عةطبالل ةقابل

غريخةنس

عةطبالل ةقابل

غريخةنس

:

– :

... . :

- . - . - . - . - .

: :

1- )Word ( . 2- . 3- ( )

) (

. :

: 1- :

: . :

100 . :

عةطباة للقابل

غري خة نس

- . - . - . - . - . - . - .( ) : - .( )

2- : ) (30 .

3- : A4. 4- :

. ( )

5- : -

. - . - ) (

. -

. :

: .

- . - . - .

عةطباة للقابل

غري خة نس

- - -

. - .

: )1( )2( . )3( . )4( . :

- . - . - . - . - .

:

tarikholoum@gmail.com

عةطباة للقابل

غري خة نس

.

.

.

عةطباة للقابل

غري خة نس

. -

. . –

. .– .–

.–

. – .–

. -

. -

.– . .–

.– . . -

. - .– .–

- . – 2

. - .– .– .–

. - .–

.–

: . . -

. . - - . - - . - - –

. . -

عةطباة للقابل

غري خة نس

01

19

38

50

58

70

76

85

94

99

111

121

131

عةطبالل ةقابل

غريخةنس

األسواين عالء لـ) يعقوبيان عمارة( يف قراءة العريب الروائي اخلطاب يف الزمين البناء بالغة بويش منصور.أ بكوش يوسف.أ

1 وهران جامعة بلعباس سيدي جامعة141

جدلية التارخيي واملتخيل يف رواية " كتاب األمري" لواسيين األعرج جامعة مستغامن د.طانية حطاب

150

"منوذجا" بغداد قصيدة فيدوح عبدالقادر عند التأويلي املنهج قادةحممد.د نانية لطروش: الطالبة

مستغامن جامعة156

اجلزائر يف الفندقية واملنظمات السياحي النشاط آفاق مــراد فرنانة. أ اخلليل إبراهيم بلعباس.أ

اجللفة جامعة 163

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

1

غير الجارحة وداللتها في شعر جرير الطيور دراسة في الداللة اللسانية

أ.د عمر لحسن عنابةجامعة

املقدمة :أهلمهم تشكل الطيور جزءا ال يتجزأ من البيئة احليوانية ، بل هو أهم جزء ، شغف به الشعراء منذ العصور القدمية ، حيث

بعضها القوة والسيطرة (كالبوازي والعقبان والنسور) ، وأثار البعض اآلخر فيهم احلنني والعطف (كاحلمام) ، وحرك . )1(البعض الثالث فيهم هواجس التشاؤم والقلق (كالغراب واهلام والصدأ) ، فعربوا عن هذه املعاين مبا وجدوه يف بيئتهم

املعاين ، بل إم استغلوا املظاهر اليت عرفت ا هذه الطيور ، واستخدموها يف شىت ومل يقف اهتمامهم بالطري عند هذه جماالت حيام .

ونظرا إىل أمهية الطري يف حياة الناس ، ويف النظام البيئي املتناسق الذي وضعه اهللا عز وجل ، فإن القرآن الكرمي مل يغفل عشرة آية تضمنت ذكر الطري ، غري أنه مل يذكرها بتفصيل أنواعها ، ذكر هذا النوع من احليوانات ، وقد أحصينا تسع

وما من دآبة في األرض وال طائر يطري بل باالسم العام ، فكانت أمم مثل مجيع األمم األخرى كما قال عز وجل ﴿، وكانت من آيات اهللا، كقوله )2( ﴾شيء ثم إلى ربهم يحشرون بجناحيه إال أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من

، )3(﴾ قوم يؤمنون ألم يروا إلى الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إال الله إن في ذلك لآيات لتعاىل : ﴿ ، )4(﴾ وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ورد يف اآلية الكرمية ﴿ وكانت من جنوده كما

وظللنا ، ومثلت كذلك طعاما كرم به اهللا تعاىل بين آدم ، كما يف قوله تعاىل ﴿ )5(﴾ وأرسل عليهم طيرا أبابيلواآلية ﴿ اكمقنزا رم اتبن طيى كلوا ملوالسو نالم كمليا علنأنزو اممالغ كمليون عمظلي مهوا أنفسن كانلكا وونا ظلممو ﴾

.)7(﴾يشتهون ولحم طير مما ، وقوله عز وجل ﴿)6( :لة علم الدال -

الداللة بفتح الدال هي «عرض لتعريف الداللة كل من علماء األصول و اللغويني، فقد جاءت عند التهانوي يف قوله: على ما اصطلح عليه أهل امليزان واألصول العربية واملناظرة، أن يكون الشيء حبالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر

. أما )8(» اآلخر يسمى مدلوال. واملطلوب بالشيئني ما يعم اللفظ وغريه (....) والشيء األول يسمى داال، والشيءداللة اللفظ على املعىن باصطالح علماء األصول حمصورة « الشريف اجلرجاين، فذكر تعريف األصوليني للداللة، فقال:

أرسل علم منه املعىن للعلم كون اللفظ حبيث إذا « ، وهي عندهم )9(» يف عبارة النص، وإشارة النص، واقتضاء النص . )10(»بوضع ذلك اللفظ هلذا املعىن

هذا العلم حادث يف اللغة، بعد علم العربية اللغة، وهو « أما ابن خلدون، فذكر الداللة يف حديثه عن علم البيان، يف قوله: . وذكر ابن جين هذا املصطلح )11(»اينمن العلوم اللسانية، ألنه متعلق باأللفاظ وما تفيده، ويقصد ا الداللة عليه من املع

. أما ابن فارس، فقد تعـرض )12(يف "اخلصائص" يف باب مساه "الداللة اللفظية والصناعية واملعنوية"، ليدل به على املعىن ية وقال قوم: اشتقاق املعىن من اإلظهار، يقال: عنت القر «ملصطلح "املعىن"، واعتربه مرادفا ملصطلح الداللة، حيث قال:

إذا مل حتفظ املاء، بل أظهرته. وحكى ابن السكيت: مل تعن من عنت تعين، فإن كان هذا املراد باملعين الشيء الذي يفيد . )13(» اللفظ. كما يقال: مل تعن هذه األرض، أي مل تفد

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

2

حيث يعرفه بيري -الداللةعلم -أما احملدثون من اللسانيني، فركزوا على تعريف العلم الذي يهتم بدراسة املعىن والداللة دراسة املعىن، أو ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها يف الرمز، حىت يكون قادرا على محل « جريو بقوله:

. ويعرفه )15(» ذلك الفرع من العلم الذي يتناول نظرية املعىن ودراسة املفردات «. أما حلمي خليل، فريى أنه )14(»املعىنعلم الداللة أو دراسة املعىن فرع من فروع علم اللغة، وهو غاية الدراسات الصوتية والنحويـة «قائال: حممود السعران

هو الفرع الذي يبحث يف استخراج قوانني املعىن « . وقد جاء تعريفه عند أمحد نعيم الكراعني يف قوله: )16(»والقاموسيةاللغوية (الكلمات)، وإذا ما أوغلنا يف تفحص مسائله، جنده خيصـص العام، وهو املعىن املنوط به رصد معىن اإلشارات . )17(»اجلزء األكرب منها املتابعة تطورات الداللة وتغريها

: أنواع الدالالت -من املباحث اللغوية اهلامة اليت أثارت اللسانيات احلديثة، عرب الدرس الداليل، بناء على العالقات اليت جتمع بـني الـدال

ول، مبحث أنواع الدالالت، فإذا كان حتديد معىن الكلمة يتم بالرجوع إىل املعجمات اللغوية، فإن ذلك ال ميكن أن واملدل : )18(ينسحب على مجيع الكلمات اليت ترد مفردة أو يف سياق، لذلك ميز اللغويون بني دالالت كثرية، أمهها

مله الوحدة املعجمية حينما ترد مفردة. الداللة األساسية أو التصورية: وهو املعىن الذي حت -1 املعىن اإلضايف أو الثانوي: وهو معىن زائد على املعىن األساسي يدرك من خالل سياق اجلملة. -2 املعىن األسلويب: وهو الذي حيدد قيم تعبريية ختص الثقافة أو االجتماع. -3تكلم ويظهر ذلك بوضوح يف كتابات األدباء وأشـعار املعىن النفسي: وهو الذي يعكس الدالالت النفسية للفرد امل -4

. )19(الشعراء اليت تنعكس فيها املعاين النفسية لألدب أو الشعر بصورة واضحة اجتاه األلفاظ واملفاهيم املتباينة . )20(ها املعىن اإلحيائي: وهو ذلك النوع من املعىن الذي يتصل بالكلمات ذات القدرة على اإلحياء نظرا إىل شفافيت -5أمهية بالغة، وذلك يف كونه يعمل على استنباط الداللة الكامنة يف املفـردة « وترى صفية مطهري أن للداللة اإلحيائية

.)21(»اللغوية ملا تؤديه هذه األخرية من وظائف، حبيث يستشف قدرا على اإلحياء بناء على ما تتميز به من شفافية معينة األصول، فقسما الدالالت اعتمادا على معايري أخرى، ترتكز على إدراك طبيعة العالقة بني قطيب الفعل الداليل أما علماء

(الدال واملدلول)، وهو ال خيرج عن ثالث: اعتبار العرف، أو اعتبار الطبيعة، أو اعتبار العقل. وعلى ذلك فالداللة إمـا فالكالم إما يساق « لة تصنيف الدالالت بناء على أداء السياق للمعىن، عرفية، أو طبيعية، أو عقلية. وأخضع علماء الدال

ليدل على متام معناه، وإما أن يساق ليدل على بعض معناه، وإما أن يساق ليدل على معىن آخر خارج عن معناه إال أنه ة التضمن، وداللـة االلتـزام، . وبذلك تكون الدالالت ثالثة أصناف: داللة املطابقة، ودالل)22(»الزم له عقال أو عرفا

وتندرج هذه الدالالت ضمن داللة عامة هي الداللة الوضعية، وهي بدورها قسم من أقسام الداللة اللفظية. وبناء علـى عة ذلك، فأقسام الداللة تتفرع إىل ستة أصناف، ميكن متثيلها فيما يلي:

طباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

3

:نظرية احلقول الداللية -

ظهرت فكرة تقسيم املادة اللغوية اليت حيتويها معجم اللغة حسب ما تقتضيه التجربة اإلنسانية على يد علماء اتمعات البدائية من خالل خمتلف ااالت اليت تكوا اللغة، ويعد حقل القرابة األنثروبولوجيا، فقد كانوا يريدون معرفة

أهم ما استقطب اهتمامهم، وهو الذي يضم ألفاظا مثل: أب، أم، جد، جدة... مث انتقلت هذه الفكرة إىل اللسانيات هو جمموعة من الكلمات ترتبط champs lexicalأو احلقل املعجمي champs sémantique املعاصرة، واحلقل الداليل

جمموعة من املفاهيم تنبين على عالئق لسانية «داللتها، وتوضع عادة حتت لفظ عام جيمعها، ويعرفه جورج مونان بأنه . كحقل األلوان، وحقل القرابة العائلية، وحقل القرابة )23(» مشتركة، وميكن هلا أن تكون بنية من بين النظام اللساين

قل احليوان، وحقل الزمان... وما إىل ذلك. وهكذا، فإن احلقل الداليل يتكون من جمموعة من املعاين أو العائلية، وحالكلمات املتقاربة اليت تتميز بوجود عناصر أو مالمح داللية مشتركة، حىت تكتسب الكلمة معناها يف عالقاا بالكلمات

بل يتحدد معناها ببحثها مع أقل الكلمات ال إليها يف إطار جمموعة األخرى داخل احلقل، ألن الكلمة ال معىن هلا مبفردها، فإن الكلمات ال تشكل وحدة مستقلة، بل إن بعض اللغويني يرفض أو ينكر أن يتم « ، وعلى هذا األساس )24(واحدة

وإذا بدا له ذلك يف اكتساب اللغة يف شكل كلمات مفردة، أو يكون املتكلم واعيا بالكلمات منعزلة أثناء عملية الكالم. بداية األمر، فإن االكتساب يكون انطالقا من تركيب مقدر أو مضمر أو حمذوف تفهم ضمنه الكلمة اليت تعلمها

إن الذهن مييل دائما إىل مجع الكلمات وإىل اكتشاف عرى جديدة جتمع « . وهو ما عرب عنه فندريس يف قوله: )25(»الفرد . )26(» ئلة لغويةبينها فالكلمات تتثبت دائما بعا

وهذا يعين أن مجع الكلمات يف جمموعات يعد من خصائص العقل اإلنساين، الذي من طبيعته امليل إىل التصنيف والبحث ، )27(عن العالقة اليت تكون أجزاء هذه اموعة أو تلك حىت يتسىن هلا فهمها ووضع قوانينها، مث احلكم عليها واالستنتاج

أننا نفهم معىن الكلمة بالنظر إىل حمصلة عالقاا بالكلمات األخرى وصلتها باملفهوم العام، وعلى « (Lyons) ويرى ليونز، وتعد نظرية احلقول الداللية )28(»هذا األساس يكون فهم معىن الكلمة، بفهم جمموعة الكلمات ذات الصلة ا دالليا

حيث يعد احلقل مبثابة البنية الصغرى، ويرى علماء اللسانيات أن حديثة النشأة نسبيا، وتدخل يف إطار التيار البنوي، فكرة احلقول الداللية مل تتبلور إال يف الثالثينات من القرن العشرين، ويعود الفضل يف ذلك إىل سوسري، الذي كان قد

داخل املعجمية بإمكاا أن وضع اللبنة التأسيسية األوىل هلذا املبحث، حينما أومأ مسبقا إىل "وجود عالئق داللية بني امل rapports)بعض، وهو ما يسميه بالعالئق الترتيبية تصنف النظام اللساين إىل جمموعة من األنساق خيتلف بعضها عن

ال ا

لفظیة

طبیعیة وضعیة عقلیة عقلیة وضعیة طبیعیة

لفظیة ري

الزتام تضمن مطابقة

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

4

associatifs) وتبعه يف ذلك جمموعة من العلماء، وخباصة إسبان ،Ispen)) (1924 وجولس ،(Jolles )1934 وبروتسينغ ،(Porzig )1934 وترييه ،(Trier )1934 م املبكرة دراسة تربية لأللفاظ الفكرية يف اللغة األملانيةوكان من أهم تطبيقا ،(

الوسيطة. وتقوم هذه النظرية على أساس تصنيف املداخل املعجمية تصنيفا بنيويا، وفق عالقات مشـتركة ومتنوعـة كـالترادف

تواء، ومن بني أهم احلقول اليت نالت عناية اللغويني حقل األلوان، غري أنـه مل يـدرس واالشتراك والتقاطع وااز واالحباعتباره ظاهرة طبيعية، بل على أساس املعاين اليت حتملها يف كل جمتمع، لتتنوع بعد ذلك احلقول، مثل: حقـل ألفـاظ

الغرب ال يقلل من جهود اللغويني العرب القرابة، حقل النبات، حقل املطبخ...اخل، واحلديث عن نشأة هذه النظرية عند القدامى الذين حاولوا منذ فترة مبكرة من تاريخ الدرس اللغوي عندهم تأليف املعاجم على طريقة احلقول، وهو ما يسمى عندهم مبعاجم املوضوعات أو الرسائل اللغوية، منها كتاب اخليل وخلق اإلنسان لقطرب، فساق هؤالء اللغويون الكثري

قول الداللية املستنبطة من البيئة على شكل معجمات خاصة تغطي جماالت خمتلفة، منها: من احلخلق اإلنسان: وظهر يف هذا احلقل جمموعة من الكتب ألفها كل من النضر ابن مشيل، وقطرب، وأيب عبيـدة، - 1

واألصمعي، وأيب حامت السجستاين. اخليل: أبو عبيدة، واألصمعي. - 2

و عبيدة كتاب احليات والعقارب، واألصمعي كتاب النحل..احلشرات: ألف فيها أب - 3

)29(النبات: النضر بن مشيل.... - 4

وفوق هذا، فقد ألف كل من الثعاليب (فقه اللغة) وابن سيدة (املخصص) معجما كامال، صنف حسب احلقول الداللية، رائدا يف هذا امليدان عنـدما ألـف وكان ابن فارس «الذي تكون فيه الكلمات وبعض مشتقاا جيمعها معىن مشترك،

. فكل هذا العدد الكبري من املؤلفات العلمية ينم عن إحساس علمي )30(»معجمه "مقاييس اللغة" على الطريقة االشتقاقية ثاقب، ووعي فريد يف عصرهم.

:التحليل الداليل -كربى وفق املوضوعات اليت تتوزعها، مث تصـنيف )31(تقوم هذه الدراسة على أساس توزيع الكلمات إىل جماالت داللية

كل جمال إىل جمموعات داللية صغرى، تدل كل جمموعة على جزء من املوضوع الذي مسي بامسه اال الداليل. وهـذا التصنيف مل يأت من العدم، أو من وجهة نظر فلسفية نظرية، وإمنا هو نابع من الداللة املعجمية والسياقية لأللفاظ الـيت

تضمنها ديوان جرير. وقد اخترنا يف هذا املقال دراسة األلفاظ الدالة على اخليل اليت وردت الديوان.ويعتمد التحليل داخل اموعات على إبراز القضايا الداللية املختلفة، من ترادف وتضاد، واشتراك لفظي وتعدد املعـىن،

وي (االجتماعي)، وعموم الداللة خصوصيتها، مع التمييز بني كما حياول البحث إبراز السياق اللغوي والسياق غري اللغالداللة املباشرة والداللة غري املباشرة، حيث إن الشاعرة كثريا ما تستعمل اللفظة استعماال غري مباشر، فتنقلها إىل معـىن

جمازي لغرض معني.به "املخصص" والثعاليب يف كتابه "فقه اللغة وقد استفاد هذا البحث من جهود العلماء القدامى من أمثال ابن سيده يف كتا

وسر العربية"، باإلضافة إىل بعض الكتب والرسائل احلديثة نذكر من بينها بشكل خاص رسالة مصطفى إبراهيم علي اليت " البنية اللغوية لشعر عروة بن الورد"، وهي رسالة ماجستري ناقشها جبامعة القاهرة سنة بإشراف 1978حتمل عنوان

كتور حممود فهمي حجازي. الد

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

5

للداللة على عامة هذا اجلنس من احليوانات. الطرياستعمل الشاعر لفظة قال ميدح احلجاج بن يوسف الثقفي ( طويل ) :

)32(لكم يا أمري املؤمنني وأسعدا أرى الطير باحلجاج تجري أيامنا يت احلجاج، فيقول إنه كان فأل خري على اخلليفة وعلى بين أمية، مستعمال اعتقادا جاهليا هو التطري . ميتدح يف هذا الب

للخليفة ، فكان ذلك إيذانا بنجاحه يف تسيري شؤون الدولة وتوطيـد السـلم )33(يقول إن الطري جرت أيامن وأسعدا الكثرية ، وجلب األموال واخلريات من هذه البلـدان ، والتغلب على كل الثورات وكل املناوئني واألعداء ، والفتوحات

ودخول الناس يف الدين اإلسالمي . كل ذلك حتقق على يد احلجاج ، حني أوكل إليه اخلليفة والية العراق . فالشـاعر يضع احلجاج يف مرتبة عالية جدا ، إذ لواله ملا حتقق ملك بين أمية .

: البغاث - : جعل الليث البغاث البغاث واألبغث من طري املاء، كلون الرماد، طويل العنق؛ واجلمع البغث واألباغث؛ قال أبو منصور

، وجعلهما معا من طري املاء، قال: والبغاث، عندي، غري األبغث، فأما األبغث، فهو من طري املاء، واألبغث شيئا واحدامعروف، ومسي أبغث لبغثته، وهو بياض إىل اخلضرة؛ وأما البغاث: فكل طائر ليس من جوارح الطري؛ يقال: هو اسم للجنس من الطري الذي يصاد. واألبغث: قريب من األغبر. ابن سيده: وبغاث الطري وبغاثها: أالئمها وشرارها، وما ال

.)34(تها بغاثة، بالفتح، الذكر واألنثى يف ذلك سواءيصيد منها، واحد قال يهجو التيم (وافر) :

)35( يدصت الو اثغي البمحا تمو ميت اثغب اتدائو الصجرتأ

وقومه بالبغاث، وهو كما علمنا طائر صغري ليس من سباع الطري، بل هو مما يقع فريسة لسباع الطري ، يشبه الشاعر جمهوهويقول إن هذه الطيور البغاث تريد أن تصبح من الصائدات ، فيتجرأن على ما يطقن من األعمال ، وكيف هلا أن تصيد

اع الطري احلقيقية . وكأن الشاعر يـذكر باملثـل غريها من الطيور ، وهي ال تستطيع أن حتمي نفسها من هجمات السب .ون شبيها بالنسر يف قوته وضخامته، أي أنه يريد أن يك )36(» إن البغاث بأرضنا يستنسر« العريب الشائع :

: الغراب - الغراب طائر أسود يعيش يف الفيايف واألماكن القفرة ، له صوت خاص تتشاءم العرب إذا مسعته، فكان معظم حـديث

باب التشاؤم ، ألنه أشأم الطيور عند اجلاهليني . ولـيس يف األرض شـيء « الشعراء العرب منذ القدمي عنه يدخل يف ذكرونه مصاحبا لكل ما يتطريون منه ، فهو املقدم يف الشـؤم ، يتشاءم به إال والغراب أشأم منه وأنكد ، حىت أصبحوا ي

ومن أجل هذا أصبح كل جزء منه مدعاة للتطري ، فاشتقوا من امسه الغربة واالغتراب والغريب ، وتشاءموا من صياحه ، . )37(» واعتربوا هذا الصياح نذير البعد ودليل الفرقة

، وألنه ال يوجد يف موضع خيامهم يتقمم إال )38(راق احملتم إذا نعب وصاح يؤذن بالف -يف اعتقاد العرب -إن الغراب . ورمبا يرتد تشاؤم العرب بالغراب إىل املهمة اليت قام ا يف قصة قتل قابيل )39(عند مباينتهم ملساكنهم ومزايلتهم لدورهم

.ارتباط الغراب عند العرب باملوت . وهذا يفسر)40(ألخيه هابيل هشام بن عبد امللك (كامل) : قال ميدح

نرمي الغرذإ ابابكرى بأا را ن لجب احفالص ودامي41( ىلالكب ات( اجللب : ما يعلو اجلرح حني يتماثل للشفاء . الصفاح : اجلوانب . الكلى : الكليتان .

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

6

. تتعرض ركابنا إىل اجلروح الدامية، من شدة ما تلقاه من يقول إننا نتعرض إىل كثري من األذى واملتاعب خالل سفرناارة يف النهار صعوبة األرض اليت تسري عليها ، ألن أغلب مناطق الصحراء العربية من احلجارة الغليظة الشديدة احلر

ك يذكر الشاعر . وهذه اجلروح والدماء جتلب الطيور اجلارحة اليت تشم رائحة الدماء من بعيد ، ولذلوالربودة يف الليل الغراب الذي حيوم حوهلم يف انتظار أن حتني فرصة االنقضاض على إحدى الراحالت بعد موا .

قال يهجو األخطل (طويل) : )42( اهابرغ نيبل جحشي ملا ويدعب ا هلهأ سمي مل ياحل اريد تيلف

: شحيج الغراب ترجيع صوته، فإذا مد رأسه، قيلصوت البغل أو احلمار ، ويقال : يشحج : يصوت ، وأصل التشحاج . )43(. نعب

يالحظ جرير ديار األحبة وقد أصبحت مقفرة ، سوى من أصوات الغربان اليت تبعث يف النفوس التشاؤم واإلحساس باملوت والفراق والبني . إنه يكثر يف األماكن املوحشة ، اليت ال أثر للحياة فيها . وتشحاجه الذي يسمع من بعيد يؤذن

تأثري شر الغراب يف النفس جعلت الشاعر ال يرى إال ما يوحي بالفراق برحيل أهل تلك الديار ، وقفر ذلك املكان . فقوة أو البني عن الديار، اليت شهدت حبه ملن فيها .

لقد أصبح صوت الغراب يف آذان العرب رمزا للبني ، حىت إذا هذا البني لصيقا به يف القول ؛ إذ اعتادوا دعوته بغـراب .)44( »مواضع منازهلم إذا بانوا يف «البني . ويعلل اجلاحظ ذلك بسقوطه قال ميدح احلجاج بن يوسف (وافر) :

اجحشالت مائد ةبحى األونب عولمل تهرا كمب ابرالغ إن )45(كان الغراب مقطع األوداج ب غداة ينعب بالنوىليت الغرا

والنوى: الدار. والنوى: التحول من مكان إىل مكان آخر أو من دار إىل دار غريها كما تنتوي األعراب النوى : البعد ، . )47( الودج والوداج: عرق يف العنق، ومها ودجان. ينعب الغراب : يصوت . األوداج : )46( يف باديتها

ارئ يف حالة نفسية متوترة جدا ، باعتماده على التكرار الذي أفرط فيه ، فكرر كلمة الغراب حياول الشاعر أن جيعل القثالث مرات يف البيتني، وكلمة النوى الدالة على البعد ، وكلميت التشحاج ينعب إشارة إىل صوت الغراب املوحش، الذي

دالة على ما يكرهه اإلنسان ، من فراق يبعث يف نفس اإلنسان كل أنواع احلزن واألسى ، لنحصي بذلك سبع كلمات األحبة.

لذلك ، وجدنا الشاعر يتمىن لو كان هذا الغراب مقطع عروق العنق ، فال يستطيع أن يصدر أي صوت . وكأنه حيمله سريات مسؤولية ما حيس به من لوعة ، ذلك أن املواقف الشعورية احلادة اليت يعيشها الشاعر دفعته إىل أن يفسر األشياء تف

. )48(خاصة تنسجم مع اجلانب الثقايف والروحي الذي تبناه : اقطال -

والقطا: طائر معروف، مسي بذلك لثقل مشيه، واحدته قطاة، واجلمع قطوات وقطيات، ومشيها االقطيطاء. تقول: يقول صوا هميقول من صوا، وبعض هميقول من مشيها، وبعض هماقطوطت القطاة تقطوطي، وأما قطت تقطو فبعض

قطا؛ ويف املثل: إنه ألصدق من القطقطة، والقطو: تقارب اخلطو من النشاط. وقطت القطاة: صوتت وحدها فقالت قطا. وأكد )49(» نام؛ يضرب مثال ملن يهيج إذا تهيج يف املثل أيضا: لو ترك القطا لو قطا. قطاة؛ وذلك ألا تقول قطا

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

7

كما مست العرب ضربا من الطري القطا، « اجلاحظ أن أصل التسمية من الصوت الذي حيدثه هذا الطائر، حيث يقول : . onomatopée. وكأن االسم حكاية للصوت )50(» ألن القطا كذلك تصيح ، وتقطيع أصواا قطا

ميدح احلجاج بن يوسف (طويل) :قال جرير مهو قلوبزنت مى القوتح افوكخل وائاحلب هليع فتاء القطا التز51(ن(

. )52(ترتو : تطمح وتثب مفر منها يصف الشاعر القوم الذين خرج احلجاج حملاربتهم ، بعد أن تبني له أم ضلوا عن سواء السبيل، وأن احلرب ال

يقول إم ما إن مسعوا خبروجه إليهم حىت دب اخلوف يف أوصاهلم وعم سائر أعضائهم ، وأصبحت قلوم من شدة دقاا وتسارعها تنط وتطمح كأا تريد أن تطري من مكاا وخترج إىل اهلواء الطلق ، ملا حتس بضيق كبري . يشبهها يف

ا احلبائل، ووقعت يف الشراك اليت نصبها هلا الصيادون ، فلما عرفت أن ال حيلة ذلك املوقف بسرب القطا وقد لفت حوهل هلا ، وأا أصبحت فريسة الصيادين، أصبحت تتصايح وتنط تعبريا عن خوفها الشديد من مصريها .

قال جرير (بسيط) : )53( يلافجم دبر وأ باروا قطق انلحرأ تحت نم تحرا ممنأك

. قوارب : قريبة من املاء . ربد : مجع ربداء : النعامة . جمافيل : نافرة.)54(مرحت : نشطت أشرنا يف مناسبات عديدة إىل جلوء جرير إىل البيئة احمليطة به يستمد منها صوره وتشبيهاته ، وهو يسري يف ذلك على خطى الشعراء اجلاهليني . يتحدث هنا عن سرعة راحلته الفائقة وشدة نشاطها ، ويشبهها بنوعني من الطيور ؛ بالقطا

يل ا ، وخباصة يف سرعة طريانه وهو يتجه حنو املوارد املائية بعد اإلعياء الذي كان أكثر وروده يف الشعر العريب تشبيه اخلغري أنه ميتاز بسرعة فائقة يف اجلري ، وخباصة -كما نعلم -. وبالنعام ، وهو أضخم طائر لكنه ال يستطيع الطريان )55(

إذا عدا مد جناحيه ، « ان ، ذلك أنه إذا أحس خبطر حمدق ، فتراه يسابق الريح ، فيعدو بطريقة جتعله يقترب من الطريفكأنه بذلك جيمع بني العدو والطريان ، ال سيما إذا نفر من شيء فخافه، ومن خفته وسرعة هربه، وطريانه على وجهه

.الشعراء من تشبيه خيلهم بالنعامة. فهذه السرعة الفائقة هي اليت يقصدها )56(» وذهابه، قالوا يف املثل : شالت نعامته ال يهجو الفرزدق (كامل ) :ق

عاضوخ يطالمو كتذكر لقدل وهجم قطا فالة نهكأن57(و( خواضع : مطأطئة الرأس . الفالة : القفر . اهل : اهول املعامل .

األعناق من شدة ما تعانيه من حرارة اجلو وبعد يقول حملبوبته إنه تذكرها وهو يقطع الفالة على املطايا اهلالكة املنحنية املسافة وصعوبة األرض اليت تدمي حوافرها ، وهي تشبه يف ذلك طري القطا يف األماكن اخلالية اهولة .

: ةنعام - ه وقوفا حتتل النعامة مكانا واسعا يف األدب العريب ، ألن الشعراء كانوا يستقصون يف أوصافه ويقفون عند بعض عادات

. ومن )58(طويال ، وقد وجدوا يف هذا احليوان جماال واسعا لتشبيه مراكبهم إذا أرادوا أن يصفوها بالسرعة والنجاء . وقد ضربوا ا املثل يف اجلنب واحلماقة ، فقالوا : أجنب من )59(عجيب من يقال يف شأن هذا الطري أن عظامه ال مخ فيه

. وهم يف كل هذه األمثال يؤكدون على معاين اخلوف والذعر واهلزمية واملوق واحلمق )61(، وأعدى من ظليم )60(نعامة واحلذر والسرعة .

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

8

فالسرعة هي الظاهرة العامة اليت عرف ا هذا احليوان ، وما من شك أا ذات فائدة خاصة يف البيئة الصحراوية ، مما .)62(وسرعة سريها يف األرض الصلبة جعل هذه الصورة تنعقد يف األذهان ، فشبهت به الراحلة

قال جرير يهجو بين طهية (بسيط) :ةاجراء هزعا مصح نحرإذا ض ادضني أعي لا ففهالوس تدم

أتتأي بري الغييدهأا ورجلأك اـهنهن نعـفالق امرة ـالن63( ياد( النادي : املتفرق . . )64(، وهو ماء قرب أجأ الغري: موضع بالكوفة

ا حتين ، أي أ، ومتد أعناقها فيما بني أعضادهايقول إن النياق تطأ بأخفافها احلصا يف أرض مقفرة ، حتت وطأة اهلجري ، شبيهة بالنعام الذي يسكن يف ياقفيقول إا تعدو بأيديها وأرجلها، وهو نوع من عدو الن، رؤوسها. يشبهها بالنعام

األماكن القفرة.يريد الشاعر أن يربز من خالل هذه املقارنة صعوبة املكان ، وما يالقيه من صعوبات خالل تنقله فيه ؛ فإذا كانت

نقل احليوانات كالنعامة اليت خلقها اهللا لتعيش يف هذه األماكن الصحراوية وزودها بقدرات خاصة ، جتد صعوبة يف الت عربها ، فال شك أن الناقة واإلنسان سوف يعانون األمرين .

قال ميدح عبد امللك بن مروان ويهجو األخطل (كامل) :ذإوقا تاصرلالظال ت تشنعت وخد النامع وفي النف وعس65( ولض(

: اتساع.. فضول)67(، وهو حبل تشد به الرحال . النسوع: مجع نسع)66(تشنعت: جدت يف السري يصف راحلته ، فيقول إا جتد يف سريها ، ويضاعف سرعتها إذا قصر الظل ومالت الشمس إىل املغيب ، بالرغم من أن العنان كان مرخيا ، إال أن الراحلة تعرف من نفسها بأن الوقت يستدعي منها مضاعفة السرعة حىت تصل إىل ديارها قبل

الليل ، وحلول الظالم الذي هو نذير كل املخاطر بالنسبة إىل كل احليوانات . يشبه سري الناقة يف هذا البيت بسري النعامة ، يف نشاطها وسرعتها الفائقة ، وقد مر معنا أن هذا النوع من التشبيه كـان

. فهذا الطائر كان مثار عجب عندهم ، حـىت شائعا عند العرب منذ العصر اجلاهلي ، ألن الناقة تشبه النعامة يف جريها . )68(إم قالوا بأن النعامة متولدة من مجل وطائر

قال يهجو بين جماشع (وافر) :ويوم الشينيط حاربيات أوشرب دالوقيط من الن69( امع(

. احلباريات : نوع من الطيور ، سبق التعريف به. الوقيط : من أيام العرب )70(يوم الشيطني : يوم كان لوائل على متيم . )71(كذلك

يشبه الشاعر مهجويه بالطيور الضعيفة اليت ال تستطيع أن تواجه أعداءها، فتراها تفر شاردة عند اإلحساس باخلطر أو عند يف تلك املوقعتني (يوم الشيطني ويوم الوقيط) يشبهون رؤية العدو من اإلنسان أو من احليوانات املفترسة هلا . يقول إم

بغاث الطري الذي ال حول له، يرتعدون من شدة اخلوف واهللع . فهم تارة مثل احلبارى أمام البازي ، الذي ينقض على الرمل على فريسته بكل سرعة وقوة، وتارة مثل النعام الذي تشرد قطيعه شذر مذر عند مشاهدة األعداء، ليخبئ رأسه يف

. )72(عادته قال هلرمي وهالل بن أحوز املازين (وافر) : )73( اامعى نقال لافج امعن يهف لالالض هاببر نأك

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

9

. )75( : سرعة الذهاب والندود يف األرض واجلفول، . جافل : شارد)74(الرباب : السحاب األبيض يصف الشاعر تغري حال اجلو ، فيذكر السحب اليت تطارد بعضها ، وتتالحق يف جوف السماء ، بألوان خمتلفة ، بعضها أسود وبعضها أبيض . يشبهها بأسراب النعام اجلافلة، اليت هربت من خطر حمدق، فتلتقي بأسراب أخرى ، تتزاحم يف

الة من الفوضى .املكان الواحد ، فكأمنا يصطدم بعضها ببعض ، حمدثة ح : خرجةامل -

. )76( » اخلرج، بالتحريك: لونان، سواد وبياض، يقال: كبش أخرج، وظليم أخرج بين اخلرج «جاء يف الصحاح : واملخرجة هي النعامة اليت خيالط بياضها سوادا .

قال يهجو التيم (طويل) :ع فطريينيها الزكم ،أامنا ه جة ررخماحلإ تعخ ز77(ر ى أفر(

.)79( الزمام: اخليط الذي يشد يف البرة أو يف اخلشاش، مث يف طرفه املقود. وقد يسمى املقود زماما. )78(يطرف : يصيب زعر : ال ريش هلا لصغرها .

: لأالر - مرئلة: ذات الرأل: ولد النعام، وخص بعضهم به احلولي منها؛ واجلمع أرؤل ورئالن ورئال ورئالة؛ واألنثى رألة؛ ونعامة

.) 80( ئال إذا أسرع. واسترأل النبات إذا طال، شبه بعنق الرأل. ومر فالن مرا واسترألت الرئالن: كبرت. رأل قال جرير يهجو الفرزدق (وافر) :قرصب تاجعنة الرن وبحسكاؤم قرص الئالر وا لمهذ ن81( ولي(

.)83(. الرحوب : من أيام العرب ، ويسمى يوم الرحوب )82( : وسطه وعاجنة املكانعاجنة املكان : اليت دارت بينهم وبني أعدائهم كانت نتيجتها لفائدة األعداء الذين تغلبوا عليهم ونالوا منهم ، وما يدل يقول إن احلرب

النعام ، وهن خعلى ذلك التعبري الذي استعمله جرير يشبه به نساء جماشع وهن يشهدن ازام قومهن ، فقد شبههن بأفرا جمهول بعد ازام اجليش الذي كان حيميهن . يرقصن من شدة اخلوف واهللع ، ملا ينتظرهن من مصري

إن اختيار الشاعر أفراخ النعام ليشبه ا النساء يعود إىل ما عرف به هذا احليوان من ذعر أمام كل ما ميكن أن يشكل له خطرا ، فما بالك بالفرخ الذي ما زال يف حاجة إىل أمه أو أبيه ليحميه من املخاطر .

اخلوف ، ال ميلك أي سالح يدافع به عن نفسه سوى سرعته الفائقة وجسمه الضخم ، مما جيعـل إن النعام طائر شديد سائر احليوانات ال تتجرأ على مهامجته ، وخباصة سباع الطري . ولذلك وجدنا الشاعر يشبه النساء وهن يرتعـدن مـن

اخلوف بالرأل ، ملا يرمز إليه من ضعف .متعددة ، ويف سياقات متنوعة، لكن الصفة اليت قصدها يف كل مرة واحدة ، إذ يركز استعمل جرير هذا احليوان بدالالت

على اخلوف الشديد اليت يشعر به هذا الطائر ، والسرعة الفائقة اليت يعدو ا ، وحالة اجلفول والتفرق اليت تصيب قطيعه السحاب تارة أخرى . عند مشاهدة اخلطر احملدق . فقد شبه ا اإلنسان تارة ، والناقة تارة ، و

: األصداء - . وقال اخلليل : )84(» : وطائر يصر بالليل، يقفز قفزانا، وطائر يخرج من رأس املقتول إذا بلي، يزعم اجلاهلية الصدى« »يمن أذن رجخ أن الرجل إذا مات العرب تزعم ى: طائردطله رسول اهللا صلى اهللاوالصوافالناه، فأب :ويصيح عليـه ه

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

10

. وكان العرب يف اجلاهلية يقولون إن هذا الطائر ال يزال عند ولد امليت وخملفيه ليعلم ما يكـون )85(» وعلى آله وسلم . )86(بعده فيخربه

قال ميدح عبد العزيز ويذم معاصريه من الشعراء (كامل) : )87( اءدصي األف ايدص نهبحيو فلكم باحلساني اتيي حبلق

. وإذا مات ، فإن الصدى الذي دام حيا فإنه يبقى على هذه احلاليبدو جرير كلفا بالنساء متيما باحلسان ، يقول إنه ما خيرج من قربه سيكون ميتما كذلك حمبا للنساء احلسناوات .

وعلى الرغم من أن الشاعر مسلم ، يعيش يف بيئة مسلمة ، أبعدت كل املعتقدات الوثنية اجلاهلية، فإنه ما زال متأثرا ذه ، )88(املعتقدات اليت جاء اإلسالم ليدحرها . فاالعتقاد خبروج طائر من رأس القتيل الذي مل يؤخذ بثأره اعتقاد جاهلي

ه الفكرة من باب االعتقاد ، بل رمبا من قبيل املبالغة اليت ميتاز ا الشعر يف كثري من غري أننا نظن أن الشاعر مل يذكر هذ املواضع .

أكرب أثر ، فاملعاين اجلاهلية ، واهلجاء اجلاهلي ، -وخاصة الشعر -أن الرتعة اجلاهلية أثرت يف األدب األموي « ويبدو . )89( »جل الوضوح يف الشعر األموي والفخر اجلاهلي ، واحلمية اجلاهلية ، كلها واضحة أ

: احلمام - هو عند العرب ذوات األطواق حنو . )90( احلمام: طائر، والعرب تقول: حمامة ذكر وحمامة أنثى، واجلميع حمام

والقماري وساق حر والقطا والوراشني وأشباه ذلك ، يقع على الذكر واألنثى ، ألن التاء دخلته على أنه واحد الفواخت . )91(من جنس ال للتأنيث ، وعند العامة أا الدواجن فقط الواحدة محامة

ونواحها شجوم ويج فيهم يقترن اسم هذا الطائر يف الشعر العريب عموما حبديث البكاء والنواح ، فهي تثري يف بكائهاورمبا كانت هذه اإلثارة بسبب التعاطف الذي كان حيس به الشاعر جتاه هذا الطائر الذي كتبت عليه « لوعة الفراق،

الرحلة فتحملها كما كتب على اإلنسان العريب االرتباط بالغيث والكأل ، فكان يتعقبه يف كل موقع ، ويسعى إليه بكل . )92(» هذا احليوان النائح إثارة لواعجهم مكان ، ووجدوا يف

قال يهجو التيم (طويل) : )93(وعنى طالب الغانيات وشيبا لقد هتف اليوم احلمام ليطربا

من يطلب يقول إن احلمام شرع يهتف ليثري طرب ذوي األشجان ، مث ينتقل يف عجز البيت بشكل مفاجئ إىل القول بأن وصال العانيات وودهن يلقى ال حمالة املشقة والعناء ، ويصاب شعره بالشيب من دون ذلك .

وقال ميدح معاوية بن هشام بن عبد امللك (كامل) :وعفرت بينهف مهاج صبةاب صواحل تا الذإ اممهيلد تغر94( اد(

بينهم : نأيهم وفراقهم . يقول إنه فجع بسماع خرب رحيل األحبة ومغادرم الديار ، فبث ذلك اخلرب يف نفسه كل أنواع الشجون واحلزن ، ملـا يسببه ذلك الرحيل من بعاد حمبوبته قد يدوم سنني ، ورمبا يكون أبديا . وما زاد من هـذا اإلحسـاس قـوة وأدى إىل

احلمام . مضاعفته هو مساعه هلديل قال جرير يهجو الفرزدق وعبيد العنربي (طويل) :

أوصبحاأل تجزاع ممن يلحا ه فقا فارماحل اءا شمام تغر95( اد(

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

11

. )96(األجزاع : الوديان . وجزع الوادي : املكان الذي يقطع منه ، يعمرها أهلها من أحبة الشاعر ، أصبحت فقارا ، خالية من كل اليت كانت مألى باحلركة واحلياة يقول إن هذه الوديان

إنس ، ألم رحلوا وتركوها خالية على عروشها ، تركوها للحمام ، فليغرد كما شاء فلن يزعجه أحد ولن يسمع تغريده . ومعروف عند العرب أن احلمام من الطيور اليت تكثر باجلبال واملناطق القفرة ، حيث جتد حرية كبرية لبناء أحد

. )97(أعشاشها والتكاثر قال جرير (كامل) :

)98(تدعو اهلديل فهيجت أحزاني بكرت حمامة أيكة محزونة ناعم الشجر، وخص بعضهم به منبت وقيل: هي الغيضة تنبت السدر واألراك وحنومها مناأليكة : نوع من األشجار ،

.)100(. اهلديل : صوت احلمام ، وقيل ذكر احلمام ، وقيل : فرخ احلمام )99( األثل ومجتمعهشجرة األيكة يقول إن مساعه صوت احلمامة الشجي احملزن الذي يبعث يف كل من يسمعه احلزن والنكد، وهو ينبعث من

تحرك يف أعماقه، خاصة أن صوا ارتبط عند العرب منذ العصر اجلاهلي بأسطورة ، وجعل املواجع تامللتفة هيج أحزانه، فمات ضيعة وعطشا فيقولون إنه ليس من محامة إال وهي تبكي ، عليه السالم كان على عهد نوح اأن فرخ «مفادها

بأحبته الذين رحلوا بال رجعة ، فيحرك ذلك . فاحلمامة اليت تبكي على هذا الفرخ املفقود ، تذكر الشاعر )101( » عليه األحزان والشجون يف نفسه .

قال ميدح هشام بن عبد امللك (وافر) :سمعت حمرط ةامبب تنجف دما هجت العشةي يا حم102( ! اام(

. )103(جند : اسم موضع األصوات ، فيتساءل عن السبب الذي هيجها وجعلها تغرد . ويبدو يقول إين مسعت يف جند محامة تغرد وتصدر أشجى

أن جريرا ال يقصد أن يتساءل سؤال اجلاهل ، بل إنه سؤال التعجب ، ليجعل احلمام يشاركه أحزانه وأشجانه ، على طائر بأسطورة عادة الشعراء العرب ، نظرا إىل ما يتميز به صوت احلمام من شجو وإثارة لألحزان ، وإىل ارتباط هذا ال

املوت والفجيعة . قال يهجو الفرزدق (طويل) : )104( اهامما حيزخ اضب اممح اخرف تحبذ ياقرالع نيا القهارا زذإ

فتراها ال تزعج يقول إن هذه املرأة البخيلة الفقرية اليت ال تعرف للضيف قدره ، وال تقدم إليه ما هو أهل له من إكرام ، نفسها كثريا ، فال تقدم إليه إال حلم فراخ احلمام ، الذي ال يسمن وال يغين من جوع . فاحلمام الكبري ال ميكن أن يشبع

الرجل من جوعه ، فما بالك بالفراخ . وقال يهجو املرار بن منقذ الربمجي (طويل) :

)105(مام لدى البيت احلرام قطون ح ا بالبيت ما بات آمنا ولو نزلو ، وهو وصف احلمام اليت كانت مالزمة للبيت احلرام .) 106(قطون : مقيم باملكان ال يربحه

، مل يأمن م جانب . إن نزلوا بالبيت احلراميهجو الشاعر املرار بن منقذ الربمجي ، ويقول إنه وقومه أناس أشرار ال يؤمن هلشرهم مجيع املخلوقات ، حىت احلمام الذي عرف بأنه يعيش يف أمان وطمأنينة ألنه وجد فيها مواضع يأمن إليها ويلوذ

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

12

ا، فال يتجرأ مسلم على إيذائه أو أكله ، إىل درجة أن العرب أصبحت تضرب به املثل ، فقالت : " آمن من محام مكة " ورعون عن كسر هذه القاعدة ، ألم ال يعرفون احلدود والقوانني .. غري أن هؤالء القوم ال يت)107(

فإيذاء احليوان دليل على انعدام املروءة والرمحة ، ودليل على اجلنب ، وخباصة إذا كان ذلك احليوان ال يهدده وال ميكن أن رة حبستها ، فال هي أطعمتها يشكل خطرا ضده ؛ وقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم بأن امرأة دخلت النار يف ه

!!! . فما بالك بالذي يؤذي حيوانا إيذاء مباشرا )108(وال تركتها تأكل من خشاش األرض : القوادم - يش الر -

وة الطائر، واجلمع أرياش ورياشسك :يشية. ابن سيده: . )109( الرمة وخافيها، الواحدة قادوافريش الطائر: ضد خ موقواديف والقوادم أربع ريشات يف مقدم اجلناح، الواحدة قادمة، وهي القدامى، واملناكب اللوايت بعدهن إىل أسفل اجلناح، واخلوا

طري مقادمي ريشه، وهي عشر يف كل جناح. ابن األنباري: ما بعد املناكب، واألباهر من بعد اخلوايف، وقيل: قوادم ال . )110( قدامى الريش املقدم

قال ميدح عبد امللك بن مروان (وافر) :أسكشنأ ر رددت لعر يي يش ثأوبالق توادم في جن111( ياح(

يستجديه فيه ويطلب منه العطاء اجلزيل ، مستعمال عبد امللك بن مروانيوجه الشاعر خطابا مباشرا إىل أمري املؤمنني أسلوبا جمازيا ، إذ يشبه نفسه بالطائر الذي نزع منه ريشه وقوادمه ، فأصبح عاجزا عن الطريان وعن كسب رزقه .

واألمري هو املأمول يف مثل هذه املناسبات ، ألنه مغيث امللهوف ، أليس هو الذي مدحه بقوله : وأندى العالمني بطون راح ألستم خير من ركب المطايا

: الفرخ - فرخ الفاء والراء واخلاء كلمة واحدة، ويقاس عليها. فالفرخ: ولد الطائر. يقـال: « قال ابن فارس يف تعريف الفرخ :

نه يف كل صغري من احليوان والنبات ، واألنثى فرخة ، مجع القلة أفرخ وأفراخ . هذا يف األصل ، غري أ)112(» أفرخ الطائر . )113(والكثرة فراخ

قال يهجو البعيث (كامل) : )114( رومت نهودلج خارالف لثم رهشأ ةتسل ةلجعم نضهجأ

. )115( اليت تنتج قبل أن تستكمل احلول فيعيش ولدها، والولد معجل: واملعجل معجلة: أوالد النياق تولد قبل أواا . يصف جرير مطاياه ، فيقول إا شديدة السرعة جتهد نفسها يف السري والعدو ، ويؤدي ا ذلك إىل أن تضع أوالدها قبل

و جلودها متموجة متلمعة .حينها ، فتبدو لشدة هزاهلا كأا فراخ صغرية ، وتبدجلأ إىل تشبيه املطايا بالفراخ ، ليضرب ا املثل يف الصغر واهلزال . فالفرخ رمز للضعف ، ألا قضت زمنا داخل بيضتها ال تقتات إال على املادة األحية واحملية ، فتكون عند خروجها يف حالة هزال وضعف شديدتني ، فلوال أن تداركها أمها

ل ملاتت يف وقت سريع.ببعض األك قال يهجو الفرزدق وميدح بين جعفر بن كالب (طويل) :

)116( اهورهش تمتأ دى قرخأو دعت خرفأ اتذ ةأوس نم ميهف مكف . )117( كل عمل وأمر شائنسوأة :

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

13

يهجو الشاعر عدوه الفرزدق ، فيقول إنه ميلك وأهله بيوتا يفرخ فيها الشر واألعمال املشينة ، ويضع بيضه ، يف استعمال ، حىت تعطي أعدائها لتضع فيها أعشاشها وتبيضجمازي ؛ إذ يشبه الشر بالطيور اليت ختتار دائما أماكن آمنة وبعيدة عن

.ادرة على التعويل على نفسهاكون قألفراخها فرصة أكرب للنمو، حىت تألن لديهم ، فهؤالء القوم جمال طيع ،شر وجد يف ديار جماشع مكانا آمنا، فنما وازدهر، وقضى فيها أعواما طويلةفال

.استعدادا للشر واللؤم قال ميدح عمر بن عبد العزيز (بسيط) :

ممن يعدك كتقي ففد والدالفك هخر في العل شم يدرج لوم ي118( رط(

هذا البيت مسبوق ببيتني يكتمل معناه ما ، يقول جرير :لةمثاء أرعش نم ماسوبالم ظر كمالنو توالص يفعيم ضتي نمو كأن به وفلهة موعد وكعدي نال مبر خشالن نال مبخ أو ناجل!

وهو يقول إن األرامل املرمالت واليتامى الضعفاء يدعونه يف احلج واملواسم ، وكأمنا أصيبوا مبثل اجلنون أو مبثل خوف يوم النشور .

(الفرخ) ، فيقول إن سبب دعائهم إياك وإحلاحهم يف ا لدعوة أم مث يواصل املعىن يف البيت الذي اشتمل على لفظ يعدونك مبثابة الوالد الذي فقدوه ، مبا امتاز به من رمحة بالضعيف ومساعدة امللهوف . فلو مل يعلموا هذه الصفات فيه ملا

أحلوا عليه يف الدعاء .واستعمال الشاعر لفظ الفرخ هنا إشارة إىل الضعف الذي عرف به الطائر يف تلك الفترة من حياته ، واعتماده اعتمادا كليا على والديه (أمه وأبيه) . والفرخ الذي مات أبوه حمكوم عليه باملوت هو كذلك . وهلذا الغرض شبه الشاعر األرامل

واليتامى باألفرخ اليت فقد والدها ، فيصبح يف حاجة إىل من يعوله . قال يهجو الفرزدق (كامل) :

وفةنت اخرى فمباألد نيقسا يغبل زصاحلو رمح نهاجبو119(ح( . زغب احلواجب: ذوو ريش قليل يف احلواجب كناية عن صغر سنها . )121(. تنوفة: الصحراء )120(األدمى : اسم موضع

. )122( لإلنسان من الطري: كاملعدة احلوصل : مجع حوصلة ، وهي البيت الذي السابق :يصف الشاعر طيور القطا اليت شبه ا املطي يف

عاضوخ ياملطو كتذكر لقدل وهجم قطا فالة نهكأن123(و( تذكر حبيبته بينما كان على ظهر راحلته ، اليت تشبه طائر القطا من شدة سرعتها ، مث ينتقل يف البيت التايل ، ليتحدث

د أغلب الشعراء العرب ، فيقول إن سبب سرعتها الفائقة يف الطريان أا مضطرة عن القطا ، يف استطراد واضح ، شاع عنإىل العودة إىل أعشاشها ، ألا تركت فيها فراخا صغرية قليلة الريش ، ذات حوصل محراء من شدة اجلوع ، وهي تنتظر

أمهاا لتطعمها . اخلامتة :

ما كان يصبو إليه من االختيارات اللفظية املعجمية اليت قام ا، إذ استعمل هكذا، نالحظ أن الشاعر استطاع أن حيققعددا من األلفاظ املعربة عن أمساء الطري بشىت أنواعها، اليت كانت تعيش يف جزيرة العرب، معربا ا عن معاين القوة

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

14

االختيار ينم عن معرفة جيدة والرفعة والبطش تارة، وبعكس هذه الصفات كالضعف واجلنب واخلور تارة أخرى. وهذا ذه الطيور وبالدالالت االجتماعية اليت عرفت ا يف اتمع العريب.

اهلوامش واإلحاالت : . 181ينظر نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 1 . 38: األنعام - 2 . 79: النحل - 3 . 17: النمل - 4 . 3: الفيل - 5 . 57: البقرة - 6 .21: الواقعة - 7 .284، ص 1969التهانوي، كشاف اصطالحات الفنون، سلسلة تراثنا، - 8

.72، ص 1995الشريف علي بن حممد اجلرجاين، كتاب التعريفات، دار الكتب العلمية، بريوت، - 9 .13ص، 1987، مطبعة األمانة، القاهرة، 1حممود توفيق حممد سعد، داللة األلفاظ عند األصوليني، ط - 10

.1263، ص 1962، حتقيق عبد الواحد وايف، دار النشر، القاهرة، 4ابن خلدون، املقدمة، ج - 11

.100، ص 1957ابن جين، اخلصائص، دار الكتب املصرية، حتقيق حممد علي النجار، - 12

، ص 1964ابن فارس، الصاحيب يف فقه اللغة وسنن العرب يف كالمها، حتقيق مصطفى الشوميي، املكتبة العربية بريوت، - 13192. .16، ص 1988، دار طالس، دمشق، 1بيري جريو، علم الداللة، ترمجة منذر عياشي، ط - 14

.154، ص 2000ية، اإلسكندرية، حلمي خليل، مقدمة لدراسة علم اللغة، دار املعرفة اجلامع - 15

.261، ص 1992حممود السعران، علم اللغة (مقدمة إىل القارئ العريب)، دار الفكر العريب، القاهرة، - 16

، ص 1993، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، 1أمحد نعيم الكراعني، علم الداللة بني النظر والتطبيق، ط - 1782.

.64، ص2001انظر عبد اجلليل منقور، علم الداللة، منشورات احتاد الكتاب العرب، دمشق، - 18

، نقال عن صفية مطهري، الداللة اإلحيائية، ص 77، ص 1975، مطبعة األجنلو املصرية، القاهرة، 1نوال عطية، علم النفس، ط - 19 .2003، احتاد الكتاب العرب، دمشق، 13

.39-36، ص 1988، 2علم الداللة، عامل الكتب، بريوت، ط أمحد خمتار عمر، - 20

.13صفية مطهري، املرجع نفسه، ص - 21

.27ص ،1988، 3ط دمشق دار القلم،ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرة،عبد الرمحن حسن حبنكه امليداين، - 22

23 - Georges Mounin, dictionnaire de linguistique, p 65.

.294، ص 1985انظر كرمي زكي حسام الدين، أصول تراثية يف علم اللغة، مكتبة األجنلو املصرية، القاهرة، - 24

.12أمحد عزوز، أصول تراثية يف نظرية احلقول الداللية، ص - 25

.333، ص 1950وحممد قصاص، مطبعة جلنة البيان العريب، القاهرة، فندريس، اللغة، ترمجة عبد احلميد الدواخلي - 26

.12أمحد عزوز، مرجع سابق، ص - 27

.80أمحد خمتار عمر، مرجع سابق، ص - 28

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

15

.162، ص 1999انظر أمحد حساين، مباحث يف اللسانيات، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، - 29

ية ملدونة خمتارة من ديوان ذي الرمة، رسالة ماجستري، قسم اللغة العربية وآداا، جامعة عقيلة عليوة، معجم ودراسة دالل - 30 .37، خمطوط، ص 1990عنابة (اجلزائر)،

champsأو املصطلح الفرنسي semantic fieldsميكن استعمال مصطلح احلقول الداللية، وكالمها ترمجة للمصطلح اإلجنليزي - 31

sémantiques. . 143الديوان ، ص - 32بها وأخذها ذات وقيل للشؤم طائر وطري وطرية ألن العرب كان من شأا عيافة الطير وزجرها، والتطير ببارحها ونعيق غرا - 33

مث أعلم اهللا جل ثناؤه على لسان رسوله صلى اهللا عليه وسلم اليسار إذا أثاروها، قسموا الشؤم طيرا وطائرا وطرية لتشاؤمهم ا، أن طيرتهم ا باطلة، وقال: ال عدوى وال طيرة وال هامة . ينظر ابن منظور ، لسان العرب، مادة (طري) .

سعود النجوم ، وهي الكواكب اليت يقال هلا أما السعد فاليمن وهو نقيض النحس؛ السعد السعود األخرية أشهر وأقيس كالمها لكل واحد منها سعد كذا وهي عشرة أجنم كل واحد منها سعد أربعة منها منازل يرتل ا القمر. ينظر اللسان ، مادة (سعد) .

وقد كانوا يؤمنون بتأثري هذه النجوم يف أقدار الناس ، فمنها الذي جيلب السعد ومنها ما جيلب النحس . ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (بغث) . - 34 . 125الديوان ، ص - 35 اجلوهري ، الصحاح ، باب الراء فصل النون . - 36 . 196نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 37 . 193، ص 1955، القاهرة ينظر األصمعي ، األصمعيات ، حتقيق عبد السالم هارون وأمحد حممد شاكر ، دار املعارف - 38 . 438ص 3اجلاحظ ، كتاب احليوان ، ج - 39فبعث الله غرابا يبحث . وقد ذكر اهللا عز وجل ذلك يف قوله ﴿ 117عبد القادر الرباعي ، الطري يف الشعر اجلاهلي ، ص - 40

فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمني في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب ].31﴾ [املائدة:

. 19الديوان ، ص - 41 . 48الديوان ، ص - 42 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (شحج) . - 43 . 43ص 3اجلاحظ ، احليوان ، ج - 44 . 69الديوان ، ص - 45 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (نوي) . - 46 اجلوهري ، الصحاح ، باب اجليم فصل الواو . - 47 . 116ينظر عبد القادر الرباعي ، الطري يف الشعر اجلاهلي ، ص - 48 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (قطا) . - 49 . 516ص 3اجلاحظ ، كتاب احليوان ، ج - 50 . 333الديوان ، ص - 51 الفريوزأبادي ، القاموس احمليط ، باب الواو فصل النون . - 52 . 315الديوان ، ص - 53

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

16

وفرس ممراح ومروح، أي نشيط، وقد أمرحه الكأل.اجلوهري ، الصحاح ، باب احلاء فصل امليم . ومنه - 54 . 204ينظر نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 55 . 152املرجع نفسه ، ص - 56 . 335الديوان ، ص - 57 . 152 - 151نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 58 . 326ص 4اجلاحظ ، كتاب احليوان ، ج - 59 . 195، ص 1955امليداين (أبو الفضل أمحد بن حممد النيسابوري) ، األمثال ، املطبعة احملمدية ، القاهرة ، - 60 . 280املرجع نفسه ، ص - 61 . 154عة يف الشعر اجلاهلي ، ص نوري القيسي ، الطبي - 62 . 107الديوان ، ص - 63 البكري ، معجم ما استعجم من أمساء البلدان واملواضع ، باب الغني والراء . - 64 . 355الديوان ، ص - 65 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (شنع) . - 66 ، القاموس احمليط ، باب العني فصل النون . ينظر الفريوزأبادي - 67. رمبا دفعهم إىل هذا القول أن النعامة ال تشرب املاء أبدا، مثلها مثل 278ص 4الدمريي ، حياة احليوان الكربى ، ج - 68

الناقة اليت تستطيع أن تصرب على املاء يف الصحراء ملدة أيام عديدة. . 377الديوان ، ص - 69من شيطت رأس الغنم وشوطته إذا أحرقت صوفه لتنظفه، وهو تثنية شيط، ومها قاعان فيهما حوايا للماء؛ قال طان : الشي - 70

. ياقوت نصر: الشيطان واديان يف ديار بين متيم لبين دارم أحدمها طويلع أو قريب منه؛ ويوم الشيطني: من أيام العرب مشهور ، باب الشني والياء وما يليهما .احلموي ، معجم البلدان

الوقيط: املكان الصلب الذي يستنقع فيه املاء فال يزال فيه املاء، وقال أبو أمحد العسكري: يوم الوقيط، الواو مفتوحة، - 71، قتله أراز والقاف مكسورة، والياء ساكنة، والطاء مهملة، وهو اليوم الذي قتل فيه احلكم بن خيثمة بن احلارث بن يك النهشلي

أحد بين تيم اهللا بن ثعلبة؛ وأسر يف هذا اليوم أيضا من فرسان بين متيم عثجل بن املأموم واملأموم بن شيبان أسرمها بشر بن مسعود 182ص 5. املرجع نفسه ، باب الواو والقاف وما يليهما . وينظر ابن عبد ربه ، كتاب العقد الفريد ، ج وطيسلة بن شربب

- 185 . ومعروف أن النعام إذا دامهه خطر أو إذا أدركها القناص أدخلت رأسها يف كثيب رمل تقدر أا قد استخفت منه. ينطر - 72

. 279ص 4الدمريي ، حياة احليوان الكربى ، ج . 406الديوان ، ص - 73 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (ربب) . - 74 مادة (جفل) .ينظر املرجع نفسه ، - 75 اجلوهري ، الصحاح ، باب اجليم فصل اخلاء . - 76 . 158الديوان ، ص - 77قال زياد يف خطبته: إن الدنيا قد طرفت أعينكم، أي: أصابتها فطمحت بأبصاركم إىل زخرفها «جاء يف التهذيب : - 78

. األزهري ، ذيب اللغة ، باب الطاء والراء . » وزينتها

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

17

اجلوهري ، الصحاح ، باب امليم فصل الزاي . - 79 ينظر ابن منظور ، لسان لعرب ، مادة (رأل) . - 80 . 357الديوان ، ص - 81 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (عجن) . - 82. ينظر ياقوت احلموي ، معجم البلدان ، باب يوم الرحوب ويوم البشر ويوم مخاشن واحد كان للجحاف على بين تغلب - 83

الراء واحلاء وما يليهما . الفريوز أبادي ، القاموس احمليط ، باب الواو والياء فصل الصاد . - 84 معجم العني ، باب الصاد والدال و(وايء) معهما . - 85 .286ص 1، ج 1916رية ، القاهرة النويري (شهاب الدين) ، اية األرب يف فنون األدب ، دار الكتب املص - 86 . 13الديوان ، ص - 87. وهذه 494، ص 1972، احلياة العربية من الشعر اجلاهلي، دار ضة مصر للطبع والنشر، القاهرة، حممد احلويفأمحد - 88

بثأره خيرج من هامته طائر اخلرافة مبعثها ولوع العرب بالثأر ، وأي حتريض على الثأر أقوى من زعمهم أن القتيل الذي يؤخذ يسمى اهلامة ، فال يزال يقول : اسقوين اسقوين ، حىت يقتل قاتله فيسكن ؟

ويقول املسعودي إن من العرب من يزعم أن النفس طائر ينبسط يف اجلسم ، فإذا مات اإلنسان أو قتل مل يزل يطيف به مستوحشا صغريا ، مث يكرب حىت يكون كضرب من البوم ، وهو أبدا مستوحش ، ويسكن يصدح على قربه ، ويزعمون أن هذا الطائر يكون

يف الديار املعطلة ومصارع القتلى ، وأا مل تزل عند ولد امليت لتعلم ما يكون بعده ، فتخربه به .يب، بريوت ، الكتاب العرأمحد أمني ، فجر اإلسالم ، حبث عن احلياة العقلية يف صدر اإلسالم إىل آخر الدولة األموية ، دار - 89 .83، ص 1969، 10ط املرجع نفسه ، باب احلاء مع امليم . -90 . 137ص 2الدمريي ، حياة احليوان الربى ، ج - 91 . 200نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 92 . 20الديوان ، ص - 93 . 137الديوان ، ص - 94 . 140الديوان ، ص - 95 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (جزع) . - 96 . 203نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 97 . 432الديوان ، ص - 98 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (أيك) . - 99

املرجع نفسه ، مادة (هدل) . - 100 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (هدل) . - 101 . 379وان ، ص الدي - 102وقال األصمعي: مسعت األعراب تقول: إذا . النجد قفاف األرض وصالا وما غلظ منها وأشرف، واجلماعة النجاد - 103

خلفت عجلزا مصعدا فقد أجندت، وعجلز فوق القريتني، قال: وما ارتفع عن بطن الرمة، والرمة واد معلوم ذكر يف موضعه، فهو يا ذات عرق، قال: ومسعت الباهلي يقول: كل ما وراء اخلندق الذي خندقه كسرى، وقد ذكر يف موضعه، فهو جند إىل جند إىل ثنا

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

18

سم أن متيل إىل احلرة فإذا ملت إليها فأنت باحلجاز، وقيل: جند إذا جاوزت عذيبا إىل أن جتاوز فيد وما يليها، وقيل: جند هو ا. ينظر ياقوت احلموي ، معجم البلدان ، باب النون واجليم وما امة واليمن وأسفلها العراق والشاملألرض العريضة اليت أعالها

يليهما . . 392الديوان ، ص - 104 . 447الديوان ، ص - 105 ينظر األزهري ، ذيب اللغة ، أبواب القاف والطاء . - 106 . 203نوري القيسي ، الطبيعة يف الشعر اجلاهلي ، ص - 107 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (ريش) . - 108 املرجع نفسه ، مادة (قدم) . - 109 . 74الديوان ، ص - 110 مقاييس اللغة ، باب الفاء والراء وما يثلثهما . - 111 . 21ص 4الدمريي ، حياة احليوان الكربى ، ج - 112 . 150الديوان ، ص - 113 ينظر ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (عجل) . - 114 . 200الديوان ، ص - 115 ابن منظور ، لسان العرب ، مادة (سوأ) . - 116 . 204الديوان ، ص - 117 . 335الديوان ، ص - 118مفتوحة أيضا مث ياء، على وزن فعلى، وهو موضع من بالد بين أدمى بضم أوله وفتح ثانيه، بعده، ميم «قال البكري : - 119 وقال أمحد بن عبيد: األدمى: حجارة حمر يف أرض بين قشير. وأنشد:. سعد

وفةتن اخرى فمباألد قنيسل يصاحلو رمح نهرا قوادمعز « . واضع ، باب اهلمزة والدال . ونالحظ أنه روى بيت جرير برواية ختتلف شيئا ما عن الرواية معجم ما استعجم من أمساء البلدان وامل

اليت اعتمدناها ، إذ جاء فيه كلمة قوادمهن بدال من حواجبهن . التنوفة من األرض املتباعدة ما بني : القفر من األرض وأصل بنائها التنف، وهي املفازة، واجلمع تنائف؛ وقيل: التنوفة - 120

األطراف، وقيل: التنوفة اليت ال ماء ا من الفلوات وال أنيس وإن كانت معشبة. الفريوزأبادي ، القاموس احمليط ، باب الالم فصل احلاء . - 121 .335الديوان ، ص - 122

عة طباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

19

في الرحالت الصوفية المغربية األمن الروحي د. خالد التوزاني

المملكة المغربية –جامعة فاس الدراسة إىل تسليط الضوء على جوانب من األمن الروحي للمغاربة كما طمحت إىل حتقيقه أدبيات الرحلة دف هذه

عندما يفقد اتمع توازنه وختتل املعايري الضابطة لالستقرار، ويغيب األمن بكل جتلياته وجماالته، تصبح فالصوفية املغربية، "أمن روحي جديد" ال يستقيم إال بالعودة إىل املنبع الطاهر حيث ولتأسيس ،الرحلة ضرورية للخالص من مرارة الواقع

، ولذلك كانت الرحلة الصوفية بوابة الستعادة املقدس وتثبيت األمن عرب رحلة احلج إىل أرض الرساالت ومهبط الوحيمهوى قلوب البقاع الطاهرة حيث أرض احلرمني، مكة وطيبة، باعتبارمها البلد األمني أي مستقر األمن الروحي و

املسلمني. : مفهوم أدب الرحلة

، وتستمد أمهيتها وضرورا يف اآلن ذاته من طبيعة احلياة القائمة 1تعترب الرحلة جزءا أصيال من حركة احلياة على األرضب بني الشعو "فهي كثريا ما تم بالعادات والتقاليد، وتعىن بتحديد الفروقعلى املفارقة واالختالف، ولذلك

أقيمت مراكز حبث متخصصة يف دراسة ، كما 3عرف أدب الرحلة اهتماما من قبل بعض الباحثني، وقد 2واتمعات" فما معىن أدب الرحلة؟ ،4الرحالت

"رحل" مشكلةيبدو أن معىن الرحلة ال يثري أي تسبح يف فلك االنتقال والظعن واملسري والضرب يف يف اللغة، فمادة " يف االصطالح، ألا ال تتضمن فقط ما هو أديب، ولكن لةي حتديد معىن "أدب الرحص، لكن يستع5األرض واالنتشار

ثقافة واسعة ودقة يف "التأليف يف الرحلة يقتضيوغري ذلك، حيث تشتمل أيضا على ما هو تارخيي وجغرايف وعلمي..تمع فيه فنون عدة، وموضوعات مجة، مما "جت. كما أن البحث فيها ال خيلو من صعوبات، ألن أدب الرحلة 6املالحظة"

. 7جيعل ضبط معايريه وتعيني مقاييسه، أمرا صعبا"يتم التعبري عن هذه ، وتتضمن معىن الذهاب بعيدا عن األوطان، حيث 8جتربة "تعلن عن سرد األسفار" اعتبار الرحلةميكن

إىل تشكيل نوع من يفضيالتجربة وزمن تدوينها، االندماج بني زمننوع من مما يؤدي إىل، التجربة من خالل األدبالتكامل؛ بني ما يراه الكاتب بعينه، وما يرمسه اخليال للمتلقي، وهو يعكس تواصال من نوع خاص، حيركه دافع التداخل و .األخري من حيز األشواق والرقائق، إىل صفحات األوراق اعرب نقل هذوختليد السفر، نفع الغري

"فالرحالت اخليالية ال ، دون أي تفضيل بينهما، 9تمييز بني نوعني من الرحالت؛ الرحلة الواقعية، والرحلة اخلياليةميكن ال .10تقل أمهية عن الرحالت الفعلية، ألن كلتيهما تنتهي إىل مقولة؛ إن املعرفة بالذات تتأصل عن طريق املعرفة باآلخر"

كل ما يكتبه الرحالة، سواء من سار منهم يف البقاع، أو أدب الرحالت " ولذلك، ميكن اجلمع بني النوعني معا ليتضمن .11من جتول مع األفكار، وأخذ اخليال منه كل مأخذ"

" جدير بالذكر أن بعض الرحالت كانت تسمى قدميا بكتب املسالك واملمالك، ومييز بينهما ن إحممد الفاسي بقوله: ، فينبه مثال على تاريخ خروجه من وطنه (...) وأما مؤلف املسالك واملمالك فإنه مؤلف الرحلة يذكر فيها ما يتعلق بنفسه

، حيث ترتبط كتب املسالك بعلم 12يكتفي بذكر املسافات، وبوصف البالد اليت مير ا، وال يتعرض لنفسه إال يف ما قل"ختلت منذ القرن التاسع اهلجري عن " اليت تطورت إىل أنو ،13اجلغرافيا الوصفية""مي بساجلغرافيا عند العرب، أو ما

الوصف الدقيق والتعبري املعقول املقبول، واهتمت بالتراجم ووصف املزارات واألضرحة واخلانقاوات اليت أحيطت بالكثري

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

20

األخري فنا ا، وبقي هذلة"أدب الرح"، وبذلك، استقل البحث اجلغرايف عن 14من األساطري واملعجزات وكرامات األولياء" . 15"من أهم فنون األدب العريب"حىت صار يستقطب كثريا من العلماء واألدباء أدبيا،

الرحلة عرب ثالث حمطات: أوهلا االهتمام باملسافات وتقومي البلدان، وثانيها وصف املسالك واملمالك، تتطور إمجاال،وجود رحالت جتمع بني تلك احملطات وال مينع ذلك من. وثالثها االهتمام بالتراجم واملناقب ووصف كرامات األولياء

يب سامل العياشي"ماء املوائد" ألمجيعا، أو تزيد عليها بسرد النصوص وجتميع املؤلفات كما هو الشأن يف رحلة .)ه1090(ت

: مناذج من الرحالتمن قبيل: رحلة "الشهاب إىل الرحالة املغاربة وآثارهم" بعضا من أنفس الرحالت املغربية يذكر حممد الفاسي يف مقاله "

). ه1023. ورحلة "عذراء الوسائل وهودج الرسائل" البن أيب حملى (ت16)ه1007لقاء األحباب" ألفوغاي (سافر سنة ورحلة "أنس الساري والسارب من أقطار املغارب إىل منتهى اآلمال واملآرب وسيد األعاجم واألعارب" حملمد بن أمحد

.17واملالحظ أن التراث العريب حيفل برحالت متعددة ).ه1040وامللقب بابن مليح (سافر سنة القيسي الشهري بالسراج ، حىت إن شهرة الرحالة 18يبدو أن الرحلة إىل احلج، قد كانت سببا مباشرا وراء الكثري من الرحالت اليت قام ا املغاربة

: "ويظهر أن الرحالة احلجاج من املغرب العريب واألندلس لفتت انتباه املشارقة اليوم، حيث يقول أحد الباحثنياملغاربة يأتون يف املقدمة مقارنة بإخوام من بقية البالد اإلسالمية يف هذا الشأن. فقد رصد الشيخ محد اجلاسر حوايل سبعني امسا

موا إىل احلجاز ألجل وأثرا من القرن الثالث اهلجري حىت القرن الرابع عشر اهلجري، وكلهم من األندلس واملغرب، قدعدد الرحالت اليت إن، أكثر من ذلك بكثري، حيث املغربية. والواقع، أن عدد الرحالت 19احلج والزيارة وخلفوا تآليف"

، كما يرصد عبد العزيز بن عبد اهللا عددا كبريا من الرحالت 20ألفت فقط منذ القرن احلادي عشر بلغ حنو مخسني رحلة، وعلى الرغم من أن معظم تلك 21لرحالت احلجازية املغربية: كشف أجماد اجلزيرة العربية"احلجازية يف مقاله حول "ا

الرحالت يف حكم املفقود أو الضائع، إال أن ما احتفظت به اخلزانات العامة واخلاصة منها، يدل على ضة مغربية يف .التأليف يف هذا الفن

:ضرورة الرحلة (ت أكد "والرحلة البد منها يف طلب العلم، والكتساب الفوائد رورة الرحلةعلى ض) ه808ابن خلدون حني قال:

، وقد جتازوت أمهيتها قضية التعلم واالكتساب، إىل النظر إليها باعتبارها "معيارا للحكم على 22والكمال بلقاء املشايخ" بل هي، 24ها العامل أو طالب العلم"، فهي "تعادل أكرب اإلجازات والشهادات اليت حيصل علي23مستوى العلماء والفقهاء"

كان لقب حيث ، ومن هنا اعتربت الرحلة "ضرورة وشرفا، 25مبثابة األطروحات اليت يكلل ا علماء وقتنا دراسام""و"من ليس له ،27"ال تكاد ختلو ترمجة أديب من األدباء من تأليف رحلة أو عدة رحالت" ولذلك ،26اجلوالة صفة مشرفة"

ولعل هذا التميز، راجع يف تقديري إىل حضور مما يفسر كثرة الرحالت يف التراث العريب، ، 28مه قاصرا"رحلة يعد علدافع الدين موجها يف معظم رحالت العرب، حيث تصبح الرحلة عمال مقدسا، سواء رحلة نيل أعز ما يطلب وهو العلم،

يقول ابن عجيبة: الروحي هدفا مضمرا يف جل الرحالت، ، ويف احلالتني معا يكون حتقيق األمنأو رحلة أداء فريضة احلجبني أمهية الرحلة ، وهو ما ي29"ال مسافة بينك وبينه، حىت تطويها رحلتك، وال قطعة بينك وبينه حىت متحوها وصلتك"

.ولزومها عند من اشتغل بعلوم احلقائق

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

21

بأداء فريضة احلج أو طلب العلم أو الثراء، -ر اإلسالمباعتبارها ترحاال داخل دا –يقول صاحل مغرييب: "ارتبطت الرحلة وبدافع الفضول الشخصي أو الدرس "اجلغرايف"، أما الرحلة إىل البالد األجنبية، فقد ارتبطت بالتجارة أو بالسياسة يف

وهي أهداف تضمر حاجة اإلنسان لنوع من األمن واالستقرار والتمكني، ، 30صيغة سفارة أو جتسس أو شن حرب"، ولذلك قال احلق من قوة وأمن ؛خاصة عندما يكون اإلنسان يف وضع ال ينسجم مع ما ينبغي أن يكون عليه املسلم

إن الذين توفاهم المآلئكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في ﴿ تبارك وتعاىل:

ض قالوااألريهوا فاجرة فتهعاسو ض اللهأر تكن إىل حيث اخلروج من منطقة الضعف واهلزمية ف، 31﴾ا ألمحممود شرعا، بل واجب ومطلوب، ويعاتب على تركه. ولذلك، كانت الرحلة خروجا من وضع أرض اهللا الواسعة

، 32"خطاب مقاومة، وهي فعل جهادي" التترب كتب الرحمقلق، والتماسا ألفق مشرق، وبتعبري حممد لطفي اليوسفي تعألا تؤسس للتغيري حنو األفضل. فالرحلة تعبري عن "رغبة عميقة يف التغيري الداخلي، تنشأ متوازية مع احلاجة إىل جتارب

مكان اتمع "املقصود باملكان، يف معظم الرحالت، هو علما أن، 33جديدة، أكثر من تعبريها يف الواقع عن تغيري مكان"اآلخر أو الثقافة األخرى، واتمع والثقافة كائنات زمانية بالضرورة، وفهم احلاضر فيها يتطلب بالضرورة معرفة باملاضي،

"من حضيض الرغبات 34بل وتشوفاا حنو املستقبل أحيانا" ، وبتعبري آخر، ميكن النظر إىل الرحلة، باعتبارها انتقاال ، وهو املعىن الذي ينسجم مع النظرة الصوفية 35وية من اجلهاد الروحي والفكري واحلضاري"واألهواء، إىل مدارج عل

. فما هي نظرة القوم للرحلة؟للسفر نظرة الصوفية للرحلة:

: "سفر بظاهر البدن عن املستقر والوطن، إىل الصحاري والفلوات. وسفر نوعني من السفرمييز أبو حامد الغزايل بني ، فهو أحسن السفر كما نقل 36أسفل السافلني، إىل ملكوت السماوات. وأشرف السفرين السفر الباطن"يسري القلب عن

: "ماء املوائد" يف رحلته العياشي ذلك أبو ساملما أحسمغري في بارحك اجلن الض ورؤيغ ةاب عنها هيكل البرص

37رفحسن السأ لجر وند نم ريالسف لحترر ما والسا ظاهرناطق نك فهو سفر وجداين إىل مدارج احلقيقة الروحية، يسفعن معدن اإلنسان، ويسري به حنو نوع من الترقي يف عامل ر

إذا حتقق اإلنسان ذه احلقائق، احلقائق، يقول عبد الكرمي اجليلي: "فهذا سفر أسفر عن حمياه، وأظهر ما منحه مواله، فواستحضر هذه الطرائق، سافر من معدنه إىل نباته، إىل حيوانيته، إىل إنسانيته، إىل نفسه، إىل عقله، إىل روحه، إىل سره،

، حيث يشري إىل تفاصيل رحلة اإلنسان يف مسريته السلوكية إىل اهللا، ومعراجه إىل 38إىل حقيقة حقيقته وكليته املطلقة"عامل احلقائق، ويدرك إىل ، قبل أن يصلاضطراب النفس إىل أمن الروحفته والتفاين يف حبه، فيخرج اإلنسان من معر

حقيقة احلقائق، حيث ال حدود لفوائد هذا النوع من األسفار، الذي تكون النفس مسالكه وممالكه، ويكون القلب .مسافرا فيها، أو منتقال من مقام إىل مقام

"االنتقال عن املقامات، واإلنزال يف أخرى، كاالنتقال من مقام اإلسالم إىل بر الرحلة عند املتصوفة عن نوع منهكذا، تعقطع كل العالئق، واخلروج عن الشهوات والعوائد، حيث "ال ذلك ، ويقتضي39اإلميان، مث من مقام اإلميان إىل اإلحسان"

، وحسب مهة السالك 40وخمالفتها يف عوائدها، وقبيح مألوفاا وشهواا" يتحقق السفر ويظهر السري إال مبحاربة النفوس،ابن عجيبة أنواع سفر القلوب إىل حضرة عالم صخيكون نوع السفر الذي يطيقه قلبه، وتقدر عليه جوارحه، وقد ل

فلة، إىل موطن التوبة يسافر أوال: من موطن الذنوب والغ أخرى، حيثمن أربعة مواطن إىل أربعة يف االنتقالالغيوب

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

22

واليقظة. ويسافر ثانيا: من موطن احلرص على الدنيا واالنكباب عليها، إىل موطن الزهد فيها والغيبة عنها. ويسافر ثالثا: من موطن مساوئ النفوس وعيوب القلوب، إىل موطن التخلية منها والتحلية بأضدادها. ويسافر رابعا: من عامل امللك، إىل

لكوت، مث إىل شهود اجلربوت، أو من عامل احلس إىل عامل املعىن، أو من عامل األشباح إىل شهود عامل شهود عامل امل، حيث ندرك املهمة اجلسيمة اليت على السالك إجنازها، وهي بلوغ 41األرواح، أو من شهود الكون إىل شهود املكون

لكن .حمله أجساد الرحالة أثناء السفر احملسوسحضرة احلق، وما تتطلبه هذه الغاية من جهد مستمر، قد يفوق ما تتيف أسفاره بني سفر القلوب ورحلة األبدان، فيحقق نوعا من الكمال يف رحالته اليت ختتلف عن قد جيمع صوفتامل

.42وية"يصري سفره وحضره على الس" ويستمر يف االنتقال حىترحالت غريه من الناس، "للترته يف البلدان، أو لكروب األوطان، بل يف رضى الرمحن، ألن مقاصدهم دائرة على مل تكن القوم رحالت يتبني أن

(...) وال يسافرون بقلوم إال إىل اجلد والتحقيق واملناقشة والتدقيق، ال ينقلون أقدامهم إال حيث يرجون رضى اهللا عليهم، إن حتركوا للطاعة خوضتها عليهم، حضرة القريب ايب، خبالف العامة: أنفسهم غالبة عليهم، وشهوام حاكمة

م، وأزعجتهم يف هوى أنفسهم، تفأفسدت عليهم نياوذلك، ألن مدار السفر، 43هلم اخلديعة" يخفظهر هلم الطاعة وت .، ومن عجز عن ذلك، مل يكن مسافرا بالقلب، وإن 44على "جماهدة النفوس وحماربتها يف ردها عن عوائدها ومألوفاا"

حتقيق األمن الروحي لألفراد عملوا على تسخريها يف فتنبه الصوفية للمعاين اخلفية يف األسفار، . وهكذا، البدنانتقل ب .واتمعات

يعترب احلج رحلة السمو الروحي إىل اهللا، ولذلك وظف الصوفية هذه الرحلة يف تعزيز األمن الروحي وتقويته، نظرا احلاج يدخلفعلى احلق بالكلية، واإلقبالاحمليط واملخيط، ل القيود، عرب التجرد من الرتباط هذه الرحلة بالتحرر من ك

، وهي شعائر ميتد تأثريها، إىل ما بعد انتهاء 45وقد أصبح متجردا حمرما، ال يشغله شيء عن ذكر اهللا""إىل حرام مكة من فحسب، وإمنا ميتد أثره إىل اتمع حيدث االستقرار الروحي عند احلاجال حيث املناسك، وعودة احلاج إىل دياره،

ل اجلنوح حنو البقاع املقدسة، "حمور كرامات بعض الصلحاء العلماء، كسبيل إلصالح أوضاع اتمع، شك ولذلك حوله،عرب اخلروج من واقع مادي مثخن بالفساد يف رحلة روحية إىل عامل االستقرار النفسي والوجداين، الذي يساعد على

فاملثول بني يدي املصطفى ومن مث ترسيخ األمن الروحي يف اتمع وإشاعته، ، 46توازن بني الروح واملادة"حتقيق ال

كما ، والتعرض لنفحات الرمحة اإلهلية، وعطاء اهللا يف مناسك احلج والعمرة، يعد أعظم نفع للمجتمع اجلريح، ملسو هيلع هللا ىلص

حيث خاض العياشي رحلة احلج ،47بكرة وعشيا" ملسو هيلع هللا ىلصأي نفع ودفع أعظم من املثول بني يدي النيب "والعياشي: قالالسفر إىل خري البقاع، حيث فقررعندما اشتدت احملن واشتعلت الفنت، اليت أكثرت يف القوى هدما ويف األقوات با،

: العياشي، يقول ويعيد إليهم أمنهم ، يتوسل به إىل اهللا أن يفرج كربة املغاربةملسو هيلع هللا ىلصخري اخللق حممد أسفنغم يف كعيبي بتالديف اءع واقف حجي حيث أمفصو مالك ند48ر

هكذا، تؤدي األحاسيس الروحية اليت يتذوقها احلاج أثناء أداء املناسك، إىل تأسيس األمن الروحي يف نفوس ضرة احلق، ويسعى احلجاج، وكما كان احلق تبارك وتعاىل كرميا مع ضيوفه، فإن احلاج يبلغ ذروة الشعور باألمن يف ح

أحد جتار ما حدث له معلزراعة األمن حيثما انتقل بعد ذلك، بل قد يصبح احلاج مصدرا للتربك، كما حيكي العياشي يصبح احلاج مصدر بركة وأمن، هكذا، و .49وتلقانا أول ما دخلنا رجل من جتارها، فأدخلنا داره تربكا وأطعمنا"غزة: "

"وقد عاينا من الطمأنينة يف ذاق مرارة فقدان األمن، يف طريق احلج كما قال العياشي: بعدما تقلب بني اخلوف والرجاء والطريق والعافية والسكون يف مسرينا هذا ما قضينا منه العجب، ألنا ما كنا نسلك هذه البالد إال يف أيام املوسم، ونعاين

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

23

يبلغ مقصوده يف النهاية ويدخل املسجد مث، 50دائما" ما يقع ا من النهب والسرقة والروعات املتوالية، فظننا أا كذلك

لا ومقصرين رؤوسكم محلقين آمنين الله شاء إن الحرام المسجد لتدخلن ﴿ احلرام آمنا، كما قال تعاىل:

تخافون ملا فعم وا لململ تععن فجم وند كلتحقق الرحلة هدفها يف تثبيت األمن الروحي 51﴾قريبا حافت ذل ، وإشاعته وترسيخه.

قيمة رحلة "ماء املوائد" :فهي ماء املوائد" وثيقة ال تقدر بثمن يف دراسة احلركة الفكرية والروحية باملغرب وباقي أحناء الوطن العريب،تعد رحلة "

، حيث أقبلت عليها األوساط العلمية يف املغرب وخارجه، فتعددت نسخها 52من "أعظم رحالت أهل املغرب العلمية"، نظرا الحتفائها بأجواء احلياة يف مغرب 55، إذ "ال تكاد ختلو خزانة عامل كبري منها"54داخل املغرب وخارجه 53اخلطية

خاصة وأن املوسوعية اليت القرنني العاشر واحلادي عشر اهلجريني بل يف كثري من البقاع اإلسالمية إبان تلك الفترة، "جعلتها مصدرا موثوقا ألخبار وأحداث العصر على طول اخلط الذي اتبعته الرحلة، بوصفها اتصفت ا هذه الرحلة

، وذلك بنظرة رحالة عالم صويف مدرك لرسالته يف 56للبالد واألحوال السياسية واالجتماعية واالقتصادية والعلمية"ة هذه الرحلة كوا تشتمل "زيادة على وصف البلدان اليت مر ا الكاتب، على تراجم علماء اتمع، ومما يرفع من قيم

، حيث "يظهر أسلوب جديد يف البحث حياول أن 57مشهورين، وإشارات تارخيية، ومناظرات فقهية ال ختلو من طرافة"األدىن، حيث ختتلف املناهج الدراسية نوعا ما يتجاوز النطاق املغريب احملدود إىل ذلك الفضاء الواسع الذي ميتد إىل الشرق

، وبذلك دشنت هذه الرحلة 58عنها يف املغرب، وحيث تتسم طرائق التصنيف ومواضيع التأليف مبيزات من طراز جديدومما يعزز من قيمتها أيضا كون صاحبها "مل يكن جمرد عامل قال يف فنون النظم والتأليف ما استطاع، لالختالف والتميز،

، وتفاعلت مع قضايا جمتمعها وأسهمت يف ترسيخ األمن الروحي للمغاربة.59كان شخصية استوعبت واقع عصرها" بل حاجة املغاربة لألمن الروحي:

احلادي عشر اهلجري باملغرب جمموعة من الصراعات السياسية اليت هزت استقرار البالد وعصفت بأمن شهد القرنحيث أدت الرتاعات بني أبنائه "يف 60ه1012الدولة السعدية ووفاة املنصور الذهيب سنة ر ، وخاصة بعد ايااملغاربة

"كملوك الطوائف يف 62، إىل انقسامات أضعفت الدولة61طلب العرش والفوز بصوجلان امللك" ، وأصبح املغرب على مراسي املغرب ، فضال عن األطماع اخلارجية حيث استوىل األجانب من اسبان وبرتغال وانكليز 63األندلس"

، كما قام الثوار 65، واستطاع أتراك اجلزائر الدخول إىل وجدة واالستيالء عليها وضمها إىل ممتلكام64وطمعهم يف داخله، ومل تستقر األوضاع إال مع املوىل الرشيد بعد خوضه حلروب استمرت سبع سنوات وهي املدة اليت 66يف كل ناحية

غرب وحدته واستقراره باعتبارها مرحلة أساسية النطالق مسرية البناء احلضاري مع قضاها يف احلكم، فحقق بذلك للم ملوك الدولة العلوية الشريفة.

إذا كانت أزمات الرتاع على السلطة، أمرا متوقعا يف كثري من الدول، فإن املشهد يبدو صعبا، عندما تضاف إليه أزمات املغرب من سنة 67كله، من غياب لألمن وايار للقيم؛ حيث اجتاح الوباءالغذاء والوباء والغالء، وما يترتب عن ذلك

، وعمقت سنوات 68، وساعد على انتشاره بفاس، فيضان عظيم خرب املنازل والقناطر واألسواقه1016إىل ه1007تلك الفترة األزمة، لتعيش البالد وضعية حرجة عبرت عنها كتب التاريخ والسري اليت أرخت ل 70والغالء 69اجلفاف ، وانتشار األوبئة وااعات، حىت قال الشاعر: 72، حيث "شاع احتراف السلب والنهب يف األموال والنفوس"71العصيبة

يا من عن الغبالال تنكرن على من جوعه غ وع قد غربا عام اجل بر

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

24

إن حثدت اديث إذا مسعأح وك لظي سعها يقامول واعابج ابهه ذوزن اعبيى فدكالن ون ه يكفي عراد الزام يكعاشدد ب

73ابطشفه رح ادوعا ربت رمالت ه ب ودعكانت ت ذر إما أعظم األم عقاربيف سنة تسع وستني دبت يف مغربنا "ويصف صاحب رحلة "ماء املوائد" ما حل باملغرب وصفا مؤثرا بقوله:

(...) وماجت األرض بأهلها ومادت، فانقطعت السبل أو كادت، ت اإلحن،االفنت، وهاجت بني اخلاصة والعامة مضمروتطاير يف كل أفق الفتك واحلرابة ما أعلى تفريق الكلمة مناره، نه منفتولد م وأضرم اجلوع يف سائر األرجاء ناره،

.74"وأهان خيار كل قطر شراره، واختذت البدعة شعارا، والزندقة دثارا، وفر الساكن من بلده، والوالد من ولده شراره، وغاب األمن حىت قال الشاعر يف درعة:

يج بالبيت احلراميطوف السحاب بدرعة كما يطوف احلج 75راملسفك الدماء وأكل احلع د النزول فلم تستطتري

"أكل الناس فيها اجليف والدواب واآلدمي وخلت الدور وعطلت بلغ اجلوع احلسي باملغاربة درجات قصوى حيث وصف اليوسي جلانب الروحي كذلك بتعطيل املساجد، وكثرة الظلم لألنفس والعباد، ، حيث تأثر ا76املساجد"

ظلم اجلباة وصفا دقيقا مؤثرا حني قال: "قد جردوا ذيول الظلم على الرعية، فأكلوا اللحم وشربوا الدم وامتشوا العظم "كرتول املطر من السماء؛ حروب . وهكذا كانت الفنت يف امل77وامتصوا املخ، ومل يتركوا للناس دينا وال دنيا" غرب

طاحنة متوالية بني السعديني والعلويني وبني املسلمني واإلسبانيني واإلجنليزيني، وثوار متلصصون هدفهم اإلفساد يف األرض وب األموال، يضاف إىل ذلك ما كانوا يصابون به من نكبات احلياة كضيق يف املعيشة، وارتفاع يف األسعار،

والثاين يف ه1030، حيث عرفت مدينة فاس زلزالني عنيفني؛ األول يف رجب سنة 78وزالزل وهزات" وجدب وقحط، حىت قال أبو سامل العياشي 79فاغتم الناس وعمهم الرعب، واعتقدوا يف احلالتني أا الساعة ال حمالة ه1075رمضان سنة

. مما جعل الرعب يسيطر على 80"راب وأارها بالسرابوهذا أعظم دليل على قرب انقراض الدنيا واستبدال عمراا باخل" الناس ويغيب األمن الروحي.

جتليات األمن الروحي يف رحلة "ماء املوائد":اليت 81من خالل إنشاء الزوايالعب الصوفية دورا مهما يف إحياء األمل يف نفوس املغاربة عرب زرع بذور األمن الروحي،

، وحاربت مظاهر الفساد 85، كما قاومت البدع84واجلهادية أيضا 83والعلمية 82واالجتماعية تعددت أدوارها الروحية، وعززت األمن الروحي للمغاربة بإحياء السنة ورد األمة لدينها، بتعظيم بيوت اهللا وعمارا 86الديين واالجتماعي

ببيته، مث يتبعه ما سواه، وإذا أراد عمارته إذا أراء اهللا خالء بلد بدأبالصلوات واألذكار، كما قال أبو سامل العياشي: " .87"فكذلك

وأما اآلن فاالهتمام كله "أمام ايار األمن الروحي للمغرب، وانكباب الناس على الدنيا، كما قال أبو سامل العياشي: ، قرر العياشي 88"الذي ال يتجزأ بالدنيا، ومل يبق من االهتمام بالدين إال ما نسبته إىل الدنيا نسبة الفلك األعظم إىل اجلزء

يستشفع به إىل اهللا يف دفع األسواء وإزالة بكرة وعشيا ملسو هيلع هللا ىلص الرحلة إىل البقاع املقدسة قصد املثول بني يدي النيب وأي نفع ودفع أعظم من املثول بني يدي النيباألدواء وإعادة األمن ألهل بلده، وقد كانت األهوال عظيمة إذ يقول: "

أستشفع به إىل اهللا يف دفع ليت صارت لديهم،اواألهوال يف أوقات الشدائد اليت كانت عليهم، بكرة وعشيا، ملسو هيلع هللا ىلص

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

25

، فعندما تشتد احملن يفر اإلنسان خلالقه ويقطع العالئق ليتصل برب اخلالئق، فيستشفع إىل اهللا 89"وإزالة األدواء األسواء،

ماء املوائد"؟. فما هي جتليات األمن الروحي يف رحلة "ملسو هيلع هللا ىلصبأكمل اخللق حممد :التضحية واإليثار -1

حيث ه1059مل يكن خوض الرحلة أمرا سهال بالنسبة أليب سامل العياشي، وخاصة يف رحلته احلجازية األوىل سنة وفنن الصبا ناعمة أوراقه، الشباب إذ ذاك ناعمة أغصانه، واهلوى شديد على القلب عصيانه،"سنة، و 23كان عمره

، يف سبيل إنقاذ بلده، وحج وما 91"قطع تلك العالئق كلها" ، ومع ذلك، استسهل العياشي90"راقهوالوطن حبيب يشق ف ،92"يتفاقم ويربوأن عاد للمغرب حىت حنت نفسه للرجوع إىل احلج مرة أخرى، خاصة وأن أمر الفنت يف املغرب مل يزل "

، فيعقد العزم 93"نار الغرام ومل خيمد مع ذلك متأجج"، ه1064فال تقر له عينا حىت حيقق بغيته يف الرحلة مرة ثانية سنة لوال أن ظروف املغرب الصعبة يف تلك السنة حالت دون رحلته، فانتظر تغري األحوال ه1069على احلج مرة ثالثة سنة

عر منه عرف املغرب أوج حمنته، فيصف العياشي هذه األزمة وصفا مؤثرا تقش ه1072اليت مل تزدد إال سوءا. وحبلول سنة الفتك واحلرابة ما أعلى تفريق الكلمة مناره، فتولد منه من وأضرم اجلوع يف سائر األرجاء ناره،" األبدان، إذ يقول:

وأهان خيار كل قطر شراره، واختذت البدعة شعارا، والزندقة دثارا، وفر الساكن من بلده، وتطاير يف كل أفق شراره،

أظهر فيها د فأنشأ عدة قصائ ،ملسو هيلع هللا ىلص مدح النيب من السفر إىل احلج، وفزع إىلالعياشي . فأيس94"والوالد من ولده، ومن 95البقاع املقدسة ةيف زيار لهوأطنب يف االستغاثة إىل اهللا بنبيه الكرمي أن ييسر من الدعاء، التودد والتعطف، وأكثر

مجلة ما جاء يف بعض قصائده: فيا ليت ز يف ث ركايبحأ عري هل أرى طيبة وهلشيارهتاثا ح اد بثق كالنه رس مأصلي وك ومنرب قربا بنيأقفن م لوه

96دها احلزن والبثاو إليه بعكشأو تارة رالساهللا ب ولسناجي رأ وقوله أيضا:

ديوالق ليف الغ ترد صا ق نوب ذصدينتحنوه ف ارحتاال ومرأ

ال الوصال ي ىنعفصرت متيل اح وال املكث يهىن يل لا بمي م97وجدي ن

فكان سفر العياشي إىل احلج قمة التضحية واإليثار لينفع أهله بالدعاء هناك، كما قال: أحقليب ةبال ض رار وال ضا ننولكن رراقرضى مبا سالق هدر درالك نو مفصمواقف حجي حيث أ اء يفي بالدعتبييف غ مكأنفعس رل السفالت األيام واتصط وإن دكم وودادكماس عهلست بنو

98رحة والسرد العشيا بيموالس هأيتل حسن رم كيذكرنيك على الرغم من كل الظروف الصعبة اليت عاشها املغرب خالل القرن احلادي عشر اهلجري، فقد عكس حرص

يث كان الرجل سيدا العياشي على خوض الرحلة، نوعا من التضحية واإليثار، شكل مصدرا لألمن الروحي ألهل بلده، حيف قومه وقدوة لغريه، وبذلك أدى إصراره على الرحلة مع كل املخاطر احملتملة، إىل دئة إخوانه الذين كانوا يستمدون

: بالفرار، فرد قائال - على وجه املزاح –منه القوة، ولذلك عاتبوه على اخلروج، بل منهم من امه هلعن فم وميف الق كلثمل راروليس الف ترروقالوا ف

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

26

99هلثى ملإ رفي يلثوم ىفطصإىل امل تررف لتفق

2 االنتماء جلميع الطرق الصوفية تماء من أهم ما يوضح جبالء إسهام رحلة "ماء املوائد" يف تعزيز األمن الروحي للمغاربة، سعي الرحالة العياشي إىل االن

لكل الطرق الصوفية اليت سادت زمانه، وتوثيق الروابط مع شيوخها، عن طريق "االنتماء السندي"، حيث سعى إىل ، ولعل ذلك ما جعله يستوعب كل الطرق الصوفية 100االنتساب إىل مجيع شيوخ السند وطرقهم مهما اختلفت مشارم

ريقة النقشبندية للمغرب، ليدعم اجلانب الروحي واإلمياين ، بل كان أول من أدخل الط101األربعني اليت عرفت يف زمانهرأى ما من كالم السادات النقشبندية،لصوفية املغرب، حيث وضح قواعد هذه الطريقة وأصوهلا يف رحلته، وذكر فيها

وهرها مؤكدا أن هذه الطريقة ال ختتلف يف ج، و102كفاية يف التشويق إىل سلوك طريقهم ملن وجد مرشدا أو صحبة فيهومن تأمل رشحات النقشبندية وحكم الشاذلية مل جيد بينهما اختالفا إال بعض االصطالحات عن الشاذلية، حيث يقول: "

وذلك ما أسهم يف تقوية .103"الراجعة إىل األعمال الظاهرة، وأما األعمال القلبية واملنازالت العرفانية فال فرق أصال األمن الروحي.الوازع اإلمياين عند املغاربة وترسيخ

يبدو أن اهتمام العياشي باالنتماء إىل كل الطرق الصوفية يف املغرب واملشرق، قد محل يف طياته رسالة ضمنية مفادها عدم تفضيل طريقة صوفية على أخرى أو متييز شيخ معني، حيث التركيز على األصل املتمثل يف االعتصام بالكتاب

ف االصطالحات، فكل الطرق إىل اهللا ختدم األمن الروحي. ومما يعزز هذا الفهم، كون والسنة، وال يهم بعد ذلك اختالالزاوية العياشية مل تكن تتبىن طريقة صوفية حمددة مثل باقي الزوايا املعاصرة هلا، وإمنا كانت زاوية علم وخزانة كتب

، وحب الدين، 104عهم طلب العلموحلقات درس ومذاكرة، فكانت عالقة الطالب بالشيوخ عالقة علمية صرفة جيممحاية لألمن الروحي وتعزيزا له؛ 105ونستدل ذه امليزة على "مرونة املدرسة املغربية وانفتاح أبنائها على خمتلف الثقافات"

حيث إمكانية األخذ من اآلخر وإفادته ونفعه، يف سياق التبادل اإلنساين "الروحي" بكل جتلياته وأبعاده، فال توجد عصبية و قبلية وال تقوقع يف طريقة معينة، ألن الغاية الكربى هي توحيد اهللا عز وجل وحتقيق األمن والطمأنينة بذكر اهللا، كما أ

.106﴾القلوب تطمئن الله بذكر أال﴿ قال تعاىل:لنفسه طريقة خاصة به ومما يدل على إسهام الرحالة العياشي يف ترسيخ األمن الروحي للمغاربة كذلك، أنه مل يؤسس

ومبريديه، على الرغم من قدرته على ذلك، وكأنه يريد أن يؤكد أن احلفاظ على الوحدة الروحية للمغاربة مقدم على كل عمل؛ حيث ضرورة االعتصام بالكتاب والسنة وال ضرر بعد ذلك من االستفادة من كل الطرق الصوفية مادامت تستمد

حي اإلهلي املتمثل يف القرآن والسنة، وبذلك شكل األمن الروحي أولوية األوليات يف منهج حياا من أصل واحد، هو الو الرحالة املتصوف العياشي كما ظهر ذلك جليا يف رحلته "ماء املوائد".

:عالج األمراض الظاهرة والباطنة -3تشعر أبو سامل ذلك يف رحلته إىل من الواضح أن األمن الروحي يعيد لإلنسان توازنه ويشفي من بعض األسقام، وقد اس

احلج، فعلى الرغم من أن السفر يف العادة قطعة من العذاب، إال أنه يف حال الرحلة إىل احلج دواء من كل األسقام، فكيف ال يشفى من األدواء من كانت وجهته مكة وطيبة ومرغ أقدامه يف رمال احملبة احملمدية؟ والعجيب أن يقع الشفاء يف

وقد توايل املراحل، فكيف إذا بلغ الرحالة مقصوده ونال القرب من البقاع الشريفة، يقول أبو سامل العياشي: " الطريق معشفاين اهللا يف هذه الطريق املباركة من مجيع ما كان فقبل ذلك من األمراض الظاهرة والباطنة، وأعين بالباطنة احلسية، ي

ويقول أيضا: .107"نعم اهللا علينا بنعم سوى ذلك ال حتصى وأيادي ال تستقصىوال نيأس من فضل اهللا يف املعنوية. وقد أ

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

27

فصرت اليوم أسري مرحلة (...) ومما أنعم اهللا به علي أن أعطاين من القدرة على املشي ما مل أكن أعهد من نفسي بعضه"سية درجة قرر فيها أداء مناسك . بل بلغ العياشي من القوة اجلسدية والنف108"وإما نصفها أو أزيد أو أقل فكثري كاملة،

"حجة حجته األخرية مشيا على األقدام، كما حيج الفقراء والضعفاء دون متاع وال ركوب، يف حجة وصفها ب .109صعلوكية"

4 مبدأ التسليم والتربك دة التوازن، وتتجلى حتضر الربكة يف رحلة "ماء املوائد" باعتبارها رافدا من رواد األمن الروحي، وتؤدي دورا بارزا يف إعا

فالكرامات "أداة من أدوات صناعة الربكة (...) أي وسيلة من وسائل التحول من يف مبدأ التسليم وتصديق الكرامة، اليت تفترض ضرورة االحترام وتؤدي إىل حصول األمن الروحي واالستقرار النفسي، ألن القرب 110الدونية إىل القدسية"

سبيل للتقرب إليه، وحمبتهم من حمبته.من أولياء اهللا قرب من اهللا وأليب سامل العياشي نظرة خاصة للصوفية؛ فهو يكن لألولياء احتراما كبريا، فيعظم شأم ويلح على ضرورة زيارم،

فما 111إذا كانت بركة النسبة لألنبياء عليهم السالم ولألولياء رضوان اهللا عنهم يظهر أثرها يف العجموات" حيث يقول:باآلدمي الذي هو أشرف املخلوقات! فال تقصروا إخواين من خدمة الصاحلني وزيارم ومالقام، فإن لذلك أثرا بالك

إىل درجة تفضيل أقواهلم وقبول ما يقررون من آراء وبلغ تقديره للقوم .112س"عجيبا يف تليني القلوب، وتسخري النفوا كانت ذات قولني، وكان الصوفية مع إحدى الطائفتني ترجح املسألة إذحول بعض القضايا واألحكام، حيث قال: إن "

قوهلم ال حمالة، ملا رزقوا من صدق اإلهلام ونفوذ البصرية مع تأييد اهللا هلم عند اشتباه األمور، فيميلون مع احلق أينما مال ة للعادة، فهو يقبلها ولعل ذلك ما يفسر تصديقه لكل ما قد يصدر عن األولياء من أمور خارق .113لرفضهم دواعي اهلوى

" فنحن ممن ،فإن صح عن هؤالء األئمة أم قالوا ذلكوإن تعذر عليه فهم مقصودهم منها، ويف هذا املعىن يقول: . 114"إال أنا نكل العلم إىل اهللا تعاىل يف فهم ما ورد عنهم يف ذلك ،يعتقدهم وجيزم بصدقهم فيما يقولون ألم خيار األمة

ما أذكر أين مسعت كالما من كالمهم فنفر ، ويؤكده بقوله: "115مل العياشي ملبدإ التسليم لألولياءهكذا يؤسس أبو ساوغالبه ال أكرر النظر فيه ،منه قليب أو كرهه، وإن كان يف غاية اإلشكال، بل ينشرح قليب لسماعه وقبوله ولو مل أفهمه

دراهللا بفهمه على وجهه أو ظهور حمل الئق أمحله عليه. وما مل أجد له حمال أجد يف قليب ب نممرارا حبسن النية إال ويالتسليم له والتفويض يف معناه هللا ولرسوله وألويل العلم من خلقه؛ إذ هم خلفاء اهللا ورسوله يف فهم كالمه وكالم

ولذلك حرص .117"مرياث كالم اهللا ورسوله الذي هو منبع اللطائف واألسرار"كالم العارفني باهللا ألن .116"أوليائهالعياشي على تصديق القوم وإن تعذر عليه فهم ما يقولون، ويعترب التأكيد على هذا املبدإ، تأكيدا على حسن الظن م،

سس تمع متوازن يقوم على الثقة املتبادلة بني أفراده ومن مث فهو يؤدي إىل إشاعة أمن روحي واستقرار نفسي، يؤفأنا واحلمد هللا ممن يعتقد ترتيه ساحة األئمة الصوفية عن الكذب واالحترام بني مكوناته. يقول أبو سامل العياشي: "

م هلم فيما مل لسواالفتراء، ويثق بأقواهلم ويصدق بكرامام، وحيمل ما أشكل على أحسن حمامله، وال أطعن فيه بوجه، وأ .118"يتبني يل وجهه

يؤدي العمل مببدإ التسليم يف التربك، إىل ترسيخ األمن الروحي يف اتمع، من خالل إشاعة االحترام واالعتراف بالفضل، ويتجلى ذلك يف ما ذهب إليه العياشي يف رحلته "ماء املوائد" عندما حتدث عن تراتبية يف التقليد، تقوم على

كما كان ز بني العوام والعلماء واملتصوفة، حيث يقلد العوام العلماء، ويقلد العلماء الصوفية، حيث يقول العياشي: "التمييوقا منهم حبسن نظرهم وسداد رأيهم، كذلك ينبغي للعامل ثينبغي للعوام تقليد العلماء فيما قالوه، وإن مل تدركه عقوهلم، و

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

28

فأقل درجاته التسليم له فيما أتى به، إذ منازعته فيما مل حيط به علما (...) لغه عقلهتقليد العارف الذي فوقه فيما مل يب .119"ومل يدركه عقله خدالن وحرمان

ال ميكن أن نأخذ تصديقه للشيوخ من الواضح أن أبا سامل العياشي وإن كان يلح على ضرورة التسليم لألولياء، إال أننا إين وإن صدقت القوم فيما ل يف تسليمه للشيوخ واألولياء بني التصديق والعمل، حيث يقول: "فقد فص واألولياء باملطلق،

يقولون واعتقدت صحة مقالتهم فإين ال أنتقل عما أنا عليه من معتقد العوام املقطوع بصدقه إال بربهان من اهللا واضح ق، فال يدل تسلميه على االتباع بالضرورة، ألنه ال ، حيث مييز بني تسليمه للقوم واتباعه هلم باإلطال120"وحجة منه قاهرة

، وإن ظهر ميله القتداء بعض األفعال، فإمنا ذلك لغياب ي 121يتبع إال ما ثبت أصله ول من حجة الشريعة الواضحة

. ملسو هيلع هللا ىلصشرعي، ولدخول الفعل يف باب املباحات والفضائل، مثل التربك ببعض اآلثار والتعبري عن حب النيب م العياشي بالسذاجة والثقة العمياء ملا يحكى له من خوارق العادة فيصدقها من أول وهلة، لكن من خالل تأمل قد يته

بعض مواقفه، يتبني أن ثقته تلك مقصورة على الشيوخ األولياء فحسب، أما عامة الناس فالرجل ال يسلم ملا يقولونه بنوع من الشك املفضي إىل التحقق والتثبت، ويف هذا املعىن يقول أبو دائما، وإمنا يتعامل مع األخبار اليت ينقلها العامة

. 122"ألم تعلم بأين صرييف أحك املدعني على محكي؛ فمنهم رج ال خري فيه، ومنهم من أجوزه بشكيسامل العياشي: "ه آنية يف بئر زمزم مبكة، فذهب إىل القدس وزعم بعض الفقراء أنه وقعت منومن مناذج تعليقه على بعض األخبار، قوله: "

،فوجدها على باب احملل الذي فيه عني سلوان، وزعموا أم استخرجوها من العني؛ فيقولون إن مادا من زمزمويذكرون يف ذلك أثرا، وهو بعيد من حيث العادة، أقرب شيء بالنظر إىل أثر قدرة اهللا تعاىل. وليست عينا معينا جيري

.123"ى وجه األرض، إمنا هي مثل حوض يرتل إليه بدرج على ما أخربواماؤها عل اعند رأس القرب حجريضاف إىل ذلك، أنه ملا زار القرافة الصغرى يف القاهرة ووقف على قرب السلطان قايت باي، وجد

يه أثر قدم أخرى، يقال . وهناك حجر آخر فملسو هيلع هللا ىلص عليه بناءا حسنا فيه أثر قدمني، شاع عند الناس أما قدما النيب امبنيأبا إال أن ،124إا قدم اخلليل، والناس يزوروا، ويذكرون أا من الدخائر اليت ظفر ا السلطان قايت باي أيام سلطنته

غاصت يف احلجر ملسو هيلع هللا ىلص رجل النيب خرب من أن ،أن ما استفاض واشتهر خصوصا على ألسنة الشعراء واملداحيذكر ساملومع إثبات العياشي لعدم صحة ما .125أحد أن أثر اخلليل عليه السالم موجود يف غري حجر املقامومل يذكر ،ال أصل له

دخلنا إىل مزار السلطان املذكور، يزعمه الناس حول هذين احلجرين، إال أن ذلك مل مينعه من التربك ما، حيث يقول: "حنا ا على أوجهنا ورؤوسنا وأبداننا، رجاء الربكة صب القيم على األثرين شيئا من ماء الورد، فغمسنا فيه أيدينا ومس

جند العياشي مييل إىل التربك ببعض اآلثار وإن مل تصح النسبة عنده، تعظيما لقدر حيث ،126"حبسن النية ومجيل االعتقادالنية، وحاصل األمر أن هذه أماكن اشتهرت بني الناس فتزار حبسن من أضيفت إليه، ويف هذا املعىن يقول العياشي: "

فليستحضر الزائر يف قلبه عظمة من نسبت إليه األمكنة وعظمة تلك النسبة، وال يشغل ،رعاية لتعظيم قدر من أضيفت إليه

هو ما ملسو هيلع هللا ىلصولعل تعظيم العياشي لكل ما هو منسوب للنيب .127"قلبه بصحة النسبة وضعفها، لوجودها يف اخلارج

وبعض آثاره، فعلى سبيل املثال اعترب قضاء ليلة واحدة باملسجد ملسو هيلع هللا ىلص يدفعه أحيانا للمبالغة يف وصف مشاعره جتاه النيب، بسبب 128ر"فلئن كانت ليلة القدر كألف شهر، فهذه الليلة عندي كألف ليلة قدالنبوي كألف ليلة قدر، حيث يقول: "

ه إال بتلك العبارة، ما استشعره من األمن الروحي إثر مبيته يف املسجد النبوي مرة، فعجز عن وصف إحساسه، ومل يعرب عن

واملبالغة يف تعظيم جنابه وقدره، فال ينبغي حتميلها ما ال ملسو هيلع هللا ىلصواليت ميكن أن حتسب يف عداد عشق الصوفية للرسول تطيق.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

29

أسهم سلوك الرحالة املتصوف العياشي يف احلفاظ على األمن الروحي داخل الفضاءات اليت كان مير منها، فمن ذلك أنه التجار يقولون: إن من اشترى شيئا من مىن وجعله يف جتارته رة يف مىن أيام التشريق، وذكر أن "أكثروصف انتعاش التجا

، حيث 130"وال يبعد ذلك، فإنه موسم شريف، وحمل بركة: "بقولهفعلق على ذلك ،129"وجد بركته وظهرت له مثرتهرار األوضاع، ومل يكن تدخله إال لتعزيز أقر الناس على اعتقادهم ما دام ال يناقض الشريعة، وبذلك حافظ على استق

السلوك اإلجيايب الذي يوحد الكلمة وال يفرقها وجيمع مشل املسلمني وال يشوش عليهم، وهي إشارات من عامل صويف متمكن أراد ا زرع بذور األمن الروحي يف اتمعات، وترسيخها منهجا يف التعامل مع بعض األمور اليت ال تناقض

ن كانت اعتقادات غريبة. الشريعة وإيظهر أن "الربكة" جزء من الشيخ أيب سامل العياشي، حتضر يف بنية تفكريه ومنط حياته، بشكل واضح، فقد توسع يف

تفل فيها أو شرب من ملسو هيلع هللا ىلصاليت ورد أن النيب ، وكذلك اآلبار 131وصف املساجد اليت تزار يف املدينة املنورة للتربك ا، وكذلك الشأن 132اكتسبت بذلك فضال على غريها، فصارت مقصودة بالزيارة واالستشفاء مبائهامائها أو توضأ فيها ف

، فضال عن تتبعه يف األماكن اليت مير منها لكل أثر يتربك به، فيتصرف كما تتصرف العامة 133يف ذكر بعض أودية املدينة. 134مثلما فعل مع تربة صعيب باملدينة املنورة بقصد التداوي املغرب لبالد همع ابهواستصحمن أخذ لتراب بعض األماكن

وهو بذلك يؤسس لألمن الروحي الذي يربط اإلنسان بأصوله ودينه، فال خياف استالبا وال اغترابا.يستفحل التربك حىت يتضخم، فيتجاوز الواقع اليومي للرحالة، إىل ما يكتبه، ففي الرحلة ينقل نصوصا عديدة بنية التربك

سأكتبها لها ضمن منت الرحلة رجاء "الربكة"، كما يظهر ذلك جليا يف توظيفه لعبارات شىت من قبيل: "ا، حيث جيع واحلقائق العرفانية اإلشارات من عليه اشتمل ملا الرباين، بنفسه وتربكا بألفاظه تيمنا الكتاب نص، وهذا "135"تيمنا وتربكا

حلة، حيث يصبح التربك وجلب الربكة مصدرا من مصادر األمن . وغري ذلك، من النماذج الكثرية يف الر136"العيانية الروحي.

إذا كان التربك مصدرا لنوع من األمن الروحي واالستقرار النفسي، فإن مصادر الربكة متعددة يف رحلة "ماء املوائد"؛

حلقيقة والشريعة، ، ومنها ماهو خفي ومستور، مثل علوم املسو هيلع هللا ىلصفمنها ما هو متداول ومشهور، كاالنتماء إىل النيب حيث يصبح الكالم يف العلوم واآلداب نوعا من التربك، ولذلك حتتشد نصوص متعددة يف الرحلة ومناقشات مستفيضة يف أمور ذوقية وعلمية، فقراءة رحلة "ماء املوائد" سفر يف رياض الفكر وتنقل يف معارج الروح لترتقي بقطف درر من كل

حسن الظن بالصوفية ومثرا األمن الروحي، ولذلك مل جيد العياشي حرجا يف إدراج علم وفن، فهي موائد علم ماؤها انتهى ما انتقيته من األجزاء املتقدمة تربكا بلفظها، نصوص طويلة ضمن رحلته، مربرا اختياره برغبة التربك، حيث يقول: "

. 138"وقد نقلتها مع طوهلا تربكا ا. وقوله أيضا: "137"فاغتفرت طولها لفائدا : ةامتخ

إمجاال، ميكن القول إن رحلة "ماء املوائد" قد أسهمت يف حتقيق األمن الروحي للمغاربة، سواء يف زمن الرحلة أو زمن تدوينها، أو خالل أزمنة القراءة فيما بعد، نظرا لنجاح العياشي يف التأليف بني موضوعات تفضي إىل زرع بذور األمن

، وخاصة يف عصر تأليفها حيث كان األمن مفقودا يف مغرب القرن احلادي عشر اهلجري بسبب الروحي وترسيخه"طاش هلا الوقور (...) ووضع النفيس وارتفع اخلسيس، وفشا العار وخان اجلار ولبس الزمان البؤس عقارب الفنت اليت

(...) ووردت (...) وطأطأ احلق نفسه وأخفى احملق نفسه املهالك وسدت املسالك وعم وجاء بالوجه العبوس

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

30

. فكانت الرحلة الصوفية إىل احلج بابا إلعادة التوازن بإحياء األمن الروحي ومحايته، من خالل مظاهر التضحية 139اجلوع" واإليثار، وسلوك التصوف القائم على وحدة الطرق الصوفية، ومبدأ التسليم والتربك.

يف خدمة األمن الروحي للمغاربة، كون صاحبها من أبرز شيوخ التصوف مما يعزز من قيمة ما قدمته هذه الرحلة باملغرب، وكان مثاال لنموذج الصوفية الذين حرصوا على تعزيز األمن الروحي ومحايته، إىل درجة يستمر معها مدد بركة

بركتها ساريا يف مجيع جعل مدد (...) فكانت تلك الرحلة ساريا يف كل األحوال، كما قال أبو سامل العياشي: "الرحلة .141"وإين ألرجو يل وهلم حصول بركات تلك األوقات، يف سائر أحوالنا يف احملىي واملمات، وقوله أيضا: "140"أحوالنا

وذلك ما يوضح جانبا من جوانب استمداد األمن الروحي، والذي يتجاوز حدود الزمان والزمان، ليستمر مدده ساريا مع كل قراءة جديدة للرحلة.

ش:مواه

،اإلسكندرية املعارف، منشأة ،امليدانية والدراسة اجلغراىف الكشف ىف املبصرة اجلغرافيا عني الرحلة الشامي، الدين علي صالح 1 .7 :ص ،1999، 2ط:

.6 ص: ،1988 يونيو ،51 :ع والرحاالت، العربية بالرحالت خاص عدد ،العريب الفكر جملة 2رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا م": 18و 17هـ، 12و 11من خالل أعمال جامعية مثل: "الرحالت املغربية يف القرنني 3

. و"الرحلة يف األدب 1986يف األدب، أعدها: حممد ماكامان، حتت إشراف: حممد حجي، نوقشت بكلية اآلداب بالرباط، سنة: لدكتوراه يف األدب، أعدا: فاطمة خليل، حتت إشراف: عباس اجلراري، نوقشت بكلية اآلداب بالرباط، نيل اة لأطروحاملغريب":

لدكتوراه يف األدب، أعدها: شعيب حليفي، حتت إشراف: عبد اهللا نيل اأطروحة ل. و"الرحلة يف األدب العريب": 1988سنة: .1999ر البيضاء، سنة: الدا ،املدغري العلوي، نوقشت بكلية اآلداب بنمسيك

أذكر منها على سبيل املثال: املركز املغريب للتوثيق والبحث يف أدب الرحلة، واجلمعية املغربية للبحث يف الرحلة، ومتحف 4ومرصد بن بطوطة باملغرب، واملركز العريب لألدب اجلغرايف. كما بدأ انتشار الوعي بأمهية الرحالت يف الكشف عن معارف

ن خالل بعض اللقاءات العلمية اليت تقوم ا هذه املؤسسات.جديدة، مدار املعارف، ، لسان العرب، "ورحل الرجل إذا سار" :)هـ711، تمجال الدين حممد بن مكرم أبو الفضليقول ابن منظور ( 5

، 1609، ص: 18ج: ،3جملد: ، 1981القاهرة، حتقيق: عبد اهللا علي الكبري، حممد أمحد حسب اهللا، هاشم حممد الشاذيل، .1611-1610، ص: املصدر نفسه ".والرحلة حلةأيضا: "والترحل واالرحتال االنتقال، وهو الر قالو مادة: رحل.

.191 ص: ،1979 د.ط، للماليني، العلم دار ،األديب املعجم النور، عبد جبور 6 .20ص: مصدر سابق، ،العياشية خالد سقاط، من مقدمة حتقيقه للرحلة 7، ص: 1988، 1، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط: احلكاية والتأويل: دراسات يف السرد العريبعبد الفتاح كليليطو، 8

72. 28و27 أيام طنجة ،الثقافات بني للتواصل الدولية بطوطة ابن ملتقيات ندوة بطوطة، ابن رحلة يف العجائيب جربان، الرزاق عبد 9 .53-52ص: ،1996طنجة، ألطوبريس، مطبعة ،طنجة للترمجة، العليا فهد امللك مدرسة شوراتمن ،1993 أكتوبر 29و

: عسلسلة عامل املعرفة، ، الكويت، ، منشورات الس الوطين للثقافة والفنون واآلدابأدب الرحالتحسني حممد فهيم، 10 .43، ص: 1989، يونيو 138

.150ص: املرجع نفسه، 11 .10، ص:1958، نونرب 2: س، 2، ع:دعوة احلق، 1الرحالة املغاربة وآثارهم، ج: حممد الفاسي، 12

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

31

.13-12د.ت، ص: د.ط،، دار البيان العريب للطباعة والنشر والتوزيع، جدة، الرحلة والرحالة املسلمونأمحد رمضان أمحد، 13 .13-12، ص: الرحلة والرحالة املسلمونأمحد رمضان أمحد، 14 .6، ص: 1987، 4، دار املعارف، القاهرة، ط:رحالتالشوقي ضيف، 15 .22ص: ،1958، دجنرب 2: س، 3 ، ع:دعوة احلق، 2حممد الفاسي، الرحالة املغاربة وآثارهم، ج: 16"رحلة ابن فضالن إىل بالد الترك والروس والصقالبة" ألمحد بن العباس بن راشد بن محاد، املعروف بابن منها على سبيل املثال: 17

(ت فضال (توهـ). 310ن "ترتيب الرحلة" البن و هـ).380"أحسن التقاسيم يف معرفة األقاليم" أليب عبد اهللا املقدسي "املعرب عن بعض وهـ). 559"نزهة املشتاق يف اختراق اآلفاق" أليب عبد اهللا اإلدريسي (ت ). وهـ543العريب املعافري (ت

"تذكرة باألخبار عن و و"حتفة األلباب وخنبة اإلعجاب" أليب حامد كذلك.هـ)، 565عجائب املغرب" أليب حامد األندلسي (تملء و" هـ).6"االستبصار يف عجائب األمصار" ملؤلف مراكشي جمهول (ت ق و هـ).614اتفاقات األسفار" البن جبري (ت

روف بابن رشيد الفهري أليب عبد اهللا حممد ابن عمر املع "العيبة مبا مجع بطول الغيبة يف الوجهة الوجيهة مكة وطيبةرحلة "تاج )، وهـ740 بعد "الرحلة املغربية" للعبدري احلاحي (تو )،هـ730رحلة أيب القاسم التجييب (ت. وهـ)721(ت

"خطرة الطيف ورحلة الشتاء والصيف" للسان الدين ابن وهـ). 771املفرق يف حتلية علماء املشرق" أليب البقاء البلوي (ت بعد "نفاضة اجلراب يف عاللة االغتراب". هـ)776تاخلطيب ( "حتفة النظار يف غرائب األمصار وعجائب األسفار" و، وله أيضا:

).هـ 852"خريدة العجائب وفريدة الغرائب" البن الوردي احلفيد (ت و هـ).779تالبن بطوطة (ة وبعض رحالت السياحة ورحالت الزيارات الرحالت احلجازية اليت قام ا املغاربة كثرية ألنه يدخل فيها الرحالت الدراسي 18

.11، ص: مرجع سابق، 1وغري ذلك. ينظر: حممد الفاسي، الرحالة املغاربة وآثارهم، ج: االطالع ميكن. 2006 يناير ،12153ع: اجلزيرة، صحيفة الرحالت، أدب يف احلج ،)السعودية( احلقيل محد بن اهللا عبد 19

http://www.suhuf.net.sa/2006jaz/jan/6/rj1.htm :وقعامل خالل من املقال على .22، ص: 1959، يناير 2: س، 4:ع، دعوة احلق، 3حممد الفاسي، الرحالة املغاربة وآثارهم، ج: 20، 1407، ربيع الثاين: 261: ع، دعوة احلق، الرحالت احلجازية املغربية: كشف أجماد اجلزيرة العربية، عبد العزيز بنعبد اهللا 21

. متاح على الشبكة من خالل موقع الة:1986دجنرب: alhaq/item/6735-http://www.habous.gov.ma/daouat

(ت أبو زيد ، ابن خلدون 22 : علي عبد الواحد وايف، جلنة البيان العريب، قيق، حتاملقدمة )،هـ 808عبد الرمحن بن حممد .407، ص:1966د.ط، القاهرة،

.80، مرجع سابق، ص: أدب الرحالتحسني حممد فهيم، 23 .40م، ص:2011هـ/1432، 56، ع: التاريخ العريبحممد رفعت أمحد زجنري، يف الطريق إىل مكة املكرمة، 24 .10، مرجع سابق، ص:1حممد الفاسي، الرحالة املغاربة وآثارهم، ج: 25لنيب ذاكر، منشورات عبد ا رمجة:، ترحالة الغرب اإلسالمي من القرن الثاين عشر إىل القرن الرابع عشر للميالدصاحل مغرييب، 26

،2005برانت فاس، - ، مط. أنفوفاس - ظهر املهراز–مشروع البحث النقدي ونظرية الترمجة، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية .9ص:

،املراكشي املؤقت البن" السلطان موالنا مفاخر من البعض بعض ذكر يف األذهان تنوير" حسن جالب، الرحلة احلجازية أو 27 . متاح على الشبكة من خالل موقع الة اآليت:2003 ربيع، 26: ع ،ألديبا التاريخ

alarabi.ma/Html/adad26partie14.htm-http://www.attarikh .40، ص:ع سابقمرجحممد رفعت أمحد زجنري، يف الطريق إىل مكة املكرمة، 28

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

32

د.ط، القاهرة، : عبد الرمحن حسن حممود، عامل الفكر، قيق، حتالفتوحات اإلهلية يف شرح املباحث األصلية ابن عجيبة، 29

.102 ، ص:1983 .9، مرجع سابق، ص: رحالة الغرب اإلسالمي من القرن الثاين عشر إىل القرن الرابع عشر للميالدصاحل مغرييب، 30 .97ء، اآلية: سورة: النسا 31

، 2004، 37، ع:نزوىحممد لطفي اليوسفي، حركة املسافر وطاقة اخليال: دراسة يف املدهش والعجيب والغريب، 32 .298ص:

.97، ص:1953، مارس 4:ع، 13:مج، عامل الفكرنادية عبد اهللا، الرحلة بني الواقع واخليال يف أدب أندريه جيد، 33 .119 ، ص:1985، 2: ج، 4 :ع، 5:مج فصول،قرين عزت، رحلتان، 34، 15، ع:عالماتعلي كابوس، عبد العلي اليزمي، كتابة الرحلة ورحلة الكتابة: قراءة يف الطريق السيار حلميد احلمداين، 35

http://saidbengrad.free.fr/inv/yazami/7.htm :، متاحة على موقع سعيد بنكراد2001 .244، ص: كتاب آداب السفر، 2ج:طبعة دار املعرفة، بريوت، د.ت، ، إحياء علوم الدينأبو حامد الغزايل، 36 .323ص: مصدر سابق، ،2، ج:ماء املوائد 37 عالم طه بدوي تح. وتع:، دار الرسالة للتراث، القاهرة، قريباإلسفار الغريب نتيجة السفر ال، عبد الكرمي ابن إبراهيم اجليلي 38

.10-9ص: ،1982 د.ط، .85 ص:مصدر سابق، ، الفتوحات اإلهلية يف شرح املباحث األصلية، ابن عجيبة 39 .86 ص:املصدر نفسه، 40 .102 ص:املصدر نفسه، 41 .323، ص: 2، ج:ماء املوائد 42 .214ص: ،2، ج:ماء املوائد 43 .102ص: ، 1ج:، املصدر نفسه 44 .9، ص:1964يونيو -، ماي7: س، 8، ع: دعوة احلقاحلسن السائح، جتربة الروح من ذكريات حاج، 45

التصوف عبد اهلادي البياض، جتليات املقاربة الوسطية يف منهج التكافل االجتماعي ملتصوفة مغرب العصر الوسيط، ضمن: 46، 2010، 27، تأليف مجاعي، منشورات الزمن، سلسلة شرفات، ع: ذجي للوسطية واالعتدالالسين يف تاريخ املغرب: نسق منو

.208ص: . 12-11، ص:1ج: ماء املوائد، 47 .12ص: املصدر نفسه، 48 .1128ص: ، 4ج: ماء املوائد، 49ص: ملصدر نفسه، اجدة. ينظر: . وتعجب أبو سامل أيضا من أمان الطريق بني مكة و820، ص: 3ج: املصدر نفسه، 50

845. .27، اآلية: الفتحسورة: 51 .362: ، ص2: )، ج1965- 60، ( 2: ، دار الكتاب، الدار البيضاء، طدليل مؤرخ املغربعبد السالم بن سودة، 52 والثاين، عشر ياحلاد اهلجريني القرنني خالل الشريفني باحلرمني العلمي النشاط يف املغاربة العلماء الرحالة إسهام العراقي، أمحد 53

.100: ، ص2001، 1برانت، فاس، ط: –مطبعة أنفو ،تواصالته خالل من املغريب األدب

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

33

مجيل، مغريب خبط جزأين، يف) ج3437( رقم حتت مبصر اإلسكندرية مدينة يف البلدية مبكتبة يوجد" العياشية الرحلة" خمطوط 54

). 2415( برقم استانبول مكتبة يف منه نسخة هناك أن كما سالميةاإل املنظمة منشورات : عبد اهلادي التازي،قيقوحت مجع، رحلة ابن عثمان منوذجا :القدس واخلليل يف الرحالت املغربية 55

.24ص: ، 1997 ،إيسسكو والثقافة والعلوم للتربية .102، ص: العياشية خالد سقاط، من مقدمة حتقيقه للرحلة 56، 8، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية والثقافة، الرباط، ع: الثقافة املغربية، جملة: حممد األخضر، مصادر األدب املغريب 57

.80، ص: 1973املقال متاح على الشبكة . 2003 شتاء ،25: ع ،العريب التاريخ :جملة ،واألديب الصويف الفكرين تواكب ،اهللا بنعبد العزيز عبد 58

:من خالل موقع الة alarabi.ma/Html/adad25partie2.htm-http://www.attarikh

، 1998منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، فضالة، ، أبو سامل العياشي املتصوف األديبعبد اهللا بنصر العلوي، 59 .8ص:

مناهل الصفا يف ة وادي املخازن، استمر يف امللك ستا وعشرين سنة، ينظر ترمجته ضمن: أعظم امللوك السعديني وبطل معرك 60املهدية، تطوان، مطبعة: عبد اهللا كنون، ، حقق خمتصره)هـ 1031ت( شتايلفال العزيز عبد فارس ، أليبالشرفا أخبار امللوك

قيق:حت هـ)،1315(ت السالوى الناصري لدخا بن محدأل األقصى، املغرب دول ألخبار االستقصامن كتاب 5ج:. و1964 .1956الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، وحممد الناصري جعفر

والوراقة الوطنية، مراكش، طبعة، املعامل الزاوية الدالئية وأديبها :أبو عبد اهللا املرابط الدالئيحسن جالب، ينظر بشأن وفاته:من بداية املرينيني إىل اية السعديني، دار الرشاد :2ج:، املغرب عرب التاريخإبراهيم حركات، و. 22-21، ص:1997، 1ط:

.273، ص: 1993، 3احلديثة، الدار البيضاء، ط: .269، ص: 1، ج:د تد.ط، الدار البيضاء، ، دار الثقافة،النبوغ املغريب يف األدب العريبعبد اهللا كنون، 61- 17صص:مرجع سابق، ، املتصوف األديب :أبو سامل العياشياالنقسامات يف كتابه: يذكر عبد اهللا بنصر العلوي أهم تلك 62

، مرجع سابقمن بداية املرينيني إىل اية السعديني، : 2ج:، املغرب عرب التاريخ. للتوسع ينظر كذلك: إبراهيم حركات، 26 .298 -277صص:

روضة التعريف مبفاخر موالنا إمساعيل بن ، هـ)1153(ت (قد يطلق عليه اإلفراين أو الوفراين)اليفرين حممد الصغري 63. وينظر أيضا حديث مؤرخ جمهول عن 38، ص: 1995، 2امللكية، الرباط، ط: طبعة: عبد الوهاب بنمنصور، املقيق، حتالشريف

بنحادة، عيون مالرحي: عبد قيقوحت دميتق، تاريخ الدولة السعدية التكمدارتيةدولة الطوائف بعد ظلم اخلالئف، ضمن كتابه: . 92-91ص:، 1994، 1املقاالت، ط:

نشر املثاين . وللمزيد ينظر: 23ص: ،1990، 2، عيون املقاالت، ط:دراسات مغربية (من وحي البينة)حممد الفاسي، 64(ت رسائل. وكذلك: 144، ص: 2لقادري، ج:ل : ع وحتقيق ودراسةهـ)، مج1102أيب علي احلسن بن مسعود اليوسي

.32، ص:1ج:، 1981، 1يل القبلي، دار الثقافة، الدار البيضاء، ط:فاطمة خل .23، ص: مرجع سابق، دراسات مغربية (من وحي البينة)حممد الفاسي، 65عبد بعض الثائرين مثل: أيب فارس وحممد الشيخ وابن أيب حملي وأيب حسون السماليل وغريهم، وبعض الزعماء مثل ااهد أيب 66

الشروح األدبية باملغرب يف ه الرشيد. ينظر: املفضل الكنوين، يحممد احلاج الدالئي، واألمري حممد بن الشريف وأخاهللا العياشي و–، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة، حتت إشراف: عبد السالم اهلراس، نوقشت بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية العصر العلوي األول

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

34

، املغرب عرب التاريخ. وكذلك: إبراهيم حركات، 93-61صص: ،2007-2006ية فاس، خالل السنة اجلامع -ظهر املهراز

.283-278، صص: مرجع سابق: من بداية املرينيني إىل اية السعديني، 2ج: هـ.1089هـ و1072اجتاح وباء الطاعون املغرب سنيت: 67، الرباط، مكتبة الطالب ،، تصحيح هوداسدينزهة احلادي بأخبار ملوك القرن احلا هـ)،1153(ت اليفرين مد الصغريحم 68 .305ص:د.ت، ،2ط: هـ.1072هـ و1063هـ و1044هـ و 1022 69فقلت املواد الغذائية يف ،أسباب الغالء يف هذا القرن، منها ثورات القبائل اليت قطعت سبل املسافرين وقوافل التجارة تتعدد 70

،ألجانب ومراقبتهم للموانئ التجارية املغربية، فضال عن اجلفاف. وهكذااملدن، وتسببت احلروب يف فساد الزراعة، وحصار ا االستقصامن كتاب 6 ج:هـ، ينظر 1090هـ و1073هـ و1060هـ و1022عرف املغرب موجات للغالء سنوات:

، 267، 251-250، الصفحات: 2، ج: مصدر سابق، للقادري نشر املثاين. و112-28صص: مصدر سابق، للناصري، 292 ،302 ،311.

:هيأه للطبع ،حملمد املختار السوسي إيليغ قدميا وحديثا و. 107ص: لليفرين، مصدر سابق، نزهة احلاديينظر على سبيل املثال: 71 نشر املثاين. و155للقادري، ص: لتقاط الدرر ا. و31-30، ص: 1966 ، الرباط،امللكية ط.امل ،حممد بن عبد اهللا الروداين

.67، ص: 2، ج:للقادري، مصدر سابق .99-98، ص:مصدر سابق، تاريخ الدولة السعدية التاكمدارتيةمؤرخ جمهول، 72 اإلحياء :ضمن والشقاق، اجلوع من وسبعني اثنني عام املغرب يف وقع ما لبعض املشتاق زوبعة اجلبار، عبد بن حممد العياشي 73

منها احلمزية، الزاويةخمطوط ب هـ)، 1169 ت( العياشي عمر بن اهللا لعبد ،عياش آيت زاوية سادات تراجم يف واالنتعاش .261:ص، 1433)دبـ: املكتبة الوطنية بالرباط ( مصورة

.7، ص: 1، ج:ماء املوائد 74، 1999، خريف 4: س، 15، ع: املنهاجأورده السيد حسن األمني، يف دراسته: الدولة السعدية يف املغرب، منشورة مبجلة: 75

.132هامش الصفحة .28، ص: 6ج:مصدر سابق، ، للناصري االستقصا 76 .95ص:، 1981، 1 :دار الثقافة، الدار البيضاء، ط ،عبقرية اليوسي ،عباس اجلراري 77

ط: دار البشائر اإلسالمية، بريوت، ، دار األمان، الرباط،املطرب مبشاهري أولياء املغربالطنجي، عبد اهللا بن عبد القادر التليدي 78 .191:ص ،2003، 4

.111-105، صص: 6ج:مصدر سابق، للناصري، االستقصا 79 .396-395، ص: 2، ج:ماء املوائد 80مشريا إىل أنه مل يذكر إال ذكر عبد اجلواد السقاط أكثر من مخسني زاوية انتشرت يف كافة أرجاء املغرب زمن السعديني، 81

ينظر: عبد اجلواد السقاط، لذهبية من نشاط التصوف باملغرب. بعضها، مما يستفاد منه صعوبة حصر كل الزوايا يف هذه الفترة ا .57-55، صص:1987، 264، ع: دعوة احلقالزاوية املغربية يف العصر السعدي،

الزاوية الصوفية وأدوارها شكلت األدوار االجتماعية للزوايا باملغرب، موضوع مداخلة الدكتور خالد سقاط، حتت عنوان: 82، يف بركان، ضمن أنشطة: امللتقى العاملي الرابع للتصوف 2010فرباير 25، ألقيت يوم اخلميس ة العياشيةاالجتماعية يف الرحل

مبداغ.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

35

، 23- 22، ع:لـأمينظر بعض األمثلة ضمن: أمحد البوزيدي، الزوايا العلمية بواحة لكتاوة على عهد السعديني والعلويني، 83 عشرة من أكثر رصيدها بلغ الكتب بنفائس حافلة خزانة اليت تضمنتئية، الزاوية الدالومثل .61-47، صص: 2001، 8: س

ص: ،1988 ،2ط: اجلديدة، النجاح مطبعة ،والسياسي والعلمي الديين ودورها الدالئية الزاويةحجي، ينظر: حممد سفر، آالف254.

:ص، 1985، 1ط: الرباط، ، مكتبة املعارف،، تأليف: عبد اجلواد السقاطالشعر الدالئيعباس اجلراري، من تقدميه لكتاب: 846.

.22، ص: 1963، دجنرب 7: س، 3، ع: دعوة احلقاحلسن السائح، الثقافة املغربية يف عصر السعديني، 85ينظر مقال: مناذج وصور من تصدي العلماء للفساد االجتماعي والديين والصويف خالل القرنني اهلجريني احلادي عشر والثاين، 86

(تكرميا لروح السلطان املوىل حممد ندوة احلركة العلمية يف عصر الدولة العلوية إىل أواخر القرن التاسع عشرمعكول، ضمن: عاللبوجدة)، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة حممد األول، وجدة، 1993دجنرب 11و 10و9األول، نظمت أيام

.278-264صص: .218ص: ،1، ج:ماء املوائد 87 .396-395، ص: 2ج:، املصدر نفسه 88 .12ص: ، 1ج:املصدر نفسه، 89 .5، ص:1، ج:املصدر نفسه 90 املصدر والصفحة نفسهما. 91 املصدر والصفحة نفسهما. 92 .7ص: املصدر نفسه، 93 املصدر والصفحة نفسهما. 94 .8ص:، املصدر نفسه 95 .13ص:، املصدر نفسه 96 .15:، صاملصدر نفسه 97 .12، ص:املصدر نفسه 98 املصدر والصفحة نفسهما. 99

.103، مرجع سابق، ص:املتصوف األديب :أبو سامل العياشيعبد اهللا بنصر العلوي، 100على إجازة أيب سامل بكل الطرق الصوفية األربعني اليت سادت عصره. ينظر أمساء حسن بن علي العجيميتنص رسالة الشيخ 101

.1005-1000، صص: 4، ج: ماء املوائدسب إليه، ضمن: تلك الطرق ومن تن .328، ص: 2، ج:ماء املوائد 102 . 313ص: ،املصدر نفسه 103

املوىل السلطان عهد على باملغرب واألدبية العلمية احلركة يف وآثارها والتكوين الدرس مراكز عبد اهللا املرابط الترغي، 104 .120ص:، 1997، أبريل 327، ع: دعوة احلق، هـ 1139-1082 إمساعيل،

.41ص: مرجع سابق، ،القتفاء األثرنفيسة الذهيب، من مقدمة حتقيقها 105 .28اآلية: ، رعدسورة ال 106 .117ص: ، 1، ج:ماء املوائد 107

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

36

. 20ص: املصدر نفسه، 108 .1098ص: ، 4ج: املصدر نفسه، 109، 1منشورات الس البلدي مبدينة مكناس، ط: كاية والربكة،املتخيل والقدسي يف التصوف اإلسالمي؛ احلامليلودي شغموم، 110

.86، ص: 1991أخربين شيخنا مجال الدين اهلندي النقشبندي أن شيخه الشيخ آدم ما ذكره العياشي يف رحلته حيث قال: " ،من أمثلة ذلك 111

أن كلبا كان يتبع الشيخ يف ،ذلك كان لقوة حاله رمبا سرى مدده يف بعض العجماوات. قال: ومن عنه النقشبندي رضي اهللاأسفاره ويالزم حمله، وال يعرف أحد من أين هو. قال: وسافرنا إىل مكة وتبعنا، فأخذه بعض الفقراء وربطه إىل شجرة بالبادية

ن ذلك بعدما ذهبت الرفقة، فلم يشعروا إال وهو معهم يف مكة. قال: وغار منه بعض الفقراء وأنفوا منه، فقتله. فكانوا يرون أ .676-675، ص:3، ج: ماء املوائدالكلب حصل من الشيخ التفات إليه يف بعض أحواله الغالبة عليه". ينظر:

.135، ص: 1ج: ماء املوائد، 112 .185ص: املصدر نفسه، 113 .356، ص: 2ج: املصدر نفسه، 114ل ذلك ما قاله الساحلي املالقي األندلسي (ت هذا املبدأ ال يقتصر على أيب سامل فحسب وإمنا هو ظاهرة عند الصوفية، ومثا 115

هـ) بعدما ذكر مجلة من كرامات الصوفية، كاملشي على املاء والرقي يف اهلواء: "وليس ذلك كله ببعيد وال نكري على أولياء 754تح: عبد الرحيم العلمي، الساحلي املالقي،أليب عبد اهللا بغية السالك يف أشرف املسالك اهللا تعاىل الذين أقامهم احلق به". ينظر:

.506ص:، 2ج: ،2003منشورات وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، اململكة املغربية، .526، ص: 2، ج:ماء املوائد 116 .527ص: ،املصدر نفسه 117 .1285 ، ص:4ج: ،املصدر نفسه 118 .548، ص: 2ج: ،املصدر نفسه 119 .550ص: ،املصدر نفسه 120ونعت ذلك باخلرافات الغريبة، ، يف دفن نوى التمر )هـ1072 ت(علي بن اجلمال الشافعيمل يقلد الشيخ من األمثلة أنه 121

.849، ص:3، ج:ماء املوائدينظر التفاصيل ضمن: .884، ص: 3ج:، املصدر نفسه 122 .1149ص: ،4ج:، املصدر نفسه 123 .182ص: ،1ج:، املصدر نفسه 124 .182ص: ، املصدر نفسه 125 والصفحة نفسهما. املصدر 126 .331ص: املصدر نفسه، 127 .456ص: ، 2ج: ، املصدر نفسه 128 .291، ص: املصدر نفسه 129 املصدر والصفحة نفسهما. 130 .401 -365صص: ،2ينظر: املصدر نفسه، ج: 131 .401 -393صص: ،2ج:، املصدر نفسه 132

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

37

.409-404: ص، صاملصدر نفسه 133 .403- 402ص: املصدر نفسه، 134 .320، ص: املصدر نفسه 135فلنذكرمها تربكا وإعالما بقدر قائلهما وإظهارا ملرتلته يف علم البالغة، وإشادة برفعة . وقوله أيضا: "522ص: ،املصدر نفسه 136

.661، ص: 3، ج: املصدر نفسهقدره يف نادي أهل الرباعة". .920، ص: املصدر نفسه 137 .1160، ص: 4، ج: املصدر نفسه 138 شركة، دراسة حتليلية ألهم التطورات السياسية وخمتلف املظاهر احلضارية :املغرب يف عهد الدولة السعديةالكرمي كرمي، عبد 139

، الفوائد اجلمة، هـ)1060(ت . نقال عن: عبد الرمحن التامناريت328ص: ، 1978 ،3، ط: الدار البيضاء ،والنشر الطبع .194ص: )،513وخ. حس ( )،1420(د طوط باملكتبة الوطنية بالرباطخم

.5، ص: 1، ج: ماء املوائد 140 .12، ص: املصدر نفسه 141

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

38

الدعوى الناشئة عن حوادث السير مرور الزمان المانع من سماع في القانون األردني

محمود العدوانخير د.محمد مبروكي سعيدأ. األردن –جامعة اليرموك المسيلة جامعة

ملخصة، ويتلخص ذلك يف أن هذه العقود تعد من عقود اإلذعان اليت يتميز عقد التأمني عن غريه من العقود بأنه ذا طبيعة خاص

حبيث أنه ال ميكن لطريف العقد ، كما أن عقد التأمني يعد من عقود الغرريفرض فيها املؤمن شروط العقد على املؤمن له حتديد مقدار ما يعطيه أو ما سيأخذه.

ؤمن له الطرف الضعيف يف عقد التأمني، ومن بني هذه بناء على ذلك أورد املشرع بعض القواعد اليت دف حلماية املبثالث سنوات اليت تبدو أا ليست مدة مرور الزمان املانع من مساع الدعوى الناشئة عن حوادث السريالقواعد حتديد

باملدة الطويلة، وهذا ما يترجم توجهات املشرع يف محاية الطرف الضعيف يف العقد. Résumé

Le contrat d’assurance se distingue d’autres contrats par sa nature particulière qui peut se résumer en ce qu’il est à la fois synallagmatique où l’assureur impose à l’assuré les conditions contractuelles et aléatoire puisque les parties contractantes ne pourraient en déterminer les gains et les pertes. En vertu de ce qui précède et afin de protéger l’assuré, partie faible, le législateur a mis en place dans le contrat d’assurance des règles en sa faveur dont on peut citer celle stipulant que les actions nées du contrat d’assurance se prescrivent par une durée de trois ans et confirmant l’intention du législateur visant à protéger la partie faible du contrat bien que la durée fixée semble courte.

مقدمةمن، يف احلرص على استقرار املعامالت تكمن احلكمة من عدم مساع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني مبضي مدة من الز

وتثبيت املراكز القانونية، فال يتصور ترك اال مفتوحا للمطالبة حبق نشأ عن عقد التأمني، بل إنه من املستحسن عدم لطرف إطالة هذه املدة اليت جيوز فيها املطالبة ذا احلق، وكما هو معلوم إن نظام التأمني اإللزامي للمركبات جاء حلماية ا

الضعيف يف هذه العالقة التعاقدية، فأقر له محاية خاصة تكفل له احلق يف املطالبة يف مدة معقولة تتالءم مع طبيعة احلق املطالب به.

ومن هذا اجته املشرع األردين إىل وضع مدة تكفل حتقيق التوازن بني املصاحل املختلفة للمؤمن واملؤمن له، حبيث ال تؤدي رر مضى على وقوعه فترة طويلة، ويف نفس الوقت أال تؤدي إىل السقوط السريع حلق املؤمن له يف إىل حتمل عبء ض

مساع دعواه." أنه:واليت تنص على 1976لسنة 46) من القانون املدين رقم 932ويف هذا اإلطار أقر املشرع األردين نص املادة (

اء ثالث سنوات على حدوث الواقعة اليت تولدت عنها، أو على ـ ال تسمع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني بعد انقض1 علم ذي املصلحة بوقوعها.

ـ وال يبدأ سريان هذا امليعاد يف حالة إخفاء املؤمن له البيانات املتعلقة باخلطر املؤمن منه أو تقدميه بيانات غري صحيحة 2 إال من تاريخ علم املؤمن بذلك."

يف هذه الدراسة هو البحث يف دعاوى التأمني اليت تنشأ واملهم على مجيع عقود التأمني،ق ما ورد يف نص هذه املادة ينطبوفق نظام التأمني اإللزامي للمركبات، ومنها دعاوى الرجوع اليت ميارسها املؤمن له ضد املؤمن يف حالة مل تقم بدفع

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

39

حالة رجوع املؤمن على املؤمن له، ويثبت هذا التعويض احملكوم به للمضرور، وترك املضرور ينفذ على املؤمن له، أو يفاحلق يف حالة قيام شركة التأمني بتأدية مبلغ التعويض للمضرور، وأال يرتكب املؤمن له أحد املخالفات اليت تؤدي إىل

سقوط حقه بالضمان.اوى ختضع ملرور الزمن إذا يسري على دعاوى الرجوع ما يسري على الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني، أي أن هذه الدع

) املذكورة أعاله، ثالث سنوات، وهذا ما سيتم حبثه من خالل هذه 932املانع من مساع الدعوى املنصوص عليه باملادة ( الدراسة.

يثري هذا املوضوع مجلة من التساؤالت، مما يستلزم طرح اإلشكالية التالية:وأمني؟، وما هي الطبيعة القانونية ملرور الزمن املانع من مساع دعاوى ما املقصود مبرور الزمن املانع من مساع دعاوى الت

التأمني؟، وما هي أحكام مرور الزمن املانع املتعلقة بدعاوى الرجوع الناشئة عن التأمني اإللزامي حلوادث املركبات؟بسقوط حق املطالبة، ودراستنا احلقوق وااللتزامات الناشئة عنه تنقضيزامي هو من العقود الزمنية، وعقد التأمني اإللف

تتمحور حول مرور الزمان املانع من مساع الدعاوى الناشئة عن حوادث السري، لذلك جيب أن نبني تعريف وطبيعة مرور الزمان املانع (مرور الزمان الثالثي) من خالل مبحث أول يتحدث عن التنظيم القانوين ملرور الزمن املانع من مساع دعاوى

من مث مبحث ثاين نتناول فيه مرور الزمن املانع املتعلق بدعاوى الرجوع من خالل البحث يف أحكام مرور الزمن التأمني، و املانع املتعلق بدعاوى الرجوع، واآلثار اليت تترتب على ذلك.

املبحث األول: التنظيم القانوين ملرور الزمان املانع من مساع دعاوى التأمنيمن مساع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني، كان لزاما علينا البحث يف مفهومه و املانع لدراسة موضوع مرور الزمان

أساسه القانوين دون إغفال الطبيعة القانونية ملرور الزمان املانع من مساع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني وهذا ما سيتم بيانه من خالل ما يلي

ع من مساع الدعوىاملطلب األول: مفهوم مرور الزمان املانجاءت حلماية احلق، ولوضع قاعدة تستقر عليها فكرة مرور الزمان املانع أو ما يعرف يف بعض التشريعات بالتقادم

املعامالت ومحاية الطرف الضعيف يف العالقة التعاقدية، ومن هنا تربز أمهية فكرة مرور الزمان املانع. مساع الدعوى الفرع األول: تعريف مرور الزمان املانع من

) أي مضى على وجوده مدة طويلة، فمصطلح التقادم طالح اللغويني هو من قدم الشيء (بضم الدالالتقادم حسب اص .)1(يراد به الزمان الطويل

مرور زمن معني على دين لشخص دون أن يطلبه طلبا معتربا، أو على وعرف الشيخ مصطفى الزرقاء التقادم بأنه: " " وحتديد املدة الزمنية اليت خيضع هلا التقادم مسقطا كان أم خيصه بشرائط يعينها القانون حقا عينيا الحيازته شيئا أو

.)2(مكسبا يعود إىل املشرع، وغالبا ما تكون مدة طويلة، ولكن قد ختتلف طوال أو قصرا حبسب نوع احلق د العمل يف قانون العمل األردين نصت الفقرة ب من فبالنسبة ملدة مرور الزمان املانع فيما خيص الدعاوى الناشئة عن عق

) على أن مدة مرور الزمان املانع من مساع الدعوى هي سنتني من تاريخ نشوء سبب املطالبة بتلك احلقوق، 138املادة ( املدين ) من القانون 932أما بالنسبة لدعاوى التأمني فهي ختضع ملرور الزمان املانع الثالثي وذلك حسب نص املادة (

األردين.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

40

ومرور الزمان املانع من مساع الدعوى هو مضي مدة معينة حددها القانون على استحقاق الدين، دون أن يطالب به الدائن، ويترب على ذلك سقوط املطالبة باحلق، وقد أطلق املشرع األردين تسمية مرور الزمان املانع من مساع الدعوى

، بينما جند أن اصطالح التقادم هو املألوف يف غالبية القوانني الوضعية األخرى، )3(اإلسالميعلى التقادم تأثرا منه بالفقه أخذ القانون املدين األردين مبرور الزمان باعتباره وسيلة و، "prescription"ومصطلح التقادم هو ترمجة للمصطلح الفرنسي

) وتتضمن هذه املواد أحكام مرور الزمان. 464 - 449النقضاء املطالبة باحلق، وجاء النص عليها يف املواد ( انتهج القانون املدين األردين ج املذهبني املالكي واحلنفي من أن احلق ال يسقط مبرور الزمان، ولكن الدعوى اليت حتميه و

1674 هي اليت ال تسمع، وذلك استنادا إىل احلديث الشريف :"ال يبطل حق امرئ مسلم وإن قدم"، وقد جاءت املادة ".احلق ال يسقط بتقادم الزمان ...من جملة األحكام العدلية لتؤكد على ذلك بقوهلا :"

واالعتبارات اليت أدت إىل منع مساع الدعوى مبرور الزمان هي كون أن سكوت الدائن عن املطالبة حبقه يعترب قرينة على بالتزامه فإنه قد يكون من الصعب إثبات ذلك بعد مرور مدة أنه استوفاه، باإلضافة إىل أنه ويف حالة قيام املدين بالوفاء

طويلة من الزمن، وبالتايل فإن القانون يعفي املدين من إثبات قيامه بالوفاء فعال بعد مرور مدة معينة، وكذلك فإن سكوت على إقرار من الدائن الدائن طوال هذه املدة وعدم مطالبة املدين بالوفاء من غري أن يوجد عذر مينعه من ذلك، فهذا يدل

بعدم أحقيته يف املطالبة، سواءا لكونه قد استوىف حقه أو أنه قد أمهل يف املطالبة ذا احلق، و بالتايل وجب رفض دعواه يف وعلة ذلك أن إثبات الدفع بعد كلتا احلالتني، هذا ما ورد يف املذكرة اإليضاحية للقانون املدين األردين اليت تنص على أن "

املدة قد ال يكون ميسورا بسبب نسيان الشهود أو وفام كما أن ختلف الدائن عن املطالبة بدون عذر يتضمن إقرارا هذه ...". بعدم أحقيته باملطالبة

هدف املشرع من وراء األخذ مبرور الزمان املانع من مساع الدعوى كوسيلة لدفع املطالبة باحلق هو تفادي النظر يف صل فيها بالنسبة للمحاكم، وذلك راجع لصعوبة معرفة احلقيقة يف احلقوق املدعى ا بعد مضي مدة منازعات يصعب الف

طويلة دون املطالبة ا. الفرع الثاين: أساس مرور الزمان املانع من مساع الدعوى

ق بعد مدة من الزمن، األساس الذي بين عليه مرور الزمان املانع من مساع الدعوى هو ضرورة استقرار املعامالت واحلقوولتحديد هذا األساس الذي نبين عليه مرور الزمان املانع من مساع الدعوى أمهية كربى يف إثبات الدين، فإذا كان أساس مرور الزمان مبين على قرينة الوفاء، فاملدين يف هذه احلالة ال يستطيع التمسك به إذا مل تستقم هذه القرينة، كما يف حالة

ن باحلق الذي خيضع ملرور الزمان أو أنه مل يقم بالوفاء به، فهذا اإلقرار بعد اكتمال مدة مرور الزمان يهدم لو أقر املدي) من 449وينايف فكرة أن قرينة الوفاء هي أساس الذي يقوم عليه مرور الزمان املانع من مساع الدعوى، تنص املادة (

رور الزمان ولكن ال تسمع الدعوى على املنكر بانقضاء مخس عشرة احلق ال ينقضي مبالقانون املدين األردين على أن:" ، وهذا ما أكدته جملة األحكام )4("، فإذا أخذنا مبفهوم املخالفة فهذا يعين أن الدعوى باحلق تسمع على املقرسنة ...

.)5() 1674العدلية يف املادة (ات فقط، فبإقرار املدين بالدين بعد مرور مدة الزمان املانع من على ما سبق قرينة الوفاء ال خترج عن كوا وسيلة لإلثب بناء

مساع الدعوى، فإن احلق يبقى قائما للمطالبة به.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

41

يف حالة وضعنا أساس مرور الزمان املانع على فكرة منع تراكم الديون، فإنه يكون للمدين التمسك به حىت لو اعترف أنه فإقرار املدين بعدم الوفاء ال يهدم فكرة مرور الزمان املانع من مساع الدعوى املبين ، )6(مل يقم بالوفاء باحلق الدوري املتجدد

. )7(على فكرة تراكم الديون، ألن يف ذلك إرهاق املدين للوفاء ا، وال ميكن له حتمل اون الدائن يف املطالبة ني مها قرينة الوفاء وعلى منع تراكم الديون، مما أساس مرور الزمان يف القانون املدين األردين يرتكز على أساسنستنتج أن

يعين ازدواجية األساس الذي يقوم عليه. املطلب الثاين: طبيعة مرور الزمان الثالثي املانع من مساع الدعوى

دة، إن مرور الزمان الثالثي الذي ختضع له الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني يتميز بأنه ذو طبيعة خاصة أي أنه قصري املال تسمع الدعاوى الناشئة ) من القانون املدين األردين اليت تنص على أن:" 932استنادا إىل الفقرة األوىل من نص املادة (

"، عن عقد التأمني بعد انقضاء ثالث سنوات على حدوث الواقعة اليت تولدت عنها أو على علم ذي املصلحة بوقوعهاالثالثي إال الدعاوى اليت يكون مصدرها عقد التأمني، وهذا ما تضمنه حكم حمكمة وبالتايل ال خيضع ملرور الزمان املانع

من القانون املدين قد نصت على 932/1ويف ذلك جند أن املادة على أنه :" 2006لسنة 1837التمييز يف قرارها رقم دوث الواقعة اليت تولدت عنها أو تسمع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني بعد انقضاء ثالث سنوات على ح ال ما يلي: (

علم ذوي املصلحة بوقوعها)وحيث أن اجتهاد حمكمة التمييز قد جرى يف تفسري هذه املادة منذ صدور قرار حمكمة التمييز يئتها العامة رقم

وبأن احلق الذي يطالب به املدعيان قد نشأ عن الفعل الضار وليس عن عقد التأمني 25/02/1988تاريخ 920/87فإن مرور الزمن على الدعوى الناشئة عن عقد التأمني اليسري على دعوى املضرور بالتعويض عن الفعل الضار ألنه ليس طرفا يف العقد املذكور، ذلك أن الدعوى الناشئة عن عقد التأمني هي اليت تكون للمؤمن أو املؤمن له وهذه الدعاوى ال

.)8("تشمل دعوى املدعي كمضرور سيتم البحث يف طبيعة مرور الزمان املانع الثالثي، والدعاوى اخلاضعة له، مع التركيز على دعاوى الرجوع.لبيان ذلك

الثالثي األول: طبيعة مرور الزمان املانع الفرع مت اإلشارة سابقا إىل أن هناك بعض احلقوق ختضع ملرور الزمان املانع القصري، وما يقتضي ذلك هو طبيعة هذه احلقوق اليتجتعل املشرع يقر هلا أحكام خاصة تتعلق باملدد، وهذا ما نالحظه يف أن الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني إذ أخضعها ملرور الزمان املانع الثالثي، كما أساسنا سابقا مرور الزمان املانع لسماع الدعاوى على أنه يقوم على فكرتني مها قرينة

طبق على مرور الزمان املانع الثالثي إذ أنه ال يقوم على قرينة الوفاء وإمنا على قرينة ين الوفاء ومنع تراكم الديون، هذا المنع تراكم الديون ويف هذا محاية للطرف الضعيف يف عقد التأمني وهو املؤمن له، بوضع حد ملا ميكن مطالبته من ديون

سابقة.تعلق بالنظام العام ال جيوز خمالفتها، وسند ذلك نص املادة مرور الزمان املانع الثالثي يقوم على أسس تفعلى ما تقدم بناء

) من القانون املدين األردين اليت جاءت آمرة، فاملشرع األردين أراد بنص هذه املادة اليت حتكم مرور الزمان املانع 932( الثالثي أن يستجيب إىل دواعي إنسانية تستلزم ذلك.

عد العامة بتحديده ملدة مرور الزمان املانع من مساع الدعاوى الناشئة عن عقد ذا احلكم املشرع األردين خرج عن القواالتأمني بثالث سنوات، ولكن هذا اخلروج له ما يربره وجيب أن يفهم بالشكل الصحيح ألننا نتعامل مع عقد يكون طرفيه

ن حوادث املركبات ال جند ما يسعفنا غري متساويني من حيث املراكز القانونية، بالرجوع كذلك لنظام التأمني اإللزامي م

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

42

) ) من 932يف أحكام مرور الزمان املانع للدعاوى اليت حيكمها هذا النظام، فكان لزاما علينا الرجوع إىل نص املادة القانون املدين وتطبيق أحكامها.

الثالثي أمني اخلاضعة ملرور الزمان املانعالفرع الثاين: دعاوى التالناشئة عن عقد التأمني يف جمملها ختضع ملرور الزمان املانع الثالثي، وهذا ما تنص عليه الفقرة األوىل مت بيان أن الدعاوى

) أعاله.932من نص املادة (يقصد بالدعاوى الناشئة عن عقد التأمني تلك الدعاوى اليت يوجد سببها يف العالقات العقدية بني املؤمن واملؤمن له، و

لتأمني املتعلق باملطالبة باألقساط املستحقة، ودعاوى إاء العقد بالبطالن أو الفسخ أو ومثال ذلك دعاوى شركة االتعويض واليت تنشأ عن إخالل املؤمن له بالتزامه باإلدالء بالبيانات املتعلقة باخلطر أو تفاقمه أو اإلبالغ عن وقوع

وع الكارثة املؤمن منها، كما ختضع لنفس احلكم دعاوى الكارثة، وكذلك دعاوى املؤمن له باملطالبة مببلغ التأمني عند وق .)9(املستفيد من التأمني ألا تنشأ مباشرة عن عقد التأمني طبقا لقواعد االشتراط ملصلحة الغري

كما ختضع لذلك دعاوى الرجوع اليت ميارسها املؤمن أو املؤمن له يف رجوعهم على بعضهم البعض، هذه الدعاوى التأمني اإللزامي على املركبات، فللمؤمن له الرجوع على املؤمن يف حالة قيامه بدفع التعويض إىل أجازها املشرع يف

املضرور، تنفيذا حلكم قضائي أو بناءا على تسوية أو صلح مقبولني من جانب شركة التأمني، أو يف حالة أحقية املؤمن يف عليه بشأن استعمال املركبة املؤمن عليها أو قيادا، بشرط الرجوع على املؤمن له إذا خالف أي من الواجبات املفروضة

، وسيتم )10(قيام املؤمن بدفع التعويض املقرر وأن تتحقق أسباب الرجوع، هذه الدعاوى ختضع ملرور الزمان املانع الثالثي .)11(بيان ذلك الحقا

ة عن عقد التأمني وإمنا تستند إىل احلق يف كما استقر الفقه على أن الدعوى املباشرة اليت يرفعها املضرور ليست ناشئالتعويض الذي نشأ للمضرور من الفعل الضار، وبالتايل فهذه الدعوى التسري عليها مدة مرور الزمان املانع اخلاص بعقد التأمني وهي ثالث سنوات، بل ختضع للقواعد العامة، وعليه فإن من حق املضرور إدخال املؤمن يف الدعوى ضمن مدة

وال تسمع ) من القانون املدين اليت تنص على :" 272ور الزمان املانع الطويل الذي نصت عليه الفقرة الثالثة من املادة (مر"، كما جيب اإلشارة إىل أن املشرع دعوى الضمان يف مجيع األحوال بانقضاء مخسة عشر سنة من يوم وقوع الفعل الضار

امللغى أورد 2001) لسنة 32سؤولية املدنية والناشئة عن حوادث املركبات رقم (األردين يف نظام التأمني اإللزامي من املنصا حدد فيه مدة مرور الزمان املانع من مساع الدعوى املباشرة بثالث سنوات، حيث نصت على ذلك الفقرة (أ) من

ال حيتوي على نص مثيل 2010) لسنة 12، إال أن النظام اجلديد للتأمني اإللزامي للمركبات رقم ()12() 19املادة (أ) من النظام القدمي، وهذا ما يربر أن املشرع األردين سعى لتطبيق القواعد العامة على هذه الدعوى -19للمادة (

وإخضاعها ملرور الزمان الطويل أي مخس عشرة سنة.على فكرة قرينة الوفاء وهذه القرينة تنبين طبيعة مرور الزمان املانع الثالثي من مساع الدعاوى الناشئة عن عقد التأمني إذا

هي قرينة بسيطة ميكن إثبات عكسها، أما فيما خيص فكرة منع تراكم الديون فهي ال تنطبق مع طبيعة عقد التأمني اإللزامي والدعاوى الناشئة عنه، واهلدف من ذلك احلفاظ على استقرار املعامالت واملراكز القانونية، أما فيما خيص

ختضع ملرور الزمان املانع الثالثي فهي الدعاوى اليت تنشأ من العالقة التعاقدية عن عقد التأمني، باإلضافة إىل الدعاوى اليتأن دعوى الرجوع اليت ميارسها املؤمن له أو املؤمن ختضع لنفس املدة املقررة وهي ثالث سنوات، وكذلك احلال بالنسبة

للدعوى املباشرة اليت ميارسها املضرور.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

43

بحث الثاين: مرور الزمان املانع املتعلق بدعاوى الرجوعاملختضع دعاوى الرجوع الناشئة عن عقد التأمني ملرور الزمان الطويل والقصري وهي مخس عشرة سنة أو ثالث سنوات ،

) (272وهذا ما أشارت إليه املواد ( )932) و ) من القانون املدين األردين، وهي مدد ختضع للوقف 449و قطاع، كما أنه ال جيوز االتفاق على تعديلها، كما أا قد ختتلف عن القواعد العامة يف طريقة حساا، ويترتب على واالن

اكتمال مدة مرور الزمان املانع آثار على احلق املطالب به، وهذا ما سيتم بيانه من خالل ما يلي: الرجوع دعاوى على دعاوىالاملطلب األول: تطبيق مرور الزمان املانع من مساع

يرتب عقد التأمني بني املؤمن واملؤمن له التزامات وحقوق، لذا فال بد للحق أن يكون له دعوى حتميه وهي دعوى الرجوع، واليت تأخذ صورا ثالث هي:

الفرع األول: دعوى املؤمن له بالرجوع على شركة التأمنيويض، وقيام هذا األخري بأداء التعويض إىل املضرور، وذلك إما تنفيذا تتحقق هذه احلالة عند مطالبة املضرور املؤمن له بالتع

) من نظام التأمني 15استنادا للمادة ( وذلك حلكم قضائي أو بناءا على تسوية أو صلح مقبول من جانب شركة التأمني،املؤمن ويرجع عليه بالضمان ، ويف هذا الفرض جيوز للمؤمن له االستناد لعقد التأمني الذي يربطه ب)13(اإللزامي للمركبات

، وشركة التأمني مبقدورها التخلص من التزامها اجتاه املؤمن )14(الناتج عن هذا العقد ليطالبه بالتعويض الذي أداه للمضرور) ) من القانون املدين األردين اليت 932له من خالل الدفع مبرور الزمان املانع الثالثي الذي جاء النص عليه يف املادة

املدة بثالث سنوات على اعتبار أن هذا االلتزام حيكمه عقد التأمني، وبالتايل خيضع يف أحكامه ملا ورد من أحكام حددت عامة منظمة لعقد التأمني يف القانون املدين األردين، حيث أن حمكمة التمييز أوردت يف هذا الشأن العديد من القرارات

ويف ذلك جند أن عالقة املؤمن له باملؤمن وحق بالقول أن:" 16/12/2012بتاريخ 2012لسنة 3603كالقرار رقم األول بالرجوع على الثاين هي مسؤولية عقدية ناشئة عن عقد التأمني املربم بينهما والساري املفعول وقت وقوع احلادث،

.)15(") من القانون املدين932وأن التقادم يف هذه املسؤولية حمكوم بنص املادة ( رجوع املؤمن على املؤمن له دعوى: الفرع الثاين

يف األصل إن قيام املؤمن بأداء التعويض إىل املضرور هو تنفيذ التزامه بضمان مسؤولية املؤمن له، ومن مثة ال جيوز للمؤمن الرجوع على املؤمن له مبا أداه من تعويض للمضرور، غري أنه حيق للمؤمن الرجوع على املؤمن له إذا خالف أي من

) من نظام 16جبات املفروضة عليه بشأن استعمال املركبة املؤمن عليها وقيادا وهذه احلاالت واردة يف نص املادة (الواع على املؤمن له السترداد ما ، وبالتايل تلتزم شركة التأمني بتعويض املضرور ومن مثة الرجو)16(التأمني اإللزامي للمركبات

دفعته، وهذه الدعوى اليت ترجع ا شركة التأمني على املؤمن له حيكمها القانون وليس عقد التأمني، وهذا ما استقرت بتاريخ 2010لسنة 78عليه حمكمة التمييز يف العديد من قراراا، حيث أنه جاء يف قرار حملكمة التمييز رقم

) من القانون املدين أنه جيوز للمؤمن أن حيل حمل املؤمن له ملا 926ن املقرر مبقتضى املادة (مأنه :" 13/02/2010دفعه من ضمان عن ضرر يف الدعاوى اليت تكون للمؤمن له قبل من تسبب يف الضرر الذي جنمت عنه مسؤولية املؤمن،

من أزواجه وأصهاره، أو من يكونون له يف ما مل يكن من أحدث الضرر غري املتعمد من أصول أو فروع املؤمن له، أو معيشة واحدة، أو شخصا يكون املؤمن له مسؤوال عن أفعاله.

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

44

إن مصدر احلق املطالب به يف دعوى احللول حمل املؤمن له مصدره القانون املدين وليس الفعل الضار وقواعد املسؤولية (التقصريية، مما ينبين عليه أن تلك الدعوى ختضع ألحكام التق ) من القانون 449ادم الطويل املنصوص عليه يف املادة

.) من القانون ذاته."272املدين، وليس التقادم املنصوص عليه يف املادة (ال ينقضي ) من القانون املدين األردين، اليت تنص على إنه :" 449وعليه فهي ختضع ملرور الزمان املنصوص عليه يف املادة (

ال تسمع الدعوى به على املنكر بانقضاء مخس عشرة سنة بدون عذر شرعي مع مراعاة ما احلق مبرور الزمان ولكن .."وردت فيه أحكام خاصة

يستفاد من نص املادة أعاله أن دعوى رجوع املؤمن على املؤمن له ختضع ملرور الزمان املانع طويل املدة.على املؤمن له هو املسؤولية العقدية، ال دعوى حلول غري أن هناك جانب من الفقه يرى بأن أساس دعوى رجوع املؤمن

اليت يكون فيها الوفاء من شخص غري املدين، املشرع وضع املؤمن يف خانة املدين امللزم بتعويض الغري عن الضرر الذي أصابه.

كبات جاء ليحقق يرى الباحث أن أساس رجوع املؤمن على املؤمن له هو عقد التأمني، إن نظام التأمني اإللزامي للمر العدالة وإقامة التوازن بني حقوق والتزامات طريف عقد التأمني، فقد أجاز املشرع للمؤمن مبوجب الفقرة (ب) من املادة

) من النظام الرجوع على املؤمن له السترداد ما أداه من تعويض إىل املتضرر، هذا احلكم ال يؤثر على العالقة 17(له باملؤمن من كوا عالقة عقدية، ألن للمشرع غاية أراد حتقيقها بعدم ترك األمر حملض إرادة التعاقدية اليت تربط املؤمن

الطرفني.مادام عقد التأمني هو الذي حيكم العالقة بني الطرفني، فإن إخالل املؤمن له ذه االلتزامات يعين إخالله بقانون العقد، مما

ذلك هي دعوى شخصية، اهلدف منها استرداد احلق بالنسبة إىل املؤمن يقتضي مسؤولية عقدية، والدعوى الناشئة عن وإيقاع اجلزاء بالنسبة إىل املؤمن له الذي أخل بشروط عقد التأمني.

على الغري املسؤول عن احلادث الفرع الثالث: دعوى رجوع املؤمنداء التعويض للمضرور، وجيوز هلا أن ترجع على تتحقق هذه احلالة إذا قام الغري حبادث فإن شركة التأمني ال تعفى من أ

(ب) من املادة )17(حمدث الضرر السترداد ما مت أداؤه من تعويض من نظام التأمني 16، وهذا ما تنص عليه الفقرة اإللزامي للمركبات، وأساس هذه الدعوى هو املسؤولية عن الفعل الضار، وبالتايل فهي ختضع ملرور الزمان املانع طويل

) من القانون املدين األردين.272دة، املنصوص عليه يف نص املادة (املدعاوى الرجوع اليت ميارسها املؤمن له أو املؤمن ختتلف مدة مرور الزمان املانع من مساعها على حسب بناء على ما سبق ف

مدة مرور الزمان املانع من األساس الذي تقوم عليه، فدعوى رجوع املؤمن له على املؤمن أساسها عقد التأمني وبالتايل) من القانون املدين، أما دعوى رجوع املؤمن على املؤمن له أساسها هو القانون وعليه 932مساعها ختضع ألحكام املادة (

) من القانون املدين، أما فيما خيص دعوى رجوع املؤمن 449مدة مرور الزمان املانع من مساعها ختضع ألحكام املادة ( ) من القانون املدين.272يل نطبق عليها حكم املادة (ارر أساسها هو الفعل الضار وبالتعلى حمدث الض

املطلب الثاين: أحكام مرور الزمان املانع من مساع دعاوى الرجوع إن دراسة أحكام مرور الزمان املانع لدعاوى الرجوع يتطلب منا البحث يف ما يلي:

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

45

مان املانعل مدة مرور الزالفرع األول: مدى جواز االتفاق على تعديمدة مرور الزمان املانع الثالثي لدعاوى الرجوع يقوم على اعتبارات متعلقة بالنظام العام، وذلك من أجل محاية الطرف الضعيف يف عقد التأمني، إن جواز تعديل مدة مرور الزمان املانع يعطي األفضلية للمؤمن على املؤمن له، ويتحقق ذلك

بتعديل املدة لصاحله، حبيث ال تسمع دعاوى املؤمن له سريعا ويف فترة قصرية، وتبقى دعاوى املؤمن مدة بقيام املؤمن .)18(طويلة

القانون املدين األردين مل يرد فيه نص خاص يف األحكام العامة لعقد التأمني يشري إىل جواز االتفاق على تعديل مدة مرور ) 463مما يتطلب الرجوع للقواعد العامة الواردة يف الفقرة األوىل من نص املادة (الزمان املانع املقررة لدعاوى الرجوع،

"، :".... ال جيوز االتفاق على عدم جواز مساع الدعوى بعد مدة ختتلف عن املدة اليت حددها القانوناليت تنص على إن نع الثالثي أو تقصريه أيا كان الشخص الذي له استنادا إىل هذا النص فإنه ال جيوز االتفاق على إطالة مدة مرور الزمان املا

. )19(مصلحة يف ذلك، سواء كان املؤمن أو املؤمن له الفرع الثاين: بدء نفاذ مرور الزمان املانع

) 932وضع املشرع األردين قاعدة عامة لبدأ نفاذ مرور الزمان املانع الثالثي للدعاوى الناشئة عن عقد التأمني يف املادة (مدين أردين، مث أورد بعض االستثناءات، وعليه ميكن القول أن هناك قاعدة عامة حتكم مبدأ نفاذ مرور الزمان املانع قانون

) و اليت حتدد مرور الزمان املانع الثالثي للدعاوى الناشئة عن عقد التأمني، مل تشر إىل 932الثالثي، نالحظ أن املادة (ع دعوى الرجوع، ففي هذه احلالة ال يبدأ نفاذ مدة ثالث سنوات إال من اليوم وقت بدأ نفاذ مرور الزمان املانع لسما

الذي يستويف فيه الغري التعويض من املؤمن له أو املؤمن، وجدير بالذكر أن هذه احلالة اليت مل ينص عليها املشرع األردين تبدأ املدة املقررة لعدم تنص على إنه: " ) من القانون املدين األردين اليت 454صراحة ميكن استنباطها من نص املادة (

مساع الدعوى مبرور الزمان من اليوم الذي يصبح فيه احلق مستحق األداء ومن وقت حتقق الشرط إذا كان معلقا على ".شرط ومن وقت ثبوت االستحقاق يف دعوى ضمان االستحقاق

جند أن حمكمة بقوهلا:" 23/12/2009 بتاريخ 2009لسنة 2226ورد يف هذا الشأن قرار حملكمة التمييز رقم وأن دعواه 11/04/2002االستئناف توصلت بقرارها إىل أن املدعي قد علم احلادث الذي تولدت عنه الدعوى بتاريخ

) من القانون املدين.932واحلالة هذه تغدو غري مسموعة النقضاء ثالث سنوات على علمه بوقوع احلادث طبقا للمادة (ن املدعي يستند بدعواه إىل أنه قد دفع نفقات ومصاريف عالج الشخص املصاب الذي استمرت معاجلته وجتد حمكمتنا أ

، واملدعي مؤمن له وعالقته باملدعى عليها 05/10/2004حىت تاريخ " لوزميال" حسب الكشف األخري من مستشفى ) من 932تأمني باملعىن املقصود يف املادة (ناشئة عن عقد التأمني، وذا فإن الدعوى املاثلة هي دعوى ناشئة عن عقد

القانون املدين، إال أن حق املدعي يف الرجوع على شركة التأمني مبا دفعه من نفقات ومصاريف عالج ال يثبت إال بثبوت مسؤوليته عن احلادث، وذلك من خالل القضية اجلزائية املقامة من املشتكي، وهي القضية البدائية اجلزائية رقم

وبصدور احلكم يف هذه القضية 30/03/2005اليت صدر فيها احلكم وجاهيا حبق املدعي بتاريخ 1474/2004أصبح مبقدور املدعي الرجوع إىل شركة التأمني مبا دفعه من مصاريف ونفقات عالج ومل يكن مبقدوره حتريك الدعوى

كم جزائي على النحو الذي أشرنا إليه، وعليه وحيث اجتاه شركة التأمني للمطالبة ذه النفقات قبل أن تثبت مسؤوليته حبفإن مقتضى 15/04/2005وجاهيا حبق املدعي، وذا أصبح قطعيا يف 30/03/2005صدر احلكم اجلزائي بتاريخ

، وحيث أقام 15/04/2005) من القانون املدين أن تبدأ مدة مرور الزمن وهي ثالث سنوات من تاريخ 932املادة (

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

46

239، ويف نفس املضمون قرار متييزي رقم )20("فتكون مقامة ضمن مهلة ثالث سنوات 28/05/2007املدعي دعواه .)21("07/07/2011بتاريخ 2011لسنة

وقف وانقطاع مرور الزمان املانع الفرع الثالث:ة عن عقد التأمني، كما املشرع األردين مل يقم بتنظيم باقي األحكام املتعلقة مبرور الزمان املانع من مساع الدعاوى الناشئ

هو احلال يف األحكام املتعلقة بوقف وانقطاع مرور الزمان، وهذا ال يعين سوى أن املشرع أحالنا لتطبيق القواعد العامة يف . )22(القانون املدين

ادت يقصد بوقف مدة مرور الزمان املانع عدم حساب املدة اليت طرأ فيها سبب من أسباب الوقف، فإذا زال السبب عاملدة إىل النفاذ، ويترتب على ذلك أن حتسب املدة السابقة على الوقف وتضم إىل املدة الالحقة له، أما مدة الوقف فال

وال حتسب مدة قيام العذر يف ) من القانون املدين على إنه :" 457حتسب، وهذا ما تنص عليه الفقرة الثانية من املادة (، وهذا ما )23(ور الزمان املانع يتوقف كلما وجد عذر شرعي حيول بني الدائن ومطالبته حبقه"، وبالتايل فإن مر املدة املقررة

يقف مرور الزمان املانع من مساع الدعوى ) من القانون املدين األردين بقوهلا : " 457نصت عليه الفقرة األوىل من املادة ( ".كلما وجد عذر شرعي يتعذر معه املطالبة باحلق

ور الزمان يقصد به زوال كل أثر للمدة اليت انقضت منه، حبث تعترب كأن مل تكن مىت توافر سبب أما انقطاع مراالنقطاع، فإذا زال السبب الذي أدى إىل االنقطاع تبدأ مدة جديد، وانقطاع مرور الزمان املانع يف الدعاوى الناشئة عن

) من القانون املدين األردين.461-459واد (عقد التأمني خيضع ألحكام القواعد العامة الواردة يف نصوص املوبتطبيق أحكام القواعد العامة النقطاع مرور الزمان املانع يف دعاوى الرجوع يعترب انقطاعا يف حال القيام باملطالبة

مما تقدم ووفق بقوهلا :" 29/07/2012بتاريخ 2012لسنة 2341القضائية، ويف هذا ورد قرار حملكمة التمييز رقم ا استقر عليه قضاء حمكمتنا فإن املطالبة القضائية تقطع التقادم وإن تقرر ردها لعدم صحة اخلصومة فإا تعترب مطالبة م

قضائية تقطع التقادم.قاطعة للتقادم املانع وتبدأ مدة تقادم 21/12/2007املفصولة بتاريخ 307/2007وعليه فإن الدعوى البدائية رقم

، أو القيام بالتنبيه أو احلجز أو بأي عمل يقوم به الدائن للتمسك حبقه أثناء سري )24(" 21/11/2007جديدة من ، ورد حكم هلذه احلالة حملكمة التمييز رقم )26(، هذا فضال عن إقرار املدين الصريح أو الضمين بالدين )25(الدعوىقرارا ينقطع يز ضدها يشكل إعلى لسان وكيل املمفإن ما ورد بقوهلا:" 27/09/2012بتاريخ 2012لسنة 2345

) من القانون 449به التقادم وتكون الدعوى على الوجه املقدمة به خاضعة ملدة التقادم الطويل املنصوص عليه يف املادة ( .)27("املدين البالغة مخس عشرة سنة

ا السبب راجع إىل املؤمن أو أما فيما خيص أثر انقطاع مرور الزمان املانع فإنه يف حال توفر سبب من أسبابه سواء كان هذاملؤمن له يترتب عليه إلغاء املدة السابقة على االنقطاع، حبيث تبدأ مدة جديد يف النفاذ من تاريخ زوال سبب االنقطاع،

.)28(وتكون مدة مرور الزمان املانع اجلديدة مماثلة ملدة مرور الزمان القدميةانع من مساع دعاوى الرجوع أن يكون للمدين االمتناع عن الوفاء كما أنه يترتب على اكتمال مدة مرور الزمان امل

.)30(، ولكنه يتحول بالنسبة للمدين من التزام مدين إىل التزام طبيعي)29(بالدين، وهذا ال يعين أن احلق يسقط

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

47

املدين، أي أنه ال أحكام مرور الزمان املانع من مساع دعاوى الرجوع خيضع للقواعد العامة املنصوص عليها يف القانون إن جيوز االتفاق على تعديل مدة مرور الزمان املانع سواء باإلطالة أو التقصري وحىت لو كانت يف مصلحة املؤمن له، أما بدأ

سريان مدة مرور الزمان املانع يكون من التاريخ الذي يصبح فيه احلق مستحق األداء. خامتة:

ن القانون املدين مدة مرور الزمان املانع من مساع الدعاوى الناشئة عن عقد ) م932لقد حدد املشرع األردين يف املادة (التأمني بثالث سنوات، وهذه املدة ال تعترب مدة مرور زمان مانع قصري وال مرور زمان مانع طويل، لذلك ختضع لقواعد

ون املدين.خاصة، وفيما عدا ذلك ال بد من الرجوع إىل القواعد العامة املنصوص عليها يف القانوبالرجوع إىل هذه القواعد العامة جند أن دعاوى الرجوع بصورها الثالث ختتلف يف مدة مرور الزمان املانع من مساعها، فدعوى املؤمن له على املؤمن مدة مرور الزمان املانع من مساعها هي ثالث سنوات وسند ذلك كوا ناشئة عن عقد

) 272ن له فهي دعوى حيكمها القانون وختضع للقواعد العامة حسب نص املادة (التأمني، أما دعوى املؤمن على املؤممن القانون املدين األردين، ونفس احلكم ينطبق على دعوى املؤمن اجتاه حمدث الضرر فأساس هذه الدعوى هو الفعل

الضار.تعديل مدة مرور الزمان املانع، أما يربز حرص املشرع على محاية املؤمن له من خالل أنه مل جيز االتفاق على الرتول أو

فيما خيص بدأ نفاذ مدة مرور الزمان املانع فهي تكون من تاريخ احلكم بالتعويض للمضرور يف الدعوى املرفوعة ضد املؤمن له أو املؤمن، كما أن مدة مرور الزمان املانع ختضع يف أحكام الوقف واالنقطاع إىل القواعد العامة أي وجود عذر

مطالبة قضائية، إقرار املدين. شرعي،ويترتب على اكتمال مدة مرور الزمان املانع من مساع دعاوى الرجوع أن يكون للمدين االمتناع عن الوفاء بالدين، غري

من التزام مدين إىل التزام طبيعي.أن احلق ال يسقط وإمنا يتحول التزام املدين قائمة املراجع:

(دراسة موازنه)، جملة مؤتة للبحوث -) 1( غازي أبو عرايب، مرور الزمان املسقط لدعاوى التأمني يف القانون املدين األردين

.188إىل ص 159، الوصف املادي من ص 160، ص 1995والدراسات، الد العاشر، العدد األول، جامعة مؤتة، رح القانون املدين السوري نظرية االلتزام العامة، اجلزء الثاين، أحكام االلتزام يف ذاته، الطبعة األوىل، مصطفى أمحد الزرقاء، ش - ) 2(

صفحة. 528، الوصف املادي 458، ص 1964مطبعة دار احلياة، دمشق، سوريا (دراسة مقارنة)، ال - ) 3( طبعة األوىل، دار وائل للنشر، غازي خالد أبو عرايب، أحكام التأمني وفق آخر التعديالت التشريعية

صفحة. 471، الوصف املادي 403، ص2011عمان، األردن، . 458مصطفى أمحد الزرقاء، مرجع سابق، ص -) 4(

حبضور احلاكم بأن حق ) من جملة األحكام العدلية اليت تنص :" فإن أقر املدعى عليه واعترف صراحة1674أنظر املادة ( -) 5( يف احلال على الوجه الذي يدعيه وكان قد مر الزمان على الدعوى، فال يعترب مرور الزمان وحيكم مبوجب املدعى املدعي عنده

عليه".

) من القانون املدين األردين.450أنظر املادة ( -) 6(

.472ص - 466أمحد الزرقاء، مرجع سابق، ص مصطفى -) 7(

منشورات قسطاس. 02/04/2007اريخ ت 1837/2006قرار متييز (حقوق) رقم -) 8(

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

48

290، ص 2010هيثم حامد املصاورة، املنتقى يف شرح عقد التأمني، الطبعة األوىل، إثراء للنشر والتوزيع، عمان، األردن، -) 9(

صفحة. 339، الوصف املادي 291 –، الطبعة األوىل، الوراق للنشر والتوزيع، عمان، علي الطراونة، التأمني اإللزامي من حوادث املركبات (دراسة مقارنة) مراد - ) 10(

صفحة. 456، الوصف املادي 348 – 347، ص 2011األردن، من التفاصيل راجع املبحث الثاين. أكثر -) 11(

اليت /أ) :" ال تسمع الدعوى بالتعويض من املؤمن له أو الغري بعد انقضاء ثالث سنوات تبدأ من تاريخ الواقعة19املادة ( - ) 12( جنمت عنها تلك املطالبة أو من تاريخ علم ذي املصلحة بتلك الواقعة ".

) :" تعترب أي تسوية بني املؤمن له واملتضرر ملزمة لشركة التأمني إذا متت مبوافقتها خطيا أو كانت 15أنظر نص املادة ( -) 13( ملصلحته".

، الوصف املادي 499، ص 2005ملعارف، اإلسكندرية، مصر، حممد حسني منصور، أحكام قانون التأمني، منشأة ا -) 14( صفحة. 520

منشورات قسطاس. 16/12/2012تاريخ 3603/2012قرار متييز (حقوق) رقم -) 15(

) على أنه :" أـ جيوز لشركة التأمني الرجوع على املؤمن له وسائق املركبة املتسببة باحلادث السترداد ما16تنص املادة ( - ) 16( دفعته من تعويض إىل املتضرر، يف أي من احلاالت التالية:

ـ إذا كان سائق املركبة املتسببة باحلادث، عند وقوعه، غري حائز على رخصة قيادة أو على فئة رخصة قيادة لفئة املركبة اليت 1 دة خالهلا.كان يقودها أو كانت تلك الرخصة ملغاة بصورة دائمة أو معلقة ملدة ميتنع على السائق القيا

ـ إذا كان سائق املركبة املتسببة باحلادث، عند وقوعه، غري قادر على التحكم باملركبة على النحو املألوف واملتوقع من الشخص 2العادي بسبب وقوعه حتت تأثري مسكر بنسبة تزيد على احلد املسموح به لتركيز الكحول يف الدم، وفقا للتعليمات الصادرة هلذه

ى أحكام التشريعات النافذة أو بسبب وقوعه حتت تأثري املخدر أو العقار الطيب.الغاية مبقتض ـ إذا وقع احلادث بسبب استعمال املركبة يف غري األغراض املرخصة ألجلها وفق أحكام التشريعات النافذة.3ذة أو إذا استخدمت يف أغراض ـ إذا استعملت املركبة بطريقة تؤدي إىل زيادة اخلطر بسبب خمالفة أحكام التشريعات الناف4

خمالفة للقانون أو النظام العام، شريطة أن تكون تلك املخالفة، يف مجيع احلاالت السبب املباشر يف وقوع احلادث، وأن تنطوي على جنحة قصدية أو جناية.

ه الغاية.ـ إذا وقع احلادث بسبب استعمال املركبة يف تعليم قيادة املركبات ومل تكن املركبة مرخصة هلذ5 ب ـ جيوز لشركة التأمني الرجوع على سائق املركبة املتسببة باحلادث السترداد ما دفعته من تعويض يف أي من احلالتني التاليتني:

ـ إذا ثبت أن احلادث كان متعمدا من سائق املركبة املتسببة باحلادث.1 ون وجه حق.ـ إذا كان الضرر نامجا عن حادث سببته مركبة سرقت أو استعملت د2

ج ـ جيوز لشركة التأمني الرجوع على املؤمن له وسائق املركبة املتسببة باحلادث السترداد ما دفعته من تعويض إىل املتضررين من ركاب املركبة املتسببة باحلادث يف أي من احلالتني التاليتني:

ة أو مصرحا هلا بذلك.ـ استعمال املركبة لنقل األشخاص دون أن تكون مرخصة وجمهزة هلذه الغاي1ـ نقل عدد من الركاب يتجاوز احلد املسموح به وفق أحكام التشريعات النافذة، ويف هذه احلالة، يتم احتساب حق شركة 2

التأمني يف الرجوع على أساس نسبة عدد الركاب الذين تنقلهم املركبة زيادة عن احلد املسموح به إىل عدد الركاب الذين كانت بة أثناء وقوع احلادث".تنقلهم املرك

عةطباة للقابل

غري خة نس

لرابعاالعدد مجلة تاريخ العلوم

49

لؤي ماجد ذيب أبو اهليجاء، التأمني ضد حوادث السيارات (دراسة مقارنة)، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، - ) 17(

صفحة. 252، الوصف املادي 188 – 176، ص 2004 172األردين (دراسة موازنه)، مرجع سابق، ص غازي أبو عرايب، مرور الزمان املسقط لدعاوى التأمني يف القانون املدين - ) 18( - 173.

عبد القادر العطري، التأمني الربي يف التشريع (دراسة مقارنة)،الطبعة األوىل، دار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، -) 19( صفحة. 371، الوصف املادي 260، ص 2011

منشورات قسطاس. 23/12/2009تاريخ 2226/2009قرار متييز (حقوق) رقم -) 20(

منشورات قسطاس. 07/07/2011تاريخ 239/2011قرار متييز (حقوق) رقم أنظر -) 21(

.296هيثم حامد املصاورة، مرجع سابق، ص -) 22(

.179ق، ص غازي أبو عرايب، مرور الزمان املسقط لدعاوى التأمني يف القانون املدين األردين (دراسة موازنه)، مرجع ساب -) 23(

منشورات قسطاس. 25/07/2012تاريخ 2341/2012قرار متييز (حقوق) رقم -) 24(

) من القانون املدين األردين.460أنظر املادة ( -) 25(

) من القانون املدين األردين.459أنظر املادة ( -) 26(

سطاس. منشورات ق 27/09/2012تاريخ 2345/2012قرار متييز (حقوق) رقم -) 27(

.181غازي أبو عرايب، مرور الزمان املسقط لدعاوى التأمني يف القانون املدين األردين (دراسة موازنه)، مرجع سابق، ص -) 28(

) من القانون املدين األردين.449أنظر املادة ( -) 29(

. 414قارنة)، مرجع سابق، صغازي خالد أبو عرايب، أحكام التأمني وفق آخر التعديالت التشريعية (دراسة م -) 30(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

50

ثيمة العنف في المتون الروائية * الورم نموذجا*.The theme of violence in novelis texts tumor exemple.

مختاري سعاد أ. جامعة تلمسان

:امللخصاتمعات ككل و املتون الروائية حاولت و بتميز إماطة اللثام وكشف الفئات املتضررة اليت تعترب ثيمة العنف مسة شغلت

كانت ضحية كاملثقفني مثال و لدا اخترنا رواية الورم ملا حتمله من دالالت فتناول البحث معاناة املثقف و الشخصـيات هنا كيف استطاع النص الروائي تصوير األزمة املعاشة يف فترة التسعينات ؟ باعتبار انـه ال املتطرفة و اإلشكال املطروح

ميكن ألي عمل أديب أن يتنصل من هده الظاهرة و خصوصا يف التسعينيات. كلمات مفتاحية :

رواية _ خطاب _ عنف_ مثقف. توطئة :

و ظهورها، و تعددت اآلراء حول الزمن الذي عرفت فيه الرواية احلديثة تعريفها.لقد كثر احلديث عن ميالد الرواية إن الرواية جنس أديب، وجتربة فنية منفردة، يبدعها كاتب، وكما يعرفها عبد الرحيم كردي بأا: "شكل فين يعتمد على

(مبفهومها احلديث). "1الرؤية الواقعية للحياةائك يكتنفه الضباب من مجيع أقطاره ، يقول جورج لوكاش" إن الروايـة هـي فاحلديث عن أصل الرواية موضوع ش

، ت أشكاال أدبية تقترب من الروايـة اجلنس األديب النمطي للمجتمع البورجوازي ، و مع أن اتمعات سابقة له قد عرف " 2فان الشكل الروائي مل يظفر مبقامه احلقيقي إال يف اتمع البورجوازي

) املرآة العاكسة البد وأن يرى 1931( الرواية تعبريا عن الواقع وصقال له ، أو كما يذكر ذلك كولن ولسنو ملا كانت "3فيها الروائي وجهه وصورته الذاتية، فاهلدف األساس للروائي أن يفهم نفسه، وأن يدرك ماهية هدفه بالذات

إيديولوجيته و نظرته يف احلياة ، تكون تعبريا عن الواقع فهي ال تنشأ من خيال أو من فراغ ، و إمنا يبدعها كاتب حسب املعاش ، و مرآة عاكسة لألوضاع املعاشة .

ذختتلف اآلراء واملفاهيم حول هدا اجلنس ، فهناك من يراها عبارة عن تنظيم كلمات ، و هناك من يراها مل تكتمل بعد االكاتب ينتقي أفكارا ، و يعاجل موضوعا زاخرا حبياة تامة فيما هي يف طور التكوين ، و هناك من يربطها بالقصة ، و عامة

نسميه بالرواية ، فهي صورة عن أفكار الكاتب ، حنن ادن أقرب إىل جمال الواقع و الصدق منا إىل جمال اخليال.طر و ـذيب " القصد من تأليف الرواية تسلية اخلـوا و من بني احملاوالت أيضا يف تعريف الرواية، ما نشرته املقتطف

األخالق، فهي آلة يبث ا الكاتب العواطف الشريفة و املبادئ اجلليلة، و ذريعة ينهى ا عن ارتكـاب الـدنايا علـى "4اختالف أنواعها

نالحظ أن هلذا التعريف غاية غري الكتابة، إذ جعل من الرواية غايات يف ذيب األخالق و األفكار و ا ينهى الكاتـب خطاء و الدنايا.عن ارتكاب األ

أما العقاد فنجده يطلق كلمة رواية على مسرحية قمبيز ألمحد شوقي ، و كذلك يطلق حمرر جملة اهلالل الكلمة نفسـها على مسرحية عطيل لشكسبري .

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

51

و يف حقيقة األمر ، أن بعد رحلة مضنية من احملاوالت و التجارب الروائية ، استطاعت الرواية العربية الوقـوف علـى ميها ، و أن أول حماولة هي للكاتب حممد حسني هيكل يف رائعته زينب اليت نشرها يف أول طبعة هلا باسـم مسـتعار قد

تقيدا به ـك الفترة استيعابا لفن الرواية وفالح مصري ، وقد تكون أكثر الروايات اليت ظهرت يف تلف كثري من الكتاب أمثال جنيب حمفوظ، الذي نشـر و من هنا تبدأ احملاوالت اجلدية يف إصدار و كتابة الروايات من طر

، حتت عنوان مثن الضعف، يف الة اجلديدة األسبوعية، مث كتب أول رواية له الصادرة 1934أول قصة قصرية له سنة .1939عام

ـ ان إىل جانب جنيب حمفوظ ، جند الكثري من الكتاب ، أمثال حممود تيمور ، حيىي حقي صاحب قنديل أم هاشم ، غسكنفاين من فلسطني ، الياس اخلوري من لبنان ، و غريهم من الروائيني الذين بفضل أقالمهم استطاعوا أن حيرزوا تقـدما فعليا ، و جيعلوا من الرواية فنا و تركيبا فنيا للمتعة النفسية ، و نقصد من وراء كالمنا أن هناك من يتخذ الرواية متعـة

السطور ، أو غاية الكاتب من كتابة الرواية. لنفسه هدا بصرف النظر عن ما وراء : التجربة الروائية اجلزائرية

ختتلف العادات و التقاليد و تتباين من جمتمع آلخر ، بقدر ما ختتلف وجهات نظر الرواة فيما بينهم و رؤيتهم للواقع ، و " إن الرواة يف رحلتهم مع الرواية يتفاوتون اتساع حصيلتهم املعرفية ، فعبد احلميد بورايو يبدي رأيه يف املوضوع قائال :

فيما بينهم فيما خيص اتساع حصيلتهم من التراث القصصي و مواهبهم الفيزيولوجية اليت تتعلق باهليئة و الصوت و مالمح ، قوة ذاكرم و قدرم و جرأم علـى اخللـق و اإلبـداع و لى أدوام الفنية يف عملية القصالوجه ، و سيطرم ع

".5التجديدو ملا كان االختالف واضح بني روائي و آخر من خالل وجهات النظر ، و فلسفته و إيديولوجيته ، فان التجربة الروائية اجلزائرية كانت هي األخرى متباينة من كاتب آلخر ، و جيرنا احلديث عن جتربة اجلزائر يف الرواية ، إىل احلديث عـن

فيه ، أال و هي ثورة التحرير الكربى ، اليت نشرت الوعي بني أفراد الشعب اجلزائري ، تاريخ اجلزائر و أهم نقطة حتولالذي عش الفقر و اجلوع و كل األمراض االجتماعية من جراء الثورة ، هدا بغض النظر و إىل جانب املعاناة شـهدت

استشهادات كثرية ..و غريهم، و حاولوا أن يكونوا يف مستوى الثورة ، و نظـرة و كله أثر يف الشعب اجلزائري، و خصوصا النقاد و األدباء

واحدة إىل أعمال الروائيني تكشف لنا دلك .، ظهرت أول رواية جزائرية ألفها الكاتب اجلزائري حاج محو ، فقد نشر أوال أخ الطاووس يف عـام 1925يف عام ات أخرى ، كما ظهر روائيون آخرون أمثال ، نشر كتابه زهراء زوجة عامل املنجم ، و بعد دلك ظهرت رواي1926

بن الشيخ ، عيسى زاهر ، مجيلة دباش .قبل االستقالل مل تظهر إال رواية واحدة هي الطالب املنكوب لعبد احلميد الشافعي ، أما بعد االستقالل ، فقـد تـأخر ظهور هدا النوع األديب ، و ترجع عايدة أديب بامية سبب ندرة الرواية العربية يف هده الفترة إىل األوضاع السياسية اليت

".6الن الصعوبات املتمثلة يف الطباعة و النشر كانت جسيمة كانت سائدة يف اجلزائر املستعمرة دلك و هذا سبب وجيه ، فان دل على شيء ، فإمنا يدل على أن ثورة التحرير كانت سببا رئيسيا أعلن بداية كتابة الروايـة

هجوا منهجهم .اجلزائرية ، إىل جانب هدا ، سفر األدباء و احتكاكهم بالغرب ، جعلهم يتأثرون بالثقافة الغربية ، فن و الروائي اجلزائري نراه يستقي مكونات مادته احلكائية من الزمان و املكان الذي يعيش فيه ، يعين هنا الواقع .

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

52

إن الرواية اجلزائرية خلقت لنفسها متيزا يف الساحة الروائية العربية ، ألن روادها متكنوا من حتقيق مجاليات و حماوالت يف يح أا جاءت متأخرة عن الرواية العربية ككل ، لكنها فرضت و جودها ، و يعترب عبد احلميد الشكل الروائي ، و صح

) ، و ذا احتل مكانة مهمة بـني 1970بن هدوقة من بني مؤسسي الرواية يف اجلزائر من خالل روايته ريح اجلنوب (نشر أول عمل له وقائع فمل الكتابة الروائية ، روائيي العرب ، إىل جانب عبد احلميد بن هدوقة ، يلج األعرج و اسيين عا

) ، مث نشر عدة روايات أخرى ، سيدة املقام ، حارسة الظل ، ذاكرة املاء ، مرايا 1981من رجل غامر صوب البحر ( الضرير ...

ازيـة يف هدا و ال يفوتنا ذكر الطاهر وطار الذي مهه األساسي الوصول إىل احلد األقصى الذي ميكن أن تبلغـه البورجو التضحية بصفتها قائدة التغريات الكربى يف العامل ، و يقول انه هو يف حد ذاته التراث ، و كما يقول أيضا ، أنا مشرقي

7يل طقوسي يف كل جماالت احلياة ، و أن معتقات املؤمنني ينبغي أن حتترماألدبية الروائية و بفضل أعماهلم تبوؤوا مكانة و حنن ال خنص بالذكر من ذكرناهم ، و إمنا هناك رائيني برزوا يف الساحة

هامة ضمن األصوات الروائية .و سنحاول يف هده الدراسة أن نبحث يف ثنايا الروايات عن موضوع العنف ، حماولة منا .إماطة اللثام عن أوضاع اتمع يف فترة التسعينات أال و هي اإلرهاب

تعريف العنف السياسي:خالص جليب أن العنف: "ليس ضرب باليد، والتراشق بالصواريخ، أو تفجري السالح النووي فقط فهـذا جاء يف تعريف

"، إن ما جيعل من 8أقصى جرعات العنف، ولكنه طيف متحرك من اإلمكانيات والسلوك، يتأرجح من الفكرة إىل الفعلهذا السلوك عدواين يلحق بغريه الضـرر اإلنسان يف أقصى عنفوانه، جتسيده الفكرة إىل فعل أو سلوك ضد آخر، يكون

املادي ، و اجلسدي و النفسي ..اخلأما لسان العرب يف مادة ع. ن. ف فكان حتديد العنف ما يلي: اخلرق باألمر وقلة الرفق به وهو ضد الرفق، عنف بـه

. 9اعتنف األمر: أخذه بعنـف وعليه يعنف عنفا وعنافة وأعنفة، وعنفه تعنيفا، وهو عنيف، إذا مل يكن رفيقا يف أمره، وويتجسد العنف هنا يف اخلرق باألمر، فهو ضد الرفق، فهو ذو ثالث جتليات على حد تعبري خالص جلـيب: كراهيـة، ميش، وحذف لآلخر، كفكرة كمونية شيطانية (أنا خري منه)، تتطور إىل التصرف باللسان، وتنتهي باليد والسـالح

ألذية وإلغاء اآلخر.هرة اجتماعية عاملية، وليست مرهونة مبجتمع معني، مل يسلم منها اتمع اجلزائري فقط، حىت باقي اتمعات والعنف ظا

األخرى، حيث يتعدى الشخص على فرد آخر حتت أسباب ردعية أو بدون أسباب، إال أنه يفتك بروحه دومنا رمحة، جتاهال بأن هناك قانونا فوق اجلميع.

إىل هذه الشخصية أا شخصية سيكوباتية، (يف علم النفس)، وهذا يعين أن الشخص السيكوبايت أما يف اتمع، فينظر . إذ يتجسد عنفه يف احلقد و الكراهية اجتاه 10شخص متبلد اإلحساس، أناين، وال يطوي يف سريرته أي شعور بالذنب

اجتاه اتمع فإم "ال يشعرون باخلجل أو أدىن االخر ، فهو بطبعه عدواين ، فعندما ميارس السيكوباتيون أفعاهلم املضادة إحساس بتأنيب الضمري، وهكذا هم اإلرهابيون، فمنهم من يقتل الطفل الرضع ويبقر بطن املرأة احلامل من دون

. 11رمحة"لكل كائن هذا إىل جانب، أنه يعترب نزعة طبيعية يف اإلنسان، وتستند إىل رغبة تدمريية، وهي تعرب عن نزعة تلقائية

. 12عضوي حنو املوت، ويقابلها نزعة طبيعية أخرى نقيضة هلا هي نزعة احلياة (عند فريد)

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

53

مما ال شك فيه أ، هده الظاهرة متفشية يف جل اتمعات ، و مل يسلم أي جمتمع منها و لو بالقليل فاإلنسان بطبعه من هدا العنف مظهران ملضمون واحد هو ثقافة العنف. كما جاء يف فثوب اإلرهاب وثوباملنظور عنفواين (يف نظر فرويد)، "، إال أن نسبة العنف تتفاوت، فهناك اإلنسان املسامل، وهناك نقيضه العنيف أو "13كتاب العنف األسري لكاظم الشبيب

الشخص السيكوبايت.وأنظمته، وتتناىف متاما هذه األخرية شخصية عدمية الضمري، تتصف بعدم التوافق وضوابط اتمع املنصوص عليها

القتل، النهب والسرقة، –كما سبق الذكر -واألخالقيات قد تتطرف، حيث هذا التطرف يشبع حاجتها، ويتمثل يف االغتصاب...

فإشكالية العنف معقدة، أما أشكاله تتعدد منها: العنف الشعيب املوجه من طرف املواطنني إىل النظام. - .14هر يف شكل أفعال منفردة أو مجاعية منعزلة، تستهدف األشخاص واجلماعةالعنف االجتماعي الذي يتمظ -وهناك أشكال أخرى، جند العنف األسري، والعنف االقتصادي، إىل جانب أنواع العنف أو املتمثلة يف إرهاب -

الدولة، إرهاب اجلرمية، اإلرهاب السياسي املعارض.ول الدكتور شريف حبيلة، وهو نشر الرعب واخلوف يف املواطنني وهنا اإلرهاب العنف بأشكاله املتعددة على حد ق -

. 15العزل، وكل من فعل ذلك يسمى إرهايب :الرواية اجلزائرية والعنف السياسي ·

تعترب ظاهرة اإلرهاب من بني الظواهر اليت مل يسلم منها أي جمتمع، واتمع اجلزائري واحد من اتمعات اليت عانت شال السياسية، ومتردا من جهات متطرفة جمهولة وصراعا مسلحا بني فصائل متعددة، تبنت أفكارا موالية للجبهة يف حركتها

اإلسالمية لإلنقاذ وغريها. –إن صح التعبري –كل هذا جعل الكثري من النصوص األدبية تتحيز لتيمة العنف السياسي، فتجعله أساسا ولبا أو قاعدة

، وكل هذا كان سببا يف تعزيز األدب اجلزائري والرواية باخلصوص.خترج به الرواية إىل الوجودتتغيا الرواية يف فترة العشرية السوداء إبراز األزمة والواقع املعاش، إذ استطاعت أن تسع احلدث وجتند له كل آلياا

املختلفة.جواء التراجيدية اليت تعيشها فئات اتمع "إن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة اليت ميتلكها الكاتب لتجاوز حمنته، وتلطيف األ

، حيث تروم النصوص الروائية يف فترة التسعينات اىل تعرية االنتهازيني ، والتنديد مبختلف اجلرائم اليت قاموا 16املختلفة . 17ا ، إذ تتحول الكتابة هنا على حد قول حممد داود إىل "نوع من الصراخ املوجه ضد الصمت القاتل"

بلورت النصوص الروائية آنذاك موقف املثقفني وصورت األحداث اليت مروا ا، واآلالم اليت أملت م، وعلى سبيل كما، هاته الرواية صورت املأساة الوطنية فمن خالل العنوان، يتأتى للقارئ 1998الذكر، رواية املراسيم واجلنائز لبشري مفيت

.1998ية االنزالق حلميد عبد القادر أن هناك أجواء حزن وجنائز، إىل جانب روام) حيث صور معاناة 1995م)، الواسيين األعرج يف سيدة املقام (1995الطاهر وطار يف روايته الشمعة والدهاليز ( -

امرأة صامدة هزا الظروف القاسية آنذاك..

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

54

ائي يبني هذه املعاناة ، إذ ) لفضيلة فاروق ، نص رو2003و املرأة عانت جراء اختطافها واغتصاا ، وتاء اخلجل ( -تصور الكاتبة يف هده الرواية حماولة حترر املرأة ، و االنعتاق من التقاليد كما تناولت ظاهرة اغتصاب املرأة يف الفترة

آنذاك. هي كذلك تذكر أحداث ما مر جراء املرض اخلبيث أال وهو السرطان 18وقد آثرنا رواية الورم حملمد ساري -

Cancer. :ة السردية يف الروايةالبني : وانالعن

النص الذي بينا يديه، يف هذه احلالة هو حمتوىيعترب العنوان واجهة النص وفاحتة اخلطاب إذ يتأتى للقارئ للوهلة األوىل ما "، فالروائي يهدف من وراء 19عتبة النص األوىل وهو ملفوظا قبل احلكي وما بعده، فهو "وحده داللية حييل إىل معىن

.20العنوان إىل غايات ومواقف وجتارب.. ويف مفهوم آخر يذكر أنه "بنية صغرى يشري إىل بنية كربى (النص)" أمهية العنونة:

مبعزل عن نصه، فهو ذا ميتاز أمهيةلقد أشار النقاد إىل أمهية العنوان وترابطه العالئقي مع النص، فهو "وحده ال يشكل .21ال بينة تعادلية كربى تتألف من حمورين: العنوان / النص"بعالقة ارتباطية مع النص مشك

أما الوظيفة األساسية تتمثل يف جلب االنتباه واالعالم. والعنوان بصفة عامة عالمة سيميائية حتيل على دالالت خمتلفة.يف بعض أنسجة اجلسم، أما يف الطب، فهو منو انتفاخ . 22والظاهر يف كلمة ورم: الورم: أخذ األورام النتوء واالنتفاخ

وهناك احلميدة منها واخلبيثة. فالعنف السياسي هنا مبثابة الورم الذي ما إن يفتك جسم اإلنسان حىت يستأصل روحه.

فالدكتور خالص جليب يقول يف هدا أن "ظاهرة العنف، مرض عام، يف أي بلد عريب، فهي بال مسا ثقافية، يسبح فيها 23ه الكل.."اجلميع، وجو مسموم يتنفس في

ومن هنا كان العنف السياسي، وال يزال مرض مثله مثل األورام اخلبيثة اليت تصيب فئات مجة من اتمع العريب خاصة والغريب بشكل عام.

سياقا عاما من خالل املخزون القار بني املرسل واملتلقي وهذا بدور ال ينفي أن "فالعنوان هنا جيذب املتلقي، وجيلب معه فهو واجهة النص السردي، ومن هنا فهو حيمل دالالت 24تتزحزح عن البعد االيصايل لتتعدى إىل البعد اجلمايل" الرواية

اإلحياء، الوصف، التعيني. –ووظائف حددها جريار جنيت يف أربعة رئيسية: اإلغراء (إغراء املتلقي) : الشخصية

يتحوالن إىل طاقة تدمريية، وعنفا مهوال مس مجيع فئات الوطن، لذا حتدثنا الرواية عن خيانة الوعي، وعن احلقد اللذان كانت شخصياا متسلطة.

المي صحايف، أما كرمي بن حممد فموظف يف مدرسة.‘ومن الفئة املثقفة، فمحمد يوسفي يكن له ذلك "..حممد يوسفي جنح يف امتحان شهادة البكالوريا والتحق باجلامعة، ختصص إعالم، أما كرمي بن حممد قلم

احلظ، لذلك شارك يف مسابقات عديدة متكنه من حتضري ختصص ما يسمح له بالعمل، متكن من الدخول إىل معهد تكوين 25املعلمني يف بوفاريك، فتخرج معلما"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

55

وقعت كلتا الشخصيتني يف فخ اجلماعة املسلحة إذ استغل كرمي بن حممد يف قتل صديقه الصحفي ، فمن املعروف أن املثقف ليس فقط "صاحب العلم واملعرفة، بل ال بد أن يكون غري السياسة، له رتبة عالية جبميع أنواع املعرفة الشخص

26" النظرية...فالشخصية املثقفة هي الشخصية ذات التوجهات السياسية أو االقتصادية أو االجتماعية، ممتلكة قدرا من املعرفة، ومنتجة

لقيمة من القيم الرمزية. فالصورة الغالبة يف هذا النص السردي اصطدامها بالواقع املر، باتمع و بالسلطة.

27يزيد حلرش يريد مالقاتك. - ...... حنن حباجة إىل خدماتك -

مل يتوقف كرمي عن التفكري يف السبب الذي جعل صديقه القدمي يطلب لقاءه يف البداية انتابه شعور بالفرح (...)، ولكنه .28مه اهلامسة، املليئة باألحداث الدموية (...) فأدخلت إىل نفسه شعورا باالنقباض واخلوفتذكر حكايات أ

خوف الشخصية كرمي بن حممد والشعور باالنقباض داال على ضعف كينونته وشخصيته. كانت مسامهة فقد عملت الرواية على جتسيد أحداث املأساة الوطنية ومعاناة املثقف يف ظل هذه األحداث الشائكة "لطاملا

املثقفني عن طريق قواهم العقلية املستمدة عن معارفهم وعلومهم أحد العوامل األساسية يف تطور اتمع، حنو تقدمه احلضاري، حينئذ تظهر ذا اتمع املتطور املتقدم (الطبقة والصفوة "املثقفة" كلتا مها مع بعض التداخل ودوام التفاعل

."29بينهمااملثقف يف الرواية قد فقد دوره يف النهوض بالبالد، والتغيري وبناء جمتمع راق.. و والواقع املخيف جعله إال أن الشخص

رهن املبدأ والواقع.إذ نرى املثقف قد تالشت كل مواقفه، وكل تباشريه اليت تروم إىل تطور اتمع وتقدمه احلضاري، حيث أن "مواقف

مر الذي يستطيع املثقف على أساسه أن يكون له املوقف احلضاري العام، وأن يكون املثقف هي مواقف ال طبقية نسبيا األ، لكن صور النص الروائي الذي بني أيدينا، يتناىف وما هو ظاهر، فال وجود ملواقف 30له وجهة النظر اخلاصة...."

حضارية إال املعاناة واخلوف والوقوع ضحية.ه اغتيال رجل، وأي رجل؟ صديق يعرفه حق املعرفة، اقتراح العقل يف مل يضع يف حسابه أبدا أن صديقه سيطلب من -

حد ذاته ودون معرفة هوية الضحية، زلزل كيانه وحبس كل كلمة ميكن أن يتلفظ ا، يرتعش جسمه، وغمره انقباض ...31ضاغط كأنه تلقى خنجرا

ساعدة الطرف اآلخر، وذلك جراء إن هذا املقطع السردي يقضي إليهما ألول وهلة أن املتطرف ينفذ هجماته مب التهديدات.

32.....لكنه مل جيد الكلمات املناسبة وال اجلرأة الكافية ادلة اجلماعة. - فكرمي بن حممد مل جيرء على جمادلتهم وال على رفض ما أوكلوه إليه.

يف الترويج ألكاذيبها السبب الذي برروا به فعل القتل هو أن الرجل يشتغل يف مؤسسة تستخدمها السلطة الطاغية - 33امللففة ضد اجلماعات اإلسالمية...يبيح اإلسالم قتل كل الذين يشتغلون يف مؤسسات السلطة.

34احنىن يزيد حلرش والسكني بيده اليمىن، ختبط املختطف بقوة أكرب وأعنف، قاوم بكل ما ميلك من قوة... - قهقهة يزيد حلرش بصوت مرتفع وقال: -

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

56

35أمتكن من إتقان الذبح، قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم: "إذا ذحبتم فأحسنوا الذبح". امسك الرأس جيدا كي -ودون أن ترتعش يداه، مرر السكني على الرقبة، انفجر الدم بقوة، ارتعش اجلسم يف حركات حادة متتالية، ارتفع -

شخري خمنوق، مث توقف اجلسم املذبوح على احلركة.ة، مشهدا حلظة اغتيال الصحفي حممد يوسفي، وكأن النص الروائي صورة ملاضي املثقفني وما تعرض هذه املقاطع السردي

وصلوا إليه فقد كانوا ضحايا يف هذا الوطن. باعتباره إعالمي ينقل األخبار للناس (رمز من التعبري واحلرية وإبداء الرأي...)، حيث اعتربوه كعائق لوصول السلطة واإلعالم.

:ةخامتهذه النصوص السردية إىل احتواء األزمة وإبراز مدى بشاعة وهول ما عاناه مجيع فئات اتمع اجلزائري بدون تروم

استثناء.حياول النص الروائي الورم عرب السرد إماطة اللثام وإعادة تأريخ املاضي عرب مشاهد سردية مهولة تكشف خبايا األزمة -

السياسية املعاشة آنذاك.الم عن اجلماعات اإلسالمية املسلحة ونزاعها مع السلطة يف فترة التسعينات ، من جهة اإلعالم واملدنيني اجلدل والك ةكثر

واتمعات من جهة أخرى.فكان للنص الروائي نصيبا يف هذا، إذ جاءت أقالم كتاب وروائيني حول تيمة العنف السياسي حماولة منهم إعادة كتابة

تمع، وبتقنية فذة جعلت نصوصهم شهادات. التاريخ الدموي الذي شهده ا اهلوامش :

.133، مكتبة اآلداب، د ط، ص 2001 – 1425عبد الرحيم كردي، السرد ومناهج النقد األديب، .1، مؤسسة الرهاب احلديثة للطباعة و النشر ، بريوت لبنان ، 1سامل املعوش ، صورة الغرب يف الرواية العربية ، ط .2

. 29، ص : 1998 ، لبنان2008كولن ولسن، فن الرواية، ترمجة حممد درويش، الدار العربية للعلوم تاشروت، الطبعة األوىل، .3 . 35علي شلش ، نشأة النقد الروائي يف االدب العريب احلديث ، د ط ، مكتبة غريب الفجالة ، د ت ، ص : .4عبد احلميد بورايو ، البطل امللحمي و البطلة الضحية يف االدب الشعيب اجلزائري ، د ط ، ديوان املطبوعات اجلامعية .5

7، ص : 1998، اجلزائر ، دب القصصي اجلزائري ، تر حممد صقر ، د ط ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، د ت ، عايدة أديب بامية ، تطور األ .6

. 61ص : راجع الطاهر و طار ويكيبيديا املوسوعة احلرة .7 .136خائص جليب، سيكولوجية العنف وإستراتيجية احلل السلمي، ص .8 .474، ص 6لسان العرب البن منظور، الد .9

. 41املرجع نفسه، ص -. 33نف السياسي يف الرواية اجلزائرية املعاصرة، ص سعاد عبد اهللا العتري، صور الع .10 .41املرجع نفسه، ص .11أكثر ينظر صربي حممود خليل، مفهوم العنف: تعريفه وتفسريه. مقال على موقع اآلنترنيت .12

www.drsabirkhalil.wordPress.com

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

57

.94كاظم السبيب، العنف األسري قراءة يف الظاهرة من أجل جمتمع سليم، ص .13ص 2000، أفريل IV ،1الشريف حبيلة، الرواية والعنف دراسة سوسيو نصية يف الرواية اجلزائرية املعاصرة، جملد .1411 . .12ص ، يف الرواية اجلزائرية املعاصرةينظر: شريف حبيلة، الرواية والعنف دراسة سوسيو نصية .15مقال حملمد داود، بعنوان األدباء الشباب والعنف يف الوقت الراهن، جملة انسانيات، الة اجلزائرية يف األنثربولوجيا .16

.31، جانفي ص10والعلوم اإلنسانية، عدد .32حممد داود، العنف واألدباء الشباب، مرجع سابق، ص .17 ، اجلزائر .2002الطبعة األوىل، حممد ساري، الورم، رواية، منشورات االختالف، .18 .106مالح بناجي، آليات اخلطاب النقدي املعاصر يف مقاربة القصة القصرية، ص .19 .102ناصر يعقوب، اللغة الشعرية وجتلياته يف يف الرواية، ص .20 .100نفس املرجع، ص .21 .283، ص 9ابن منظور، لسان العرب، الد .22 .79ية احلل السلمي، ص خالص جليب، سيكولوجية العنف واستراتيج .23 .106ناصر يعقوب، اللغة الشعرية وجتلياا يف الرواية العربية، ص .24 .37الورم، ص .25 .49عبد السالم حممد الشاذيل، شخصية املثقف يف الرواية العربية، ص .26 .11الرواية، ص .27 .13الرواية، ص .28 .27ة، ص عبد السالم حممد الشاذيل، شخصية املثقف يف الرواية العربية احلديث .29 .27املرجع نفسه، ص .30 .22الرواية، ص .31 .23الرواية، ص .32 .147 – 146الرواية، ص .33 .181الرواية، ص .34 . 181الرواية، ص .35

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

58

على النصوص األدبية العربية وآفاق تطبيقها المناهج النقدية الغربية أ. لخضر سنوسي

تلمسان جامعة النص لدراسة ثةالعلوم اإلنسانية أدوات مهمة و حدييف سياق تطورها عرب مسار تارخيي طويل، قدمت لنا

إذ يعد النص ،ديب نثرا و شعرا عرب العصورباعتباره املادة اخلام لألدب و املنظومة اليت محلت لنا اإلبداع األ ،والكشف عن أسراره غوارهأرب ساحلديثة قصد و املناهج واآلليات ستعمال هذه األدواتالاحلقل األهم واألصل

خالل رحلته يف الدراسات اللسانية والنقدية ولطاملا تبعته اسة والتمحيص،والتوغل يف أعماقه العصية على الدرتبعا لتطور العلوم ،"ولعل هذه املناهج اليت ندرسها تقدم صورة لتطور النقد و مناهجه ،قدميا و حديثا وعصرنة

1.وهي تشكل مبجملها تطورا للذوق اجلمايل واملعرفة النقدية " ،اإلنسانية قصد فهمه فهما ،األبعاد اخلفية اليت يتضمنها النص الكتشافكان العمل على هذه املناهج موجها خصيصا ولقد

أو دف إظهار مجاليته ،منسجم مع ما يتضمنه من قراءات مفترضة سياق نظرييف واضعا إياه يظهر قيمته األدبية ابتداء من الشكالنية الروسية إىل تناولت النص ولنا يف ذلك أن ننتقل عرب خمتلف النظريات اليت ،شكال و مضمونا

. واليت تنافست يف فك شيفرة هذا الكرت الثمنينظريات التلقي و القراءة ن أي نظرية أشأا يف ذلك ش لشمولاو سعة للقد كانت النظريات النقدية يف إطارها العام تتسم بالتعميم وا

وجه النشاط أعد الكفيلة بتعميمها تعميما يستطيع أن يشمل كل جياد القواإلقيد الدراسة دف إىل تفسري ظاهرة العريض الذي لتاريخوقد استمدت هذه النظريات النقدية منظوراا من ا .اليت تتناوهلا واهرو الظأ ،الذي تدرسه

ا آرسطو اليت نادى ا أفالطون وجسدهبدءا من احملاكاة ،الفلسفي العاملي عرب العصوريؤرخ للتفكري النقدي وانطالقا إىل النقد ، اهلجري وحىت الثامن اهلجري الثاين"ومرورا مبا أسهم به النقد العريب القدمي املمتد من القرن

اإليطايل الناقد و النظرية التعبريية عند، ردج) لالرومنسي الذي متثل يف نظرية اخليال لدى الناقد االجنليزي (كوباملناهج النقدية احلديثة اليت شكلت يف جمموعها و من خالل -إاءوليس - نتهاءإو ،(بندتو كروتشه)

2فادا مما سبقها ما مسي بالنظرية النقدية العاملية ".إقدميا من خالل هذا كله نستشف االتفاق العاملي أو االنطباعي على نشأة واهتمام املبدعني بالنقد والنصوص

. على حد سواء حديثا عند العرب و الغربوبدأت معه وواصلت يف شكلها العام وحركة النقد والتفكري النقدي، وليدة النقدكانت يف نشأا فاملناهج النقدية

.امن تاريخ حركة النقد وتطوره ، واملناهج النقدية جزءعرب العصوروتسايره إزاءه تراقبه تطورهاوفالسفة من خمتلف أا وتبلورها لغويون ونقاد يف نشأسهم اليت البنيوية ولنا أن نأخذ كمثال على ذلك

دوسوسري "يعترب مفتاحا مهما من مفاتيح الفكر اللساين احلديث يف الغرب وعند العرب واألقطار، فاجلنسيات بشكل قاطع إىل ينفلم يقتصر تأثريه على الفكر اللساين فحسب بل امتد إىل البحث النقدي الذي هو مد، أيضا

يف مناهج البحث يف العلوم اإلنسانية ريت األساسية اليت وضعها (دوسوسري) بل امتد كذلك إىل التأثالتطورا .3بصفة عامة"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

59

اجلغرافية يف منهجه و عامليته األدبية واإلبداعية من ذات طابع عاملي تعدى جهود (ديسوسري ) فال جرم أن جندفالبنيوية قدمت للنقد وخاصة النص جهودا معتربة ال ، سانيةخالل تأثريه على مناهج البحث يف العلوم اإلن

و تناسيها رغم اقتصارها على اجلملة ومل تتعد إىل النص الذي أصبح نواة البحث النقدي و أميكن إغفاهلا ابه و كت دوسوسري)(ن أقوله "و إين ألذهب إىل ب هذايعقب األستاذ بشري إبرير عن و يف هذا الصدد مناهجه

(الكتاب) يف البحث اللغوي (سيبويه) وكتابه حماضرات يف اللسانيات العامة يف الفكر اللغوي الغريب مبثاية .4العريب القدمي إن جازت هذه املشاة"

و كأا الرقيب املالزم له األديبإلبداع ل مسايرة يف تطورها هذه املناهج النقدية املعاصرة نشأتو هكذا يف الدراسة وهدفها األساسي و موضوعها يف البحث "النص" الذي شكل مهها ص كان اهتمامها بـوبشكل خا

سلويب و السيميائي و اإلحصائي من البنيوية إىل املنهج األ ثناء تطورها،أالذي تبين عليه خطواا حني تبلورها و مدرسة النقد اجلديد.مسمى التفكيكي حتت املوضوعايت وو

سالفة ح النقد اجلديد ليكون عنوانا للمناهج النسقية اجلديدة املتمثلة يف املناهج النقدية املعاصرة تواتر مصطلوقد يف كان ظهورها حبيثسنوات الستينات تقريبا مع مطلع اليت هيمنت على الساحة الفرنسية النقدية و ،الذكر

مضمون النص وشكله غت علىطية) والتارخيية اليت سياق مواجهة بعض االجتاهات الوجدانية الذاتية (االنطباع ليس منه.ألزمته مبا مبا ال يعنيه وغمرته و

ختتلف منهجا وأسلوبا ،أن تقدم أسسا وخصائص منهجية عامة لدراسة النصاملناهج اجلديدة وهلذا كان حريا بقدية اليت مارستها لعقود من عن سلطتها النقدمية الناهج امل أقصتثورة شكلتاليت عن غريها، هذه املناهج

حقيقته الزمن على النص، فغمطته حقه وأمعنت يف حتويره وما يتماشى مع أساليبها اليت أبعدته يف الغالب عنواليت خرجت عن املألوف يف هذا ينهض النقد اجلديد عليها ومن بني أهم املبادئ اليت ،مقحمة قواعدها عليه

و إليه الوصول االنطالقاألديب بعد اقتالعه من حميطه السياقي ، فمن النص "دراسة النصاال هي أن تتم يف مقوليت )ومونرو بيدزيل(و ما أمجله (ويليام وميزات ) و هو دون اعتبار بقصدية الناص ووجدانية املتلقي

شترك (األيقونة اللفظية) اللتني صاغاها يف كتاما امل 1949و املغالطة التأثريية 1946املغالطة القصدية تعكسان شغف النقد اجلديد بالنص ألماومها مغالطتان جيب محاية النقد املوضوعي من خطرمها ،1954

.5األديب كشيء"االهتمام بالطبيعة العضوية للنص األديب ودراسته بوصفه وحدة عضوية متجانسة العناصر اليت هي وأن يتم أيضا

ؤول يو ،"وأخذ النقد اجلديد فكرة العضوية عن الشعراء الرومانسيني و طوروها ،ألساسيةمكوناته الداخلية االشكل العضوي إىل اعتبار النص األديب كائنا لغويا (كالكائن النبايت أو كالكائن احليواين ) ميثل بنية مبدأ

لتزام ورفض استخدام األدب وسيلة نبذ اال، و 6كلية متجانسة مستقلة عن الظروف و املؤثرات احمليطة" أخالقية). -سياسية -لغاية رسالية معينة (اجتماعية

عرب التاريخ يستطيع دارس هاعن املناهج النقدية و كيف ظهرت يف مجلتها وتطور ما تقدممن خالل و :مداخل النظرية النقدية املعاصرة أن يصنفها ويضعها يف أربع

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

60

أو السياقية هي اليت نظرت إىل النص و فحصته من خالل إطاره التارخيي أو جية :املناهج اخلار - 01اه التارخيي االجتماعي دوتؤكد على السياق العام ملؤلفه أو مرجعيته النفسية و م، االجتماعي أو النفسي

الدخول إىل النصوص من خالل تلك السياقات احمليطة باملبدع.و ،النفسيمع النظر إىل ،اليت قاربت النصوص دون االلتفات إىل املرجعيات اخلارجية السابقة و الداخلية :املناهج - 02

منها ،و أي (فتح النص على نفسه و غلقه أمام املرجعيات)، النص باعتباره بنية لغوية و مجالية مكتفية بذاا إىل حد ما .سلوبية النقد الشكالين الروسي والنقد اجلديد و االجتاهات األ

ومقدماا الشكالنية الروسية و 7وهي كما عرب عنه "املشروع األساسي الذي أفرزته احلداثة" البنيوية :- 03 النقد اجلديد.

ن منشأ هذه التوجهات مل يكن متساوقا من أيرى صالح فضل " :مناهج القراءة و التأويل و التلقي - 04يف إشكاليات التأويل أوال وتبلورت يف عمليات االعتداد بأنواع معينة من القراءة و إمنا برزت ،الناحية التارخيية

يقوم ا من يطلق عليهم (القراء النموذجيون) قبل أن يتم إلقاء الضوء بصفة أساسية على مجاليات التلقي أو طبيعة يعقب "جاء هذا التيار وبعد ذلك . 8ا"االستقبال األديب وعالقته بإنشاء الداللة النصية هلا وليس منبثقا عنه

ل ما أمهلته البنيوية ....وينقل مركز الثقل من استراتيجية التحليل من جانب املؤلف إىل جانب النص كمليست .9القارئ" –

يبها إا إعادة للعالقة القائمة بني النص واملتلقي يف ما يشبه تبادل األدوار وعملية تفاعل، تستنفذ املناهج أساللتحديد نوع هذا التفاعل ومستلزماته األساسية وحتليله إىل معطياته األولية يف شكل آليات هلا قواعد تفرضها

"فمناهج القراءة إذن منحت القارئ و النص فرصة واليت تنصب دائما حول النص، ، الوجهة النظرية هلذه املناهج 10ي النص".التقاء ثقافتيهما وأولت القارئ جل عنايتها يف تلق

البنيوية اليت اهتمت بالنص كنص معكلها يف مصب واحد من بداياا تصب النقدية املعاصرةهذه املناهج ونظريات التلقي و التأويل والسيميولوجية و ،أو مناهج ما بعد البنيوية كالتفكيكية ،بعيدا عن سياقاته اخلارجية

واجلمع بني هذه املناهج حتت عنوان واحد ميثل أن ما جيمع بينها ،اءة واهلريمونوطيقا حتت عنوان مناهج القرعلى اختالفها يف اخللفيات الفكرية و الفلسفية هو منحها القارئ و النص فرصة لقاء ما على الرغم من

اختالف طرائق الوصول إىل الداللة لدى كل منهج من هذه املناهج.حىت أصبحت على ،ات نشوء املناهج النقدية املعاصرة واملتناول لتطورها عرب رحلتها الطويلةيالحظ الدارس ملالبس

كذلك و يف بلورت قواعدها وأساليبها النقدية طبيعة اللغات األجنبية الغربيةماهي عليه اآلن، التأثريات الواضحة لوالذي يعترب أهم من درس ،جون ميشال آدام من أفالطون إىل عرب مدارسه املختلفةلفكر الفلسفي ل التأثري املباشر

عن كل نوع مثل : النص الوصفي السردي و احلجاجي . اكتب وخصص النص وحدد أنواعههذا التطور مل ينته بعد، بل أصبحت وتريته متسارعة جدا مع تعدد املدارس النقدية وتشعبها إىل تفريعات حول

كاليات جديدة، هذا التشعب والتفرع كان نتيجة التضارب بني فأضحت عناوين كبرية إلش، مسائل كان جزئية

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

61

إحلاح احلاجة إىل نظرية أدبية منسجمة متكاملة تسعى إلنتاج قوالب نصية متسقة اآلراء واألفكار اليت ظهرت مع ومنظورات األدب املختلفة.

،سية حينا وهامشية حينا آخرلقد كان الصراع بني وجهات نظر املناهج على اختالفها حمتدما حول نقاط أسا جتاوز أي نقص والسعي إىل إعادة التشكل يف لباس جديد أكثر مشوال وأقوى كما أنه كان ضروريا من أجل

ظهور النقد ف ، من إجيابياته اإلفادةسلبياته و كان يسعى لتجاوز بقية املناهج يف استغالل منهج أسلوبا، فكلاالجتاهات الوجدانية الذاتية (االنطباعية و الوثائقية (التارخيية) اليت غمرت اجلديد كان يف سياق مواجهة بعض

بل توسعت إىل القارئ و ،رد االعتبار للنص اليت حاولتناهج ما بعد البنيوية مالنص األديب مبا ليس منه مث لصراع الذي طبع حركة تطور هذا ا، أشركته مع املبدع يف نصه من خالل نظريات القراءة و التلقي والتأويل

وفتح مداركها على جماالت عديدة يف العلوم اإلنسانية ، توسيع آفاقها يف تنويعها و إىل حد كبري ساهمقد املناهج .واالجتماعية والفلسفة وتنويع مصادرها

يها الغرب مبختلف يف املناهج النقدية املعاصرة من الرقعة اجلغرافية اليت ميتد علاحلاصل التطور وقد اختذت حركة إنتاجا غربيا بامتياز، وكانت مشارا مرتبطة فقد كانت هذه املناهج يف شكلها العام اجتاهاته وأعراقه مسرحا هلا،

بتراثه وتارخيه وأهدافها متعلقة بأهدافه وتطلعاته، وموضوعاا مستقاة من منتوجه الذي متيز عن أي منتوج بأصالته احلضارة الغربية املعاصرة. يف ةاملوغل مصادره وأبعادهو

الواضح واجللي بني املناهج النقدية املعاصرة وبني الغرب حتم علينا تسميتها باملناهج النقدية الغربية، االرتباطهذا سواء فهي ليست عربية باألساس، كما أنه لسبب أو آلخر ليس حتصيل حاصل تطبيقها يف النقد العريب املعاصر

أو نص ذو قيمة أدبية يف بيئة عربية، فاملوضوع حيتاج إىل الكثري من الترو والنقاش خالص على منتوج أديب عريبأو حىت اإلفادة منها يف ما حيتاجه النقد العريب من النصوص األدبية العربيةعلى اإلقدام على تطبيق هذه املناهجقبل

.أدوات ملمارسة دوره النقدي املنوط بهأذهان غري املختصني فضال عن يفقوا ا أن نطرح مجلة من األسئلة واإلشكاالت تفرضوبعد كل ما تقدم لن

هي :و العريب وآفاقه هل االختصاص من املهتمني بالنقدأموقف األدب و النقد العربيني من خالل هذا التطور التارخيي هلذه املناهج يف الغرب من بداياا إىل ما -1

؟عصرنة يومنا هذا قدميا و حديثا و ؟كيف أثرت هذه املناهج يف األدب العريب اجيابا أو سلبا -2هل ميكن إنشاء مناهج نقدية عربية تناسب اللغة العربية باعتبارها لغة نصوص مبدعيها و تراثهم -3

؟األساسية ربية النقدية و هل نعترب املناهج الغ ،هل تفطن قدماؤنا إىل قيمة النص األديب و كيف اهتموا به و بدراسته -4

؟ديب و النقدي خاصة عند القدماءجمرد اختالف يف املصطلحات فقط يف تراثنا األ تتناول الشاعر و القصيدة مجلة أو بيتا مفردا، يطلقون أحكاما متنوعة على الشعريف أيامهم كان نقاد اجلاهلية

لفاظها و أسرارها حبكم سليقيتهم أدة و متعنهم للقصي من منطلقومنها ختصيص أمساء ميكن اعتبارها نقدية

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

62

شعر و الو النابغة لنبوغه و املرقش لتحسينه كاملهلهل ألنه هلهل الشعر ،دواخلهم العميقةاللغوية الكامنة يف اانطبعت على اصحا امجالية و أساليب احكامأ فأصدرتكتب األدب أيضاالشعر رددته بهتمام االهذا ،تنميقه

"توصلت إىلمنها ما وسلوبية اليوم أتطورت إىل ،اعام الشعرية و كأا األسلوبية يف ثوب آخر بدإو على 11عشى إذا طرب ".والنابغة إذا رهب و األ هري إذا رغب،ز ربعة :أاحكام تفصيلية مثل قوهلم :كفاك الشعراء

د كان هلا تأثري قوي يف التراث األديب قف ،الغرب يف هم ظواهر النقد العريب وحىتأظاهرة الذوق األديب من ف والرواة على تتبع كالم العرب الستنباط نياللغوي صحر ـه3و ـه2طالعها يف القرنني نوأول ظاهرة ، العريب

جرهم بالضرورة إىل نقد الشعر من حيث خمالفته لألصول اليت تقررت عندهم األمر الذي ،قواعد اللغة والنحوومع هذا مل يكن مههم منصبا على نقد الشعر من حيث ضبطه و إعرابه و فساد معناه ،محبكم ثقافته

بني اللغة وعناصر اجلمال يف ذلك باجلمع النقاد القدماء جتاوز كما ركزت يف ذلك البنيوية بل ، فحسبلى الذوق ومواطن اجلمال يف نت هلم آراء صائبة ونظرات ناقدة تعتمد عافقد ك، األدب ومكان الروعة منه

إىل مبادئ األسلوبية اليوم.أيضا وهذا حييلنا ،الشعر"هذه هي صورة النقد العريب يف لنقد العريب وتطوره فيما مضى بقوله:تصويره ل يف سياق يرى شوقي ضيف

فشوقي ضيف ، 12ومجال".عصوره املاضية ينشأ ساذجا مث يتطور حيا مث جيمد و يفقد كل ما كان له من جة (النقد) يصور لنا تاريخ النقد العريب القدمي مبراحله اليت مر ا من طور النشأة يف العصر من خالل كتابه

النقد االنطباعي غري املعلل. أنه اإلسالمي مث اجلاهليإذ علوم البالغة اءاته على يرتكز يف إجرنقد فلسفي مقارن اليت حتول النقد فيها إىل فترة التطور العباسييف مث

و اليت تضمنت آراء ،ـه3،ـه2ق من خالل املؤلفات اليت ألفت يف هذا العصر الفريد من نوعه نلمس ذلكنقدية هامة جدا بل آراء ملناهج غربية معاصرة يف النقد األديب مبثوثة يف أصول التراث العريب النقدي و أهم

هذه املصنفات : نقد الشعر لقدامة بن جعفر، و البيان و التبيني للجاحظكصيلية للنقد أاسات منهجية تدرمصنفات ذات ن آعجاز القر، و إن للرماينآعجاز القرإالنكت يف ك دراسات لبعض املتكلمنيو، الربهان يف وجود البيان و

الوساطة بني ، و مديي لآلاملوازنة بني ايب متام و البحتركدراسات نقدية على أسس بالغية و أيضا ، للباقالينصناعة الشعر ونقده العمدة يف، و لصناعتني للعسكريكادراسات لبعض املتأدبني كما أننا جند ،خصومهاملتنيب و

سر الفصاحة للخفاجي.، وللقريواينية نقدية معاصرة كنظرالناهج امل يهاتعتمد علقد سس جديدة اشتملت على أمث ازدهار الدراسات البالغية اليت

حيث يرى شوقي ، مث التقعيد هلذه القواعد من خالل عمل السكاكي يف كتابه املفتاح، النظم عند اجلرجاين 13ىل قواعد جافة.إضيف أن هذه الفترة هي فترة حتول البالغة

يف قول يفمقارنة صغرية بني البالغة العربية والغربية يعقد شوقي ضيف )البالغة تاريخ و تطور(يف آخر كتابه و"من يقرن مباحث البالغة العربية إىل مباحث البالغة الغربية يالحظ توا أن الغربيني عنوا يف هذا السياق

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

63

بينما مل يكد يعىن ذا اجلانب أسالفنا إذ صبوا عنايتهم على الكلمة ، بالغتهم بدراسة األساليب والفنون األدبية .14واجلملة والصورة "

، ستوى اجلملة يف البالغة إىل مستوى النصملاألسلوبية و ما جاءت به من جتاوزها يلمح شوقي ضيف إىل ولكن ميكن القول ،ويكاد يقول أن البالغة العربية وقفت أمام جدار أو عجزت عن جتاوز اجلملة إىل النص

قوا أغنت البالغة العربية والبالغيني العربية و ةفطبيع املفهوم الغريب،اجلملة يف اللغة العربية غري اجلملة يف أناجلملة أساليب خيتلف عن ما تؤديهاجلملة العربية مجاال ، حيث تؤدي العرب القدامى عن جتاوز اجلملة إىل النص

و هذا ،دالئل اإلعجاز و أسرار البالغة يف فكرة النظم لديه اجلرجاين من خالل كتابه : أثارهوهذا ما ، الغربية و اخلطأ.أو قد حيتمل الصواب ينا أر

وراحوا يبحثون عن حتليل اإلبداع األديب إىل غريه، النقاد احملدثون عزفوا عن التراث أننرى ما تقدم من خالل و ، نظرة غربية جديدة ظهرت من خالل اللسانيات احلديثة واملناهج النقدية الغربيةوصوره اجلمالية على ضوء

م العلمية هناك .فأقحموها داخل نصوصنا ذلك رمبا النبهارهمولغتنا العربية اجلميلةا من خالل بعثا. عن يقوم الدكتور صالح فضل بنبذة رائعةيف معرض حديثه عن املناهج النقدية املعاصرة وتوظيفها يف النقد العريب

"لنحاول إلقاء نظرة يقول:، فحلديثهذه املناهج النقدية املعاصرة و كيف تبناها أدباؤنا و نقادنا يف العصر او لعل النموذج الذي يسمح لنا باستجالء خطوطه ،خري يف احلركة النقدية العربيةكلية على حصاد القرن األ

نه مل يأخذ حقه لدينا يف التحليل و التنمية و أمع األدبية، الكربى أن يكون هو النموذج املهجري يف الدراسات .15دبيات الغربية و هو منوذج األجيال "خذه يف األأكما ،البحث والتفلسف

على توزيع نقدي يراه مناسبا حسب ويعقب حماوال تصنيف جيل النقاد العرب يف القرن العشرين مصطلحا بذلك ، جيال تناوبت أداء رسالتها خاللهأالقرن العشرين ميكن توزيعه نقديا على ثالثة أن:" ومعىن ذلك دراسته فيقول

.16اجتاهاا بطوله..." وتعددتم حيث شهد 19جيل الرواد الذين ولدوا حول العقد األخري من القرن جيل األساتذة هكذا عرفه صالح فضل :

–ميخائيل نعيمة وقبلهم عبد الرمحن شكري -العقاد -طه حسني م على وجه التحديد معظمهم :1889عامورمبا كان عقد ، وزكي مبارك وأمني اخلويل –در املازين أمحد أمني ومن بعدهم : ابراهيم املازين و عبد القا

م هو الذي شهد انبثاق توجههم الفكري .20العشرينات من القرن الداللة و، يتصل ما لتفسريمها ن الشعر و النثر و ماعر ا"قدم طه حسني مفهومه اجلديد لألدب باعتبار ما يث

لكنه ال يلبث ،فطه حسني كان ميزج إذن بني النقد و تاريخ األدب ، 17على مواضع اجلمال الفين فيهما".اعتماده يف النقد والتحليل ظل ينصب على تشكيل مزاج غري أنأن يطور هذه املفاهيم يف دراساته الالحقة

النقدية كما فالعملية، و االنطباع الذايت املعتمد على الذوق الشخصي ،وسيط جيمع بني البحث املوضوعينالحظ ، 18ستاذه "النسون" متر مبراحل من اكتشاف النص و حتقيقه وقراءته وحتليله"أيصفها متبعا منهج

فكرة القراءة و التلقي تظهر يف كالم صالح فضل من خالل منهج طه حسني فالناقد قد ال يستحسن قصيدة

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

64

أي البد أن يتماهى مع اإلبداع الذي ، فقت عاطفته وهواهمن شعر أيب نواس مثال إال إذا الءمت نفسه ووا ويرى صالح فضل أن طه حسني كان رمزا للعقل النقدي اجلديد. ،يقدمه

مث يأيت العقاد وحماربته ألمحد شوقي حيث قاد أعنف محلة نقدية ثورية يف مطلع القرن العشرين لتفسري مفهوم يزهو بفكره و شعره الفلسفي الذي مل يدخل يف الضمري األديب لقراءة وظل ،الشعر وحتويل وظائف األدب

حىت كانت دورة 20وغري مكترث بالرواية باعتبارها قنطارا من اخلشب."ومل يكد ينتصف القرن ، العربية 19التطور قد وضعته على رأس حماريب التجديد الذي دعا إليه يف شبابه...".

حاجات أساسية أمهها: له من يخائيل نعيمة الذي رأى أن األدب البدمث يأيت بعد ذلك م من العوامل النفسية و االنفعاالت و التأثريات. احلاجة إىل اإلفصاح عما ينتابنا -1 احلاجة إىل احلقيقة و اجلمال و املنطق. -2 احلاجة إىل املوسيقى. -3

يعترب حممد مندور حامل لواء، ومساها صالح فضلاجليل الوسط كما فترة نقاد األدب أي أبناء لتأيت بعد ذلكو نازك املالئكة. ويتضمن عددا من أبرز -و أنور املعداوي -و حسني مروة، ولويس عوض ، هذا اجليل

و - حممد النويهي غنيمي هالل -عباس إحسان -ضيف األساتذة املشتغلني بتاريخ األدب العريب و النقد: شوقي شكري عياد..و –عبد القادر القط

والدخول به ،إن أبرز مسؤوليات هذا اجليل يف فصل النقد واستقالله عن البحوث والدراسات األدبيةو الوعي العميق بطبيعة تشكيل ، ومتابعة اإلنتاج احلي للمبدعني اجلدد ،أحيانا إىل حلبة الصراعات املنهجية

.املدارس واالجتاهات يف الشرق و الغرب ،يف النقد) ملناصرة قضايا أدبية وفنية كبرية األيدلوجيوأمههم مندور الذي راح يدعو إىل ما يسميه (املنهج

مثل قضية الفن للحياة وااللتزام يف األدب والفن حبيث تصبح وظائف النقد يف تقديره كما يلي : على فهمها. امة القراءتفسري األعمال األدبية و الفنية و حتليلها ملساعدة ع -1 تقييم العمل األديب و الفين يف مستوياته املختلفة يف مضمونه و شكله الفين. -2

ا يف الساحة الغربية من صراعات ومعارك أدبية نقدية أمهها : م غرارعلى ختلو الساحة الفنية النقدية كما ال ،الذي كان ميثل دعاة الفن للفن يف ظاهر األمر بني العقاد و شوقي سابقا و حممد مندور و رشاد رشدي

يف مقابل النقاد الفرسان املدافعني عن ، والفن باحلكومة ،بينما كان يعمل على ربط عجلة النقد بالسلطة "كما كانت هناك معارك بني فصائل الواقعيني أنفسهم باجتاهام املختلفة كما حدث مع ، احلرية و اإلبداع

ويس عوض و حممود أمني وحسني مروة لكن فريق األساتذة البعيدين عن الصحافة كانوا مييلون إىل لدب املقارن أشد ميال إىل إثراء حقل الدراسات األدبية و األ أيضا وكانوا ، الصمت و التأمل يف حركة النقد

ولة وإعادة طرح قضايا الفكر االديب يف ضوء بالبحوث و الكتب املنهجية املط و تاريخ النظريات األدبية .20املتغريات العاملية "

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

65

م لتشمل عواصم عربية عديدة أصبحت مراكز 20لقد كانت حركة النقد قد امتدت عند منتصف القرن فأخذت ، دبية اليت تغذي الفكربداع وتتعدد املؤسسات اجلامعية واألدب هليب اإلجديدة يشتغل فيها األ

جتليات هذا الظهور من خالل منوذج (نازك أبرز وكان النص الشعري ،فت الاملرأة تظهر و تربز بشكل مشاركةفهي تنبه يف اية كتاا وتقعيدا واملنظرين له نقدا فيهاملالئكة). فدعت إىل الشعر احلر فكانت من املبدعني

حيث تنقصه ، تراه فنا ناشئا يف آدابنا العربية املعاصرة املعاصر) إىل مزالق النقد الذي العريب عن (قضايا الشعرالنقد يسري على غري هدى و أنفهي ترى ،األسس اليت يرتكز إليها يف أحكامه و يعوزه التركيز والرصانة

سيضيع جهودا كثرية حىت يهتدي إىل األسس اليت ستوجهه حىت تنشأ فيه النظريات و املدارس و املذاهب اليت دون ارتكاز إىل نظريات النقد االورويب . يتستند إىل أدبنا احملل

سلوبية و شكالنية أبتجلياا املختلفة من توليدية و ، ومعظمهم من نقاد البنيوية و ما بعدها نقاد احلداثة إن واف املتصلة أو وتفكيكية و سيميولوجية و قراءة و تأويل .مع وجود عدد من النقاد الذين يقعون على احل

فإن هؤالء ينتشرون خرىأالواصلة بني اجليلني من ناحية واملازجة بني االجتاهات احلداثية وما قبلها من ناحية وبني ، قوي حبيث جندهم يتوزعون مكانيا بني مراكز االنتاج النقدي القدمية يف مصر والشام والعراقو بشكل

م وأسهمت بقوة يف حركة النقد العريب من 20النصف الثاين من القرن مراكز أخرى تشكلت و نشطت يف، وترمجة اوتطبيق ااملعاصرة تنظري الغربناهج مب كثريا قد تأثروا فالشمال اإلفريقي واملهاجر الغربية اجلديدة .

طاب النقدي العريب األديب اخل تطويرحاولوا بذلك و بقايا املعطيات السابقة و الالحقة الغربية وعبواواستمعتمدين على التركيب بني املتجانس من التيارات املختلفة والنمذجة املؤلفة بني املناهج املتعددة واإلجناز املتميز يف

.صلب الثقافة العربية تة ها قطيعتهم املتفاوتيرى صالح فضل أنه"من الطريف مالحظة املفارقة البارزة بني عنف الصدمة اليت أحدث

الدرجات مع تيارات النقد القدمي مع جدة مصطلحام ورفاهة أساليبهم النقدية وبني األثر القوي الذي و ، فنرى أن تأثري املناهج النقدية املعاصرة على هذا اجليل واضحا .21أحدثوه على الرافضني هلم بصفة خاصة "

وإذا حاولنا إجياز الوظائف ، واد اجليل األول من النقاد ن ظهر هذا التأثري بصورة باهتة فيما قبلهم من رإالنقدية اليت استهدفها أبناء هذا اجليل ميكن أن نربزها يف إحداث نقلة معرفية حامسة يف النقد األديب باعتماده

عتماد على و اال، على األسس األلسنية يف النقد االديب العريب .بعدما كان طاغيا على اخلطاب النقدي سابقاالتنظيم املنهجي الدقيق ملقاربة النصوص بطريقة علمية من خالل ما نراه يف علم النص أو حتليل اخلطاب

.22"مما خيفف من غربة القارئ و يلطف من درجة التخصص العالية يف التحليل النقدي "،ولسانيات النص حيث العقلية العربية ، بني القارئ العريب و املبدع شرخا كبريا أوجدتن هذه التيارات واملناهج ألكن جند

تنفر مما هو غريب عليها حىت على طالب اجلامعة املتخصصني يف األدب ملا تؤديه هذه املناهج من غربة ونفور يقول جابر عصفور "ال شك يف أن البنيوية قد فرضت نفسها على الفكر ، داخل النصوص وحماولة حتليلها

وأثارها الالفتة يف جمال وأنصارهافأصبح هلا خصومها ،عاصر بطريقة أو بأخرى يف السنوات األخريةالعريب امل 23.العلوم اإلنسانية"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

66

ورمبا ، أصبحت هذه املناهج موضة يتناقلها النقاد عرب حتليالم وتنظريام من البنيوية إىل نظرية القراءة و التلقي، التنظري هلذه املناهج والتيارات وجعلنها أهدافا ال وسائل انصب اهتمامنا علىو ابتعدنا كثريا عن روح النقد

ديب وإظهار مجالياته والكشف عن أسرار دب هو اإلبداع األونسي بعض النقاد أن اهلدف األمسى للنقد واأل م جديدا.أالنصوص تراثا كان

، عن طريق اتصاهلم الوثيق بالثقافة الغربية األدبيةج النقدية فقد تأثر النقد العريب بالغرب وحاول العرب جتديد املناهن للنقد أصوال وقواعد فنية فأدخلوا تلك القواعد و الفنون إىل األدب العريب و أوبعد هذا االتصال أدركوا

لعريب حدث أثرا عميقا يف الشعر اأدبية عربية هي مدرسة الديوان بذلك مما أفتأثرت اكرب مدرسة نقدية ،نقده فشل رغم موهبته وإبداعاته.يف ذلك غري أن الكثري منهم ورمبا منهم من جنح،املعاصر

ن يبذلوا اجلهد أو ، يغفلوا القيم العربية والتراثية عليهم أن الالنقاد العرب اليوم يف اتصاهلم بالثقافة الغربية فما يليق مع األخذة املناهج النقدية املعاصرة من جديد اجلهيد يف تطوير التراث أو يعيدون قراءته من جديد وقراء

حماولني إجياد منهج ، واألسرار األسرارجدادنا القيمة اليت مازالت فيه أرك ما ال يليق و يتماشى مع إبداعات تبنا و هج الغربية لكن املناب و ال بأس من اإلستعانةيتالءم مع طبيع اللغة العربية و علومها ومع املناهج التراثية القدمية

تفحص دقيق.بتمعن جيد وهو الشيخ احملقق حممود شاكر بعد ،جياد منهج يف رحلة البحث عنهإو أول من تصدر هلذا البحث رمبا حماوال

هذه الرحلة حيث يقول هو على نفسه يف، و غريها جتماعيةاالدبية و السياسية و أن رفض أكثر املناهج األعزمية حذاء ماضية : أن أبدأ وحيدا منفردا رحلة طويلة جدا و شاقة جدا و مثرية :"طويت كل نفسي على

رفض حممود فقد ، وهو ما مساه مبنهج التذوق يف حتليل اخلطاب ،24بدأت بإعادة قراءة الشعر العريب كله"، جداهج فكان هذا املنهج ومضى يف رحلته الطويلة للبحث عن املن، شاكر أكثر املناهج األدبية السائدة يف عصره

25الذي ارتضاه و احتفى به و انتشى باكتشافه .ومساه منهج "التذوق".دب العريب وكأن األ ، اتصال العرب باآلداب الغربية نتيجةمبباحث النقد الغريب العريب املعاصر النقد تأثر

بني هذه ،ن تطورات وتغيريات وصراعات كان يعيش حالة املنتظر و املشاهد مل حيدث يف اآلداب العاملية ماملناهج و النظريات فلما استوىف الغرب هذا كله راح نقادنا العرب يطبقون هاته املناهج على النصوص العربية

قاطعني صلة الرحم بني التراث و كأنه قدمي ، منبهرين ا دون مراعاة خلصوصية اللغة العربية وأدبنا العريب العريق نغمسوا يف التنظري و التحليل ومنهم من وصل إىل أبواب مسدودة .والح ال للقراءة وال للبحث ال يص ؟

فاملنتظر من النقد العريب املعاصر هو التأسيس "خلطاب عريب يعرب عن مشروع ثقافة عربية معاصرة فكرا ونقدا ددة وخمتلفة، دف إىل استعادة ، كما أنه يفترض به أن "يتحرك اآلن يف داخل أفضية متع 26وفلسفة وإبداعا.."

.27التراث وإحيائه أو بعثه واستلهامه ومتثله وتبنيه على حنو نقدي "الغربية املعاصرة فرضتها ظروف حمددة عاشتها اتمعات ةن املناهج النقديبأن يعلم أالنقد العريب اليوم عليه إن

خرى الفعالة يف اتمع.دث مبعزل عن القوى األألن كل تغري يف جمال الفكر والفن ال حي، األوربية وغريها

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

67

ملا عمد النقد العريب إىل نقل هذه و ،والدة هذه املناهج الغربية وتطورها حيدث بصورة طبيعية توهلذا كانبل دون مراعاة طبيعة لغتنا العربية و تراثنا مني و تعبيد الطريق وتوفري وسط مناسب هلا أاالجتاهات دون ت

ا ال اصطدم النقاد بنفور القارئ العريب و حىت طالب اجلامعة من هذه املناهج و التيارات أل،قائدنا وحىت عيف هذا اال على التنظري اتدراسال تفاعتمد، تناسب لغته وال فكره و ال خلفياته التارخيية و الدينية والعقائدية

و يظهر ذلك يف ،حتليالتنا لتراثنا فأضرت أكثر مما نفعتها يف نصوصنا ومقحاهلذه املناهج وتقعيدها وعمدنا إىل احول استعمال هذه مصطلحات هذه املناهج و كثرة اخلالف النقاد العرب على ضبط اضطراب و تردد

"و حنن نعترف دائما بأننا لن نستطيع فهم يقول شكري عياد: العريب،مما يشتت ذهن الباحث املصطلحات، ليه بعيون معاصرة وال يقتصر ذلك على الوعي مبشكالت إهمه اليوم إال إذا نظرنا القدمي كما يتاح لنا ف

. 28احلاضر و مطالبه و لكنه يتضمن استخدام وسائل الفكر املعاصر أيضا.."جب إعادة النظر يف توظيف هذه املناهج وللمسامهة يف بناء نقد عريب معاصر منفتح على اآلخر له مرجعيته اوفال

متنعه من التميع واالغتراب، وذلك بإعادة النظر يف مجلة من النقاط واملبادئ األساسية واليت جنملها يف اآليت:اليت

مراجعة نقدية شاملة ومستمرة تعلن احلوار العقالين بديال لصراع يلغي اآلخر. - املراجعة النقدية استجابة لظواهر جديدة. - ة.املراجعة النقدية هي استراتيجية مرحلة راهن -على الناقد العريب أن يتأمل عالقته باملناهج الغربية ويقومها حبيث "يتحول النقد إىل جزء من بنيته -

29ويتحول ببنيته حنو حترير اإلنتاج املعريف والنقدي واإلبداعي من كل سلطة خارجية ..." ،جهودهم يف تطوير التراثالنقاد العرب إذن يف اتصاهلم بالثقافة الغربية وذه املناهج بذل بعض حاولوقد

من جديد من خالل هده املناهج ورمبا قد أو إعادة قراءة هذا التراث، حماولني إجياد تواصل مع القدمي و اجلديدوراقنا من أفإن كان كذلك علينا إعادة حساب –و وصلوا إىل األبواب املسدودة أجنحوا نسبيا ورمبا فشلوا كليا

وافق و تالئم اللغة العربية وعلومها فهي حتمل بني طياا مناهجها وبالتايل مناهج ن جند مناهج جديدة تأجديد و .التراث

أن األدب والنقد العريب احلديث قد كان موقفه متضاربا جتاه املناهج الغربية يف بداية تشكلها وذلك خالصة القولملناهج من طرف احملافظني واحلامني للتراث، نظرا لعدم وضوح الرؤية لديه وللمقاومة اليت كان يلقاها تطبيق هذه ا

غري أن هذا مل مينع بعض املتقدمني من استقدام بعض األساليب وتطبيقها على التراث العريب كتجربة طه حسني أساليبه وأدواته، غري أن النقد العريب املعاصر ن املنهج باستخدام بعضوبعض التجارب املتفرقة واليت استعاضت ع

خصوصا د العريب اقواليت حاولت نقل هذه املناهج إىل جمال استعمال الن ،ور بعض الدراساتوخاصة بعد ظهويف كتابه "القصيدة والنص املضاد" 30كمحاولة عبد اهللا حممد الغدامي يف كتابه "اخلطيئة والتكفري "،املتأخرة منها

ية على سرب أغوار النص األديب "إا ن أسباب تبنيه للتفكيك، وكيف تساعدنا القراءة التشرحيعالذي يعرب فيه .31آلية بتوضيح حقيقة الكتابة وإلبراز مجالية صحتها كما تبني أصالتها واإلبداع فيها من االنتحال والتقليد"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

68

امي وكذلك ذيف التأسيس ملقوالت نقدية ومنهم الغالتفكيك دعامة منهجية إستراتيجيةمن اغري أن جل من اختذو سام قطوس يصرحون ويعترفون بأزمة أو قصور املقاربة التفكيكية.عبد امللك مرتاض وب

على وقد هاجم عبد العزيز محودة يف كتابه "املرايا احملدبة واملرايا املقعرة حنو نظرية نقدية عربية" كل النقاد العرب اويعاكسها وحاولوبل ،عن احلياة العربية شيءهذه املناهج من النقد الغريب الذي خيتلف يف كل اأم استعارو

وقد أعطى نوعا ، تطبيقها كما هي على النصوص العربية الناشئة يف بيئة عربية فأدى م ذلك إىل العيش الذريعوحىت قدامى وآرائهم اللغوية واألدبية، من البديل يف كتابه الثاين "املرايا املقعرة" بالرجوع إىل تنظريات العرب ال

تزال يف مهدها األول، ألا اكتفت برصد املالمح النظرية يف أطرها الغربية ومل تنفذ الدراسات العربية التفكيكية ال إىل اجلانب اجلمايل للنص األديب.

: البحث هوامش

دار الوفاء لدنيا الطباعة و النشر 2006-1الطبعة –بسام قطوس - د–املدخل إىل مناهج النقد املعاصر - 1 .12-11ص

.12املرجع نفسه ص - 2ت احتاد كتاب اجلزائريني د.بشري ابرير منشورا–رحلة البحث عن النص يف الدراسات اللسانية الغربية - 3

.49ص1/2009.ط .50-49املرجع نفسه ص - 4 .54- 53املرجع نفسه ص - 5 .54املرجع نفسه ص - 6 .22ص -املدخل اىل مناهج النقد املعاصر، بسام قطوس - 7 .97ص-2005-5ط–اطلس النشر و االنتاج االعالمي - صالح فضل–مناهج النقد املعاصر - 8 .97املرجع نفسه ص - 9

بسام قطوس موازيا للمناهج النقدية األخرى .-مصطلح مناهج القراءة أطلقه د - 10 رسالة ماجستري.-39رحلة مع النقد األديب .د.فخري اخلضراوي ص - 11 8ص- 5ط–شوقي ضيف دار املعارف -النقد - 12 انظر كتاب البالغة تاريخ وتطور لشوقي ضيف. - 13 .376ي ضيف ص شوق-البالغة تاريخ و تطور - 14 .121صالح فضل ص–مناهج النقد املعاصر - 15 .121املرجع نفسه ص - 16 .122املرجع نفسه ص - 17 .123املرجع نفسه ص - 18

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

69

.124املرجع نفسه ص - 19 .128صالح فضل ص –مناهج النقد املعاصر - 20 133ص - صالح فضل–مناهج النقد املعاصر - 21 .134املرجع نفسه ص - 22 جابر عصفور.-1985-نيوية عصر اب - 23 (مقدمة كتاب املتنيب).06حممود شاكر ص -رسالة يف الطريق اىل ثقافتنا - 24 للشيخ حممود شاكر.–رسالة اىل ثقافتنا –لالطالع أكثر ارجع اىل كتايب : املتنيب - 25، منشورات إحتاد دراسة –مصطفى خضر –النقد واخلطاب حماولة قراءة يف مراجعة نقدية عربية معاصرة - 26

.14، ص2001الكتاب العرب، دمشق، املرجع نفسه. - 27 عامل املعرفة.-الكويت-شكري عياد–املذاهب االدبية و النقدية عند العرب و الغربيني - 28 .11دراسة ، ص –مصطفى خضر –النقد واخلطاب حماولة قراءة يف مراجعة نقدية عربية معاصرة - 29غدامي: اخلطيئة والتكفري من البنيوية إىل التشرحيية، النادي األديب الثقايف ، جدة، السعودية ، عبد اهللا حممد ال - 30 .1985، 01ط

، 1994، 01املركز الثقايف العريب، بريوت، لبنان ، ط -عبد اهللا حممد الغدامي ، القصيدة والنص املضاد - 31 .81ص

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

70

المعجمي إسهامات المستشرقين في التأليف

أحمد كاس أ. جامعة األغواط من األمور اليت مازالت خارج حيز التوثيق التارخيي الدقيق بداية احلركة االستشراقية؛ إذ ال يعرف من هو أول من عين

، وال يف أي وقت كان ذلك. إلا أن املؤكد أن بعض الرهبان والقساوسة األوروبيني من أمثال بالدراسات االستشراقية 1114( م)، وجريار دي كرميون1157-1092احملترم(م)، وبطرس 930/1003وف بسلفستر الثاين (جربري املعر

ت فيه أهم حاضرة علمية إسالمية، فتعلموا يف م) وغريهم، ارحتلوا إىل بالد األندلس يف الوقت الذي كان1184/مدارسها، وأتقنوا العربية، ووقفوا على القرآن الكرمي وحاولوا ترمجته، كما حاولوا ترمجة نفائس املصنفات العربية، ألنهم

وملا عاد هؤالء أدركوا أنها السبيل األقوم للخروج من دهاليز الظالم اليت كانت تقبع فيها املمالك األوروبية آنذاك. الرهبان إىل أوطام مل يتوانوا يف نشر ما حصلوه من ثقافة العرب، وما ترمجوه من مؤلفام. وتبع هذه اخلطوة تأسيس معاهد وجامعات يف أوروبا تعىن بالدراسات العربية، وقد اعتمدت هذه املراكز العلمية على املؤلفات العربية اليت ترمجت

. 1كمصدر أساسي للتعليم والتكوين لعدة قرون إىل اللغة الالتينيةينمو ويتطور شيئا فشيئا إىل أن أصبح حركة منظمة هلا مرجعياا املختلفة -يف هذه الفترة -وما فتئ االستشراق

ريب وتوجهاا الفكرية املتشعبة، حتى إذا جاء القرن الثامن عشر ووصلت األطماع الغربية يف اهليمنة على العامل العواإلسالمي أوجها، زادت حاجة الغربيني إىل تعلم اللغة العربية، واألخذ بناصيتها بغية التواصل مع أهلها، واالطالع على عادام وتقاليدهم، والوقوف على معاين القرآن الكرمي، واحلديث النبوي الشريف، والسرية، والتاريخ اإلسالمي، وبات

الغربية متويل أرباب االستشراق واإلنفاق عليهم، حتى يتمكنوا من إنتاج دراسات من الضروري على الدول واحلكومات . 2عربية صارمة يف مجيع ااالت

وبالرغم من اجلوانب املظلمة، واألهداف اخلفية اليت كانت ترمي إليها احلركة االستشراقية ويف مقدمتها اهليمنة الفكرية، العريب واإلسالمي، ونشر تعاليم الدين املسيحي يف األقطار العربية واإلسالمية... إال أن والثقافية، والسياسية، على العامل

بعض املستشرقني كانت هلم أهداف علمية خالصة، ال يقصد من ورائها سوى البحث والتقصي. هذه الفئة استطاعت عامل اإلسالمي تعمقا يلفت النظر، واستحضرت التوصل إىل إنتاج كم ال بأس به من الدراسات اجلادة اليت " تعمقت يف ال

". لعل أهم مثارها الترمجة 3لذلك البيانات اهلائلة، واملعلومات املهمة الكثرية، وناقشتها مناقشة ال ختلو من فائدة مجةدراسات وصناعة املعاجم والفهارس، وحتقيق املخطوطات، والعناية ا، ومناقشتها، فضال عن البحوث اإلحصائية، وال

االجتماعية واللغوية، اليت كثريا ما وصلت بالبحث العلمي إىل درجة كبرية من الدقة واملوضوعية. جهود املستشرقني يف اال املعجمي:

إن الباحث يف ميدان الدراسات اللغوية العربية ليعجب كل العجب حني يقف أمام اجلهود اجلبارة اليت بذهلا املستشرقون -قبل غريهم –م العربية، فقد صرفوا الوقت واجلهد يف تصنيف معاجم لغوية حمكمة يشهد هلا أبناء العربية خدمة للمعاج

بالعظمة واجلودة، وربما ال خنطئ حني نقول: إن بعض تلك املعاجم ضارعت أمهات املعاجم العربية يف ثرائها، وإحكام وضعها.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

71

عصر النهضة، بل تعود جبذورها إىل القرن الثاين عشر امليالدي، حيث ظهر وعناية املستشرقني باملعجم العريب ليست وليدةأول معجم مزدوج أطلق عليه اسم "املعجم العريب الالتيين" وبالرغم من جهلنا بواضع هذا املعجم، ومكانه، إال أن نظرة

. 4فاحصة يف حمتواه تدل على أن تأليفه كان يف بالد اسبانيا عجم يعكس بصورة جلية وواضحة افتقار صاحبه لقدر كبري من املعرفة باللغة الالتينية، و كذلك ويالحظ أن هذا امل

يصدق احلال على معرفته بالعربية، باإلضافة إىل خلطه الكبري بني معيارين هامني من معايري املعجمية ومها: الترمجة، .5ف الكلمات املدونة، فجاء املعجم مبتورا غري كاملوالشرح املوضوعي للكلمات. زيادة على هذا فقد أمهل املؤلف آال

ويف القرن الثالث عشر للميالد ظهر يف شرق إسبانيا معجم آخر ملفردات اللغة العربية، وقد مت نشره فيما بعد من قبل فقت وضعه م، وهذا املعجم ال خيتلف كثريا عن سابقه، فاملعلومات واملالبسات اليت را1881املستشرق شيبا ريللي سنة

هي األخرى جمهولة. وقد مشلت مصطلحات هذا املعجم جماالت شتى، وهو غين مبفردات الكنيسة الالهوتية، ويكثر فيه ذكر الشخصيات التوراتية، وتؤخذ فيه بعني االعتبار أمساء الكواكب والظواهر السماوية و األشهر املسيحية، وباملقابل

. 6يندر فيه ذكر أمساء املدن و العلوموواضح أن هذا املعجم جاء خدمة لالحتياجات العلمية للتبشري، وطابقه أن املفردات العربية مل توافق القواعد النحوية بل مت إيرادها كما كانت تنطق يف األوساط املثقفة، وهلذا ميكن أن نعترب هذا املعجم مبثابة النافذة اليت ميكن من خالهلا

.7العامية يف أوساط املثقفني بإسبانيا، يف القرن الثالث عشر للميالد التعرف على اللغة العربيةوتواصلت جهود املستشرقني يف املعجم العريب فظهرت معاجم أخرى من بينها معجم اللغة العربية اإليطايل للمستشرق

م )، 1667-1596يعقوب جوليوس ( م)، واملعجم العريب الالتيين اهلولندي للمستشرق1632أنطونيوس جيجايوس ( م)...1861-1788واملعجم العريب الالتيين للمستشرق جورج فلهلم فريتاج (

م) واحدا من أجود املعاجم اليت ألفها 1876-1801ويف اية القرن التاسع عشر أخرج املستشرق إدوارد لني(ق املعاجم األوروبية، ونشرت املستشرقون، مساه مد القاموس. وهو معجم عريب إجنليزي يف مثانية أجزاء، ألف على نس

م، وبعد وفاته نشر ابن أخته ستانلي لني بول األجزاء 1876م و 1863األجزاء اخلمسة األوىل يف حياة مؤلفه بني سنيت .8م1893املتبقية وكان آخرها سنة

ويفصح إدوارد لني عن مصدر املادة اللغوية ملعجمه فيقول " إن تاج العروس هو الكتاب الذي استقيت منه حمتويات ". وقد كان لني كثريا ما 9معجمي هذا، وواجب علي أن أؤكد أنه األساس الذي قررت أن أفيد منه الفائدة العظمى

شرة بعد أن الحظ أن جزءا كبريا من املادة اللغوية اليت حيتويها تاج يرجع إىل لسان العرب البن منظور لينقل عنه مبا . 10العروس مأخوذة بصورة عامة من لسان العرب

م) مبعجمه القيم تكملة املعاجم العربية، 1883-1820م ظهر املستشرق رينهارت بيتر آن دوزي (1881ويف سنةاملعجمية العربية، ألن مؤلفه انطلق يف مجع مادته اللغوية من منطلقات هذا املعجم الذي يترتل مكانة رفيعة يف تاريخ (*)

. فحاول أن يتجنب منهج القدماء الذين تعلقوا مببدأ 11ختتلف كثريا عن منطلقات صناع املعاجم القدماء واملعاصرين له أمثال جوليوس، وفريتاج، و " وخرج عن سابقيه من املستشرقني12الصفوية "ومليقبلوا أن يدرسوا لغة أخرى غري الفصحى

. 13لني، الذين تأثروا باملشارقة وحذو حذوهم يف التأليف والتصنيفلقد مجع دوزي مادته اللغوية من كم كبري من املصادر بلغ أربعمائة وثالثني مصدرا أمهها : املعجم العريب الالتيين الذي

عجم االسباين العريب الذي ألفه األب بدرو دي ألكاال يف بداية القرن ألف يف القرن الثاين عشر للميالد، باإلضافة إىل امل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

72

السادس عشر، ومعجم حميط احمليطللمعلم بطرس البستاين. ومما مييز هذا املعجم حماولته حتاشي ذكر الكلمات اليت عرا هلين، إذ أن مثل هذا اإلجراء يستغرق العرب وتكلموا ا. ولنا هنا أن نشري إىل أن متييز هذه الكلمات ليس باألمر ا

دوزي نفسه يقر ذا األمر حني يقول" فربما أمهلت بالباحث وقتا كبريا، دون أن يصل به إىل درجة كبرية من الدقة، و ".14كلمات كان هلا أن ال مل، وأثبتت أخرى كان ال بد هلا أن تغفل

الترتيب األلفبائي حبسب اجلذور جمردة من الزوائد، وهو الترتيب الذي لقد اتبع دوزي يف ترتيب مواد و مداخل معجمه اعتمده بعض املعجميني العرب القدامى، واتبعه كل احملدثني من عرب ومستشرقني، وقد أوقعه هذا الترتيب يف أخطاء

. 15دهاكثرية، كان بإمكانه أن يتجنبها لو أنه رتب مداخله حبسب تتاليها غري معراة من زوائوقد اعتمد دوزي يف معجمه هذا العديد من اللهجات واللغات العامية، كاللهجة األندلسية واملغربية والرببرية، وضمنه اصطالحات الطب والزراعة والنبات، وألفاظا دخيلة، وحاول االبتعاد عن االختيار الذي وقع فيه أكثر صناع املعاجم

الفصيح من اللغة العربية. غري أنه مل يستطع ذلك التسام مصادره بسمات فيها درجة العربية، الذين ركزوا على املستوى .16كبرية من اخلصوصية

من حشو، وتصحيف وحتريف، واضطراب يف الترتيب وبالرغم من اهلفوات واألخطاء اليت وقع فيها املستشرق دوزيوالتبويب، وخلل على مستوى التعريف وأصول الكلمات، وإمهال لقواعد اللغة العربية، وتغاض عن بعض األخطاء اليت " يعد تكملة حبق للمعاجم العربية من حيث النظر إىل وظيفة ارتكبها سابقوه. إلا أن معجمه تكملة املعاجم العربية

. 17املعجم، وتنوع املعاين، وحياة الكلمات، وتطور اللغة، إضافة إىل عنايته بالسياقات، وعناصر املعجم األخرى"جتربة أخرى يف ميدان الصناعة املعجمية تتمثل يف كتابه " املعجم املفصل يف أمساء املالبس العربية" وللمستشرق دوزي

م . وهذا املعجم يتناول املالبس واألزياء يف مجيع األقطار العربية، غري أن 1843و 1841الذي قام بتأليفه بني سنيت مصر. ومل يقتصر هذا املعجم على االهتمام باملالبس وحسب، تركيزه ينصب أكثر على بالد األندلس واملغرب العريب و

بل تعدى ذلك ليشمل جوانب أخرى كالتاريخ واألدب والفلكلور. أما املادة اللغوية هلذا املعجم فهي مأخوذة من كتب الرحالة خاصة ابن بطوطة، وهذه املادة كمادة معجمه السابق مرتبة

املسجلة على هذا املعجم االستطراد اململ، والتفسري اخلاطئ لبعض النصوص، وبناء وفق الترتيب األجبدي. ومن املآخذ أحكام على تفسريات خاطئة، وابتداع صيغ صرفية ليست معروفة، وعدم ذكره لعدد كبري جدا من مسميات املالبس

يلة يؤسف القول "إن عربيا واحدا حماولة جل العربية . ولكن يبقى هذا املعجم مبنهجيته، وطريقة حبثه، ومناذجه املدروسة . 18مل حياول مثلها"

وينتهي بنا احلديث عن املعاجم اجلادة اليت ألفها املستشرقون يف عصر النهضة إىل املستشرق أوغست فيشر، هذا الرجل كنه من الثروة الذي متيز عن سابقيه بنهجه املوضوعي الصرف، ودقته الكبرية يف التحليل، وحدسه اللغوي القوي، ومت

. كل هذه امليزات العلمية الصرفة حاول فيشر االهتداء ا 19اللفظية، واالستعمال اللغوي للعربية وهلجاا القدمية واحلديثةإلمتام مشروعه اهلادف إىل استحداث معجم تارخيي شامل للغة العربية، لكن مشروعه هذا مل يكتب له االستمرار، إذ "

ملقدمة وبعض مادة اهلمزة، وقد نشر ذلك يف القاهرة بعنوان ( املعجم اللغوي التارخيي) بعد موت مل يصدر منه سوى ا ".20صاحبه بوقت طويل

إن النظرة التارخيية التطورية اليت كان األستاذ فيشر ينظر ا إىل مفردات اللغة، جعلته يؤمن بضرورة إدخال كل الكلمات ختضع يف صريورة اللغات إىل تطورات وحتوالت الفتة يف دالالا -حبسب رأيه -لماتالعربية يف معجمه التارخيي. فالك

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

73

. وبالرغم من هذا اهلدف الذي رمسه 21واستعماالا، ومن الواجب عرض هذه التطورات، وتوضيحها، وذكر أطوارهاف عندها يف أخذه للمادة اللغوية، وهي اية فيشر ملعجمه إلا أن مثة ما يناقضه إذا ما نظرنا إىل احلدود التارخيية اليت توق

. 22القرن الثالث للهجرة. فيشر مواد معجمه اليت أخذها من الدواوين الشعرية، النصوص النثرية، والقرآن الكرمي وكغريه من احملدثني رتب أ

األجبدي"املألوف حلروف واحلديث النبوي الشريف، باإلضافة إىل اصطالحات علوم اللغة مبختلف فروعها، وفق الترتيب". ومما يسجل له يف معجمه هذا من مزايا زيادة على 23اهلجاء العربية على اعتبار احلرف األول والثاين والثالث أساسا

كثرة شواهده وحسن ترتيبه للمادة اللغوية وفروعها؛ اإلشارة إىل املصدر أو املصادر اليت استقى منها الكلمة، وتبيان وجودها التارخيي مع اإلشارة إىل استعماالا كثرة أو ندرة، وتوضيح اختالف دالالت الكلمات حبسب الكلمات حبسب

األقطار واألمصار املستعملة فيها. ولعل امليزة األبرز يف هذا املعجم شرحه للمعاين احلقيقية لبعض الكلمات الواردة يف معامجهم، إما لعدم معرفتهم باللغات السامية، أو جلهلهم بعادات بعض املصادر العربية اليت أحجم عن تفسريها القدماء يف

.24بعض األمم األعجمية اليت كانت هلا حدود جغرافية مع بالد العربكذلك حيسب هلذا املعجم توسعه يف معاجلة احلروف واألدوات، وهذا أمر مل يكن مألوفا يف غالبية املعاجم اليت سبقته،

والتفصيل فيها ليس من اختصاص املعاجم يف األصل، وإنما يدخل ضمن اهتمامات القاعدة ألن شرح حروف املعاينالنحوية. لكن األستاذ فيشر شذ عن هذا التوجه و رأى أنهمن الضروري شرح احلروف واألدوات شرحا موسعا "يف

.25العربية" املعجم أيضا، كي يتسىن ملن يستعمل املعجم أن جيد فيه ما يساعده على فهم الكتبمن اهلفوات والسقطات، أبرزها احلشو، والتمادي يف إيراد الكلمات - على كثرة مزاياه –وال خيلو هذا املعجم

األعجمية، وعدم التمييز بني احلقيقة وااز يف استعماالت الكلمة. ولكن بالرغم من هذه العيوب يبقى املعجم التارخيي القيمة يف العصر احلديث.لألستاذ فيشر من املعاجم العربية

مالحظات عامة حول معاجم املستشرقني:يف اية حديثنا عن صناعة املعاجم لدى املستشرقني ميكن أن نورد بعض املالحظات العامة اليت وقفنا عليها أثناء البحث

منها:دية، فقد كانت بادئ مسرية تأليف املعاجم من طرف املستشرقني تكشف لنا أن تلك املعاجم سارت بوترية تصاع .1

األمر قاصرة ضعيفة، مث تطورت شيئا فشيئا حتى بلغت درجة كبرية من النضج أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

بعض املستشرقني كانوا على إطالع كبري بالتراث املعجمي العريب، فالذي يقرأ مقدمة مد القاموس إلدوارد لني مثال، .2يف تكملة املعاجم العربية، يدرك أن هذين الرجلني مل يؤلفا معجميهما حىت ناال نصيبا وافرا من أو مقدمة دوزي

املعرفة بتراثنا اللغوي العريب.جاءت معاجم املستشرقني خمتلفة متباينة، فكل معجم له خصوصيته، وطريقته، وهذا راجع إىل اختالف األلسنة، .3

املعاجم. على عكس املعاجم العربية القدمية اليت ألفت على منط واحد، ألن وتعدد الثقافات اليت خرجت منها تلك واضعيها أبناء لغة واحدة، وأبناء فكر واحد.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

74

من املستشرقني من جاء بإضافة جديدة للمعاجم العربية املتخصصة، مثل دوزي الذي اختار موضوع املالبس .4فصل بأمساء املالبس عند العرب. وجدير بالذكر أن هذا املوضوع مل واألزياء العربية، وحاول التقيد به يف معجمه امل

تتطرق إليه املعاجم العربية املتخصصة قدميا. أغلب معاجم املستشرقني رتبت موادها ترتيبا ألفبائيا، مع جتريد املزيدة منها، وقد أوقعها هذا يف اضطراب واضح يف .5

من غري جتريدها من زوائدها جلنبت نفسها الكثري من األخطاء.الترتيب، ولو أنها اعتمدت ترتيب الكلمات بعض املعاجم وسعت نطاق النقل باعتمادها على الكتب األدبية، وخرج أغلبها عن احلدود التارخيية اليت قررها .6

النحاة ألخذ املادة اللغوية.بحث يف أصول الكلمات، وتطور من املستشرقني من وظفوا مبادئ االجتاه التارخيي يف معامجهم، وسعوا لل .7

استعماالا، مثل إدوار لني و دوزي و أوغست فيشر.العديد من املستشرقني استعانوا باملعاجم العربية القدمية وبنوا عليها، و بعضهم استعان مبعاجم ألفها املستشرقون قبله، .8

ها سابقوه. واعتمد عليها اعتمادا كبريا، وبالتايل وقع يف نفس األخطاء اليت وقع في اهلوامش:

دتدط ، ص -القاهرة -االستشراق واملستشرقون ماهلم وما عليهم، مصطفى السباعي ، دار الوراق للنشر والتوزيع .117/18.

1996/ 1حبوث يف االستشراق واللغة، إمساعيل أمحد عمايرة، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع بريوت، ط .2 .385، ص

إمساعيل أمحد عمايرة، دار حنني - حبث يف اجلذور التارخيية لظاهرة االستشراق –صلتهم بالعربيةاملستشرقون وتاريخ .3 .66، ص 2/1996للنشر والتوزيع وخدمات الطباعة عمان، ط

، يوهان فوك - الدراسات العربية واإلسالمية يف أوروبا حىت بداية القرن العشرين –ينظر: تاريخ حركة االستشراق .4 .21ص ، 2001/ 2تر: عمر لطفي العامل، دار الكتب الوطنية بنغازي،ط

. 23ينظر نفسه ص .5 .34ينظر: تاريخ حركة االستشراق، ص .6 .35ينظر: نفسه ص .7 .524، ص، 1993/ 3موسوعة املستشرقني، بدوي عبد الرمحان، دار العلم للماليني، بريوت، ط .8 2، العدد5بد الوهاب األمري، جملة املورد، وزارة اإلعالم العراقية، الدمقدمة القاموس، إدوارد وليم لني، تر: ع .9

.56، ص 1972/ .56ينظر: نفسه ص .10

" وقد ترجم إىل العربية ترمجات supplement de dictionaries Arabes(*) أطلق دوزي على معجمه االسم الفرنسي" خمتلفة منها: امللحق باملعاجم العربية، وملحق املعاجم العربية، وذيل املعاجم العربية، وملحق وتكملة القواميس العربية،

رمجه وتكملة املعاجم العربية، واملستدرك على املعاجم العربية، وامللحق املساعد أو املعاون للمعاجم العربية. وقد اختار متعنوان تكملة املعاجم العربية ألن هذا العنوان نال من الشهرة ما مل تنله الترمجات األخرى. ينظر: تكملة املعاجم العربية،

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

75

دط -العراق–، مطبوعات دار الرشيد 32رينهارتدوزي، ترمجة وتعليق، حممد سليم النعيمي، سلسلة املعاجم والفهارس .11ص 1980/ .202، ص 1/1987ط -بريوت -ملعجم العريب، إبراهيم بن مراد، دار الغرب اإلسالميينظر: دراسات يف ا .11 .13تكملة املعاجم العربية ص .12 .14ينظر :نفسه ص .13 .27ملصدر السابق ص ا .14 .208ينظر: دراسات يف املعجم العريب ص .15يف املعجمة العربية، علي توفيق احلمد،جملة جامعة ينظر: حنن واملستشرقون مع دراسة حتليلية ألثر املستشرق دوزي .16

.18/19ص 15/2001الد -الريموك -النجاح لألحباث 25نفسه ص .17 -املعجم املفصل بأمساء املالبس عند العرب، رينهارتدوزي، ترمجة الدكتور أكرم فاضل، ضمن جملة اللسان العريب .18

.25ص 3العدد 8مقدمة املترجم الد -الرباط .325ينظر: تاريخ حركة االستشراق ص .19 .31، ص 2/1992ط -عمان –املستشرقون واملناهج اللغوية، إمساعيل أمحد عمايرة،دار حنني .20 -القاهرة -ينظر: املعجم اللغوي التارخيي، أوغست فيشر، تصدير الدكتور إبراهيم مدكور، املطبعة األمريية .21 . 7، ص 1/1967ط . 20ينظر : نفسه ص .22 .20اللغوي التارخيي ص املعجم .23حممد حسن عبد العزيز، دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترمجة -وثائق ومناذج –املعجم التارخيي للغة العربية .24

.29ص 1/2008القاهرة، ط .28املعجم اللغوي التارخيي، ص .25

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

76

الشاهد البالغي في كتاب "اإليجاز" ليحيى بن حمزة العلوي

د. زهية مرابط عائشة زايدي أ. جامعة عنابة

امللخص: إلجياز) وكيفية تعامله مع الشاهد البالغي يف كتابه (ا تقوم هذه الدراسة على حماولة استخالص املنهج الذي متيز به العلوي

بغية الوصول إىل طريقة تخرج الشاهد البالغي من النمطية واجلمود الذي أصابه يف عصور الشروح واحلواشي .لخيصاتوالت

اهللا بق بكتااجتهد العلماء املسلمون يف العناية بعلم العربية لغة، وحنوا، وصرفا، واشتقاقا، وبالغة، وداللة؛ الرتباطه الوثي .البالغة وخاصة يف كتابه اإلجياز يف العلوي و ما كتبههأما ما يهمنا يف هذه الدراسة ف الكرمي.

: اإلجياز.أوال، حققه جزأينوامسه اإلجياز ألسرار كتاب الطراز يف علوم حقائق اإلعجاز من العلوم املعنوية واألسرار القرآنية وضعه يف

وهو دكتور جزائري يعمل أستاذا ملادة البالغة والنقد املشارك جبامعة الشارقة، ونشرت الدكتور بن عيسى باطاهر، يف جزء واحد، وهو أول حتقيق للكتاب. 2007الكتاب دار املنار اإلسالمي، بريوت لبنان سنة

قرب منهجا ومادة وأسلوبا إىل يعد اإلجياز اختصارا وذيبا لكتاب الطراز، وهو أحسن ترتيبا وتبويبا منه، وكتاب اإلجياز أكتب البالغيني املتأخرين من كتاب الطراز. ذلك ان فكرة إعجاز القرآن اليت كان لعبد القاهر اجلرجاين الفضل يف بياا

)1(وتأسيس نظريات وقواعد بالغية تساعد على فهمها، كانت أحد األسباب يف تأليف الطراز :: منهج العلوي يف الدرس البالغيثانيا

لم األصول من علوم عصره كذا علوم الشريعة كما تشبع بعلوم العربية، هذه املعارف عتبىن العلوي علم الكالم وجعلت درسه البالغي جيمع بني مدرستني األدبية املتمثلة يف ابن األثري والكالمية املتمثلة يف السكاكي، وهو ذا شابه عبد

واحلجة العقلية أساس لكتابه (دالئل اإلعجاز) ومن الذوق والرتعة الفنية منهجا يف القاهر اجلرجاين الذي اختذ من املنطق والكالمي. ومل تغلب عليه الصبغة الكالمية على يبمزجيا من االجتاهني األد جيازكتاب اإلالبالغة)، " أسراركتابه (وب: "وممن مجعوا بني املدرستني األدبية وطريقته جندها عند عبد القاهر اجلرجاين، ويقول يف ذلك أمحد مطل )2(املفتاح"

والكالمية حيي بن محزة العلوي يف كتابه الطراز املتضمن ألسرار البالغة وحقائق اإلعجاز، فهو يف القسم األول يسري على ائل منهج أديب واضح يف التحليل واإلكثار من األمثلة، وهو يف القسم الثاين يتبع طريقة املدرسة الكالمية يف تصنف مس

)3(ان، وبديع، مجعت بني املدرسة األدبية واملدرسة الكالمية"يالبالغة، وتقسيمها غلى معان، وبأما الدكتور أمحد عبد السيد الصاوي فقد صنف العلوي ضمن املدرسة األدبية يقول: "ال ينبغي أن ننسى ما قدمه العلوي

تذوقية مجالية فلقد قفا اثر عبد القاهر اجلرجاين يف نظريته يف النظم أدبيةهلذا الدرس البياين من فوائد مجة يف إطار معاجلة على القرآن الكرمي وحتليالته، لبيان القيم اجلمالية الكامنة وراءها مطبقا فكرته عن النظم األدبيعاجل على أساسها تصوره

. )4(ألسرار التراكيب القرآنية" حملال آي القرآن الكرمي بأسلوب ينم عن إحساس و ذوق أديب رفيع وإدراك قوي ودقيق

ومن املالمح البارزة لالجتاه األديب يف درس العلوي هو كثرة الشواهد والنصوص األدبية املتنوعة من قرآن كرمي، حديث ام علي، وشعر جاهلي، أموي، عباسيشريف وكالم اإلم

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

77

،أن العلوي عامل ثبت يف الفقه وأصوله ا. واملعروف ه للفنون وتعريفه هلر يف حتديدظهنعود إىل إبراز املالمح الكالمية اليت تما لوأصول الفقه من العلوم اهلامة اليت حتفز العقل وتوقظ امللكات فيكون املشتغل به دقيق املالحظ نافذ النظرة يف ك

املنهج عاش فيه، أما مالمح ير الذصيتصل باألمور العقلية وكان العلوي كذلك، وهذا املنهج مسة من مسات العاملقدمة واملطلب، : "الكالمي فتتمثل يف تصنيف العلوي لعلوم البالغة إىل ثالثة فنون تتفرع غلى تقسيمات عديدة مثل

واملسألة والباب والفصل واملقصد واإلشارة والتنبيه، والنوع، واملرتبة والصنف، والفائدة، والقانون والطرف واملثار ج على طريقة السكاكي بطريقته يف التناول والتحليل؛ فإنه مل يستطع التخلص من طريقة والوظيفة،، وهو إن حاول اخلرو

)5(كثرة التقسيمات والتفريعات"ومن خالل التحليالت واملناقشات باستخدام املنطق واالستدالل يف تعريف الفنون فهو يورد عدة تعريفات للفن الواحد

"واحلق أن صادرة عن بالغيني قبله مث ينقدها مظهرا ما فيها من اضطراب وفساد قال عنه حممد حسنني أبو موسى: العلوي قد شغل جزءا كبريا من كتابه يف مناقشة البالغيني وخطأهم مجيعا فيما ذكروه من حدود، ومل يسلم واحد منهم

مناقشته هلم، وبيانه واملالحظ أن ،أ من عيبمل يكن تعريفه مربول العلوي:" كما يق حىت اجلرجاين الذي أسس هذا العلم ولكن العلوي )6(وجه الفساد فيما ذكروا كانت مبنية على معرفة دقيقة مبا جيب أن يتوفر يف احلدود من الشروط والقيود"

مل خيطئ البالغيني مجيعا، بل إنه أثىن على آراء الكثري منهم يف مسائل خمتلفة، كما أن نقده كان مبنيا على احلجة ، كما يدل هذا على اجتهاده وحماولة منه للتجديد، واحلرص على هلبديل الذي يراه مناسبا حسب رأياوالدليل، وإعطاء

التعريفات واحلدود.اإلتيان باجلديد خاصة يف مسألة أوال: تعريف الشاهد:

الشهادة: الشاهد لغة: " الشاهد: شهيد وجيمع على شهداء والشاهد اللسان، أو امللك وهو العامل الذي يبني ما علمه و )7(سأله أن يشهد" واستشهدهخرب قاطع،

الشاهد اصطالحا: هو قول عريب شعرا أو نثرا قيل يف عصر االحتجاج وهو بعبارة أخرى مجلة من كالم العرب أو ما جرى جمران كالقرآن الكرمي، تتسم مبواصفات معينة... وتقوم دليال على استخدام العرب لفظا أو معىن أو نسقا يف نظم

ن الشاهد يف االصطالح: هو ما يؤتى من الكالم العريب الفصيح، ليشهد بصحة نسبة لفظ أوعليه ميكن القول )8(كالم أوأو صيغة أو عبارة أو داللة إىل العربية، وللشواهد يف العربية أمهية بالغة وملحة، حىت ال ينسب إىل اللغة ما ليس منها، ألن

حوية أو البالغية وحىت الدينية. نإما الذلك سيترتب عليه فساد يف األحكام البالغة للزخمشري: "شهدته وشاهدته، وشوهدت منه حال مجيلة وجملس مشهود، وكلمته على رؤوس أساسورد يف

الشهود وهم شهودي وشهدائي، واهللا يشهد يل، وال استشهده كاذبا، وهو من أهل املشهد واملشاهد... وامرأة مشهد )9(يقال مشهدة ومغيب..."خالف مغيبة، وقد

بتمييز جليد األمرفالشاهد يف اللغة يقصد به احلاضر ال الغائب، واحلضور دليل الوجوه واألثر واهلوية ميلك ثقال إذا تعلق من الرديء، أو يعتقد عليه ففي تربير موقف ما.

أما الشريف اجلرجاين فيقول )10(ليل"ويعرف املعجم الوسيط الشاهد اصطالحا كالتايل: "الشاهد من يؤدي الشهادة والدإن الشاهد: "يف اصطالح القوم عبارة عما كان حاضرا يف قلي اإلنساين وغلب عيه ذكره، فإن كان الغالب عليه فهـو

ويعرف )11(" شاهد العلم، وإن كان الغالب عليه الوجد فهو شاهد الوجد، وغن كان الغالب علي احلق فهو شاهد احلق )12(بوصفه "قصة موجهة استخدامها كدعامة تربيرية"الشاهد أيضا

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

78

ثانيا: أطوار التأليف البالغي:مرت البالغة شأا كشأن ك العلوم العربية، بأطوار عدة، حىت استقرت على ماهي عليه، ومن البديهي أن التعامل مع

الشاهد سيصبغ مسات كل طور.خارج عن إطار هذه الدراسة، وإمنا سنظهر منوذجا حول الدرس البالغي ولكننا ال نتحدث عن تاريخ البالغة، ألنه أمر

عند العلوي وقدرته على تسيري البالغة من خالل الشواهد املتنوع يف كتاب اإلجياز ألسرار كتاب الطراز وحنن ذا ال د القاهر اجلرجاين ومجع نصادر جهود الذين سبقوا العلوي يف البالغة، بل جهودهم مشكورة، وخاصة ملا جاء "عب

)13(املنثور واملنشور. وحدد معامله وزاوج بني التنظري املقبول والتطبيق الشائق يف كتابيه أسرار البالغة ودالئل اإلعجاز"مث يأيت السكاكي والقزويين ومن بينهم العلوي من أصحاب -واإلبداعطور االزدهار -وهو ذا ميثل الطور األول

وكن الدرس البغي شيئا وأصبح بعد عبد القاهر -طور التقنني والتقعيد -طور آخر ميكن أن نسميه شروح يف ال اجلرجاين شيئا آخر، ذلك أنه ففي كتابيه دالئل اإلعجاز وأسرار البالغة قد مير مبنهجه كل من جاء بعده حىت قال فيه

"وكل من جاء بعد عبد القاهر، فمن نور علمه قبس، ومن ينبوع حبره اغترف، وما زيد بعد من املسائل املراغي: على إبراز مكانة عبد القاهر وكتابيه، ال -رمحه اهللا-وحنن إذ نوافق الشيخ املراغي )14(فقشور ال يضري العامل تركها"

نتفق معه يف أن ما أضافه غريه ال قيمة له؛ ألن هذه النظرة ال يستقيم معها أي إبداع. لة الشاهد ومكانته يف الدرس اللغوي:ثالثا: مرت

العربية وذلك أن الشاهد يعد العصب هلا يف مرحلة التنظري، وهو املادة يف مرحلة أحد يشك يف مكانة الشاهد يف علوم اليه التطبيق والشواهد ال يقف تأثريها عند هذا احلد بل إا لتكون يف جمموعها تراثا حضاريا لألمة وال ميكن التفريط ف

ملا خيتزنه من موروث ثقايف رخيهاأفضال عن جتاهله؛ ألنه مرتبط بثقافة هذه األمة "ارتباطا وثيقا من وقت مبكر من ت )15(وحضاري ففي حياة العريب، وملا له من أثر كبري يف تكوينه األديب املعرف حىت غدا ثابتا من أهم ثوابتها

ه) 338يشرحه ويبينه، وهناك من يوثقه وينسبه، فهذا أبو النحاس (ت لذلك كانت العناية بالشاهد قدمية، فهناك من يشرح أبيات سيبويه وذاك اخلوارزمي يشرح شواهد اإليضاح، وغريهم كثر.

: "تشكل قسما مهما من تراثنا اللغوي عامة... وهي فال عن ذلك تؤلف جزءا مها ول الدكتور إميل بديع يعقوب إايق )16(يمن تراثنا األديب واحلضار

:رابعا: الشاهد البالغيينطوي الشاهد البالغي على عملية اختيار تلقائي للشاهد ختضع لطبيعته ومادته حبيث ينظر إىل معناه خارج إطار اللغة املباشرة والنظر إليه وفق دالالت جديدة ناجتة عن العالقات والتراكيب اجلديدة "وإن هناك فارقا دقيقا بني التوجه اللغوي

البالغي، فإذا كان اللغويون حيتفون بشعر فترة االحتجاج اليت ترتبط مبكان وزمان حمددين، فإن لص، والتوجهاخلا .)17(البالغيني قد جتاوزوا هذه النظرة اللغوية وتعاملوا مع اإلبداع يف مراحله املختلفة دون نظر تقوميي إىل قدمي أو حمدث"

.)18(ه، بسبب فساد األلسن بعد ذلك"180العام "وقد حدد اللغويون فترة االحتجاج بانتهاء

أما يف البالغة فلم حتدد فترة معينة لقبول الشاهد البالغي، وإمنا اعتمدوا يف ذلك على حسن االختيار الذوقي للشاهد ىل الفترة دون النظر إ الشاهدالبالغي وما يشتمل عليه من درجات اإلبالغية، فاملهم يف املسألة املادة اليت يتوفر عليها

الزمنية للشاعر أو القبيلة اليت ينتمي إليها، وهذا خيتلف عن موقف النحاة الذين حصروا الشاهد النحوي الذي يعتد به )19"(بقبائل قيس، ومتيم، وأسد وهذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيني من القبائل احلجازية

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

79

م العربية ثباتا؛ الرتباطها بالقواعد اليت بنيت عليها، حىت بدو أن شواهد النحو والصرف واللغة هي من أكثر شواهد علويو شكلت جزءا ال ينفصل من ثقافتنا؛ وهلذا ال تعجب من العناية اليت حظيت ا على مر العصور.

وإذا كانت مسة الثبات قد وجدت يف شواهد النحو والصرف واملعاجم وقضايا اللغة ألا تتعامل مع قواعد وثوابت، فما الشاهد البالغي الذي يستشهد به يف قضايا ذوقية مجالية؟ هو حال

األصل أن الشاهد البالغي ينبغي أال حتده حدود ال يف نوعه وال يف زمن االحتجاج به وال يف طريقة حتليله؛ ألن اهلدف يب: "إن لشواهد ذلك يقول األستاذ عايد سليم احلرمن هذا الفن هو تربية الذوق، وال أحد مياري يف أثر الشواهد ويف

والشاهد البالغي )20(ظالل البيان يف أعلى مراتبها..." وتفيءالبالغة أمهية كربى يف تذوق أسرارها، واستكشاف دررها، هبميتاز عن غريه مبيزات ترجح إىل وظيفته واال الذي يتحرك

ألديب، فكانت عبارة عن مالحظات ودراسات لدا بدأت البالغة العربية بدايات ذوقية كما هو احلال بالنسبة حلركة النقد اأوليات البالغة العربية، وبقيت على ما هي عليه يف العصرين حل الشاهد الشعري يف.تعتمد على الفطرة والطبع

اإلسالمي واألموي، لكنها بدأت متيل إىل الناحية التحليلية اليت جتمع بني القاعدة والذوق؛ ألن البالغة يف العصر العباسي أت تسري حنو النضوج والتطور، وقد استقت مادا من القرآن الكرمي أوى ومن مث الشاهد الشعري، فاجتهت إىل دراسة بد

الشعراء وصورهم البيانية والبديعية املبتكرة، وقد عمل البالغيون يف هذه الفترة على "رصد ما سبقهم من شواهد صاحلة لوا من كان قريبا منهم كما فعل ابن املعتز يف كتابه البديع، حني استشهد من مناذج الشعر اجلاهلي واإلسالمي، كما تناو

بشعراء مثل بشار وأيب نواس والعتايب وغريهم، حيث تعامل مع اجلميع على مذهب انتقائي يبدأ باجلاهليني واإلسالميني مث )21(احملدثني"

يق فحسب، بل أيضا عرب عن جانب وظيفي يف التعبري عـن إن الشاهد البالغي القدمي مل يكن مجاليا يف التركيب والتزو شؤون الناس االجتماعية النفسية واحلضارية، فجميع الشواهد تؤول إىل اإلمتاع املفيد البياين للفرد واتمع وتقدمي اخلدمة

البالغي بعالمات وارتبط استخدام الشاهد )22(ومهومهم وتطلعام ناسالة، حيث جاءت مضامينها معربة عن حياة فدااهلناجتة عن اهتمامات األفراد واجلماعات وحاجام ونزعاته، ولعل هذا العنصر من العناصر اليت حددت وجهـة الشـاهد

يبه، ومدى تأثريه وتوظيف مضمونه مع الغاية املقصودة ألداء رسالته بني الناس واملتلقني بوجه عام.كونوعه وترلداللية للتركيب اجلميل، ومن هنا كان البد اصد إىل كشف اجلوانب الفنية واألبعاد الشاهد البالغي فهي الق ةفأما وظيف

، بل متجددة مع كل دراسة، متميزة مع كل حتليل، وهذا خبالف الشاهد النحوي ة موحدغريأن تكون النظرة إىل الشاهد لذي يورد لقضية حمددة وقاعدة معينة.يفوالصر

فيذكر أن "الشاهد الواحد قد يستشهد به يف أكثر ربمعجم شواهد الع مد هارون يفر إليه عبد السالم حموهذا ما أشا )23(من غرض ويف عدة أهداف علمية

ولكن وإن كنا نشارك األستاذ املؤدب يف ما ذكر، فإننا ال نوافقه على أن تكن منطية تكرار الشاهد هي اإلشكال يف نحو والصرف، لوال شك أن الثبات النمطية إذا كانت مقبولة يف شواهد االقضية بل األمر يتعلق أيضا مبنهج التعامل معه،

فإا ال ميكن أن تقبل حبال يف شواهد البالغة، وإذا كانت الشواهد األخرى قد يكتفي منها بتعيني الشاهد ووجه بزمن أو منط معني. االستشهاد. فإن شواهد البالغة حتتاج إىل نظر عميق يف التحليل وبيان أسرار اجلمال دون التقيد

والذين درسوا البالغة حملوا ما أصاب الشاهد البالغي بعد عهدها الزاهر على يد عبد القاهر اجلرجاين من تراجع، فجاءت (ت ه) أن عبد القاهر كان إماما ألهل هذا الفن 1345إشارم إىل التكرار والنمطية والنقل، فيشيد الشيخ املراغي

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

80

يف وضع هذه املباحث، وطريقة شرحها وبياا، وأخذوا األمثلة والشواهد اليت ذكرها يف كتبه ومل (البالغة): "يقتدون به )24(حييدوا عنها. حىت قيل وحبق ما قيل: إن من جاء بعده عيال عليه..."

حييدوا عنها" فإشادة الشيخ املراغي إلمام البالغة نوافقه الرأي إال أننا ال نشاركه على كل ما ذكر خصوصا يف قوله: "ملألننا سنعرف يف هذا البحث اإلمام العلوي وهو من أشهر من أفاد من اخلطيب الذي أفاد من عبد القاهر، وقد حاد كثريا

عن شواهد عبد القاهر.كالم املولدين، كما أن جمال الشاهد البالغي أرحب، واالختيار فيه أوسع أفقا، فهو يشتمل كالم خلص العرب وكذلك

ه) ومن عاصره ومن جـاء 199بينما علماء اللغة والنحويون ال يستشهدون إال بشعر حقبة زمنية حمددة فأبو نواس (ت)25(.بعده خارج نطاق االستشهاد عندهم

ع يف وهذا االتسا ()ه) "فاملولدون يستشهد م يف املعاين كما يستشهد بالقدماء يف األلفاظ456وكما أورد ابن رشيق ( )27(جمال االستدالل أتاح للشاهد البالغي التنوع والتمايز

خامسا: الشاهد البالغي ومة اجلمود:وتسللت إليه ه)، قد أصابه اجلمود471رجاين (تيتهم الشاهد البالغي أنه بعد عصر ازدهاره على يد عبد القاهر اجل

حييدون عنها وال يتميزون ن، يرددون شواهد معية حمفوظة الالنمطية املعروفة يف كثري من شواهد العربية، فأصبح الدارسو حىت يف طريقة حتليلها وقراءا.

يقول حممد أمني املؤدب: "واملتأمل يف جمال الشعر وللعروض والنحو والبالغة، يدرك مظاهر ذلك الثبات دون كبري عناء، ورمسوا هلا إطارها، كما بالغة العربية موضوعهاد حددوا للق -عرب تاريخ البالغة–وتأسيسه على ذلك فإن البالغيني

)28(حددوا هلا املادة اليت يستند إليها الدرس البالغي ويف مقدمتها الشاهد الشعري..."من احلقيقة، وهذه هي النظرة السائدة عن الشاهد اللغوي عموما ويدخل ضمنه الشاهد البالغي، وهي بال شك ال خيلو

طلع على املراجع العربية عمما وحلظ بعني البصرية شواهدها املتنوعة قرآنا وشعرا وحديثا من ا لألن األمر حيس به ك أكثر من غرض.وأمثاال وحكما. بل األمر يتعدى أحيانا إىل أن يكون الشاهد الواحد دائرا يف

الختالف يف مستويني:يبدو مفهوم الشاهد يف اخلطاب البالغي العريب خمتلفا عن نظريه يف اخلطاب اللغوي. وحنصر هذا اأصبح مفهوم الشاهد يف اخلطاب البالغي ذا داللة واسعة، ومل يعد حمصورا بقيود زمانية ومكانية؛ وجمال جتريب، - 1

.)29(قابل لالستبدال ولتعويض وكل الشواهد البالغية إذا ترتلت يف النص تساوت يف عني املتفحصواعد والتمثيل هلا، إمنا تعدت ذاك إىل البحث عن خصائصه ومزاياه الفنية؛ مل تعد وظيفته تقتصر على إثبات الق - 2

.فمن خالله يربز البالغيون تفاوت األساليب والتراكيب، ويتناولون مواضع احلسن والقبح يف الكالما يكون يف ويأخذ الشاهد يف البالغة موقعا خاصا؛ فهو هنا موضوع للدراسة والتضييق، وحمل احلكم واملعيار، وهو ذ

)30(سياق املباحث اجلمالية

وتأيت أغلب النماذج والشواهد يف النص البالغي ضمن وضعيتني: األوىل: ويكون فيها الشاهد وظيفيا يف السياق البالغي؛ أي أنه مباشرة يعني الظاهرة البالغية.

غية.الثانية: يكون فيها االستشهاد رد احلكم واإلثبات، قصد ترسيخ الظاهرة البالوملا كان االستشهاد شكال ووظيفة يف آن واعتماده خيتلف من مصنف بالغي إىل آخر حبسب اختالف الرؤى وقيمة

الشاهد إنما تتحدد مما يكتسبه من أبعاد ودالالت.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

81

قيمة ويبدو الشاهد البالغي القدمي مكونا حموريا حتركه غايات البحث، ومقاصد البالغيني، وانسجاما مع هذا التطور فإن الشاهد، وأمهيته ومستويات تناوله يستجيب ملا يستجد من أغراض التأليف وحاجاته.

وخنلص إىل أن املرحلة اليت جاء فيها العلوي هي مرحلة الثبات واالستقرار، وهي املرحلة التالية ملرحلة عبد القاهر اكتسبت الشواهد البالغية مسة الثبات ه) وشراحها وفيها 742ه) والقزويين (ت626اجلرجاين ، وميثلها السكاكي (ت

واالستقرار، حيث عمد يف هذه الرحلة إىل فكرة الشاهد النموذج فاعتمدوا على الشواهد اليت سبقت بشكل أساسي وإن أضافوا إليها يف الكم كما فعل العلوي ولكنهم يف الكيف مل يكن هلم سوى تصنيف وتقسيم وتبويب هذه الشواهد يف

بقت وعلى نفس املعايري اليت استخدمت فيها من قبل، والعلوي ذا القسم الذي خلص فيه ما سبقه من أبواا اليت سكتابات يف البالغة قبله، ومع سيطرة الثبات واالستقرار ملعايري البالغة وشواهدها يف تلك املرحلة، إال أنه كانت متد

(تحماوالت للعودة بالشواهد للتذوق البالغي الذي كان عليه عن ه) يف كتابيه 749د عبد القاهر ومن بينهم العلوي الطراز واإلجياز املتضمنني ألسرا البالغة وعلوم حقائق اإلعجاز.

: )ج للتحليلمنوذ( عند العلوي التقدمي والتأخري يف شاهدال - املالحظة كتاب اإلجياز نوع الشاهد

اتال يوجد أي تكرار يف اآلي 15 القرآن واحد بيتني يتضمن شاهد 7 الشعر

/ 00 احلديث الشريف / 00 كالم اإلمام علي

يعد مبحث التقدمي والتأخري من املباحث األساسية يف علم البالغة ، فهو واحد من األركان اليت يقوم عليها علم املعاين ، لقى فيه الكالم ، ولكن املتأمل يف التراث البالغي جيد ملا له من وثيق الصلة بقصد املتكلم وحال املخاطب واملقام الذي ي

عند البالغيني العرب ويف عصور خمتلفة. اختالفا بينا يف طريقة طرح هذا املبحثيالحظ املتأمل يف الدرس البالغي التراثي أن بعض مباحثه تتكرر بصورة شبه حرفية أحيانا مع اختالف املؤلفني ،

ديد يف كثري منها سواء على مستوى األمثلة أو املضامني، مما جعل الدرس البالغي جافا، نتيجة واختالف األزمنة ، دون جت ، مما يفقد القارئ أو الدارس الشعور باملتعة فيها.اعتماده على أمثلة مكرورة

ى إىل وجود طرق يرى أن البالغيني اختلفوا اختالفا بينا يف طريقة التناول والعرض ،مما أدواملتأمل يف مبحث التقدمي ومنهجيات خمتلفة طرح املبحث من خالهلا .

والذي ميكن أن يالحظ مبدئيا عند القراءة األولية هو تداخل الطرح النحوي مع الطرح البالغي ، ويف كثري من املراجع تأدية املعىن الذي يؤديه فإذا كان علم النحو واملعاين يلتقيان يف وظيفة البالغية احلديثة اليت تعتمد تقدمي التراث كما هو،

النحو يؤدي أصل املعىن مطلقا ،ومصدر املقاييس املعتمدة يف حتديد هذا األصل " : هذا خيتلف عن املعىن الذي يؤديه ذاك )31( يتصل ا من االستحسان وغريه" استقراء كالم العرب الستنباط القوانني أما املعاين فترصد اإلفادة وما

"إن : حتت عنوان التقدمي والتأخري "اإلجياز ألسرار كتاب الطراز"،يذكرها العلوي اليمين يف كتابه ومن األمثلة اليت )32(أربعة"ل األلفاظ تابعة للمعاين ،واملعاين هلا يف التقدمي أحوا

بأن ال تقدمي العلة على معلوهلا عند القائلني ا وقد ذكر" أن مكان هذا الطرح هو الكتب الكالمية، موضحا رأيه - )33(ملوجب ال يتراخى عن موجبيه" زمانيا، ألنا

تقدمي التخصيص والتقوية للحكم. -

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

82

يف" كل" إذا كانت مقدمة على النفي أو تكون مؤخرة عنه - مما يلزم تقدميه من املسند إليه - مما يلزم تقدميه من املسند إليه لفظة "هذا" -

)34(: يبىن التقدمي والتأخري عند العلوي على قاعدتني

كان األصل :فما كان أصله التقدمي كاملبتدأ ،يكون تأخريه على خالف أصله لعلة وسبب وما القاعدة األوىل لفظيةأصله كذلك ،ويكون لعلة وسبب وإذا عرف األصل عرف املعدول يقتضي تأخريه كاخلرب،فتقدميه يكون على خالف

عنه.بل قد يكون السبب هو االهتمام باملقدم يف نفس املتكلم، ،تأخري لغرض لفظييكون التقدمي والوال القاعدة الثانية معنوية:

.وعظم موقعه يف قلبه، وكثرة جريه على ذهنه لي:ومن الشواهد اليت قدمها العلوي عن مبحث التقدمي والتأخري ما ي

﴾نعبد وإياك نستعني إياك﴿:قال تعاىلخنصك بالعبارة ال ﴾نعبد وإياك نستعني إياك﴿:إن التقدمي مفيد للتخصيص غالبا لتوافقهم على أن املعىن مثل قوله تعاىل

املخاطب يف الفاعل أو املفعول أو غري وألنه يستدعي سبق اخلطأ من ونطلب منك االستعانة ال من غريك نعبد غريك ،ذلك وأصابته يف الفعل مثال وأنت تقصد رده إىل الصواب ،فإذا قلت ( أنا ضربت زيدا) كان املدلول ضربت زيدا ومل

وإذا قلت ما زيدا ضربت كان املفهوم ما ضربت يضربه غريي ألنك إذا أثبت غري معتقده استدعى املقام نفي معتقده،غريه ألنك إذا نفيت معتقده استدعى إثبات غريه فيجتمع إثبات منفيه مع نفي مثبته فذلك معىن القصر مث زيدا وضربت

متعلق احلكم املتوهم شركته أو القلب وهو رد املتوهم إىل ما خيالفه فيلزم منه ثبوت قطع الشركة عن هو إما لإلفراد )35(.أو عكسه ملوصوف على الصفة وهو إما قصر ا ولكن اخلطأ يف متعلقه احلكم عند املخاطبويكون تقدمي االسم على التخصيص وتقوية احلكم العلوي كما سبق يف الشاهد القرآين والتأخري عندومن أسباب التقدمي

جهة التخصيص يف احلاالت اآلتية: مع كون الفعل قول حادث، ني مل أقلهومثال ذلك :(ما أنا قلت ذاك) واملعىن أ إذا كان اخلرب مجلة فعلية سبقت بنفي: -أ

ألنك تكون قد نفيت عن نفسك (ما أنا قلت ذاك وال غريي) ملا فيه من تناقض الدالالت،لذلك ال جيوز القول)36(.مث نفي حدوث فعل القول الذي هو حادث فعال اختصاصك بالقول الذي حدث وذلك بتقدمي الضمري،

وهذا كقوله: ،انفراد غريه بالفعل ومشاركته فيهردا على من زعم ة التخصيصعلى جه اإلجيابأن يكون واردا يف -بغريي) أو ( ال أراد نفي املشاركة وتأكيد االنفراد أضاف فإذا )37( .(أنا سعيت يف حاجتك، وأنا خاصمت عنك)

(وحدي).ل:(هو املعطي اجلزيل) فاملراد بتقدمي غري مث وأن يكون تقدمي الضمري يف اجلملة االجيابية والسلبية لتقوية املعىن ال - ج

فتفسري )61(املائدة ﴾فر وهم قد خرجوا بهوقد دخلوا بالك﴿ ،ومنه قوله تعاىل: وتوكيده وتقويتهالضمري تقرير احلكم التكذيب. الرسول صلى اهللا عليه وسلم باإلنكار واجلحود وخرجوا باإلنكار واجلحود مع دخلوا علىاآلية فهم

على الفعل أفاد إذا قدمتهفإنك الواحديةأو وأن يكون بناء الفعل على منكر مسند إليه، فإنه يفيد ختصيص اجلنسية - د .باجلنسية والوحدة إشعارفتقدمي رجل فيه )38( .وال رجالن (رجل جاءين) أي ال امرأة كقوله: ذاك،

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

83

ومراعاة نظم الكالم، بعض آي القران الكرمي هو التفنن يف القول،من التقدمي والتأخري يف وذكر العلوي أن اهلدف .﴾ إياك نعبد وإياك نستعني﴿:وفواصل اآليات، كما يف قوله تعاىل

مل يكن له من احلسن ما فلو قال نعبدك ونستعينك، فالتقدمي عنده ليس لالختصاص فحسب ،وإنما لتأليف الكالم،ويكن اجلمع بني هذه اآلراء مجيعا بالقول :إن القرآن الكرمي يراعي مجيع هذه األوجه ﴾ك نعبد وإياك نستعنيإيا﴿:لقوله

.وإجياز العبارة ، ومجال التعبريمن خالل التقدمي والتأخري، واهلدف األساسي هو املعىن، وحسن النظم خامتة: -

ن العلوي تناول العديد من املباحث ومن بينهم مبحث التقدمي والتأخري وحاول ويف ختام هذا املقال نستطيع القول أوإيراد حتديد التعريفات، ك من خالل الترتيب الدقيق للمادةكما حاول التيسري والتسهيل ، وذل التجديد يف عدة مواطن،

وهذا راجع إىل أنه أصويل ، تهشهاداالذي كان الطاغي يف است الشواهد الكثرية واملتنوعة وشرحها خاصة الشاهد القرآين ، ومبا أن العلوي أصويل أفاد هذا يف بسط املادة البالغية يف ترتيب دقيق ولكن يعاب عليه إسرافهفقيه يف أمور الدين

وكذلك جنده أخد الكثري من الشواهد عن من سبقوه أمثال السكاكي والقزويين وابن ،الشديد يف التعريفات والتقسيماتواجلمود وجند العلوي ينتفع جبهود من سبقوه وكانت وجوه اتفاق ري...ويف هذا تقليد وعدم اخلروج من النمطية األث

.واختالف بينه وبينهم وهو يرد ويناقش ويرفض ويعترض وحيكم على كالم الغري بالفساد أحياناجلرجاين، وذلك يف العودة بالبالغة إىل وخالصة هذا العرض أن سعي العلوي هو جتديد منهج شيخ البالغيني عبد القاهر ا

ولعل من مسات ،شواهد وحتليلها بأسلوب أديب واضحوربطها باإلعجاز القرآين واإلكثار من األمثلة وال الذوق والطبع، املنهج البالغي عند العلوي ذلك الربط القوي بني مسائل البالغة ومباحث إعجاز القرآن.

اهلوامش: 4، 3اإلجياز، ص )1(دار اجلاحظ للنشر، ، نقال عن البحث البالغي عند العرب، أمحد مطلوب، 364البالغة عند العلوي بني التنظري والتيسري ص )2(

.67، ص1982بغداد أمحد بن عبد السيد الصاوي، مفهوم االستعارة يف حبوث اللغويني والنقاد والبالغيني (دراسة تارخيية فنية)، منشأة املعارف، )3(

120، ص1988ية، اإلسكندر .04، ص1الطراز، ج) 4( .594البالغة القرآنية يف تفسري الزخمشري، ص )5( اجلوهري، الصحاح، مادة شهد. )6( .256، ص1992، 2حيي عبد الرؤوف جرب، الشواهد اللغوية، جملة األحباث للنجاح الد ) 7(، ص 1979لرحيم حممود، املعرفة للطباعة والنشر، بريوت أبو القاسم حممود بن عمر الزخمشري، أساس البالغة، ت عبد ا )8(

243. 517 ص، 1972، القاهرة 3، ط1جممع اللغة العربية، املعجم الوسيط، ج )9( .109، ص1938علي بن حممد بن علي اجلرجاين، التعريفات، مؤسسة احلليب وشركاؤه للنشر والتوزيع، القاهرة )10(، 2003خل لدراسة الصور البيانية، ترمجة حممد الويل وعائشة مرير، إفريقيا الشرق، بـريوت فرانسوا مورو، البالغة، مد ) 11(

.51ص .41، ص1) عبد الكرمي حممد األسعد، أحاديث يف تاريخ البالغة، دار العلوم الرياض، ط12(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

84

. 21) املرجع نفسه، ص 13( .384، ص5 ة جذور، النادي األديب والثقايف جبدة، العدد حممد أمني املؤدب، الشاهد البالغي وإشكالية النموذج، جمل )14( .05، ص1992، 1إميل بديع يعقوب، املعجم املفصل يف شواهد النحو الشعرية، بريوت، ط )15( .25، ص1997، مكتبة لبنان ناشرون، بريوت، 1حممد عبد املطلب، البالغة العربية قراءة ثانية، ط )16(قتراح يف أصول النحو، ضبطه وقدم له وعلق حواشيه أمحد سليم احلمصي وحممد أمحد القاسم، جالل الدين السيوطي، اال )17(

.44، ص 1988، جروس برس، 1ط .44السيوطي، املصدر نفسه، ص )18(عايد الشواهد الشعرية يف كتاب أسرار البالغة، توثيق وحتليل بالغي، رسالة ماجستري، اجلامعة اإلسالمية، كلية اللغة العربة، )19(

سليم احلريب، املقدمة. املرجع نفسه،املقدمة. )20( .23حممد عبد املطلب، البالغة العربية قراءة ثانية، ص )21( .1987، السنة الثامنة، 46مصطفى اجلوزو، الشاهد الشعري يف البالغة العربية (منوذج املتنيب)، عامل الفكر، العدد )22( .05، ص1972 ،1العربية، مكتبة اخلاجني، مصر، طعبد السالم هارون، معجم شواهد )23( .57، ص1950، 1أمحد مصطفى املراغي، تأريخ علوم البالغة والتعريف برجاهلا، مطبعة مصطفى البايب احلليب، مصر، ط )24(اد، بغداد حممود شكري األلوسي، إحتاف األجماد يف ما يصح بعد االستشهاد، ت: عدنان عبد الرمحن الدوري، مطبعة اإلرش )25(

.65 -64، ص1982 .985، ص 2، ج2000ابن رشيق، العمدة، ت النبوي شفالن، اخلاجني، مصر )26( .393، ص 5انظر مقال الشاهد البالغي وإشكالية (النموذج)، جملة جذور، العدد )27( .385 -384املرجع نفسه، ص )28( .10-9ص، 1يب من اجلاحظ إىل اجلرجاين، جمراد بن عياد، مدونة الشواهد يف التراث البالغي العر )29( .16، ص1، جنفسهاملرجع )30(.492، ص1999إفريقيا الشرق، ) حممد العمري ،البالغة العربية، أصوهلا وامتداداا، املغرب:31( 140، ص1اإلجياز، ج )32( 142،141، ص1املرجع نفسه، ج )33( 284ص ،بريوت دار اجليل ، ر حسن زموط ،عبد الستا قيقحت التبيان يف البيان ، الظيب، )34( 144ص اإلجياز ، )35( 145املرجع نفسه، ص )36( 146املرجع نفسه ، ص )37(عة 146املرجع نفسه ، ص ) 38(

طباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

85

تعليمية اللغة العربية وأثرها في تعلم الطفل الجزائري في ظل التعدد اللهجي في المجتمع.

عمر بلعباسيأ. جامعة سعيدة

يف سائر اللغات البشرية ؛ ألا تدور يف جمتمعات االزدواجيةيرى الكثري من الباحثني اللغويني املعاصرين إىل القول بوجود متنوعة، وكل جمتمع يتضمن خليطا من البشر باختالف أصوهلم وأعراقهم .لذا فالتنوع اللغوي نتيجة حتمية لتلك الفصائل

إىل القـول االجتماعية ومثرة لتفاعلها. "وألن اللغة العربية تقع ضمن منظومة اللغات العاملية احلية ، فقد ذهب أولئـك ويظهر جليا ذلك يف اتمع اجلزائري 1باالزدواجية يف العربية قياسا على اللغات األخرى دون متحيص أو توضيح..."

الذي نعيش حتت كنفه وكيف ختتلف تلك اللغات و اللهجات العامية خليطا رهيبا بني العربية والعامية والفرنسية ،وكيف رسة خاصة األطفال يف املستوى االبتدائي والذي يتجاذبه هذا التنوع والتعدد اللهجي .فهو أثر ذلك على املتعلمني يف املد

بني صعوبة العربية بالنسبة له وقوة انتشار اللغة اهلجينة العامية الثانية .داخل وخارج اإلشكالية: فارتأينا يف هذا البحث املتواضع أن نقف على األسباب واملشاكل وإجياد احللول لتعليم العربية

إطارها االكادميي املدرسي ، وحنن نعلم اتمع وانتشار العامية واللغة الثانية فيه بشكل رهيب.اإلسالمية سيادة مطلقة دون أن يرميها أحد بأي مة لقد سادت العربية الفصحى خالل عصور متوالية يف خمتلف البيئات

د من عيب أو قصور أوعجز فيها، بل كان التنويه كبريا بإمكاناـا تقلل من شأا بني اللغات، ومل يثبت أن اشتكى أحاملتعددة، وخصائصها املميزة هلا عن غريها من اللغات بالنظر إىل مكوناا وقابليتها لالشتقاق، وتعدد جماالت إغنائهـا،

ميزة. ومن يتأمل واقع اللغة وقدرا على استيعاب خمتلف احلموالت واملعارف، فضال عن مجالية إيقاعها وموسيقيتها املتالعربية اليوم، مث ينظر إىل مسريا عرب تارخيها الطويل احلافل، سيالحظ أا قد مرت مبجموعة مـن املراحـل املتفاوتـة املتأرجحة بني االزدهار أو السري العادي يف الغالب، وبني التراجع أحيانا، إال أا فيما يبدو مل تشهد محلة معادية منظمة

سة، مثلها حدث خالل مرحلة املد االستعماري على امتداد الوطن العريب والعامل اإلسالمي، وكذلك خالل ما يسمى وشروال تزال من أنواع أخرى مبرحلة االستقالل، ألن األمة وإن كانت قد ختلصت من القوات العسكرية، فقد ظلت تعاين

فكري الذي آل اليوم بعد انكشاف أساليبه إىل ما يعرف بالعوملة الـيت من اهليمنة، يف مقدمتها اهليمنة الفكرية أو الغزو ال ما يعرف بالنظام العاملي اجلديد ومنظومته املرتبطة به. تسعى إىل إلغاء اهلويات، وتذويب اخلصوصيات، يف إطار

ترمى به ليس راجعا إليها، واملثري للغرابة والعجب أن احلمالت توجه إىل اللغة يف ذاا ال إىل أهلها، مع أن القصور الذيبقدر ما هو كامن يف أبنائها، والسيما واإلمجاع حاصل عند علماء الغرب أنفسهم على أن العربية من أكمل اللغـات،

ويكفي االطالع على جمموعة من معامجهم كمعجم الروس، أو معجم "اللند" للوقوف على هذه الشهادات.ن املغرضني تألبوا وجتاهلوا تلك احلقائق، وراحوا خيتلقون األسباب تلو األسـباب حرب العربية واملؤامرة عليها:غري أ-1

للتشكيك يف إمكاناا، وسعوا إىل إبعادها عن مصادر القرار، وحاولوا فصل املسلمني عن ماضـيهم لطـي إجنـازات ويف هذا اجلو ظـل لـدعاة األسالف ذه اللغة، مع تلميع اللغات األجنبية، وتشجيع اللهجات بكل الوسائل املمكنة،

التغريب جمال لبث أفكارهم، وترويج دعوام، مث سلموا املشعل لتالمذم وأتباعهم فتبنوا مقوالم وصاغوها صـياغة جديدة، وتوسلوا مبا تومهوا أنه يغطي حقيقة نواياهم، أو يضفى على محلتهم وموقفهم طابع املشروعية، ولكن دون طائل

أحد كبار امعيني ألن: "الفصحى تراث املاضي وجمد احلاضر، بقيت على الدهر، وسارت مع كبري، وذلك كما يقول

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

86

الزمن، حبيث أضحت لغة قدمية حديثة، جتمع بيت التالد والطارف، وتربط الناطقني ا بأوثق رباط، وقل أن تلتقي معها .23يف هذا لغة أخرى

ي تواله اهللا عز وجل نفسه يتم حفظها، ألا وعاؤه ولسانه حفظها اهللا هذا فضال عن أا لغة القرآن الكرمي، وحبفظه الذ يف حفظه، ومن هنا تعددت فضائلها وتنوعت مزاياها، وازدادت اجلهود يف خدمتها وتطويرها واالرتقاء ا.

األدب واحلضـارة واحلقيقة أن جتدد احلملة على الفصحى ليست إال ألا لغة القرآن الكرمي، ولغة التعبد، ولغة الفكر و والعلم، دف إبعادها عن الصدارة والتشكيك يف قدراا وإمكاناا، وألن إضعافها يف زعمهم إضعاف ألهلها.

واقع العربية: -2إن تأمل واقع العربية الفصحى يؤدي إىل رصد مظاهر التراجع الكبري يف العقود األخرية، والسيما وهي ليست عرضـة

بل تعاين أيضا من قصور أبنائها وتقصريهم، ال يف ااالت العامة واالستعمال يف اخلطـاب للتحدي اخلارجي فحسب، واإلبداع فقط، بل حىت يف اال التربوي والتعليمي الذي يعد جماهلا الطبيعي، فهي إما مبعدة أو مهمشة يف عـدد مـن

كأي لغة أخرى من حيث مناهج التدريس وطرق املؤسسات واملستويات التعليمية يف معظم البلدان العربية، وإما تعاملالتلقني، مبا يترتب عن هذين املوقفني من انعكاسات سلبية على أبناء األمة، وعلى لغتهم الفصحى يف آن واحد، وذلك ما جيعلها مستهدفة استهدافا مزدوجا، من الداخل واخلارج، مع اختالف طبيعة كل نوع منهما، ولكنهما معا يسـهمان يف

اا.معانولكي ندرك فداحة هذا الواقع املرير نقف عند منوذج خنتاره من أكثر الدول العربية اهتماما بالعربية، وأحرصـها علـى التعريب يف اإلدارة ويف التعليم، مبا يف ذلك التعليم العايل جبميع ختصصاته، ويف مقدمتها التخصصات العلمية الدقيقة اليت

واإلسالمية باإلجنليزية أو الفرنسية، مثل اهلندسة والطب والصيدلة والنبات وما إىل ذلـك، تدرس يف معظم البالد العربية بينما تدرس هذه العلوم يف هذه الدولة بالعربية وأعين بذلك دولة سورية، ومع ذلك ال تزال هناك شكوى من إمهاهلا حىت

يف هذه الدولة، كما يف غريها.تربية والتعليم، على امتداد عدة عقود من السنني، يشكو من ميش الفصحى وإيثار وهكذا جند أحد اخلرباء املمارسني لل

العامية يف جمال التدريس، ويشري إىل العواقب الوخيمة هلذا اإلمهال يف احلاضر واملآل، والسيما بالنسبة للناشئة واألجيـال احلاضرة اليت هي عمدة الغد.

يس، عن اال التعليمي والتربوي، وعن مكانة العربية الفصحى يف املؤسسات يقول هذا اخلبري الذي قضى حياته يف التدرالعلمية، من معاهد وجامعات ودور علم، يف مقال حديث جدا له إنه ال خياجله الشك" أن التقصري فيه كبري، وكبري جدا

) حىت اجلامعي، جييد التكلم بالفصحى إذ ال تكاد جتد معلما أو أستاذا يف مراحل التعليم الثالثي (ابتدائي، إعدادي، ثانوي .4بطالقة، أو يبتدئ حماضرته ويستمر فيها إىل ايتها دون أن خيلطها بالعامية

وأمام هذه الظاهرة السلبية يعرب هذا الباحث عن أسفه، ويؤكد وعيه خبطورة هذه السلبية اليت كثريا ما نصح بضـرورة جتنبها بقوله.

أملا إذ عانيت هذا الواقع املؤمل ربع قرن أو يزيد، حني ممارسيت ملهنيت يف تدريس مادة التربية "أقول هذا وقليب يعتصر اإلسالمية يف املرحلتني: اإلعدادية والثانوية، يف سوريا وخارجها.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

87

جند وكم كنا ننبه إخوتنا املدرسني واملعلمني على ضرورة التزام الفصحى يف دروسهم النظرية والعملية، ولكن ما كنا آذانا صاغية، وكان خوفنا يف هذا اجلانب على الطالب والتالميذ، ألن إمهال الفصحى يرتد سلبا على ناشئتنا وأجيالنا

5.احلاضرة والقادمةوهو ينبه على هذا التقصري جتاه الفصحى عمدا أو جتاهال عند فئات من املدرسني، وحيذر من خطورة نتائجه فيقول" إن

اهل للفصحى أمر خطري، ينبغي أن يكون التنبيه عليه مستمرا من املوجهني التربويني واملتخصصني يف هذا العمد أو التجواليوم، وبعد املواد الدراسية كافة، ويف جماالت حيام الفردية واألسرية واالجتماعية، وحىت يف أحاديثهم العرضية...

العلمية ومؤسسات التعليم، أو دوائر احلكومة وخماطبة رجاالا مرور ثالثني سنة ال أملس إال التدين، سواء يف ااالت 6". وكتابام وتقاريرهم، فضال عن وسائل اإلعالم والصحافة اليت جتاري السوقة...

قد يكون هذا التقصري تلقائيا، ولكنه ال خيلو من خطورة، ألنه يدعم موقف املبشرين ومعظم املستشرقني وعدد كبري من ن العربية الفصحى، وهو موقف يقوم على التحامل عليها، واالهتمام باللجهات اإلقليمية وتشجيع الدراسات املستغربني م

اخلاصة ا، وإغراء الطالب والباحثني الشباب بإجناز حبوثهم و أطارحيهم اجلامعية بغري العربية الفصحى، وحتفيزهم على األضواء عليهم، وتنظيم الندوات واملدارسات واللقاءات يف ذلك بتخصيص املنح هلم، وتوجيه وسائل اإلعالم لتسليط

موضوعات وقضايا تتصل باللهجات، وتكتب تلك البحوث غالبا بلغات أجنبية، ويكفي إلقاء نظرة سريعة على دليل ائل، والتنوع الرسائل اجلامعية اليت أجنزها باحثون من البالد العربية يف جمموعة من اجلامعات الغربية للوقوف على الكم اهل

الكبري يف هذا اال. دعوة إىل التأين:-3-

غري أنه ينبغي هنا عدم التسرع جتاه هذا األمر، فدراسة اللهجات اإلقليمية بدافع معريف، ومبناهج علمية موضوعية، ا، أمر ال ميكن رفضه، ألنه عمل علمي يتيح كشف اهول، وحتليل ولغايات نبيلة، تدعم وحدة األمة وال تفتت مكونا

الظواهر والبحث يف القضايا من منظور علمي حمض،ال جمال فيه للعصبية أو التحامل على اآلخر أو ما أشبه ذلك، ولكن املرفوض أو املذموم هو كل ما قام على روح عدائية مبيتة، ونزعة متحاملة متعصبة، وباعث ذايت مغرض، وخلفية فكرية

ن التسامح ورفض احلوار، والرغبة يف اإلقصاء.ملغومة بشحنات الكراهية والبعد ع مناذج من دعوات املبشرين وأتباعهم:

لتوضيح طبيعة املوقف املتحامل على الفصحى ومعاناا من معاول اهلدم، وإدراك خلفية هذه احلملة وأبعادها، ومعرفة الدعوات عند املبشرين وأتباعهم.البديل الذي يتبناه أصحاب هذا التوجه، نقف عند مناذج من جمموعة من اآلراء و

لقد قامت هذه الدعوات على ثالثة عناصر أو واجهات تتكامل فيما بينهما يف موقفها من الفصحى، وتتضافر على خلق روح اإلمهال حينا، والعداء حينا آخر جتاهها.

يد دف التنفري منها.الواجهة األوىل: رمي العربية الفصحى بالقصور والعجز، ووصف قواعدها بالصعوبة والتعقالواجهة الثانية: الدعوة إىل استعمال العامية، ال إعجاا ا أو استحسانا، بل الختادها سالحا لضرب الوحـدة العربيـة اإلسالمية، وإضعاف قوة األمة، متمثلة فيما حتققه الفصحى من وحدة ومتاسك، وهم يدركون أن األمر اليقتصر علـى

ردة، بل هو أبعد وأعمق من ذلك بكثري، وال قيمة ملا يدعيه أصحاب هذه الدعوات املغرضة من أن األلفاظ والعبارات االفصحى متثل مستوى صعب الفهم بالنسبة لبعض الفئات االجتماعية اليت تعاين من األمية، أو ذات التكـوين البسـيط

اإلعالم ذات األثري القوي يف النفوس، وعقدوا كالعمال والفالحني وعامة الناس، وقد جند هؤالء ما استطاعوا من وسائل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

88

الندوات وامللتقيات الثقافية، وحاوروا كبار الشخصيات من ذوي النفوذ والتأثري، وقدموا املسرحيات العامية، ونشـروا الدواوين باللهجات احمللية، وأصدروا اكتب والدراسات وأضفوا عليها الطابع العلمي متويها منهم، وخصصـوا اجلـوائز

التقديرية والتحفيزية ملن التزم خبطهم وسار يف درم.الواجهة الثالثة : إغراء الشباب الصاعد من أبناء الوطن العريب واإلسالمي باستعمال اللغات األجنبيـة بـديال للعربيـة

دولة بـالغرب الفصحى، وتنظيم املسابقات وختصيص اجلوائز ملكافأة املتفوقني يف تلك اللغات، وربط دواليب دواوين ال ولغاته، حىت يبدو األمر وكأنه ضرورة حتمية ال مناص منها.

خطورة هذه األهداف:--4استعماهلا يعين سجنها، أو التقاعس يف وتبدو هذه األهداف خطرية جدا يف هذا اال، ألن إمهال األمة للفصحى أوعدم

خدمتها واالرتقاء ا، والوقوع ضحية التغريب أو االستغراب، وتفضيل لغة اآلخر بديال، ومن شأن ذلك كله أن جيعل ضحية للتشتت، وفريسة للضعف، وذات قابلية للتنكر ملقومات هويتها. األمة يف هذه احلالة

هم فراحوا يهيئون النفوس لتبنيها، فألفوا وكتبوا وحاضروا ووظفـوا خمتلـف وقد أدرك خصوم الفصحى خطورة دعواوسائل اإلعالم املتاحة، ووجهوا الفنون توجيها منحرفا خلدمة أهدافهم، إىل غري ذلك من جهودهم ومواقفهم، ويكفي أن

بية، فقد بدأت يف مصر على يـد نستحضر هنا، على سبيل املثال ال احلصر، جهود الدعاة إىل تبين العامية يف البالد العرم، وقد عمل مهندسا للري بالقاهرة يف 1883بعثات املبشرين، ويف مقدمتهم املبعوث الربيطاين وليم ولككس منذ سنة

الظاهر، ولكنه كان مبشرا يف الوقت ذاته، ويف لبنان كان هناك املستشرق الفرنسي لويس ماسينيون الذي كان مستشارا املشرق العريب، وكان هناك وليام جيفوردبلغراف الذي تـبىن هـذه الفرنسية لشؤون املستعمرات يف لوزارة اخلارجية

الدعوة ونشرها كذلك، والقائمة طويلة، والخيتلف املغرب عن املشرق يف تفشي هذه الدعوة اهلدامة، غري أن األخطر من احلثيث بكل جرأة إىل التصريح عرب وسائل اإلعالم، ذلك هو تبين أبناء العروبة لدعوات املستشرقني واملبشرين، وسعيهم

وخالل كتابام وتآليفهم وحماضرام إىل نشر أفكارهم على أوسع نطاق، ويكفي أن نذكر من بني تالمذم عبد العزيز عبـد فهمي الذي دعا إىل التخلي عن احلروف العربية وتعويضها بالالتينية كما فعل كمال أتاتورك يف تركيا، بل ذهب

العزيز فهمي إىل أبعد من ذلك حني حتدث عن صعوبة العربية ومشقاا على الناس، وجعل ذلك سبب من أسباب تأخر الشرق، فقال " هذه املشقة حتملين على االعتقاد بأن العربية من أسباب تأخر الشرقيني، ألن قواعدها عسـرية ورمسهـا

7مضلل" ة، وسعيد عقل، وميخائيل الصباغ صاحب كتاب (الرسالة التامة يف كالم وهناك غريه، مثل سالمة موسى، وأنيس فرحي

العامة) وكتاب (املنهاج يف أصول الكالم الدارج).وأما أقواهلم اليت تعكس حقيقة دعواهم فكثرية ومتنوعة، فهذا سالمة موسى ينطق بلسان أستاذه املبشر املهندس وليـام

بري الذي يشغل بال (السري ولككس) بل يقلقه هو هذه اللغة اليت نكتبها وال ولككس، وجيمل دعوته بقوله: " واهلم الك 8نتكلمها، فهو يرغب يف أن جر ونعود إىل لغتنا العامية فنؤلف ا وندون ا علومنا وآدابنا"

واقع الفصحى يف املدرسة جلزائرية:-5-لفاظا وتراكيب يستخدمها الناس للتعبري عن االفكار و أإن اللغة ليست يف اتمع اجلزائري: الفصحىالطفل وواقع -أ

املشاعر فقط ،بل تعد مرتكزا مهما من مرتكزات األمة فال ميكن احلفاظ على األفكار اهلدامة . قال حكيم صيين : إنين ميذه إسـكندر غانيهم. ويروى أن أرسطو قال لتلأال أهتم بالذين يضعون للناس قوانينهم قدر اهتمامي مبن يكتبون هلم

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

89

و األغاين تكتب بلغة 9األكرب :" إذا خرجت للحرب وفتحت مدينة ،فاذهب واحبث عن كاتب أغانيها ،فهو حاكمها" ويسمعها الكبري وخاصة الصغري .

مع تعترب اللغة الطريق إىل املستقبل ،ال ميكن صناعته و تشكيله إال ا .و يرتبط اإلنسان مع اللغة بعالقة اندماجية بدأت .10بداية اخللق وجتلت يف أعمق صورها عندما علم اهللا عز وجل آدم األمساء كلها .قال تعاىل :"وعلم آدم االمساء كلها"فكاره أو الطفل باعتباره واحد من هذا اتمع الذي يعيش فيه البد أنه يشرب من معني لغة قومه ألا حتتوي على ثقافته و

وعاداته ودينه الذي تشكل هذه األمور كلها شخصيته مستقبال. لكن نعيش اليوم مسخا لغويا إذا اعتربنا ما يدرج على صبحت اللغة اهلدف هي اللغة الطاغية على الكالم و املعامالت و حـىت ألسنة العوام وغري العوام من لغة هجينة ورمبا أ

مور أي مره وختتلط عليه األأمة من اشركات واملؤسسات مما جعل الطفل يصري يف دواإلعالنات املنتشرة على احملالت والاللغة يتعلمها ولرمبا نفر من العربية إىل لغة ركيكة حتمل دارجة وفرنسية فتحدث مشكلة اضطراب شخصيته الضطراب

تهم .يف ظل العوملة اليت جاءت مستهدف لطمس هوية اجلزائريني العرب من خالل طمس لغ أمر لغته اليت ينطق ا .وهذا من الغرب .حيث تعد الفلسفة اللغوية أساس هذه املؤامرات ضد أبنائنا خاصة و جمتمعنا عامة .

من خالل بعث اللغة العربية من جديد وحماولة جعلها لغة العلـوم ؛فعلينا اليوم إعادة النظر يف براجمنا ومنظومتنا التعليمية هود يف تعليمها ألبنائنا وتيسري علومها من خالل تيسري مناهج تعلمها وتعليمها .كلها وهي كذلك .وبذل اجل

واقع و أفاق تعليم العربية يف املدرسة اجلزائرية:اللغة يعد تعليم اللغة العربية يف املدارس اجلزائرية من بني األولويات اليت - كانة هذه اللغة يف تكوين وصقل هوية أبنائنا .تبذل الوصايات واملنظومة التربوية جهودا دبارة لتحقيقها ،مل

لكن الواقع يعكس غري هذا نظرا لسيطرة العامية واللغة الفرنسية على تعامالت اتمع اجلزائري و احمليط الذي عيش فيه بة فيما بينـها ما يراه خارج املدرسة .فهذه الثنائية املتجاذوالناس وخاصة الطفل الذي جيد نفسه يف تناقضات ما يدرسه

جعلت الطفل اجلزائري ينفر من العربية لصعوبتها يف رأيه و إيثار لغة بسيطة سهلة للتكلم و التعلم رمبا .فمشكلة جيلنـا اليوم هي مشكلة ازدواجية اللغة يف اتمع اجلزائري و هي ازدواجية بني العربية و الفرنسية على عكس الدول العربيـة

رمبا أقل حدة عندهم باعتبار هلجام اقرب إىل العربية و طغيان العربية على تعامالم و حميطهم االخرى فمشكلة العربية مر خطري على تكوين شخصيات التالميـذ و األجيـال أ. إن انتقال اللغة و اللهجات األخرى غري العربية إىل مدارسنا دب فقط بل ة ال باعتبارها لغة القرآن والشرع والعلم واألالقادمة والواقع يشهد بذلك .فالبد من إعادة االعتبار هلذه اللغ

تشبع عقل الطفل الصغري وتزيد من تعلقه بعاداته وثقافاته و دينه وذلك كما كان منذ سنوات ماضية وا حتمل املروءة إائر ليس جمرد تغـيري اليت انتهجتها الدولة من خالل سياسة التعريب و ابعادها السياسية و الثقافية :"إن التعريب يف اجلز

لسان الشعب هناك بل هي قضية إعادة اإلنسان اجلزائري إىل مقومات شخصيته الوطنية العربية األصيلة ،اليت عملـت .11السياسة الفرنسية على طمس معاملها "

ل والتخصصـات إن الواقع احلايل للمدرسة اجلزائرية يكشف عن الضعف اللغوي الذي يعاين منه أبناؤنا يف خمتلف املراحالدراسية إىل اجلامعة ونفور جلهم من علوم العربية وخاصة حنوها حبجة الصعوبة و اجلفاف وأا لغة ال تصلح للتعامـل والتدريس والتعلم . ورغم كل اجلهود و املناهج اجلديدة يف استثمار العلوم اللسانية احلديثة واملعاصر لتعليم العربية مازالت

ت تصدر من املدرسة اجلزائرية بصعوبة اللغة العربية يف نظرهم و الضعف فيها. وذلك ألسباب عديدة امها املعاناة والتأوهااحمليط والبيئة خارج املدرسة اليت شكلت لغة موازية للعربية و نشرها عرب االعالنات والتلفزيون وخاصة الوسائل احلديثة

طغت على الرسم والنطق .(الفيسبوك) وغريه واللغة اهلجينة املختصرة اليت

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

90

إذن البد من إجراءات حلماية أبنائنا من التدهور اللغوي يف اتمع واحلفاظ على هويتهم وأخالقهم ،خاصـة يف ظـل التحوالت اليت يشهدها اتمع اجلزائري يف ظل العوملة و جتديد املناهج العربية منها و القادمة من وراء البحار أو كمـا

املنظرين باملناهج املعلبة .وأهم هذه اإلجراءات ما يلي: اصطلح عليها بعضحث املعلمني واملتعلمني وإلزامهم بالتواصل داخل احلرم املدرسي باللغة العربية وجتنب لغات الشـارع واللغـة -01-

األجنبية عن هوياتنا وتقاليدنا .عربية و تشجيع لكتب القيمة املفيدة ملا هلا من أمهية يف توعية احمليط االجتماعي واملدرسي بأمهية املطالعة باللغة ال-02-

فتق لسان الطفل اجلزائري املتمدرس وإشباع عقله وزيادة مروءته .محايته من أي مناهج واالهتمام بالبحوث والدراسات املعمقة حول تعليم العربية وأمهيتها يف تكوين النشأ وتربيته -03-

غريبة عن اجلزائريني. سياسة التعريب يف التخصصات املختلفة وعلى مجيع املستويات . مواصلة-04-إدخال اللغة العربية يف املمارسات واالستعماالت اليومية للفاعلني داخل اتمع اجلزائري خاصة احمليط اخلـارجي -05- اإلعالم.و

مبدى امهيتها ألا اللغـة الـيت البد من تفاعل وتضامن كل اجلهود لتحسني مستوى أبنائنا يف اللغة العربية وحتسيسهم اختارها اهللا لعباده والباقية إىل يوم الدين ولو مل ينصرها أهلها . كما هلا امهية يف تربية النشأ وتكوينهم لغـة ومـروءة

ومنهجا . ألا تؤثر يف األذهان معناها ويشهد التاريخ الطويل بذلك هلا .جيال من خالل اللغة العربية كلويس التاسع عشر يقول أنور اجلندي: جل القضاء على االأويكفي ما خططه الغرب من

" وتعد وصية لويس التاسع عشر أخطر وصية يف هذا االجتاه فهي اليت فتحت الباب واسعا أمام معركة قوامها(التبشـري لقرآن والتعـرف علـى واالستشراق والغزو الثقايف والتغريب). وقد قامت على أثرها حركة أوربا املعروفة إىل ترمجة ا

خذت تتشكل تلك النواة يف املعاهد الغربية ويف الكنائس ترمي إىل دراسة اللغة العربيـة واالسـالم أاإلسالم ومن مث فننظر كيف حاولوا الدخول إىل األجيال من خالل اللغة 12والقرآن للكشف عن اجلوانب اليت ميكن الوثوب منها ..."

.العربية من هيمنة العامية على ملكته التواصلية والذهنية:محاية الطفل اجلزائري دور العربية يف

ن تعمل على نشر دينها و نشر لساا أيقول الشيخ أمحد شاكر :" ...األمة اليت نزل بلساا الكتاب الكرمي جيب عليها 13خرى... "ونشر عاداا وآداا بني األمم األ

ينعكس واب اهللا و سنة رسوله صلى اهللا عليه وسلم و بالتايل نتخلق مبا أراد اهللا أن نتخلق ففهم اللغة العربية هو فهم لكت الشرع علينا وأحكامه الصحيحة بفهم العربية صحيحة .

إدبار ومن هذا يفرض ومره يف ذهاب أوقال الرافعي رمحه اهللا تعاىل :"ما ذلت لغة شعب إال ذل ، وال احنطت إال كان غته فرضا على األمة املستعمرة ،ويركبهم ا ،ويشعرهم عظمته فيها ، ويستلحقهم من ناحيتها،فيحكم عليهم املستعمر ل

حكاما ثالثة يف عمل واحد :أ أما األول : فحبس لغتهم يف لغته سجنا مؤبدا.

أما الثاين: فاحلكم على ماضيهم بالقتل حموا ونسيانا . 14غالل اليت يصنعها،فأمرهم من بعدها ألمره تبع."أما الثالث: فتقييد مستقبلهم يف األ

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

91

و بالتايل سوف يتأثر اجليل بعد ذلك ذه األمور الثالثة اليت رمبا ظهرت يف اتمع اجلزائري خاصة أن فترة االستعمار الدراسـية الفرنسي كانت طويلة جدا فنجد ذوبان شخصيات أبنائنا يف اللغة الفرنسية يف مجيع املعامالت التجاريـة

ن كتبوا بالعربية يكتبوا بأجبديات فرنسية .إاملكاملات حىت عن طريق النت يكتبون بالفرنسية املختصرة وديننا. حىت أصـبحت وال متت بصلة لعاداتنا وأخالقنا جنبية اليتمما يؤثر ذلك على عقول أطفالنا من خالل هذه اللغة األ

اعتيادية اللغة :يؤثر يف العقل واخللـق نأل شيخ االسالم ابن تيمية :" اعلم اعتيادية يف الوسط املدرسي وخارجه .يقووالدين،تأثريا قويا بينا،ويؤثر أيضا يف مشاة صدر هذه األمـة مـن الصـحابة والتابعني،ومشـاتهم:تزيد العقـل

.15والدين،واخللق"ألمة، وخطرها يف تكوين شخصية الطفل املسـلم ولقد كان علماء هذه األمة على وعي كامل بأثر اللغة يف تكوين ا

غريه . وحنن نرى اليوم خلط العربية يف جمتمعنا اجلزائري باللغة العجمية الغريبة عنا و كيف انتقلت هذه العـدوى إىل وكره الشافعي رمحه اهللا تعاىل ملن يعرف العربية ان يسمي بغريها ،وأن يتكلم ا خالطا هلـا أبنائنا يف الشارع خاصة.هلذا

16بالعجمية،وهذا الذي ذكره،قاله األئمة مأثوراعن الصحابة والتابعني .:" مـن وقال رمحه اهللا تعاىل : "ومازال السلف يكرهون تغيري شعائر العرب حىت يف املعامالت حىت قال مالك رمحه اهللا

تكلم يف مسجدنا بغريالعربية أخرج منه"وقايته من أي حتوالت تطرأ عليه يف جمتمعه .فقد يقول البعض احمليط ال وشىء فالعربية هلا دور هام و فعال يف تربية الن

رى اللجوء إىل الرمز يهمل العربية بل يتجه حنو الرمز لبيان األشياء و اختصارها .يقول حممود شاكر رمحه اهللا تعاىل :"إين أ،ضربا من اجلنب اللغوي فاللغة إذا اتسمت بسمة اجلنب كثر فيها الرمز وقـل فيـه اإلقـدام علـى التعـبري الواضـح

ان العربية شجاعة يف تعبريها ويف اشتقاقها ،ويف تكوين حروفها ،ليست للغة أخرى ..أل17املفصح"جمتمعنا وعلى رأسهم املدرسة العالمة الشيخ البشري اإلبراهيمي رمحه ن علمائنا الذين اهتموا بإصالح حال م مكما نرى ك

اهللا رمحة واسعة .فهو يرى ونرى يف كتاباته ما تكون اللغة العربية حصيلة التفاعـل امللمـوس مـع نزعتـه العربيـة ألـا يف ئعليمها للنشاالسالمية،فهي عنده تتالحم مع االسالم والعروبة تالمحا مكينا .وكان دائما املنادي بضرورة ت

القطر اجلزائري ليست غريبة وال دخيلة بل هي يف دارها وبني محاا ،وهي ممتدة اجلذور مع املاضي ... .فاللغة العربية أساسها التواصل االجتماعي وال يأيت هذا إال عن طريق اخلطاب ويتجلى ذلك يف الشـعر قبـل االسـالم

لتنظيم والتشريع حلياة املسلمني. وهذا ما جنده عند اللسانيني احملدثني اليوم وإحساسهم ويف القرآن واحلديث ، واخلطابة الطاغي بالوظيفة االجتماعية للغة .يقول الدكتور سعد مصلوح :"أدرك علماء اللسان أن اجتزاء اجلمل حييل اللغة احلية

نا إعادة دمج ابنائنا داخل املدرسة خاصـة بضـرورة فلهذا علي 18فتات وتفارق من اجلمل املصنوعة اففة أو امدة."وأمهية االتصال بالعربية وضرورة تعلمها عن طريق تسخري مناهج سهلة ويسرية وحتفيزهم على ذلك من خالل الـربامج

إشراكهم يف ذلك.ووالتأليف واحلفالت والرحالت واأليام الدراسية املفيدة هلم خالصة: يرى الدكتور عبد املالك مرتاض يف قضية تغريب اللغة العربية عن اتمع اجلزائري و كيف ميكن تعليمها -5-

: كالتايل اجلديد حىت يتسنى له اكتساب هويته ووقايته من التحوالت اخلطرية اليت ظهرت يف اتمع اجلزائري ئللنشاألطفال املتعلمني يف املدرسة ،يف السنوات الثالث من املرحلة االبتدائية ، اإلكثار من احملادثة الفصيحة بني املعلم و-01-

حتسيسهم بالتعامل مع نصوص بسيطة بديعة و ووذلك ابتغاء تعويدهم على استعمال عربية فصيحة معربة حني يتحدثون، احة،على بساطتها .يف الوقت نفسه،تكون عالية الفصوالعام، هي وبعبارات تعبر عن احلياة بشقيها اليومي

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

92

متكني اآلباء أبناءهم الصغار من مشاهدة "الرسوم املتحركة" الناطقة باللغة العربية ،فهي خري وسيلة لتعليم النشء العربية السليمة،بل الفصيحة أيضا.إن تعلم العربية السليمة،ودون عناء بل باستمتاع،بواسطة الوسيلة السمعية البصرية،أفضل من

لنحو الثقيلة،بطريقة تعليمية تقليدية وعسرية تنفر الطفل من العربية .تعلم قواعد اميكن نقل هذه الوسيلة السمعية البصرية (أفالم ،الكرتون، بلغة املشارقة،أو "الرسوم املتحركة بلغـة املغاربـة "إىل 02

.حلكاية متسلسلة،وذلك حىت يستعاض طفاله معا أاملدرسة نفسها ،بالنسبة إىل املدارس النموذجية ،حبيث يستمع املعلم و عن غياب حدوث هذا لبعض األطفال يف منازهلم ،ألسباب خاصة . إن مثل هذه الوسيلة السحرية تعود األطفال علـى

هم يف الوقت نفسه يستمتعون مبتابعة احلكايات اخليالية البديعة.واستعمال العربية استعماال فصيحا صحيحا ،لفتوى اللغوية (التزام التلفزات الرمسية بتقدمي نصف ساعة أسبوعيا للمالحظـات اللغويـة ال بد من العمد إىل ا-1-

التقوميية،مثل : "يقال وال يقال").تأسيس جملة للغة العربية يشرف عليها جممع علمي عريب مركزي،تعىن بكل ما له صلة حبياة اللغة العربية واستعماهلا يف

يف حقول املعرفة املختلفة). اتمع،وتطورها العمد إىل شكل العربية يف كل الطبعات، املدرسية وغري املدرسة . العناية الشديدة بالكتاب املدرسي يف مرحليت التعليم االبتدائي والثانوي معا وذلك باقتناء النصوص الفصـيحة البينـة

توصية املعلمني بلفت انتباه املتعلمني إىل بعض مسـائل الفصاحة مع تدقيق تصحيح اللغة واالبتعاد عن أخطاء اخلاصة والعربية اللطيفةاملندسة يف النصوص لغة وحنوا وبيانا،وذلك حىت ينشأ الطفل اجلزائري على استعمال لغة عربية نقية صافية،

19يضا .أمعربة وع الناطقني ا ،فإن تقدموا تقدمت ، أو ختلفا ،م إن اللغة،من حيث هي، ظاهرة اجتماعية تتواكب ،تقدما اخلامتة :"-6

20وإن ختلفوا ختلفت، ألا امتداد لكيام ،وألا مرآة لثقافتهم، وألا مرآة أيضا لعقلهم وطرائق تفكريهم ..." هوامش البحث:

.218وليد العنايت اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغة العربية لغري الناطقني ا.دار اجلوهرة للنشر والتوزيع األردن ص-1 . 1971. دار املعارف بالقاهرة، يناير 337، سلسلة أقرأ العدد:54ص ،: إبراهيم بيومي مدكور،يف اللغة واألدب-2 .59،ص 312خاشع بن شيخ إبراهيم حقي، جملة الفيصل،اللغة العربية واملسرية التعليمية يف الوطن العريب،العدد -3، مطبعة األمنية، 18، ومابعدها، منشورات النادي اجلراري، رقم 43والعوملة للدكتور، ص عباس اجلراري،هويتنا -4

م.2000هـ/ 1421الرباط، الطبعة األوىل، 6- 60 - 59املرجع نفسه، ص

7-61، ص 312عن جملة الفيصل، ع : .61ص ،312 الفيصل ع،-7

55،ص2010،دارغريبللطباعةوالنشر،القاهرة،1 ط .والثقافة اللغة يف بشر،حوارات كمال .د 9 ، سورة البقرة.31اآلية، -10 .101،التعريب والقومية العربية يف املغرب العريب ،ص 1986نازيل معوض أمحد ،-11

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

93

،ص 1982أنور اجلندي ،املوسوعة اإلسالمية ،التربية و ناء األجيال يف ضوء اإلسالم ،دار الكتاب البناين بريوت ،ط-12

13- .41د شاكر ، حتقيق الرسالة للشافعي ، صامح-13 .ص3/33الرافعي ، وحي القلم ،ج -14 .207شيخ االسالم ابن تيمية ،اقتضاء الصراط املستقيم ،ص -15 204املصدر نفسه ،ص -16 .435حممود شاكر ،أباطيل و أمسار ،ص -17 .410د.سعد مصلوح من حنو اجلملة إىل حنو النص ص -18 ،مقال ، العرب ولغتهم ،وجها لوجه.عبد املالك مرتاض -19 املرجع نفسه ، اخلامتة.-20.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

94

صعوبات الكتابة.معالجة البيداغوجيا الفارقية و .حجاج أم الخيرأ

المركز الجامعي عين تموشنت يف سياق الوعي املعريف املتزايد باإلشكاالت اليت ظلت تطرحها العملية التعليمية. وقد انتشر مصطلح البيداغوجيا الفارقية

جاءت هذه البيداغوجيا لتسد اخللل الذي أفرزته النظم التقليدية يف التعليم واليت ظلت قائمة على وحدة املنهج والربامج ور مشكالت كثرية مثل التسرب املدرسي والتخلف مما أدى إىل ظه، وأغفت من مث االحتياجات اليت أخذ يطلبها التعلم

الدراسي وانتشار العواتق والصعوبات املتخلفة بني تالميذ املدارس، زيادة على عجز هذه النظم التعليمة على مسايرة هذا التطورات اليت مست احلياة واتمع ، مما جعلها عاجزة عن إجياد احللول واقتراح املنهجيات الصحيحة اليت تراعي

التحول وجتد املعاجلة املناسبة لتحقيق حياة تعليمية ناجعة ومتوازنة.يف )Louis Legrant. )1921-2015 وهلذه األسباب انتشر مصطلح االبيداغوجيا الفارقية مع الفرنسي لويس لوقردند

.1السبعينيات من القرن املاضيعرف تنامي الدراسات التجريبية والعلمية اليت اختذت من وقد ظهرت هذه البيداغوجيا اجلديدة ضمن سياق معريف جديد

العملية التعليمية ميدانا خصبا هلا، فاستعانت باجلهود املبذولة يف حقول خمتلفة كعلم النفس وعلم األعصاب وعلم ت الناجعة االجتماع وغريها وحاولت أن تستثمر حمصول هذه العلوم يف إجياد احللول العلمية املناسبة واقتراح املعاجلا

ملختلف العوائق والصعوبات اليت يواجها املتعلم. مفهوم البيداغوجيا الفارقية:

تعين البيداغوجيا الفارقية وجود متعلمني خمتلفني يف االستعدادات واخلربات ويف مستوى االستعدادات ودرجات الفهم ق الفردية الكثرية واملتنوعة بكل أبعادها داخل قسم واحد أو فصل واحد، وهي جاءت ذا املفهوم لتجد احللول للفرو

النفسية واالجتماعية واملعرفية والتعليمية. وذا يعرف (لويس لوقراند) هذه البيداغوجيا الفارقية بأا صيغة تربوية تستعمل د من فصول جمموعة من الوسائل التعليمية قصد إعانة التالميذ املختلفني يف القدرات والسلوك واملنتميني إىل فصل واح

، أي إا تعاين هذه االختالفات بصعوباا لتحقق هدفا تعليميا مشتركا 2الدراسة بطرائق خمتلفة لتحقيق األهداف نفسها، حتترم هويات التالميذ وال للتالميذ.وهي ذا املعىن تسعى إىل إرساء سريورات فارقية الكتساب املعارف والدرايات

،فهي إذا تعتمد 3جتانسهم، وتتوخى كهدف اكتسام مجيعا لألدوات اللسانيات واملفاهيمية اليت تتيح فهم وبناء العامل)مسالك متنوعة للوصول إىل هدف واحد سيكون له األثر على التلميذ يف املستقبل من أجل بناء اتمع املتفتح الذي حيترم

واخلصوصية.االختالف تضع البيداغوجيا الفارقية الفروقات الفردية يف صلب اهتماماا التعليمية واملعرفية، وهذه الفروقات متعددة املصادر، فمنها

بيولوجية، -ما يرجع إىل أمناط وطرق االكتساب، ومنها ما يرجع إىل أعطال ذات أبعاد نفسية واجتماعية وعضوية فون داخل القسم الواحد املشترك من حيث االستعدادات والقبول والذكاء والتكيف، هلذا السب فاملتعلمون ذا املعىن خمتل

كانت الفلسفة التعليمية اليت حتكم هذه البيداغوجيا تقوم على خاصية التنويع يف املنهج والطرق واملقاربات، أي تنويع التالميذ ومواجهة الصعوبات اليت جيدها التلميذ يف لآلليات واملقررات لتصبح قادرة على مسايرة الفروقات الفردية بني

اكتساب اخلربة وتطوير كفاءام ومهارام التعليمية، وهكذا حرصت هذه البيداغوجيا على تدريب املتعلم على التعلم اغوجيا الفارقية الذايت واالعتماد على نفسه يف إجياد احللول للوضعيات التعليمية الصعبة اليت يواجهها، وهو ما يعين أن البد

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

95

عندجتد نفسها صاحلة ملواجهة إشكاليات التعلم يف املرحلة االبتدائية بوصفها مرحلة حساسة وفاعلية يف مسرية التعلم ، وهي املرحلة اليت تفرز كثريا من املشكالت والصعوبات حلداثة الطفل بالتعلم وبداية تكون امللكات الذهنية 4الطفل

الصحيح وتكيفه السليم مع ما يعطى له من مهارات هحيتاج إىل املتابعة والرعاية ليجد طريق واملعرفية لديه، وهو بذلك ومعارف.

تسعى البيداغوجيا الفارقية إىل ربط حمتويات التعليم ومناهجه حباجيات املتعلمني النفسية والثقافية واالجتماعية حىت تكون املوجودة لديهم، وهذه البيداغوجيا ال تستطيع حتديد هذا اإلطار مالئمة ملوالم ورغبام وتستجيب ملستوى الصعوبات

ومعاجلة صعوباا، وذا املعىن الفرديةإال بعد استعمال أساليب التشخيص والتقومي والقياس ملواجهة ظاهرة الفروقات وضاع املناسبة هلا.تنجز هذه البيداغوجيا معرفة واسعة مبواطن القوة والضعف وتقوم بتشخيصها وإجياد احللول واأل

املعلم يف وضعية البيداغوجيا الفارقية. التالميذيزود املعلم بالكفاءة اليت تضمن له املرونة يف التصرف وتنويع االستراجتيات التعليمية حىت تستجيب مليوالت

ادرا على إحداث وقدرام واستعداداهم النفسية والذهنية املختلفة، أي أنه يكون حبكم خربته وحتكمه يف مهامه قأي أا تليب الغرض يف الفائدة والنجاعةالتعديالت الضرورية يف املنهج واملواقف التعليمية ، مبا يضمن للعملية التعليمية

االستجابة الحتياجات التالميذ املعرفية واملهارية والوجدانية ، السيما يف تكوين شخصية املتعلم يف اختاذ قراراته املناسبة اجيابيا مع األخريني. والتفاعل

وذا مل يعد املعلم يف البيداغوجيا الفارقية ينظر له على أنه حمور العملية التعليمية فقط ، ولكنه أيضا منظم للمواقف التعليمية وفاعل يف اختيار الوسائل التعليمية اليت تتوافق مع احتياجات املتعلمني، ذلك أن ممارسة البيداغوجيا الفارفية تعين

ستجيب ملتطلبات املوقف التعليمي، األمر الذي يفرض على املعلم فهما واسعا بالوضع تحبيث ية،يف الربنامج التعليمتك فيشخص ويقوم ويعدل حىت يستطيع حتقيق أهدافه التعليمية بتحكم وكفاءة. ،العام ملتعلميه

ليت تدخل يف عملية التعلم بدءا من معرفة ميوالت يعتمد التدريس الفارقي على اجيابية املعلم يف التعامل مع مجيع العناصر االتلميذ وفروقام الفردية واستعداداهم املختلفة إىل التخطيط العلمي احملكم ألهدافه املنشودة، وهو مطالب لتحقيق أهدافه

ل املالحظة هي باستعمال السبل والوسائل العلمية اليت جتعله قادرا على تنويع خططه وفق معايري التقومي ونتائجه. ولعاألداة املثلى عند املعلم لقياس درجة االستعداد ورصد االختالفات بني التالميذ يف عالقتهم باألنشطة التعليمية، فباستطاعة املعلم اختيار اخلطوات املناسبة انطالقا من مالحظاته، فعرب هذه املالحظات اليت يدوا املعلم يستطيع حصر االستراجتيات

، وهو يسترشد يف ذلك باملؤشرات واملعايري اليت تقيم الطفل يف أداءاته 5يت تفي حباجات التالميذ التعليمية)املناسبة ال ومهاراته املعرفية، وقد يكون من مهام املعلم عرب هذه املالحظة ما يأيت:

رصد احتياجات التالميذ من التدريب - حتديد مواطن الضعف والقوة.- .6املتفوق عن ذوي التحصيل املتدين)متييز ذوي التحصيل -

التعليم العالجي وتشخيص صعوبات الكتابة:يشترط يف تشخيص صعوبات الكتابة أن تكون العملية دقيقة وملمة بكل أبعاد الصعوبات احلسية احلركية واملعرفية

ناسب وتسمح بإعداد الربامج واللسانية والنفسية واالجتماعية،ذلك أن هذه العملية توفر إمكانية التدخل العالجي املالتدريسية الضرورة لنمو املهارات عن الطفل، وملا كان الطفل يعيش املرحلتني: مرحلة ما قبل الكتابة ومرحلة الكتابة، فإن

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

96

التشخيص املبكر الذي يستهدف الكشف عن عوامل الصعوبات يف الكتابة ومسبباا سيحقق حتما فائدته وجناعته، لذلك ري البدء بتشخيص العناصر املرتبط جبسد الطفل وعضالته ومهاراته احلسية احلركية وقواه العقلية والذهنية كان من الضرو

وعالقاته مع الوسط الذي يعيش فيه ويتفاعل معه وحتديد درجة صلته بالكتابة، ويف هذا اإلطار يشري( ويل أمندسون) بأنه ند الطفل إذا استطاع أن ينسخ األشكال اهلندسية التسعة احملددة ميكن التحقق من مالءمة منو مهارات ماقيل الكتابة ع

لالستعداد اللغوي للكتابة اليدوية، وهي اخلط الرأسي، واخلط األفقي، والدائرة، واخلطان املتقاطعان واخلط املائل ميينا د لعمر للزمين مخس سنوات واخلط املائل يسارا واملربع وعالمة الضرب أو املثلث وهذه يصل فيها الطفل إىل التمكن عن

7وثالثة أشهر يف املدى املتوسط)مل يكونوا يف املعلمنيوتظهر التجارب التربوية أن من العوامل اليت كانت تزيد من تفاقم هذه الصعوبات عند األطفال، أن

انوا يردون ذلك إىل الكسل الغالب ينتبهون إىل املسببات العميقة اليت جتعل التلميذ عاجزا عن األداء الصحيح، وكثريا ما كواإلمهال الفتقارهم إىل القاعدة التكوينية واملتخصصة يف هذا اال، مما كان جيعل هذه الصعوبات ذات أثر خطري على املستقبل املعريف والتعليمي للتلميذ، فاآلثار النفسية اليت تنتج عن هذه الصعوبة مؤثرة يف تكوين شخصية الطفل، فبعد أن

ر الطفل لذاته يتندى مستوى الدافعية لديه ويصبح عاجزا متاما عن مسايرة إيقاع العملية التعليمية وسريورا، لذا يبين تقدي 8يؤكد املربون أنه يف غياب تدخل عالجي سريع ومبكر يتفاقم الوضع النفسي عن التلميذ ويصبح أكثر سلبية وحدة).

نهج إىل رؤية واعية ومستفيضة باحتياجات األطفال حىت حيقق جناعته، وقد يكون من املفيد أن خيضع إطار التعديل يف املوهي عملية تتطلب من املعلم إحاطة باملهارات اليت مل حيققها التالميذ، ويظهر فيها جوانب العجز والضعف، مث خيطط

ة تشمل املواد واملواقف للتعديالت واحلول اليت يراها أكثر فاعلية يف حتقيق غرضها، ويكون بالتايل أمام إجراءات كثريوالوسائل واألوضاع، ذلك أن التشخيص احلقيقي موكول فقط للمعلم الذي ميضى مع تالميذه مدة طويلة يف التواصل واملالحظة، وهو من مث مؤهل ملرافقة العملية الدقيقة للتشخيص، وحىت يكون هذا التشخيص فعاال، فإن بعض املختصني يف

ثالثة مستويات للتشخيص: هذا اال يرون أن هنالكمستوى التشخيص املسحي: ويشري إىل عملية غربلة يقوم ا املعلم ذاته دف التعرف على الطالب ذوي الصعوبات -1

ويستعمل فيه االختبارات التحصيلية واختبارات القدرات العقلية، ويعني من مث الذين حيتاجون إىل مستويات أدق من التشخيص.

التشخيص احملدد: و يهدف هذا النوع من التشخيص إىل التعرف على الفروق الفردية اليت تسبب الضعف مستوى -2التحصيلي عن بعض التالميذ حبيث جيب حتديد استجابات املتعلم بشكل دقيق للوقوف على املعوقات اليت حتول دون

املعلم أو املرشد النفسي أو املختص يف علم قدرته على اجناز األهداف، ويطبق هذا التشخيص على حنو فرديي ويقوم به النفس التربوي يف املؤسسة

مستوى التشخيص املركز: ويف هذا املستوى يتم التعرف على التالميذ األكثر ختلفا يف قواهم العقلية واملعرفية ويقوم -3 اهره وطرق عالجه.عادة علم النفس املرضي أو املعاجل النفسي باالختبارات للوقوف على أسباب التخلف ومظ

من متتطلب عملية تشخيص صعوبة الكتابة تدريب جوانب القوة والضعف عن التالميذ وإدراك كل العوامل اليت حتيط إمهال عاطفي واجتماعي، أي حتقيق تشخيص العائق واملشكلة وحتديد ما حييط ا، وتتطلب هذه العملية تقوميا مركزا

أدائه، تعيق. إن هدف التشخيص هو معرفة السياق التعليمي للتلميذ بكل عوامله اليت يستويف مجيع املكونات واحملددات

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

97

ومن مث يسهل هذا التشخيص يف حتديد املعاجلة املناسبة اليت حتدث التغيري عند الطفل وتعزز قواه الذهنية والوجدانية لالندماج اجيابيا يف سريورة التعلم.

حبيث املعلمتقل موجه لذوي صعوبات الكتابة، وإمنا تعين تكييف املنهج من قبل إن املعاجلة ال تعين اختيار منهج مسيستجيب للتالميذ على اختالف فروقام الفردية واستعدادام الذهنية والنفسية وقدرام يف تعلم الكتابة وتسمح هلم من

ذا املفهوم جمموعة اإلجراءات املناسبة جهة أخرى بتجاوز مشكالم واالندماج يف املسار التعليمي السليم .وهي تعين اليت تتطلب من مؤشرات تشخيصية من أجل تصحيح الثغرات واستدراك النقائص.

وتقع جناعة املعاجلة على كفاءة املعلم وفاعليته يف حتقيق اجلودة يف العملية التعلمية اليت تراعي خصوصيات املتعلم النفسية وتقومي مشكالته ومهاراته املختلفة. إن املعلم قد يعجز يف معاجلة الصعوبات اليت والسلوكية والوجدانية واإلدراكية

تعترض تالميذه يف القسم ما مل يكن ملما بكل الشروط الضرورية للنهوض مبهمته التعليمية على أحسن وجه، وهي مهمة من أجل إجياد اآلليات العالجية املناسبة يلعب دورا رئسا يف تلقني املعارف وتطوير القدرات الفكرية للمتعلم، فهو لهجتع

للصعوبات اليت تواجه التلميذ يف املرحلة التعليمية املبكرة من التعليم االبتدائي عليه أن يتبىن االستراجتيات التدريسية ن املعلم املناسبة، فإذا كانت الصعوبات يف الكتابة ناجتة عن الطفل يف عجزه عن امتالك املهارات األساسية للكتابة، فإ

جيب أن يكون على وعي تام مبستلزماا .ويف هذه احلالة جيب أن يكون املعلم مدركا خلصائص النمو اجلسدي والعقلي عن تالميذه، ذلك أن الكتابة فعل عقلي

هنا تقتضي املعاجلة الناجعة يف هذه الوضعية تدريب الطفل على تنمية قدراته اجلسدية وجسدي يف أن واحد.ومنغلب الصعوبات اليت يواجها الطفل يف تعلم مهارات الكتابة تأيت أواحلركية الالزمة الكتساب مهارات الكتابة، ذلك أن

القدرات يف فهم رموزها واالحتفاظ ا من كون أن الكتابة هي عملية معقدة تستدعي عناصر كثرية وتتطلب كثريا من وإعادة نسخها، وهنا تكون القدرات احلركية عن الطفل سندا رئيسا لتفكريه، لذا كانت املعاجلة تتطلب من املعلم احلرص على تكثيف التدريبات اإلدراكية واحلركية عند التالميذ، فقد أثبتت الدراسات أن تنمية القدرات احلركية تؤدى إىل

، فالنمو احلركي املتوازن عند 9نة يف االكتساب، كما أن القدرة على الكالم عند الطفل ترتبط ارتباطا وثيقا باحلركةاملروالطفل يكون مقدمة ضرورية الكتساب املعارف وتطوير املهارات الذهنية واملعرفية، واملقصود باحلركة هنا هي النشاط

لعملية الكتابة اليت تستلزم عند الطفل تنمية لقواه احلركية ونشاطاته اجلسدي االجيايب واهلادف بوصفه نشاطا مالزماوهي كلها نشاطات تنمي لدى الطفل التطور السريع حلسه ،10اجلسدية والذهنية يف اللعب والتجريب واالكتشاف)

سم متنح الطفل حتقيق احلركي وقواه العصبية مبا يسمح له باالندماج االجيايب يف اكتساب املهارات.فاملرونة احلركية للجالتناسق احلركي وإتقان أدائه احلركي على حنو يزيده الثقة بالنفس يف اجناز األنشطة املرتبطة مبهارات الكتابة، فاملعاجلة اليت تبين ذا الوعي متكن الطفل من جتاوز صعوباته وتسمح له باكتساب الدقة والتنظيم ومعرفة االجتاهات واملسافات كما

االكتساب اجليد للحروف والكلمات وإتقان اخلط والتميز بني التكوينات واألشكال.تسمح له بوإذا كانت مهارة الكتابة هي أكثر املهارات التعليمية صعوبة ألا تقع عند التلميذ يف مواجهة خمزونه الشفهي الذي

ة والثقافية واالجتماعية من أجل مرافقة اكتسبه يف الوسط االجتماعي، فإنه مطلوب من املعلم أن يسخر مكتسباته املعرفيالتلميذ حىت يتجاوز عطل الصعوبة وتعقيداا، وهكذا جيب على املعلم أن يدرب تلميذه على االعتماد على ذاته ويعزز لديه رغبة التعلم واكتساب فاعلية النشاط وقوة الثقة يف النفس، ذلك أن املعرفة اليت يتمكن التلميذ يف اكتساا بنفسه

تكون أكثرا ثباتا ورسوخا.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

98

اهلوامش

1 Marhic Philippe. l’enseignement individuelle. Une alternative a l échec scolaire. Paris. Harmattant.2009.p.290.

.54.ص2006-1-ط ينظر امحد أوزي، املعجم املوسوعي لعلوم التربية، مطبعة النجاح اجلديدة املغرب 2ينظر عبد الكرمي غريب، البيداغوجيا الفارقية، سريورات وطرائق لتغيري املدرسة منشورات عامل املعرفة، مطبعة النجاح اجلديدة 3

.60.ص2011-1املغرب ط4 .voir.Perzemychi.P.Pédagogie différenciée. hachette.education. parie. 2001. p.124.

.25.ص2006ضطرابات النفسية. املركز التربوي للبحوث واإلمناء بريوتجان فياض. الصعوبات التعليمية واال 5 .36املرجع السابق ص 6 .516.ص2002-1ينظر فتحي الزيات، املتفوقون عقليا ذوو صعوبات التعلم، دار النشر للجامعات، مصر ط 7 .65،.ص2003- 1املسرية عمان. األردن، ط ينظر تيسري مفلح كوافحة، صعوبات التعلم واخلطة العالجية املقترحة،دار 8 .123.ص2001.1-عمان األردن،ط -ينظر سوسن شاكر جميد، التهيؤ القرائي لألطفال، دار صفاء للنشر والتوزيع 9

.164.ص2006-1ينظر فاطمة عوض صابر، التربية احلركية وتطبيقاا، دار الوفاء لدنيا الطباعة، اإلسكندرية مصر ، ط 10

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

99

ثرهما في بناء المعنىأالتعالق الداللي والبديع و نويجم مسعودةأ. .أخضري عيسى د

جامعة الجلفة: ملخص تتكون الكلمة أو أية وحدة لغوية تكربها من جانبني أساسيني مهمني ال ينفصل أحدمها عن اآلخر مها: اللفظ واملعىن.

اللفظ هو احلامل املادي واملقابل ف .ودراسة اللغة يف حد ذاا تعد يف جانب كبري منها دراسة للعالقة بني هذين اجلانبنيأما مصطلح املعىن فهو من أكثر هنية جمردة، وأهم ما مييزه أنه منطوق، احلسي املنطوق للمعىن الذي هو فكرة ذ

املصطلحات اليت اختلف يف تعريفها ويرجع ذلك إىل اختالف اهتمامات الدارسني له وتعدد ميادين حبوثهم، باإلضافة إىل ،البالغة وعلم الداللةعلم واملعىن ومن العلوم اليت اهتمت باللفظ .كثرة املصطلحات املستعملة يف هذا اال واملرتبطة به

فصلة الرحم وعوامل القرىب بينهما قوية. وهذا املقال حياول إيضاح هذه العالقة وتبيان الصالت الوثيقة بينهما. وذلك لوجود طائفة من القضايا املتصلة بالداللة ترتبط بعالقة أو أكثر بالدراسات البالغية.

لداللية:/احملسنات املعنوية والعالقات ا1 التورية و املشترك اللفظي:

لقرا التسمية يف أوىل ( التورية لفظة ولكن ) والتخيري والتوجيه ( اإليهام :أيضا هلا ويقال ، املعنوي البديع فنون من التوريةاملتكلم كأن ، غريه وأظهرت وسترته ورائي جعلته اخلرب وريت يقال ، الراء بتضعيف ورى مصدر ألنها ، املسمى مطابقة من

.يظهر ال حبيث وراءه جيعله ) 1يف االصطالح : هي أن يذكر املتكلم لفظا مفردا له معنيان ، قريب ظاهر غري مراد، وبعيد خفي هو املراد.(و

والبعيد داللة . فاملراد يف التورية املعىن البعيد وليس القريب ،بالرغم من ان القريب غري املقصود داللة اللفظ عليه ظاهرةاللفظ عليه خفية، فيظن السامع أن املعىن القريب هو املراد إال أن املتكلم قد جعل القرينة يف كالمه لتدل على املعىن البعيد فهي تشري إليه وال تظهره، فلو مل يتيقن السامع ويفطن لسياق الكالم ملا وصل إىل املراد، وبالتايل فسد الكالم بني يديه

معناه ﴾ ﴿ جرحتم:). أراد بقوله3له تعاىل : ﴿وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ﴾(مثل قو )2.( البعيد : وهو ارتكاب الذنوب.

وتباين اللغات ، وكذلك املشترك اللفظي هو جميء اللفظ الواحد ملعنيني فأكثر،و هذا ال شك يف أن مأتاه من تعدد الوضع الن األلفاظ متناهية و املعاين ال تتناهى، فإذا وزعت هذه على تلك لزم االشتراك واختصاص اللفظ الواحد مبعنيني أو

)4أكثر.(وهذا ما ذهب إليه سيبويه يف قوله:" واعلم أن كالمهم(....) اتفاق اللفظني واختالف املعنيني" و يقول ابن فارس يف

الكالم يف االتفاق و االفتراق): " يكون ذلك على وجوه (....) (ويعددها) ، ومن اتفاق اللفظ واختالف (باب أجناس ﴿ أما السفينة فكانت لمساكني يعملون في البحر )5وعني امليزان".(–وعني الركبة -وعني املال-املعىن قولنا: عني املاء

هيبأن أع دتا﴾(فأربغص ةينفذ كل سأخي كلم ماءهركان و6ا و .( باخلرق الذي يعملون في البحر فأردت أن أعيبها﴾ يقول: أما فعلي ما فعلت بالسفينة، فألا كانت لقوم مساكني﴿

أي كان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صحيحة .هم ملكوكان أمامهم وقدام وكان وراءهم ملك﴾ وقوله: ﴿ خرقتها.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

100

فكلمة ﴿وراءهم ﴾ جاءت مبعنيني متضادين املعىن األول أمامهم وهو املقصود يف اآلية الكرمية ، أما املعىن . )7(.غصبا الثاين فهو خلفهم (وراءهم).

لفظي ، وقد ختتلف معه، تشترك معه من ومبا أن التورية هي أن يكون للفظ معنيان فهي بذلك قد تتشابه مع املشترك الحيث الداللة على معنيني أو أكثر ومن حيث القرينة فكالمها حمتاج إليها لتنري الطريق أمام ذهن القارئ لكي يفهم املراد،

كذلكو .غري انه جبانب ذلك فان مثة أمورا خيتلفان فيها كل االختالف حبيث تصبح التفرقة بينهما واضحة غري مبهمةتتشابه التورية مع نوع من أنواع املشترك اللفظي و هو تعدد املعىن( يطلق على الدال الذي يكون له أكثر من مدلول)وهو

يعين أن للكلمة الواحدة معنيني خمتلفني احدمها جمازي و األخر حقيقي.راد هو املعىن اازي ال احلقيقي منهن املعنيان يف التورية احدمها حقيقيا واآلخر جمازيا ومنه فاللفظ له حقيقة وجماز واملو

: ﴿ )8وجتدر اإلشارة إىل أن احلقيقة و ااز ليس بينهما لزوم انتقال من احدمها لآلخر.( فنجد مثال يف قوله تعاىل ).9وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس﴾(

إمنا حولناكم إىل قبلة إبراهيم عليه السالم واخترناها لكم؛ لنجعلكم خيار األمم، “يف تفسريها: قال ابن كثري رمحه اهللا لتكونوا يوم القيامة شهداء على األمم؛ ألن اجلميع معترفون لكم بالفضل، والوسط هاهنا: اخليار واألجود، كما يقال:

اهللا صلى اهللا عليه وسلم وسطا يف قومه، أي أشرفهم نسبا، قريش أوسط العرب نسبا ودارا، أي خريها، وكان رسول فاملعىن احلقيقي لكلمة .)10(.ومنه الصالة الوسطى اليت هي أفضل الصلوات وهي العصر، كما ثبت يف الصحاح وغريها

. واملخطط اآليت يوضح هذه الفكرة :(وسطا) تعىن التوسط لكن املعىن البعيد هو خيارا.

كما أن القرينة هامة جدا يف التورية و املشترك اللفظي وبذلك يكون املعىن القريب احلقيقي ساتر للمعىن البعيد اازي.املشترك اللفظي قرينة للحقيقة إال أا يف ، لة فتصرف ذهنه إىل املعىن املرادألا تساعد السامع على فهم مقصود الدال

وليس مثة قرينة للمجاز. الطباق واملشترك اللفظي: -

:) 11. وهو قسمان(كلفظي البياض والسواد : هو أن يجمع بني متضادين يف الداللة مع مراعاة التقابل اللفظيالطباقكقوله عز امسني لفظان من نوع واحد إما: و هو أن يذكر اللفظ و ما يقابله يف املعىن شريطة أن يكون الطباق إجياب

وما يستوي الأحياء ولا (21) ولا الحرورولا الظل (20) ولا الظلمات ولا النور (19) وما يستوي الأعمى والبصريجل : ﴿و اتوإنالأم الله مساء يشن يم ا عمو ع أنتمسن بمي مور ف12﴾ ( القب (

وسطا

معنى بعید معنى قریب

الخیار التوسط

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

101

هذه اآليات مقارنة بني أضداد لتوضيح الفرق الشاسع بينها، وهي: األعمى وهو الكافر. حيث عقد سبحانه وتعاىل يف األحياء: / .والبصري أي املؤمن ، والظلمات وهي الكفر، والنور أي اإلميان ، والظل وهو اجلنة ، واحلرور أي النار

لملك تؤتي الملك من تشاء وترتع الملك ممن تشاء وتعز قل اللهم مالك ا مثل قوله تعاىل: ﴿ فعلني أو. )13األموات.() ﴾يرء قديكل ش لىع كإن ريالخ كداء بيشن تل مذتاء وشن تا : ﴿سبحانه كقوله ،حرفني أو .)14م كلفلا ي لله

: وهو أن يؤتى مبعىن مث مبا يقابله باستخدام طباق سلب؛ و )15﴾( اكتسبت ما وعليها كسبت ما لها نفسا إلا وسعهالمعي ينوي الذتسل يونأدوات النفي ، كقوله تعاىل : ﴿قل هلمعلا ي ينالذا ون ومإن ذكرتاب أولو يوقوله . )16﴾ (الألب

) ﴾ نوشاخو اسا النوشخ17تعاىل : ﴿ فلا ت ( يف وهناك أيضا أوجه تشابه بينه وبني املشترك اللفظي و يكمن التشابه بينهما فان كالمها له معنيان متقابالن متضادان.

جميء اللفظ الواحد ملعنيني واملشترك اللفظي هو حني جندمها خيتلفان من حيث اللفظية ، فالطباق هو اجلمع بني متضادين.من سورة امللك : ﴿وإليه النشور ﴾أي إليه البعث من القبور .ونشور األوراق أي 15فأكثر. مثل قوله تعاىل يف اآلية

فنالحظ أن لفظة النشور تعددت معانيها حسب سياقها . . ) 18انبسطت وامتدت( االستخدام و املشترك اللفظي: -

أو يراد م عند البالغيني اصطالحا كما يلي: هو أن يراد بلفظ له معنيان احدمها ، مث يراد بضمريه اآلخر.يعرف االستخداضمري لفظ وهذا اللفظ له معنيان ، وتارة يوجد إذن إذن هناكف .)19بأحد ضمرييه احدمها ، وباألخر املعىن اآلخر.(

وهو نوعان: واحد وأحيانا يوجد ضمريان .مث يؤتى بضمري ليدل على املعىن األخر: ومن أمثلته قوله تعاىل: (ولقد خلقنا اإلنسان من ساللة من أن يأيت بلفظ -1

) 20طني، مث جعلناه نطفة يف قرار مكني)( بينما اهلاء يف (جعلناه) تدل على أبنائه و نسله. -عليه السالم–فاإلنسان تعين آدم

)(. مثل قوله تعاىل: 21هم من احدمها احد املعنيني و من األخر األخر(أن يأيت املتكلم بلفظ مشترك مث بلفظني يف -2 أجل لكل الله بإذن إلا بآية يأتي أن لرسول كان وما ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ﴿

ابت(38) ك ثبتياء وشا يم و اللهحميهندعو اب أمت22( )﴾39( الك ( ب كما حتتمل معىن الكتاب العادي، فجاءت لفظة (اجل) لتخدم املعىن األول، مث فلفظ كتاب حتتمل معىن األجل املكتو

)23جاءت لفظة (ميحو) و (يثبت) لتخدم املعىن الثاين.(وهذا يقترب كثريا من املشترك اللفظي حيث أن للفظ أكثر من معىن ، غري أن يف املشترك يراد واحد منها بداللة القرينة،

عىن و يتحدد بعودة الضمري عليه.ويف االستخدام يراد املفكلمة كتاب قد تكررت مرتني لكن اختلف املعىن وهذا ما ذكره سيبويه:" واعلم أن كالمهم(....) اتفاق اللفظني

)24واختالف املعنيني"(ونان وجند أيضا أن يف االستخدام قد يكون املعنيان حقيقيني فيتشابه ما مع املشترك ، وقد يكونان جمازيان وقد يك

خمتلفني بني احلقيقة و ااز. : التورية و التضاد -

أما . ) 25عرفنا التورية آنفا أا أن يذكر املتكلم لفظا مفردا له معنيان ، قريب ظاهر غري مراد، وبعيد خفي هو املراد.(القرينة هي اليت ترشح أيهما املقصود بالداللة ومن مث فال يراد فظ الواحد على معنيني متناقضني والتضاد فهو إيقاع الل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

102

تضاد العكس أو التضاد من أنواعه :و املعنيان يف آن واحد بل معىن واحد فقط و هو الواقع حقيقي ال دخل للمجاز فيه. احلاد و يكون بني ثنائيات الكلمات مثل (موت /حياة ، اسروا / اجهروا)

ملك تعاىل : ﴿ أما السفينة فكانت لمساكني يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ومن أمثلة التضاد قوله هو فهم ، واملعىن الثاين : أمامهم وفكلمة وراءهم جاءت مبعنيني املعىن األول يعين خل. )26يأخذ كل سفينة غصبا﴾(

فنجد أن املعنيني من حيث داللة اللفظ عليهما متساويان إال أن اجلامع هلما هو الضدية ، كما أن استخدام ،قصوداملاللفظ يدل على معىن واحد فقط هو املعىن الظاهر من داللة اللفظ عليه و إن احتاج كالتورية للقرينة لتحديد معناه ألنه لو

أو الغموض أو ذهب بالسامع إىل غري قصد املتكلم . أطلق و خفيت داللته ألدى إىل اإلام كما أن العالقة بني املعىن القريب و املعىن البعيد يف التورية ليست كالعالقة بني املعنيني يف التضاد ، إذ العالقة بينهما هي

ية إال أما قد افترقا فيما الضدية و هذا غري موجود يف التورية ، فهما و إن اشتركا يف املعنيني و القرينة ومن حيث اللفظ )27بينهما.(

الطباق والتضاد: -وإذا تأملنا الطباق والتضاد يتشاان كثريا وذلك الن كالمها حيمالن لفظان خمتلفان ومعنيان متضادان.وال جماز فيهما.

أنواع التضاد وأنواع الطباق جند أما يتشاان أيضا فمن أنواع التضاد جند:ومنيزه بنفي احد طريف التقابل الذي يساوي الثاين كامال وهذا النوع من التضاد يقابل طباق درج (احلاد) :التضاد غري امل

مثل قوله تعاىل: ﴿ وعد الله ال يخلف الله ، )28(السلب الذي هو ما جاءت فيه إحدى الكلمات منفية واألخرى مثبتة.. ) 29() ﴾ 7) يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن اآلخرة هم غافلون (6 يعلمون (وعده ولكن أكثر الناس ال بينما األخرى مثبتة. فيعلمون األوىل منفية بال،

﴿لكيلا تأسوا على ما ) ،ومن أمثلته قوله تعاىل :30يقابله الطباق املعنوي وهو ما يترتل مرتلة الضد (و: التضاد املدرجلته فاألسى نوع من احلزن وهو مثله ويترتل مرت. )31فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور﴾.(

نزلنا عليها الماء اهتزت وربت وكذلك قوله تعاىل: ﴿وترى الأرض هامدة فإذا أ ضد تفرحوا . اولذلك كانت تأسو ) وهي بذلك ضد هامدة.33فكلمة اهتزت تعين حتركت واضطربت(. ) 32وأنبتت من كل زوج بهيج﴾ (

حنو قوله تعاىل: وهو يقابل طباق احلقيقة وهو ما كان اللفظان فيه متضادين وكان معنامها متضادين. : تضاد العكس ) 34﴿وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور﴾ (

)35﴾.( (45) وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى (44) وأنه هو أمات وأحيا (43) وقوله : ﴿وأنه هو أضحك وأبكى الطباق و الترادف : -

) 36.(ألسد و الليث و الغضنفر وحنو ذلكالترادف هو ترادف لفظني فأكثر على معىن واحد ، كما تقول ا: هو عبارة عن االحتاد يف املفهوم ، وقيل هو توايل األلفاظ املفردة الدالة على شيء واحد باعتبار ف أخرويف تعريأما اجلرجاين فقد . ) 38(األلفاظ املفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد.وقد عرفه الرازي : هو . ) 37واحد.(

مثل قوله تعاىل : . ) 39(عرفه يف كتابه التعريفات بقوله: املترادف ما كان معناه واحدا وأمساؤه كثرية و هو ضد املشترك.﴾انهممأي دهج وا باللهمأقس40 (﴿و ( ؛وقوله تعاىل : ﴿ي) ﴾ة الكفرمقالوا كل لقدا قالوا وم فون باللهل41ح ( .

فكلمة اقسموا يف اآلية األوىل ترادف حيلفون يف اآلية الثانية.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

103

ومن أنواعه :لكم أو اجهروا ).مثل قوله تعاىل: ﴿وأسروا قو42حيث يتطابق اللفظان متام املطابقة ( الترادف الكامل أو املتماثل : -1 به هإن يملع ور بذاتدبري﴾(13( الصالخ يفاللط وهو لقخ نم لمعفكلمة العليم ترادف اخلبري.43)ألا ي ( شبه الترادف أو التداخل و التقارب: وذلك حني يتقارب اللفظان تقاربا شديدا إىل درجة يصعب التفريق بينهما عند -2

) 44حول.(-سنة-غري املتخصص، مثل استخدام القران الكرمي لكثري من الكلمات مثل : عام ملمح أو صفة متييزية واحدة على األقل مثل التقارب الداليل: ويكون حني يتقارب املعنيان ، لكن اللفظان خيتلفان يف -3

وجند الترادف يتفق مع الطباق من حيث اللفظية فقط أما من حيث املعىن فهما خيتلفان.. ) 45(حلم و رؤيا.اظا : ﴿وتحسبهم أيقمثل قوله تعاىل ق اختالف اللفظني و تضاد املعىن.فالترادف هو لفظني أو أكثر واحتاد املعىن .والطبا

﴾قودر مهتقابل فكال الكلمتني حتمل ( أيقاظ/ رقود) هي عالقة تضاد و نالحظ ان العالقة بني الكلمتني.. فهنا )46(و.كما أن كال أحدامها عكس املعىن الذي حتمله األخرى و ميكن عده مظهر من مظاهر التناسق األسلويب يف القران الكرمي

متقاربان ويدوران يف حقل واحد وهو النوم.نيمن اختالف اللفظان إال أن املعنيرغم الكلمتني متقاربان دالليا فبال احملسنات اللفظية و العالقات الداللية:/2

اجلناس و املشترك اللفظيوفيه يقول الصفدي : "اعلم أن اجلناس إما أن اسا ، شاكله واحتد معه يف اجلنس.وجناجلناس لغة: جانس الشيء و جمانسة

خمتلفني معىن ال تفاوت يف تركيبهما وال اختالف يف حركاما، فهذا هو اجلناس التام ومنهم يكون ركناه متفقني لفظا، )47على أنواع اجلناس مرتبة"(وهو أ من يسميه الكامل ومنهم من يسميه املستويف، ومنهم من يسميه املماثل،

:"اجلناس هو تشاهما يف اللفظ ، والتام منه ان يتفقا يف أنواع احلروف و أعدادها وهيئاا وقال اخلطيب القزويين )ومن أنواعه:48وترتيبها"(

التام : ما اتفقت حروفه يف اهليئة و النوع و العدد و الترتيب. -1 )49الشروط.(تام : ما اختلت فيه احد الغري -2

رمجالم قسمة ياعالس قومت مويويتشابه املشترك اللفظي مع اجلناس التام و ذلك مثل قوله تعاىل:﴿ و را لبثوا غيون مةاعا يوم القيامة 50﴾ (س ساعة) غري أن املعىن فيهما خمتلف، فالساعة األوىل مقصود/ (ساعة )فقد احتد اللفظان

لأولي لعبرة ذلك في إن وقوله تعاىل: ﴿ يقلب الله الليل والنهار الساعة الثانية قصد ا الساعة الزمنية أي جمرد الوقت.و فاألبصار األوىل : العني وهي مجع بصر، والثانية مقصود ا البصائر و العقول.. )51( ﴾الأبصار

)52تعاىل: ﴿قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد﴾( وكذلك قوله

یقاظ / رقودأ

حقل واحد (النوم) تقابل / تضاد

ترادف طباق

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

104

إن الثانية مبعىن اجلمع و هو ( :) .وقال السيوطي53فأحد األوىل مبعىن الواحد (اهللا) و احد الثانية مبعىن شخص أو أي نفر( )54تستعمل يف اإلثبات، وإمنا تستعمل يف النفي)(من األلفاظ اليت ال

ومنه فاالشتراك و اجلناس متفقان من حيث اللفظية و املعىن ..فكالمها يقوم على احتاد اللفظ و اختالف املعىن.

لكن يبقى بعد ذلك انه يف اجلناس البد من لفظني يتحد مبنامها و خيتلف معنامها ، وبالنسبة للمشترك قد يكتفي فيه باللفظ الواحد و تكون القرينة حمددة للمقصود.

احلرفية خبالف املشترك وقد يقع اجلناس بني لفظني من نوع واحد، أو بني لفظني من نوعني خمتلفني يف االمسية و الفعلية و )55ليس فيه هذا التنوع.(

ويبقى أن كليهما فن قائم برأسه ، فاجلناس تشابه اللفظني و اختالف املعنيني ، أما املشترك فيستطيع أن يكون لفظ واحد ويدل على أكثر من معىن.

راعاة النظري و متكن القرائن ، فتايت كما أما ال يستحسنان إال إذا تعاون اللفظ مع املعىن ، دون تصنع و افتعال مع ماالستغراب عندما إلصغاء الن السامع يصاب بالشدة واملعاين على سجيتها دون تكلف و تطلب ، فيستدعي ميل السامع ل

)56يسمع مكررا خمتلف املعىن متحد املبىن.( : اجلناس و التضاد -

ة يظن معها القارئ احتادا، وقد ختتلف فيكون االختالف بالنسبة للجناس و املتضاد فان األمور أيضا قد تتوازى لدرجفنجد كليهما مشتركا يف اختالف املعىن فمثال لفظ القرء يدل على احليض و الطهر و سياق الكالم و القرينة واضحا.

ر فأصل املعنيني حيددان املراد من الداللة على أيهما.و كقوهلم الصرمي : يقال لليل و للنهار ، الن كليهما ينصرم من اآلخ من باب واحد و هو القطع.

وإذا كان اللفظ يف التضاد حيتمل معنيني وكما سبق تأيت القرينة لتحدد أيهما املقصود، ففي اجلناس جند معىن واحدا للفظ إال إذا كان مث يأيت اللفظ األخر ليختلف معه يف املعىن ، ومن مث فال إام يف اجلناس، ورمبا حيدث هذا اإلام يف املتضاد

ساعة /ساعة

الساعة الزمنیة یوم القیامة

اتحاد اللفظ واختالف المعنى

المشترك اللفظي الجناس

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

105

القارئ عارفا مبا ينطوي عليه املثل خاصة يف القضايا الشرعية، إذا خفيت القرينة فيقع اإلنسان يف حرية ، فإذا مل يتبني )57املراد وقع يف النقيض أو الضد حبمل املراد على غري املقصود.(

لفظان متحدان ومعنيان خمتلفان ويف التضاد لفظ واحد ومعىن خمتلف /وأيضا من أنواع التضاد لفظان خمتلفان إذن فاجلناس ومعنيان خمتلفان.وهذا هو وجه التشابه بينه وبني اجلناس .فيتشاان من حيث اختالف املعىن فقط.

أما مظاهر االختالف فكثرية لعل أمهها:على سياق الكالم الذي حيدد أي املعنيني هو املراد عن طريق القرينة ، بينما يف اجلناس جند املعول يف استخدام األضدادأن

لفظني حمددين مبعنيني خمتلفني بقرينة لكل منهما ، وإذا كان ليس مثة ما مينع من وجود ااز يف احد طريف اجلناس التام )58ضداد.(جند ان ااز خيرج اللفظ من حيز التضاد إذ ال جماز يف األ

املشاكلة والتضاد : -أما ابن . الشكل بالفتح ،الشبه واملثل ، واجلمع اشكال وشكول"، واملشاكلة : املوافقة . وتسمى ( جتانس املزاوجة)

األثري فانه جيعلها احد ضريب مقابلة الشئ مبثله، ومساها مقابلة املفرد ، وهي عنده تقابل باللفظ واملعىن" . أما السكاكي يعرفها :" أن تذكر الشيء بلفظ غريه لوقوعه يف صحبته" وزاد القزويين بقوله :"ذكر الشيء بلفظ غريه لوقوعه يف حبته ف

)59حتقيقا او تقديرا"(إذا كانت املشاكلة مبنية على لفظ مبعىن ، ولفظ آخر اخذ ذلك املعىن وقت وقوعه يف مصاحبة اللفظ األول مثل قوله

) فالسيئة الثانية معناها العقوبة املناسبة للسيئة األوىل ، و العقوبة ال تعترب سيئة ألا 60سيئة مثلها) ( ( وجزاء سيئة :تعاىل )61ردع للجاين حىت ال يرتكب ما ارتكب مرة ثانية ، وهنا محل اللفظ الثاين على األول.(

له معنيان املشاكلة بلفظني و التضاد بلفظ فإن التضاد أيضا قائم على اعتبار أن اللفظ واقع على معنيني ضدين فكالمها واحد و قرينة على سبيل احلقيقة ال ااز.

) 62فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك﴾ ( فمثال كلمة صار مبعىن مجع ومبعىن قطع وفرق، ومن قوله تعاىل : ﴿ قال مبعىن امجعهن و ضمهن.

تعلم ما في مثل قوله تعاىل : ﴿. شاكلة أيضا قد جتري بلفظني ضدين ضاد يف الضدية ، فاملوقد اتفقت املشاكلة مع الت) ﴾فسكي نا فم لمال أعفسي و63ن(

) 64فلفظة نفس الثانية مشاكلة للفظة نفس األوىل ، الن اهللا عز وجل ال نفس له على احلقيقة.و(نفس) هنا مبعىن الذات (فسك مقام ذاتك لتشاكل نفسي ، وقد ينتج عن املصاحبة يف املشاكاة عدول عن داللة اللفظ املوضوع له و قد أقام ن

ه ، ولكنعلم معلومكأعىن تعلم معلومي وال ( وامليف هذا االستخدام، وقال الزخمشري:أصال إىل داللة جديدة ليست له إال ل (يف نفسك) لقوله (يف نفسي)" وقال أبو حيان "خص يهو من فصيح الكالم و بينه فقسلك بالكالم طريق املشاكلة و

).65ال اعلم ما ختفي"(ملعلومات ، مبعىن تعلم ما اخفي واالنطواء على االنفس ألا مظنة الكتم و :اجلناس و املترادف -

و معنيان خمتلفان بني اجلناس و الترادف اتفاقا من حيث اللفظية فقط أما من ناحية املعىن فال، ففي اجلناس لفظان متحدانبينما جند يف الترادف لفظني متحدين و معنيني أيضا متحدين و ذلك لداللة األمساء املترادفة على ذات -كما سبق –

) و ذلك كقولنا يف السيف : احلسام و املهند و البتار ....اخل 66واحدة(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

106

فمهما اختلفت األمساء فان مجيعها تدل على السيف املعروف ولكن بزيادة بعض الصفات يف صفة عن األخرى.كما أننا جند يف اجلناس لفظني ، ويف الترادف لفظني أيضا لكن التفرقة بداللة املعىن ، ففي اجلناس خمتلفان ويف الترادف متحدان.

فكلمة (خاسئا) ترادف (حسري) . )67رتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسري ﴾(كقوله تعاىل : ﴿ثم ارجع البصر ك).كذلك قوله تعاىل: 68وذلك لتقارما يف املعىن ، فخسئ البصر اي ذل البصر ، وحسر البصر مبعىن كل البصر(

). فكلمة 69﴾ ( جع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسري ) ثم ار3﴿فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3ترادف كلمة ارجع مبعىن يرجع يف اآلية 4ينقلب يف اآلية

ة واستتباعا هلذا فإن الفروق بني املعاين يف الترادف رقيقة متموجة حتتاج إىل تدبر وتأمل بينما هي يف اجلناس واضح الختالف املعىن برغم احتاد املبىن.

وإذا كان اجلناس حيصل بني كلمتني من نوع واحد أو كلمتني من نوعني خمتلفني، فإننا جند الترادف ال يكون إال بني جلس) . –كلمتني من نوع واحد سواء كانا امسني أو فعلني كأمساء السيف مثال، أو األفعال( قعد

ن اعتبار ااز فيه خيرجه من الترادف ، بينما ااز موجود يف اجلناس التام لذا فان القرائن وأيضا ال جماز يف الترادف أل فيهما ختتلف باختالف احلقيقة و ااز يف كليهما.

: املشاكلة و الترادف -ما إىل و )70، (البتارحد كالسيف ، واملهند، والصارم وقلنا فيما سبق أن الترادف هو داللة أكثر من لفظ على معىن وا

ذلك من ألفاظ أطلقت على آلة القتال املعروفة.واملشاكلة هي ذكر الشيء بلفظ غريه املصاحب له لوقوعه يف صحبة ذلك الغري حتقيقا وتقديرا فهذا الوقوع تسبب يف أن

. ) 71للفظ مبعناه (يأيت على شاكلته و يترك معناه احلقيقي املوضوع له أصال وقت جماورته لذلك الغري املذكور هذا ااملشاكلة قد تتشابه مع الترادف من حيث أن لكليهما معنيني ، والقرينة و سياق الكالم حيددان املعىن املراد و قد يذكر و

اللفظ يف املشاكلة أو الترادف مبعىن من املعاين الن السياق تطلبه أو أن املتكلم قصد من وراء ذلك إىل غرض بالغي فجاء فذكر . )72( ﴾عابدون له ونحن صبغة الله من أحسن ومن ومنه قوله تعاىل : ﴿صبغة الله ه الصورة.بكالمه على هذ

التطهري بلفظ الصبغ على سبيل ااز الن التطهري باإلميان احلقيقي رد على النصارى الذين يغمسون أبناءهم يف مياه هو الكفر مشاكلة ليهم و ادعائهم التغطيس تطهريا وفصار التعبري بالصبغة عن اإلميان احلقيقي للرد عاملعمودية لينصروهم (

ألنه يقدر هذا اللفظ كأنه صادر منهم بقرينة الرتول يف شان الرد عليهم فيما يستحق أن يسمى صبغا. فهنا مصاحبة ) .73(املعنيني و مصاحبة اللفظني إال أن احدمها مقدر و هو كاملذكور)

ومن نقاط اختالفهما :أن يذكر الشيء بلفظ غريه املصاحب له لوقوعه يف صحبة ذلك الغري حتقيقا أو تقديرا خاص باملشاكلة، أما يف الترادف -

فليس هناك صحبة داعية وليس هناك أيضا تقدير أو تأويل بل اللفظ مذكور وحده دون مصاحبة.حقيقة مقررة قد ال تكون املشاكلة من احلقيقة وقد ال تكون من ااز وذلك عكس الترادف متاما ألنه ال خالف يف كونه

أما يف الترادف فبجانب ذلك تدخل الصفات –سواء هي امسا أو أفعال –جند يف املشاكلة ألفاظا و ال دخل للمجاز فيها.).74(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

107

: خامتةمن النتائج اليت نقدمها بني يدي القارئ الكرمي لالسترشاد ا يف هذا املوضوع املهم الذي جيمع بني خنتم هذا املقال جبملة

علمين ميثالن أهم أقطاب البحث يف املعىن ودالالت اللفظ وأبعاده.. ونوجز هذه النتائج فيما يأيت:وطدت عالقاا بعلم الداللة الذي فتح هلا آفاقا ، إىل أن كانت عبارة عن الئحة وصفية جامدةان البالغة العربية القدمية

جديدة و طرقا سامهت يف زيادة العالقة بينهما ، وبذا استفادت البالغة من علم الداللة كما انتفع هو األخر بالدراسات نا بالغيا.البالغية ، فصارت العالقة بينهما اخذ وعطاء و تأثري و تأثر ، فتغري املعىن ينتج شكال دالليا كما ينتج لو

ومن نقاط التقاء البالغة و علم الداللة جند احملسنات البديعية والعالقات الداللية فاحملسنات البديعية هي اليت يعود فيها التحسني إىل اللفظ أو املعىن وتشترك أو ختتلف مع بعض قضايا الداللة .

و أكثر ومن حيث القرينة فكالمها حمتاج إليها لتنري تشترك التورية مع املشترك اللفظي من حيث الداللة على معنيني أالطريق أمام ذهن القارئ لكي يفهم املراد. وأيضا تتشابه التورية مع نوع من أنواع املشترك اللفظي وهو تعدد املعىن( يطلق

األخر حقيقي. على الدال الذي يكون له أكثر من مدلول)وهو يعين أن للكلمة الواحدة معنيني خمتلفني احدمها جمازي و كما انه مثة أمورا أخرى تفرق بينهما من حيث احلقيقة و ااز، و القرب و البعد .

املشترك اللفظي و يكمن التشابه بينهما فان كالمها له معنيان متقابالن متضادان. يف حني جندمها مع يتشابه الطباق خيتلفان من حيث اللفظية.

اللفظي حيث أن للفظ أكثر من معىن . وخيتلفان يف انه يف املشترك يراد معىن واحد يتشابه االستخدام مع املشترك منها بداللة القرينة، ويف االستخدام يراد املعىن و يتحدد بعود الضمري عليه.

تشترك التورية مع التضاد يف املعنيني و القرينة ومن حيث اللفظية إال أما قد افترقا فيما بينهما.ويتفق وال جماز فيهما. التضاد يتشاان كثريا وذلك الن كالمها حيمالن لفظان خمتلفان ومعنيان متضادان.الطباق و

الترادف و الطباق من حيث اللفظية فقط أما من حيث املعىن فهما خيتلفان.ويتشابه اجلناس مع لف.يتشابه اجلناس و املشترك اللفظي من حيث احتاد اللفظني (ساعة /ساعة) غري أن املعىن فيهما خمت

الطهر. غري أن املعىن فيهما خمتلف.فمثال لفظ القرء يدل على احليض والتضاد يف أن كليهما مشتركا يف اختالف املعىن على اعتبار أن اللفظ يف التضاد واقع على معنيني ضدين فكالمها له معنيان . املشاكلة بلفظني يتشابه التضاد مع املشاكلة

على سبيل احلقيقة ال ااز. لفظ واحد و قرينةو التضاد ب :واإلحاالت وامشاهل

.277، ص 1999، دار املعارف ، 01علي اجلارم ، مصطفى أمني : البالغة الواضحة (البيان .املعاين.البديع)، ط) 1(،مكتبة ومطبعة 01ط) د. عبد الواحد حسن الشيخ: العالقات الداللية والتراث البالغي العريب( دراسة تطبيقية)، 2(

.154م، ص 1999-ه1419اإلشعاع الفنية، .60) األنعام ، 3(، 2012، دار العصماء سوريا ، دمشق ، 1) د. عقيد خالد محودي العزاوي .علم الداللة دراسة و تطبيقات ، ط 4(

.114ص -ه1400اإلسالمية ، القاهرة ، ، مطبعة الدعوة 1ط -نظرية و تطبيقا –) د. توفيق حممد شاهني ، املشترك اللغوي 5(

.37م ، ص 1980

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

108

.79) الكهف ، 6( .312، ص 1990، شركة الشهاب اجلزائر ، 3) الشيخ حممد علي الصابوين، صفوة التفاسري ، ج 7(مصطفى طموم، دروس البالغة ، شركة غراس للطباعة و -حممد دياب–سلطان حممد –) حفين ناصف 8(

.161الكمبيوتر.ص 143رة ،) البق9(، دار عمار ، شركة الشهاب 2) موسى ابراهيم االبراهيم ، تامالت قرانية ، حبث منهجي يف علوم القرآن ، ط 10(

.144، ص1988اجلزائر 222) د. إبراهيم حممود عالن: البديع يف القرآن أنواعه ووظائفه ، ص 11( )22-21-20-19) فاطر (12( .1973، دار املشرق بريوت ، 13البستاين ، ط )منجد الطالب ، ضبط : فؤاد افرام13( .26) آل عمران 14( .286) البقرة 15( .09) الزمر 16( 44) املائدة17( .418) الشيخ حممد علي الصابوين ، صفوة التفاسري ، ص 18(كتاب اللبناين ، ، دار ال5) جالل الدين القزويين ، اإليضاح يف علوم البالغة ، تعليق حممد عبد املنعم خفاجي ، ط 19(

.502، ص 1983-1403بريوت ، )13-12) املؤمنون(20( .342) د. إبراهيم حممود عالن: البديع يف القرآن أنواعه ووظائفه، ص 21( )39-38) الرعد (22( .343) د. إبراهيم حممود عالن: البديع يف القرآن أنواعه ووظائفه، ص 23( .58، ص 2005، جلنة احلفالت لبلدية العلمة ، سطيف 1الداللة ، ط) د. خليفة بوجادي ، حماضرات يف علم 24( .277البديع ) ، ص –املعاين –) علي اجلارم ، مصطفى أمني ، البالغة الواضحة ( البيان 25( .79) الكهف ، 26( ) د. عبد الواحد حسن الشيخ: العالقات الداللية والتراث البالغي العريب( دراسة تطبيقية)،27( .61د . خليفة بوجادي ، حماضرات يف علم الداللة ، ص ) 28( )7-6)الروم(29( .61) د . خليفة بوجادي ، حماضرات يف علم الداللة ، ص 30( .23)احلديد 31( .5)احلج 32( )راجع ذلك يف منجد الطالب .33( .13)امللك34(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

109

)45- 44-43)النجم (35(- 189، ص 1999، دار الكتاب العريب ، بريوت ، 5، ط 1العرب ، ج ) مصطفى صادق الرافعي ، تاريخ اداب36(

190 . .120) د. عقيد خالد محودي العزاوي ، علم الداللة ، ص 37( .215) د. امحد خمتار عمر ، علم الداللة ، دار عامل الكتاب ، ص 38( .191) مصطفى صادق الرافعي ، تاريخ اداب العرب، 39( .109)االنعام ، 40( .74التوبة ) 41( .65) د . خليفة بوجادي ، حماضرات يف علم الداللة ، 42( )14-13) امللك ، (43( .65) د . خليفة بوجادي ، حماضرات يف علم الداللة ، 44( .66) املرجع نفسه ، ص 45( .18) الكهف ، 46( .107، ص -انواعه و وظائفه –) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القران 47( .535) جالل الدين القزويين ، اإليضاح يف علوم البالغة ، ص 48( .115انواعه و وظائفه ، ص –) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القران 49( .55) الروم ، 50( ).44-43) النور ، (51( ).5-1) االخالص ، (52( .109ص –أنواعه ووظائفه –) د.إبراهيم حممود عالن ، البديع يف القران 53( .110) املرجع نفسه ، ص 54( 110ص –أنواعه ووظائفه –) .إبراهيم حممود عالن ، البديع يف القران 55( .148) د. عبد الواحد حسن الشيخ ، العالقات الداللية و التراث البالغي العريب ، ص 56( .150) املرجع نفسه ، 57( .151و التراث البالغي العريب ، ص ) د. عبد الواحد حسن الشيخ ، العالقات الداللية58( .131) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القرآن ، انواعه ووظائفه، ص 59( .40) الشورى ، 60( .133) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القرآن ، انواعه ووظائفه ، 61( .260) البقرة ، 62( .116) املائدة 63( .133، البديع يف القرآن ، انواعه ووظائفه ، ) د. ابراهيم حممود عالن64( .134) املرجع نفسه ، 65(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

110

.216) د . توفيق حممد شاهني ، املشترك اللغوي ، 66( .4) امللك ، 67( ) منجد الطالب ، فؤاد افرام البستاين.68( )4-3) امللك(69( .152العريب ، ص ) د. عبد الواحد حسن الشيخ ، العالقات الداللية و التراث البالغي 70( .133) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القرآن ، انواعه ووظائفه ، 71( . 138) البقرة ، 72( .136) د. ابراهيم حممود عالن ، البديع يف القرآن ، انواعه ووظائفه ، 73( .164) د. عبد الواحد حسن الشيخ ، العالقات الداللية و التراث البالغي العريب ، ص 74(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

111

همزية أحمد شوقيفي موسيقى عدول ال زهية مرابط د. غنية بوحوية أ.

جامعة عنابة :امللخص

من الظواهر األسلوبالغية، اليت شغلت بال العديد من الدارسني منذ سالف األزمان. هذه الظاهرة )L'ecartيعد العدول ( اليت متثل لبنة أساسية يف تشكيل مجاليات اخلطابات األدبية، وحتقيق شعريتها، كوا احنراف الكالم عن نسقه املألوف،

ف على طبيعة األسلوب األديبعرى التعينه.بواسطتها يتسن كما ميكن اعتبارها األسلوب األديب ، قد يكون العدول يف األصوات، ويف التراكيب، ويف الصور.. لكن ماذا عن املوسيقى؛ وهي املميز الوحيد للشعر عن النثر؟

بيتا، بغية الكشف عن هذه حتوي مثانية وتسعني؛ وهي قصيدة *1ألمحد شوقي) اهلمزية قصيدة(وقع اختيارنا على الظاهرة، إثر التنقيب، فالرصد واإلحصاء، فإثبات اجلمالية املضفاة. جمبيبني عن تساؤالت جوهرية مفادها:

ماذا نعين بالعدول املوسيقي؟ · ؟ما مظاهر العدول يف موسيقى هذه القصيدة · أتواجد هذا الضرب من العدول يف الشعر العريب قبح أم مجال؟ ·

الكلمات املفاتيح: / ...البوصرييالعدول/ املوسيقى/ اجلوازات/ االنزياح/ البحور/ الوزن/ اإليقاع/

Résumé: L’écart a toujours été conçu comme un phénomène à la fois stylistique et rhétorique. Depuis longtemps, ce phénomène a intéressé plusieurs chercheurs ; puisqu’il représentait pour eux une valeur essentielle dans l’esthétique des discours littéraires ainsi que la réalisation de leur poéticité. Ceci traduit de manière claire que l’écart du discours se traduit par l’éloignement des formes habituelles. De même, ce phénomène aide dans l’identification de la nature du style littéraire ; au point qu’on peut le concevoir comme le style lui-même. Certes, on peut trouver le phénomène de l’écart aussi bien dans les sons (phonologie), que dans la syntaxe et les figures du style. Mais que peut-on dire pour le rythme qui reste le seul trait pertinent qui distingue la poésie de la prose? Nous avons choisis, pour ce fait, d’analyser le poème (Al hamziyyah) composé de quatre-vingt dix vers (89 vers poétiques) de Ahmed CHAOUKI, dans le but de découvrir ce phénomène ; à travers la prospection, le suivi, les statistiques et la détermination de l’esthétique comme valeur ajoutée. Le choix de ce poème va nous permettre de répondre aux questions : - Qu’ appelle-t-on écart rythmique? - Peut-on parler d’un écart rythmique dans le poème choisi? Si c’est le cas, peut-on alors parler d’un phénomène stylistique? - Enfin, est-ce que l’existence de ce type d’écart dans la poésie arabe, est considéré comme aspect de laideur ou de beauté? يتميز الشعر عن النثر باملوسيقى، فبه يثار الشعور ويحرك الوجدان، وبه لدفائن النفس تبيان، يبعث اإلحساس باجلمال،

ركيزة من وهو ويعرب عن مكنون اخلاطر والبال؛ فاإليقاع الوزين املنتظم من ألزم خصائص الشعر، وأهم مقوماته، خف تأثريه، واقترب من مرتبة " من املوسيقى أو ضعفت فيه إيقاعاا، خال؛ الذي إذا ركائز العمل الفني يف الشعر

2النثر."

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

112

، 3والوزن هو الصفة اجلوهرية للشعر، بل ويرى بعض الدارسني والنقاد أن الشعر موسيقى حتولت فيها الفكرة إىل عاطفةر القدماء عن مدلوهلا بعبارة:" قواعد الشغبةوهي ما عبعر أربع: الرهبة، ،عر"، فقالوا:" قواعد الشوالطرب، والر

والغضب؛ فمع الرغبة يكون املدح، والشكر، ومع الرهبة يكون االعتذار، واالستعطاف، ومع الطرب يكون الشوق ورقة والينبوع الذي يتفجر منه ؛ فالعاطفة إذن مصدر الوزن، 4النسيب، ومع الغضب يكون اهلجاء والتوعد، والعتاب املوجع"

الشعر.أمهية اإليقاع املوسيقي يف الشعر قائال:" إنك لو جردت الشاعر من أحبره وألفاظه وقوافيه، ملا (Croce )ويؤكد" كروتشه"

القوايف بقي هنالك فكرة شعرية كما خييل إىل بعضهم، بل ملا بقي شيء البتة، فإمنا نشأ الشعر مع هذه األلفاظ وهذهملا هلا من قدرة على الكشف ،واإلحياء ،إذ يعد اإليقاع املوسيقي إحدى الوسائل اليت حتوزها اللغة للتعبري؛ 5وهذه األحبر"

فليس الشعر يف احلقيقة عن ظالل املعاين، وما تغمر به املتلقي من حاالت نفسية جراء ما تنضوي عليه من تشويق وإثارة،"صاحب البيان والتبيني: عبـــارة كما حدهوهو ، 6وب"لموسيقيا تنفعل ملوسيقاه النفوس، وتتأثر ا الق إال كالما

. عالقته باملشافهة متينة، مأتاها ارتباطه بالوجدان، من ناحية، وباإلنشاد، 7شيء جتيش به صدورنا، فتقذفه ألسـنتنا" عن" سمية الشاعر، كذلك، بقدرته على الشعور، مبسائل ختفى على غريه.، وهلذا عللت ت8والترتيل من ناحية ثانية

وجيعل الكثري من التساؤالت تتبادر إىل الذهن؛ يستحق الوقوف، والتمعن، *قصائده عدوال 9لكن، قد يعدل يف موسيقى فما هي مظاهر هذا العدول؟ وما مربرات وجوده؟

الت، يقتضي الوقوف عند موسيقى القصيدة املدروسة، واإلحاطة بدقائقها، إن البحث يف اإلجابة عن مثل هذه التساؤ وهذا ما فصلناه يف اآليت:

املدونة: .1، تضم ملسو هيلع هللا ىلصقصيدة( ولد اهلدى) أو اهلمزية، واحدة من القصائد الثالث اليت نظمها أمحد شوقي يف مدح الرسول الكرمي

واحدا وثالثني ومائة بيت. مطلعها:

ــدى ــد اهل لاء وــي ض ــات نفالكائ

وفـــم الزمـــان تبســـم وثنـــاء

)1 /26(*

مظاهر عدول املوسيقى يف املدونة: .1 وردت مهزية البوصريي على حبر الكامل؛ الذي مفتاحه:ــل ــور الكام حالب ــن ــال م ــل اجلم كم

لنفــــاعتم لنفــــاعتم لنفــــاعت10م :وفيما يلي نبين األمناط اليت اندرجت حتتها صدور هذه القصيدة، وأعجازها

الصدر: . أانضوت صدور أبيات هذه القصيدة حتت اثين عشر منطا، توضحها الدراسة العروضية؛ اليت أجريت على شاهد من كل

منط، مع ذكر درجة تكرارها. عروض صحيحة والتفعيلة األوىل مضمرة: -

وهذا النمط عثرنا عليه بسبعة وعشرين بيتا، نذكر منها: ملهــو ــب ح ــة اجلوان اويخ ــار والن

ــاء ــاض امل ــا وغ هبائذو تــد مخ

)20 /27(

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

113

لنفاعتم لنفاعتملنفاعتم عروض صحيحة والتفعيلة األوىل مضمرة

عروض صحيحة والتفعيلة الثانية مضمرة: - مثل قوله:

ــت نياء فزــم اهللا الس ــر شب ــك ب

ــراء بالغ ــك ــكا ب سم تعــو ضوت

)13 /27(

لنفاعتملنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة والتفعيلة الثانية مضمرة

وعدد األبيات اليت حتمل صدورها هذا النمط ستة عشر بيتا. عروض صحيحة مضمرة والتفعيلة األوىل مضمرة: -

مضمرة. يقول شوقي:وأثبت اإلحصاء وجود أحد عشر بيتا، أعاريضها صحيحة مضمرة، والتفعيلة األوىل من صدرها

أنــت اجلمــال بهــا وأنــت املجتلــى

ــناء ــرآة واحلسـ ــف واملـ والكـ

)89 /30(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة مضمرة والتفعيلة األوىل

مضمرة

مضمرة:عروض صحيحة مضمرة والتفعيلة الثانية - ومنوذج الشعر اآليت يبين تفاصيل هذا النمط:

ـــهتطيأع أو ـــدهالع ـــذتوإذا أخ

فجميــع عهــدك ذمــة ووفــاء

)42 /28(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم مضمرةعروض صحيحة مضمرة والتفعيلة الثانية

وعدد األبيات على هذا النمط أربعة. عروض صحيحة والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان: -

وقد ورد هذا النمط سبعا وعشرين مرة، منها قوله:

ــه ائجــا بر ــقى احلي ستسي ــد يف امله

ــاء ــتدفع البأسـ ــده تسـ وبقصـ

)23 /27(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة والتفعيلتان األوىل والثانية

مضمرتان

عروض صحيحة مضمرة والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان: - منها، مضمرتان. يقول: مثانية أبيات من هذه القصيدة، كانت أعاريضها صحيحة مضمرة، والتفعيلتان األوىل والثانية،

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

114

ـ لو لـم تقـم دينـا لقامـت وحـدها /26( ضيء بنــوره اآلنــاء ـدينــا تـ27(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة مضمرة والتفعيلتان األوىل

والثانية مضمرتانونلمس بعد عدول تفعيالت شطر هذا البيت، عدوال آخر جيعله خيرج من موسيقى حبر الكامل، إىل موسيقى حبر الرجز،

فبدل أن تكون تفعيالته:لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم، لنفعتسم لنفعتسم لنفعتستعدل إىل: م

صحيحتان: عروض صحيحة مضمرة وتفعيلتا احلشو - مثل قوله:

ــعداء مشــت احلضــارة يف ســناها واهتــدى ــا الس ا بهينــد ــدين وال /128( يف ال32(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة مضمرة

وتكرر إحدى عشرة مرة. عروض صحيحة وتفعيلتا احلشو صحيحتان: -

تفعيالت الصدر مجيعها من العدول خبمسة عشر بيتا، منها:وسلمت

مــه فوسن ــم ضــا ت ــون فم ــفاء متفكك ص ــوب ــع القل مــة وال ج /125( ثق32(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض صحيحة

عروض مضمرة والتفعيلة الثانية مضمرة: - والبيت التايل كان صدره على هذا النمط:

ــراء بك يـا بـن عبـد اهللا قامـت سـمحة ــدى غ ــل اهل ــن مل م ــاحلق /64( ب29(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض مضمرة والتفعيلة الثانية مضمرة

والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان:عروض مضمرة - وعلى هذا النمط وجدنا بيتني اثنني، منهما:

ــي قلتــذي ال ي ــيني ال ــت النب يــاء ب ــه واحلنفـ ــائف فيـ /9( إال احلنـ26(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

115

عروض مضمرة والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان

ونلمس أيضا عدول مبوسيقى هذا البيت، عن حبر الكامل، إىل حبر الرجز. فمن متفاعلن إىل مستفعلن، خروج تام عن املوسيقى األوىل.

عروض مضمرة وتفعيلتا احلشو صحيحتان: - أضمرت العروض بالبيت التايل:

ق لـمـدا والصـبيف الص ةانى األمــاء بسو نق واألمــد ــل الص أه ــه /24( يعرف27(

لنفاعتم لنفاعتم لنفاعتم عروض مضمرة

عروض مقطوعة والتفعيلة الثانية مضمرة: -القصيدة إال صدر املطلع؛ الذي حوى عروضا مقطوعة، وتفعيلة أوىل صحيحة، فثانية مضمرة. يقول وال جند يف هذه

شوقي:ــياء ض ــات نى فالكائــد ــد اهل لـــاء وثنو ـــمسبت ـــانمالز فـــمو

)1 /26(

لنفاعتم لنفاعتل مفاعتم عروض مقطوعة والتفعيلة الثانية مضمرة

العجز: . ب ضرب مقطوع والتفعيلة األوىل مضمرة: -

وتكرر بستة وعشرين عجزا، فلنالحظ البيت التايل:

ــم ــالفته ول ــى س ــدهور عل ــت ال اء أتمــد ــال الن وال س ــالف الس ــن /63( تف29(

متفاعلن متفاعلن متفاعل ضرب مقطوع والتفعيلة األوىل مضمرة

ضرب مقطوع والتفعيلة الثانية مضمرة: - وجاء الضرب مقطوعا، والتفعيلة السابقة له مضمرة بأربعة عشر بيتا، نستشهد منها بالبيت التايل:

ــى لب ــاس الن تــو عــا د ــللم اقاء عنــد نيلاجلــاه ــكنم ــم69( وأص/30(

متفاعلن متفاعلن متفاعل ضرب مقطوع والتفعيلة الثانية مضمرة

ضرب مقطوع والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان: - وتفعيلتني مضمرتني تسعة وعشرون بيتا. يقول شوقي يف أحدها:عدد األبيات اليت ضمت صدورها ضربا مقطوعا،

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

116

هـريوخ ـوهجم الوكـر ـنم نـــاء واحلسمعوالز ادالقـــو ـــيـــا أوت29( م/27(

متفاعلن متفاعلن متفاعل األوىل والثانية مضمرتانضرب مقطوع والتفعيلتان

ضرب مقطوع مضمر والتفعيلة األوىل مضمرة: - وهذا ما أحصيناه باثين عشر بيتا. يقول:

ــد ــى فمهنـ ــدى للظبـ ــمراء وإذا تصـ ــعدة سـ ــاح فصـ /95( أو للرمـ31(

متفاعلن متفاعلن متفاعل مقطوع مضمر والتفعيلة األوىل مضمرة ضرب

ضرب مقطوع مضمر والتفعيلة الثانية مضمرة: - مثل قوله:

ــدا ي ــت عما جــابع ون أصحــل ـاء املصضيالب ـدالي ـتـل أنب ـتأن ـي121( ه/32(

متفاعلن متفاعلن متفاعل والتفعيلة الثانية مضمرةضرب مقطوع مضمر

وتكرر تسع مرات.ضرب مقطوع مضمر والتفعيلتان األوىل والثانية مضمرتان: -

أثبت اإلحصاء ورود مخسة عشر بيتا حامال هذا الضرب، منها:

ــت هوانت ةــو بالن ــز ــوا ع ــم أدرك ة هـــزالع ـــا إليـــكيهـــاءفس11( القع/26(

متفاعلن متفاعلن متفاعلضرب مقطوع مضمر والتفعيلتان األوىل والثانية

مضمرتانوقد عدلت موسيقى هذا الضرب إىل موسيقى حبرين آخرين، مها الرجز، والسريع، وهذا نتيجة عدول تفعيالته عن

أصلها. العروضية على هذين البحرين، فكاآليت:أما صورته حبر السريع: مستفعلن مستفعلن مفعولا * حبر الرجز: مستفعلن مستفعلن مستفعل *

ضرب مقطوع وتفعيلتان احلشو صحيحتان: - وشاهد ذلك:

مــه فوسن ــم ضــا ت ــون فم متفكك

ــة وال ــفاء ثق ص ــوب ــع القل مج

)125 /

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

117

32( متفاعلن متفاعلن متفاعل ضرب مقطوع

ووجدناه بثالثة عشر بيتا. ضرب مقطوع مضمر وتفعيلتا احلشو صحيحتان: -

تكرر هذا النمط ثالث عشرة مرة، منها:

ــا مكرت ــت ــإن قبل ــان ف ساحل ــن ه

ــناء ــفاعة حسـ ــورهن شـ فمهـ

)119 /32(

متفاعلن متفاعلن متفاعل ضرب مقطوع مضمر

فلم تسلم من العدول على ومنه، فإن األعجاز جاءت على مثانية أمناط خمتلفة البناء، وخمتلفة نوع العدول، أما األضرب اختالفه، يف حني وردت التفعيلتان األوىل، والثانية صحيحتني معا، أو األوىل فقط، أو الثانية، حسب حالة الضرب.

نلاتفاعتو( م ،(لنفاعتم )خيتلف عن إيقاع ،(لنفاعتم )ا يف عدول املوسيقى؛ فإيقاعفعيالت سببو( وقد كان عدول الت ،( متفاعلاتن)، و( مفاعلن)،و( متفاعل)، و(متفاعل).

لنفاعتم :

:نالتفاعتم

:نلاتفاعتم

:لنفاعتم

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

118

:لنفاعم

متفاعل:

متفاعل:

لبحر الكامل، جبدول إحصائي، يبين درجة تكرار التفعيالت املعدول ا عن األصل: وما علينا اآلن، إال أن نتوج دراستنا حبر الكامل

متفاعلن التفعيالت مفاعلن متفاعل متفاعل متفاعلن العدول

الوقص اإلضمار+ القطع القطع اإلضمار االسم العروضي للعدول أمحد شوقي

1 80 51 329 اهلدىولد

يتبين املتأمل يف هذا اجلدول ما يلي: تنوعت أضرب العدول؛ الذي حلق تفعيالت هذه املدونة؛ بني إضمار، وقطع، ووقص. *بغية الدقة يف رصد مظاهر العدول ذه املدونة، فصلنا أمناط الصدور، عن األعجاز، لنحصل، حتت كل منهما، على *

األمناط؛ اليت اختلفت بنيتها، كما اختلفت نسب تكرارها.كم هائل من مل حتو هذه املدونة أخطاء ال بصدورها، وال بأعجازها، وبالتايل سلمت موسيقاها من اخلطأ، لكنها مل تسلم من *

تفعيالت.العدول الذي أحدث تغيريا تتراوح درجته، والكفيل بإظهار ذلك التغني، قبل التقطيع، وقبل الكشف عن العدلت موسيقى هذا البحر بقصيدة أمحد شوقي، عن حبر الكامل، إىل أحبر الرجز، والسريع، ؛ حيث نوضح تكرار هذا *

العدول، كما يلي: الصدر: مخس عشرة مرة. - السريع

الصدر: عشر مرات. - الرجز العجز: مخس عشرة مرة. -

غير من خمططها اإليقاعي، وبالتايل تعدل موسيقى الشطر الذي حيمل تفعيالت مزاحفة.عدول التفعيالت يإن *مل نعن بالبحث يف اخللفيات املؤدية إىل العدول، واكتفينا بعرض دراسة موسيقى هذه املدائح، بعيدا عن متاهات *

تب على فتحه ولوج تتبعه السطحية، واإلثبات بالغصب، مث إن البحث التأويل؛ ألن املسار إما أن يكون مغلقا، وإما يتر 11يف األحلان واملوسيقى، يتولد عليه يف األساس معرفة" أن الشيء" فقط، ال معرفة" مل الشيء"، كما بين ذلك الفارايب.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

119

عيالت عن أصلها يف الدائرة ومنه نقول: إن عدول موسيقى هذه القصيدة، كان على ضربني؛ ضرب عدلت فيه التفالعروضية، إىل تفعيالت مغايرة، وضرب عدل فيه الوزن ذاته، ليخرج من اإلطار املوسيقي العام؛ الذي نظمت عليه القصيدة، إىل وزن آخر؛ يدرج ضمن دائرة غري اليت كان فيها، كاخلروج من دائرة املؤتلف دائرة اتلب، وهذا التغيري يف

وهنا يكمن مجال هذا العدول. ،12كما قال مصطفى حركات له وظيفتان:" تطويع الوزن، وتنويع اإليقاع"الوزن، املصادر واملراجع:

م، يف 1868وهو أمحد شوقي بن علي بن أمحد شوقي، أشهر شعراء العصر األخري، يلقب بأمري الشعراء، ولد بالقاهرة سنة .*

اجلدة ألمه. وتركية األم، وتركية اجلدة ألبيه، ويونانية ، زمن اخلديوي إمساعيل، من أسرة ممتزجة العناصر، مجعت بني كردية األب .1932سنة تويف. فشخصيته تتألف على حد قوله، من" أصول أربعة، يف فرع جمتمعة"

له من الشعر ديوان ضخم أما عن آثاره؛ فقلما توفر لشاعر عريب مثل ما توفر لشوقي من سهولة النظم وخصب اإلنتاج.الذي ظهر بعد ؛"وعظماء اإلسالم دولة العربأيضا كتاب" ، وله ري، ويقع يف أربعة أجزاء من القطع الكب"بالشوقيات"يعرف

اريخ اإلسالميني. ،وفاته، وأغلبه أراجيز تتناول التى الفاطميوعظماءه حت ، منها مخس مآس: مصرع كليوباترا، وجمنون ليلى، وقمبيز، وعلي 1932و1929وله أيضا ست روايات متثيلية، وضعت بني

نترة، وملهاة واحدة: الست هدى.بيك الكبري، وع أما الروايات الثالث فهي: أمرية األندلس) (هي ومسرحية واحدة فله ثالث روايات، ومقاالت اجتماعية، ؛يف النثر أما

ينظر:. ورقة اآلس، و)1898الدياس أو آخر الفراعنة (، و)1897عذراء اهلند( .320، ص 1946مارون عبود : الرؤوس، منشورات دار املكشوف، بريوت، - .155، ص 1937، مطبعة حجازي، القاهرة، مصر، عباس حممود العقاد : شعراء مصر -

.50، ص1989، 1عبد الرمحن الوجي: اإليقاع يف الشعر العريب، دار احلصاد للنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، ط. 2 .137، ص2005، 1شارب: مجاليات النص الشعري، قراءة يف أمايل القايل، دار الوفاء، مصر، ط حممد مصطفى أبو. 3، ص 1981، 5، طلبنان ،بريوت ،دار اجليل، 1: العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده، جه)463( ت ابن رشيق القريواين. 4

120. املرجع السابق، الصفحة نفسها.. 5 .15، ص1952، 2موسيقى الشعر، مكتبة األجنلو املصرية، مصر، طإبراهيم أنيس: . 6، مكتبة 1: البيان والتبيني، حتقيق: عبد السالم حممد هارون، جه) 255ت عثمان عمرو بن حبر بن حمبوب. ( أبو اجلاحظ. 7

.96، ص1998، 7اخلاجني، مصر، ط، 1دار احلوار للنشر والتوزيع، سورية، ط، 2ج: اإليقاع يف الشعر العريب احلديث، خليل حاوي منوذجا، . مخيس الورتاين8

.65، ص 2006. املوسيقى، واللحن، واإليقاع مصطلحات متقاربة املعىن، إىل حد التطابق أحيانا، وقد فرق فؤاد زكريا بينها، قائال: إن 9

اخلاص حبركة املوسيقى املتعاقبة خالل الزمان؛ أي أنه هو النظام الوزين لألنغام يف حركتها املتتالية، ، هو الوجه(Rhythm)اإليقاع ويغلب عليه عنصر التنسيق، أو التنظيم املطرد، وهو ال يضيف إىل اللحن جديدا، وإنما هو تنظيم زمين حلركة اللحن.

واملوسيقى، مؤكدين أن للموسيقى أصال عضويا أو طبيعيا، ما دامت احلركة اإليقاعية وقد أدرك العلماء وثوق الصلة بني اإليقاع فيها ترديدا حلركات مناظرة هلا داخل اجلسم اإلنساين، أو يف الطبيعة اخلارجية.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

120

اإليقاع عنصرا جديدا، ؛ فال يكتفي بأن ينظم ضربات املوسيقى، تبعا لشدا، وخفوا، وإنما يضيف إىل(Melody )أما اللحن

وهو عنصر ارتفاع األصوات، أو اخنفاضها. للتوسع أكثر ينظر: .22، 21، ص1971فؤاد زكريا: التعبري املوسيقي، دار مصر للطباعة، مصر،

عنها. لقد عزفنا يف هذا املقال عن رأي كمال أبو ديب؛ الذي يرفض وجود صورة أصلية للتشكيل اإليقاعي، ومتحوالت. * شكل اإليقاعية كائنة، من صور التنة، هو صورة فعليممتلكا خصائص معي شكل اإليقاعييقول:" إن كل شكل يظهر به الت

املتعددة، وليس هناك صورة أصلية، يقال إن الصورة الفعلية الكائنة حتولت عنها". ينظر:ريب: حنو بديل جذري لعروض اخلليل، ومقدمة يف علم اإليقاع املقارن، دار العلم كمال أبو ديب: يف البنية اإليقاعية للشعر الع

.113، ص 1981، 2للماليني، بريوت، لبنان، ط) إىل صفحة وروده، وهو ما اعتمدناه يف دراستنا، علما أن الديوان 26) إىل رقم البيت يف الديوان، والرقم( 1الرقم( يشري. *

دار صادر ، بريوت ، لبنان.، 1شوقي: الشوقيات، ج أمحداملعتمد هو: .131حممد حسن إبراهيم عمري: الورد الصايف من علمي العروض والقوايف، ص. 10 .55ص، 2: كتاب املوسيقى الكبري، ج. الفارايب11 .173. مصطفى حركات: نظرية اإليقاع: الشعر العريب بني اللغة واملوسيقى، ص 12

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

121

وإشكاليات التلقي المصطلح اللساني المترجم أسماء شوافةأ. جامعة عنابة

املقدمة : بعدما كانت دراستها تارخيية تطورية ال متت للغةمن املتعارف عليه حاليا أن اللسانيات هي الدراسة العلمية املوضوعية

"خ ،سوسري" أول من غير هذه النظرة يعد "دوو .للعلمية بصلة حماضرات يف اللسانيات اصة بعد ظهور كتابه الشهري أي دراسة اللغة وصفية إىل دراسة اللغة دراسةفيه فقد دعا ؛الذي يعد ميالدا للسانيات احلديثة ،م1916" عام العامة

.ومن أجل ذااذاا لت العرب كانت متأخرة بكثري عن قد افت املترمجون من كافة أرجاء العامل على ترمجة هذا الكتاب، إال أن ترمجاو

ربية رغبة والكثرة يف نقل هذا العلم الغريب اجلديد إىل اللغة الع ممـا أدى إىل نوع من التسارع والشرق، نظرياا يف الغربـي أصبح الذييف املصطلح اللساين فوضى؛ هذا ما أدى إىل ظهور منهم يف اللحاق بالغرب عقبة من عقبات تلق

فقد بلغت املصطلحات املعربة )،اللسانيات( عنوان هذا العلم نفسه ذه الفوضىهلوأوضح مثال عند العرب.اللسانيات واللسانيات، واأللسنية، وعلم اللغة العام، واللغويات، علم اللسان،و علم اللغة، :واملترمجة ما يفوق العشرين، منها

.1هغريو ية احلديثةووالدراسات اللغ يف حبث دائمويبقى ،حيتار يف فهم هذه املصطلحات املوضوعة بالعربيةحتى املترمجة أو ةتب اللسانيكلذي يطلع على االف هفهممن دون شك سيعطلما ذاوه ،، فإذا به جيدها مجيعا تتحدث عن املفهوم نفسهما يعنيه هذا املصطلح دون اآلخرع صحيحا. ذا العلم فهماهل

هائل نتج عنه صعوبة يف تلقي اللسانيات مصطلحي وجود كم ونقل هذا العلم إىل وقد أدى هذا التسارع يف الترمجات الهثا وراءيبقى ،وما يعنيه فبدال من أن يفهم العلم ؛تائها يف فهم هذه املصطلحاتبطريقة صحيحة، إذ أصبح الباحث

يف كثري من األحيان. ةضماالغو ،واملختلفة تلك املصطلحات الكثرية ينامع : ملصطلحم امفهو

عبارة عن هو: "بقولهلشريف اجلرجاين اساقه هو الذي ،للمصطلح واحد مل يرد يف كتب اللغويني القدامى إال تعريف .وإخراج اللفظ من معىن لغوي إىل آخر ملناسبة بينهما اتفاق قوم على تسمية الشيء باسم ما ينقل عن موضوعه األول

وقيل االصطالح لفظ معين بني قوم معينني غوي إىل معىن آخر، لبيان املراد،: االصطالح إخراج الشيء من معىن لقيلويفهم من كالم اجلرجاين أن املصطلح اتفاق مجاعة من الناس على تسمية الشيء باسم ما حتى يوضحوا الغاية منه، .2"

لناس على تسمية الشيء نفسه وهذه التسمية ختتلف باختالف األشخاص الواضعني هلا؛ إذ قد تتفق مجاعة أخرى من ايف قوله عن ؛اتفاق مجاعة على تسمية ما من كالم اجلاحظ أن االصطالح هوكما ميكن أن يستشف باسم خمتلف.

طلحوا على صوهم ا ،وهم اشتقوا هلا من كالم العرب تلك األمساء املتكلمني أنهم " ختيروا تلك األلفاظ لتلك املعاين،مشتق -فكري -: " إنه عبارة عن بناء عقلي بقوله Filber) ( وقد عرفه فيلرب .3يف لغة العرب اسم"تسمية ما مل يكن له

يف اتصاالتنا يتم )املفهوم( ليولكي نبلغ هذا البناء العق وأضاف: الداخلي، عين موجود يف العامل اخلارجي أومن شيء م" فال شذوذ إذا اعتربنا اجلهاز له وموافقاللمفهوم الرمز مطابقاوجب أن يكون على هذاو ،4تعيني رمز له ليدل عليه"

واختلت بنيته فتداعى مضمونه بارتكاس مىت فسد فسدت صورته ،املصطلحي لكل علم صورة مطابقة لبنية قياساته

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

122

تم توضيح املراد.ويتفق فيلرب مع اجلرجاين يف أن االصطالح له عالقة بشيء معين، وجب وضع رمز له حتى ي .5مقوالته"ورواجه ومعجم قطاعي يسهم يف تشييد بنائه : " املصطلح لغة خاصة (...)بقولهعرفه فعبد القادر الفاسي الفهري أما

أداة من ليس له دراية بالعلم الذي هو واستعماله على ولذلك استغرق فهمه االختصاص يف قطاع معريف معين، أهللفهري من توضيح مفهوم املصطلح فهو يعتربه أداة تعبر عن معرفة معينة خاصة يصعب على ويزيد الفاسي ا .6إلبالغه "

ورد مفهوم املصطلح كمامن ليس من أهل االختصاص فهمها فهو لغة خاصة وضعها أهل االختصاص يف جمال معريف ما. واملعجمية إىل ت تتجاوز دالليتها اللفظيةيف معجم مفاهيم التعليمية على أنه : "عبارة عن كلمة أو جمموعة من الكلما

وضبط املفاهيم اليت تنتجها ممارسة ما يف حلظة معينة، ى على تشخيصوتسميتها يف إطار معين، تقو رات فكريةتأطري تصو

وهذا .7والتمكن من انتظامها يف قالب لفظي" واملصطلح ذا املعىن هو الذي يستطيع اإلمساك بالعناصر املوحدة للمفهوماملفهوم أيضا يتفق مع مفهوم اجلرجاين للمصطلح يف كونه إخراج اللفظ أو الشيء من معىن لغوي إىل معىن آخر ملناسبة

بينهما أو لبيان املراد. على تسمية شيء ما، و قد أضاف تتفق على أن املصطلح اتفاق مجاعة من الناس اتريفنالحظ أن مجيع التعمما تقدم اليت تقوم بدور وأن لكل علم مصطلحاته تشترك يف ختصص ما،أن هذه اجلماعة -سبق الذكركما -الفهري الفاسي .مبضمونه التعريف

: املصطلح اللساينوهذا االتفاق (...) إنما هو وليد ورد يف معجم مفاهيم التعليمية أن املصطلح هو: " اتفاق مجاعة على أمر خمصوص،

"اجلماعة املتحدثة، فإن كانوا يتحدثون يف مسائل يف الموقف معين بني .8فقه نتج عن ذلك مصطلح يف الفقه وارد ومصطلحات كامليزان الصريف ،ترتبط باملسائل النحويةواخلرب واملبتدأ والفاعل كالفعل ية مثال،املصطلحات النحوف

.والبنية هي مصطلحات لسانية والنظام واللغة لكالموا اللسانمثل مصطلحات ف ،كذلك .واملزيد هي مصطلحات صرفية .عن هذا العلم اللسانياتفاملصطلح اللساين إذن هو مجيع املصطلحات اليت تعبر

: املصطلح اللساين املترجمى دخل إىل الدرس اللساين العريب عن طريق الترمجة باعتبارها نقال للمفاهيم املستجدة علاملقصود به املصطلح الذي "

عن الكلمة األجنبية نأخذ على سبيل املثال ال احلصر مصطلح البنية املترجمل. و9 "حة اللسانيات خالل القرن العشرينساStructure، ومصطلح الزمانية املترجم عن كلمةSynchronique، ومصطلح اللسان املترجم عن كلمةLangage إىل ،

الذي فاملعرب هو ؛الدخيل ن طريق الترمجة املصطلح املعرب أومي دخل فليس املقصود باملصطلح الذغريها من األمثلة، " التعريب مصطلح نوعي يقترن مبعاجلة اللسان ينقل إىل العربية بلفظه األجنيب : وخيضع للوزن العريب، يقول املسدي

فاللغة العربية إذن تعاجل األلفاظ األجنبية . 10ومدلوال " العريب لأللفاظ اليت يستقبلها من األلسنة األخرى مستوعبا إياها دالاهلا "ال" في، أضSynchroniqueبصياغتها على الوزن العريب، فمثال كلمة السانكرونية اليت نقلت إىل العربية عن

.، كذلك خضعت للقولبةPhonologieوالفونولوجيا املنقولة عن ،وتاء التأنيث وياء النسبة التعريفمصطلح حنو يف بنيته األصلية، تغيريأن جيرى له أي دون على صورته األجنبية الذي يدخل إىل العربية هوأما الدخيل ف

"Linguistiqueومصطلح الالنغويستيك املنقول عن ،Phoneفون املنقول عن فالقدماء أمسوا الظاهرة العامة دخيال، املصطلح و املعرباملصطلح و بني املصطلح املترجم اخللطفال جيب .11وخصوا قولبة اللفظ الدخيل مبصطلح التعريب "

.ومميزاتهفلكل خصائصه ،الدخيل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

123

: مفهوم اللسانياتلذلك يصعب حتديد تاريخ بدايات االهتمام ا، ،بدراسة اللغة منذ زمن بعيد -من خمتلف األمم -الباحثون اهتم العلماء و

علم النحو دراسات خمتلفة، منها فظهرت انية يف خمتلف جوانبها و مستوياافقد كانت اللسانيات تعين دراسة اللغة اإلنسإلا أن هذه الدراسات املختلفة واملتنوعة ...إخل، ، وعلم املعاجموعلم الصرف، وعلم الداللةوعلم األصوات، والتركيب،

وتاريخ األسر اللغوية، واملقارنة بني اللغات ، بل بقيت متعلقة بالبحث يف أصل اللغات ونشأا ،مل ترق إىل مستوى العلميةوجعلها علما قائما اللسانيات تطور ايا ومباحث مل تؤد إىلضوهي كلها ق - خاصة بعد اكتشاف اللغة السنسكريتية–

على يد السويسري فرديناند دو سوسري الذي أخرج اللسانيات من املعيارية إىل يف صورا احلالية تظهرقد . وبذاتهتغير مفهوم اللسانيات يف العصر احلديث إىل أنها : " علم يدرس اللغة اإلنسانية دراسة علمية وهلذا فقد ؛العلميةصفية والو

وتعرفه خولة طالب اإلبراهيمي بأنه : .12واألحكام املعيارية " ومعاينة الوقائع بعيدا عن الرتعة التعليمية تقوم على الوصف واجلديرة باالهتمام واملشتركة بني بين البشر عية للسان البشري أي دراسة تلك الظاهرة العامة"الدراسة العلمية املوضو

نفهم من هذا الكالم أن .13والدراسة بغض النظر عن كل االعتبارات األخرى اليت ال تعد من صلب اهتمام اللسانيني"م شفيقة العلوي : "دراسة اللغة موضوع اللسانيات يف هذا ما يتضح من كالو ،"البشرية" اللغة موضوع اللسانيات هو

ولبها.اللسانية جوهر الدراسة يف حد ذاا أي اعتبار اللغة 14ولذاا " ذاا : ة والترمج اتياللسان

، شرقوال الغرب ه يفالذي ظهر فينفسه قت الوصل إىل العامل العريب يف مل ي وغربيا، فهو باعتبار اللسانيات علما جديدامل أنه إلا ،للتعريف بهفقد ظهرت حركة ترمجة ونتيجة هلذا ،اجلديد يف التعرف على هذا العلم جل تأخر كبريس لذا فقد

ذلك إىل عدة أسباب منها : عودوي ولطاملا تواجه القارئ العريب صعوبات يف سبيل فهمه، واملطلوب، ينتشر بالقدر الكايف، يف امترمج اعلمبوصفها أدى إىل عدم اكتمال اللسانيات هذا ما ،العرب نينينسيق بني اللساوجود ت عدم .1

وغري فمن املترمجني من ال يعرف التراث اللغوي العريب، لذلك تأيت مصطلحاته هشة ه.منهجيف و تهيف مادو مصطلحاته أو اإلجنليزيةم متخصص أساسا يف اللغة أن " كثريا من املترمجني ليسوا متخصصني يف اللغة العربية فأكثره كما، 15ةلمقبو

وهو ما ينشأ عنه استغالق ومن هنا فإن املشكل يتمثل يف عدم مترس بعض هؤالء املترمجني باألساليب العربية .الفرنسيةيات هذا ما أدى إىل عدم اعتماد أغلب األعمال املترمجة يف اللسان 16" ! وعجمتها اليت حتتاج إىل ترمجة تلك الترمجات

وعدم توحيدها أدى إىل : " خلق لغات علمية عربية عديدة بتأثري عدم التنسيق واختالفها فتعدد املصطلحات العربية فال جيوز نقل فكر أجنيب إىل اللغة العربية دون أن يكون هناك إملام كبري ا أو دون تنسيق. 17 "التوحيدوكتاب دي سوسري الذي ترمجه العرب ترمجات عديدة مبسميات ف ؛بعضوحد املترمجني العرب مع بعضهم عدم ت .2

وهي م كان حدثا مهما1959والتفريق بينها، فإن ترمجته " إىل اللغة اإلجنليزية سنة خمتلفة حيتار القارئ العريب يف فهمهاوجعلتها سوسري بأفكار ديوهي الترمجة اليت عرفت متكلم اإلجنليزية ال تزال الترمجة الوحيدة املعتمدة لذلك الكتاب،

.18نقطة انطالق لنشاط علمي معروف، خاصة يف جمال النقد األديب"فهم هذا العلم، صعوبةواختالفه باختالف املترمجني مما أدى بالقارئ العريب إىل تعدد املصطلح اللساين املترجم .3

وساليف، وطبيعة اجلدة وجرماين بني التيين وسكسوين يقول املسدي:" فاختالف الينابيع اليت ينهل منها علماء العرب اليوماملتجددة اليت تكسو املعرفة اللسانية املعاصرة، وتراكب األدوات التعريفية واملفردات االصطالحية مما يقتضيه تزاوج مادة

وليد مطرد للمصطلح العلم وموضوعه يف شيء واحد هو الظاهرة اللغوية، مث طفرة الوضع املفهومي وما ينشأ عنه من ت

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

124

كل الفني حبسب توايل املدارس اللسانية وتكاثر املناهج اليت يتوسل ا كل حزب من املنتصرين للنظرية الواحدة أحيانا: 19ذلك قد تضافر فعقد واقع املصطلح اللساين العريب فجعله إىل االستعصاء و التخالف أقرب منه إىل التسوية و التماثل"

يرى أيضا أن و ،20صطالحي "اال حمصلة للتخبط ازن الوعر أن " اغتراب القارئ العريب أمام هذه الدراسات هويرى مووحنن العرب نتعرف عليه من خالل الترمجة وأصوله، وضعت مبادئهو هذا العلم " ما يزال حمض العقلية الغربية اليت أنتجته

ومنسقة منهجية علمية أكادميية، يضاف إىل ذلك أن الترمجات ليست متكاملةوال حتكمها اليت ال ختضع للضوابط العلميةفق "مبارك حنون" "مازن الوعر" يف رأيه اويو ،21وال الغاية املرجوة منه " وال ملوضوعه، فهي ال تعطي تعريفا هلذا العلم

يف جمملها خيوا املصطلح اللساين حيث يقول : "وتبقى الترمجات العربية للكتابات اللسانية الغربية ترمجات ضعيفةوقد ميتد الضعف ليشمل العبارة فيتم التشويش على والبلدان اليت ينتمون إليها. وهو يتعدد بتعدد املترمجني املختار،

ا تسبب وربما يكون ذلك مم ..... لذا يصح القول بأن الترمجة مل تسعف يف إرساء اللسانيات يف البلدان العربية.املعىن، ويصعب يتضح مما سبق ذكره أن املشكل األساس الذي يعيق نقل اللسانيات إىل الوطن العريب. 22جزئيا يف النفور منها"

فإما أن يكون املشكل يف مترجم املصطلح كأن يكون ال هو مشكلة املصطلح اللساين وترمجته، على القارئ العريب فهمهاو يكون غري متخصص يف اللغة العربية غري عارف بأساليبها، وإما أن يكون املشكل يف عدم يعرف التراث اللغوي العريب، أ

توحيد املصطلحات بني املترمجني وتعددها، وإما يكمن يف الترمجة العشوائية للمصطلح اليت ال ختضع للضوابط العلمية. : حاملصطلو اتاللساني

ونظرية الداللة املعجمية، أدوات عمل رئيسية بالنسبة والتطبيقي ملعجم النظريمتثل النظريات اللسانية اخلاصة بعلم ا وضبط مفهومه ضبطا وجب عليه أن يكون عارفا ا، حتى يتمكن من صناعة املصطلح لواضع املصطلح اللساين، لذلك

لوم املصطلحية مكنتها من تطور وضع نظريات جادة يف الع وهذا ما يتجسد يف الدراسات الغربية، مما مكنها من دقيقا،ولكن هذه الدقة العلمية تفتقر إليها الدراسات املصطلحية العربية، إذ أدى االتصال غري السليم .جماهلا العلمي الدقيق

النظريات اللسانية الغربية إىل خلق اضطراب مصطلحي عند الباحثني، مما جعل نشأة املصطلحية العربية احلديثةو باملدارس واحد، أو تكون معتلة ال ترتقي إىل مستوى الضبط العلمي الدقيق، فهي تورد مصطلحات متعددة للداللة على مفهوم

ويتطلب حبوثا علمية واحد، لذلك فحقل البحث املصطلحي مازال خصبا عكس ذلك تستخدم مفاهيم خمتلفة ملصطلح .23وتطوير ذاا دقيقا حتى تتمكن من مواكبة علومها جادة تعتمد على النظريات اللسانية احلديثة منهجا علميا

وجود مصطلحات ال تتوفر على " شروط املصطلح، مما خلق فعدم اعتماد العرب على هذه النظريات اللسانية أدى إىلأن باإلضافة إىل ما ذكر جند .24"ومستخدميها بعضهم مع بعض والتصادم بني هذه املصطلحات جماالت كثرية للتعارض

واختالط املفاهيم، واملصطلح اجلديد من " الصراع بني أنصار املصطلح القدمي –يف جمال املصطلح –اللسانيات تعاين 25"ومن يسمون بالتجديديني ونشوء نوع من االحتكاك بني من يسمون بالتراثيني،

ومفهومه إذن وضع املصطلح فمسألة .وللنظريات اللسانية احلديثة، يقو ل أمحد عزوز يف وشاملة للغة العربية سعةاو ليست بالعمل اهلين فهي حتتاج إىل معرفة

ن يتفق الدارسون على أ ،ومتعارف عليه متداول كما هو ،ليس من اليسر " كتابه أصول تراثية يف نظرية احلقول الداللية: ألمر باملفاهيم احلديثة الظهوروخباصة إذا تعلق ا ملصطلح من املصطلحات، أو كلمة من الكلمات، تعريف دقيق .فيجب االختيار الدقيق للمصطلح اللساين حتى يتم فهم املعىن فهما صحيحا .26واالستعمال "

:اللسانيات الغربيةي ات تلقليإشكا

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

125

ا وإشكاليات يف فهم هذ وجود صعوبات توجب ،ن طريق الترمجةممل يعرفه العرب إال ملا كانت اللسانيات علما أجنبيا معرفة هذا العلم اجلديد إال من خالل -حنن العرب -الوعر :" ال ميكننا ويف هذا الصدد يقول مازن .عليهم العلم اجلديد

والعلماء، ال ميكننا إال أن نعترف بأن وإنصافا للعلم للتاريخ،و الفرنسية ذلك أنه للحق نافذة اللغات األجنبية اإلنكليزية أومما ،وال بثقافتها فإن اللسانيات ال ترتبط باللغة العربية ،ومنه .27"ض العقلية الغربية اليت أنتجتهاحماللسانيات احلديثة هي

حبث أوجدته ظروف اللغات األوروبية فهي " ؛نفسه ويصعب على القارئ فهمها يف الوقت ،يصعب ترمجتها إىل العربيةوظروفها، اختالفا كبريا جيعلنا يف عن العربية ،وتارخيها ا املتكلمة اوشعو وبيئاا، ينها،وتكو اليت ختتلف يف انتماءاا،

القارئ هذا يعين أن .28موقف رافض لكل ما يراد من الباحثني املعاصرين العرب أن يسلكوه، أو يتعاملوا به مع العربية "ا األصلية أنعليه ، توجب االعريب إذا أراد فهم اللسانيات الغربية ومضامينها ومصطلحاالشرط وهذا ،يطلع عليها يف لغا

29دائم التخوف من دراستها. بذلكالقارئ فيكون ،القراء العرب غلبيصعب حتقيقه عند أ

إذ -كما أسلفنا الذكر–؛ وتعدده من أهم العقبات اليت تواجه املتلقي العريب يف فهم هذا العلم الغريب إشكالية املصطلحوفكلما اختلف املترجم ؛اختالف املترمجنيبالنظر إىل أو أكثر، واحد أكثر من ثالث ترمجاتجند للمصطلح الغريب ال

وهذا ،، فيجد القارئ العريب نفسه يف صراع دائم مع هذا الكم اهلائل من املفرداتالغريب الواحد املصطلحاختلفت ترمجة New Horizons in the Study of ومسكي"ولنضرب مثاال على هذا بكتاب تش ،دافهما جي فهمه للسانيات عرقلي

Language and Mind آفاق جديدة يف دراسة اللغة والذهن" الصادر عن" " والذي ترمجه محزة بن قبالن املزيين بـ: "آفاق جديدة يف دراسة اللغة و العقل" 2005الس األعلى للثقافة سنة ، وترجم الكتاب نفسه عدنان حسن بـ:

. وكل منهما قد استعمل مصطلحات ختتلف عن مصطلحات اآلخر؛ فقد عنون املزيين 2009وار سنة الصادر عن دار احلوعدنان حسن الفصل األول بـآفاق جديدة يف دراسة اللغة، أما الفصل الثاين فعنونه املزيين بتفسري استخدام اللغة،

التباين؛ إذ جند املزيين قد وسم الفصل نوعا من ايهفنلمس فبقية الفصول تفسري استعمال اللغة، أماحسن ب دنانوعنونه عباللغة و التأويل: التأمالت الفلسفية والبحث االختباري، أما عدنان حسن فقد ومسه باللغة والتفسري: التأمالت الثالث

لثنائية يف دراسة اللغة ومسه املزيين باملقاربة العلمية الطبيعية واملقاربة اوالفصل الرابع الفلسفية واالستعالم التجرييب،والذهن، و ومسه عدنان حسن بالطبيعانية والثنائوية يف دراسة اللغة و العقل، بينما الفصل اخلامس فومسه املزيين باللغة

أما الفصل السادس فقد عنونه املزيين باللغة من موضوعا طبيعيا، وعدنان حسن ومسه باللغة بوصفها موضوعا طبيعيا، ويبقى الفصل السابع واألخري الذي عنونه املزيين باملقاربة ذاتاين، ي، وعدنان حسن عنونه باللغة من منظور املنظور الداخل

هم العلم إذ هو مل يدرك مصطلحاته، فكيف إذن للقارئ العريب أن يف الداخلية، وعنونه عدنان حسن باستكشافات ذاتانية.ومصطلحات العلوم مثارها مفاتيح العلوم مصطلحااسدي: "يقول امل ،عنه فهم العلم فهم املصطلح يترتبذلك أن

وليس من مسلك يتوسل به اإلنسان إىل .واحد عما سواه وعنوان ما يتميز به كل القصوى، فهي جممع حقائقها املعرفيةكل علم مقام جهاز من الدوال ليست مدلوالته إال حماور العلم منطق العلم غري ألفاظه االصطالحية، حىت كأنها تقوم من

بعض،لعرب اطلعوا على كتابات بعضهم أن اللسانيني ا فلو .30وحقيق األقوال" املعارف ومضامني قدره من يقني ذاتهوجدنا هذا ملا ،اللساين كتابام يفوأقروها واعترفوا ا املصطلحات العربية املوضوعة مقابل املصطلحات الغربية، وعلى

ال سيما و اللسانيني العرب يرغب بعضهم عن متابعة ما يكتبه البعض اآلخرولكن " ،الكم اهلائل من املصطلحات املختلفةفال بد من االتحاد بني ،وعليه .31فال يشذ عنه إلا من ندر منهم "ق هذا األمر بتواتر غريب ويصد ،باللغة العربيةجهود مجاعة من اللسانيني أن فلو . مستويات الدرس اللساين الفعليوتوحيد املصطلحات حتى نرتقي إىل رباللسانيني الع

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

126

لكانت املكتبة العربية ثرية بكتب ،طرق إليها من قبلكانت موزعة على كتب أخرى خمتلفة مل ي هنفس يف ترمجة الكتابحممود واملؤلفات، يقول د. تعدد الكتب لى تعدد املترمجني أوح متوقف عفيا ليت تعدد املصطل ..،.ولكن اللسانيات،

فترجم املصطلح األورويب بلفظ معين مرة، مث ترجم املصطلح نفسه ،واملترمجني وقد اضطرب بعض املؤلفني السعران : " ستاذ علي عبد الواحدوهي ترمجة األ ،يعطينا أمثلة يف هامش الصفحة نفسهاو. 32مرة أخرى يف نفس الكتاب بلفظ آخر"

،احلروف غري املتحركة " مرة أخرىوبـ " " احلروف الساكنة " مرة ـب consonnesوايف يف كتابه "علم اللغة" للفظ .. فاآلرامية حوشية األصوات، صعبة النطق، .: " فيما يلي وايف ورد نص عبد الواحدنو وبـ " األصوات " ليس غري،

قع على السمع، تقل ة األصوات، سهلة النطق خفيفة الووالعربية عذب واحلروف الساكنة ملتنافرةتلتقي يف كلماا املقاطع اذا املصطلح باألصوات ليس غري، ايف" هالسياق الذي ترجم فيه "وورد نكما . 33..".ماا احلروف غري املتحركةيف كل

لت يف الالتينية احلديثة حوايل القرن ين قد حتوالواقعة بني صويت ل consonnes sourdesله: "واألصوات الصامتة قوومن املترمجني كذلك " من ترجم مصطلحني خمتلفني . 34قريبة منها" consonnes sonoresالسادس إىل أصوات مدوية

ما صنعه مترمجا " وهو )35،34يف هامش الصفحتني ( وقد زودنا السعران بأمثلة حىت يتضح املقال. 35واحد " بلفظواليت اتبعناها واألصوات هي الترمجة املعهودة ؛"األصوات"ـأحيانا ب les morphèmes"اللغة" لفندريس من ترمجة كتاب

ان الفرعي الثاين من الكتاببـ " األصوات" قوهلما يف العنو les morphèmesومن أمثلة ترمجتها ، les sonsيف نقل: حو وهو اخلاصقابل الفرنسي هلذا هوصوات "واملواأل : " الكلماتبالن :Mots et Morphèmes 36 " 86ذلك يف ص و.

فكيف .37ل : "واألصوات هنا كلمة مضللة ألن املقصود ا يف األصل " املورفيمات" " فيقو ،ويعلق حممود السعران .ومل يتمكن من مدلوالا إذ هو مل يلم مبصطلحاته ،ذا العلم املتخصص على السواء أن يلم بالقارئ العريب املبتدئ أو

إشكالية ترمجة املصطلح اللساين؛ إذ" كثري من متمثلة يف جند إشكالية أخرى ،وباإلضافة إىل إشكالية تعدد املصطلح والعدول عن املعىن األصلي الصحيح، ولكنها متثل ضربا من املغالطة ،مهه باملفهوم الصحيحوتو الترمجات تضلل القارئ

ومصطلحات خاطئة التصور غري مدركة للصواب، ضخه مبفاهيموىل نشر األخطاء املعرفية يف اللسان العريب ما أدى إ وهو واحد احد، فتجد التنوع املصطلحي ملفهومبني الباحثني يف جمال احلقل الو وتفرقة واضطرابا مما زاد األمور تعقيدا

ث اللساين العريب اإلمساك ا باعتبار أن النظريات اللسانية مل يستطع الباح ومتطورة، واملصطلح الواحد ملفاهيم متغيرةن" عن يتحدث "حممود السعرانفسه السياق ويف .38ومبتكرة املتصورات " ومتبدلة املصطلحات نفسها متسارعة التطور

ال يتبين القارئ املقصود وربما استعمله حبيث مبصطلح عريب قدمي حمدد املعىن على تصور جديد،املترمجني الذين يعبرون "ونفس املصطلح مرادا به املعىن احلديث واحد املصطلح العريب مرادا به املعىن القدمي، وخباصة عندما يرد يف نص من الكالم،

" (هامش الصفحة 39دون أدىن تنبيه من الكاتب من كتابه) عن ترمجة كلمة 37وقد أعطى مثاال على ذلك يف Morphologie و "النظام الصريف" ف" أو"الصرـبMorphologique أو) " " صريف ويعلق "حممود "صرفية") بـ

السعران" على ذلك يف نفس هامش الصفحة فيقول : "والتصور الذي يعبر عنه هذا املصطلح تصور ال يطابقه، أو مياثله، لقدمي، مرادا به معىن جديد، تعوق كثري وقد الحظت أن ترمجة هذا املصطلح باملصطلح العريب ا عريب، يقرب منه تصور أو

يفهم من هذا الكالم أن القارئ 40ه يف دراساتنا اللغوية احلديثة "من الطلاب عن إدراك هذا التصور الذي نسعى إىل إدخالغرابة والسبب األكرب يف ذلك هو وغموضا، والغوص يف كنهه زاد عجمة العريب إذا اطلع على هذا العلم بغرض الفهم

واليت أصبحت "مشكال قائم الذات عوضا عن أن تكون مساعدا يقربنا من هذا العلم الدخيل علينا وتشتتها املصطلحاتومن واضمحلت، وغموضه إن مل نقل شذوذه لتالشت الكثري من العقبات عوجلت قضية تعدد املصطلح ، فلو41"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

127

علوي" قضية متشعبة ألقت بعبئها الثقيل على الثقافة العربية،واليت يراها "حافيظ العقبات أيضا جند إشكالية التعريب،فق "مازن الوعر" "علوي" يف رأيه إذ اويو .42ودوافعه وبالرغم من قدم تشكلها فإنه ال يوجد إمجاعا حول دواعي التعريب

ومناهجه اليت سه له أسسهيرى أن : " املشكلة اللسانية يف الوطن العريب هي مشكلة تعريب علم اللسانيات كعلم قائم برأجعلت القارئ -العلمية -كما أن طبيعة مادة اللسانيات 43والفرنسية إىل العربية" وتنقل من اإلنكليزية ميكن أن تشرح

وعلى هذا فاللسانيات حتتاج إىل التبسيط والترغيب ال 44العريب متخوفا من دراستها مما أدى إىل صعوبة تلقي اللسانياتوالترهيب، وقد أرجع مصطفى غلفان غموض اللسانيات إىل حداثة الفكر اللساين يف الثقافة العربية تأليفا و ترمجة التعقيد

إلا أنه مل جيد تربيرا الستمرار اللسانيني يف تداول نفس التسميات والتقسيمات واإلبقاء على كثري من مظاهر الغموض يف الوطن العريب ليس متعلقا حبداثتها وغريبة لغتها فقط بل متعلق أيضا فمشكل اللسانيات وصعوبة فهمها 45وااللتباس

بالتعصب الفكري للسانيني العرب، والذي جيب حله أوال مث االنتقال إىل املشاكل األخرى واليت ميكن أن تزول بزوال مشكل التعصب اللساين املصطلحي العريب.

:ة فهم اللسانياتوصعوباحللول املقترحة حلل مشكلة املصطلح للحد من مشكلة املصطلح، وسوء فهم اللسانيات اقترح بعض اللسانيني مجلة حلول، فإن مت االعتماد عليها وتطبيقها

ال ميكن حل تكون النتيجة مرضية، وتسهم يف اإلنقاص من حجم املشكلة اليت تواجه القارئ العريب يف فهم هذا العلم، فوذلك بوضع منهجية موحدة خاصة بكيفية كتابة جهود اللسانيني يف الوطن العريب قاطبة، مشكلة املصطلح إلا بتضافر

واملفاهيم على القارئ العريب، كأن يكتب املصطلح اللساين األجنيب جبانب املصطلح اللساين حتى ال ختتلط املصطلحاتكتاب حممود السعران "علم اللغة مقدمة للقارئ ورد يف مقدمة وقد وغريها. وأن يبتعد عن املصطلحات التراثية املترجم،

نتقاء اللفظ العريب املقابل له حبيث ال يوقع او العريب " ما يلي : "و كان أول ما راعيته... إثبات املصطلح اإلجنليزي حبرفه،كما صنع -يزي ترمجة لبعض املصطلح اإلجنلاالختالط؛ فنأيت عن اختيار املصطلح اللغوي العريب القدمي يف اخلطأ أو

وذلك كي ال خيتلط التصور العريب وآثرت حيث ال أجد املقابل العريب املالئم، أن أستعمل املصطلح األورويب، -مجاعة ويسلم أمام الباحث العريب حيث يؤرخ الدراسات اللغوية العربية وكي ينفسح اال القدمي بالتصور األورويب احلديث

هم احلديث، فيصطلح املصطلح العريب مبعناه إىل جوار املصطلح اجلديد املنقول مبرماه جنبا إىل ويقومها على أساس من الفومن هذا يفهم أن حممود السعران يوجه اهتمامه حنو القارئ .46ودون إيهامه بغري املراد " جنب دون إيقاع يف البلبلة،

ت اللسانية كما هي عليه يف األصل، فيتأتى من ذلك فهمه العريب ال غري فهمه الوحيد هو أن يستوعب القارئ املصطلحاوأوىل اهتماما به " فإن املالحظ أن ولئن راعى السعران القارئ يف كتابه للسانيات فهما صحيحا ال يشوبه أي نقص،

لذا جيب 47ة "وإن كانت مؤلفات متهيدية تبسيطي ودقيق لقارئها حتى مؤلفات كثرية أخرى مل تد إىل حتديد صائبواليت ال ميكن فهمها إلا -واحد هو كيف يتأتى للقارئ العريب اإلحاطة باللسانيات ؟ فقط االهتمام باإلجابة عن سؤال

وضع مصطلحات جديدة مل يطرقها أحد، فمشكل املصطلح " ال والريادة يف ال االهتمام بالسبق –بإدراك مصطلحاا ميكن من إزالة الغموض وااللتباس. وقد اقترح الدكتور "هادي ر" . 48ومتكامل" مشويلميكن حله إلا يف إطار معريف

منهجية متكن من حل إشكالية التعريب ووضع املصطلحات، وهي أن يفضل استعمال اللفظ العريب على األجنيب مىت كان ديث إلا إذا اشتهر الدخيل، وإحياء املصطلحات ذلك ممكنا، وتفضيل اللفظ العريب األصيل على املولد واملولد على احل

العربية القدمية إذا كانت قادرة على محل املفهوم وجتنب النحت مىت أمكن ذلك وجتنب التعريب إلا إذا كان شائعا بدرجة . 49جنبيةكبرية يصعب معها تغيريه، أو إذا كان مشتقا من أمساء األعالم... وكذا كتابة أمساء األعالم باللغة األ

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

128

كما أنه ال ميكن ألي مترجم عارف باللغات األجنبية غري متخصص يف جمال الدراسات اللسانية أن يترجم املصطلحات وميتلك اللسانية ترمجة دقيقة، " فالعمل الترمجي الدقيق يتطلب التخصص حتى يستطيع املترجم أن يسيطر على املفهوم

.50ومتطابقة مع املفهوم الذي أسند إليها يف اخلطاب األصلي " إعادة إنتاج مصطلحات مالئمةوحيسن استغالله يف ناصيتهواملتخصصة، " وعلى هذا فعلى كل مترجم أن يعمل يف جمال ختصصه حتى يستطيع التعبري باملصطلحات اللسانية الدقيقة

فعملية الترمجة صعبة حتتاج إىل وعي وجهد . 51ططا "فإذا كانت الترمجة خمططة، كان توفري املصطلح الضروري أيضا خم وتنظيم.

" إننا حنتاج إىل نوعني اثنني من املعاجم اللسانية األول: معاجم ب اقتراحات هادفة وذلك مازن الوعر،ويضيف قوله: والنوع الثاين: معاجم لسانية .ومقابلتها العربية فرنسية)، أي تضع الكلمة اللسانية األجنبية –لسانية عربية أجنبية (إجنليزية

وهذا النوع من املعاجم مهم جدا لتشق وعالم يدل. وتشرح ماذا يعين عربية، أي تضع املصطلح اللساين العريب –عربية ومدلوله ومقابله العريب، فإذا تعرف القارئ العريب على املصطلح األجنيب. 52اللسانيات طريقها يف الثقافة العربية "

، كما يقترح أن تدرس مادة النظرية العامة لعلم املصطلحات، ومبادئ الصحيح الدقيق، متكن من فهم العلم دون عوائقوضع املصطلحات العلمية والتقنية يف اللغة العربية يف مجيع األقسام، واإلسراع يف إنشاء بنك املصطلحات املركزي يف

تنسيق املصطلحات وتوحيدها يف الوطن العريب وإقامة دوريات للعاملني يف حقل الوطن العريب وذلك لإلسراع يف عمليةاملصطلحات وللذين يستخدمون املصطلحات يف نشاطهم الفكري، وتشجيع البحوث يف النظرية العامة لعلم املصطلحات

يف املغرب العريب بالرباط والنظريات اخلاصة للمصطلحات، وقيام اجلامعات العربية بالتعاون مع مكتب تنسيق التعريب 53ودعمه باخلربات واملشاركة يف الندوات واملؤمترات اليت ينظمها من أجل وحدة الوطن العريب لغويا وعلميا.

ومميزاا اليت متيزها عن باقي وحدها يف فهم اللسانيات غري كاف ألن كل لغة هلا خصائصها أن االعتماد على الترمجةغري ل لغة كذلك متأثرة بثقافة أمتها، فلفهم اللسانيات فهما دقيقا " ال بد من التأليف الذي يكتب بألفاظ وك اللغات،

وإن كانت هذه اللغة تتوسع وننقل املعارف أو منارسها من داخل اللغة، "أحادية"، أي ألفاظ اللغة الواحدة اليت نلغو ا،دة، دخيلة يف غالب األحيان على الثقافة السائدة، فالتأليف يهضم املواد وألفاظا جدي كل مرة لتولد مضامني جديدة،

وجمازات طبيعية وصور وداللة طبيعية، بل وتركيب طبيعي، ولكنه ميكن من استعمال عبارات طبيعية، املترمجة باستمرار،ليس ساكنا، بل هو متجدد باستمرار، ولكن األحادي يف اللغة اليت يؤلف ا. املعرفة ال توطن باملتعدد بل باألحادي،

ومن هذا نفهم أن مهمة اللساين .54ولكن أيضا إىل جهاد مع النفس، حتى ال تنطوي " جتدده راجع إىل األجنيب باألساس،ما مهمة جادة تتطلب العمل الواعي واجلهد البين، فعليه أوال قبل أن يؤلف بلغته العربية أن يقرأ ويفهم ويهضم كل

استجد يف اللسانيات الغربية مث بعد ذلك يتجه إىل التأليف وذلك لتقدمي مادة علمية ال حتتاج إىل دراسة أخرى تساعد على فهمها أو شرح مصطلحاا.

اخلامتة :مراعاة لذا وجب فهم اللسانيات،مما تقدم نستنتج أن جودة املصطلح اللساين وحسن اختياره يسهمان يف جودة الترمجة و

نر بصدق عالضوابط اليت حتكم عملية وضع املصطلحات اللسانية وعملية الترمجة حىت حنصل على حمتوى لساين دقيق يعب القارئ وأن يضع نصب عينيه اإلجابة علىنوعية على املترجم أن يراعي يف عمله هكما أن املصطلح الذي وضع له.

؟ وهل سيتأتى من هذا العمل إدراك اللسانيات وفهمها فهما صحيحا، أم : ملن أترجم؟ وماذا أكتبالتساؤالت التالية

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

129

بل مبا ،غري مهتمني مبا أجنز كل فرد ،العكس؟ وعلى اللسانيني العرب أن يوحدوا جهودهم ويستغلوها فيكونوا يدا واحدة قدموه وما أحرز جناحا لنتمكن من اللحاق بالركب احلضاري.

: اهلوامش واإلحاالتعريب، مع مقدمة يف علم املصطلح، الدار العربية –فرنسي، فرنسي –: قاموس اللسانيات عريب عبد السالم املسدينظر ي -1

.56، ص 1984للكتاب، تونس، .44م،ص: 1998، 4الشريف اجلرجاين:كتاب التعريفات، حتقيق إبراهيم األبياري، دار الكتاب العريب، بريوت، ط -2( بن عثمان عمرو أبو -3 : البيان255-150حبر اجلاحظ التبيني، حتقيق : عبد السالم هارون، مكتبة اخلاجني، القاهرة، و ) .139، ص: 1، ج1998 ،7ط، 1، ع2علي توفيق احلمد : املصطلح شروطه و توحيده، جامعة الريموك، اربد، ألردن، جملة جامعة اخلليل للبحوث، الد -4

.2م، ص: 2005 .11، ص مرجع سابق: املسديلسالم عبد ا -5: اللسانيات واللغة العربية، مناذج تركيبية وداللية، الدار البيضاء املغرب، ط -6 : 1985عبد القادر الفاسي الفهري م، ص

396. العربية، خمرب اللسانيات واللغةمنشورات ن : مفاهيم التعليمية بني التراث والدراسات اللسانية احلديثة، بشري إبرير وآخرو -7

.190ص ،2009عنابة، .189املرجع نفسه : ص : -8 .151، ص :2009مدخل نظري إىل املصطلحيات، دار رسالن، دمشق، :يوسف مقران : املصطلح اللساين املترجم -9

.28عبد السالم املسدي : مرجع سابق، ص : -10 .28املرجع نفسه، ص : -11

.3، ص: 4، ج81لدجملة جممع اللغة العربية بدمشق، جم، لح اللسانيات واملصط: أمحد قدور -12 .9، ص: 2006. 2000، 2مبادئ يف اللسانيات، دار القصبة للنشر، طخولة طالب اإلبراهيمي : -13 .9ص: ، 2004، 1والتوزيع، ط والنشر حماضرات يف املدارس اللسانية املعاصرة، أحباث للترمجةي : شفيقة العلو -14 .117 – 116ر : املرجع نفسه : ص : ينظ -15، الدار العربية للعلوم ناشرون، االختالف، تاللسانيا: أسئلة اللغة أسئلة و وليد أمحد العنايت حافيظ إمساعيلي علوي -16

.6ص: الرباط،، 1ط، 1430-2009م، 1989، 29لة اللسان العريب، عحممد جميد السعيد : دور مؤسسات التعليم العايل يف توحيد املصطلح وإشاعته، جم -17 .148ص . 61، ص سابقمرجع حافيظ إمساعيلي علوي : -18 .55مرجع سابق، ص: عبد السالم املسدي: -19 .115، ص مرجع سابق :حافيظ إمساعيلي علوي -20 .116املرجع نفسه، ص -21

.151: ص املرجع نفسه -22 .31مـ، اجلزائر، ص 2013هـ ـ 1434 ،، االختالف1اللساين وتأسيس املفهوم، ط:خليفة امليساوي: املصطلح ينظر -23

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

130

: املصطلح األلسين العريب وضبط املنهجية، -24 ، أكتو بر، نوفمرب، ديسمرب، 3، ع20جملة عامل الفكر، مأمحد خمتار عمر .5ص : ، م 1989

.5املرجع نفسه : ص : -25 .10م، ص: 2002الكتاب العرب، دمشق، احلقو ل الداللية، احتادأصول تراثية يف نظرية :عزوز أمحد -26 .21، ص 1988، 1مازن الوعر : قضايا أساسية يف علم اللسانيات احلديث، دار طالس، ط -27 .31م، ص 2000 -ه 1420، شتاء 1عبد الرمحن العبيدي : األلسنية املعاصرة والعربية، الذخائر، ع -28 .116املرجع نفسه : ص : -29 .11: قاموس اللسانيات، مرجع سابق، ص عبد السالم املسدي -30 .18، ص 1989عبد السالم املسدي : مراجع اللسانيات، الدار العربية للكتاب، تونس، -31 .34حممود السعران : علم اللغة مقدمة للقارئ العريب، دار النهضة العربية، بريوت، ص -32 .34الصفحة املرجع نفسه، هامش -33 .34املرجع نفسه، هامش الصفحة -34 .34املرجع نفسه : ص : -35 .34،35هامش الصفحة ،املرجع نفسه -36 .34،35املرجع نفسه : هامش الصفحة -37 .28، 27تأسيس املفهوم، مرجع سابق، ص ي : املصطلح اللساين و خليفة امليساو -38 .37، 36ص : ،سابقحممود السعران : مرجع -39 .37املرجع نفسه، هامش الصفحة -40 .75، ص: 1، ج18حممد رشاد احلمزاوي : مشاكل وضع املصطلحات اللغوية أو تقنيات الترمجة، جملة اللسان العريب، م -41 .109مرجع سابق، ص ينظر : حافيظ إمساعيلي علوي، -42 .116حافيظ إمساعيلي علوي ووليد أمحد العنايت، مرجع سابق، ص : -43 .116املرجع نفسه : ص : -44 ،واملنهجية، جامعة احلسن الثاين ينظر مصطفى غلفان: اللسانيات العربية احلديثة دراسة نقدية يف املصادر واألسس النظرية -45

. 109ص: ،4سلسلة رسائل وأطروحات رقم ،كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية .07حممود السعران : مرجع سابق، ص : -46 .16حافيظ إمساعيلي علوي : اللسانيات يف الثقافة العربية...، مرجع سابق، ص : -47 .263وليد أمحد العنايت، مرجع سابق، ص : حافيظ إمساعيلي علوي و -48 .304ينظر املرجع نفسه: ص: -49 .88خليفة امليساوي : مرجع سابق، ص : -50 .81حافيظ إمساعيلي علوي ووليد أمحد العنايت، مرجع سابق، ص : -51 .119املرجع نفسه: ص: -52 .135،134املرجع نفسه: ص: -53

.104 ،103املرجع نفسه: ص: -54

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

131

الحروف العربية في المدرسة الجزائرية تعليمية أنظمة العرضالترتيب و ةقيطر بحث في

نارة محمد األمين .أ ناعم محمد هشام .أ جامعة الجلفة جامعة قسنطينة

ملخص، احلروف العربية املنهاج املدرسي من خالل ما هو مثبت يف مقرراته يف شأن قضية تعليم مساءلة ترمي هذه الدراسة إىل

واألنظمة املعتمدة يف عرضـها مناقشة الترتيب املعتمد يف تعليم احلروف العربية، العمل من خالل هذا سنحاولوحتديدا باملناظري التعليمية، أي ما هـي القيمـة اربط هذ ةاولحم وكذلكواضع املقرر يف هذه القضية، توجهالوقوف على قصد

دون غريه.أو هذا النظام التعليمي اخلالفية اليت يلعبها هذا الترتيب Cette étude examine les programmes scolaires à travers ce qui est installé dans ses décisions relatives à la question de l'enseignement des lettres arabes, et en particulier nous allons essayer à travers ce travail pour discuter de l'ordre des lettres arabes et les règlements adoptés sur l'affichage dans le but de connaître la doctrine de l'auteur à être dans ce cas, ainsi que d'une tentative de lier les tendances de l'éducation, Quel est l'avantage de tout offert par le système éducatif dont aucun autre.

:مدخلليصل املتعلم إىل مرحلة مث التدرج إىل الكلمات مث إىل اجلمل ،ال شك أن عماد البدء بتعليم اللغة هو البدء بتعليم احلروف

فاحلروف يف أي لغة هـي ،مبكان األمهية للنظام اللغوي من ومن مث يعترب هذا الطور التأسيسي ،اوفهم إجنازا النصوصجلزئيات ذلـك أن تلك األجزاء اليت تتكون منها النصوص ولكنها و من جهة أخرى تعترب كالكليات اليت تندرج حتتها ا

كما أن متكن الطالب منها سوف يسهم يتكون منه ال ائي، الناتج الذي عدد هذه احلروف حمدود مهما اختلف فيه و عبارة هي املنطوقة الكلمة أن إدراكقراءة من خالل تفعيل مهارة الوعي الصويت اليت تتمثل يف النصوص يف حل شفرات

تنوع االعتناء ذا الطور التعليمي بتنوع ااالت التعليمية وتنوع وي .كلية صوتية وحدة وليستة صغري صوتية وحدات عنمذاهب اختلفتومن ضمن ما يتعلق ذا الطور التأسيسي مسألة الترتيب اليت املهارات اللغوية بني القرائية والكتابية..اخل

الطريقة القدمية والـيت تعـرف :إىل ثالثة طرق أساسية وهي ىميكن أن تعز ها يف جمملهاالعلماء فيها قدميا وحديثا لكنأيام عبـد اابتدعاه اللذان نصر بن عاصم وحيىي بن يعمر العدواين إىل واليت تعودطريقة الترتيب األلف بائي باألجبدية و

تب معجمه العني على و الطريقة الصوتية و اليت ترجع أساسا إىل مؤسسها األول اخلليل بن أمحد فقد ر 1امللك بن مروان: "نظر اخلليل إىل احلروف كلها و ذاقها، فصـري أوالهـا حيثأساس صويت خمرجي مبتدئا باحللق، ومنتهيا بالشفتني،

وجد العني أدخل احلروف يف احللق فجعلها أول الكتاب مث ما قرب منها األرفع وباالبتداء أدخل حروف منها يف احللق ويدخل يف هذه األخرية مذاهب األصواتيني احملدثني العتمادهم على نفـس 2و هو امليم"فاألرفع، حىت أتى على آخرها

األساس الصويت مع اخللف يف ترتيب بعض األصوات.ومن مث فإن الذي نرمي إليه يف دراستنا هذه أن نسائل املنهاج املدرسي من خالل ما هو مثبت يف مقرراته يف شأن هـذه

الدراسـة ، وحتديدا سنحاول يف هـذه طالب معارفه األوىل منهاالتعليمية، بوصفه السلطة املرجعية اليت يستقي الالقضية الكالم إن ، القضيةلنحاول الوقوف على مذهب واضع املقرر يف هذه ،مناقشة الترتيب املعتمد يف تعليم احلروف العربية

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

132

أي ما هي ،ية باملناظري التعليميةبل سوف حناول ربط هذه القضب يف هذا الشأن لن يكون استعراضا هلذه القضية وحس .هذا الترتيب دون غريهالقيمة اخلالفية اليت يلعبها

الصوت و الصوت اللغوي واحلرفهي موضوع علم الطبيعة، أما الصوت اللغوي فهو موضوع علم األصوات اللغوية . من املعروف أن دراسة الصوت ارد

أسباب حـدوث "املوسومة بـ وإذا نظرنا يف تراثنا اللغوي فإننا جند أن بن سينا قد طرق هذه املسألة مبكرا يف رسالته سببه القريب متـوج "أظن أن فميز بني سبب حدوث الصوت عامة وسبب حدوث احلرف فقال يف األول : " احلروف

، مث يتعرض لذكر سبب حدوث احلرف بقوله "و أما حال املتموج من جهة اهليئـات الـيت 3اهلواء دفعة بسرعة وبقوة"و من كالم اللسانيني الشيء الكثري الذي يواطئ كالم بن سينا 4يستفيدها من املخارج واحملابس يف مسلكه فيفعل احلرف"

تطرق دوسوسري هلذه املسألة و زاد من التفصيل فيها ئي يف عملية إحداث الصوت ، فقدعند حديثه عن دور التيار اهلواعند متييزه بني نوعني من اهلواء، اهلواء الناقل للصوت و اهلواء املنتج له، وذهب إىل بيان أن اهلواء وسط ناقل للصـوت

شخص (أ) إىل أذن الشخص (ب) وهذه عملية عند احلديث عن دورة الكالم بقوله "فتنتقل املوجات الصوتية من فم ال" وموجز القـول إن :من اهلواء عند حديثه عن اجلهاز الصويت و وظيفته بقوله 6وأشار إىل النوع الثاين 5فيزيائية حمضة "

7العناصر اليت تسهم يف إخراج األصوات هي إطالق اهلواء إىل اخلارج ،والنطق يف الفم ..."

ابن السكيت: الصوت صوت اإلنسان وغريه، و الصائت: الصائح، ورجـل صـيت: أي الصوت لغة :"اجلرس،...قال .8شديد الصوت "

ض جلميع األجسام وخاصة اهلواء . وهذا االضطراب من جنس وصـنف مفهوم الصوت :"اضطراب طبيعي خارجي يعرء أو يف غريه مـن املـواد القابلـة الظواهر االهتزازية و التموجية وهو حركة جسم يف اجتاهني، فهو متوج ينتشر يف اهلوا

9لالهتزاز ."مفهوم الصوت اللغوي: "أثر مسعي يصدر طواعية و اختيارا عن تلك األعضاء املسماة جتاوزا أعضاء النطق و املالحظ أن هذا األثر يظهر يف صورة ذبذبات معدلة وموائمة ملا يصاحبها من حركات الفم بأعضائه املختلفة . و يتطلب الصـوت

لغوي وضع أعضاء النطق يف أوضاع معينة حمددة .أو حتريك هذه األعضاء بطرق معينة حمددة أيضا . ومعىن ذلـك أن ال .10املتكلم البد أن يبذل جمهودا ما كي حيصل على األصوات اللغوية"

، و احلرف احلرف لغة : حرف كل شيئ طرفه و شفريه، و احلرف واحد حروف اهلجاء، و الرابطة و القراءة من القرآن . 11اللغة

أما مفهومه االصطالحي فقد تباينت آراء القدماء و احملدثني يف مفهومه وعالقته مبفهوم الصوت اللغوي حيث عرف ابن جين الصوت بأنه : "عرض خيرج مع النفس مستطيال متصال حىت يعرض له يف احللق و الفم و الشفتني مقاطع تثنيه عن

فقصد بالصوت هنا الصوت اخلام، الذي يعد نواة الصـوت 12قطع أينما عرض له حرفا"امتداده و استطالته فيسمى املاللغوي ، فإذا اعترض يف املخرج أصبح حرفا، وذكر السيوطي مثل هذا فقال "ما خرج من الفم إن مل يشتمل على حرف

مجهور املتقدمني . أمـا احملـدثون عندوعلى ذلك العالقة بني الصوت اللغوي و احلرف هي عالقة ترادف 13فصوت"فيفرقون بني مصطلحي الصوت اللغوي و احلرف، فاألول عندهم ما دل على املنطوق، و الثاين جعلوه رمـزا للصـورة الكتابية . ونظروا للحرف على أنه وحدة تقسيمية يندرج حتتها عدد من األصوات، ذلك أن األصوات يف أي لغة أكثـر

يقول فندريس : "لسنا يف حاجة إىل القول بأننا ال نستطيع إحصاء األصوات املستعملة يف لغة مـا من رموزها الكتابية ؛

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

133

، ويقـول متـام 14بعدد احلروف املوجودة يف أجبديتها، فكل لغة فيها من األصوات أكثر مما يف كتابتها من العالمات"لك من آثار مسعية، أما احلرف فال ينطق، و إمنا "فالصوت ينطق فيكون نتيجة حتريك أعضاء النطق، و ما يتبع ذ حسان:

مث يضرب هلما مثاال لتتبني عالقة كل منهما بـاآلخر و 15يفهم يف إطار نظام من احلروف يسمى النظام الصويت للغة "وضعية كل منهما داخل نظام اللغة فيقول : "ومثل األصوات و احلروف يف عالقة كل منهما باآلخر مثـل الطـالب و

فالطالب حقيقة مادية و الصف وحدة تقسيمية ...ألن احلرف عنوان على عدد من األصوات و الصف مثلـه ف، الصفوعنوان على عدد من الطلبة . أي أن الصوت و الطالب حقيقتان ماديتان و احلرف و الصف قسمان من نظام يضم غريمها

من األصوات املختلفة حيث أن النون املوجودة يف فحرف النون مثال وحدة تقسيمية يندرج حتتها عدد 16من األقسام"كلمة (نقول)، قطعا هي غري النون يف (إن ثار) أو (إن قام) وهذه األصوات املختلفة املخرج نطلق عليها مجيعـا اسـم

17(صوت النون)، و كذلك السني يف (مساء) ختتلف عن السني يف (سطاء) مثال فهي يف الثانية ذات قيمة تفخيمية .سيبويه فقد ملس هذه القضية يف جانب من جوانبها عندما فرق بني احلروف األصول و ما يندرج حتتها من الفـروع أما

و لكنه أطلق عليها مجيعا مصطلح "حرف" و 18حنو : األلف وما يندرج حتتها من األلف املمالة، و ألف التفخيم ...اخل .ني تصدوا لتحليل األصوات العربية كان بني أيديهم نظام صويت علل ذلك متام حسان بقوله :"لكن سيبويه و أصحابه ح

كامل معروف و مشهور للغة العربية، و كانت احلروف اليت يشتمل عليها هذا النظام قد جرى تطويعها للكتابة منذ زمن . 19ت"طويل، فكان لكل حرف منها رمز كتايب يدل على احلرف يف عمومه، دون النظر إىل ما يندرج حتته من أصوا

يف املنهاج اجلزائريأنظمة تعليم األصوات وخلفياا املعرفية بالترتيب بأمسائها للنظام اللغوي احلروف سرد و "استظهارجاء يف منهاج السنة األوىل أن من أهداف األنشطة الشفوية

اجليم، الالم، النون، الطاء، السني، الزاي، اهلاء، العني، الضاد، الراء، التاء، الدال، امليم، ،الباء" :" الذي هو.العادي املدرسي

فما هي حقيقة هـذا 4".الياء الظاء، الذال، الثاء، الغني، اخلاء، الواو، القاف، الكاف، الفاء، احلاء، ،اهلمزة الصاد، الشني، الترتيب املدرسي املقترح؟

باملرحلـة مسـاه يستهل واضع املقرر تعليمية أصوات العربية بالتعريج عليها بشكل عام من خالل القراءة اإلمجالية يف ما التمهيدية من السنة األوىل واليت يسعى من خالهلا إىل :

ع األداء اللغوي و النربة الصوتية الصحيحة. مسا .1 إدراك حدود الكلمة بكاملها متهيدا إلدراك العناصر املركبة هلا. .2 5تصويب النطق وفق املخارج الصحيحة للكلمة حماكاة ألداء املعلم." .3لينتقل إىل مرحلة التعلمات األساسية واليت معها يبدأ التعليم التفصيلي املتخصص ألصوات العربية واليت يسعى .4

من خالهلا إىل : o .قراءة احلروف و األصوات [مفاتيح التعبري والقراءة] مع احلركات البسيطة و الطويلة o .6)رسم احلروف و املقاطع و الكلمات

اجليم، النون، الالم، الطاء السني، الزاي، اهلاء، العني، الضاد، الراء، التاء، الدال، امليم، الباء، وذلك باتباع الترتيب التايل:" 7الياء" الظاء، الذال، الثاء، اخلاء، الغني، الواو، القاف، الكاف، الفاء، احلاء، األلف، الصاد، الشني،

8أما املرحلة األخرية فيسعى فيها إىل :"ممارسة القراءة القائمة على وصل األصوات ولفظ الكلمة دفعة واحدة."

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

134

األداء اللغوي، النربة هذا اخلطاب البيداغوجي مبصطلحات هلا صدى قوي يف حقل الدراسات الصوتية وهي: يزودناوهنا الصوتية، العناصر املركبة للكلمة، املخارج الصحيحة، احلروف و األصوات مفاتيح التعبري والقراءة [الوعي الصـويت]،

تبني وبشكل ال يدع جماال للشك استفادة الواضع مـن ها هذه املصطلحات وغري ،احلركات البسيطة و الطويلة ، املقاطعيف املنهاج تلك الوثيقة الـيت التعليم ومبا أن هذا اخلطاب مثبتاحلقائق املثبتة يف الدراسات الصوتية واستثمارها يف جمال

حـىت لصـويت التكوين اللساين ا أن يكون على قدر منمتثل أهم مرجع علمي للمعلم فإن هذا يفرض على هذا األخري يستطيع التعاطي مع هذه املفاهيم إلجناح مهمته التعليمية.

أنظمة عرض األصوات اللغوية أوال: نظام العرض األحادي

ذا ينطلق واضع املقرر يف تعليمه األصوات العربية من نظام عرض أحادي ألربعة أصوات هي امليم و الباء والدال و التاءمنطلقه هذا يأيت من خلفية علمية و تعليمية راعى فيها األصوات األوىل اليت تتكون عند الطفـل ، و احلقيقة أن 9الترتيب

لذلك فإن أهم ما ميكن أن يطالعنا يف مالحظتنا األولية للعرض التعليمي للمادة الصوتية هو االستعانة بذلك احلقل املعريف "علم اللغة النفسي النمائي" والذي يبحث يف "كيفية ظهور املوسوم بعلم النفس اللغوي وحتديدا بفرع من فروعه أال وهو

حيث أن وظيفة تعليم 10الكالم مع مرور الوقت عند األطفال وكيف يقومون ببناء التراكيب اللغوية املعقدة للغتهم األم"للغـة 11ألوىلاألصوات اللغوية ليست جمرد وظيفة عابرة بل هي عملية حساسة جيب أن تراعى فيها الظروف التكوينية ا

وعلى العموم فإن الذي يبدوا أن هذا الطرح ،الطفل لذلك جيب أن تكون هلذه األصوات األوىل داللة خاصة عند الطفليف تعليم اللغة األوىل، إن ما يقحم فيه التلميذ حقيقة يف هذه املرحلة 12البيداغوجي يأيت يف إطار تطبيقات الطريقة الطبيعية

اعية للتعلم األول الطبيعي غري الواعي.هو عبارة عن حماكاة ولذلك فإن كثريا من ،فحقل اكتساب اللغة الثانية اعتمد يف جزء كبري منه على البحث يف حقل اكتساب اللغة عند الطفل"

ة؟ فمثال : هل النماذج اليت يستعملها متعلمو اللغة األوىل والثانية متشا ،األسئلة نفسها كانت ومازالت ختضع للمعاجلةوانطالقا 13وهل تتشابه مسارات التطور؟ وهل هناك أجزاء من اللغة كامنة عند متعلمي كلتا اللغتني األوىل والثانية؟..."

يف الدراسات اللغوية.داللة هذه األصوات من هذا سوف حناول تتبع أ/ الفيلولوجيا

الفيلولوجية إىل أن األقوام السالفة املوغلة يف القدم لقد توصل علم اللغة احلديث و ال سيما الدراسات اللسانية و الصوتية ،مرت يف تطورها اللغوي خالل نشوئها السحيق مبا يشابه املراحل نفسها اليت مير ا األطفال يف جمال نطـق احلـروف

األحـرف فالبشر يف عهودهم البدائية اللغوية الغريزية الغابية مل يعرفوا أول األمر سوى عدد ضئيل من األحرف، و هيمث ويف مرحلة أقل غورا ، اجلوفية أو الصوتية، أي أحرف العلة وذلك يف مرحلة الصيد الغابرة اليت شهدها العصر اجلليدي

يف التاريخ و أكثر تطورا تولدت لدى إنسان ذلك العصر بعد آماد طوال بعض احلروف اليت تقع خمارجها الصوتية فيمـا 14وذلك لسهولة النطق ا، وهي امليم والباء و ...اخل الشفتني، أو ما كان قريبا منهابني

ب/ التراث اللغوييستمد هذا الترتيب مرجعيته العلمية التراثية من مذهب مل يلق يف احلقيقة قدره من الدراسة والتقدير وهو مذهب أيب عمر

ت العشر البواهر" يف باب التجويد حيث اجلرمي الذي نقله الشهرزوري يف كتابه املوسوم بـ "املصباح الزاهر يف القراءايقول: "فاعلم أن حروف املعجم مهموسها، وجمهورها ومطبقها، ومنفتحها، وشديدها، ورخوها، وحـروف الصـفري،

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

135

رمحه -والتفشي، والقلقلة، وحروف املد واللني، وحروف احللق، وغري ذلك من أجناسها على ما ذكره أبو عمر اجلرمي فابتـدأ ـذا 15ر خمرجا، فمن الشفتني خمرج الواو والباء وامليم... ، ومن اخلياشيم خمرج النون اخلفيفة"أربعة عش -اهللا

املخرج وقدمه على ما سواه من املخارج يف هذا املوضع املخصوص املرتبط بالشأن التعليمي أي التجويد الذي يعد غاية با آخر يعزى لسيبويه عند حديثـه عـن اإلدغـام وكـأن تعليمية ال جيادل فيها أحد ويستدل على ذلك بذكره مذه

الشهرزوري يلمح إىل أحقية و أفضلية هذا الترتيب املبتدأ مبخرج الشفتني عند احلديث عن الغرض التعليمي . أفواه يف يتهيأ ما أول والباء وامليماجلاحظ فقد تنبه هلذه القضية يف وقت مبكر حيث يقول يف شأن الصوتني األولني: " أما

يشري اجلـاحظ ـذا ف 16خارجان من عمل اللسان، وإمنا يظهران بالتقاء الشفتني" ألما وبابا؛ ماما، :كقوهلم األطفال،الكالم إىل أن الطفل يصعب عليه استعمال لسانه يف بداية نطقه ذلك أنه عضلة معقدة هلا العديد من الوضعيات املختلفة

ي أقرب إىل املتناول عنده؛ ألنه قد استعملها يف الرضاعة من قبل كما أن حركتهما بسيطة إذا ما لذلك يلجأ إىل شفتيه فهقورنت باللسان؛ ومن مث يكون أول ما يتهيأ للطفل من األصوات امليم والباء لسهولة حتريك الشفتني فيهما؛ ألما مـن

17وامليم، والواو"األحرف الشفوية قال سيبويه:"ومما بني الشفتني مخرج الباء، ج/ علم اللغة النمائي

للنمو اللغوي لدى الطفل، 18ثالثة مراحل jespersenأما يف حقل علم اللغة النمائي فيقترح الباحث الدمناركي يسربسن مرحلة الكالم.هي: مرحلة الصياح و مرحلة البأبأة و

ومن املثري يف هذا الشأن نوع التطابق الذي لوحظ بني هذا التقسيم واخلطوات اليت مت عرض األصوات اللغوية من خالهلا حىت الشخصيات و اليت تبتدأ باملرحلة التمهيدية حيث لوحظ أنه ال تكاد ختلوا كلمة من حرف من حروف املد الثالثة بل

املركزية اليت تدور حوهلا احملتويات استخدم هلا اسم "رضا" و"مىن" وهي ذاا األصوات اليت تنتج يف مرحلة الصياح حيث وتسـمى 19تعترب هذه املرحلة مهمة للطفل فهي "تدرب جهازه الصويت والسمعي و لكنها ال تنتج لغة يتفاعـل ـا"

أصوات اإلثارة السمعية) وهي أصوات تظهر يف سن مبكرة تصدر نتيجـة (يف هذه املرحلة األصوات اليت ينتجها الطفل حيـث ،20مساع الطفل لبعض األصوات فتثار أعضاءه الصوتية إلنتاج أصوات بعضها مبهم وبعضها لني [حروف املد]

املرحلـة خصصـت لقد وله:"ولعل هذا ما قصده الواضع من ق، يعترب التلميذ يف هذه املرحلة مستمعا بالدرجة األوىل

القصـري بشـكليه والصـوت الصورة بني العالقة وإدراك اللسان وطالقة السليم النطق أجل من املتعلم لتهيئة التمهيدية

.21والطويل"واليت كما يقول عبد الصبور شهني : "إمنا أطلق عليها هذه التسمية لسبب بديهي و بسيط هو أنه 22أما يف مرحلة البأبأة

وهذه املرحلة تعرب عن ميل طبيعي عند الطفل حنـو ،23قد لوحظ أن أول صوت يلعب به الطفل يف بدء نضجه هو الباء"إطالق سلسلة من اموعات الصوتية ملقاطع تتألف من صوت ساكن و معتل وهي يف الغالب نوع من اللعب اللغـوي

ومن مث يبدوا أن الواضع قد انتفع ذه احلقائق العلمية يف التربيـة والتعلـيم 24غرض الطفل منه االقتراب من لغة أبويه. مستخلصا منها قواعد عملية صاحلة للتفعيل داخل القسم مترمسا االرتقاء الطبيعي للغة الطفل األوىل.

الدراسات اللسانية الصوتية د/ا املدخل يكتسب مرجعية أخرى من األحبـاث الـيت قـدمها أما من جهة الدراسات اللسانية الصوتية املعاصرة فإن هذ

عند 25ترتيب املخارج املعتربذلك أن هذا الترتيب يوافق إىل حد ما اللسانيون العرب أمثال إبراهيم أنيس و متام حسان . 26هذه الطائفة من الباحثني يف ابتدائهم حبيز الشفتني وانتهائهم باحلنجرة.على ما سبق عرضه من مذهبهم.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

136

راعى فيه الواضع أسهل األصوات و صوات الشفوية هو تصنيف خمرجي قد املبتدأ باأل 27على العموم فإن هذا التصنيفوكما أن االبتداء ا يفرض املزيد من االعتناء ذا املخرج ذي األمهيـة ،أقدمها تكونا يف مسار النمو اللغوي لدى الطفل

الكربى (فلشفتني دور ملحوظ يف الكالم فإليهما يرجع األثر الفعال يف صندوق الرنني األمامي لألصوات مـن حيـث لشفتني، ومع الثانيـة حجمه وشكله وطوله، فهو مع الكسرة العربية غريه مع الضمة، فهو يف األوىل قصري بسب انفراج ا

كما قال أبو األسود الدؤيل للكاتب: " إذا رأيتين قد فتحت فمـي بـاحلرف 28طويل بسبب بروز الشفتني إىل األمام.)فانقط نقطة فوقه على أعاله، فإن ضممت فمي فانقط نقطة بني يدي احلرف، وإن كسرت فاجعل النقطة حتت احلرف،

29مكان النقطة نقطتني."فإن أتبعت شيئا من ذلك غنة فاجعل ثانيا: نظام العرض الثنائي

بعد الفراغ من األصوات األربعة األوىل اليت سبق ذكرها ينتقل الواضع إىل تعليم ما تبقى من األصوات اللغوية وفق نظام حيث يأيت ،يةعرض ثنائي خالل باقي السنة األوىل، كما ينتهج ذات الطريقة يف مراجعة نظام األصوات خالل السنة الثان

ومتييز كل واحد منهما عن اآلخر عند األصواتدراك الفروق بني إل 30تدريبات التمييز الصويتهذا العرض ليؤكد على من التركيـز علـى على ما سبق ذكره ويتم التدريب يف هذا النوع عن طريق قوائم الثنائيات الصغرى ،مساعه أو نطقه

اهلدف من تدريبات األصوات أن جييد الدارس بقدر اإلمكـان نطـق و ،الفرق بينهماالصوتني املتقابلني ليدرك الدارس األصوات العربية، وأن مييز بينها عند مساعه هلا، وليس اهلدف وصفها وبيان خمارجها، ولذلك استحسن أال يشغل املدرس

ي يبدوا أن اإلمعان يف تدريبات الدرس باحلديث النظري عن األصوات، بل مبحاكاة النطق الصحيح والتدريب عليه. والذالتمييز السمعي كان يف السنة الثانية أكثر و أظهر منه يف السنة األوىل على ما سوف يتم بيانه من اسـتعراض خـريطيت

املقارنات الصوتية املعروضة خالل السنتني األوىل والثانية. بات الصوتية تفرضه اإلشكالية اليت تتمثل يف صوامت اللغة ذلك أن جل خمارجها صلبة واحلقيقة أن هذا النوع من التدري

أي عبارة عن مناطق يتم فيها الضغط ألجزاء حمددة من اجلهاز النطقي حىت حتدث أصواا خبالف الصوائت اليت ميكن أن ة اليت جتمع الصوائت أنه عند النطق ـا إن الصف يقول إبراهيم أنيس:"نصف خمارجها بأا هوائية أي أقل كلفة إنتاجية،

(فطاقة الصوامت 31يندفع اهلواء من الرئتني مارا باحلنجرة، مث يتخذ جمراه يف احللق والفم يف ممر ليس فيه حوائل تعترضه."مـن اليت تؤلف صائتا ما أكثر ظهورا وثباتا نسبيا 32األكوستيكية عامة أقل من طاقة الصوائت واخلصائص األكوستيكية

جمهـودا حىت جيد نفسه يبـذل الصوامت جمموعة بتعليم يبدأ إن ما العربية معلملذلك فإن 33تلك اليت تؤلف الصوامت)املتعلم فإنه مبجـرد أما اخلاصة، والسمعية النطقية صفاا ومتييز النطقي، موضعها متثل على املتعلم ليساعد نطقها يف إضافيا

واإلدراكي بطريقة النطقي املستويني معها على يتفاعل اموعة كلها أو بعضها فإنه جيد نفسهالفراغ من تعلم أفراد هذه لتكون الصويت العربية نظام يف تقارا أو تقابلها يف ذات النظام الصويت الفصيح أخرى صامتية صور إىل معينة حيث حيوهلا

و تعكر مسار التعليم والبناء اللغوية، اختالط الدالالت إىل يؤدي مما .األم لغته أصوات إىل أقرب أو إنتاجها، يف عليه أسهل

اللغوي. أ/الثنائيات الصوتية خالل السنة األوىل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

137

الثنائيات الصوتية: جدول

اجلدولقراءة مرتبة يف تدرجها التعليمي 34ثنائية ضمنها الواضع مقرر السنة األوىل 12نصدر بأن هناك اجلدولمن خالل مالحظة

العني،اهلاء)،(السني،الزاي)،(الطاء،الالم)،(النون،اجليم)،(الشـني وفق األرقام املوضحة يف اجلدول. وهي: (الراء،الضاد)،( ،الصاد)،(اهلمزة،احلاء)،(الفاء،الكاف)،(القاف،الواو)،(الغني،اخلاء)،(الثاء،الذال) ،(الياء،الظاء).

ب/ الثنائيات الصوتية خالل السنة الثانية الثنائيات الصوتية جدول

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

138

اجلدولقراءة ثنائيات مقررة خالل السنة الثانية ملراجعة احلروف العربية هي كالتايل: 18أن هناك اجلدولبني ي

)،(الظاء،الذال)،(الشني،اجليم)،(الثاء ،الظاء) (السني ،الزاي)،(التاء ،الطاء (الضاد،الذال)،(الثاء،الضاد)،(السني،الصاد)،(الثاء،الذال)،(احلاء،العني)

(الزاي،الصاد)،(القاف،الكاف)،(الفاء،الواو)،(اخلاء،الغني)،(الدال ،الذال) (اهلمزة،اهلاء)،(الراء،الالم)،(الباء،امليم)،(النون،الياء).

خامتةلواحد من أهم استجابة للحروف العربية التكويين واملنحى ن هذا الترتيب املدرسي ترتيب جيمع بني املنحى الصويت وإ /1

.ريسالتي املرام التعليمية أال وهو اهلاء) (العني،: تقوم بعض الثنائيات على أساس صويت يتمثل يف عالقة التماثل املخرجي بني أصواا اللغوية كالثنائيتني /2) الطاء،الالم(كالثنائيتني: كما تقوم بعض الثنائيات على أساس آخر يتمثل يف عالقة التجاور املخرجي السني) (الزاي، و

) كما ال تظهر أي عالقة صوتية واضحة حتيل على تقارب أو متاثل خمرجي بني مكونات بعض الثنائيات الضاد الراء،و ( كثنائية (القاف،الواو).

املدرسي فإن هذا الترتيب يقصـد منـه أن حيفـظ بالترتيب بأمسائها احلروف سرد و لواضع استظهارا يقررعندما /3 .ويستحضر التلميذ احلروف العربية حسب الترتيب املخرجي

/زيادة عدد الثنائيات بني السنة األوىل والثانية إضافة إىل زيادة عدد الصوتية منها يدل على أن هناك نوعا من الـوعي 4 . الصويت قد حصله الطالب والذي يستطيع من خالله استيعاب العالقات الصوتية األكثر تعقيدا بني األصوات اللغوية

جتنب وجتنب اإلكثار من هذه الثنائيات يف السنة األوىل سببهأن عدم اعتماد ثنائيات األصوات املتشاة يف كل حصة /5 مما يشوش مسارها التكويين عند الطالب. ات عند ابتداء تعليمها بني هذه األصو يقعوتاليف التداخل الذي قد

:هوامش ، 94، ص1م، ج1997، 1الرافعي، تاريخ آداب العرب، مكتبة اإلميان، القاهرة، ط -1، 1اخلليل بن أمحد،كتاب العني، تح: مهدي املخزومي و إبراهيم السامرائي، منشورات مؤسسة األعلمي، بريوت، ط -2

.47ص ،1م، ج1988 . 56ابن سينا ، رسالة أسباب حدوث احلروف ، مطبوعات جممع اللغة العربية، دمشق، ص -3 . 60املصدر نفسه ، ص -4 .30فردينند دوسوسري ،علم اللغة العام، تر: يؤيل يوسف عزيز، دار آفاق عربية،بغداد، ص -5الثاين من اهلواء حيث قال يف كتابه األصـوات خالفا ملا ظنه الدكتور مسري شريف أستيتية من إغفال سوسري للنوع -6

اللغوية :" وقد أغفل سوسري احلديث عن اهلواء املنتج للصوت على أمهيته" وهذا و هم منه و الصحيح أن سوسري قد تنبه له كما تقدم .

. 60املرجع نفسه، ص -7 .318،ص 3أمحد بن فارس ، مقاييس اللغة ، دار الفكر ، ج -8 . 45إبراهيم، املرجع السابق، ص خولة طالب -9

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

139

. 119م، ص 2000كمال بشر، علم األصوات، دار غريب، القاهرة، -10 .41، ص 9هـ ، ج 1417، 6ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بريوت، ط -11 .6،ص 1،ج1993، 2ابن جين ، سر صناعة اإلعراب،تح: حسن هنداوي، دار القلم ،دمشق، ط -12 .4، ص 2م، ج 1987األشباه و النظائر يف النحو، مطبوعات جممع اللغة العربية، دمشق، السيوطي، -13 .62م ، ص1950جوزيف فندريس، اللغة، تر: عبد احلميد الدراخلي و حممد القصاص ، مكتبة األجنلو املصرية، -14 .74 -73م، ص 1994غرب،متام حسان، اللغة العربية معناها و مبناها، دار الثقافة، الدار البيضاء، امل -15 74متام حسان، اللغة العربية معناها و مبناها ص -16م، 1997، 3رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة و مناهج البحث اللغوي، مكتبة اخلاجني، القـاهرة، ط -17 . 83ص .432-431، ص4م، ج 1966سيبويه، الكتاب، مكتبة اخلاجني، القاهرة -18 .51، صاللغة العربية معناها و مبناها متام حسان، -19 .16منهاج السنة األوىل، ص -20 .18منهاج السنة األوىل، ص -21 .12، ص2012دليل املعلم للسنة األوىل ابتدائي، جوان -22 املرجع نفسه، الصفحة نفسها. -23 .17منهاج السنة األوىل، ص -24 املرجع نفسه، الصفحة نفسها. -25 .4لعربية للسنة األوىل، صكتاب اللغة ا -26توماس سكوفل، علم اللغة النفسي، تر:عبد الرمحن بن عبد العزيز العبدان، مركز السعودي للكتاب، الرياض، دط، -27

. 24هـ،ص1424 وما بعدها. 22، دـ ت،ص5للتعمق يف هذا املوضوع ينظر: مصطفى فهمي، أمراض الكالم، مكتبة مصر، ط -28إىل القرن التاسع عشر حيث حاول بعض اللغويني وضع طريقة لتعليم اللغة تقوم على الطـرح تعود هذه الطريقة -29

القائل بأن الطريقة الطبيعية اليت يتعلم ا الطفل لغته األم هي الطريقة الناجعة يف تعلم اللغة الثانية، ينظر: حممود كمـال قرأ يف تعليم العربية لغـري النـاطقني ـا، مكـة املكرمـة، الناقة، تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى، سلسلة ا

.77م، ص1985دط،سوزان م جاس و الري سلينكر، اكتساب اللغة الثانية، تر: ماجد احلمد، جامعة امللك سـعود، الريـاض، دط، -30

.149، ص1م، ج2009، كـانون 43-42العريب، العـددان ينظر: مقالة حسن عباس، احلرف العريب بني األصالة واحلداثة، جملة التراث -31 .101م.ص1991نيسان، دمشق،-الثاين . 212-211، ص2، جم2007دار احلديث، القاهرة، دط، املصباح الزاهر، الشهرزوري، -32 .62 اجلاحظ، البيان والتبيني، ص -33 .433، ص4سيبويه، الكتاب، ج -34

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

140

. 9م، ص1993النهضة العربية، القاهرة، دط، عطية سليمان أمحد، النمو اللغوي عند الطفل، دار -35 .10املرجع نفسه، ص -36 .153-152م، ص2003علي عبد الواحد وايف، نشأة اللغة عند اإلنسان و الطفل، ضة مصر، القاهرة،دط، -37 .11الوثيقة املرافقة ملنهاج السنة األوىل، ص -38من أن صوت الباء الدال و التاء يستعملها الطفل للتعبري عن كل ما له stern ومن الغريب ما يقرره العالمة شترن -39

عالقة بالعامل اخلارجي و قد ابتدأ الواضع تعليم هذه األصوات الثالث مع أول درس ميثل للتلميذ هذا العامل وهـو درس .150نشأة اللغة عند اإلنسان والطفل صعبد الواحد وايف، رضا يدخل املدرسة. ينظر:

. 86بد الصبور شاهني، يف علم اللغة العام، صع -40 . 28-27توماس سكوفل، علم اللغة النفسي ، ص -41ومن هؤالء احلمد الـذي اتبـع يعتقد غري واحد من الدارسني أن هذا الترتيب فيه تأثر واضح بالدراسات الغربية -42

"وقد عزف كثري من دارسي األصوات العربية احملدثني عن هـذا يقول: الترتيب القدمي وعاب على احملدثني جهم حيث الترتيب واتبعوا الترتيب املعاكس له الذي يبدأ بالشفتني وينتهي بأقصى احللق ، وهم يقلدون يف ذلك علماء األصـوات

م، 2007، 2"غامن قدوري احلمد، الدراسات الصوتية عند علماء التجويـد، دار عمـار، عمـان،األردن،ط الغربيني .164-163ص. متام حسان، منـاهج 31.رمضان عبد التواب، املدخل إىل علم اللغة، ص183كمال بشر ،علم األصوات،ص -43

وما بعدها. 47إبراهيم أنيس، األصوات اللغوية، ص .84البحث يف اللغة، صتصنيفها حسب الشدة ميكن تصنيف األصوات العربية بطرق خمتلفة حسب خمارجها تصاعديا أو تنازليا كما ميكن -44

والرخاوة أو حسب التفخيم والترقيق ...اخل، حيث أن لكل تصنيف اعتبارات خاصة. ينظر: أبو بكر حسيين، الصوتيات وما بعدها .حممد األنطاكي، احمليط يف أصوات العربية وحنوها وصرفها، دار الشروق العريب، بـريوت، 90العربية، ص

.25، ص1، دت، ج3ط .124م، ص2009عبد العزيز أمحد عالم وعبد اهللا ربيع حممود، علم الصوتيات، مكتبة الرشد، الرياض،دط ، -45 .35م، ص1985، 1السريايف، أخبار النحويني البصريني، دار االعتصام، مصر،ط -46 .226ص، املهارات اللغويةينظر:رشدي أمحد طعيمة، -47 .27ص ، األصوات اللغويةإبراهيم أنيس، -48يشري مصطلح "أكوستيكي" إىل ذلك احلقل املوسوم بـ :"علم األصوات الفيزيائي" و الذي "يدرس األصـوات -49

اللغوية بعد تكوا يف اجلهاز النطقي وخروجها إىل الوسط الناقل عبارة عن ذبذبات متناسقة وكالم ينتقل إىل أذن السامع ، 1الرمحان العبيدي، معجم الصوتيات، دار الكتب والوثائق العراقية، ط عبارة عن موجات صوتية يف اهلواء." رشيد عبد

.125-124م، ص2007، 1سلمان حسن العاين، التشكيل الصويت يف اللغة العربية، تر: ياسر املالح، النـادي األديب الثقـايف، جـدة، ط -50

.50م، ص1983 .4كتاب اللغة العربية للسنة األوىل، ص -51

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

141

العربي بالغة البناء الزمني في الخطاب الروائي عالء األسواني لـ (عمارة يعقوبيان)قراءة في

منصور بويشأ. يوسف بكوشأ. 1جامعة وهران جامعة سيدي بلعباس

مدخل:إن الزمن عنصر مهم ومميز يف دراسة النصوص القصصية، ليس باعتبارها شكال تعبرييا قائما على سرد أحداث تقـع يف الزمن فقط، وليس ألنها فعل تلفظي يخضع األحداث املروية لتوال زمين، وإمنا لكوا تداخل وتفاعل بني مستويات زمنية

وده الدائم يف مراحل حيث هو مكون ال تتوقف فقط عند احلد الذي جيعلنا نلتفت لوجأمهية الزمن من و 1متعددة وخمتلفة.ا، ذلك املوقع الـذي عموما، بل إن له موقعه املهم داخل البىن األدبية، خاصة السردية منه وتلقيها األنواع األدبيةتكوين

أشار هنري جيمس إىل صعوبة تناول عنصر وقد 2مرتبة الصدارة، حيث يعد أحد أهم مكونات السرد.يصل أحيانا إىل 3الزمن وأمهيته يف البناء القصصي، واعتربه اجلانب األكثر صعوبة وخطورة؛ إذ يستدعي عناية فائقة من القاص.

يقتضي احلديث عن الزمن ضرورة ربطه بعنصر آخر مالزم له وهو املكان، فالعالقة اليت تربط الزمن باملكان هي عالقـة منهما يكمل اآلخر، ومن مث ال وجود ألحدمها دون األخر؛ مبعىن أن هذه العالقة أساسية ألنها تشـخص تكامل، فكل

جدلية يف احلياة، وتشخص جدلية الواقع الروائي يف حد ذاته. وقد يستحيل تناول أحدمها مبعزل عن اآلخر، وإن مسحنـا وعندما نتحدث عن املكان، تتبـادر إىل أذهاننـا 4 غري.ألنفسنا ذا األمر، فإمنا يكون ذلك على املستوى اإلجرائي ال

مباشرة كلمة زمن، وكأن الثاين يكمل األول، واألول ال يستغين عن الثاين، حىت أن الدراسات احلديثة اختصـرما يف اشر، مـن كلمة واحدة هي الزمكان، على الرغم من أن املكان يدرك إدراكا حسيا مباشرا، والزمن يدرك إدراكا غري مب

5خالل فعله يف األشياء. فهما عنصران يتدخالن تدخال مباشرا ومتكامال يف شخصيات القصة وأحداثها. دراستنا على النظريـة البنيويـة ننا سنقتصر يفلزمن السردي، وتوضيح إشكاليته، فإوإلن تعددت اإلسهامات يف حتليل ا

لدراسة الزمن، واملتمثل يف الترتيب والدميومة Gérard Genette التقسيم الثالثي الذي وضعه جريار جينيت املتمركزة يف(الكاذب) طبقا ملا يبدو يل حتديـدات 6سندرس العالقة بني زمن القصة وزمن احلكاية " ر، حيث يقول يف كتابه:والتوات

أساسية ثالثة هي: الصالت بني الترتيب الزمين لتتابع األحداث يف القصة، والترتيب الزمين الكاذب لتنظيمها يف احلكاية... احلكاية، والصالت بني املدة املتغرية هلذه األحداث أو املقاطع القصصية و املدة الكاذبة (يف الواقع طول النص) لروايتها يف

العالقات بني قدرات تكرار القصة وقدرات –بعبارة تقريبية فقط –وأعين صالت السرعة... وأخريا صالت التواتر أي حيث جنده يف هذا املوضع حيدد القضايا الثالثة الكربى لدراسة البنية الزمنية للخطاب السردي، واليت 7تكرار احلكاية..."

الروائي على وجه اخلصوص. ى البناء الزمين للخطابيقدم توافرها بالغة مجالية عل :L'ordre temporel )الزمين (النظام) أ) الترتيب

الثنائية الزمنية اليت تكشف عن التعارض بني زمن القصة وزمن السرد (زمن اخلطاب)، أهم مـا مييـز عد جريار جينيتالسرد األديب، من ناحية مستويات إعداده اجلمايل، عن غريه من األنواع السردية األخرى كالسـرد الشـفوي وسـرد

قاطع الزمنية يف اخلطاب السردي بنظام األحداث أو املحيث إن دراسة النظام الزمين لقصة ما، هو مقارنة ترتيب 8األفالم.ترتيب هذه األحداث يف احلكاية (كما جرت)، وتستدعي هذه املقارنة وجود نقطة تكون نقطة الصفر اليت يتفق فيهـا

مر ال ن هذه النقطة هي نقطة انطالق رواية األحدث، وإذا كان الترتيب القصصي واضحا، فإن األوالزمنان، وغالبا ما تك

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

142

خيتلف بالنسبة للترتيب الزمين، إذ إن اإلشارات الدالة على الزمن كفيلة بتوضيح غوامضه. وال ميكن أن يتحد النظامان أو يتفقا، إال إذا كان ترتيب األحداث يف القصة موافقا لترتيبها يف اخلطاب، فأما االختالف فيأخذ صورتني؛ فهو إما رجوع

لسرد بالنسبة للتطور الزمين للحدث، أو استباق هلذا التطور، أي تقدم يف السرد على حسـاب إىل الوراء أي تأخر يف ا وهاتان الصورتان ما يصطلح عليهما باالسترجاع واالستباق. 9التسلسل الزمين.

Temps de l'histoire et temps du narrationالسرد/اخلطاب زمن القصة وزمن) 1ن وقوعها. ففـي الطبيعي واملنطقي الذي ختضع له األحدث، والذي عادة ما يرتبط بزم يقصد بزمن القصة ذلك الترتيب

وهو تاريخ بناء هاجوب يعقوبيان لعمارة حتمل امسه 1934يتحدد زمن القصة بني 10لعالء األسواين (عمارة يعقوبيان)وهو ما تزامن مع املظاهرات - 1990يج . و بداية التسعينيات مع حرب اخلل-باعتبار أن السارد قدم لنا هذا احلدث -

وهو نقطة اية األحداث. لـنالحظ أن زمـن 2002وصوال إىل -الطالبية اليت شارك فيها طه الشاذيل وموته بعدها القصة احنصر يف هذه الفترة اليت عاشها أبطال الرواية مواكبني أحداثها.

ألحداث والذي ال يتقيد بترتيبها املنطقي التسلسـلي، فيتالعـب أما عن زمن اخلطاب فهو زمن السرد أي زمن تقدمي ابترتيب األحداث، وزمن اخلطاب زمن متأخر عن زمن القصة، إذ تكون األحداث قد اكتملت بشكل ائي، ما يتـيح

اخلطايب لترتيبإىل ذلك ا مكانيات التالعب يف تقدميها. وهنا جتدر اإلشارةإ -أو الكاتب الذي يوظف ساردا -للسارد والذي متيز بتجزئة األحداث إىل مقاطع متفرقة لكنها يف نفس الوقت تسرد يف شـكل الذي متيزت به (عمارة يعقوبيان)

خطي، ما جعل الرواية يف زمن خطاا حتترم كثريا زمن القصة، وساعد على هذا التوظيف املتكرر للمشاهد واحلوارات. األحداث يف خطاب هذه الرواية سنصل إىل أن السارد سار على حنو حمدد يف تقـدمي حيث إننا إذا أمعنا مالحظة ترتيب

األحداث؛ إذ يقدم احلدث ويقطعه مث يبدأ حدثا جديدا ويقطعه مث يبدأ حدثا ثالثا أو يعود ملواصلة احلدث األول. 2د 3أ 2ب 1د 2ج 2أ 1ج 1ب 1أ

... وزعت على اخلطاب يف ترتيبات متباينـة. 3.2.1على أن األحداث أ.ب.ج... تقسم إىل أجزاء أو مقاطع سردية كمـا ، أوقازمن القصة وزمن اخلطاب) ما يعرف باالسترجاع واالستب( ينتج عن اختالف ترتيب الزمننيوكما اشرنا

. يصطلح عليهما معا باملفارقات الزمنية La Rétrospection االسترجاع) 2-1

يعد االسترجاع من أهم قضايا الزمن والسرد عموما، ألن السارد وهو يقدم القصة يبنيها على استرجاع القصة كاملة أو متعـارف عليـه واالسترجاع يستحضر يف الذهن ما هو 11على معظمها ومن مث يقوم بعملية انتقاء لألحداث وترتيبها.

12عندما يتم توقف تقدم القصة من اجل تقدمي شيء هو سابق زمنيا.وذلك (flashback)بالفالش باك استحضار حدث كان قد جرى سابقا، فيتم إعادته إىل السرد، كما هو يف الفقرة التالية " .. لكنها فاملقصود باالسترجاع

أخذت تتذكر وجه أمها من ناحية أخرى مل يعد بإمكاا التراجع، ومل تعد حتتمل شعورها باإلمث فبدأت تقاومه بضراوة.حيث استرجعت بثينـة أحـداثا 13وهي ختربها بأنها ختدم يف البيوت، وتستعيد كلمات فيفي عن الدنيا وكيف تسري. "

.اكالم والدا وحديثها مع صديقتهوقعت معها سابقا، منها L'Anticipationاالستباق: ) 2-2

حيث يتعرف 14احلكي من أجل تقدمي أحداث سوف حتدث مستقبال. اروس االسترجاع؛ أي التوقف يف مسوهو معكتقدمي حدث مل يبلغه السرد بعد، أي من املفترض أنـه ىن عمب 15القارئ على وقائع قبل حدوثها الطبيعي يف زمن القصة

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

143

دا على السرير " كان األب راق هذا املوضع من الرواية مه لنا السارد قبل أوانه. كما هو واضح يفسيحدث الحقا. فيقديف جلبابه األبيض، وقد سكن جسده متاما واكتسى وجهه بلون أزرق كآيب. وعندما أحضروا طبيب اإلسعاف ( وكان شابا مرتبكا ) كشف عليه بسرعة، مث أعلن النبأ احلزين. فتصاعدت صرخات البنات، وراحت أمهن تلطم وجهها بقوة

ت تلميذة يف دبلوم التجارة، وكانت لديها أحالمها للمستقبل اليت ال حىت سقطت على األرض، كانت بثينة يف ذلك الوقتشك حلظة يف إمكانية حتقيقها، ستتخرج وتتزوج من حبيبها طه الشاذيل بعد خترجه يف كلية الشرطة، سيسكنان شـقة

شيء لكن األب فسيحة الئقة بعيدا عن السطح، سيكتفيان بولد وبنت حىت يتمكنا من تربيتهما. كانا متفقني على كلوز السرد حدث وفاة الوالد قافزا كيف جتاحيث نالحظ هنا 16.ترك األسرة يف العراء."مات فجأة وانقضت فترة احلداد لت

ىل ما كانت حتلم به بثينة للمستقبل. إ : La Duréeالدميومة (املدة) ب)

من حيث العالقة بني الزمن واملقاطع اليت تعطي هذه الفترة، ومدى التطابق بينهما، علما أن ختتلف طبيعة النص الروائيذكر يف كلمات النص، ليستطيع الباحث التطابق الكامل ال وجود له يف الواقع، وأن الزمن الطبيعي لوقوع األحداث، ال ي

يف عدد كبري من الصفحات يؤدي إىل إيقاع خمتلف عن زمنية قصريةفترة أن يتبين نسبته الصحيحة، فال شك أن تقدمي معاجلة فترة زمنية طويلة ممتدة يف بضعة أسطر، فإذا طالت الدميومة يف السرد قصرت يف احلقيقة. والدميومة هـي تلـك

صي الذي العالقة اليت تربط بني زمن القصة الذي يقاس بالثواين والدقائق والساعات واأليام والشهور، وطول النص القصفـإذا 17يقاس باألسطر والصفحات اجلمل والفقرات، مما يقودنا إىل استقصاء السرعة والتغريات اليت تطرأ على نسـقه.

كانت العالقة بني األحداث يف القصة وتسلسلها يف اخلطاب ممكنة التحديد، فإن األمر خيتلف بالنسبة للعالقة بني الفترات ة وتلك تقابلها يف اخلطاب، ألن فترة اخلطاب مستحيلة القياس، ما هي يف الواقع سوى اليت تستغرقها األحداث يف القص

، وهي فترة ختتلف من شخص إىل آخر. ويعود سبب استحالة القيـاس إىل عـدم رة اليت تستغرقها قراءة نص الروايةالفتوهذا التفـاوت 18يقية والفترة املتخيلة.الدرجة الصفر أو نقطة التطابق بني الفترة احلق ةوجود نقطة مرجعية تكون مبثاب يشكل لنا مفهوم سرعة السرد

سرعة السرد: يعتمد حتديد العالقة بني القصة واخلطاب على قياس سرعة السرد، وهي سرعة متغرية وغري قارة، ألن القصة ال ميكن أن تكون خالية من آثار اإليقاع الزمين؛ فالسارد يهتم ببعض الفترات دون غريها، فيطب يف تفصـيل بعـض األحـداث

من الزمن احلكائي أحداثا بأكملها، دون أن يكلف نفسه عنـاء واملشاهد، بينما يسرد البعض اآلخر بإجياز، وقد يقطع متكننا حدد جريار جينيت هذه األشكال، حيث 19اإلشارة إىل هذا االقتطاع، فالسرد يف حركيته يأخذ أشكاال متعددة.

قية، مبعىن أن معرفة سرعة األحداث من خالل املدة اليت يستغرقها سردها باملقارنة مع األحدث يف مدة وقوعها احلقي منأربعة أشكال حسب جينيت تقدمي السارد للحدث القصصي قد يسرع أو يبطئ من حيث املدة. وتتخذ السرعة السردية

اثنان منهما للتسريع، واثنان للتبطيء. :Le Sommaire اخلالصة) 1اختزاهلا يف هر أو ساعات، يتم جرت يف سنوات أو أشوتعتمد اخلالصة يف احلكي على سرد أحداث ووقائع يفترض أنها

، حيث تصبح مدة السرد من أشكال تسريع السرد وهي 20صفحات أو أسطر أو كلمات قليلة دون التعرض للتفاصيل.تتجسد اخلالصة يف بعض املواضع منها: " ومنذ ويف (عمارة يعقوبيان) 21م ق).‹ (اخلطاب) أصغر من مدة القصة، (م س

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

144

اش أبسخرون أبعاد املوقف، بعد عشرين عاما من العمل مع زكي بك، أصبح أبسخرون يفهـم الوهلة األوىل أدرك الفر فقد مت تلخيص فترة كاملة مدا عشرون سنة يف مجلة واحدة. 22أحواله بنظرة واحدة.."

: L'ellipseاحلذف: ) 2ويكتفـى 23أي إشارة إليها.ويسميه البعض بالقطع، وهو من أشكال تسريع السرد، وهو جتاوز فترة زمنية كاملة دون

هو بتر مرحلة كاملة من السرد، تتم اإلشارة إليهـا دون ف 24."...أخلت سنوات" أو "بعد زمن طويلعادة بالقول "مرر، وهنا يتم تسريع السرد (م بعداخلوض يف األحداث الواقعة خالهلا، أو حىت تقدمي ملخص هلا. وقد يعود إليها السارد فيما

هو متجل يف الفقرة هذه " .. املسنون يف شارع سليمان باشا يذكرونه وهو جالس على األرض وأمامه كما م ق).‹ س صندوق خشيب صغري حيث بدأ بتلميع األحذية، وعمل فترة كفراش يف مكتبة بابيك، مث اختفي بعد ذلك أكثـر مـن

صة احلاج حممد عزام دون أن خيربنا فقد حذف السارد فترة كاملة من ق 25عشرين عاما وظهر فجأة وقد حقق الثروة. " مبا جرى خالهلا.

Le Scène املشهد) 3املشهد املقطع احلواري الذي ميثل بشكل عام اللحظة اليت يكاد يتطابق فيها زمن السرد مع زمن القصة، من حيث بيقصد

ميكن أن فل أن احلوار الواقعي الذيينبه إىل أنه ينبغي دائما أن ال نغ املدة الزمنية. وإن كان الناقد البنيوي جريار جينيتيدور بني أشخاص معينني، قد يكون بطيئا أو سريعا، حسب طبيعة الظروف احمليطة، كما أنه ينبغي مراعـاة حلظـات

فاملشـهد 26على الدوام.الصمت أو التكرار. مما جيعل االحتفاظ بالفرق بني زمن حوار السرد وزمن حوار القصة قائما يشكل بؤرة احلدث القصصي، وفيه يتم تبطيء السرد ليتساوى مع احلدث القصصي (م س = م ق). واملشهد أكثر تقنية

هذا الذي نرى فيه طه الشاذيل وهـو من املشاهد يف (عمارة يعقوبيان)تصادفنا أثناء قراءة الرواية، ألنه يتضمن احلوار، وحان اللتحاق بكلية الشرطة " .. وبدا الرضا واضحا على وجوه املمتحنني حىت أن اللواء الرئيس هز يقف أمام جلنة االمت

رمني فوجـده رأسه مرتني مؤمنا على إجابة طه مث تكلم ألول مرة فسأل طه ماذا يفعل إذا ذهب إىل القبض على أحد اأعد إجابته لكنه تظاهر بالتفكري قليال ليضاعف التأثري على أحد أصدقائه من أيام الطفولة ..؟ كان السؤال متوقعا لطه وقد

املمتحنني مث قال: يؤدي واجبه يا فندم سيادتك الواجب ال يعرف أصحاب أو أقارب، رجل الشرطة مثل اجلندي يف املعركة عليه أن -

بغض النظر عن أي اعتبار آخر.. يف سبيل اهللا والوطن.ب صريح وساد صمت ما قبل النهاية وتوقع طه أن يصدر األمر باالنصراف لكن اللواء ابتسم اللواء وهز رأسه يف إعجا

الرئيس حدق فجأة يف األوراق وكأنه اكتشف شيئا حىت أنه رفع الورقة قليال ليتأكد مما قرأ مث سأل طه وهو يتحاشـى النظر إىل عينيه :

أنت والدك مهنته إيه يا طه ؟ - موظف يا فندم - : اء األوراق من جديد وسألهحص اللوتف موظف.. أم حارس عقار ؟ -

:سكت طه حلظة مث قال بصوت خافت .والدي حارس عقار يا فندم -

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

145

ابتسم اللواء الرئيس وبان عليه احلرج مث احنىن على األوراق وسجل شيئا بعناية ورفع رأسه بنفس االبتسامة وقال :كان منعطفا يف حياة طه الشـاذيل، ذلـك هميثل هذا املشهد املقتضب بؤرة القصة ألن 27.شكرا يا بين.. انصرف. " -

الشاب الذي كان يتمىن االلتحاق بكلية الشرطة، فرفض ألن والده حارس عقار. ومن هنا تغريت كل حياته وأصبح يكره إىل حد كبري مع احلدث كما وقع والفضل النظام أشد الكره. إن املتأمل يف هذا املشهد يالحظ بطء السرد الذي تساوى

يعود إىل احلوار. : La Pause الوقفة) 4

كوما يشتغالن علـى ، مع املشهد ترك يف صفة التبطيء، فهي تشزتبطيئه الوقفة شكل آخر من أشكال تعطيل السردوحتدث الوقفة عندما ينتقل 28حساب الزمن الذي تستغرقه األحداث، وذلك بتعطيل زمن السرد وتعليق جمرى القصة.

عجلة األحداث عند نقطة معينة، فتتوقف 29السارد إىل الوصف الذي يقتضي قطيعة يف السريورة الزمنية فيعطل حركتها.تعددت الوقفات م ق). ويف (عمارة يعقوبيان) › وهنا تصبح مدة اخلطاب أكرب من مدة القصة (م س، ليعود إليها الحقا

ف والتشويق واالنتقال من حدث إىل آخر. والوقفة تتجسد يف هذا املقطع لدواع خمتلفة كالوصفكر املليونري هاجوب يعقوبيان، عميد اجلالية األرمينية يف مصر آنذاك، يف إنشاء عمارة سكنية حتمـل 1934" يف عام

شهري وضع هلـا تصـميما امسه فتخير هلا أهم موقع يف شارع سليمان باشا وتعاقد على بنائها مع مكتب هندسي إيطايلمجيال: عشرة أدوار شاهقة من الطراز األورويب الكالسيكي الفخم: الشرفات مزدانة بتماثيل إغريقية منحوتة على احلجر واألعمدة والدرجات واملمرات كلها بالرخام الطبيعي واملصعد ماركة شنلدر على أحدث طراز. استمرت أعمال البنـاء

فنالحظ يف هذا املقطع توقيف السرد واللجوء 30حتفة معمارية لدرجة جاوزت كل توقع."عامني كاملني خرجت بعدها 31 إىل الوصف التوضيحي لتقريب شكل العمارة إىل ذهن القارئ.

: La Fréquence narrative التواتر السرديج) جينيت أربع حاالت للتواتر حيث حيصي جريار 32يقصد بالتواتر يف السرد جمموع عالقات التكرار بني القصة واخلطاب.

فقد يسرد اخلطاب مرة واحدة ما حدث مرة واحدة، أو أكثر من مرة ما حدث أكثر من مرة، أو أكثر من مرة ما حدث وهو مقولة تقع ضمن إطار البحث يف زمنية القصص، على الرغم 33مرة واحدة، أو مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة.

زمنية أم أسلوبية، على اعتبار التواتر هو عالقات التكرار بني القصة واخلطـاب ر مقولةقوع االختالف يف عد التواتمن ووهذا التكرار أو التواتر ذو طابع زمين وعددي أيضا، لذا أكد جينيت على عده مظهرا من املظاهر األساسية لزمن السرد،

ية أو ذاتية نفسية، من خالل التقلـب وال مينع ذلك من أن يكون مظهرا أسلوبيا، يكشف عن دالالت خمصوصة موضوع 34عالقات التواتر يف السرد. –املذكورة –على احملاور األربعة

حتددها يف أربعـة -سابقا كما أشرنا -وميكن املعبر عنها يف اخلطاب،توى تتم دراسة تكرارات األحداث، يف هذا املس : أوجه هي

ا هو يف هذا املقطع " يف املساء قبل أن يـأوي إىل فراشـه يعـد ما حيدث عدة مرات ويعبر عنه مرة واحدة: كم - 1أبسخرون نقوده مرتني بعناية مث خيرج القلم الكوبية الصغري الذي يضعه دائما حتت أذنه ويكتب رصيد مكسبه ويطرح منه

واحدة.التعبري عنه يف اخلطاب مرة و ذكره فهذا احلدث وقع مرارا وتكرارا يف حني مت 35جزء االدخار.."طالل، فهي حدث تكـرر ما حيدث عدة مرات ويعرب عنه عدة مرات، كاللقاءات اجلنسية اليت كانت جتمع بثينة ب – 2

أكثر من مرة ومت ذكره يف السرد أكثر من مرة " .. يف اليوم الثالث يئها كانت ساعة العصر، واحملل خال من الزبـائن

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

146

ي يشرح هلا أنواع البضاعة، تبعته بثينة صامتة وحملت ظل ضحكة ساخرة على وطلب منها طالل أن تصحبه إىل املخزن لكيف شارع ضي بالعمارة ااورة حملل األمريكينيوجه فيفي وبقية البنات، كان املخزن عبارة عن شقة كبرية يف الدور األر

سيء اإلضاءة والتهوية ومتكدسا سليمان باشا، أدخلها طالل وأغلق الباب من الداخل وتلفتت حوهلا، كان املكان رطبا حت بصناديق البضاعة املتراصة حىت السقف، وكانت تدرك ما هي مقدمة عليه، وقد استعدت يف طريقها إىل املخزن، فرا

وحـني طرة حتافظ على نفسها وعملها معا،أخوتك يف حاجة لكل قرش، والبنت الشاتستعيد يف ذهنها كلمات أمها: انتابتها مشاعر قوية ومتضاربة، العزم على أن حتسن استخدام الفرصة املتاحة، واخلوف الـذي اقترب منها األستاذ طالل

كان برغم كل شيء يعتصرها، وجيعلها تلهث وتشعر مبا يشبه الغثيان. كان هناك أيضا فضول خفي يلح على ذهنها كي حياول تقبيلها مباشرة ؟ وجاءا اإلجابة تعرف كيف يتصرف األستاذ طالل معها، هل يغازهلا ويقول هلا أحبك مثال، أم

هذا املقطع يعرب عن املرة األوىل اليت ذهبت فيها بثينة 36.".سريعا فقد انقض عليها طالل من اخللف، احتضنها بقوة آملتها.تح مع طالل إىل املخزن، وتكرر الذهاب ليتكرر ذكر احلدث يف أكثر من موضع، كما هو يف ".. واحلق أن بثينة مل تـر

ه يتحدث إليها بأدب مما يقطع عليها أبدا إىل مالك، ومل تستطع أيضا أن تصدها متر أمامه كل يوم وألنه جارهم وألنه ألنفرصة مهامجته كما أنها استسلمت للحديث معه أساسا، ألن شيئا كاشفا نافذا يف سلوكه معها جيعلها تـذعن.. كـان

هـذه ري باالستقامة فقد عرفت كل شيء.ال تتظاهنظراته تصل إليها وتقول: صوته وحيدثها يف أي موضوع بينما نربة ويتم ذكر 37الرسالة غري املنطوقة ظلت تتضح وتقوى حىت تساءلت يف نفسها إن كان طالل قد أفشى سر عالقتهما.."

مث متد يـدها طالل... تعرى أمامتيف قوله " دفنت إىل األبد اإلحساس باإلمث الذي كان ينتاا وهي ث مرة أخرى داحل وهكذا يتكرر ذكر احلدث يف مواضع خمتلة. 38لتقبض الثمن عشرة جنيهات."

ما حيدث مرة واحدة ويعرب عنه عدة مرات: خري مثال عن هذا النوع من التواتر يتجلى يف تعذيب طـه يف قسـم - 3ه حدثا مهيمنا بصفة قويـة علـى الشرطة، فهو حدث جرى مرة واحدة لكنه تكرر عدة مرات يف السرد، وهذا ما جيعل

كما يتجلى يف " .. وكأنها كلمة السر ما إن نطق ا الضابط حىت االت الضربات من كل اجتاه على طه جمرى القصة،وقاومهم بكل قوته لكنـهم لبابه وتنتزع عنه مالبسه...مث ألقوا به منكفئا على األرض، وبدأت أكثر من يد تكشف ج

فأخذ يصرخ.. صرخ بأعلى صوته. صرخ حىت يدان غليظتان....ا جسده بأيديهم وأقدامهم، وامتدت تكاثروا عليه وثبتوإعادته إىل السرد أكثر من ذكره وميثل هذا املقطع سردا للحدث وتعبريا عنه ساعة حدوثه. ليتم 39شعر حبنجرته تتمزق.

قوله " وكأن طه ينتظر كلمة الشيخ ليفرج عن أحزانه فقال بصوت أجش: يالحظ يف مرة، مثللقد أذلوين يا موالنا لدرجة أني أحسست أن كالب الشوارع عندها كرامة أكثر مني، تعرضت إىل أشياء مل أكـن -

أتصور أن مسلما يفعلها أبدا . ليسوا مسلمني بل هم كفار بإمجاع الفقهاء. -فار.. أوليس لديهم ذرة من الرمحة؟.. أليس لديهم أوالد وبنات وزوجات حيبوم ويشفقون عليهم؟ حىت ولو كانوا ك -

ط عيد ذكر احلدث " تقدم طه إىل الضـاب وقبل اية الرواية أ 40.لو أني اعتقلت يف إسرائيل ملا فعل اليهود يب ذلك..." :وسأله بصوت جهد كي يبدو طبيعيا

ن شارع عاكف يف أي ناحية؟م 10من فضلك يا أستاذ رقم - ، ومتتم وهو يتقدم ناحية السيارة: يتوقف الضابط، أشار إليه بتعالمل الناحية دي.. -

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

147

فهي 41هو دون أدىن شك.. ....طاكان هو.. هو الذي أشرف على تعذيبه، الذي أمر اجلنود بضربه ومتزيق جلده بالسي تكرارات ملا وقع مرة واحدة.

قتل حدة ويعرب عنه مرة واحدة: مثل الشجار الذي حدث بني حامت الرشيد وعبد ربه والذي انتهى مبما حيدث مرة وا – 4ا غليظا صدر صوت" .. ظل عبده واقفا يف وسط احلجرة حىت استجمع األمر يف ذهنه مث أ ، ويتمظهر يف الفقرة التاليةحامت

بيديه وقدميه مث أمسك برقبته وأخذ يضرب رأسه أشبه حبشرجة حيوان متوحش غاضب وانقض على حامت يركله ويلكمه فهذا حدث جرى مرة واحدة وق 42بدمه ينبثق حارا لزجا على يديه. " يف اجلدار بكل قوة حىت أحسم لنا يف اخلطاب د

مرة واحدة. خامتة:

اخلطاب الروائي بالغـة ردي، حيث يكسب يف ختام هذه القراءة خنلص إىل القول إن الزمن ميثل أهم مكونات البناء السومجالية تتمظهران يف القدرة على جتاوز النظام الزمين الطبيعي لألحداث والوقائع، والتالعب يف ترتيبها وتسلسلها، فتخلق

طاب الروائي، وهذا بفضل تقنـييت االسـترجاع قصصي الواحد داخل مبىن اخلبذلك أكثر من احتمال لتقدمي احلدث اليء سرد احلدث داخل املنت تبطأشكال سرعة السرد (اخلالصة واحلذف واملشهد والوقفة) إمكانية واالستباق. كما تتيح

أو تسريعه، باملقارنة مع مدته الطبيعية. يف حني تسمع شساعة الرقعة اخلطابية جلنس الرواية مبمارسـة التـواتر الروائي السردي، حيث يتم تكرار األحداث وفق الوجوه األربعة للتواتر.

اهلوامش:، ص 1993، صيف 12عبد العال بوطيب: إشكالية الزمن يف النص السردي، جملة فصول، اهليئة املصرية العامة للكتاب، ع 1

120 41، ص هيثم احلاج علي: آليات بناء الزمن يف القصة القصرية املصرية يف الستينيات 2 26وظ، ص ينظر سيزا أمحد قاسم: بناء الرواية، دراسة مقارنة لثالثية جنيب حمف 3حلسن كرومي: حركية الزمان وجدليات املكان يف رواية الزلزال، قراءة سيميائية، جملة إبداع (إلكترونية)، مجعية رضا حوحو، 4

1998، 3بشار، ع 30أوريدة عبود: املكان يف القصة القصرية اجلزائرية الثورية، دراسة بنيوية لنفوس ثائرة، ص 5ب الذي سنتحدث عنه يف عنصر الترتيب، حيث نعتمده يف دراستنا ألننا وجدناه يف الطبعة األصلية املقصود باحلكاية هو اخلطا 6

، ويف بعض الدراسات وجدناه حتت اسم سرد، يف حني أن جريار جينيت يفرق بني املصطلحات الثالثة Discoursباللغة الفرنسية .Le Récit(قصة، خطاب، سرد) وجيعلها مكونات ملسمى واحد هو احملكي

47 - 46جريار جينيت: خطاب احلكاية، ص 78 Voir Gerard Genette: Figures III, pp 77 - 78

45إبراهيم صحراوي: حتليل اخلطاب األديب، دراسة تطبيقية، رواية جهاد احملبني جلورجي زيدان منوذجا، ص 9(عمارة يعقوبيان) جناحا 1957ماي 26من مواليد عالء األسواين 10 مبصر، وهو طبيب أسنان وروائي المع حققت روايته

كبريا، فترمجت إىل عدة لغات وحولت إىل مسلسل تلفزيوين وفيلم سينمائي، وله أيضا جمموعتان قصصيتان (الذي اقترب ورأى) و(مجعة منتظري الزعيم)

115اء الزمن يف القصة القصرية املصرية يف الستينيات، ص ينظر هيثم احلاج علي: آليات بن 11

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

148

119وائل سيد عبد الرحيم سليمان: تلقي البنيوية يف النقد العريب، نقد السرديات منوذجا، ص 12 67، ص عالء األسواين، عمارة يعقوبيان 13 121وائل سيد عبد الرحيم سليمان: تلقي البنيوية يف النقد العريب، ص 14 74من منظور النقد األديب، ص حلميداين: بنية النص السرديمحيد 15 59عالء األسواين: عمارة يعقوبيان، ص 16 116حكيمة بوقرومة: منطق السرد يف سورة الكهف، ص 17 71إبراهيم صحراوي: حتليل اخلطاب األديب، ص 18 72املرجع نفسه، ص 19 76، ص من منظور النقد األديب محيد حلميداين: بنية النص السردي 20 أصغر. ‹ ) أكرب، و( › ) سنتعامل مع الرموز على النحو اآليت: (م س) تعين مدة السرد، يف حني تعين (م ق) مدة القصة، ( 21 16عالء األسواين عمارة يعقوبيان، ص 22 143عمر عبد الواحد: بنية اخلرب، دراسة يف طوق احلمامة، ص 23 77من منظور النقد األديب، ص بنية النص السردي حلميداين:محيد 24 71عالء األسواين: عمارة يعقوبيان، ص 25 78ص، محيد حلميداين: بنية النص السردي 26 83 – 82عالء األسواين: عمارة يعقوبيان، ص 27 175الشخصية، ص –الزمن –حسن حبراوي: بنية الشكل الروائي، الفضاء 2829 Gérard Genette; Figures III, p94 21 – 20عالء األسواين: عمارة يعقوبيان، ص 30مييز نقاد السرديات بني نوعني للوصف؛ الوصف التفسريي التوضيحي الذي يقوم بوظيفة ما داخل احلكي، والوصف اجلمايل 31

ألتزييين الذي تنحصر غايته يف تزيني شكل السرد.32 Gérard Genette; Figures III, , p145 33 Ipid, p 146

232ناهضة ستار: بنية السرد يف القصص الصويف، املكونات والوظائف والتقنيات، ص 34 40عالء األسواين: عمارة يعقوبيان، ص 35 66 – 65، ص املصدر نفسه 36 147نفسه، ص املصدر 37 225نفسه، ص املصدر 38 216املصدر السابق، ص 39 236نفسه، ص املصدر 40 342ص املصدر نفسه، 41 334املصدر نفسه، ص 42

قائمة املصادر واملراجع: .2006، يناير 1: عمارة يعقوبيان، مكتبة مدبويل. مصر، طعالء األسواين - .1990، 1الشخصية، املركز الثقايف العريب، بريوت، ط –الزمن –حبراوي حسن: بنية الشكل الروائي، الفضاء -

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

149

.1993، صيف 12النص السردي، (جملة فصول) اهليئة املصرية العامة للكتاب، ع بوطيب عبد العال: إشكالية الزمن يف - .2011ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، بوقرومة حكيمة: منطق السرد يف سورة الكهف، -وراه يف النقد رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتاحلاج علي هيثم: آليات بناء الزمن يف القصة القصرية املصرية يف الستينيات، -

بإشراف أ.د صالح السروي، كلية اآلداب، جامعة حلوان، مصر، د.ت.جينيت جريار: خطاب احلكاية. حبث يف املنهج، ترمجة حممد معتصم وعبد اجلليل األزدي وعمر حلي، الس األعلى للثقافة -

.1997، 2(املشروع القومي للترمجة)، القاهرة، طيف القصص الصويف، املكونات والوظائف والتقنيات، منشورات إحتاد الكتاب العرب، دمشق، ستار ناهضة: بنية السرد -

2003. ، دار العلم واإلميان للنشر والتوزيع، كفر سليمان وائل سيد عبد الرحيم: تلقي البنيوية يف النقد العريب، نقد السرديات منوذجا -

.2008، 1مصر، ط –الشيخ .1984واية، دراسة مقارنة لثالثية جنيب حمفوظ، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، سيزا أمحد قاسم: بناء الر -، 1صحراوي إبراهيم: حتليل اخلطاب األديب دراسة تطبيقية، رواية جهاد احملبني جلورجي زيدان منوذجا، دار اآلفاق، اجلزائر، ط -

1999. .2004مة البن حزم، دار اهلدى للنشر والتوزيع، املنيا (مصر)، عبد الواحد عمر: بنية اخلرب، دراسة يف طوق احلما -عبود أوريدة: املكان يف القصة القصرية اجلزائرية الثورية، دراسة بنيوية لنفوس ثائرة، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع، -

.2009، 1اجلزائر، طقراءة سيميائية، (جملة إبداع إلكترونية)، مجعية رضا حوحو، كرومي حلسن: حركية الزمان وجدليات املكان يف رواية الزلزال، -

.1998، 3بشار، ع، 3من منظور النقد األديب، املركز الثقايف العريب للطباعة والنشر والتوزيع. الدار البيضاء، ط حلميداين محيد: بنية النص السردي -

2000. - Gérard Genette: Figures III, Ed Cérès , Tunis, 2ème pub, 1993.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

150

جدلية التاريخي والمتخيل في رواية " كتاب األمير" لواسيني األعرج د.طانية حطاب

جامعة مستغانم ملخص املقال:

لقد عملت الرواية اجلزائرية يف قول مضامينها أحيانا على استحضار التاريخ بشخصياته ووقائعه اليت طبعت املاضي وظلت راسخة يف الذاكرة اجلماعية لألمة. وهي إن تفعل ذلك، إنما تفعله بغية مساءلة احلاضر عرب استنطاق املاضي، مث إن نزوع

ريخ دون إعادته هلو ملمح من مالمح التجديد والتجريب الروائيني، وهو أمر فيه من بعض الروائيني اجلزائريني حنو التاالصعوبة القدر الكبري، إذ ليس من اليسري على الروائي أن يستحضر تارخيا مضى يشتغل عليه وفق آرائه ومنظوره اخلاص

تاريخ كما هو. دون أن يكون يف حتد دائم مع املؤرخ الذي يكون مهه األوحد واألكرب كتابة الحتاول هذه الورقة أن تبين عالقة الرواية بالتاريخ باعتباره مصدرا مهما تستقي منه مادا، وتربز كيفية اشتغاهلا عليه من خالل قراءيت لرواية " كتاب األمري " لواسيين األعرج، هذه الرواية اليت ترتع حنو التاريخ وتغرف منه دون أن تتنازل

ال عن املتخيل فيها.عن سرديتها، و املقال:

الرواية اجلزائرية وتاريخ الثورة: -تعد الرواية اجلزائرية حديثة العهد إذا ما قورنت مع نظريتها املشرقية، جاءت تلبية حلاجات سياسية واجتماعية وثقافية

حرب التحرير، فال تكاد خترج شهدها اتمع اجلزائري. وهي رواية حتكي ما عاناه الشعب اجلزائري من آالم وحمن أثناء روايات الستينات والسبعينات عن هذا املضمون حىت وإن حاول أصحاا التخلي أو اخلروج عنه، فهو يفرض نفسه باستمرار سواء كان ذلك على الكاتب أم على القارئ، وكأن الثورة يف األدب اجلزائري أصبحت خاصية فيه " بوصفها

تابة أو هي تتحرك فيه. والواقع أن هذه الظاهرة ال تدعو إىل الغرابة ما دامت اجلزائر حديثة هاجسا أساسيا حيرك عملية الكعهد حبرب التحرير، وما دام طابع عصرنا كله طابعا حتريريا. ولعل أدباء كثريين يكتبون عن الثورة ال عن قناعة وإميان،

ه مل تعد تكتسب يف الوقت احلاضر إال باملرور عرب بل يكتبون عنها مضطرين، ألن قيمة العمل األديب أو شرعية وجود 1جسر الثورة."

إن العالقة بني الرواية اجلزائرية والثورة عالقة محيمة، باعتبار الثورة جزءا هاما وأساسيا من التاريخ الوطين الذي يعد هو ريني مع التاريخ تعامل فيه الكثري من بدوره مكونا من مكونات اهلوية الوطنية. وهلذا، نرى أن تعامل الروائيني اجلزائ

التقديس، كيف ال وهو تاريخ أمة مناضلة جماهدة دفعت النفس والنفيس من أجل حترير أرضها من طغيان املستعمر الفرنسي.

من غري أن هذا التعامل الذي جيمع بني الرواية كمتخيل والتاريخ كمرجع وواقع مل يكن هينا، إذ جيد فيه الروائي الكثري العسر والصعوبة، فهو يف حتد دائم مع املؤرخ الذي يكون شغوفا بتدوين التاريخ الرمسي، تاريخ النصر واهلزمية.

" صحيح أن التاريخ يفتح أبوابه للروائي، لكنه يفعل ذلك مبكر كبري، إذ مبقدار ما تكون املادة التارخيية متاحة، ويف بعض ، وبالتايل النتيجة، تتوقفان على الطريقة اليت يتعامل ا الروائي مع هذه املادة. متاما األحيان مطواعة، إال أن األمهية

كخشب الغابات املوجود بكثرة يف الطبيعة، غري أن معظمه يذهب وقودا، والقليل منه يتحول إىل متاثيل ومنحوتات .2ليسافر يف التاريخ من جيل إىل آخر، ويبقى دليال على عبقرية اإلنسان"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

151

فالتاريخ مبا حيويه من أحداث ووقائع وشخصيات، معني ال ينضب بالنسبة للروائي يستقي منه مادته ويشكلها وفق منظوره اخلاص مبا خيدم نصه الروائي، وهذا ما جيعل الرواية ناجحة.

هيمنة املوضوعية التارخيية -إطالقا -" إن انتقال هذا التاريخ إىل األعمال والنصوص األدبية ذات الطابع التخيلي ال يعينعلى السياق التخيلي، بل على العكس من ذلك، فالنص الناجح هو ذلك الذي يوظف هذه املوضوعية التارخيية على

3أساس أا خلفية لألحداث، تعطي احلدث طعمه وموضوعيته، وال تعطل مجاليته الفنية."تاريخ خمتلف، فإذا كان هم األول السعي وراء األحداث والوقائع انطالقا من هذا، نرى أن تعامل املؤرخ والروائي مع ال

وتسجيلها كما هي، فإن هم الثاين البحث عن األحداث املنسية، وإعادة قراءا وكتابتها بشكل يتوافق ورؤاه اخلاصة.ف بكتابة تاريخ منسي، تاريخ إن املؤرخ مشغول دائما بكتابة تاريخ السلطة، تاريخ النصر واهلزمية، أما الروائي فهو شغو

القيم واألفعال النبيلة اليت تستبعدها السلطة ومشها كي حتافظ على جربوا الالمتناهي.ومعىن هذا، أن الروائي يكتب " التاريخ الذي ال يكتبه املؤرخ، أي تاريخ املقموعني واملضطهدين واملهمشني، ذلك

ن، وتتبقى منه آثار متفرقة يبحث عنها الروائي طويال، ويضعها يف كتب ال ترحب التاريخ املأساوي الذي يسقط يف النسيا 4ا مكتبات الظالم."

والواقع أن عمال مثل هذا حمفوف دائما باملخاطر واملآزق اليت ميكن أن يقع فيها الروائي، إذ ليس من اليسري أن يبحث عن لن خيتلف دوره عن دور املؤرخ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهو هذا التاريخ ويكتبه دون أن يعيده كما هو، وإال ف

ال يريد من خلف كتابة هذا التاريخ أن يتخلى نصه الروائي عن مجالياته الفنية، وال عن مساته التخيلية، فهناك دوما حدظ عليه حىت يضمن لنصه النجاح. فاصل بني التاريخ والرواية التارخيية أو اليت تستلهم التاريخ، على الكاتب إدراكه واحلفا

إنه يف جدلية دائمة بني ما هو تارخيي وبني ما هو ختيلي.ونتيجة هلذا، فإنه ملن املهم اعتبار " الرواية صياغة بنائية مميزة ا تولد احلكاية خمتلفة ومفارقة ملرجعها، حىت لكأن ال وجود

هوية الرواية هو روائيتها، أي متيزها كشكل روائي فين. ولئن كان هلذه احلكاية خارج روايتها. ومعىن هذا أن ما حيددهذا التميز ال يتحدد بالنظر إىل احلكاية وحدها، لنقل باختصار إن التميز يتحدد بالنظر إىل اللغة الروائية من حيث قدرا

أو بأبعد من احلادثة وشخوصها على رفع ما حتكيه إىل لغة توحي بأكثر من احلكاية، وبأبعد من مكاا ومرجعها، 5الفاعلني."

ومما ال ريب فيه، أن اللغة هي إحدى الوسائل الفارقة اليت ميكن أن منيز ا بني ما هو تارخيي وما هو روائي، فبفضلها اليت تتميز ميكن للروائي أن يسمو حبكايته ذات املرجعية التارخيية الواقعية إىل مستوى النص السردي التخيلي. هذه اللغة

بكثري من الشاعرية والذاتية اليت تنايف موضوعية التاريخ وجفاءه. فتتحول احلكاية عندئذ من جمرد واقعة تارخيية يعرفها مجيع الناس إىل حكاية مدهشة حتافظ على ما هو حقيقي واقعي من جهة، وتضفي عليه رونقا وسحرا يشد القارئ وجيلبه

بصدد قراءة نص تارخيي، بل هو يقرأ نصا أدبيا فنيا يتميز برقي لغته وشاعريتها، وباتساع من جهة أخرى، فال يشعر أنه فضائه املتخيل. إنه نص من نوع آخر ال حيس معه القارئ بامللل وال بالسأم.

جوهر وليس خباف، أن ما يضفيه الكاتب من متخيل على حكايته التارخيية ال جيانب جانب الصدق والواقعية فيها، بل إن احلكاية يبقى، وحييك حوله الروائي أحداثا أخرى من حمض خياله تزيد احلدث الرئيس إحياء ورمزية. وهذه األحداث

املتخيلة ليست بالعشوائية، بل إا ختدم النص وتكثفه.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

152

، خاصة " صحيح أن احلقيقة املطلقة ليست موجودة، وبالتايل ال ميلكها أحد، لكن من مجلة صفات التاريخ املكتوبالرمسي، أنه يريد أن يكرس حقيقة مطلقة، أن يعممها، وهنا يأيت الروائي ليقول شيئا خمتلفا، شيئا اكتشفه بنفسه، مل يقله أحد ذا الشكل قبله، وهذا ما يعطي حماولته جدارة أن تبقى وأن تضيف إىل التاريخ شيئا جديدا. الروائي وهو يفعل

ملتعارف عليه، أو بديال عن املؤرخ، وإمنا يعترب قارئا، من منط خاص، ملرحلة تارخيية، أو ذلك، ال يعترب مؤرخا، باملعىن ا 6ملادة تارخيية، لكن مبنظور خاص وجديد."

واستنادا على هذا، ميكن القول بأن ما مييز املؤرخ عن الروائي هو أن عمل األول عام واختياره لألحداث عشوائي، أما واختياره لألحداث انتقائي، إذ ليس كل تاريخ يصلح ألن يكون نصا روائيا، بل ينتقي الكاتب عمل الثاين، فهو خاص،

من هذا التاريخ ما ميكنه من كشف ما هو مستور، ومن قول ما هو مسكوت عنه يف التاريخ الرمسي، تاريخ السلطة.له صلة بالراهن، ألنه ال وجود لرواية ال كما خيتار من األحداث ما حيتاج إىل تأويل وفهم جديدين، وما ميكن أن يكون

تسائل الراهن من خالل استنطاقها للماضي. فليس اهلدف من الرواية التارخيية أو اليت تستلهم التاريخ أن تعيد كتابة التاريخ كما هو، بل إن هدفها تأويل هذا التاريخ، وأخذ العربة منه من خالل ربط احلاضر باملاضي.

ل الروائي حمفوف دائما باملخاطر، وفيه الكثري من التحدي، فعليه أوال أن حيسن انتقاء األحداث، وأن وهلذا كله، فإن عمجييد اختيار الوقائع التارخيية، وال يكون هذا األمر اعتباطيا، بل هو دقيق ومدروس، مث ينبغي عليه ثانيا، أن يولد حكاية أو

حوهلا أحداثا متخيلة تكون هلا صلة وثقى باحلدث األصل خادمة له، مث حكايات من قلب هذه احلكاية التارخيية، وينسج عليه ثالثا، أن يربط بني ما حدث باألمس وما هو حاصل اآلن بكثري من التحليل والتأويل واالستنتاج، ولعل مرونة

الذي ال بد له أن يكون " اخلطاب التخيلي وليونته متنحانه جماال واسعا من احلرية لفعل ذلك، وهو ما يفتقده عادة املؤرخ موضوعيا ".

كتاب األمري بني املرجعي واملتخيل: يعد واسيين األعرج من أبرز الروائيني اجلزائريني املخضرمني، وأكثرهم قربا من فترة حرب التحرير، هذا القرب الذي

از دون أن حيس القارئ معه أنه بصدد مكنه يف عديد من املرات أن يستلهم التاريخ الوطين وجيعل منه مادة روائية بامتي قراءة نص تارخيي.

إن توظيف التاريخ عند واسيين األعرج مل يأت عشوائيا، وال هو من أجل إعطاء الشرعية لنصوصه، بل كان ملمحا من مالمح التجريب عنده، ومظهرا من مظاهر الكتابة احلداثية اليت أراد الكاتب خوض غمارها يف السنوات األخرية.

وقد بلغ واسيين األعرج قمة هذا التجريب يف روايته " كتاب األمري" من خالل اشتغاله احلداثي على التاريخ، وحماولته مزج املكون الروائي باملكون التارخيي. وهي رواية أثارت الكثري من اجلدل يف األوساط األدبية والنقدية ألا جتاوزت

يب.األطر التقليدية يف الطرح الروائي العر" كتاب األمري" ليس أول رواية تستلهم التاريخ وتستقي مادا منه، ولكنها أول رواية ضربت قصب السبق يف الكشف عن بعض احلقائق املنسية يف تاريخ األمري عبد القادر وحياته، وإبراز دوره الفعال يف احلوار احلضاري والتقريب بني

الديانات.اجلزائر يف القرن التاسع عشر " موسينيور ديبوش "، الذي بعث برسالة إىل األمري حتكي الرواية قصة أول قس عين ب

عبد القادر يناشده فيها إطالق سراح بعض السجناء الفرنسيني بغرض إنساين خاصة بعدما أتت عنده زوجة بائسة حتمل يقطعوا رأسه. وهي حتمل يف ذهنها رضيعها، وهي ممزقة الثياب تبكي زوجها الذي أخذه العرب، خائفة من أن يقتلوه و

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

153

" سيدي صورة مهجية عن العرب الذين حيبون سفك الدماء وحيسنون قطع الرؤوس، فكتب القس هذه الرسالة: السلطان.. أنت ال تعرفين ولكين رجل مؤمن متفان يف خدمة اهللا مثلك متاما. لو كنت أملك القوة للركوب على ظهر

ين عزمي ال دكنة الظلمة وال هدير الرياح. وسأقف عند مدخل خيمتك وأقول لك حصان اآلن، جلئتك للتو ولن تثبصوت لن خييب إذا كان ظين فيك صادقا: أعد يل أخي الذي وقع أسريا بني أيديكم. قد ال أستطيع ايء إليك، ولكن

أملك ذهبا وال فضة وال أستطيع أن اقبل مين من ينوب عين يف هذه املهمة حممال برسالة مين أمتىن أن يباركها اهللا، فأنا ال 7أمنحك باملقابل إال صلوات روح صادقة واعتراف العائلة اليت أكاتبكم بامسها خبريك الكبري.."

فما كان من األمري سوى أن أطلق سراح كل السجناء إدراكا منه أن مثل هذا الفعل الصادر عنه سيكتب له يف التاريخ، واملسيحيني. مث إن األمري توجه بالطلب نفسه إىل موسينيور ديبوش ليسهم يف اإلفراج عن وسيقرب املسافات بني املسلمني

السجناء اجلزائريني يف سجن القصبة الذين يعانون اجلوع، ويقاسون التعذيب، فيطلق سراحهم عن طريق الوساطة.ور ديبوش، هذا األخري الذي سخر جهوده وكانت هذه احلادثة بداية التعارف والتعاون بني األمري عبد القادر وموسيني

كلها لإلفراج عن األمري من منفاه يف قصر أمبواز.يرسم لنا الكاتب صورة لألمري عبد القادر مطابقة لصورته احلقيقية التارخيية يف مواضع، وخمالفة هلا يف مواضع أخرى. فمن

ضد القبائل املتمردة أو ضد املستعمر الفرنسي، وكذا يف جوانبها املطابقة ما جنده يف وصفه للمعارك اليت خاضها األمري وصف رحلته إىل تولون بعد أن باع كل ممتلكاته. ومما يثبت واقعية هذه احلادثة ما ورد يف الرواية: " بأمر من األمري

بعد انفراط اجلزء وموافقة السلطات الفرنسية، باع أمحد السقال اجلمال والبغال واخليام واألحصنة وكل ممتلكات الدائرة األكرب منها، لسلطات امليناء. املمتلكات مل تكن كلها له وكان عليه تصفية كل شيء وتعويض من كان معه قبل السفر ستة آالف فرنك أضاف هلا الموريسيري أربعة آالف فرنك لكي تصبح عشرة آالف بينما قدم له األمري آخر سيوفه كهدية

هر ركب اجلميع. األمري وحاشيته وأمه اللة الزهراء وزوجاته: خرية وعيشة ومباركة وعربون اعتراف لكرمه. بعد الظوخلفاؤه وما تبقى من قادته الذين اختاروا املنفى معه والدوق دومال والموريسيري على منت السفينة الثقيلة صولون

8لتنقلهم حنو سفينة األصمودي اليت كانت يف انتظارهم يف مرسى الكبري بوهران."ويقابل هذا النص ما جنده يف مذكرات األمري عبد القادر حيث يصف هذه الواقعة قائال:" مث سرنا إىل أن دخلنا مرسى الغزوات، فوجدنا ولد الراي دومال متويل مملكة اجلزائر وقتئذ على يد أبيه كان رايا على فرنسا وهو لويس فيليب، فرتلنا

السيد املذكور، وقال له إن ما تكلم به ملورسيري معكم من األمان واالئتمان عنده وأكرم املثوى وتلطف كثريا وتأدب معواإليصال حيث أردمت جوزناه وعملنا به وأمناكم حنن كذلك كما أمنكم فطب نفسا وال ترى منا إال ما يسرك. وأقمنا

جرد مجيع ذلك وقومه سي محادي يوم اجلمعة باملرسى قدر ما جردنا مماليكنا وبغالنا على أن نأخذ مثنها من البايلك.الصقال مث سافرنا وقت املغرب يف املركب البابور الذي أتى فيه ولد الراي معه ومعنا ملورسيري، وكثري من أكابر فرنسا فصبحنا يوم السبت بوهران يف املرسى فأبدلونا يف مركب آخر وأعطانا دومال مكتوبا من عنده للقنصل الذي

بنا خريا وزيادة على ذلك ستة آالف فرنك أرسلها للسيد ليكون ا (كذا) وأعطاه معها زوج باإلسكندرية ليستوصي 9كوابيس تذكرة ورغبة فيه. وكان سيدنا املذكور يف املرسى أعطاه فرسه الدمهاء العربية اليت مل ير يف زمننا مثلها.."

اقعية هذه األحداث وتارخييتها، ويربهن على أن الكاتب ولعل هذا التطابق املوجود بني الوقائع واألمساء واألماكن يثبت وقد عاد إىل التاريخ " تاريخ األمري "، واستقى منه الكثري من األحداث ليعيد قراءا وكتابتها كما هي، ويضيف إليها

أحيان أحداثا أخرى من حمض خياله، ليزاوج بني ما هو تارخيي مرجعي وما هو روائي متخيل، وهلذا السبب جنده يف

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

154

كثرية يعطينا صورا لألمري جتانب احلقيقة اليت نعرفها عنه. فما هو خمتزل يف الذاكرة الشعبية اجلزائرية عن األمري عبد القادر أنه جماهد شجاع، وسياسي حمنك، وشاعر رقيق، وعامل متصوف..

فإنه قد أخفق يف بعض األحيان يف ولئن كان واسيين األعرج قد أحسن يف تقدمي صورة ااهد الشجاع والسياسي احملنك، تقدمي صورة العامل املتصوف، يتجلى ذلك من خالل مناظرات األمري عبد القادر مع القس موسينيور ديبوش حول الدين.

" قال موسينيور ديبوش:ال أدري من أين جاءين كل هذا، ولكين أحبك أكثر مما ميكنك أن تتصور. لك يف قليب مكان واسع، ويف -

متسع ال يفىن وال ميوت.ديينروحك أنت غالية علي، ومستعد أن أمنح دمي إلنقاذها. امنحين من وقتك قليال ألتعرف على دينك وإذا -

اقتنعت به، سرت حنوه.اندهش موسينيور ديبوش من كالم األمري. فقد شعر كأن شيئا كان يعتمل يف داخله. منذ أن فاوضه يف السجناء تأكد له

10الرجل لو امتلكته الكنيسة يف صفها لتحول إىل قوة كبرية ملواجهة كل اخليبات واالنتكاسات."أن هذا مثل هذه الصورة اليت قدمها لنا الكاتب عن األمري ال تليق بعامل زاهد ومتصوف جليل مثله، فهي صورة لرجل مسلم

وهذا ال يعقل، فهو جمانب متاما للحقيقة، وحىت إن كان متردد يف إسالمه إذا أعجبته املسيحية اعتنقها وترك دينه األصلي، من حمض خيال الكاتب فهو يسيء لألمري ولدينه الذي ال يضاهيه أي دين.

إن االنفتاح على اآلخر واحلوار معه بكل تسامح واحترام، وهو األمر الذي أراد إبرازه الروائي هنا، ال يعين أن نزيف جليل ومتصوف كبري كاألمري عبد القادر.احلقائق أو أن نسيء إىل عامل

بيد أنه إذا حبثنا عن املتخيل يف الرواية فهو كثري جنده بني ثنايا الوقائع والرسائل واملعاهدات التارخيية اليت حوا الرواية، من ر، " دوء ذلك مثال ما جنده من وصف لألمريالية عندما شرع جون مويب يف نثر تربة موسينيور ديبوش يف حبر اجلزائ

كبري، حرك الصياد من جديد ادافني ليندفن الزورق فجأة يف عمق البياض الذي خلفته األشعة الشمسية األوىل وقد خرجت من وراء اجلبل الذي يطوق املدينة. كانت مفرطة النور، متوغلة يف الضباب الذي تسرب مثل الشالل، أعطى

مويب مثلما تنثر حبات اللؤلؤ يف فضاء واسع. هذه األتربة اليت وطئها موسينيور أو نام ملعانا خاصا لألتربة اليت نثرها جون عليها للمرة األخرية. إا ترابه الذي أحبه وانتهى إليه باستكانة. هكذا أوصاين أن أزرع تربة رفاته مثل الذي يزرع حبوبا

11يف فضاء واسع ستنبت يوما خريا وطيبة."اللغة والشاعرية يف الوصف هو ما مييز بني ما هو تارخيي جاف وموضوعي وبارد، وبني ما هو ولعل هذا االنسياب يف

روائي سلس وذايت وحار حرارة املشاعر اإلنسانية اليت حيملها الروائي وتعبر عنها شخصياته.نسية اليت كانت طي الكتمان إن ما حاول واسيين األعرج اختراقه يف هذه الرواية من دهاليز التاريخ وخبايا احلقائق امل

والتعتيم، هلو أمر يشهد له باجلرأة والشجاعة األدبية يف خوض غمار مغامرة املزاوجة بني التارخيي واملتخيل، وإحداث جدلية بينهما، وهي جدلية جتعل القارئ حمتارا، أهو بصدد قراءة نص تارخيي أم هو بصدد قراءة رواية جعلت من التاريخ

كتبها وفق منظور الكاتب الذي يدرك متاما بأن الرواية التارخيية " ال يراد ا أداء وظيفة التاريخ، إمنا استثمار مادة هلا، وست 12املناخ التارخيي، وتوظيفه كخلفية للوقائع."

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

155

بوعي فنان واحلقيقة أن رواية " كتاب األمري" من ذلك الطراز الروائي الذي يتداخل فيه األدب بالتاريخ إىل حد االندماج،قدير عارف مباهية املوضوع، ومتعمق يف أغواره موضوعيا وفنيا، فهي رواية ال حتكي أي تاريخ، إمنا هو تاريخ ظل منسيا

ومسكوتا عنه لزمن طويل، فيها يتقاطع التارخيي باملتخيل، ويتمازجان ليشكال نصا روائيا مميزا. اهلوامش:

، منشورات إحتاد -دراسات نقدية يف مضمون الرواية املكتوبة بالعربية -خملوف عامر: الرواية والتحوالت يف اجلزائر -1 .17م، ص2000الكتاب العرب، دمشق،

عبد الرمحن منيف: رحلة ضوء، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، بريوت، واملركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، -2 .65م، ص 2005، 1ط، دار الرائد للكتاب، اجلزائر، -تشكل النص السردي يف ضوء البعد اإليديولوجي -إبراهيم عباس: الرواية املغاربية -3 .298م، ص 2005، 1ط، 1، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، ط-نظرية الرواية والرواية العربية -فيصل دراج: الرواية وتأويل التاريخ -4

.369ص م،2004 .56م، ص 1998، 1ميىن العيد: فن الرواية العربية بني خصوصية احلكاية ومتيز اخلطاب، دار اآلداب، بريوت، ط -5 .66عبد الرمحن منيف: رحلة ضوء، ص -6 .55م، ص 2008، 2، دار اآلداب، بريوت، ط-مسالك أبواب احلديد -واسيين األعرج: كتاب األمري -7

.483ص ،املصدر نفسه -8، 3األمري عبد القادر: مذكرات األمري عبد القادر، حتقيق حممد الصغري بناين وآخرين، شركة دار األمة، اجلزائر، ط -9

.192-191م، ص 1998 .51-50الرواية، ص -10 .13، ص املصدر نفسه -11م، ص 2005، 1للدراسات والنشر، بريوت، طينظر، عبد اهللا إبراهيم: موسوعة السرد العريب، املؤسسة العربية -12

435.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

156

عند عبدالقادر فيدوح المنهج التأويلي "نموذجا" قصيدة بغداد

قادةمحمدد.لطروش نانية : الطالبة جامعة مستغانم

التأويل ، القراءة . ، ، ما بعد البنيوي ،احلداثةالكلمات املفتاحية : النقد ، عبدالقادر فيدوح ولتحقيق هذا .التأويليةلبنيوي ، ال سيما االعريب من آليات مناهج النقد ما بعد القارئيهدف هذا البحث إىل معرفة متكن

يتناول دراسته الناقد الدكتور اجلزائري عبدالقادر فيدوح لقصيدة و اهلدف شرع البحث يشري إىل تلقي التأويل يف النقد،من خالل املستويات املعاجلة : بنية لنص مدارج املعين ، البنية الصوتية وإيقـاع ي شاألكادميي والشاعر عبداهللا العبغداد .النص

ناصية وامتالكهالبنيوية على حد سواء والسياقية جتاوز القراءةعلى العريب وقد كشف البحث عن مدى قدرة هذا الناقد املنهج التأويلي .العريب بالتأويل وفتح جمال النقاش حول ماهيته وهويته يف خمتلف البيئات لكن بوصفه منهجا نقديا فهو لقد زخر تراثنا

قطعت أشواطا من الرؤى لترتكز على الفهم الذي أذاب أنمستمد من الغرب حتت مظلة اهلرمينوطيقا اليت تبلورت بعد مـن أكثراملنتج النصي لتصري التأويلية ما وراءاستكشاف إىلمري ادعوة غاد نذواملعىن وصهرمها يف بوتقته م اللفظثنائية

إلغـاء وهذا مبوجـب )01(هي البحث يف الفهم عما حيققه الفهم وأدوااألامنهج يف الفهم فهي ليست نظرية يف املعرفة .حواجز أمامهتقف وال الواحد حبكم انه حر طليق ال حتده حدود األديبتعدد لقراءات للنص أضفإليه، وقصيدتهاملؤلف

تغيري مـنظم يف التـذوق إىلجتسد منطقا معينا يؤدي إمنا أخر إىلوتنوعها من حني ختالفهابا األدبية األعمالفمعاين "كيانا باعتباره " أخرنوع أيمن أكثرويندرج الشعر يف هذا املضمار )02("املستخلصة والتأويالتاجلمايل تبعا للتفسريات

)03(" احلياة إىل إضافةهو وإمنامع احلياة مشاةفريدا ليس له وذلك أننا نلفي كوكبة من النقاد امتثلت هلـذا النـداء االهتماموعلى ضوء هذا صارت الوجهة إىل التأويل من طالئع

ـ به ولعلومنهم الدكتور الناقد عبدالقادر فيدوح الذي تعرب كتاباته عن شغفه الرؤيـا ةذلك بارز من عنـوان كتابيالتأويل ومدارج معىن الشعر، حيث جعل من الشعر اجلزائري وإراءة مدخل القراءة القصيدة اجلزائرية املعاصرة والتأويل:

تكامل ، رغبة يف البحث عن عر هي عالقة التأويل بالش ميدنا للمقاربة التأويلية ، معربا عن اعتقاده بأن العالقة اليت جتمعاسـتنطاق ، أضف إليه االحتماالتحميطها ، وساعيا إىل اجتراح مقاصد النص املأمولة ، وفتح يف الذات و الشيءأغوار

تدفع بالقارئ إىل اختياره حقال للمقاربـة ات وخصائصفالشعر له مس) . 01مسكوت النص املرجأ وبعثه من جديد (مـا ختلقـه هو نفسهإلمكانية التأويل ما يعززه الشعر " من خلق مالئمة والدراسة خبالف النثر ، ولعل ذلك يعزى إىل

كياا احليوي ، وقد يكون األمر نفسه ما ختلقه الذات يف توجس كينونة التجلي واحلـدس املـأمول ، الكلمة النرية يفالشعر والشاعر ليست )فلغة02(الرؤيا " والعمل على بعث املسكوت عنه وجعل الثابت متحركا وكشف العتمة وبعث

مـن الشاعر متحرروالشاعر أكثر الناس حتررا بل ميكننا أن نقول إن كالم انعتاقالشعر أكرب األجناس فا اللغات،ككل ومن مثة تغدو اللغة الشعرية متميزة )01(نقله إىل اللغة على الوجود الذي يريد يطلق نفسهالرؤية اليومية للعامل فقط ألنه

بل تتجه للداخل حنو الباطن الذي ال يتمثل إال يف احلالة اليت تنشـئها " ال تتجه إىل اخلارج يفسر لساا عن حاهلا فهيإذا أن تستهوي فؤاد الـدكتور الناقـد " ، فال ريب) 02(وتعرب عنها القصيدة ، هنا تصري القصيدة أشبه بعمل موسيقي "

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

157

ما لفهم وإظهار خباياها وفق فقرأ ما يف القصيدة اجلزائرية راميا إىل اعبدالقادر فيدوح " وتستقطب شغف قلمه النقدي ،على األخر أو النص يهدف إىل الكشف أو باعتبارهانفتاحافالفهم الذي حيث يف اخلربة اهلرمينوطيقية "اهلرمينوطيقا تقوله

للنص يف جو من احلرية اليت تنـادي القارئويكون فهم )03(اإلظهار هو فهم ال ميكن أن يبدأ إال حينما يتم وعي األخر" . ) 04("بأن القراء يصنعون املعاين وأن هلم احلق يف إضفاء أي معىن

ومبوجب هذا القول احتضن الدكتور الناقد "عبد القادر فيدوح" التأويلية ليديل بدلوها يف قاع شعر بلده ، بلد املليـون " الرؤيا والتأويل " وقصائد خمتلفة يف كتابه " إراءة متفرقة يف كتابه ونصف املليون شهيد ، فكان له أن درس مناذج شعرية

التأويل ومدارج معىن الشعر " وهنا ارتأينا الوقوف على منهج دراسته لقصيدة ( عبد اهللا العشي ) واملوسومة ب " قصيدة بغداد "

مع تناوله واملتكون من عشرة ومائة سـطر أورد الدكتور الناقد عبد القادر فيدوح النص الشعري املز" قصيدة بغداد " : بنسيج غري مألوف ، فمن حروف لغة الضـاد ربت عن املألوف عشعر ، وهو جتربة شعرية تريد أن تعانق املختلف ولئن

وحنو بصرا وكوفتها هندسة عبد اهللا العشي نصه .وأجبدياا دائها على طريقة اللف والنشر ... باستثناء " الغني " فقد قامت القصيدة على عزف احلروف املكونة لبغداد من بائها إىل

توزيع وتوسيع "بائها " يفـتح األمر الذي من شأنه أن خييب أفق االنتظار ... ذلك أن تتابع نشره حلروفها والتطرق إىلحـرف ل : ملسقطه مما محلنا على التساؤق تناول حرف الغني أيضا ، والعزف على وتره من لدن الشاعر ، بيد أنه أأفا

مـال الغني من دون غريه ؟ أال ألنه عميق يف أعماق احللق خبالف األحرف األخرى ؟ أم الرتباطه حبقل احلقـل ال اجل من غم وغيوم وغربة وغنب وغموض وهلـم احلرف منبوذةذا الكلمات املبدوءةذلك أن معظم التفاؤل،والتشاؤم ال

جرا. ري . ااحلضبفضل فكر "بغداد " انحوي بعمدته وفضلته ولعل يف ذلك إقراروقد تناول عبد اهللا العشي الدرس ال

املنهج يف دراسته " قصيدة بغداد " : لقد استهل الدكتور الناقد عبد القادر فيدوح قراءته للقصيدة واقفا بادئ ذي بـدء قراءة احلداثية مشريا إىل أن أية جتربة على عتبة البنية ويف هذا داللة على قطيعته للقراءة السياقية ، وإعالن خوض غمار ال

إبداعية وخباصة التجربة الشعرية مضطلعة مبدها الزمين واملكاين وال ميكن ألية بنية نصية أن تتأسس مبعزل عـن هـذين قع ومبوجب ذلك بني أن البنية حتتكم إىل واقعني ، وا )01(احليزين بوصفهما ميثالن احلقيقة اجلوهرية يف اخلصوبة والتجديد

املاضي وواقع احلاضر ، وبقراءة تأويلية ذهب إىل القول " أما واقعها املاقبلي فهو ذلك املاضي اجلميل الذي لـن يكـون شاعر ، وأبـراج احلاضر أمجل منه ، فبغداد األمس هي قبلة عاشقني وإيقاع شعر وتدفق ر وشدو عصافري ، وصبابات

) 02(واملاء والنخيل لح ملونة باألعراس والبمنتصبة كآهلة وفضاءات ولعل اللغة اليت قرأ ا هي لغة إبداعية شعرية تريد أن تسبح هي األخرى يف حبر قريب من الشاعر فهي لغة فنـان ناقـد

. امبدع . ميتلك سحر اللغة ومجاهلفإنه استهلها باألسطر األوىل من القصـيدة "أما يف قراءته التفصيلية حتت العنوان املوسوم ب " بغداد احلضارة واخلصوبة

ملطر تأويال مسيائيا فهو عنده "رمز مـن ابدءا من (مطر مطر ) وانتهاء إىل السطر السادس الذي كرر فيه الرمز ، مؤوال ) 03(رموز التدفق والعطاء واحلياة واالنتصار على العقم واجلدب والبوار "

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

158

صار حييل املتلقي إىل مطر السياب يف قصيدته الشهرية ، لكأا غدت مسفونية وما من شك أن ذكر (مطر مطر ) متتابعنيفقد أكد الناقد الدكتور "فيدوح" ذلك ، قارئالبداية اليت مل يسمع من قبلها قط (كلمة مطر) ومثلما هو الشأن لدى كل

ملا طرق طرقة تناصية .رت ينابيع اخلصب وانتصرت على اجلذب يف جمانيته العابثة ومتثلت ترب أنشودة املطر للسياب مبثابة األسطورة اليت فجعفقد اعرب جدل احلياة واملوت ، وأما قصيدة عبد اهللا العشي " فهي دفقة من تداعيات الوعي والشعور االنبعاث العسرية ةمعانا

داثية فمقولة التنـاص . ولعل يف ذلك امتثاال لقراءة ح )01(يف فراغات الصمت والوجع وفضاءات من احللم واالنكسار" غدت من مرامي النقد املعاصر املثارة من لدن أكثر من منهج .

أب وجهة القراءة املعاصرة فإنه استوقف عند قراءة الضمري املستخدم يف(بغداد مهزة وصلنا /ومجلتنا املفيدة)فرأى أن دوكورمبا كان استخدامه للضمري دليال على امتنان العرب لفضـل )02(واجلزء يف الكل " الشاعر قد اختصر األنا يف النحن

ضارة . بغداد على لسانه وتأكيد على االنتماء واهلوية العربية ، ويف ذلك كله تقدير " لبغداد " احلى فيهـا ف) مستنطقا الرمز الكامن يف كلمة " أغنية " فأل 14إىل 07ويواصل الناقد الدكتور "فيدوح " قراءته لألسطر(

فاألغنية هي رمـز )03(لنسل واحلياة ارتباط اإلنسان باألرض وامتداد ا تأكيد علىالداللة االنسجام احلضاري والطبيعي ون عدها كممنامل.. وواجلمال.للتواصل البشري يف نظره .. وقد حتمل لدى قراء آخرين دالالت الطرب والفرج واالنتعاش

بصرية.وإن كانت هنا مسعية ال السعادة،ل يف أيقونة كوا صورة حاضرة لصورة غائبة تتمثتلفني، ذلك أن اختالفهم ينـتج التفسـريات ختالف ترخيصا لكل القراءات مادام القراء خماال يظلومهما يكن من أمر

املختلفة وإن كان هذا االختالف يف التفسري قد أفضى باملنظرين الكامل من تطوير نظرية يف القراءة فإن ( كوللر) يذهب إىل أن االختالف هو نفسه ما جيب أن تشرحه النظرية ، فمن املمكن أن خيتلف القراء حول املعىن ولكنهم يظلون يتبعون

. )01(اموعة نفسها من األعراف التفسريية راية التحرر ومسة النقد املعاصر وأيا كان الشأن يبقى االختالف

فيدوح " تواصلت لكن من غري تواصل مع كل األسطر يف ( قصيدة بغداد ) وجتدر اإلشارة إىل أن قراءة الناقد الدكتور ".. ولكأننا به ينحو حنـو القارئ) مما خيب أفق انتظار 29إىل 18نه مل يقارب األسطر من ( إ على الترتيب ، حيث

الشاعر ( عبد اهللا العشي ) ملا جتاوز حرف الغني من أحرف " بغداد " .) ذهب إىل قراءة صورة بغداد بإسقاط أسطورة ( إيزيس ) عليها ، وقد رأى أن النخيل 32، 31، 30ويف األسطر (

إضافة إىل "كونه مصدر غذاء كامل ، فهو أيضا مصدر غذاء مقدس كانت مرمي العذراء قد الذت به وتساقط عليها رطبا اللذان مفادمها " بغداد كانت حني ترسـل ذلك من خالل قول الشاعر ( النخيل هو القوام ) ، أما السطران )02(جنيا "

ارتباط صورة بغداد بصورة املرأة على أنه تأكيـد علـى فأول فيهما " شعرها على الكتفني / دجلة والفرات جديلتاهااحلميمية الوجدانية حبثا عن الطمأنينة والسكينة اللتني يفتقدمها اإلنسان حال انفصاله عن الرحم ... لذا تظل املـرأة يف

التأويل هنا تأويل مستمد من القرآن أي نابع من ثقافته إذا يبدو ) 01(تلف صورا املثالية هي املالذ واحلذو والدفء " خمجينح مرة و اإلسالمية ، ما حيمل على أن تأويله هذا تأويل روحي إن صح التعبري ، كونه اختذ وازعه الديين موجها لتأويله

فيض حروف القصيدة وذلك إلميانه بأن " الدرس انتقل من حتليل الكتابة إىل كتابة إبـداع أخرى إىل لغة شعرية حماكيةلذا راح يسافر يف عامل كلمات الشاعر حماكيا إياها يف )02(مستمر ، وخلق الحق لنص سابق يلح على طرح السؤال "

أشكال التلقي ، شكل لـه خصوصـي مبوجب وهم احملاكاة هي شكل أويل من يتأويله حيث " إن قراءة النص التخييل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

159

ذلك أن الوهم هو مجال ال ميكن ) ، 03( على أن يتقمص أدوارا ختييلية " القارئنسبية ، واعتمادا على حيوية الوهم قد جيرب أن يوصف بالكذب إذا ما كان مجاليا حقا ، لذا ارتأى ناقدنا "عبد القادر فيدوح" معانقة القصيدة والذوبان يف لغتها ...

رأى أن اعتماد احلدس والتخمني بغية اقتناص املعىن اخلفي وراء املعطى املباشر للنص أو ويف خضم رحلة البحث عن املعىن املضمون احلريف الذي يتحول إىل مؤشر على مدلول باطين أكثر عمقا هو حبث عن املوازيات املسـتمرة أو الـدالالت

لذا استخرج الكلمات اليت تدل على املعىن البـاطين واملتمثـل يف ( اـد ، ) 04(الباطنية بوصفها الوجه األخر للمعىن القارئ" فلكي يؤول د البحث على الكلمات الدالة عليه ال العكس اأراده وأر -أصال –البغدادي القدمي ) وهو معىن

وينبغي أن ننوه إىل ) 01(النص فإنه يفك ألغاز خمتلف مستوياته الواحد تلوا األخر وينتقل من البىن البسيطة إىل البىن املعقدة "على (اللحن ، املوعظة ، الشـعر) الدكتور " عبدالقادر فيدوح " يف منهجه التأويلي بإجراء املؤشر يف الوقوف استعانة

ها نغمة إيقاعية يف جسد القصيدة بل ايس مقصودا لذاته يف رأيه ويستمر يف تأويله لبغداد فريذلك أن الدال حيمل مدلوال لتتمثل يف " التناصية باعتبارها نظرية جديدة بأداة سيميائية أخرى عربة تناغم الكلمات ، كما استعانروحه اليت تدب فيه

)02(للنص " اقها التناصي وقراءا التأويليةغدت اآللية اخلاصة بالقراءة األدبية والنقدية اجلديدة يف سيمع ما ورد يف (قصيدة بغداد) من دالالت ، نه استذكر نصوصا " حملمود درويش" و " نزار قباين " حبكم تقاطعهماإحيث

على نصوص غائبة تتماثل وفق فهم الناقد الدكتور " عبدالقادر فيـدوح " وتأويلـه فقد أحال النص " قصيدة بغداد " )03(بنيته يف مجله، مبا حتمله من عالمات وشفرات " ميلك النص ويدرك القارئب أن " التناصية أو التناص جيعل مبوج

ولعل من نافلة احلديث هنا نؤكد على أن املنهج التأويلي لدى عبد القادر فيدوح جتاوز القـراءة السـياقية والبنيويـة ، فالتناص مظهر من مظاهر جتاوز البنيوية ويف مضمار واقع )01(له منه، وال مالذ منه إال به يف تقدير النقاد اجلدد ال مناصحيث صار قضاء مقدرا على كل نص

للعرب الذين رمـوا رمزا -يف نظرنا -تأثري، وتبدو اجلثث بغداد اجلريح أول جثث احلرب.. اليت أثرت يف الشاعر أمياوملواقف اخلزي والعار بعد أن صـمتوا أمـام هلم ذلك إدانة ب الشاعر ففوصباام الذئب ، أخاهم يف اجلب واكتفوا

ما يدل على ذلك السطران : و ساكنا واعذاب العراقيني ، ومل حيرك مر الرصاص يف أفقنا / مر الرصاص وكلنا جثث نيام .

فالضمري (حنن) يف(كلنا) يدل على التعاطي السليب للعرب مع جراح بغداد.النص يف تراكماته املعرفية ليس إال نسيج التكوين اللغوي والتصـويري والترميـزي، أن املعىن" فقد بنيأما يف "مدارج

والبحث يف هذه املاهيات مشتركة يعين العودة إىل بنية البىن بغية استيعاب اللعبة اجلمالية الكامنة يف جدل النص املسـتتر " عبد القـادر القارئالعادي وملا كان للقارئالظاهر الذي يبدو واستنادا إىل هذا أبان عن املستوى السطحي الدال أي

يف جذر " بغداد " بسبب تكرارها ، فقد عمد إىل اإلحصاء فألفاها موجوداناقدا فإنه أراد استكناه اللب فألفاه فيدوح " توصيف تشـكيلة تتكرر مثان وثالثني مرة ، ذلك أن علم إحصاء املفردات ختصص مساعد لتحليل اخلطاب يسعى إىل

تنتمي إىل نفس احلقل اخلطايب بفضل صياغة معلوماتية لشبكات مقدرة كميـا خطابية باملقارنة مع تشكيالت أخرى )01(للعالقات الدالة بني وحداا"

تأويله على هذا النحو ومثلما صار يؤول التكرار بأنه تأكيد ملدلول الكلمة ، ذهب الناقد الدكتور " فيدوح" أيضا إىل ، وما دام أن النص ال يفهم إال من خالل نسجه املتشابك وغموض عالئقه وتفاعالته عرب حركاته املتعاقبة ومن خـالل

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

160

فقد مثل للمستويني السطحي والعمقي لقصيدة بغداد وراح يقرأ قراءة تأويلية سيميائية مسـتعينا )02(إحياءاته و إشاراته" حيث أوضحهما يف خمططات تقترب من املربع العالمي لغرمياس.قابل بآلييت التشاكل والت

ففي فضاء التشاكل أجرى إجراء املؤشر على" بدء البداية الواردة يف القصيدة ورأى أا داللة على القدم والعراقة وعلى ) 03(أن بغداد امتداد للنبع اإلنساين األديب "

اهلوية ) ، وما بني (كلمات الشعر) و (وجدانية اللغة) تشاكل يف مقولة تفجري كما أن (بدء البداية)فيها تشاكال مع (جذر الذات وما يغمرها من كثافة .

فيهما يف مقولة حركية الفعل وماضوية احلدث ، كما أوجد تشاكال بيد أن الفعلني ( متشي ، متضي ) فيمكن التشاكل بدقة علمية ولغـة ء ، وقد استطاع ناقدنا أن يدرس هذا الفضاءآخر يف مسندة ، مستلقية الذي يعرب عن اإلعياء واالحننا

)01(شعرية مؤكدا يف كالم مأثور أن أعظم احلضارات هي اليت تولد من رحم الكلمات أما يف فضاء "التقابل" فنظر اىل واقع بغداد املختلف بني احلاضر واملاضي الذي يعكس "تقابل بغداد املستقبل يف ماضـيها

)02(بغداد اليوم يف آنيتها املمزقة ووجهها األسود بدخانه أي أنه تقابل زمين"املشرق مع راح يؤكد ما صارت حتتكم إليه القصيدة اجلزائرية مـن نسـيج بآليتني سيميائيتين استعانتهوأيا كان الشأن فإن ناقدنا يف

توت على تقابالتوتشاكالت شىت ، فمن حداثي على غرار القصيدة املعاصرة ، ونلفت االنتباه اىل أن "قصيدة بغداد" احمناذج األوىل (الكشف /املخبأ) (رافعة/ خافضة) ومن مناذج الثانية (حجر/ جثث)(دولة الكلمات/ روح الشعر) (محام/

سالم).يقاع بقني الصوت واملعىن / اإلاأما على صعيد دراسة البنية الصوتية وإيقاع النص فقد تناوهلا وفق ثنائية يف املستويني الس

عن سيمياء الشعر القـدمي وإجيـاد الداخلي ، ففي األوىل أفصح عن إدراكه بأن "القصيدة املعاصرة استطاعت أن تبتعد حركية إيقاع توليدية أساسها الوحدة الصوتية (احلرف واحلركة) لتفاعلية داخلية / خارجية تستمد من مادة صـياغتها

بفعل املعاصرة اليت حاولت أن تفك قيود القدمي وتصنع ما هو خاص ا ، لذا اليت هي من نسيج احلداثة أو)03(وهي اللغة"أن ينظر إىل "الصوت واملعىن" من زاوية مجالية شعرية، فكالمها يسهمان يف بـث عبد القادر فيدوح بد للدكتور الناقد

القارئ شعورا مغناطيسيا ال يسع صاحبه إال أن يتابع القصيدة، كما أن القصيدة ذين يبثان يفلاملوسيقى وخلق اإليقاع ال ال ترضى اال ببقاء قارئها لكأن عقدا وثيقا انعقد منذ بداية القصيدة.

أقامت جتانسا صوتيا وحسب وأن السلسلة ولئن كان الصوت واملعىن معا مشاركني، فإن ناقدنا "فيدوح" رأى أن القافيةصوتية ... ومن ) 01(لصوتية الداللية يف قصيدة "عبد اهللا العشي" حتتمل وقفات حنوية ومعنوية ، أخرى إيقاعية الكالمية ا

مثة يكون التعارض يف املستوى التركييب والعروضي ومبوجب ميل املقاربات احلداثية إىل اإليقاع لدى املتلقي وانفعالـه. جتانسا صوتيا ال غري، صوت أو املعىن ، فرأى يف قافييت (مطر) و(خرب) حبث الناقد عن الوقفات اليت عزفت حلن جتانس ال

ويف سطر بغداد مفتتح الرواية والسالم جتانسا دالليا وصوتيا، وراح ميثل األسطر اليت جسدت الوقفات الصوتية أو الداللية إليقاع الداخلي بتواتراته، واهتزازاته أوكالمها ليقدم قراءته هلذا "التعارض يف األصوات واملعاين بأنه هو ما يشكل حلمة ا

) 02(واحنرافاته بغية حتقيق توازن أقوى يف نسيج النص اإليقاعي"هـو انعكـاس وملا طرق باب اإليقاع الداخلي، أفضى إىل احلديث النظري عنه وعالقته بالشعر مبينا أن تنوع البحور

ع البحر يف القصيدة مينح نسيج النص اإليقـاعي نوعـا مـن فتنوللتوترات الداخلية يف تفاعلها مع املستويات اخلارجية )01(االحنراف اجلمايل، وقد يكون داللة على اضطراب أو توتر انفعايل"

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

161

انضواء اخلاص حتته أي قصيدة "عبد اهللا العشي" اليت أبان على أن القافية مل يظهر فيها عنصرا وذلك تأويل عام يروم إىلتوحيديا إال يف بعض املقاطع كما أبدى مالحظته يف بعض املقاطع واملتمثلة يف غياب القافية لتحل حملها حركة وتـوتر

امل اليت رافقت بعض املقطع ورأى أنه على الرغم من داخليان مع تنوع التفعيالت وطغيان تفعيلة (متفاعلن) من حبر الكوبقراءته هذه يكـون )02(التنوع الذي الحظه يف البحور إال أنه استشعر نوعا من االنسجام النغمي يف تقفيتها الداخلية . الناقد الدكتور "عبد القادر فيدوح" قد فرغ من قراءته التأويلية (قصيدة بغداد) لعبد اهللا العشي.

"فيدوح" على إضفاء احلداثة على دراسته ذلك "أن قراءة اإليقاع الداخلي صارت مـن على ما سبق أكد ناقدنا وركحامن املالحظة للكشف عـن مواطنـه -شيئا -مسات املقاربة احلداثية، حيث يتطلب اإليقاع الداخلي يف نسج أي نص

)03(لكالمي"ورصد مظاهره، قبل االنتهاء إىل ربط الداخل باخلارج يف النسج اهذه الدراسة النقدية ، خنلص إىل أن الدكتور الناقد "عبد القادر فيدوح " هو أحد األقالم العربية اجلادة اليت وانطالقا من

تطبيقا وإجراء، فقـد ليس نظريا فحسب، بل جسدت ذلك هضمت املناهج النقدية املعاصرة السيما "ما بعد البنيوية"، هذه القطيعة مع املناهج السياقية وقدرا على الولوج إىل عامل التأويل والتحكم يف آلياته اإلجرائيةبينت مقاربته التأويلية

وكل ذلك بلغة نقدية نسجها من خيوط اإلبداع حىت ضاهت لغة النص الشعري يف كثري من اجلوانب، وما وصفنا لقراءته التأويلي السيميائي، ورب وصف دليل كما يف ذلك توضـيح هذه إال استدالل وتأكيد على متكن الناقد العريب من النقد

للطريق وتبيني للخطى لتكون مرجعا يقتفى لدى القارئ املبتدئ. اهلوامش

222املرجع السابق ، ص )1 223نفسه ، ص )2 102، ص 2001عبد امللك مرتاض، األدب اجلزائري القدمي، (دراسة يف اجلذور)، دار هومة، اجلزائر، )3 223فيدوح، إراءة التأويل ، ص عبد القادر )4 222املرجع نفسه ، ص )5 217ينظر املرجع السابق ، ص )6 218نفسه ، ص )7 220نفسه ، ص )8دومينيك مانغونو ، املصطلحات املفاتيح لتحليل اخلطاب ، تر: حممد حيياتن ، منشورات االختالف ، اجلزائـر ، ص )9

80 ،81. 214ىن الشعر ، ص عبد القادر فيدوح ، إراءة التأويل ومدارج مع )10 216املرجع نفسه ، ص )11 يوسف وغليسي، )12، 2001) سحلول مصطفى حسن ، نظريات القراءة والتأويل األديب وقضاياها ، احتاد الكتاب العرب ، دمشق )13 72ص 155، ص 2003مجعة حسني ، املسبار يف النقد األديب ، احتاد الكتاب العرب ، دمشق ، )14 153املرجع نفسه ، ص )15

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

162

207املرجع السابق ص )16 80املرجع نفسه ص )17روبني سليمان سوزان و آخر القارىء يف النص ، تر ناظم حسن وآخر ، دار الكتاب اجلديد املتحدة لبنان ، ط )18 107ص 2007، 1

20عبد القادر فيدوح ، إراءة التأويل ، ص )19 182، 181ص 1998رامان ، النظرية األدبية املعاصرة ، تر جابر عصفور ، دار قباء القاهرة ، سلدن )20 207عبد القادر فيدوح ، إراءة التأويل ومدارج معىن الشعر ، ص )21 205عبد القادر فيدوح ، إراءة التأويل ، ص )22 206املرجع نفسه ، ص )23 207ينظر املرجع نفسه ص )24 202دوح ، إرادة التأويل و مدارج معىن الشعر ، ص ينظر عبد القادر في )25 203املرجع نفسه ، ص )26 204نفسه ، ص )27 104، ص 2006، 1ريكور بول ، نظرية التأويل ، تر الغامني سعيد ، املركز الثقايف العريب ، املغرب ط )28 103املرجع نفسه ص )29 . 148سعيد توفيق ، يف ماهية اللغة وفلسفة التأويل ، ص )30 31شولز روبرت ، السيمياء والتأويل ، تر الغامني سعيد ، املؤسسة الوطنية للدراسات والنشر ، ص )31 7،9ص 2009بنظر عبدالقادر فيدوح ، إرادة التأويل ومدارج معىن الشعر دار صفحات سوريا )32 . 10املرجع نفسه ص )33 223، ص 1986ة ، مركز اإلناء القومي ،ينظر صفدي مطاع ، إستراتيجية التسمية يف األنظمة املعرفي )34 130ص 2007 2إبراهيم حممود خليل ، النقد األديب احلديث من احملاكاة إىل التفكيك ، دار املسرية عمان ط )35 صبحي حمي الدين ، الذوق هو مؤشر الناقد إىل إختيار املنهج ، جملة اللغة واألدب اجلزائر )36 80، ص 1999، 14ع )37

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

163

في الجزائر الفندقية المنظماتو النشاط السياحيآفاق فرنانة مــراد .بلعباس إبراهيم الخليل أ.أ

جامعة الجلفة ملخص:

السريع اهلائل و، ومما ال شك فيه أن التقدم للدولاقتصادية متثل معيارا حضاريا ودعامة نا هذاأصبحت السياحة يف عصريف تطور صناعة السياحة والبارز كان له الدور االجيايب ..يف طرق املواصالت واالتصاالت والتطورات التكنولوجية

متطلبات أحد باعتباره وتطويره السياحي القطاع إعادة إصالحو خاصة أمهية هاعطاءإعلى اجلزائر لذا وجب وانتشارها،

الفندقية املنظمات واستغالل .احملروقات قطاع جانب إىل التنمية االقتصادية حتقيق يف هاما إضافيا وموردا املستدامة التنمية فادح تراجع خاصة مع الصعبة بالعملة مداخيل وتوفر الفندقية اخلدمات جودة وترقية حتسني يف تلعبه ملا التروجيية لألنشطة

وخلق السياحية السياسة مراجعة إعادة ، كما أنه جيباالقتصاد اجلزائري يعيشها اليت احلرجة سعر النفط واملرحلة يف مستقبل إىل التفاؤلية فالنظرةاليت تشهده اجلزائر عكس البلدان العربية األخرى، األمين االستقرار خاصة مع ناجعة آليات

وتدارك القطاع لدعم السياحيني الشركاء دور أمهية وخاصة واخلارجية احمللية اجلهود تضافر يتطلبزائر اجل يف السياحة ..الراهن الوضع

Tourism in our time represents a standard cultural and economic mainstay of the country, and is no doubt that the massive and rapid advances in methods of transportation, communications and technological developments, has had a positive and significant role in the development of the tourism industry.Thus, Algeria gives them special rehabilitation in tourism sector, sustainable development requirements and additional important resource in achieving economic development along with hydrocarbon sector. Besides, the exploitation of hotel organizations for promotional activities, play important role in improving and upgrading the quality of hotel services and provide incomes in hard currency. Especially, with a fatal decline in the price of oil and the critical phase experienced by the Algerian economy, authorities must review the tourism policy and the creation of a private-effective mechanisms with the security and stability witnessed by Algeria unlike other Arab countries. Optimistic outlook to the future of tourism industry in Algeria requires integrated efforts of both domestic and foreign. Especially, the role of tour operator partners to support the sector and to fix the current situation is from foreign efforts. While for domestic, ministry of tourism in Algeria, hotel services, tourism organization and others can collaborate to give best services to potential tourists.

مقدمة: ولالد من العديد اقتصاديات متقدمة يف جد مكانة احتلت حيث ،العاملي املستوى على واهتماما كبريين منوا السياحة بلغت

تتوفر اليت الدول اجلزائر من بنيجند و، األفراد واموعات قبل من وزيارا عليها التردد يتم وأثرية سياحية مبواقع تتمتع اليت

األثريـة املعـامل سـياحة إىل صحراوية وسياحة معدنية سياحية ومحامات شواطئ من السياحي البلد مقومات كل على

خالل شرعت اجلزائر وقد اجلزائر، زيارة عند مبتغاه جيد أن بإمكانه خمتلف البلدان من الزائر أن القول وميكن واالكتشافات،

املستدامة التنمية متطلبات أحد باعتباره وتطويره السياحي القطاع إلعادة إصالح خاصة أمهية األخرية يف اعطاء السنوات

اإلدارية، األنشطة من العديد على يشتمل فهو احملروقات، قطاع جانب إىل التنمية االقتصادية حتقيق يف هاما إضافيا وموردا

واملطـاعم الفنـادق إىل )...املوعد، احلجز، النقل، وسيلة ( العديدة وإجراءاته السفر من تبدأ والفنية، واليت قد التسويقية

.السياحية األماكن خمتلف يف املتواجدة واالستراحات السياحية خمتلف يف االستثمارات العديد من تستقطب أصبحت اليت السياحية، اجلذب عوامل أهم من واحدة الفندقية املنظمات وتعد

ذات الفندقية اخلدمة أن اعتبار على هذا القطاع على القائمني قبل من بالغة بأمهية حتظى املنافسة قضية أن يعين مما العامل، دول

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

164

بالـدور االهتمام يتطلب التنافسية للمنظمة، مما امليزة امتالك أساسيا يف عامال تشكل املناسبة التوزيع ومنافذ العالية النوعية

مضبوطة. علمية أسس على العاملية، خمتلف األسواق يف املنظمات هذه به تقوم أن جيب الذي التسويقي :النشاط السياحي وأمهيتهأوال/

% من النـاتج االقتصـادي 15تعترب السياحة من أكثر النشاطات االقتصادية الواعدة، ذلك أن السياحة تنتج حوايل % من التجارة العامليـة يف 25العاملي، وتكتسي السياحة أمهية كبرية يف جمال التجارة الدولية، حيث أصبحت تشكل

عة السياحية يف النمو املتواصل، حيث تعترب منظمة التمويل الدولية قطاع اخلدمات، وتشري التوقعات إىل استمرارية الصنا، ومن الناحية االجتماعية تعترب السياحة ظاهرة حضارية 1 % كزيادة سنوية8أن املعدل العام للنمو يف السياحة يبلغ حوايل

الروتني اليومي وجتديد حيام، لذلك ذات أبعاد اجتماعية وثقافية، حيث أن شعور األفراد بامللل يدفعهم إىل اهلروب من تتولد لديهم الرغبة يف السفر حبثا عن الراحة واالستجمام .

وتباينت التعاريف املقدمة ملصطلح " السياحة " وإن تالقت كلها يف حب التمتع بالسفر واالرحتال من أجل الترفيه أو التايل :الراحة أو الثقافة، وميكن إجياز مفهوم السياحة يف التعريف

" جمموع العالقات اليت تترتب على سفر وعلى إقامة مؤقتة لشخص أجنيب يف مكان ما، طاملا أن هذه اإلقامة املؤقتة ال - 2 .تتحول إىل إقامة دائمة وطاملا مل ترتبط هذه اإلقامة بنشاط يغل رحبا هلذا األجنيب"

الرحالت الترفيهية، وهي جمموع األنشطة اإلنسـانية املوجهـة كما عرفتها املنظمة العاملية للسياحة بأا:" تعرب على - 3 لتحقيق هذا النوع من الرحالت، وهي صناعة تساعد على سد حاجات السائح ".

:التعريفني السابقني ميكننا حصر مفهومها يف النقاط التالية من خالل واإلقامة.تقوم العملية السياحية على عنصرين أساسيني و مها التنقل - تنتج السياحة عن تفاعل سفر وإقامة األشخاص يف جمتمع آخر غري جمتمعهم. - مؤطر للسياحة ، وهذا ما يولـد –مضيف ، أو سائح –سائح –يقع هذا التفاعل على مستويني ، مستوى سائح -

املضيفة على نقـل عالقات تسمح بتناقل الثقافات واحلضارات، وهذا مبدأ أساسي يف السياحة حيث حترص اتمعات ثقافتها وإرثها احلضاري.

سد حاجيات طالب االستجمام والترفيه، ومن خالل متكينه من كافة الوسائل الضرورية لذلك من السياحة تستهدف - هياكل استقبال، نقل وترفيه.

سياحة الترفيهية، السـياحة "السياحة الدينية، السياحة الثقافية، ال هناك عدة أنواع للسياحة أمهها:إىل جانب هذا جند أنه 4 العالجية، سياحة الشواطئ، السياحة الصحراوية، السياحة الرياضية... إخل" .

5 من اخلصائص االقتصادية للسياحة بشكل عام فان للمنتجات السياحية خصائص هامة نوردها هنا كالتايل:ووخاصة يف األجلني الطويل واملتوسط باملقارنـة غري مرنة كون أسعارها ال تتغري مبقادير كبرية بسبب تقلبات الطلب -

بالسلع االستهالكية كما أن اخلدمات قبل ليلة املبيت ال ميكن ختزينها، وأن هذه السلع تسمى بالسلع الغري قابلة للتخزين.اخلـدمات لتكامل فمن املعروف ان املنتجات السياحية ليست خدمة واحدة منفردة بل تتضمن عددا من بالنسبة لأما -

الفرعية التكاملية، فالتقصري يف احدى هذه اخلدمات سوف يقلل من قيمة املنتج السياحي النهائي.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

165

ن اخلاصية الثالثة واملتمثلة يف االختالف : فان املنتج السياحي ميتاز خباصية االختالف ألنه من املستحيل عمليا أحيث - ك دوما اختالف يف اجلودة حىت ولو افترضنا تطابق اخلصـائص انتاج منتجني سياحيني متطابقني، ألنه سوف يكون هنا

املادية للخدمة السياحية املقدمة.I.زائري:صناعة الفندقة كركيزة أساسية للنشاط السياحي اجل

6 يتشكل املنتج السياحي من عدة خمرجات من القطاعات االقتصادية، وتتمثل هذه القطاعات يف: الفنادق ).قطاع السكن واإليواء ( - قطاع النقل و األسفار. - قطاع الترفيه. - قطاع املنظمات والوكاالت السياحية. -

تعترب هذه القطاعات مبثابة عناصر أساسية ومهمة بالنظر إىل الصناعة السياحية واملنتج السياحي، ويترتب عن أي نقص أو ة آثارا سلبية خبصوص املنتج السياحي ككل، ألن أي خلل أو مشكل بأي قطاع من القطاعات املكونة للصناعة السياحي

املنتج السياحي منتج مركب من عناصر غري متجانسة مرتبطة بالقطاعات السالفة الذكر، ويعتمد عليها كثريا يف تـوفري 7. وتقدمي اخلدمات للزبائن

السياحية كثيفـة العمالـة الـيت ميثل القطاع الفندقي العمود الفقري لصناعة السياحة بوجه عام، باعتباره من األنشطةتستوعب الكفاءات البشرية املختلفة يف مجيع جماالت العمل الفندقي، فأصبح هذا النشاط صناعة فرعية من صناعة السياحة

اليت تساهم بدور فعال يف تعظيم العائد السياحي وحتسني التنمية السياحية.ااالت اليت يربز دورها اليوم ويتألق، فالتنمية السياحية أصبحت لقد أصبحت صناعة الفنادق والفندقة السياحية من أهم

القاعدة األساسية لنمو أي دولة اقتصاديا، واحلجر األساس هلا هو املنظمة الفندقية من خالل إنشائها وتفعيلها والتكفـل ..ا.

ة متميزة وعلى املستوى امليداين تعتمد صناعة الضيافة بشكل مكثف على املوارد البشرية، وتعمل على خلق فرص وظيفي ) من الوظائف يف العامل 10إىل 7فإن هذه الصناعة مسؤولة بشكل مباشر أو غري مباشر يف إجياد وظيفة واحدة من بني (

وبعد التطور الذي شهدته الصناعة الفندقية يف العامل، مل تعد اخلدمة الفندقية مقتصرة على خدمات اإلقامة واإلطعام، بل ت ذلك من خالل سعيها الدؤوب إلرضاء ضيوفها، ومن هنا بدأت املنظمات الفندقية يف التنافس من خالل توفري جتاوز

خدمات وأنشطة مستحدثة مل تكن معروفة من قبل، كما تعددت أشكال وأنواع املنظمات الفندقية حبسـب حاجـات ية عاملية ليس هلا مثيل.ورغبات الضيوف، وأدى ذلك إىل ظهور خدمات فندقية متطورة وضة فندق

وتعد املنظمات الفندقية حجر األساس للصناعة الفندقية، والنواة األساسية للتنمية السياحية، لذا ال بدمن توضيح مفهـوم هذه املنظمات وتصنيفها.

II. ماهية اخلدمة الفندقية: فندقية هلا خصوصية منفردة كوـا تتميز اخلدمة الفندقية عن غريها من اخلدمات األخرى بعدة خصائص جتعل اخلدمة ال

إنسانية أي يغلب عليها الطابع اإلنساين، األمر الذي يعقد من معرفة وقياس جودا، لذا اهتم الباحثون يف اال الفندقي باخلدمة الفندقية وطبيعتها وخصائصها وأنواعها.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

166

الفندقية مفاهيم خمتلفة و يعزى ذلـك اىل وردت يف األدبيات اليت اهتمت مبوضوع اخلدمة :مفهوم اخلدمة الفندقية -1اختالف الزاوية اليت ينظر اليها كل كاتب أو باحث من جهة و تعددت أبعاد و اجتاهات اخلدمة من جهة اخرى و فيما

يلي نستعرض جمموعة من التعاريف :وحاجات الضـيوف، ولـيس " األنشطة املادية والغري املادية اليت ميكن تقدميها بشكل منفصل وتوفر إشباع رغبات -

8 بالضرورة أن ترتبط ببيع منتج آخر، وعند تقدمي اخلدمة ال يتطلب نقل امللكية "."مزيج من العناصر املادية مثل الطعام والشراب والعناصر الغري املادية، مثل اجلو فت اخلدمة الفندقية على أا:عركما -

9العام للفندق، الراحة واملتعة واألمان ". وميكن القول أيضا أا جمموعة من األعمال اليت تؤمن للضيوف الراحة والتسهيالت عند شراء واستهالك اخلـدمات

خدمـة ( 10 وتتمثل أهم اخلدمات اليت تقدمها صناعة الضيافة فيما يلـي: والسلع الفندقية، خالل إقامتهم يف الفندق.وخدمات التسلية والترفيه واخلدمات العالجية واخلدمات املصـرفية اإلقامة، خدمة اإلطعام واليت تعترب خدمات رئيسية،

)...اخل واليت تعترب خدمات تكميليةوخدمات املؤمترات واحلفالت وخدمات االتصاالت والنقل. فيما تلخيصها ميكن خاصة مبواصفات متميزا وتتميز موقعا الفندقية اخلدمات حتتل:اخلصائص املميزة للخدمة الفندقية -2

11 :يلي على اختيارها لذلك يتم الشراء، عملية قبل ملسها أو الشعور ا أو تذوقها أو رؤيتها ميكن أي ال : ملموسة غري خدمات - أ

كما اخلدمة، ووصف عملية توضيح يصعب ما املادي، وهو االختبار أساس على منه أكثر والتجربة والشهرة السمعة أساس

واستهالكها زيارا يستطيعون فهم موقع إنتاجها عن املنافسني إبعاد ميكن ال ألنه االختراع براءة طريق عن محايتها ميكن ال

.ذلك يف رغبوا كلما يوميا الكثري خيسر قد صاحب الفندق فإن وبالتايل املخزن، يف االحتفاظ ا ميكن لتلف): فالا (قابلية التالشي سريعة - ب

وهو الحقة، ليلة يف غري مستخدمة واستخدامهاالالفندق غرفة ختزين يستطيع فال هلم، أعدت غرف إىل الرتالء ورود عدم عند

.العمر قصرية الفندقية اخلدمة جيعل ما مكان يف معني واستهالكها مكان يف الفندقية اخلدمة إنتاج ميكن االستهالك) : فال عن اإلنتاج فصل قابلية (عدم التالزم - ت

إىل نقلها للعميل ميكن ال كما إنتاجها واستهالكها، أثناء اخلدمة وموفر للزبون الوقت نفس يف تواجد إىل حتتاج فهي آخر،

.اإلنتاج موقع عن فصلها إمكانية لعدم املرتل أفـراد، هم وتسليمها يقوم بأدائها الذي أن بسبب الوقت مرور مع واجلودة النمطية يف ختتلف فهي التجانس: عدم - ث

وإرهاق. تعب من عليه يكون قد اخلدمة وما مقدم حلالة وفقا آخر إىل وقت من عليها احلصول خيتلف وبالتايلاخلاصة املميزات بعض هناك األخرى، اخلدمات باقي الفندقية مع اخلدمات فيها تشترك اليت اخلصائص هذه بعض إىل باإلضافة

:يلي فيما تتمثل اذلك وارتباط العام، طوال أخرى إىل زمنية فترة من السياحي النشاط وحجم درجة الختالف نتيجة النشاط: مومسية - أ

حمددة، معينة ومواسم فترات يف بالفنادق اإلقامة على السائحني وإقبال دولة، بكل واالجتماعية والطبيعية املناخية بالظروف

من درجة وجود :مثل اآلثار السلبية بعض أوجد مما النائية، السياحية املناطق يف خصوصا باملومسية، الفندقي النشاط اتصف

طاقة لوجود نتيجة الفندقية والتسهيالت للموارد األمثل االستغالل عدم املستقبل، يف الفندقية للحركة بالنسبة التأكد عدم

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

167

اإلشـغال نسبة اخنفاض نتيجة واملتغرية الثابتة التكاليف السياحية، زيادة احلركة فيها تنخفض اليت الفترات خالل معطلة،

األحيان. بعض يف الفندقي اإلنشـاءات يف املسـتثمر املال من اجلزء ذلك هو الفندقي النشاط يف املادي العنصر إن الثابتة: األصول نسبة ارتفاع - ب

املستثمر يف املال رأس من كبريا جانبا متثل اليت الثابتة واملوجودات األصول جانب يف يدخل اجلزء والتجهيزات الفندقية، وهذا

أخرى كالتشـغيل نفقات إىل توجه فإا النسبة باقي أما املال، رأس من % 90 إىل نسبته تصل حيث الفندقية املشروعات

.وغريها والعمالةيتوقف حيث العامة، األهداف حتقيق يف البشري العنصر استخدام على أساسا الفندقي النشاط يقوم النشاط: إنسانية - ت

السـائحني وتأديـة معاملة كحسن الزائر، جتذب بطريقة اخلدمات تقدمي على العنصر هذا وقدرة كفاءة مدى على جناحه

ذلـك، غري إىل ...والصدق العمل يف واإلخالص كاألمانة الشخصية مقومات توافر عالية، مع بروح منه املطلوبة األعمال

.آخر على فندق لتفضيل األخرى املادية العناصر جبانب مهما عامال البشري العنصر يعترب وبذلك إىل باإلضافة والترفيه، واإلعاشة اإلقامة هي رئيسية عناصر من الفندقي املنتج يتكون : الفندقي املنتج طبيعة اختالف - ث

الصـفات مـن هلـا امللموسة املادية املنتجات ألن ملموس، منتج أي عن خيتلف ال هذا شكله يف األخرى، وهو اخلدمات

لباقة يف إىل حتتاج معنوية خبصائص يتميز الفندقي املنتج أن إال وغريها، واملساحة واحلجم كالشكل متيزها واخلصائص اليت

اخلدمة فإن املميزة، اخلصائص هذه إىل ممكنة وبالنظر صورة أفضل يف السائحني مجهور إىل لتقدميه املعاملة يف ولطف األداء

بعـض يف األمثـل االستغالل الفندقية الطاقة عدم استغالل مشكلة ملواجهة جيد وتنظيم فعالة إدارة إىل حاجة يف الفندقية

.املرجوة حتقيق األهداف من ميكنها أفضل مبستوى تقدميها على والعمل األحيان، :الفندقية اخلدمة أنواع -3 بـالتنويع يف تتصـف الفنادق أن جند التكميلية، واخلدمات والنقل والشراب كاإلطعام األخرى السياحة بعناصر مقارنة

12 : التالية الفنادق اخلدمات تقدم حيث الصغرية، الفنادق يف ونسبيا الكبرية الفنادق يف وخاصة للزبائن املطروحة اخلدمات الفندقية كالشقق األخرى أنواع اإليواء من وغريها الدرجات ملختلف الفندقية اخلدمة جوهر ومتثل اإليواء : خدمات - أ

السياحية). ميزانيته من ( 40%حوايل اخلدمة هذه على الضيف وينفق وغريها، واملوتيالت السياحية والقرى والصيين واإليطايل كاملطعم اللبناين املتخصصة املطاعم أنواع من العديد على الفندق والشراب: حيتوي طعاماال خدمات - ب

.الضيف انفاقات من (% 29 ) حوايل وتشكل وغريها، خدمات البنكية، واخلدمات تأجري السيارات كخدمات الفنادق تقدمها اليت املساعدة اخلدمات اإلضافية: وهي اخلدمة - ت

.األخرى اخلدمات من وغريها واملؤمترات واحلفالت األعمال رجال خدمات املسابح، خدمات الصحي، النادي 13 ميكن إجياز أهداف خدمة الضيافة يف ما يلي: : أهداف اخلدمة الفندقية -4الكثري من اخلدمات الفندقية يف اإلحساس بوقت الفراغ والتمتـع والشـعور حتسني راحة الضيوف: حيث تساهم - أ

الطيب، مثل غرف وقت الفراغ اليت ميكن استخدامها، وبيع املشروبات املنعشة، واخلدمات املصرفية السلعية، واملقاعـد مباشرة علـى متديـد املرحية، تضيف مزيدا من وقت الفراغ واالستمتاع والرضا لدى الضيوف وتشجيعهم بطريقة غري

إقامتهم، لكن الشيء األساسي والفريد يف اخلدمة الفندقية هو مدى فهم موظف اخلط األمامي الحتياجـات الضـيف وتلبيتها بصورة سريعة، واالحتفاظ بالضيف من خالل إقامته مدة أطول بواسطة وسائل اإلقناع.

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

168

قدمي مجيع اخلدمات الفندقية اليت ميكن للضـيف أن من خالل ت تعزيز صورة املنظمة الفندقية يف أذهان الضيوف: - ب يتوقعها وجبودة عالية.

تقوي اخلدمات الفندقية املتعددة اإلحساس باألمن فخدمات احلماية كاإلضـاءة الكافيـة ضمان أمن الضيوف: - تالغرف.... إخل، وعاملوا األمن وتسهيالت الطوارئ الطبية، وإقفال غرف الضيوف ونظم إطفاء احلرائق املثبتة يف أسقف

كلها تزيد يف تعزيز الثقة لدى الضيوف والعكس صحيح .بناء ميزة تنافسية ملنظمة الضيافة: يتوقع معظم الضيوف أن يوفر مقدمي اخلدمات الفندقية جمموعة من اخلـدمات - ث

الرتقاء ا إىل مسـتوى األساسية كخدمة املبيت، اإلطعام... إخل . إال أن منظمات الضيافة اليت تقوم بتوسيع خدماا واتوقعات الضيوف أو أكثر، تكون هلا ميزة تنافسية على باقي املنظمات األخرى املنافسة، وبالتايل يتحقق رضا الضـيوف ووالئهم هلذه املنظمة، ولن يتأتى هذا إال بتبين التفكري التسويقي اإلبداعي ملقدمي اخلدمات الفندقية، وفهمهـم القـوي

رغبام .الحتياجات الضيوف ومن خالل ما تقدم يتبني أن للخدمات الفندقية خصائص فريدة متيزها عن غريها من اخلدمات، وللجودة أثر كبري على

هذه اخلدمات. :الفندقية ثانيا/ املنظمة

14 كالتايل: ميكننا تعريف املنظمة الفندقية :الفندقية املنظمةمفهوم -1 .جر معني"أطعام واملشروبات واإلقامة وخدمات أخرى لعامة الناس لقاء خدمة اإل"الفندق هو بناية أو مؤسسة تقدم فيه

الضيف أو الرتيل أو العميل على مجيع اخلدمات اليت بإمكانه احلصول عليها )السائح (" الفندق هو مكان حيصل فيه املقيم يف مرتله، ولكن نظري أجر متفق عليه مسبقا "

15 :إيرادات الفنادق يف العناصر التالية تتمثل :إيرادات الفنادق -2 دمات اإليواء.ايرادات متعلقة خب - دمات الطعام والشراب.ايرادات متعلقة خب - دمات تكميلية أو مساعدة.خب ايرادات متعلقة - : النوعي هاملنظمة الفندقية وتصنيفاتطبيقات -3 16 :التصنيفات التالية تطبيقات املنظمة الفندقية يفوتتمثل ية: الفندق املنظمة تطبيقات - أ

تصنيف الفنادق من حيث املواقع ويشمل فنادق املدن والسواحل واملطارات واملوتيالت. - تصنيف الفنادق من حيث النجوم ويشمل سبعة جنوم وستة ومخسة وأربعة وثالثة وجنمتان وجنمة واحدة. -والفنـادق املتحركـة والعالجيـة تصنيف الفنادق من حيث اخلدمات وتشمل الفنادق التجارية وبيوت الشباب -

والرياضية. ) يوما.29-1) يوما وفنادق مؤقتة من (3-1تصنيف الفنادق حسب مدة اإلقامة ويشمل فنادق دائمة من ( - تصنيف الفنادق من حيث أسعارها وتشمل غالية ومتوسطة ورخيصة. - :الفندقية )ملنشآت(ا للمنظمات النوعي التصنيف - ب األفراد رغبة وازدياد )والبحرية اجلوية الربية،( أنواعها باختالف النقل وسائل وتطور احلديث العصر يف األسفار لتعدد نظرا

العـامل يف املوجـودة أنواع الفنادق تعددت للرياضة، أو التجارة أو العالج أو الراحة، عن حبثا آخر إىل بلد من التنقل يف

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

169

املختلفة أنواعها إىل الفنادق تقسيم هنا بني اخللط عدم وجيب ، أجله من أنشئت الذي والغرض طبيعتها باختالف واختلفت

. الفندقي التصنيف عليه يطلق ما درجات وهو أو فئات إىل الفنادق وتقسيم النوعي التقسيم عليه يطلق ما وهوذلك وخيتلف تقدمها اليت اخلدمات ومستوى اجلودة درجة حسب أصناف إىل عادة الفنادق تقسم :الفندقي التصنيف )1

17 :التالية التصنيفات جند حيث أخرى، إىل دولة من .جنوم 07 إىل جنمة 01 من : جنوم § E إىل A من: حروف - .األوىل إىل الرابعة من درجات -

الغرفة داخل أو طابق حسب كل املياه دورة التلفاز، وجود الغرف، مساحة( موضوعية معايري على التصنيفات هذه وتعتمد

نوعية تطورات الفندقية اخلدمات شهدت احلايل فقد القرن خالل العاملية السياحة حركة ارتفاع ومع ،)..اإلنترنت نفسها،

هذه بني املقارنة عملية تسهيل بغرض التصنيف أنظمة حتيني تكييف أو ذلك عن ونتج الصغرية، الفندقية املنظمات لدى خاصة

18 .عامليا ا املعمول جنوم 05 إىل جنمة 01 من التصنيف باعتماد املنشآت، :النوعي التقسيم )2 جيمع أن نوع ميكن لكل أنه إىل اإلشارة مع اآلتية، الثمانية األنواع إىل عامة بصفة النوعية، الناحية من الفنادق تقسيم ميكن

19 :هي األنواع وهذه إليها، املشار للتصنيفات املختلفة الفئات بني املدن يف سيما، وال احلديث العصر يف انتشارا وأكثرها الفنادق أهم من النوع هذا يعترب : العبور(الترانزيت) فنادق - أ

تنتشـر وحيث احلديدية، والسكك الربية الطرق وتتقابل النقل قنوات تتشابك حيث الكربى، واملناطق الصناعية التجارية

يقل االهتمام كما األرض من حمدودة مساحة على الفنادق هذه تقام وعادة املطارات، و البحرية واملوانئ احملطات الرئيسية

ومتينة التصنيف خامات سهلة من األحيان غالب يف ويتكون األخرى، السياحية الفنادق يف موجود هو ما بعكس بالتأثيث

يقضـيها اليت الفترة خالل بالراحة والرضا اإلحساس يلرتال يعطي مما فاخرة بطريقة مصنوعة لكنها كسرها، يسهل ال حىت

املطـارات، فنادق املدن، فنادق :التالية على األنواع العبور فنادق وتشتمل قالئل، بساعات األحوال أغلب يف تقدر واليت .السياحية واالستراحات الشباب بيوت السيارات، راكيب فنادق

مثال، سنة ملدة فيها يقيمون طويلة، حيث لفترة الرتالء إيواء غرضها يكون اليت الفنادق وهي الدائمة: اإلقامة فنادق - ب

وتكون فندق)، بيت( أو)مجاعي لفظ(بيت عليها عادة ويطلق العادية، الفنادق لرتالء تقدم اليت املعتادة اخلدمات هلم وتقدم

.والغاز التدفئة ووسائل املطبخ ولوازم الصحية املنافع مجيع على حتتوي وميكن أن األخرى، الفنادق عن منخفضة أسعارها عملها مبجرد وينتهي معينة، ملناسبة حمدودة لفترة تقام اليت الفندقية املعسكرات من نوع عن عبارة وهي :املؤقتة الفنادق - ت

وميـاه وإضاءة وأدوات صحية ضروري، أثاث من لإلقامة يلزم ما بكافة عادة وجتهز أجلها، من أنشئت اليت املناسبة انتهاء

.وغريها ... ولالغتسال للشرب صاحلة للموقـع وفقا قصرية أو طويلة تكون قد حمددة فترة لقضاء الرتالء إليها يلجأ اليت الفنادق تلك هي :املومسية الفنادق - ث

شـواطئ على الصيف فصل يف أو الثلجية اجلبال على الشتاء فصل يف كانت سواء املنطقة، ا متتاز اليت والعوامل الطبيعية بامللل يشعر الرتالء ال حىت ،ىاألخر واأللعاب كاملالهي والترفيه للتسلية خمتلفة وسائل توافر الفنادق هذه وتتطلب البحر،

للتنس ومالعب لالنتظار، ومكتبات كبرية صاالت على تتوفر أن جيب كما فيها، يقيمون اليت الطويلة الفترة خالل والضيق

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

170

الرتالء نوعية حيث من الدائمة اإلقامة السياحية وفنادق الفنادق عن ختتلف الفنادق هذه كانت وإذا .ذلك أمكن إن ومسابح

.فيها الداخلي واإلدارة التنظيم حيث من عنها ختتلف ال فإا اإلقامة، ومدة بـبعض األوملبية القرى أو الرياضية املدن يف توجد ما وغالبا الرياضية املالعب من بالقرب تقام و: الرياضية الفنادق - ج

يستخدمها الرياضيون، اليت الرياضية واألجهزة واألدوات باملالعب جتهيزها تصميمها يف ويراعى .وغريها األوروبيةالدول

لباقي العادية الوجبات إمكانية تقدمي إىل باإلضافة معني، غذائي أسلوب إىل حاجتهم مع تتناسب اليت الوجبات فيها وتقدم

اإلقامة مدة حيث من عنها ختتلف واإلدارة ولكن النظم حيث من املومسية الفنادق عن كثريا ختتلف ال العاديني وهي الرتالء

.الرياضية الفنادق يف أقصر تكون ما عادة اليت فقط وختتلف عن العالجية، طبيعتها تتطلبه فيما إال النوع حيث من املومسية الفنادق عن ختتلف ال وهي :العالجية الفنادق - ح

فيكون الغابات، وقربه من اجلاف باهلواء ميتاز موقع يف الفندق يكون كأن أجله من أنشئت الذي للغرض وفقا البعض بعضها

األمراض من العالج دف والكربيتية وذلك املعدنية العيون فيها تكثر منطقة يف يقام أن أو الشمسي، للعالج خمصصا بذلك

للضيافة معاكسة جتعلها اليت العناصر مجيع على الفنادق العالجية تتوافر أن وجيب.واملفاصل كالروماتيزم املختلفة العضوية

هـذا اجلماعية، الصالة فروض إلقامة أماكن وختصيص واملسابح ملل، كاحلدائق أو ضيق بأي الرتالء يشعر ال حىت املثالية،

فوق لألشعة وغرف والكهربائي اليدوي بالتدليك خاصة وعيادة لألطباء العالجية كحجرات باخلدمات جتهيزها إىل باإلضافة

.الضرورية املتطلبات من ذلك غري عالجية إىل ومحامات البنفسجية صناعة الفنادق، يف نوعها من والفريدة املستحدثة األنواع من األمر واقع يف املتحركة الفنادق تعد :املتحركة الفنادق - خ

وتسـافر السـيارات، سطح خلـف على أو العائمة الفنادق مثل املاء، سطح على سواء متحركة أسطح على عادة وتقام(Caravanes) ا ولذلك طويلة، مسافات املقطورة إىل والكرفانات القطارات يف النوم كعربات األرضمبختلـف جتهز فإ

ـ احلايل عصرنا يف كبريا تطورا تشهد العائمة اليت الفنادق يف خاصة والتسلية اللهو وسائل مدينـة ه يف ، مثلما هو معمول ب سوسة بتونس.

خامتة: وهذا العاملية، املنظمات من العديد قبل من كبريين واهتماما منوا مؤخرا شهدت اليت ااالت أهم من السياحة جمال يعد

أن جند هلذا استثناء، دون األنشطة كافة اال هذا فاقتحم اليوم، العامل يعرفها اليت احلادة واملنافسة السريعة للتغريات نتيجة املنظمات كفاءة و فعالية مدى على تدل اليت اهلامة املؤشرات من مؤشرا يعد له األمثل واالستغالل به اجليد التحكم امليزة هذه تتحقق ،ولن تنافسية ميزة كسب من اخلدمية وخاصة األعمال منظمات بتمكني قومت حيث احلديثة، اخلدمية فيما أهدافها حتقيق من املنظمات متكن اليت التروجيية األنشطة عناصر كافة استخدام على قادرة كانت إذا اال للمنظمة

باتت أا حلد اهلدف، هذا وتفعيل لدعم وحيوية أساسية مبهام تقوم ألا الفندقية، اخلدمات على الطلب تفعيل خيص بنسب تتأثر الفندقية املنظمة خدمات جودة وتفعيل عليهم، والتأثري اجلماهري و األفراد اجتاهات يف جوهريا تغيريا حتدث

الفندقية التسويقية البيئة يف الفاعلة و السوق يف الرائدة الفندقية املنظمة أن كما التروجيية، األنشطة عناصر قبل من متفاوتة .الفندقية املنظمة و الزبون بني الفجوات هذه حجم من التقليص و التحجيم تستطيع اليت هي

: مها أساسيني بعاملني تتعلق الفندقية ملنظمةا أن مفاده استنتاج حول يتفقون اال هذا يف الباحثني أغلب أن يالحظ وما أجل من الفندقية املنظمة لدى املتاحة الوسائل استغالل إمكانية مبدى تتعلق واليت والكفاءة العمل، يف اإلرادة خللق التحفيز .األهداف حتقيق

عةطباة للقابل

غري خة نس

الرابعالعدد مجلة تاريخ العلوم

171

مستواها يفوق خدمة تقدمي من البيع رجال ولتمكني البيع قوة فعالية لضمان الزبون بتوقعات بالتنبؤ الفندقية املنظمة وتقوم البيئة تساهم، كما زبائنها مع مستمرة و دائمة عالقة خبلق الفندقية للمنظمة يسمح ما هذا و الزبون توقعه الذي املستوى

األخرى الفندقية املنظمات من غريها عن مييزها أساسيا عامال تعد قد اليت الفندقية املنظمة شخصية صنع يف للخدمة املادية يف األساسية العناصر حيث من غريها عن ختتلف ال بأا جيدا تدرك الفندقية املنظمات أن حيث السوق، يف هلا املنافسة اليت الرئيسية السمة أن إال اخلدمات، من نفسه الكم يقدمون وقد نفسه، وبالسعر اخلدمة نفس يبيعون فهم العمل، طبيعة

ذلك يف فعاال دورا املادية البيئة وتلعب وهويتها، نفسها ا تعرض اليت الطريقة أي الشخصية، هي وأخرى منظمة بني متيز .اخلدمة جودة على الزبون خالله من حيكم الذي امللموس اجلانب تشكل ألا

اهلوامش:

.189-188ص ص ،1ط ،2005 األردن، والتوزيع، للنشر الوراق دار ،" تطبيقي منهج املتخصصة، اخلدمات تسويق:" نبعة أبو العزيز عبد 1 للنشر الدولية حورس مؤسسة اإلسكندرية، ،03ج والتطبيق، النظرية ،)"العمليات -االستراتيجيات -املفاهيم( الترويج" ، الدين عصام علفة أبو 2

.23ص .2002 والتوزيع، .25مرجع سابق، ص ،)"العمليات -االستراتيجيات - املفاهيم( الترويج" ، الدين عصام علفة أبو 3 غري ، باتنة جامعة ، االقتصادية العلوم يف ماجستري رسالة" ( واملغرب تونس ، اجلزائر بني مقارنة دراسة – للسياحة التنموية اآلثار:" عشي صليحة 4

.17-12 ص ص ، 2005 ، اجلزائر ،)منشورة .17ص ،2008 طبعة للنشر، وائل دار ،"سلوكي مدخل السياحي، التسويق" عبيدات، حممد 5 بباتنة، خلضر احلاج جامعة االنسانية، و االجتماعية العلوم جملة) " اجلزائر يف السياحة حالة(السياحي التسويق أمهية و السياحة" حممد، سيدي ساهل 6

60ص ، 2004 ،10العدد .151ص ،4 العدد ،2005 اجلزائر، جامعة التسيري، وعلوم االقتصادية العلوم جملة" السياحية اخلدمات سوق" خالد، كواش مبارك، بالطة 7 العلمي املؤمتر" األردن يف جنوم اخلمس فنادق نزالء من عينة على تطبيقية دراسة( الفندقية اخلدمة جودة يف املؤثرة العوامل" الروسان علي حممود 8

.5 ص ، اجلزائر سكيكدة، 55 أوت20 جامعة ،2007/ ماي/ 8-7 أيام األعمال، منظمات يف والتميز اجلودة حول الدويل9 .-M. huffadine .Project management in hotel a resort development torinto .mcgrowhill .édition .1993.1st ed p 207.

مصر، اجلامعية، الدار ،) "الفنادق( اخلدمية املنشآت يف التكاليف حماسبة ونظام احملاسيب النظام" حممد ربه عبد حممود حممد أمحد، هاشم عطية 10 .21 ص ،2000

و للنشر العلمية اليازوري دار ،)"متكامل مدخل( تطبيقات – نظريات -أسس التجاري واإلعالن الترويج" ربايعية، حممد علي ، عباس بشري العالق 11 .79ص: .2007 عمان، العربية، الطبعة التوزيع،

.55ص : . 2006 عمان، االوىل، الطبعة التوزيع، و للنشر املناهج دار ،"تطبيقاته و اخلدمات تسويق" ، خليل زكي املساعد 12 السعودية ، إبراهيم علي سرور ترمجة ،" الفراغ ووقت والضيافة السياحة خبدمات املرتبطة وأبعادها اخلدمة جودة مفاهيم" ويست، شالجل بيث 13 .103-101 ص ص ،2007 والتوزيع للنشر املريخ دار:

. 17 ص ،2008 عمان، التوزيع، و للنشر الراية دار ،"الفندقية و السياحية املنشآت إدارة" عبوي، منري زيد 14 . 17 املرجع، ص نفس عبوي، منري زيد 15 .25 ص املرجع، نفس عبوي، منري زيد 16 ،2007 حلوان، جامعة الفنادق و السياحة كلية ،"العربية الدول بعض جتارب و الفندقي و السياحي للتسويق العلمية األسس" السميع، عبد صربي 17 . 274ص . 275 ص املرجع، نفس السميع، عبد صربي 18 . 278 ص املرجع، نفس السميع، عبد صربي 19

عةطباة للقابل

غري خة نس

عةطباة للقابل

غري خة نس

عةطباة للقابل

غري خة نس