شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة الحادية والستون بعد المائة(

/ / 14

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم.

2 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةوالستون بعد المائة

الحم��د هلل رب الع��المين وص��لى هللا وس��لم وب��ارك على عب��ده ورس��وله محم��د وآل��ه وص��حبه أجمعين. أيه��اا بكم في حلق��ة جدي��دة ض��من برن��امجكم اإلخ��وة واألخ��وات، الس��الم عليكم ورحم��ة هللا وبركات��ه، وأهال ومرحب�� شرح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح، م��ع مطل��ع حلقتن��ا يس��رنا أن ن��رحب بص��احب الفض��يلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد هللا الخضير، ونشكر له تفضله بشرح أح��اديث ه�ذا الكت�اب، أهال ومرحب�ا

بكم شيخ عبد الكريم. حياكم هللا، وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.

أن الن��بي -ص��لى هللا علي��هالمقدم: قال المص��نف -رحم��ه هللا- عن زي��د بن خال��د الجه��ني -رض��ي هللا عن��ه- فه��ا س��نة، ثموس��لم- س��أله رج��ل عن اللقط��ة فق��ال: »اع��رف وكاءه��ا، أو ق��ال: وعاءه��ا وعفاص��ها، ثم عر قال: فضالة اإلبل. فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمر وجههاستمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه«

قال: فضالة »مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها« فقال:«. »لك أو ألخيك أو للذئبالغنم قال:

الحم!!د هلل رب الع!!المين، وص!!لى هللا وس!!لم وب!!ارك على عب!!ده ورس!!وله نبين!!ا محم!!د وعلى آل!!ه وص!!حبه أجمعين، راوي الح!!ديث زي!!د بن خال!د الجه!!ني، يق!ول ابن عب!د ال!بر في "االس!!تيعاب": اختل!!ف في كنيت!!ه، وفي وقت وفات!ه، وسنه اختالفا كثيرا، فقيل: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أب!!و زرع!!ة، وك!ان -رض!!ي هللا تع!!الى عنه وأرضاه- صاحب لواء جهينة ي!وم الفتح. ت!وفي بالمدين!ة س!نة ثم!!ان وس!!تين وه!و ابن خمس وثم!انين وقي!ل:

بالكوف!!ة في آخ!ر خالف!!ة معاوي!!ة، وقي!ل غ!يرب!ل م!ات بمص!!ر س!!نة خمس!!ين وه!و ابن ثم!ان وس!!بعين وقي!!ل: ت!!وفي ذلك أقوال كثيرة.

والحديث عند اإلم!ام البخ!!اري -رحم!ه هللا تع!الى- ض!من الترجم!!ة الس!!ابقة ب!اب الغض!ب في الموعظ!ة والتعليم "فغض��ب ح��تى احم��رت وجنت��اه، أو ق��ال: احم��رإذا رأى م!!!ا يك!!!ره. والمناس!!!بة من الح!!!ديث للترجم!!!ة في قول!!!ه:

فالمناسبة ظاهرة. وجهه"، قال ابن حجر في "هدي الساري": قيل: هو بالل، وقيل: الجارود، وقيل: عم!ير وال!د مال!ك، وقي!ل:"سأله رجل"

هو زيد بن خالد نفسه. يعني اختلف فيه، وهذه األقوال ذكرها ابن حجر في "هدي الساري" في قسم: المبهم!!ات الصحيح. ثم قال في الجزء الخامس في كتاب "اللقطة": ثم ظفرت بتس!!مية الس!!ائل، وذل!!ك فيم!!ا أخرج!!ه الحمي!!دي والبغ!!!!!وي وابن الس!!!!!كن والط!!!!!براني كلهم من طري!!!!!ق محم!!!!!د بن معن الغف!!!!!اري عن ربيع!!!!!ة عن عقب!!!!!ة بن س!!!!!ويد الجه!!ني عن أبي!!ه ق!!ال: س!!ألت رس!!ول هللا -ص!!لى هللا علي!!ه وس!!لم- عن اللقط!!ة. عقب!!ة بن س!!ويد الجه!!ني عن أبي!!ه

ف!!!!ذكر"عرفه��ا س��نة، ثم أوث��ق وعاءه��ا"ق!!!!ال: س!!!!ألت رس!!!!ول هللا -ص!!!!لى هللا علي!!!!ه وس!!!!لم- عن اللقط!!!!ة فق!!!!ال: الحديث، وهو أولى ما يفسر به هذا المبهم؛ لكونه من رهط زيد بن خالد، لكونه من جماعته، كلهم من جهينة.

: بضم الالم وفتح القاف كهمزة ولمزة، الشيء الملقوط، يعني هذه الص!!يغة فعل!ة تس!!تعمل في اس!!م"عن اللقطة" ؟ الفاعل أو اسم المفعول

المقدم: مفعول يا شيخ.

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

هنا لقطة ملقوط.المقدم: مفعول، وهمزة فاعل.

مثله لمزة، طيب. يق!!!!ول القاض!!!!ي: ال يج!!!!وز في!!!!ه غ!!!!ير ض!!!!م الالم وفتح الق!!!!اف لقط!!!!ة ك!!!!ذا، وق!!!!ال الن!!!!ووي: ه!!!!و المش!!!!هور، وق!!!!المع من الع!!!رب، وأجم!!!ع علي!!!ه أه!!!ل اللغ!!!ة ورواة األزه!!!ري: ق!!!ال الخلي!!!ل: ه!!!و باإلس!!!كان لقط!!!ة، ق!!!ال: وال!!!ذي س!!!

األخبار فتحها، كذا قال األصمعي والفراء وابن األعرابي، الخليل يقول باإلسكان.المقدم: لقطة.نعم، وغيره؟

المقدم: بالفتح. نعم، ولعل اإلسكان للتخفيف، وإن كان األصل الفتح، يقول النووي: ويقال لها: لقط!!ة بالض!!م، ولقط!!ة بفتح الالم

والقاف لقط، بفتح الالم والقاف بغير هاء، كما يقال: لقيط، هذا لقط وذاك لقيط، اللقيط هو إيش؟المقدم: االبن الذي ما له أهل.

نعم المنب!!وذ، وه!!و في الغ!!الب يك!!ون لغ!!ير رش!!ده، وهي من االلتق!!اط، وه!!و وج!!ود الش!!يء من غ!!ير طلب، وفي ش!رح الكرم!!اني: اللقط!ة باص!طالح الفقه!!اء من ض!!اع عن الش!يء بس!قوط أو غفل!ة، وهي بفتح الق!اف على اللغ!ة الفص!!!يحة، وقي!!!ل بس!!!كونها، ق!!!ال الخلي!!!ل: ب!!!الفتح ه!!!و الالق!!!ط، وبالس!!!كون ه!!!و الملق!!!وط، تق!!!دم نق!!!ل األزه!!!ري عن

الخليل.المقدم: التسكين.

التس!!!كين، وهن!!!ا يق!!!ول: بالس!!!كون ه!!!و الملق!!!وط بالتس!!!كين، ب!!!الفتح لقط!!!ة الق!!!ط اس!!!م فاع!!!ل، ولقط!!!ة بالس!!!كون ه!!!و الملق!!وط، إذا قلن!!ا: هم!!زة ولم!!زة اس!!م فاع!!ل ه!!امز والم!!ز ج!!رى على كالم الخلي!!ل ب!!الفتح ه!!و الالق!!ط، واط!!ردت

القاعدة، وإذا قلنا بالسكون فهو الملقوط.المقدم: الهمزة. ما تجيء هنا أو فقط يريد بها اللقطة.

اللقطة، لكن أيضا مطرد عندهم.؟المقدم: حتى في الهمزة واللمزة تأتي

لو ما عدا هذا تأتي استعماله في هاتين الكلمتين، لكن مثال رجل ضحكة، ضحكة يعني يضحك على الناس.المقدم: وضحكة.

.يعني يضحك عليه، رجل رحلةالمقدم: كثير الترحال.

كثير الرحلة، ورحلة يرحل إليه. ولذلك تج!د في كث!!ير من ت!!راجم أه!!ل العلم الكب!!ار أن!ه رحل!ة يع!ني يرح!ل إلي!ه،حكة ج!اء مفع!وال، حكة ج!اء ف!!اعال، وفعل!ة كالض!! قال األزهري: هذا هو القي!!اس في كالم الع!!رب؛ ألن فعل!ة كض!!حكة كالرحل!!!ة المض!!!حوك علي!!!ه، يق!!!ول الكرم!!!اني: إال أن حكة ك!!!الهمزة ض!!!حك الن!!!اس ض!!!حكة، وض!!! قلت: الض!!!

4 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةوالستون بعد المائة

اللقطة على خالف القياس، كيف ج!اءت على خالف القي!اس؟ ألنهم أجمع!!وا على أنه!!ا ب!الفتح وه!و الملق!وط، لم!اقلنا: اللقطة.

المقدم: إذا كانت بالفتح.حكة، ورحل!ة ورحل!!ة، يق!ول: إال أن اللفظ!!ة على خالف القي!اس، إذ أجمع!وا حكة وض!! الق!!ط، ولقط!!ة ملق!وط، كض!! على أنها بالفتح هو الملقوط، وق!ال ابن مال!ك: فيه!ا أرب!ع لغ!ات اللقط!!ة واللقط!ة ب!الفتح والس!كون، واللقاط!ة بض!!م الالم، واللقط!!ة بفتح الالم والق!!اف، وفي ش!!رح العي!!ني: ف!!إن قلت: م!!ا ه!!ذه الص!!يغة؟ فعل!!ة ق!!ال بعض الش!!ارحين:حكة، ك!!ل ه!!ذا ج!!ار على م!!ا تق!دم في كالم العلم!!اء، هو اسم الفاعل للمبالغة، وبسكون الق!اف اس!!م المفع!!ول كالض!!مي باس!!!م الم!!!ال، اآلن اللقط!!!ة مي باس!!!م الم!!!ال مبالغ!!!ة لزي!!!ادة مع!!!نى اختص ب!!!ه، س!!! وه!!!و اس!!!م للم!!!ال الملتق!!!ط، وس!!!

الشيء الملقوط أو االلتقاط؟ المقدم: الشيء الملقوط.

مي باس!!م الم!!ال مبالغ!ة لزي!ادة مع!نى اختص ب!!ه، وه!و أن ك!ل من رآه!ا يمي!!ل نعم، يقول: اسم للم!ال الملتق!ط. وس!إلى رفعها، يقول: سمي باسم المال مبالغة، هي يمكن أن تكون اللقطة بغير مال؟

المقدم: ما فيه مانع، العين والعين أموال. مال.

المقدم: كل ما يمكن أن يلتقط في حقيقته مال.هو كان مما ال يجوز بيعه.

المقدم: المصحف؟لو وجد كلب أو شيء مما ال يجوز بيعه.

المقدم: كتب العلم تدخل في المال يا شيخ؟ مثال، اس!!مع م!!ا يق!!ول العي!!ني: وه!!و اس!!م للم!!ال الملتق!!ط.اهي م!!ال، لكن إذا ك!!ان ال يج!!وز بيعه!!ا باعتباره!!ا وقف

الكالم ماش، وسمي باس!!م الم!!ال مبالغ!ة لزي!ادة مع!نى اختص ب!ه، وه!و أن ك!!ل من رآه!!ا يمي!ل إلى رفعه!ا، فكأن!!هيأمره بالرفع؛ ألنها حاملة إليه، فأسند إليها مجازا، فيه إشكال اآلن الحديث؟ من أجل أن يقول هذا الكالم؟

المقدم: أبدا. فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها هو يتكلم على إيش؟ على أنها لقطة، لقطة اسم الفاعل إليش؟ الس!!م الفاع!!ل

لقطة، بهذا الضبط الذي أجمعوا عليه.المقدم: يعني الشيء الالقط يعني اسم فاعل.

مي لقط!!ة كأن!ه ه!و الالق!ط، مي ه!ذا الم!ال باس!م الفاع!ل، الم!ال ه!ذا ال!ذي وج!!د، والتق!ط س!! اللقطة الالق!ط، يع!ني س!!مي باس!!م الم!!ال مبالغ!!ة مع!!نى اختص ب!!ه، وه!!و أن ك!!ل من رآه!!ا يمي!!ل إلى رفعه!!ا، اس!!م الفاع!!ل، ول!!ذا يق!!ول: س!! فكأنه يأمره بالرفع؛ ألنها حاملة إليه تحمله على رفعها، فكأنها هي الالقط باعتب!ار أنه!ا هي الحامل!!ة علي!!ه، ول!ذا

من يحمل شيئا على أمر، أو يأمره بشيء كأنه هو الفاعل.

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

المقدم: صحيح. يعني مثل ما يقال: األمير فعل كذا، وقد أم!!ر ب!ه ولم يفعل!!ه، فباعتب!!ار أنه!!ا هي ال!تي حملت الالق!!ط على التقاطه!ا

لت منزلة الالقط، وإال فاألصل أن الصيغة لقطة... نزالمقدم: اسم فاعل.

نعم كهم!!!زة ولم!!!زة على م!!!ا تق!!!دم تقري!!!ره، فجعلت كأنه!!!ا هي ال!!!تي رفعت نفس!!!ها، ونظ!!!يره ق!!!ولهم: ناق!!!ة حل!!!وب، وداب!!ة رك!!وب، وه!!و اس!!م فاع!!ل س!!ميت ب!!ذلك؛ ألن من رآه!!ا ي!!رغب في الرك!!وب والحلب، ف!!نزلت كأنه!!ا أحلبت

نفسها، هذا النقل عمن؟ العيني يقول: قال بعض الشارحين. يقول العيني: وفيه تعسف. يعني هل في ألفاظ الحديث...

المقدم: ما فيه حاجة لهذا. م!!!ا في!!!ه خف!!!اء، المع!!!اني واض!!!حة، لكن باعتب!!!ار أن الص!!!يغة الس!!!م الفاع!!!ل اللقط!!!ة، والمقص!!!ود به!!!ا الم!!!ال واس!!!م

الفاعل، المال اسم مفعول ملقوط، فأراد أن يخرجها على هذا األساس، ظاهر؟المقدم: ظاهر، وهم متفقون على أن اللقطة هي الشيء الملقوط؟

بال شك.المقدم: ما فيه أحد سمى الالقط لقطة أبدا، وبالتالي..

إال إذا كثر منه االلتقاط، سمي لقطة، كلما رأى شيئا لقطه، مثل همزة ولمزة ص!!يغ مبالغ!!ة، يق!!ول: وفي!!ه تعس!!ف وليس كذلك، بل اللقطة سواء كان بفتح القاف أو سكونها اسم موضوع على هذه الص!!يغة للم!!ال الملتق!!ط، وليس هذا مثل ضحكة وال مثل ناقة حلوب ودابة ركوب؛ ألن هذه صفات تدل على الحدوث والتجدد، غير أن األول في المبالغة في وصف الفاعل أو المفعول، والثاني والثالث بمعنى المفعول للمبالغة، بل اللقطة س!!واء ك!!ان بفتح القاف أو سكونها هو األصل الفتح فتح القاف، والتسكين تخفيف، فهو ف!!رع عن الفتح، فال يختل!!ف المع!!نى، اس!!م موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط، لكن إذا عرف شخص بكثرة االلتقاط يوصف بالمبالغة أنه لقطة مث!ل

همزة رحلة لمزة، ضحكة. يق!!ول: اللفظ!!ة س!!واء ك!!انت بفتح الق!!اف، أو س!!كونها اس!!م موض!!وع على ه!!ذه الص!!يغة للم!!ال الملتق!!ط، وليس ه!!ذا مثل ضحكة، وال مثل ناقة حل!وب وداب!ة رك!وب؛ ألن ه!ذه الص!!فات ت!دل على الح!!دوث والتج!دد، غ!ير أن األول في المبالغ!!ة في وص!!ف الفاع!ل أو المفع!!ول، والث!!اني والث!!الث بمع!!نى المفع!!ول للمبالغ!!ة، يع!!ني األول للمبالغ!!ة فيحكة، والث!!!اني والث!!!الث، الث!!!اني: ناق!!!ة حل!!وب بمع!!نى المفع!!!ول للمبالغ!!!ة، حكة، أو المفع!!!ول ض!!! وص!!!ف الفاع!!ل ض!!!

يعني محلوبة، ودابة ركوب كذلك مثل الثاني. بكس!!!!ر الهم!!!!زة أم!!!!ر من المعرف!!!!ة، ال من اإلع!!!!راف، ك!!!!ذا في»اع���رف« فق!!!!ال ل!!!!ه -علي!!!!ه الص!!!!الة والس!!!!الم-:

الكرم!!اني والعي!!ني، وفي المف!!ردات لل!!راغب؛ المعرف!!ة والعرف!!ان إدراك الش!!يء بتفك!!ر وت!!دبر ألث!!ره، وه!!و أخص من العلم، ويضاده اإلنكار، يضاد المعرفة اإلنك!!ار، ول!!ذلك تق!ول: األم!!ر ب!!المعروف والنهي عن المنك!!ر، المنك!!ر

عند المحدثين يضاده..

6 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةوالستون بعد المائة

المقدم: المعروف. المعروف، ويضاده اإلنكار يقال: فالن يعرف هللا، وال يقال: يعلم هللا، متع!!ديا إلى مفع!!ول واح!!د، يع!!ني ج!!اء في

« سبق في شرح كلمة العلم في كتاب العلم. تعرف على هللاالحديث: »المقدم: في بدايته نعم.

نعم، فذكرنا الفرق بين العلم والمعرفة، وأن العلماء يقولون: العلم ال يستلزم سبق الجهل، بينما المعرفة تستلزم سبق الجهل؛ ولذا هللا -جل وعال- يوصف بالعلم، لكنه ال يوصف بالمعرفة، وما جاء من قول!ه -علي!!ه الص!!الة

« ماذا؟تعرف على هللا في الرخاءوالسالم-: »المقدم: يعرفك

لم ه!!ذا الف!!رق، يعرفك، يرد على هذا الكالم، أو يقال كما قيل في نظائره من باب المقابلة والمش!!اكلة، ه!!ذا إذا س!! لم!ا ك!انت معرف!!ة البش!ر لل!رب هي بت!!دبر آث!اره دون إدراك ذات!ه؛ ألنه!ا مس!بوقة ب!إيش؟ بجه!ل، يع!!ني نش!أت بع!د أن لم تكن، ويقال: هللا يعلم ك!!ذا، وال يق!ال: يع!!رف ك!!ذا، لم!!ا ك!!انت المعرف!!ة تس!!تعمل في العلم القاص!!ر المتوص!!ل إلي!!!ه بتفك!!!ر، وليس ك!!!ذلك علم هللا-ج!!!ل وعال-، وأص!!!له من ع!!!رفت الش!!!يء أي أص!!!بت عرف!!!ه أي رائحت!!!ه؛ ألن الرائحة في داللتها على الشيء كغيرها من أسباب المعرفة، ول!!ذلك اإلدراك إدراك المعل!!وم يك!!ون ب!!الحواس في األصل، بالحواس الخمس ومنها: الشم. يقول: وأصله من عرفت الشيء أي أصبت عرفه أي رائحته، هذا كله

كالم الراغب. : الوكاء بكسر الواو وبالم!د: ه!و ال!ذي يش!د ب!ه رأس الس!رة والكيس ونحوهم!ا، قال!ه الكرم!اني، وفي»وكاءها«

« في!!ه اس!!تعارة لطيف!ة؛ ألن!هالعين!ان وك!اء السهالمصباح: الوكاء مث!ل كت!اب حب!ل يش!د ب!ه رأس القرب!ة، وقول!ه: » جعل يقظة العينين بمنزلة الحبل؛ ألنه يربطها، فزوال اليقظة كزوال الحبل؛ ألنه يحصل ب!!ه االنحالل، والجم!!ع أوكية مثل: سالح وأسلحة، وأوكيت السقا باأللف شددت فم!!ه بالوك!اء، ووكيت!ه من ب!!اب وع!د لغ!ة قليل!!ة، أو ق!!ال

في الحديث.المقدم: اعرف وكاءها أو قال: وعاءها؟

أو ق!!ال وعاءه!!ا، ش!!ك من زي!!د بن خال!د راوي الح!ديث، ج!زم ب!!ه الكرم!اني، وق!!ال العي!!ني: يج!وز أن يك!ون ممن « من غ!!ير ش!!ك، وعاءه!!ا الوع!!اءاع!!رف عفاص!!ها ووكاهادون!!ه من ال!!رواة، وفي بعض طرق!!ه عن!!د البخ!!اري: »

[. يج!!وز76]يوس!!ف:}فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء{ه!!و الظ!!رف بكس!!ر ال!!واو ويج!!وز ض!!مها، وه!!و ق!!راءة الحس!!ن: ض!مها ق!!راءة الحس!ن وع!اء، وه!و لغ!ة، وق!!رأ س!!عيد بن جب!ير إع!اء، }إع!اء أخي!ه{ يع!ني بقلب ال!واو هم!زة، وه!ذا

ويقول الجوهري: الوعاء واحد األوعية، يقال : أوعيت ال!!زاد والمت!!اع إذا جعلت!!هذكره الزمخشري في تفسيره، :في الوعاء. قال عبيد بن األبرص

والش!ر أخبث ما أوعيت من زادالخير أبقى وإن طال الزمان به واإلن!!!اء والوع!!!اء مترادف!!!ان لغ!!!ة وش!!!رعا وعرف!!!ا يع!!!ني اآلني!!!ة هي األوعي!!!ة، واألوعي!!!ة هي األواني لغ!!!ة وش!!!رعا

وعرفا، وهذا مما..

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

المقدم: تتطابق..نعم اتفقت عليه الحقائق الثالث، وهذا مما اتفقت عليه الحقائق الثالث.

المقدم: الحقيقية اللغوية... اللغوي!!ة والش!!رعية والعرفي!!ة، لكن إذا قي!!ل: فالن وع!!اء علم، نعم فالن من أوعي!!ة العلم، ه!!ل يع!!ني أن!!ه إن!!اء من

العلم ما يمنع، لكنه إناء معنوي أم حسي؟المقدم: ال هنا معنوي.

لكن باعتبار أن العلم في القلب، والقلب يحويه البدن فال يمنع أن يكون أيضا وعاء حقيقيا، لكن هل العلم م!!ادة محسوس!!!!ة توض!!!!ع في اإلن!!!!اء كم!!!!ا توض!!!!ع الم!!!!واد المحسوس!!!!ة في األوعي!!!!ة؟ ال، ليس ك!!!!ذلك، ف!!!!اختلف من ه!!!!ذه

ا كث!!يرا، لكن ه!!ل يك!!وناالحيثي!!ة، نعم ي!!رد الوص!!ف لبعض العلم!!اء ب!!أن فالن من أوعي!!ة العلم، يع!!ني يح!!وي علم!! من غير فهم؟ أو يمكن باعتبار أن هذه الم!!ادة وج!!دت فيا محفوظا كثيرامن أوعية العلم بمعنى أنه يحوي علم

هذا الوعاء بغض النظر هل هي من ابتكاره ومن استنباطه أو هي مجرد محفوظات.. المقدم: قد يكون هذا

باعتبار أن الكتاب وعاء له!!ذه المعلوم!!ات ال!تي في!!ه، وه!و ال يس!!تطيع أن يتس!!رب، وليكن ه!!ذا الحاف!!ظ ه!!و مج!!رد وع!!اء، لكنهم يقولونه!!ا في مق!!ام الم!!دح، يقولونه!!ا في مق!!ام الم!!دح، وال يمكن أن يم!!دح لمج!!رد الحف!!ظ م!!ا لم يكن

هناك فائدة. المق��دم: في نس��ختنا -أحس��ن هللا إلي��ك- في الكت��اب ق��ال المحق��ق: ق��ال: وكاؤه��ا أوائ��ل عفاص��ها، ثم أدرجه��ا

بكلمة بالرفع وحذاؤها وسقاؤها.الوكاء.

المقدم: نعم في الهامش قال: وكاؤها أوائل عفاصها وحذائها وسقاؤها هكذا، فهل يمكن أن هذا خطأ؟ أوائ!!ل م!!ا أع!!رف له!!ا مع!!نى، أم!!ا ج!!اء باأللف!!اظ الثالث!!ة على م!!ا في الح!!ديث يع!!ني حكاي!!ة على م!!ا في الح!!ديث،

فوكاؤها في الحديث منصوبة، وحذاؤها وسقاؤها في الحديث..المقدم: مرفوعة.

مرفوعة جاء بها، لكن ال أعرف معنى ألوائل عفاصها ما معناه؟ المقدم: ما أدري. طيب أحسن هللا إليكم.

هذه المعاني سترد إن شاء هللا في الشرح. المقدم: أحس�ن هللا إليكم، ونف�ع بعلمكم، نس��تكمل إن ش�اء هللا م�ا تبقى من ألف��اظ ه�ذا الح�ديث، ح�ديث زي�د بن

خالد الجهني بإذن هللا في حلقة قادمة، وأنتم على خير. أيها اإلخوة واألخوات، بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم شرح التجريد الص��ريح ألح��اديث الج��امع الص��حيح، لقاؤن��ا بكم يتج��دد ب��إذن هللا تع��الى في حلق��ة قادم��ة، وأنتم على خ��ير، نس��أل هللا تع��الى أن

يوفقنا وإياكم لكل خير، إنه جواد كريم، والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته.

8 التجريد الصريح– الحلقة الحاديةوالستون بعد المائة