النوائح باألذان... لعل الصبح قد وىل وقامت :وقوله

ق قد مزج الكل منا بكل... ومل أنس ليلتنا والعنا وأمشط عارضه واكتهل... إىل أن تقوس ظهر الظالم يف عاتق الليل بعض البلل م... ومس رداء رقيق النسي

:وقوله وموديت ممزوجة بصفاء... هل تذكر العهد الذي مل أنسه قد حل عقد حباه بالصهباء... ومبيتنا يف هنر محص والدجى ترنو إلينا من عيون املاء... ودموع طل الليل ختلق أعينا

:والقصيدة اجلليلة اليت له يف رثاء املتوكل بن األفطس وولديه من الليايل وخانتا يد الغري... ليايل أقال اهللا عثرتنا ما ل

كاألمي ثار إىل اجلاين من الزهر... تسر بالشيء لكن كي تضر به

مل تبق منها، وسل ذكراك من خرب... كم دولة وليت بالنصر خدمتها :مث أخذ يقص دول اجلاهلية واإلسالم، إىل أن قال

عليا مبا شاءت من البشرفدت ... وليتها إذ فدت عمرا خبارجة :ومنها

وأشرقت بقذاها كل مقتدر... وأوثقت يف عراها كل معتمد وأسلمت كل منصور ومنتصر... وروعت كل مأمون ومؤمتن مراحال والورى منها على سفر... بين املظفر واأليام ال نزلت

مبثله ليلة يف سالف العصر... سحقا ليومكم يوما وال محلت من لألسنة يهديها إىل الثغر؟... ة؟ أو من لألعنة؟ أو من لألسر

من للسماحة؟ أو للنفع والضرر؟... من للرباء؟ أو من للرياعة؟ أو وا حسرة الدين والدنيا على عمر... ويح السماح وويح الناس لو سلما

تعزى إليهم مساحا ال إىل املطر... سقى ثرى الفضل والعباس هامية جتهزوا فغدوا يف اللحد والغري... سعدان مثلهم ثالثة ما رأى ال

وكل ما طار من نسر ومل يطر... ثالث ما رقى النسران حيث رقوا حىت التمتع باآلصال والبكر... ومر من كل شيء فيه أطيبه

سالم مرتقب لألجر منتظر... على الفضائل إال الصرب بعدهم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مدصلى اهللا على سيدنا حم

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا ؟

الكتاب السادس

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البطليوسية وهو

كتاب وشي احللة يف حلى مدينة ترجلة

:ينسب إليها. من مدن اجلوف املشهورة، وهي اآلن للنصارى

ليأبو حممد عبد اهللا بن البنت الترج

:أنه كان يف مجلة شعراء املظفر بن األفطس ملك بطليوس، وله فيه من قصيدة قوله: من املسهب والدهر يبصر واضحا عن بشره... فتح تبسمت املىن عن ثغره

منه كما انسلخ الدجى عن فجره... ملا دجا ليل القتام بدا لنا :ومن شعره قوله

ن ماء ومجرامجعت للعيا... سقنيها على النواقيس مخرا قد أرتين على احلقيقة سحرا... من يكن منكرا لسحر فإين فأرتين من الزجاجة فجرا... ولكم قد شربتها جنح ليل

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

تمل عليهامن الكتب اليت يش

كتاب اململكة البطليوسية وهو

كتاب حسن الغانية يف حلى حصن جلمانية

أبو زكريا حممد بن زكي اجللماين

كان سكناه بأشبونة، وهو من جلمانية، وكان شاعرا متجوال على األقطار، مستجديا : من املسهب :له من قصيدة يف املأمون بن ذي النون. باألشعار

فلم أر كاملأمون يف الشرق والغرب... رقا ومغربا خربت ملوك األرض ش وال خري يف قول يكون بال قلب... مقالة معضود اللسان بقلبه

:وقوله وإن نظرت أعني النرجس... إذا خجل الورد فاشرب عليه

قوام احلياة سوى األكؤس... وال تستمع من نصيح فما

مملكة شلب

كتاب اخللب يف حلى مملكة شلب

الرمحن الرحيمبسم اهللا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب غرب األندلس وهو كتاب اخللب يف حلى مملكة شلب

وينقسم كتاهبا . ا العنرب من البحر احمليطمملكة جتاور مملكة إشبيلية وهي يف غرهبا ومشاهلا وخيرج يف سواحلهكتاب الشرب يف حلى مدينة شلب كتاب حلة الطاووس يف قرية شنبوس كتاب الروضة املرتادة يف : على

حلى قرية رمادة كتاب الليايل القمرية يف حلى مدينة شنتمرية كتاب حلى العليا يف حلى مدينة العليا كتاب طلةالكواكب املطلة يف حلى مدينة قس

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة الشلبية وهو كتاب

.الشرب يف حلى مدينة شلب هي عروس

املنصة

قال ابن . من البحر احمليط، وبني شلب وقرطبة للراكب تسعة أيام مبناها على هنر ميد: من كتاب الرازيهي مدينة مستحسنة مشهورة باألدباء، وفيها نشأ املعتمد بن عباد، وفيها قصر الشراجيب الذي قال : سعيد

:ابن عمار فيه له أبدا شوق إىل ذلك القصر... وسلم على قصر الشراجيب عن فىت

التاج

عباد نشأ فيها، وواله أبوه املعتضد مملكتها، وملا استقل املعتمد بإشبيلية وىل على قد تقدم أن املعتمد بن .ووالهتا اآلن من إشبيلية. شلب ابنه املعتد

السلك من كتاب الياقوت يف حلى ذوي البيوت

أبو بكر حممد بن وزير

وله من شعر خياطب به . بنو وزير أعيان شلب، وساد أبو بكر وصار بإشبيلية من قواد األعنة املذكورين :املنصور من بين عبد املؤمن

فمنا ومنهم قائم وحصيد... وملا تالقينا جرى الطعن بيننا وحول الورد للحسام ورود... فال صدر إال فيه صدر مثقف

كالنا على حر اجلالد جليد... صربنا وال كهف سوى البيض والقنا ال حييدومن يتبلد ال يز... ولكن شددنا شدة فتبلدوا

ابنه

أبو حممد بن وزير

:وهو القائل وقد وىل ابن غمر أشراف إشبيلية. ساد يف دولة بين عبد املؤمن وىل ابن غمر خطة األشراف... ال تيأسن من اخلالفة بعدما

يضع النوافج يف يدي كناف... تبا لدهر هذه أفعاله .وقتله ابن هود

أبو الوليد بن أيب حبيب

أعيان شلب بنو أيب حبيب من

أنه عاشره : وذكر: نكتة الزمان، وخنبة األعيان، الذي ملك احليا عنانه، وأيدت احلكمة لسانه: من السمط :بشلب، وأنشد من شعره قوله يف جواب رسالة

وجه املسرة والوفاء صقيال... أهال بزائرة أرانا حسنها وغدت جتر من الوفاء ذيوال... لبست من اإلبداع أحسن حلة

وأمد كفي حنوها تبجيال... ا زلت أحلظها بعني مهابة م مين القبول وزدهتا تقبيال... وأقوم إجالال هلا ملا دعت

.وأطنب يف الثناء عليه

أبو بكر حممد بن امللح

:حل كنف العلم والعليا، وأخذ بطريقي الدين والدنيا، وأنشد له قوله: من القالئد هداه يضرب الصطباحك موعداأ... والروض يبعث بالنسيم كأمنا غناه طائره وأطرب رددا... سكران من ماء النعيم فكلما

رقباء تقعد لألحبة مرصدا... يأوي إىل زهر كأن عيونه كالزهر أسرجها الظالم وأوقدا... زهر يبوح به اخضرار بنانه

:وقوله أنت تدري قضييت ما أبايل... حسب القوم أنين عنك سايل

فمىت كنت قبل هذا هاليل... يوم وبدري قمري أنت كل :وأنشد له صاحب الذخرية وقد حضر مع املعتضد بن عباد على راحة

وأنبوب ماء احلوض يف سيالنه... كأن سراجي شربنا يف التظائه لئيمان يف إنفاقه يعذالنه... كرمي توىل كربه من كليهما

أبنه

أبو القاسم أمحد

ان أبوه يلومه على إفراطه يف الزهد واالقتصار على كتب املتصوفني، نشأ على عفة وطهارة وزهد، فكوحيضه على األدب، إىل أن اشتهر يف االخنالع، وفر إىل إشبيلية، وتزوج هنالك عاهرا ترقص يف األعراس،

:فكتب له أبوه شعرا، أوله ليتك ما كنت يل بنيا... يا سخنة العني يا بنيا

:فأجابه وقبل زينتها إليا... حنوي أوجفت خيل العتاب

فاربح من الدهر ما هتيا... وقلت هذا قصري عمر فتنت جهال به وغيا... قد كنت أرجو املتاب مما أنت وإبليس واحلميا: ... لوال ثالث شيوخ سوء

ومن كتاب أردية الشباب يف حلى الكتاب

أبو الوليد حسان بن املصيصي

امللح يف شلب أترابا متمازجني، فلما مست احلال بابن عمار أنف ابن كان هو وابن عمار وابن: من الذخريةامللح من خدمته، ورضيها ابن املصيص، فقربه من املعتمد بن عباد، واستكتبه املأمون بن املعتمد ملا واله أبوه

:وعنوان طبقته يف النظم قوله من قصيدة يف املعتمد بن عباد. مملكة قرطبة ومل خيب من جناح سائل األسل... ف مل يطل من استطال بغري السي

فانفذ نفوذ القنا يف األمر واعتدل... أعدتك صحبتك األرماح شيمتها فاهنض برأيك بني الريث والعجل... وإن أتتك أمور مل تعد هلا

واغلظ على رقة واسفر على خجل... اقدم على حذر وارغب على زهد قتاد ولكن من شبا األسلعلى ال... جر الذيول ولكن من جحافله

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

أبو حممد عبد اهللا بن السيد

أحد من تفخر به جزيرة األندلس من علماء العربية، وهو من شلب، والزم مدينة بطليوس فعرف :بالبطليوسي، وله شرح كتاب اجلمل، وتصانيف يف النحو، ومن شعره قوله

وحاولت عذرا فلم ميكن. ..إذا سألوين عن حاليت كالم يدور على األلسن... خبري ولكنه : أقول

ويعلم خائنة األعني... وربك يعلم ما يف الصدور :وقوله

يذكرين ما قد مضى ونسيت... خليلي ما للريح أضحى نسميها صبوت بأحداق املها وسبيت... أبعد نذير الشيب إذ حل عارضي

فأحيا، ويقسو قلبها فأموت... تالحظين العينان منها برمحة كماال وواىف سعده وشقيت... فيا قمرا أغرى يب النقص واكتسى

ومن كتاب مصابيح الظامل يف حلى الناظمني لدر الكالم

أبو بكر حممد بن الروح

:من شعراء دولة اللثام املذكورين، وممن تضمنه كتاب السمط وعنوان طبقته يف الشعر قوله من قصيدة عرضي أشد من اخلطوب وأجند... زمان على حماربيت يد ما لل

من بعد هذا اليوم حيذرن غد... من كان حيذر من غد فأنا الذي يف حيث سوق الشعر ليست تكسد... يا ليت قومي يعلمون بأنين

ملا رأيت غصوهنا تتأود... ورأيت كيف هززت أجنية املىن

أبو بكر حممد بن إبراهيم

بن منخل الشبلي

كره صفوان يف كتاب زاد املسافر، وكان بينه وبني ابن املالح من بلده مباعدة، ونشأ ابنامها على ذلك، ذفعتب ابن املنخل ولده على مشته ولد ابن املالح، فأنشده هجاء فيه لولد ابن املالح، وكانا على واد تنق

.تنق ضفادع الوادي: ضفادعه، فقال أبو بكر أجز .معتادبصوت غري : فقال ابنه

.كأن ضجيج معوهلا: فقال أبو بكر .بنو املالح يف النادي: فقال ابنه

األهداب

موشحة ال بن أيب حبيب

زاد لراحل... عسى لديك يا ربة القلب فودعي فديتك هيمانا

ال يستطيع دونك سلوانا إذا تذكر البني أو بانا حنني ثاكل... بكى وحن إىل شلب

:ومنها غري الغالئل... لصب ما هيج الغليل على ا

:ومنها برد اخلالخل... فدلنا على الصبح يف احلجب

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من كتب اململكة الشلبية وهو

كتاب حلة الطاووس يف حلة قرية شنبوس

:منها. القرى وأصغرها من أحسن

ذو الوزارتني أبو بكر حممد بن عمار

مقذف حصا القريض ومجاره، ومطلع مشسه وأقماره، الذي بعث اإلحسان عرفا عطرا ونفسا، : من القالئد .وأثبته يف شفاه األيام لعسا

صحب املعتمد أنه من هذه القرية اخلاملة تأدب بشلب، و: وتلخيص أمره من القالئد والذخرية واملسهبمث ملا استقل املعتمد . بن عباد من الصبا، وهناه املعتضد أبوه عن صحبته، مث خوفه ففر ابن عمار إىل سرقسطة

بعد أبيه جاءه ابن عمار مذكرا مبودته، فتلقاه بأعظم قبول، وصار عنده كجعفر عند الرشيد، إىل أن داخل مللك، فوثب على مرسية ملا أخذها البن عباد، وانفرد ابن عمار العجب، ومست به نفسه إىل جماذبة رداء ا

:فيها بنفسه، و هجا ابن عباد وزوجه الرميكية، و اشتهر من ذلك قوله من القصيدة الطائرة أناخوا مجاال وحازوا مجاال... أال حي بالغرب حيا حالال

:ومنها منعت القرى وأحبت العياال... فيا عامر اخلليل يا زيدها

مث إنه خرج من مرسية إلصالح بعض احلصون فثار عليه يف . ية الفحش، ومل يفكر يف العواقبوأفحش غامرسية ابن رشيق وأغلق أبواهبا يف وجهه، فعدل إىل املؤمتن بن هود، ورغبه يف أن يوجه معه جيشا ليأخد له

دح ماال لعداوته شقورة من يد عتاد الدولة فخدعه عتاد الدولة حىت حصل يف سجنه، وبعث فيه ابن صما :له، وكذلك ابن عباد، فقال ابن عمار

رأسي بأنواع من املال... أصبحت يف السوق ينادي على من ضمن بالثمن الغايل... تاهللا ال جار على ماله

وآل أمره إىل أن باعه من ابن عباد، فجاء به ابنه الراضي إىل إشبيلية على أسوإ حال، وسجنه ابن عباد يف ره، و مل يزل يستعطفه وهو ال ينعطف له إىل أن كان ليلة يشرب، فذكرته الرميكية به، وأنشدته بيت يف قص

قد شاع أنك تعفو عنه، وكيف يكون ذلك بعد ما نازعك ملكك، ونال من عرض : هجاءه فيه، وقالت لهعمار، فثار عند ذلك، وقصد البيت الذي هو فيه، فهش إليه ابن. حرمك؟ وهذان ال حتتملهما امللوك

ولذلك يقول : قال ابن بسام. قد تركته كاهلدهد: فضربه بطربزين شق به رأسه، ورجع إىل الرميكية، وقال :فيه صنيعته ابن وهبون

وأقول ال شلت ميني القاتل... هللا من أبكيه ملء مدامعي :وأجل قصائده قصيدته اليت ميدح هبا املعتضد بن عباد، ومن فرائدها قوله

والنجم قد صرف العنان عن السرى... فالنسيم قد انربى أدر الزجاجة

ملا استرد الليل منا العنربا... الصبح قد أهدى لنا كافوره وشيا وقلده نداه جوهرا... والروض كاحلسنا كسا زهره خجال وتاه بآسهن معذرا... أو كالغالم زها بورد رياضه أخضراصاف أطل على رداء ... روض كأن النهر فيه معصم

سيف ابن عباد يبدد عسكرا... وهتزه ريح الصبا فتخاله واجلو قد لبس الرداء األغربا... عباد املخضر نائل كفه

وألذ يف األجفان من سنة الكرى... أندى على األكباد من قطر الندى نار الوغى إال إىل نار القرى... قداح زند اجملد ال ينفك من

ملا سقاين من نداه الكوثرا. ..أيقنت أين من ذراه جبنة :ومنها

ملا رأيت الغصن يعشق مثمرا... أمثرت رحمك من رءوس ملوكهم ملا رأيت احلسن يلبس أمحرا... وصبغت درعك من دماء كماهتم

:وقوله من قصيدة وخصمت عنك بألسن األغماد... أذكيت دونك للعدى حدق القنا

:ومنها بياضه وسوادها بسواد... يفدي الصحيفة ناظري فبياضها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الشلبية وهو

كتاب الروضة املرتادة يف حلى قرية رمادة

:منها. بأهنا من قرى شل: ذكر احلجاري

أبو عمر

يوسف بن هارون الرمادي الكندي

كثري الشعر، سريع القول، مشهور عند العامة واخلاصة لسلوكه يف فنون املنظوم، ومن فرائد ما : من اجلذوة :أنشده من شعره قوله

إىل أين يقتاد الفراق الظعائنا... خليلي عيين يف الدموع فعاينا اة النوى عن لؤلؤ كان كامناغد... ومل أر أحلى من تبسم أعني

:وقوله ينحل من جسم يصري دموعا... ال تنكروا غزر الدموع فكل ما ما كنت إال سامعا ومطيعا... والعيد قد يعصي وأحلف أنين مينن على برده مصدوعا... قولوا ملن أخذ الفؤاد مسلما

:وقوله فحدها يف احلسن من حده... بدر بدا حيمل مشسا بدت

من بعد ذا تطلع يف خده... ب يف فيه ولكنها تغر :وقوله

كنت يف كربة ففرج عين... صد عين فليس يعلم أين فتجىن على كثري التجين... وجتىن علي من غري ذنب

حكم اهللا يل على حسن ظين... حسن ظين قضى علي هبذا :وقوله

سمعلى بكائي يف الرسوم الطوا... قفوا تشهدوا بثي وإنكار الئمي وإال غريقا يف الدموع السواجم... أيأمن أن يغدو حريق تنفسي بكائي فليفزع للوم اللوائم... فهذا محام األيك يبكي هديله إذا نزلت بالناس أو بالبهائم... وما هي إال فرقة تبعث األسى

مىت كان مين النوم ضربة الزم... خال ناظري من نومة بعد خلوة :وقوله

من ليس يعرف صربا كيف يصطرب... وهو شيء لست أعرفه قالوا اصطرب غر الوجوه ففي إمهاهلا غرر... أوص اخللى بأن يغضي املالحظ عن

عيين إليه فكان املوت والنظر... وفاتن احلسن قتال اهلوى نظرت ماذا تريد بقتلي حني تنتصر... مث انتصرت بعيين وهي قاتليت فإمنا أنفس األعداء هتتجر. ..يا شقة النفس واصلها بشقتها

يكفيك أين مظلوم ومعتذر... ظلمتين مث إين جئت معتذرا .وهو من مداح املنصور بن أيب عامر

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

امن الكتب اليت يشتمل عليه

كتاب اململكة الشلبية وهو

كتاب الليايل القمرية يف حلى مدينة شنتمرية

.مدينة مشهورة تعرف بشنتمرية الغرب، ألن هنالك شنتمرية الشرق، وهي اآلن للمسلمني

السلك

أبو احلسن بن هارون

ن ذكره وأبو احلسن مم. كان بنو هارون قد ملكوا شنتمرية، وتوارثوها، وأخذها منهم املعتضد بن عباد :صاحب الذخرية وأنشد له قوله

حيكي صفاء اجلو صفو غديرها... وحديقة شرقت بغمر منريها من خالص العقيان يف تصويرها... جتري املياه هبا أسود أحكمت وكأن وقع املاء صوت زئريها... فكأهنا أسد الشرى يف شكلها

.وذكره احلجاري، وأنشد له هذه األبيات

م يف حلى احلكامومن كتاب اإلحكا

أبو الفضل جعفر بن حممد بن األعلم

ذو اللسان الذلق، و اجلبني الطلق، والدال على كرم اخللق بكمال اخللق، الذي سابق فبذ : من السمطوأثىن على أصله . والنظام فما تلعثم وال توقفوأشرف، وناضل قادة الكالم فأنصف، وساجل حبور النثار

:وذاته، وأنشد له قوله واخلرص ال يلوي على الدهش... قالت وقد أقبلت ألثمها أأموت يف غرق من العطش؟... وا حربا : أفضحت نفسك؟ قلت

:وقوله ونار الشوق تستمري الدموعا... كتبت وال عج الربحاء ميلي إليكم يا أحبيت الضلوعا... ولو نفسي أطاوعها لقضت

:وقوله جسم نسيم رياضه أرواحه... هذا اخلليج وهذه أدواحه

درع إذا هبت عليه رياحه... سيف إذا ركد اهلواء بصفحه :وقوله

بسماوة الروض اجملود جنوما... انظر إىل األزهار كيف تطلعت للسمع فانقضت عليه رجوما... وتساقطت فكأن مسترقا دنا

ع الريح فيه من احلباب رقوما... ل املاء قد رقمت صنا وإىل مسي فتعيده يف ضفتيه نظيما... ترمى الرياض له نثري أزاهر

.ومدح أبا إسحاق بن أمري امللثمني يوسف

ومن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني لدر الكالم

أبو احلسن صاحل بن صاحل الشتنمري

ن املذكورين يف كتاب الذخرية، وأحسن ما وقفت عليه من شعره قوله، من شعراء املائة اخلامسة املشهوري :على أنه قد روى أليب حممد بن سارة، وهو أوىل به

مل خيل فيها الكاس من إعمال... أسىن ليايل الدهر عندي ليلة ومجعت بني القرط واخللخال... فرقت فيها بني عيين والكرى

:وقوله أبكي هبا وأبث سر هواك. ..أملي من الدنيا تستر خلوة

أخفي اهلوى عنهن إذ ألقاك... حول وحولك أعني ومسامع أن يقصروك وحيجبوا مرآك... حذرا عليك فديت يب وخمافة بددت مشل الدمع حني أراك... لوال احلياء وأن تشيع سريريت

:وقوله عن الوجد املربح والغرام... إذا هب النسيم فال تسلين

وما أبداه من طرق احلمام... م فدع فؤادي وإن ناح احلما

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الشلبية وهو

كتاب حلى العليا يف حلى مدينة العليا

.الغربية الشماليةمن املدن

كثري العلياوي

أديب مشهور يف عصرنا، كان بإشبيلية ورحل إىل جباية، فأكثر كالمه فيما ال يعنيه، فضرب وجرس، ونفي :ومن شعره قوله. يف البحر، فاستقر جبزيرة منورقة عند صاحبها سعيد بن حكم

وال جماوبة األوتار والنغم... ليس املدامة مما أستريح له وصارمي أبدا يف نصريت قلمي... لذيت كتب أطالعها وإمنا :وقوله

إذ طار مشتمال صميم فؤادي... طار الغراب لبينهم فحسبته

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الشلبية وهو

كتاب الكواكب املطلة يف حلى مدينة قسطلة

:منها. تعرف بقسطلة الغرب

أبو علي إدريس بن اليمان العبدري

وقد ذكر صاحب . أطال اإلقامة يف جزيرة يابسة حىت عرف منها، وله أمداح كثرية يف ملوك الطوائف :وأبدع شعره قوله. وال ميدح أحدا إال هبذا الشرطأن صلته على القصيدة كانت مائة دينار، : الذخرية

حىت إذا ملئت بصرف الراح... ثقلت زجاجات أتتنا فرغا إن اجلسوم ختف باألرواح... خفت فكادت تستطري مبا حوت

:وقوله يف حلية طويلة عريضة مل ختترقها دعوة املظلوم... لو أهنا دون السماء سحابة

مملكة باجة

يف حلى مملكة باجة كتاب الديباجة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب غرب األندلس وهو

كتاب الديباجة يف حلى مملكة باجة

كتاب الكواكب الوهاجة يف حلى : ارى، وينقسم كتاهبا إىل كتابنيمملكة غربية مشالية قد استوىل عليها النص مدينة باجة كتاب األقراط املكللة يف حلى حصن مارتلة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

:ماالكتاب األول من الكتابني اللذين يشتمل عليه

كتاب مملكة باجة وهو

كتاب الكواكب الوهاجة يف حلى مدينة باجة

مدينة باجة من أقدم مدائن األندلس ابتنيت أيام جاسر أول القياصرة، وهو الذي ابتدأ : من كتاب الرازيبتذريع الدنيا وتكسريها، وأرضها أرض زرع، وضرع، ونوارها حيسن للنحل، ويكثر عنه العسل، وملائها

. دباغ األدم، ال يبلغه دباغخاصية يف

السلك

من كتاب الياقوت

أبو عمرو بن طيفور الباجي

وكان أبو عمرو بن طيفور يف عصرنا، وهو القائل يف اهليثم . بنو طيفور أعيان باجة، وقد ملكوها يف وقت :حافظ إشبيلية

من كالم الناس ضخم... إمنا اهليثم سفر مليس للديوان فه... ال تطالبه بفهم

ومن كتاب العلماء

أبو الوليد الباجي سليمان بن خلف

بدر العلوم الالئح، وقطرها الغادي الرائح، وثبريها الذي ال يزحم، ومنريها الذي ينجلي به : من القالئدليلها األسحم، كان إمام األندلس الذي تقتبس أنواره، وتنتجع أجناده وأغواره، وقد كان رحل إىل املشرق،

طلب ساهرا، وقطف من العلم أزاهرا، وتغاىل يف اقتنائه، وثىن إليه عنان اعتنائه، حىت غدا فعكف على المملوء الوطاب، وعاد بلح طلية إىل اإلرطاب، فكر إىل األندلس حبرا ال ختاض جلجه، وفجرا ال يطمس

وأنشد له . انع لناضرمنهجه، فتهادته الدول، وتلقته اخليل واخلول، وانتقل من حمجر إىل ناظر، وتبدل من ي :قوله

بأن مجيع حيايت كساعة... إذا كنت أعلم علما يقينا وأجعلها يف صالح وطاعة... فلم ال أكون ضنينا هبا

:وقوله يرثي ابنيه وقد ماتا مغتربني مها أسكناها يف السواد من القلب... رعى اهللا قلبني استكانا ببلدة

لصق مكنون الترائب يف التربوأ... يقر بعيين أن أزور ثرامها سأجند من صحب وأسعد من سحب... وأبكي وأبكي ساكنيها لعلين

وال روحت ريح الصبا عن أخي كرب... فما ساعدت ورق احلمام أخا أسى

وال ظمئت نفسي إىل البارد العذب... وال استعذبت عيناي بعدمها كرى ول على املركب الصعبكما اضطر حمم... أحن ويثىن اليأس نفسي عن األسى .وناظر ابن حزم، ففل من غربه، وكان سببا إلحراق كتبه. وله كتاب املنتقى يف الفقه املالكي

الفقيه أبو عمر يوسف بن جعفر الباجي

فقيه جليل القدر رحل إىل املشرق وحج ووىل قضاء حلب، وعاد إىل األندلس فجل قدره عند املقتدر بن :ه قوله خياطب إخوانهومن شعر. هود ملك سرقسطة

على الغرر الفارجات الغمم... سالم على صفحات الكرم وتلك املعايل وتيك الشيم... فال أنس ال انس ذاك احليا

ودهرا بكم واضح املبتسم... ودنيا بكم طلقة اجملتلى لديها جمال محام احلرم... وساعات أنس جتول النفوس

مل يلم تذكر عهدكم... أحن إليكم من شاقه على أنه ظاهر كالعلم... وأنشر من فضلكم ما علمت

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من الكتابني اللذين يشتمل عليهما كتاب اململكة الباجية وهو

لى حصن مارتلةكتاب األقراط املكللة يف ح

.من حصون باجة، وهو معقل جليل، كان يف أيدي املسلمني حني كانت باألندلس :منه

الزاهد أبو عمران

موسى بن عمران املارتلي

سار بإشبيلية يف طريق الزهادة، وكان امللوك يزورونه وال يلتفت إليهم، وله نثر ونظم يف الزهد واحلكم التغافل عن اجلواب من . من خف لسانه وقدمه كثر ندمه. ما له معىن كل ما يفين: ومن نثره. مدون مشهور

:ومن نظمه قوله. ملك فؤاد من أفادك. من أعطاك رفده فقد منحك وده. فعل ذوي األلباب وكم ذا أحوم وال أنزل... إىل كم أقول وال أفعل

وأنصح نفسي فال تقبل... وأزجر عيين فال ترعوى بعل وسوف وكم متطل ...وكم ذا تعلل يل وحيها

وأغفل واملوت ال يغفل... وكم ذا أومل طول البقا األ فانزلوا: منادى الرحيل... ويف كل يوم ينادي بنا

وسبع أتت بعدها تعجل... آمن بعد سبعني أرجو البقا يساق بنعشي وال أمهل... كأن يب وشيكا إىل مصرعي ا أنقلوطول املقام مل... فيا ليت شعري بعد السؤال

:وكان ملتزما ملا ينطق به من قوله والنصح من حمض الديانة... امسع أخي نصيحيت دة والوساطة واألمانة... ال تقربن إىل الشها

ر أو فضول أو خيانة... تسلم من أن تعزى لزو .ومات يف آخر مدة ناصر بين عبد املؤمن

مملكة اشبونة

ونةكتاب الرياض املصونة يف حلى مملكة أشب

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب غرب األندلس وهو

كتاب الرياض املصونة يف حلى مملكة أشبونة

.اهلا، وقد حصلت يف يد النصارىمملكة جليلة على البحر احمليط يف غرب إشبيلية ومشكتاب الغرة امليمونة يف حلى مدينة أشبونة كتاب حديقة األحداق يف حلى دولة القبذاق : وينقسم كتاهبا إىل

كتاب النكهة العطرة يف حلى مدينة شنترة كتاب عرف النسرين يف حلى شنترين

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا أما بعد محد

الكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة األشبونية وهو

كتاب الغرة امليمونة يف حلى مدينة أشبونة

هي عروس

املنصة

صيد مدينة قدمية يف غرب باجة، وهلا أثرة فاضلة يف طيب الثمرات ومتكن يف ضروب ال: من كتاب الرازيبرا وحبرا، وبزاهتا اجلبلية أطري البزاة وأعتقها، ويف جباهلا شورة النحل، وهو العسل اخلالص البياض

.كالسكر، ويوضع يف خرقة، فال يكون له رطوبة

التاج

كانت يف مدة ملوك الطوائف للمتوكل بن األفطس وقد ويل عليها أبا حممد بن هود املهاجر إليه من .صارى يف آخر مدة امللثمنيوأخذها الن. سرقسطة

السلك

حممد بن سوار األشبوين

شاعر مشهور مذكور يف كتاب الذخرية أسره النصارى وجرت عليه حمن، وفداه منهم ابن عشرة كرمي :سال، فله فيه أمداح كثرية، منها قوله

جتود به فاهللا ينميه لألخرى... رأيتك أندى الناس كفا وكل ما

وما فارقت عيناي سلسلة األسرى... ل ضاغط ولوالك ما فك السالس مننت به حلوا وكم ذقته مرا... وصريت عيشي يف جنابك بالذي إىل اهللا أن ينمي لك اجلاه والعمرا... على ذاك ال أنفك أخلص داعيا

:وقوله

فكل سالوي إىل حبيب... أحب سال من أجل كونك من سال طحاها وأنت خصيبوكفك ب... لصريهتا مصرا ونيلك نيلها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة األشبونية وهو

كتاب حديقة األحداق يف حلى قرية القبذاق

.من قرى أشبونة

رمحن بن مقاناأبو زيد عبد ال

األشبوين القبذاقي

شاعر مشهور مذكور يف الذخرية، سافر إىل حضرة مالقة ومدح هبا اخلليفة إدريس بن حيىي بن علي بن محود :الفاطمي بالقصيدة املشهورة يف اآلفاق اليت منها

ذرفت عيناك بالدمع املعني... ألربق الئح من أندرين زفرات وأنني ولقليب... ولصوت الرعد زجر وحنني

كمخاريق بأيدي الالعبني... لعبت أسيافه عارية ال أمسع قول العاذلني! ويك... وأنادي يف الدجى عاذليت

إن هذين لزين العاشقني... عريتين بسقام وضين فاسقنيها قبل تكبري األذين... قد بدا يل وضح الصبح املبني

لبثت يف دهنا بضع سنني... مزة صافية مشمولة دررا عامت فعادت كالربين... ثر املزج على مفرقها ن

يتهادون رياحني اجملون... مع فتيان كرام جنب بأباريق وكأس من معني... ويسقون إذا ما شربوا

نور الورد به واليامسني... شربوا الراح على خد رشا سبج الشعر على عاج اجلبني... رجلت داياته عامدة

ودجا ليل على صبح مبني... ا فانثىن غصن على دعص نق ماء ورد الصبح للمصطبحني... وجناح اجلو قد بلله

كدموع أسبلتهن اجلفون... والندى يقطر من نرجسه كغراب طار عن بيض كنني... وانربى جنح الدجى عن صبحه

فانثنت عنها عيون الناظرين... وكأن الشمس ملا أشرقت محود أمري املؤمننيعلي بن ... وجه إدريس بن حيىي بن

:أنشده هذه القصيدة خلف حجاب على عادهتم يف ذلك، فلما بلغ إىل قوله: قال احلجاري ادخلوها بسالم آمنني... كتب اجلود على أبوابه

إنه من نور رب العاملني... انظرونا نقتبس من نوركم .أمر برفع احلجاب، حىت نظر إليه، وأفرغ سابغ إحسانه عليه

الرمحن الرحيمبسم اهللا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة األشبونية وهو

كتاب النكهة العطرة يف حلى مدينة شنترة

البساط

أنه ال حتمل الدابة منه إال : كى ابن اليسع وغريههي مدينة مشهورة باخلصب وهبا التفاح العجيب الذي ح .ثالث حبات، وهي اآلن للنصارى

السلك

بكار بن داود املرواين

مولده يف صفر سنة أربعني . أنه من ولد عبد اهللا بن عبد امللك بن مروان: الآليل. ذكر صاحب سفطوكان غاية يف الزهد، مطرحا لنفسه، وأربعمائة يف مدينة شنترة، مث انتقل إىل قرطبة، مث استوطن أشبونة،

:واجتمع به، وأنشده من شعره، فأنشده صاحب السفط لنفسه قوله. ومات يف جهاد العدو

لفي اشتياق شديد... أبطأت عين وإين قد قام مثل العمود... ويف يدي لك شيء

تعد هلذا الصدود... لو ذقته مرة مل :؟ فأنشدهأما يف شعرك أطهر من هذا: فقال له بكار

فجرعت وحدي باألجرع... وملا وقفت على ربعهم لنار تأجج يف األضلع... وأرسل جفين سرار الدموع

رفقا على األدمع: بكائي... فقال عذويل ملا رأى ملن حفظ العهد يف األربع... هذه سنة : فقلت له

:فأنشده بكار فاختلط لبه، وجعل جييء ويذهب، مث استنشده صاحب السفط من شعره،: قال عدم فإنك من عدم... ثق بالذي سواك من

ع السن من فرط الندم... وانظر لنفسك قبل قر واصحبهم أعمى أصم... واحذر وقيت من الورى

أن الح يل أهدى علم... قد كنت يف تيه إىل حىت خرجت من الظلم... فاقتدت حنو ضيائه يف نور رشدي كاحلمم... لكن قناديل اهلوى

:قولهو حسنه يف الورى غريب... أيها الشادن الذي

يف ما يب من اللهيب... حلظ ذاك اجلمال يط ري ولكنين أخيب... وعليه أقوم ده

قيض اهللا يل رقيب... كلما رمت زورة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:ذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فه

الكتاب الرابع

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة األشبونية وهو

كتاب عرف النسرين يف حلى مدينة شنترين

.هي حالية

البساط

غرب باجة، مبناها على هنر تاجه، مبقربة من انصبابه يف البحر، وأرضها غاية من الكرم : من كتاب الرازي .والطيب

العصابة

.ليها من أشبونة، وهي اآلن للنصارىكانت والهتا تتردد ع

السلك

من كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

األديب أبو احلسن علي بن بسام

التغليب الشنتريين

العجب أنه مل يكن يف حساب اآلداب األندلسية أنه سيبعث من شنترين، قاصية الغرب، وحمل : من املسهبومل ينشأ حبضرة قرطبة وال . ، ويطلعها ضرائر لألجنم الزهرالطعن والضرب، من ينظمها قالئد يف جيد الدهر

حبضرة إشبيلية وال غريمها من احلواضر العظام من ميتعض امتعاضه ألعالم عصره، وجيهد يف مجع حسنات :وسل الذخرية، فإهنا تعنون عن حماسنه الغزيرة، وأعلى شعره قوله. نظمه ونثره

كأس والبدر التمامال: عهدت... أال بادر فال ثان سوى ما تغص به احلديقة واملدام... وال تكسل برويته ضبابا توافيه فينحط اللثام... فإن الروض ملتثم إىل أن ونثره يف كتاب الذخرية يدل على علو طبقته، وأما ما أنشده فيها لنفسه من الشعر . وهذا من الطبقة العالية

.فنازل

ومن كتاب مصابيح الظالم

أبو عبد اهللا

حممد بن عبد الرب الشنتريين

:ممن ذكره يف املسهب احلجاري، وأنشد له قوله وما يل فيه ما حييت نصيب... أحب الذي يهوى عذايب دائما

وكل معاين حسنه فغريب... هالل على غصن مييس على نقا

أبو حممد عبد اهللا بن سارة الشنتريين

إىل تفنن . بت يف األعناق من ذمه أو مدحه مياسم كأطواق احلمامنادرة الدهر وزهرة األيام، املث: من القالئدإن شبه فاملعتزيات وامجة، أو أغرب ببديعه فاملغريات . يف اآلداب، وولوج يف مدينة الشعر من كل باب

:والغرض مما أنشده من شعره قوله. راغمة مل حيتجنب حذار عني الكايل... أما الرياض فإهنن عرائس

دفعا ومل يبخل بوزن الكايل... ا بنقد مهورها جاد الربيع هل منظومة أطرافها بآليل... تثىن الصبا منها أكف زبرجد

:وقوله كالدراري يف دجى الظلماء... البنة الزند يف الكوانني مجر ألديها صناعة الكيمياء... خربوين عنها وال تكذبوين رصعتها بالفضة البيضاء... سبكت فحمها سبائك ترب رقصت يف غاللة محراء... كلما ولول النسيم عليها يتعاطون أكؤس الصهباء... شرب : لو ترانا من حوهلا قلت

:وقوله ملا تناهى عمرها واكتهل... قد شابت النار بتنورها

مطيب الورد إذا ما ذبل... كأهنا ملا خبا مجرها :وقوله يف النارنج

م خدود أبرزهتا اهلوادجبه، أ... أمجر على األغصان دارت نضارة بكف نسيم الريح منها صواجل... كرات عقيق يف غصون زبرجد

:وقوله وقد قعد إىل جانبه غالم وسيم، فقام وقعد مكانه أسود قبيح فها أنا أشقى بعد ما كنت أنعم... مضت جنة املأوى وجاءت جهنم فأعقبها جنح من الليل مظلم... وما كان إال الشمس حان غروهبا

مملكة مالقة

كتاب خدع املمالقة يف حلى مملكة مالقة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب غرب األندلس وهو

كتاب خدع املمالقة يف حلى مملكة مالقة

كتاب : كة بني مملكيت إشبيلية وغرناطة، على حبر الزقاق، وهي كثرية التني واللوز وينقسم كتاهبا إىلمملالنفحة الزهرية يف حلى مدينة رية كتاب الترييش يف حلى مدينة بليش كتاب خنبة الرحيانة يف حلى مدينة

مورور بزليانة كتاب الراية يف حلى مدينة ملاية كتاب فرحة املسرور يف حلى حصن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة املالقية وهو

كتاب النفحة الزهرية يف حلى مدينة رية

املنصة

قدمي برية، وهي حبرية برية وهلا الوادي الربيعي الذي يأيت زائرا مغبا، تعرف اآلن مبالقة، ويف ال: من املسهبفيزداد أهلها فيه غبطة وحبا، وعلى مذانبه املتفرعة كسبائك اللجني، ما ترتاح مبرآه النفس والعني، وفيه

:أقول رأيت احلسن عنه ال مييل... بوادي رية عرج فإين

ملاء والظل الظليلحبيث ا... وهات اخلمر صرفا دون مزج كما سلت على خز نصول... غدا متقسما يف كل وجه

حبيث ترى مذانبه جتول... جتول لواحظي ما دمت فيه وملالقة مما فضلت به ما حفها من شجر اللوز وشجر التني، إذ هو هبا طوفان ال تزال حتمل منه الركاب

بيلية، فإن بعضهم يفضله، وال سيما يف دخوله والسفني، وهو مفضل على سائر تني األندلس، إال شعري إش

سلطانة فهي : ويكفيها عن اإلطناب ما يتضمن شرح امسها، إذ معىن رية عند النصارى. يف األدوية ومنفعتهدخلت مدينة مالقة وأقمت فيها : قال ابن سعيد. وهلا القلعة املنيعة اليت تتقلد من اجملرة بنجاد. سلطانة البالد

وكان والدي يفضلها ويعجب هبا وال سيما يف أيام فرحهم . باب، وأمتعت جمالس اآلدابإقامة أرضت الشوخروجهم إىل كروم العنب والتني، ولقد خرجنا إىل كرم أقمنا فيه مدة منفعته، فعددنا ذلك من أيام النعيم،

:إذ بياض أبراجها يف خضرة شجرها مع تناسقها وكثرهتا كما قال الكاتب أبو العباس الشليب وقد زينوا أرضها بالربوج... نظرت ملالقة مرة

تضاهي جنوم السما والربوج... فقلت مساء بدت زهرها ومخر مالقة مشهورة باألندلس مفضلة، وفيها من ضروب الوشي العجائب، ويصنع هبا الفخار املذهب

:والزجاج، وأليب احلسني بن مسلمة موشحة يف واديها، وهي ذار التصايباخلع ع... بوادي رية

أما تراه مفرع مثل الصباح املرصع بالروض عاد جمزع

من صفو ماء السحاب... سقاه ريه عليه حث املدامه

وانظره يف شكل المه خاف الرياض محامه

مدت له كاحلراب... فكم خطيه دعين من العشق دعين فكم به هاج حزين فاآلن أعشق دين

مع املمىن والرباب... وأقصي ميه اس أعشق عمريالك

هللا ساعات سكرى ما بني ورد وزهر

يف غري هذا احلساب... فما يل نيه إال إذا كان شادن يسبيك منه حماسن حلو اهلوى متماجن

يا عم إحرز ثيايب... ينادي سيه .وهذه من اصطالح الصبيان الذين يسبحون هنالك

التاج

، وخدعه على بن محود، فأخذها منه، فصارت قطبا أول من ثار هبا يف مدة ملوك الطوائف عامر بن الفتوحوصارت إىل . وأشهرهم هبا إدريس بن حيىي بن علي امللقب بالعايل. خلالفة ولده حني أخرجوا من قرطبةوهي . مث تداولت عليها والة امللثمني ووالة املصامدة ووالة ابن هود. باديس ابن حبوس صاحب غرناطة

.اآلن البن األمحر ملك غرناطة

السلك

من كتاب تلقيح اآلراء يف حلى احلجاب والوزراء

أبو عمرو بن هاشم

وزير العايل اإلدريسي

كان له خالل توجب له الوزارة، أخربت أنه كان يوما يف بيت وزارته، فدخل عليه غالم مجيل : من املسهب :بقل عذاره، فقال

راكما خط من مجر على مهرق سط... أتاين وقد خط العذار خبده حمياك حىت زاد من شعر سترا... مل يقتنع حبيائه : فقلت له

ومن كتاب أردية الشباب يف حلى الكتاب

أبو حممد عبد اهللا بن أيب العباس

اجلذامي املالقي

بنو أيب العباس من بيوتات مالقة، وهو بيت علم وأدب وحسب ورياسة، وكان أبو حممد هذا : قال والدي :نثر والنظم، وحسبك أن الرصايف شاعر زمانه يقول يف رثائهمن أعالمهم قد برع يف ال

هبها عكاظ فأين قس إياد... فيم حفل النادي؟ ! أبين البالغة :ومن شعره قوله من قصيدة يف يوسف بن عبد املؤمن

وأفعالكم هن النجوم الزواهر... جللتم فماذا يبلغ القول فيكم األوصاف والبحر زاخروما تبلغ ... وإين وإن أطنبت جئت مقصرا

:وقوله من قصيدة طري ترفرف فوق أفئدة العدا... وكأن مسرهم غصون فوقها

أبو احلسن رضي بن رضا املالقي

أنه أدركه يف مدة ناصر بين عبد املؤمن وكان يكتب عن ملوكهم ووصفه باالهنماك يف : أخربين والدي :ه قولهومن شعر. شرب اخلمر، حىت إنه كان ال يكاد يصحو منها

والثم على الزهر زهرا... اشرب على البحر حبرا فكم تشكيت دهرا... وانظر لدهر تأتى

ال يقبل الدهر عذرا... وال متل ملميل فاخلع فديتك عذرا... خلعت يف الكأس عذري

أحمق العمر سكرا... أوال فدعين فإين .وسافر من مالقة، فغاب خربه، وشاع أنه قتل، ساحمه اهللا

نه أبو جعفراب

أمحد بن رضي

أنه كان مدمنا للخمر كثري القول فيها، وأنه حضر معه يوما : أخربين أبو احلجاج البياسي مورخ األندلس :على شراب، فدخل شيخ ضخم اجلثة مستثقل، فقال أبو احلجاج

ودع الشيخ ناحيه... اسقين الكأس صاحيه :فقال

ليس ترويه ساقيه... إن تكن ساقيا له

أبو عبد اهللا حممد بن عبد ربه

من ولد أيب عمر بن عبد ربه صاحب كتاب العقد، رحل إىل املشرق، وله رسالة يف صقلية، ذكر فيها ما ومن شعره . وكان كاتبا أليب الربيع ابن عبد اهللا بن عبد املؤمن سلطان الغرب األوسط. جرى له مبصر

:قوله األفق األهيفبدر الدجى و... كأمنا الشمس وقد قابلت

ينظر يف عطفيه ال يطرف... عينا هزبر كلف وجهه وهذا سبع أخيف: قلت... فإن تقل ما لوهنا واحد

.وحذر يف رسالته من األسفار، ملا قاسى فيها

أبو عبد اهللا حممد بن حممد بن طالب

:قوله كان يكتب عن والة مالقة، وأدركه ابن عمي أبو حممد مبالقة، وأنشدين له: قال والدي والليل يأيت يف عقيب النهار... جفوتين من بعد ذاك الرضا واخلمر ال بد هلا من مخار... وصار أنسي وحشة منكم

:وله يبكي لفقد املدام... هذا النهار قد أضحى

س يف اتصال ابتسام... فاهنض لنبديه بالكا ومن كتاب بلوغ اآلمال يف حلى العمال

القيأبو القاسم بن السقاط امل

مستعذب املقاطع، كأمنا صور من نور ساطع، أهبى من حميا الظيب اخلجل، وأحلى من األمن عند : من القالئد :الغرض مما أثبته من نظمه قوله. اخلائف الوجل، يهب عطرا نشره، وال يغب حينا بشره

وأزماننا الغر صوب السحاب... سقى اهللا أيامنا بالعذيب جتاذهبا خطرات العتاب... إذا احلب يا بثن رحيانة بكف املىن من رياض التصايب... وإذ أنت نوارة جتتىن

نضري اجلوانب طلق اجلناب... ليايل والعيش سهل اجلنا وصدتك ظبيا بوادي الشباب... رميتك طريا بدوح الصبا

:وقوله تدور علينا بالسعادة أفالك... ويوم ظللنا للمىن حتت ظله

هلا صارم من المع الربق بتاك... رية مزنة بروض سقته اجلاش

كأنا على خضر األرائك أمالك... توسدنا الصهباء أضغاث آسه هندن حلريب والسنور أفناك... تطاعننا فيه ثدي نواهد

خيلن بدورا والغدائر أفالك... وجتلى لنا فيه وجوه نواعم .أنه ويل أعمال مالقة: ملسهب، وأخربوهو ممن أثىن عليه صاحب ا. وذكر أنه حضر معه مواضع أنس

أبو علي بن يبقى

ويل أعمال مالقة حني كان واليها أبو العالء مأمون بين عبد املؤمن وكان له جارة قد أدهبا وعلمها الغناء، فطلبها منه أبو العالء، فلم يسعفه هبا، فأمسك له ذلك مع أشياء، كانت عليه يف نفسه، فلما خطب لنفسه

. إشبيلية أحضره، وضرب عنقهباخلالفة يف :وكتب إىل والدي وقد جاز على مالقة فلم جيتمع به

أرض تواىل جدهبا من بعده... أكذا جيوز القطر ال يثين على

زهرا وال مثرا ملدة فقده... اهللا يعلم أهنا ما أنبتت حسب يفوق العاملني مبجده... عرج علينا ساعة يا من له

حلى ذوي البيوت ومن كتاب الياقوت يف

أبو العباس أمحد بن مؤمل

:ومن شعره قوله: من بيت كبري مبالقة، وأبو العباس من سراهتم وساداهتم يف األدب والشعر كأين أسقي الشمس أو أنظر البدرا... وكأس على وجه احلبيب شربتها

ثالثا فهز السكر معطفه النضرا... سقيت هبا من ال أبوح بذكره وقد وردت من خده ذلك الزهرا... ما تغض مجامحها وشعشعتها كي

كما أبصرت عيناك يف الشفق الفجرا... فقال وقد زادت خبديه محرة فعوض خدي سكرها حلة محرا... خلعت عليها للحباب قالدة

ومن كتاب اإلحكام يف حلى احلكام

أبو علي احلسن بن حسون

بردها وواسطة عقدها، وكان من أئمة العلماء، وىل ورب حلها وعقدها، وعلم . عني مالقة: من املسهب .قضاء مالقة يف مدة العايل بن حيىي بن محود الفاطمي

:ومن شعره قوله تبدت جنوم الشيب يف غسق الشعر... خلعت عذاري يف هواها وعند ما

وعاودين حلمي وراجعين صربي... ثنيت عناين وارجتعت إىل النهى ففيه الذي أرجوه يف موقف احلشر... خطة وأصبحت ال أبغي سوى العمل

صبحتهم يف عنفوان من العمر... ولواله ما أصبحت أقضي على األىل .وقاسى شدة من اختالف اخللفاء على بلده

أبو حممد عبد اهللا بن الوحيدي

قاضي حضرة مالقة

اره يف املالح، هائما جرى يف صباه طلق اجلموح، ومل يزل يعاقب بني غبوق وصبوح، خالعا عذ: من املسهببانثناء الغصن فوق احلقف الرداح، ال يثنيه عاذل، وال يرعوى عن باطل، إىل أن دعاه النذير، فاقتدى منه

.بسراج منري، وعوض ذلك االستهتار مبا استمال به قلوب العامة

:وله كما يهتدي حلف السرى بنجوم... وملا بدا شييب عطفت على اهلدى

وملت إىل أهلي عال وعلوم... صبابة والطال وفارقت أشياع ال

أبو عبد اهللا حممد بن عسكر

قاضي مالقة

:اجتمعت به يف مالقة، وحضرت جملسه، وكان متبحرا يف العلوم، وكتب إىل والدي رسالة فيها وإن كانت األبصار مل تفتح الودا... أفاتح من قليب بعلياه واثق

قربك يف نيل املىن والعال السعداب... أرى فأل انساب ينيلين : وقلت ويفري حجابا بيننا للنوى مدا... عسى اهللا أن يدين لنا بعد داركم

:وله يعذلين فيك وأهوى الرقيب... أهواك يا بدر وأهوى الذي

وكل من مر هبا من قريب... واجلار والدار ومن حلها

ومن كتاب جنوم السماء يف حلى العلماء

بن الفخار أبو عبد اهللا حممد

األصويل املالقي

ومن . صاحب لسن، وراكب هواه من قبيح أو حسن، ال يصد إذا صمم، وال يرد عما ميم: من القالئد :شعره قوله

أنازل ذاك القرن حني دعاين... بأي حسام، أم بأي سنان فباألمس شدوا سرجه لطعان... لئن عرى اليوم اجلواد لعلة

ففيه دم األعداء أمحر قاين... شا وإن عطل السهم الذي كنت رائ وسيفي صدق إن هززت ميان... أال إن درعي نثرة تبعية

ومن كان منا دائم الشنآن... وقد علم األقوام من صح وده :وقوله

وقد كان فيما مضى جممال... إذا ما خليلي أسا مرة فلم يفسد اآلخر األوال... ذكرت املقدم من فعله

بن معمر اللغوي أبو عبد اهللا حممد

املعروف بابن أخت غامن

من علماء مالقة املشهورين، وهو متفنن يف علوم شىت، إال أن األغلب عليه علم اللغة، وفيه : من املسهبوهو القائل يف أيب . أكثر تواليفه، وكان قد وصل من مالقة إىل املرية، فجل عند ملكها املعتصم بن صمادح

:الفضل بن شرف أرض العراق فحاز طبع البحتري... هل جاء من : برجةقولوا لشاعر

هل أعزى ملن مل يشعر؟: وتقول... واىف بأشعار تضج بكفه واترك مباراة لتلك األحبر... رد القريض ألهله ! يا جعفرا

هذا الرضاب لغري فيك األخبر... ال تزعمن ما مل تكن أهال له

أبو عمرو سامل بن سامل النحوي

:ومن شعره املشهور قوله. قة املشهورين، كان يقرئ فيها العربيةمن حناة مال مايل على الصرب من يدين... يا ماطال قد لوى بديين بسهم أحلاظ ناظرين... ويا غزاال غزا فؤادي

أسهرت طريف أجريت عيين... أطلت سقمي أخفيت رمسي مبقلة تستجيز حيين... مالك ترنو إيل شزرا

وأنت من شيعة احلسني... ياد كأنين من بين ز

األديب أبو احلسن سالم بن سالم املالقي

:وأعلى شعره قوله. هو سالم بن سالم، خمفف الالم، وكان أديبا، وله مقامات سبع مشهروة: قال والدي والصب غري الوصل ال يشفيه... ملا ظفرت بليلة من وصله

فيه وطفقت أرشف ماءها من... أنضجت وردة خده بتنفسي :وله

!موضع السؤل واملىن واملراد؟... كيف يل بالسلو عنكم، وأنتم يستنب قدر ما لكم يف فؤادي... باعدوين إن شئتم واهجروين

ومن كتاب مصابيح الظالم يف حلى الناظمني لدر الكالم

أبو عبد اهللا حممد بن السراج

: اهلزارحمسن يف أهل عصره معدود، وشاعر بين محود له يف: من الذخرية جنينا به منها مثار املىن جنيا... ومسمعة غنت فهاجت لنا هوى

دعائي هلا حىت سقاها احليا سقيا... دعوت هلا سقيا، فما استكمل الرضا شربت، ودمع العني يسعدين جريا... وكأن على طيب استماعي لصوهتا

مريا رياح النوى متري دموع اهلوى... ولو أقلعت أوىل عزالية النربت مبا حوت الدنيا، لقلت له الدنيا... خليلي هذا اليوم لو بيع طيبه :وقال يف ديك صدح سحرا

وقد بان يف وجه الظالم شحوب... رعى اهللا ذا صوت أنسنا بصوته خيربنا أن الصباح قريب... دعا من بعيد صاحبا فأجابه

حياة على طيب الزمان تطيب... علي له لو كنت أملك عمره :وقال

هوى، هو يف قلب احملب كمني... تأمل سقوط الغيث ماذا أثار من فذابت على اإلسعاد منه جفون... رأى يل جفونا دمعها غري ذائب

أبو علي احلسن بن الغليظ

:أنه كان صاحب ابن السراج ومنادمه، كتب إىل ابن السراج: ذكر صاحب الذخرية لطيب يف غد من سبيلهل إىل ا... يا خليال صفا وكدر يومي

د بعينيك باجلناب الظليل... لتمنيت أن ترى حسن الور لو خلونا إذن شفيت غليلي... يا خليال مثاله نصب عيين

:وكتب إليه. هي حمبوبة ابن السراج: وحسن الورد فال أرى مثله يف الناس إنسانا... يا من أقلب طريف يف حماسنه

شربت كأسا وال استحسنت بستانا... لو كنت تعلم ما القيت بعدك ما .وبينهما خماطبات كثرية بالشعر، ومها من شعراء ملوك الطوائف

أبو حممد الباهلي

:ومن شعره قوله. كان عارفا بطريقي الناظم يف املعرب وامللحون: قال والدي !تداركين فإين شر شي... أخىي، يا أخىي، يا أخىي ن الضحى صاحي العشيلسكرا... تداركين مبعصال وكأس

وحسيب من غىن شبعي وريي... شرابكم وعرض الناس طرا

الرميلي

حاضر من أرباض مالقة، نسب إليه، وكان قد خدم علي بن غانية امليورقي الذي خرج من ميورقة : الرميلة :وملك جباية، وصلب ببجاية بسبب ذلك على قوله

نيا بكم ستنريإحلاد والد... أنتم صباح الدين جيلو غيهب ال

أبو عبد اهللا حممد بن احلمامي

:شاعر مشهور يف مدة مستنصر بين عبد املؤمن من مشهور شعره قوله وإن موجود أنسى فيه معدوم... جيش التجلد يوم البني مهزوم

سحاب دمع من األجفان مركوم... وعاقين عن تشفي العني إذ رحلوا ري سالح أنت مكلومكما بغ... يا قلب إنك نشوان بغري طال

إن املعني على التفريق مأثوم... يا حادي الركب ال تعجل ببينهم ملتلف بغرمي احلب مغروم... هم أتلفوا مهجيت يوم الغرام وما

أبو شهاب املالقي

:ومن شعره قوله. هو ممن صحبته يف أيام الشباب، وكان خليع العذار، يف شرب العقار: قال والدي تسحب ذيل السرور زيا... ميا زارتكم أكؤس احل

!فانتظمت حوله حليا... رأت طلي اإلنس دون حلي :وقوله

ما دام جسمي مشتاقا إىل روح... الراح روحي فال واهللا أتركه .وكان يف املائة السابعة

أبو النعيم رضوان بن خالد

:السة، ومن مشهور شعره قولهمن شعراء عصرنا املشهورين، لقيته مبالقة، وهو من أظرف األدباء زيا وجم !فكلنا ناظر إليه... وجه نضري لنا رياض

والورد توريد وجنتيه... فالزهر فيه من زهر فيه والوجه تفاحة عليه... واجليد جيد القطيع حسنا :قنينة طويلة العنق وقوله: والقطيع عند أهل املغرب

ويا من عفيت فيه رقيب... أيا من حبه سرى وجهري

إذا ما قلت أمحد يستريب... من ال أمسيه ألين ويا .ومل يكن مبالقة أشهر يف الشعر منه، وأشعاره يغين هبا كثريا. وبعد انفصايل من إفريقية بلغين أنه مات

األهداب

لغرض من أزجال أيب علي احلسن بن أيب نصر الدباغ

طريقة الزجل، والقول يف اللياطة، وله ملا عربت على مالقة، كان حينئذ هنالك، وهو إمام يف اهلجو على .كتاب يف خمتار ما للزجالني املطبوعني

:زجل له ال شراب إال مروق... ال مليح إال مهاود

باخلالعا واملعيشق... اتكي واربح زمانك والربيع قد فاح نوار... ال شراب إال يف بستان أقحوان مع هبار... يبكي الغمام ويضحك

فذاك السواق دار... عابني واملياه مثل الث قد حنل جسمو وقد رق... والنسيم عذري األنفاس

عنها املسك ينشق... وعشية مليحة فنت وتسقها أحسن سياقا... الطيور حتكي املثاين

لزمان العشق طاقا... يف مثارا يلهمون وقضيب ال خر يعنق... فغصن ال خر يقبل

اجلو نوروبقا ف... وشعاع الشمس قد غاب قد كتب بزجنفور... والشفق فالغرب ممدود

فتراهم يف سطور... أحرفا تقرى وتفهم واهلالل نونا معرق... السماك ميما مدور قوم جلوس وآخر مييل... وحنن يف طيب مدام وخليل يهوي خليل... وندمي يستقى ندمي

ملا أن دنا رحيل... وعذار الليل قد شاب قد ركب جوادا أبلق... ام ودليل الصبح قد

:زجل هجو يف حكيم يشتكي من تلطيخ... إن ريت من عداك

امحل للمريخ... وتريد أن يقرب قد حلف ملك املوت جبميع أميان

أال يربح ساعة من جوار دكان ويريح روح ويعظم شان

ذاك التوبيخ... وفساد النيا حتت بقياس الفاسد وبدين احلمروج

يرد مفلوجخيذ الصفراوي و للصحيح لس يسمح مبريقة فروج

أكل البطيخ... وحييل احملموم على وغين إن طب فريد يسعى

واملىن يطلق يف مروج ترعى يسقى ما يسقيه حيتبس يف األمعا احتباس أيدي العار حببال التوبيخ

قوة تتنقى من عطاه تنقيا ويرى أكباده يف الطسيس مرميا

تنربي أنياط وتقع ملويا ل شعر العانا إن حلق بالزرنيخمث

وشراب املمدوح مثل سكر ذباح فالزجاج يتقليط خلروج األرواح

نقط أو ما جين على صلب التمساح بالعفن والتزنيخ... وبدا يتناثر

الوزير أجبعفر قد كثر تبجيلك واش يقول الرببر حن يروا تعجيلك سو األدب علمنا ذا الدوا أديلك

ل الشيخالطفل يتقدم للقرب قب

:زجل هجو يف اجلرنيس النيار الزجال وموت أمه

عزوا ابليس ونوح يا كفار ماتت أم اجلرنيس النيار !أي عجوز لقد فجع فيها

كل شاطر إن كان يف ذا اجليها حلف املوت أال خيليها

وأي رزيا جرت على الشطار ....بيها كان الربض يفوح

إن دعت للفسوق تقول لبيك عاصي إليكوتزين قبح امل

حبل إبليس حىت تقع فالعار خلت أوالد حبل فراخ البوم السموجا والقرنسا والشوم نفستهم يف طالعا مذموم

من رآهم رأي وجوه أطيار مل ختلى هلم يف قاع الدير غري بطنا وقف مع لغطري ....وعرم من خروق ملسح وقدير هتيج األسحار

موتا ماتت ما ال ميتها بشر ووجه مثل القدر عينان أزرق

واللسان قد خرج لنصف الصدر أذكر اهللا وهي تصيح النار خرج الروح على دين الرىب وأبو مرا يصيح أيا حزيب

....يف جهنم تركب على مع ابنة القال وذيك العيار

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:صحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله و

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة املالقية وهو

كتاب الترييش يف حلى مدينة بليش

مدينة يف شرقي مالقة، عامرة، آهلة، ضخمة األسواق؛ احلضارة أغلب عليها من البادية، وليس يف قواعد هل فيها من له : مررت هبا مع والدي وسألتأعمال مالقة مثلها يف احلضارة، وحوهلا ضياع كثرية، وقد

.نظم؟ فلم جند من يؤبه به، وذكر لنا أحد أدبائها أن منها شاعرين

عبد العزيز بن الطراوة

هو أحد الشاعرين، كان يف زمن أيب سعيد بن عبد املؤمن ملك غرناطة ومالقة، وأنه وفد عليه ومدحه :بقصيدة مطلعها

وال تغن بغري البيض واألسل... طل ال تسقين الكأس إال من دم الب :ومنها

فعند ما حلت يل مل يبق من أمل... قد كنت أثين من اآلمال جاحمة فليس يل اآلن غري املدح من شغل... وكان شغلي هبذا الدهر مذ زمن

:وقوله لني الكالم وال يرتاح للغزل... من يل به بدوي ال يهذبه

جها يريين فيه اليأس من أمليو... وكلما رمت لثما منه قيض يل اللثم عندهم كالطعن باألسل... واها له من غزال ضاع يف بقر

صاحل بن جابر

:عاصر ابن الطراوة املذكور وهاجاه، ومن شعره قوله. هو الشاعر الثاين لست راض عن دمع تلك الغمام... لبكائي تبكي الغمام وإين

ر يف توايل انسجامأبد الده... لو وفت بالذي أريد لدامت إنه ناثر دمي من نظام... لست أرضى بغري دمعي دمعا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة املالقية وهو

نة يف حلى مدينة بزليانةكتاب حتية الرحيا

:منها. من حصون مالقة على حبر الزقاق

أبو عبد اهللا حممد بن عامر

البزلياين الكاتب

كان يف ذلك األوان أحد شيوخ الكتاب، وجهابذة أهل اآلداب، ممن أدار امللوك ودبرها، : من الذخريةمن رقعة : عنوان من نثره. لبالدواىل بين عباد، صارت مصائره بعد تقلبه يف ا. وطوى املمالك ونشرها

:خاطب هبا ابن عبد اهللا صاحب قرمونة عن حبوس ملك غرناطة

من النصح تقريع، ومن احلفاظ تضييع، ولكل مقام مقال، إذا عدى به عنه استحال، ووصل منك كتاب طمست منحاه، وغممت معناه، وأومأت فيه إىل النصح، ودللت على سبيل النجح، وقفت على فصوله

معانيه، وأحطت علما مبا فيه، ومل يكن ملن أوحشت جهته، وتغريت مودته، أن يدخل مدخل الناصحني، و .وقد خرج من مجلة املشفقني

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:ليهامن الكتب اليت يشتمل ع

كتاب اململكة املالقية وهو

كتاب الراية يف حلى مدينة ملاية

:منها. من حصون مالقة

أبو جعفر أمحد املائي الكاتب

.أنه كان أحد أئمة الكتاب وشهب اآلداب: من الذخريةغصن ذكرك عندي ناضر، وروض ودك عاطر، وريح إخالصي لك صبا، وزمن آمايل فيك : فصل من نثره

.صبا :ه قولهومن نظم

والبني ينهب مهجيت هنبا... قد قلت إذ سار السفني به ألخذت كل سفينة غصبا... لو أن يل ملكا أصول به

:وقوله ق بيان منطقه بيان... غين ولإليقاع فو

وقضيبه فيها لسان... وكأمنا يده فم .وكان يف زمان ملوك الطوائف

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مدصلى اهللا على سيدنا حم

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة املالقية وهو

كتاب فرحة السرور يف حلى حصن مورور

:منه. من حصون عمل سهيل من أعمال مالقة الغربية

العامل املتفنن أبو القاسم

عبد الرمحن بن عبد اهللا

السهيلي األعمى

وأغار . صاحب كتاب الروض األنف يف شرح السرية النبوية، وهو مشهور يف علم النحو وفنون األدبالفرنج على سهيل، وخربوه وقتلوا أهله وأقاربه، وكان غائبا عنهم فاستأجر من أركبه دابة وأتى به إليه،

:فوقف بإزائه، وقال جريان علي كرام أم أين... يا دار أين البيض واآلرام حيي فلم يرجع إليه سالم... راب احملب من املنازل أنه

يلج املسامع للحبيب كالم... ملا أجابين الصدى عنهم ومل مبقال صب والدموع سجام... طارحت ورق محامها مترمنا ضامتك واأليام ليس تضام... يا دار ما فعلت بك األيام

بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممد صلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

من الكتب اليت انقسمت إليها سلطنة األندلس وهو

كتاب الشفاه اللعس يف حلي موسطة األندلس

يف حلي اململكة كتاب النفحة املندلية، : فيها ممالك جليلة ستقف على تفسريها وينقسم هذا الكتاب إىلالطليطلية كتاب النفحة البستانية، يف حلي اململكة اجليانية كتاب الكواكب املنرية، يف حلي مملكة إلبرية

كتاب النشوة اخلمرية، يف حلي مملكة املرية

كتاب النفحة املندلية يف حلي اململكة الطليطلية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد

الكتاب األول من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب موسطة األندلس

وهو

كتاب النفحة املندلية يف حلي اململكة الطليطلية

مملكة طليطلة

كتاب : اب إىلمملكة بني مملكة قرطبة وثغر سرقسطة، وقد حصل مجيعها يف يد النصارى، وينقسم هذا الكتالبدور املكملة، يف حلي مدينة طليطلة كتاب الطرس املرقش، يف حلي قرية وقش كتاب الغرية، يف حلي

مدينة طلبرية كتاب الغرارة، يف حلي مدينة وادي احلجارة كتاب صفقة الرباح، يف حلي قلعة رباح كتاب ريط كتاب السعاده، يف حلي قرية نقش السكة، يف حلي مدينة طلمنكه كتاب التغبيط، يف حلي مدينة جم

مكاده

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة الطليطلية وهو

كتاب البدور املكملة يف حلي مدينة طليطلة

نصةامل

أهنا إحدى املدن األربع اليت بنيت يف مدة قيصر أكتبيان الذي يؤرخ من مدته مدة : من التاريخ الروميالصفر، وتأويل امسها أنت فارح وهي يف اإلقليم اخلامس موسطة، منها إىل احلاجز الذي هو درب األندلس

ىل غرناطة وإىل مرسية، وإىل حنو نصف شهر، وكذلك إىل البحر احمليط جبهة شلب ومنها إىل قرطبة، وإووصفها بعظم االمتناع، وإحداق . بلنسية حنو سبعة أيام، وهنر تاجه قبليها وأطنب احلجاري يف وصفها

الشجر هبا من كل جهة، وأنه كان يتفرج من باب شقرا يف اجللنار الذي مل ير مثله، إذ اجللنارة تقارب .وابن بصال، صاحب الفالحة، منها. تفضل به غريهاوفيها من ضروب التركيب والفالحة ما . الرمانةورأيت فيها الشجرة تكون فيها أنواع من الثمر، وذكر أنه صحب عيسى بن وكيل إليها، وقد توجه : قال

:رسوال، فقال ابن وكيل فيها بلد عليه نضارة ونعيم... زادت طليطلة على ما حدثوا

نهر اجملرة، والقصور نجوم... ح خصره اهللا رينه، فوشمنها قبة النعيم، اليت صنعت : ويصنع فيها من آالت احلرب العجائب، وكان فيها املباين الذنونية اجلليلة

للمأمون بن ذى النون، تنسدل فيها خيمة من ماء، يشرب يف جوفها مع من أحب من خواصه يف أيام .ذبابة، وهي يف بستان الناعورة الصيف، فال تصل إليه

.وفيها القصر املكرم الذي بناه، واحتفل فيه، وأطنبت البلغاء والشعراء يف وصفه وذكر احلجاري أن فيها صنفا من التني، النصف أخضر، والنصف أبيض، يف هناية احلالوة

التاج

. طينهم، وحاصروها، فرجعوا خائبنيكثريا ما قامت هبا الثوار يف مدة السلطنة املروانية، وهنض إليها سال :ومن وليها. وملكوها، فعاثوا يف أهلها

حبيب بن عبد امللك

بن عمر بن الوليد بن عبد امللك بن مروان

أنه من صدور الداخلني األندلس املتميزين باملعرفة، والدهاء، والشجاعة، واألدب وقول : من السقطله عنده مكانة علية، وممن يشار إليه بالطمع يف األمر، ومات الشعر، دخل قبل عبد الرمحن الداخل، وكان

:وهو القائل. قبل عبد الرمحن عن أحد عشر ذكرا، وفشا نسله يسعى له، واجلد من أعوانه... السعد يبلغ بالفىت فوق الذي

هفلكم جموح رد يف ميدان... مع أن ذاك مع املقادر زائد

عبد اهللا بن عبد العزيز بن حممد

بن سعد اخلري بن األمري احلكم الربضي املرواين

أنه كان جليل القدر، عظيم الذكر، يعرف باحلجر، وىل مملكة طليطلة للمنصور بن أيب عامر، : من السقط .وعصى عليه، فحصل يف يده، فحبسه

:ومن شعره قوله فإمنا حظنا من وجهك النظر... هل منك حظ لنا يا أيها القمر

كفوا، فعندي منهما خبر: فقلت... رآك ناس فقالوا إن ذا قمر حىت الصباح، وهذا كله قمر... البدر ليس بغير النصف بهجته

دولة بين ذى النون

:ل مدته، وصارت منه إىلثار هبا يف مدة ملوك الطوائف ابن يعيش قاضيها، ومل تط

الظافر امساعيل بن ذى النون

وكانت نباهة بين ذى النون من جدهم ذى النون يف أيام األمري : قال ابن حيان. فدارى سليمان املستعني .فقد خلف عنده خصيا حبصن أقليش ، فعاجله حىت برئ. حممد بن عبد الرمحن

مل يرغب يف . ووصفه بشدة البخل. ارا ملفارقة اجلماعةإن امساعيل كان أول الثوار إيث: وقال ابن حيانومنه . صنيعة، وال سارع إىل حسنة، فما أعملت إليه مطية، وال استخرج من يده درهم يف حق وال باطل

. إنه تويف سنة مخس وثالثني وأربعمائة: قال ابن غالب. تفجر ينبوع الفنت، وكان ينال من السلف الصاحل :ووىل بعده

ابنه

أمون حيىي بن امساعيلامل

مل يكن فيهم أعظم قدرا، وال أشهر ذكرا منه، اجتمع يف جملسه أبو عبد اهللا حممد بن شرف : قال احلجريومل جيتمع عند ملك . حسنة القريوان، وعبد اهللا بن خليفة املصري احلكيم، وأبو الفضل البغدادي األديب

منهم أبو عيسى بن لبون، وابن سفيان، : لكتاب اجللةمن ملوك األندلس ما اجتمع عنده من الوزراء وا :ومات فوىل بعده ابن ابنه وهو. وأبو عامر بن الفرج، وأبو املطرف بن مثىن

القادر حيىي بن امساعيل

بن املأمون بن ذى النون

وكان سيئ الرأي، إن حزم مل يعزم، وإن سدى مل يلحم، واستدرج ابن احلديدي باألمان، واستفزه إىل رعه مبزورات اإلميان إىل أن زحف ابن احلديدي للقصر، والدولة يومئذ متعلقة بأذياله، فاخندع للقادر مص

.اخنداعا آل به إىل أن قتله أصحاب القادر يف القصروأمر بنهب دور بين احلديدى، فاشتغلت العامة هبا، ففغر أذفونش بن فرذلند فاه على ثغوره، وجعل يطويها

وينهض فيها هنوض الشيب يف الشباب، إىل أن ثار عليه أهل طليطلة، وهرب إىل طي السجل للكتاب،بعض حصونه، فصارت للمتوكل بن األفطس، مث أسلمها املتوكل، فاستعان القادر بأذفونش على حصارها،

.فملكها ابن ذى النون قهرا، وأسلمها ألذفونش سنة مخس وسبعني

السلك

يوتمن كتاب الياقوت يف حلي ذوي الب

األمري أرقم بن عبد الرمحن بن امساعيل

بن عبد الرمحن بن امساعيل بن عامر بن مطرف بن موسى بن ذى النون

يعرف بابن املضراس، وأخوه امساعيل هو أول من ملك طليطلة من بين ذى النون، : من كتاب املسهبومن شعره قوله . ثغر األعلى ململكتهوكان املأمون ابن أخيه ينفيه ويبغضه، وحيسده على أدبه، ففر عنه إىل ال

: فما العذر يل أال يكون التجنب... إذا مل يكن يل جانب يف ذراكم

وآل أمره إىل أن حصل عند النصارى، فدس إليهم ابن أخيه . وكان قد قرأ يف قرطبة على الرمادي الشاعر: يه، ليتكشف على بالدهم، فقتلوه، فقال املأموناملأمون من نصحهم يف شأنه بأنه جاسوس من قبل ابن أخ

.فقد عدو، ووجوب ثأر نطلب به: هذه نعمة من جهتني! احلمد هللا

.ومن كتاب تلقيح اآلراء، يف حلي احلجاب والوزراء

الوزير أبو املطرف عبد الرمحن

.ولكنه أورد ترمجته يف مدينة طليطلة... ... ذكر احلجاري أنه من أهل :ولهوأنشد له ق

من بعد وجهك ال مشس وال قمر... يا من أبى غري مرأى حسنه النظر فما على بعد ذاك الوجه أصطرب... ال حتسبني إذا ما غبت مصطبرا وال كتاب، وال رسل، وال خرب... طال انتظاري، وال وعد يعللين

كما علمت غصن ناضر، وكيف ال يكون كذلك وما برحت تنقل من قلب -أبقاك اهللا - الود : ومن نثره .إىل ناظر، والذكر ال يربح معقودا باللسان، ومن الواجب أال ينسى ذكر مول لإلحسان

ومن كتاب الكتاب

كاتب الظافر بن ذى النون

ن الظافر إىل أهل حصن بلغه أن النصارى يريدون غرته بالتحذير كتابا من املسهب أنه كان متخلفا كتب عوقد قرع أمساعنا أن شرذمة من بين األصفر، صفر وطاهبم، ونكس عقاهبم عزموا أن يغزوا : طويال، فيه

.حوزتكم، فكونوا على أهبة لصدمتهم، وأعدوا هلم مائة من أذمار الوغا الزبونويف أثناء ذلك . يفهمها جند احلصن، وكتبوا إىل الظافر يستفسرونه عنهاوأتبع ذلك بألفاظ مستغلقة مل

.ضرب النصارى على احلصن، وصادفوا فيه الغرة

الكاتب ابن عيطون التجييب

أبو اخلطاب عمر بن أمحد

جيد الصناعة، وكان أيب النفس، غري متكسب بالشعر، وكان يف جلة الفضالء الذين وفدوا على املتوكل بن :وكان املتوكل قد اعتل، ومع ذلك فخرجت منه جوائز للشعراء، فقال. طس صاحب بطليوساألف

ولكن وجدنا بره ال يهنا... وما اعتل عنا جوده باعتالله كأنا عطاش البحر يف املاء نظمأ... تنغص شكواه جبدواه عندنا .وجال على ملوك الطوائف

ياقوت يف حلي ذوي البيوتومن كتاب ال

األسعد بن إبراهيم بن بليطه

:له دون السماء دخان عود أخضر... يوم تكاثف غيمه فكأنه

منثورة يف بردة من عنرب... والطل مثل برادة من فضة أمة تعرض نفسها للمشتري... والشمس أحيانا تلوح كأنها

تلقى الظالم بوجه صبح مسفر... رف مدامة مشمولة ولدي ص أال تطيب لنا إذا مل تحضر... وكأنها مما تحبك أقسمت

:ومن الذخرية أنه تردد على ملوك الطوائف، فارس جحفل، وشاعر حمفل، وأنشد له قوله

جده يف لجينه حاراعس... أحبب بنور األقاح نوارا ركب فيها اللجين أشفارا... أي عيون صورن من ذهب قالوا جنوم حتف أقمارا... إذا رأى الناظرون هبجتها عليل قوم أتوه زوارا... كأن ما اصفر من موسطه

أبو بكر حممد بن أرفع رأسه

بيته بطليطلة، وأن املأمون بن ذى النون اشتمل عليه، وشهر عنده ذكره، وقال يف نبه احلجاري على :املأمون

أضحى على البحر مل يشتق إىل نهر... دعوا امللوك وأبناء امللوك فمن مذ جاد كفك مل نحتج إىل املطر... يا واحدا ما على علياه خمتلف

عيين إىل كوكب يهدي وال قمر... لعت لنا مشسا فما نظرت ومذ ط .وله موشحات مشهورة يغىن هبا يف بالد املغرب، منها يف مدح املأمون بن ذى النون

أبو بكر حيىي بن بقى الطليطلي

.رافع راية القريض، وصاحب آية التصريح فيه : من القالئدئعه، وكان عصيه طائعه، إذا نظم أزرى بنظم العقود، وأتى بأحسن من والتعريض، أقام شرائعه، وأظهر روا

رقم الربود، ضفا عليه حرمانه، وما صفا له زمانه، فصار قعيد صهوات، وقاطع فلوات، ومع توهم ال يظفره .بأمان، وتقلب دهر كواهي اجلمان

:الغرض من نظمه قوله ها اليوم مل أمطل هبا لغدإن شئت... عندي حشاشة نفس يف سبيل ردى

ربيت حبك حتى شبت يف خلدي... وكيف أقوى على السلوان عنك وقد فاملاء يف النار أصل غير مطرد... خذها وهات وال تمزج فتفسدها

:وقوله ما بكى القمري قالوا ترنماإذا ... فهال أقاموا كالبكاء تنهدي

:وقوله هلا من أبيها الدهر شيمة ظامل... إىل اهللا أشكوها نوى أجنبية

وإن مل يجش يب كنت بني التهائم... إذا جاش صدر األرض يب كنت منجدا لمي أسوة يف املظالمفأجعل ظ... أكل بين اآلداب مثلي ضائع

على عريب ضاع بين األعاجم... ستبكي قوايف الشعر ملء جفونها :وقوله

وأموا املصيف من املربع... أمصطبر أنت إن قوضوا وإن ال تسر فيهم تجزع... ستجزع إن صرت يف ركبهم

ن فاقض بإحداهما واصدع... لنفسك يف حاليت تخير وإما على ظلع فاربع... فإما على نية فاعتزم

قالئص مشدودة األنسع... قد ابتكروا واستقلت بهم أسى مؤلم، وهوى مضرع... قليال علينا فإنا على

ء للصب نظرة مستمتع... الغنا نشيعكم ولعل لذبن، وبالورق مل تسجع... ويب كمد لو غدا بالصفا ومن أجلكم فوق ما ندعي... وجدنا بكم وعلى بينكم

:وقوله بين العذيب وبين شطي بارق... بأيب غزال غازلته مقليت

فأجابني فيها بوعد صادق... وسألت منه قبلة تشفي اجلوى ومن النجوم الزهر حتت سرادق... بتنا وحنن من الدجى يف لجة

زحزحته شيئا وكان معانقي... حتى إذا مالت به سنة الكرى كيال ينام على وساد خافق... تشتاقه باعدته عن أضلع

ومن كتاب جنوم السماء، يف حلي العلماء

أبو حممد عبد اهللا العسال

زاهد طليطلة املشهور بالكرامات، وإجابة الدعوات، وهو القائل ملا أخذت طليطلة من املسلمني وقد رحل :عنها إىل غرناطة وهنالك قربه مكرم مزور إىل اآلن، وقد زرته

فما املقام هبا إال من الغلط... ياأهل أندلس حثوا مطيكم ثوب اجلزيرة منسوال من الوسط... الثوب ينسل من أطرافه، وأرى

الفقيه أبو القاسم بن اخلياط

ما أخذ النصارى طليطلة، حلق وسط أقام مخسني سنة على العفاف واخلري، ال تعرف له زلة، فل: من املسهبما فعلت هذا إال بعد ما : فقال! أين عقلك؟ : رأسه وشد الزنار، فقال له أحد أصحابه يف ذلك وقال له

.كمل عقلي :وقال شعرا منه

وأبصر دنياه مبلء جفونه... تلون كاحلرباء حني تلون ويذكره يف جهره ويقينه... وكل إىل الرحمن يومي بوجهه ملا كنت يوما داخال يف فنونه... ولو أن دينا كان نفيا خلالقي

.وذكر ابن اليسع له رسالة كتبها عن أذفونش ملك النصارى إىل املعتمد بن عباد باإلرهاب

املنجم مروان بن غزوان

بعض سفراته، فبشره بالسالمة، وافتتاح ثالثة معاقل من بالد كان متصال بعبد الرمحن األوسط، وخرج يف .العدو، فكان ذلك، وأعطاه ألف دينار

وكان قد هجا هاشم بن عبد العزيز وزير حممد بن عبد الرمحن، فأغراه به، وأنشد حملمد أبياتا كان مروان قد :قاهلا متغزال يف حممد ملا كان غالما

وما العيش واللذات إال حممد... املنى أعلل نفسي باملواعد و ومل يسبه حور أوانس نهد... بذاك سبى عقلي وهاج لي اجلوى

أب ماجد اآلباء قرم ممجد... ولكن غزال عبشمي مسا به .فأمر له مبائة سوط لكل بيت، وسجنه

الطبيب

بن الفخار اليهودي أبو إسحاق إبراهيم

ساد يف طليطلة، وصار رسوال من ملكها النصراين أذفونش إىل أمثة بين عبد املؤمن حبضرة مراكش، وكان والدي يصفه بالتفنن يف الشعر ومعرفة العلوم القدمية واملنطق وقد أبصرته يف إشبيلية وله جاه عريض

:وأنشدين لنفسه قوله يف أذفونش غضة أيامها عرس... ش ال برحت حضرة األذفون

يف ثراها إنها قدس... فاخلع النعلني تكرمة

.ومن كتاب مصابيح الظالم يف حلي الناظمني لدر الكالم

غربيب بن عبد اهللا الطليطلي

:شاعر قدمي مشهور الطريقة يف الفضل واخلري، ومما يتداول الناس من شعره: من اجلذوة يهاب من املنية ما أهاب... يهددين مبخلوق ضعيف وليس إليه مهلك من يصاب... وليس إليه حميا ذي حياة سيبلغ حيث يبلغه الكتاب... له أجل ويل أجل وكل

أينا قبل املصاب قريب... وما يدري لعل املت منه إذا انتاب امللوك وال حجاب... لعمرك ما يرد املوت حصن

إىل ملك تذل له الصعاب... لعمرك إن محياي ومويت

احللة

عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي

عنه، وكان إماما يف املذهب املالكي، وعلى طريقة كان ابن القاسم جيله ويكرمه، وروى عيسى : من اجلذوةعالية من الزهد والعبادة، ويقال إنه صلى أربعني سنة الصبح بوضوء العتمة، وكان يعجبه ترك الرأي

واألخذ باحلديث وقيل إنه كان قد أمجع يف آخر أيامه على أن يدع الفتيا بالرأي وحييل الناس على ما رواه .ملنية يف سنة اثنيت عشرة ومائتنيمن احلديث، فأعجلته ا

األهداب

الغرض من موشحات ابن بقى موشحة له مشهورة يوري بقليب كل حني نريانا... ما الشوق إال زناد

يبت به ليل السليم حرانا... ومن بلي بالفراق على بساط السندس... دنيا جتلت عروس

فهي حياة األنفس... فاشرب وهات الكوس فاعطف هبا ولتجلس... وإن أتيت العروس

لصارم راق العيون عريانا... حيث الرياض النجاد أن جردت خيل النسيم فرسانا... أمواجه يف اصطفاق

عهد الشباب املستحيل... كا سل أية سل أم هل إليه من سبيل... أضل أم هلكا

إن أخذت مني الشمول... ال تلحني يف البكا ذكرت، والذكرى شجون إخوانا... وجدي على الوجد زاد

بسم اهللا الرمحن الرحيم

مدصلى اهللا على سيدنا حم

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب

اململكة الطليطلية

وهو

...التاج ... كتاب الغرارة يف حلي مدينة وادي احلجارة

السلك

من زينة وادي احلجارة من كتاب الياقوت، يف حلي ذوي البيوت

دأبو حمم

القاسم بن عبد الرمحن بن مسعدة األوسي

: كان سكناه بغرناطة، وبيته عظيم بوادي احلجارة وساد بنفسه وكان متفننا يف العلوم، وقال فيه ابن دحية :وتويف مبالقة مخس وسبعني ومخسمائة، ومن شعره قوله. صاحب لواء العربية، وذو األنساب السرية

فكل بما ترضاه أصبح راضيا... ك داعيا حنانيك مدعوا ولبي طلعت على أرجائنا بعد فترةوقد بلغت منا النفوس التراقيا

وقد مطلت منا ديون لدى العداومن سيفك السفاح نبغي التقاضيا ؟

أمحد بن عائش

أعيان وادي احلجارة الذين حتلوا باألدب، ووصفه باجلود واالرتياح إىل مساع ذكر احلجاري أنه من :األمداح، وكان يف زمان املأمون بن ذى النون ملك طليطلة، ومن شعره قوله

لنشكو للربع ما قد لقينا... قفوا إنها سنة العاشقينا جر يف العين عينا معيناتف... وال تنكروا بعدهم وقفة

سلمتم ولكننا قد بلينا... أقلوا فكم ذا تلوموننا ملا ليس يبلغ األعداء فينا... بلغنا بأنفسنا يف اهلوى

رجاء التفات فما يسمعونا... وكم ذا نناديهم يف الدجى

ي احلسن بن علي بن شعيبأبو عل

:من بيت جليل يف وادي احلجارة، أثىن عليه احلجاري وأنشد له قوله وشدة بيض اهلند يف معرك احلرب... أجرين من ضعف اللحاظ وخلني

أعد هلا درعي فتنفذ يف قلبي... فما عبثت يب غري كرة لحظه :وقوله

لذ فيه اللمى وطاب الرضاب... اتركيين حتى أقبل ثغرا وشفيعي إىل صباك الشباب... وعجيب أن تهجريين ظلما

أخوه أبو حامد

احلسني بن علي بن شعيب

:ومن شعره قوله. أثىن عليه صاحب املسهب ووصفه باألدب والفروسية أبيت على رغم النجوم موكال... ليب يعلم اهللا أنين أحبة ق

وأما مرام الصرب عن قربكم فال... وقد نال عزمي كل شيء أرومه

وعبتم بأني قد تسليت بعدكموعند التالقي سوف يظهر من سال وجفني أضحى بالدموع مبلال... ن بعدكم قد تصدعت فذي كبدي م

:وقوله وقد كبا به فرسه، فحصل يف أسر العدو يخلصني إذا جعلت تحوم... وكنت أعد طريف للرزايا لومأطلت عناءه فأنا الظ... فأصبح للعدا عونا ألني

أبو بكر حممد بن أزراق

وله : قال. ذكره صاحب املسهب وأثىن على بيته وذاته، وكان مستوطنا مدينة وادي آش من عمل غرناطة :شعر حسن، ألذ عند إنشاده من غفوة الوسن، فمن ذلك قوله

بأن قليب للحمى طائر... هل علم الطائر يف أيكه وكل صب للصبا ذاكر... الصبا شدوه ذكرين عهد

دمعا له ذكرهم ناثر... سقى عهودا لهم باحلمى :أنشدين أبو بكر بن أزراق لنفسه: ووجدت يف تقييد سلفى قال عبد امللك بن سعيد

ء أقم لعلك تستريح... ياراحال نحو العال من ليس مرتادا طليح... قد يسقى به فالغيث

د كما هفت نكباء ريح... كم ذا تهب على البال

أبو جعفر بن أزراق

:وجدت يف تقييد سلفي أنه من بين أزراق أعيان وادي احلجارة يف املائة السادسة، ومن شعره قوله هلا ما تلج الشهب يف اخلفقان... ابة أراك ملكت اخلافقين مه

تقابل منك الشمس يف اللمعان... وتغضي العيون عن سناك كأنها رموا منك طول الدهر باليرقان... وتصفر ألوان العداة كأنما

ومن كتاب الوزراء

ك بن حصنأبو مروان عبد املل

:هجا املأمون بن ذى النون بقوله. ذكر احلجاري أنه من أعيان الوزراء وأعالم الكتاب والشعراء بحجابه للقاصدين معنونه... سطور املخازي دون أبواب قصره

:فلما متكن منه املأمون سجنه، فكتب إىل ابن هود من أبيات أمري جذام من أسري مقيد... بلغ حتية أيا راكب الوجناء

غريب عن األهلني والدار والعلىفريد وكم أبصرته غير مفرد وتلثم منه يف الركاب ويف اليد... تلوذ به األعالم تحت ركابه .فرق له، وسعى يف ختليصه

كتاب الكتابومن

أبو بكر حممد بن قاسم أشكهباط

أصله من وادي احلجارة ونشأ بقرطبة وساد فيها، وجارى حلبة األعيان والكتاب يف تلك : من املسهبأستوهب اهللا الذي تقدست : وأطنب يف ذمه، وأورد له من النثر ما عنوانه. الفتنة اليت قلبت أسافلها أعاليها

.ت آالؤه، وأسأله أن يتفضل مبطالعة أخيه حباله، وكيف أمره يف أشغالهأسماؤه وعم :ومن شعره قوله وقد اجتاز حبلب

أمل يف الغرب موصول التعب... أين أقصى الغرب من أرض حلب فاه صبره ملا اغتربمن ج... حن من شوق إىل أوطانه

بين شوق وعناء ونصب... جال يف األرض لجاجا حائرا :ومنها

يتلقاه الطريد املغترب... يا أحبائي اسمعوا بعض الذي الذنبيرجع الرأس لديها ك... وليكن زجرا لكم عن غربة هو عندي بين قومي كالضرب... واصلوا طعنا وضربا دائما

فبما أبصر لحظي من عجب... ولئن قاسيت ما قاسيته :وأحسن شعره قوله يف ملك

سمعت أذين وكم قد لقيت اجلهد قبل مجاهد وكم أبصرت عيين وكم والقيت من دهري صروف خطوبهكما جرت النكباء يف معطف الغصن

ولكن سلوين عن دخولي إىل عدن... فال تسألوين عن فراق جهنم

راشد بن عريف

.ذكر احلجاري أنه من أعيان وادي احلجارة وساد يف الكتابةر عنده شرب، فاحتاج أحدهم للقيام، فقام له، مث تسلسل ذلك حىت ضجر، فلم يقم، فاغتاظ الذي مل حض

:يقم له، فقال راشد ارجتاال تحسدني فيهم النجوم... جمع يف مجلسي ندامى

مالك إذ قمت ال تقوم... فقال يل منهم خليل فإن خطبي بكم عظيم... قمت كل حني فقلت إن

بل عندي املقعد املقيم... وليس عندي إذن ندامى

ومن كتاب العلماء

األديب أبو مروان

عبد امللك بن غصن احلجاري

فإنه كان أحد أعالمها هذا الرجل يفخر به إقليم ال بلد، ويقوم بانفراده مقام الكثري من العدد،: من املسهبوكان ملوك الطوائف يتهادونه هتادي الرحيان يوم . يف األدب والتاريخ والتأليفات الرائقة اليت تبهر األلباب :ومن شعره قوله. السباسب، ويلحفونه أثواب الكرامة من كل جانب

اإذا ما غير الشعر الصغار... فديتك ال تخف مني سلوا وأهوى لحية كانت عذارا... أهيم بدن خل كان خمرا

األديب أبو إسحاق

إبراهيم بن وزمر الصنهاجي احلجاري

هو جدي وتسمى ابنه والدي على امسه، ألنه تركه يف البطن، وكان ممن ولع بعلوم التواريخ : من املسهب :نون، ومن شعره قولهواآلداب، وتنبه يف خدمة املأمون بن ذى ال

أهيم به وجدا ألجل عناقه... لئن كرهوا يوم الوداع فإنني وسر التالقي مودع يف فراقه... أصافح من أهواه غير مساتر

:وقوله م باملآثرتعقون أسالفا لك... أال إنها واهللا إحدى الكبائر

متى كان منكم من يجود لقاصد؟متى كان منكم من يهش لشاعر؟

ابنه

األديب أبو حممد عبد اهللا

صاحب كتاب احلديقة يف البديع هو عم صاحب املسهب، أجلته حمنة بلده يف شبابه، وقصد إقبال الدولة .ملك دانية، ومدحه

:يف أيب بكر بن عبد العزيز مدبر أمر بلنسيةومن شعره قوله حتى يقضي الشوق حق مودع... ردوا علي ركابهم باألجرع

بفراقهم واستقطروا من أدمع... وأبثهم ما قد أثاروا من جوى

:وأنشد لنفسه يف احلديقة أمنني من سطوة الدهر... ن نفسه وشادن ينصف م

ويصرف الذنب على اخلمر... ينام للشرب على جنبه

جاحظ املغرب صاحب املسهب

أبو حممد

عبد اهللا بن إبراهيم بن إبراهيم احلجاري

.هو أول من أمسى هذا التصنيف، وفتح بابه ملن بعده من بين سعيدومب أصفه، : د أطنب والدي يف الثناء عليه من طريق البالغة نظما ونثرا ومعرفة التصنيف، وقال فيهوق

وفد على عبد امللك بن سعيد، وهو حينئذ صاحب القلعة املنسوبة إىل سلفه، . وقدرة اللسان ال تنصفه :وأنشده قصيدة منها

ومن ثنائك يل دليل فجئت... عليك أحالني الذكر اجلميل ألن القلب كان هو الرسول... أتيت ولم أقدم من رسول :ومنها يف شكله البدوي

من اآلداب ما يحوي اخلليل... أجل طرفا لدي فإن عندي نظره ثقيليخف به وم... ومثلني بدن فيه سر

فاختربه عبد امللك، فأمحده، وصنف له كتاب املسهب يف فضائل املغرب، وهو أصل هذا الكتاب، كما تقدم وقد تقدم من نثره يف أوصاف من يذكرهم يف كتابه، ما يدل على مكانه يف النظم، وأحسن نظمه . يف اخلطبة

:قوله ارب واألباعدح على األق... ملك طفيلي السما

إال تفرجت الشدائد... ما فرجت أبوابه :وقوله يف بين سعيد

هم يف بين أزمانهم كاملواسم... وجدنا سعيدا منجبا خير عصبة ارممسورة أيمانهم بالصو... مشنفة أسماعهم بفضائل

فكم لهم يف احلرب من فضل ناثروكم لهم يف السلم من فضل ناظم :وقوله

كالغصن يثنيه النسيم... زارتك يف الليل البهيم أبصرت يف العقد النظيم... سلبت ظالم الليل ما

ل اآلفاق مسود األدمي... عاط فلذاك أمسى فيه إىل كأس ندمي... لوال المدام ملا اهتدى

الطبيب أبو حامت احلجاري

أنه كان متقلبا بني شاعر وخطيب وطبيب وجندي، وأنشد له قوله يستهدي : ذكره صاحب املسهب وأخرب :مخرا

منسجم الدمع مطبق األفق ...يا سيدي والنهار تبصره وفوق خديه حمرة الشفق... وعندي البدر قد خلوت به جريت خلف اجلموح يف طلق... جاذبته اجلل فاستقاد وكم ة العبقلشاربيها مسكي... واخلمر نعم العتاد جامعة

يف الشعر هز الغصون يف الورق... وقد هززناك كي تجود بها

الشعراء

احلسن بن حسان السناط

شاعر زمانه، وواحد أوانه، اشتهر بقرطبة يف مدح اخلليفة الناصر، وأصله من وادي احلجارة، : من املسهب :وعنوان طبقته قوله

فقد نام اخللي عن الشجي... ا قمر الندى أدر نجميك ي يفرق عسكر الليل الدجي... كفى بك واملدامة يل صباحا

تكن يف الناس أربح صيريف... فخذ ذهبا ورد لنا لجينا .مع رجل وقتل نفسه غيظا، ألنه وجد امرأته

حفصة بنت محدون احلجارية

:وهلا شعر كثري، منه قوهلا. إن بلدها يفخر هبا، وكانت يف املائة الرابعة: من املسهب وإذا ما تركته زاد تيها... يل حبيب ال ينثني بعتاب

يل شبيهاقلت أيضا وهل ترى ... قال يل هل رأيت يل من شبيه :وقوهلا

جمر الغضى ما فيهم من نجيب... يا رب إني من عبيدي على أو فطن من كيده ال أخيب... إما جهول أبله متعب

أم العالء بنت يوسف احلجارية الرببرية

:ا قوهلاأهنا ممن تفخر به بلدها وقبيلها، وأنشد هل: من املسهب يهفو به القصب املندى... هللا بستاين إذا

ح قد أسندت بندا فبندا... فكأنما كف الريا :وقوهلا

مة للصبابة والغنا... لو ال منافرة املدا وجمعت أسباب املنى... لعكفت بين كؤوسها

:وقوهلا وبعلياكم يحلي الزمن... كل ما يصدر عنكم حسن وبذاكركم تلذ األذن... تعكف العين على منظركم فهو يف نيل األماين يغبن... من يعش دونكم يف عمره

بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممدصلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الطليطلية

:وهو

كتاب صفقة الرباح يف حلي قلعة رباح

صارت تتردد عليها ووالهتا كانت تتردد عليها من طليطلة، مث أخذت طليطلة، ف. هي أحد معاقل األندلس :من قرطبة، وقد وليها

القائد أبو احلسن علي بن فتح

ذكر احلجاري أنه ساد فيها وتعب يف تشييد الرياسة حىت استراح، وتقدم يف قرطبة زمن الفتنة، وأجنب :وله شعر يستعبد الشعراء إحسانه، من ذلك قوله. األعيان املشهورين هبا

ضي و اللبيب هلا غدير.. .حنقا أصابتنا املوا

مهما أبارز أو أغري... فبطول ما أتعبتها :وقوله

أقول هلا لو كان ينفع عندهامقال ونار الوجد تقدح يف صدري والصد واهلجر إلى كم تعني الدهر وهو مسلطعلينا بطول العتب

أبو متام غالب بن رباح

املعروف باحلجام

شاعر القلعة الذي نوه بقدرها، ورفع من رأس فخرها، ال أحاشي حديثا وال قدميا، ال أخص : من املسهب .وكان مدة ملوك الطوائف. لئيما وال كرميا :ومن شعره قوله

يس لهم لصالحة نهوضول... صغار الناس أكثرهم فسادا تسالمنا ويأكلنا البعوض... ألم تر يف طباع الطير سرا

:وقوله كأنه يف كبدي جرحة... لي صاحب ال كان من صاحب

ذبابة تضرب يف قرحة... يحكي إذا أبصر لي زلة :ولهوق

وقد كحلت ناظره بنوري... فيا للملك ليس يرى مكاني وقد أبقى جالء يف الثغور... كما املسواك مطرحا مهانا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:وصحبه، فهذا أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الطليطلية

:وهو

كتاب نقش السكة، يف حلي مدينة طلمنكة

:ينسب إليها. ذكر الرازي أهنا من عمل وادي احلجارة، وهن اآلن للنصارى

غامن بن ألسقطري الطلمنكي

وشغف بالكيمياء وأفسد عليها مجلة، وحتيل على ابن ذى أنه مال إىل العلم الرياضي: ذكره احلجاري وأخرب، وكتب على حائط الدار اليت كان ............النون من طريقها، وسقى غالما له مجيل الصورة مرقدا

:فيها، وهرب بها من دونه ألف حاجب... ... نعم إنني بالكيمياء لعالم

على ملك لم ينتفع بالتجارب... ال، وأضحك خاليا وأخلس أموا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الطليطلية

:غبيط، يف حلي مدينة جمريط من أعمال طليطلة، ينسب هلاكتاب الت: وهو

الكاتب أبو عبد اهللا اجملريطي

تارة هو أويس القرين، وآونة إبراهيم املوصلي، وما خال قلبه عن : فاضل، ذكره صاحب السمط، وقال :غرام، وال أزال يده من يد غالم، ومما أنشد له قوله

صقل الشباب أدميه املشبوبا... ضح العذر أوضح من أسيل وا أبصرته بدم القلوب خضيبا... ملا نظرت إىل الفرند بصفحه

سهم املنون فكان فيه مصيبا... ورمى عن اللحظ العليل إىل احلشا هل غادرت لك يف احلياة نصيبا... وى هال سألت لحاظه يوم الن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الطليطلية

:وهو

كادةكتاب السعادة، يف حلي قرية م

:ينسب إليها الشاعر الزجال. حصلت يف أيدي النصارى. من مدن اململكة الطليطلية

أبو العباس أمحد املكادي

:من شعره قوله. الذي كان يسكن مدينة باغة شربنا وبرد الليل فوفه سنامن الصبح واألطيار تنشد يف القضب

مس السماء مطارفامن الوشي ألقتها على األفق الرحبوقد أبرزت ش :وله الزجل املشهور يف الزجال القرطيب، الذي منه

نحسا معجل... يا قرطبي يمسيك يب زحف تحمل... إذا خرج روحك

:ومنه يقلقد جال ص... إن كان ذراعي فيك

مملكة جيان

كتاب النفحة البستانية، يف حلي اململكة اجليانية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب موسطة األندلس

:وهو

تانية، يف حلي اململكة اجليانيةكتاب النفحة البس

مملكة جليلة مبوسطة األندلس، معروفة باحملارث واألخشاب، وهي بني غرناطة وطليطلة ومرسية ينقسم كتاب الغصن الريان، يف حلي حضرة جيان كتاب السراج، يف حلي قسطلة : كتاهبا إىل أحد عشر كتابا

تاب الفوائد املسطورة، يف حلي معقل شقورة كتاب دراج كتاب وشي اخلياطة، يف حلي مدينة قيجاطة كالبستان، يف حلي مسنتان كتاب اآلسة، يف حلي بياسة كتاب الوجنة املوردة، يف حلي أبدة كتاب الغبطة، يف حلي بسطة كتاب اخليزرانة، يف حلي برشانة كتاب الفرائد املفصلة، يف حلي تاجلة كتاب املسرات املسلية،

يف حلي قولية

هللا الرمحن الرحيمبسم ا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

كتاب الغصن الريان، يف حلي حضرة جيان

هي عروس، هلا منصة وتاج ملك

املنصة

. مجعت تناهى طيب األرض وكثرة الثمر، وغزر السقيا، واطراد العيون، وكثرة احلرير: من كتاب الرازيمدينة جيان من أعظم مدن األندلس يف املنعة، ال ترام بقتال وأكثرها خصبا ورخصا للحوم : قال ابن سعيد

.واحلبوب، وتعرف جبيان احلرير، لكثرته فيها

التاج

عباد، وتارة لصهناجة ملوك غرناطة، واشتهر هبا يف صدر دولة عبد كانت يف مدة ملوك الطوائف تارة لبين :املؤمن

أبو إسحاق إبراهيم بن مهشك

.وكان يضرب به املثل يف السطوة والقتل، وكان يردي أهل اجلنايات من حافة عظيمة .وقد حصلت اآلن يف يد النصارى بعد حصار عظيم سلمها هلم ابن األمحر، ملك غرناطة اآلن

كالسل

الكتاب

أبو العباس أمحد بن السعود

:من نظمه قوله. كاتب ابن مهشك املذكور ويطلب منه جاهه ويؤمل... إليك وإال من على األرض يفضل

ألنك يف كل األمور مكمل... لك اخلبر املتلو يف كل بلدة وال كنت يف آفاقها أتوقل... ار اشتهاري يف العال ولوالك ما س

أبو احلجاج يوسف بن العم

:ومن شعره قوله. كان قد أخذ نفسه باجلندية واألدب، وكتب عن ابن مهشك املذكور أكون لها صدرا أمام الطوالع... سلي يب إذا ما اخليل جالت فإنني

إيل بها تومي جميع األصابع... ثني عناني ظافرا نحو بلدة وأ

ذوو البيوت

أبو ساكن حامد بن مسجون

أنه من بيت جليل، كانوا بدور جمالس وليوث كتائب، وصحب أبو ساكن الظافر بن ذى : ذكر احلجاري :ومن شعره قوله. النون

أنفقته حتى أطعت اجلماح... لذي كلفتني الصبر وأنت ا كما شكا البحر لعصف الرياح... أشكو وال ترحمني دائما تخجل عند القطع بيض الصفاح... وتظهر اخلجلة مكرا كما

أبو احلسن علي بن السعود

:ومن شعره قوله يف مطلع قصيدة ميدح هبا منصور بن عبد املؤمن اجتمع به والدي حبضرة مراكش، عظمت فال قبل سواك وال بعد... بعودتك الغراء عاودنا السعد فصبرهم يفنى وما فني العد... يروم أناس عد ما أنت فاعل

:وقوله يف أوجه األكؤس وهي العبوس... در بدا ضاحكا انظر إىل الب

فكل كأس بحاله عروس... قبلها البدر غراما بها ثغور غيد هذه أم كؤوس... يا ليت شعري وهو أدرى بها

هما من طرب يف النفوسبين... فال تسل عما أنارت بما

العلماء

العامل املتفنن أبو عبد اهللا

حممد بن عبد اهللا بن ثعلبة اخلشين

كان زاهدا، لغويا، حنويا، شاعرا، رحل إىل املشرق، ولقي : عامل جليل ذكره ابن حيان و يف كتاب املسهب :ور شعره قولهومن مشه. أبا حامت السجستاين، وجاء إىل األندلس بعلم كثري

إذا كان من بعد الفراق تالقي... كأن لم يكن بين ولم تك فرقة كأن لم تؤرق بالعراقين مقلتيولم تمر كف الشوق ماء مآقي

ى من رامة وبراقبذات اللو... ولم أزر األعراب يف خبت أرضهم

النحوي أبو بكر حممد بن مسعود اخلشين

من مسط اجلمان، بقية العظماء، وأحد اجللة العلماء، أحد من تاهت اجلزيرة بأدواته، وباهت مبعداته، وألطف :شعره قوله

وثاويا يف سواد القلب والبصر... يا نائيا قد نأى عني بمصطبري

إما تناسيت عهدا من أخي ثقةفاذكر عهودي فما أخليك من ذكري تردد علي حياتي آخر العمر... واردد إيل تحياتي بأحسنها

النحوي أبو ذر

مصعب بن أيب بكر بن مسعود

:ومن شعره قوله. مع به والده حممد بن سعيدذكر والدي أنه كان من عظماء حناة األندلس، اجت قد أودعت كفاه أفناكا... كأنما عمران إذ حكني فطالما باهلجر أفناكا... فقلت يا جسم تنعم به

األديب أبو عمر أمحد بن فرج

له أن هجاه، فسجنه ومات يف سجنه، وذكر صاحب كتاب احلدائق ألفها للستنصر املرواين، ورفع :أنه مل يكن يف املائة الرابعة أشد اعتناء منه بتأليف شعر أهل األندلس، وأحسن شعره قوله: احلجاري

وما الشيطان فيها باملطاع... وطائعة الوصال عففت عنها جي الليل سافرة القناعديا... بدت يف الليل سافرة فباتت

إىل فتن القلوب بها دواع... وما من لحظة إال وفيها ألجري يف العفاف على طباعي... فملكت النهى حجاب شوقي ضاعفيمنعه الكعام من الر... وبت بها مبيت السقب يظما

سوى نظر وشم من متاع... كذاك الروض ما فيه ملثلي فأتخذ الرياض من املراعي... ولست من السوائم مهمالت

أخوه

أبو عثمان سعيد

:ذكره احلميدي يف اجلذوة ووصفه باألدب، وأنشد له قوله واصرف عنان اهلوى إليه... عليه الروض زاه فقف

يومي إلينا مبقلتيه... أما ترى نرجسا نضريا وصفرتي فوق وجنتيه... نشر حبيبي حكى شذاه

أخرى وفاقا لحالتيه... فهو أنا تارة وحبي

أخومها

د عبد اهللاأبو حمم

:ومن شعره قوله. مذكور يف كتب اجلذوة أأرجو سوى خالقي راحما... تداركت من خطئي نادما

يدي إلى غير موالهما... فال رفعت ضرعتي إن رفعت

األديب حيىي بن حكم الغزال

ط إىل صاحب القسطنطينية رسوال، وحصل له أنس مع شاعر أديب حكيم أرسله عبد الرمحن األوسالسلطان وزوجته، فجاءته ليلة خبمر، وقالت له اشرب هذه مع ابين هذا، وكان غالما بديع اجلمال، فذكر

:أن ذلك ال جيوز يف دينه، مث ندم، وقال كحيل الطرف ذي عنق طويل... وأغيد لين األعطاف رخص

يلوح كرونق السيف الصقيل... ترى ماء الشباب بوجنتيه ويكثر لي الزيارة باألصيل... يحن إيل مطرفا لشكلي شمول الريح كاملسك الفتيل... أتى يوما إلي بزق خمر

فيثبت بيننا ود اخلليل... ويبيت عندي ليشربها معي فديتك لست من أهل الشمول... فقلت حماقة مني ونوكا

لو أني كنت من أهل العقول... فأية غرة سبحان ربي .ورجع من عنده بذخائر ملوكية

الشعراء

حممد الكناين أمحد بن

ديك تيس اجلن

:ومن شعره قوله. هو مذكور يف اجلذوة واملسهب، وكان يهاجي مؤمن بن سعيد قم هاتها قد حان وقت اإلصطباحأو ما رأيت الورق تنذر بالصباح

لكأس راح قد نمت خلي ما كفاك فقم بناما العيش إال أن تقوم والكف ترعش والنفوس لها مراح... والنوم يكسر أعينا وحواجبا

أغلب بن شعيب

:كان يف املائة الرابعة ومن شعره قوله. من شعراء املسهب فارقتم فمتى اللقا... ياساكني وادي النقا بل لست أطمع يف البقا... كم ال صبر لي من بعد

أبو عبد اهللا حممد بن فرج

:مر به غالم وسيم، به بعض صفرة، فقال. من شعراء الذخرية، وصفه بالبديهة فقلت ما ذاكم عاب به نزال... قالوا به صفرة علت محاسنه فليس تلقاه إال خائفا وجال... ت عيناه تطلب يف أثآر من قتل

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

اجكتاب السراج، يف حلي قسطلة در

:مدينة من أعمال جيان، تداول دراج وبنوه على رياستها، ومن هذا البيت متنيب األندلس

أبو عمر أمحد بن حممد بن دراج

. هو بالصقع األندلسي كاملتنيب بصقع الشام: كفاه من االفتخار أن الثعاليب ذكره يف كتاب اليتيمة، وقالذكره، ونبه على قدره، وكان قد جل عند املنصور وهو مذكور يف الذخرية، واملتني والسهب وكل أشاد ب

بن أيب عامر سلطان األندلس، وله فيه أمداح جليلة، وعاش إىل الفتنة يف املائة اخلامسة، وتطارحت به :النوى، فقاسى شدة يف التغرب، وأكثر من ذكره، ومن فرائد نظمه قوله من قصيدة

ا اضطرمت من تحته النار أن يغليومن شيمة املاء القراح وإن صفاإذ :وقوله

فأنا الضمني لها بفرحة آيب... ولئن جنيت عليك ترحة راحل يف األفق إال من هالل غارب... هل أبصرت عيناك بدرا طالعا

:وقوله كر الدل عاطفه وقاره وانثناء الوشي الذعهيجر سكرا وس

وأنبت الصدر رمانا تدافعه... ففرع اخلصر كثبانا تباعده

ابنه الفضل

أنه أديب شاعر حذا حذو أبيه، وكان بعد أربعمائة وأربعني ببلنسية، ومن شعره قوله : ذكر صاحب اجلذوة : إقبال الدولة بن جماهد، صاحب اجلزر ودانيةيف

وأنافت كأنها اجلن تسعى... وإذا ما خطوب دهر أطافت ملك يكأل األنام ويرعى... كألتنا من لسعهن أيادي

را ومنعامستضام كفاه نص... ملك إن دعاه للنصر يوما جمع الرزق من يديه وأوعى... أو عراه السليب صفرا يداه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

ململكة اجليانيةكتاب ا

:وهو

كتاب وشي اخلياطة، يف حلي مدينة قيجاطة

مدينة نزهة يف هناية من احلسن واخلصب، كانت الوالة تتردد عليها من جيان، ودخلها النصارى بالسيف، :ومنها. فأهلكوا من فيها

أبو املعايل أمحد بن أيب الربكات

امللقب بالقلطي

:جاطة ملا أخىن عليها العدواجتمع به والدي وأنشده لنفسه يف قي لم يك أهال لخالف النعيم... أبكى جفوني بدم منظر أجابني يف ربعه من حميم... صبحته بعد الرزايا فما

بمقلة عبرى وخد لطيم... فظلت أقرو موضعا موضعا أحببته فيك وأين الندمي... قلت يا مربع أين الذي و

كمثل ما ينثر در نظيم... فقال عقد قد غدا شمله

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:اأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذ

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

كتاب الفوائد املسطورة، يف حلي معقل شقورة

البساط

هي إحدى معاقل األندلس اليت يتعب البصر يف استقصاء مسكها، ويرتد حسريا عن آفاق : قال احلجازي :ال باآلجال، وفيها يقول الوزير ابن عمارملكها، ال يأخذها قتال، وال يبايل من اعتصم هبا إ

جعلته مرقاة إىل السحب... عال كأن اجلن إذ مردت

العصابة

عتاد الدولة أبو حممد عبد اهللا بن سهل

بطل أديب، يؤخذ من ماله وأدبه، ملكها يف مدة ملوك الطوائف، وعنده حصل الوزير ابن : من املسهب :ا، ومن شعره قولهعمار أسري

خذ ما أتاك من الزمان املدبرفالطل يقنع كل من لم يمطر ملا تعداك الذي لم يقدر... كم ذا التأوه طول دهرك حسرة

ينله املشتري للبدر قدر لم... ال تطمحن لما خلقت لدونه

السلك

الكتاب

ذو الوزارتني

أبو عبد اهللا حممد بن أيب اخلصال

كاتب أمري املسلمني

وقد . مذكور بأجل ذكر يف الذخرية والقالئد واملسهب والسقط، إال أن صاحب القالئد غض من أصله :تقدمت رسالته السراجية يف صدر الكتاب، وهي أعلى نثره، ومن كلماته قوله

لوال الظالم ماسطع السراج، ولوال الصبر مانفع اإلفراج أعف صديقك من ريح العتاب وإن كانت نسيما، وأقبله من الرضا وجها وسيما

من أملك، فقد حملك، وأوجب عليك احتمال ما حملك حق األديب على األديب، حق الوابل على املكان اجلديب األديب مع األديب زند يصافح زندا، ورند يفاوح رندا الشوق ما اقتاد العصي وألزم التسيار للمكان القصي

وخطا على صدور اخلطيرب شوق أبدع باملطي، ال يعدم مال الكرمي غارة من اإلفضال تشن، وعادة من اإلحسان تسن

:ومن نظمه قوله رويت فيها السرور من طرق... وليلة عنبرية األفق

غاللة فصلت من احلدق... وافت بنا عاطال وقد لبست بفتية كالصباح يف نسق... فاجا بها الدهر من بنيه دجى

وراحهم بالنجوم والشفق... قامت لنا يف املقام أوجههم قلوب كالورقتهفو عليه ال... واطلع البدر من ذرا غصن

ذا البدر إال لذلك األفق... من عبد شمس بدا سناه وهل

بيضاء كف مسكية العبق... مد بحمراء من مدامته يما غادرت مقلتاه من رمق... يشرب يف الراح حني يشربها

أخوه الوزير الكاتب

أبو مروان عبد امللك

وله الرسالة املشهورة عن أمري املسلمني علي بن يوسف إىل مجاعة امللثمني الذين . أثىن عليه صاحب السمطأما بعد يا فرقة خبثت سرائرها، وانتكشت مرائرها، وطائفة انتفخ سحرها، : منها. اهنزموا عن النصارى

.فقد آن للنعم أن تفارقكم، ولألقدام أن تطأ مفارقكموغاض على حني مدها حبرها،

الشعراء

حكم بن اخللوف املشهور بالعجل

من شعراء شقورة يف املائة اخلامسة، كان خمتصا خبدمة صاحبها عتاد الدولة بن سهل مداحا له : من املسهبيف شأن عتاد الدولة، فأمر إىل أن حصل الوزير ابن عمار يف أسره، فأكثر العجل من زيارته، واستراح معه

:بطلبه، ففر عنه وقال يف شأن بيع عتاد الدولة ابن عمار من ابن عباد مثل ابن عمار بمال يباع... بعت ابن عمار بمال وهل

قد جاءه من قبل أهل الطماع... عمري لقد تابعت فيه الذي ن النفس على سنةينبو إذا تذكر عنها السماعفوط

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

تان، يف حلي مسنتانكتاب البس

جبل مسنتان له حصون وقرى من أعمال جيان، واستوىل عليه يف إمارة عبد اهللا بن حممد : من املسهب .املرواين عبيد اهللا بن الشالية، واستفحل أمره، واشتهر ذكره، ومدح وقصد

عبيديس بن حممود السمنتاين

ار يكتب عنه، وجرى بينهما تغري، ففر إىل ابن كان انقطع إىل خدمة ابن الشالية املذكور، وص: من املسهب :حفصون فشفع فيه، ومن أمداحه فيد قوله من قصيدة

أيا ملكا طاعت له اإلنس واجلنوقد مال من تيه بأيامه الغصن ة تدنوعالؤك فوق النجم أضحى مخيماوأنت على ما نلت من رفع

.وذكره ابن حيان يف املقتبس

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

وهو

كتاب اآلسة، يف حلي مدينة بياسة

ض، كثرية الزرع واألشجار والزعفران الذي حيمل إىل اآلفاق، وهي على النهر األعظم املفضي إىل طيبة األر :منها. إشبيلية، وهي اآلن يف أيدي النصارى

أبو جعفر أمحد بن قادم

:ذكره احلجاري، وأثىن عليه، وعلى بيته، وذكر أنه يقلب بفلفل، أنشد له قوله واهللا يعلم ما أالقي بعده... كته ودعت من أحببته وتر

يا ليت شعري كيف أحمل بعده... كنت أحمل صده في قربه أو يجتنيه أو يعانق قده... يا هل تراه من يقبل ثغره

ويرود وجنته ويجنى ورده.. .أو من ينادمه بخمرة لحظه :وقوله

فخل قفا نبك لألكؤس... وكل زمان له شكله مخاطبة الورد والنرجس... وعد عن الشيخ واعدل إلى

أبو بكر حازم بن حممد بن حازم

كان فيها ذا أموال عريضة، وله حسب وارف، وشعر لطيف، منه أنه ويل قضاء بياسة، و: ذكر احلجاري :قوله

شاب الظالم وشب الصبح فاقتبلعيشا جديدا بدا يف طالع األمل أبدى لك الروض موشيا وأغصنهسكرى وطائره الغريد من جذل

كأنها عذل حفت بذي خبل... زام من طوالعه وللثريا انه

النحوي أبو بكر حممد بن أيب دوس البياسي

جعله احلجاري من حسنات بياسة يف علوم العربية، وذكر أنه أولع بالتنقل والتغرب، وأنه أقام مدة يف خدمة :وأنشد له قوله. املعتصم بن صمادح باملرية

ن ورجلي يف الصعيد... ق السماكي همتي فو

د ويعلو كل جيد... وكذاك السيف في الغم

املؤرخ أبو احلجاج يوسف بن حممد البياسي

. وهو اآلن عند سلطان إفريقية يف حظوة وراتب شهري. له تاريخ ذيل به على تاريخ ابن حيان إىل عصرنا :الم مجيل الصورة كان يقرأ عليهأنشدين لنفسه يف غ

وجفوناه إذ جفا بالتيه... قد سلونا عن الذي تدريه خدعوه بالزور والتمويه... وتركناه صاغرا ألناس

وسفيه يقوده لسفيه... لمضل يهديه نحو مضل

بن عابدة أبو سعيد عثمان

أن احلضرمي ملا توجه إىل أبدة وبياسة قبل كائنة العقاب سنة تسع وستمائة اجتمع بابن : أخربين والدي :وكتب يل مستدعيا إىل راحة: قال. عابدة هذا وشاهد منه ظرفا وأدبا، ونادمه وأكثر صحبته

ن يمشي على قدميا أسخف الناس من عرب ومن عجمسبقا ألألم م ونغبة هي لذات لكل فم... سبقا إلى كأس راح ال هنيت بها

لذوي اآلداب والفهم... ......... وعندنا أمرد قد جاء محتسبا ات لذي قطموربما فيه حاج... مصنف بعذار كالعذار له

يا سيدي وصلت ورقتك الذميمة، من عند النفس اللئيمة، ولو كنت شاعرا ألجبتك : فكان جوايب: قال .مبثل قولك، وأنا يف أثر خطي، فال سلم اهللا على مجيعكم، وال نظم إال على املخزيات مشلكم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

كتاب الوجنة املوردة، يف حلي مدينة أبدة

أهنا من بنيان عبد الرمحن األوسط املرواين الكائن يف املائة الثالثة، وهي جماورة لبياسة لكنها : ذكر الرازيوألهنا تتردد عليها من . ليست على النهر، وهلا عني عظيمة تسقي الزعفران وغريه، وهي كثرية اخلصب

.جيان، وأخذها النصارى يف عصرنا وسلطنة ابن هودأنه اجتمع به يف أبدة، ونال من إحسانه وكان عميدها : ؟أبو عبد اهللا حممد بن اخلشاب ذكر احلضرمي

:ومن شعره قوله ألحد بين عبد املؤمن. له أموال عظيمةوشيخها، وأخذ يف األسر، وكان إمالة السمع لقول احلسود... موالي قد أفسد ما بيننا

أبصرني بالرغم منه أسود... ماذا تراه قائال بعدما ؟؟

أبو احلسن علي بن مالك األبدي الفقيه

:سمط، وأنشد له قوله من قصيدة يف الوزير أيب احلسن بن اإلماممذكور يف ال إياب كما وافى الوصال على اهلجروعقبى جرت بالنفع في عقب الصبر

وبشرى جلتها للعيون ملمةفكانت كما انشق الظالم عن الفجر لبي للبشري وزدتهبقية عمري والضنانة بالعمرفأهديت ق

عرفنا بعرف الريح أنك خلفهاوقبل لقاء الروض يعرف بالنشر أتيت على يأس فزدت نفاسةكما انهل بعد املحل منسكب القطر

لحت فلم يطمح لغيرك ناظروفي البدر ما يغني عن األنجم الزهرو

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كة اجليانيةكتاب اململ

:وهو

كتاب الغبطة، يف حلي مدينة بسطة

البساط

هلا خارج يأخذ باألعني واألنفس، وفيها يقول شعبان . بسطة مما آتاه اهللا يف احلسن بسطة: قال احلجاري :الغزي وإليها

لبسقى اهللا صوب الغيث أكناف بسطةففيها انبساط النفس والعين والق

العصابة

أبو مروان عبد امللك بن ملحان

نبه أبو حممد احلجاري على بيت بين ملحان ببسطة، وأن أهلها أكرهوا أبا مروان على اإلمارة هبا، ومل يكن ومن يديه . قائما بأعباء الفتنة، لكونه نشأ على حفظ فقه ورواية حديث ومذاكرة يف أدب وقول شعر

:ومن شعره قوله. وسف بن تاشفنيأخذها أمري املسلمني ي من ذكره، عمري، من شاني... يا ليت شعري كيف ينساني

وكل خل عنه ينهاني... أجهد يف ودي له دائبا

السلك

أبو عامر أمحد بن دريد الكاتب

اسلة، وأحسن شعره قوله يف رجل يلقب بالفار مذكور يف السمط واملسهب وبينه وبني صاحب السمط مر :تاب عن شرب اخلمر

تحرج عن شرب الكؤوس الدوائر... أتاني عن الفار احلقري بأنه وإني لعالم بغيب السرائر... فقلت لهم سر جهلتم مراده

تلوح بأعالها عيون السنانر... اخلمر إال ألنها فما عاب شرب

املقرئ أبو احلسن

علي بن عبد العزيز بن شفيع البسطي

:ومن شعره قوله. أنه عامل بسطة وكان متصدرا باملرية يقرأ عليه القرآن: من املسهب ت سواها الشفاعةر ملا كلف... لي نفس لو أنها ترد النا

فاستراحت من دهرها بالقناعة... قنعت بالعفاف من كل أمر

األفوه اخلراز البسطي

ومن نظمه . أنه كان خرازا ببسطة، وتولع باألدب وصار ينظم، ومدح األعيان، فاشتهر امسه: من املسهب :بن حبوس ملك غرناطةقوله من قصيدة ميدح هبا وزير ا

لنبغي بها املجد املؤثل والغنى... إليك رحلناها قالئص ضمرا فأقسم ال ينتاب ربعك قاصدويرجع عنه دون أن يبلغ املنى

ما سار عنكم من الثنا وكم رمت أن أبغي سواكم وإنماثناني لكم :وقوله

سر فإني خلف الركاب أهيم... أي قلب إذا رحلتم يقيم وإذا غبتم فليس نعيم... ال نعيم إال بحيث حللتم ي كليموصلوني فإن قلب... كلموني وعللوني بوعد

أبو احلسن علي بن شفيع البسطي

:شاعر مشهور من شعراء عصرنا، وقد تويف، اشتهر من شعره قوله به أدين ليوم احلشر والدين... شريعة احلب شرعي واهلوى ديني

دي الشواهنيقلوب أهل اهلوى يف احلب خافقةمثل العصافري يف أي أو كالعبيد تعدوا ما به أمرواأو كاجلناة بأبواب السالطني

قالوا علقت صغريا قلت ويحكمما رقت القضب رقت عطفة اللين ع أبطال امليادينوالسهم أمضى من اخلطي إن لهبأسا يرو

قالوا فصف حسنه إن كنت تحسنهفقلت يمأل أوراق الدواوين الغصن قامته، والبدر طلعتهوالنجم يرقبه عن لحظ ذي هون

الكون من حسن وتحسنيكأنه كان صنو الشمس فاقتسماما أبرز فسلمت مثل حظ األنثيين لهشرعا وقالت أخي والثلث يكفيني

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب التاسع

:اليت يشتمل عليهامن الكتب

كتاب اململكة اجليانية

:وهو

كتاب اخليزرانة، يف حلي حصن برشانة

.من حصون بسطة، على هنر املنصورة املشهور باحلسن، ملا عليه من الضياع واحلصون واجلنان

أبو عبد اهللا حممد بن عياش

وقد تقدمت له رسالة يف . صركتب عن منصور بين عبد املؤمن مث عن ابنه الناصر مث عن املستنصر بن النا .صدر الكتاب تدل على علو طبقته يف النثر

أنه كان يف أول حاله، خيدم الرشيد أبا حفص بن يوسف بن عبد املؤمن فلما سخط على : أخربين والديالرشيد أخوه املنصور وضرب عنقه طلب أصحابه فكان ابن عياش يف مجلتهم، فاختفى مدة، وقاسى شدة،

:وقال لم يلف يف تخليصه من مذهب... س احلياة لخائف مترقب بئ

يف وجهه جورا وملا يذنب... قد غلقت أبواب كل شفاعة ما ذنب من وفى بخدمة من بهعرف النعيم وذاق عذب املشرب

وخسفته ال تحفلن بكوكب... قد أثرت يف بدر الدجى يا شمس :وأنشدين لنفسه: قال والدي. فوقف املنصور على هذه األبيات، فعملت فيه، وعفا عنه، واستكتبه

فقلت ذلك أملح... قالوا حبيبك أقلح دى قد تفتحغب الن... وكيف ينكر روض

.وكان والدي يصفه باملروة ويثين عليه

الكاتب أبو العباس أمحد بن أمحد الربشاين

وله من رسالة خياطب هبا . أنه من صدور الكتاب، كتب عن أيب زيد بن بوجان ملك تلمسان: ذكر والديى من يصرف صروف يا سيدي وال ينادي غري الكرام، وعمادي وال يعتمد إال عل: ابن عياش املذكور

األيام، نداء من ميت باجلوار القدمي، ويشفع بنسب األدب الذي ال يرعاه إال كرمي، مع والء لو واىل به .الصباح ما غرب عن ناظره، وصفاء لو صاىف به الدهر ما كدر من خاطره

:وأحسن شعره قوله تجلو دجى الليل البهيم... قم هاتها ذهبية

س وفوقها عقد نظيم... تجلى كما تجلى العرو ص بشربها إال كرمي... حلب الكروم وما يخ

نشبي احلديث من القدمي... ما زلت فيها باذال ألقى من األلم األليم... وأعدها ذخرا لما

م ولونها لون السقيم... جبا لها تشفي السقا ع

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب العاشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة جيان

:وهو

صلة، يف حلي حصن تاجلةكتاب الفرائد املف

من عمل بسطة على وادي املنصورة

الكتاب

أبو القاسم بن طفيل

سكن مالقة، وكان يكتب عن والهتا من ملوك بين عبد املؤمن، اجتمع به والدي، ومما أنشده من شعره قوله :يف رثاء جارية

منها عامرا وكأنه ما كان... أمسيت أندب يف الفراش مكانها وكأنني لم أثن غصنا ناضرا... وكأنني لم أجن منها روضة لم يبد لي منها هالال زاهرا... وكأنني والليل أرخى ستره

عبد اهللا بن ايب بكر بن طفيل

طفيل أبو حممد عبد اهللا بن العامل أيب بكر بن

من كالم والدي فيه، من أعيان كتاب األوان، ومشاركهم يف األدب والبيان، وله تواليف، منها تأليفه :ومن نثره. معجم بلده األندلس على منزع احلجاري، وكتب عن عادل بين عبد املؤمن

ملا آثرمتوه، أيها الفريق الذين متسكوا بالضالل، ومل يصغوا حنو موعظة وال توقعوا فجأة نكال، تيقظواوأصيخوا ملا دعومتوه، فكأين خبيل اهللا تصبحكم وساء صباح املنذرين، فتترككم يف دياركم جامثني، هنالك

.خيسر املبطلون، ويتلهف املفرطون، وهذا طل يتبعه وابل، وحركة يعقبها زالزل :ومن شعره قوله

نا سوى الترهاتليس يف كف... وغدونا بكل خير ولكن وهم أفصح األنام بهات... وهم ألكن األنام بهاك

العلماء

الطبيب الفيلسوف أبو بكر حممد بن طفيل

لقيت علماء كثرية يفضلونه على فيلسوف األندلس أيب بكر بن باجة، وناهيك مدحا وتقدميا، : قال والديجيالسه ويستفيد منه، وملا مات يوسف اهتم بأنه مسه وقد خاف منه فجرت عليه وكان يوسف بن عبد املؤمن

.حمنة وخلد يف منزله مسجونا يف تاجله، وكان له دار ملن جيتاز به من األضياف وأصحاب اآلالم :وأشهر شعره وأحسنه قوله

من احلمى ألمت وقد هام املشيح وهوماوأسرت إلى وادي العقيق ومرت بنعمان فأضحى منعما... وراحت على نجد فراح منجدا

وجرت على ذيل املحصب ذيلهافما زال ذاك الترب نهبا مقسما ي أيان يمماويحمله الدار... تقسمه أيدي التجار لطيمة وأن سراها فيه لن يتكتما... وملا رأت أن ال ظالم يكنها

أزاحت غمام العصب عن حر وجههافألقت شعاعا يدهش املتوسما عشى بها الطرف كلمافكان تجليها حجاب جمالهاكشمس الضحى ي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب احلادي عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة جيان

:وهو

كتاب املسرات املسلية، يف حلي حصن قولية

طة، ينسب له بنو اليسع األعيانمن عمل بس

األمري أبو احلسن بن اليسع

عامر أندية النشوة وطالع ثنايا الصبوة، وأنشد له يف خماطبة أيب بكر بن : قال يف وصف صاحب القالئد :اللبانة الشاعر، وكانا على طريقني فلم يلتقيا

وأنسي يغرب وتطلع أوجالي... تشرق آمالي وسعي يغرب أنا الكوكب الساري تخطاه كوكب... سريت أبا بكر إليك وإنما

تكر بها السبع الدراري وتذهب... فباهللا إال ما منحت تحية ال تفنى وال تتقلبخالئق ... وبعد فعندي كل ذخر تصونه

وكتب إىل أيب بكر بن القبطورنة ببطليوس يف . ووفد على املعتمد بن عباد يف إشبيلية، وواله مملكة مرسية :يوم نفري للعدو

وذبت اشتياقا واملزار قريب... عطشت أبا بكر وكفك دمية فليس بحق أن يضاع غريب... ا واجد فخفف ولو بعض الذي أن

وأهد لنا من تلك حظا نرى به نشاوى وبعد الغزو سوف نتوب :فوجه له ما طلب، وكتب مع ذلك

ومثلك بعد الغزو ليس يتوب... أبا حسن مثلي بمثلك عالم

و حيىي اليسع بن عيسى بن اليسعأب

هو مصنف كتاب املعرب يف آداب املغرب، صنفه مبصر، وطرزه بالدولة الصالحية الناصرية، وكان .باألندلس يكتب عن املستنصر بن هود

ونثره كز ثقيل، ونظمه مغسول، ليس عليه طالوة، وكأنه أراد معارضة كتاب القالئد، فنهق إثر صاهل، ومل احلمد هللا الذي أحاط بكل شيء علما، ووسع العصاة رمحة : وأول خطبة كتابه. يع ما أورد بطائليأت يف مج .وحلما

مملكة البرية

كتاب

الكواكب املنرية، يف حلي مملكة إلبرية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه،

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب موسطة األندلس

:وهو

كتاب الكواكب املنرية، يف حلي مملكة إلبرية

مملكة جليلة بني مملكيت قرطبة واملرية ومملكيت جيان ومالقة، وهي كثرية الكتان واألشجار واألهنار وما يطول .ذكره من صنوف اخلريات

كتاب الدرر النثرية، يف حلي حضرة إلبرية كتاب اإلحاطة، يف حلي : ثين عشر كتاباوينقسم كتاهبا إىل احضرة غرناطة كتاب احلوش، يف حلي قرية شوش كتاب السحب املنهلة، يف حلي قرية عبلة كتاب نقش

الراحة، يف حلة قرية املالحة

ISLAM ICBOOK.WS ينجم| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا ي

ملغرب: كتاب ا ملغرب يف حلى املغريب : املؤلف ا بن سعيد ا

كتاب مؤانسة األخدان، يف حلي قرية مهدان كتاب ، يف حلي حصن شلوبينية كتاب املسرات، يف حلي البشرات كتاب الرياش، يف حلي وادي آش كتاب حلي الصباغة، يف حلي مدينة باغة كتاب ، يف حلي

د، يف حلي قلعة بين سعيدمدينة لوشة كتاب الطالع السعي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة إلبرية

:وهو

كتاب الدرر النثرية، يف حلي حضرة إلبرية

املنصة

إلبرية كانت قاعدة اململكة يف القدمي، وهلا ذكر شهري، وحمل عظيم، إال أن رمسها قد طمس : قال احلجاري .ومل يبق منها إال بعض أثر، وصارت غرناطة كرسيا

التاج

فيها كانت والة اململكة تتواتر إىل أن وقع بني العرب واملولدين من العجم، فاتصل القتال، واحناز العرب إىل .للعرب، فخربت إلبرية من حينئذ غرناطة، وكان الظفر

السلك

الوزراء

أبو خالد هاشم بن عبد العزيز بن هاشم

وزير حممد بن عبد الرمحن املرواين سلطان األندلس

أصله من موايل عثمان بن عفان الذين حازوا الرياسة واجلاللة بإلبرية، وعظم قدره بقرطبة، عند سلطان ريه أخص وزرائه وأسند إليه أمور بالده وعساكره، وكان تياها األندلس حممد بن عبد الرمحن، حىت ص

وقدمه حممد على جيش . معجبا كثري االعتماد على ما حيقد به قلوب العباد،حىت مأل الصدور من بغضهتوجه به إىل غرب األندلس، فهزم، وحصل يف األسر، واضطربت األندلس بسوء تدبريه، مث فداه السلطان،

وكان قد مأل صدر املنذر بن حممد غيظا عليه، فلما مات حممد وويل املنذر قتله املنذر شر عاد إىل مكانه، .قتلة، بعد السجن والعذاب

:وذكره احلجاري، وأنشد له قوله ح وشرب أكواس الطال... أهوى معانقة املال

احلليض وقد توشت ب... ويسرني حسن الريا ما الصبح جرد منصال... وأذوب من طرب إذا

ش ونيل أسباب العال... وأهيم يف قود اجليو سرت املواضي يف الطلى... وأهز مرتاحا إذا

ين هكذا أو ال فال... قل للذي يبغي مكا

اءمن كتاب الرؤس

أبو عمر أمحد بن عيسى اإللبريي

أن أمر مدينة إلبرية كان دائرا عليه مع زهده وورعه، ووصفه باألدب والنظم والنثر : ذكر صاحب الذخرية :وذكر أنه أنشد يف جملسه هذان البيتان

فذر الديار وأسرع التحويال... وإذا الديار تنكرت عن حالها يف بلدة تدع العزيز ذليال... ليس املقام عليك حتما واجبا :وسئل الزيادة عليهما، فقال

لو لم يجد يف اخلافقين مقيال... اليرتضي حر بمنزل ذلة لة ما وجدت سبيالترضى املذ... فارض الوفاء بعز نفسك ال تكن

ال تتخذ إال الوفي خليال... واخصص بودك من خبرت وفاءه

ومن كتاب العلماء

أبو مروان عبد امللك بن حبيب

السلمي اإللبريي

األندلس فقيه األندلس الذي يضرب به املثل، حج وعاد إىل األندلس بعلم جم، وجل قدره عند سلطان وهو نابه الذكر يف تاريخ ابن حيان . عبد الرمحن األوسط املرواين، وعرض عليه قضاء القضاة فامتنع

ومن شعره قوله وقد شاع أن السلطان املذكور غىن زرياب بني يديه بشعر أطربه، . واملسهب وغريمها :فأعطاه ألف دينار

الرحمن يف قدرته هين على... مالك أمري والذي أرتجي لعالم أربى على بغيته... ألف من الشقر وأقلل بها

وصنعتي أشرف من صنعته... يأخذها زرياب يف دفعة .وتويف سنة تسع وثالثني ومائتني

ومن كتاب الشعراء

ديأبو القاسم حممد بن هانئ االز

أصله من بين املهلب الذين ملكوا إفريقية، وانتقل أبوه منها إىل جزيرة األندلس، وسكن إلبرية، فولد له هبا حممد بن هانئ املذكور، وبرع يف الشعر، واشتهر ذكره، وقصد جعفر بن علي األندلسي ملك الزاب من

ضالء، ال يتركون مثله يقرب من الغرب األوسط، فوجد بابه معمورا بالشعراء وعلم أن وزيره وخواصه ف :فتحيل بأن تزيا بزي بربري، وكتب على كتف شاة جمرود من اللحم: ملكهم

والبغل بغل واحلمار حمار... الليل ليل والنهار نهار وكالهما طير له منقار... والديك ديك والدجاجة زوجه

ووقف هبذا الشعر للوزير، وقال أنا شاعر مفلق أريد أنشد امللك هذا الشعر، فضحك الوزير وأراد أن يطرف امللك به فبلغه ذلك فأمر بوصوله إليه وجملسه غاص، فلما دخل عليه قام وعدل عن ذلك الشعر،

:وأنشد قصيدته اجلليلة اليت يصف فيها النجوم اردا وحفا وبتنا نرى اجلوزاء يف أذنها شنفاأليلتنا إذ أرسلت و

بشمعة صبح ال تقط وال تطفا... وبات لنا ساق يصول على الدجى أغن غضيض خفف اللني قدهوأثقلت الصهباء أجفانه الوطفا

إرعاش املدام له يداولم يبق إعنات التثني له عطفاولم يبق نزيف قضاه السكر إال ارتجاجة إذا كل عنها اخلصر حملها الردفا

يقولون حقف فوقه خيزرانة أما يعرفون اخليزرانة واحلقفا :مث مر فيها يف وصف النجوم إىل أن قال

كأن لواء الشمس غرة جعفررأى القرن فازدادت طالقته ضعفانعم، فعانقه، وأجلسه إىل جانبه، وخلع عليه ماكان فوقه : فقام إليه جعفر، وقال له باهللا أنت ابن هانئ؟ قال

من ذلك احلني، إىل أن كتب املعز اإلمساعيلي اخلليفة بالقريوان إليه يف من الثياب امللوكية، وجل عنده :توجيهه حلضرته، فوجهه للقريوان، فأول قصيدة مدحه هبا، قصيدته اليت ندر له فيها قوله

حتى ركبت إلى الغمام الرحيا... وبعدت شأو مطالب وركائب :بيان ويف ذلك يقولوكان مغرما حبب الص

لم تصبين هند وال زينب... يا عاذلي ال تلحني أنني فيه خصال جمة ترغب... لكنني أصبو إىل شادن

حمال، وال عن ناظر يحجب... ال يرهب الطمث وال يشتكي رجع لتوصيل عياله فقتل يف برقة يف مشربة على صيب، ومن أشهر شعره يف اآلفاق وملا رحل املعز إىل مصر

:قوله وأمدكم فلق الصباح املسفر... فتقت لكم ريح اجلالد بعنبر

بالنصر من ورق احلديد األخضر... وجنيتم ثمر الوقائع يانعا

أبو أمحد عبد العزيز بن خرية املنفتل

:من أعالم شعراء إلبرية يف مدة ملوك الطوائف، نابه الذكر يف الذخرية واملسهب، ومن عنوان طبقته قوله أمن املالحة أم من اجلريال... سكران ال يدري وقد وافى بنا

كتضوع الريحان باآلصال... ه تتضوع الصهباء من أنفاس ساعات هجر يف زمان وصال... وكأنما اخليالن يف وجناته

:وقوله يصبو إليه اخللي... يف خد أحمد خال

جنانه حبشي... كأنه روض ورد

خلف بن فرج اإللبريي السميسر

.أعالم شعراء إلبرية يف مدة ملوك الطوائف، مشهور باهلجاء مذكور يف الذخرية واملسهبمن :ومن مشهور شعره قوله وشاتم الطب والطبيب... يا آكال كل ما اشتهاه

فانتظر السقم عن قريب... ثمار ما قد غرست تجني

أغذية السوء كالذنوب... اء كل يوم يجتمع الد :وقوله

وإال سوف تلبسها حدادا... تحفظ من ثيابك ثم صنها وأما جنس آدم فالبعادا... وظن بسائر األجناس خيرا

لى األعقاب قد نكصوا فرادىع... أرادوني بجمعهم فردوا كبعض عقارب عادت جرادا... وعادوا بعد ذا إخوان صدق

:وأنشد له احلجاري قوله على أي حال تنقضي عزماتي... وقد حان ترحالي فقل لي عاجال

كما قالت اخلنساء في السمرات... تمثال أأثني بخير أم أقول فأبعدكن اهللا من شجرات... إذا لم يكن فيكن ظل وال جنى

:وقوله وأنحلني شوقي لكم فلو أننيأكون من املحسوس هبت بي الريح

فها أنا ال جسم لدي وال روح... روح شكا فقد جسمه فمن كان ذا فيا لهف نفسي أين سلع وحاجروأين النقا والرند والبان والشيح

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:يه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نب

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب اإلحاطة، يف حلي حضرة غرناطة

املنصة

غرناطة، وما أدراك ما غرناطة، حيث أدارت اجلوزاء وشاحها وعلق النجم أقراطه، : من مسهب احلجاري .عقاب اجلزيرة، وغرة وجهها املنرية

وأنا أقول إهنا وإن مسيت دمشق األندلس، أحسن من دمشق، ألن مدينتها مطلة على . ر يف الثناء عليهاومبسيطها متمكنة يف اإلقليم الرابع املعتدل، مكشوفة للهواء من جهة الشمال مياهها تنصب إليها من ذوب

الية شديدة االمتناع، وبسيطها الثلج دون خمالطة البساتني والفضالت، واألرحاء تدور يف داخلها، وقلعتها عميتد فيه البصر مسرية يومني بني أهنار وأشجار وميادين خمضرة، فسبحان مبديها يف أحسن حلة، ال يأخذها وصف وال ينصف يف ذكرها إال الرؤية، وهبا ولدت ويل فيها ولوالدي وأقاريب أشعار كثرية وهنرها الكبري

:يقال له شنيل، وفيه أقول أسطرها والنسيم منشئها... ا النهر صفحة كتبت كأنم

مالت عليه الغصون تقرؤها... لما أبانت عن حسن منظره :وفيه أقول

وجه اهلالل كقارئ أسطاره... انظر لشنيل يقابل وجهه وشي الصبا ألقى عليه سواره... معصما قد زانه لما رآه

:ويف بسيطها يقول أبو جعفر عم والدي يف كل موقع لحظة متأمل... سرح لحاظك حيث شئت فإنه

أبو جعفر بن سعيد احلور يف شعر وقد ذكر. ومن متنزهاهتا املشهورة حور مؤمل واللشتة والزاوية واملشايخ :تقدم إنشاده، وذكره يف موشحته البديعة، وهي

ذهبت شمس األصيل فضة النهر أي نهر كاملدامه صير الظل فدامه نسجته الريح المه وثنت للغصن المه

ف بالسمرفهو كالعضب الصقيل ح مضحكا ثغر الكمام مبكيا جفن الغمام منطقا ورق احلمام داعيا إلى املدام

فلهذا بالقبول خط كالسطر حبذا باحلور مغنى هي لفظ وهو معنى مذهب األشجان عنا

ا كيف سرناكم درين ثم يف وقت األصيل لم نكن ندري

قلت واملزج استدارا بذرى الكأس سوارا

سالبا منا الوقارا دائرا من حيث دار

صاد أطيار العقول شبك اخلمر وعد احلب فأخلف

فسوف واشتهى املطل ورسولي قد تعرف منه ما أدري فحرف

باهللا قل يا رسولي لش يغب بدري :مكان مطل على بسيطها، من أشرف متنزهاهتا، فيه يقول عاملها أبو احلسن سهل بن مالك: وجند

رفي بنجدألصيل يفوت ط... كل وجد سمعتم دون وجدي بين حور تميس فيه ورند... حيث جررت ذيل كل مجون

جردت يف الرياض من كل غمد... وسواق كأنهن سيوف

التاج

لطان األندلس احناز كانت قاعدة اململكة إلبرية، فلما وقع ما بني العرب والعجم يف مدة عبد اهللا املرواين س .العرب إىل غرناطة، وقام مبلكهم سوار بن أمحد احملاريب، فقتله أهل إلبرية، فقام هبم بعده

سعيد بن سليمان بن جودي السعدي

:وكان فارسا جوادا شاعرا ومن شعره قوله خياطب عبد اهللا املرواين ائر من وادي القصبنجم الث... قل لعبد اهللا يشدد يف اهلرب

إنما امللك ألبناء العرب... يا بني مروان خلوا ملكنا واسرجوه إن نجمي قد غلب... قربوا الورد املحلي بالذهب

.حى اهلمداينوثار هبا بعده حممد بن أض. وآل أمره إىل أن غدر به قوم من أصحابه وقتلوه

دولة صنهاجة

:كانت يف مدة ملوك الطوائف، وأول ملوكهم بغرناطة

زاوي بن زيري بن مناد الصنهاجي

كان داهية الرببر، خرب أصحابه مدينة إلبرية وعاثوا فيها، وأظهر هو اإلنكار لذلك والعدل وقام باململكة، مث خاف الكرة من أهل األندلس، فرحل مبا واقتعد مدينة غرناطة، وهزم املرتضى املرواين، وعظم قدره، :حازه من الذخائر العظيمة إىل إفريقية وبقي بغرناطة ابن أخيه

؟

حبوس بن ماكسن بن زيري

وكان على ما فيه من القسوة يصغي األدب، وكان غليظ العقاب، فارسا : فاستبد مبلكها، قال ابن حيان :مات ورث امللك ابنهشجاعا جبارا مستكربا كامل الرجولية، وملا

باديس بن حبوس

وكان من أبطال احلروب وشجعاهنا، يضرب به املثل يف شدة القسوة بسفك الدماء، وعظم ملكه هبزمية زهري ملك املرية، وقتله واستيالئه على مكائنه، وكان على ما فيه من القسوة حسن السياسة منصفا حىت من

ابنها، وأنه مد يده إىل ضرهبا، فأحضره وأمر بضرب عنقه، فقالت أتت له يوما عجوز فشكت عقوق. أقاربه .لست مبعلم صبيان، وضرب عنقه: له يا موالي ما أردت إال ضربه بالسوط، فقال

:ومات، فورث امللك بعده ابن أخيه

عبد اهللا بن بلقني بن حبوس

وائف فتداول عليها والة ومن يده أخذها أمري املسلمني يوسف ين تاشفني حني استوىل على ملوك الط :امللثمني إىل أن انقرضت دولتهم فقام هبا من األندلسيني

أبو احلسن علي بن أضحى اهلمداين

من بيت عظيم هبا، قد صح له ملكها فيما تقدم، وكان قد ويل قضاء القضاة بغرناطة، واشتهر باجلود، وجل ومن شعره قوله وقد دخل . ليال، وتويف حتف أنفهإال أنه مل يبق إال ق. قدره، فصح له القيام مبلك غرناطة

:جملسا غاصا، فجلس يف أخريات الناس، وأراد التنبيه على قدره حيث احتللنا فهو صدر املجلس... نحن األهلة يف ظالم احلندس

يذهب بعز األنفسظلما فلم ... إن يذهب الدهر اخلؤون بعزنا وويل بعده أمر غرناطة ابنه أضحى، مث صارت للمستنصر بن هود، ووقع فيها ختليط إىل أن ملكها املصامدة

وتداول عليها والهتم، مث صارت البن هود املتوكل الذي ملك األندلس يف عصرنا وتداولت عليها والته، مث :مات ابن هود فاختذها كرسيا

مني أبو عبد اهللاأمري املسل

حممد بن يوسف بن األمحر املرواين

وهو إىل اآلن هبا مثاغرا لعساكر النصارى الكثرية بدون ألف فارس، وهو من عجائب الدهر يف الفروسية ويفهم الشعر ويكثر مطالعة التاريخ، وقد ملك إشبيلية وقتل ملكها . واإلقدام والسعادة يف لقاء العدو

:ت حينئذ هنالك وأنشدته قصيدة أوهلااملعتضد الباجي، وكن

وتذخر أبناء القنا والقنابل... لمثلك تنقاد اجليوش اجلحافل

ذوو البيوت

أبو احلسن علي بن جودي

من ولد سعيد بن جودي املذكور يف ملوك غرناطة، قرأ على أيب بكر بن باجة فيلسوف األندلس فاشتهر هتم يف دينه، فطلب، ففر، وصار مع قطاع طريق بني اجلزيرة اخلضراء وقلعة خوالن، وقال يف بذلك وا :ذلك

فتأبى علينا فيكم العزمات... أروم بعزماني تناسي عهدكم الةثواني بالغابات وهي ف... فأقسم لو ال البعد منكم لسرني سراة نمتهم للعالء سراة... فإن بها من رهط كعب وعامر

مخافة ضيم والكفاة أباة... أبوا أن يحلوها بالد حضارة اتتمار على حكم القنا وتق... فخطوا بأم القفر دارا عزيزة

فيا ليت شعري واملنى تخدع الفتىودأب الليالي ملتقى وشتات أم الدهر يأس بعدكم وبتات... أفرقتنا هذي تكون لقاءة

:وأنشد له والدي غر الكاس يبتسمنبهته وعيون الزهر نائمةوالطل يبكي وث

والبرق يرقم من برد الدجى علماوالزهر عقد بجيد النهر منتظم يف كف ذي ظفر والليل منهزم... حتى بدت راية اإلصباح زاحفة

؟

جودي بن جودي

:وادي آش وبينه وبني والدي خماطبات وأنشدين والدي من شعره قولهمن أعالم هذا البيت، سكن مدينة شربنا وبرد الليل يطويه صبحهوأردية الشمس املنرية تنشر

وقد هتفت ورق احلمام بدوحهاوكف الصبا زهر احلدائق تنثر ت وراقت كأنمايصاغ لها من صنعة املزج جوهرمشعشعة رق

إذا قهقه اإلبريق قالوا تكلمتكما أنها عن أعين املزج تنظر وإن لمحت يف كأسها رفرفت هوىعليها نفوس بالتنسم تسكر

م بن الفرس يعرف باملهرعبد الرحي

قرأ مع والدي وكان يصفه بالذكاء املفرط والتفنن والتقدم يف الفلسفة، وآل أمره إىل أن مست نفسه لطلب اهلداية، فأظهر أنه القحطاين الذي ذكر النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه ال تقوم الساعة حىت يقود الناس طوع

:ة مراكش، وقال خياطب بين عبد املؤمن شعرا اشتهر منهعصاه، وكان قيامه يف برابر ملطة يف قبل قولوا ألبناء عبد املؤمن بن عليتأهبوا لوقوع احلادث اجللل قد جاء سيد قحطان وعالمهاومنتهى القول والغالب للدول

سائقهمباألمر والنهي نحو العلم والعمل الناس طوع عصاه وهو واهللا خاذل أهل الزيغ وامليل... فبادروا أمره فاهللا ناصره

.وآل أمره معهم إىل أن قتلوه، وأرسلوا رأسه إىل مراكش، فعلق على باب الشريعة

أبو بكر

ن مسعدةعبد الرمحن بن أيب احلسن ب

أنه كان من كتاب عثمان بن عبد املؤمن ملك غرناطة، وملا قتل : بيت رفيع يف غرناطة، أخربين والدي :عثمان املذكور أبا جعفر بن سعيد كتب بن مسعدة إىل أبيه عبد امللك بن سعيد رسالة، منها

عاإن الذي تحذرين قد وق... أيتها النفس أجملي جزعا نداء من كاد قلمه ال يطيعه، ومن متحو ما كتبه دموعه، مثلك ال يعلم التعزي ومثل املفقود، : سيدي األعلى

:رمحة اهللا عليه، ال يؤمر بالصرب عنه رأيت بكاءك احلسن اجلميال... إذا قبح البكاء على قتيل

وسيدي . ، و ال يفعل ما يوهن اجملد، وال يقال ما يسخط الربوال أقل من أن تدمع العني، وحيزن القلبوإن كان املرحوم جنله، فإين يف احلزن عليه ال يبعد أن أكون مثله، فذكره احلسن ألخالقه وأفعاله اليت كانت

:تدل على طيب أعراقه ويالولم أقطع بك الليل الط... كأنك لم تكن إلفي وخلي

أخوه

أبو حيىي حممد

:أنه كان يكتب مع أخيه املذكور لعثمان بن عبد املؤمن، وأنشدين من شعره قوله: ذكر يل والدي وشادن كاملهر جم املراح... ال تدعني إال لشدو وراح

ن صياحتسفر يف جنح الدجى ع... مهفهف همت له وجنة لكن هواه ردني كالوشاح... أسكتني اخلوف كخلخاله

عبد الرمحن بن الكاتب

تأثل هذا البيت بغرناطة إىل اآلن، وكان عبد الرمحن هذا يكتب عن حممد بن سعيد صاحب القلعة، وإياه :خياطب بقوله

لديه النوال نهب ومن... يا أيها القائد املعلى وأنت بدري الذي أحب... ليس على غيرك اتكالي

ألسنهم بالثناء رحب... وقد ترقى بكم أناس وهم بأفق العالء شهب... وها أنا يف احلضيض ثاو

ابنه

أبو عبد اهللا حممد

:أنه اجتمع به وكان من أظرف الناس، واستكتبه منصور بين عبد املؤمن، ومن شعره قوله: الديذكر و ومن بعد ال يحظون منهم بطائل... يعد رجال آخرين لدهرهم

لومالك منه غير عض األنام... وقل غناء عنك قولك صاحبي

إمساعيل بن يوسف بن نغرلة اليهودي

من بيت مشهور يف اليهود بغرناطة، آل أمره إىل أن استوزره باديس بن حبوس ملك غرناطة، فاستهزأ باملسلمني، وأقسم أن ينظم مجيع القرآن يف أشعار وموشحات يغين هبا، فآل أمره إىل أن قتله صنهاجة

.دور اليهود وقتلوهمأصحاب الدولة، بغري أمر امللك، وهنبوا :ومن شعره الذي نظم فيه القرآن قوله

من كتاب اهللا موزون... نقشت يف اخلد سطرا تنفقوا مما تحبون... لن تنالوا البر حتى

:وأنشد له صاحب املسهب قوله اطري رفقا على الصبعن خ... يا غائبا عن ناظري لم يغب

وما له سول سوى القرب... فما له يف البعد من سلوة عن ناظر الفكرة باحلب... صورت يف قلبي فلم تبتعد

بينقل من طرف إلى قل... ما أوحشت طلعة من لم يزل

ابنه يوسف

كان صغريا ملا قتل أبوه بغرناطة وصلب يف هنر سنجل، فهرب إىل إفريقية، وكتب من هنالك إىل أهل :غرناطة شعره املشهور الذي منه

حشر جسم وقد سمعت النصيحا... أقتيال بسنجل ليس تخشى وغدا الروح يف البسيطة رحيا... غودر اجلسم يف التراب طريحا

وفديتم شبه الذبيح الذبيحا... أيها الغادرون هال وفيتم إن لم يكن قتلكم له دون ذنبقد قتلنا من قبل ذاك املسيحا

خر من أكلة الذراع طرحيا... ا ونبيا من هاشم قد سممن

الوزراء

عبد الرحيم بن عبد الرزاق

وزير عبد اهللا بن بلقني ملك غرناطة

:ذكره صاحب الذخرية، وأنشد له قوله ودب يف جسمي ضنى دارج... صب على قلبي هوى العج

لسان تذكاري به الهج... يف شادن أحور مستأنس

وما عسى تبلغه عالج... ما قدر نعمان إذا ما مشى

أبو احلسن علي بن اإلمام

.كاتب متيم بن يوسف بن تاشفني ملك غرناطة، وتغرب بعد هروبه من غرناطة وسافر إىل مصر :ومن شعره قوله

زور يغرك أو سراب يلمع... لها يا ليت شعري واألماني ك أم هكذا خلقت تخب وتوضع... هل تربعن ركائبي يف بلدة

كالظل يلبس للمقيل ويخلع... يف كل يوم منزل وأحبة

الكتاب

أبو بكر حممد بن اجلراوي

:غرناطة يف مدة امللثمني، ومن شعره قوله يف رثاء من أعيان كتاب حنانيك قد أبكيت حتى الغمائماوشققت عن أزهارهن الكمائما وأدميت خدا للبروق بلطمهاوخلفت من نوح الرعود مآتما

به األسىوأشجيت يف أغصانهن احلمائماولم يبق قلب ال يقل

العمال

أبو حممد عبد الرمحن بن مالك

.صاحب خمتص أمري املسلمني يوسف بن تاشفني يف غرناطة وغريها من بالد األندلسلنهاية، ناهيك من سيد مل يقتنع إال بالغاية، وال وقف إال عند ا: ذكره احلجاري وأثىن عليه وقال يف وصفه

:وأنشد له قوله وقد طرب يف مساع فشق ثيابه يبعث األنس فالكرمي طروب... ال تلمني بأن طربت لشدو

إنما احلق أن تشق القلوب... ليس شق اجليوب حقا علينا

القضاة

أبو حممد عبد احلق بن عطية

قاضي غرناطة

مذكور يف القالئد واملسهب وهو صاحب التفسري الكبري يف القرآن، وقد ويل أبوه أيضا قضاء غرناطة، ومن :أحسن شعره قوله

تزول وأن ودك ال يزول... وكنت أظن أن جبال رضوى تستحيلوأحوال ابن آدم ... ولكن الزمان له انقالب

وإال فليكن هجر جميل... فإن يك بيننا وصل جميل

العلماء

أبو عمرو محزة بن علي

الغرناطي املؤرخ

:ومن شعره قوله. أن له كتابا يف تاريخ الفتنة اليت انقرضت هبا دولة امللثمني: ذكر والدي حسن بفضلك يا موالي أحوالي... لي يا واحدا يف العالي ما له تا

نداك يروي غليال شف أوصالي... فقد ظميت إلى ورد وليس سوى فلست أبرح طول الدهر مجتهداأثني عليك بما تستطيع أقوالي

أبو بكر حيىي بن الصرييف

ملؤرخ الغرناطيا

:أن له تارخيا، وموشحاته مشهورة، ومن شعره قوله: أخربين والدي وسقت ولم تدر الكؤوس مداما... أجرت دمي تحت اللثام لثاما

يف ثوبها سجع احللي حماما... شمس إذا سرقت معاطف بانة باتت تنادم بارقا وغماما... ت يف الصبح منها روضة وتنفس

يف تربها فتفرقت أنساما... نجد به عثر النسيم بمسكة

أبو بكر حممد بن احلسني بن باجة

رمد جفن الدين، : ل يف وصفهفيلسوف األندلس وإمامها يف األحلان، ذمه صاحب القالئد بالتعطيل، وقاوأطنب يف الثناء عليه صاحب املسهب والسمط، وكان جليل املقدار وقد استوزره . وكمد نفوس املهتدين

:أبو بكر بن تيفاويت ملك سرقسطة، وأكثر ابن باجة من رثائه، وغىن هبا يف أحلان ميكية، من ذلك قوله ى اجلسد النائي الذي ال أزورهعل... سالم وإلمام وروح ورحمة

ترد جماهري الوفود ستوره... أحقا أبا بكر تقضى فما يرى لقد أوحشت أمصاره وقصوره... لئن أنست تلك القبور بقبره

:وقوله

رمم بوركن من رمم... يا صدى بالثغر جاوره وأثارتك فلم ترم... صبحتك اخليل غادية

عنك فالبس بزة الكرم... قد طوى ذا الدهر بزته

تلميذه أبو عامر

حممد بن احلمارة الغرناطي

للشعراء ، فيقطع العود بيده، مث يصنع منه عودا للغناء، برع يف علم األحلان، واشتهر عنه أنه كان يعمد :وينظم الشعر، ويلحنه، ويغين به، ومن شعره قوله وهو غاية يف علو الطبقة

إذا ظن وكرا مقلتي طائر الكرىرأى هدبها فارتاع خوف احلبائل :وقوله يف رثاء زوجته

لقد ضلت مواقعها النجوم... ت الترب قلنا ولما أن حلل أضن املزن أم ركد النسيم... أال يا زهرة ذبلت سريعا

الشعراء

مطرف بن مطرف

ع اجتمع به والدي، وأثىن عليه يف طريقة الشعر، وذكر أنه قتله النصارى يف الوقعة اليت كانت سنة تس :وستمائة ، وأنشد له قوله

شاعر ماجن خليع جواد... أنا صب كما تشاء وتهوى وغذتني بظرفها بغداد... أرضعتني العراق ثدي هواها وتوالى على اجلفون سهاد... راحتي لوعتي وإن طال سقم

وأتى املحدثون مثلي فزادوا... سنة سنها قدميا جميل

نزهزن بنت القالعي

شاعرة ماجنة كثرية النوادر، وهي اليت قالت أليب بكر بن قزمان الزجال، وقد أتى بغفارة صفراء، وكان لكتندي على األعمى املخزومي، أصبحت كبقرة بين إسرائيل ولكن ال تسر الناظرين، ودخل ا: قبيح املنظر

:وهي تقرأ عليه، فقال للمخزومي أجز .لو كنت تبصر من تكلمه

.فأفحم األعمى ومل حير جوابا :فقالت نزهون

لغدوت أخرس من خالخله... والغصن يمرح يف غالئله... البدر يطلع من أزرته

األهداب

شهورة لعبد الرحيم بن الفرس الغرناطيموشحة م يا من أغالبه والشوق أغلب

وأرتجي وصله والنجم أقرب سددت باب الرضا عن كل مطلب زرني ولو يف املنام وجد ولو بالسالم

ستهامفأقل القليل يبقي ذماء امل كم ذا أداري اهلوى وكم أعانيه ولو شرحت القليل من معانيه أمللت أسماعكم مما أرانيه

هيهات باع الكالم ما إن يفي بغرام أين قال وقيل عن زفرتي وهيامي

في قلبي مصونأما هواكم ف ليست مرجمة فيه الظنون إن لم أصنه أنا فمن يكون

نزهت فيه مقامي عن خوض أهل املالم أين مني جميل وعروة بن حزام

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة إلبرية

:وهو

كتاب احلوش، يف حلي قرية شوش

:قرية مشهورة على هنر كبري مير على مدينة إستجة ويصب يف هنر قرطبة، منها

أبو املخشي عاصم بن زيد

علقمة بن عدي بن زيد التميمي مث العباديبن حيىي بن حنظلة بن

أن أباه دخل األندلس من املشرق مع جند دمشق، فنزل بقرية شوش، ونشأ ابنه على قول : من املسهبالشعر، واشتهر به، إال أنه كان جسورا على األعراض، فقطع لسانه هشام بن عبد الرمحن سلطان األندلس،

:وكان الشعراء يطعنون يف نسبه بالنصرانية، وملا قال فيه ابن هبريةواجنرب قليال، واقتدر على الكالم، دعتك إلى هجائي وانتضالي... أقلفتك التي قطعت بشوش

:أجابه بقوله

بيان كان يشفي من سؤالي... سألت وعند أمك من ختاين .فغلب عليه

:اظ عليه هشام بن عبد الرمحن أنه قال يف مدح أخيه سليمان املباين لهوكان الذي غ يقلب مقلة فيها اعورار... وليس كمثل من إن سيم عرفا

وكان هشام أحول، فاغتاظ، وركب منه ما ركب من املثلة، وكرب ذلك على أبيه عبد الرمحن وعنفه عليه، .ملخشيوأحسن إىل أيب ا :أنه مات يف دولة احلكم بن هشام، وأنشد له احلميدي: وذكر ابن حيان

كال موجيهما عندي كبري... وهم ضافني يف جوف يم وأجنحة الرياح بنا تطري... فبتنا والقلوب معلقات

بسم اهللا الرمحن الرحيم

سيدنا حممد صلى اهللا على

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب السحب املنهلة، يف حلي قرية عبلة

:من قرى غرناطة، ينسب إليها

عبد اهللا العبلي

بن حيان، كان يناضل أهل غرناطة عن شعراء إلبرية يف تلك الفنت، ومما شاعر جاء ذكره يف كتاب املقتبس ال :قاله فيها قوله

منازلهم منهم قفار بالقعتجاري السفا فيها الرياح الزعازع ائعويف القلعة احلمراء تبديد جمعهمومنها عليهم تستدير الوق

أسنتها واملرهفات القواطع... كما جدلت آباءهم يف خالئها .فهاجت هذه القصيدة أحقادهم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:شتمل عليهامن الكتب اليت ي

كتاب مملكة إلبرية

:وهو

كتاب نقش الراحة، يف حلي قرية املالحة

:من قرى غرناطة، ينسب إليها

أبو القاسم حممد بن عبد الواحد املالحي

:مؤرخ غرناطة وأديبها، وأدركه وايل، وله تاريخ غرناطة ومن شعره قوله سمعي والفؤاد وناظري يفديه... أهال وسهال باحلبيب الزائر أن ليس يسفر عن هالل زاهر... ما ضر ليال زارني يف جنحه من نشره يف زهر روض عاطر... عانقته فكأن كفي لم تزل

ثرن بشجونهن سرائريطير أ... حتى إذا ما الصبح الح وغردت لكنه لم ينفصل عن خاطري... ولى انفصاال عن مسارح ناظري

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

: يشتمل عليهامن الكتب اليت

كتاب مملكة إلبرية

:وهو

كتاب الروض املزدان، يف حلي قرية مهدان

:منها. قرية كبرية يف نطاق غرناطة، نزهلا مهدان

أبو بكر حممد بن أمحد

األنصاري املشهور باألبيض

أصله من قرية مهدان، وتأدب بإشبيلية وقرطبة، وهو شاعر مشهور وشاح، حسن التصرف . من املسهب :هجاء، وولع هبجاء الزبري امللثم صاحب قرطبة، فمن ذلك قوله عكف الزبير على الضاللة جاهدا ووزيره املشهور كلب النار

بين الكؤوس ونغمة األوتار... مازال يأخذ سجدة يف سجدة صوت القيان ورنة املزمار... سبح خلفه فإذا اعتراه السهو

:وقوله التنكروه ، فداؤه من عنده... قالوا الزبير مبرص فأجبتهم

بجلده... حتى بدا رشح... فأكثرت .. رضعت مباعره .قتله وخيرج من كالمه أن الزبري

:وهجا ابن محدين قاضي قرطبة بقوله وجدواه أنأى من الكوكب... يريد ابن حمدين أن يعتفى

ليثبت دعواه يف تغلب... إذا ذكر اجلود حك أسته :يشري هبذا إىل قول جرير يف األخطل التغليب

حك أسته وتمثل األمثاال... نحنح للقرى والتغلبي إذا ت :ومن أحسن شعره قوله يف مولود

يا خير معن وأوالها بعارفةهللا نعماء عنها الدهر قد نعسا قبساهللا أنت لقد أذكيته ... ليهنك الفارس امليمون طائره وارتاع كل هزبر عندما عطسا... أصاخت اخليل آذانا لصرخته

تعلم الركض أيام املخاض بهفما امتطى اخليل إال وهو قد فرسا ما عاين الفرساتعشق الدرع إذ شدت لفائفهوأنكر املهد ل

بشر قبائل معن أن سيدهاقد أثمر امللك باملجد الذي غرسا ؟

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا ؟؟؟؟؟

الكتاب السابع

:يشتمل عليها من الكتب اليت

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب يف حلي حصن شلوبينية

:من حصون غرناطة البحرية، منها

أبو علي عمر بن حممد الشلوبيين

قرأت عليه بإشبيلية وله شرح اجلزولية وغريها، وشعره على تقدمه يف العربية يف هناية من . إمام حناة املغرب :قوله يف غالم كان يهواه ويتغزل فيه، امسه قاسمالتخلف، وأحسن ما مسعته منه

ومما شجا قلبي وفض مدامعيهوى قد قلبي إذ كلفت بقاسم وكنت أظن امليم أصال فلم تكنوكانت كميم ألحقت يف الزراقم

وله يف إقرائه نوادر مضحكة أعجبها أن ابن الصابوين شاعر إشبيلية . ة احليات مشتقة من الزرق: والزراقمكذا هي يا محار يا محار، إىل أن تدرج حىت : كان يلقب باحلمار، وحيرد، فالججه يوما يف مسألة، فقال له

ر، قال يا مل السموات واألرض محريا، مث جعل إصبعيه يف أذنيه وزحف إىل أذيال احلصر وهو ينهق كاحلما .وقد بلغين أنه مات رمحه اهللا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب املسرات، يف عمل البشرات

الثنايا العذاب، يف حلي حصن العقاب كتاب البلور، يف حلي حصن بلور كتاب الربوع كتاب : ينقسم إىل املسكونة، يف حلي قرية ركونة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

ب عمل البشراتكتا

:كتاب الذهب املذاب، يف حلي حصن العقاب ينسب إليه: وهو

أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود

هو من حصن العقاب، وكان قد اشتهر يف غرناطة امسه، وشاع علمه، وارتسم بالصالح، : من املسهبه، فسعى يف نفيه إىل وكان ينكر على ملكها كونه استوزر ابن نغرلة اليهودي وعلى أهل غرناطة انقيادهم ل

:إلبرية، فقال شعره املشهور بدور الزمان وأسد العرين... أال قل لصنهاجة أجمعني

أقر بها أعين الشامتني... لقد زل سيدكم زلة املسلمني ولو شاء كان من... تخير كاتبه كافرا

وكانوا من العترة األرذلني... فعز اليهود به وانتخوا ويف مالزمته سكىن . فاشتهر هذا الشعر وثارت صنهاجة على اليهودي فقتلوه، وعظم قدر أيب إسحاق

:العقاب يقول خوف الذباب وعفت املوارد... ألفت العقاب حذار العقاب

وعاقبتها بأشد العقاب... وأبغضت نفسي لعصيانها

بصري بطرق اخلطا والصواب... فكم خدعتني على أنني ولو حلفت لي بآي الكتاب... فلست على األمن من غدرها

:وقوله تعجب من حسنه البيوت... الوا أال تستجيد بيتا ق

حفش كثري لن يموت... فقلت ما ذاكم صواب وخوف لص وحفظ قوت... لو ال شتاء ولفح قيظ

بوتبنيت بنيان عنك... ونسوة يبتغني سترا .وله ديوان مآلن من أشعار زهدية، وألهل األندلس غرام حبفظها

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب أعمال البشرات

:وهو

حلي حصن بلوركتاب البلور، يف

:منها

أبو عبد اهللا حممد بن عبادة

املعروف بابن القزاز

من مشاهري األدباء والشعراء، وأكثر ما اشتهر يف املوشحات، الغرض من نظمه قوله يف املعتمد : من الذخرية :بن عباد وقد جرحت كفه يوم الزالقة الذي كان على النصارى

يطري ومن نداك له جناح... ثناؤك ليس تسبقه الرياح فغنت وهي ناعمة رداح... لقد حسنت بك الدنيا وشبت

كأن رضابها مسك وراح... تطيب بذكرك األفواه حتى فليس له جماحكما تهوى ... ملكت عنان دهرك فهو جار

:ومنها براثنها األسنة والصفاح... جلبت إلى األعادي أسد غاب وفيه لباعك الرحب انفساح... وقفت وموقف اهليجاء ضنك

راحإذا ظهر املؤيد الب... وألسنة األسنة قائالت :ومنها

أعاديه توافقها اجلراح... وقالوا كفه جرحت فقلنا فتوهنها املناصل والرماح... وما أثر اجلراحة ما رأيتم

فأمسى يف جوانبها انسياح... ولكن فاض سيل اجلود فيها وفاض اجلود منها والسماح... ت وسحت باألماني وقد صح

:ومن شعره قوله بل معقال آوي إليه وألجأ... يا دوحة بظاللها أتفيأ

رمدت جفوني مذ حللت هنا ولوكحلت برؤيتكم لكانت تبرأ :اومنه

من بحرك الفياض هذا اللؤلؤ... لم أخترع فيك املديح وإنما :ومن موشحاته قوله

نهد منهد... أذاب اخللد يف دعص ملبد... وغصن تأود

عن سقم مكمد اله

يا من يلوم... فدع عذلي يف احلب لوم... مك لي فلو

ظبي رخيم... أقصى أملي بلحظ مرقد... ابتز اجللد

قتلى قد تعمد... ولمة عسجد دمي تقلد

آه للعامري... ولما انبرى فعل الكمي... خيال سرى شدو الشجي... رى شدوت الو

والرمي أسجد... البدر سجد باخلد املورد... لنعلى محمد واجليد األغيد

تاه :وموشحته

مقصوص اجلناح... صل يا منى املتيم من راح صاغ اجلمال من كل ألالء

ه من الصهباءخد أدمي

ووجنة أرق من املاء لم تلمس براح... كأنها شقيقة تفاح

:ومنها لما صدرت عن موقف الزحف

غازلت شادنا جائر الطرف

وقلت ثابعا سنة الظرف عينيك املالح... قا الراح باحلرم يا رشا من س

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

من

كتب عمل البشرات

:وهو

كتاب الربوع املسكونة، يف حلي قرية راكونة

:منها

حفصة بنت احلاج الركونية

:أهنا دخلت على عبد املؤمن وأنشدته، وقد استنشدها من شعرها: ذكر املالحي يف تارخيه يكون يف الدهر عده... امنن علي بطرس احلمد هللا وحده... تخط يمناك فيه

ها قتل، قتله عثمان بن عبد وقد تقدم شعرها مع أيب جعفر بن سعيد الذي كان يهواها ويتغزل فيها وبسبب .املؤمن ملك غرناطة وكان مشاركا له يف هواها

:ومن رقيق شعرها قوهلا كمام وينطق ورق الغصون... سالم يفتح عن زهره ال

وإن كان تحرم منه اجلفون... على نازح قد ثوى يف احلشا فذلك واهللا ما ال يكون... بوا البعد ينسيكم فال تحس :وقوهلا

ولو لم تكن نجما لما كان ناظريوقد غبت عنه مظلما بعد نوره تناءت بنعماه وطيب سروره... سالم على تلك املحاسن من شج

:وقوهلا سلوا البارق اخلفاق والليل ساكنأظل بأحبابي يذكرني وهنا لعمري لقد أهدى لقلبي حفقهوأمطر عن منهل عارضه اجلفنا

:وكتبت إىل عثمان بن عبد املؤمن وقد استأذنت عليه يف يوم العيد فة واإلمام املرتضى... وابن اخللي يا ذا العال

منه بما تهوى القضا... يهنيك عيد قد جرى طوع اإلجابة والرضا... وافاك من تهواه يف

:واستأذنت على أيب جعفر بن سعيد بقوهلا تحت جنحه للهالل مطلع... زائر قد أتى بجيد الغزال

ورضاب يفوق بنت الدوالي... بلحاظ من سحر بابل صيغت وكذا الثغر فاضح لآللي... يفضح الورد ما حوى منه خد

فصالأو تراه لعارض يف ان... ما ترى يف دخوله بعد إذن

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب التاسع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب الرياش، يف حلي وادي آش

ش كتاب اجلمانة، يف حلي حصن جليانة كتاب انعطاف ، يف مدينة آ...كتاب: ينقسم إىل أربعة كتب اخلمصانة يف حلى حصن منتانة كتاب مطمع اهلمة، يف حلي قرية مجة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب وادي آش

:وهو

، يف مدينة آش...كتاب

السلك

من الوزراء

الوزير أبو حممد عبد اهللا بن شعبة

:كان أليب حممد عبد اهللا بن شعبة الوادي آشي ابن شاعر فعرض عليه شعرا نظمه فأعجبه، فقال يجمع بين اآلس والورد... شعرك كالبستان يف شكله

ما يصنع الفارس بالبند... به إن كنت لي طائعا فاصنع :ومن شعره قوله

أبى لي ذاك اللحظ أن أعرف الصبرافأبديت أشجاني ولم أكتم السرا مهجة حرى وبت كما شاء الغرام مسهداولي مقلة عبرى، ولي

والموا على أن أرقب النجم حائراوما ذاك إال أن فقدت بك البدرا :ومن نثره

اء الزالل د كاملكتبت أيها السيد األعلى، والقدح املعلى، عن شوق ينثر الدموع، ووجد يقض الضلوع، وو :ال يزال صافيا، وشكر من األيام والليالي ال يبرح ضافيا

وكيف أنسى أياد عندكم سلفتوالدهر يف نومه والسعد يقظان

الوزير أبو حممد عبد الرب بن فرسان

احلسن علي بن غانية امليورقي الذي شهرت فتنته بإفريقية، وحضر كان جليل القدر، شهري الذكر، خدم أبا :معه ومع أخيه حيىي بعده الوقائع الصعبة، وضجر، فكتب إىل حيىي

سبب الزيارة للحطيم ويثرب... امنن بتسريح علي فعله معالمه وأنكر مذهبي درست... ولئن تقول كاشح أن اهلوى عمري أبى حمل النجاد بمنكبي... فمقالتي ما إن مللت وإنما

وعجزت عن أن أستثري كمينهاوأشق بالصمصام صدر املوكب :ومن نثره

ذين دعاهم شيطان الفتنة إلى أن يسجدوا للشفار ويحملهم سيل املحنة إلى دار ولما تالقينا مع القوم الن تمزيق جلت احلرب عالبوار، أقبلنا إقبال الريح العقيم، ما تذر من شيء أتت عليه إال جعلته كالرميم، فان

.أخفق األعداء كل ممزق، وأبصرناهم كصرعى السكارى من مدام السيف، وخفقت بنودنا وسعيهم

ومن العلماء

أبو عبد اهللا

حممد بن أمحد بن احلداد القيسي

ذاذ واألفراد، ووصفه احلجاري وابن بسام بالتفنن املستويل على اآلماد، اجمللي يف حلبات األف: من السمطيف العلوم وال سيما القدمية، وديوان شعره كبري جليل، وكان أكثر عمره عند املعتصم بن صمادح ملك

.املرية، مث فر عنه إىل ابن هود صاحب سرقسطة مث عاد :ومن قصائده اجلليلة قصيدته اليت منها قوله

فالقلب يف تلك القباب رهني... نة والظبا دعني أسر بين األس وجه به ماء اجلمال معني... فلعله يروي صداي بلحظه

قصر ابن معن واحلديث شجون... أنت اهلوى لكن سلوان اهلوى ال ما أرته سوالف وعيون... عيانه فاحلسن أجمع ما يريك

ال ما أرته أباطح وحزون... والروض ما اشتملت عليه سهوله عنه وفضل األفضلني يبني... قصر تبينت القصور قصورها

ملك تملكه التقى والدين... ها هو جنة الدنيا تبوأ ظل النقل شك والعيان يقني... فمن ابن ذي يزن وما غمدانه

:ويف ابن صمادح قصيدته اليت أوهلا فكالعنبر اهلندي ما أنا واطئ... لعلك بالوادي املقدس شاطئ

حواد هواد والنجوم طوافئ... يف السرى من نارهم ومنارهم ولي :وأعلى شعره قوله

فخلوص شيء قلما يتمكن... سامح أخال إذا أتاك بزلة

نإن السراج على سناه يدخ... يف كل شيء آفة موجودة :وكان يهوى رومية يكىن عنها بنويرة، وله فيها شعر كثري منه

نارا تضل وكل نار ترشد... وارت جفوني من نويرة كاسمها والنار أنت ويف احلشا تتوقد... واملاء أنت وما يصح لقابض

ومن الشعراء

ريسناهض بن إد

وأنشدين لنفسه من قصيدة يف ابن : أنه اجتمع به، وكان من مداح ناصر بن عبد املؤمن، قال: أخربين والدي :جامع وزير مراكش

وتنام واجلفن القريح مسهد... أدنو إليك وأنت مني تبعد ار دانية، ودهرك مسعدوالد... وتطيل عمر الوجد ال من علة

هال اختلست من الليالي فرصةفاحلمد يبقى، والليالي تنفذ يا رب كم يأتي بإخالف غد... وتقول لي مهما أتيت إلى غد

ومن الشواعر

محدة بنت زياد املؤدب

هي خنساء املغرب وذكرها املالحي يف : رة مجيع األندلس، وكان عمي أمحد يقولهي شاع: قال والديوأنشد هلا قوهلا، وقد خرجت إىل وادي مدينة وادي آش مع جوار، فسبحت معهن وكان هلا . تاريخ غرناطة :منهن هوى

له يف احلسن آثار بوادي... أباح الدمع أسراري بوادي ومن روض يطوف بكل واد... نهر يطوف بكل روض فمن

لها لبي وقد سلبت فؤادي... ومن بين الظباء مهاة إنس وذاك األمر يمنعني رقادي... لها لحظ ترقده ألمر رأيت البدر يف أفق الدآد... يها إذا سدلت ذؤائبها عل

فمن حزن تسربل بالسواد... كأن الصبح مات له شقيق :وأحسن شعرها قوهلا

وما لهم عندي وعندك من ثار... ولما أبى الواشون إال فراقنا

وقل حماتي عند ذاك وأنصاري... اعنا كل غارة وشنوا على أسم غزوتهم من مقلتيك وأدمعيومن نفسي بالسيف واملاء والنار

األهداب

موشحة البن نزار ، وتروى البن حزمون

اشرب على نغمة املثاني ثان هوى الغواني وانوال تكن يف

وقل لمن الم يف معان عان ماذا من احلسن يف برود رود يهيج وجدي إذا األنام ناموا قوم إذا عسعس الظالم الموا

وما به هام مستهام هاموا فقل لعين بال هجود جودي

يف الرونق الصقيل قيلي أفنيت يا ربة املنظر اجلميل ميلي فإنما أنت والرسول سولي

رأيت يف وجهك السعيد عيدي وليلة قد لثمت شارب شارب سر فتى يف على املراتب راتب

املغارب غاربفقلت والنجم يف يا ليلة الوصل والسعود عودي

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

عمل وادي آش

:وهو

جليانة كتاب اجلمانة، يف حلي حصن

:خصه اهللا بالتفاح الذي يضرب به املثل يف األندلس، ومنه

أبو حممد عبد اهللا بن عذرة

أن هذا البيت له حسب شهري، ومال غزير، وجنب منه أبو حممد بالكرم واألدب، وجرى : أخربين والدير أال يسمع منه يف عليه أن أسره النصارى، وطالبوه جبملة عظيمة، فكتب يف ذلك لناصر بين عبد املؤمن فأم

:إعطاء هذا املال العظيم، فإن فيه تقوية للعدو، فبات يف طليطلة أسريا، وكتب من موضع أسره إىل بلده ألذاب قلبك ما أقول... لو كنت حيث تجيبني

ما أستقل من الكبول... يكفيك مني أنني

ظ كي أقر وال أزول... لف لح وتجاه لحظي أ لكم فما ألفي رسول... وإذا أردت رسالة أيماننا كأس الشمول... هذا وكم بتنا وفي

ن العنبري به يجول... والعود يخفق والدخا مذ كنت أعهده يحول... حال الزمان ولم أزل

:ومن شعره حراك لما أبغي وال أتنقل... يعض برجلي احلديد وليس لي

وقد منع السلطان مالي لفديةفماذا الذي يغني الغنى والتحول

أبو عمرو حممد بن علي بن الرباق

.أن بين الرباق أعيان جليانة، فإن أبا عمرو هذا من سراهتم، خصه اهللا باألدب: ين والديأخرب :وأنشد له املالحي يف تارخيه قوله

شرح الذي بيننا يطول... يا سرحة احلي يا مطول لو أنه ينفع احللول... ولي ديون عليك حلت

: والدي قوله، وقد قعد مع أحد األعيان على هنر لراحةوأنشدين أطياره شق النسيم ثيابه... انظر إلى الوادي الذي مذ غردت

أتراه أطربه اهلديل وزادهطربا وحقك أن حللت جنابه

أبو احلسن على بن مهلهل اجللياين

.أنه وجد له قصيدة ميدح هبا أبا بكر بن سعيد صاحب أعمال غرناطة يف مدة امللثمني: ين والديأخرب :ومنها

وعلى اخلدود القلب منك يخدد... لوال النهود لما براك تنهد ت تجلدمالي على سهم رمي... يا نافذا قلبي بسهم جفونه

:ومنها يف املدح كيما يغاظ بك العال واحلسد... وإذا بلغت إلى السماء فزد عال ورنوا إليك بأعين ال ترقد... أجروا حديثك يف قلوب تلتظي يطفيء كل نار توقدواهللا... كم أوقدوا لك من لظى بسعاية

ونفوسهم من حسرة تتصعد... وأراك تبلغ ما تريد برغمهم وكفاك أنك يف املحافل تحمد... وكفاهم دم يناط بذكرهم ك دون الكد دهرك تصعدوترا... فتراهم مع كدهم يف وهدة

:ومنها من ذا الذي تعني فقلت محمد... قال العداة وقد لهجت بحمده

األهداب

من موشحة البن مهلهل

النهر سل حساما على قدود الغصون وللنسيم مجال

الوالروض فيه اختي مدت عليه ظالل

والزهر شق كماما وجدا بتلك اللحون أما ترى الطير صاحا

والصبح يف األفق الحا والزهر يف الروض فاحا

والبرق ساق الغماما تبكي بدمع هتون

بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممدصلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب وادي آش

:وهو

كتاب انعطاف اخلمصانة، يف حلي حصن منتانة

:منه

أبو الوفاء زياد بن خلف

.جلود واألدبمن فضالء عصرنا، رأس يف بلده، وهو موصوف بالكرم وا :ومن شعره قوله

هناك بسيفي جيئة وذهاب... دعوني إذا ما اخليل جالت فإن لي إذا املرء لم يسمح لدى احلرب ساعةبعيشته فليصغ حني يعاب

ديها املرء حني يصابلي اهللا لم أوردت طرفي مواردايصيب ل

وعمر الفتى دون العالء خراب... أقلوا علينا فاحلياة خسيسة وجودا وإال فالثناء كذاب... سيبلغ ذكري اخلافقين بسالة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا أما بعد

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب عمل وادي آش

:وهو

كتاب مطمح اهلمة، يف حلي قرية مجة

:يف هناية من احلسن، منها

أبو الوليد إمساعيل بن عبد الدائم

ا أليب سعيد بن عبد املؤمن ملك غرناطة، ومن شعره أنه كان شاعرا حسن النادرة، مداح: أخربين والدي :قوله

وبناؤه هيهات أن يتهدما... السعد يدني كل شيء رمته ال تنكرن حول املوارد حوما... واجلود يجذب كل من أبصرته

صلى إذن كل األنام وسلما... صيامنا لو تستجيز صالتنا و

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب العاشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

حلي باغةكتاب حلي الصياغة، يف

البساط

أهنا طيبة الزرع، كثرية الثمار، غزيرة املياه، منبسجة بالعيون،وملائها خاصية ينعقد حجرا يف : ذكر الرازيهي كثرية األعناب، ومخرها : قال ابن شهيد. حافات جداوله، اليت يتمادى فيها جريه، وجيود فيه الزعفران

.مشهورة

العصابة

لى عبد اهللا بن بلقني صاحب اململكة الغرناطية أيوب بن مطروح وملا أن أنه ثار فيها ع: ذكر احلجاري .أخذها منه يوسف بن تاشفني أدخل رأسه حتته، وحرك، فوجد قد مات كمدا

السلك

من كتاب ذوي البيوت

أبو زكريا حيىي بن مطروح

ممن اجتمع به عمي، من بيت إمارة، احناز إىل مالقة، ومل يزل حيث حل يف رتبة عالية، وهن: من املسهب :وكان يثين عليه، ومن شعره قوله يف خده حاكيا ما خط بالقلم... يا حسنه كاتبا قد خط عارضه

الم العذول عليه حني أبصرهفقلت دعني فزين البرد بالعلم بدرا له هالة قدت من الظلم... لوم به وانظر إلى عجب مما ت

قولوا عن السحر ما شئتم وال عجبمن عنبر الشحر أو من دن مبتسم :ومن شعره

عقودا ومن أزهاره ظل كاسيا... تعال إلى روض تقلد بالندى لم أصطحب فيه بخلق سوى العالوبدر تمام يترك البدر داجياو

الكتاب

أبو بكر حممد بن أيب عامر

بن نصر األوسي

:كتب عن ملوك بين عبد املؤمن، وكان خمتصا بالوزير أيب جعفر بن عطية وفيه يقول ال زلت بالعليا تسر وتجبرو... أبا جعفر نلت الذي نال جعفر

وإن نلت أسباب السماء ترقيافإنك مما نلت أعلى وأكبر ونحن علينا كل مدح يحبر... عليك لنا فضل ومن وأنعم

.مره إىل أن قتلوتطري أبو جعفر من مطلع هذا الشعر ، وآل أ

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب احلادي عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب يف حلي مدينة لوشة

العصابة

أحسن املراحل، بني أهنار، وظالل أشجار، يف بساط ممتد، تبارك اهللا الذي أبداه بينها وبني غرناطة مرحلة من .بديعا يف حسنه .وهي على هنر شنيل. فلو كان للدنيا عروس من أرضها لكان ذلك املوضع: قال احلجاري

السلك

قاضيها الفقيه العامل

أبو عبد اهللا حممد بن عبد املوىل

ر أن كان منها هذا السيد الفاضل، فهو يف كل مكرمة وفضيلة كامل، يكفي لوشة من الفخ: من املسهبنشأ على درس علوم الشريعة، فورد منها يف أعذب شريعة، وترقى إىل خطة القضاء ببلده، فأقام عزه بني

:أهله وولده، وذكر أنه اجتمع به، وخبل عليه بشيء من شعره، فكتب له ي أدبنائي املحل فريد الشخص مغتربيا مانعا شعره من سمع ذ

كما يسري نسيم الريح يف العذب... يسري عنك به يف كل متجه إني وحقك أهل أن أفوز بهواسأل فديتك عن ذاتي وعن نسبي

:قال فكان جوابه شعر من لم يسم يف األدبماذا تريد بنظم غير منتخب يا طالبا

ومن يضن على جيد بمخشلب... إني وحقك لم أبخل به صلفا

فمثله قل عن سام إلى الرتب... لكنني صنت قدري عن روايته مخلدا ذم مواله إلى احلقب... خذه إليك كما أكرهت مضطربا

:مث كتب له من نظمه ليس يبقى مع اجلفاء اشتياق... بي إليكم شوق شديد ولكن

فيه الفراقإن يغيركم الفراق فودي لو جزيتم يزيد

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة اإللبريية

:وهو

كتاب الطالع السعيد، يف حلي عمل قلعة بين سعيد

كتاب الصبيحة العيدية، يف حلي القلعة السعيدية كتاب اإلشراق، يف حلي حصن : كتاب إىلينقسم هذا ال القبذاق كتاب الصبح املبني، يف حلي حصن العقبني

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:ب اليت يشتمل عليهامن الكت

كتاب الطالع السعيد، يف حلي أعمال قلعة بين سعيد

:وهو

كتاب الصبيحة العيدية، يف حلي القلعة السعيدية

البساط

عقاب األندلس اآلخذ : فيها ألف احلجاري كتاب املسهب لصاحبها عبد امللك بن سعيد، وقال يف وصفهاباط جهاد، وحصن أعيان وأجماد، وفيها يقول أبو جعفر بن بأزرار السماء، عن غرر اجملد والسناء، وهي ر

:سعيد إلى القلعة الغراء يهفو بي اجلوىكأن فؤادي طائر زم عن وكر

هي الدار ال أرض سواها وإن نأتوحجبها عني صروف من الدهر ى ما رأيت منصةتحلت بحلي كالعروس على اخلدرأليست بأعل

لها البدر تاج والثريا شنوفهاوما وشحها إال من األنجم الزهر أطلت على الفحص النضري فكل منرأى وجهة منها تسلى عن الفكر

العصابة

أن أول من حل هبذه القلعة من ولد عمار بن ياسر عبد اهللا بن سعد بن عمار، وقد ذكره ابن : من املسهبأن يوسف بن عبد الرمحن الفهري سلطان األندلس، كتب له أن يدافع عبد : حيان يف املقتبس، وأخرب

مشق، وآل أمره إىل أن ضرب عنقه عبد الرمحن املرواين الداخل، وكان حينئذ أمريا على اليمانية من جند د :الرمحن، وملا كانت الفتنة وثار ملوك الطوائف كان أول من ظهر منهم بالقلعة واستبد

خلف بن سعيد

ابن حممد بن عبد اهللا بن سعيد بن احلسن بن عثمان بن حممد بن عبد اهللا بن سعد بن عمار بن ياسر العبسي، :أبو مروانوملا مات خلفه ابنه سعيد، مث ابنه

عبد امللك بن سعيد

وصادف الفتنة على امللثمني، فامتنع فيها إىل أن توىل لعبد املؤمن، وخطب له فيها، وسجنه عبد املؤمن يف .مراكش، مث سرحه وجل قدره عنده

:ويف مدة امللثمني، وفد عليه أبو حممد عبد اهللا احلجاري بقصيدته اليت أوهلا فجئت ومن ثنائك لي دليل... ر اجلميل عليك أحالني الذك

وصنف له كتاب املسهب يف غرائب املغرب، وهذبه عبد امللك وزاد عليه، مث عقبه بعده، فكان منه هذا :الكتاب على ما تقدم ذكره، وكان وىل عهده واملقدم على جنده

أبو عبد اهللا حممد بن عبد امللك

بن غانية يف مدة امللثمني، مث واله بنو عبد املؤمن أعمال إشبيلية وأعمال غرناطة وكان مقدما عند حيىيوأعمال سال وعلى يديه بين اجلامع األعظم بإشبيلية وقد مدحه الرصايف شاعر األندلس يف عصره بقصيدته

:اليت منها وحد أوحداورثوا العال واملجد أ... إن الكرام بني سعيد كلما

فيها عمادهم الكبري محمدا... قسموا املعالي بالسواء وفضلوا :ومل يسمع من نظمه إال قوله

فال تظهرن ما كان في الصدر كامناوال تركبن بالغيظ في مركب وعر ن جاء تائبافليس كرميا من يباحث يف العذروال تبحثن في عذر م

.وكان مولده سنة أربع عشرة ومخسمائة، وتويف يف غرناطة سنة تسع ومثانني ومخسمائة .وإىل اآلن القلعة بيد بين سعيد، منهم فيها عبد امللك بن سعيد

السلك

سائر بين سعيد

أبو بكر حممد بن سعيد

.ناطة يف مدة امللثمنيصاحب أعمال غرحسب القلعة كون هذا الفاضل منها، فقد رقم برد جمده باألدب، ونال منه باالجتهاد : من املسهب

أنشدين . والسجية القابلة أعلى سبب، وله من النظم ما تقف عليه، فتعلم أن زمام اإلحسان ملقى يف يديه :لنفسه قوله

ضاق ذرعهخداع من ... يا هذه ال ترومي كالسيف يقطر دمعه... تبكي وقد قتلتني

:وقوله من معال تواترت كالنجوم... فخرنا باحلديث بعد القدمي

ولنا يف الندي لطف النسيم... نحن يف احلرب أجبل راسيات :وقوله

أثارت غراما ما أجل وأكرما... د صدعت قلبي حمامة بانة لق ورق نسيم الريح من نحو أرضكمولطف حتى كاد أن يتكلما

أبو جعفرأمحد بن عبد امللك بن سعيد

كثري اإلعجاب بشعره، مقدما له على سائر هو عم والدي، وأحد مصنفي هذا الكتاب، وكان والدي :أقاربه، واستوزره عثمان بن عبد املؤمن ملك غرناطة، فقال شعرا منه

ال يجعل الباز يف القفص: فقل لحريص أن يراني مقيدابخدمتهلون، فبلغه أن أبا جعفر قال وانضاف إىل ذلك اشتراكهما يف هوى حفصة الشاعرة، وكان عثمان أسود ال

ما حتبني يف ذلك األسود وأنا أقدر أشتري لك من السوق بعشرين دينارا خريا منه؟ مث إن أخاه عبد : هلا .الرمحن فر إىل ملك شرق األندلس ابن مرذنيش، فوجد عثمان سببا إىل اإليقاع بأيب جعفر، فضرب عنقه

:وأول حضور أيب جعفر عند عبد املؤمن أنشده ونحوك حثني هادي الفالح... عليك أحالني داعي النجاح ترنح حني بشر بالصباح... وكنت كساهر ليال طويال شكا ظمأ فدل على القراح... وذي جهد تغلغل في قفار

ويدعو للرياض شذا الرياح... ك طيب ذكر دعانا نحو وجه :وأنشده وهو بقصره يف رباط الفتح أمام سال على البحر احمليط، قصيدة منها

تكلم فقد أصغى إلى قولك الدهروما لسواك اآلن نهي وال أمر :ومنها

لي بأفقهمحياك أهل أن يخر له البدرأال إن قصرا قد بدا أطل على البحر املحيط مرفعافختمه الشعري وتوجه النسر

مرادفة لما تناهى به الكبر... ووافت جيوش البحر تلثم عطفه وفي كل قلب من تصعدها ذعر... ال سالم مردد وما صوتها إ

أطل على بحر وحل به بحر... أال قل له يعلو الثريا فإنه محيطان بالدنيا فليس لفخرهإذا لم يكن طلق اللسان به عذر

:عره قولهومن ش أتاني كتاب منك يحسده الدهرأما حبره ليل، أما طرسه فجر

:وقوله ويكبر عما يظهرون من الكبر... يقوم على اآلداب حق قيامها

ا مثل املصيخ إلى الشكركصوب احليا إن ظل يسمع وهو إنغدا سامع :وقوله

ولما رأيت السعد الح بوجهه منريا دعاني ما رأيت إلى الذكر فأقبل يبدي لي غرائب نطقهوما كنت أدري قبلها منزع السحر

ب إلى احلياوكان ثنائي كالرياض على القطرفأصغيت إصغاء اجلدي :وكتبت له حفصة الشاعرة إلى ما ملتم أبدا يميل... أزورك أم تزور فإن قلبي

إذا وافى إلي بك القبول... وقد أمنت أن تظمى وتضحى وفرع ذوائبي ظل ظليل... رد عذب زالل فثغري مو

أناتك عن بثينة يا جميل... فعجل باجلواب فما جميل :وقال يف جواهبا

عن أن تزوروا إن وجدت السبيل... أجلكم ما دام بي نهضة يزوره هب النسيم العليل... ا ولكنما ما الروض زوار

:وقال وبراه شوقا إليها النحول... زارها من غدا سقيم هواها

أبدا نحوه النسيم العليل... وكذا الروض ال يزور ويأتي :وكتبت له حفصة

فأعر سمع املعالي شنفه... ك عني زائرا سار شعري ل زورة أرسل عنه عرفه... وكذاك الروض إذ لم يستطع

:فكتب إليها أطلع األفق لنا أنجمه... قد أتانا منك شعر مثلما

شفتي باهللا أن تلثمه... مت وفم فاه به قد أقس :وقال يف يوم اجتمع فيه مع الرصايف والكتندي على راحة، ومسمع جبنك

أضوى وأقصر من ذباله... هللا يوم مسرة فيه بأوتار حباله... لما نصبنا للمنى

تاع وأجفلت الغزاله ...طار النهار به كمر :وقوله

تقدم سبقا والغزالة خلفه... بدا ذنب السرحان ينبيء أنه ولم تر عيني قبلها من متابعلمن ال يزال الدهر يطلب حتفه

:وقوله ن أجلهايهفو لها طرفي وقلبي املغرميف الروض منك مشابه م

والورد خد، واألقاحي مبسم... الغصن قد واألزاهر حلية :وقوله يف والده وقد شد عليه درعا، وخرج جبنده غازيا

د فيها من الذعرأيا قائد األبطال يف كل وجهةتطري قلوب األس لقد قلت لما أن رأيتك دارعاأيا حسن ما الح احلباب على النحر وأنشدت واألبطال حولك هالةأيا حسن ما دار النجوم على البدر

ىوأب مثلما آب النسيم عن الزهرفسر مثلما سار الصباح إلى الدج :وقال وقد جاز على قصر من قصور اخلالفة

قصر اخلالفة ال أخليت من كرموإن خلوت من األعداد والعدد ألسدجزنا عليه فلم تنقص مهابتهوالغيل يخلو وتبقى هيبة ا

:وقوله

يوم كما تهوى أغر محجل... يا حسن يوم املهرجان وطيبه يف كل موقع لخطة متأمل... سرح لحاظك حيث شئت فإنه

:وقوله واحظ ملناحيثما مالت الل... ال تعين لنا مكانا ولكن

حامت بن سعيد بن حامت بن سعيد

من أبطال بين سعيد وفضالئهم، صحب أبا عبد اهللا بن مرذنيش ملك شرق األندلس، وكان فيه لطافة :وتدبري، ومن شعره قوله

ال أنت معذور وال أنا عاذر... يا دانيا مني وما هو زائر أال يطالع منك نور زاهر... إذ ظللت بظلمة ماذا يضرك

أبو عبد اهللا حممد بن احلسني

بن سعيد بن احلسن بن سعيد

اجتماعنا معه يف سعيد بن خلف، وهو اآلن بإفريقية وزير الفضل سلطاهنا، مع ما أضاف إليه من قود كرم والسماحة والفروسية واخلط والنظم والنثر، ومن الكتائب، وغري ذلك من املراتب، وهو يف هناية من ال

:نثرهقد غنوا عن ظالل األفنية بظالل اخلوافق، وعن . تدر عليه أخالف السحائب، وترق أنفاس الصبا واجلنائب

والشقي يتوقف لهم ويتطارد تطارد اخلاتل، ويحار بين . حت الشقائقالنطف العذاب بموارد هي الريحان ت .الورد والصدر ولم يحزر أن احلسام بيد القاتل

جوز زبيبا ومن نظمه قوله، وقد نزل بشخص قدم له يف الضيافة شرابا أسود خاثرا وخروبا، وقدمت ع :أسود صغريا فيه غضون

فال قدس اهللا عبد العزيز... ويوم نزلنا بعبد العزيز وأنقلنا بقرون العنوز... سقانا شرابا كلون اهلناء

جوززبيبا كخيالن خد الع... وجاءت عجوز فأهدت لنا :وقوله يف دوالب

ومحنية األصالب تحنو على الثرىوتسقي بنات الترب دمع الترائب نجوم لرجم املحل ذات ذوانب... تظن من األفالك أن مياهها

أمثال السيوف القواضبوأطربها رقص الغصون ذوابالفدارت ب وما خلتها تشكو بتحنانها الصدىوما بين متنيها اطراد املذانب فخذ من مجاريها ودهمة لونهابياض العطايا يف سواد املطالب

موسى بن حممد بن عبد امللك بن سعيد

وله يف هذا الكتاب احلظ األوفر، وكان أشغفهم . والدي ألطنبت يف ذكره، ووفيته حق قدرهلوال أنه بالتاريخ، وأعلمهم به، وجال كثريا إىل أن انتهى به العمر باإلسكندرية، وقد عاش سبعا وستني سنة مل أره

:يوما خيلي مطالعة كتاب أو كتب ما حيلو حىت أيام العيد، ويف ذلك يقول نيا عمره يف الكأس والوتروراعيا يف الدجى لألنجم الزهريا مف

يبكي حبيبا جفاه أو ينادم منيهفو لديه كغصن باسم الزهر وال يخلد من فخر وال سير... منعما بين لذات يمحقها

عاذال لي فيما ظلت ألزمه يبدي التعجب من صبري ومن فكريو يقول مالك قد أفنيت عمرك فيحبر وطرس عن األعصار واخلبر

جروال ترى أبد األيام يف ض... وظلت تسهر طول الليل يف تعب ألفقه همتي واسأل عن األثر... أقصر فإني أدرى بالذي طمحت

واسمع لقول الذي تتلى محاسنهمن بعد ما صار مثل الترب كالسور مال الكتب والسيرجمال ذي األرض كانوا يف احلياة وهمبعد املمات ج

:ومن حسناته قوله، وقد نظر إىل غالم حسن الصورة وهو يعظ

ظ تاليا بين جمع... وشادن ظل للوع ه يف حفاوة سمعي... متعت طرفي بمرآ

اخلامس من رجب سنة ثالث وتويف يوم اإلثنني الثامن من شوال عام أربعني وستمائة وكان مولده يف .وسبعني ومخسمائة

أخوه

مالك بن حممد بن عبد امللك بن سعيد

جال يف بالد األندلس وبر العدوة، وآل به األمر إىل أن كتب ليحىي امليورقي صاحب الفتنة الطويلة .بإفريقية، وهنالك مات وترك عقبا بودان

:وأحسن شعره قوله يف حمبوب له مرض واصفر لونه دا ورد من أهواه بالسقم نرجساففجر عيني عند ذاك عيانهغ

كذا كل ورد ال يدوم أوانه... فقلت لخديه عزاء فقال لي :وقوله

صنعي إذا افتر فجر... اخليل والليل تدري إال ولي فيه كر... ي قط يوم ما مر ل

فما سواها يغر... ال تخدعن باألماني ما دمت فيه تسر... ال تفكرن يف أوان

أخومها

عبد الرمحن بن حممد

وجب خروجه عن كان صعب اخللق، كثري األنفة، ال صرب ألحد على صحبته، فجرى بينه وبني أقاربه ما أ :املغرب األقصى إىل أقصى املشرق، ووصلت رسالته من خبارى فيها هذه األبيات

إليها مهجتي نحو التالق... إذا هبت رياح الغرب طارت إذا هبت صباها ما أالقي... وأحسب من تركت به يالقي

فحمل ما نطيق من اشتياق... فرق كان عدال فيا ليت الت ولم يحكم علينا بالفراق... وليت العمر لم يبرح وصاال .وقتله التتر يف خبارى، رمحه اهللا

علي بن موسى بن حممد

بن عبد امللك بن سعيد

اطة يف شوال سنة عشر وستمائة، ورحل منها فجال مع أبيه يف بر هو مكمل تصنيف هذا الكتاب، ولد بغرناألندلس وبر العدوة والغرب األوسط وإفريقية إىل اإلسكندرية، وترك والده باإلسكندرية، ورحل إىل القاهرة، مث عاد إليها، فحضر وفاته، مث رجع إىل القاهرة، مث رحل إىل حلب يف صحبة الصاحب الكبري

ين بن أيب جرادة، مث عزم على احلج يف هذه السنة، وهي سنة سبع وأربعني وستمائة، يسر احملسن كمال الد

:ومن نظمه قوله. اهللا ذلك مبنه أسطرها والنسيم منشئها... كأنما النهر صفحة كتبت

ون تفرؤهامالت عليها الغص... لما أبانت عن حسن منظره :وقوله من قصيدة

املال في يده شبيه غثاء... بحر وليس نواله بمشقة :وقوله

فتراجع الروض اهلشيم املذنب... برء كما آب الغمام الصيب الزمن املسيء املذنب عطفت به النعمى على أالفهاواسترجع

وغراره ماض إذا ما يضرب... ما كنت إال السيف يصدأ متنه :وقوله وقد دوعب بسرقة سكني

على يده قطع وفيه نصاب... أيا سارقا ملكا مصونا ولم يجب ويبكيه أن يعدو الصواب كتاب... م عند عثارها ستندبه األقال

:وقوله يف فرس أصفر أغر أكحل احللية وللفجر في خصر الظالم وشاح... وأجرد تبري أثرت به الثرى

لة ومراحلذلك فيه د... له لون ذي عشق وحسن معشق ظالم وبين الناظرين صباح... عجبت له وهو األصيل، بعرفه

:وقوله كيف تخفي اخلمرة القدح... خجلت والستر يحجبها

:وقوله باح صباحاواشرب إلى وقت الص... رق األصيل فواصل األقداحا

ألقت على صفح اخلليج جناحا... وانظر لشمس األفق طائرة وقد :وقوله

برا لمن هو دونه يتودد... يا سيدا قد زاد قدرا إذا غدا ميل إلى ذراه ويسجدكرما ي... والغصن من فوق الثرى لكنه

:وقوله بعيشك ساعدني على حث كاسهاإذا ما بدا للصبح بتر املواعد

كما شق ثوبا أزرقا صدر ناهد... وشق عمود الفجر ثوب ظالمه :وقوله من قصيدة ناصرية

لسمهري مسددافعانقته شوقا إلى ذلك القدخطرت إليه ا خفي وستر الليل فوقي مسبلكأني حياء فوق وجنة مسود

ونجمي في رمحي وصبحي في غمدي... وليلي بخيل بالنجوم وصبحه ل الليل أهدي من القطابدا طالعا من وجهه كوكب يهديوتحتي مث

إلى أن وصلت احلي والقلب ميتحذار األعادي واملثقفة امللد اجلرد فعانقت غصن البان في دوحة القناوقبلت بدر التم في هالة كذا همتي فيمن أهيم بحبهومن أبتغي من وجهه طالع السعد

فهل لسواه في امللوك يرى قصدي... خزائن أرض اهللا يف يد يوسف سورة احلمد مليك ترى في وجهه آية الرضاوتقرأ من أمداحه

:ويف طالع قصيدة وحبي فيك ليس له نظري... نظري قوامك الغصن النضري

:وقوله من قصيدة جد لي بما ألقى اخليال من الكرىال بد للضيف امللم من القرى

عيرتني ومتى سهرت تنكرا... واخجلتي منه ومنك متى أنم :ومنها

لبست رداء بالبروق مشهرا... قم سقنيها والسماء كأنها خيم طواها بند صبح نشرا... وكأنما زهر النجوم بأفقنا

:ومنها روج أرائكاوالسمر قضبا والقواضب أنهرامن كل من جعل الس

من معشر خبروا الزمان رياسةوسياسة حلوا الذرى حمر الذرا التعجبن كذاك آساد الشرى... سم العداة على حياء فيهم

اة من الردىلو لم يمدوا كاحلجاب العثيراكادوا يقيلون العد حتى ظباهم في احلياء مثالهمأبدت وقد أردت محيا أحمرا

جعلوا خواتم سمرهم من قلب كل معاند حسب املثقف خنصرا حتى العدا حلوا لكيما تشكرا... وجوا أعداءهم وببيضهم قد ت

لو لم يخافوا تيه سار نحوهموهبوا الكواكب والصباح املسفرا :ومنها

كررته أحببت أن يتكررا... فاثن املسامع نحو نظم كلما ليل الوصال بأنسه قد قصرا... كان طال فإنه من حسنه إن

تتجنب الراءات كي ال تعثرا... من بعده الشعراء تحكي واصال :وقوله من قصيدة

ى النهارشابت لطول احلبس، ول... باهللا يا حابسها أكؤسا مس وقابل بالنضار النضار... فلتغتنم شربا على صفرة الش

ثغر األقاحي وخدود البهار... من قبل أن يحجب جنح الدجى :وقوله من قصيدة

سيف بالصبا مهزوزوالنهر ... الروض برد بالندى مطروز فعليه من خط النسيم حروز... كتبت به خوف النواظر أسطر

فعال مذاب لجينه إبريز... ورمت عليه الشمس فضل ردائها بهمزة طيره مهموز ألف... والغصن إن ركد النسيم كأنه

وكأنما األوراق فيه خزوز... وكأنما األزهار فيه قالئد وعقيقنا من درها مفروز... والراح تنظم شملنا بجنابه

زي البكر وهي عجوز في مثل... تبدي لنا خجل العروس وحليها فعالم تحمل حليها ويجوز... شمط احلباب يبين كبرة سنها والطرف دون ضبابها مغموز... هي كالغزالة ال تزال جديدة

:وقوله ليك كما ترنو العيون النواعسأال هاتها والنرجس الغض قد رناإ

وأرداف موج النهر فوق خصورهتميل عليهن الغصون املوائس :وقوله

حياء بوجه أسود اللون ضائع... يضيع الذي أسدى إليك كأنه :وقوله

ه فالرعد زفرتهوقلبه البرق، واألمطار مدمعهإن غيبت شمس :وقوله

فكم يداني إلفا من إلف... ال خيب اهللا أجر عيسى يقرن هذا بذاك فضالكأنه الدهر واو عطف

:وقوله بشهب عوال أو بروق سيوف... دجا كأنك لم تجل القتام وقد

:وقوله سحاب قتام والسيوف بوارق... فال تنكرن صوب الدماء إذا دجت

:وقوله هال نظرت إلى األغصان تعتنقظلت تالقي غراما ثم تفترق

عسى في القوم مغتنميباكر الراح صبحا ثم يعتبقناد الصبوح :ومنها

قد زين اهللا قطرا أنت ساكنهكما يزان ببدر الغيهب الفلق

:وقوله مثل الطيور على عداك تحلق... هللا فرسان غدت راياتهم

السمر تنقط ما تسطر بيضهم والنقع يترب والدماء تخلقو :وقوله

أفنيت فيها من عفافي ما بقي... أفم اخلليج أتذكرن بك ليلة كزورق والسحب موج واهلالل... والليل بحر مزبد بنجومه

:وقوله من قصيدة وهبت فؤادي للمباسم واحلدقوحكمت في جفني املدامع واألرق

ولم أستطع إال الوفاء لغادرويا ليتني لما وفيت له رفق ليته لما رآه عليه رقومن أجله قد رق جسمي صبابةويا

متى اشتكى فيض املدامع قال ليخالفك قد قاسى املدامع واحلرق إذا الح في املحمر فالبدر في الشفقوإن الح في املخضر فالغصن في الورق

ومن هيف لو شاء باخلاتم انتطق... طاقة تحمله أردافه فوق فيا عاذلي فيما جنته لحاظهأتعذلني والسيف للعذل قد سبق

:وقوله وكأنما شفق الصباح شمول... قم سقني شفق الشمول بسحرة

والقطر نبل والرعود طبول... ب والسحاب كتائب والبرق قض

وكذلك األغصان حني تميل... ولتعذر األنهار في تدريعها :وقوله

أدر كؤوسك إن األفق في عرسوحسبنا أنت ترعى حسنك املقل ف خضيب واحليا دررواألفق يجلى وطرف الصبح مكتحلالبرق ك :وقوله

فقد منعته سيوف املقل... دع اللحظ يسرح بورد اخلجل :ومنها

ومن بعد ذلك عادت أسل... فكم أغصن قد نعمنا بها وعدنا له فوجدناه خل... دن خمر طربنا به وكم :وقوله

كأسحار وآخره أصائل... وخير الشعر ما أواله تبدو :وقوله

وأشقر مثل البرق لونا وسرعةقصدت عليه عارض اجلود فانهمى

:سلطان إفريقيةوقوله يف وعداهم هدف وعزمك رامي... فهم سهام والقسي جيادهم

:وقوله وتحتي ليل قد ترقى بسمعهفواجهه ما امتد من كوكب الرجم

ظالم من الظلموقد أنعلوه باألهلة هل ترىاتخاذ هالل لل :وقوله

ظباهم احلمر كالنريان حني قرىبأفقهم فلذاك الطير تغشاها :وقوله

س فلم تعد عليه... ستر اجلمرة باآل أصله من ناظريه... إنما ذلك سحر

أبو عبد اهللا حممد بن رشيق

مل أر أوسع منه صدرا، ما عليه من الدنيا أقبلت أو : قال والدي. من أعيان القلعة، له حظ من النظم والنثر :أدبرت، وهو القائل

كلما ساءني الزمان سدرت... ليس عندي من اهلموم حديث ني بضر ضجرتفإذا مس... أتراني أكون للدهر عونا عند إقالع همها ما ضررت... غمرة ثم تنجلي فكأني

العلماء

أبو عيسى لب بن عبد الوارث

اليحصيب النحوي

أجنبته قلعة بين سعيد، وكان هتذيبه وخترجيه يإشبيلية، ونظر يف الفقه، مث مال إىل العربية، فبلغ : من املسهبوكان أبناء األعيان من امللثمني يقرؤون عليه مبراكش، وهنالك اجتمعت به، ومن شعره . إىل غاية نبيهةمنها :قوله

فيا هل تراه بعد ذلك ينكر... بدا ألف التعريف يف طرس خده ه مسك وعنبروقد كان كافورا فهل أنا تاركله بعد ما حيا

وما خير روض ال يرف نباتهوهل أحسن األثواب إال املشهر

األهداب

نادرة للمسن بن دور يده القلعي كان بالقلعة رجل غث، بارد، ال تكاد تقع العني على أغث وأثقل منه، أنه سافر املسن إىل مرسية، وتركه بغرناطة، : ه معهوكان املسن يكرهه، ويركب عليه احلكايات، ومن نوادر

فلما عاد إىل غرناطة، وقف على باب من أبواهبا وجعل يسأل عن الثقيل املذكور هل هو بغرناطة؟ إىل أن .عرفه أحد من يدريه أنه هبا، فثىن عنان فرسه وعدل إىل القلعة، وقال اليطيب بلد يكون فيه فالن

اركبه، : اهللا بن سعيد إىل سوق اخليل فاشترى ابو حممد فرسا وقال للمسن وخرج مرة مع أيب حممد عبدهذا الفرس اشتريته اليوم، ويذكر الثمن، ويكثر وصفه، : فركبه، فجعل أبو حممد يقول لكل من يلقاه

اقة واملسن عليه ال يزال خيجله هبذا إىل أن ملح املسن عجوزا، خرجت من فرن بطبق فيه خبز، يف هناية من الفهذا الفرس اشتراه القائد أبو : قفي حىت أخربك فوقفت، فقال هلا: والضعف، فركض الفرس إليها، وقال هلا

ما بقي : أهلذي العجوز يقال مثل هذا؟ فقال: حممد بكذا وكذا، وأخذ يصف على منزع أيب حممد فقال لهعلي لعنة اهللا إن : هتا، مث قاليف الدنيا من ال يعرف حديث هذا الفرس إال هذه العجوز، فأردت أال يفو .ركبت لك فرسا ما عشت، ونزل عنه، فشرد، وتعب أبو حممد يف حتصيله

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

لقلعة السعيديةكتاب أعمال ا

:وهو

كتاب اإلشراق، يف حلي حصن القبذاق

:من حصون قلعة بين سعيد، منه

األخفش بن ميمون القبذاقي

يعرف بابن الفراء، أصله من القيذاق، وتأدب يف قرطبة، وله أمداح يف ابن نغرلة اليهودي : من املسهب :وزير غرناطة، ومن شعره قوله

وما درى أني أهواه... ه أهوى الذي تيمني حب

ال سيما ساعة ألقاه... أكاد أفنى من غرام به وال حق اهللا أنساه... واهللا ما يذكرني ساعة

:وقوله افأباحت مني غراما مصون... غنت الورق في الغصون سحيرا

فجرت لي فيمن أحب عيونا... لم تفض عينها بدمع ولكن :وقوله

إذا مدحت فال تمدح سواه ففييمناه بحر محيط للعفاة زخر ى لصوب مطريصغي إلى املدح من جود ومن أدبكمشتكي اجلدب قد أصغ

:وقوله مهجتي حسرة بها ال أفيق... بالليالي التي تولت وأولت ء وشاتي عن جانبيك طريق... أترى لي إلى رضاك وإقصا

ي حريقسال دمعي وفي فؤاد... آه من لوعتي ومن طول وجدي :وقوله

من لها روحي وتظلمني... كيف لي صبر وقد هجرت وتثن عاد كالوثن... غادة كالغصن في هيف

أبدا ال زلت في فتن... كلنا من جاهليتها :وقوله

كف النسيم فأبكاني وأشجاني... به ناح احلمام على غصن تالع هذا على أنه ما زال ينساني... ذكرت قدا لمن أهواه منعطفا

:وفيه قال ابن زيدون نفقت سوق أبيه... فإذا ما قال شعرا

:وهجاه املنفتل شاعر إلبرية بقوله فإن قلبك أعمى... نت أخفش عين إن ك

أم كيف تنظم نظما... فكيف تنثر نثرا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:يهامن الكتب اليت يشتمل عل

كتاب أعمال القلعة السعيدية

:وهو

كتاب الصبح املبني، يف حلي حصن العقبني

أنه كان كثريا ما يلم به للصيد يف صباه : حصن من حصون القلعة على وادي فرجة ونضارة، أخربين والديصبا، وله مع أقاربه وأصحابه، وكان هلم على الوادي قصر جروا فيه ذيول الصبا، وهبوا يف جنباته هبوب ال

:ومنه. فيه شعر

أمحد بن لب العقبيين

:كان كبري اللحية، مضحك الطلعة، كثريا ما ميدح حممد بن سعيد صاحب القلعة مبثل قوله يا قائدا ال يساوي عنده أسدمقدار ذئب إذا ما احلرب تدعوه

لذاك مدحك في الساعات نتلوه... أنت الذي حرس اإلسالم صارمه :وقوله

زكيا من أصول طاهرات... أبا عبد اإلله ألست فرعا لقد نطقوا بمحض الترهات... ويزعم آخرون لك اشتكاال

البداوة، وبعدت عنهم آداب احلضارة، اتفقوا مرة وأهل العقبني يوصفون باجلهل الكثري، قد غلبت عليهمعلى أن جيمعوا فريضة، يبنون هبا ما وهى من جامعهم، فبقي منها فاضال قدر مخسة دنانري، فاجتمعوا إلبداء

الرأي فيما يصرفوهنا فيه، فتكلم كل أحد مبا عنده، ورأى األكثر منهم أن يشترى هبا منرب للجامع، فإن تكسر، فتحرك فالح منهم وقال دعوا اهلذيان واشتروا كلبا حيفظ غنمكم من السباع، منربه العتيق قد

حنن نقول منرب، وأنت تقول كلب، واتفق رأيهم على املنرب، فلما كان يف يوم ضباب خرجت غنم : فقالوا لهأهل البلد فهجمت عليها السباع، ووقع الصياح بذلك فجرى البدوي إىل اجلامع مع من استعان به من

قولوا هلذا املنرب خيلص غنمكم من : اجلهل، وأخذوا املنرب على أعناقهم وأخرجوه إىل أمام البلد وقال البدوي .السباع

مملكة املرية

كتاب النشوة اخلمرية، يف حلي مملكة املرية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:يه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نب

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

موسطة األندلس

:وهو

كتاب النشوة اخلمرية، يف حلي مملكة املرية

كتاب اجملانة، يف حلي مدينة جبانة كتاب النفحة العطرية، : هي بني مملكيت مالقة ومرسية، وينقسم كتاهبا إىليف حلي حصن مرشانة كتاب نقش احلنش، يف حلي حصن شنش يف حلي حضرة املرية كتاب اجلمانة،

كتاب حلظ اجلؤذر، يف حلي حصن دوجر كتاب البهجة، يف حلي مدينة برجة كتاب إيضاح الغبش، يف حلي مدينة أندرش

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:ذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فه

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة املرية

كتاب اجملانة، يف حلي حضرة جبانة

املنصة

هي حمدثة، بنيت يف دولة بين أمية، وهي كانت كرسي اململكة إىل أن ضعفت، وعظمت املرية فصارت .تابعة، وبينها وبني املرية ستة أميال

التاج

صاحب اململكة ابن أسود بأمر حممد بن عبد الرمحن املرواين سلطان األندلس، أن بانيها و: ذكر ابن حيان .وبنو أسود إىل اآلن أعيان املرية

السلك

أبو حممد بن قلبيل البجاين

:أظنه من شعراء املائة الرابعة، له: من املسهب زهروافتر عن نور أنيق ي... ضحك الربيع بروضه وغديره

وكأنها في الترب وشي أخضر... وكأنه زهر النجوم إذا بدت وكأن عرف نسيمها عند الصباعرف العبري يفوح منه العنبر

أبو عبد اهللا حممد بن مسعود

الغساين البجاين

إنه كان كثري الغوص على دقيق املعايت، ونسبت : قبل عصره، وقال أجرى ذكره صاحب الذخرية وإن كانعند املنصور بن أيب عامر إىل الزندقة، فسجنه يف املطبق مع الشريف الطليق، وكان الطليق غالما وسيما،

:وكان ابن مسعود كلفا به، وفيه يقول هذا يف التكاذيب غدوت يف احلبس خدنا البن يعقوبوكنت أحسب

أن الذي فعلوه ضد تعذيبي... رامت عداتي تعذييب وما شعرت لم يعلموا أن سجني ال أبا لهم قد كان غاية مأمولي ومرغوبي

.وانطلق سنة تسع وسبعني وثالمثائة، ومات بعد مديدة

لغسانية البجانيةالشاعرة ا

:أهنا كانت يف مدة ملوك الطوائف، ومن شعرها قوهلا: ذكر احلجاري أتجزع أن قالوا سترحل أظعانوكيف تطيق الصبر ويحك إذ بانوا

زانفما بعد إال املوت عند رحيلهموإال فصبر مثل صبر وأح عهدتهم العيش يف ظل وصلهمأنيق وروض الوصل أخضر فينان

فيا ليت شعري، والفراق يكون، هليكونون من بعد الفراق كما كانوا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:ة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصال

:الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

مملكة املرية

:وهو

كتاب النفحة العطرية، يف حلي حضرة املرية

املنصة

.سورها على ضفة البحر، وهبا دار الصناعة، وهي باب الشرق، ومفتاح الرزق: من كتاب الرازيلها على غريها من نظرائها أظهر مزية، بنهرها الفضي، وحبرها الزبرجدي، وأما املرية ف: ومن املسهب

وساحلها التربي، وحصاها اجملزع، ومنظرها املرصع، وأسوارها العلية الراسخة، وقلعتها املنيعة الرفيعة مزاج ومما تفضل به اعتدال اهلواء وحسن. الشاخمة، وبىن فيها خريان العامري قلعته العظيمة املنسوبة إليه

حدث فيها من صنعة الوشي والديباج على اختالف : أهلها وطيب أخالقهم، ولطف أذهاهنم، قال ابن فرجوأعظم . أنواعه، ومن صنعة اخلز ومجيع ما يعمل من احلرير، ما مل يبصر مثله يف املشرق وال يف بالد النصارى

مىن عبدوس، ومىن غسان، والنجاد، ومن متفرجاهتا. مبانيها الصمادحية اليت بناها املعتصم بن صمادح .وهنرها من أحسن األهنار. وبركة الصفر، وعيد النطية

التاج

:أول من شهر هبا وعرف مكانه من امللوك

خريان موىل املنصور بن أيب عامر

أنه كان من خرية املوايل العامرية، وممن خترج يف تلك الفتنة، وهو الذي وجه بعلي بن مخود : ذكر احلجاريعلوي إىل سبتة، وقام بدعوته، ووصل معه إىل أن حصلت له قرطبة، فاستشعر منه خريان الغدر به، ففر، ال

وقام بدعوة املرتضى املرواين، مث وضع على املرتضى من قتله ، وتويف خريان سنة مثان عشرة وأربعمائة، :وصارت املرية وجيان لصاحبه

زهري العامري

ة، ودام ملكه إىل أن مات حبوص، وويل ولده باديس فاستصغره فحالف حبوس بن ماكس صاحب غرناطزهري، وهنض ألخذ غرناطة من يده، وكانت الدائرة عليه، وقتل يف املعركة، وصارت املرية للمنصور بن أيب

:عامراألصغر، فاستناب فيها صهره ووزيره

معن بن أيب حيىي صمادح التجييب

:عامري صاحب دانية غدره معن، وثار يف املرية، وورثها ولده وهوفلما اشتغل املنصور باحلرب مع جماهد ال

املعتصم أبو حيىي حممد بن معن

ومل يكن من فحول امللوك، بل أخلد : وفاتن املعتصم عبد امللك بن املنصور صاحب بلنسية، قال ابن بسامدان من اللذة جيرى عليه، إىل الدعة، واكتفى بالضيق عن السعة، واقتصر على قصر يبنيه، وعلق يقتنيه، ومي

ويربز فيه، غري أنه كان رحب الفناء، جزل العطاء، حليما عن الدماء والدمهاء، طافت به اآلمال، واتسع يف مدحه املقال، وأعملت إىل حضرته الرحال ، وآل أمره مع أمري املسلمني إىل أن حصره جيشه، وهو ينازع

وقال . اهلم يف البحر إىل سلطان جباية، وملك امللثمون البلدحشاشة نفسه، فمات على فراشه، وفر أوالده مبال إله إال اهللا، نغص علينا كل شيء حىت : وهو ينازع املوت وقد مسع اختالط األصوات يف حصار بلده

:فال أنس طرفا إيل رفعه، وإنشاده بصوت ال أكاد أمسعه: املوت، فدمعت عني حظية له، قالت فبين يديك بكاء طويل... تفنه ترفق بدمعك الوكانت مدة اململكة الصمادحية حنو مخسني سنة ونيف، ملك املعتصم منها إحدى وأربعني : قال احلجاري

ملك متلكه اإلحسان، وأطلعه الفضل غرة يف وجه الزمان، فكأن : وهو ابن أربع عشرة سنة، وقال يف وصفه :أبا متام عناه بقوله

نأخذ من ماله ومن أدبه... مل أشباحنا إلى ملك تح :ومن شعره قوله. فهتفت بامسه املداح، ومن اجملد له عطف ارتياح

قد عبثت فيها أكف الشمال... انظر إلى األعالم خفاقة دة األعداء يوم القتالأفئ... كأنها وهي لنا زينة

:وقوله عند موته تمتعت بالنعماء حتى مللتهاوقد أضجرت عيني مما سئمتها

ومليتها عمري تصرم وقتها... فيا عجبا لما قضيت قضاءها .فيهما حكايات، وكان يرتاح للشعر كثرياوأما تورعه وعدله فله : قال

:وقال يف وصفه الفتح

ملك أقام سوق املعارف على ساقها، وأبدع يف انتظامها واتساقها، وأوضح رمسها، وأنبت يف جبني أوانه ومن بديع أفعاله أن النحلي دخل : قال. ومسها، ومل ختل أيامه من مناظرة، وال عمرت إال مبذاكرة وحماضرة

وعليه أمسال ال تقتضيها اآلداب، وال يرتضيها إال االنتحاب واالنتداب، والناس قد لبسوا البياض، املرية وتصرفوا من خضرهتم يف مثل قطع الرياض، والنحلي ظمآن يسعره جواره، حني ال يستره إال سواده،

:فكتب إليه با فباباومن ورث العلى با... أيا من ال يضاف إليه ثان

وأبصر دون ما أبغي حجابا... أيجمل أن تكون سواد عيني وأمشي بينهم وحدي غرابا... ويمشي الناس كلهم حماما

:فأدر له حباه، ووصله وحباه، وبعث إليه من البياض ما لبسه، وجلل جملسه، وكتب مع ذلك عليك وعندي للصباح برود... وردت ولليل البهيم مطارف وعيشك سلسال اجلمام برود... وأنت لدينا ما بقيت مقرب

:وارجتل يف ماء تسلسل يف قصره رقم قد جد يف هربهانظر إلى حسن هذا املاء يف صببهكأنه أ

:وكتب إىل ابن عمار، وقد بلغه عنه ما أوجب ذلك من سوء االغتياب وزهدني يف الناس معرفتي بهموطول اختياري صاحبا بعد صاحب

ي العواقبمباديه إال ساءني ف... فلم ترني األيام خال تسرني وال قلت أرجوه لدفع ملمةمن الدهر إال كان إحدى املصائب

:وأطال اإلقامة عنده مرة ابن عمار فكتب إليه ب اجلون في معنى السماح... يا واضحا فضح السحا

ن طرق املزاحه اجلد م... ومطابقا يأتي وجو ف فجد قليال بالسراح... أسرفت في بر الضيا

:فراجعه املعتصم أصل املساء مع الصباح... يا فاضال في شكره عند التكلم في السراح... هال رفقت بمهجتي

واهللا ليس من السماح... كم إن السماح ببعد

فصل

وتوالت على املرية والة امللثمني إىل أن أخذها يوسف بن خملوف من أصحاب عبد املؤمن، فاستصعب أهل :املرية سريته، فثاروا عليه، وقام بأمرهم أحد أعياهنم

أبو حيىي بن الرميمي

بد املؤمن، وتواىل هبا والة بين عبد املؤمن إىل أن ثار ومنه أخذها النصارى، مث استنقذها منهم عثمان بن ع :هبا

حممد بن عبد اهللا بن أيب حيىي

بن الرميمي

وخطب البن هود وصار وزيره، مث غدر بابن هود فقتله يف بلده ، واستبد باملرية مث خرج منها إىل تونس ، .وهي اآلن البن األمحر صاحب غرناطة

السلك

ذوو البيوت

دحبيت بين صما

رفيع الدولة

أبو حيىي بن املعتصم بن صمادح

ذو اخللق الكرمي، والشرف الباذخ الصميم، راضع لبان الرياسة، ومرتشف مياه : قال ابن اإلمام يف وصفه .تلك اجلاللة والنفاسةطاب بني . فرع زاك من تلك الشجرة الكرمية، وعارض جود من صوب تلك الدمية: وقال احلجاري فيه

لدهر، طيب املسك بني احلجر والفهر ، وأقام يف ظالل أمري املسلمني، مدرعا من محايته بدرع نوائب اوكان ينادم أبا . حصني، إال أنه مل يفارقه تذكر ما قضى يف تلك املمالك، مرتاحا إىل ما قضاه الشباب هنالك

:حيىي بن مطروح، واستدعاه يوما بقوله في مهمات الزمان األنكد... دي يا أخي بل سيدي بل سن في اختفاء من عيون احلسد... لح بأفق غاب عنه بدره وفمي ساق وكأسي في يدي... وتعجل فحبيبي حاضر

:ومما أنشد له صاحب السمط قوله طيفهمولم ألف في تلك الطلول مقياللئن منعوا عني زيارة

فما منعوا ريح الصبا سوق عرفهم وقد بكرت تندى علي بليال فؤادا بما يجني الصدود عليال... وال منعوني أن أعل بذكرهم

:وقوله

مرو، وإن كان جانياعلي ذنوبا ال تعدد، بالعتبأخذت أبا ع فما كان ذاك الود إال كبارقأضاء لعيني ثم أظلم في قلبي

أخوه

أبو جعفر أمحد

:فمن ذلك قوله جرى يف طلق أبيه وإخوته، فأحسن يف النظام إحسانا أوجب أن ينبه عليه،: من املسهب فطارت نحوه طير القلوب... أتى بالبدر من فوق القضيب

لنور منه في أفق اجليوب... وأشرق ما بأفقي من ظالم كمثل الشمس ولت للمغيب... وولى بعد تأنيس وبر

أخومها

لواثق عز الدولة أبو حممد عبد اهللا

قمر عاجله احملاق قبل التمام، فنشر من يديه ما كان عقده أبوه من ذلك النظام، وقد كان : من املسهبخصه بوالية عهده، ورشحه للملك من بعده، وآل أمره إىل أن حل ببجاية يف دولة بين محاد مستوحشا،

:وقال صبح خامالبأرض اغتراب ال أمر وال أحليلك احلمد بعد امللك أ

وقد أصدأت فيها اهلوادة منصليكما نسيت ركض اجلياد بها رجلي وال مسمعي يصغي لنغمة شاعروكفي ال تمتد يوما إلى بذل

ا ال أؤمل رجعةإلى موطن بوعدت عنه وال أهلطريدا شريد وقد كنت متبوعا فأمسيت تابعالدى معشر ليسوا بجنسي وال شكلي

يخوضون فيما ال أرى فيه خائضاوقبلهم قد أقصدت مقتل النبل وها أنا ال قولي يجوز وال فعلي... قولي مسموع وفعلي محكم و

وقد كنت غرا بالزمان وصرفهفقد بان قدر العز عندي والذل بلعزاء فكم ليث يصاد بغيلهويصبح من بعد النشاط لفي ح

:وما أظن أحدا قال يف عظم اهلم مثل قوله: قال إن يسلم الناس من هم ومن كمدفإنني قد جمعت اهلم والكمدا لم أبق منه لغيري ما يحاذرهفليس يقصد دوني في الورى أحدا

:ومن شعره قوله قد أطلع البدر فيه... ضيب لجين أهوى ق

منه فعيش يليه... إن كان موتي بلحظ لقياه كم أشتهيه... يارب كم أتمنى

سوى جفاء وتيه... وال أرى منه شيئا يهوأمه وأب... طوبى لدار حوته

في موضع يلتقيه... بل ألف طوبى لعبد كان الواثق كأن اهللا مل خيلقه إال للملك والرياسة وإحياء الفضائل، ونظرت إىل مهته تنم : وقال فيه ابن اللبانة

.من حتت مخوله، كما ينم فرند السيف وكرمه من حتت صدئه

أختهم

أم الكرم بنت املعتصم

كان املعتصم قد اعتىن بتأديبها، ملا رآه من ذكائها، حىت نظمت الشعر واملوشحات، وعشقت :من املسهب :الفىت املشهور بالسمار، وقالت فيه

مما جنته لوعة احلب... يا معشر الناس أال فاعجبوا لوي للتربمن أفقه الع... لواله لم ينزل ببدر الدجى

فارقني تابعه قلبي... حسبي بمن أهواه لو أنه :وقوهلا

ينزه عنها سمع كل مراقب... أال ليت شعري هل سبيل لخلوة

شا والترائبويا عجبا أشتاق خلوة من غداومثواه ما بين احل .وبلغ املعتصم خربه، فخفي أمره من ذلك احلني

ومن سائر البيوت

أبو حبر يوسف بن عبد الصمد

.وكان يف زمان ملوك الطوائف. أثىن عليه صاحب السمط واملسهبن وذكر ابن بسام أنه من ولد السمح بن مالك بن خوال. ورثا املعتمد بن عباد مبا تقدم إنشاده يف ترمجته

:ونشأ أبو البحر كامسه، يف نشره ونظمه، ومن جيد شعره قوله: أحد سالطني األندلس قال ومنى أقل مرامها اجلوزاء... عزم تضيق بجيشه البيداء لم تمض فيها الصعدة السمراء... وصرامة لو أنها لي ألمة

في الناس لم تتلفع احلسناء... ة لو أصبحت مقسومة في عف

أفنان، ولتترنح األنقاء... فلتلحظ الغزالن، ولتتمايل ال :ومنها

قاءومشى القضيب وحنت الور... دارت كؤوس الطل وانتشت الربى يحيى وقد خضعت له األمراء... والقضب تخضع للغدير كأنه

:وقوله يف املعتمد بن عباد وعنت لك األبطال وهي أسود... خضعت لعزتك امللوك الصيد

اضرب ولو أن السماك وريدو... فاطعن ولو أن الثريا ثغرة واهزم ولو أن النجوم جنود... وافتح ولو أن السماء معاقل

أبو مروان عبد امللك بن مسيدع

:حلق الدولتني، ومتيز عند الفرقتني، وكان له أدب حياضر به، ومن شعره قوله قطاعي عنكموال تعذلوني في الصدود إلى احلشرأال فاعذروني في ان

صحبتكم قبل اختبار فعندماخبرتكم عجلت بالبعد واهلجر يمزق فيه لحم كل امرئ حر... جفوتكم لما رأيت جنابكم

:وقوله إلى راح يطوف بها بدرعلى مثل مرآه تطيب لنا اخلمر هلموا

ووجنته ورد ومبسمه زهر... هو الروض حقا فاألراكة قده

أبو عبد اهللا حممد بن حربون

املرية صداقة، مث تغريت، ومن كان يف دولة بين عبد املؤمن وكان بينه وبني ابن صقالب صاحب أعمال :شعره قوله

عزمت على أمر سيظهر عندمايشيب من أحداثه املرء يافعا وإني من القوم الذين عزميهميرد سواد الليل أبيض ناصعا

ومن كتاب الوزراء

الوزير الكاتب

بن عباس أبو جعفر أمحد

مل : وعنوان نثره . املال، والبخل، والعجب، والكتابة: كان قد بذ الناس يف وقته يف أربعة أشياء: من الذخريةأعقر ناقة رضاكم فأسخط، وال أكلت من شجرة عقوقكم فأشحط، وإمنا أعطيتكم صفقة الصاغية ألكرم،

اليوم يقال جعلنا قنطرة، وكتب إىل صديقه واحنرفت كي ال أهان، ومنت على مهاد الفتنة بكم لئال أهتم، فكتبا مسترة ، وكان ابن أيب موسى مواتا نفخنا فيه الروح، وعياال علينا فاستأثرمت به وجعلتموه مركز

دولتكم يف اللفظ، وعني سعايتكم يف القصد، فضربتم يف آمال السؤال مبعان طوال، ألصقتم يب عارها، .وطوقتموين شنارها

عباس يف يد باديس بن حبوس ملك غرناطة يف وقعة زهري ملك املرية، وكان كاتبه، فقتله وحصل ابن :باديس بيده، وقيل إن كتبه بلغت أربعمائة ألف جملد، وأثر له احلجاري قوله

وجميع األنام طرا عبيدا... لي نفس ال ترتضي الدهر عبدا لم تزل تبتغي هناك صعودا... السماكين يوما لو ترقت فوق

ومكاني ما بين قومي وليدا... أنا من تعلمون شيدت مجدي .وكان يتهم بسوء اخللوة

ومن كتاب العمال

أبو بكر يزيد بن صقالب

صاحب أعمال املرية

:فرآه عايل اهلمة، واسع األدب، ممتع احلديث، وأنشده من شعره قولهأخربين والدي أنه اجتمع به، في قامة السيف وشكل الغالم... وطفلة األطراف خمصانة

من اللواتي قصرت في اخليام... مكحولة العينين حورية القواموفترة العطف وهز ... ا تكاد أن تعقد من لينه

قدت لها من خيزران عظام... يحلف من أبصرها أنها حالوة اللفظ وسحر الكالم... قد جمع اهللا بها فتنة

والغصن والظبي وبدر التمام... والليل والصبح ودعص النقا أشهى من اخلمر بماء الغمام... ر عن ذي أشر بارد تفت

وضل من يسمع فيها املالم... فضل من الم على حبها بأرشق اخللق وأحلي األنام... نعمت فيها ليلتي كلها

ومن احلكام قاضي املرية

خمتار بن عبد الرمحن أبو احلسن

بن سهر الرعيين

ومن . قاضي املرية وعاملها، ورئيسها يف األمور الشرعية وحاكمها، قدمه عليها زهري العامري: من املسهب :شعره قوله لبين محود ملوك قرطبة

نهاية مطلوبي وفيه عذاب... أال فأذنوا لي بالسراح فإنها قد خلفت في أفق موطنيفراخا هواهم ليس عنه مناب فإني

:وقوله، وقد دخل محاما فجلس شخص من جهال العامة إىل جانبه، وأساء عليه األدب أال لعن احلمام دارا فإنهسواء به ذو اجلهل والعلم في القدر

اآلداب حتى كأنهامصابيح لم تنفق على طلعة الفجر تضيع به

ومن العلماء

أبو احلسن سليمان بن حممد

بن الطراوة النحوي

حنوي املرية الذي مل يكن هبا يف هذه الصناعة مثله، وله الذكر السائر يف اآلفاق، وله أمداح يف : من املسهبوأحسن شعره قوله وقد حضر مع ندماء، وفيهم غالم . ي بن يوسف بن تاشفنياملعتصم بن صمادح ويف عل

:مجيل، فلما داترت الكأس وجاءت نوبة الغالم هرها ، فأخذها عنه وكل من تحمد أفعاله... يشربها الشيخ وأمثاله

ى البازل أثقالهتلقى عل... والبكر إن لم يستطع صولة :ودخل عليه غالم بكأس يف يده، فقال

أتى وبراحه للشرب راح... أال بأبي وغير أبي غزال فقلت الشمس جاء بها الصباح... فقال منادمي في احلني صفه

:وقوله وقد شرب للقمر بشاطئ غدير واألزاهر تنفح... باح املساء مدامة شربنا كمص

وظل جهول يرقب الصبح ضلةومن أكؤسي لم يبرح الصبح يصبح

ومن الشعراء

أبو حفص بن الشهيد

.تصم بن صمادحشاعر املرية يف زمانه، وكان مقتصرا على ملك بلده املع: من املسهبوشاهدته يف حدود ألربعني وأربعمائة . كان فارس النظم والنثر وأعجوبة القران والعصر: ومن الذخرية

:ومن نظمه قوله يف املعتصم. باملرية

قد ركبت في راحتيه أنامال... سبط اليدين كأن كل غمامة تمضي ليالي العمر بعدك باطال... ت وإنما ال عيش إال حيث كن

حلال من النعمى وكن عواطال... تفديك أنفسنا التي ألبستها :وقوله

تكسد سوق الدر فيك قصائديوتزري بعرف املسك غر رسائلي جل القول فيك وإنمايعد لقدر السيف قدر احلمائلجللت ف

ومن الكتاب

أبو احلكم أمحد بن هرودس

أنه كان بينه وبني عمه أيب جعفر مراسلة وأن أبا : كاتب عثمان بن عبد املؤمن ملك غرناطة أخربين والدي :احلكم كتب له

تاج فيه هذا النهار املطري... ما يح يا سميي في علم مجدك فغدونا بعدلكم نستجري... ندف الثلج منه قطنا علينا

ورضاه في كل أمر يسري... والذي أبتغيه في اللحظ منه لو تبدى لمقلتيه سعري... يوم قر يود من حل فيه

:ومن شعره قوله قصرت عنه البدور... لي من وجهك بدر جنح ليل ال ينري... أي أفق لحت فيه الي يحتل السرور... ليس إال بك يا مو

ومن العلماء

أبو العباس

حممد بن العريف الصنهاجي أمحد بن

:قوله -وهو يف صلة ابن بشكوال -عامل جليل، وزاهد مشهور، يف مدة امللثمني، ومن مشهور شعره سلوا عن الشوق من أهوى فإنهمأدنى إلى النفس من وهمي ومن نفسي

لحظي وسمعي ونطقي إذ هم أنسيما زلت مذ سكنوا قلبي أصون لهم فمن رسولي إلى قلبي فيسألهمعن مشكل من سؤال الصب ملتبس حلوا الفؤاد فما يندى ولو وطئواصخرا لجاد بماء منه منبجس

هم يجرحهمفكيف باتوا على أذكى من القبسوفي احلشا نزلوا والو ال بارك اهللا في من خانهم فنسي... ألنهضن من الدنيا بحبهم

ومن الشعراء

أبو احلسني حممد بن سفر

:على قدره، فمن ذلك قوله شاعر املرية يف عصره، الذي يغين ما أنشده من شعره، عن اإلطناب يف التنبيه يبدي بهم لج السرور مراحه... لو أبصرت عيناك زورق فتية

كل يمد بكأس راح راحه... وقد استداروا تحت ظل شراعه ان على بنيه جناحهمد احلن... لحسبته خوف العواصف طائرا

:وقوله يا من رأى النهر استثار به الصباخيال إلرهاب الغصون امليد

قرنت به خيال تروح وتغتدي... لما رأتها سددت تلقاءه شمس الضحى بمسامر من عسجد... وغدت تدرعه ولم تبخل لها

:وقوله فأكثر القول مبصروها... وقهوة شعشعت فثارت

حين غدا بعلها أبوها... ال تنكروا غيظها امتعاضا :وقوله

من فصه يوافيك باألمر... أال هاتها من يدي مائس أمال القضيب على دعصه... يغني ويسقي ومهما انثنى

خلعت الفؤاد على رقصه... إذا أنا الحظته راقصا

أبو احلسن علي بن املريين

من، وكان كثري شاعر وشاح مشهور ببالد املغرب صحبه والدي، ومات يف مدة منصور بن عبد املؤ :ومن شعره قوله يف أمحد بن كمال عظيم املرية. التجول

رويدك حتى تجتني الورد والزهرابخد أبى أن يعرف اهلائم الصبرا وثغر أرى ألحاظنا معجزاتهفأبدى لنا املرجان بالعذب والدرا

:منهاو سألت محيا الصبح من أين نورهفقال سل الشمس املنرية والبدرا

فأجمع كل أنه نور أحمدولوال نداه لم نر القطر والبحرا

صبحت قفراكرمي به أحيا اإلله بالدناوعمرها من بعد ما أ :ومن شعره قوله

مرارا فال يفنى وال يتكدر... رأيناك مثل البحر يورد ماؤه ونشكر ما أوليت من كل غايةوما قد تركنا من أياديك أكثر

أمحد بن احلاج

املعروف مبدغليس الزجال

:مطبوعة إىل هناية، وكان يف دولة بين عبد املؤمن، ومن شعره قولهأزجاله حرفا ولو باليسار... ما ضركم لو كتبتم

ومطلبي واختياري... إذ أنتم نور عيني

أبو احلسن علي بن حزمون

وأكثر قوله يف طريقة . غرب وهذا يف املشرقصاعقة من صواعق اهلجاء، عاصر ابن عنني، وكان هذا يف امل :ومن هجوه يف طريقة الشعر قوله. التوشيح

تأملت في املرآة وجهي فخلتهكوجه عجوز قد أشارت إلى اللهو اهلجوإذا شئت أن تهجو تأمل خليقتيفإن بها ما قد أردت من

كأن على األزرار مني عورةتنادي الورى غضوا وال تنظروا نحوي فلو كنت مما تنبت األرض لم أكنمن الرائق الباهي وال الطيب احللو

الرعد في مهمة جو وأقبح من مرآي بطني فإنهيقرقر مثل وإال كقلب بين جنبي محمدسليل بن عيسى حني فر ولم يلو

تميل بشدقيه إلى األرض لحيةتظن بها ماء يفرغ من دلو ا األرواح في مهمة دوثقيل ولكن عقله مثل ريشةتصفقه

األهداب

موشحة البن هرودس يف عثمان بن عبد املؤمن ياليلة الوصل والسعود باهللا عودي

كم بت في ليلة التمني ال أعرف اهلجر والتجني

ألثم ثغر املنى وأجني

ي نهود زهر اخلدودمن فوق رمانت يا الئمي إطرح مالمي فال براح عن الغرام

إال انعكافي على مدام بسمع صوت ونقر عود من كف خود

مدح األمري األجل أولى السيد املاجد املعلى ي األعلىتاج امللوك السن

أفضل من سار باجلنود تحت البنود أكرم بعلياه من همام إمام هدي وابن اإلمام مبدد الروم باحلسام

يعقد في هامة األسود بيض اهلنود هللا يوم أغر زاهر آمر قد حل باألندلس

قالوا وقد وافت البشائر بامللك السيد السعيد أبي سعيد

:و البن حزمون يف القاضي القسطلي

يا أيها القاضي فتظلم... تخونك العينان وال الذي يسطر ويرسم... ال تعرف األشهاد

.وكان أخفش :رىومن أخ

يا ناقصا في كمال نقص احلرب الزائد في األشباح

:وله قدرة على مضايقة القوايف كقوله يف رثاء أيب احلمالت قائد األعنة ببلنسية وقد قتله النصارى النيرا الالمع... يا عين بكي السراج األزهرا

كي تنثرا مدامع... سرا وكان نعم الرتاج فك مثل الشهاب املتقد... من آل سعد أغر عليه لما أن فقد... بكى جميع البشر والسمهري املطرد... واملشرفي الذكر

على العدو متئد... شق الصفوف وكر من الثرى أو راجع... لو أنه منعاج على الورى

وال امترا تضاجع... عادت لنا األفراح بال افترا وخاض موج الفيلق... نضا لباس الزرد ذاك اخلميس األزرق... ولم يرعه عدد

أدميه املمزق... ثم خد واحلور تل في كل خيل يلتقي... وكان ذاك األسد

ثم انبرى يماصع... إذا رأى األعالج وكبرا وسط العرا الواسع... رأيتهم كالدجاج منفرا العجاج األكدرتحت ... جالت بتلك الفجوج

من احلديد األخضر... خيولهم في بروج وليته لم يكسر... يا قفل تلك الفروج مجرى اجلياد الضمر... جعلت أرض العلوج

إال القرى بالقع... سلكت منها فجاج فال ترى وللبرى قعاقع... ل تحت العجاج لها انبرا واخلي

أبى اهلوى أن أحصيه... عهدي بتلك اجلهات حدث لنا بمرسية... يا حادي الركب هات

يا ويحها بلنسية... أودى أبو احلمالت حاشا له أن يعصيه... في طاعة اهللا مات

مصطبرا وطائع... مضى بنفس تهاج مصبرا ماذا اشترى ذا البائع... وباعها في اهلياج لقد درى

عليك أوىل أن يجود... ماء املدامع صاب أحلك اللحودرزء ... سقى البرية صاب إال النصارى واليهود... فكل خلق أصاب

يجري على امليت العهود... ناديت قلبا مصاب زان الثرى مدافع... يا قلبي املهتاج تصبرا

مدافعلما جرى ... ابن أيب احلجاج فهل ترى ؟

موشحة البن املريين وتروى لليكي

من فوق أغصان... ما لبنات اهلديل شوقي وأحزاني... هيجن عند الصباح نهتف أوصابي... بهاتفات الغصون

هواه يغرى بي... بكل ساجي اجلفون للهائم الصابي... منون في مقلتيه

في دعص كثبان... غصن ولكن يميل والقد للبان... من وجهه للصباح من غادة رود... هيهات أين األمل وقد أملود... تزهو بورد اخلجل

فؤاد معمود... أصمت بسهم املقل بسحر أجفان... فكم لها من قتيل رهني أحزان... ومثخن من جراح من طرف مكحول... هيهات لو أنصفوا

عمدا لتنكيل... يرنو به أوطف لنجل البهالي... إن لم يكن يوسف

من جور فتان... يجري صبا عليل تثري أشجاني... يرنو بمرضى صحاح

ظفرت باملرغوب... يا دهر عني فقد عليه عند اخلطوب... من ماجد يعتمد

إال أبو يعقوب... ما حاتم في الصفد هذا هو الثاني... د صح ما عنه قيل ق

والغيث سيان... كفاه عند السماح إال هوى وادكار... وغادة ما بها

بيوسف بن خيار... تهيم من حبها إذ رام حل اإلزار... غنت إلى صبها

بحل همياني... علي قليل ارفق ما تدر ما شاني... واهللا يا مولى املالح

زجل ملدغليس

لس تجد يف كل موضع... ثالث أشيا فالبساتني شم واتنزه وإسمع... النسيم واخلضر والطير

والطيور عله تغرد... يولول قم ترى النسيم يف بساط من الزمرد... والثمار تنثر جواهر

سقي كالسيف املجرد... وبوسط املرج األخضر شفت الغدير مدرع... شبهت بالسيف ملا يضربوشعاع الشمس ... ورذاذا دق ينزل

وترى اآلخر يذهب... فترى الواحد يفضض والغصون ترقص وتطرب... والنبات يشرب ويسكر

ثم تستحي وترجع... وتريد تجي إلينا يف رياض تشبه لجنا... وجوار بحل حور العني

تنظر اخللع تجنا... وعشية قصريا وهي حتمل طاقا عنا... لش تريد نفارقوها

وجه عاشق إذ يودع... وكأن الشمس فيها تلهمك إىل اخلالعا... إستمع أم احلسن كف

للمجون وللرقاعا... بنغم ترد األشياخ وما كررت صناعا... من غدو لليل غردت

وحيس قلب يخلع... يسمع اخلليع غناها

زجل غريه له

ونحزم للعذول أن صدع... قد بنت نتخلع نحب هذا الشراب من ذاتي وقد نسيت به جميع لذاتي

حي منك يا شيباتيلس نست وابيض أو اسود أو اهبط لي طلع... كاس ياهللا نرضع

يجي على كاس لس نغلق عين ونشرب صافي اثنني في اثنني ألن نخشى يجي صحب الدين

عد لم نشبع وأنا من الدنيا... ويقول لي إقلع :وله شعر ملحون على طريقة العامة منه

حبي فك ثابت وديني مخلخل... صحبة العنق املليح املخلخل

لو عطيت مرغوبي فك لس تسأل... وعالم بعت ديني بحبك وجماال طوع إالم يخذل... ع فلقد عندك حالوى لي منو

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

مملكة املرية

:وهو

كتاب اجلمانة، يف حلي حصن مرشانة

:ة مثانية عشر ميال منهبينه وبني املري

أبو إسحاق إبراهيم بن حكم

كان ناظما ناثرا حسن احملادثة الئقا خبدمة امللوك، وترقى : كاتب باديس بن حبوس ملك غرناطة من املسهب :ومن شعره قوله. إىل أن استكتبه واستوزره باديس بن حبوس

ر بناديه حسن الشمس واحلملصابح محياه تلق النجح في األملوانظ ما إن يالقي خليل فيه من خللوكلما حال صرف الدهر لم يحل

:وقوله ك الرياض الزاهرات... أين أيامي على تل

ر برفض الترهات... وورودي ذلك الثغ غير قول العاذالت... اعي كل قول وسم

يف ذراها سيئاتي... فلقد ضاعف ربي كيف ألقى حسناتي... يا ترى يوم حسابي

مسكن للحسرات... ليس بي واهللا إال

أبو حممد عبد اهللا بن خالص

لص أعيان برشانة هذه، وأن أبا حممد جنب منهم يف طريقة األدب، وهو من أن بين خا: من تقييد سلفي .الفضالء الذين حلقوا الدولتني

:ومن شعره قوله شكوت بما ألقاه من ألم اهلوىفقالوا ضعيف حب من يظهر الشكوى

يدل الصمت أن به بلوى: افأخفيت ما قاسيت من العج اجلوىفقالو نعم صدقوا لكنني لست شاكياإلى غير من يحوي السريرة والنجوى

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

مملكة املرية

:وهو

كتاب نقش احلنش، يف حلي حصن شنش

:منه. وفيه شجر التوت كثري، بسبب احلرير، وهلم فيه غلل عظيمة: على مرحلة من املرية

الكاتب أبو حممد عبد الغين بن طاهر

كاتب عثمان بن عبد املؤمن ملك غرناطة

مللك املذكور يف عز ونعمة إىل أن وقع له على رسالة بعثها إىل أخيه أيب حفص أنه مل يزل مع ا: أخربين والديأسعد اهللا ببقائه -وكان سيدنا : بن عبد املؤمن ملك إشبيلية، فغار من ذلك ومسه فمات، ومن الرسالة

لوع فجره يف رؤية شمسه، وشوقني إلى غده ويومه، ، وحلي بدولته جيد الزمان، قد أطعمني بط -الكيان نشط، وأسعف بما أالح يل من كرامة أمسه، وكنت قد أخذت إلى مقامه العالي في االنتقال، فأشار إشارة م

.وقعا للفظه، متأمال إلى ورود االلتفات ولو بلحظهإسعاف مغتبط، فبقيت مت

فلو زارني من نحو أفقك بارقلهز جناحي طائرا نحوك الودغير التفائك أن يراش جناحي، وما على غير يدك الكرمية، يكون من هذا املكان سراحي، وال أرجو من

.فاجعلني ببال من اعتنائك، فإني لم أوجه وجهي إلى غير رجائك :ومن شعره قوله

فقلت له يا ليت طرفي قد عمي... تبسم شيبي يف عذاري منكبا بغض من الح طالعاكصبح ولم يظهر خالف التبسم فقال عجيب

ولم يدر أن الليل والويل طيهوهل هو إال مثل رقم بأرقم أهيم إذا ما مر بي لم يسلم... تراني أهواه وقد صار من به

الرمحن الرحيمبسم اهللا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

مملكة املرية

:وهو

كتاب حلظ اجلؤذر، يف حلي حصن دوجر

:يف الغرب منها، ومنه أنه على وادي املرية، بينهما اثنا عشر ميال وهي: أخربين والدي

عبد اهللا بن فرة

:أنه شاعر، أظنه يف املائة السادسة، ينسب له قوله: أخربين والدي

إن شئت تعرف أحوال األنام فخذعن عالم بهم بحاث أسرار را بمعيارالناس يف هذه الدنيا كما نشروايوم القيامة معيا

وسائر الناس يف بحبوحة النار... شخص من األلف يف عدن محلته

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة املرية

:وهو

كتاب البهجة، يف حلي مدينة برجة

البساط

كان والدي متولعا بالفرجة فيها، ملا خصها اهللا به من حسن املنظر، أخربين أن اجلنات حمدقة هبا، وهي على .هنر هبيج، يعرف بوادي عذراء، وفيه الفواكه اجلليلة، وهبا معدن الرصاص

العصابة

.الوالة من املرية، وتارة من غرناطة، ولكن األغلب والية املرية، فلذلك أثبتناها يف مملكتهاتارة يتكرر عليها

السلك

القواد

القائد

أبو حممد عبد اهللا بن سوار

أنه من بيت رياسة وإمارة، وكان أبو حممد مع سلوك طريق آبائه يف اجلندية، مزامحا ألهل : أخربين والدي :ومن شعره قوله. الفضل

وكان كعرف قد تنشق عن زهر... اني كتاب منك رق وراقني أت كؤوس وقد نمت بصافية اخلمر... كأن معانيه وألفاظ نثره

:وقوله

نصابييقصر عما يقتضيه ... لقد طال عتبي للزمان ألنه فتتعب يف نيل العالء ركابي... وإني ألخشى أن يكلفني النوى

ومن الكتاب

أبو بكر بن عمار

كاتب املتوكل بن هود سلطان األندلس

:اجتمعت به يف غرناطة، وكان له حظ من األدب، واشتهر قوله ايات ابن هودتحت ر... قل لمن يشهد حربا

مثل إقدام األسود... ثم ال يقدم فيها يا ومن دار اخللود... حرم احلظ من الدن

؟

ومن العلماء

أبو الفضل جعفر بن أيب عبد اهللا

بن شرف

قد قيل إنه دخل به األندلس أنه ولد له يف برجة، و: والده أبو عبد اهللا أديب القريوان، ذكر احلجاري .صغريا

ذو مرة ال تناقض، وعارضة ال تعارض، وذكر أنه حي يف عصره باملرية، واشتهر مبدح : ومن الذخرية :الغرض مما أنشده من نظمه قوله من قصيدة فيه. املعتصم بن صمادح

قوتشكى النجم طول األر... مطل الليل بوعد الفلق جال من رشح الندى في عرق... وأالح الفجر خدا خجال

فتساقطن سقوط الورق... جاوز الليل إلى أنجمه أيقن النجم لها بالغرق... واستفاض الصبح فيها فيضة

:وقوله ي خده من بدائعفأعجبه ما ضم منه وطرفارأى احلسن ما ف

وقال لقد ألفيت فيه نوادرافقلت له ال بل غريبا مصنفا :وقوله

أال فاسقنيها والصباح كأنهعلى األفق الشرقي ثوب ممزق

الناظم الناثر، الكثري املعايل واملآثر، إن نثر رأيت حبرا يزخر، وإن نظم قلد األجياد درا تباهي :ومن القالئدالعامل مع العلم كالناظر للبحر، يستعظم : ومن حكمه. وله تصانيف. ووصفه مبعرفة علم األوائل. به وتفخر

-ح، قد كان يضيء لوال الرياح الفاضل يف الزمان السوء كاملصباح يف الربا - مايرى والغائب عنه أكثر لتكن بقليلك أغبط - لتكن باحلال املتزايدة، أغبط منك باحلال املتناهية، فالقمر آخر إبداره، أول إدباره املتلبس مبال السلطان -منك بكثري غريك، فإن احلي برجليه أقوى من امليت على أقدام احلملة، وهي مثان

ليس احملروم من سأل فلم يعط، - يف جوفها أدخل مجيعها يف جوفه كالسفينة يف البحر، إن أدخلت بعضه :وأحسن ما أثر له قوله. وإمنا احملروم من أعطي فلم يأخذ

كأنني صارم في كف منهزم... تقلدتني الليالي وهي مدبرة :ومنها

لواحد مفرد في عالم أمم... وإن أحمد في الدنيا وإن عظمت تهدى امللوك به من بعد ما نكصتكما تراجع فل اجليش بالعلم

من امللوك األلى اعتادت أوائلهمسحب البرود ومشج املسك باللمم بينهم شرفاكالسيف يزداد إرهافا على القدمزادت مرور الليالي

تسنموا نكبات الدهر واختلطوامع اخلطوب اختالط البرء بالسقم :وأطنب احلجاري يف الثناء عليه، وعظمه يف شعره، بقوله يف ابن صمادح

مكم أثرإال للذي في عيون الغيد من حورلم يبق للجور في أيا .وهو من شعراء املائة السادسة

ابنه أبو عبد اهللا

حممد بن أيب الفضل

وذكر أنه . ذو السلف والشرف، والنخب والطرف: أنه كان فيلسوفا أديبا، ومن السمط: أخربين والدي :اعتبط شابا، وأنشد له

فكفا ولو أن املالمة إحسان... علي وعدوان مالمكما ظلم تقوالن من أضناك شوقا ولوعةأولئك أحبابي يكونون من كانوا اهم زهرة الدنيا على أنهم جفواوهم موضع اللقيا ولو أنهم بانو

:ومنها وغيران مرهوب اللقاءة شيحان... حولي من األعداء واش وكاشح

وأبيض مكسو وأسمر عريان... وصفراء مرنان لفرقة إلفها

األهداب

موشحة أليب عبد اهللا املذكور

ديا ربة العقد متى تقل باألنجم الزهر ذاك املقلد

من أطلع البدرا على جبينك وأودع السحرا بين جفونك وروع السمرا بفرط لينك يا لك من قد مهما تأود

أهدى إلى الزهر خدا مورد ح زندا من العقارقم فاقتد

قد قلدت عقدا من الدراري وألبست بردا من النضار

واشرب على ورد عليا محمد ناهيك من سر وطيب مورد

النصر يلتاح على عاله الزهر يرتاح إلى نداه

بح وضاح لو ال سراهما الص فالبس من املجد بردا معضد وانظم من الشعر درا منضد هللا ما أعلى في كل حال

ملك استولى على الكمال مقلدا نصال من اجلالل يهز للمجد نصال مهند

هب بالنصر في كل مشهدي أنعم من احلسنا بكل حسن في الشرف األسى وظل أمن يا صدق من غنى وأنت تغني ما كوكب املجد إال محمد

فراية األمر عليه تعقد

بسم اهللا الرمحن الرحيم

اهللا على سيدنا حممد صلى

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة املرية

:وهو

كتاب إيضاح الغبش، يف حلي مدينة أندرش

جزت عليها مع والدي، : دقال ابن سعي. قطعة من جنات النعيم، ذات ثغر بسام وخد رقيم: من املسهب :وقال والدي يف هنرها. فأبصرنا منظرا فتانا

كي أروي عنده عطشي... خلني في نهر أندرش في بسيط بالرياض وشي... مد منه معصم نضر دهش حرت من فكر ومن... عندما أبصر بهجته

أبو بكر عيسى بن وكيل

ذو الذهن الصقيل، ومطارح الورق يف ندب اهلديل، املتصرف كيف شاء فيما شاء من غراد : من السمطوأنشد له القصيدة القافية املشهورة اليت قاهلا يف ابن عشرة حني . بكته الغرب، وحمي رسوم العرب. وعويل

:نكسر عليه يف العمل من املالخلصه من السجن يسال، وأدى عنه للسلطان ما ا سل البرق إذ يلتاح من جانب البلقاأقرطي سليمى أم فؤادي حكى خفقا

ولم أسبلت تلك الغمامة دمعهاأريعت لوشك البين أم ذاقت العشقا عرف أحبتيوإال فلم فاح النسيم ولم رقاوللريح هل جاءت ب

:ومنها ولما دهاني حمل ما ال أطيقهمن النوب استمسكت بالعروة الوثقى

نثور أحد أعالم الزمان، وأفراد األوان، أدب نفس، وأدب درس، غذاه در العلوم، فربع يف امل: ومن املسهب :واملنظوم، وهو من صحبته، فأمحدت صحبته، ومدحته بقصيدة منها

ضمان عليه بأن تنجحا... إلى ابن وكيل وكلت املنى .وقد تقدم له أبيات حسان يف طليطلة

مملكة تدمري

كتاب األنس، يف حلي شرق األندلس

بسم اهللا الرمحن الرحيم

حممد صلى اهللا على سيدنا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب جزيرة األندلس

:وهو

كتاب األنس، يف حلي شرق األندلس

تاب كتاب التثمري، يف حلي مملكة تدمري كتاب الروضة النرجسية، يف حلي اململكة البلنسية ك: ينقسم إىلالفصوص املنقوشة، يف حلي مملكة طرطوشة كتاب شفاء الغلة، يف حلي مملكة السهلة كتاب ابتسام الثغر،

يف حلي جهات الثغر كتاب اللمعة الربقية، يف حلي اململكة امليورقية

كتاب التثمري، يف حلي مملكة تدمري

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

: والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا

الكتاب األول

:من الكتب اليت حيتوي عليها

كتاب شرق األندلس

:وهو

كتاب التثمري، يف حلي مملكة تدمري

كتاب النغمة املنسية، يف حلي حضرة مرسية كتاب رونق اجلدة، يف حلي قرية كتندة كتاب : ينقسم إىلمنتانة كتاب األيكة، يف حلي حصن يكة كتاب الكثب املنهالة، يف حلي حصن تنتالة االستعانة، يف حلي قرية

كتاب املودة املوصولة، يف حلي مدينة مولة كتاب الليانة، يف حلي مدينة بليانة كتاب األرش، يف حلي مدينة ، يف حلي ألش كتاب النحت، يف حلي مدينة لقنت كتاب النشقة، يف حلي مدينة لورقة كتاب الربد املطرز

قرية برزز كتاب النعمة املبذولة، يف حلي مدينة أريولة كتاب األشهر املهلة، يف حلي مدينة الرلة عدة هذه .الكتب ثالثة عشر

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:اليت يشتمل عليها من الكتب

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب النغمة املنسية، يف حلي حضرة مرسية

.هي عروس هلا تاج، وسلك، وأهداب

:املنصة

.هي من بنيان عبد الرمحن بن احلكم املرواين سلطان األندلس: من كتاب الرازيقد قسم اهللا بينهما : غرهباهذه بستان شرق األندلس، وهذه بستان : مرسية أخت إشبيلية: ومن املسهب

النهر األعظم، فأعطى هذه الذراع الشرقي، وأعطى هذه الذراع الغريب، وملرسية مزية تيسري السقيا منه، وملرسية فضل ما يصنع فيها . وليست كذلك إشبيلية ألن هنر مرسية يركب أرضها، وإشبيلية تركب هنرها

.ريفة املكان، كثرية اإلمكانمن أصناف احللل والديباج، وهي حاضرة عظيمة ش

ومن متفرجاهتا . كما يتجهز الفارس من تلمسان، كذلك تتجهز العروس من مرسية: وقال احلضرمي .املشهورة الرشاقة، والزنقات، وجبل أيل، وهو جبل شعبذات، وحتته بساتني، وبسيط تسرح فيه العيون

التاج

:متلكها بالثيارة يف مدة بانيها

ان األندلس عبد الرمحن بن معاوية بن هشام املرواينعبد اهللا بن سلط

عبداهللا بن عبد احلمن بن معاوية

أنه مست نفسه بعد أبيه لطلب األمر، فناقض أخاه هشام بن عبد الرمحن سلطان : ذكر صاحب السقطاه األندلس، وشايع أخاه اخلارج عليه سليمان بن عبد الرمحن وكان حريصا حمروما مما طلبه، حارب أخ

ويف مدة كل واحد منهم يهزم .هشاما، مث حارب ابن أخيه احلكم بن هشام مث حارب عبد الرمحن بن احلكمويقصى، وبعد ذلك ال يين عن طلب األمر، وآل أمره مع عبد الرمحن إىل أن خطب يف جامع مرسية، ودعا

.على الظامل بينهما، فعاجله اهللا باملنية، دون بلوغ أمنية .دة ملوك الطوائفوثار هبا يف م

املرتضي بن عبد الرمحن بن حممد

املرواين الناصري

وبايعه املوايل العامرية الذين تغلبوا على املمالك، وزحفوا به إىل غرناطة، فهزمه عليها صنهاجة، وقتل يف :تلك الوقعة، وصارت مرسية إىل تدبري

أيب عبد الرمحن بن طاهر

به بدئ البيان وختم، وعليه ثبت اإلحسان : ، ومن كالم الفتح يف شأنهوهو أحد أعياهنا وترمجته يف القالئدوأورد له نثرا، وذكر أخذ بن عمار مرسية من يده، واحنيازه إىل بلنسية، . وارتسم،وعنه افتر الزمان وابتسم

.وحضوره وفاته هبا سنة سبع ومخسمائة، وقد نيف على التسعنياآلن عاد الشباب خير معاده، : مون بن ذي النون صاحب طليطلةمن كتاب خاطب به املأ: عنوان من نثره

- أيدك اهللا - ووافاني وابيض الرجاء بعد سواده، وترك الزمان فضل عنانه، فلله الشكر املردد بإحسانه، البدر النهر، أو كما بلل الغيث الزهر، وطوقني طوق احلمامة، وألبسني ظل الغمامة، كتاب كرمي، كما طرز

ال، ولثمت كل جالوأثبت لي فوق النجم منزلة، وأراني اخلطوب نائية عني ومعتزلة، فوضعته على رأسي إ .سطوره احتفاء واحتفاال

.وقد ذكرت ترمجته يف جهة شلب. وأخذها منه أبوبكر بن عمار وزير ابن عباد، وثار فيها لنفسه :وثار فيها على ابن عمار

القائد عبد الرمحن بن رشيق

:ومل يزل يدبر أمر مرسية، إىل أن ثار عليه مبعقل لورقة، صاحبها

و احلسن بن اليسعأب

عامر أندية : ومن ذكره فيها. فملك مرسية باسم املعتمد بن عباد، واله ابن عباد مملكتها، وترمجته يف القالئدالنشوة، وطالع ثنايا الصبوة، كلف باحلميا كلف حارثه بن بدر، وهام بفىت مساط وفتاة خدر، فجعل

.للمجون مومسا، وأثبته يف جبني أوانه ميسما .أن أهل مرسية عزموا على قتله، ففر عنهم وذكر

:وأنشد له خياطب أبا بكر بن اللبانة، وكانا على طؤيقني، فلم يلتقيا وتطلع أوجالي وأنسي يغرب... تشرق آمالي وسعيي يغرب

تخطاه كوكب سريت أبا بكر إليك وإنماأنا الكوكب الساري فباهللا إال ما منحت تحيةتكر بها السبع الدراري وتذهب

بعد وعجمةفيا ليت شعري كيف يدنو فيعرب: كتبت على حالينني بن سراج، وأبو بكر ابن القبطورنة، أنه وصل إىل املعتمد بن عباد، ووصل إىل زيارته أبو احلس: وذكر

:فخرج وهو دهش على غفلة، وملا انصرفا كتبا إليه مبا اقتضاه احلال، اليت قدراها وشمنا طرفة الطرف... سمعنا خشفة اخلشف

وكذبنا ولم ننف... وصدقنا ولم نقطع ك عن أكرومة الظرف... ل وأغضينا إلجال

ك ما ننهض من ضعف... ولم تنصف وقد جئنا ل أو تردف في الردف... وكان احلق أن تحم :فراجعهما بقطعة منها سلبت بها من الظرف... أيا أسفي على حال بضيف كان من صنف... لي ويا هلفي على جه

:وصارت مرسية بعد ذلك للملثمني، وتوالت عليها والهتم، إىل أن ملكها يف الفتنة اليت كانت عليهم

األمري اجملاهد

أبو حممد عبد اهللا بن عياض

يه، وقد وآل أمره إىل أن جاء سهم من نصراين قتله رمحة اهللا عل. وكان من أبطال املسلمني غازيا للنصارى :ثار بعده صهره

أبو عبد اهللا حممد بن سعد

املشهور بابن مرذنيش

أنه أوىل من ذكرت مفاخره من ملوك تلك الفتنة، وجل قدره، : وقد عظمه صاحب فرحة األنفس، وذكروصادف دخول . حىت ملك مدينة جيان، ومدينة غرناطة وما بينهما، ومدينة بلنسية، ومدينة طرطوشة

املؤمن إىل األندلس، فكابد منهم من العظائم واهلزائم، ما ثبت له فيه صرامته، إال أنه عساكر بين عبد استحال حني اشتدت األمور عليه، فصار يعذب على األموال، ويرتكب يف شأن حتصيلها القبائح، ويسلخ

.شهالوجوه، وينفخ يف األدبار، وقتل حىت أخته وأوالدها، ومل يزل يف ملكه إىل أن مات على فراوبعده صارت مرسية ليوسف بن عبد املؤمن وتوالت عليها والة بين عبد املؤمن، إىل أن ثار هبا منهم عبد اهللا

:بن املنصور بن يوسف بن عبد املؤمن، وصحت له اخلالفة، إىل أن ثار جبهاهتا

املتوكل

حممد بن يوسف بن هود اجلذامي

سرقسطة، وآل أمره إىل أن ملك مرسية، وهنض إليه مأمون وادعى أنه من بين هود الذين كانوا ملوكا بثغر وكان . بين عبد املؤمن، وحصره هبا، فانصرف عنه، فثارت بالد األندلس على املأمون، وانقادت البن هودوكان . ذلك يف سنة مخس وعشرين وستمائة، وصدرت املخاطبات عنه بأمري املسلمني املتوكل على اهللا

على األندلس، كأمنا كان عقوبة ألهلها، فيه زويت حماسنها، وطوي بساطها، ونثر عاميا جاهال مشؤوما .سلكها، جربها اهللا

حترك أول أمره إىل غرهبا، فهزمه النصارى على املدينة العظمى ماردة، مث أخذوها، وسلسلوا يف أخذ ما رى، إىل أن أراح اهللا منه على يد حوهلا، وما زالوا يأخذون املدن واملعاقل يف حياته، ويهزمونه هزمية بعد أخ

وثار أعيان األندلس بعده . وزيره حممد بن الرميمي قتله بالليل غيلة يف مدينة املرية، وقد نقب نقبا يف قصره .يف البالد، ومل ينقادوا لولده الذي لقبه بالواثق، وأخرجه عمه من مرسية

ومما اشتهر من حكاياته . للنصارى وخدمة وآل أمر مرسية إىل أن جعلت لعم املتوكل بن هود، بفريضةاملضحكة يف اجلهل أنه ملا دخل مرسية، وبايعه أهلها على امللك، وصلى اجلمعة خلف اإلمام، سلم اإلمام،

.فأضحك من حضر. وعليك السالم ورمحة اهللا وبركاته: فرد رأسه إليه ابن هود وقال بصوت عالباز، وقيم محام، ومناد، على ممالك األندلس، فقضى ذلك يتشتيت ووىل قرابته األرذلني من بني شعار، وخ

.مشلها، واهللا يعيد هبجتها :وثار هبا على بين هود

عزيز بن خطاب

وكان عاملا مشهورا بالزهد واالنقباض عن الدنيا، فصار ملكا جبارا سفاكا للدماء، حىت كرهته القلوب، مث أخرج . ء عليه األلسن، فقتله اهللا على يد زيان بن مرذنيشوغضت عن طلعته األعني، وارتفعت يف الدعا

.أهل مرسية ابن مرذنيش املذكور، وصارت لبين هود والنصارى :ومن شعر عزيز بن خطاب املذكور قوله

اربأ بنفسك أن تكون متابعاما احلر إال من يؤم فيتبع ما باخلضوع تنال ما يتوقع... عنك مقدرا ال يدفعن الذل

السلك

من الكتاب

أبو عامر بن عقيد

من جهات مرسية، ناظم ناثر غري خامل املكان، وال منكر اإلحسان، كتب عن ملك شرق : من املسهبفاعتقله، فكتب إليه شعرا، األندلس إبراهيم بن يوسف بن تاشفني، ورفع عنه إليه أنه يفشي سره، ويقع فيه،

:منه قوله من احلسنات ألفا ثم ألفا... أتأخذني بذنب ثم تنسى

وليس يهز قولي منك عطفا... وتتركني ألسياف األعادي ددت إلى كفاكأنك ما م... كأنك ما ثنيت إلي لحظا

له ذنب يهان به ويجفى... جعلت أبي على رجلي وما إن .فأعجبه ما داعب به يف البيت األخري وأعاده إىل ما كان عليه

أنه كتب عن ابن تاشفني املذكور يف عبور أخيه أمري املسلمني علي بن يوسف إىل : ومن كتاب فرحة األنفسمن مرسى جزيرة طريف على حبر ساكن قد ذل بعد استصعابه، وسهل -أيده اهللا -كان جوازه : ألندلسا

بعد أن أرى الشامخ من هضابه، وصار حيه ميتا، وهدره صمتا، وأمواجه ال ترى فيها عوجا وال أمتا، صهواته، على جواد يقطع وضعف تعاطيه، وعقد السلم بني موجه وشاطيه، فعربه آمنا من هلواته، متملكا ل

اخلرق سبحا، ويكاد يسبق الربق حملا، مل حيمل جلاما وال سرجا، وال عهد غري اللجة اخلضراء مرجا، عنانه يف .رجله، وهدب العني حتلي بعض شكله

أبو يعقوب يوسف بن اجلذع

كاتب ابن مرذنيش

:وقع بينه وبني أخيه ما أوجب أن كتب له وطريق الوداد منا خالء... يفيد اإلخاء يا أخي ما الذي

فأحالت صفاءك القرناء... ولقد كنت لي كما أنا عضدا لي إباء كما لديك إباء... فسالم عليك مني يأسا

أخوه

أبو حممد عبد اهللا

:جاوبه عن األبيات بقوله وتثبت فليس عنك غناء... يا أخي ال يضع لديك اإلخاء

لم يحلني عن اهلوى القرناء... وكما كنت لست أبرح عضدا لي انقياد كما لديك إباء... فعليك السالم مني ودا

د السلميأبو جعفر أمح

كتب عن ابن مرذنيش، وعن ابن مهشك، وكان فيه لطف وخفة روح، يرقيانه إىل منادمة امللوك، فنادمه :ابن مرذنيش، وهو القائل يف جملسه

فقد ظفرنا بدولة العز... أدر كؤوس املدام والدز ه في ليانة اخلزفإن... ومكن الكف من قفا حسن

فاخلع علينا من ذلك البز... الدز بز القفا وخلعته

أبو علي بن حسان كاتب ابن مرذنيش

:ومن شعره قوله أيا قوم دلوني فقد حرت في أمريوتهت بليل ال يؤول إلى فجر

السلطان كدا مالزماوحربا لحساد يجيش بها صدري أرى خدمة وفي تركها فقر وطول مذلةأبى اهللا أن يصفو جناب من الدهر

أبو حممد عبد اهللا بن حامد

كاتب العادل من بين عبد املؤمن

:قصيدة منها وصل معه إىل إشبيلية ملا فتحها، فقال سارت الشمس فحلت باحلمل... هذه حمص فقد تم األمل

ثم لما هم لم يبق خلل... كنت كالسيف ثوى في خلل

العمال

أبو رجال بن غلبون

:املسافر من قصيدةويل أعمال مرسية يف مدة يوسف بن عبد املؤمن، وأنشد له صاحب زاد وخيرها بنواصي اخليل معقود... بشرى بها تتهادى الضمر القود طلع نضيد بها أو جنة رود... وأية سلكت من سهل أو جبل

ذوو البيوت

أبو العالء بن صهيب

املنازع، كرمي العهد، ذو خالئق كالشهد، مع فخر متأصل، وفهم إىل كل نبيل املشارع، مجيل : من القالئد :غامض متوصل، وذكر الفساد الذي وقع بينه وبني أيب أمية قاضي مرسية، وأهاجيه فيه، وأثر له قوله

ذكرت وقد نم الرياض بعرفهفأبدى جمان الطل في الزهر النضر ا ومرأى للسعيد يروقنيكما راق حسن الشمس في صفحة الزهرحديث

سريت وثوب الليل أسود حالكفشق بذاك السير عن غرة البدر لك العشروال قطر إال في أنام... فال أفق إال من جبينك نوره

وعندي حديث من عالك علقتهيسري كما سار النسيم عن الزهر

أبو علي احلسني بن أم احلور

:كان منادما أليب جعفر الوقشي وزير ابن مهشك، وعينا من أعيان مرسية، ومن شعره قوله ت بنا بنت الكروموقد حف... وزنجي أتى بقضيب نور

فقلت الليل أقبل بالنجوم... فقال فتى من الفتيان صفه

احلكام

قاضي مرسية

أبو أمية إبراهيم بن عصام

هضبة عالء ال تفرعها األوهام، ومجلة ذكاء ال تشرحها األفهام، هزم الكتائب مبضائه، ونظم : من القالئد .سة يف سلك قضائه، إذا عقد حباه أطرق الدهر توقريا، وخلته من هتيبه عقرياالريا

:كتب إليه ابن احلاج ما زلت أضرب في عالك بمقوليدأبا، وأورد في رضاك وأصدر

ت مقصروأقول زد شكوى فأن... واليوم أعذر من يطيل مالمة :فراجعه أبو أمية

أن يستبيح حمى الوقار مزور... الفخر يأبى والسيادة تحجر عين السناء وعهده ال يخفر... وعليك أن ترضي بسمع مالمة ر الوفاء وشيمة ال تغدرصب... ولدي إن نفث الصديق لراحة

ابنه أبو حممد

عبد احلق قاضي لورقة

:أثىن عليه احلجاري وذكر أنه ارجتل مبحضره يف غالم راع لغنم كأنه ظبي غدا شاردا... وا بأبي أغيد في قفرة

فر له صائدالكنت في الق... أقسمت لو ال أعين حولنا

العلماء

أبو احلسن علي بن إمساعيل

بن سيده األعمى اللغوي

ال يعلم باألندلس أشد اعتناء من هذا الرجل باللغة، وال أعظم تواليف، تفخر مرسية به أعظم : من املسهب، ومن فخر، طرزت به برد الدهر، وهو عندي فوق أن يوصف حبافظ أو عامل، وأكثر شهرته يف علم اللغة

:شعره قوله ولديك يحسن للكرام تذلل... ال تضجرن فما سواك مؤمل

وإذا السحاب أتت بواصل درهافمن الذي في الري عنها يسأل العال ما يجهل ال زلت تعلم في... أنت الذي عودتنا طلب املنى

.أنه كان يف خدمة املوفق جماهد العامري ملك دانية: وذكر احلميدي

أبو إسحاق إبراهيم بن عامر النحوي

وما أوتيتم من الشعر إال : " أن ابن زهر وقع له على ورقة شعر، كتب له به، فلم يرضه: لقيه والدي، وذكر " .قليال :وله

ا غير واحدةيا من دعاني نحو العز والشرفلبيك لبيك ألف ما كنت دونك إال الشمس في سحبواملاء في حجر والدر في صدف

أبو البحر صفوان بن إدريس

د منصور بين عبد وساد عن. هو أنبه األندلس يف عصره، وله كتاب زاد املسافر يف أعالم أوانه يف النظماملؤمن، واشتهر أنه قصد حضرة مراكش، ومدح أعياهنا، فلم حيصل منهم على طائل، فأقسم أال يعود ملدح

أحد منهم، وقصر أمداحه على أهل البيت عليهم السالم وأكثر من تابني احلسني رضي اهللا عنه، فرأى اه له، فقام املنصور وسأل عنه، فعرف قصته، املنصور يف منامه النيب صلى اهللا عليه وسلم يشفع له فيه ومس

.فأغناه عن اخللق من يومئذ :وله األبيات اليت يغىن هبا يف اآلفاق، وهي

والسحر مقصور على حركاته... يا حسنه واحلسن بعض صفاته أكون من هاالته بدر لو أن البدر قيل له اقترحأمال لقال

يعطى ارتياح احلسن غصن أملدحمل الصباح فكان من زهراته ما خط مسك الصدغ من نوناته... واخلال ينقط في صحيفة خده

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا أما بعد محد

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب االستعانة، يف حلي مدينة منتانة

:من قرى مرسية، منها

أبو العباس أمحد املنتاين

كاتب أيب سعيد بن أيب حفص صاحب إفريقية

:وله يف غالم من أبناء الفالحنيومن شعره ق. صحبه والدي أشعث الطمرين مغبر اجلسد... رب ظبي قد تصدى لألسد

فدرى الناظر ما فيه انتقد... الح كالسيف عاله صدأ .وقد مات رمحه اهللا :وله من موشحة

حني رق األصيل. ..اشرب على مبسم الزهر والنسيم عليل... والشمس تجنح للغرب

لها لدينا هديل... وكلنا مثل ورق قد ماس مثل القضيب... والكأس في كف ساق

يا حسنه من حبيب... فيه خلعت عذاري

الرمحن الرحيمبسم اهللا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب رونق اجلدة، يف حلي قرية كتندة

:من قرى مرسية، منها

أبو بكر حممد بن عبد الرمحن الكتندي

هو من نبهاء شعراء عصره، سكن غرناطة، وانتفع به من قرأ عليه من أهلها، والزمها حىت : ل والديقاحسب من شعرائها، وهو ممن صحب أبا جعفر بن سعيد عم والدي، وأبا احلسن بن نزار حسيب وادي

قصيدة، رثى وكان أهل غرناطة يستحسنون له قوله يف مطلع. آش، وأبا عبد اهللا الرصايف شاعر عبد املؤمن :هبا عثمان بن عبد املؤمن ملكها

هذه اهلالة أين القمر... يذهب امللك ويبقى األثر :ومن مستعذب شعره قوله

في صفحة أثر فيها السقام... هذا لسان الدمع يملي الغرام والبدر ال ينكر حني التمام... كر فهل يماري في اهلوى من

تقدح فيه نفثات املالم... عهد لهند لم يكن بالذي لذلك العهد ولو في املنام... يا نهر إشنيل أال عودة فارقني في ظالم ما زلت مذ... ما كان إال بارقا خاطفا

وليس تجدي آه للمستهام... آه من الوجد على فقده وذكر ما أواله أولى ذمام... هللا يوم منه لم أنسه

كالدوح يثنيه هديل احلمام... إذ هند غصن بين أغصانها أما لهذا الصرم حني انصرام... يا هند يا هند أال عطفة

بمرقب العطف وجزع اإلكام... أتذكرين الوصل ليل املنى إال على ساعة وادي احلمام... وإن تذكرت فال تذكري

لرحيمبسم اهللا الرمحن ا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب األيكة، يف حلي يكة

:حصن من حصون مرسية، منه

أبو بكر حيىي بن سهل

اليكي هجاء املغرب

ا الرجل هو ابن رومي عصرنا، وحطيئة دهرنا، ال جتيد قرحيته إال يف اهلجاء، وال تنشط به هذ: من املسهب :يف غري ذلك من األحناء، وقس على قوله يف اهلجاء ما أوردت

متذكرا من قبل أن تنسى... أعد الوضوء إذا نطقت به فالظل منه ينجس الشمسا... واحفظ ثيابك إن مررت به

:وقوله ألذ إليك من شرب العقار... أبا عمرو إليك به حديثا سليب الدرع محلول اإلزار... أتذكر ليلة قد بت فيها

مكان الرقمتين من احلمار ...أقبل منك طغيانا وكفرا :وقوله

ثماني خصال في الفقيه وعرسهوثنتان والتحقيق باملرء أليق.................................

ويكذب أحيانا ويحلف حانثاويكفر تقليدا ويرشى ويسرق عاشرة والذنب فيها ألمهإذا ذكرت لم يبق للشتم منطقو

:وقوله عصابة سوء قبح اهللا فعلهمأتوا في رشيد بالدناءة والقبح

ى الصبحمن وقت املساء إل... فزاروه من وقت الصباح إلى املسا إذا جاء منهم واحد قام واحد كما اختلفت نحل الربيع على اجلبح

:وقوله يف ابن امللجوم أحد أعيان فاس وما سمي امللجوم إال لعلةوهل تلجم األفراس إال لتركبا

:وقوله ولو أنه يعلو على كيوان... ط اللثام دناءة في كل من رب

من بطن زانية لظهر حصان... ما الفخر عندهم سوى أن ينقلوا وضعوا القرون مواضع التيجان... املنتمون لحمير لكنهم

واطلب شعاع النار في الغدران... مرابطا ذا عفة ال تطلبن

:يا فقيه، مدحتنا فبلغت غاية رضانا يقولك: ولقيه عمرو بن ينستان امللثم، فقال وإذا انتموا صنهاجة فهم هم... قوم لهم شرف العال في حمير

غلب احلياء عليهم فتلثموا... ز كل فضيلة لما حووا إحرا :مث بلغنا أنك هجوتنا بقولك األبيات... في كل من ربط اللثام دناءة

:إين مل أقل ذلك، ولكين أقول: وذو الوجهني ال يكون عند اهللا وجيها، فقال له حتى تراه إذا تراه جبانا... طا إن املرابط ال يكون مراب

لجالئه إذ يلتقي األقرانا... تجلو الرعية من مخافة جوره يجنى الرجال فنأخذ النسوانا... إن تظلمونا ننتصف لنفوسنا

يوسف بن تاشفني يف شأن بين معيشة، وكانوا قد ظهرت منهم حركة وله خياطب أمري امللثمني علي بن :بباديس

وما أنت للملك بالسائس... علي حمى امللك من ساسة وقد جاءك النحس من بادس... من السوس أصبحت تخشى النفاق

:وقال يف رثاء مصلوب وعلوت جذعا للحمام صريعا... عالك بأن تموت رفيعا حكمت

لما علوا عند املمات جذوعا... وقرنت نفسك بالبرامكة األلى فأضم إشفاقا عليك ضلوعا... يا ليتهم صلبوك بين جوانحي :وقال وقد صلب حمبوب له

فوق جذع من اجلذوع صليبا... ساءني أن يرى العدو احلبيبا مثل من شق للسرور جيوبا... أشعثا باسطا ذراعيه كرها

ا واجلنوباشدة احلر والصب... عاريا من ثيابه يتلقى :وقوله

أسترزق اهللا فيهم... قصدت جلة فاس دفعته لبنيهم... فما تيسر منهم

:وقوله وقد يكسف البدر عند التمام... أيا بن خيار بلغت املدى

وأين املقرب عبد السالم... فأين الوزير أبو جعفر :ولليكي. والصحيح أهنا للجراوي

صيرني مغرما هواكا... يوسف يا بغيتي وأنسي كيف حويت الذي حواكا؟... حويت قلبي وأنت فيه

:وقوله لت يا صارم من فلكافق... وصارم أبصرت ذي فلة ونهد عذراء كما فلكا... فقال لي لحظ غالم رنا

:ومن شعره قوله. تويف يف حدود سنة ستني ومخسمائة: ومن ذيل اخلريدة تصم لها اآلذان في كل مشهد... تسمع أمري املسلمني لنبأة

وأخطأ وجه الرشد في كل مقصد... مرسية قاض تجاوز حده ب ويطلبه في حقه كل مسجد... يطالبه األيتام في جل مالهم

أسود فما بيضت كفاك بالعدل لم تزلتسوده باجلور كف ابن :وقوله

وال تهب كل فاسي مررت بهوإن تقل فيه خيرا حول الدرقة طفال ولو ألفيته علقة..... والعنه شيخا وكهال إن مررت به

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:د اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد مح

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب املودة املوصولة، يف حلي مدينة مولة

:منها. مدينة يف غريب مرسية، ذات بساتني هبجة

أبو جعفر أمحد بن سعدون املويل

انتسابه، وتشمخ مبا هبر من آدابه، وكانت قراءته مبرسية وبلنسية، وتردد على ملواة أن تفخر ب: من املسهب :ملوك الطوائف، فأهني مكانه، معظما شانه، وأكثر اإلقامة عند ابن رزين ملك السهلة، ومن شعره قوله

تاج عليك مدى الزمان يروق... ال تعد منك املكرمات فإنها

من عارض للبشر فيه بروق... ويت من أظما الزمان جنابه أر إن الكريم على الكريم شفوق... ولحظته إذ غض كل طرفه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:بيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد ن

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب الليانة، يف حلي مدينة بليانة

:منها. مدينة مليحة املنظر، ذات مياه وبساتني، يف الشمال من مرسية

أبو احلسن راشد بن سليمان

سكن حضرة مرسية، وجل قدره، وكتب عن أصله من بليانة، وله فيها مال موروث، و: من املسهب :ومن شعره قوله. صاحب أمرها أيب عبد الرمحن بن طاهر

أغناني اهللا عنكا... واصل نواك فإني فكان آنس منكا... صورت عندي شخصا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

: والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب األرش، يف حلي مدينة ألش

وقد مررت على هذه املدينة، : قال ابن سعيد. ليس يف األندلس مثر طيب إال يف ألش: قال ابن اليسع :ومنها. ويقولون إهنا تشبه مدينة النيب عليه السالموأرضها تغلب عليها السبخة،

أبو عبد الرمحن حممد بن غالب

أنه كان من أعيان ألش، وويل قضاء املرية، ومات شابا يف أول دولة ابن هود، قال وأنشدين : أخربين والدي :لنفسه قوله

د اجتنابذو دالل قد زار بع... جعل العذر في لسان اإلياب وغفرنا ذنوبه باملتاب... فنسينا بعاده بالتداني

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب التاسع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:ووه

كتاب البخت، يف حلي مدينة لقنت

هلا عمل كبري خمصوص بالتني والزيت، ومخره مذكورة، مفضلة مشهورة بالقوة، وهلذه املدينة ميناء للمراكب، وهو مرسى مرسية، يقلع الناس منه إىل إفريقية، وهلا قلعة أخذت بأزرار السماء، ومل أر يف

:ومنها. األندلس أمنع منها

أمحد أبو بكر حممد بن

بن حممد بن سفيان السلمي

من بين سفيان أعيان لقنت، تولع بطريقة الكتابة، فربع فيها، وكتب عن والهتا، وسكن مدينة تلمسان، ومن :شعره قوله

بل دعتنا لأللفة األحساب... حيث ال نسبة إليك دعتني واملعالي في أهلها أنساب... لي أصل يحكيه أصلك مجدا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب العاشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب النشقة، يف حلي مدينة ورقة

البساط

قد مررت على هذه املدينة، فلم أر أحسن من بساطها وهبجة واديها، وما عليه من البساتني، : املسهب من .وأما منعة قلعتها فمشهورة معروفة يضرب هبا املثل يف ذلك

العصابة

أبو حممد عبد اهللا بن لبون، وتويف فورثها أخوه أبو عيسى بن لبون الذي : ملكها يف مدة ملوك الطوائف .ل مربيطر يف أعمال بلنسية، ووليها بعده أخوه أبو األصبغ سعد الدولة بن لبونملك معق

:فقدم أهلها. وصارت للمعتمد بن عباد، إىل أن تداول عليها والة امللثمني، إىل أن كانت الفتنة عليهم

أبا حممد عبد اهللا بن جعفر بن احلاج

من الناس عشي ذلك اليوم الذي بايعوه فيه، ومل أنه كره ذلك خوفا من العاقبة، واستخفى : أخربين والدي :ومن شعره قوله. يظهر هلم، حىت نظروا يف خلعه، فظهر، ورجع إىل ما كان بسبيله من معاقرة املدام

ال أرى غيرها لمجدي نظيرا... لست أرضى إال النجوم سمريا يرجع الليل من سناها منيرا... حي بيننا في الظالم أسرار و

وجعلنا حديثنا مستورا... ولقد أفهمت وأفهمت عنها روض األدب الزاهر، وطود الشرف الباهر، الذي مأل الزمان زينا، وأعاد : وقال يف وصفه صاحب السمط

.آثار املكارم عيناة بين عبد املؤمن، مث والة بين هود، وثار هبا اآلن ابن أحلي وهو من أعياهنا، وقد رزق حظا وتواىل عليها وال

.عظيما يف النصارى والنيل منهم، أعانه اهللا

السلك

ذوو البيوت

أبو احلسن جعفر بن احلاج

شيخ اجلاللة :ومن القالئد. هو والد أيب حممد عبد احلق، الذي ارتضاه أهل لورقة للقيام بأرضهم، فلم يرضوفتاها، ومبدأ الفضائل ومنهاها، مع كرم كانسجام األمطار، وشيم كالنسيم املعطار، أقام زمنا على املدامة معتكفا، ولثغور البطالة مرتشفا، وجوده أبدا هاطل، وجيده إل من املعايل عاطل، مث فاء عن تلك الساحة،

:له يف أيب أمية بن عصامومن شعره قو. واختار تعب النسك على تلك الراحة حركاته مجهولة وسكونه... لي صاحب عميت علي شؤونه

وإذا تيقن نازعته ظنونه... يرتاب باألمر اجللي توهما وأنت تصونه كالشيء تكرهه... ما زلت أحفظه على شرفي به

:وقوله مدرك حظ سعى إلى أمل... أسهر عيني ونام في جذل

من خدع جمة ومن حيل... قد لفقت باملحال نعمته وهو يرى أنها يد قبلي... كم محنة قد بليت منه بها

:وقوله يسر بما أساء به سرورا... أخ لي كنت آمنه غرورا

وإن أبدى لك األري املشورا... هو السم الزعاف لشاربيه

كما جذ الذبال فزاد نورا... ويوسعني أذى فأزيد حلما :قوله ومن شعره

صلن بي صولة القدير الضعيف... من عذيري من فاتر ذي جفون همت باحلسن في النصاب الشريف... فرع مجد علقته وقديما

ريفزهر الورد في زمان اخل... يطلع الشمس في الظالم ويهدي أنا مما أدرت جد نزيف... يا مديرا من سحر عينيه خمرا

وإليك اخليار في التسويف... علل املستهام منك بوعد :وقوله

من زفرات وقلوب تذوب... آه لما ضمت عليه اجليوب في طرق سالكها ال يئوب... جاء بي احلب إلى مصرعي

نابت مناب الشمس عند الوجوب... واستلبت عقلي خمصانة وجه مليح ولسان خلوب... يسحرني منها إذا كلمت

سبحان من ألف بين القلوب... ا اهلوى تقول إذ أشكو إليه :وقوله

وأفتح بابا للصبابة مبهما... أزورك مشتاقا وأرجع مغرما عزيز علينا أن نصح وتسقما... أمدعي السقم الذي آد حمله

ا منك أيسر لحظةتبل غليل الشوق أو تنفع الظمامنعت محب وما رد ذاك السجف حتى رميتهعن القلب سيفا من هواك مصمما

هوى لم تعن عين عليه بنظرةولم يك إال سمعة وتوهما نثرن به سلك اجلمان املنظما... ملتقطات من حديث كأنما و

دعون إليك القلب بعد نزوعهفأسرع لما لم يجد متلوما :وقوله البن عصام

رضاك األجانب وأحرز حظي من... تقلص ظل منك وازور جانب وأصبح طرقا من صفائك مشربيوأي صفاء لم تشبه األشائب

رويدا فلي قلب على اخلطب جامدولكن على عتب األحبة ذائب ا لست أنكر تائبوأني مم... وحسبك إقراري بما أنا منكر ألوكد مما تقتضيه املناسب... أعد نظرا في سالف العهد إنه محاسنها في أن تتم العواقب... وال تعقب العتبى بعتب فإنما

ترجمه تلك الظنون الكواذب... وأغلب ظني أن عندك غير ما لك اخلير هل رأي من الصلح ثابتلديك وهل عهد من السمح آيب

ويثني عناني أنني لك هائب... يخب ركابي أنني بك هائم ظمفها أنا منك اليوم نحوك هاربسوءتني بالسخط من غير مع

:وقوله مد وهو يمنع ما لديه... عجبا لمن طلب املحا

في املجد لم يبسط يديه... ولباسط آماله أرتاح من طرب إليه... لم ال أحب الضيف أو

عندي ويحمدني عليه... الضيف يأكل رزقه و :وقوله

لك ما ال تتقي أو ترتجي... كل من تهوى صديق ممحض لم تقف إال بباب مرتج... فإذا حاولت نصرا أو جدا

:وقوله حظ عند لقائها وهل تستطيع العين تنظر في الشمسوبيضاء ينبو الل

وهبت لها نفسا علي كريمةوقد علمت أن الضنانة بالنفس سأعالج منها السخط في حالة الرضاوال أعدم اإليحاش في حالة األن

:وقوله مع تفاح هدية ذي اصطناع واعتالق... بعثت بها وال آلوك حمدا

وعدن على ارتماض واحتراق... خدود أحبة وافين صبا وصفر بعضها وجل الفراق... فحمر بعضها خجل التالقي

:له يف املعتمد بن عبادوقو تعز عن الدنيا ومعروف أهلهاإذا عدم املعروف من آل عباد أقمت بهم ضيفا ثالثة أشهربغير قرى ثم ارتحلت بال زاد

:وقوله دي إليها غلة وأواموعن... كفى حزنا أن املشارع جمة

ومن نكد األيام أن يعدم الغنىكريم وأن املكثرين لئام :وقوله

فأظهر خدك لبس احلداد... أبا جعفر مات فيك اجلمال ح ينبت شوك القتادفأصب... وقد كان ينبت زهر الرياض ء يدرك بالكون أو بالفساد... أبن لي متى كان بدر السما

فأخشى عليك ظهور السواد... وهل كنت في امللك من عبد شمس

الشعراء

أبو بكر بن ظهار اللورقي

وماء معرفته غري مماح ، وغصن - األدباء يف ذلك األوان، ولوال أنه اعتبط كان من فتيان: من الذخريةوأكثر ماله من النظم ، . لبذ أهل اآلفاق، رقة وحسن مساق - ابتداعه غري مراح، يف شبيبته وأوان ظهوره

باع وأخرب شخص أنه انتجع إىل ابن ظهار هذا خبمسة أبيات وصادفه مقال، ف. يف مدح أيب املغرية بن حزم :ابن ظهار ثوبه، وبعث بثمنه إليه، وكتب مع ذلك إليه

يعز على اآلداب أنك ربهاوأنك في أهل الغنى خامد النار وخمسة ابيات كأنك قلتهابهاء وإشراقا من القمر الساري

ا من القرىفقصر باع املال عن نيل أوطاريطلبت لها كفؤا كريم سوى فضلة ال تستقل بنفسهاوأقلل بها لو أنها ألف دينار

بعثت بها إال فرارا من العار... بعثت بها ال راضيا لك بالذي :وقوله وكسوه ثوبا من لمى شفتيه... غاللته بحمرة خده صبغوا

نثر البنفسج والشقيق عليه... فتخاله في ذا وتلك كأنما :وقوله

يبسم من نور بال ضحك... أما ترى وجه الدجى ضاحكا في األرض كافورا على مسك... نثر من نوره كأنما ي :وقوله

فانظر إلى وجه ساقيك... إذا أردت صباحا يا قوم هل غرد الديك... فقد أطلت سؤاال وأين ترقى أمانيك... ماذا تريد بصبح

عليك والبدر يسقيك... لنجوم مدار ول :وقوله

إال املدام ووجه من أهوى... واهللا ما أملي من الدنيا لم يبق لي أمل وال دعوى... فإذا نظرت إلى صفائهما

:وقوله تراه عيني وال أناله... من لي بداني املحل ناء

أقول للناس كيف حاله... ال وصل لي منه غير أني

األهداب

أبو عبد اهللا بن حممد بن ناجية اللورقي

م، شيخ الزمان، وخليفة اإلما: من أئمة الزجالني، كان رقاما باملرية، وقال يف ذكره الدباغ يف كتاب األزجال :ابن قزمان، وأنشد له قوله من زجل

والذي بقى لي أبدع... كلما ذكرت فيه لم يرا قط من أشجع... لم يرا قط من أملح

كان يرى الثعبان ويفزع... ريت ذاك عنتر وما كان ثعابني وتراهم صغريا ...وهي تأخذ ست

:وقوله نخليه وكف نقدر أن نخليه ولس جماال يقال بتشبيه

جمع البياض والتعنني جمع فيهفي عين اللبان حليب... قد استلف للبستان قضيب واسود

:وقوله ذهب واهللا ه معمول من ذهب يفرح القاصد إذا جاه عن سبب والذي يعجبني من ه العجب

من بعيد ولكن نوال اقترب... اهتزاز هذا املدح للغنا :زجل له مشهور

إن نعشق فالن... قالوا عني واحلق ما قالوا وكذاك باهللا كان... واتهمنا بسرقة الكتان

آي للسائلين... سبحان اهللا لغز في ذا األشيا صدري حصنا حصين... سر في قلبي قلب في صدري

وه تم في كمين... قفال وعليه من ضلوع سبع أ ويراه ثم عيان... وبحال من يحل أقفال بأشد البيان... ويبين أموري لإلخوان

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:به، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصح

الكتاب احلادي عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب الربد املطرز، يف حلي قرية برزز

:ومنها. قرية كبرية تزاحم املدن، هلا بساتني

الكاتب أبو عبد اهللا حممد بن مسعود

:ره قولهكاتب أيب عبد اهللا حممد بن أيب حيىي بن أيب حفص صاحب إشبيلية، ومن شع أهاج إليكم كلما التاح بارقويتبعه من دمع مقلتي القطر

وذكركم عندي مدى الدهر قهوةيرنحني من صرفها أبدا سكر ا يبعد الذكرلعمرك ما ينسى املشوق ديارهوإن بعدت عنه فم

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب مملكة تدمري

:وهو

كتاب النعمة املوصولة، يف حلي مدينة أريولة

ية إىل البحر مررت بأريولة، فرأيتها يف موضع كأنه اقتطع من جنة اخللود، هنر سائل، ملا رحلت من مرس :ومنها. وهلا قلعة يف هناية من االمتناع. ودواليب نعارة، وطيور شادية، وأشجار متعانقة

أبو احلسن علي بن الفضل

يلية وساد فيها، وويل هبا هو ممن لقيته حبضرة إشبيلية، وكان بينه وبني والدي صداقة متمكنة، وسكن إشب .خطة الزكاة واملواريث، وهي نبيهة، هنالك، وأحسن معاشرة أهلها، فعاش سعيدا، ومات فقيدا، رمحه اهللا

أول ما بويع يف إشبيلية باخلالفة، - وأنشد مأمون بين عبد املؤمن . وبنو افضل أعيان أريولة، وهو عينهمقصيدة مطلعها خدمتك السيوف واألقالم فلم يرض هذه -د وقد صدرت عنه الكتب والكتائب إىل البال

:وقال حني توجه إىل غرناطة يف أول دولة ابن هود، ومل يسله حسنها عن إشبيلية. البدأة وانتقدها وألسن حالي بذا تنطق... سئمت املقام بغرناطة

كنها غيرها تعشقول... وما أنكرت مقلتي حسنها

:ومن شعره قوله ولم أبلغ من الدنيا مرادي... فيا أسفي أتدركني املنايا

حيا اإلخوان أو موت األعادي... وما هو غير أن أدعى وحسبي :وقوله من قصيدة خياطب هبا صفوان بن إدريس

وهل رأيت ذا نهى مؤمنا... نكرت أن راع الزمان أدبي أ أفي ترجو أن تقيم السننا... وفيك لم تقض الفروض حقها

:ومنها يحيى السرور ويميت احلزنا... وصاحب حلو املزاح ممتع

محتجنا لقوسه مضطغنا... حكنا لما غدا ما بيننا أض ويزدهي برميه تمجنا... يبدي لنا ما شاءه من ظرفه

ولو رمى بغداد أصمى عدنا... ويدعي التصميم في أغراضه لم يبق إال أن يقول ها أنا... ائر من أيكة حتى تدلى ط

فأرنا من بعض ما حدثتنا... قلنا له قد أكثب الصيد فقم ويتمطى بين أين وونى... فقام كسالن يمط حاجبا

عادت تشظى في يديه إحنا... بينما وبينما أوترها و أخطأه وما أصاب الفننا... وعندما رمى حمام أيكة

أطعمنا الصيد فقد أضحكنا... أستغفر اهللا له إن لم يكن

أبو حممد عبد اهللا بن تاجبة

أنه رحل إىل مراكش، ومدح هبا ناصر بين عبد املؤمن، مث ابنه : لسابعة، ذكر والديمن شعراء املائة ا :املستنصر، ومن شعره قوله

وحث الشوق نحوكم جناحي... مددت لراحة بذراك راحي راحوال يشفي الغليل سوى الق... فجئت لكي أفسر ما أالقي

:وقوله وسكن ما بقلبي من لهيب... دعوتك للغياث فكن مجيبي

وهل يشكى الضنى لسوى طبيب... فإني ما شكوت لغير أهل

األهداب

موشحة البن الفضل

ليل وتوسى الكلومفيشفى الغ... أال هل إلى ما تقضى سبيل رعى اهللا أهل اللوى واللوى وال راع بالبين أهل اهلوى فواهللا ما املوت إال النوى

عرفت النوى بتوالي اجلوى سوملقد كدت أنكر حشر اجل... ومما تخلل جسمي النحيل

فواحسرتا لزمان مضى عشية بان اهلوى وانقضى وأفردت بالرغم ال بالرضا وبت على جمرات الغضا

وألثم بالوهم تلك الرسوم... أعانق بالفكر تلك الطلول لعلىحبيبة النفس أم ا

سقاك اهلوى كأسه سلسال وخص به عهدنا األوال فياما ألذ وما أجمال

تقينا القطيعة وهي السموم... إذ الوصل ظل علينا ظليل ألصميت يوم النوى مقتلي

نملبلحظك والثغر واأل وأشمت عند اجلفا عذلي وبعد التعتب غنيت لي

ولحظي يغنيك قالت ظلوم... أطلت التعتب يا مستطيل :غريها له

عرج باحلمىواسأل بالكثيبعنهم أينما هذي األربع

لقعمنهم ب أين األدمع

ضرجها دماوقم بالنحيبنقم مأتما

شاقتني البروق لثغر يروق

فمن للمشوق بأن يلثماومن للجديببماء السما

لم يدر الكئيب من أين أصيب لكن احلبيب

رى إذ رمىيا عيني حبيبيموتي أنتماد دهري في اغتراب

وشأني عجاب أظما في الشباب

لوصل الدمىفهل في املشيبيزول الظما بين مستدام

وأخشى احلمام يا رب األنام

ب الكئيبفارحم مغرماتدري قدر مابقل :ومن غريها

سيف املنون... في طرف من أهواه ممن يخون... والقلب في بلواه إذا انثنى... يا قد غصن البان بل املنى... الراح والريحان

رنا إذا... في ذلك الوسنان ترى يهون... يا رب ما أقساه

ما ال يكون... والصب ما أرجاه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث عشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها

لكة تدمريكتاب مم

:وهو

كتاب األشهر املهلة، يف حلي قرية احلرلة

:منها. هي حسنة املنظر على هنر مرسية

أبو بكر حممد بن عبد اجمليد

ومن . من علماء مذهب مالك رمحه اهللا، وهو من ذوي التعني يف مرسية واملال والعلم واألصل: من املسهب :شعره قوله

وحاكياله منزعا قد سار فيه على أصلأيا حاسدا عبد العزيز فهبك تحاكيه بعبد وبغلةفمن لك أن تحكيه في القول والفعل

تروم مكان البدر دون تصاعدوتهوى ثناء الناس من دون ما فضل

مملكة بلنسية

ب الروضة النرجسية، يف حلى اململكة البلنسيةكتا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

:الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب شرق األندلس

:وهو

سيةكتاب الروضة النرجسية ، يف حلى مملكة بلن

هي بني مملكة مرسية ومملكة طرطوشة، وقد حصلت للنصارى يف هذه املدة، أعادها اهللا لإلسالم، وينقسم كتاب األحلان املنسية، يف حلى حضرة بلنسية كتاب احللة السندسية، يف حلى الرصافة البلنسية : كتاهبا إىل

لى قرية بطرنة كتاب املنة، يف حلى كتاب اخلصر األهيف، يف حلى قرية املنصف كتاب الورق املرنة، يف حقرية بنة كتاب احلال املغبوطة، يف حلى حصن متيطة كتاب الكواكب الزهر، يف حلى جزيرة شقر كتاب السحر املسطر، يف حلى حصن مربيطر كتاب املراعي العازبة، يف حلى كورة شاطبة كتاب حصن البونت

حد عشر كتابا، ومنها كتابان ينقسمان إىل غريمها، ومها كتاب حنني السانية، يف حلى أعمال دانية اجلميع أ .كتاب كورة شاطبة، وكتاب أعمال دانية، وستقف على ذلك هنالك

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:هامن الكتب اليت يشتمل علي

كتاب مملكة بلنسية

:وهو

كتاب األحلان املنسية، يف حلى حضرة بلنسية

املنصة

.هي عروس

مطيب األندلس، ومطمح األعني واألنفس، قد خصها اهللا بأحسن مكان، وحفها باألهنار : من املسهبنفح، وما أجلت واجلنان، فال ترى إل مياها تتفرع، وال تسمع إال أطيارا تسجع، وال تستنشق إال أزهارا ت

ويقال إن . حلظا هبا يف شيء إال قلت هذا أملح، وهلا البحرية اليت تزيد يف ضياء بلنسية صحو الشمس عليهاضوء بلنسية يزيد على ضوء سائر بالد األندلس، وجوها صقيل أبدا، ال ترى فيه ما يكدر خاطرا وال

ها تراب من سري األرجل وهبوب الرياح، فيكدر بصرا، ألن اجلنات واألهنار أحدقت هبا، فلم يثر بأرجائوهلا البحر على القرب، . وهواؤها حسن لتمكنها من اإلقليم الرابع، وأخذها من كل حسن بنصيب. جوها

والرب املتسع، وحيث خرجت من جهاهتا ال تلقى إال منازه ومسارح، ومن أبدعها وأشهرها الرصافة، ومنية .ابن أيب عامر

.ة احلضارة، جليلة القدروهي مدينة متمكنمنافعها ألهلها عظيمة وملن انتجعها من الناس، بني الرب والبحر، والزرع والضرع، : ومن كتاب الرازي

:وتعرف مبدينة التراب، وفيها يقول شاعرها الذي هلا أن تفخر به مبلء فيها، ابن غالب أبو عبد اهللا الرصايف نشراوما لرؤوس الركب قد رنحت سكرا خليلي ما للبيد قد عبقت

هل املسك مفتوقا بمدرجة الصباأم القوم أجروا من بلنسية ذكرا خليلي عوجا بي عليها فإنهحديث كبرد املاء في الكبد احلرا

مأمورين ولتصديا بهاعلى ثقة للغيث فاستقيا القطرا قفا غير بجسر معان والرصافة إنهعلى القطر أن يسقى الرصافة واجلسرا

كرافريخا وآوتني قرارتها و... بالدي التي ريشت قويدمتي بها مبادي لين العيش في ريق الصباأبى اهللا أن أنسى لها أبدا ذكرا

أكل مكان راح في األرض مسقطالرأس الفتى يهواه ما عاش مضطرا فيها حقيبتها عطراوال مثل مدحو من املسك تربةتملي الصبا

نبات كأن اخلد يحمل نورهتخال لجينا في أعاليه أو تبرا وماء كترصيع املجرة جللتنواحيه األزهار فاشتبكت زهرا

ريان الشباب الذي مراطليق ك... أنيق كريعان احلياة التي حلت تسيل عليها كل لؤلؤة نهرا... بلنسية تلك الزبرجدة التي

كأن عروسا أبدع اهللا حسنهافصير من شرخ الشباب لها عمرا ا ضاحك الشمس البحيرة والنهراتؤبد فيها شعشعانية الضحىإذ

تزاحم أنفاس الرياح بزهرهانجوما فال شيطان يقربها ذعرا هي الدرة البيضاء من حيث جئتهاأضاءت ومن للدر أن يشبه البدرا

التاج

الطوائف خادمان من املوايل العامرية، ومها مبارك ومظفر ، وكان من العجائب ملكها يف مدة ملوكاشتراكهما يف امللك، حىت إهنما مل ميتازا إال يف احلرم خاصة، وال تنافس بينهما وفيهما يقول ابن دراج شاعر

:األندلس من قصيدة حسن رأي مبارك وبورك لي في... وأظفرت آمالي بقصد مظفر

واشتد أمرمها وحرصهما يف اجلباية، وأضرا بالناس، فاستغاثوا إىل اهللا، فهلك مبارك مترديا عن فرسه، :وضعف مظفر بعده، فأخرجه أهل بلنسية، فانزوى بشاطبة، فأسند أهل بلنسية أمرهم إىل

املنصور عبد العزيز بن الناصر

بن املنصور بن أيب عامر

احب الذخرية بأنه كان من أوصل الناس لرمحه، وأحفظهم لقرابته، بعثه اهللا رمحة للمجتثني من أهل وصفه صوخاطب املأمون القاسم بن محود الذي خطب له باخلالفة يف قرطبة، وبعث له هبدية، فواله على ما . بيته

:وويل بعده. ربعمائةبيده، وامتدت دولته يف نعمة متصلة، ودامت إىل أن تويف سنة اثنتني ومخسني وأ

ابنه املظفر عبد امللك

ودبر دولته أبو بكر بن عبد العزيز الكاتب، مث جرت ببلنسية خطوب، وقبل عليها ابن ذى النون الذي أخرجه النصارى من طليطلة، وحصرها النصارى حىت دخلوها، وعاثوا فيها أشد العيث واستنقذها منهم

وملا ثارت الفتنة على امللثمني، احناز إليها عبد اهللا بن . من ملوك امللثمنيمزديل وابناه عبد الواحد وعبد اهللا غانية، فأخرجه منها رئيسها أبو عبد امللك مروان بن عبد اهللا بن عبد العزيز إىل أن قام عليه جند بلنسية يف

رية، وهبا ابن سنة تسع وثالثني ومخسمائة وبايعوا البن عياض ملك مرسية، ومحل ابن عبد العزيز إىل املميمون صاحب البحر، فرفعه يف شيين إىل جزيرة ميورقة وهي حينئذ لعبد اهللا بن غانية خصمه الذي أخرجه

.من بلنسية، فسجنه يف بيت، ذكر ذلك ابن اليسع، مث ختلص فكان يف حضرة مراكش، إذ كانت تقدمت ملك مل يرث اإلمارة عن كاللة، وبدر مل يطلع بغري هالة: أملى علي والدي يف شأنه

ببلنسية رياسة جده أيب بكر بن عبد العزيز، وأوى منه أهلها يف تلك اخلطوب إىل حرز حريز، فظن الناس أن التيتل يف املخرب مثل األسد، فقلدوه تلك القالدة، فذب عن نظامها واجتهد، فهزم مجوع امللثمني وأخرج

الظلم كالصبح املبني، إال أنه صادف يف شرق األندلس عن بالده أمريهم عبد اهللا بن غانية، وطلع على تلك األمري أبا حممد بن عياض أسد احلروب، وقطب اخلطوب، رجل الثغر شهرة وشجاعة، قد ألقى مجيع تلك البالد له بالسمع والطاعة، فهوت قلوب أهل بلنسية إليه، ورام ابن عبد العزيز صرفهم عن ذلك فثاروا

، ودارت عليه الفنت صروف، فلم ير إال الفرار، قائال ليس على زأر األسد عليه، فخضعت أقالمه للسيوفقرار، فجاءت به املقادر إىل أن حصلته يف يد عدوه عبد اهللا بن غانية، فسجنه يف جزيرة ميورقة إىل أن يسر

مر اهللا سراحه على أيدي املوحدين، فحل مبراكش حتت نعمة ضافية ملحوظا بعني الرعاية، متفقدا من األ .العزيز بأجزل جزاية

أخربين أحد األدباء األعيان، ممن كان ميازجه ويركن إليه، أنه كان دائم احلسرة على كونه مل يطل ملكه، :ومما أنشدنيه لنفسه من ذلك قوله: وكان اجنعافه مرة، وأنه كان يستريح يف ذلك مبا ينظمه، قال

قد كسفت منا هناك بدورو... علمت بأن الدائرات تدور

فطار فؤاد للفراق صبور... ونادى منادي البين فينا ترحلوا كذا كل نظم بالزمان نثير... ونثر سلك طال في امللك نظمه تصيخ لما نومي به ونشير... رها خرجنا من الدنيا وكانت بأس

نهضنا بها ما دام في السعد نجمنافلما هوى جارت وليس مجير فال ينس تسليم السماطين مسمعيبحيث القنا واملرهفات سطور

وقد زخرت للمكرمات بحور... كرع كالقطا وحيث بنو اآلمال ت ودارت علينا للثناء خمور... وقد قامت املداح تنثر نظمها وحولي من صيد الكماة صقور... وهللا يوم قد نهضت بصدره

يرصعه للباترات قتير... الفوارس قسطال أثار به ركض وطار إلى نهب النفوس مغير... وقد جال جرار الذيول مماصع

وقد صمت األسماع إذ طاشت النهىوحامت على ما عودته طيور صدور حسان مسهن عبير... رايات حمرا كأنها وأصدرت ال

وتعسا لدهر جاء وهو عثور... أال بأبي ذاك الزمان الذي قضى تصم صماخا أو تجيش صدور... تصابحنا فيه الرزايا فتارة

خن املقدار طرفي بعدهوكم قر باآلمال وهو قريرلقد أس أيا مهديا نحوي التحية عن نوىتسائلني، إن الزمان خبير

على كل حال ال يزال يجور... فسله عن املاضين قبلي فإنه أبصرت عيناك همي حالكاوشهب الدياجي في السماء تنير فلو

بنكباء يزجيها جوى وزفير... ومن أدمعي زهر تناثر غصنه رألنشدت من طول التفجع واألسىوقد قصرت عني منى وقصو

سيبكي عليه منبر وسرير... غريب بأرض املغربين أسير

:فصل

وتداولت على بلنسية والة ابن مرذنيش مث واله عبد املؤمن إىل أن ثار ابن هود يف األندلس فثار ببلنسية :قائد اعنتها

زيان بن يوسف بن مرذنيش

بن حممد بن أيب حفص بن عبد املؤمن، ورامها ابن هود فلم يقدر عليها إىل وأخرج منها أبا زيد عبد الرمحنوبعده حصرها النصارى، فخرج منها املسلمون على صلح، وآل األمر بزيان أنه اآلن عند . أنا مات حبسرهتا

.سلطان إفريقية يف نعمة وكرامة

السلك

الوزراء

ذو الوزارتني أبو عامر بن الفرج

ى النون ملك طليطلة مث وزير ابن ابنه القادروزير املأمون بن ذ

من بيت الرياسة، وعترة نفاسة، ما منهم إال من حتدى باإلمارة، وتردى بالوزارة، فطلع يف : من الذخرية .آفاق الدول، وهنض بني اخليل واخلول

.ووقفت على نسخة من القالئد ، فوجدت فيها من ذكر أيب عامر هذا ما وجدته يف الذخرية سواءبنو الفرج من أعيان بلنسية الذين توارثوا احلسب، وجدوا عن أن حييط هبم نظم من الشعر : ومن املسهب

وكان أبو بكر . أو نثر من اخلطب، ما منهم إال من هتادته امللوك، وطلع بآفاقهم طلوع الشمس عند الدلوكحسده، فتصدى هلم باملوبقات بن عبد العزيز يقصدهم، ملكاهنم من بلده، وخيفي هلم ما أظهره بعد من

وأخرجهم عن بلنسية، فتفرقوا على حواضر ملوك الطوائف، وكل صادف حمال قابال، وصار أبو عامر وزيرا .للمأمون بن ذى النون

:ومن شعره قوله يف أيب عبد الرمحن بن طاهر صاحب مرسية عاضد األخبارفغدا اخلبر ... قد رأينا منك الذي قد سمعنا

إذ وردنا لديك بحرا نميراوارتقينا حيث النجوم الدراري عنه مثل الصبا عن األزهار... ولكم مجلس لديك انصرفنا

.وله يف التوشيح طريقة حسنة: قال

ذو الوزارتني أبو القاسم بن فرج

كاتب أيب حممد بن القاسم صاحب البونت

أنه من هذا البيت املذكور، وأبو القاسم مقلة إنسانه، وفارس ميدانه، وهو من أشعر بين الفرج : من املسهبطرا، ولذلك اشتمل عليه ابن القاسم املذكور حلبه يف الشعر، ومعرفته به، مع ما فيه من اخلالل املوجبة لعلو

ومما يستدل . اختباره، إىل أن قلده الوزارة فاستقل بأعبائها، وطلع بدرا يف آفاق مسائها املنزلة، وما زال حيمد :به على طبقته يف الشعر قوله

تأمل لجفن الليل بالبرق أرمداتألم حتى أسبل القطر باكيا ي قرحى بالدموع حكانياوأحسبه إذ بنت عني فأصبحتجفون

:وقوله

بيا اإلله مغانيها وحياها... الراح ال تحجبوا عني محياها ما أصبحت مهجتي كالروض ميتةإال هفا بارق منها فأحياها

جلسهوبالنجوم من الندمان حالهاطوبى لمن طلعت شمسا بم

الوزير أبو جعفر أمحد بن جرج

وزير ابن عمار ملا ثار مبرسية

كان أبو جعفر يف وقته أحد األعالم، وفرسان الكالم، وحل عند ملوك الطوائف بأفقنا من : من الذخريةها بني أنامله، حسن شارة، وكرم الدول، حمل الشمس من احلمل ، فحملها على كاهله، وصرف أعنت

ومن نثره قوله خياطب ابن . وله رسائل مطبوعة، ومنازع يف األدب بديعة. إشارة، وعلو مهة، وظهور نعمة :طاهر ملا خلع عن ملك مرسية، مث خلص من يد ابن عباد

ن، وتتراءى بني ما أعجب األيام، أعقب اهللا منها السالمة والسالم، فيما يقضي، وكيف ميضي، تتعاقب بتلويتقبيح وحتسني، فهي تعتب وتعتب، وتعتذر كما تذنب، وتصدع وتشعب، كما جتد وتلعب، وإن صنيعها

محى اهللا ذراك، - عندنا فيك وإن كان أألم ، فقد أمخد الدهر ما أوقد، وعاد غيث على ما أفسد، وإن يكن د تراجع ميشي على استيحاء، كشف إليك صفحة اعتداء، وختطى إليك بقدم أعداء، فق -وحزس عالك

متنصال مما اقترف، متأسفا على ما سلف ، وعند مثلك للقدر التسليم، فأنت اخلبري العليم، أنه ما اختلف الليل والنهار، إال بنقض وإمرار، وال دار الفلك املدار، إال ألمر واختيار ، كنت يف األرض من أسىن

ا يدرك القمر من األفول حينا والسرار، فقد خيسف البدر مث مطالعها مشرق األنوار، فال غرو أن يدركك ميعاوده اإلضاءة والنور، واحلمد هللا الذي أخرجك من ظلمائك الغماء خروج السيف من اجلالء والبدر بعد

:ومن نظمه قوله. االجنالء، نقي األثواب من تلك الطخياء ما بعدوا عني وال قربواساروا فودعهم طرفي وأودعهمقلبي ف

هم الشموس ففي عيني إذا طلعوافي القادمين وفي قلبي إذا غربوا :وقوله يف رثاء ابن عمار

ممتدحا بأماني وأخطار... قد طالما عمر املرء ابن عمار وللمقادير فيه أي أوطار... يملي كل ما وطر يملى له و

حتى أتى لمناياه بمقدار... استدرجته لما قد أدرجته به واحلين ما بين إيراد وإصدار... مكاره خفيت عنه مصادرها

ر لم يؤل منها إلى وزروكم تحمل من أعباء أوزارمستوز تأتي األمور إذا أقبلن مشكلةلكن تفاسيرها تغري بإدبار

الكتاب

أبو جعفر أمحد بن أمحد

. ق احلرمة، له أخالق تأىب له من كل خدمةمن أعيان كتاب بلنسية، رفيع اهلمة، غري منخر: من املسهب .وأوردله ما يف كتاب القالئد. ونظمه ونثره غري مناهزين

كاتب جميد وفاضل جميد اخنفض عن اإلرتفاع ونفض يده عن اإلنتفاع فلم يلمح يف : ومن الكتاب املذكوراستكمل ملثىن الوزارة سعادة : ب لهمساء ومل يرد ورود ماء وكانت له نفس أبية وسجية سنية وذكر أنه كت

واستوصل له من مسوها عادة وأسأله املسرة بدنوه معاده كيف ال أراقب مراقب النجوم وأطالب مآقي العني بالسجوم وقد أنذر بالفراق منذر وحذر من حلاق البني حمذر وياليت ليلنا غري حمجوب ومشسنا ال تطلع بعد

يلنا بوداع حسبنا اهللا كذا بنيت الدار ورأى سبحانه أن تصل شملنا وجوب فال تروع بانصداع وال تفجع ل. األقدار، ولعلها جتود بعد ألي، وتعود إىل أحسن رأي، فتنظر نظرا مجيال، وتعمر ربعا محيال، إن شاء اهللا

:وأنشد له احلجاري يف منية املنصور بن أيب عامر ببلنسية وشيا من النور حاكه القطر... سة قم سقين والرياض الب

واألرض تندى ثيابها اخلضر... والشمس قد عصفرت غالئلها من وجه من قد هويته بدر... يف جملس كالسماء الح به من النواحي كواكب زهر... والنهر مثل اجملر حف به

أبو القاسم حممد بن نوح

كاتب بليغ النثر، غري قاصر يف النظم، كتب عن أيب عبد اهللا بن أيب حفص بن : ملى علي والدي يف شأنهأوهو ممن صحبته وذاكرته ومازجته، : قال. عبد املؤمن ملك بلنسية، ومدح منصورهم بأمداح كثرية

:وأنشدين لنفسه قوله مييل مع الزمان كما مييل... خليل ال يدوم له خليل

يكثر نفسه وهو القليل... ني جسمه والعرض مضىن مس وإن يحتج إليه فال ينيل... ينال صديقه وينال منه

:وقوله عليه وزهره ملقى اإلزار... أال هللا بستان غدونا

قريب اهللب أذناب املهار... وللبسباس أعالم أرتنا

همأبو عمرو بن سيد

:كاتب أيب عنوان بن أيب حفص ملك املرية له األبيات اليت يغنى هبا شحا عليه وخوفا من تجنيه... يا دار فيك حبيب ال أسميه والشمس أحسبها كانت تربيه... البدر طلعته والغصن قامته

ما أشقى حمبيهووالديه و... طوىب لربته ما كان أسعدها من ذا الذي جل عن وصف وتشبيه... قال العواذل إذ أبصرن طلعته

هذا الغزال الذي ملتنين فيه... فقلت والوجد يطويين وينشرين أبو عبد اهللا حممد بن األبار

اجتمعت به، ورأيته فاضال يف النظم . ةكاتب زيان بن مرذنيش ملك بلنسية، وقد كتب عن سلطان أفريقي :ومما أنشدين من شعره قوله. والنثر والتاريخ وملح اآلداب

تهيم بغريها احلدق... حديقة يامسني ال تبسم ثغرها اليقق... إذا جفن الغمام بكى ل يف أثنائها الشفق... كأطراف األهلة سا

:وقوله وقد شني منظره األزين... در عند اخلسوف نظرت إىل الب

فحجبها برقع أدكن... كما سفرت صفحة للحبيب :وقوله

ببدر التم ملاع الضياء... عجبت من اخلسوف وكيف أودى أنارت ثم ردت يف غشاء... كمرآة جالها الصقل حتى

:وقوله ألنفاسه عند اهلجوع هبوب... أحتفين خبريي روضة لك اخلري

هنارا فيذكو حتته ويطيب... أليس أديب النور جيعل ليله كما بان عن ربع احملب حبيب... ويطوى مع اإلصباح منثور نشره

وال غرو أن يهوى األديب أديب... أهيم به عن نسبة :وقوله

فلم تتقلد غري مبسمها سمطا... ت حىت على السمط نخوة لقد غضب ومن عرف األيام مل ينكر الوخطا... وأنكرت الوخط امللم بلميت

:وقوله سكنت إىل حركاته األلباب... يا حبذا حبديقة دوالب

عود واألكوابيشرب ومنه ال... غنى ومل يطرب وسقى وهو لم ما كنت يف تصديقه ترتاب... لو يدعى لطف اهلواء أو اهلوى

وكأنه مما بكى أواب... وكأنه مما شدا مستهتر :وقوله

وبت على ظمأ للكرى... وقالوا ألفت الكرى نطفة إيل املراحل يشكو السرى... فقلت اهلوى ضافين طاويا

وقدمت نومي إليه قرى... أته مقليت منزال فبو :وقوله

فراح مباء القلب مختضب النحر... تراءى له أفق البحيرة والبحر بعيش مضى بني الرصافة واجلسر... وقد منع التهومي أني هائم األهنار من حتتها تجريتفجرت ... وجنة دنيا ال نظري حلسنها

هبا يف ربيع كل حني من الدهر... إذا الناس حنوا للربيع وجدتنا بأنفاسها امللذوذة البرد يف احلر... هتب نعاماها فيفغم أنفنا

عفارا لتذكاري لكثباهنا العفر... كأني من قليب املتيم قادح وال خلة غري احلديقة والنهر... زهر الوجوه خالهلا وأيامي ال

جنيت هبا اإلقبال يف غرة العمر... فمن بكرات أدبرت وأصائل أال يا هلا فضل الشنوف على التبر... عشايا كساها التبر فضل شنوفه

:وقوله تاناهويت سواك بس... أبستان الرصافة ال

به شيبا وشبانا... ختال الدوح مجتمعا من األنداء تيجانا... وقد لبست مفارقه

وتغشى النهر إدمانا... جتول به جداوله أراقم زرن ثعبانا... فتحسبها إذا انسابت

:وقوله ولعمره ما حل يوما بابال... من عاذري من بابلي طرفه فيعود خطيا لقتلي ذابال... أعتده خوطا لعيشي ناعما

:وقوله يجري عليها من دموعي مذنب... أين املذانب ال تزال تأسفا ثغر احلبيب وريقه املستعذب... من كل بسام احلباب كأنه

إال أنه ال يرهبكالصل ... كالنصل إال أنه ال يتقى :ومنها يف الدوالب

جلنابه وهو النضري املعجب... تقتادنا أقدامنا وجيادنا فلك ولكن ما ارتقاه كوكب... كلفا بدوالب يدور كأنه

تروحيه األرواح ساعة ينصب... نصبته فوق النهر أيد قدرت وكأنه وهو احلبيس مسيب... مقيد فكأنه وهو الطليق

كاملزن يستسقي البحار ويسكب... للماء فيه تصعد وحتدر

العمال

أبو احلسن بن سابق

صاحب أعمال بلنسية

من النجباء الذين أطلعهم األفق البلنسي، كان يف أول حاله مستجديا بالشعر متجوال يف : من املسهبفاق، ما بني ظفر وإخفاق، إىل أن ترقى إىل والية السوق ببلنسية، فظهرت منه دربة يف الشغل، وبان عليه اآل

وهو معدود يف نبهاء الكتاب . استقالل، فويل خطة األشراف وحلظه السعد بطرفه كله، فنال أمنيتهورة من البداة، يشتكي بأن العمال كتبوا عليه أعشارا ومن شعره قوله وقد جاءه غالم مجيل الص. والشعراء

:ال حيتملها، وأن زرعه دون ما قدروا، وبكى وأظهر خضوعا، فتحملها عنه حتملها عنه املشوق الذي بلي... أتى شاكيا أعباء أعشاره اليت

وأسبل دمعا كاجلمان املفضل... فقلت وقد أبدى لدي خضوعه بسهميك يف أعشار قلب مقتل... وما ذرفت عيناك إال لتقدحي

وبت على خمر كريقك سلسل... فليتك قد أمسيت سرا معانقي حديث كماء الورد شيب مبندل... أعاطيكها حىت الصباح وبيننا

أبو عبد اهللا حممد بن عائشة

طهارة أثواب، ورقة آداب، وأكثر ما عول على احلساب، فهو أي فىت: من الذخرية. صاحب أعمال بلنسيةوله من األدب حظ وافر، ويف أهله اسم طائر، يقول . اليوم فيه آية ال يقاس عليها، وغاية ال يضاف إليها

من الشعر ما يشهد له بكرم الطبع، وسعة الذرع، كان يوما مع أيب إسحاق بن خفاجة ومجاعة من األدباء :حتت خوخة منورة، فهبت ريح صرصر أسقطت عليهم مجيع زهرها، فقال ابن عائشة

تطلع أزهارها جنوما... ودوحة قد علت مساء بدت فأغرى هبا النسيما... كأمنا اجلو غار ملا

فخلتها أرسلت رجوما... هفا نسيم الصبا عليها بلنسية من األعالم، وأظهرته من السادة الكرام، لكنه عاش زمانا، وما علم أنه من ممن أنشأته : من املسهب

اجلماهري، إىل أن نبه السعد عليه أمري امللثمني فأشرقت به تلك الدياجري، واستدعاه فقدمه على حسبانات وله نظم أرق . نبه ذكرهمجيع املغرب، ووضع يف يديه مقاليد األعمال، وحكمه يف األموال، فعظم قدره و

.من دمعة مهجور، تدار عليك به صافية اخلمورومن . ذو اجلانب السهل، والرحب واألهل، واملنتهى يف السيادة، وحسن اإلراغة واإلرادة: ومن السمط

ك، وسرك بقاءك، وأحسن يف هذا امللم املبهم عزاء -يا عياذي األعلى وعتادي األقوى - أطال اهللا : نثرهدام عزك، وإن يدي ال تكاد تطاوعين إشفاقا، ونفسي ال تكاد متلي علي ارمتاضا . وال ساءك، كتبته

:وأنشد له من قصدية قوله. واحتراقا، ملا ورد فأصمى وأوجع، وأصم به الناعي، وإن كان أمسع أنفذت شكري وأعيت منطقي... كم له عندي من مكرمة

طوقن تلك األيادي عنقي... تلك املساعي كاهلي أثقلت :ومنها

ال، وال آالؤه فيمن بقي... مل تكن علياؤه فيمن مضى مدرك غاية ذاك الطلق... سليل اجملد أغىن جنله

البيوت

أبو حممد عبد اهللا بن واجب

بلنسية شهرة الذكر، وجاللة القدر، بنو واجب ذكرهم يف كل مكرمة واجب، حازوا حبضرة : من املسهبوأبو حممد أديبهم الكامل، وشاعرهم . من بني صاحب أحكام، وعلم أعالم، ووزير مدير، وحسيب شهري

:اجمليد الفاضل، وقد وفد على أمري امللثمني علي بن يوسف بن تاشفني، وأنشده قصيدة، منها وسلع وغربودع ذكر نعمان ... بربعهم عرج فذلك مطليب

وقليب يف غري اجلوى مل يقلب... نأوا ال نأى عين تذكر عهدهم رعيت وال يصغون حنو جتنب... وأحسبهم يرعون عهدي كمثل ما

:ومنها مبلك علي بني شرق ومغرب... لقد نصر الرمحن أمة أمحد

وفاض نداه الغمر يف كل مذهب... له هو امللك األعلى الذي امتد ظ لنلمح من أضوائه نور كوكب... إذا اطلعت سود اخلطوب فإننا

:ومن جيد شعره قوله ما إن يهز اخلطب يل منكبا... أنا الذي يعرفه دهره

باعيين وال يخدع من جر... وقد قسا قليب لما أبصرت أمشرقا يمم أم مغربا... فما أبايل من أخ مخلص

.وذكره ابن اليسع، وأطنب يف الثناء عليه

العلماء

أبو الربيع سليمان بن سامل الكالعيمن أئمة احملدثني، وأعالم العلماء املشهورين يف عصرنا، أنشدين له كاتب سلطان إفريقية أبو عبد اهللا بن

:أحد من روى عنه وقرأ عليه، يف مشط فضةاألبار، وهو

يا بعد ما قد تروم... تهوى محلي النجوم هبا النفوس تهيم... كم لمة لكعاب

حواه ليل بهيم... سريت فيها شهابا إال ظريف حكيم... ما صاغين من لجين ظيمظلم لعمري ع... مشط احلسان بعظم

أبو احلسن علي بن سعد اخلري

أنه كان شهري الذكر، جليل القدر، منصدرا إلقراء العربية ببلنسية يف مدة منصور بين عبد : أخربين والدي :املؤمن، وقد ذكره صفوان يف زاد املسافر، وأنشد له قوله

يف دوحة قد أينعت أفنانا... هللا دوالب يفيض بسلسل فتجيبه وترجع األحلانا... هبا احلمائم شجوها قد طارحته

يبكي ويسأل فيه عمن بانا... وكأنه دنف أطاف مبعهد فتفتحت أضالعه أجفانا... ضاقت جماري طرفه عن دمعه

:وقوله بشر ما جيزيه يوم احلساب... جزى إله العرش يوم النوى

خيفق يف الصدر خفوق السراب... أضحى هبا كم وقفة قليب تمر يف البيداء مر السحاب... والعيس قد ولت بأحبابنا

أبو احلسن علي بن حريق

أنه اجتمع به يف سبتة يف مدة مستنصر بين عبد املؤمن، وقد قصد صاحب أعماهلا ابن عبد : أخربين والديوشهدت له : رأى خري من يجتمع به أدبا وشعرا وظرفا وحسن زي، قالالصمد مادحا، للذائع من كرمه، ف

:حبفظ اآلداب والتاريخ، ومما قيدته عنه من شعره قوله حلف النوى وحبيبه باملشرق... يا ويح من باملغرب األقصى ثوى قبيين وبينك من زفري محر... لوال احلذار على الورى ملألت ما

من مل يذب من زفرة فليغرق... وسكبت دمعي مث قلت لسكبه أغرقت أو أحرقت من مل أخلق... لكن خشيت عقاب ربي إن أنا

:وقوله هذي الديار فأين تلك األدمع... يا صاحيب وما البخيل بصاحب

األربعوهي املعاهد منهم و... أمتر بالعرصات ال تبكي هبا

رهو وال طير الصبابة وقع... هيهات ال ريح اللواعج بعدهم أتقيم من بعد القلوب األضلع... يا سعد ما هذا املقام وقد مضوا ال زال يشعبه األسى ويصدع... جاروا على قليب بسحر جفوهنم

ويح املطايا أين منها لعلع... وأىب اهلوى إال احللول بلعلع رحيا هتب وال بريقا يلمع... مل يدر أين ثووا فلم يسأل هبم

فعليه منهم رقة تتضوع... وكأهنم يف كل مدرج ناسم تبليغه عين الرياح األربع... فإذا منحتهم السالم تبادرت

:وقوله حىت اكتسى بالعسجد الورق... خجل كلمته فامحر من

فأىب وقال أخاف أحترق... وسألته تقبيل راحته إن الشقي بريقه شرق... حىت زفريي عاق عن أملي

:وقوله وقد شرب عنده حمبوبه عشية، وعزم على أن ينفصل عنه لداره، فمنعه من ذلك سيل، فبات عنده ا على رغم أنف دهريهب... يا ليلة جادت الليايل

يقصر عنها لسان شكري... للسيل فيها علي نعمى وقام يف أهله بعذر... أبات يف منزيل حبييب ضجيع بدر صريع سكر... فبت ال حاله كحايل

ألنت خري من ألف شهر... يا ليلة القدر يف الليايل :وقوله

إال األحاديث على اخلمر... مل تبق عندي للصبا لذة :وقوله

حمادثة الرجال على الشراب... وما بقيت من اللذات إال جيول خبده ماء الشباب... لثمك وجنتي قمر منري

:وقوله شربته السن حىت نشفا... إن ماء كان يف وجنتها

فأعادته الليايل حشفا ...وذوى العناب من أنملها :وقوله يف النشواين

من عهد نوح مدة الطوفان... وكأمنا سكن األراقم جوفها من كل خرت حية بلسان... فإذا رأين املاء يطفح نضنضت

:وقوله حديث صح يف شرق وغرب... بلنسية قرارة كل، حسن

ومسقط دميتي طعن وضرب... الوا حمل غالء سعر فإن ق

مبكروهني من جوع وحرب... فقل هي جنة حفت رباها اجتمع مرج كحل وابن حريق يف جملس أحد الوزراء، فابتدأ مرج كحل ينشد قصدية يف : قال صفوان :الفخر أوهلا

هكذا كل جزيري النسب :ن حريقفقال اب

يا بس الراحة مبلول الذنب

احلكيم الفيلسوف

أبو جعفر أمحد بن عتيق بن جرج

املعروف بابن الذهيب

أنه كان من أعيان بلنسية وإمنا عرف بالذهيب، ألن جده كان مولعا بالكتب بالذهب : أخربين والديوكان مشاركا يف اآلداب : ا ناضرا، قالوالتصوير به، واجتمعت به يف مراكش، فرأيت حبرا زاخرا، وروض

وعلوم الشريعة، ولكن الغالب عليه علم الفلسفة، وكان أيضا طبيبا ماهرا، وكان من أصحاب ابن رشد، فلما سخط املنصور على ابن رشد طلب أصحابه، فاختفى ابن الذهيب إىل أن عفا عنه، مث ما زال يترقى إىل

:جل قدره، واشتهر ذكره، وكفاك عنوانا على علو طبقته يف النظم قولهأن قدمه على الطلبة، ف حنو من قد حمدته باختياري... أيها الفاضل الذي قد هداين

ك وال زلت أي جنم لسار... شكر اهللا ما أتيت وجازا وصباح أدى لضوء نهار... أي برق أفاد أي غمام

مل يحلين إال على األزهار... م دليلي وإذا ما غدا النسي :وقوله يف وزير مراكش أيب سعيد بن جامع وقد عاده

م فما ذاك منكر يف العيون... أنت عين الزمان ال تنكر السق عبد الودود البلنسي الطبيب

. سلطان حممد بن ملكشاهرحل إىل العراق وخراسان وعرف عند السالطني، وكان يف عصر ال: من اخلريدة :ومن شعره قوله فيما يكتب بالذهب على بيضة نعامة

وألبس أثوابا وملبسي الدر... قبيح ملثلي أن يحلى بعسجد ولكن عييب أن مسكني الرب... ولو كنت يف بحر لعزت مطاليب

الشعراء

أبو جعفر أمحد بن الدودينومما أنشدين . هو أحد من لقيته، وأملى علي نظمه ونثره بأشبونة سنة سبع وسبعني وأربعمائة: ن الذخريةم

:من شعره قوله كيف التصايب على وقاري... علمين يف اهلوى علي

مل يدر ما ليلة السرار... أطلع يل من دجاه بدرا مستأهال لنار وظلت... فحاد يب عن طريق نسكي

:وقوله مشقت به أيدي املشيب جوابا... خط العذار بصفحتيه كتابا

وأسلن أحلاظ الرباب ربابا... فغدت غواين احلي عنك غوانيا وألجعلن دم الفؤاد خضابا... فألبكني على الشباب وطيبه

أبو احلسن علي بن إبراهيم بن عطية

ر بابن الزقاقاملشهواملطبوع باإلصفاق، ذو األنفاس السحرية الرقاق، املتصرف بني مطبوع احلجاز ومصنوع : من مسط اجلمان

العراق، الذي حكى بأشعاره زهر الرياض، وأخجل بإشاراته عثرات اجلفون املراض، وراض طبعه على شأو .الرضا وطلق السرى املوطأ فانقاد له وارتاض

من فتيان عصرنا الذين اشتهر ذكرهم، وطار شعرهم، وهو جدير بذلك، فلشعره تعشق : ومن املسهببالقلوب، وتعلق بالسمع، وأعانه على ذلك مع الطبع القابل، كونه استمد من خاله أيب إسحاق بن خفاجة،

:ونزع منزعه، وأنت إذا مسعت قوله ثها والصباح قد وضحاوح... وأغيد طاف بالكئوس ضحى

وآسه العنربي قد نفحا... والروض أهدى لنا شقائقه أودعته ثغر من سقى القدحا... قلنا وأين األقاح؟ قال لنا

قال فلما تبسم افتضحا... فظل ساقي املدام يجحد ما :وقوله

ا نسيم الرياحيتهادى هب... ورياض من الشقائق أضحى زهرات تروق لون الراح... زرتها والغمام جيلد منها

سرقت حمرة اخلدود املالح... قلت ما ذنبها؟ فقال جميبا . مل حتتج معه إىل شاهد غريه، على حسن هتديه واحتياله، على أن يظهر اخللق يف حلية اجلديد، فلله دره

:قوله من قصيدة: الفرض من ديوانه يف وجنة الزجني منه حياء... والطيف يخفى يف الظالم كما اختفى

والزرق شهب والقتام مساء... طلعت حبيث الباترات بوارق

:ومنها موشية وقرحييت صنعاء... هذي القصائد قد أتتك برودها

دحت مبن تتمدح الشعراءم... ومديح مثلك مادحي ولربما :وقوله

مشغوفة مبقاتل األعداء... أفديك من نبعية زوراء واليوم تألفها بكسر احلاء... ألفت حمام األيك وهي نضرية

:وقوله أرامة دارك أم غرب... يا شمس خدر ما هلا مغرب

مفضض الدمع به مذهب. ..ذهبت فاستعرب طريف دما تيمه يوم النقا الربرب... اهللا يف مهجة ذي لوعة

أضوءه أم ثغرك األشنب... شام بروقا للوى فامترى حىت استوى األدهم واألشهب... أشبه فيها ليله يومه

غيهب وصبحه بعدكم... سروره بعدكم ترحة أين استقلت بعدنا زينب... ناشدتك اهللا نسيم الصبا أوال فماذا النفس الطيب... مل تسر إال بشذا عرفها

يشوقنا ذيلك إذ تسحب... ويا سحاب املزن ما بالنا

ISLAM ICBOOK.WS ينج| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا مي

ملغرب: كتاب ا ملغرب يف حلى املغريب : املؤلف ا بن سعيد ا

فعهدك اليوم هبا أقرب... هات حديثا عن مغاين اللوى فمن عذاب النفس ما يعذب... إيه وإن عذبين ذكرها

فعج منها للصبا ملعب... هل لعبت بالعرصات الصبا غص ظمآن مبا يشرب كم... أم ضرها سقياك إذ جدتها أين السرى والعيس والسبسب... يا من شكا من زمن قسوة

وصهوة العز له مركب... أفلح من خاض حبار الدجى إن ضاق يوما بالفىت مذهب... أليس يف البيداء مندوحة

تلسبذو لبد أو حية ... ألخبط الليل ولو أنه إىل سوى مهرة ال تنسب... حتمل كورى فيه عيرانة يسلكها األنجب فاألنجب... وإمنا يعرف سبل العلى جنل بين عبد العزيز األب... إن كان للفضل أب إنه

على السماكني لهم منصب... املنتضى من حجرات األىل :ومنها يف السيف

كما انجلى عن مائه الطحلب... بتز عن صفحته غمده ي :ويف الفرس

ينقض منه يف الوغى كوكب... يخترق النقع على أشقر يطوى هلا املشرق واملغرب... تطري يف احلضر به أربع

غصن به ريح الصبا تلعب... له تليل مثل ما ينثين ليس سوى السيف له مخلب... جيل يف صهوته ضيغما ي

:وقوله إن األصيل مذهب... قم سقين ذهبية

كب للزجاجة كوكب... وليسبقن زهر الكوا ب على احلدائق يسحب... أو ما ترى ذيل السحا

ر مع احلمائم يصخب... والقضب ترقص والغدي فيه تدفق مذنب... إذا ترنم أورق و

أو در سلك ينهب... والطل دمع سائل أو مارج يتلهب... والبرق صفحة صارم

ه الشادن املترقب... ومهفهف يصبو إيل

اه أمن وأطيب... طابت محياه وري ن ثغره ما يشربم... شرب املدام وعلين

ل مبعطفيه تلعب... حىت إذا انربت الشمو الح صبح أشهب... عانقت منه الصبح حتى ياه الرضاب األشنب... فغدا اصطباحي من ثنا

:وقوله من مرثية فخيل يل أن التراب ترائب... تضمن منه القبر حلي مكارم

فقد ملئت من راحتيه احلقائب... لئن صفرت منه يد اجملد والعلى وهل جتمد العينان والقلب ذائب... وواهللا ما طريف عليك جبامد

ولو نشأت بني الضلوع سحائب... وال لغليل البرح بعدك ناضح :ومنها

غاب حمروس وال الليث واثبفال ال... هو القدر احملتوم إن جاء مقدما فطاف على ظهر التراب وراسب... وما الناس إال خائضو غمرة الردى

:وقوله وصير وعده فيها سرابا... أعد اهلجر هاجرة لقليب

:وقوله ظبية تفتر عن مثل احلباب... ألقبلت حتكي ملا مشي احلباب

مال يب سكر هواها والتصاب... ا سكر الصبا كلما مال هب إذ جتلت فتغطت بنقاب... أشعرت من عبرايت خجال

عبرة املزن توارت حبجاب... مثل مشس الدجن مهما هطلت :وقوله

تينادمين فيه الذي أنا أحبب... وحبب يوم السبت عندي أنه حنيف ولكن خري أيامي السبت... ومن أعجب األشياء أني مسلم

:وقوله

حىت يرى بيديه منه صولج... يحنيه طول ضرابه هام العدا يف كل ذابلة ذبال يسرج... من كل وقاد السنان كأنما

:وقوله يطري وال غري السرور جناح ...أملت فبات الليل من قصر هبا يعانقين حىت الصباح صباح... وبت وقد زارت بأنعم حالة

ويف حصرها من ساعدي وشاح... على عاتقي من ساعديها محائل

:وقوله ومسك الليل تهديه الرياح... سرت إذ نامت الرقباء حويل واس فجاوبه الوشاحبوس... وقد غنى احللي على طالها

خمافة أن يلم بنا افتضاح... تحاذر من عمود الصبح نورا صباحا بات يذعره صباح... ومل أر قبلها والليل داج

:وقوله إذا دنا نزعها فالعيش منتزح... ورب مائسة األعطاف مخطفة

كما ترنم نشوان به مرح... عطفها ظلت ترق وظل النزع ي عنها فقل كوكب يرمى به قزح... وقد تألق نصل السهم مندفعا

:وقوله فأنار كل مذرب مصباحا... شبوا ذبال الزرق يف يوم الوغى عبثا وهذي تطفئ األرواحا... سرج ترى األرواح تطفي غريها

:وقوله جه باهلبوب مر الرياح... ثر الورد باخلليج وقد در ن

ن فسالت هبا دماء اجلراح... مثل درع الكمي مزقها الطع :وقوله

عباب تراه بالكواكب مزبدا... وليل طرقت اخلدر فيه وللدجى :وقوله

أخط صعيدها بصعاديإن مل... ذرين ونجدا وال محلت نجادي وأصافحن سوالف األجياد... وأخضخضن حشا الظالم إىل الدمى إبلي ورجعت الصهيل جيادي... ولقد مررت على الكثيب فأرزمت

سقيت من العبرات صوب عهاد... ما بني ساحات هلم ومعاهد بني الصوارم والقنا املنآد... هم ضربوا ببطن الواديني قباب

يف كل محنية ترنم حادي... والورق تهتف حوهلم طربا هبم أال نطارح غري بانة واد... يا بانة الوادي كفى حزنا بنا يف منحناك وأين عهد سعاد... أين الظباء املشرئبة بالضحى

ونأوا وبعض الظاعنني فؤادي... املناهل أدمعي وردوا ومن بيض هوج الركاب روائح وغوادي... فسقتهم حيث التقت برحاهلم

يمنى أيب الفضل الكرمي أيادي... ينهل وابلها كما تنهل من يرتاح للماء املروق صادي... األرحيي إىل السماحة مثل من

واملزدري يف احللم باألطواد... ق السماك أرومة واملعتلي فو

مل أعط جور احلادثات قيادي... قاض لدن ميمت عدل قضائه عن أن يقاس بسائر األجماد... متواضع هللا، يرفع قدره

يتقلد الصمصام دون جناد... ما قلد األحكام دون تقى وهل وإذا حبا رحب الندى والناد... ق احمليا واليدين إذا احتىب طل

مل تشتمل أرجاؤه حبداد... لو ألبس الليل البهيم خالله حلو الشمائل طيب امليالد... طاب الثناء تضوعا منه على

:ومنها طريد وجنعة املرتادرجل ال... يا غرة الزمن البهيم وعصمة ال

ينسي فصاحة يعرب وإياد... خذ من ثنائي ما يكاد نظامه :ومنها

أضغانهم كاجلمر حتت رماد... وبنو الزمان وإن بدا ملق هلم

قد ينبت النوار بني قتاد... ال غرو أنك قد نبت خالهلم ى تروم العيس سبق جوادأن... عجبا ملن قد رام سبقك منهم من ذا يضاهى لجة بثماد... جل اعتالؤك أن تساجله عال فضفتضة األذيال واألبراد... ال زلت ترفل يف سوابغ أنعم

إن الصوارم زينة األغماد... وبقيت زينا للبالد ورفعة :وقوله

ى بذاك الند هذا املجمرفوش... وتنفست وقد استحر تنهدي :وقوله

إن اخلالخيل تعلوها التقاصري... علوت كل عظيم الشأن مرتبة :وقوله

والربق يقدح يف الظالم شراره... ومرنة قدحت زناد صبابيت ليال إذا ما هومت سماره... ورقاء تأرق مقليت لبكائها

كيف الكثيب ورنده وعراره... يا محامة خبري إيه بعيشك أم أينعت مبدامعي أزهاره... أترنحت بتنفسي أثالئه

حيث استقل كما استدار سواره... أما الفوارس فاستداروا حوله حىت حسبنا أنها أشفاره... ونضوا شفارهم الصقيلة دونه

يوم الوغى ومبقلتيه غراره... هند ما اكتسى يف وجنتيه من امل :وقوله

فعانقت غصن البان منها إىل الفجر... وزائرة زارت مع الليل مضجعي

معطلة منه معطرة النشر... أسائلها أين الوشاح وقد أتت ل يف خصريإىل معصمي ملا تقلق... فقالت وأومت للسوار نقلته

:وقوله فنبه الكأس واإلبريق بالوتر... رق النسيم وراق الروض بالزهر

يغىن عن الراح من سلسال ذي أشر... ما العيش إال اصطباح الراح أو شنب فأعين الزهر أوىل منك بالسهر... قل للكواكب غضي للكرى مقال

هذا الدجى قد طوته راحة السحر... ح أال فانشر رداء سنا وللصبا يكاد معطفه ينقد بالنظر... وقام بالقهوة الصهباء ذو هيف من عقده اختلست أو ثغره اخلصر... يطفو عليها إذا ما شجها درر أحدقت يف األفق بالقمركهالة ... فالكأس يف كفه بالراح مترعة

:وقوله ولكنها آية للبشر... وما شق وجنته عابث

هبا كيف كان انشقاق القمر... جالها لنا اهللا كيما نرى :وقوله

إلجالل قدرك دون البشر... كتبت ولو أنين أستطيع وكان املداد سواد البصر... قددت الرياعة من أنملي

:قولهو كأن السقم يل وهلا لباس... ومقلة شادن أودت بنفسي لقتلي مث يغمده النعاس... يسل اللحظ منها مشرقيا

:وقوله خلع الشباب عليه فهو لباسه... مطلول أملود الصبا مياسه وأحناء الضلوع كناسهظبي ... بدر وأكناف احلشا آفاقه

أتضوع الكافور أم أنفاسه... مل ندر إذ جاءت بنكهته الصبا أحلاظه مالت بنا أم كاسه... ولقد عيينا إذ تواىل سكره

سطر وصفحة خده قرطاسه... للحسن مرقوما على وجناته فالسيف يطبع من سواه رئاسه. ..إن خالفت تلك احملاسن فعله

:وقوله أطراز فوق خديك وشي... يا ضياء الصبح حتت الغبش

وبدا الصدغ هبا كاحلنش... أم رياض دبجتها مزنة أتقي أم لدغ ذاك األرقش... لست أدري أسهام اللحظ ما

س إال من قتاد فرشيلي... رب ليل بته ذا أرق كنين أشكو غليل العطش... ساحبا يف لجة الدمع ول كسيوف بأكف احلبش... وبروق الليل يف أسدافه

كضرام بيدي مرتعش... وسهيل خافق يف أفقه واضح الغرة كابن القرشي... ومساء اهللا تبدى قمرا

:وقوله جمدول ما حتت الوشاح مخيصه... ري أيب أغن مهفهف بأيب وغ

فأتى كيوسف حني قد قميصه... لبس الفؤاد ومزقته جفونه :وقوله

وحكم الصبح يف الظلماء ماضي... أديراها على الروض املندى ينوب لنا عن احلدق املراض... وكأس الراح تنظر عن حباب

نقلن من السماء إىل الرياض... وما غربت جنوم األفق لكن :وقوله

تزهو بلون للخدود أنيق... وعشية لبست رداء شقيق أبقى احلياء بوجنة املعشوق... أبقت هبا الشمس املنرية مثل ما

وعدلت عن كئوس رحيق... لو أستطيع شربتها كضلفا هبا خضال بأدمعه رداء غريق... تسري بكل فىت كأن رداءه

:وقوله فما نفرق بني األرض واألفق... تبدو هالال ويبدو حليها شهبا

منه على وجنتيها حمرة الشفق... غازلتها والدجى الغربيب قد خلعت لفجر فيه ينابيع من الفلقل... حىت تقل ظل الليل وانفجرت

:وقوله أومت إيل يد اإلصباح بالشفق... إذا أردت كئوس الراح مترعة

:وقوله شفقا يف فلق حتت غسق... أطلعت خجلته يف خده

:وقوله أن فزت يف توديعهم بالعناق... غفرت لأليام ذنب الفراق

كالشهد والعلقم عند املذاق... نس هلم وقفة ما أنس ال أ قصرتها باللثم واالعتناق... كم لليلة يل بعقيق احلمى

حىت كساه الصبح منه رواق... ما ادرع الليل بظلمائه للبعض منها البعض وشك الفراق... فاحنفزت أجنمه يشتكي

كذي هوى من غشية قد أفاق... وانتبه الصبح بعيد الكرى أهل اهلوى العذري كيف العناق... يف روضة علم أغصانها

فالتفت األغصان ساقا بساق... هبت هبا ريح الصبا سحرة :وقوله

طباع اجلواد احملض وهو خبيل... مسحت بقليب واهلوى يورث الفىت وظني بالوجه اجلميل مجيل... من حسن القبول مطامعي ومل تخل

فيوشك أن يرجى إليه وصول... إذا قبل املعشوق تحفة عاشق :وقوله

يعلل نفسه نفس عليل... خليلي انظرا مني عليال وما غري النسيم لنا رسول... أما غري اجلمال لنا لقاء

:وقوله ثوب الردى معرضا يف موقف اجلذل... برية اللون مثل الغصن قد لبست ت

"أنا الغريق فما خويف من البلل ... " تشدو وقد مسحت عنها مدامعها :ومن مرثية

أجماته بعد الرماح رجام... أعزز علي بضيغم ذي سطوة أمست وال غري الضريح كمام... ة أعزز علي بزهرة مطلول

فاسترجعته تربة ورغام... ما كان إال التبر أخلص سبكه هجرت به أرواحها األجسام... إن راح مهجور الفناء فطاملا حىت كأن العاملني حمام... كثر العويل عليه يوم حمامه

يا ملبسيه الترب أين الالم... جياده يا حاملني النعش أين

سدت مسامعها هلا األيام... ضجت ملصرعك النوادب ضجة :وقوله

والليل يف شية اجلواد األدهم... ولقد طرقت احلي يف غسق الدجى نصلت أسهمها مبثل األنجم... متنكبا زوراء مثل هالله

أبصرت يف الغدر انسياب األرقم... ساب يب بني الصوارم مثل ما ين :وقوله

يف جنح ليل كحاىل، حالك الظلم... نادمته فقرعت السن من نضدم واشوقي إىل الصمم: فردد السمع... واشوقي لظعنهم : غنى يردد

:وقوله صحبتهم على خوض الظالم... كرام وفتيان مصاليت

به ميل النزيف من املدام... وقد خفق النعاس هبم فمالوا سوالفها بإرخاء الزمام... وكل حتته هوجاء تمطو

يمزقه ببارقه حسامي... سريت هبم وللظلماء سجف ر أذيال الغمامخالل مج... أجر ذوابلي من أرض نجد فأضحى الزهر مفضوض اخلتام... على ميثاء رف هبا اخلزامى

فيعتنق األراك مع البشام... تلف غصونها ريح بليل شآمية فمن أهوى شآم... أال يا صاحيب استروحاها

سليمى بالسالم يبشر من... عسى نفس النعامى بعد وهن :وقوله

بعذراء محراء كالعندم... وليل قطعت دياجريه علي فأغربتها يف فمي... أديرت كواكب أقداحها وإصباحه واصح املبسم... فقال وقد طار من خيفة

فوليت خوفا على أنجمي... رأيتك تشرب زهر النجوم :وقوله تكذبه عني البصري يبني... ىف كمثل الصبح عريان كلما ووا

مصونا كما صان العيون جفون... وقد كان بالسمر الذوابل يف الوغى :وقوله

ملا حكين أسنة املران... ولقد تروعهم الكواكب رهبة البيض بالغدرانغدر اشتباه ... ولرمبا عطشوا فحلأهم عن ال

يف ضفتيه شقائق النعمان... والسيف دامي املضربين كجدول :ومنها

وهالل كل حنية مرنان... ما الح يف اهليجاء نجم مثقف :وقوله

فإن ألسهمي فضال عليه... دع اخلطي يثىن معطفيه أيفضل غير أسرعنا إليه... ي إذا كان العال قتل األعاد

:وقوله سقيته الدمع أثمر القبال... ويا لغصن نقا لدن معاطفه

:وقوله كأنين خفر يف خد زنجي... والليل يسترين غربيب سدفته

أبو علي احلسني النشار :من إحسانه قوله. من شعراء زاد املسافر

مىت من حبه أرجو سراحا... امي على كلفي بيحىي ألو كزجني أتى روضا صباحا... وبني اخلد والشفتني خال أيجىن الورد أم جيين األقاحا... حتير يف جناه فليس يدري

:وقوله يصبو إليه اخللي... يف خد أمحد خال حبشي جنانه... كأنه روض ورد

:وقوله فحق يا جسمي أن أسألك... قليب ترى أي طريق سلك

أحنله السقم الذي أنحلك... أنينه دل عليه فهل هناك رب العرش ما خولك... ويا رشا خول أسد الشرى أنزلك فمن إىل قتل الورى... قتلت يا بدر مجيع الورى

بل لحظك املوت وأنت امللك... ما ملك املوت كما حدثوا آمن يف اجلب وقوع اهللك... يا يوسفا أزرى حبسن الذي

بآية احلسن الذي دللك... أقسمت لو أنك يف عصره تيها وال قالت له هيت لك... ما خلت احلسناء يوما به

فكم قلوب قطع الناس لك... عت أيدي نساء له إن قط

األهداب

موشحة البن حريق وصولجي ذلك العذار... سل حارسي روضة اجلمال

وأنبت الورد يف البهار... من توج الغصن باهلالل حاما على منهل الرضاب... أي أقاح وجلنار

دبا كالمني يف كتاب... ن من عذار وأي صلي ضمتهما نعمة الشباب... وأي ماء وأي نار

حيرسه الثغر بالشفار... فقل حيا مورد زالل يعل باملسك والعقار... وقل جنان وقل آلل

وسنان طاوى احلشا غرير... من يل به واملىن غرور على فؤادي وال نصري... خده منري النور من

بد وال مني انتصار... يا نفس ما منك بالوصال فأين من فتكه الفرار... فقد دعا جفنه نزال

باعتك عيين بال شرا... يا قليب املبتلى حببه حىت على الطيف بالكرى... كم باخل يف اهلوى بقربه

فليس إال الذي ترى... ره وعتبه صربا على هج يدال من قسوة النفار... لعل رفقا من الوصال

يفك من ذلك اإلسار... أو بعض ما حتدث الليال أسرفت يف البث واحلزن... وناصح قال يا غريب

والروح ما إن له ثمن... للمرء من دمعه نصيب وال ندمي وال سكن.. .وحيك ال عيشة تطيب يقر للدمع من قرار... فخل عيين يف اهنمال بكاء غيالن يف الديار... وابك معي رقة حلايل

واختلت يف برده القشيب... جعلت لبس اهلوى شعارا بالنفس أفديه من حبيب... ويل حبيب سطا وجارا ة السامع الرقيبمن خشي... شدوت إذ مر يب سرارا

يا صاحب العينني الكبار... حممد اللنق يا غزال لس ذا علك يا حبييب عار... قطفت قليب ومل تبال

:من زجل أليب زيد احلداد البكازور البلنسي لس ختفي عن حد هذا اخلافيه... أيش تستر يا بن أيب العافيه

اش تستر لس به شي أن يستتر ذا القصا ال بد هلا أن تشتهر

أي صفقا كان يشتريها من حضر ألنك من الفلك العاليه... بصلبا ولس تكون يل غاليه

إيش تدهب عند البطون من العقول جج الكاس ومد ساقك ال تزول وإبليس يضحك جييها ويقول هوالفتيان عزاب ودارا خالي... اطمن قد أن الشريب باليه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصخبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة البلنسية

وهو كتاب احللة السندسية يف حلى الرصافة البلنسية

. تصاقب حضرة بلنسية، وهي من أبدع متفرجاهتا، وقد كثر ذكرها يف الشعرمناظر وبساتني ومياه جارية، :منها

أبو عبد اهللا حممد بن غالب الرصايف: هو شاعر األندلس يف أوانه، مبا اشتهر عند اخلاص والعام من إحسانه، قال: أملى علي والدي يف شأنه

رومي األندلس ملا رآه من حسن اختراعه وتوليده، هو ابن : وكان عمي أبو جعفر بن سعيد يقول عنهكمعناه يف احلائك، ومعناه يف النجار، وذكره لألصيل، وما تقف عليه من شعره، مما يدلك على عظم قدره،

:وقد وفد على عبد املؤمن، وأنشده وهو يف جبل الفتح قصيدة أوهلا شئت من هدي ومن نورأعطيت ما ... لو اقتبست اهلدى من جانب الطور

:قوله من قصيدة يف أيب جعفر الوقشي وزير ابن همشك: الغرض من ديوانه ولوجهك التقديس والتكرمي... حمللك الترفيع والتعظيم

والرزق أمجع منهما مقسوم... ولراحتيك احلمد يف أرزاقنا هلبات مسافر ومقيمومن ا... يا منعما تطوي البالد هباته

حيا هبا ربعي أجش هزمي... إيه ولو بعض احلديث عن اليت فوق الذي أروي به وأسيم... قد زارين فسقيت من وسميه

سفروا فقلت أهلة وجنوم... سرت اجلياد به إيل وفتية ن حوهلا وحيومفيمن يدند... نعماء جدت هبا إن مل نلتقي

يف احلي برقب برقه ويشيم... وأعز من سقيا احليا من مل يبت واجلو أغبر واملراد هشيم... ولقد أضن على احليا بسؤاله

فمكان مثلي عنده معلوم... وإن استحب القطر سقيا موضعي فرأيت ما أوليت فهو عميم... ملا أدرت إىل صنيعك ناظري

ما شاءه املنثور واملنظوم... فلدت جيد الشكر من تلك احللى وكأن كفك ذلك امللثوم... وأشرت قدامي كأني المث

حتام تبذل والزمان لئيم... يا مفضال سدك السخاء مباله واحلمد دأبك والكرمي كرمي... عال تتلون الدنيا ورأيك يف ال

إال كرمي شأنه التتميم... ومن املتمم يف الزمان صنيعة

دون امتراء يف الورى معدوم... مثل الوزير الوقشي ومثله قدم ثبوت يف العال وأروم... رجل يدوس النيرات بنعله

سهل يشق وغامض مفهوم. ..وصل البيان به املدى فكالمه نسب صريح يف العالء صميم... من معشر واالهم يف سلكه

ثوب حبسن فعاهلم موسوم... قوم على كتف الزمان لبوسهم وفخارهم يف األقدمني قدمي... آثارهم يف احلادثني حديثة

ماك خلانه التقوميرمح الس... لو مل يعدوا من دعائم بيتهم فاجملد حي والعظام رميم... ماتوا ولكن مل ميت بك فخرهم

عن كنية واسم العظيم عظيم... يا أحسد الدنيا وقد يغنى هبا قول يقال وعرفه مشموم... أجري حديثك مث أعجب أنه لرياض نسيمعبق كما ولج ا... فبكل أرض من ثنائك شائع

لو أنه عن أذنه مكتوم... يجري فال يخفى على مستنشق ذكر الكرمي بعنرب خمتوم... يطوى فينشره الثناء لطيبه

جتتاز بابك جنة ونعيم... صحبتك خالدة احلياة وكل ما وفناء دارك بالوفود زحيم... يف ظل عز دائم وكرامة

مرآك واإلملام والتسليم... ي تاج تعلة قصده من كل ذ :وقوله من أخرى يف املذكور

يندى النسيم ويأرج الرند... أألجرع حتتله هند حىت ادعى يف مائه الورد... ويطيب واديه مبوردها

حبديثه لو يبرد الوجد... نعم اخلليط نضحت جاجنيت لو فاه عنها املسك مل يعد... حييك من فيه بعاطرة ي

منه أخا نجواك يا سعد... يا سعد قد طاب احلديث فزد بلي اهلوى وتقادم العهد... فلقد جتدد يل الغرام وإن يوحى إليك بسقطه الزند... ذكر مير على الفؤاد كما

ذاك الزمان وعيشه الرغد... هبا متثل يل وإذا خلوت

متيسر ومرامهم قصد... ولقاء جريتنا غداتئذ سقط اللوى وكئيبة الفرد... وخيامهم أيام مضرهبا

رعت الفال والليل مسود... أعدوا هبا طورا وربتما يضمها السردحلق الدروع ... لكواكب هي يف تراكبها

وجه أغر وفاحم جعد... من كل أروع حشو مغفره

فأثارهم للقائه الود... ذكر الوزير الوقشي هلم حىت كأن لقاءه اخللد... مترقبني حلول ساحته ذكر كما يتضوع الند... قد رنحتهم من مشائله

ركبان حيث رمى هبا الوخد... حلديث احللو متلكه ال نعم ا لكما على ظمأ به ورد... يا صاحيب أخربه عجب

إذ ليس منه لذب فم بد... أم ذكره تتعلالن به مما يسيل عليهما الشهد... شفتيكما فالنحل جامثة

كثر العديد وأعوز الند. ..رجل إذا عرض الرجال له زهر كما يتساوق العقد... من معشر نجم املقال هبم ومع الصنائف حيسن البرد... لبسوا الوزارة معلمني هبا

يبىن احلفيد كما بىن اجلد... مستأنفني قدمي جمدهم له حد حمد بأمحد ما... حمدوا إىل جد وأعقبهم

نسب إىل القمرين ممتد... وكأمنا فاق األنام هبم عبر اجملرة أنه مهد... فريى وليدهم املنام على

أن الرضاع لريه صد... ويرى احليا يف مزنه فريى حيث السنا والسؤدد العد... وكأنما ولدوا ليكنفلوا

فوق السماء النهد واجلهد... هم هبم وعال فعلت كرائم :ومنها

ه العيس معلمة كما تغدو... ضمن النوال بأن تروح إيل مال البالد ببابه وفد... ولقد أراين بالبالد وآ

علياء أقدم وفدها املجد... وهباته تصف الندى بيد حدق املنى من دوهنا رمد.. .خفقت هبا يف الطرس بارقة خفي النجاد هناك والغمد... حممولة حمل احلسام وإن ماذا يري علياءه اجلد... يسطو هبا فأقول يا عجبا

يا قوم مما تطبع اهلند... حىت الرياعة بني أنمله :وقوله منها

يلبسها لك البعدما إن ... واألمر أشهر يف فضائله هطل الغمام وجلجل الرعد... هيهات يذهب عنك موضعه ما تعجم الورقاء إذ تشدو... أعربت عن مكنون سؤدده من آيهن الشكر واحلمد... سورا من األمداح حمكمة من وده أضعاف ما يبدو... ولعل ما يخفى وراء فمي

:وقوله يغار عليها الدمع أن تشرب القطرا... قى العهد من نجد معاهده بما س

:ومنها سوى الدهر شيء فارجعي نشتكي الدهرا... فيا عينة اجلرعاء ما حال بيننا

إذا سألت لقياك عللتها ذكرا... تفضت حياة العيش إال حشاشة تضمخ أنفاس الرياح هبا نشرا... ضة مرجحنة وكم بالنقا من رو

إذا ما ثنى ظل مدار هبا سمرا... ومن نطفة زرقاء تلعب بالصدا :ومنها

على زفرات تصدع الكبد احلرا... وبرد نسيم أنثىن عند ذكره أن نضيق هبا صدراقليل لديها ... وإن لبانات تضمنها احلشا

:وقوله من مرثية ومن يدمن على غرض أصابا... رمي املوت إن السهم صابا

عليك لكل قافية شهابا... إالم أشب من نريان قليب ولكن غاب حينا مث آبا... وقد ودعت قبلك كل سفر صوب مث غابا إذا ما النجم... وأهيج ما أكون لك ادكارا

:وقوله ففؤادي مثلم كسالحه... ال تسل بعد قتل يوسف عني

خلتين باكيا ببعض جراحه... لو تأملت مقليت يوم أودى :وقوله

فهمى هلا دمعي وهاج تأسفي... يا وردة جادت هبا يد متحف من خد مقتبل الشبيبة مترف... محراء عاطرة النسيم كأنها

شربت به الدنيا سالفة قرقف... عرضت تذكرين دما من صاحب هي ما متج األرض من دم يوسف... فنشقتها شغفا وقلت لصاحيب

:وقوله من قصيدة خف على قلبك تلك احلدقا... أيها اآلمل خيمات النقا

ربما غرك حىت ترمقا... با حشي اخليم به إن سر ترعد األسد لديه فرقا... ال تثرها فتنة من ربرب طال ما بلت ردائي علقا... وانج عنها حلظة سهمية

كيفما سالم تلك الطرقا... وإذا قيل نجا الركب فقل ما سفكتم من دمي يوم النقا... موهوب لكم يا رماة احلي

قرب احلين وأمر سبقا... ما تعمدتم ولكن سبب مقتل الصب فخلته لقا... والتفاتات تلقت عرضا

يشتكي خداي منه الغرقا... أه من جفن قريح بعدكم رمت أن يهدأ عنكم خفقا... ما وحشا غري قرير كل

فوقه خيفة أن حتترقا... وفؤاد مل أضع قط يدي رعيه ليس يرمي األفقا... ما لنجم عكفت عيين على كيف مل تخلع عليك األرقا... ولعني خلعت فيك الكرى

عن قلوب أسهرتنا قلقا... أيها اللوام ما أهداكم بعدما ذابت عليكم حرقا... ما الذي تبغون من تعذيبها

ودعوا باهللا من تشوقا... قومنا فوزوا بسلوانكم بات بالدمع يبل الغسقا... وارمحوا يف غسق الظلماء من

رقاخبيال منكم أن يط... عللونا باملنى منكم ولو فكثري منكم ذكر اللقا... وعدونا بلقاء منكم

النتصفنا قبل أن نفترقا... لو خشينا اجلور من جريتنا قد شربنا ذلك املغتبقا... واصطبحنا اآلن من فضلة ما

واحلمى أكرم هطال سقى... فسقى اهللا عشيات احلمى قلما فاز هبا من رزقا... رزقناها وكانت عيشة قد

إنه أقتل سهم فوقا... وال وسهم جاء من حنوكم أو سعتنا يف اهلوى مرتفقا... وحلى نجد سنجري ذكرها

مذ تياعدتم وال طاب البقا... ما حال بعدكم العيش لنا وعلى مخربنا أن يصدقا... إلينا خبرا فمن املنيب

تجعل السحر من السحر رقى... هل درت بابل أنا فئة فتقينا كل شيء يتقى... ننقش اآلية يف أضالعنا

يخجل السحر إذا ما نطقا... من بنان الوزر األعلى الذي :وقوله روض يرف وجدول يتدفع... ل موضعك ابن رزق موضع ما مث

فاحلسن ينبت يف ثراه ويبدع... وكأمنا هو من بنانك صفحة واجلو بالغيم الرقيق مقنع... وعشية لبست رداء شحوهبا قنا يتطلعوالليل حنو فرا... بلغت بنا أمد السرور تألفا

من دون قرص الشمس ما يتوقع... فابلل هبا زمن الغبوق فد أتى

فوددت يا موسى بأنك يوشع... سقطت ومل متلك ميينك ردها :وقوله

عن قصده والعصا يمني... يا راكبا واللوى شمال قطعه للصبا عيونت... نجدا على أنه طريق

أمضى مواضيهم اجلفون... وحي عني إن جزت حيا للورق يف قضبها حنني... وقل على أيكة بواد

ما جيد الشيق احلزين... يا أيك ال يدعي محام الحترقت حتتها الغصون... لو أن بالورق ما بقليب

:وقوله خيتلس األنفس اختالسا... وذي حنني يكاد شجوا قال هلا املحل ال مساسا... إذا غدا للرياض جارا

بأدمع ما رأين باسا... تبسم الزهر حني يبكي صار له غمده رئاسا... من كل جفن يسل سيفا

:وقوله جبوانح القلب اخلفوق... ذات اجلناح تقليب

ن تساقط الدمع الطليق... وتساقطي بالسرحتي عطفي قضيبهما الوريق... وسليهما بأرق من

يف مثل ظلها العتيق... هل بعدنا متمتع لتبلغي النبأ املشوق... وإذا صدرت مبينة

بأخي اهلوى حىت يفيق... أخت اهلواء فالعجي ورقاء ذا جفن أريق... ولتعلمي إن ضفت يا

فتعلمي لقط العقيق... أن القرى عبراته :وقوله

نسيم تجارى على مشربه... وروض جال صدأ العني به عليه فخاضت حشا مذنبه... صنوبرة ركبت ساقها

هبا املاء قد جد يف مسكبه... بهتها وأنابيبها فش وأفرخه يتعلقن به... بأرقم كعك من شخصه :وقوله يف غالم حائك

لو مل تهم مبذال القدر مبتذل... قالوا وقد أكثروا يف حبه عذيل ولكن ليس ذلك يل الخترت ذاك... فقلت لو أن أمري يف الصبابة يل

ألمى املقبل أحوى ساحر املقل... علقته حببي الثغر عاطره

ما شئت من حلظات الشادن الغزل... إذا تأملته أعطاك ملتفتا بنانه جوالن الفكر يف الغزل... غزيل مل تزل يف الغزل جائلة

على السدى لعب األيام باألمل... ملحراك أمنله جذالن يلعب با أفديه من تعب األطراف مشتغل... ما إن يني تعب األطراف مشتغال

تخبط الظبي يف أشراك محتبل... جذبا بكفيه أو فحصا بأخمصه :وقوله يف جنار

تعلمها من نجر مقلته القلبا... ه تعلم نجارا فقلت لعل فآونة قطعا وآونة ضربا... شقاوة أعواد تصدى جلهدها مبا استرقته من معاطفه قضبا... غدت خشبا تجين مثار جناية

:وقوله يف حمام يسليك عن زهرة الربيع... انظر إىل نقشي البديع

كان جي روضي املريع... لو جني البحر من رياض وال وقاين جوى ضلوعي... سقاين اهللا دمع عيين

إذا تشقيت يف مجيعي... فما أبايل شقاء بعضي

ألست من أعجب الربوع؟... كيف تراين وقيت ما يب بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا أما

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة البلنسية

وهو كتاب اخلصر األهيف يف حلي قرية املنصف

:من قرى بلنسية؛ منها أبو احلجاج يوسف املنصفي

:كه والدي، ومن مشهور شعره قولهزاهد مشهور سكن مدينة سبتة، وأدر

وأنت يف حبر اخلطايا مقيم... قالت يل النفس أتاك الردى هل يحمل الزاد لدار الكرمي... فما ادخرت الزاد قلت اقصري

:وقوله يف زورق كالصقر ينحط مذعورا لعقبان... وسابح بات ال يثني قوائمه

ومن جماذيفه أهداب أجفان... مقلة للجو شاخصة كأنه بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البلنسية

وهو ه، يف حلى قرية بطرنهكتاب الورق املرن

:من قرى بلنسية؛ منها أبو جعفر أمحد بن اجلزار

هو الذي شجر بينه وبني ابن غرسية موىل إقبال الدولة بن جماهد ملك دانية ما أوجب أن صنع : من املسهبوأبو جعفر ممن ابن غرسية الرسالة الشعوبية يف تفضيل العجم على العرب، وعارضها مجاعة من الفضالء،

:عارضها برسالة، وفيه يقول ابن غرسية هاجيا له عزبت فسلها فما تنكر... بطرنة تعلم أصال له

وشفرة جزر وال أكثر... ومثل هبا وضما ماثال وجددكم اجلازر األكبر... جتر ذيول العال تائها

ومثلك يا سيدي يفخر... عال حاجب فهذي العال ال :وفضله صاحب املسهب، وأطنب يف تقدميه بقوله

وال مثر يجىن وال زرع يحصد... وما زلت أجني منك والدهر ممحل ألغصاهنا ظل علي ممدد... مثار أياد دانيات قطوفها

وأطيار شكري فوقهن تغرد... يرى جاريا ماء املكارم حتته :ومن شعره قوله

مهامه مثل صدرك يف انفساح... إليك أبا علي جبت بيدا

إىل أوكارها رخم الصباح... وغربان الدجى قد نفرتها .وقد أنشد هذه األبيات عمه يف احلديقة

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة البلنسية

وهو كتاب املنه، يف حلى بنه :من قرى بلنسية، منها

أبو جعفر أمحد بن عبد الويل البني. غرر دهره، خلع عذاره يف الصبا، وهب مع غرامه جنوبا وصبامن سوابق حلبة عصره، و: من املسهب

وهو مطبوع النظم نبيله، واضح هنجه يف اإلجادة : وذكره الفتح يف املطمح مث ذكره يف ضمن القالئد وقالوسبيله، يضرب يف علم الطب بنصيب، وسهم خيطئ أكثر مما يصيب، وكان أليف غلمان، وحليف كفر ال

ان، ما نطق متشرعا، وال نظر متورعا، وال اعتقد حشرا وال صدق بعثا وال نشرا، ورمبا تنسك جمونا إميوفتكا، ومتسك باسم التقى وهو يهتكه هتكا، ال يبايل كيف ذهب، وال مبا تمذهب، وكانت له أهاج جرع

:ن نظمه قولهالغرض م. هبا صابا، وادرع منها أوصابا حلل اجلمال إذا مشى وحليه... من يل بغرة فاتن خيتال يف

ما عاد جنح الليل بعد مضيه... لو شب يف وضح النهار شعاعها ذهبية يف اخلد من فضيه... شرقت مباء احلسن حىت خلصت

غذيت بوسمي الصبا ووليه... يف صفحتيه من احلياء أزاهر

من سحر عينيه حسام سميه... سلت حماسنه لقتل محبه :وقوله

من جوى الشوق خباال... كيف ال يزداد قليب بهر الناس جماال... وإذا قلت علي

ر هباء واعتداال... هو كالغصن وكالبد وانثىن الغصن اختياال... سرورا أشرق البدر

عنه قد رام محاال... إن من رام سلوي كان رشدا أو ضالال... لست أسلو عن هواه

عذل نفسي أو أطاال... قل ملن قصر فيه يسلب األفق اهلالال... دون أن تدرك هذا

:وقوله فأودع نشره رحيا شماال.. .تنفس باحلمى مطلول روض

تجرر فيه أردانا خضاال... فصبحت العقيق إيل كبال بنفحتها ميينا أو مشاال... أقول وقد شممت الترب مسكا

ويشكو من حمبتك اعتالال... نسيم بات يجلب منك طيبا وت جواحني منها ذباالحش... ينم إيل من زهرات روض

:وذكر نفي ناصر الدولة له من ميورقة يف قوله وقد ردته الريح فأقصونا وقد أزف الوداع... أحبتنا األلى عتبوا علينا

فما يف العيش بعدكم انتفاع... لقد منتك لنا جذال وأنسا بالسفينة أم نزاع أشوق... أقول وقد صدرنا بعد يوم

كأن قلوبنا فيها شراع... إذا طارت بنا حامت عليكم :ومن شعره قوله

إذا رماها فقلنا عندنا اخلبر... قالوا تصيب طيور اجلو أسهمه وأيد السهم من أحلاظه احلور... تعلمت قوسه من قوس حاجبه كما يلوح جبنح الليلة القمر.. .يلوح يف بردة كالنفس حالكة

كما تفتح يف أوراقه الزهر... ورمبا راق يف خضراء مورقة :وقوله

كالصقل يف السيف أو كالنور يف النار... تروق حسنا وفيك املوت أمجعه بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا أما بعد محد اهللا والصالة على

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البلنسية

وهو كتاب احلال املغبوطه، يف حلى حصن متيطه

:من حصون بلنسية، منه أبو جعفر أمحد بن جعفر املتيطي

ومن . يات، وكان أبو جعفر مشهورا بالتوشيحوهلذا البيت فيها جمد شامخ، وتصرف يف وال. سكن سبتة :شعره قوله من قصيدة يف أيب سعيد بن جامع وزير أئمة بين عبد املؤمن

هذا صعود ملن يف الدهر قد مجدا... سموت حىت علوت النجم مرتفعا لو أن بأسك يف ماء ملا وردا... وخافك الناس طرا يف مياههم

أظهرت من غزوات نظمت عددا... ت ملك أمري املؤمنني مبا زين أبو عبد اهللا حممد بن أمحد املتيطي

:ذكر أبو سهل احملدث أنه اجتمع به، وأنشده قوله واشتعل الوجد اشتعال القبس... سري مبن أهواه يف زورق يح النفسيف لجج الدمع بر... كأمنا الزورق قليب بدا

أبو جعفر أمحد بن حممد املتيطيأنه كان شاعرا مكثرا، وأنه لقيه بسبتة يف مدة املستنصر، وله أمداح كثرية يف أيب حيىي بن : أخربين والدي

:حيىي بن أيب إبراهيم ملك سبتة، ومن شعره قوله رقمن النجوم ملدحور ومست... يا سائلي عن شهاب مرتميا وضمها مسرعا يف آخر الطلق... كفارس حل إحضارا عمامته

:وقوله مصفرة الوجه لكن ما هبا خجل... انظر إىل الشمس قد وافت ملغرهبا وخلفت مجرة تذكى وتشتعل... كأهنا عند رأي العني إذ سقطت

خلدية ريثما تروى وتغتسل... ت خريدة غطست يف اليم وانتزع بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب مملكة بلنسية

وهو يرة شقركتاب النجوم الزهر، يف حلى جز

عروس األندلس املقلدة من هنرها بسلك، املتلفعة من جناهنا بسندس، روض بسام، وهنر : من املسهب :كاحلسام، وبلبل ومحام، ومنظر حيث على حسو املدام، كما قال حسنتها أبو إسحاق بن خفاجة

ودوح حسن هبا مطل... سقيا هلا من بطاح أنس أطل فيه عذار ظل... رى غري وجه نهر فما ت

الكاتب أبو املطرف أمحد بن عمريةهو اآلن عظيم األندلس يف الكتابة ويف فنون من العلوم، وقد كتب عن زيان بن مرذنيش ملك بلنسية،

له جائزة، ودفع إليه زيان بن مرذنيش أحضر يوما حجاما، مث أخرج: وأخربين أبو عبد اهللا بن األبار البلنسي :أبو املطرف شعرا، فلم يجزه، فكتب إليه

وراحة من أراح املدح صفرا... أرى من جاء باملوسى مواسى وأخفق سعي ذا إذ قص شعرا... فأنجح سعي ذا إذ قص شعرا

.فأمر له بإحسان

الكاتب أبو جعفر أمحد بن طلحة

يلية وهو يكتب عن سلطان األندلس املتوكل بن هود، ويكون نائبا عن الوزير إذا غاب، وآل لقيته بإشبأمره إىل أن فسد ما بينه وبني ابن هود، وفر إىل سبتة، فأحسن له ملكها املوفق الينشىت، مث بلغه أنه يكثر

ه، وله شعر يف الوقوع فيه، فرصده يف شهر رمضان وهو يشرب اخلمر وعنده عواهر، فكبسه وضرب عنق :الطبقة العالية، منه قوله

قلد جيد األفق طوق العقيق... يا هل ترى أظرف من يومنا مرقصة كل قضيب وريق... وأنطق الورق بعيداهنا

يف الروض إال بكؤوس الشقيق... والشمس ال تشرب خمر الندى :وقوله

مضمخة املالبس بالغوايل... عروسا أدرها فالسماء بدت وجفن النهر كحل بالظالل... وخد الروض خفره أصيل

تضيء هبن أكناف الليايل... وجيد الغصن يشرف يف آلل :وقوله

عاين طريف منه سحرا حالل... هللا هنر عند ما زرته وحال فيها الغصن شبه اخليال... ليلة إذ أصبح الطل به

:وقوله وبينكم وقد جددت ذكرا... وملا ماج بحر الليل بيين فمد له املنام عليه جسرا... أراد لقاءكم إنسان عيين

:وقوله بصحن اخلد منه غريق ماء... وملا أن رأى إنسان عيين

كما مد الظالم على الضياء... جسرا أقام له العذار عليه

البيوت

أبو القاسم بن خرشوش

:من أعيان اجلزيرة يف مدة امللثمني، ومن شعره قوله الصبوح: على الغصون... دعين إذا الطري نادى

وإن هناين النصيح... هناك أتلف مايل احلكام

أبو يوسف يعقوب بن طلحة

ه وىل قضاء جزيرة شقر، وكان ظريف املذاكرة، حسن احملاضرة، شاهدت منه أيام مقامي أن: من املسهبجبزيرة شقر حماسن لو بثت على الرض ما ذوى، ولو حمي هبا النجم ما هوى، أدب كما سجع احلمام،

:وكرم مثل ما هطل الغمام؟ ومما أنشدنيه من شعره قوله من قصيدة سراي هبا ما بني رمح ومنصل... داء عني هل رأت أال فسل البي

وسهد إذا ما نام ليل املهبل... بقلب لو أن السيف منه ملا نبا تراه إىل العلياء مثلي يعتلي... على كل طرف يسبق الطرف شده بصبح حمجلوطورا على ليل ... فطورا على برق وطورا على ضحى

العلماء

األديب الفاضل أبو إسحاق

إبراهيم بن أيب الفتح بن خفاجة

.الناظم املطبوع، الذي شهد بتقدميه اجلميع، املتصرف بني أشتات البديع: من الذخريةقم مالك أعنة احملاسن وناهج طريقها، العارف بترصيعها وتنميقها، الناظم لعقودها، الرا: ومن القالئد

.لبرودها .هو اليوم شاعر هذه اجلزيرة، ال أعرف فيها شرقا وال غربا نظريه: ومن املسهب

:الغرض من حماسنه قوله وإشراق جيد الغصن يف حلة الزهر... أما والتفات الروض عن أزرق النهر

:ومنها على نهر فقلت قضيب قد أطل... ومل ألق إال صعدة فوق ألمة

:ومنها فقلت حباب يستدير على خمر... ومل أر إال غرة فوق شقرة

:ومنها مدامية األلمى حبابية الثغر... غزالية األحلاظ رميية الطلى

كما اشتبكت زهر النجوم على البدر... ترنح يف موشية ذهبية رداء عناق مزقته يد الفجر... قد خلعت ليال علينا يد اهلوى و

:وقوله فيها ميهد مضجعي ويدمث... وعشي أنس أضجعتنا نشوة

والغصن يصغي واحلمام يحدث... خلعت علي هبا األراكة ظلها والبرق برقي والغمامة تنفث ...والشمس جتنح للغروب مريضة

:وقوله خنث املعاطف والنظر... ومهفهف طاوى احلشا

تليت حماسنها سور... بهر العيون بصورة وإذا سعى وإذا سفر... فإذا رنا وإذا شدا

مة واألراكة والقمر... فضح املدامة واحلما :وقوله يذهب من خده لجينا... ما اللحظ كيمياء كأن

تقلب عني اللجين عينا... وما تيقنت أن عينا :وقوله

ال تكتم احلصباء غدرانها... وأسود يسبح يف لجة زرقاء واألسود إنسانها... كأنها يف شكلها مقلة

:وقوله وعندنا بكؤوس الراح شهبان... ولدينا البدر ندمان كتابنا

واألرض كاسية واجلو عريان... والقضب مائسة والطري ساجعة :وقوله

يقيم كما شاء اهلوى ويسري... كتبت وقليب يف يديك أسري بكل مكان روضة وغدير... ويل كل حني من نسييب وأدمعي

:وقوله يا قرة العين يا كراها... يا نزهة النفس يا مناها وهذه حاليت تراها... أما ترى يل رضاك أهال يف رمق النفس يا أخاها... فاستدرك الفضل يا أباه وعفت من تمرة نواها... فسوت قلبا ولنت عطفا

:وقوله مآلت عيين ظلمة وسنا... الفعال يا حسنا قل للقبيح

قاسم جفني ذلك الوسنا... قامسين طرفك الضنى أفال أهتز للحسن لوعة غصنا... إين وإن كنت هضبة جلدا مل ألتزم حالة وال سننا... قسوت قلبا ولنت مكرمة

حتسبه من مجوده وثنا... حب اجلمود يف رجل لست أ وال طوى جسمه الغرام ضنى... مل يكحل السهد جفنه كلفا

آىب الرزايا وأعشق احلسنا... فإنين والعفاف من شيمي أبكى اخلطايا وأندب الدمنا... طورا منيب وتارة غزل

أو انتحت راحة دنا فجىن... ة بكى وشكى إذا اعترت خشي تثنيه ريح الصبا هنا وهنا... كأنين غصن بانة خضل

:وقوله ولوى القضيب على الكثيب األعفر... حدر القناع على الصباح املسفر

اب األخضرفارتج يف ورق الشب... ومتلكته هزة يف عزة متبسما عن مثل سمطي جوهر... متنفسا عن مثل نفحة مسكه

فلقيتهن من الشباب بمغفر... سلت علي سيوفها أجفانه هذا اهلزبر قتيل ذاك اجلؤذر... متجلدا آىب بنفسي أن أرى الدجى من مارج متسعر حتت... فحشا بطعنته حشا متنفس

ويكر يوم احلرب أخر مدبر... يغشى رماح اخلط أول مقبل مكسورة ولعامل متكسر... فتراه بني جراحتين للحظة

فإذا تنوسيت األزمة فاذكر... بيين وبينك ذمة مرعية سطرين من دمع هبا متحدر... واملح صحيفة صفحيت فاقرأ هبا خوف الوشاة بأمحر يف أصفر... كتبتهما حتت الظالم يد الضنى

:ومنها فإخاله غصنا بشطي جعفر... يثني معاطفه وأذري عبرة

:وقوله نانكما اعوج يف درع الكمي س... سقاين وقد الح اهلالل عشية هلا الزهر ثغر والنسيم لسان... ونمت بأسرار الرياض مخيلة :وكتب على ظهر رقعة هاج جاوبته عن شعره يف ظهره... ومعرض يل باهلجاء وهجره

فاليوم أشعاري تلوط بشعره... فلئن نكن باألمس قد لطنا به :وقوله

ذهب األصيل على لجين املاء... رى والريح تعبث بالغصون وقد ج أبو طالب عبد اجلبار املتنبي

أبرع أهل وقته أدبا، وأعجبهم مذهبا، وأكثرهم تفننا يف العلوم، وأوسعهم . كان يعرف باملتنيب: من الذخريةسلك، ال يبايل أين وقع، وكان فيما بلغين يفد نفسه مبلك، وينخرط للمجون يف. ذرعا يف املنثور واملنظوم

:وال حيفل بأي شيء صنع، ومن شعره قوله وال وطاء وال ماء وال فرش... كيف البقاء ببيت ال أنيس به

يف ظلمة الليل يأوي جوفها حنش... كأنه كوة يف حائط ثقبت :وقوله

يف عصره والفاضل األوحد... قل أليب يوسف املنتقى وظل يبدي السحر من عشره... ومن إذا حرك موسيقة تشدو بأحلان على وتره... ختاله إسحاق أو معبدا

فتطرد األشجان عن فكره... هل لك أن تسمع مهديكم ما يف ضمري الزهر من سره... حىت إذا األيام أبدت له

فضته البيضاء أو تبره... ما تشتهي أعطاك من جدواه :وقوله

رخيم الدل ذي وتر فصيح... وخمار أخنت به مسيحي فداوى ما بقليب من جروح... سقين مث غناين بصوت

فاح البيت منها طيب ريح... وفض فم الدنان على اقتراح فقال أظنها من عهد نوح... فقلت له لكم سنة تراها

داعين أن هلم إىل الصبوح... فلما أن شدا الناقوس صوتا وقبلين فرد إيل روحي... وحياين وفداين بكأس

الشعراء

أبو عبد اهللا حممد بن الدمن

املعروف مبرج كحلق، حىت إنه نعيش ببيع السمك، ترقت به مهته إىل هو يف املغرب مثل الوأواء الدمشقي كان ينادي يف األسوا

:األدب قليال قليال، إىل أن قال الشعر، مث ارتفعت فيه طبقته، ومدح امللوك واألعيان، وصدر عنه مثل قوله بني الفرات وبني شط الكوثر... عرج مبنعرج الكثيب األعفر

من راحتي أحوى املدامع أحور... ولتغتبقها قهوة ذهبية مسحت هبا األيام بعد تعذر... وعشية كم بت أرقب وقتها

أهدت لناشقها مشيم العنبر... نلنا هبا آمالنا يف جنة والزهر بني مدرهم ومدنر... والروض بني مفضض ومذهب

والشمس ترفل يف قميص أصفر... اكة تنثين والورق تشدو واألر سيف يسل على بساط أخضر... وكأنه وكأن خضرة شطه مهما طفا يف صفحه كاجلوهر... وكأمنا ذاك احلباب فرنده ويجيد فيه الشعر من مل يشعر... هنر يهيم حبسنه من مل يهم

إال لفرقة حسن ذاك املنظر... وجه الشمس عند غروهبا ما اصفر :وقوله

وعرف ظالم األفق منه تأرجا... سروا يخبطون الليل والليل قد سجا به يا سمينا والظالم بنفسجا... إىل أن ختيلنا النجوم اليت بدت

فقلت فؤادي خافقا متوهجا... ومما شجاين أن تألق بارق فأذكرين ثغرا لسلمى مفلجا... وشيب بياض القطر منه حبمرة

بأسهمها تصمي الكمي املدججا... أمائسة األعطاف من غري خمرة جرجاوعطفك ميادا وردفك ر... أأنت اليت صيرت قدك مائسا

وبالدعص مركوما وبالظيب أدعجا... وأغضبك التشبيه بالبدر كامال أجلت عليه الم صدغك صولجا... وقلب شج صيرته كرة وقد وال محلت إال ضلوعي هودجا... فال رحلت إال بقليب ظعينة

:وقوله يخبر أن ريقتها مدام. ..وعندي من معاطفها حديث وال ذقنا وال زعم اهلمام... ويف أحلاظها السكرى دليل

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثامن

:من الكتب اليت يشتمل عليها

بلنسية كتاب مملكة

وهو كتاب السحر املسطر، يف حلى حصن مربيطر

البساط

هي من املدن الرومية املشهورة باألندلس، فيها آثار عظيمة، وأعظمها امللعب الذي أمام : من املسهبقصرها، وهو صنوبري الشكل، قد ارتقى بأحكم صنعة درجة درجة، إىل أن تكون الدرجة العليا ال جيلس فيها إال امللك وحده، مث ما احندر منها اتسع املكان حبسب الطبقات إىل أن تكون الدرجة األخرى جلمهور

.من يلوذ بامللوك من غري اخلاصة املقربني

العصابة

ملكها يف مدة الطوائف القائد أبو عيسى بن لبون

رزين صاحب السهلة، فأخرجه منها، وكان قبل ذلك وزيرا للمأمون بن ذي النون، ولعب عليه جاره ابن .ومل يعوضه بشيء عنها

هو ممن رأس وما شف، ووكف جوده وما كف، وأعاد كاسد البدائع نافقا، ومل يصدر آمال : من القالئد :ومن شعره قوله. خافقا، وكانت عنده مناهلي تزف، فيها للمىن أبكار نواهد

وسايرهم سرور وارتياح... مزن سقى أرضا، ثووها، كل صروف الدهر والقدر املتاح... فما ألوى هبم مبلل ولكن

بدمع يف أعنته جماح... سأبكي بعدهم حزنا عليهم :وقوله

أو ما ترى زهر الرياض مفوفا... قم يا ندمي أدر علي القرقف ا ووختال نرجسها حمبا مدنفا... ورده فتخال حمبوبا مدال

واليامسني حباب ماء قد طفا... واجللنار دماء قتلى معرك :وقوله

وقد بعتم حظي وضاع لديكم... لحا اهللا قليب كم حين إليكم ومل تنصفونا فالسالم عليكم... إذا حنن أنصفناكم من نفوسنا

:لهوقو واملزن يسكب أحيانا وينحدر... لو كنت تشهد يا هذا عشيتنا

أبصرت تبرا عليه الدر ينتثر... واألرض مصفرة باملزن كاسية :وقوله

محراء يف لوهنا تنفى التبارحيا... يا رب ليل شربنا فيه صافية ا أبصرت منها مصابيحاكأمن... ترى الفراش على األكواس ساقطة

:وقوله بعدما أخذ منه بلده هيهات ال تنقضي للمرء آراب... يا ليت شعري وهل يف ليت من أرب

واجلو من فوقه لليل جلباب... أين الشموس اليت كانت تطالعنا فيها وقد نام حراس وحجاب... وأين تلك الليايل إذ نلم هبا

أنامل العاج واألطراف عناب... إلينا لجينا حشوه ذهب تهدي :وقوله

إليك عين فما يف احلق أغتنب... نفضت كفي من الدنيا وقلت هلا جليس صدق على األسرار مؤتمن... من كسر بييت يل روض ومن كتيب

ا هلم علو مبن دفنواقومي وم... وما مصايب سوى مويت ويدفنين

السلك

أبو عيسى لب بن عبد الودود املربيطري بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب التاسع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة البلنسية

وهو املراعي العازبة، يف حلى كورة شاطبةكتاب

:ينقسم هذا الكتاب إىل كتاب الغيوث الصائبة، يف حلى مدينة شاطبة كتاب النغمة املطربه، يف حلى حصن يانبه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

تاب األولالك

:من الكتابني اللذين يشتمل عليهما

كتاب الكورة الشاطبية

وهو كتاب الغيوث الصائبة، يف حلى مدينة شاطبة

البساط

مدينة عظيمة، مانعة كرمية تعز بامتناع معقلها نفوس أهلها، وتخرج من بطحائها يف أحسن : من املسهبومن متفرجاهتا البطحاء، والغدير، والعني . يف مدة ملوك الطوائفمتأمل، وهي من اليت نشزت على بلنسية

مث البن هود، وساد فيها أبو احلسني بن عيسى وكان مشهورا باجلود ممدحا وصارت له بعد موت ابن هود، .وصارت حبكمهم. مث صاحل بنوه النصارى عليها

السلك

ذوو البيوت بيت بين اجلنان :، وهم من كنانة، أمهرهمبيت موثل التوارث

أبو العالء عبد احلق بن خلف

بن مفرج بن اجلنانكاتب شاطبة الذي مل أجد له فيها نظريا، وماجدها الذي ألفيته للمكارم وليا ونصريا، اجتمعت : من املسهب

ء، واالستشارة يف به يف بلده، فأحلين بني خلبه وكبده، وهو معروف فيها، بالكتب عمن يليها، من األمراوملا أسرعت الرحيل عن شاطبة وجه يل ببر، وكتب . اآلراء، تتجلى الوزراء بامسه، وتشرف الكتابة بوسمه

:معه أمست به أفق بدر... يا سيدا زار أرضا فكن غديرا لقطر... ما كنت إال كبرق

علم كبحر من فيض... حىت نوفي وردا أمن وحفظ وبر... وإن أبيت فسر يف

أضرمتها طي صدر... وكن عليما لنار :وأنشدين لنفسه

ومل تدر الوشاة أوان سارا... سرى هبد اهلدو خيال نعمى حذارا أن يزور وأن يزارا... وزار وأعين الرقباء تذكى

تدور جبانبيه حيث دارا... فدون طروق ذاك احلي سمر كما لقط القطا مث استطارا... سأشكر للكرى خلسات وصل

:وذكره صاحب فرحة األنفس، وأورد له رسالة كتبها إىل حيىي بن غانية امللثم، يهنيه هبزمية النصارى

اعي، جمايا يف تأييده دعوة الداعي، وال زال معقودة بالظفر أطال اهللا بقاء الرئيس األجل واضح آيات املسأدعو . ألويته معمورة بصاحل الدعاء ساحاته وأنديته، كتايب وما خططت حبرف، إال رمقت السماء بطرف

وأتوسل، إىل من يسمع الدعاء ويقبل، ويسني احلظوظ فيجزل، على ما أوىل من قسم أتاحها اهللا على يديه، وألقى أزمتها إليه، حىت انقادت له بعد شماس، وتأتت على ياس، وهل كانت إال خبيثة الدهر، وبيضة

.العقر، صعبت على من كان قبل من أوىل السياسات، ومدبري الرياسات

ابنه الكاتب

أبو بكر بن أيب العالء

:د، فكتب على احلائط بالفحم وقد أيقن باملوتكان من اجللة ببلدة، وجرت عليه حمنة سجن فيها وقي أني أسري بدار اهلون مقصود... أال درى الصيد من قومي الصناديد

كبل، كما التفت احليات معقود... ال أبسط اخلطو إال ظل يقبضه مغناهم وال اجلود ال يعرف الفضل... وقد تألب أقوام لسفك دمي

:وقوله يف غالم يقفز فارا

ينثنى كالغصن يف الورق... ووسيم اخللق واخللق كفؤاد الصب محترق... مر يلقي النار يف ضرم

كانصالت النجم يف األفق... ومضى يجتاب جاحمها أبو الوليد بن اجلنان

. صحبته مبصر وحلب، وأنا أقطع أنه معدوم النظري يف الغوص على املعاين املخترعة واملولدة. بيتمن هذا ال :فمما كتبته عنه من شعره قوله من قصيدة مدح هبا الصاحب الكبري املنعم كمال الدين بن أيب جرادة

من عيون احلب يذرف... فوق خد الورد دمع بعد ما سال يجفف... ضحى برداء الشمس أ

:وقوله والصبح أعالمه حممرة العذب... قم سقنيها وجيش الليل منهزم

تضمه الشمس يف ثوب من الذهب... والسحب قد بددت يف األرض لؤلؤها :وقوله

يأيت بشريا بالقدوم الغبش... األرض بالشمس هتيم فلذا بساط أزهار الرياض يفرش... و مل يكن لما غدا هلا ل

:وقوله أفق السماء فلم تبرح تنقطها... ودوحة أطربت منها محائمها

يلقي السحاب هلا درا فتلقطها... حتكي الكمامة فيها راحة قبضت .ووهو اآلن بالقاهرة مصدرا يف إقراء النح

أبو احلسن حممد بن أيب جعفر بن جبري

أنه كتب عن عثمان بن عبد املؤمن ملك غرناطة وحج وجل قدره يف رحلته، مث عاد إىل : أخربين والدي :األندلس، مث عاد إىل مصر، فمات، وقربه باإلسكندرية، ومن شعره قوله

ال صبر واهللا يل عليه... طول اغتراب وبرح شوق يا خير من يشتكى إليه... يك أشكو الذي أالقي إل

قد غلق الرهن يف يديه... ويل بغرناطة حبيب يظهر يل بعض ما لديه... ودعته وهو بارمتاض

ينهل يف ورد صفحتيه... فلو ترى طل نرجسيه ه فوق وجنتيهمن دمع... أبصرت درا على عقيق

:وقوله فهيج بالذكر أشجانه... غريب تذكر أوطانه

ويعقد بالنجم أجفانه... يحل جواه عقود العزاء

غروبا لتسقي سكانه... ويرسل للغرب من دمعه :وقوله

فهنيئا لكم أهل منى... يا وفود اهللا فزتم باملنى فلهذا برح الشوق بنا... قد عرفنا عرفات بعدكم

وغروب الدمع جتري بيننا... حنن باملغرب نجري ذكركم

الكتاب

؟أبو بكر عبد الرمحن بن مغاوركتب عن أيب الربيع بن عبد اهللا بن عبد املؤمن سلطان املغرب األوسط وقسم أبو الربيع يوما على خاصته

:أعطاهم واحدة واحدة وخصه باثنتني، فقالأترجا، ف

ملك طلق اليدين... قسم األترج فينا بني أترايب وبيين... مل تكن قسمة ضيزى

وحباين باثنتني... إذ حبا فردا بفرد مثل حظ األنثيين... هكذا ما زال حظي

الساقية يف ثومه، فسقى هبا جنته، مث وصل إىل ابن مغاور يف ذلك اليوم ووهب له أحد األعيان سهمه من :ضيف، فكتب إىل املذكور الذي سقى جنته

فاسق ضلوعي بفيض راح... سقيت أرضي بفيض ماء واخفض جناحا على جناحي... واترك جفاي يذهب جفاء

:نقوقال وقد علق أخ له امرأة من بين ي فما بيننا ثأر وال عندنا ذحل... بني ينق كفوا عيون ظبتائكم

وقلتم حرام أن يلم به النحل... أسوغتم الشهد املشور لطاعم فغري نكري أن يلم هبا الفحل... إذا ما تصدت يف الطريق طروقة

:وقوله ال حد يف اخلمر وال يف الغنا... ا املىن احلمد هللا بلغن

وإن شكرناه أحل الزنا... قد خلل القاضي لنا ذا وذا

الكاتب أبو عبد اهللا حممد بن عبد العزيز

كان مبراكش يف مدة املنصور، وكتب عن أيب زكريا بن أيب إبراهيم صاحب سبتة، وكان يقول من الشعر ما :منه قوله غرامي وسري يف الضمري قد انطوى... رحة ناديتها مظهرا هلا أيا س

وماذا أقاسيه عليك من اجلوى... قعيدك، هل تدرين ما يب من الضنى فلوال اهلوى ما كان نجمي قد هوى... فيا ليتين مل أعرف احلب ساعة

ومن كتاب اإلحكام، يف حلى احلكام

طاهر بن نيفون أبو احلسن

قاضي شاطبة

. عامل أعالم، وفاضل يف كل فن وإمام، هنض به علمه حىت صيره علما، وأبرزه يف بلده حكما: من املسهب .وله من مدح يف إبراهيم بن يوسف بن تاشفني

وصيرين بعد اخلمول مكرما... أيا ملكا أوالين العز والغنى فرفعين بالعز واجلاه للسما... لقى مذلال وأبصرين يف األرض م

العلماء

أبو بكر حممد بن أيب عبد اهللا

حممد بن سراقةهو اآلن صاحب مدرسة احلديث اليت بناها السلطان الكامل يف القاهرة، وهو يف هناية اللطافة، وخلوص

:ين قولهالديانة والقبول، وعلى أموره طالوة، استنشدته من شعره، فأنشد غر بفنون العلم يروي ويكتب... دعاين إىل إسماع شعري سيد

وبخلي بالشعر املهلهل أعجب... فقلت عجيب عندي اجلود باللها إذا مل تكن يف غاية احلسن أوجب... وما الشعر إال صورة العقل حجبها

الطبيب أبو عامر حممد بن ينقء وطبعا، وعمر للمحاسن ربعا، لوال عجب استهواه، وأخل مبا حواه، وزهو ضفا على أعطافه، شهر ذكا

.وأخفى ثوب إنصافه، إال أن حسنة إحسانه لتلك السيئة ناسخة، ويف نفس االستحسان راسخة :ومن شعره قوله

قلفهل مسعت بظل غري منت... دعين أصاد زماين يف تقلبه كالبدر يزداد إشراقا مع الطفل... وكلما راح جهما رحت مبتسما

فالليث مكمنه يف الغيل للغيل... وال يروعنك إطراقي حلادثة فيه وال امحر صفح السيف من خجل... فما تأطر عطف الرمح من خور

فهل يعير جيد الظيب بالعطل... حليها هممي ال غرو أن عطلت من وقلد العذب جيد الفارس البطل... وياله هال أنال القوس باريها

:وقوله ترود ظالل الضال أو أثالتها... وما ظبية أدماء تألف وجرة

تنطق حذار وشاهتا إلينا ومل... بأحسن منها يوم أومت بلحظها .وأطنب يف الثناء عليه صاحب السمط، وأنشد له، يف بعض ما أنشد، ما هو منسوب لغريه

الشعراء

أبو حممد عبد اهللا بن سلفري الشاطيب

:له من قصيدة يف حممد بن مرذنيش ملك مرسية تصف قطعه البحرية: من فرحة األنفس

متشي كما مشت النكباء والثمل... جريتها وبنت ماء ملسرى الريح يظلها من غمام فوقها ظلل... قد جللوها شراعا مثل ما نشأت

فتحاء يعلو هبا طورا ويستفل... كأهنا فوق منت الريح سابحة جلمللتقى املوج يف حافاته ز... جابت بنا كل خفاق احلشا لجب

أبو عبد اهللا حممد بن يربوع الشاطيب

:أنه طلب من صفوان شيئا من شعره فمطله، فكتب له ابن يربوع: ذكره صفوان يف زاد املسافر، وذكر

لقد ضاق ذرعا عن حتمله صبري... فديتك ما هذا التناسي أبا بحر ا على شاطئ النهروأرحل ظمآن... أأصدر عن أفق الكواكب سادرا

:وأنشد له قوله يف أحد ملوك بين عبد املؤمن على كفكم منا فموردها عذب... أسيدنا ال تنكرن تزاحما

لثمها واحلكم ما حكم القلبإىل ... وعذرا إلينا فالقلوب نوازع لتقبيلها ظلت تزامحنا الشهب... فلو بلغت شهب السماء بلوغنا

األهداب

موشحة البن موهد الشاطيب :وسكن مرسية ومدح هبا ابن مرذنيش ملك شرق األندلس

ما بني ندمان وساق... أما طربت إىل احلميا والليل ممدود الرواق... الثريا والبدر يف عقب

خذها على رغم العذول خرقاء تلعب بالعقول

والنهر كالسيف الصقيل والح مصقول التراقي... على رياض فاح ريا ال ملك مصر مع العراق... تلم املنى يا صاحبا

قد كنت أصبو إىل الرحيق حىت شغلت عن اإلبريق بقهوة من لذيذ الريق طاوى احلشا حدو العناق... أنا الذي صدت ظبيا من مسكر عذب املذاق... تسقي مراشفه شهيا

يا من لحا ولك التفنيد حبي لعزة ال يبيد فرمبا بلي اجلديد

التالقي كيف السبيل إىل... يا من أحب القرب إليا ما بني نأيك واشتياقي... لقد لقيت املوت حيا من يل به فوق ما أقول حتار يف وصفه العقول فما إىل وصله سبيل

ظبيا يروع بالفراق... أحبب به أحبب إليا كالظيب مكحول املآقي... طلق األسرة واحمليا

من يل مبن أهوى ومن يل ليس اهلوى إال ملثلي وأنت يا بعضي وكلي

وأنت تعلم ما أالقي... أبعدتين بعد الثريا كما أنا عليك باق... يا من هويت أبقي عليا بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

.من الكتابني اللذين تشتمل عليهما كورة شاطبة وهو

كتاب النغمة املطربه، يف حلى حصن يانبه :حصن بهج املنظر، ذو فواكه ومياه، منه: من املسهب

أبو عبد اهللا حممد بن خلصة األعمى، لكنه باألئمة العلماء، أشبه منه بالكتاب كان أحد العلماء بالكالم، وله حظ من النثر والنظام: من الذخرية

وكتب عن إقبال الدولة بن . الشعراء، وقد بدرت له أشعار يسري هبا إىل البديع، ويذهب فيها إىل التصنيع :ومن شعره قوله من قصدية يف مدحه. جماهد ملك دانية واجلزر

ه حيليفما أحالته عن أحوال... خدمتكم ليكون الدهر من خدمي فنا انتفاعي بعلم احلال البدل... إن مل تكن حايل مبدلة

:وقوله من قصيدة كفى باهلوى ذال وباحلسن معتزا... أطع أمر من هتواه عز قد بزا

:ومنها

أجد من بنيه غري من زادين وخزا... وملا لحاين الدهر لحو العصا ومل جرازا جذاذا ال كهاما وال كزا... جعلتك يل حصنا ونبهت مقوال كثري هلا أن تستجاز وال تجزى... ومل تقتصد منك القصيدة نائال

وال تفجع اآلداب فيك وال ترزا... ليمتع بك اهللا األماين واملنى :وقوله

وهراء وأنتم املعقول... م وجود عدم ذا الورى وأنت شهدت يل مبا أقول العقول... وإذا كشف احلقائق فكر :وقوله خياطب احلصري

إذا املدعون مانوا... أيا صادقا هواه زمان وال مكان... فلم يحو ما حواه

حسام وال سنان... ومل يفر ما فراه من املنطق البيان... مرهفات إذا سل

من الصارم اللسان... تبينت أن أمضي بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب العاشر

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب اململكة البلنسية

ووه كتاب يف حلى حصن البونت

:معقل من املعاقل الرفيعة، والشواهق املنيعة، ملكة يف مدة ملوك الطوائف: من املسهب

القائد أبو حممد

عبد اهللا بن القاسم الفهري

وضبطه أشد الضبط، وضار شجى يف حلق صاحب بلنسية، وعنده أطال املكث هشام املعتد املرواين الذي

:يفة بقرطبة ومن عنده استدعى للخالفة وويل بعد ابنهصار خل

القائد أبو عبد اهللا حممد بن عبد اهللا

:فحذا حذو أبيه، ومنع رياسته ممن يليه، إىل أن أدركه ما يدرك البدر التمام، وأخذه احلمام، فويل بعده ابنه

األمري أبو حممد

عبد اهللا بن حممد بن عبد اهللا

رجل زهت به الرياسة والتدبري، وجبل : من القالئد. ن أمري امللثمني يوسف بن تاشفنيومنه أخذ هذا احلصدونه يلملم وثبري، ووقار، ال يستفز ولو دارت عليه العقار، إذا كتب باهت البدر رقعته، وقرطست أفئدة

شرقها، فأظهر مجاهلا، وعطر صباها وشماهلا، املعاين نزعته، وضعته الدولة يف مفرقها، وأطلعت مشسه يف مفسهل لراجيها حزهنا، وصاب بأحسن السري مزهنا، والح بشرها، ونفح نشرها وجادت يده باحليا، وعادت

نه الدولة به أيام الفضل بن حيىي، إال أن األيام اتقته، فما أبقته، وخشيه مكرها، فغشيه نكرها، فتخلت عختلى العقد عن عنق احلسناء، وأعرضت عنه إعراض النسيم عن الروضة الغناء، وإهنا لعاملة بسنائه، هائمة بغنائه، ولكن الزمان ال يريد شفوقا، وال يرى أن يكون بالفضائل حمفوفا، وهو اليوم قد انقبض عن الناس

.ئج أفكاره، وهام بعيون العلم وأبكارهوأجناسهم، واستوحش من إيناسهم، وأنس بنتا :كتب إىل الوزير أيب بكر بن عبد العزيز مجاوبا عن كتاب خاطبه به مسليا عن نكبته. الغرض مما أورد له

حبد حمد ظبا الصارم... ولو مل أفل شباة اخلطوب

بصبر ألبطاهلا هازم... ومل ألق من جندها ما لقيت بخبر خبري هبا عالم... ومل أعترب حادثات الزمان تنبه من سنة النائم... لكان خطابك يل ذكرة

على عقب الصاغر الراغم... وردءا يرد صعاب األمور

وال فكيف وقد قرعت النائبات إصغارا، ولقيت من هبوهبا إعصارا، ومل أستعن يف شيء منها مبخلوق،فوضت يف مجيع أمورها إال إىل أعدل فاتح وأحفظ موثوق، وأسأله أن جيعلها كفارة السيئات، وطهارى من

وإن خطاب السيد وصل، غب ما جتاىف ومطل، فكان احلبيب املقبل، من حقه . درن اخلطيئات مبنه وكرمهد علمت أنه مهما أبطأ برهة متصلة، فما أخطأ حفاظا وق. أن يستمال ويستنزل، وال عتاب عليه فيما فعل

وعلى أن العوائد أمحد من البديات، . بظهر الغيب وصلة، وإمنا هنته عن مقتضى نظره، ليبينه بفحوى تأخرهد والفوائد يف النتائج ال يف املقدمات، كما ختم الطعام باحللواء، بل كما نسخ الظالم بالضياء، وبعث حمم

وإن اختفاءه ملقدور حق قدره، ووفاءه جلدير باملبالغة يف شكره، ولقد بلغت مكارمه مداها، . أخر األنبياء .وسلت مسامهته عما اقتضاها، وقد آن أن يدع من ذكرى نهب صيح يف حجراته، واستبيح من جهاته

، وظن أنه جيد منه مؤانسة، فانقبض عنه وكتب له أبو العباس بن عشرة قاضي سال، وقد حل أبو حممد سال :واعتذر بالسلطان

إن قلت من هو ال يلقاك معترض... واحسرتا لصديق ما له عوض لعلة ما رأيت احلر ينقبض... ألقاه بالنفس ال باجلسم من حذر

:فجاوبه أبو حممد للوجيه على امليدان معترضما ... شر اجلياد إذا أجريت منقبض

غباره يف هواديهن ما نفضوا... أنى تضاهيه فرسان الكالم ومن :ومر يف الشعر إىل أن قال بعد العتاب

والذكر يبقى وعمر املرء منقرض... واحلر حر وأمر اهللا منتظر ملك قمري الوجه، سحايب اليد روضي اجلناب، : وصفهوأثنى عليه وعلى بيته صاحب املسهب، وقال يف

:وأنشد له قوله. ملك طفيلي السماح على األقارب واألباعد، ما فرجت أبوابه إال تفرجت الشدائد عن الصرب واجملد ال أخلع... خلعت عن امللك لكنين

زعوغيري من خطبه جي... رماين الزمان بأرزائه وال مقليت حسرة تدمع... فليس فؤادي بامللتظي

فكم ذا يغر وكم خيدع... ويل أمل ليته مل يكن بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب احلادي عشر

:مل عليهامن الكتب اليت يشت كتاب اململكة البلنسية

وهو كتاب حنني السانية، يف حلى أعمال دانية

:هي حمسوبة من اململكة البلنسية، وانقطعت عنها يف مدة ملوك الطوائف، وينقسم كتاهبا إىل كتاب القطوف الدانية، يف حلى مدينة دانية

كتاب تغريد السكران، يف حلى حصن بكريان مران، يف حلى حصن بيرانكتاب أنس الع

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب أعمال دانية

وهو

كتاب القطوف الدانية، يف حلى مدينة دانية

املنصة

ل يكون مملكة منقطعة عن بلنسية، لعظم ما احتوى عليه، وشهرة حاضرته مدينة دانية وما كاد هذا العم .تأثل من ملك من يذكر

التاج

:اقتطعها يف مدة ملوك الطوائف املوفق جماهد بن عبد اهللا ملك اجلزر

هورة، ومن أعظم ما فتحه وصيرها حضرة مللكه، وكان جليل القدر، له غزوات يف النصارى يف البحر مشوكان حمبا يف العلماء حمسنا هلم كثري التولع باملقرئني للكتاب العزيز، حىت عرف . جزيرة سردانية الكبرية

وقد أثىن عليه ابن حيان يف كتاب املتني . بذلك بلده، وقصد من كل مكان، وشكر يف األقطار بكل لسان :وويل بعده ابنه. شعراء كإدريس ابن اليمان وجلة العلماء كابن سيدههبذا الشأن، وقد وفد عليه أفراد ال

إقبال الدولة علي بن جماهدوحذا حذو أبيه يف اإلقبال على العلماء إال أنه كان ذلك تطبعا ال طبعا وكانت مهته يف التجارة ومجع املوال

.إىل أن أخذها منه املقتدر بن هود

مث توالت عليها والة امللثمني ووالة ابن . ه ومدة أبيه يف ملك دانية ستني سنةوكانت مدت: قال احلجاريمرذنيش ووالة بين عبد املؤمن، مث كانت لزيان بن مرذنيش صاحب بلنسية، ومنه أخذها النصارى، أعادها

.اهللا

السلك

الكتاب

عبداهللا ابن عبد الرب النمري

بن عبد الرب النمري الكاتب أبو حممد عبد اهللا بن العامل أيب عمركان أبو حممد قد حل من كتاب اإلقليم، حمل الغفر من النجوم، وتصرف يف التأخري والتقدمي، : من الذخرية

تصرف الشفرة يف األدمي، وتصرف مث ذكر مكان تصانيفه، ونبه على ما جرى على أيب حممد عند املعتضد وزعم أنه يطعن يف الدولة، فكاد أن يهلك على يديه، حىت وصل أبوه، بن عباد حني وشى به ابن زيدون،

.وخلصه منهوقد توغلت معك : قوله من رسالة عن ابن جماهد وقد زف ابنته إىل املعتصم ابن صمادح: الغرض من نثره

سرى، وأجلو يف أسباب األلفة، وهتكت بيين وبينك أسباب املراقبة والكلفة، فأنا أستريح إليك خبفيات عليك بنيات صدري، خروجا إليك عما عندي، وجريا معك على ما يقتضيه إخالص ودي، وجالء

لشواغل بايل، واستظهارا بك على حايل، وشفاء ملضض نفسي، واستدعاء ملا نفر وشرد من أنسي، كما ند امتالئها، وجتود العني طلبا للراحة ينفث املصدور، ويتلقى برد النسيم احملرور، وكما تفيض النفس ع

وكنت أشرت يف كتايب بتوجه من بتوجه من توجه من قبلي، ممن كان روح أنسي، ورحيان جذيل . مبائهاونفسي، إىل أن قرع ما قرع من لوعة الفراق ولذع ما لذع من لوعة االشتياق، وأنا أظن ذلك عاقبة الصرب

.يعقبه، وأن انصرام األيام ينسيه ويذهبه، فإذا هو قد أفرط وزاد، وغلب أو كادتغلبه، واجللد

:ومن شعره قوله يف رجل مات جمذوما. حبر البيان الزاخر، وفخر األوائل، واألواخر: ومن القالئد سامل العقل سقيم اجلسد... مات من كنا نراه أبدا

فرمى يف جلده بالزبد. ..بحر سقم ماج يف أعضائه حسد الدهر عليه فصدي... كان مثل السيف إال أنه

:وقوله واحبس عليك عنان طرفك... ال تكثرن تأمال فرماك يف ميدان حتفك... فلربما أرسلته

الكاتب أبو جعفر أمحد بن أمحد الداين

كان أسناهم موضعا، وأرفعهم عند ملوك الطوائف مطارا وأحسن موقعا، وله قدمته قدمته إذ: من الذخريةوكان أبوه شرطيا بدانية، فتميز هو باألدب وقال يف أخيه، وكان يكثر من . إحسان كثري، بني منظوم ومنثور

:هجائه وكذا الدهر جيور... جار ذا الدهر علينا

وزير وأخي اليوم... كان شرطيا أبونا وهو مأبون كبري... أنا مأبون صغري

:وقوله شوهاء إنك شوهة الوزراء... وعصا أبينا إهنا ألية

:وذكره احلجاري وأنشد له قوله. وله نثر يف القصور العبادية بإشبيلية، وقد تقدم ذلك هنالك ينعناه من أموري ما عنا... أال يا سائال عن شرح حايل

وحرت اخلضل يف يوم الرهان... حويت من الفضائل ما علمتم سباب أحي وحسيب من أماين... وما إن نلت غي األيام إال

الكاتب أبو عبد اهللا حممد بن مسلم الداين

بدال من آية الزمن، وهناية الفطنة واللسن، نفث بالسحر، واغترف من البحر، ونظم الداراي : من الذخرية .من رسالة خاطب هبا صاحب ميورقة: ومما أورده من نثره قوله. الدر

إن أغببت على بعد الديار مكاتبتك، وأقللت مع شحط املزار خماطبتك، فإين أكاتبك بلسان وداد، وأناجيك ت يف الضمري ماثل، فما خبلوص الفؤاد، وإمنا يتخاطب أهل بعد املكان، ويتكاتب ذوو النأي عن العيان، وأن

تزيد الرسائل، وبني اجلفون جائل، فما تفيد الوسائل، لكن العني ال تربأ من األرق، حىت تطبق جفنيها على احلدق، والنفس ال هتدأ من القلق، حىت جتمع شطريها إىل أفق، فلهذا جيب على الصديق تأكيد العهد ولو

ملام، وجتديد الود ولو بالكتاب، فإنه قد يغين عن اخلطاب، لكن قد يأيت بإهداء السالم، إذا مل يستطل على اإل

.من عوائق الزمان، وعوارض احلدثان، ما حيول بني املرء وقلبه، حىت يسهو يف الصالة وهو بني يدي ربه :وأنشد له. كاتب بليغ الكتابة، كثري اإلصابة: ومن املسهب

ال تعجلفالكأس لم ... أما ترى الصبح أقبل فإنين لست أمهل... هات املدام دراكا ومنظر ومقبل... ما العيش إال مدام

فكل ما شئت أفعل... وهاكها طوع ملكي

الكاتب أبو الربيع سليمان بن أمحد الداين

يف حضرة مراكش، صحبه والدي وكتب معه لعبد الواحد بن منصور بين عبد املؤمن، واجتمعت به أنا :فتركته هبا، ومدح حيىي بن الناصر بقصيدة نال فيها من عمه إدريس، فقال فيها

وملك إدريس واهي الركن مندرس... وملك حيىي حياة ال نفاد هلا أنه حضر ليلة مع األديب أيب شهاب املالقي فقدم أمامهما عنقودان : وذكر اخلشين يف كتاب فصل الربيع

:عنب أبيض وأسود، فأخذ أبو الربيع األبيض، وقال من لدى نفس الظريف من احلميا... أتانا بابن كرم كان أشهى

آلل كن للحسناء زيا... بعنقود كأن احلب منه فقلت البدر قد محل الثريا... فقال مجاله صفه وأوجز

سيةالكاتب أبو عامر أمحد بن غرمن عجائب دهره، وغرائب عصره، إن كان نصابه يف العجمية، فقد شهدت له رسالته : من املسهب

املشهورة بالتمكن من أعنة العربية، وهو من أبناء نصارى البشكنس، سبي صغريا، وأدبه جماهد مواله اجلزر وجبت أن استدعاه من خدمة املعتصم بن ودانية، وكان بينه وبني أيب جعفر بن اجلزار الشاعر صحبة أ

ومن شعره قوله من قصدية يف إقبال . صمادح ملك املرية، ناقدا عليه مالزمة مدحه، وتركه ملك بالده :الدولة ملا واله أبوه عهده

زقابل الصبح واإلظالم قد ظعنا... اآلن أطلع يف ليل الرجاء سنا ملك فأخلص عليه السر والعلنا... ه عهد حباك به من ليس يشبه ما إن يبعد ال مصرا وال عدنا... ولتلقه بانتهاض ال كفاء له

:وقوله ن لساين أعز من سحبان... إن أصلى كما علمت ولك عهل ترى بالقناة صدر السنان... وأنا من خري امللوك بصدر

ءالعلما

احلافظ أبو عمر يوسف بن عبد الرب النمريإمام األندلس يف علم الشريعة ورواية احلديث، ال أستثين من أحد، وحافظها الذي حاز خصل : من املسهب

السبق واستوىل على غاية األمد، وانظر إىل آثاره، تغنك عن أخباره، وشاهده ما أورده يف متهيده يفصح عنه ما أورده يف االستيعاب، مع أنه يف األدب فارس، وكفاك دليال واستذكاره، وعلمه باألنساب،

:ومن شعره قوله. على ذلك كتاب هبجة اجملالس، وباألفق الداين ظهر علمه، وعند ملوكه خفق علمه ودع ما كان من عظم رميم... إذا فاخرت فافخر بالعلوم وعلمي حل يب بني النجوم.. .فكم أمسيت مطرحا جبهل فالزمين مالزمة الغرمي... وكائن من وزير سار حنوي

فقام إيل من ملك عظيم... وكم أقبلت متئدا مهابا بذكرى مثل عرف يف نسيم... وركب سار يف شرق وغرب

:وقوله وقد قصد املعتضد بن عباد من دانية إىل إشبيلية لتبصر مقليت ما حل مسعي... إليك من شرق لغرب قصدت

دعاكم راغبا يف خير فرع... وتعطفك املكارم حنو أصل فليس الفضل عندكم ببدع... فإن جدتم به من بعد عفو

ويرقأ من جفوين سكب دمعي... فوعدك كي يسكن خفق قليب

الشعراء

ابن هندو الداينمن شعره قوله وقد عرض ابن هود جنده، وفيهم . من شعراء ملوك الطوائف املذكورين يف كتاب الذخرية

.بعض األعالج يف هناية اجلمال ينفخ يف قرن وهم قوم موسى قد جعلت حتدث... أعن بابل أجفان عينيك تنفث

وأمكث يف رمس الصدود وألبث ...أيف احلق أن حتكي سرافيل نافخا

أبو بكر حممد بن عيسى

املشهور بابن اللبانةكان أبو بكر شاعرا يتصرف، وقادرا ال يتكلف، مرصوص املباين، منمق األلفاظ واملعاين، : من الذخرية

وذكر أن أمه . ع وانفردوكان من امتداد الباع، واالنفراد واالنطباع كالسيف الصقيل الفرد، توحد باإلبداكانت تبيع اللبن، وأخرب بوفائه مع املعتمد بن عباد وتفجعه لدولته حني خلع عن ملكه، ومما أنشده من

:شعره قوله يف مثله يعذر الكئيب... بدا على خده عذار

لكنما سره غريب... وليس ذاك العذار شعرا بدت على خده الذنوب... ما ملا أراق الدماء ظل

:وقوله من حلظ عيين ومن فؤادي... يا شادنا حل يف السواد من حوهلا أنفس العباد... وكعبة للجمال طافت

إال غدا الشوق يف ازدياد... ما زدتين يف الوصال حظا فليس يلتذ بالرقاد... أعشى سنا ناظريك طريف

:ولهوق فوادين شغفا فيه إىل شغف... بدا على خده خال يزينه طارت فقال هلا يف اخلد منه قفي... كأن حبة قليب حني رؤيته

:وقوله كترمجة راقت وليس هلا معىن... يروقك يف أهل اجلمال ابن سيد

ا أحسن املجلى وما أقبح املجنىفم... حكى شجر الدفالء حسنا ومنظرا :وقوله يف املتوكل بن األفطس وأبت غماما ال يحد له سكب... مضيت حساما ال يفل غرب

هبات وهبات يف األمن والرعب... وأضحيت من حاليك تقسم يف الورى سقاما فلما زرته زاره الطب ...وقد كان قطر اجلوف كاجلوف يشتكي

وال كبد إال وأنت هلا خلب... فال مقلة إال وأنت هلا سىن :ومنها

كما مالت األغصان من حتتها كثب... ومالوا إىل التسليم فوق جيادهم وداروا كما دارت وأنت هلم قطب... فقفوك ما قفوا وهم للعال رحى

:ه من قصيدة يف املعتضد بن عبادوقول إن مل يكن منك بحر فليكن نهر... كلين إىل أحد األبناء ينعشين

وليس يسفر عن وجه املنى سفر... قد طال يب أقطع البيداء متصال يا ماجدا يهب الدنيا ويعتذر... جد بالقليل وما تدري جتود به

:وقوله برد بتطريز احملامد معلم... يا من عليه من املكارم والعال

:وقوله وأسأل عن يوم املوال فأسكت... أحدث عن يوم الوغى ملء منطقي

:وقوله ألقي الوجوه بكل ما تلقاين... أنا مثل مرآة صقيل وجهها

حتته من سائر األلوانما ... كاملاء ليس يريك من لون سوى :ومنها

حل امللوك معاقد التيجان... ملك إذا عقد املغافر للوغى فاخلافقان هلن يف خفقان... وإذا غدت راياته منشورة

سموأل الشعراء، ورحيانة األمراء، الذي ارتضع أخالف الدول حافلة الشطور، وأطلع: ومن مسط اجلمان :وأنشد له قصيدة منها. السحر احلالل يف أثناء السطور

وفدتك عنه الريح وهي بليل... والروض إن بعدت عليك قطوفه صحت به األجسام وهو عليل... حسب النسيم من اللطافة أنه

:ومن أخرى قوله ا يف فراش يحرقفتري فراش... هال ثناك علي قلب مشفق

ظل الغمامة واهلجري املحرق... أنت املنية واملنى فيك استوى غنيت قيل هي احلمام األورق... ويقال إنك أيكة حتى إذا

لكن سنانك أكحل ال أزرق... يا قد ذابلة الوشيج ولونها سبقت جفونك كل سهم يرشق... يا من رشقت إىل السلو فردين ال يستبني لطرف طيف يرمق... جسدي من األعداء فيك ألنه

فعذرته يف أنه ال يطرق... مل يدر طيفك موضعي من مضجعي فالدمع ينشع والصبابة تورق... خفيت لديه منابعي ومنابيت نشرت على قليب فأصبح يخفق... وكأن أعالم األمري مبسر

ونبه على . املديد الباع، الفريد االنطباع، الذي ملك للمحاسن مقادا، وغدا له البديع منقادا: ومن القالئد :مكانه من ابن عباد ووفائه له، وأنشد له قوله

ضاملا رأى برقا أضاء بذي األ... حنيت جواحنه على جمر الغضى فقضى حقوق الشوق فيه بأن قضى... واشتم من ريح الصبا روح الصبا

من فوق عطفيه رداء فضفضا... والتف يف حبراته فحسبتها قلت احلقيقة قلتم لو غمضا... قالوا اخليال حياته لوزارة

ساكنيه قد انقضىخبر العقيق و... يهوى العقيق وساكنيه وإن يكن ولقلما عاد الشباب وقد مضى... ويود عودته إىل ما اعتاده

صدع الدجى منه وبرقا مومضا... ألف السرى فكأن نجما ثاقبا فله على القمرين مال يقتضى... طلب الغنى من ليله وهناره

:ومنها والفجر يرسل فيه خيطا أبيضا... والليل قد سدى وأحلم ثوبه

:وطال من ناصر الدولة صاحب ميورقة السراح وقد خاف يف ذراه، فكتب إليه أبل ببرد نداه الغليال... عسى رأفة يف سراح كرمي

فأسكن لألمن ظال ظليال... وعلي أراح من الطالبني وبات فال يأمنن السيوال... ومن بله الغيث يف بطن واد

فصيرين اهللا فيها اخلليال... لقد أوقدوا يل نرياهنم ميورقة مصرا وجدواك نيال... أفر بنفسي وإن أصبحت :ومن مشهورة شعره قوله

تلقاهم نزلوا الكثيب األوعسا... عرج مبنعرجات واديهم عسى والريح فاحت والصباح تنفسا... رياض تفتحت اطلبهم حيث ال

وتخيل اخليالن شهبا كنسا... مثل وجوههم بدورا طلعا فاهصر بنعمان الغصون امليسا... وإذا أردن تنعما بقدودهم ساإال القنا من بعد قلبي مكن... بأيب غزال منهم لن يتخذ

فعجبت من صبح توشح حندسا... لبس احلديد على لجني أدميه فرأيت روضا بالصالل تحرسا... وأتى جير ذوابال وذوائبا

:وقوله ملا بدت يف خده لحيه... أبصرته قصر يف املشيه

"قريه كالذي مر على " أو ... قد كتب الشعر على خده

األهداب

موشحة البن اللبانة

صحاح ال بلني باألرق... كم ذا يؤرقين ذو حدق مرضى قد باح دمعي مبا أكتمه وحن قليب ملن يظلمه رشا مترن يف ال فمه كم باملنى أبدا ألثمه

بقاألقاح بنسيمه الع... يفتر عن لؤلؤ يف نسق من هل من سبيل لرشف القبل هيهات يف نيل ذاك األمل كم دونه من سيوف املقل

سلت بلحظ وقاح خجل الصباح فيه حمرة الشفق... أبدى لنا حمرة يف يقق خد

من يل مبدح بين عباد ومن حممدهم إحمادي تلك اهلبات بال ميعاد

ت من أجلها حساديعذر جناحي مث طوقوا عنقي... حكتين الورق بني الورق راشوا

هللا ملك عليه اعتمدا من يعرب وهو أسناهم يدا

وهم إذا عن وفد وفدا سالوا حبارا وصالوا أسدا

براح للندى وللعلق... إن حاربوا أو دعوا يف نسق راحوا اب الزمان لنا واعتدالط

يف دولة أورثتنا جذال ردت علينا الصبا والغزال فقلت حني حبييب رحال

الرياح واألنام ال تثق... أهد السالم لصب قلق مع :وله املوشحة اليت منها

إىل اجلالس مشعشعة األكواس... كذا يقتاد سنا الكوكب الوقاد فقد آن أن أعكف... أقم عذري يطوف هبا أوطف... على خمر هضيم احلشا أهيف... كما تدري

رأيت اآلس يف أوراقه قد ماس... إذا ما ماد يف خمضرة األبراد :ومناه يف مدح الرشيد بن املعتمد بن عباد

س رشيد بين العباسفأنسى النا... سطا وجاد رشيد بين عباد بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب اململكة الدانية

وهو كتاب تغريد السكران، يف حلى حصن بكيران

:نهمن حصون دانية م املشرف أبو بكر

حممد بن أمحد بن رحيمرجل الشرف سؤددا وعالء، واشتماال على الفضائل واستيالء استقل بالنقض واإلبرام، : من القالئد

:وذكر أنه غني له هبذين. وأوضح رسم اجملاملة واإلكرام يلوردا حتيات اخلليط املزا... خليلي سريا واربعا يف املناهل

فقوال تركناه رهني البالبل... فإن سأل األحباب هني تشوقا :فزاد عليهما قوله

بأمري وال يشعر بذاك عواذيل... وإن يتناسوين لعذر فذكرا فؤادي من تلقاء من هو قاتلي... هلل الصبا تأىب فتحيي بنفحة وتنزلين ما بني تلك املنازل. ..فيا ليت أعناق الرياح تقلني

:وغني له هبذه األبيات على أزراره طلعا... بدا فكأمنا قمر

جبني بنانه ولعا... يفت املسك عن يقق ال ح من أثواهبا خلعا... وقد خلعت عليه الرا

:فزاد عليها قوله بدعاإىل أبصارنا ... فأهدى من حماسنه

وجاز قلوبنا رجعا... فلما فت أكبدنا وفاظت أنفس جزعا... ففاضت أعين أسفا

:وله يف مطلع قصيدة يف متيم ابن أمري امللثمني تدور رحى امللك املتوج باملجد... على املرهفات البيض والسمر امللد

:ومنها ونلت املىن تفتر سافرة اخلد... يل كل مطلب بلقيا تميم مت

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب أعمال دانية

وهو يرانكتاب أنس العمران، يف حلى حصن ب

:من أعمال دانية، منه: من املسهب أبو القاسم بن خيرون

:سكن دانية، وكان يف شعراء إقبال الدولة، وملا دخل املقتدر بن هود دانية أنشده وكن هللا ماحنها شكورا... أال فاطلع هبا بدرا منريا

رياتكاد تشب زفرته سع... فيا ملك امللوك نداء عبد وأبقى خامال كال فقيرا... أيجمل أن أراك أمام لحظي

مملكة طرطوشة

كتاب الفصوص املنقوشة، يف حلى مملكة طرطوشة بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:لكتب اليت يشتمل عليهامن ا

كتاب شرق األندلس

وهو كتاب الفصوص املنقوشة، يف حلى مملكة طرطوشة

:مملكة يف شرقي بلنسية، وقد حصلت بأسرها للنصارى، من مدينتها

الوزير الكاتب

أبو الربيع سليمان بن أمحد القضاعي

ر املتصرفني يف النظم والنثر، وكالمه جيمع بني من قدماء األدباء بذلك الثغر، ومن كتاب العص: من الذخريةقوله خياطب أحد وزراء قرطبة، وقد قال له يف تلك الفتنة لو كنت عندنا يف : ومن شعره. احلالوة واجلزالة

.قرطبة حصلت هبا على الوزير وزير من أنت يا وزير... هبك كما تدعي وزيرا

وزر األمري فكيف من... واهللا ما لألمري معىن :وأنشد له احلجاري

يا غصن بان قد تثنى يف نقا... ما السحر إال من جفونك يتقى أفق اجلمال هالل تم أشرقا... كم رمت أن أرقى إليك وأنت يف

الفقيه أبو بكر

حممد بن الوليد الفهري الطرطوشي :شام ومصر، وكان إماما عاملا زاهدا، كثريا ما ينشدصحب أبا الوليد الباجي بسرقسطة، وسكن ال

طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا... إن هللا عبادا فطنا أهنا ليست حلي وطنا... فكروا فيها، فلما علموا

صاحل األعمال فيها سفنا... جعلوها لجة واختذوا .بيات منسوبة لهوتوفي باإلسكندرية سنة عشرين ومخسمائة، واأل

مملكة السهلة

كتاب النهلة، يف حلى مملكة السهلة بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب شرق األندلس

وهو ، يف حلى مملكة السهلةكتاب النهلة

.هي بني مملكة بلنسية وجهات ثغر سرقسطة، وحضرهتا شنتمرية

التاج

:ملكها يف مدة ملوك الطوائف هذيل بن خلف بن رزين البربري

.أنه كان من أكابر برابر الثغر، واقتطع هذه اململكة يف مدة ملوك الطوائف: ذكر ابن حيان :وملا مات هذيل وليها ابنه عبود بن هذيل، فاقتفى طريق والده إىل أن مات، فويل بعده ابنه: قال احلجاري

ذو الرياستني

أبو مروان عبد امللك بن رزين

ورث الرياسة عن ملوك عضدوا مؤازرهم، وشدوا دون احملارم مآزرهم، مل يتوشحوا إال : من القالئدوكان ذو الرياستني منتهى فخارهم، وقطب . يف أعنة الصبا والشمائلباحلمائل، وال جنحوا للبأس إال

ورمبا عاد إنعامه بوسا، وذلك يف جملس شرابه، ومع هذا فإنه كان غيثا يف الندى، وليثا يف : مث قال. مدارهم :العدا، وكتب إىل الوزير ابن عمار

نت غي ودي مسرا ومعلناإذا ك... ضمان على األيام أن أبلغ املىن بود ابن عمار لقلت هلا أنا... فلو تسأل األيام من هو مفرد

فكيف يطيب العيش أو حتسن املىن... فإن حالت األيام بيين وبينه :ومن شعره قوله

فأضحى مقيما للنفوس ومقعدا... وروض كساه الطل وشيا مجددا رواقص يف خضر من القضب ميدا... ه خلت غصونه إذا صافحت

وقد مسرته راحة الراح مبردا... إذا ما انسكاب املاء عاينت خلته حساما صقيال صايف املتن جردا... وإن سكنت عنه حسبت صفاءه

ريض ومعبداغناء ينسيك الغ... وغنت به ورق احلمائم حولنا ومد إىل ما حباك به يدا... فال جتفون الدهر ما دام مسعدا

إذا ما سقى بدر حتمل فرقدا... وخذها مداما من غزال كأنه

:وقوله إذا انقلبوا بالقلب ال كان مدمع... دع اجلفن يفني الدمع ليلة ودعوا

مجيل وال طول الندامة ينفع... الصرب بعدهم سروا كاغتداء الطري ال وصدري من األرض البسيطة أوسع... أضيق حبمل الفادحات من النوى

لبست من العلياء ما ليس يخلع... وإن كنت خالع العذار فإنين ويف احلرب ال أخشى وال أتوقع... إذا سلت األحلاظ سيفا خشيته

:ولهوق ويضم مشتاقا إىل مشتاق... أترى الزمان يسرنا بتالقي

ونرى سنا األحداق باألحداق... وتعض تفاح اخلدود شفاهنا من بعدما شردت على اآلفاق... وتعود أنفسنا إىل أجسامها

:وقوله يف مشعة برداء العاشقينا... رب صفراء تردت

تفعل اآلجال فينا... النار فيها مثل فعل الوزير الكاتب أبو بكر بن سرراي

وزير ذي الرياستني وكاتبه

:أنشد له احلجاري ولو بأدىن حتيه... ما ضركم لو بعثتم

إليكم األرحييه... هتزين من شذاها مع الرياح النديه... خذوا سالمي إليكم

تترى وكل عشيه... ة يوم يف كل غر

جهات الثغر

كتاب ابتسام الثغر، يف حلى جهات الثغر بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت حيتوي عليها كتاب

دلسشرق األن

وهو كتاب ابتسام الثغر، يف حلى جهات الثغر

كتاب البسطة، يف حلى مدينة سرقسطة كتاب النكته، يف حلى قرية أشكرته كتاب : ينقسم الكتاب إىلزهرة اخلميله، يف حلى مدينة تطيله كتاب املعونه، يف حلى طرسونه كتاب الغصون املائده، يف حلى مدينة

ه كتاب الرشقه، يف حلى مدينة وشقه كتاب هجعة احلامل، يف حلى مدينة سامل بسم اهللا الرمحن الرحيمالرد

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب األول

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب الثغر

وهو حلى مدينة سرقسطةكتاب البسطة، يف

املنصةأما سرقسطة فإين أنشد بعد خروجي عنها : ومن املسهب. قد نص الرازي على طيب أرضها وحسن بقعتها

:ما قاله ابن محديس فإين أحدث أخبارها... فإن كنت أخرجت من جنة

التفت عليها أهنارها األربعة، فأضحت هبا ناهيك من مدينة بيضاء، أحدقت هبا من بساتينها زمردة خضراء، ووال نعلم يف األندلس حيدق هبا أربعة أهنار سواها، وكأن كل جهة تغايرت على . رياضها مرصعة جمزعة

وأشهرها هنر جلق، وشرب موسى بن نصري فاتح األندلس من . إحتافها، فأهدت إليها نهرا يلثم من أعطافهافاستعذبه، وحكم أنه مل يشرب باألندلس ماء أعذب منه، وشبه ما عليه من البساتني بغوطة ماء هنر جلق،

وقيل إن سرقسطة من بنيان اإلسكندر، وفيها يقول األمري عبد اهللا بن هود الذي أخرجه بنو عمه . دمشق :منها

فبرغم أنفي ال اختياري... إن بنت عن سرقسطة ء وقد نأت عنها دياري... لسما ما جال طريف يف ا

برياضها هذي الدراري... إال وخلت قصورها ومن مصانع ابن هود قصر السرور، وجملس الذهب، فيهما يقول . ومن متفرجاهتا اجللقني ووادي الزيتون

:املقتدر بن هود بكما بلغت هناية الطرب... قصر السرور وجملس الذهب

كانت لدي كفاية األرب... يحز ملكي خالفكما لو مل

التاج

:كان فيها فتن عظيمة يف مدة بين مروان، وثار هبا يف مدة ملوك الطوائف املنصور منذر بن حيىي التجييب

:وكان جليل القدر ممدحا، وفيه يقول ابن دراج شاعر األندلس منذر يوم النزالكعوايل... رب ظبي فتكت أحلاظه

:وملا تويف ويل بعده

املظفر حيىي بن منذر

:وكان له ابن عم متهور، كثري احلسد له، ازدراه، ومل يلتفت إليه ضعيف ومل يغلبك مثل مغلب... وإنك مل يفخر عليك كفاخر

:وفتك باملظفر، وكان. فدخل عليه يف قصره على غفلة

املستعني

ان بن أمحد بن هود اجلذاميسليمواليا له على الردة، فلما مسع هبذا اخلرب انقض على سرقسطة، انقضاض العقاب منتهزا، الفرصة، فهرب

.عنها القاتل وملكها املستعني فورث الثغر عقبه، وويل بعده ابنه

املقتدر أمحد بن سليمان

من . وكرميهم، ذو الغزوات املشهورة، والوقائع املذكورة ورئسيهم. عميد بين هود وعظيمهم: من املسهبرجل كان يعاقب بني حث الكؤوس، وقطف الرؤوس، وقد ملك مملكة دانية، وأخرج منها إقبال الدولة بن

:جماهد العامري، ونسب له احلجاري هذا مدى دهري اعتقادي... لست لدى خالقي وجيها

يف عامل الكون والفساد... اين لو كنت وجها لما بر

:وويل بعده ابنه املؤتمن يوسف بن املقتدر

فكان خري خلف عن أبيه، حاميا مللكه جماهدا لعدوه، مألفا لألدباء والعلماء والشعراء، وبه استجار ابن :وملا مات ويل بعده ابنه. عمار من ابن عباد

املستعني أمحد بن املؤتمنوانتثر سلك ملك الطوائف على يد أمري املسلمني يوسف بت تاشفني وهو ملك . ه املستعني األصغرويقال ل

مجيع الثغر األعلى، وحضرته سرقسطة، وداراه أمري امللثمني لبعده واشتغاله عنه، وتركه حجزا بينه وبني :وويل بعده ابنه. النصارى، وكان نعم الرأي

ملستعنيعماد الدولة عبد امللك بن ا

وملا ويل علي بن يوسف إمارة امللثمني قلد األمور أعيان البالد من الفقهاء، ونشأت نشأة من الفقهاء واملرابطني امتدت أيديهم وآماهلم، وزينوا لعلي أخذ بالد الثغر من يد عماد الدولة، فكاتبه يف ذلك، فرغب

فأىب . ع سلفه، ويتركه حاجزا بينه وبني النصارىإليه عماد الدولة أن جيري معه على ما كان عليه سلفه موجل، فكان ذلك سببا إىل أن استعان عماد الدولة بالنصارى وخرج من سرقسطة، فملكها امللثمون، مث

حصرها النصارى فأخذوها منهم، واعتصم عماد الدولة مبعقل روطة، وأخذ النصارى يف متلك بالد الثغر :وا مجيعه، ومات عماد الدولة بروطة، وويل بعده ابنهشيئا يف شيء، إىل أن ملك

املستنصر بن عماد الدولة

فلم يستطع مقاومة النصارى، فسلم إليهم روطة، وآل أمره إىل أن صادف الفتنة القائمة على امللثمني سية وما بني باألندلس، فنهض فيها، ومال إليه األندلس لقدمي ملكه، فملك قرطبة وغرناطة ومرسية وبلن

.هذه البالد، مث آل أمره إىل أن قتله النصارى يف معركة

السلك

ذوو البيوت

األمري أبو حممد عبد اهللا بن هود

حسنة بين هود اليت رقموا هبا بردا من احلسب وأطلعوا ما نظمه غرر يف وجه النسب، وكان : من املسهبيه م مزيد، ويود أن يكون بدال من كالمه يف جملسه وقع احلديد، فنفاه ابن عمه املقتدر حيسده حسدا ما عل

عن الثغر، وقصد طليطلة حضرة ابن ذي النون، مث مل اإلقامة هنالك، فجعل يضطرب ما بني ملوك وأنشد له ما أنشده صاحب الذخرية يف خطاب بين . الطوائف، إىل أن استقر قراره عند املتوكل بن األفطس

:عمه وضيعتم الرأي املوفق أمجعا... ضللتم مجيعا أل هود عن اهلدى

بأيديكم منها وبالغدر إصبعا... وشنتم ميني امللك يب فقطعتم دجت فأبت يل أن أنري وأسطعا... وما أنا إال الشمس عند غياهب

فأنفكم منكم وإن كان أجدعا.. .فال تقطعوا األسباب بيين وبينكم

الكتاب

أبو املطرف عبد الرمحن بن فاخر

املعروف بابن الدباغ

كان أحد من خلي بينه وبني بيانه، وجرى السحر احلالل بني قلمه ولسانه، وكان استوحش : من الذخريةج من كالمه أنه مل يفلح يف كل وخر. من أمري بلده، ومقيم أوده، ابن هود املقتدر، فخرج عنه، وفر منه

مكان توجه إليه، بسوء خلقه، وكثرة ضجره، فنبت به حضرة املعتمد بن عباد، وحضرة املتوكل ابن وترسله مملوء من شكوى الزمان، وترادف احلرمان، . األفطس، فرجع إىل سرقسطة، فذبح فيها يف بستان

وعندي من الدهر ما يهد أيسره الرواسي، ويفت احلجر كتايب: كأن الرزايا مل تخلق ألحد سواه، كقولهالقاسي، ومن أقلها قلب حماسين مساوي، ومكارمي خمازي، وقصدي بالبغضة من جهة املقة، واعتمادي

باخليانة من جهة الثقة، فقس هذا على ما سواه وعارض به ما عداه، وال أطول عليك، فقد غير علي حىت .شرايب، وأوحشين حىت ثيايب

:ومن شعره قوله يف غالم رآه يسقي عصفورا ويطعمه يهنى العصافري أن فارت بقرباكا... يا حامل الطائر الغريد يعشقه

يف غفلة عن دم نحريه عيناكا... تمسي وتصبح مشغوفا بصحبته طيور اجلو هتواكا حىت كأن... إذا رأتك تغنت كلها طربا

وشربه حني يسقى من ثناياكا... يا ليتين الطري يف كفيك مطعمه

أبو الفضل

حسداي بن يوسف بن حسداي اإلسرائيليكان أبوه يوسف بن حسداي باألندلس من بيت شرف اليهود، متصرفا يف دولة ابن رزين، : من الذخرية

وذكر أنه عني بالتعاليم وأسلم . ابنه أبو الفضل هضبة عالء وجذوة ذكاء وكان له يف األدب باع، ونشأكنت أرتاح إذا ومض من أفقه ابتسام بارق، أو ذر من : ومن نثره من كتاب خاطب به ابن رزين. وساد

ميم، حىت ورد سمته الوضاح سنا شارق، فأقتصر من تلقائه على استنشاق نسيم، وأنى يل من عرار نجد بش

ما أمتع بوابل بعد طل، وسقى نهال وواىل بعل، وهبر بسحري حرام حل، قد قصر اهللا عليه اإلبداع طورا يف الندى برباعة خطيب وبالغة كاتب، وطورا يف الوغى ببديهة طاعن وروية ضارب، والرب يدمي إمتاع

:ومن شعره قوله. وادث عن كمالهالفضائل ببارع جالله، ويصون عيون احل فيستر طورا بالسحاب ويكشف... وأطربنا غيم ميازج شمسه

مكبا على قطن من الثلج يندف... ترى قزحا يف اجلو يفتح قوسه

العمال

أبو الربيع سليمان بن مهران

، وله شعر كثري، وإحسان شهري، وعلى لفظه ديباجة من شعراء الثغر، كان يف ذلك العصر: من الذخرية :رائقة، ومما بقي منه قوله

خيالطها عند اهلبوب خلوق... خليلي ما للريح تأتي كأنما فأحسبها عرف احلبيب تسوق... أم الريح جاءت من بالد أحبيت

ء الضلوع حريقله بني أحنا... سقى اهللا أرضا حلها األغيد الذي فريق وعندي للسياق فريق... أصار فؤادي فرقتني فعنده

:أنه خدم املظفر بن أيب عامر، وتصرف يف األعمال السلطانية، وأنشد له قوله: وذكر احلجاري وفوق خديك من حياء... مبا بجفنيك من فتور ى عنائيفقد أطال النو... إال ترفقت يب قليال

خلبه قاطع رجائي... أرجوك لكن رجاء برق وأنت ما جدت باللقاء... وكيف أبغي لديك وصال

منك إىل كوكب السماء... يف كل يوم يل التماح

الرؤساء والقواد

القائد أبو عمرو بن ياسر

موىل عماد الدولة بن هود

اكر، وآنق من الروض الزاهر، وجرت عليه نكبة من عماد الدولة، وأطال أندى من الطل الب. من املسهبسجنه، فأكثر خماطبته بالشعر فسرحه وهو القائل خياطب عماد الدولة يف شأن احلكيم ابن باجة وقد حصل

:يف سجنه

مقدار يف أسر العدو الكافر... أعماد دولة هاشم قد أسعد ال من سوء أقوال وسوء سرائر... ما كابدته ال تنس منه كل

كالطل يسقط من جناح الطائر... لواله ما أضحت قواعد ثغرنا ؟

القائد شجاع بن عبد اهللا

موىل عماد الدولة بن هود

وسية، فواد تلو ابن ياسر يف األدب وعلو املكان، إال أن شجاعا كان يزيد بالشجاعة والفر. من املسهب :ومن شعره قوله. متكنه عند مواله

وأقبلت الفرسان من كل جانب... أال فانظروين كلما احتدم الوغى ولست بذي فكر ألمر العواقب... هنالك ال ألوي على لوم الئم أبو عبد اهللا حممد بن زرارة

من شعره قوله، أنشده احلجاري وابن و. من رؤساء سرقسطة، وممن ساد بصحبة امللوك مع البيت القدمي :بسام يف الذخرية

من ملثلي بأن تكون صديقي... يل صديق غلطت بل لي مولى بضروب التقبيل والتعنيق... نتلقى التقاء روح بروح

عاشقا يف اللقاء من معشوق... ليس يف األرض من يميز منا

صيليأبو عامر بن األ

:ومن شعره قوله يف رثاء

بكيت وأبكى طول دهري وحق يل... على مصرع الفهري ركين وموئلي وقلص ظل عن كل أرمل... أؤبن من مات الندى يوم موته

ولكن عظم الرزء أخرس مقولي... وما كان صميت منذ حني لسلوة

الشعراء

ىي اجلزار السرقسطيحي

كان يف دكان يبيع اللحم فتعلقت نفسه بقول الشعر فربع فيه، وصدر له أشعار مدح هبا امللوك من بين هود ووزرائهم، مث ترك األدب والشعر، واعتكف على القصابة، فأمر ابن هود وزيره ابن حسداي أن يوخبه على

:ذلك، فخاطبه بأبيات منها وعدت إىل الدناءة والقصابه... ف اإلصابه تركت الشعر من ضع

:فأجابه اجلزار ومن مل يدر قدر الشيء عابه... تعيب علي مألوف القصابه

ملا استبدلت منها باحلجابه... ولو أحكمت منها بعض فن وحويل من بين كلب عصابه... أما ولو اطلعت علي يوما

هزبر صير األوضام غابه... هالك ما رأيت وقلت هذا ل أقر الذعر فيهم واملهابه... فتكنا يف بين العنزي فتكا مزجنا بالدم القاين لعابه... ومل نقلع عن الثوري حتى

فإن إىل صوارمنا إيابه... ومن يعتز منهم بامتناع :ومنها

رأيت البخل قد أذكى شهابه... وحقك ما تركت الشعر حتى فأبدى يل التجهم والكآبه... وحىت زرت مشتاقا حبيبا فنافرين وأغلظ يل حجابه... فظن زياريت لطالب شيء

:ومن شعره قوله ارجضف قبل الورود ماء البح... لو وردت البحار أطلب ماء أدغم الليل يف بياض النهار... ولو أنى بعت القناديل يوما

األهداب

موشحة للكاتب أيب بكر أمحد بن مالك السرقسطي فؤاد الشجي يوم ودعوا... ماذا حملوا

يد تستطاع... ما يل بالنوى يذكيها الوداع... ونار اجلوى اعبدموعي يذ... وسر اهلوى عيون وتلتاع أضلع... باحلب هتمل

لعهد احلبائب... هل يرجى إياب مطلول اجلوانب... إذ غصن الشباب مبذول لطالب... ووصل الكعاب

بالوصل وال الصب يقنع... فال تبخل

أصغي لالحي... ال أسلو وال هضيم الوشاح... بل أصبو إىل

ما بني األقاح... لطال يجيل ا ملا بت أظما وينقع... فلو يعدل

وجفين ساهر... كم ذا تهجع يف الصبح لناظر... بدر يطلع

من سود الضفائر... له برقع بياض كل عاشق يبيت مع... أسيمر حلو

بسم اهللا الرمحن الرحيم

دصلى اهللا على سيدنا حمم

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب نقش التكه، يف حلى قرية أشكركه

:منها أبو الطاهر يوسف بن حممد األشكركي

خربين أنه كان يف هذا الفن حبرا، وكان له جاه ومكان عند إمام يف علم اللغة، صحبه عمي، وأ: من املسهب .وأكثر أمداحه يف املعتصم بن صمادح ملك المرية. ملوك الثغر بين هود وغريهم من ملوك الطوائف

:الغرض من نظمه قوله. ومن السمط روض األدب العاطر، وغمامه املنهمر اهلامر عه احللم أن يميدامين... يا غصنا هزه نداه

وال استمال الفخار جيدا... مل يشن منك الشباب عطفا وإن غدا بينهم وحيدا... إن تلقه فاألنام طرا

واملدح يثين إليه جيدا... يهز منه القريض عطفا :وقوله من قصيدة خياطب هبا الرفيع بن املعتصم بن صمادح

كما نبه الروض النسيم املخلق... حتية أال مبلغ عين الرفيع فسار هبا عين اهلوى والتشوق... عدمت رسوال بالتحية حنوه

كما علل الشرب الرحيق املعتق... ونازعين ذكراه شوق مبرح علي يجري بذكرى منطق... فيا ليت شعري عل يعرج خاطر

:وله من قصيدة فيهوق وبامسك تسمو يف الزمان املشاهد... إليك رفيع امللك تهدى احملامد لك الفضل هاد تقتفيه ورائد... ملكت سبيال يف املكارم أوال

:وقوله وصادرة وقد نقع الزالل... أضاحية وقد ضفت الظالل

رم من تشد له الرحالوأك... أفيقي إنه أندى جناب وال حبر سموت إليه آل... فما برق سريت له جهام بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثالث

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب زهر اخلميله، يف حلى مدينة تطيله

املنصة

.باشتهارها يف احلرث وطيب الزرع يضرب املثل يف األندلس، وهي محدثة بنيت يف مدة سالطني بين مروان

التاج

.كان فيها يف مدة بين مروان بنو موسى، تغلبوا على الثغر .ك الطوائف صارت تابعة لسرقسطة، داخلة يف دولة بين هودوكان هلم يف طلب امللك دوي، وملا ثارت ملو

السلك

الزهاد أبو بكر حيىي التطيلي

أدركته هنالك يف آخر عمره وقد تزهد، واقتصر على . سكن غرناطة وصار من أعياهنا وذوي النباهة فيها :كتب له الشاعر مرج كحل بقصيدة منها قوله. قول الشعر يف طريقة الزهد

يتبع اإلخوان شرقا وغربا... أليب بكر التطيلي :فأجابه بقصيدة منها

من مجيع الناس عجما وعربا... يا أبا عبد اإلله املفدى وهي روضك تجنى وتجىن... مثرات األنس ترتاد عندي

ىودعوت الصرب حزنا فلب... قد بلوت الناس شرقا وغربا زدت بالعجز إىل اخلطب خطبا... فالتزم حالك صبرا وإال

العلماء

األديب أبو احلسن

علي بن خري التطيليرحل . أخربت بسرقسطة أنه كان أحفظ أهل عصره باآلداب، وأعرفهم بالتواريخ واألنساب: من املسهب

أمداحه إىل املقتدر بن هود، وحل عنده حمل من بلده تطيلة إىل حضرة امللك سرقسطة، فتوصل بآدابه و :ومن شعره قوله. الواسطة من العقود، والعلم من الربود

وغدا يالحظين مبقلة ساخر... أخطأت يف بر الذي مل يرعه ضعة جلهل ما له من عاذر... إن التواضع للذي يعتده

:وقوله لبعد فودي زائد الصفو والبر... تطاول إذا غبت عنكم ال يربكم

وجاءتك باستحيائها يف حلى التبر... كما عتقت صهباء من طول عهدها

الشعراء

أبو جعفر أمحد بن عبد اهللا

بن هريرة األعمى التطيليبارى، ونظم كالسحر له أدب بارع، ونظر يف الغوامض واسع، وفهم ال جيارى، وذهن ال ي: من الذخرية

احلالل، ونثر كاملاء الزالل، جاء يف ذلك بالنادر املعجز، يف الطويل منه واملوجز، وكان يف األندلس مسرى .لإلحسان، ومردا يف الزمان، إال أنه مل يطل زمانه، وال امتد أوانه، فاعتبط عند ما به اغتبط

ي يخفى، ويعرف رسم املشكل وإن عفا، أبصر اخلفيات بفهمه، له ذهن يكشف الغامض الذ: من القالئد

.وقصر فكها على خاطره وومهه :الغرض من شعره قوله

كما نطقت تالحينا على قدر... مللت حمص وملتين فلو نطقت رواملاء يف املزن أصفى منه يف الغد... وسولت يل نفسي أن أفارقها

:ومنها حىت تضايق فيما عن من وطري... أما اشتفت مني األيام يف وطين

حىت تكر على ما كان يف الشعر... وال قضت من سواد العني حاجتها :وقوله من قصيدة

ودارت باحلتوف رحى زبون... سطا أسدا وأشرق بدر تم علي أهالة هي أم عرين... ا وأحدقت الرماح به فأعي

:وقوله السقم مورده واملوت مصدره... هذا اهلوى وقدميا كنت أحذره أقل شيء إذا فكرت أكثره... جد من الشوق كان اهلزل أوله

وقد أقول نأى لوال تذكره... ويل حبيب دنا لوال متنعه :رثاء الطويل املشهور الذي أنشده صاحب القالئد، أولهوله ال

لعلي، أرى، باق على احلدثان... خذا حدثاين عن فل وفالن :ومنه

فيا لهف نفسي ما التقى أخوان... أبا حسن أما أخوك فقد مضى تشاغلت عنه عن يل وعناين... ونبهين ناع مع الصبح كلما

وقد جلت األحشاء يف اخلفقان... مض أجفاين كأني نائم أغ :ومنها

وقد حيل بني العير والنزوان... يقولون ال يبعد وهللا دره ومن أين للمقصوص بالطيران... ويأبون إال ليته ولعله

:ومن فرائده قوله لقربات عندك تنفعإن كانت ا... حبياة عصياين عليك عواذيل

ال أنت باخلة وال أنا أقنع... هل تذكرين لياليا بتنا هبا :وقوله يف مطلع قصدية

فإين أخاف اليامسني على الورد... أعد نظرا يف صفحتي ذلك اخلد :وقوله من قصيدة

فكل قرارة حصن حصني... إذا صدق احلسام ومنتضيه إذا مل يحمه إال العرين... وما أسد العرين بذي امتناع

األهداب

:موشحة لألعمى مشهورة سافر عن بدر... ضاحك عن جمان وحواه صدري... ضاق عنه الزمان

شفين ما أجد... أه مما أجد بإطش متئد... قام يب وقعد

أين قدقال يل ... كلما قلت قد ذا فنن نضر... وانثىن غصن بان

للصبا والقطر... العبته يدان خذ فؤادي عن يد... ليس يل بك بد غري أين أجهد... مل تدع يل جلد

واشتياقي يشهد... مكرع من شهد ولذاك الثغر... ما لبنت الدنان من حميا اخلمر... مان ليس محيا األ

ليت جهدي وفقه... يب جوى مضمر ففؤادي أفقه... كلما يذكر ال يداوي عشقه... ذلك املنظر

فلكي دري... بأيب كيف كان عذره وعذري... رق حىت استبان أو إىل أن أيسا... هل إليك سبيل برة أو نفساع... ذبت إال قليل

ساء ظين بعسى... ما عسى أن أقول وأنا أستشري... وانقضى كل شان

جزعي أو صبري... خالعا من عنان لو تالهى عني... ما على من يلوم

دينه التجني... هل سوى حب رمي وهو يب يغني... أنا فيه أهيم

آش عليك ساتدري... قد رأيتك عيان وجترب غريي... سايطول الزمان :موشحة أخرى له

ريان أملد... غصن يميس على كثبان يكاد ينقد... بني القوام وبني اللني مبهجين أوطف تياه مهفهف ينثين عطفاه

باألسد قد فتكت عيناه سيفا مؤيد... سطا فسل من األجفان

دمي تقلد... نا القتيل به يف احلني أ راموا مرامهم عذايل

ولست عن حبه بالسايل إن السلو من احملال

عن حب أغيد... وكيف حيسن يب سلواين لكنت أرشد... لو بعت به نفسي وديين صل مستهامك يا با بكر فقد بلغت املدى من هجر

روب فكريكم قد طوتك ض والدمع يشهد... الشوق يفضح يل كتماين

ولست أسعد... وقد حرمت الكرى أجفاين قد كمثل القضيب الناعم يهتز مثل اهتزاز الصارم بدر بدا حتت ليل فاحم

منه على اخلد... قد مازج الورد بالسوسان أذكى من الند... ونفحه عن شذا دارين

حسنها من فتاة روديا زارته يوم صباح العيد

غنت على رأسه يف العود حبييب أمحد... خل سواري وخذ همياين

ترقد جمرد... واطلع معي للسرير حيوين وقيل إنه حضر مع ابن بقي وغريمها الوشاحني يف إشبيلية، واتفقوا على أن يصنع كل واحد منهما موشحة،

:وحيضروا مجيع ما قالوه يف جملس حكم، فصنعوا ذلك، واجتمعوا يف اجمللس، فابتدأ األعمى وأنشد سافر عن بدر... ضاحك عن مجان وحواه صدري... ضاق عنه الزمان

.فخرق اجلميع الورق الذي كتبوا فيه موشحاهتم، فإهنم مسعوا ما يفتضحون مبعارضته لرحيمبسم اهللا الرمحن ا

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الرابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب املعونة، يف حلى مدينة طرسونه

:منها. مدينة مشهورة الذكر يف احلديث والقدمي: من املسهب اهيم بن معلى الطرسوينأبو إسحاق إبر

شاعر ممتد النفس، شديد املرس، قدير على التطويل، اشتهر ذكره مبدح ملك الثغر املقتدر بن هود، وجال ومما أثبته من . قدح البالغة املعلى، وسيفها احمللى: على بالد األندلس وهو، ممن ذكره ابن بسام وقال فيه

:اءشعره قوله يف رث أم خلف أدمعنا سدود جداول... هل بني أضلعنا قلوب جنادل ما بيننا وكسوف بدر زائل... يف كل يوم حزن نجم ساقط

وأحلت النكبات غري غوافل... سدكت بنا األرزاء مغبة فلذاك تطلب حر كامل... وهي الليايل ليس يخفى نقضها

:وقوله من أخرى

إذا ما اجلمر عاد إىل الرماد... فال يغررك هبجة مستجد حلج الناس قربك يف احتشاد... أبا احلجاج لو مل يؤت بدع يصم األرض من هيد وهاد... وزارك من بين اآلمال حفل سوق مفرطة الكسادوحلوا ال... فقد بارت بضائعهم عليهم

:وقوله شقت عليه جيوبها األحباب... رزء بكت منه العال ومصاب

نفس يذوب ومدمع ينساب... وطفقت ألتمس العزاء فخانين عود احلديث لعله يرتاب... وتلجلج الناعي به فسألته بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممدصلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب اخلامس

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب الغصون املائده، يف حلى مدينة الرده

:ومنها. مدينة مشهورة من مدن الثغر على هنر، وقد أخذها النصارى

مدالفقيه أبو حم

عبد اهللا بن هرون األصبحي الالردي :كفى الردة أن كان منها هذا الفاضل العامل، الزاهد، احملسن فيما ينظم، فمن نظمه قوله: من املسهب

فاتر يصرع احلليم لديه... أين قليب أضاعه كل طرف عليهأي صبر ترى يكون ... كلما زاد ضعفه ازداد فتكا

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب الرشقه، يف حلى مدينة وشقه

:ك الفتنة، ومنهامن مشاهري مدن الثغر، أخذها النصارى يف أول تل

أبو األصبغ عيسى بن أيب درهم

قاضي وشفه :قوله: أنه كان عاملا فاضال، واله املستعني بن هود قضاءها، وكان له أدب، ومن شعره: من املسهب

ولو أنين أبغيه ما ناله جهدي... دفعت إىل ما أرده كراهة تسري على عرف وتنزع يف قصدي. ..فتعلم أن الدهر ليس أموره

:وقوله به صباه واملوج يتبعها... يا حبذا هنرنا وقد عبثت فالسحب تجري عليه أدمعها... واألفق يرثي ملا به فعلت بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:مد نبيه وآله وصحبه، فهذاأما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حم

الكتاب السابع

:من الكتب اليت يشتمل عليها كتاب الثغر

وهو كتاب هجعة احلامل، يف حلى مدينة سامل

:منها. من املدن اجلليلة املشهورة، وفيها قرب املنصور بن أيب عامر، وهي اآلن للنصارى

أبو احلسن باق بن أمحد بن باق

ته وذاته، وذكر أنه صحب أبا أمية بن عصام قاضي مرسية، وله فيه أمداح، من ذلك أثىن احلجاري على بي :قوله

ولوال ضياء البدر ما كان يعتلي... وما سدت إال باملكارم والعال أراد شتايت بالنوى وترحلي... خللصتين من سطوة الدهر بعد ما

:وقوله فيه فتسقيين وطورا تشرب... مي هللا يوم قد غدوت مناد

مشسا ولكن يف املباسم تغرب... والكأس قد طلعت على آفاقنا خجل وموردها يلذ ويعذب... يا ليت شعري وهي يف ضعف ويف فغدت هبا األلباب طرا تذهب... لم أصبحت يف احلكم أجور جائر

:وقوله

مثله يف كل مجد وحسب... تقل جدي فالن وأيب ال سيما إن كنت فذا يف األدب... وترم رفعة قدر بنهى

مل يكن عندك شيء من ذهب... حر أم اجملد والعلم إذا :وقوله

ملعال وفقدت احلسبا... ليتين كنت ملن ال يرتقي سمة العجز ويبغي التعبا... ناده إمنا يربح من إس

جعفر بن عنق الفضة

:أنه مدح قاضي قرطبة ابن محدين، وهو ممن تفخر به مدينة سامل، وانشد له: ذكر احلجاري مثل ما تهني السحاب... يل على األطالل دمع

حدثت عنهم ركاب... وفؤادي خافق ما وقليب قد أذابواهم ... ليت شعري كيف أهوا

مملكة ميورقة

كتاب اللمعة البرقية، يف حلى اململكة امليورقية بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب السادس

:من الكتب اليت يشتمل عليها

كتاب شرق األندلس

وهو تاب اللمعة البرقية، يف حلى اململكة امليورقيةك

هذه جزر يف البحر مضافة إىل األندلس وكتبها ثالثة كتاب الغبقه، يف حلى جزيرة ميورقه كتاب النشقه، يف حلى جزيرة منورقه

كتاب األراكة املائسه، يف حلى جزيرة يابسه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

على سيدنا حممد صلى اهللا

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا الكتاب األول من كتب اجلزر

وهو كتاب الغبقه، يف حلى جزيرة ميورقه

املنصةطول هذه اجلزيرة أربعون ميال، من أخصب بالد اهللا، وفيها حبرية دورها تسعة أميال، وفيها حصون،

عدهتا مدينة ميورقه باجلهة القبلية من اجلزيرة وتدخلها ساقية جارية على الدوام وواد شتوي يشق املدينة، وقا .وهبا قلعة للملك، وفيها يقول ابن اللبانة

وكساه حلة ريشه الطاووس... بلد أعارته احلمامة طوقها قيعان الديار كؤوس وكأن... وكأمنا تلك املياه مدامة

التاج

وملكها يف . أول من فتحها من أيدي النصارى عبد اهللا بن موسى بن نصري الذي فتح أبوه جزيرة األندلسمدة ملوك الطوائف جماهد العامري الذي تقدمت ترمجته يف مدينة دانية، وملا مات غلب عليها مواله املرتضى

:ليهاأغلب، وكان واليه عليها، مث مات فو مبسر ناصر الدولة

ومل خيلعه امللثمون . فدام هبا ملكه، وأحسن التدبري، وقصده الفضالء، منهم ابن اللبانة، وله فيه أمداح كثريةوملا مات صارت اجلزيرة هلم وتواىل عليها والة امللثمني إىل أن قامت عليهم األندلس بإطالل دولة عبد . منها

ها عبد اهللا بن حممد املشهور بابن غانية امللثم، فاستقام هبا ملكه، مث ملكها بعده إسحاق، املؤمن، فركن إليوملكها بعده ابنه عبد اهللا فصرف له بنو عبد املؤمن وجوههم، . وكان ضابطا للملك غازيا للنصارى

وصارت . ه فرسه، فقتلفدخلوا عليه اجلزيرة يف مدة منصور بين عبد املؤمن سنة مثانني ومخسمائة، وكبا بلبين عبد املؤمن، وتوالت عليها والهتم، إىل أن أخذها النصارى من أيب حيىي بن عمران التيمللي، وكان خبيال

وكان ذلك بعد ما ثارت األندلس على بين عبد املؤمن يف عام مخسة وعشرين . غري حسن التدبري، ساحمه اهللا .وستمائة، وهي اآلن للنصارى جبرها اهللا

السلك

احملدث اإلمام أبو عبد اهللا حممد بن فتوح احلميدي

من األئمة املشهورين، حج وسكن بغداد، وصنف فيها جذوة املقتبس، يف علماء األندلس وفضالئها، وهو :مذكور يف صلة ابن بشكوال، وأنشد له قوله

قالسوى اهلذيان من قيل و... لقاء الناس ليس يفيد شيئا ألخذ العلم أو إصالح حال... فأقلل من لقاء الناس إال ابن عبد الويل امليورقي

:أخربين من اجتمع به يف ميورقة أنه كان شاعرا وشاحا، وأنشدين له وقوام يميس كاخليزران... هل أمان من حلظك الفتان

ت يف جانن جفوين قد متع... مهجيت منك يف جحيم ولك لست أخشى من فتنة السلطان... فتنتين لواحظ ساحرات بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد

:أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا

الكتاب الثاين من كتب اجلزر

وهو كتاب النشقه، يف حلى جزيرة منورقه

ملا أخذ . وبني ميورقه يف البحر مخسون ميال، وهي مستطيلة، قليلة العرض، يف وسطها حصن مانعبيناه :النصارى جزيرة ميورقة اقتطعها صاحب أعماهلا

أبو عثمان سعيد بن حكم

وداراهم عليها، فدامت هبا رياسته إىل اآلن، وهو مشكور السرية أندى من الغمام، حيدث عنه من جاز على :ومن شعره قوله. ه بالعجائب أدام اهللا مدته وال قطع نعمتهجزيرت

يا لبيب أصطفيه... هميت يف هذه الدن ه وخير أقتفيه... وفساد لست أبقي .أعانه اهللا بكرمه

بسم اهللا الرمحن الرحيم

:وصحبه، فهذا صلى اهللا على سيدنا حممد، أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله

الكتاب الثالث من كتب اجلزر

كتاب األراكة املائسه، يف حلى جزيرة يابسه

:منها. جزيرة خصيبة بضد امسها، أخذها النصارى بعد أخذ ميورقه

أبو بكر العطار اليابسي

:أحسن شعره قوله. من شعراء الذخرية، كان يف مدة ملوك الطوائف

ختتال عن خيالء السبق العتق... رحا واجليش قد جعلت أبطاله م عند الكريهة منجاة من الغرق... هي البحور ولكن يف كواثبها

األندلس املسيحية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

صلى اهللا على سيدنا حممد، أما بعد محد اهللا والصالة على سيدنا حممد نبيه وآله وصحبه، فهذا الكتاب الثاين ب األندلس وهو كتابمن كتا

حلظة املريب فيما بقي من جزيرة األندلس لعباد الصليبأن الباقي يف يد النصارى كان أقل من الذي أخذه املسلمون، إىل أن كانت الفتنة : قد ذكر احلجاري

يف هذه املدة بانقراض الدولة املروانية، فما برحوا ينهضون ويتقوون على اإلسالم، إىل أن بقي بيد اإلسالم .ما يكون قدر العشر، واهللا ويل املسلمني بكرمه

أذفونش، وهو ملك : وأعظم امللوك الذين توارثوا اململكة عند النصارى باألندلس وقسموا بالدها أربعة قشتالة، وهي أعمال يف جهة طليطلة إىل البحر احمليط، كانت قاعدتها قبل أن تصري هلم طليطلة مدينة

مث الربجلوين وهو ملك شرق األندلس، ويقال ململكته أرغون، ألنه كان . غليسية، وهي على البحر احمليطمث الببوج، وهو يف بالد الشمال جماور لبطليموس، . يف مدينة أرغون حىت ملك طرطوشة وبرجلونه وغريها

ال والغرب من األندلس كانت قاعدته مدينة مث ابن الريق، وهو ملك جليقية، وهي يف الشم. قاعدته ليون .شانت يلقوه، وهي عظيمة إىل هناية، فيها معدن الذهب، وقد صارت له أشبونة وغريها من بالد اإلسالم

.وليس يف مجيع هذه البالد ما فيه ترمجة حالية باألدب لبقائها يف أيدي النصارى

ISLAM ICBOOK.WS ين| ٢٠١٠ م لمسل احة لجميع ا مت ق لحقو ع ا جمي