احللقة الثالثة :

على احملك ؛

أدعياء حقوق األنسان واملواثيق الدولية

توثيق تارخيي، وحتليل مفصل، عن السجون اليت أقامتها القوات األمريكية يف بالد الرافدين إبتداءا من حلظة إعتقال املعتقل وحلني خروجه، وكيفية التعامل معه، وهيكلية السجون، والنظام القائم هناك من الناحية القضائية، واإلدارية، والصحية، والتنظيمية، وسنذكر بالتفاصيل كل ما يتعلق بهذا امللف مبصداقية ومهنية على شكل حلقات متسلسلة، كل حلقة تتكلم عن ناحية معينة وجانب

معني من جوانب عملية األسر واإلعتقال .

وما سيقال هنا ينطبق على كل السجون األمريكية يف كل مكان يف العامل لكن اإلختالف فقط يكون التعامل وطريقة املتبع والنظام العامة اهليكلية حيث من أما .. املعتقلني ونوعية التشدد درجه يف فهي واحده، إبتداءا من أبو غريب وبوكا يف العراق، ومرورا مبعتقل باغرام األفغاني، وإنتهاءا بسجن

غوانتانامو سئ الصيت .

وجود مع هنا سيقال ما غرار على سيكون اهلل قدر ال املستقبل يف سينشئ أمريكي سجن أي وإن إختالفات بسيطة هنا وهناك حسب خصوصية كل بلد وكل منطقة، نسأل اهلل عز وجل أن حيفظ

بالد املسلمني من كيد األعداء .

وهنا جيب أن يكون معلوم للمسلمني عموما ولإلخوة أصحاب التوجه اجلهادي خصوصا بأن هذا الكالم ليس للسرد واإلطالع وال حتى من أجل أن يقرأه األخ لتذرف عيناه قطرة دمع على إخوانه األسرى، لإلستفادة هو السلسلة هذه من الغاية لكن واحدا، جسدا كوننا فعله احملمود من هذا كان وإن واإلتعاظ حتى ال يقع مسلم يف أخطاء وقع بها إخوانكم يف هذا البلد، فهي باختصار عصارة سنني من اخلربة الغزيرة والتجارب املرتاكمة اليت كانت تكلفتها دماء وآالم وتضحيات جسام، ألن األخطاء يف

هذا اجملال كارثية على العمل اجلهادي.

فال عذر وال حجة ملن يأتي يوم القيامة وقد أعطى الدنية بدينه بعد أن وقع بشباك عدوه ومل يتعظبغريه رغم علمه بذلك .

نسأل اهلل أن حيفظ إخواننا اجملاهدين من كل سوء

4 5

وني بغرفة التعرية وهنا يروي لنا رجل مسن من أهل السنة عمره يصل للستني عاما فقال: بعد أن عرأمروني بأن أختذ وضع الركوع وافتح دبري )أجلكم اهلل( ليتأكدوا من خلوا فتحة الدبر من أي شيء )التفتيش الدبري( .. هذا لشيخ كبري فما بالك بالشباب!! فتخيلوا كيف يعامل عباد الصليب أبناء أمة

اإلسالم بالذل والقهر واإلهانات.

ثم تدخل إىل غرفة املضمد ليعاجل إصاباتك اليت أصبت بها من جراء اإلعتقال، فرتفع العصبة من الغالب يقوم باللغة األنكليزية، ويف عينيك، ومباشرة يصرخ عليك ويسبك املضمد ويهينك بشتائم دما تنزف اليت اجلروح كل مبسح ويقوم القطن من كمية يف املطهر من كبرية كمية بوضع وهنا ذلك، من أكثر يفعل وال فسيضعها )ضماد( لوضع احتاجت وإن منها، النزف توقف اليت أو كالمنا على من مل يصب بطلق ناري أو ما شابه، أما من يصاب بإطالقاتهم وكانت اإلصابة بليغة يف رأسه أو بطنه أو كسور يف العظام أو ما شابه، فأمثال هؤالء ينقلون إىل أحدى مستشفيات قواعدهم العسكرية ليعاجل وبعد أن يستعيد جزءا من عافيته يرجع إىل نقطة البداية وتطبق عليه املراحل اليت أنه سيخفف عنه املصاب من جراء إطالقاتهم بها غريه، حتى ال يظن األسري سنذكرها واليت مير من ذل وإهانة اإلعتقال، مع أنه حال األسرى املصابني يف املستشفيات األمريكية يرثى له ويعاملون معاملة صعبة جدا ولو تكلمنا عن هذا األمر لطال بنا املقام، لذلك نرتكها للحلقة اخلاصة بالنظام

الصحي واملستشفيات األمريكية.

وبعد أن يتأكدوا من خلو جسمه وهو عاري مما هو مشبوه، أحيانا يعطى األسري بدلة كاملة خيتلف لونها وشكلها حسب الزمان واملكان أو قد تكون )دشداشة( أو أحيانا يرجعون مالبس األسري الداخلية فقط فيبقى بها طوال مدة اإلعتقال السري واليت قد تطول ألسابيع فيها، وال يعطى أي شيء ينتعله

ويبقى حايف القدمني طوال فرتة سجنه باحملاجر أو السجون السرية.

مصانع هي إذ عليه، وأشدها األسري بها مير أن ميكن مرحلة أصعب عن سنتكـلم احللقة هذه يف الرجال ومنشأ األبطال، فيها تعرف اجلبال الشاخمة والرواسي الراسخة، هي خمترب الصرب ومعيار اإلميان، هي باختصار ميزان قوة القلب وضعفه، وبعد انتهاء هذه املرحلة ميكن للمعتقل ومن خالل حمصلتها أن يعرف بالضبط درجة ثباته، فإن كانت خريا فليحمد اهلل عزوجل وأن كانت دون ذلك

فمن الضروري أن يراجع نفسه.

هول ... املداهمات، حلة إىل اجمل وصلنا يف احللقة السابقة )وهي احللقة الثانية اليت كانت بعنوان الروإرهاب اآلمنني( إىل حني وصول القوة املسؤولة عن اإلعتقال إىل داخل القاعدة العسكرية اليت تضم السجن السري وبالتحديد إىل أبواب هذا السجن، هنا سيتم إنزال األسري من العربة العسكرية اليت اقتادته، وهو موثق اليدين ومعصوب العينني، ويقوم بهذه املهمة اثنني من اجلنود، ويف أحيان كثرية ال يتمكن األسري من الوقوف ابتداءا ألن فرتة اجللوس الطويلة وبوضعية واحدة ويف مكان ضيق جدا القاعة املشي فيسحله اجلنديني سحال إىل داخل يؤدي اىل )خدر( رجليه ومع ذلك إن مل يستطيع اليدين وحماط العينني ومقيد معصوب األسري يكون مسبقا أسلفنا هنا وكما السجن، األوىل من بعدد من اجلنود كما حتيط الكالب باألسد اجلريح، يدخلونه ابتداءا إىل قاعة التعرية، وهنا ستبدأ أول عملية من عمليات الذل واإلهانة، فعلى األسري أن ينزع مجيع مالبسه وكذا كل ملحقاته إال عصابة العينني أمام مجع من اجلنود الذين حييطون به وكذا يف ذات الوقت واملكان يتم خلع مالبس وقد سنة الثمانني أعمارهم ناهزت كبار شيوخ األسرى هؤالء من أن فتخيل وجدوا، إن اآلخرين يكون رجل مقعد، أو قد يكون عامل جليل له مكانة اجتماعية بني الناس أو شيخ قبيلة وهكذا، فهؤالء

ال يقيمون اعتبارا ألحد مهما كان فيعرونهم وقد يضحكون عليهم وهم عراة.

حتارب فيها مبرضك(، وكذلك يسجل الدكتور يف هذه املرحلة اإلحتياجات اخلاصة لبعض املرضى كالعكازات أو عربة املعاقني، أو النظارات الطبية وغريها.

ثم تعصب عينا األسري من جديد ويؤخذ إىل غرفة أخرى تأخذ منه املعلومات الشخصية األولية، اإلسم والعمر وعنوان السكن واحلالة اإلجتماعية واملهنة وما شابه، وهنا سيتم تسجيل ما يقال هلم بغض النظر إن كان الكالم صحيح أو غري ذلك، فهي إستمارة معلومات جيب أن متلئ، ثم يتم قياس الطول والوزن، ثم يصور األسري من عدة إجتاهات )بال عصابة العني(، وكذلك تأخذ له بصمات أصابع اليد )لألصابع العشرة بدن أي إستثناء(، ثم قزحية العني واحلمض

النووي، ثم سيوضع له رقم خاص مييزه عن غريه، ألن النظام األمريكي عموما يتعامل باألرقام وليس األمساء بالتالي فكل معتقل هو رقم .. وهذا الرقم هو رقم خاص وداخلي يستعمل يف مرحلة احملاجر أو السجون السرية فقط الغري، ثم سيحدد له رقم احملجر اإلنفرادي الذي سيقبع به، وبعد اإلنتهاء يتم أخذه إىل هذا احملجر مباشرة وهو معصوب العينني، ومقيد اليدين وحينما يصل يرمى باحملجر ويغلق عليه الباب من اخلارج فتكون هذه أول مرة خيلو بها مع نفسه وال يكون جبنبه جندي أمريكي.

* احملاجر اإلنفرادية أو السجون السرية

احملجر أو الزنزانة اإلنفرادية عبارة عن غرفة ذات اربعة جدران وبقياس 2 مرت طول، 1 مرت عرض، ارتفاع، وهي خالية من أي شيء سوى اجلدران واألرض والسقف وفيها منفذ صغري لدخول 2 مرت صناعي إسفنج من قطعة هو بل الوقت نفس يف بفراش ليس ولكنه وفراش املكيفات، من اهلواء قاسي توضع له يف األرض ليمدد عليها، وأيضا توجد كامريا العني، عن خمفي مكان يف أو ظاهرة تكون أن أما مراقبة صغرية مربعة نافذة توجد الباب هذه ويف واحد باب وفيها يتم من خالهلا رمي الطعام والشراب لألسري، وهناك نقطة مياه دورة احملاجر هذه بداخل اليوجد أنه وهي جدا مهمة إحداها وجتاور هذه احملاجر ألسباب سيأتي ذكرها الحقا، فيها الغالب ويف األمام، ومن واخللف اجلانب من األخرى بداخلها تتكلم أن عليك مينع أنه إىل اضافة للصوت عازل

أي كلمة مسموعة.مكان حسب معينة جزئيات يف ختتلف قد احملاجر هذه اخلشب من مصنوع هو ما منها فمثال العسكرية، القاعدة بالكامل ومنها بناء من حجر عندها ستكون الباب من حديد، ومنها ما هو أوسع مما ذكر بقليل ومنها األضيق، ومنها ما طوال دامسا ظالما مظلم فهو السوداء جلدرانه إضافة هو

الوقت ال تكاد فيه أن ترى يديك؛

مت أن بعد األمريكية القوات أن وهي وجوهرية، جدا مهمة نقطة باحلسبان نضع أن جيب وهنا – ظاهرا - على فضحها يف ما يسمى بفضائح )سجن أبو غريب(، اتبعت نظاما أكثر تشددا يعتمد مبدأ حقوق األنسان وقوانني جنيف اليت تنظم حقوق األسرى، وبالتأكيد هذا ال خيلوا من حدوث ــ هذه إال ــ األسري بها اليت مير املراحل العام كان هذا يف كل ولكن اخلط هنا وهناك إنتهاكات املرحلة اليت نتحدث عنها فاألسري غري مشمول بهذه القوانني وميارس حبقه التعذيب املمنهج، حبجة أن هذه املرحلة هي أخطر وأهم مرحلة ألنها مورد املعلومات اليت حيتاجون هلا، ويربرون ما يفعلونه

بادعائهم أن هذه املرحلة متس األمن القومي األمريكي.

التعامل هنا يكون بالصراخ واإلهانات حبالته اإلعتيادية وبدون أي سبب، وليس للمعتقل إال الصمت مقابل ذلك، لن يسمع احلسن من الكالم، ولن يلمس اللني يف التعامل، وهنا سيكون األخ األسري حمتاج كثريا إىل شرب املاء ألن ما أصابه ليس باهلني وعادة فإن اإلنسان يف مثل هذه األزمات اليت تطرأ عليه بهذا يصاب من فرتى الدموية والدورة األنزميات يف خلل جسمه داخل يف حيدث أنذار سابق دون األمر يصفر وجهه وتبيض شفتيه وتزداد دقات قلبه وما إىل ذلك من أعراض، وحنن نسميها بلهجتنا العراقية )ينهبط( أي يفزع، بالتالي فهو حيتاج إىل شرب املاء، فيطلب منهم املاء، فيؤتى به ويطلب من األخ أن يفتح فمه فيضعون فوهة اإلناء يف فمه ويقطعون املاء عنه أنى شاؤوا، وإن طلب املزيد فسيهان.ثم توضع العصابة على عينيه من جديد ويأخذ األسرى فردا تلو اآلخر إىل غرفة الطبيب اجملاورة، وأيضا بداخل الغرفة تنزع العصابة من عينه فيقوم بدوره بالفحص العام للمعتقل ويسأل ويدون لديه أمراض ـ وخاصة األمراض املزمنة، وكذلك التشوهات والعالمات الفارقة وكل شيء ـ إن وجدتـ كل معتقلـ مميز باجلسم، كأن يكون عملية جراحية قدمية، ثم يسأل عن أنواع األدوية اليت يتناوهلا أصحاب األمراض املزمنة كأمراض القلب والكلية والسكر والقرحة وغريها، ثم يسأل عن اجلرعات اليومية.

األجراءات هذه تنتهي أن وجيب كثر األسرى وألن وهنا الدكتور فإن للمحققني األسري يفرغ حتى وقت بأسرع التحاليل الكايف إلجراء الوقت لديه املختص ليس األمريكي واإلختبارات اخلاصة اليت يتمكن من خالهلا معرفة حقيقة ما مت إدعاؤه من األمراض، لذلك يعتمد الطبيب يف كتابة مبرضه، أدرى أنه إعتبار على األسري يقوله ما على عالجه وهنا وحينما يكتب الطبيب العالج الدوري ألصحاب األمراض املزمنة، ولألمانة نقول أنه منذ خروجك من الطبيب ستستلم معتقالت من كنت معتقل أي ويف ذهبت وأينما عالجك، العالج فسيصلك حركتك كانت وأينما األمريكية القوات أي بدون عليها اإلتفاق مت اليت وبالكميات احملدد وقته يف تأخري يف مكان تواجدك حلني خروجك من األسر نهائيا، وال حيق ألحد ــ غري الطبيب ــ أيا كانت رتبته ومكانته يف اجليش من )يستثنى تأخريه حتى أو األسري عالج قطع األمريكي هذا الكالم فقط مرحلة السجون السرية أو احملاجر اليت قد

6 7

شيء صار مبنهاج، مربمج باألوقات احملددة لكل شخص، وسيعطونه يوميا يف غالب أنظمة السجون وجبتني من الطعام )أحيانا من له خربة سابقة فانه سيعرف أوقات الصالة من خالل هذا الربنامج( بني تسمى احلافظة املواد من الكثري وفيها اهلواء من ومفرغة ومغلفة جاهزة هذه الطعام وجبات األمريكي عند اهلجوم اليت يستخدمها اجليش food(، وهو نفسها الــ بـــ )أكياس بالعراق األسرى على مناطق معينة بعيدة عن قواعدهم، وقد تقطع اإلمدادات عنهم فتكون هذه األكياس كفيلة وأصنافها أرقى األمريكي اجليش عند الطعام نوعيات أن اإلختالف مع طويلة، ألوقات لتغذيتهم أكثر، على عكس أكياس الطعام للمعتقلني، الكيس الرئيسي حيتوي على أكياس بداخله فهناك

كيس للرز وكيس ملرق معني وكيس لبسكويت معني وهكذا.

املرق خترج منها رائحة كريهة جدا وهي رائحة أو الرز املطبوخ سواء الطعام حينما تفتح كيس نفسك ستسد الرائحة هذه فإن بالتالي احلافظة، املواد رائحة مع اهلواء من املفرغ املطبوخ األكل وتكرهك بالطعام حتى لو حل بك اجلوع ما حل، لذلك فالغالب من اإلخوة األسرى ال يأكلون هذا الطعام بل ال جيرئ حتى أن يفتح الكيس حتى ال تنتشر باحملجر رائحة كريهة، ويأكل فقط بعض حمتويات هذا الكيس حيث يوجد فيه أربع أو ستة بسكويتات صغرية وكيس صغري جدا من أحدى أنواع املربيات وشيء من الزبيب وهكذا، وبإختصار فإن كل ما يأكله األخ األسري ال يشبع طفل عمره

سنتني واهلل املستعان.

القارورة انهيت انك قارورة ماء مع كل وجبة يف حال املاء فتخصص لك كمية حمددة وهي أما السابقة ويف الغالب فإنك ال حتتاج إىل املاء من شدة برودة احملجر لكنه يتعمدون بأن يكون املاء على قدر حاجتك وأال يكون لديك وفرة فيه حتى ال تنتفع باستخدامه بأمور أخرى كالوضوء مثال.

* قضاء احلاجة يف دورة املياة

وكذلك سيتم إخراج األسرى إىل دورة املياه بعدد مربمج من املرات حسب ما حيددونه هم شاء أم أبى، وإن اضطر إىل الذهاب يف الغالب لن يذهبوا بك مهما تكلمت أو فعلت أو صرخت، وأما إذا مت إجابة

)هذا الصنف يعرف بـاحملاجر السوداء(، ومنها ما هو مفرط يف املصابيح من األعلى، إذ سيشح كثريا فيها النوم، وكلها متفق يف كونها شديدة الربودة صيفا وشتاءا فضال عن شحة املالبس لدى األسري!

وسيأتي ذكر أسباب هذا األمر الحقا.

وعندما خيتلي األسري بنفسه فسينتابه شعور غريب وحلظة لن تنسى .. فسوف يفكر فيها بني أمرين القادم، التفكري يف اجملهول اليت تقيد يديه وبني األليم واألصفاد بواقع احملجر اثنني هما اإلنصدام ولكنه سيخلص إىل نتيجة أنه األمر أكرب منه وعقله وجوارحه ال ترقى إىل ما جيري حوله .. فماله إال أن يفوض أمره للكبري القهار وأن يسأله بإحلاح أن يلطف به فيما جرت به املقادير، وأن يثبته مبا

هو قادم.

وأول ما يفعله األسري حال دخوله للمحاجر هو اجتهاده للتخلص من عصابة العني حتى يستطيع أن يرى ما حوله، ويتمكن من ذلك بعد جهد بسيط ... ولكن بالتأكيد فأن الذي اليتمكن من رفعه هو

قيد اليدين الذي سيكون بالنسبة له كواقع مزعج أليم.

األسري يف هذ الوقت سيكون منهار ومتعب اىل درجة كبرية لذلك سيحاول أن ينام من شدة التعب، وحال يقظته من منامه فإنه سيفقد شيء غالي جدا وهي معرفته بالوقت بالتالي سيكون الوقت جمهوال متاما، إذ لن يرى بعد ذلك مشسا ولن يسمع لصوت كاألذان وما شابه، ألن القواعد األمريكية يف العادة هي خارج املدن، وحلني خروجه من السجون السرية هو اليعرف وقتا وال يعرف ليال من نهارا هذا داخل شهر صالة األخ يصلي قد لذلك الصالة، أوقات معرفة يف الفيصل هو التقدير ويبقى

احملجر ثم خيرج إىل السجن العام )املخيمات( فيعلم هناك أنه ما لبث إال اسبوعني، أو العكس أحيانا.

* وجبات الطعام داخل احملاجر األنفرادية

ال حيق له بعد اآلن أن يطلب شيئا، لن يذهب إىل دورة املياه كما يريد، لن يطلب الطعام وقتما يشاء، ال حيق له أن يطلب ماءا، ال يسأل عن أي شيء، ال طبيب وال دواء )إال ما هو خمصص له(، هنا كل

8 9

طلبك فلن يذهبوا به إال بعد صراخ وإهانات قاسية، واملشكلة أن األسري سيقضي حاجته يف دورة مياه مفتوحة ليس فيها باب، وعلى بعد نصف مرت يقف على رأسه جندي ال يفارقه أبدا ويعد له الوقت وهو حمسوب عليه بالثواني ويزجره إن تأخر أو تفوه بكلمة، فحتى احلياء سقط منهم، بالتالي فهي طريقة مذلة مهينة خترج عن النطاق اآلدمي يف التعامل، ويف بعض احملاجر تكون هنالك دورات مياه عديدة يف مكان واحد جيتمع فيه األسرى، بالتالي فسيجمع بإخوانه هناك وستكون من أصعب املواقف

خصوصا إذا ما رفعوا عصابة العني من األسرى.

* طريقة إخراج األسري وإرجاعه من احملجر إىل األماكن األخرى:

باب حمجر قاعات احملاجر، ستدك داخل املعروف يف العام اهلدوء وأثناء أمره، على حني غفلة من الشخص دكا، فإن كان جالسا فسيفزع ال حمالة أما أذا كان نائما فاملصيبة أشد ... هذه الصورة ال أظن أنه باإلمكان وصفها ــ وسنتكلم عنها بالتفصيل يف فقرة االنتهاكات والتعذيب املمنهج ــ وحال مساع األسري طرق الباب عليه فورا أن يرجع عصابة العينني )اليت قد يتخذها كوسادة لينام عليها(، على رأسه ليغلق عينيه بها قبل دخول احلارس، ثم يقف قائما ويعطي ظهره للباب، حينها سيؤخذ ويقتاد ومعه جنديان مسلحان بالعصى الكهربائية ال يفارقانه، وإن دخلوا ووجدوه جالسا على األرض أو مل يستعد جيدا فسيهان بشتى أساليب اإلهانة، إبتداءا من الصراخ والسب والشتم وانتهاءا بالضرب املهني أحيانا، ويتم إيقافه من خالل مسك قيد اليدين من الوسط وجير فتنسحب كلتا يدي األسري معا، وإن كان اخلروج مجاعي للمعتقلني كأن يكون إىل دورة املياه فإنه يتم اإلبتداء بإخراج األسري من أول غرفة ثم اليت تليها وهكذا، وكل معتقل خيرج يضعون يديه بكتف صاحبه الذي أمامه لذلك شكل املسري سيكون كالقطار، ويف املسري ورغم أنه معصوب العينني ولكن عليه طوال السري مشيا مع

هذين اجملندين أن ينزل رأسه لألسفل وإال سيضرب على رأسه!!

10 11

خبصوص األماكن اليت من املمكن أن خيرج إليها األسري هي أما دورة املياه لقضاء احلاجة، أو غرف جديد من التسجيل غرف إىل الذهاب يتم قد أحيانا أو األمريكان، احملققني كبار حيث التحقيق

وإعادة أخذ بصمات اليدين وشبكية العني واحلمض النووي، أو قد ينقل اىل قاعدة أخرى.

* وسائل التعذيب املمنهج وانتهاكات حقوق اإلنسان.

وهو من أهم املوضوعات اليت ميكن التحدث بها، ألن الغرب عموما واألمريكان على وجه اخلصوص يتشدقون بأنهم خري من ميثل حقوق اإلنسان ومعاهدة جنيف ألسرى احلرب والقانون الدولي وما شابه، فإذا تكلمنا عن جانب من اإلنتهاكات اليت حدثت يف سجن )أبو غريب( واليت انكشفت أمام العامل بأسره لطال بنا املقام كثريا والحتجنا اىل جملد إن مل تكن جملدات، لذلك لن نقف هنا كثريا ألن العامل شاهد بعينه جانبا مما جرى وكتب كثري من الكتاب كتبا وجملدات عنه، فمثال يصف صاحب

كتاب »الغارة على العامل اإلسالمي وصدام احلضارات« ما حدث بسجن »ابو غريب« بالتالي:»وأين ذلك من أعمال السادية اليت بلغت مداها وجتلت بأقبح صورها - من غري االغتصاب والتعذيب - درجاته بأعلى واإليذاء والبطش والضغط السخرية أساليب وخمتلف املوت حلد يصل قد الذي جتلت فيما ذكرته مبعوثة رئيس الوزراء الربيطاني من أن جنودا أمريكان طلبوا من امرأة عجوز أن متشي على هيئة محار وركب أحدهم على ظهرها، ويف إدخال سجينات عراقيات عاريات على سجناء عراقيني عراة كذلك، ويف إجبار سجناء عراة على الزحف على أربع ثم إرغامهم على العرض هكذا

أمام إحدى اجملندات، ويف تبول بعض الربيطانيني على وجه سجني عراقي مغطى الرأس؛

بأسالك اليدين مقيد صندوق على بالوقوف الرأس معصوب رجال األمريكيني بعض أمر ويف كهربائية، ويف تلك اجلندية األمريكية اليت أشهرت سالحها صوب األعضاء التناسلية ألحد سجناء سجن أبو غريب، ويف هذا اجلندي الربيطاني الذي قام بعملية القذف داخل فم سجني آخر، ويف صورة

اجملندة )ليندي إجنلند( اليت ظهرت صورتها ويف فمها سيجارة وهي تنظر بتشف إىل سجني عراقي عار متاما وهو ممد على األرض بينما جتره بسلسلة لربط الكالب، ويف صورتها وهي تبتسم لعراقيني عراة ميارسون اجلنس اجلماعي عنوة بعد أن وضعوا على شكل هرم، ويف إجبار السجناء على ممارسة العادة السرية واللواط وارتداء املالبس الداخلية للنساء وربط أيديهم لساعات طويلة بأبواب الزنازين، وعلى امتصاص احليوانات املنوية لسجناء آخرين، إىل غري ذلك مما يندى له جبني اإلنسانية وال جيبه

إال دفع اجلزية عن يد وهم صاغرون«

ويضيف: »وخيطئ من يظن أن ما حدث ملسلمي العراق على يد مدعي- كذبا وزورا- حقوق اإلنسان، جمرد أعمال فردية قام بها جمموعة من الشواذ أو أنها ال متثل جزء من الثقافة الغربية اليت ترسم لنفسها أحيانا مالمح مريضة ومنحرفة، كما خيطئ من يتصور أن هذه األعمال متت بدون علم

مسئولني كبار يف اجليش األمريكي والربيطاني«.

معايري أي تتجاوز البنتاجون يقرها اليت األساليب »إن بقوله: دربان( )ريتشارد السيناتور علق وقد إنسانية وال عالقة هلا بالقواعد الدولية املنظمة للحرب، فال ميكن للقانون الدولي أن حيتوي على

بنود جتيز األعمال غري اآلدمية«. انتهى االقتباس من الكتاب

ولكن هنالك البعض من يدافع عن األمريكان إىل يومنا هذا ويقول عن أحداث سجن »أبو غريب« أنها أحداث فردية متت معاقبة من قام بها وتغريت بعدها معاملة األسرى إىل معاملة إنسانية خالية من أي وسائل التعذيب .. ولو سلمنا جدال هلذا الكالم فنقول إن كل ما سنكتبه هنا هو بعد أحداث سجن

»ابو غريب« وليس قبله.

بعد أحداث سجن أبو غريب حاول األمريكان وبشتى الطرق تغيري صورة ما جرى بالظاهر مع بقاء اعرتافات منه التحقيق معه النتزاع أثناء الذل واإلهانة واإليذاء والضغط لكل معتقل املضمون من واليت هم بأمس احلاجة هلا يف هذا املوطن وكذلك لردعه من أن يفكر - جمرد التفكري - بقتاهلم أو التحريض والتعبئة عليهم مرة أخرى .. هكذا يعتقدون!!، هذا باإلضافة اىل أن األرض هناك خصبة ومناسبة إلفراغ احلقد العقدي الصهيوصلييب على املسلمني، ومبا أنه املفهوم العام املنتشر واملتعارف أو انواعه املباشر مبختلف التعذيب اجلسدي بواسطة الضرب السجناء هو الناس لتعذيب عليه بني الصعق بالكهرباء أو ما شابه، لذلك وبعد دراسة عميقة وحتليل دقيق قرر األمريكان اإلبتعاد )قدر األمكان( عن هذه األنواع من التعذيب واستبداهلا بأنواع تفوقها أو التقل عنها بالضرر، ولكن طرقها خمتلفة جدا وليس بها متاس مباشر بني السجني والسجان وقبل أن نذكرها ننوه هنا اىل مالحظة مهمة جدا وهي أن هذه الطرق اليت سنذكر هي طرق استخدمت وبشكل ممنهج مع مجيع األسرى وبدون استثناء، مما يعين أن هذا هو برنامج خاص معد ومتبع مع كل من يعتقل بغض النظر عن الطاغوتية األنظمة تستخدمها اليت كتلك البشعة التقليدية التعذيب طرق أما قضيته، ماهية العربية فأيضا استخدمها األمريكان ومبهارة عالية ولكن مع )بعض األسرى( ومل تكن هي الصبغة السائدة خصوصا بعد أحداث )أبي غريب(.. ومن طرق التعذيب املمنهجة اليت استخدمها األمريكان

نذكر منها:

12 13

قد بارد برودة عالية جدا )التربيد( ليل نهار حبيث يصبح احملجر الصغري * تشغيل مكيفات اهلواء اليطيقها بشر، لذلك نرى أن بعض األسرى قد أغمي عليهم بل أن األمريكان كانوا دائما يتفقدون النائم لئال يكون قد أغمي عليه مما يؤدي يف حالة تركه إىل األسرى وخيافون كثريا من األسري وفاته... قد ال يتخيل من يقرأ هذا الكالم أن التربيد وسيلة للتعذيب فنقول له جرب بنفسك أن تغلق باب غرفتك )وبالتأكيد فإن الغرفة أكرب بكثري من احملجر الصغري( ووجه هواء املكيف صوبك مباشرة وأنت جالس على األرض وال تلبس إال مالبس داخلية خفيفة ثم انظر كم ستتحمل هذا الوضع .. بالتأكيد فإنك ستصل إىل درجة من الربودة تضطرك إىل القيام إلطفاء التربيد ... لكن حاول جهد استطاعتك أن ال تقوم وانظر ماذا سيكون حالك، وانظر كم ستتحمل هذا الوضع، أعضائك تكاد أن تتجمد فال تقوى على أي حركة أو عمل رياضة معينة، بل األكثر من ذلك سيسلب النوم منك، ألن النوم بهذا الوضع غاية بالصعوبة، وستبقى ترجتف طوال وجودك داخل احملاجر السرية، واملسألة ما

هي إال مسألة دقائق أو ساعات أو حتى يوم بأكمله، فما بالك بوضع األسرى هناك.

* مسألة قضاء احلاجة أو دخول دورة املياه ... الكثري منا مر مبوقف حرج من حيث أنه تضايق يف مكان الجيد فيه دورة مياه بالتالي عانى ما عانى إىل أن ختلص من أذاه، فالغائط مثال ــ أجلكم اهلل ــ يثقل البدن ويؤذي كثريا يف إحتباسه، بل إذا احتبسه اإلنسان أكثر من املعتاد قد يودي حبياته، وخروجه نعمة من نعم اهلل عزوجل على عباده، لذلك جعل األمريكان من هذا األمر وسيلة قوية جدا ومؤثرة للضغط على األسرى حيث يتم إخراج األسرى بوقت ممنهج هو أقل مما حيتاجه الفرد العادي مما يعين أنه سيعاني إىل أن يأتيه الدور، هذا باإلضافة فإن اخلروج لدورة املياه يفرض عليه فرضا ويف بعض اإلحيان يكون بالنسبة للمعتقل ليس هو الوقت املناسب للخروج بالتالي فإنه حني حيتاج دورة املياه بعد ذلك فإنه سيعاني ثم يعاني ثم يعاني إىل أن يصل دوره مرة أخرى، وعلى األغلب ومبا أن اجلو بارد جدا داخل احملجر فإن األسري حيتاج إىل التبول، وحينما يتضايق فإنه سيحصر ما يف داخله ثم يشتد الضيق بعد ذلك فال يستطيع اجللوس بل يبقى يدوك يف حمجره ثم تصل به األمور إىل الغالب فال جميب، واألسري هنا ليس لديه خيار فهو ال ... وبالطبع يف بأنه يريد اخلروج أن يصرخ يلبسها ليس اليت وثيابه وهو مكان صالته وعبادته التبول مبحجره، فاحملجر صغري جدا يستطيع هلا بديل، فاذا اصابتها النجاسة فهي هي، وأيضا الميكنك نزعها ألن اجلو غاية بالربودة، لذلك صار

األسري يتحمل اجلوع والعطش حتى ال يصيبه ما يصيبه حني حيتاج إىل دورة املياه.

فهل يتخيل أحد أن دورة املياه تتحول إىل وسيلة ضغط قوية يتبعونها معك ليجعلوك تنهار وتعرتف مبا يريدونه منك !!

* طريقة أخرى إبتكرها األمريكان للتعذيب، هذه الطريقة تؤدي إىل الكثري من األمراض املزمنة اخلبيثة كمرض السكر ومرض ضغط الدم أو خلل يف عمل اهلرمونات وغريها، ويف بعض األحيان تصيبك بـــ ــ املس ــ والعياذ باهلل، وتتلخص هذه الطريقة بأن خيتار السجان األمريكي الصلييب أوقاتا يكون األسري يف قمة نومه وبعد أن يراه خلسة ويتأكد من أنه نائما نوما عميقا يقوم بضرب الباب يف مكان معني ضربا شديدا بعصا أو حتى بيده حبيث ينتج عنه صوتا مفزعا جدا يسمعه األسري يف داخل .. فتخيل من حال كون األسري نائما وساكنا حمجره وكأنه قنبلة أو صاروخ انفجر يف حمجره

يف نوم هاديء ويف مكان التسمع فيه أدنى صوت، إىل حال الفزع الكبري والصوت العالي الذي يسمعه األسري بعد أن يفزع من نومه فال يكاد يستوعب ما جيري، بالتالي فإن كل جسمه سريجتف من هول !! وقد رصدنا نائم له وهو مستيقظ فكيف مبن هو ملن حيدث األمر هو مؤذي كثريا الفزع، وهذا الكثري من احلاالت ألسرى أصيبوا بهذه األمراض املزمنة سالفة الذكر من جراء هذه الوسلية يف التعذيب، أما من أصيب من األسرى باملس فهؤالء يف الغالب مت سجنهم يف حماجر مظلمة معتمة ال

تكاد ترى يديك ثم تطبق عليهم نفس هذه الوسيلة فيمس والعياذ باهلل.* طريقة أخرى من طرق التعذيب واحلرب النفسية .. وهي أن كل معتقل من النادر أن يقضي كل فرتة التحقيق يف هذا املرحلة بسجن سري واحد أو بداخل قاعدة عسكرية واحدة، وإمنا يتم نقله إىل ثالث سجون سرية أو أكثر أو أقل، تتداخل عدة عوامل لتحدد هذا األمر منها األسري ومدى أهميته وموقع إعتقاله ودرجة ثباته وصالبته بالتحقيق .. اخل، والتعذيب هنا يكمن يف طريقة نقل األسري من موقع آلخر واألحداث اليت جتري خالهلا، حيث يتم النقل هذا يف عملية بشعة مرعبة بإسلوب وحشي قل نظريه، ففي بادئ األمر ويف غالبه يأتون لألسري بالثوب اجلديد ويف الغالب يكون هذا الثوب )دشداشة( من نوع سيء ورخيص جدا حيث تفوق نسبة البولسرت نسبة القطن فيها، ثم يطلبون منه بأنه سيفرج عنه، فتنتابه حلظة فرح ولكن ما هنا سيتبادر إىل السجني بارقة أمل ويفكر ارتدائها، والتهم التحقيق معه، أوج قليل كان يف قبل أن احملقق أن يتذكر بعد يتبخر أن األمل يلبث هذا املوجهة إليه ترتا مل تتوقف، يف مثل تلك اللحظات سيصاب السجني بالتعب واإلرهاق الشديد مبجرد التفكري، لذلك مباشرة يرجع إىل اهلل ويوكل أمره إليه فهو وليه وهو حسبه وهو القهار اجلبار القوي بالسجناء سيؤتى بالقصري ليس وقت وبعد ويسر، فرج اىل عبده وعسر ضيق حتويل على والقادر املتعبة من غرفة إىل غرفة ومن قاعة إىل الروتينية النقل وجيمعون يف مكان معني، وتتم عملية قاعة، كل ذلك كما أسلفنا بال عينني ترى وبال يدين تتحرك، ويف معاملة سيئة ومشينة جدا، هذه

العملية تستغرق ساعات حلني اخلروج إىل خارج السجن السري، حال السجني خالل هذه الساعات الكبرية النقل األفكار، ثم بعد ذلك يدخلونهم داخل سيارات تتبادر يف ذهنه عشرات ال حيسد عليه، قيادة تبدأ ثم مزعج، وبصوت الصاخبة الغربية األغاني تسمع إليها صعودك حال اليت )الباصات( الباص قيادة أشبه بأن تكون استعراضية سريعة ومستفزة .. وليتأكد من يقرأ هذه األسطر أن الذي معد بعد دراسة أو بصورة عفوية وإمنا هو عمل ممنهج اعتباطا نذكره وحناول وصفه هو اليتم

مستفيضة والغاية منه هو حتطيم ما لديك من اإلرادة والروح املعنوية وجعلك تنهار.

وهنا وبعد مدة ستسمع صوتا آخرا مزعجا .. يرتفع هذا الصوت ويزداد أزعاجا تدرجييا مما يعين أن الباص يقرتب منها بعدها تعرف مصدر هذا الصوت وهي املروحيات األمريكية اليت ستنقل األسرى، ثم ينزل اجلميع من احلافالت وإذا بعاصفة هواء حارة وقوية جدا تعصف بك فتعلم أن اجلنود األمريكان أنزلوك يف مكان قريب جدا من املروحية )نوع من العقاب( بالتالي ستبدأ عملية إستالم وتسليم بني الطاقم األمريكي باحلافالت وبني طاقم املروحية، وألن املوقع هو موقع خارجي وبعدها سيكون األسري بداخل مروحية لذلك أول عمل يقوم به طاقم املروحية بأن يوجه ركلة أو ضربة أو رفسة إىل كل معتقل أثناء صعوده إىل املروحية وتوجه هذه الضربات على وجه اخلصوص إىل املناطق احلساسة، وهذه الضربة تكون استباقية حتى ال يتبادر إىل ذهن أحد بأن حياول أن يهرب أو حتى يفكر باهلروب، ثم بعد ذلك وحني تصعد املروحية مبعاونة اثنني من اجلنود ترمى بداخلها رميا وهكذا كل األسرى أن الواحد فوق اآلخر وبالكاد تستطيع فيكدسون األعداد بداخلها بطريقة عشوائية مهينة فيصبح تتنفس، ثم حتلق بك املروحية ويبدأ السجان األمريكي بإمساعك كلمات )باللغة األنكليزية( توحي بأنك ذاهب إىل غوانتنامو ومن هناك إىل احلجيم وما شابهها من كلمات .. تستمر الرحلة وأنت بهذا احلال ملدة ساعتني أو ثالث ساعات طريان باجلو بينما قد ال يتجاوز وقت الرحلة احلقيقي أكثر من نصف ساعة، وطوال الرحلة ال يسمح التفوه ولو بكلمة، ومهما كانت درجة احلرارة مرتفعة ومهما اشتد احلر فلن حتصل على املاء البتة، بل لن يسمح لك بطلبه وإن سئلتهم أو طلبت ماء مثال فسيأتي اجلواب بلكمة على الوجه أو رفسة باألقدام، لن يبقى للسجني إال الدعاء هلل أن يثبته ويلهمه الصرب.

اجلديدة القاعدة إىل األسرى انزال يتم باحلافالت، حمددة زمنية ملدة املسري وبعد الوصول حني .. الذكر، معلومات الروتينية سالفة السجني تبدأ عملية دخول السري اجلديد ومن ثم والسجن طبيب .. بصمات .. تعرية وتبديل املالبس ... وهكذا، وسيالحظ أن السجن خيتلف متاما عن سابقه من حيث اهليئة واملكان والتعامل، وسيتغري احملققون كذلك واحلراس، خمتصر العملية ... أنها عملية ترويعية إيهامية تستخدم للحرب النفسية أكثر مما هي عملية أمنية أو اضطرارية واهلل أعلم.. يف هذه وراءه الدرب أن وهي نتيجة إىل يصل األسري أن جيعل هو أساليب من هكذا العدو وفائدة احملاجر طويال وال مناص منه سوى اإلعرتاف، وتساعده وعود احملققني له باخلروج سريعا وعكسه بأنه سيبقى هنا لسنني عديدة، فالسعيد من أمن كيدهم والشقي من ارمتى السجن إيهام حراس

وصدق مبكرهم..

* طريقة أخرى للضغط والتعذيب يستخدمها األمريكان وهي أن األسري يبقى طوال فرتة وجوده بالسجون السرية أو احملاجر معصوب العينني ومقيد اليدين، فأما عصابة العني فإنك تستطيع رفعها

14 15

بعد أن ترمى باحملجر، وأما قيد اليدين فهو املشكلة الكربى حيث أنه مؤذي جدا ويعيقك ابتداءا من حرية حركة يديك، فيديك ستبقى بوضع معني، وعادة تقيد اليدين من األمام، أما اذا متت معاقبتك حركتك وستكون بكثري، أصعب املسألة ستكون وهنا جسمك خلف يديك بربط السجان فيقوم ومنامك وما إىل ذلك صعب جدا، وهذا القيد أو ما يسمى بــ )الكلبشة( وهو الذي يربط اليد باألخرى من الرسغ، وبالتأكيد فإن هذا القيد فيه درجات، ويف الغالب يركب بدرجة عالية من الضيق )وكلما ازدادوا حقدا عليك ضيقوا القيد أكثر( حبيث أنك ال تسطيع أن حترك الرسغ، بالتالي ستكون يدك على هيئة واحدة، وإىل اآلن قد يكون بعض الشر أهون، لكن املشكلة احلقيقية تبدء تقريبا بعد ثالثة أيام فما فوق حيث أن القيد يضغط على األوردة والشرايني مما يقلل إنسيابية الدم إىل أصابع اليد على وجه اخلصوص، لذلك بعد فرتة تبدأ األصابع وباألخص اإلصبع الكبري بالتخدر فيفقد األسري يده مثال فال يشعر اإلحساس كليا فمهما ضرب يفقد أن يده إىل بأصابع اإلحساس شيء فشيء بالتالي يديه على ورأسه يديه رافع وهو الشخص ينام األحيان بعض ففي الصورة ولتقريب بأمل فسيضغط على األوردة والشرايني وحينما جيلس جيد نفسه أنه اليقوى على حتريك يديه إال بعد فرتة وجيزة، هذا األمر يتم عالجه فيما بعد حني تنتهي فرتة احملاجر وحتول إىل املخيمات، فهنالك

يعطي األمريكان أدوية معينة للمعتقل ومع تقادم الوقت يف الغالب تنتهي هذه املشكلة.

مساحتها مغلقة غرفة داخل معتقلني عدة يوضع بأن وهي التعذيب وسائل من أخرى طريقة *تقريبا 7×6 مرت ثم جيرب األسري على أن يكون بوضع معني وهو أن يكون واقفا جبانب احلائط مباشرة مبسافة مفتوحة وقدميه اخللف من رأسه على ومرفوعة معصوبة ويده احلائط باجتاه ووجهة أكثر من ضعف عرض صدره، يف القاعة مكربات صوت حديثة ذات تقنية عالية على رفع الصوت بدرجة كبرية؛ وبعد فرتة من هذا الوقوف يبدأون بتشغيل موسيقى صاخبة كموسيقى اهلارد روك

تتحمله ال تكاد الصوت قوة أن حبيث رهيب بشكل مرتفع وبصوت )Hard Rock & Metal( وامليتل يهتز بدأ رأسك بأن وتشعر مباشرة بالدماغ يضرب الصوت وأن تشعر بسيطة فرتة وبعد األذنني،

وال تكاد تتمالك نفسك، هذا بإضافة إىل أن رجلك اآلن ال تقوى على محل جسمك فتحاول تقريب الداخل ويأمرك السجان األمريكي إىل قدمك من تأتيك من اخللف من واذا بركلة رجلك خلسة بأن تفتح رجليك أكثر من ذي قبل، طبعا كل معتقل هنا كل ما يستطيع فعله هو أن يستعني باهلل ويقرأ القرآن بصوت عالي، ولكن ومهما على صوته فإنه سيكون غري مسموع يف مقابل هذه األصوات الصاخبة، وهنا ستصل إىل مرحلة يبدأ العرق يتصبب من جبينك ثم من كل جسمك .. وهكذا يستمر هذا احلال لوقت معلوم والكثري من األسرى ال يستطيعون تكملة هذا املنهاج فال يتمالك نفسه وخير مغشيا عليه، ويف كل حال سيدخل األسري بعدها مباشرة إىل غرفة فحص فيها أجهزة معينة، الظاهر

أنه من خالهلا يتبني هلم مدى صالبة األسري وشدته وحتمله لطرق تعذيبهم املختلفة .. واهلل أعلم.

وهنا جيب أن ننوه ملن مل يطلع على احللقة األوىل من هذه السلسة واليت هي بعنوان )أسباب قيام املداهمات واإلعتقالت( واليت تكلمنا فيها بإسهاب عن اإلعتقاالت وأنواع األسرى .. نقول أنه قد يتبادر جهادية مجاعة يف قيادي هو ذكرناه الذي املمنهج بالتعذيب املقصود األسري أن القارئ ذهن إىل معينة أو أنه فعل ما فعل باألمريكان وما إىل ذلك، فنقول ــ ال ــ غالب األسرى هم من عوام املسلمني

يعتقلون من الشوارع والبيوت كردة فعل حلادث معني أو نتيجة وشاية كاذبة و غريها.

* أما آخر مسألة سنذكرها يف هذه احللقة هي أهم وأخطر هذه اإلنتهاكات املمنهجة، وتكمن يف أن القوات األمريكية حني تعتقل أسري معني ويدخل يف مرحلة السجون السرية أو احملاجر، فإن إمسه أو رقمه أو أي دليل أو أثر يدل بوجوده لديهم معدوم متاما فحاسبات وسجالت األسرى يف املراكز األمريكية اخلاصة بالتعامل مع املواطنني ال يعمم هلا إسم هذا األسري أصال، وبالطبع ومن باب أوىل فهو غري موجود يف سجالت الصليب األمحر )والكالم عن كل األسرى بدون استثناء(، ومبا أن أهل األسري وأقربائه ال يعلمون شيئا عن ابنهم بعد اعتقاله، بل ال يعلمون أصال هل أن ابنهم حي يرزق اجلانب يف ابنهم أثر وا وتقص وحاولوا سألوا فمهما لذلك املداهمة، أثناء قتل حتى أو أصيب قد أم

األمريكي )وكذا العراقي( فلن ينجدهم أحد.

ومبعنى أخر ما نريد الوصول إليه هو أن القوات األمريكية ال تعرتف أو تقر بوجود هذا األسري لديها فعدم األمر، وخطورة حساسية تكمن وهنا ... غريها وليس حصرا املرحلة هذه يف رمسية بصورة األعرتاف عمليا يعين أن القوات األمريكية سيكون هلا متسع من احلرية يف فعل ما تشاء ألي معتقل يف فرتة حمددة قد تصل إىل حد قتله، وهي رمسيا بريئة من دمه على اعتبار عدم وجود أي دليل على أنه معتقل لديها، ويف هذه املرحلة ونتيجة لكثافة التحقيق والشواهد واإلعرتافات وغريها من األمور يتمكن احملققون األمريكان يف أحيان معينة من كشف الشخصية احلقيقية للمعتقل املوجود بني أيديهم، بالتالي أذا شعر احملققون أن بقاء هذا األسري حيا سيسبب هلم املتاعب والصعاب حتى وإن طوق بأسوار األسري نتيجة فكره احملرض ضدهم مثال أو إمكانياته اليت جتعل اآلخرين يتمحورون حوله، أو ذو قدرات عسكرية عالية وما إىل ذلك، فقد يتخذون القرار بإعدامه، وهنا جيب أن يلبس اجليش األمريكي املنبثق من دولة هلا سيادة ويدعي )أن القوانني واملعاهدات الدولية هي اليت حتكمه( ثوب أو زي العصابات املسلحة فيقومون بإعدام األسري ودفنه يف مكان جمهول وطي القضية إىل األبد، حبيث أن بعض األهالي إىل يومنا هذا ال يعلمون عن مصري ابنهم )املفقود( والذي اعتقلته القوات األمريكية

16 17

هكذا أمثال حال صعوبة شدة ومن وأطفال، زوجة األسري هلذا يكون أن املمكن ومن أعينهم، أمام عوائل الذين يعيشون بني األمل والرجاء من جانب وبني تقادم الزمن والواقع الذي يؤشر إىل تضائل فرص بقاءه حيا، بل قد وصل حال الكثري منهم بأن يتمنوا أن جيدوا ابنهم حتى ولو كان جثة هامدة،

على األقل حتى يرسوا على بر فريضون بقدر اهلل ويسلموا أمرهم خلالقهم سبحانه عز وجل.

على منها كثرية أخرى أسباب هنالك بل أهميته بدرجة األسري وتصفية قتل سبب ينحصر وال الذين يعتقلون بعد معركة بني اجملاهدين والقوات األمريكية وهم مصابني بعدد من املثال سبيل اإلطالقات يف أماكن حساسة كالرأس والقلب واحلبل الشوكي، لذلك فإن إعتقال مثل هكذا أسري يعين إجراء تداخل جراحي دقيق ومعقد بعدة عمليات كربى يف املستشفيات األمريكية، وبالتأكيد ذلك، وما إىل نقاهة األمر يستلزم عناية خاصة وعالجات ومتابعة وعالج طبيعي وفرتة فأن هذا بالتالي فقد يؤخذ القرار أيضا بتصفية هذا األسري لعدم حتمل هذا العناء، فيتم التخلص منه بإعدامه ودفنه مبكان جمهول ويبقى أهله بنفس الدوامة اليت ذكرناها يف املثال أعاله، ولدينا شواهد ألخوة مشخصني بأمسائهم للحاالت اليت مت ذكرها .. أعتقلوا على يد األمريكان ومتت تصفيتهم بدم بارد

ومن ثم التربئ من أعتقاهلم أصال فضال عن قتلهم.

بعد يكون فهو األمريكي اجلانب من بهم واإلعرتاف الرمسية بالسجالت األسرى إدخال وقت أما مرحلة السجون السرية عند إرساهلم إىل خميمات اإلعتقال العامة، عندئذ سيعطى لك رقم جديد متسلسل مع باقي أرقام األسرى )وهو غري الرقم الذي ذكرناه يف مرحلة احملاجر( ... بعدها تعمم أمسائهم وأرقامهم وميكن ألهلهم )أن مل يكن عليهم حظر( أخذ التعليمات اخلاصة باحلجز املسبق

ملقابلة أبنهم.

ونعود ونكرر أن هذا الذي ذكرناه هو بعضا من التعذيب واإلنتهاكات املمنهجة اليت متارس مع كل األسرى بدون استثناء حدثا صغريا كان أو شابا أو شيخا كبري، وسواء كان األسري جماهدا أو كان من عوام املسلمني فالكل هنا سواء من حيث تطبيق هذا املنهاج عليه، يستثنى من ذلك فقط الشخصيات فأمثال هؤالء ذلك، إىل وما القيادية اجلهادية ما، كالشخصيات واليت هلا شهرة يف جمال املؤثرة يكونون مطلوبني بدرجة أعلى من غريهم والقوات األمريكية ستبذل جهودا وأمكانيات أوسع حملاولة أسرهم لذلك فأمثال هؤالء لديهم منهاج خاص حيث يعزلون يف حماجر أو سجون سرية خاصة غري اليت يتواجد فيها عموم األسرى، وميارس ضدهم تعذيب أبشع مما ذكر وال نريد اإلسرتسال هنا حول

هذا املوضوع، وسنحاول بأذن اهلل أن نفرد حلقة خاصة عن ظروف إعتقاهلم.

ولكن التساؤل املهم الذي يطرح نفسه هنا كيف ستخرج اإلدارة األمريكية أو أدعياء حقوق اإلنسان العامل تطالب بنفسها هي اليت الرابعة جنيف إتفاقية ومنها الدولية والقوانني املواثيق مأزق من

باحرتامها !!؟

اجلواب على هذا السؤال واقعا أنه ليس هلم أي خمرج منطقي، سوى إنتهاك واضح وصريح لإلتفاقيات اليت ألزموا أنفسهم بها )على الورق( ويلزمون غريهم بها، لكن هم أوجدوا مربرات أدنى ما يقال عليها

18

.. فمثال كان املربر إلنتهاك أبسط حقوق اإلنسان يف الورطة أنها مربرات تافهة للخروج من هذه سجن غوانتناموا هو أن هذا السجن يعترب .. سلطة مطلقة لوجوده خارج احلدود األمريكية !!!، وبسبب هذا املربر أنتهكت كل اإلتفاقيات واملعاهدات الدولية عرض احلائط، وهكذا يف العراق كانت أحدى ... إرهابيون أو حتى معتقلون!!!، وهذا املربرات هلذه اإلنتهاكات هو أن هؤالء ليسوا أسرى وإمنا هم يعين بكل بساطة أن الشريعة اليت حتكم هؤالء هي شريعة األقوى الذي يفرض طغيانه على األضعف.

إىل هنا يصل بنا املقام لنهاية هذه احللقة على أمل اللقاء يف حلقة جديدة أخرى إن شاء اهلل .. نسأل اهلل أن يسددنا ويهدينا ويوفقنا، إنه ولي ذلك ..

.. وصلى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني ؛ واحلمد هلل رب العاملني ..

* * *