اإليمان )) أركان ((5سلسلة

بالقرآن اإليمانالكريم

والكتبالسماوية

": تعالى القرآنقال هذا أنزلنا لو ية رأيته خاشعا متصدعا من خش�� على جبل لهم اس لعل ربها للن ���ال نض��� ���ك األمث ه وتل الل

رون آية) : " يتفك (32النحل،

1

محمد. محمد على دالبي الص

2

الرحيم الرحمن الله بسم

اإلهداء

عن يبحث إنسان كل إلىالوجود في الله منهج

.. الكتاب هذا أهدي

": فمن تعالى يرجو كان قالوال صالحا عمال فليعمل ربه لقاء

" أحدا ربه بعبادة يشركآية) : (110الكهف،

3

الرحيم الرحمن الله بسم

المقدمة

ونعوذ ونستغفره، ونستهديه، ونستعينه، نحمده لله، الحمد إنالله يهده ومن أعمالنا، سيئات ومن أنفسنا، شرور من باللهالله إال إله ال أن وأشهد له، هادي فال يضلل ومن له، مضل فال

. ورسوله عبده محمدا أن وأشهد له، شريك ال وحده " : تموتن وال تقاته حق الله قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قال

: ( " آية ، عمران آل مسلمون وأنتم (.102إال

" : فس ن من خلقكم ذي ال كم رب قوا ات اس الن ها أي يا تعالى وقال قوا وات ونساء كثيرا رجاال منهما وبث زوجها منها وخلق واحدة

" رقيبا عليكم كان الله إن واألرحام به تساءلون ذي ال اللهآية) : ، (.1النساء

* " : سديدا قوال وقولوا ه الل قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى وقالورسوله ه الل يطع ومن ذنوبكم لكم ويغفر أعمالكم لكم يصلح

: ( " آية ، األحزاب عظيما فوزا فاز (.�71 70فقدولك رضيت، إذا الحمد ولك ترضى، حتى الحمد لك رب يا

. الرضى بعد الحمد : الكريم بالقرآن اإليمان عن يتحدث الكتاب فهذا بعد أما

وقد اإليمان، أركان سلسلة ضمن من وهو السماوية، والكتب: مباحث إلى بتقسيمه قمت

: األول لغة المبحث الكريم القرآن عن فيه تحدثت وقدواصطالحا.

: الثاني المبحث القرآن وفي عظمة عن فيه تكلمت. وصفاته وأسمائه

4

والنبأ والحق والبرهان، الفرقان الكريم، القرآن أسماء ومنوأحسن والشفاء، والموعظة، والروح والبالغ، العظيم،

الحديث.: منها الكريم للقرآن عديدة أوصافا وجل عز المولى وذكر

. والنذير والبشير والعظيم، والمجيد، والكريم والعزيز، الحكيم،: الثالث المبحث الكريم وفي القرآن خصائص إلى أشرت

ومبين ومعجز، ومحفوظ إلهي، كتاب كونه أهمها من والتيونزل كله، والزمن كلها اإلنسانية وكتاب هداية، وكتاب وميسر،

السماوية الكتب على ومهيمن وأجمعها، اللغات بأرقىالسابقة.

: الرابع المبحث الكريم وفي القرآن مقاصد عن تكلمتالنفس وتزكية والنصورات، العقائد تصحيح أهمها، من والتيالناس، بين العدل وإقامة وتقواه، الله وعبادة البشرية،باألخالق اإلنسان كرامة تقرير الحرج، رفع الحرية، الشورى،والحرية الحياة كحق اإلنسان، حقوق وتقرير والفضائل

حق عادلة، محاكمة في الفرد وحق والعدالة، والمساواةعرضه حماية في الفرد وحق السلطة، تعسف من الحماية

في المشاركة وحق األقليات، وحقوق اللجوء، حق وسمعته،وحق االقتصادية، والحقوق والبالغ الدعوة وحق العامة، الحياة

مقومات من كفايته في الفرد وحق العامل وحق الملكية،الكريم، القرآن مقاصد ومن الضعفاء، حقوق وتأكيد الحياة،

ظلم من وتحريرها المرأة وإنصاف الصالحة، األسرة تكوينوالسماحة الناس، على الشهيدة األمة وبناء الجاهلية،

. والعقود بالعهود والوفاء والرحمة،: الخامس المبحث بينت وفي وقد وكتابته القرآن جمع

القرآن جمع في الحضاري المشروع بها مر التي المراحلعهد إلى وسلم عليه الله صلى النبي عهد من وكتابته الكريم

. عنه الله رضي عفان بن عثمان: السادس المبحث السماوية وفي الكتب عن الحديث كان

اإليمان ووجوب والزبور، واإلنجيل، والتوراة إبراهيم، كصحفوأ القرآن هميةبها ونسخ التحريف، من له تعرضت وما ذلك

. سبقته التي للكتب الكريمالساعة في الخميس يوم الكتاب هذا من انتهيت وقد هذا

بتاريخ مساء ربع إال م.5/8/2010ه� 1431شعبان 24السادسة

5

أن وتعالى سبحانه وأسأله بعد، ومن قبل من لله والفضلفيه ويبارك به لالنتفاع العباد صدور ويشرح العمل هذا يتقبل

" : حمة ر من اس للن ه الل يفتح ما تعالى قال وجوده وكرمه بمنهالعزيز وهو بعده من له مرسل فال يمسك وما لها ممسك فال

آية" ) : ، فاطر (.2الحكيممنيب خاشع بقلب أقف أن إال الكتاب هذا نهاية في يسعني وال

وكرمه بفضله معترفا الكريم، وإلهي العظيم خالقي أمامحركاتي كل في إليه ملتجئا وقوتي، حولي من متبرئا وجوده

المتفضل، هو خالقي هو فالله ومماتي، وحياتي وسكناتيتخلى فلو الموفق، هو العظيم وإلهي المعين، هو الكريم وربي

ولغابت العقل، مني لتبلد ونفسي عقلي إلى ووكلني عنيولتحجرت العواطف، ولجفت األصابع وليبست الذاكرة،

يرضيك بما بصرني اللهم البيان، عن القلم ولعجز المشاعر،عن وأصرفه يرضيك ال ما اللهم وجنبني صدري له واشرح

أن العلى وصفاتك الحسنى بأسمائك وأسألك وتفكيري، قلبيعلى تثيبني وأن نافعا، ولعبادك خالصا، لوجهك عملي تجعل

أخواني تثيب وأن حسناتي ميزان في وتجعله كتبته حرف كلله كان ما لوالك الذي الجهد هذا إتمام على أعانوني الذين

على يطلع مسلم كل من ونرجو الناس، بين انتشار وال وجودومغفرته ربه عفو إلى الفقير، العبد ينسى أال الكتاب هذا

. دعائه من ورضوانه ورحمته " : علي أنعمت تي ال نعمتك أشكر أن أوزعني رب تعالى قال

في برحمتك وأدخلني ترضاه صالحا أعمل وأن والدي وعلى : ( " آية ، النمل الصالحين (.19عبادك

" : وإلخواننا لنا اغفر نا رب تعالى الله بقول الكتاب هذا وأختمنا رب آمنوا ذين ل ل vغال قلوبنا في تجعل وال باإليمان سبقونا ذين ال

: ( " آية ، الحشر حيم ر رؤوف ك (.10إن

استغفرك} أنت، إال إله ال أن أشهد وبحمدك اللهم سبحانك} إليك وأتوب

بي الصال محمد محمد عليالمسلمين ولجميع ولوالديه له الله غفر

6

Mail: info@alsallab.comWebsite. www.alsallab.com

7

والكتب الكريم بالقرآن اإليمانالسماوية

: : واصطالحا لغة القرآن األول المبحث : لغة القرآن ــ أن أوال على الله رحمهم العلم أهل اتفق

" " فيه اختلفوا لكنهم حرف، وال بفعل وليس اسم قرآن لفظغير أو مهموزا كونه جهة ومن عدمه، أو االشتقاق جهة من

تجمل عدة أقوال على وصفا أو مصدرا كونه جهة ومن مهموزيأتي :1فيما

: األول " القول األمر " أول من وضع منقول غير علم اسم إنهوسلم، عليه الله صلى محمد على ل المنز الكالم على علما

القول وهذا واإلنجيل، التوراة مثل مهموز، غير جامد اسم وهو : كثير وابن الشافعي، منهم العلماء من جماعة عن مروي

. جميعا الله رحمهم وغيرهما: يقول كان الله رحمه الشافعي أن منظور ابن نقل وقد

اسم ولكنه قرأت من يؤخذ ولم بمهموز، وليس اسم، القرآنواإلنجيل التوراة مثل الله .2لكتاب

: والثالث الثاني القرآن القول لفظ بأن القائلون هم" :3مهموز" رأين على اختلفوا فقد

" " : " " : ثم والغفران، كالرجحان تال بمعنى قرأ مصدر القرآن أن � محمد نبينا على ل المنز للكالم اسما وجعل المصدر من نقل

. وسلم عليه الله صلى: ( " ": آية القيامة، قرآنه بع فات قرأناه فإذا تعالى قوله له ويشهد

18. : قراءته( أي: عنه الله رضي عثمان يرثي ثابت بن حسان وقول

اللغة )1 مقاييس ص�( 396/ 2معجم المنير المصباح العرب )259، لسان ،1 /128 �131.)العرب )2 ".128/ 1لسان قرأ( " مادة3." " " " : قرأ من أصلية القرآن لفظ في الهمزة أن مهموز معنى

8

به السجود عنوان بأشمط ضحوا وقرآنا تسبيحا الليل يقطع

قراءة: .1أي

" " : بمعنى القرء من مشتق فعالن وزن على وصف القرآن أن � " : وقرأت جمعه، إذا الحوض في الماء قرأ ومنه الجمع،

: " بعض إلى بعضه وضممت جمعته قرآنا .2الشيء

والوعد والنهي واألمر القصص، جمع ألنه قرآنا، القرآن وسميمصدر وهو بعض، إلى بعضها والسور واآليات والوعيد،

والكفران .3كالغفران

: والخامس الرابع القرآن القوالن لفظ بأن القائلون هم: " قولين" على اشتقاقه أصل في اختلفوا لكنهم مهموز غير

" " أحدهما ضممت إذا بالشيء الشيء قرنت من مشتق أنه � . اآلخر إلى

: فيه،: والحروف واآليات السور لقران به القرآن فسمي قالواقران واحد إحرام في والعمرة الحج بين الجمع فسمى .4ومنه

" بعضها " يصدق آياته ألن قرينة، جمع القرائن من مشتق أنه � بعضا بعضها ويشبه .5بعضا

الثاني، القول هو األقوال هذه أرجح أن � أعلم والله � ويظهر. ومعنى لفظا القرآن كلمة من اشتقاقه لقرب

المنزل : الكتاب على علما � ذلك بعد � القرآن لفظ .6وأصبح

ص� 1 الدوسري محمود الكريم، القرآن .47عظمةالعرب )2 (.128/ 1لسانص� 3 الكريم القرآن .47عظمة الزجاج القول بهذا القائلين ومن ،القرآن )4 علوم في .278/ 1البرهان للزركشي( ص� 5 القرآن علوم في .137اإلتقان للسيوطي ص� 6 الكريم القرآن .49عظمة

9

: اإلصطالح: في القرآن ثانيا اصطالحيا تعريفا الكريم للقرآن الله رحمهم العلماء ذكر وقد

: المنزل الله كالم بأنه فعرفوه غيره، عن ويميزه معناه يقربالمتعبد بلفظه، المعجز وسلم، عليه الله صلى محمد نبيه على

بالتواتر المنقول المصاحف في المكتوب .1بتالوته

ص� 1 الكريم القرآن .49عظمة

10

: : وصفاته واسماؤه القرآن عظمة الثاني المبحث: الكريم: القرآن عظمة أوال

الكريم القرآن عظمة عن كتابه في وجل عز المولى تحدث: التفصيل وإليك العظمة هذه نبين الحكيمة آياته خالل ومن

1: كتابه على الله ثناء ـيدل مما كثيرة آيات في العزيز كتابه على تعالى الله أثنى ": " " ولقد تعالى قوله في بالعظيم وصفه كما عظمته على : ( " آية ، الحجر العظيم والقرآن المثاني من سبعا (.87آتيناك

" : ثم آياته أحكمت كتاب الر تعالى قوله في باألحكام ووصفه : ( " آية ، هود خبير حكيم لدن من (.1فصلت

" : وأنزلنا تعالى قوله في السابقة الكتب على هيمنته وذكرومهيمنا الكتاب من يديه بين ما ل مصدقا بالحق الكتاب إليك

آية" ) : ، المائدة (.48عليهقبله، المنزلة الكتب لمقاصد الحافظ المهيمن هو الكتاب وهذا

ويصحح فيها الصحيح يقر فيها جاء ما على المؤتمن الشاهدالخطأ.

: " أم " في ه وإن قوله في حكيم علي بأنه الكتاب أم في ووصفهلدينا الكتاب

: ( " آية ، الزخرف حكيم (.4لعليوال وحكمته، القرآن شأن بعلو تعالى الله من شهادة فهذه

" " وشرفه، محله، في علي أنه القرآن عظمة من أن ريبكونه بسبب تعالى، الله كتب جميع على عال فهو وقدره،

الدهر وجه على باقيا .1معجزا : أي في خلل أي يعتريه ال متقنا نظما المنظوم الحكيم ومعنى

. غيره على حاكم ذاته في حكيم فهو الوجوه، من وجه " " والنواهي، األوامر من يشتمل فيما كذلك حكيم والقرآن

. والميزان والعدل للحكمة مخالف حكم فيه وليس واألخبار،بأنه سور ثالث في وصفه أن القرآن على تعالى الله ثناء ومن

." مبارك" كتاب

الكبير )1 (.167 / 27التفسير

11

" : يديه بين ذي ال مصدق مبارك أنزلناه كتاب وه�ذا تعالى قال �� به يؤمنون باآلخرة يؤمنون ذين وال حولها ومن القرى أم ولتنذر

: ( " آية ، األنعام يحافظون صالتهم على (.92وهم " : قوا وات بعوه فات مبارك أنزلناه كتاب وه�ذا تعالى وقال ��

: ( " آية ، األنعام ترحمون كم (.155لعل" " : منكرون له أفأنتم أنزلناه مبارك ذكر وهذا تعالى وقال ��

آية) : ، (.50األنبياءينفذ .. ال نام وعطاؤه القيامة يوم إلى تمتد الكتاب هذا وبركة

ألصحابه شفيعا يأتي ثم العطاء، بهذا الحياة .1يواكب2: وتعالى سبحانه له منز عظمة ـ

وجل،: عز وسلطانه ملكه في والجالل العظمة ذو العظيمتعالى والله خلق لها يقوم ال الله، صفات من صفة والعظمةالناس فمن بعضا، بعضهم بها يعظم عظمة الخلق بين خلق

لعلم، يعظم ومنهم لفضل، يعظم من ومنهم لمال، يعظم منواحد وكل لجاه، يعظم من ومنهم لسلطان، يعظم من ومنهميعظم وجل عز والله معنى، دون بمعنى يعظم إنما الخلق منيتكلم أال الله عظمة حق عرف لمن فينبغي كلها، األحوال في

هو إذ الله، يرضاها ال معصية يرتكب وال الله، يكرهها بكلمةكسبت بما نفس كل على .2القائم

وأسمائه ذاته في عظيم ألنه المطلق، العظيم هو تعالى فاللهشيء دون شيء في عظمته قصر يجوز فال كلها، وصفاته

الله به يأذن لم تحكم ذلك ألن .3منها،

: السماوات يحفظ أن عليه يشق ال أنه تعالى عظمته فمنتعالى قال كما فيها، وما فيها، ومن السبع، واألرضين " :السبع : ( " آية ، البقرة العظيم العلي وهو حفظهما يؤوده (.255وال

جالله، جل له منز عظمة في العظيم القرآن عظمة وتتجلى: منها آيات عدة في جليا ذلك ويتضح

ص� 1 الكريم القرآن .59عظمةحمد )2 بن محمد الحسنى، الله أسماء شرح في األسمى (.265 / 1النهجص� 3 الكريم القرآن .60عظمة

12

* " : ب ر من فيه ريب ال الكتاب تنزيل الم تعالى قوله �� ( " * ، السجدة ك ب ر من الحق هو بل افتراه يقولون أم العالمين

(.�3 1آية : " * " : العليم العزيز ه الل من الكتاب تنزيل حم تعالى وقوله ��

آية) : ، األحقاف ، (.�2 1الجاثية3: القرآن نزل من فضل ـ

محمد رسولنا على بالقرآن نزل من بشأن تعالى الله نوهالوحي أمين السالم، عليه جبريل وهو وسلم، عليه الله صلى

: منها آيات عدة في فضله وذكر االلهي، ": ذين ال ت ليثب بالحق ك ب ر من القدس روح له نز قل تعالى قال

: " آية ، النحل للمسلمين وبشرى وهدى (.102آمنوا * " : األمين وح الر به نزل العالمين رب لتنزيل ه وإن تعالى وقال : ( " آية* ، الشعراء المنذرين من لتكون قلبك � 192على

194.)في صفات بخمس السالم عليه جبريل تعالى الله وصف وقد

* " : العرش ذي عند قوة ذي كريم رسول لقول ه إن تعالى قوله : ( " آية * ، التكوير أمين ثم مطاع (.�21 19مكين

وأنه العظيم القرآن سند تزكية تتضمن الخمس الصفات وهذهعليه جبريل من وسلم عليه الله صلى محمد نبينا سماع

بهذا فناهيك العالمين، رب من األمين جبريل وسماع السالم،وجاللة علوا .1السند

4: العالمين رب تنزيل القرآن ـ * " : وح الر به نزل العالمين رب لتنزيل ه وإن تعالى قال

آية" ( : ، الشعراء (.�193 192األمين : ( " " : آية ، القدر القدر ليلة في أنزلناه ا إن تعالى (.1وقال

عظيم تشريف إليه االنزال وإسناد العظمة ضمير وفيه.2للقرآن

غيره، من ال وحده تعالى الله من نزل أنه القرآن عظمة فمنفضائل العظيم القرآن في فاجتمعت وهدايتهم، الناس لنفع

منها:. السماوية الكتب أفضل أنه ��

الله وحي على األمين وأقواهم، الرسل أفضل به نزل �� تعالى.

. وسلم عليه الله صلى محمد الخلق أفضل على نزل ��ص� 1 القرآن .93عظمةعاشور )2 بن الطاهر والتنوير، (.402 / 30التحرير

13

. للناس أخرجت أمة ألفضل نزل ��اللسان وهو وأوسعها، وأفصحها، األلسنة بأفضل نزل ��

المبين .1العربي5: عوج فيه ليس مستقيم القرآن ـ

" : ولم الكتاب عبده على أنزل ذي ال ه لل الحمد تعالى قال : ( " آية * ، الكهف ما قي عوجا ه ل (.�2 1يجعل

: منها أوجه، عدة له القرآن عن العوج ونفي " : من: كان ولو تعالى قال كما آياته، عن التناقض نفي األول

: ( " آية ، النساء كثيرا اختالفا فيه لوجدوا الله غير (.82عندالتوحيد: من القرآن في تعالى الله ذكر ما كل إن الثاني

شيء في خلل وال وصدق حق وهو والتكاليف واألحكام والنبوةالبتة .2منه

اختالف وال تضاد، فيه ليس أنه القرآن عن كذلك تعالى وأخبر " : قرآنا تعالى فقال البشر، كالم في التي العيوب من عيب وال

: ( " آية ، الزمر عوج ذي غير vا : 28عربي وال( خلل فيه ليس أي ، وهذا معانيه، في وال ألفاظه، في ال الوجوه، من بوجه نقص

واستقامته اعتداله كمال .3يستلزمعلى تدل عظيمة بأوصاف العزيز كتابه تعالى الله وصف فقد

الكلمات عنه تعبر ما بكل وعظيم الوجوه، جميع من كامل أنهمنها:

: وال كذب، أخباره في ليس أنه يقتضي وهذا عنه العوج نفي � . عبث وال ظلم ونواهيه أوامره في

: ذاته، في مستقيم العظيم فالقرآن مقيم مستقيم أنه إثبات � يقتضي االستقامة واثبات الصواب جادة على للنفوس مقيم

تمأل التي األخبار وهي االخبارات، بأجل إال يأمر وال يخبر ال أنهوصفاته الله بأسماء كاإلخبار وعقال، وإيمانا معرفة القلوب

أوامره وأن والمتأخرة، المتقدمة بالغيوب واإلخبار وأفعاله،الشتمالها وتكملها وتنميها وتطهرها النفوس تزكي ونواهيه،

رب لله والعبودية واإلخالص، والقسط، العدل كمال علىذكر، بما موصوف بكتاب فحقيق له، شريك ال وحده العالمين،

إنزاله على نفسه تعالى الله يحمد عن 4أن العوج وينفي ،

السعدي )1 (.485 / 3تفسيرللرازي )2 الكبير (.64 / 21التفسيركثير )3 ابن السعدي( )53 / 4تفسير تفسير ،1 / 723 �724.)ص� 4 الكريم القرآن .70عظمة

14

شأنه، وعلو عظمته تتجلى استقامته وإثبات الكريم القرآنالله عند .1ومنزلته

6: وتصدعها الجبال خشوع ـ ": خاشعا رأيته ل جبل على القرآن هذا أنزلنا لو تعالى قال

: ( " آية الحشر، ه الل خشية من : 21متصدعا الجبل( تعظ ال أي : بيان هذا ففي الله، خشية من تأثره شدة من صخره وتصدع جبال كانت ولو المخلوقات، في وفعاليته القرآن تأثير حقيقة

أصم وحجرا االنفعال 2أشم، لشدة مثال التصدع وضرب ، وال وتتصدع تنشق أن الصلبة األجسام تأثر منتهى ألن والتأثر،

. بسهولة ذلك يحصل : إلى: أعاله ينزل لرأيته أي والركوع، التطأطؤ هو والخشوع

األرض.تعالى: الله خوف من وتشقق لتزلزل أي التشقق، .3والتصدع

وشدة قدره لعلو وتمثيل القرآن، لشأن تعظيم هذا أن شك والولما والزواجر، المواعظ بالغ من فيه لما النفوس، في تأثيره

الجبل كان فإذا األكيد، والوعيد الحق الوعد من عليه اشتمل � فهمتموه كما � القرآن هذا فهم لو وقساوته غلظته في

ها أي بكم يليق فكيف تعالى، الله خوف من وتصدع لخشعوقد الله، خشية من وتتصدع وتخشع قلوبكم تلين أال البشر

كتابه وتدبرتم أمره، الله عن إيراد 4فهمتم من والمقصود ، مواعظة: تأمل على والحث الكريم، القرآن عظمة إبراز اآلية

في تعالى الله حق وأداء ذلك، في ألحد عذر ال إذ الجليلة،وفيه العظيم، القرآن هذا يحترم ال من وتوبيخ كتابه، تعظيم

من فيه ما تأثير وقوة القرآن شأن لعلو وتخييل تمثيل كذلك5المواعظ

7: القرآن لعظمة الجمادات انقياد ــ ": به قطعت أو الجبال به رت سي قرآنا أن ولو تعالى قال

: ( " آية الرعد، الموتى به م كل أو (.31األرض : القرآن شأن تعظيم منه والمراد محذوف، جوابه شرط فهذا

العظيم.وزعزعت: مقارها عن الجبال به سيرت قرآنا أن ولو والمعنى

قطعا، وتتزايل تتصدع حتى األرض به قطعت أو مضاجعها عنص� 1 نفسه .70المصدرالبيان )2 (.76/ 8أضواءوالتنوير )3 (.104/ 28التحريركثير )4 ابن (.�344 343/ 4تفسيرالسعود )5 أبي المسير( )233/ 8تفسير (.224/ 8زاد

15

غاية لكونه القرآن هذا لكان وتجيب فتسمع الموتى به كلم أوالتخويف في ونهاية التذكير .1في

رأي: وفساد العظيم، القرآن شأن عظم بيان والمقصودقبيل من يعدوه ولم العلي، قدره يقدروا لم حيث الكفرة،

عليهما وعيسى موسى أوتي مما غيره، فاقترحوا اآليات : " بإنزاله .. :" أي الجبال به رت سي قرآنا أن لو فالمعنى السالمبالطور ذلك فعل كما مقارها عن وزعزعت عليها، بتالوته أو

: " " أي األرض به قطعت أو والسالم الصالة عليه لموسىضربه حين بالحجر فعل كما وعيونا، أنهارا وجعلت شققت

" به م كل أو أو متصدعة قطعا جعلت أو بعصاه السالم عليه : لعيسى" أحيت كما عليها، بقراءته أحييت ما بعد أي الموتى

في القصوى الغاية لكونه القرآن هذا لكان السالم، عليهوهيبته تعالى الله قدرة آثار عجائب على .2االنطواء

8: بالقرآن والجن اإلنس تحدي ـتحدى تعالى الله أن شأنه، وعلو القرآن عظمة مظاهر منبسورة أو مثله من سور بعشر أو بمثله، يأتوا أن والجن اإلنس

.3مثله ": بمثل يأتوا أن على والجن اإلنس اجتمعت ئن ل قل تعالى قال

" ظهيرا لبعض بعضهم كان ولو بمثله يأتون ال القرآن ه�ذاآية) : (.88اإلسراء،

": مثله سور بعشر فأتوا قل افتراه يقولون أم تعالى وقالصادقين كنتم إن الله دون من استطعتم من وادعوا مفتريات

إل�ه* ال وأن الله بعلم أنزل ما أن فاعلموا لكم يستجيبوا م ل فإن : ( " آية هود، مسلمون أنتم فهل هو (.�14 13إال

به يتكلمون ما وجدوا وما رشدهم، إلى ثابوا ما كله، ذلك ومع " ": فاستدرجهم ، عمدا محمد أختلقه وقالوا عنه نهوا لما فعادوا

التبكيت غاية إلى بهم ووصل يعلمون ال حيث من تعالى الله. فعجزوا القرآن مثل بسورة يأتوا أن وتحداهم والخذالن ": وادعوا مثله بسورة فأتوا قل افتراه يقولون أم تعالى قال

: ( " آية يونس، صادقين كنتم إن الله دون من استطعتم من38.)

للزمخشري )1 ص�( 498/ 2الكشاف القرآن عظمة ،72.السعود )2 أبي (.�22 21/ 5تفسيرص� 3 الكريم القرآن .73عظمة

16

يتخبطه كالذي صاروا يستسلموا ولم كفروا، الذين بهت ولما ": لقلنا نشاء لو استهزاء يقولون مرة المس، من الشيطان

: ( " آية األنفال، األولين أساطير إال ه�ذا إن ه�ذا (.31مثل( " يونس، :" بدله أو ه�ذا غير بقرآن ائت عابثين يقولون وأخرى

(.15آية : ": لم بما بوا كذ بل العظيم الله يقول ما على أمرهم وصار

قبلهم من ذين ال كذب كذلك تأويله يأتهم ولما بعلمه يحيطوا : ( " آية يونس، الظالمين عاقبة كان كيف .1(39فانظر

اإلنس يحاول وعبارات ألفاظا ليس العظيم القرآن فهذاتحدى الذي تعالى الله كالم إنه وربي، كال يحاكوها، أن والجن

": ئن ل قل حكيم قائل من وجل عز فقال كلهم، الخلق بهيأتون ال القرآن ه�ذا بمثل يأتوا أن على والجن اإلنس اجتمعت

: ( " آية اإلسراء، ظهيرا لبعض بعضهم كان ولو (.88بمثلهتسمى ونحوها اآلية وهذه وعظمته القرآن بشرف تنويه فهذاالقرآن هذا بمثل يأتوا أن الخلق تعجيز وهو التحدي، آيات

منه سورة أو .2الكريمرب ككالم كالمه يكون أن تراب من المخلوق يقدر وكيفيأتي أن الوجوه كل من الفقير الناقص يقدر كيف أم العالمين،

الواسع المطلق،والغنى الكمال له الذي الكامل، ككالم بكالمقدرة في وال اإلمكان في ليس هذا الوجوه، جميع من

وزن إذا الكالم، بأنواع ومعرفة ذوق أدنى له من وكل اإلنسان،الفرق له ظهر البلغاء كالم من بغيره العظيم القرآن هذا

.3العظيموجن إنس من للخلق تجعل ال شأنه وعلو القرآن فعظمة

ظهيرا لبعض بعضهم كان ولو بمثله، اإلتيان في .4مطمعا

: الكريم: القرآن أسماء ثانيا: أهمها من عظيمة أسماء الكريم للقرآن

1: الفرقان ـكتابه في آيات أربع في فرقانا القرآن تعالى الله سمى

: وهي المبارك

ص� 1 نفسه .75المصدرص� 2 الكريم القرآن .76عظمةص� 3 نفسه .77المصدرص� 4 نفسه .77المصدر

17

": للعالمين ليكون عبده على الفرقان ل نز ذي ال تبارك قوله � آية" ) : الفرقان، (.1نذيرا

: ( " ": آية عمران، آل الفرقان وأنزل تعالى وقال �4.) ": هدى القرآن فيه أنزل ذي ال رمضان شهر تعالى وقال �

: ( " آية البقرة، والفرقان الهدى من نات وبي اس لن (.185ل

": مكث على اس الن على لتقرأه فرقناه وقرآنا تعالى وقال � : ( " آية اإلسراء، تنزيال لناه (.106ونز

أقوال بالفرقان القرآن تسمية سبب في المفسرون وذكرمنها:

نيف ـ في تعالى أنزله متفرقا كان نزوله ألن بذلك سميواحدة جملة نزلت الكتب سائر أن حين في سنة، .1وعشرين

والحرام، ـ والحالل والباطل، الحق بين يفرق ألنه بذلك، سميوالغي والضالل، والهدى والشر، والخير والمبين، والمجمل

والكافرين والمؤمنين والشقاوة، والسعادة والرشاد،بن عمر سمي وبه والظالمين والعادلين والكاذبين، والصادقين

رحمه عاشور ابن بين وقد الفاروق، عنه الله رضي الخطاب : تسميته ووجه بقوله بالفرقان القرآن تسمية سبب الله

من فيه ما بكثرة السماوية الكتب بقية عن امتاز أنه الفرقانهديه يعضد القرآن فإن والباطل، الحق بين التفرقة بيان

بيان من عليه اشتمل ما وحسبك ونحوها، واألمثال بالدالئلواإلنجيل، التوراة في مثله تجد ال مما الله وصفات التوحيد

": تعالى " ) : كقوله آية الشورى، شيء كمثله .2(11ليس

ظلمات في الخلق ألن بذلك، سمي النجاة، هو الفرقان وقيلقوله المفسرون حمل وعليه النجاة وجدوا وبالقرآن الضالالت،

" تهتدون:" كم لعل والفرقان الكتاب موسى آتينا وإذ تعالىآية) : .3(53البقرة،

ص� 1 الكريم القرآن .152عظمةص� 2 نفسه .153المصدرص� 3 نفسه .154المصدر

18

كان نزوله ألن بالفرقان، العظيم القرآن تسمية كانت وسواءتعالى الله كتب سائر بينما سنة وعشرين نيف في متفرقاالحق بين يفرق ألنه بذلك، سمي أو واحدة، جملة نزلتفهذا الضالالت، ظلمات من نجاة فيه ألن أو والباطل،

القرآن، عظمة على صريحة داللة يدل التنوع في االختالفشأنه وعلو تعالى، الله عند منزلته .1ورفعة

2: البرهان ـوهي العزيز، كتابه في واحدة آية في برهانا القرآن الله سمى

( " ": النساء، كم ب ر من برهان جاءكم قد اس الن ها أي يا تعالى قوله(.174آية :

والمشركين والنصارى اليهود الملل، أصحاب لكل خطاب فهذاتبرهن عليهم الحجة القرآن بهذا أقام تعالى الله أن وغيرهم،الحجة وهذه المنسوخ، الدين من عليه هم ما بطالن لهم

قال كما اآلفاقية، واآليات والنقلية العقلية األدلة تشمللهم:" ن يتبي ى حت أنفسهم وفي اآلفاق في آياتنا سنريهم تعالى

: ( " آية فصلت، الحق ه (.53أنالرسول صدق على برهانا � وحده � العظيم بالقرآن كفى بل

الرسالة دعوى في وسلم عليه الله .2صلىوأظهر عليهم الحجة به أقام لعباده، الله من برهان فالقرآنومعانيه موضوعاته على وأقواها الدالالت أوضح خالله من

القرآن أدلة مع تعامل من وكل والحياة العقيدة في وحقائقهباألدلة وقارنها بها، وعقله قلبه وتأثر ووضحها يسرها فيوبينتها وقررتها البشرية العقول أوجدتها واألقيسة والبراهينويسره القرآني البرهان من طرفا يدرك ذلك فعل من كل

.3ووضوحهخالل من العالية ومنزلته الكريم القرآن عظمة وتتجلى

على الحجة به أقام تعالى الله ألن ذلك بالبرهان تسميتهوهي المنسوخ، الدين من فيه هم ما بطالن لهم تبرهن عباده،على البشر عقول لتستوعبها االستدالل في متنوعة حجة

نفسه 1 المصدرالقدير )2 البيان( )542/ 1فتح أضواء ،7 /79 �80.)ص� 3 القرآن مع للتعامل .34مفاتيح

19

تعالى الله رحمة من وهذا وثقافاتهم، فهومهم اختالف.1وحكمته

3: الحق ـنأخذ كتابه، من عدة مواضع في حقا القرآن تعالى الله سمى

: وهي بموضوعنا صلة له ما منها" ) : ـ ": آية الحاقة، اليقين لحق ه وإن تعالى (.51قوله

وال: فيه ريب فال حق الله عند من لكونه القرآن وإن أيشك إليه .2يتطرق

:" ـ هو فإذا فيدمغه الباطل على بالحق نقذف بل تعالى وقالآية" ) : األنبياء، (.18زاهق

: " " أي: فيدمغه الباطل على بالحق نرمي أي الرمي، والقذف. ويهلكه يقهره

: الدامغة، ومنه الدماغ، يبلغ حتى الرأس شج الدمغ وأصلمجاهد قول في الشيطان والباطل القرآن، هنا .3والحق

:" ـ عليكم ست ل قل الحق وهو قومك به وكذب تعالى وقالآية" ) : األنعام، (.66بوكيل

" " تصريف فيه الذي القرآن على عائد به قوله في والضمير.4اآليات

" ": الله شهادة تتضمن اعتراضية جملة الحق وهو تعالى وقولهعليه الله صلى الكريم النبي هذا على ل المنز القرآن هذا بأن

الله من الحق هو .5وسلم : " والهدى " به، جئتم الذي بالقرآن أي قومك به وكذب والمعنى

: " " " " ليس الذي أي الحق وهو قريشا، يعني قومك والبيان، : " " عليكم لست أي بوكيل عليكم ست ل قل حق، وراءه

بكم بموكل ولست .6بحفيظ،:"ـ تعالى تك قوله فال موعده ار فالن األحزاب من به يكفر ومن

" يؤمنون ال اس الن أكثر ول�كن ك ب ر من الحق ه إن منه مرية فيآية) : (.17هود،

": تعالى : قوله " بتلك يصدق ولم بالقرآن أي به يكفر ومن. الحقة الشواهد

ص� 1 الكريم القرآن .156عظمةللشوكاني )2 القدير (.401/ 5فتحالقرطبي )3 (.295/ 11تفسيرالثعالبي )4 (.529/ 1تفسيرالبيان )5 (.246/ 7أضواءكثير )6 ابن (.315/ 3تفسير

20

: " القرآن" أمر من شك في أي منه مرية في تك فال وقولهوجل عز الله عند من .1وكونه

عن معصوم ألنه وسلم، عليه الله صلى بغيره تعريض وفيهالقرآن في .2الشك

: " ": الله من حق القرآن أي ك ب ر من الحق ه إن تعالى وقوله. فيه شك وال مرية ال تعالى

: " ": منهم جهال إما أي يؤمنون ال اس الن أكثر ول�كن تعالى وقولهوفهمه حسنا، قصده فمن وإال وبغيا وعنادا ظلما وإما وضالال،اإليمان إلى يدعوه ما يرى ألنه به، يؤمن أن فالبد مستقيما،

وجه كل .3من* ـ ": قل الغيوب م عال بالحق يقذف ي رب إن قل تعالى وقال

: ( " آية سبأ، يعيد وما الباطل يبدئ وما الحق (.�49 48جاء : " ": والقرآن اإلسالم وهو أي الحق جاء قل تعالى فهذا 4وقوله ،

هو وسلم عليه الله صلى النبي به جاء الذي العظيم القرآنيقف: ذا فمن تعالى، الله به يقذف الذي القوي الحق الحق

تعالى؟ الله به يقذف الذي للحقفي أحد لها يقف وال وتنفذ وتخرق تصدع قذيفة الحق وكأنماعن بها يقذف فهو الغيوب، عالم تعالى الله بها يقذف طريق،عنه تغيب وال هدف، عليه يخفى وال علم، على ويوجهها علم،

ستور فيه ليس مكشوف تعالى أمامه فالطريق .5غاية،عظمته تبرز الحق باسم الكريم القرآن تسمية خالل ومناألوحد الحق لهذا الناس يؤمن أن فالبد العالية، ومنزلته

جالله جل األوحد اإلله هو مصدره ألن له، .6ويستجيبوا4: العظيم النبأ ـ

: ( " * ": آية ص، معرضون عنه أنتم عظيم نبأ هو قل تعالى قال67 �68.)

أنتم: " إليكم إياي الله إرسال وهو بليغ، وشأن عظيم خبر أي " . : " نبأ هو قل وجل عز قوله في غافلون أي معرضون عنه

: القرآن" يعني .7عظيم : ( " * ": آية النبأ، العظيم بإ الن عن يتساءلون عم تعالى � 1وقال

2.)السعود )1 أبي (.195/ 4تفسيرللشوكاني )2 القدير، (.288/ 2فتحالسعدي )3 (.359/ 2تفسيرالمسير )4 (.466/ 6زادالقرآن )5 ظالل (.2915/ 5فيص� 6 الكريم القرآن .161عظمةكثير )7 ابن (.43/ 4تفسير

21

وتكوينها، البشرية، إيجاد فمنذ عظيم، نبأ القرآن بأن والشكفي عظيم فهو العظيم القرآن هذا بمثل سمعت وال رأت مافي وعظيم معناه، في وعظيم روعته، في وعظيم اسلوبه،

أحكامه، في وعظيم ووعيده وعده في وعظيم تركيبه، جمالوأمثاله وقصصه أخباره في وعظيم ونهيه، أمره في .1وعظيم

5: البالغ ـ : ( " ": آية إبراهيم، به ولينذروا اس لن ل بالغ ه�ذا تعالى (.52قال

" ه�ذا مدحه في قال القرآن هذا في المبين البيان بين فلما : " أعلى إلى الوصول إلى ويتزودون به يتبلغون أي اس لن ل بالغ

األصول من عليه اشتمل لما الكرامات وأفضل المقامات، " " لما به ولينذروا العباد يحتاجها التي العلوم وجميع والفروعمن ألهلها الله أعد وما الشر أعمال من الترهيب من فيه

.2العقاب6: الروح ـ

": تدري كنت ما أمرنا من روحا إليك أوحينا وكذلك تعالى قالمن شاء ن من به هدي ن نورا جعلناه ولكن اإليمان وال الكتاب ما

آية" ) : الشورى، (.52عبادنا " " إليك " أوحينا قبلك الرسل إلى أوحينا حين وكذلك والمعنى

: " ألن روحا، سماه العظيم، القرآن هذا وهو أمرنا من روحاوتحيا واألرواح، القلوب به تحيا والقرآن الجسد، به يحيا الروحمحض وهو الكثير الخير من فيه لما والدين، الدنيا مصالح بهمنهم، سبب غير من المؤمنين، وعباده رسوله على الله منة

" : " ": ما عليك نزوله قبل أي تدري كنت ما تعالى قال ولهذا : " الكتب بأخبار علم عندك ليس أي اإليمان وال الكتاب

تخط ال أميا كنت بل اإللهية بالشرائع وعمل إيمان وال السابقة، " من به هدي ن نورا جعلناه الذي الروح هذا فجاءك تقرأ، وال

" والبدع، الكفر ظلمات في به يستضيئون عبادنا من شاء نإلى به ويهتدون الحقائق، به ويعرفون المردية، واألهواء

المستقيم .3الصراط7: الموعظة ـ

" ": كم ب ر من موعظة جاءتكم قد اس الن ها أي يا تعالى قالآية) : (.57يونس،

ص� 1 الكريم القرآن .162عظمةالسعدي )2 (.428/ 1تفسيرنفسه )3 (.�435 434/ 4المصدر

22

قد: الناس أيها يا معناه، وعرف قرأه من به يتعظ القرآن يعنيمحاسن عن الكاشفة العملية، للحكمة جامع كتاب جاءكم

عن والزاجرة المحاسن في المرغبة ومقابحها األعمالالمقابح.

التي الحسنة الوصايا أو المواعظ لكل جامع كتاب جاءكم قدالصدور وتشفي الفواحش، عن وتزجر واألعمال األخالق تصلحواليقين الحق إلى وتهدي االعتقاد وسوء الشكوك من

واآلخرة الدنيا سعادة إلى الموصل المستقيم .1والصراطبالقرآن وكفى زاجرا، بالقرآن وكفى واعظا، بالقرآن فكفى

ومذكرا .2هاديا8: الشفاء ـ

من مواضع ثالثة في شفاء العظيم القرآن وجل عز الله سمى: وهي كتابه

:" ـ كم ب ر من موعظة جاءتكم قد اس الن ها أي يا تعالى قوله : ( " آية يونس، الصدور في ما ل (.57وشفاء

أمراض: من أشد هي التي أمراضها من للقلوب دواء أيذلك وأمثال والحقد والحسد والنفاق كالشك .3األبدان

:"ـ تعالى ورحمة وقال شفاء هو ما القرآن من ل وننزآية" ) : اإلسراء، لمؤمنين (.82ل

للمؤمنين ورحمة شفاء كله .4فالقرآن" ) :ـ ": آية فصلت، وشفاء هدى آمنوا ذين لل هو قل تعالى وقال

44.)والجوارح والنفوس القلوب أمراض من شفاء الكريم فالقرآن

من وغيرها والحضارة والحياة واالقتصاد السياسة وأمراضوعظمة شأنه وعلو الكريم القرآن عظمة فمن العصر، أمراضالباطلة،: االعتقادات ألمراض الكامل الشفاء فيه أن تأثيره

كذلك يمتد وشفاؤه الجسدية، واألمراض المذمومة، واألخالقبتعاليمه الناس أخذ لو المزمنة المعاصرة األمراض إلى

بها فعملوا النافعة .5وأدويته9: الحديث أحسن ـ

: ( " ": آية الزمر، الحديث أحسن ل نز ه الل تعالى (.23قال

الزجيلي )1 وهبة والشريعة، العقيدة في المنير (.213/ 6التفسيرص� 2 الكريم القرآن .173عظمةالمعاني )3 (.176/ 11روحص� 4 الكريم القرآن .175عظمةص� 5 نفسه .176المصدر

23

القرآن وهو الحديث، أحكم .6يعنيهو كان وإذا القرآن هذا الله، كالم من المنزلة الكتب وأحسن

معانيه وأن وأوضحها، األلفاظ أفصح ألفاظه أن علم األحسن،متشابه ومعناه لفظه في الحديث أحسن ألنه المعاني، أجل

حتى الوجوه، من بوجه االختالف وعدم واالئتالف الحسن فياتفاقه، من رأى المتفكر، فيه وتفكر المتدبر، تدبره كلما إنه

ال بأنه ويجزم الناظرين، يبهر ما الغامضة معانيه في حتىعليم حكيم من إال .2يصدر

الله كتاب من كثيرة مواضع في حديثا القرآن سمى وقد: ومنها تعالى،

:ـ ( " ": آية األعراف، يؤمنون بعده حديث فبأي تعالى قوله185.)

:" ـ يؤمنوا م ل إن آثارهم على فسك ن باخع ك فلعل تعالى قوله : ( " آية الكهف، أسفا الحديث (.6بهذا

:"ـ تعالى " ) : قوله آية النجم، تعجبون الحديث هذا (.59أفمن:ـ ( " ": آية القلم، الحديث بهذا يكذب ومن فذرني تعالى قوله

44.)وأحسن اإلطالق، على الحديث أحسن العظيم القرآن وكون

ألفاظه فصاحة حيث من تعالى، الله كالم من المنزلة الكتبعظمته على ذلك دل ونفعها وكثرتها معانيه وجاللة ووضوحها،

ورفعته شأنه .3وعلو

: الكريم: القرآن أوصاف ثالثا: منها الكريم للقرآن عديدة أوصافا وجل عز المولى ذكر

1: الحكيم ـ: منها آيات عدة في حكيم بأنه كتابه وتعالى تبارك الله وصف

": تعالى قوله � : ( " آية يونس، الحكيم الكتاب آيات (.1تلك : ( " * ": آية يس، الحكيم والقرآن يس تعالى وقال �1 �2.)

بالحكمة وصفه وقد الحكيم بالقرآن تعالى الله من قسم فهذاالحكيم والقرآن به الالئق موضعه في شيء كل وضع وهي

من وهذا كان من كائنا فيه ويؤثر يناسبه بما أحد كل يخاطببحكمة، أيضا يربي الحكيم والقرآن حكيما يكون أن مقتضيات

البشر طاقات يوجه منهج مستقيم، ونفسي عقلي منهج وفقص� 6 الكريم القرآن .177عظمةص� 2 نفسه .178المصدرص� 3 نفسه .179المصدر

24

يسمح نظاما كذلك للحياة ويقرر القويم الصالح الوجه إلىالحكيم المنهج ذلك حدود في بشري نشاط .1بكل

: الحكيم القرآن آيات إحكام ومنأجل ـ على الدالة وأبينها، وأوضحها، االلفاظ بأجل جاءت أنها

. وأحسنها المعانيوالنقص ـ والزيادة والتبديل، التغيير من محفوظة أنها

والتحريف.واألمور ـ والالحقة، السابقة األخبار من فيها ما جميع أن

يخالفها لم الواقع، لها مطابق للواقع، مطابقة كلها الغيبيةولم األنبياء، من نبي بخالفها يخبر ولم اإللهية الكتب من كتابدلت ما يناقض صحيح معقول وال محسوس علم يأت ولن يأت

عليه.وال ـ راجحها، أو المصلحة، خالص هو إال بشيء، أمرت ما أنها

ما وكثيرا راجحها، أو المفسدة، خالص هو إال شيء، عن نهتعن والنهي وفائدته، حكمته ذكر مع بالشيء، األمر بين يجمع

. مضرته ذكر مع الشيء،الذي ـ البليغ والوعظ والترهيب، الترغيب بين جمعت أنها

. بالجزم فتعمل وتحتكم، الخيرة النفوس به تعتدلقد ـ ونحوها، واألحكام كالقصص المتكررة، آياتها تجد أنك

. اختالف وال تناقض فيها فليس وتواطأت، كلها اتفقتتنزيل وهو الحكيم، الكتاب هذا على يدخل أن للباطل وأنى

وطريقة وتوجيهه، بنائه، في ظاهرة والحكمة حميد، حكيم منطريق أقصر من البشري للقلب عالجه وفي .2نزوله،

2: العزيز ـ( " ": فصلت، عزيز لكتاب ه وإن القرآن وصف في تعالى الله قال

(.41آية : مثله: ووجود مناله يصعب .3أي

الشيء: ألن المنعة، وهي العزة من وأصله النفيس، والعزيز عزيزا يكون ذلك ومثل النبذ، عن ويحمى عنه يدافع النفيس

: القرآن حجج وكذلك يغلب، وال يغلب الذي أيضا .4والعزيز

القرآن )1 ظالل (.2958/ 5فيالسعدي )2 (.227/ 4تفسيرص� 3 القرآن ترغيب في .�336 335المفرداتالكريم 4 القرآن عظمة

25

الطعن ممتنع معانيه بصحة ألنه بالعزة، الكتاب تعالى ووصفتعالى الله من محفوظ وهو عليه واإلزراء أقوال 1فيه وجماع ،

: " يلي " ما عزيز بأنه القرآن وصف في المفسرينأو يغيره أن يستطيع وال سبيال، إليه يجد ال الشيطان من منيع �

. منه ينقص أو فيه يزيد. الله عند من وعزيز الله، على وعزيز الله، على كريم �

أو بتحريف أراده من كل ومن الباطل، من منيع النظير عديم � سوء.

والمتأمل وقاهر غالب فهو مثله يقولوا أن الناس على يمتنع � " " وصفا العزيز على تنطبق جميعا يجدها األقوال هذه فيعظمة على تدل التضاد، ال التنوع اختالف من وهي للقرآن

. ورفعته شأنه وعلو وعزته القرآن" " : عزيز لكتاب ه وإن عزيزا كتابا أنزل الذي العزيز الله فنحمد

: آية) " 41فصلت، من( رسول جاءكم لقد عزيز نبي على : ( " آية التوبة، عزيز (.128أنفسكم

( " آية " المنافقون، وللمؤمنين ولرسوله ة العز ه ولل عزيزة ألمة :8)2.3: الكريم �

والتنوير )1 (.71/ 25التحريرعطية )2 ابن (.19/ 5تفسير

26

* ": تعلمون و ل لقسم ه وإن جوم الن بمواقع أقسم فال تعالى قال : ( " آية * الواقعة، كريم لقرآن ه إن (.�77 75عظيم

والهدى: البيان � فيه أن وذلك يحمد لما جامع اسم والكريموجل عز الله عند معظم وهو .1والحكمة

4: المجيد ـ": تعالى ) قال " * البروج، محفوظ لوح في مجيد قرآن هو بل

(.�22 21آية : : ( " ": آية ق، المجيد والقرآن ق تعالى (.1وقال

في: الرتبة شريف به كذبوا الذي القرآن هذا إن والمعنىوالكرم الشرف في منتاه اإلعجاز، حد بلغ حتى وأسلوبه نظمه

: وإنما وسحر، وكهانة شعر إنه يقولون كما هو وليس والبركة،في المكتوب والتحريف، التغيير عن المصون الله كالم هو

المحفوظ .2اللوح5: العظيم ـ

": ولقد تعالى فقال القرآن، بعظمة وتعالى تبارك الله نوه لقدإلى * عينيك تمدن ال العظيم والقرآن المثاني من سبعا آتيناك

: ( " آية الحجر، منهم أزواجا به عنا مت (.�88 87ما : القرآن آتيناك كما وسلم عليه الله صلى لنبيه تعالى يقولاستغن أهلها، به متعنا وما وزينتها الدنيا إلى تنظرن فال العظيم

والزهرة المتاع من فيه عما العظيم، القرآن من الله آتاك بما.3الفانية

فهي عظمت وإن نعمة كل التي العظمى النعمة هو فالقرآنبه تستغني أن فعليك ضئيلة حقيرة .4إليها

6: والنذير البشير ـ ": آياته فصلت كتاب العظيم القرآن وصف في تعالى الله قال

: ( " آية * فصلت، ونذيرا بشيرا يعلمون قوم ل vا عربي (.�4 3قرآنا : وينذر بالجنة، آمن من يبشر أنه العظيم للقرآن وصف فهذا

بالنار كفر .5من7: خلفه من وال يديه بين من الباطل يأتيه ال ـ

" ": خلفه من وال يديه بين من الباطل يأتيه ال تعالى قالآية) : (.42فصلت،

المسير )1 (.151/ 8زادالمنير )2 (.545/ 15التفسيرص� 3 الكريم القرآن .196عظمةللزمخشري )4 (.549/ 2الكشافعطية )5 ابن (.4/ 5تفسير

27

العزيز الكتاب هذا على مدخال للباطل يجعل لم وجل عز فالله. العظيم الحق الله من صادر وهو عليه يدخل أن له وأنى ": اختالفا فيه لوجدوا الله غير عند من كان ولو تعالى قال

آية" ) : النساء، (.82كثيرا ": الله دون من يفترى أن القرآن ه�ذا كان وما تعالى وقالمن فيه ريب ال الكتاب وتفصيل يديه بين ذي ال تصديق ول�كن

: ( " آية يونس، العالمين ب .1(37ر

ص� 1 الكريم القرآن .199عظمة

28

: : الكريم القرآن خصائص الثالث المبحث: منها كثيرة الكريم القرآن خصائص

: إلهي: كتاب أواليتضمن الذي تعالى، الله كتاب أنه القرآن، خصائص أولى

وسلم، عليه الله صلى محمد وأنبيائه رسله خاتم إلى كلماته(( : المصدر إلهي إلى%(( 100فهو الله أوحاه ومعنى، لفظا

الوحي طريق عن وسلم عليه الله صلى محمد ونبيه رسوله " على " السالم عليه جبريل الملكي الرسول نزول وهو الجلي،

" من" األخرى الوحي طرق عن وليس محمد البشري الرسول. غيرها أو الصادقة الرؤيا ومن الروع، في النفس أو اإللهام

" : حكيم دن ل من فصلت ثم آياته أحكمت كتاب تعالى قالآية" ) : ، هود (.1خبير

" : دن ل من القرآن لتلقى ك وإن رسوله يخاطب سبحانه قال �� : ( " آية ، النمل عليم (.6حكيم

" : إال أرسلناك وما نزل وبالحق أنزلناه وبالحق تعالى وقال �� : ( " آية ، اإلسراء ونذيرا را (.105مبش

للحوادث وفقا منجما ينزله أن تعالى الله حكمت اقتضت وقدبه تنزل التي والشدائد المحن مواجهة في أرسخ ليكون

" : عليه ل نز لوال كفروا ذين ال وقال تعالى قال كما وبأصحابه،وال * ترتيال لناه ورت فؤادك به ت لنثب كذلك واحدة جملة القرآن

: ( " آية الفرقان، تفسيرا وأحسن بالحق جئناك إال بمثل يأتونك32 �33.)

المؤمنين على الكريم الرسول يقرأه أن وهي أخرى، وحكمةقال كما وعمال، وفهما حفظا يستوعبونه وحيث مهل، على به

" : مكث على اس الن على لتقرأه فرقناه وقرآنا وجل عز الله : ( " آية اإلسراء، تنزيال لناه (.106ونز

مسجل وآخره، أوله معلوم كتاب تعالى الله عند القرآن ولكنكما المكنون، الكتاب أو المحفوظ اللوح أو الكتاب أم في

نفسه " آن القر بذلك جعلناه * * صرح ا إن المبين والكتاب حم * لعلي لدينا الكتاب أم في ه وإن تعقلون كم عل ل vا عربي قرآنا

آية" ) : ، الزخرف (.�4 1حكيم ( " * " : ، البروج محفوظ لوح في مجيد قرآن هو بل تعالى وقال

(.�22 21آية :

29

* * " : إال ه يمس ال مكنون كتاب في كريم لقرآن ه إن تعالى وقال : ( " * آية ، الواقعة العالمين ب ر من تنزيل � 77المطهرون

80.)كالم ليس أنه يستيقن � وحس عقل له � للقرآن قارئ وأيالذي والسالم، الصالة عليه الرسول كالم عن متميز وأنه بشر،

البشرية، البالغة ذروة في كان وإن النبوي، الحديث في يتمثل خاصا نورا لها يجعل نبوي، حديث ضمن قرآنية آية وجود وإنجنس من ليست أنها ويشعر يسمعها، أو يقرأها من به يحس

بعدها وما قبلها .1ما" " القرآني الخطاب عن القيم ابن اإلمام قال ما روائع ومن

:" " خطاب في تأمل القرآن أقسام في التبيان كتابه في قولهاألمور أزمة كله، الحمد وله كله، الملك له ملكا تجد القرآن

العرش، على مستويا إليه، وموردها منه، ومصدرها بيده، كلهانفوس في بما عالما مملكته، أقطار من خافية عليه تخفى ال

المملكة، بتدبير منفردا وعالنيتهم أسرارهم على مطلعا عبيده،ويهين، ويكرم ويعاقب، يثيب ويمنع، يعطي ويرى، يسمعاألمور، ويدبر ويقضي، ويقدر ويحي، ويميت ويرزق، ويخلق

إال ذرة تتحرك ال إليه وصاعدة وجليها، دقيقها عنده، من نازلةعلى يثني تجده كيف فتأمل بعلمه، إال ورقة تسقط وال بإذنه،على ويدلهم عباده، وينصح نفسه، ويحمد نفسه ويمجد نفسه

فيه مما ويحذرهم فيه، ويرغبهم وفالحهم، سعادتهم فيه مابنعمه إليهم ويتحبب وصفاته، بأسمائه إليهم ويتعرف هالكهم

به يستوجبون بما ويأمرهم عليهم، بنعمهم يذكرهم وآالئه،الكرامة من لهم أعد بما ويذكرهم نقمه، من ويحذرهم تمامها،

ويخبرهم عصوه، إن العقوبة من لهم أعد وما أطاعوه، إنوهؤالء، هؤالء عاقبة كانت وكيف وأعدائه، أوليائه في بصنعه

ويذم أوصافهم، وأحسن أعمالهم لصالح أوليائه على ويثنيوينوع األمثال ويضرب صفاتهم، وقبيح أعمالهم بسيء أعداءه

األجوبة، أحسن أعدائه شبه على ويجيب والبراهين، األدلةالسبيل، ويهدي الحق ويقول الكاذب، ويكذب الصادق، ويصدقونعيمها وحسنها أوصافهم ويذكر السالم، دار إلى ويدعو

ويذكر وآالمها، وقبحها عذابها ويذكر البوار، دار من ويحذرال وأنهم وجه، كل من إليه حاجتهم وشدة إليه، فقرهم عباده

جميع وعن عنهم غناه ويذكرهم عين، طرفة عنه لهم غنى

1 . ص� القرضاوي يوسف د الكريم القرآن مع نتعامل .21كيف

30

ما وكل سواه، ما كل عن بنفسه الغني وأنه الموجودات،إليه فقير .1سواه

: محفوظ: كتاب ثانيا : تعالى الله تولى محفوظ، كتاب أنه القرآن خصائص ومنالكتب مع فعل كما أحد إلى حفظه يكل ولم بنفسه، حفظه

األخرى .2المقدسةنزوله قبل حفظه بذكر القرآن بعظمة سبحانه الله نوه وقد

: منها آيات في* * * " مة مكر صحف في ذكره شاء فمن تذكرة ها إن كال ��

: ( " آية * * ، عبس بررة كرام سفرة بأيدي مطهرة 11مرفوعة �16.)

قوله عليه فيدل نزوله أثناء للقرآن تعالى الله حفظ وأما �� : ( " آية: " ، اإلسراء نزل وبالحق أنزلناه وبالحق (.105تعالى

قوله عليه فيدل نزوله بعد للقرآن تعالى الله حفظ وأما �� : ( " آية: " ، الحجر لحافظون له ا وإن الذكر لنا نز نحن ا إن تعالى

9.)دارسو يعرفها أوجه عدة من التأكيد على تدل والصيغة

: الالم ودخول إن بحرف وتأكيدها الجملة أسمية منها العربية،)) (( لحافظون الخبر عن بقي 3المؤكدة فقد إياه الله ولحفظ ،

: لتغيير محاولة وكل حماه، يقتحم ال عزيزا أشم، طودا هو كما ": كفروا ذين ال إن تعالى قال بالفشل، عليها مقضي منه حرف

* بين من الباطل يأتيه ال عزيز لكتاب ه وإن جاءهم لما بالذكر : ( " آية فصلت، حميد حكيم من تنزيل خلفه من وال � 41يديه

42.)عن تختلف ظروفا العظيم للقرآن وتعالى تبارك الله هيأ وقد

: ذلك ومن دونها فحفظه السابقة الكتباألوائل ـ 1 العرب أن ذلك وحافظتها، ذاكرتها في قوية أمة هيأ

من ألوفا يروون حيث ذلك من متمكنين كانوا جاهليتهم في. الحفظ على ذلك في يعتمدون إنما تدوين، بغير الشعر أبيات

:" ـ 2 رنا يس ولقد تعالى قال الحفظ سهولة العظيم للقرآن هيأ : ( " آية القمر، مدكر من فهل للذكر (.17القرآن

1 . ص� القرضاوي يوسف د الكريم القرآن مع نتعامل .21كيف القرآن أقسام في التبيان عن نقال ،ص� 2 نفسه .22المصدرص� 3 نفسه .24المصدر

31

واألمانة، ـ 3 والفهم، الحفظ في ممكنة مستقرة أمة له هيأعليه الله صلى الله رسول يدي على يحفظونه الحفاظ فكان

عليهم ويقف ذلك، بعد يدونونه ثم الحفظ، يتقنوا حتى وسلم. ذلك مراجعة في بنفسه

المأل ـ 4 في له وسلم عليه الله صلى النبي مراجعة له هيأجبريل على يراجعه ثم إليه يوحي ما يحفظ كان حيث األعلى،حياته من األخيرة السنة وفي سنة، كل مرة السالم عليه

الله صلى الله رسول على كله القرآن جبريل راجع المباركة. مرتين وسلم عليه

عابث، ـ 5 لعبث مجال هناك يعد لم تدوينه من الفراغ بعدمن تكتب نسخة كل يراجعون المتقنون الحفاظ وظل

خاصة، مطابع للمصحف أصبح ولما فاحصة مراجعة المصحفالعالم حفاظ كبار من ومتأهلة متخصصة لجان كونت

. بطبعه تأذن أن قبل منه حرف كل وتدقق تراجع اإلسالميقدره الذي الحفظ ذلك العظيم للقرآن تحقق الوسائل وبهذه

": الصادق وعده وأنجز المحفوظ، اللوح وهو األزل منذ له الله : ( " آية الحجر، لحافظون له ا وإن الذكر لنا نز نحن ا .1(9إن

والجاللة الكبرياء كمال على الداللة من الجملتين سبك وفييخفى ال ما التنزيل شأن فخامة 2وعلى

: معجز: ثالثا : لمحمد الكبرى المعجزة فهو اإلعجاز، القرآن خصائص ومن

ما برغم بغيرها، العرب يتحد لم التي وسلم عليه الله صلىتحصى ال معجزات من يديه على .3ظهر

1: المعجزة تعريف ـيظهره المعارضة من سالم بالتحدي مقرون للعادة خارق أمر

رسله يد على .4الله2: المعجزة شروط ـ

نتلمس أن نستطيع للمعجزة السابق التعريف خالل ومنشروطها:

ـ : أ النار إحراق عدم مثل للعادة الخارقة األمور من تكون أنالماء إغراق وعدم والسالم، الصالة عليه إبراهيم لسيدنا

ص� 1 الكريم القرآن .109عظمةص� 2 نفسه .107المصدرص� 3 العظيم القرآن مع نتعامل .32كيفللسيوطي )4 القرآن علوم في ص�( 3/ 4اإلتقان مسلم مصطفى القرآن، إعجاز في مباحث ،14.

32

ومثل عليهم، سيالنه وعدم وقومه السالم عليه لموسى. الكريم القرآن

ـ :" ب ولقد تعالى قال وانجازه، الله صنع من الخارق يكون أنم ل من ومنهم عليك قصصنا من منهم قبلك من رسال أرسلنافإذا ه الل بإذن إال بآية يأتي أن لرسول كان وما عليك نقصص

( " غافر، المبطلون هنالك وخسر بالحق قضي ه الل أمر جاء(.78آية : ـ .ج المعارضة من سالمتها

ـ .س يدعيها من قول مقتضى على تقع أنـ .ش بها التحديـ .ك وجل عز الله على الرسالة مدعي بها يستشهد أنـ الرسالة ل دعوى عن المعجز األمر .1تأخر

. القرآن إعجاز في الشروط هذه توافرت وقد3: العظمى المعجزة هو القرآن ـ

الذي هو وسلم عليه الله صلى محمدا أن المشركون زعم لما* ": يؤمنون ال بل تقوله يقولون أم تعالى الله قال القرآن، ألف

شيء * غير من خلقوا أم صادقين كانوا إن مثله بحديث فليأتوا : ( " آية الطور، الخالقون هم (.�35 33أم

" بعشر فأتوا قل افتراه يقولون أم سور بعشر تحداهم ثمإن الله دون من استطعتم من وادعوا مفتريات مثله سور

* بعلم أنزل ما أن فاعلموا لكم يستجيبوا م ل فإن صادقين كنتم : ( " آية هود، مسلمون أنتم فهل هو إال إل�ه ال وأن � 13الله

14.) " على لنا نز مما ريب في كنتم وإن واحدة بسورة تحداهم ثم

إن الله دون من شهداءكم وادعوا مثله من بسورة فأتوا عبدنا * تي ال ار الن قوا فات تفعلوا ولن تفعلوا م ل فإن صادقين كنتم : ( " آية البقرة، للكافرين أعدت والحجارة اس الن � 23وقودها

24.)

": مثله بسورة فأتوا قل افتراه يقولون أم أيضا تعالى وقال( " يونس، صادقين كنتم إن الله دون من استطعتم من وادعوا

(.38آية : جميع على سجل ثم به جاء ما يعارضوا أن الخلق جميع فعجزاإلنس :" اجتمعت ئن ل قل بقوله القيامة يوم إلى العجز الخلق

ص� 1 القرآن إعجاز في .18مباحث

33

كان ولو بمثله يأتون ال القرآن ه�ذا بمثل يأتوا أن على والجن : ( " آية اإلسراء، ظهيرا لبعض (.88بعضهم

: الله صلى النبي قال قال � عنه الله رضي � هريرة أبي وعن : مثله ما اآليات من أعطى إال نبي األنبياء من ما وسلم عليهإلي، الله أوحاه وحيا أوتيته الذي كان وإنما البشر، عليه آمن

القيامة يوم تابعا أكثرهم أكون أن .1فأرجوومخصوصة حسية إنها حيث من تتماثل األنبياء معجزات إن

. شاهدها من بانقراض منقرضة أو حضرها، بمن أو بزمنها،القرآن فهي وسلم عليه الله صلى محمد نبينا معجزة أما

إلشتماله وأدومها أفيدها وهو مثله، أحد يعط لم الذي الكريم،وبالغته أسلوبه في تحديه واستمرار والحجة الدعوة على

مثله بسورة يأتوا أن عن واإلنس الجن وعجز وأخباره، ومعانيهمعارضيه اعتناء مع األعصار جميع في متفرقين أو مجتمعين

غاب، ومن حضر من نفعه فعم يقدروا، ولن فلم بمعارضته محمدا فإن ولذلك الدهر، آخر إلى سيوجد ومن وجد ومن

اتباعا األنبياء أكثر وسلم عليه الله .2صلىاختصاص أسباب وأما االجمال، وجه على للحديث شرح هذا

بهذه االنبياء سائر على وسلم عليه الله صلى محمد نبينا : لثالثة فيقول األلوسي محمود يبينها الظاهرة، المعجزة

: آياته وأظهر إعجازه أخص من بها صار أسبابعصره ـ أحوال من لالغلب موافق رسول كل معجز أن

صلى .. محمد نبينا بعث فلما دهره، ناس من المنتشر والشائعفي بالقرآن خص والبالغة الفصاحة عصر في وسلم عليه الله

وتبلد البلغاء له وأذعن الفصحاء عنه عجز بما وإعجازه، إيجازهأظهر، فيه والتقصير أقهر، عنه العجز ليكون الشعراء فيه

مختلفة المعاني متشاكلة اختلفت وإن معجزاته فصارتالعلل.

عقولهم ـ قدر وعلى أفهامهم بحسب يوم كل في المعجزة إنفخصوا.. أذهانا، وأحدهم أفهاما الناس أصح والعرب وأذهانهم

إليه وتصل أفهامهم، فيه تجول بما القرآن معجزات من.3أذهانهم

وغيره اإلعجاز من فيه لما الدليل بين جمعت المعجزة وهذهوأدلته اإليمان بيان من فيه بما المدلول وبين الداللة وجوه من

ص� 1 والمرجان اللؤلؤ الشيخان، .93رواه2 . ص� ناصر بن ثامر د محمد، النبيين خاتم .155رسالة3 . ص� ناصر بن ثامر د النبيين خاتم .155رسالة

34

والوعيد والوعد واألمثال والقصص الشرعية األحكام وبيانحفظه مع جعل ثم تنحصر، ال التي علومه من ذلك وغير

.. تعالى الله إلى بها يتقرب التي االعمال أفضل من وتالوتهواألعصار، الدهور مر على حفظه على الدواعي توفرت ولهذاواإلحصاء العد يفوت ما حفظته من ترى قرن كل ففي

الكتب من لغيره يتفق لم ذلك ومثل السماء، نجوم ويستنفذالمقدسة .1اإللهية

: تابعا أكثرهم أكون أن فأرجوا وسلم عليه الله صلى قوله وفي : السالم عليه أخبر فإنه النووي قال كما نبوته، آيات من آية

على وفتح تعالى الله من ثم المسلمين من قلة زمن في بهذااإلسالم وأتسع األمر انتهى حتى فيهم وبارك البالد المسلمين

هذه على الحمد ولله المعروفة الغاية هذه إلى المسلمين فيتحصى ال التي نعمه وسائر .2النعمة

: اإلعجاز هذا توضيح �: وسلم عليه الله صلى محمد حال بيان �

معروف العلمية الناحية من وسلم عليه الله صلى وضعه إن: فهو المشركين عند

.ـ آخر جنس من وليس مثلهم، بشر.ـ يكتب وال يقرأ ال أمي،وال ـ بالخطابة ذلك قبل معروفا يكن ولم األربعين تجاوز

بمجال يعمل كان بل الكالم، مجال في بالرياسة وال بالشعرأثر البعثة قبل عنه يحفظ ولم التجارة، وهو الكلمة عن بعيد

. نثرية خطبة حتى أو لقصيدة إنشائه على يدلأجمع ـ الله، إلى نسبه بكتاب أتى وسلم عليه الله صلى أنه

على واشتماله نظمه وحسن وبالغته فصاحته على العرب. تترى وآداب شتى علوم

: الكتاب بهذا التحدي وقوع �.ـ للرسول معارض كل وجه في قائم التحدي هذا أن.ـ مثله من سورة يأتوا بأن التحديسواء ـ وشهداء أعوان من شاء بمن يستعين أن وللمعارض

مجتمعين واإلنس الجن من أو اإلنس من أو الجن من كانوامعا.

: التحدي دواعي وجود �.ـ وبيان وبالغة فصاحة لغة، أهل العرب

ص� 1 نفسه .155المصدرللنووي )2 مسلم (.188/ 2شرح

35

.ـ له عظيمة عداوة أهل الرسول معارضي أنوسيلة ـ بأي دعوته إبطال على الحرص أشد حريصون وهم

. طريق أي ومن: ألنهم وسلم عليه الله صلى محمد نبوة صدق التحدي نتيجة �

كان ولو مثله، من بسورة اإلتيان عن العجز غاية عجزواكالم إذ يقدروا، لم ولكنهم لفعلوا، وتمكن تأهل أدنى عندهم

الكمال له الذي كالم مثل أبدا يكون ال الجاهل الناقص الفقيرالمطلق، والعلم المطلقة، والقدرة المطلق، والغنى المطلق،

وصفاته وأسمائه ذاته في شيء كمثله ليس الله أن فكمايشتبه وال شبيه، وال مثيل لكالمه ليس فبالضرورة وأفعاله،فؤاده، وغاب عقله، اختل من على إال المخلوقين بكالم كالمه

صلى به جاء ما صحة على قاطع ودليل ساطع برهان وهذاقراران التحدي هذا عن عجز من على ويبقى وسلم عليه الله

: احدهما اتخاذ من مفر المن ـ رسول وسلم عليه الله صلى محمدا بان يؤمن أن إما

وسبيل العقل مقتضى هو وهذا الله كالم حق القرآن وأن الله،. واآلخرة الدنيا في الناجين وطريق السليمة الفطرة

سبيل ـ وهذا حق القرآن أن نفسه من يعلم وهو يعاند أن وإماالمريضة النفوس وأصحاب والعناد الجهل ومقتضى الجاحدين

. واآلخرة الدنيا في الخاسرين وطريق السقيمة، والقلوبالقرآن ألن الكثيرين، إسالم في سببا التحدي هذا كان وقد

في للتفكر يدعو والقلوب وااللباب للعقول االستشارة بهذهوأكثر، أكثر يتدبر الشاك اإلنسان ويجعل أكبر، بشكل القرآنالحق يبحث ممن كان إذا المحمودة النهاية إلى يصل حتى

الهدى من .1متجردا4: القرآن إعجاز وجوه �

" " القرآن إعجاز حول وحديثا قديما البلغاء العلماء كتب قدمن فمنهم شتى، كتب ذلك في والفتن اإلعجاز، هذا ووجوه

والعبارة بالنظم عنى من ومنهم بالغيوب بإخباره عنى " القدماء " فيه كتب وقد البياني اإلعجاز يسمى ما أو واألسلوب

والرازي والجرجاني والخطابي والرماني الباقالني مثل : الرافعي صادق مصطفى مثل المحدثون، فيه وكتب وغيرهم،

" " ومثله القرآن في الفني التصوير كتابه في قطب وسيد " " ظالل" في تفسيره في وطبقه القرآن في القيامة مشاهد

ص� 1 محمد النبيين خاتم .157رسالة

36

" " والدكتور" القرآن بالغة طبانة بدوي الدكتور وكتاب القرآن " " باإلعجاز عني من ومنهم العظيم النبأ دراز الله عبد محمد

الشيخ فعل كما القرآن به جاء الذي اإلصالحي أو التشريعي " " التحدي جدد حيث المحمدي الوحي كتابه في رضا رشيدالحياة، في ليحققها القرآن جاء التي المقاصد وبين بالقرآن،

فاقت وقد أمية، أمة في أمي رجل بها يأتي أن يستحيل وأنه : المقاالت ذلك ومثل والمصلحون، الفالسفة به جاء ما كل

" " المسلمون مجلة في زهرة أبو محمد العالمة كتبها التيأنه " على دليل القرآن شريعة عنوان تحت المصرية، الشهرية

." الله من" " العلمي اإلعجاز عليه أطلق جديد نوع ظهر عصرنا وفي

" : حقائق على ودالالت إشارات من القرآن تضمنه ما به ويقصدوتعتبر" القرآن، نزول وقت في للناس مجهولة كانت علمية

بيئة في أمي رسول من تصدر أن تتصور وال لعصرها سابقة شيئا الحقائق هذه عن يعرف ال عالم وفي في 1أمية، وأشتهر ،

والدكتور الزنداني المجيد عبد الشيخ من كل الميدان هذا. النجار محمد راغب زغلول

القرآني اإلعجاز جوانب النجار زغلول الدكتور لخص وقد : عن: البشر عجز بمعنى القرآني اإلعجاز جوانب وتتعدد فقال

محايد إنسان منها ينظر التي الزوايا بتعدد مثله بشيء اإلتيان: الجوانب هذه ومن الله كتاب إلى

اللفظي، ـ النظمي، البالغي، البياني، األدبي، اللغوي، اإلعجازوالداللي.

".ـ اإلعتقادي " العقدي اإلعجاز".ـ العبادي " التعبدي اإلعجاز.ـ األخالقي اإلعجاز.ـ التشريعي اإلعجاز.ـ التاريخي اإلعجاز.ـ التربوي اإلعجاز.ـ النفسي اإلعجاز.ـ اإلقتصادي اإلعجاز.ـ اإلداري اإلعجاز.ـ التنبؤي اإلعجاز.ـ العلمي اإلعجاز

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .34كيف

37

من ـ بشيء يأتوا أن مجتمعين والجن لإلنس التحدي إعجازأحد يتمكن أن دون محتواه، أو مضمونه أو اسلوبه، في مثله

ذلك .1من

: وميسر: مبين كتاب رابعا " " : والذكر الفهم ميسر مبين كتاب أنه القرآن خصائص ومنسلسل فإنه الكريم، للقرآن والبياني البالغي السمو ومع

ويذكر، يعقل أن يريد من لكل ميسر الزالل، العذب كالماء( " ": القمر، مدكر من فهل للذكر القرآن رنا يس ولقد تعالى قال

(.17آية : ": به وتنذر قين المت به ر لتبش بلسانك رناه يس ما فإن تعالى وقال

: ( " آية مريم، دvا ل (.97قومايسره أنه وأخبر العظيم القرآن بشأن تعالى الله نوه لقد

هدى هو ممن التذكير، من يحتاجونه ما الخلق ليتذكر وسهله. الشرعية لمصالحهم وإرشاد لهم

: على وجاء وأبينها، اللغات بأفصح نزل أنه تيسيره وسبب. وسلم عليه الله صلى الرسل أفضل لسان

: السامع فهم وهو منه، يراد ما تيسير إلى يرجع تيسيره ومعنىوال السامع هذا على كلفة بدون به المتكلم عناها التي المعاني

.2إغالقأحكامه، وتفقه معانيه، لتعقل أنزله الله ألن مبين الكتاب وهذا

وال مغلقا وال غامضا ال مبينا فهو آياته وتتدبر أسراره وتدرك. معقدا وال ملغزا

( " ": يوسف، تعقلون كم عل ل vا عربي قرآنا أنزلناه ا إن تعالى قال(.2آية :

" ": يعلمون قوم ل vا عربي قرآنا آياته فصلت كتاب تعالى وقالآية) : (.3فصلت،

( " " المائدة، مبين وكتاب نور بأنه القرآن هذا الله وصف وقد(.15آية :

" ": والفرقان الهدى من نات وبي اس لن ل هدى تعالى وقالآية) : (.185البقرة،

": ذي ال لهم ن لتبي إال الكتاب عليك أنزلنا وما تعالى وقال : ( " آية النحل، فيه (.64اختلفوا

ص� 1 القرآن في السماء العلمي اإلعجاز آيات .13، 12منص� 2 الكريم القرآن .103عظمة

38

المعنى هذا في استفاضت التي اآليات من ذلك غير 1وإلى

: هداية: كتاب القرآن خامساأنزله للعالمين هداية كتاب أنه الكريم القرآن خصائص ومن

. النور إلى الظلمات من الناس ليخرج الله:" ـ1 الظلمات من يخرجهم آمنوا ذين ال ولي الله تعالى قال

من يخرجونهم الطاغوت أوليآؤهم كفروا ذين وال ور الن إلى" خالدون فيها هم ار الن أصحاب أول�ئك الظلمات إلى ور الن

آية) : (.257البقرة،

2 ": من اس الن لتخرج إليك أنزلناه كتاب الر تعالى وقال � " الحميد العزيز صراط إلى هم رب بإذن ور الن إلى الظلمات

آية) : (.1إبراهيم،من فخرجوا بهداه العرب اهتدى حينما هذا تحقق وقد

والمدنية، الحضارة قمة إلى التخلف ومن النور، إلى الظلماتهدايته أوصلوا ثم والعالمية، السيادة إلى والتبعية الذل ومنبالعالم فإذا وإخالص، وتضحية بأمانة حولهم من العالم إلى

واقع وأثبت والجمال والبهاء والرفعة العزة بحلة يكسىأرقى بالقرآن بتمسكهم أصبحوا أنهم الزمن عبر المسلمينأخس ضالل من األمم عند بما وأخذهم عنه وبتخلفهم االمم،

.2األمم3 ": ر ويبش أقوم هي تي لل يهدي القرآن ه�ذا إن تعالى وقال �

" كبيرا أجرا لهم أن الصالحات يعملون ذين ال المؤمنينآية) : (.9اإلسراء،

ولم البشر، يراها هداية أي من أقوم القرآن هذا أن الله يؤكدأو القرآن، تشريع في خلال يجد أن موضوعي باحث أي يستطع

فضال القرآن تشريع إلى يصل ما الوضعي التشريع في يجد أنالقرآن استدامة العاقل على يوجب وهذا عليه، يتفوق أن عن

. به العمل ومالزمةال ومكان زمان لكل صالح وتشريع هداية من القرآن في ما إن

وتنوعت العصور اختلفت مهما هو، إال يصلح ال بل قيمته، تبطل قديما األمم عرفته قانون كل على تسامى إنه الحضارات

اإلسالمي الفقه الدولية القانونية المجامع أقرت حتى وحديثا،

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .40كيف2 . ص� درويش صادق محمد د الكريم القرآن (.46إعجاز

39

في الحديثة القوانين وإن القوانين، منه نقتبس أساسيا مصدراالقرآن تشريع من لتقترب تتسامى .1تطورها

النواحي، لجميع شامل رباني تشريع وهو كذلك يكون ال وكيف: شؤونهم جميع في الناس مصالح وصيانة الحق إلحقاق وكافل

يوجد لم أنه حين في والدولية واألسرية واالجتماعية الماليةمن اإلنسانية على مر ما مع عادل أو شامل تشريع اآلن إلى

بمثل يأتوا أن العالم تحدى الله إن حتى وخبرات تجارباأللفاظ سواء القرآن جوانب جميع تشمل والمثلية القرآن،

يستطيعونه ما جنس من هو عما عجزوا وإذا والمعاني،تشريع عن عجزا أشد فهم القرآن، نظم وهو فيه ويتفوقونوليس شيء بكل محيط علم إلى يحتاجه لما وهدايته، القرآن

وجل عز الله إال .2هذا:" ـ 4 الله من أحسن ومن يبغون ة الجاهلي أفحكم تعالى وقال

: ( " آية المائدة، يوقنون قوم ل (.50حكماإلى ولجأ تشريعه عن أعرض من على تعالى الله استنكر

هداية وال منه، أحسن تشريع ال ألنه إال هذا وما الناس تشريعدونه ما إلى يترك فكيف ؟3مثله،

" عن" خرج من على تعالى الله ينكر يبغون ة الجاهلي أفحكمكل عن الناهي خير، كل على المشتمل المحكم، الله حكم

واإلصطالحات واألهواء اآلراء من سواه ما إلى وعدل شر،أهل كان كما الله شريعة من مستند بال الرجال وضعها التي

بآرائهم يضعونها بما والجهاالت الضالالت به يحكمون الجاهليةوأهوائهم.

: " من" أعدل ومن أي يوقنون قوم ل حكما الله من أحسن ومنوأيقن، به وآمن شرعه، الله عن عقل لمن حكمه، في اللهالوالدة من بخلقه وأرحم الحاكمين أحكم الله أن وعلم

شيء كل على القادر شيء بكل العالم هو تعالى فإنه بولدها،شيء كل في .4العادل

5 ": عليكم وأتممت دينكم لكم أكملت اليوم تعالى الله قال � : ( " آية المائدة، دينا اإلسالم لكم ورضيت (.3نعمتي

1 . ص� درويش محمد د الكريم القرآن .47إعجازص� 2 نفسه .48المصدرص� 3 نفسه .48المصدرص� 4 الكريم القرآن كثير )48إعجاز ابن تفسير ،2 /68.)

40

خالل من بهديه التمسك على اآلية هذه في تعالى الله يحثناكان ما إلى تتطلع والنفوس والتمام، بالكمال دينه مدحه

.5كذلكلهم تعالى أكمل حيث األمة هذه عن تعالى الله نعم أكبر هذه

نبيهم غير نبي إلى وال غيره دين إلى يحتاجون فال دينهماألنبياء خاتم تعالى الله جعله ولهذا عليه وسالمه الله صلوات

ما إال حرام وال أحله ما إال حالل فال والجن، اإلنس إلى وبعثهحق فهو به أخبر شيء وكل شرعه، ما إال دين وال حرمه، ... تمت الدين لهم أكمل فلما خلف وال فيه كذب ال وصدق ": دينكم لكم أكملت اليوم تعالى قال ولهذا النعمة عليهم

: " فأرضوه أي دينا اإلسالم لكم ورضيت نعمتي عليكم وأتممتبه وبعث ورضيه الله أحبه الذي الدين فإنه ألنفسكم، أنتم

كتبه أشرف به وأنزل الكرام، الرسل .2أفضلالقرآن األصل مصدره بكمال وتمامه سبحانه دينه وكمال

يخر أن إال معانيه ويتدبر القرآن يتلو من يملك ال ولهذا الكريم،. منزله لعظمة ساجدا

": خاشعا رأيته ل جبل على القرآن هذا أنزلنا لو تعالى قالهم لعل اس للن نضربها األمثال وتلك ه الل خشية من متصدعا

آية" ) : الحشر، رون (.21يتفك

: كلها: اإلنسانية كتاب سادساالذي كلها اإلنسانية كتاب أنه الكريم القرآن خصائص ومن

يقيد فلم القيامة يوم إلى البشر جميع به تعالى الله خاطبإلى موجه هو بل طبقة، وال جنس وال بمكان، وال بزمان،من واآلخرة الدنيا في يسعدهم بما جميعا خاطبهم الثقلين،

الرفيعة، واألحكام الحكيمة والعبادات الصحيحة العقائد. حياتهم بها تستقيم التي الفاضلة واألخالق

على األمة وإجماع والسنة الكتاب نصوص تضافرت ولقدالقرآن .3عالمية

العظيم القرآن بعالمية صرحت التي اآليات ومن:" ـ ليكون عبده على الفرقان ل نز ذي ال تبارك تعالى قوله

: ( " آية الفرقان، نذيرا (.1للعالمين

5 . ص� درويش محمد د الكريم القرآن .49إعجازكثير )2 ابن (.13/ 2تفسيرص� 3 الكريم القرآن .110عظمة

41

" ) :ـ ": آية األنبياء، لعالمين ل رحمة إال أرسلناك وما تعالى وقال107.)

:" ـ كل من القرآن ه�ذا في اس للن فنا صر ولقد تعالى وقال : ( " آية اإلسراء، كفورا إال اس الن أكثر فأبى (.89مثل

:" ـ مثل كل من القرآن هذا في اس للن ضربنا ولقد تعالى وقال : ( " آية الزمر، رون يتذك هم عل (.27ل

": فمن بالحق اس للن الكتاب عليك أنزلنا ا إن تعالى وقال � عليهم أنت وما عليها يضل ما فإن ضل ومن فلنفسه اهتدى

آية" ) : الزمر، (.41بوكيلأو عقلي تجاه له البشر من واحدا صنفا يخاطب ال فالقرآن

االتجاهات ذوي األصناف من عداه عن مغفال معين، نفسياالتجاهات كل ويشبع األصناف كل يخاطب إنه كال، المتعددة

القرآن منزل إال عليه يقدر ال توازن في السوية، اإلنسانيةاإلنسان .1وخالق

منطقه ـ 1 يرضي ما القرآن في يجد العقلية الحقيقة طالب إنملكوت في ويفكر ينظر أن بالعقل يصيح سمعه إذا بلبه ويأخذ

على يعتمد وأن شيء من الله خلق وما واألرض السموات. العقليات في وحده البرهان

: ( " ": آية البقرة، صادقين كنتم إن برهانكم هاتوا قل تعالى قال111.)

": أولم تعالى قال الحسيات، في والتجربة المشاهدة وعلىمن الله خلق وما واألرض ماوات الس ملكوت في ينظروا

آية" ) : األعراف، (.185شيء ": ائتوني تعالى قال النقليات، في الرواية وتوثيق الصدق وعلى

" صادقين كنتم إن علم من أثارة أو هذا قبل من بكتابآية) : (.4األحقاف،

" " " " ذكرت تعقلون و يعقلون مثل العقل مشتقات أن ويكفيسبع الفكر مشتقات وذكرت مرة، وخمسين ثماني القرآن في

" " عشرة ست العقول أي األلباب كلمة وذكرت مرة، عشرةومشتقات كلمات على اشتملت التي اآليات غير وهذا مرة،

: والنهى والبرهان والحجة والتدبر واالعتبار النظر، مثل أخرالحقائق طالب عنه يبحث مما ذلك ونحو والعلم والحكمة

. القرآن غير ديني كتاب في يجدونه فال العقلية،ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .60كيف

42

" ـ 2 يرضى " ما القرآن في يجد الروحية الحقيقة عن والباحثالروح، آفاق في وتطلعاته نهبه ويشبع وجدانه، ويغذي ذوقه

": فيه الله قال الذي الصالح والعبد موسى قصة مثل فيا دن ��اه من ل من ��اه رحم��ة من عن��دنا وعل ��ا آتين ��دا من عبادن فوجدا عب

آية" ) : علما (.65الكهف، " " ينشيء ما القرآني الخطاب في اإليمان عن الباحث يجدالجحود ويطارد وجزائه، ولقائه ورساالته بالله البصير اإليمان

تعالى، الله وجود على الناصعة األدلة ويقيم والنفاق، والشكرحمته، وواسع حكمته وبالغ قدرته، وعظيم وحدانيته، وعلى

" على اس للن يكون لئال ومنذرين رين مبش رسله بعثه وعلى : ( " آية النساء، سل الر بعد ة حج (.165الله

": بما أساؤوا ذين ال ليجزي اآلخرة في الجزاء عدالة وعلى : ( " آية النجم، بالحسنى أحسنوا ذين ال ويجزي (.31عملوا

الدنيا، في طيبة وحياة نجاة المؤمنين مصير القرآن له ويجلي : وعذابا الدنيا، في شقاء المكذبين ومصير اآلخرة، في وفالحا

وال ويجمع يهدم، وال يبني القرآن في اإليمان العقبى، فيكتاب بكل اإليمان يوجب فهو يتعصب، وال ويسامح يفرق،

": ومآلئكته بالله آمن كل تعالى قال أرسل، نبي وبكل أنزل، : ( " آية البقرة، سله ر من أحد بين ق نفر ال ورسله (.285وكتبه

" ـ 3 " ضالته القرآن في يجد األخالقية القيم على والحريص " " دل قد فالقرآن الخير هو األخالق موضوع كان وإذا وطلبته،

" " " إحدى " الخير فعل جعل وقد الحق إلى هدى كما الخير على. المسلم المجتمع لمهمة ثالثة شعب

: ( " ": آية الحج، تفلحون كم لعل الخير وافعلوا تعالى (.77قال

يدعو أن طلب بل الخير، بفعل المسلم من يكتف لم ولكنه ": إلى يدعون أمة منكم ولتكن تعالى قال عليه، ويدل إليه

آية" ) : عمران، آل (.104الخير

حاسته ـ 4 ينمي ما القرآن في يجد الجمالية القيم وعاشقالقرآن إليه لفت بما وذلك الفني، شعوره ويغذي الجمالية، " اها ن وزي السماء، في الطبيعة بجمال االستمتاع من األنظار

آية" ) : الحجر، اظرين (.16للن

43

: ( " ": آية الملك، بمصابيح الدنيا ماء الس ا ن زي ولقد تعالى وقال5.)

قال النبات، جمال من ابتداء االرض في الطبيعة وجمال : ( " آية:" الحج، بهيج زوج كل من وأنبتت (.5تعالى

: ( " ": آية النمل، بهجة ذات حدائق به فأنبتنا تعالى (.60وقال " وحين تريحون حين جمال فيها ولكم الحيوانات وجمال

آية" ) : النحل، (.6تسرحون : ( " آية " التغابن، صوركم فأحسن وصوركم اإلنسان (.3وجمال

" " شيء كل أتقن ذي ال ه الل صنع كلها المخلوقات وجمالآية) : (.88النمل،

بياني جمال من ذاته القرآن أسلوب أحتواه ما كله ذلك ووراءوصفه ومضمونه شكله وفي ومعناه نظمه في معجز : لطالوة، عليه وإن لحالوة له إن فقالوا أنفسهم المشركون

عليه يعلى وال يعلو وإنه لمغدق، أسفله وإن لمثمر، أعاله 1وإن

: كله: الزمن كتاب سابعا : اإلنسانية وكتاب كله، الزمن كتاب أنه القرآن خصائص من

القرآن أن ومعنى كلها، الحقيقة وكتاب كله الدين وكتاب كلها : أو معين، عصر كتاب ليس الخلود، كتاب أنه كله الزمن كتاب

الكتاب هو القرآن بل أمده، ينتهي ثم أجيال، أو جيل كتابالكتاب وهو عليها، ومن األرض الله يرث أن إلى الباقي

ومكان زمان لكل والمصلح العصور 2الصالح اختلقت مهما ، . هو إال يصلح ال بل قيمته، تبطل ال الحضارات، وتنوعت

شتى في للناس فهي بأسره، للعالم موجهة القرآن تعاليم إنإليهم أنزلت أصلهم، عن النظر بغض كافة، العالم أرجاءوتهذب نفوسهم، وتطهر قلوبهم، إلى والبهجة السرور لتدخلبالعدل القوي سطوة وتستبدل مجتمعهم، وتوجه أخالقهم

لجميع حلوال القرآن في أن وجل عز الله أكد وقد واألخوة، " وهدى شيء كل ل تبيانا الكتاب عليك لنا ونز البشر قضايا

: ( " آية النحل، للمسلمين وبشرى (.89ورحمةمجرد ليس وهو المسلمين، لدى حظوة أعلى له فالقرآن

روحانية تسابيح أو للروح غذاء أو نبوية، أدعية أو صلوات كتاب

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .62كيفص� 2 العظيم القرآن مع نتعامل .56كيف

44

ومرآة العلوم، وكنز السياسي القانون أيضا إنه بل فحسب،المستقبل وأمل الحاضر، سلوى إنه .1األجيال،

: وأجمعها: اللغات بأرقى نزوله ثامناوهذا كتبه، آخر لتكون العربية اللغة � وجل عز � الله اختار لقديعود إنما العظيمة اللغة لهذه � وجل عز � الحق من اإلختيار

االشتقاق، على وقدرة واتساع مرونة من به تمتاز ما إلىواألوزان والصيغ المفردات في وغنى والتصريف .2والنحت

أرقى هي العربية اللغة بأن يصر العالم للغات دارس فكلالقليلة األلفاظ تحت الكثيرة للمعاني وأجمعها اللغات

أشاد ولذلك للمطلوب وبيانا إيضاحا وأكثرها تهذيبا، وأحسنها: منها آيات عدة في بها الكريم القرآن

" )ـ ": الزخرف، تعقلون كم عل ل vا عربي قرآنا جعلناه ا إن تعالى قال(.3آية :

" )ـ ": يوسف، تعقلون كم عل ل vا عربي قرآنا أنزلناه ا إن تعالى وقال(.2آية :

األمم كل به مخاطبا كتابا القرآن يكون أن تعالى الله أراد لقدلغات بين كالم أفصح هي بلغة جعله لذلك العصور، جميع فياللغة تلك أن منها، لي يلوح ألسباب العربية، اللغة وهي البشر

وأكثرها لهجة، وأفصحها حروفا، وأقلها مادة، اللغات أوفرألفاظا، وأوفرها المتكلم، أغراض على الداللة في تصرفا

نظم في العربية اللغة تتحمله أن يمكن ما ألكثر جامعا وجعلهاللغة، تلك نظم به يسمح ما أقل في المعاني، من تراكيبها

فيه كثر فلذلك اإليجاز، أسلوب على جاريا أساليبه قوام فكانالعرب بلغاء كالم في مثله يكثر لم .3ما

: عليها: وهيمنته الله لكتب القرآن تصديق تاسعا ": يديه بين ما ل مصدقا بالحق الكتاب إليك وأنزلنا تعالى قال

: ( " آية المائدة، عليه ومهيمنا الكتاب (.48من : " " رقيب العظيم القرآن أن أي عليه ومهيمنا قوله ومعنى

وما أصولها، ويقرر بصحتها، يشهد ألنه السابقة، الكتب علىانتهاء وقت بتعين المنسوخة أحكامها ويبين فروعها، من يتأبد

مشروعيتها.1 . ص� دراز الله عبد محمد د والدولية اإلجتماعية العالقات في إسالمية .18دراساتص� 2 تهددها التي واالخطار مكانتها القرآن .12، 11لغة عباه أبو محمد إبراهيمص� 3 الكريم القرآن .98عظمة

45

ورد مما صدقه عن أخبر فما عليها، أمين أنه معنى على أوالحافظ أنه معنى على أو باطل فهو بزيفه أخبر وما صدق فيها

الدين وكليات التوحيد، من فيها جاء ما حفظ الذي فهو لها،هو أي صدقها، على دال أنه معنى على أو القيامة يوم إلى

الكتب هذه نعتته كما جاء ألنه الله، عند من أنها على .1دليل" " المهيمن اسم فإن المعنى، متقاربة كلها األقوال وهذه

كتاب كل على وحاكم وشاهد، أمين فهو كله، هذا يتضمنالكتب آخر أنزله الذي العظيم، الكتاب هذا الله جعل قبله،

ما محاسن فيه جمع حيث وأحكمها، وأعظمها أشملها وخاتمهاجعله فلهذا غيره، في ليس ما الكماالت من وزاده قبله،بنفسه بحفظه تعالى وتكفل كلها، عليها وحاكما وأمينا، شاهدا،

الكريمة.( " ": الحجر، لحافظون له ا وإن الذكر لنا نز نحن ا إن تعالى فقال

.(9آية : 1: بالتصديق الهيمنة عالقة �

التصديق، مفهوم من وأشمل أتم الهيمنة مفهوم أن والشكبصحة الكتب لهذه الشهادة مجرد على تقتصر ال الهيمنة ألنفتبين ذلك تتعدى بل وشرائعها، أصولها وتقرير أصولها إنزالزيف من لها عرض وما تحريف، أو نسخ من اعتراها ماالتي الصحيحة المعاني على مهيمن بذلك فالقرآن وفساد،

وبذلك الله، عند من بكونها وشاهد الكتب، تلك في كانتهذه على يشهد كذلك ولكنه التصديق مع الهيمنة تتالقى

وبه باطل، من إليها وتسرب تحريف من أصابها بما الكتبمن وأشمل أتم، إذن فمفهومها التصديق، عن الهيمنة تنفرد

التصديق .2مفهوم2: السابقة الكتب على القرآن هيمنة مظاهر �

ما فوق � قبله المنزلة الله كتب على العظيم القرآن لهيمنة: يلي ما أهمها من متعددة مظاهر � لها تصديقه من تقدم

: وتبديلها السابقة الكتب بتحريف إخباره � أ ": يقولون ثم بأيديهم الكتاب يكتبون ذين ل ل فويل تعالى قال

كتبت مما هم ل فويل قليال ثمنا به ليشتروا الله عند من ه�ذا : ( " آية البقرة، يكسبون مما هم ل وويل (.79أيديهم

: الحق فيها خالفوا التي الكبرى المسائل بيان ـ بالطبري )1 (.�267 266/ 6تفسيرص� 2 الكريم القرآن .124عظمة

46

ما العظيم القرآن نفي المثال سبيل على العقائد جانب ففيالسالم عليه عيسى قتل من المحرفة األناجيل به صرحت

وصلبه.( " ": النساء، لهم ه شب ول�كن صلبوه وما قتلوه وما تعالى فقال

(.157آية :

المسيح، وألوهية بالتثليث، لقولهم بالكفر النصارى على وحكم ": ابن المسيح هو الله إن قالوا ذين ال كفر لقد تعالى فقال

ه إن كم ورب ي رب الله اعبدوا إسرائيل بني يا المسيح وقال مريموما ار الن ومأواه ة الجن عليه الله م حر فقد بالله يشرك منثالثة * ثالث الله إن قالوا ذين ال كفر قد ل أنصار من للظالمين

ن ليمس يقولون عما ينتهوا م ل وإن واحد إل�ه إال إل�ه من وما : ( " آية المائدة، أليم عذاب منهم كفروا ذين (.�73 72ال

من كثيرا تعالى الله إلى تنسب فإنها المحرفة التوراة أمافلقد وإبطالها، بدحضها العظيم القرآن جاء والتي النقائصالولد، وجل عز الله إلى نسبوا اليهود أن العظيم القرآن أخبروالبخل بالفقر، وسلم عليه الله صلى للنبي اليهود وصفه كما

. اليد وغل. وبهتانهم وزورهم كذبهم الكريم القرآن فبين

": صارى الن وقالت الله ابن عزير اليهود وقالت تعالى قالذين ال قول يضاهؤون بأفواههم قولهم ذلك الله ابن المسيح

: ( " آية التوبة، يؤفكون ى أن الله قاتلهم قبل من (.30كفروا ": فقير الله إن قالوا ذين ال قول الله سمع قد ل تعالى وقال �

ونقول حق بغير األنبياء وقتلهم قالوا ما سنكتب أغنياء ونحن : ( " آية عمران، آل الحريق عذاب (.181ذوقوا

": ولعنوا أيديهم ت غل مغلولة الله يد اليهود وقالت تعالى وقال � : ( " آية المائدة، يشاء كيف ينفق مبسوطتان يداه بل قالوا بما

64)1.: أخفوها التي المسائل من كثيرا القرآن بين � ج

: : خلت قد أنها يرى القديم العهد ألسفار الدارس أن ذلك فمنفي اليهودية كانت وإذا � وجحيمه ونعيمه اآلخر اليوم ذكر منكما والنار، والجنة والحساب، والنشور، البعث، تقرر أصلها

ص� 1 الكريم القرآن .126عظمة

47

وما فيه وما اآلخر اليوم أن على يدل ذلك � القرآن بذلك ينبئالكتاب أهل أخفاها التي المسائل من به، .1يتصل

": كثيرا لكم ن يبي رسولنا جاءكم قد الكتاب أهل يا تعالى قالالله من جاءكم قد كثير عن ويعفو الكتاب من تخفون كنتم مما

: ( " آية المائدة، مبين وكتاب .2(15نور

ص� 1 الكريم القرآن .126عظمةص� 2 نفسه .126المصدر

48

: : الكريم القرآن مقاصد الرابع المبحثال التي والمقاصد المبادئ من الكثير إلى الكريم القرآن دعا

: أهمها من والتي بغيرها اإلنسانية تصلح

: والتصورات: العقائد تصحيح أوالإلى 1 دعوة آخره إلى أوله من العظيم القرآن ـ

في التوحيد المشركين عاقبة لحسن وبيان للشرك وإنكاريقترفها جريمة أعظم الشرك القرآن أعتبر وقد الدارين

مخلوق. ": ذلك دون ما ويغفر به يشرك أن يغفر ال الله إن تعالى قال

: ( " آية النساء، يشاء (.48لمنعلى السيادة مرتبة من باإلنسان انحطاط الشرك حقيقة وإن

والخضوع العبودية مرتبة إلى � له الله أراد كما � الكونإلى إنسانا أو حيوانا، أو نباتا، أو جمادا كانت سواء للمخلوقات،

. ذلك غير ": قول واجتنبوا األوثان من جس الر فاجتنبوا تعالى الله قال

خر * ما فكأن ه بالل يشرك ومن به مشركين غير ه لل حنفاء ور الزمكان في يح الر به تهوي أو الطير فتخطفه ماء الس من

آية" ) : الحج، (.�31 30سحيقرساالت بين المشترك األول المبدأ هو التوحيد إلى والدعوة

" لكم ما ه الل اعبدوا أن قومه نادى نبي فكل جميعا، النبيين : ( " آية األعراف، غيره إله (.59من

": الله اعبدوا أن سوال ر أمة كل في بعثنا ولقد تعالى وقال : ( " آية النحل، الطاغوت (.36واجتنبوا

": إليه نوحي إال سول ر من قبلك من أرسلنا وما تعالى وقال : ( " آية األنبياء، فاعبدون أنا إال إله ال ه (.25أن

": تعالى قال خلقه، وبين وجل عز الله بين للوسطاء مكان فال : ( " آية البقرة، قريب ي فإن ي عن عبادي سألك (.186وإذا

: ( " ": آية غافر، لكم أستجب ادعوني كم رب وقال تعالى وقال60.)

والكتابية الوثنية الديانات أفسدته ما هنا القرآن أصلح وقدأشبه الرب جعلت اليهود حتى التوحيد عقيدة من المحرفة

إسرائيل ويصارع ويخاف، ويندم يتعب فهو بالمخلوقين،

49

منه بوعد إال منه اإلفالت من يتمكن فال إسرائيل، فيصرعهروما، بوثنية تأثرت والنصرانية، سراحه فأطلق نسله بمباركة

والتماثيل، بالصور الكنائس امتألت حتى الوثنية عليها وطغت" كرشنة " في الهنود عقيدة من والفداء التثليث عقيدة وأخذت

" يسوع " اسم ووضعوا كرشنة اسم حذفوا أنهم فعلوه ما .1كل

: والرسالة النبوة في العقيدة تصحيح ـ ب: أساليب بعدة وذلك

: والرسالة النبوة إلى الحاجة بيان ـ ": رين مبش ين بي الن الله فبعث واحدة أمة اس الن كان تعالى قال

فيما اس الن بين ليحكم بالحق الكتاب معهم وأنزل ومنذرين : ( " آية البقرة، فيه (.213اختلفوا

" ": سل الر بعد ة حج الله على اس للن يكون لئال تعالى وقالآية) : (.165النساء،

": ذي ال لهم ن لتبي إال الكتاب عليك أنزلنا وما تعالى وقال : ( " آية النحل، فيه (.64اختلفوا

: واإلنذار التبشير في الرسل وظائف بيان ـ : ( " ": آية النساء، ومنذرين رين مبش سال ر تعالى (.165قال

" إليهم يوحى بشر هم إنما آلهة، أبناء وال آلهة الرسل فليس" واحد إله إلهكم ما أن إلي يوحى مثلكم بشر أنا ما إن قل

آية) : (.110الكهف،

هداية يملكون ال ولكن الله، توحيد إلى يدعوا أن يملكون * " ست ل ر مذك أنت ما إن ر فذك عليها السيطرة وال القلوب

: ( " آية الغاشية، بمصيطر (.�22 21عليهم

الشبهات تفنيد وجه ـ في قديم من الناس أثارها التي : ( " ": آية إبراهيم، مثلنا بشر إال أنتم إن كقولهم (.10الرسل،

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .66كيف

50

: ( " آية" المؤمنون، مالئكة ألنزل ه الل شاء ولو (.24وقولهم

": إن رسلهم لهم قالت تعالى قوله بمثل القرآن عليهم رد فقد" عباده من يشاء من على يمن الله ول�كن مثلكم بشر إال حن ن

آية) : (.11إبراهيم،

": يمشون مآلئكة األرض في كان و ل قل تعالى قوله ومثل: ( " آية اإلسراء، سوال ر ملكا ماء الس من عليهم لنا لنز ين مطمئن

95)1.

كذبوا ـ الذين وعاقبة المرسلين صدقوا الذين عاقبة بيانالرسل قصص من طائلة ثروة الكريم القرآن وفي المرسلين،. المؤمنين ونجاة المكذبين لهالك دائما تنتهي أممهم مع

": وجعلناهم أغرقناهم سل الر كذبوا ما ل نوح وقوم تعالى قال * وثمود وعادا أليما عذابا للظالمين وأعتدنا آية اس للناألمثال * له ضربنا vوكال كثيرا ذلك بين وقرونا الرس وأصحاب

: ( " آية الفرقان، تتبيرا رنا تب v�39 37وكال.)

": ننج علينا حقvا كذلك آمنوا ذين وال رسلنا ننجي ثم تعالى وقالآية" ) : يونس، (.103المؤمنين

: باآلخرة اإليمان عقيدة تثبيت ـ ج: والمدنية المكية سوره في وكرره القرآن به عني ومما

اتخذ وقد ونار وجنة وحساب جزاء من فيها وما باآلخرة اإليمان: شتى أساليب وتصحيحها العقيدة هذه تثبيت في القرآن

على: ـ الله قدرة ببيان البعث إمكان على األدلة إقامة فمنها. مرة أول بدأهم كما الخلق إعادة

" ": عليه أهون وهو يعيده ثم الخلق يبدأ ذي ال وهو تعالى قالآية) : (.27الروم،

ص� 1 نفسه .67المصدر

51

خلق: ـ يعتبر التي العظيمة األجرام خلق على التنبيه ومنها. هينا شيئا بجوارها اإلنسان

": واألرض ماوات الس خلق ذي ال ه الل أن يروا أولم تعالى قالكل على ه إن بلى الموتى يحيي أن على بقادر بخلقهن يعي ولم

: ( " آية األحقاف، قدير (.33شيء

المحسن يستوي ال حتى الجزاء في تعالى الله حكمة بيان � وباطال عبثا الحياة تكون النهاية في والفاجر والبر والمسيء، ": وعملوا آمنوا ذين ال نجعل أم تعالى قال عنه، تعالى الله يتنزه

" ار كالفج قين المت نجعل أم األرض في كالمفسدين الصالحاتآية) : (.28ص،

": ال إلينا كم وأن عبثا خلقناكم ما أن أفحسبتم تعالى وقالآية" ) : المؤمنون، (.115ترجعون

: ( " ": آية القيامة، سدى يترك أن اإلنسان أيحسب تعالى وقال36.)

أن من والمشركون الشرك أشاعها التي األوهام إبطال � ما وكذلك القيامة، يوم الله عند لهم تشفع المزعومة آلهتهم

كذبه ما وهذا وغيرهم القديسين شفاعة من الكتاب أهل زعمهوال الله، بإذن إال شفاعة فال اإلبطال، أشد وأبطله القرآن

يحمل وال سعيه، إال اإلنسان ينفع وال موحد، لمؤمن إال شفاعةما " * إال لإلنسان يس ل وأن أخرى وزر وازرة تزر أال غيره وزر

آية" ) : النجم، (.�39 38سعى

( " ": آية غافر، يطاع شفيع وال حميم من للظالمين ما تعالى قال :18.)

: ( " ": آية المدثر، افعين الش شفاعة تنفعهم فما تعالى (.48قال

: ( " ": آية البقرة، بإذنه إال عنده يشفع ذي ال ذا من تعالى وقال255.)

52

" ": أحدا ك رب يظلم وال حاضرا عملوا ما ووجدوا تعالى وقالآية) : (.49الكهف،

المثوبة ـ من اآلخرة في األبرار المؤمنين ينتظر ما بيانوالخسران، العقاب من الفجرة للكفرة أعد وما والرضوان،

ال الذي والكتاب وأهوالها، القيامة عن القرآن حديث كثر ولهذابه توزن الذي الميزان وعن أحصاها، إال كبيرة وال صغيرة يغادرمن حبة مثقال اإلنسان على يضيع ال حتى والسيئات الحسناتوال شيئا نفسا يظلم ال الذي الدقيق الحساب وعن خردل،

النعيم ألوان من فيها وما الجنة وعن أخرى وزر وازرة يحملاألليم العذاب صنوف من فيها وما النار وعن والروحي، المادي

إلنسان امتداد هو اآلخرة إنسان ألن ذلك والمعنوي، الحسيكليهما العقاب أو الثواب يشمل أن فالبد وجسم، روح .1الدنيا

: البشرية: النفس تزكية ثانيا : فال البشرية، النفس تزكية إلى الدعوة القرآن مقاصد ومن

": تعالى قال كما بالتزكية، إال لها واآلخرة األولى في فالح * * من أفلح قد وتقواها فجورها فألهمها سواها وما ونفس

: ( " آية * الشمس، اها دس من خاب وقد اها (.�10 7زك

ويدسيها، يدنسها الذي للفجور مستعدة بفطرتها فالنفسبعقله اإلنسان وعلى وتزكيها، تطهرها التي للتقوى استعدادها

: طريق أو التزكية طريق الطريقين أي يختار أن وإرادتهطريق اختار فقد التزكية طريق اختار إذا أنه ريب وال التدسية، : ( " " : آية ، األعلى ى تزك من أفلح قد تعالى قال (.14الفالح،

" : قد مؤمنا يأته ومن القيامة يوم ربه يأتي فيمن سبحانه وقال * عدن ات جن العلى الدرجات لهم فأولئك الصالحات عمل

" تزكى من جزاء وذلك فيها خالدين األنهار تحتها من تجريآية) : ، (.�76 75طه

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .68كيف

53

إلى الدعوة � مقاصدها من � كانت جميعا األنبياء ورساالتحين لفرعون يقول � السالم عليه � موسى رأينا ولهذا التزكية، * " : ك رب إلى وأهديك ى أنتزك إلى ك ل هل ربه من إليه أرسل

آية" ) : ، النازعات (.�19 18فتخشى

عليه الله صلى محمد لرسالة األساسية الشعب من وكانالله،: كتاب من أربع آيات في ذلك جاء كما التزكية، وسلم

المسلمة لألمة وإسماعيل إبراهيم دعوة في جاء ما منها " آياتك: عليهم يتلو منهم رسوال فيهم وابعث نا رب الموعودة

" الحكيم العزيز أنت ك إن يهم ويزك والحكمة الكتاب مهم ويعلآية) : ، (.129البقرة

" : يتلو منكم رسوال فيكم أرسلنا كما وجل عز قوله ومنهالم ما مكم ويعل والحكمة الكتاب مكم ويعل يكم ويزك آياتنا عليكم

: ( " آية ، البقرة تعلمون (.151تكونوا

" : فيهم بعث إذ المؤمنين على الله من لقد سبحانه وقالالكتاب مهم ويعل يهم ويزك آياته عليهم يتلو أنفسهم من رسوال

( " آية ، عمران آل مبين ضالل لفي قبل من كانوا وإن والحكمة :164.)

" : يتلو منهم رسوال ين األمي في بعث ذي ال هو تعالى وقالمن كانوا وإن والحكمة الكتاب مهم ويعل يهم ويزك آياته عليهم

: ( " آية ، الجمعة مبين ضالل لفي (.2قبل

: تعالى قل كما وتوفيقه، الله من بفضل إال التزكية هذه تتم والأبدا" أحد من منكم زكا ما ورحمته عليكم ه الل فضل ولوال

: ( " آية ، النور يشاء من ي يزك ه الل (.21ولكن

" : ومن تعالى قال كما وجهاده، اإلنسان جهد من بد ال كما: ( " آية ، فاطر المصير ه الل وإلى لنفسه ى يتزك ما فإن ى تزك

18.)

54

كقوله التزكية، هذه في العبادات أثر الكريم القرآن بين وقد " : تطهرهم صدقة أموالهم من خذ الزكاة أثر في تعالى

: ( " آية ، التوبة بها يهم (.103وتزك

التزكية هذه في القرآن عليها حث التي اآلداب أثر بين كما " : من يغضوا لمؤمنين ل قل تعالى قال لألنفس، المنشودةبما خبير ه الل إن لهم أزكى ذلك فروجهم ويحفظوا أبصارهم

آية" ) : ، النور (.30يصنعون

" : هو فارجعوا ارجعوا لكم قيل وإن االستئذان أدب في وقال : ( " آية ، النور لكم (.28أزكى

: هو إنما والمجتمعات األمم صالح إن فيه ريب ال الذي إنبين التي أنفسهم بصالح هو إنما األفراد وصالح أفرادها بصالحمن تنتقل حتى األنفس هذه بتزكية أخرى وبعبارة جنوبهم،

" " " " النفس" ثم ، اللوامة النفس إلى بالسوء األمارة النفسكما" ضائع، غير جهاد لكنه جهاد إلى يحتاج وهذا ، المطمئنة " : لمع ه الل وإن سبلنا هم لنهدين فينا جاهدوا ذين وال تعالى قال

آية" ) : ، العنكبوت .1(69المحسنين

: وتقواه : الله عبادة ثالثا ـ لقد بين القــرآن أن المهمــة األولى لإلنســان أن يقــوم1

وما" بعبادة الله تعالى: : ( " آية ، الزاريات ليعبدون إال واإلنس الجن (.56خلقت

والمنعم أمره، ومدبر ورازقه، اإلنسان خالق هو تعالى فالله " : وإن تعالى قال إحصاؤها، لإلنسان يمكن ال وفيرة بنعم عليه

: ( " آية ، إبراهيم تحصوها ال الله نعمت (.34تعدوا

العقل، ونعمة الرزق، ونعمة اإليجاد، نعمة النعم، هذه ومن" " النطقي البيان ونعمة القدرة، ونعمة اإلرادة، ونعمة

" " جمال القرآن وعدد لإلنسان، الكون تسخير ونعمة الخطي و

ص� 1 الكريم القرآن مع تتعامل .85كيف

55

القرآن، سور من عدد في السابغة الوفيرة النعم هذه من " حق " ومن ، النعم سورة تسمى التي النحل سورة في أظهرها

ينسى، فال يذكر وأن يكفر، فال يشكر أن المنعم الرازق الخالقله، الخالصة بالعبادة إال ذلك يتأتى وال يعصى، فال يطاع وأن " : ها أي يا تعالى قال ولذا وعال، جل وحده حقه من فالعبادة

كم لعل قبلكم من ذين وال خلقكم ذي ال كم رب اعبدوا اس النمن * وأنزل بناء ماء والس فراشا األرض لكم جعل ذي ال قون تتلله تجعلوا فال كم ل رزقا مرات الث من به فأخرج ماء ماء الس

: ( " آية ، البقرة تعلمون وأنتم (.�22 21أندادا

أخبار من تحويه وما النبوية والسنة الكريم القرآن تأمل وعندألوهية تقرير حول تدور كلها نجدها ووعيد، ووعد ونواه وأوامر

خلق كان فإذا له، اإلنسان وعبودية وتعالى سبحانه اللهفيه، واإلرادة والقلب العقل وإيجاد له، الكون وتسخير اإلنسانذلك وقبل والنار، الجنة وخلق الكتب وإنزال الرسل وإرسالذاته في كونه من � وعال جل � الباري صفات تقتضيه ما وبعدهيخلق ولم تقديرا، وقدره شيء كل خلق عليما، حكيما وأفعالهالمجيد القرآن كان وإذا حكمة، لغير شيئا يوجد ولم عبثا، شيئاالمهمة هذه ألجل جاء ووعيد ووعد وأوامر أخبار من فيه وما

جعل ولذلك سبحانه، لله كلهم الخلق تعبيد وهي أال العظيمة،في غايته وجعلها اإلنسان، لها الله خلق التي العبادة دائرة الله

: تشمل أن واسعة رحبة دائرة األرض، في ومهمته الحياة،كافة وتستغرق جميعا، حياته وتستوعب كلها، اإلنسان شئون

وأعماله .1مناشطه

: الله يحبه ما لكل جامع اسم اإلسالم مفهوم في فالعبادةفالصالة: والظاهرة، الباطنة واألعمال األقوال من ويرضا

وبر األمانة وأداء الحديث، وصدق والحج، والصيام والزكاةبالمعروف واألمر بالعهود، والوفاء األرحام، وصلة الوالدين،

والمنافقين، الكفار على والجهاد المنكر، عن والنهيالسبيل وابن والمسكين واليتامى الجار على واإلحسان

ص� 1 للقرضاوي اإلسالم في .53العبادة

56

والقراءة والذكر والدعاء والبهائم، اآلدميين، من والمملوكالله وخشية ورسوله الله حب وكذلك العبادة، من ذلك وأمثال

لنعمه، والشكر لحكمه، والصبر له، الدين وإخالص إليه واإلنابةوالخوف لرحمته، والرجاء عليه، والتوكل لقضائه، والرضا

العبادة من هي ذلك وأمثال .1لعذابه،

من شيء أي يخرج أن يمكن ال الجامع التعريف وبهذاالعبادة في ذلك كان إن سواء وأعماله اإلنسان نشاطات

التي العادات في أو المشروعة، المعامالت في أو المحضةفعلها على اإلنسان .2طبع

لحظة من عبادة كلها حياته تكون أن المسلم يحرص ولذلك " : صالتي إن قل تعالى الله لقول إمتثاال الموت، إلى التكليف

: ( " آية ، األنعام العالمين رب لله ومماتي ومحياي ونسكي162.)

اآلية في جاء كما الله، لتقوى المسلم تعد كلها العبادات وهذه " : قبلكم من ذين وال خلقكم ذي ال كم رب اعبدوا ذكرناها التي

: ( " آية ، البقرة قون تت كم .3(21لعل

ـ تقوى الله:2

وسخطه غضبه من وقاية ربه وبين بينه العبد يجعل أن وهيترجو الله من نور على الله بطاعة تعمل أن وهي وعذابه،تخاف الله من نور على الله معصية تترك وأن الله، ثواب

الله عمل 4عقاب من وذلك الله خشية الله تقوى وأساس ، " : م يعظ ومن ذلك وقال إليه القرآن أضافها ولذا القلب،

: ( " آية ، الحج القلوب تقوى من ها فإن ه الل (.32شعائر

لتكون سبحانه أوامره قبل بالتقوى المؤمنين يأمر تعالى والله " : ها أي يا تعالى قوله في كما به، يأمر ما إمتثال على له حافزا

تيميه )1 البن الفتاوى (.150 / 10مجموعص� 2 الكريم القرآن في والتمكين النصر .185فقهص� 3 الكريم القرآن مع نتعامل .79كيفص� 4 للصالبي والتمكين النصر .204فقه

57

سبيله في وجاهدوا الوسيلة إليه وابتغوا الله قوا ات آمنوا ذين ال : ( " آية ، المائدة تفلحون كم (.35لعل

* " : سديدا قوال وقولوا ه الل قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى وقال : ( " آية ، األحزاب ذنوبكم لكم ويغفر أعمالكم لكم � 70يصلح

71.)

" : مع وكونوا الله قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى وقالآية" ) : ، التوبة (.119الصادقين

" : الله وأطيعوا بينكم ذات وأصلحوا الله قوا فات تعالى وقال : ( " آية ، األنفال مؤمنين كنتم إن (.1ورسوله

دافعا لتكون النواهي، قبل أحيانا التقوى القرآن في الله ويذكر " : قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قوله في كما عنها، لإلنتهاء * تفعلوا م ل فإن مؤمنين كنتم إن با الر من بقي ما وذروا الله

: ( " آية ، البقرة ورسوله الله من بحرب (.�289 278فأذنوا

إلى أقوامهم دعوا جميعا الرسل أن القرآن علينا يقص بل وصالحا وهودا، نوحا، الشعراء سورة في نجد كما الله، تقوى

" " : وأطيعون الله قوا فات لقومه منهم كل يقول وشعيبا ولوطا،آية) : ، عمران (.50آأل

التقوى، هي واآلخرين لألولين الله وصية القرآن جعل ولهذا " : قبلكم من الكتاب أوتوا ذين ال وصينا ولقد تعالى قال كما

: ( " آية ، النساء الله قوا ات أن اكم (.131وإي

" : يا قال بل التقوى، بمجرد المؤمنين من القرآن يكتف ولموأنتم إال تموتن وال تقاته حق الله قوا ات آمنوا ذين ال ها أي

: ( آية" ، عمران آل : 102مسلمون الجهد( بذل ومعناه ، الطاقة حدود في وجل، عز تقواه في الوسع واستفراغ

" : ما ه الل قوا فات األخرى اآلية في قال كما واالستطاعة،آية" ) : ، التغابن لآلية( 16استطعتم ناسخة اآلية هذه وليست ،

: في تطلب انما تقواه حق الله تقوى أن لها مبينة بل األخرى،. وسعها إال نفسا الله يكلف وال للمكلف، المقدور إطار

58

مالئكة ليسوا والمتقون الذنوب، من العصمة تعني ال والتقوىهي ومزيتهم ويخطئون، يصيبون بشر هم بل أنبياء، وآل أطهارا،

" : ذين ال إن تعالى قال كما ضمائرهم، ويقظة حسهم، رهافة" مبصرون هم فإذا روا تذك يطان الش من طائف هم مس إذا قوا ات

آية) : ، (.201األعراف

إلى يثوب ما فسرعان المعصية إلى أحدهم قدم ذلت فإذاتعالى قال كما مستغفرا، بابه ويقرع ربه إلى ويتوب رشده

" : أو فاحشة فعلوا إذا ذين وال عباده من المتقين وصف فييغفر ومن لذنوبهم فاستغفروا الله ذكروا أنفسهم ظلموا

( " آل يعلمون وهم فعلوا ما على وا يصر ولم الله إال الذنوبآية : ، (.135عمران

كلها واآلخرة الدنيا خيرات ربط قد وجده القرآن تدبر ومن: واآلجلة العاجلة التقوى ثمار فمن بالتقوى،

:ـ العبد يحتسب ال حيث من والرزق ضيق كل من المخرج * ": حيث من ويرزقه مخرجا ه ل يجعل ه الل ق يت ومن تعالى قال

: ( " آية الطالق، يحتسب (.�3 2ال:ـ أمر كل في واليسر السهولة

( " ": الطالق، يسرا أمره من ه ل يجعل ه الل ق يت ومن تعالى قال(.4آية :

:ـ النافع العلم تيسير" ": عليم شيء بكل والله الله مكم ويعل الله قوا وات تعالى قال

آية) : (.282البقرة،

:ـ البصيرة نور إطالق: ( " ": آية األنفال، فرقانا كم ل يجعل الله قوا تت إن تعالى قال

29.):ـ األرض في والقبول مالئكته ومحبة الله محبة

": يحب الله فإن قى وات بعهده أوفى من بلى تعالى قالآية" ) : عمران، آل قين (.76المت

: العبد الله أحب إذا وسلم عليه الله صلى الله رسول وقال : السالم، عليه جبريل فيحبه فأحبه، فالنا أحببت قد لجبريل قال

59

فأحبوه، فالنا أحب قد الله إن السماء، أهل في ينادي ثماألرض في القبول له يوضع ثم السماء، أهل .1فيحبه

:ـ وتسديده وتأييده وجل عز الله نصرة ": الله قوا وات وجل عز الله بقول المقصودة المعية وهي

: ( " آية البقرة، قين المت مع الله أن (.194واعلموا

:ـ واألرض السماء من البركات ": عليهم لفتحنا قوا وات آمنوا القرى أهل أن ولو تعالى قال

: ( " آية األعراف، واألرض ماء الس من (.96بركات:ـ ومحبتهم الخلق وثناء الصالحة الرؤيا وهي البشرى

* ": يحزنون هم وال عليهم خوف ال الله أولياء إن أال تعالى قالوفي * الدنيا الحياة في البشرى لهم قون يت وكانوا آمنوا ذين ال

آية" ) : يونس، (.�64 62اآلخرةالمتقين المؤمنين به الله بشر ما الدنيا الحياة هي والبشرى

: وسلم عليه الله صلى النبي وعن كتابه، في مكان غير فيالله من الصالحة 2الرؤيا

: : وسلم عليه الله صلى الله لرسول قلت قال ذر أبي وعن : بشرى عاجل تلك فقال الناس، ويحبه لله يعمل الرجل

.3المؤمن:ـ ومكرهم األعداء كيد من الحفظ

": الله إن شيئا كيدهم كم يضر ال قوا وتت تصبروا وإن تعالى قال : ( " آية عمران، آل محيط يعملون (.120بما

:"ـ تعالى الله بعناية الضعاف الذرية حفظ ": ضعافا ة ي ذر خلفهم من تركوا لو ذين ال وليخش تعالى قال

: ( " آية النساء، سديدا قوال وليقولوا الله قوا فليت عليهم خافوا9.)

ترك يخشون الذين المسلمين إرشاد إلى إشارة اآلية وفييحفظ حتى شؤونهم سائر في التقوى إلى ضعافا، ذريةبالتهديد تشعر واآلية وعنايته، الله حفظ تحت ويدخلوا أبناءهم

تقوى أن إلى وإشارة الله، تقوى فقدوا إن أوالدهم بضياعفي يحفظون الصالحين الرجال وأن الفروع تحفظ األصول

والصلة )1 البر ك .2637رقم( 2030/ 4مسلم،رقم 2 الرؤيا ك .6986البخاري،تضره )3 وال بشرى فهي الصالح على أثنى إذا باب والصلة، البر ك (.166/ 2642مسلم،

60

" لغالمين فكان الجدار وأما آية في كما الضعاف ذريتهم" صالحا أبوهما وكان هما ل كنز تحته وكان المدينة في يتيمين

آية) : (.82الكهف،ومالهما أنفسهما في أبيهما ببركة حفظا الغالمين .1فإن

الدنيا ـ في العباد سعادة بها التي األعمال لقبول سببواآلخرة:

: ( " ": آية المائدة، قين المت من الله ل يتقب ما إن تعالى (.27قال:ـ الدنيا عذاب من النجاة سبب

": على العمى وا فاستحب فهديناهم ثمود وأما تعالى الله قال* يكسبون كانوا بما الهون العذاب صاعقة فأخذتهم الهدى

: ( " آية فصلت، قون يت وكانوا آمنوا ذين ال ينا (.�18 17ونجهو ـ األجر وعظم النار من النجاة سبب وهو السيئات تكفير

: الجنة بدرجة الفوز سبب" ": أجرا له ويعظم ئاته سي عنه يكفر ه الل ق يت ومن تعالى قال

آية) : (.5الطالق،:ـ الله لجنة الورثة هم

" ": vا تقي كان من عبادنا من نورث تي ال ة الجن تلك تعالى قالآية) : (.63مريم،

:ـ ركبانا الجنة إلى يسيرون ودفعا لهم تحية الجنة إليهم يقرب وجل عز الله أن مع

لمشقتهم. : ( " ": آية ق، بعيد غير قين للمت ة الجن وأزلفت تعالى (.31قال

( " ": مريم، وفدا حمن الر إلى قين المت نحشر يوم تعالى وقال(.85آية :

ومحبة ـ صدقة كل تنقلب حين أهلها من المتاحبين بين تجمع: ومشقة عداوة إلى

" ": قين المت إال عدو لبعض بعضهم يومئذ ء األخال تعالى قالآية) : (.67الزخرف،

بقلوبهم يعلق قد ما ينزع وجل عز الله أن التقوى بركة ومن. وصحبتهم محبتهم وتتم مودتهم فتزداد والغل الضغائن من

* ": بسالم ادخلوها وعيون ات جن في قين المت إن تعالى قال * سرر على إخوانا غل من صدورهم في ما ونزعنا آمنين

آية" ) : الحجر، .2(�47 45متقابلين

للقاسمي )1 التأويل (.47/ 5محاسنص� 2 والتمكين النصر .209فقه

61

بها، األمر من شتى أساليب تتخذ التقوى إلى القرآن دعوةوتجلية محاسنهم في والترغيب أهلها على والثناء آثارها وبيان

واالنصاف عنها واإلعراض تركها من والترهيب فضائلهمأهل بين أو والفجار، المتقين بين الفرق يظهر حتى بأضدادها،

والعدوان اإلثم وأهل والتقوى 1البر

: الناس: بين العدل إقامة رابعاالشرائع جميع بها جاءت التي والقيم األسس من العدل

. رسله به وأرسل كتبه، به الله فأنزل السماوية ": الكتاب معهم وأنزلنا نات بالبي رسلنا أرسلنا لقد تعالى قال

: ( " آية الحديد، بالقسط اس الن ليقوم العدل( : 25والميزان أيوأوجبه بالعدل أمته أمر إال رسول وال أنزل كتاب من فما

العدل عن مائل وحائد بنصيب منه آخذ طائع بين واألمم عليها،نسيته ما تجدد تزال ما والرسل هوى، أو بجهل والقسط

بخاتم الرساالت ختمت أن إلى نسوا بما الناس وتذكر األجيال،الرسالة هذه كانت ولما وسلم، عليه الله صلى محمد األنبياء

خاتم وسلم عليه الله صلى والنبي الرساالت، خاتمة المحمديةجعلها التي واألمة األمم، خاتمة األمة وهذه والرسل، األنبياء

الله، دين تبلغها البشرية، على وقيمة الناس على شاهدة الله. والعصيان بالكفر عليها أو باإليمان لها وتشهد

": على شهداء تكونوا ل وسطا أمة جعلناكم وكذلك تعالى قالبل" األمة، هذه على يجب ما أهم من العدل كان فقد ، اس الن

تبارك الحق يكتف ولم األمم، عن يميزها ما أعظم من هوتجعله أن منها أراد بل األمة، هذه على العدل بإيجاب وتعالى

دون من بها تصبغ وصبغة صفاتها، من وصفة أخالقها، من خلقاالناس، بين به قوامه بل بالعدل قائمة تكون أن فأمرها الناس،

وال لقرابته قريبا فيه تحابي فال آخر شيء ألي ال وجل، عز لله. لعداوته عدوا تضار

": كم يجرمن وال بالقسط شهداء لله قوامين كونوا تعالى قالالله قوا وات قوى للت أقرب هو اعدلوا تعدلوا أال على قوم شنآن

: ( " آية المائدة، تعملون بما خبير الله (.8إنلكل حق الكريم القرآن في وجل عز الله به أمر الذي فالعدل

وبعض بعضهم المسلمين بين عدل ال الناس، جميع الناسص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .82كيف

62

هو وإنما الناس، سائر دون الكتاب أهل مع عدال وال فحسب، " " هي � الناس صفة � الصفة فهذه إنسان بوصفه إنسان لكل

الصفة وهذه الرباني، المنهج في العدل حق عليها يترتب التيأصدقاء وكفارا، مؤمنين جميعا البشر عليها يلتقي التي

على قيمة المسلمة واألمة وعجما، عربا وبيضا سودا وأعداء،أمرهم حكمت متى � بالعدل الناس بين من 1الحكم فالعدل

كان ولو به المؤمنين على الله وأوجبه � الكريم القرآن مقاصد " قوم شنآن كم يجرمن وال والعداوة، البغض لعواطف مراغمة

" واجب كذلك وهو ، قوى للت أقرب هو اعدلوا تعدلوا أال علىوالقرابة " والمودة الحب عواطف لكافة مراغمة فيه كان ولو

على ولو لله شهداء بالقسط قوامين كونوا آمنوا ذين ال ها أي يا : ( " آية النساء، واألقربين الوالدين أو (.135أنفسكم

وليس لله والشهادة والقسط بالعدل تقوم بأن مأمورة واألمةمن والخوف التقوى بدافع منهم ذلك يكون وأن سواه، ألحد

اعتبار بدون سواء العدل أمام الجميع يصبح حتى وجل عز اللهوالعداوة، والشنآن البغضاء أو والقرابة، والوالء الحب لدوافع

الله، وبأمر لله الناس بين والقسط بالعدل تقوم إنما ألنهاعلى إال قط البشرية تعرفه لم الشاملة، الصورة بهذه والعدلاألمة حكم تحت إال قط البشرية به تنعم ولم األمة هذه يد

.2المسلمة

: الشورى: خامساالناس بين الشورى ممارسة تحقيق الكريم القرآن مقاصد من

1 ": وما الدنيا الحياة فمتاع شيء من أوتيتم فما تعالى قال � ذين * وال لون يتوك هم رب وعلى آمنوا ذين لل وأبقى خير ه الل عند

* يغفرون هم غضبوا ما وإذا والفواحش اإلثم كبائر يجتنبونبينهم شورى وأمرهم الصالة وأقاموا هم لرب استجابوا ذين وال

: ( " آية الشورى، ينفقون رزقناهم (.�38 36ومماضوء في اإلسالم، في الشورى لقيمة لطيفة دالالت وهناك

: يلي ما منها اآلية هذه تفسيرسورة وهي الشورى اسم تحمل سورة في وردت فاآلية

هو الشورى باسم الكريم القرآن سور إحدى وتسمية الشورى. ومنزلتها بأهميتها وتنويه الشورى ألمر تشريف ذاته حد في

1( : القرآن ظالل (.414/ 2أنظرص� 2 للصالبي الكريم القرآن في .94الوسطية

63

صفات ضمن تقريريا، وصفا اآلية هذه في الشورى وجاءتإيمانهم بعد فهم المسلمين، المؤمنين لجماعة أساسية

والفواحش، اآلثام لكبائر مجتنبون ربهم، على متوكلونبينهم شورى وأمرهم لصالتهم، مقيمون ربهم، ألمر مستجيبون

الله سبيل في منها وينفقون أموالهم .1ويزكونممارسة اإلسالم في الشورى أن على يدل مما مكية آية وهي

تصف وهي السلطانية، األحكام من تكون أن قبل إجتماعيةوال طارئة ليست فهي ومكان، زمان كل في المسلمين حال

أثمن من الشورى احترام سبحانه الله جعل ولقد مرحلية،. وصفاتهم المؤمنين خصال

شورى وحي، فيه ينزل لم فيما المسلمين جميع تجعل وهيالعلم أهل شأن من كان ما إال جميعا، لهم حق فهي بينهم،أشكل ما يردوا أن إيمانهم يحملهم المؤمنين فإن والتخصص،

النصوص من األحكام يستنبط كيف يعلم من إلى .2عليهم" الكريمة اآلية هذه وقوع إلى العلماء من عدد انتبه وقد

" من تعد صفات ضمن من كصفة ، بينهم شورى وأمرهمأنها يعني ما وهو الدين في االساسية واألركان المقومات

. واألركان الفرائض تلك من واحدة ": وأمرهم الصالة وأقاموا هم لرب استجابوا ذين وال تعالى قال

" موقع جاللة على يدل ينفقون رزقناهم ومما بينهم شورىأنهم على ويدل الصالة وإقامة اإليمان مع لها لذكره المشورة

. بها مأمورون2 ": vا فظ كنت ولو لهم لنت الله من رحمة فبما تعالى وقال �

لهم واستغفر عنهم فاعف حولك من النفضوا القلب غليظيحب الله إن الله على ل فتوك عزمت فإذا األمر في وشاورهم

آية" ) : عمران، آل لين (.159المتوكوسلم عليه الله صلى الله لرسول خطابا جاءت اآلية وهذه

ما وهذا وقائدا وأميرا ومربيا، ومرشدا وهاديا داعيا بصفته عفوا لهم رحيما معهم متلطفا بالناس رفيقا يكون أن يقتضيه

أخطائهم في لهم مستغفرا بل معهم، متسامحا عنهم،لرسول األمر وهذا آلرائهم، مراعيا لهم ومستشيرا وذنوبهم

أمر هو أصحابه بمشاورة الله من وسلم عليه الله صلى اللهإن بل واألمراء، والقادة الدعاة من مقامه يقوم من لكل

أولى باب من مأمورون هؤالء أن يعتبرون والمفسرين العلماءص� 1 البناء معركة في .21الشورى الريسوني أحمد2 . ص� اإلمام أحمد د والسياسة الفقه في مراجعات .15الشورى

64

عن جدا كبير وبفارق األمر هذا إلى األحوج فهم وأحرى،الحكم في كبرى قاعدة اآلية هذه عدت هنا ومن الله، رسولقواعد من فالشورى بالمحكوم، الحاكم وعالقة واإلمارة

� والدين العلم أهل يستشير ال ومن األحكام وعزائم الشريعةال ما وهذا واجب فعزله � العلوم فنون في التخصص وأهل

فيه .1خالفالشريعة من وجزء اإلسالمية، المقاصد من مقصد الشورى إن

اإلسالمية.

: الحرية: سادساللبشر البشر عبودية إبطال الكريم، القرآن مقاصد من

: الفقهاء قول الفقه قواعد ومن الناس لكل الحرية، وتعميمتصرفات من استقراؤه فذلك للحرية، متشوف الشارع

العبودية إبطال مقاصدها أهم من أن على دلت التي الشريعةالمصالح رعي في الشريعة دأب ولكن الحرية، وتعميم

العبودية إبطال عن بها وقف العام النظام وحفظ المشتركةالعبودية، ربقة من العبيد وإطالق بالحرية، وتعويضها عام بوجه

كان مقصدها، يخدم ذلك أن مع العبودية، تجدد أسباب وإبطالقائم قطر كل في المجتمعات نظام أن أجل من التوقف ذلك

في وخدمة الحقول، في عمال العبيد فكان الرق، نظام علىحالئل اإلماء وكانت االنعام في ورعاة والغروس، المنازلفكان ألبنائهم، ودايات منازلهم، في وخادمات لسادتهن، " " النظام عليها أقيم التي الجماعات أكبر من لذلك الرقيق

" " طرقتهم حين األمم لدى واإلجتماعي واإلقتصادي العائليعلى رأسا النظام ذلك بقلب اإلسالم جاء فلو اإلسالم، دعوةعودة معه تعسر انفراطا المدينة نظام عقد نفرط ال عقبالرق إبطال عن الشريعة إحجام موجب فهذا انتظامه،

الذي االسترقاق سبب تجدد إبطال عن إحجامها وأما الموجود،اإلسالم ظهور سبقت التي األمم فألن الحروب، في األسر هو

قوتها إلى وخضع أسرها في وقع من باسترقاق تمتعت قداألمم تلك غلواء إيقاف اإلسالم سياسة مقاصد أكبر من وكان

سلطة جناح ببسط وذلك األقوياء، من للضعفاء واالنتصافاألمم أن فلو األقطار، في اتباعه وبانتشار العالم على اإلسالم

عواقب أمنت قبل من العالم سيادة لها استقرت التي

ص� 1 للصالبي إسالمية فريضة .24الشورى

65

األمم نفوس في العواقب تلك وأخطر � اإلسالمية الحروبمن األمم ترددت لما � والسبي واالستعباد األسر السائدة

الدعوة إجابة رفض على التصميم في وغيرهم العرباألسر وصمة من وأمنا والقوة، الكثرة على اتكاال اإلسالمية

: 1واالستعباد تربني ألن مثله في أمية ابن صفوان قال كما ، . هوازن تربني أن من خير قريش

: النابغة قال وكما

مقادتي تنال ال أن على حذارا

حرائرا يمتن حتى نسوتي 2وال

وحفظ الحرية نشر � مقصدي بين طريق إلى اإلسالم فنظرالعبودية عوامل على الحرية عوامل سلط بأن � العالم نظام

أسباب بإبطال وذلك منها، للباقي وعالجا لتقليلها لها مقاومةخاصة، األسر سبب على وقصره االسترقاق أسباب من كثيرة

كبير بيع أو نفسه، المرء بيع وهو االختياري االسترقاق فأبطلوأبطل الشرائع في شائعا ذلك كان وقد أبنائها، بعض العائلة

عبدا ببقائه الجاني على يحكم بأن الجناية ألجل االسترقاق" : مصر حالة عن القرآن حكى وقد عليه، جزآؤه للمجني قالوا

: ( " آية ، يوسف جزاؤه فهو رحله في وجد (.75من " دين: في أخاه ليأخذ كان ما ليوسف كدنا كذلك وقال

آية") : ، يوسف (.76الملكوكان للرومان، شرعا كان الذي الدين في االسترقاق وأبطل

وأبطل قبل، من اليونان في سولون شريعة من أيضابين الواقعة الداخلية والحروب الفتن في االسترقاق

السيارة استرقت كما السائبة، استرقاق وأبطل المسلمين،. وجدوه إذ يوسف

يوجد والذي الموجود الرق عالج إلى التفت اإلسالم إن ثمأسباب تكثير طريق عن بتقليله وذلك الرق، ضرر ترفع بروافع

في المالكين تصرف بتعديل وذلك حالته، آثار وبتخفيف رفعه، معنتا مالكه كان الذي .3عبيدهم

: اإلسالم فتحها التي لألرقاء الحرية منافذ ومن

ص� 1 الطاهر محمد الشيخ اإلسالمية الشريعة .392مقاصدص� 2 عاشور بن الطاهر اإلسالمية الشريعة .393مقاصدص� 3 الشريعة .393مقاصد

66

1 " : ما أدراك وما الله إلى اإلرقاء تحرير اإلسالم جعل � آية" ) : ، البلد (.12العقبة

2 .. : تحرير أو مساكين عشرة إطعام الحانث يمين كفارة � رقبة.

رقبة، 3 تحرير بدايته زوجته يرجع أن أراد لمن الظهار كفارة � " : لما يعودون ثم سائهم ن من يظاهرون ذين وال تعالى الله قال

ه والل به توعظون ذلكم ا يتماس أن قبل من رقبة فتحرير قالوا : ( " آية ، المجادلة خبير تعملون (.3بما

4. : رقبة تحرير منها كفارة فعليه رمضان نهار في أفطر من �5 " مات " إذا ولد أم تسمى سيدها، من أنجبت إذا اليمين ملك �

. حرة صارت قبلها سيدها6 : المال من مبلغ على سيده مع العبد يتفق أن المكاتبة �

" : ال ذين ال تعالى قال حرا، بعده يصير بعمل يقوم أو يدفعهالكتاب يبتغون ذين وال فضله من ه الل يغنيهم ى حت نكاحا يجدون

من وآتوهم خيرا فيهم علمتم إن فكاتبوهم أيمانكم ملكت مما : ( " آية ، النور آتاكم ذي ال ه الل (.33مال

منهم 7 واحد حرر فإذا جماعة، أو إثنان يملكه الذي العبد � . العبد يباع أن امتنع نصيبه

8: تعالى قال الزكاة، مصارف من مصرف األرقاء تحرير � فة" والمؤل عليها والعاملين والمساكين للفقراء الصدقات ما إن

بيل الس وابن الله سبيل وفي والغارمين قاب الر وفي قلوبهم : ( " آية ، التوبة حكيم عليم والله الله من (.60فريضة

ولم اإلسالم فتحها التي الحرية أبواب أمام الرق انقرض لقداألرقاء حرر من أول كان بل الرق، أباح من أول اإلسالم يكن

الترهيب وبأسلوب تارة الترغيب بأسلوب منطقي، بأسلوبرأينا كما الكفارات طريق عن أخرى .1تارة

عن ترفع بأن بالعبودية اإلحساس مشاعر اإلسالم قتل لقدغالمي كلمة وهو أرقى باسلوب وإنما عبدي، بكلمة العبد نداء

" : ال وسلم عليه الله صلى قال وفتاتي، وفتاي وجاريتييقل وال وفتاتي، فتاي وليقل وأمتي، عبدي أحدكم يقولون

" سيدي وليلقل ربي، .2أحدكمالخدمة، في التشديد عن وسلم عليه الله صلى النبي نهى وقد

" : فليعنه، كلفه فإن يغلبه، ما العمل من يكلفه ال الحديث ففيالله رضي ذر أبي حديث ففي وكسوتهم، مؤنتهم بكفاية واألمر

1 . ص� العمري حسين المنعم وعبد الهاجري سيف مبارك د اإلسالم في اإلنسان .107حقوقرقم 2 رقم 2552البخاري مسلم ،2249.

67

" : خولكم عبيدكم وسلم عليه الله صلى الله رسول قال عنهأخوه جعل فمن أيديكم، تحت الله جعلهم إخوانكم هم إنما

يلبس مما وليلبسه يأكل مما فليطعمه يده عن 1تحت ونهىبعبده الرجل مثل فإذا الالزم، الحد عن الخارج الضرب ضربهم

عليه .2عتقالشريعة بأن لنا حصل ونحوها التصرفات هذه استقراء فمن

. للمخلوق العبودية على والقضاء الحرية بث قاصدةفي الناس لكافة الخيار ترك مقاصده، من الكريم والقرآن

كذلك لهم وتترك الغي، من الرشد تبين بعد المعتقد اختيار: الشرح وإليك التعبير، وحرية التفكير، حرية

االعتقادات:1 حرية ـ المعتقدات بإبطال اإلسالم أسسهاعلى ومريديهم أتباعهم الضاللة دعاة أكره التي الضالة

إلى وبالدعاء منير، كتاب وال هدى، وال فهم بدون إعتقادهامجادلة بحسن باألمر ثم الحقة، العقيدة على البراهين إقامة

وأحسن والموعظة بالكلمة الحق إلى وردهم المخالفينالدين في اإلكراه بنفي ثم .3الجدل،

" " : الغي من شد الر ن بي ت قد الدين في إكراه ال تعالى قالآية) : ، (.256البقرة

من األرض على من جميع لدخل قدرته جلت الخالق أراد ولوالحرية الناس إعطاء في حكمة له ولكن اإلسالم، دين الناس

" : شاء ولو قال حيث طريق، من يسلكون وما يختارون فيماى حت اس الن تكره أفأنت جميعا هم كل األرض في من آلمن ك رب

: ( " آية ، يونس مؤمنين (.99يكونواقادر وبصر وسمع عقل من الله وهبه بما اإلنسان أن شك وال

الطريق اختيار يستطيع حتى والباطل الحق بين التمييز على " : أمشاج طفة ن من اإلنسان خلقنا ا إن تعالى قال الصحيح،

وإما * شاكرا إما بيل الس هديناه ا إن بصيرا سميعا فجعلناه بتليه نآية" ) : ، اإلنسان (.�3 2كفورا

االعتقاد حرية حول سورة من أكثر في القرآنية اآليات وتتكررالله فيخاطب اعتناقه، على باإلسالم يقتنع لم من إجبار وعدم " : وقل قائال والسالم الصالة عليه محمد نبيه وتعالى تبارك

ص� 1 عاشور بن الطاهر محمد الشريعة .395مقاصدص� 2 نفسه .395المصدرص� 3 نفسه .396المصدر

68

( " ، الكهف فليكفر شاء ومن فليؤمن شاء فمن كم ب ر من الحق(.29آية :

" : عليهم جعلناك وما أشركوا ما الله شاء ولو تعالى وقال �� : ( " آية ، األنعام بوكيل عليهم أنت وما (.107حفيظا

" : إن حفيظا عليهم أرسلناك فما أعرضوا فإن تعالى وقال �� : ( " آية ، الشورى البالغ إال (.48عليك

" * " : بمصيطر عليهم ست ل ر مذك أنت ما إن ر فذك تعالى وقال �� آية) : ، (.�22 21الغاشية

" : تولى ومن الله أطاع فقد سول الر يطع من تعالى وقال �� : ( " آية ، النساء حفيظا عليهم أرسلناك (.80فما

يسر دين بل وإكراه، قمع دين ليس الحنيف اإلسالمي والدينخالل من العقل جادة والتزام اإلقناع وسائل مبدأ على يقوم

الموضوعي والجدال الحر والتعبير البناء الحوار منهجالفتن، وإثارة المهاترات عن البعيد النقاش في المنطقي

لذا المنهج، هذا قدسية على وتؤكد تشدد اإلسالمية والشريعةبأن وسلم عليه الله صلى محمدا رسوله يأمر الخالق أن نجد " : ادع قائال ويخاطبه بالحكمة اإلسالم دين إلى الناس يدعوهي تي بال وجادلهم الحسنة والموعظة بالحكمة ك رب سبيل إلى

آية" ) : ، النحل (.125أحسنقال المؤمنين، مخاطبا يقول الكتاب أهل مجادلة وفي �� " ذين: ال إال أحسن هي تي بال إال الكتاب أهل تجادلوا وال تعالىوإلهنا إليكم وأنزل إلينا أنزل ذي بال ا آمن وقولوا منهم ظلموا

: ( " آية ، العنكبوت مسلمون له ونحن واحد .1(46وإلهكم))األقوال((2 التعبير: حرية ـ بالرأي: التصريح فهي

في ببعضها الله أمر وقد الشرعي، اإلذن منطقة في واالعتقاد " : ويأمرون الخير إلى يدعون أمة منكم ولتكن تعالى قوله

( " آل المفلحون هم وأول�ئك المنكر عن وينهون بالمعروفآية : ، (.104عمران

" : تأمرون اس للن أخرجت أمة خير كنتم تعالى وقال �� : ( " آية ، عمران آل المنكر عن وتنهون (.110بالمعروف

" : بعض أولياء بعضهم والمؤمنات والمؤمنون تعالى وقال �� : ( " آية ، التوبة المنكر عن وينهون بالمعروف (.71يأمرون

1 . ص� الراجحي الله عبد صالح د األساسية وحرياته اإلنسان .111حقوق

69

" : عن وانه بالمعروف وأمر الصالة أقم بني يا تعالى وقال" األمور عزم من ذلك إن أصابك ما على واصبر المنكر

آية) : ، (.17لقمانوترك الحسن، القول بالتزام الكريم القرآني التوجيه جاء وقد

في أو الدين في مضرة فيه مما أو منه، فائدة ال مما عداه ماحدد وقد المسلم، المجتمع أفراد بين االجتماعية العالقاتوآدابه الكالم، ضوابط المطهرة النبوية والسنة الكريم القرآن

: يلي فيما منه شيئا نجمل وواضحا دقيقا، تحديدا1 " : ها أي يا تعالى قوله مثل في باللفظ المتعلقة الضوابط �

وللكافرين واسمعوا انظرنا وقولوا راعنا تقولوا ال آمنوا ذين ال : ( " آية ، البقرة أليم (.104عذاب

2" : قل سبحانه قوله مثل في بالمضمون المتعلقة الضوابط � والبغي واإلثم بطن وما منها ظهر ما الفواحش ي رب م حر ما إن

تقولوا وأن سلطانا به ل ينز لم ما بالله تشركوا وأن الحق بغير : ( " آية ، األعراف تعلمون ال ما الله (.33على

عز 3 قوله مثل في واألسلوب بالهدف المتعلقة الضوابط � " " سديدا: قوال وقولوا ه الل قوا ات آمنوا ذين ال ها أي يا وجل

آية) : ، (.70األحزابمثل 4 في المصدر من والتثبت بالتوقف المتعلقة الضوابط �

" : به أذاعوا الخوف أو األمن من أمر جاءهم وإذا تعالى قولهذين ال لعلمه منهم األمر أولي وإلى سول الر إلى ردوه ولو

بعتم الت ورحمته عليكم الله فضل ولوال منهم يستنبطونه : ( " آية ، النساء قليال إال يطان (.83الش

: تحققها قبل األمور إلى يبادر من على إنكار األخيرة واآليةقال وقد صحة، لها يكون ال وقد وينشرها، ويفشيها بها فيخبر

" : أن كذبا بالمرء كفى وسلم عليه الله صلى الله رسول" سمع ما بكل الله 1يحدث رسول أن شعبة بن المغيرة وعن ،

: وقال قيل عن نهى وسلم عليه الله من 2صلى يكثر الذي ، تبين وال تدبر، وال تثبيت، غير من الناس يقول عما .3الحديث

وشهادة 5 والنميمة والغيبة الكذب ورسوله الله حرم كما � من معلومة ظاهرة أدلة في والقذف والشتم والسب الزور

األمة وإجماع والسنة .4الكتابرقم 1 (.31 / 1 )7مسلمرقم 2 .4458مسلمكثير )3 ابن ص�( 529 / 1تفسير الخرعان محمد بن محمد التعبير حرية ،45.4 . ص� الخرعان محمد د التعبير .46حرية

70

3: الفكر حرية ـمن واتبعه إال واقعيا أو نفسيا أسلوبا الكريم القرآن يترك لم

بصورة عقله واستعمال التفكير على اإلنسان حث أجل: البيان الكريم القارئ أخي وإليك جلية، واضحة

عقولهم يستعملوا أن الناس من الكريم القرآن طلب � أ " : ما إن قل ورسوله اإليمان في اآليات لهذه ولنستمع ويفكروا،

" روا تتفك ثم وفرادى مثنى ه لل تقوموا أن بواحدة أعظكمآية) : ، (.46سبأ

: تعالى يقول الرسول وشخصية الرسالة طبيعة تفسير وفيأقول" وال الغيب أعلم وال الله خزآئن عندي لكم أقول ال قل

األعمى يستوي هل قل إلي يوحى ما إال بع أت إن ملك ي إن لكم : ( " آية ، األنعام رون تتفك أفال (.50والبصير

أو عبادية المختلفة التشريعات أسرار إلى النظر لفت وفي " : قل والميسر الخمر عن يسألونك تعالى يقول إجتماعية،

فعهما ن من أكبر وإثمهمآ اس للن ومنافع كبير إثم فيهمااآليات لكم الله ن يبي كذلك العفو قل ينفقون ماذا ويسألونك

: ( " آية ، البقرة رون تتفك كم (.219لعل

ويسر الرتفاقه خلق كله الكون هذا بأن اإلنسان إشعار وفيله وسفله وعلوه وبحره " 1بره : ما لكم وسخر تعالى يقول ،

آليات ذلك في إن منه جميعا األرض في وما ماوات الس في : ( " آية ، الجاثية رون يتفك قوم (.13ل

فيما عقولهم يستعملوا أن البشر من الكريم القرآن طلب � بوفي فيها، ويفكروا يومية، ظواهر من ببساطة عيونهم تراهسببا، هنالك أن يعرفوا حتى وذلك وجودها، وكيفية سبببإحكام ترتيبه الذي الكون هذا يتضمنه ما كل بين عالقة وهناك

وما األرض وفي حوته، وما السماوات في النظر وفي ودقة،" " : واألرض ماوات الس في ماذا انظروا قل تعالى يقول عليها،

آية) : ، (.101يونس ": ه الل خلق ما أنفسهم في روا يتفك أولم تعالى وقال

( " الروم، مسمvى وأجل بالحق إال بينهما وما واألرض ماوات الس(.8آية :

ص� 1 الغزالي محمد المتحدة، األمم وإعالن اإلسالم تعاليم بين اإلنسان .�71 80حقوق د اإلنسان حقوق ، ص� الطعيمات .154هاني

71

* ": وإلى خلقت كيف اإلبل إلى ينظرون أفال تعالى وقالاألرض * * وإلى نصبت كيف الجبال وإلى رفعت كيف ماء الس

: ( " آية الغاشية، سطحت (.�20 17كيف": تعالى يقول وخلقه اإلنسان نشأة أصل في النظر وفي

بين * * من يخرج دافق ماء من خلق خلق مم اإلنسان فلينظر : ( " آية الطارق، رائب والت (.�7 5الصلب

": هو فإذا طفة ن من خلقناه ا أن اإلنسان ير أولم تعالى وقال : ( " آية يس، مبين (.77خصيم

ـ هاجم ج للتفكر اإلنساني العقل الكريم القرآن يحفز وحتىالطريقة هذه عليهم ونعى وتفكيرهم، عقولهم يلغون الذيناإلنساني العقل أن ذلك كالدواب، تجعلهم التي الحياة في

يقول الحيوان، من اإلنسان تميز التي هي التفكير وملكة " : ال قلوب لهم واإلنس الجن من كثيرا م لجهن ذرأنا ولقد تعالى

يسمعون ال آذان ولهم بها يبصرون ال أعين ولهم بها يفقهون" الغافلون هم أول�ئك أضل هم بل كاألنعام أول�ئك بها

آية) : (.179األعراف،ـ تعطل س التي الواقعية العوائق إلى الكريم القرآن نبه

اإلنساني العقل بوجه تقف ال حتى إزالتها وطلب التفكير،الفكري واإليحاء الفكرية التبعية فرفض الصحيح، والتفكير

فرد كل شخصية بذلك فأكد وإجتماعيا، عائليا المتوارث. الفكرية واستقالليته

": ما بع نت بل قالوا الله أنزل ما بعوا ات لهم قيل وإذا تعالى قال" يهتدون وال شيئا يعقلون ال آباؤهم كان أولو آباءنا عليه ألفينا

آية) : (.170البقرة،

": على ا وإن أمة على آباءنا وجدنا ا إن قالوا بل تعالى وقالذير * ن من قرية في قبلك من أرسلنا ما وكذلك مهتدون آثارهم

آثارهم على ا وإن أمة على آباءنا وجدنا ا إن مترفوها قال إالآية" ) : الزخرف، (.�23 22مقتدون

اإلجتماعية األسس في التفكير يريدون ال عادة فالمترفونالوضع من مستفيدة طبقة ألنهم والعقائدية واإلقتصادية

جديد وضع في التفكير حتى تريد ال فهي .1القائم،وهو فقال عملي، تأثير ذو آخر عائق إلى الكيم القرآن نبه كما

" : تعالى قال والسلطان الجاه ألصحاب فكر بال العمياء الطاعة

ص� 1 األساسية وحرياته اإلنسان .155حقوق

72

( " األحزاب بيال الس ونا فأضل وكبراءنا سادتنا أطعنا ا إن نا رب وقالواآية : ،67.)

بين 2 الفكرية المقارنة أسلوب الكريم القرآن واستعمل � المقارنة ملكة وليخلق الفكرية، العملية لينشط وضده الشيء

صحيح بشكل التفكير على المقدرة .1ويطور " : تستوي هل أم والبصير األعمى يستوي هل قل تعالى قال

: ( " آية ، الرعد ور والن (.16الظلمات " : بة طي كلمة مثال الله ضرب كيف تر ألم تعالى وقال ��

كل * أكلها تؤتي ماء الس في وفرعها ثابت أصلها بة طي كشجرة* رون يتذك هم لعل اس للن األمثال الله ويضرب ها رب بإذن حين

لها ما األرض فوق من ت اجتث خبيثة كشجرة خبيثة كلمة ومثل : ( " آية ، إبراهيم قرار (.�26 24من

ويتعمقون يفكرون للذين خاصة مكانة الكريم القرآن وأفرد �� هذه في لإلنسان نافعا علما تفكيرهم ويصبح التفكير في

متقدمة أخرى مرحلة إال ذلك وما غيرهم عن وميزهم الحياة،اإلنساني العقل واحترام وضرورته التفكير طلب كيفية من

" : يرفع وتعالى سبحانه قال العلم، مراحل أرقى نحو ودفعه ( " ، المجادلة درجات العلم أوتوا ذين وال منكم آمنوا ذين ال ه الل

(.11آية : االتجاه في التفكير حرية وضع القرآني المنهج يكون وبهذا

وليس وخرافات أوهام فيها فليس الصحيح، والمنطق السليماإلنساني العقل لتكريم دعوة هي وإنما تقليد وال جمود فيها

في مهمته أداء إلى وتنبيهه والخمول البالدة ربقة من وتحريرهوالتفكير .2البحث

أجمل في والتفكير والتأليف والتعليم العلم حرية ظهرت ولقدنشر إذ اإلسالم، تاريخ من األولى الثالث القرون في مظهر

ولم لرأيه، فريق كل واحتج وعلمهم ومذاهبهم فتاواهم العلماءالله رسول قال وقد لحزازات، وال للمناوءة موجبا ذلك يكن

" : فوعاها مقالتي سمع امرء الله نضر وسلم عليه الله صلىورب منه، أفقه هو ما إلى فقه حامل فرب سمعها، كما فأداها

بفقيه ليس ما إلى فقه .3حاملأبو له قال حين أنس بن مالك فيه تحقق الذي المقام هو وهذا

" " : نسخا الموطأ يعني كتبك أكتب أن عزمت إني الخليفة جعفر

ص� 1 األساسية وحرياته اإلنسان .155حقوقص� 2 نفسه .156المصدرص� 3 عاشور بن الطاهر محمد الشريعة .397مقاصد

73

يعملوا أن وآمرهم نسخة، األمصار من مصر كل إلى أبعث ثم. غيرها إلى يتعدوها وال فيها، بما

: أقاويل لهم سبقت قد الناس فإن أمير يا تفعل ال اإلمام فقالاختالف من إليهم سبق بما قوم كل وأخذ أحاديث، وسمعوا

فدع شديد، ذلك عن ردهم وأن وغيرهم الله رسول أصحابعليه هم وما .1الناس

4: التنقل حرية ـكان سواء يريد حسبما فرد لكل التنقل حرية اإلسالم كفل

ويمكن خارجها، إلى سفر أم اإلسالمية الدولة حدود داخل ذلك: يلي فيما التنقل صور إجمال

: ودنيوي ديني نفع لتحقيق التنقل � أتجارة من المشروعة، بالطرق للرزق طلبا التنقل مثل وذلك " : ذلوال األرض لكم جعل ذي ال هو تعالى الله قال وغيرها،

( " آية ، الملك شور الن وإليه زقه ر من وكلوا مناكبها في فامشوا :15.)

" : كل من نفر فلوال تعالى قال للعلم، طلبا التنقل مثل ومنإذا قومهم ولينذروا الدين في يتفقهوا ل طآئفة منهم فرقة

: ( " آية ، التوبة يحذرون هم لعل إليهم (.122رجعواالله في واألخوان األرحام زيارة بقصد السفر مثل ومن

السفر مثل ومن والمدينة، كمكة الشريفة البقاع زيارة وبقصدفالسياحة المشروع، الوجه وعن النفس عن الترويح بقصد

التي الجديدة المشاهدة على والقلب العين تفتح ألنها مباحة مندوبا السياحة تكون قد بل القلب، يملها وال العين، تألفها لم

الله سنن ومعرفة واالعتبار، التدبر سبيل على كانت إذا إليها، " : في سيروا قل تعالى الله قال السالفة، األمم في تعالى

: ( " آية ، األنعام المكذبين عاقبة كان كيف انظروا ثم األرض11.)

: ديني واجب ألداء التنقل � بقال ، الله سبيل في الجهاد أو الحج فريضة ألداء كالسفر

" ضامر: كل وعلى رجاال يأتوك بالحج اس الن في وأذن تعالى : ( " آية ، الحج عميق فج كل من (.27يأتين

" : وأنفسكم بأموالكم وجاهدوا وثقاال خفافا انفروا تعالى وقال: ( " آية ، التوبة تعلمون كنتم إن كم ل خير ذلكم الله سبيل في

41.)

ص� 1 نفسه .397المصدر

74

شأن في تعالى الله أنزل ذلك وعقب للمؤمنين، خطاب وهذا " : بعوك ت ال قاصدا وسفرا قريبا عرضا كان لو قوله المنافقين

استطعنا لو بالله وسيحلفون قة الش عليهم بعدت ول�كن" لكاذبون هم إن يعلم والله أنفسهم يهلكون معكم لخرجنا

آية) : ، (.42التوبة سفرا الله سبيل في الخروج من إليه دعوتهم ما كان لو أي

معك وخرجوا التبعوك المأخذ، سهل الدنيا من ومتاعا وسطا،للغنيمة .1طلبا

: العقيدة سالمة على حفاظا الهجرة � ج�المهانة أو للذل تعرض مسلم كل على الهجرة اإلسالم أوجب

عن يتقاعسون الذين ووصف دينه، في يفتن أن خاف أوولم ألنفسهم، الظالمين من بأنهم لها استطاعتهم مع الهجرةكبار من الهجرة عن فعال العاجزة الفئة إال ذلك من يستثن

" : توفاهم ذين ال إن وجل عز قال وقد والولدان، والنساء السنمستضعفين ا كن قالوا كنتم فيم قالوا أنفسهم ظالمي المآلئكة

فيها فتهاجروا واسعة الله أرض تكن ألم قالوا األرض في * من المستضعفين إال مصيرا وساءت م جهن مأواهم فأول�ئك

" سبيال يهتدون وال حيلة يستطيعون ال والولدان ساء والن جال الرآية) : ، .2(�98 97النساء

سواء قدرهان حق وقدرها بأنواعها، بالحرية اعتنى اإلسالم إنحرية أو الفكر، حرية أو التعبير، حرية أو االعتقاد، حرية

. مقاصده من مقصد الحرية وجعل التنقل،

: الحرج: رفع سابعاالمكلفين، عن الحرج رفع الكريم القرآن مقاصد من إن

الله وأن يسر، دين الدين هذا أن تبين جدا كثيرة آيات ووردتيكلفها لم حيث عليها، يشق فيما األمة هذه عن الحرج رفع قد

أدلة ثم الحرج، رفع أدلة ثم التيسير، أدلة وسأبين وسعها، إال. والطاقة الوسع بغير التكليف عدم

1: والتخفيف التيسير أدلة ـ( " " : البقرة العسر بكم يريد وال اليسر بكم الله يريد تعالى قال

آية : ،185.)

ص� 1 األساسية وحرياته اإلناسن .140حقوقص� 2 نفسه .140المصدر

75

" : اإلنسان وخلق عنكم يخفف أن الله يريد سبحانه وقالآية" ) : ، النساء (.28ضعيفا

: ( " " : آية ، األعلى لليسرى رك ونيس وجل عز (.8وقال" * " : يسرا العسر مع إن يسرا العسر مع فإن تعالى وقال

آية) : ، (.�6 5الشرح( " " : الطالق يسرا أمره من ه ل يجعل ه الل ق يت ومن تعالى وقال

آية : ،4.) : ( " " : آية ، لطالق يسرا عسر بعد ه الل سيجعل تعالى (.7وقال

. األمة هذه على التيسير تفيد التي اآليات بعض هذهأراد الله أن اآليات هذه في تفسيرهم في المفسرون ذكر وقد

العسر لها يرد ولم اليسر األمة .1لهذه2: الحرج رفع أدلة ـ

" : وما تعالى وله الحرج رفع على الداللة في األدلة أقوى من : ( " آية ، الحج حرج من الدين في عليكم : 78جعل ما( أي ،

جعل إال عليكم يشق بشيء ألزمكم وما تطيقون ال ما كلفكم ومخرجا فرجا لكم .2الله

" : ول�كن حرج من عليكم ليجعل الله يريد ما سبحانه وقال ( " ، المائدة تشكرون كم لعل عليكم نعمته وليتم ليطهركم يريد

(.6آية : " : وال المرضى على وال الضعفاء على يس ل التوبة سورة وفي

" ورسوله لله نصحوا إذا حرج ينفقون ما يجدون ال ذين ال علىآية) : ، (.91التوبة

" : حرج من بي الن على كان ما األحزاب سورة في تعالى وقال : ( " آية ، األحزاب له ه الل فرض (.38فيما

" : حرج األعرج على وال حرج األعمى على ليس تعالى وقال : ( " آية ، النور حرج المريض على (.61وال

األمة، هذه عن الحرج رفع على ظاهرة داللة اآليات هذه وفيوإن اآليات هذه وبعض حرجا، التشريع في يجعل لم الله وأن

فكأن عاما، التعليل نجد ولكننا معينة أحكام في خاصة كانتبإعادة والفروض األحكام هذه في الحرج ورفع التخفيف

شيء فكل األمة، هذه عن الحرج رفع وهو أصله، إلى الشيء رجوعا عنه، معفو فهو عام أو خاص لسبب الحرج إلى يؤدي

والقاعدة األصل .3إلى

الطبري )1 كثير( )156 / 2تفسير ابن تفسير ،1 / 217.)الطبري )2 (.207 / 17تفسير3 . ص� العمر ناصر د القرآن ضوء في .106الوسطية

76

3: والطاقة الوسع يضاد بما التكليف عدم أدلة ـ: ( " " : آية ، البقرة وسعها إال نفسا الله ف يكل ال سبحانه قال

286.)

" " : فعلت قد الصحيح الحديث في كما تعالى الله .1وقال

" : تحمل وال نا رب أخطأنا أو سينا ن إن تؤاخذنا ال نا رب قوله وكذلك: ( " آية ، البقرة قبلنا من ذين ال على حملته كما إصرا علينا

286.)

وال: عليه يضيق وال عنه يعجز فال اإلنسان يسع ما والوسع : " " : ال أي وسعها إال نفسا الله ف يكل ال تعالى قال فيه، يحرج

مدى دون يحرجها أو عنه تعجز وال وتطيقه تسعه ما إال يحملهاصرف تمام على حصوله يتوقف بما يكلفها فال الطاقة، غاية

ففي الحدود، هذه في تقع اإلسالم أحكام عامة فإن القدرة،وصيام صلوات، خمس من بأكثر اإلتيان وقدرته اإلنسان طاقة

أراد رحمته ووسعت قدرته جلت الله ولكن شهر، من أكثرالعسر بها يرد ولم اليسر األمة .2بهذه

قوله والطاقة الوسع بحدود التكليف أن على األدلة ومن " : إال نفسا ف نكل ال الصالحات وعملوا آمنوا ذين وال تعالى

: ( " آية ، األعراف خالدون فيها هم ة الجن أصحاب أول�ئك وسعها42.)

" : إال نفسا ف نكل وال المؤمنون سورة في سبحانه ويقولآية" ) : ، المؤمنون (.62وسعها

وجاء وسعها، إلى النصوص يكلف ال أنه على جاربية الله فسنةالفرعية، األحكام بعض ذكر عند القاعدة هذه على التأكيد

" : رزقهن له المولود وعلى سبحانه بالمعروف فقال وكسوتهن : ( " آية ، البقرة وسعها إال نفس ف تكل (.232ال

" : ومن سعته من سعة ذو لينفق الطالق سورة في وكذلكما إال نفسا ه الل ف يكل ال ه الل آتاه مما فلينفق رزقه عليه قدر

آية" ) : ، الطالق (.7آتاها

رقم 1 اإليمان ك (.116 / 1 )126مسلم،ص� 2 حميد بن صالح اإلسالمية، الشريعة في الحرج .73رفع

77

" : تي بال إال اليتيم مال تقربوا وال األنعام سورة في أيضا وكذلك ال بالقسط والميزان الكيل وأوفوا أشده يبلغ ى حت أحسن هي

: ( " آية ، األنعام وسعها إال نفسا ف (.152نكلالوسع بحسب التكليف أن مبينة وردت التي اآليات هي هذه

. الكريم القرآن مقاصد من الحرج رفع أن وتبين والطاقة،

: اإلنسان: كرامة تقرير ثامنا: منها أمور، عدة في لإلنسان اإللهي التكريم يظهر

1: األرض في خليفة اإلنسان �فقد الله، على كريم مخلوق اإلنسان أن الكريم القرآن أكد

خليفة، األرض في وجعله روحه، من فيه ونفخ بيديه، آدم خلق" : وإذ تعالى قال بديع، حوار في ذلك وجاء لإلنسان، تكريما

أتجعل قالوا خليفة األرض في جاعل ي إن للمالئكة ك رب قالبحمدك ح نسب ونحن الدماء ويسفك فيها يفسد من فيها : ( " آية ، البقرة تعلمون ال ما أعلم ي إن قال لك (.30ونقدس

ـ اإلنسان محور الرساالت السماوية:2

الرسل ابتعاث في وهدفا غاية المقصود هو اإلنسان إنسبحانه الله وإن والصحف الكتب وإنزال األنبياء، واختيارحكمته، اقتضت األرض، في خليفة آدم جعل الذي وتعالى

سدى، يتركه وأال عبثا، يخلقه إال باإلنسان ورحمته ومشيئتهاألقوم الطريق إلى بيده وأخذ وإرشاده، بهدايته تكفل وأنما

يدعه لن أنه األرض في استقراره منذ وطمأنه األمثل والمنهجللوهم، نهبا يتركه ولن الشيطان لوساوس سائغا طعاماوالحيرة للجهالة يسلمه ولن والشهوات، والضالل، والخبط،

أقوم هي بالتي والرشاد بالهداية أكرمه وإنما قال.1والضياع، " فمن: هدى ي من كم يأتين فإما جميعا منها اهبطوا قلنا تعالى : ( " آية ، البقرة يحزنون هم وال عليهم خوف فال هداي (.38تبع

" : فإما عدو لبعض بعضكم جميعا منها اهبطا قال تعالى وقال * ومن يشقى وال يضل فال هداي بع ات فمن هدى ي من ك يأتين

1 . ص� الزحيلي محمد د اإلنسان .21حقوق

78

القيامة يوم ونحشره ضنكا معيشة له فإن ذكري عن أعرضآية" ) : ، طه (.�124 123أعمى

تدور وكلها الكتب، وأنزلت األنبياء، وتتابع الرسل توالت وهكذاالدنيا في السعادة له يحقق بما اإلنسان، هو واحد، محور علىالنفع بجلب الناس مصالح لتأمين الشرائع وجاءت واآلخرة،

إلى وتهديهم الخير، إلى فترشدهم عنهم، المضار ودفع لهم،الهدى إلى بيدهم وتأخذ البر، على وتدلهم السبيل، سواءالغوايا من وتحذرهم الخير، طريق لهم وتكشف القويم،

.1والشرالمفاسد وتقليل وتكميلها، المصالح لتحصيل الشريعة وجاءت

.2وتعطيلهالدرء أو المصالح، لجلب شرعت إنما الشرعية، األحكام إن

.3المفاسد3: آلدم بالسجود المالئكة تكليف �

بل األرض، في خليفة اإلنسان باختيار اإللهي األمر يقتصر لموالتطبيق، بالفعل واقترن العال، والجنات السماء في ذلك تأكد

آدم، خلق عن بإرادته األعلى المأل في ذلك تعالى الله وأعلن وحيا وأنزله المحفوظ اللوح في ذلك وسجل خليفة واتخاذهآلدم بالسجود المالئكة تعالى الله أمر ثم البشر، على يتلىفقال باختياره، تعلقت واإللهية اإلرادة ألن له، واحتراما تعظيما

فإذا: " * طين من بشرا خالق ي إن للمالئكة ك رب قال إذ تعالى * فسجد ساجدين له فقعوا وحي ر من فيه ونفخت سويته

* من وكان استكبر إبليس إال أجمعون هم كل المالئكةآية" ) : ، ص (.�74 71الكافرين

" : من بشرا خالق ي إن للمالئكة ك رب قال وإذ تعالى وقالوحي * ر من فيه ونفخت سويته فإذا مسنون حمإ من صلصالإبليس * * إال أجمعون هم كل المآلئكة فسجد ساجدين له فقعوا

: ( " آية ، الحجر اجدين الس مع يكون أن (�31 28أبىسور عدة في القصة وهذه األمر، هذا الكريم القرآن وكرر

مكانته وليعرف أوال، تعالى الله بفضل اإلنسان لتذكير قرآنية ثالثا إبليس غواية من وليحذره ثانيا والكون الوجود .4من

4: المخلوقات سائر عن اإلنسان تفضيل �ص� 1 للزحيلي اإلنسان .22حقوقالفتاوى )2 (.48 / 20مجموعللشاطبي )3 (.195 / 1الموافقاتص� 4 للزحيلي اإلنسان .28حقوق

79

": ولقد تعالى قال والتكريم، التفضيل بهذا الكريم القرآن صرحمن ورزقناهم والبحر البر في وحملناهم آدم بني منا كر

( " آية اإلسراء، تفضيال خلقنا ممن كثير على وفضلناهم بات الطي :70.)5: لإلنسان الكون في ما تسخير �

": وما ماوات الس في ما لكم سخر ه الل أن تروا ألم تعالى قال: ( " آية لقمان، وباطنة ظاهرة نعمه عليكم وأسبغ األرض في

20.)وملكها األنعام، خلق تعالى الله بأن الكريم القرآن وصرح

والمشارب، والمنافع، واألكل، للركوب، له ذللها ثم لإلنسان، ": أنعاما أيدينا عملت مما لهم خلقنا ا أن يروا أولم تعالى قال

* * يأكلون ومنها ركوبهم فمنها لهم لناها وذل مالكون لها فهم : ( " آية يس، يشكرون أفال ومشارب منافع فيها (.�72 71ولهم

والتعرف الكون، في البحث إلى اإلنسان الكريم القرآن ووجهتعالى فقال الحياة، في به واالنتفاع وأسراره، خواصه على

" لحما منه لتأكلوا البحر ر سخ ذي ال وهو المائية الثروة عن : ( " آية النحل، تلبسونها حلية منه وتستخرجوا vا (.14طري

": وغير معروشات ات جن أنشأ ذي ال وهو تعالى وقالمان والر يتون والز أكله مختلفا رع والز خل والن معروشات

يوم حقه وآتوا أثمر إذا ثمره من كلوا متشابه وغير متشابها: ( " آية األنعام، المسرفين يحب ال ه إن تسرفوا وال حصاده

141.) ": فيها لكم خلقها واألنعام الحيوانية الثروة عن تعالى وقال

* تريحون حين جمال فيها ولكم تأكلون ومنها ومنافع دفء * إال بالغيه تكونوا م ل بلد إلى أثقالكم وتحمل تسرحون وحين

* والبغال والخيل حيم ر لرؤوف كم رب إن األنفس بشق : ( " آية النحل، تعلمون ال ما ويخلق وزينة لتركبوها � 5والحمير

8.) ": بأس فيه الحديد وأنزلنا الصناعية الثروة عن تعالى وقال

إن بالغيب ورسله ينصره من ه الل وليعلم اس للن ومنافع شديد : ( " آية الحديد، عزيز قوي ه (.25الل

* ": في وقدر سابغات اعمل أن الحديد له ا وألن تعالى وقال : ( " آية سبأ، بصير تعملون بما ي إن صالحا واعملوا رد � 10الس

11.)6: بالعقل اإلنسان تكريم �

80

التفكير، عنه ويتفرع للمعرفة، الكبرى األداة هو فالعقل مسؤوال اإلنسان كان لذلك العلوم، وكسب واالختيار، واإلرادة

": إن علم به لك ليس ما تقف وال تعالى قال عنه، يصدر عما( " اإلسراء، مسؤوال عنه كان أول�ئك كل والفؤاد والبصر مع الس

(.36آية : أضل وعقله حواسه يعطل الذي اإلنساني الكريم القرآن وعد

عطلها لكنه المعرفة، وسائل لديه ألن والحيوان، األنعام من. له خلقت عما

": ال ذين ال البكم الصم الله عند الدواب شر إن تعالى قالآية" ) : األنفال، (.22يعقلون

العقل مخاطبة في وإشارة صراحة القرآنية اآليات تعددت وقدالتفكير وجعل الكون، في والبحث والنظر للتفكير، ودعوته

. إسالمية فريضة ": يل الل واختالف واألرض ماوات الس خلق في إن تعالى قال

وقعودا * قياما الله يذكرون ذين ال األلباب ولي أل آليات هار والنما نا رب واألرض ماوات الس خلق في رون ويتفك جنوبهم وعلى

: ( " آية عمران، آل ار الن عذاب فقنا سبحانك باطال هذا خلقت190 �191.)

": من ل وينز وطمعا خوفا البرق يريكم آياته ومن تعالى وقالآليات ذلك في إن موتها بعد األرض به فيحيي ماء ماء الس

: ( " آية الروم، يعقلون قوم (.24ل ": يل الل واختالف واألرض ماوات الس خلق في إن تعالى وقالأنزل وما اس الن ينفع بما البحر في تجري تي ال والفلك هار والنفيها وبث موتها بعد األرض به فأحيا ماء من ماء الس من الله

ماء الس بين المسخر حاب والس ياح الر وتصريف ة دآب كل من : ( " آية البقرة، يعقلون قوم ل آليات (.164واألرض

": أعناب من ات وجن متجاورات قطع األرض وفي تعالى وقالونفضل واحد بماء يسقى صنوان وغير صنوان ونخيل وزرع

" يعقلون قوم ل آليات ذلك في إن األكل في بعض على بعضهاآية) : (.4الرعد،

اإليمان إلى بالعقل وتؤدى وتحثه، العقل، تثير كثيرة وآياتفشل إذا وبالمقابل المدبر، الخالق بأنه واليقين تعالى، بالله

اإلنسان وسلب وجوده، فقد الوظيفة هذه أداء في العقلالكفار، عن العقل بنفي الكريم القرآن أكده ما وهذا إنسانيته،

81

السمع من االستفادة لعدم وذلك يعقلون ال بأنهم عليهم وحكمتعالى، الله بوجود تنطق التي الكون آيات من لالنتفاع والبصر

ويتساوى إنسانيته، من الكافر ينسلخ وعندئذ طاعته، وتوجبعنه ينحدر ثم .1بالحيوان

": وكيال عليه تكون أفأنت هواه إلهه خذ ات من أرأيت تعالى قال * كاألنعام إال هم إن يعقلون أو يسمعون أكثرهم أن تحسب أم

: ( " آية الفرقان، سبيال أضل هم (.�44 43بل7: والفضائل باألخالق اإلنسان تكريم �

إلى اإلسالم بدعوة تكريمه إلى والدعوة اإلنسان كرامة تظهراألمور بمعالي والمجتمع الفرد وترغيب الفاضلة، األخالق

بين والفضيلة الخير على والحض المادة، عن والتساميعليه 2الناس الله صلى محمدا نبيه الكريم القرآن وصف لذلك ،

": لعلى ك وإن تعالى فقال والثناء، الفخار أوسمة بأعلى وسلم : ( " آية القلم، عظيم (.4خلق

: بعثت إنما فقال وسلم عليه الله صلى الله رسول ذلك وبيناألخالق مكارم .3ألتمم

واإلخاء، والرحمة، البر إلى جميعا الناس اإلسالم فدعاووفاء واإلحسان والصدق، والوفاق، والتعاون، والمودة،

الشوائب، من وتخليصه القلب، وتطهير األمانة وأداء الوعد،والصبر والمغفرة والعفو، والمسامحة العدل إلى دعا كما

وحث المنكر، عن والنهي بالمعروف األمر إلى ودعا والثبات،والفضائل األخالق مكارم من ذلك وغير النصيحة ،4على

بين وتنسق شأنها، وتعلي اإلنسانية تزين الفاضلة واألخالقالخير إلى وتوجيهها الجماعية، العالقات وتصون أفرادها

وأحسن صورها، أجمل في البشرية الحياة لتصور والكمال،واإلجتماعي الخلقي والفساد الرذيلة، وتتجنب .5أحوالها،

8: األحكام تشريع في اإلنسان تكريم �لمعرفة ويدفع الشرعية، األحكام جميع يغطي واسع باب وهذا

األمثلة بعض نضرب ولذلك تشريعها، من والحكمة فيها العلة: كنماذج فقط

: اإلنسان وجود � أ

ص� 1 للزحيلي اإلسالم في اإلنسان .54حقوقص� 2 نفسه .64المصدرالبيهقي )3 ص�( 192/ 10سنن الموطأ األدب ك البخاري، ،564.ص� 4 للزحيلي اإلنسان .64حقوقص� 5 نفسه .66المصدر

82

": أزواجا أنفسكم من لكم خلق أن آياته ومن تعالى قالآليات ذلك في إن ورحمة مودة بينكم وجعل إليها تسكنوا ل

: ( " آية الروم، رون يتفك قوم (.21ل : " " : " بها،" تأنسوا أي إليها تسكنوا ل جنسكم أي أنفسكم من

" بينكم وجعل والتعاون التضامن دواعي من المجانسة فإن : " يكن لم أن بعد الزواج بعصمة وتراحما توادا أي ورحمة مودةذلك " في إن رحم أو قرابة من التعاطف يوجب سبب وال لقاء

: " المتينة األفاعيل هذه بدائع في أي رون يتفك قوم ل آلياتالبالغة الحكم على .1المبنية: األوالد حقوق � ب

": نارا وأهليكم أنفسكم قوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قال : ( " آية التحريم، والحجارة اس الن (.6وقودها

: أنفسهم المؤمنون يقي بأن اآلية هذه في وجل عز الله أمروهذا واإلرشاد والوعظ، بالنصح، وأهليهم بأفعالهم، الناروترك ونهيا، أمرا الشرع بأحكام التام االلتزام يتطلب

الصالحة، باألعمال القيام ومتابعة الطاعات، وفعل المعاصي،النواهي واجتناب الفرائض، أداء على واألوالد الزوجة وحث

ذلك في المستمرة 2ومراقبتهم

: والتصرفات العقود في اإلنسان إرادة احترام � جبين المداينة كتابة إلى الكريم القرآن إرشاد ذلك ومنمن والغاية الحكمة وبين عليها، باإلشهاد أمر ثم األطراف،

ذلك: ": أجل إلى بدين تداينتم إذا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قال

أن كاتب يأب وال بالعدل كاتب ينكم ب وليكتب فاكتبوه مسمvىق وليت الحق عليه ذي ال وليملل فليكتب الله مه عل كما يكتب

: ( " آية البقرة، شيئا منه يبخس وال ه رب (.282الله

( " ": البقرة، جالكم ر من شهيدين واستشهدوا تعالى قال ثم(.282آية :

": الله عند أقسط ذلكم فقال والغاية، الحكمة تعالى بين ثمحاضرة تجارة تكون أن إال ترتابوا أال وأدنى هادة للش وأقوم

للقاسمي )1 التأويل (.4772/ 13محاسنللزحيلي )2 المنير (.�320 316/ 28التفسير

83

: ( " آية البقرة، تكتبوها أال جناح عليكم فليس بينكم تديرونها282.)

اآلخرين، أموال على واالعتداء الغش حرم الله أن كماللطرفين، السامية بالكرامة يخل ذلك ألن حقوقهم، واغتصاب

": إلى بها وتدلوا بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا وال تعالى قال" تعلمون وأنتم باإلثم اس الن أموال من فريقا لتأكلوا ام الحك

آية) : (.188البقرة،

": تكون أن إال بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا ال تعالى وقال : ( " آية النساء، منكم تراض عن (.29تجارة

التعاقد، في أساسا إرادته واعتبر اإلنسان، اإلسالم احترم لقداإلرادة سلطان في العالم تشريعات سبق حتى والتعامل

وأبطل التصرفات سائر في اإلنسانية باإلرادة اعتد ثم العقدية،عليه الله صلى الله رسول فقال باإلكراه، تقع التي التصرفات

عليه: استكرهوا وما والنسيان الخطأ أمتي عن رفع ،1وسلماإلرادة ألن واإلكراه، والنسيان، الخطأ بين الحديث وجمع

مال أكل اإلسالم حرم كما الحاالت، هذه في حقيقة مفقودةنفسه طيب عن إال .2اإلنسان

: العقوبات � س ": كم لعل األلباب أولي يا حياة القصاص في ولكم تعالى قال

آية" ) : البقرة، قون (.179تت

في حتى اإلنساني التكريم على الحكيم المشرع حرص لقدعامة، والحياة واألنفس، الدماء، حفظ فقصد العقوبات، باب

الممنوعة االشياء على فنص اإلنسانية، الكرامة وراعيالخلل، حصل فإن ارتكابها، من ورهب منها وحذر والمحرمة،

المناسب العقاب شرع واإلثم، العدوان أو الخطأ، ووقعومنع القصاص فشرع اإلنسان كرامة يمس ال بما للجريمة

وردعا وزجرا وإصالحا تأديبا، العقوبة واعتبر والعدوان، .3المثلة

الجانب رعاية في كثيرة أدلة الشرعية النصوص في ورد وقدمعاملته، في سواء والجاني، والمجرم، المتهم، مع اإلنساني

ص� 1 اإلنسان .72حقوقص� 2 اإلنسان حقوق عن نقال للسيوطي الكبير الجامع إلى الزيادات ضم في الكبير .72الفتحص� 3 للزحيلي اإلنسان .73حقوق

84

اإلنسانية حقوقه وتأمين محاكمته في أم معه، والتحقيقوتنفيذ معاقبته في أم نفسه عن الدفاع في الحق ومنحه

وغيره بالسجن عليه .1الحكم

وبعد:اإلنسانية، الناحية فيها مراعى الشرعية األحكام جميع فإن

راعت الغراء الشريعة وإن لمصلحته، إال أصال شرعت ما ألنهاقبل له المناسبة العادلة الحكيمة باألحكام اإلنسان إنسانية

ثم خاصة، واألطفال اليتيم برعاية وسمت وبعدها، الوالدةعند شؤونه رعت ثم الحياة، فترة طوال عامة، اإلنسان

ومواراته عليه، والصالة والتكفين، والغسيل، والتجهيز، الموت،أو غيبة، أو بكلمة، إيذائه أو الميت على االعتداء وعدم التراب،

الكلمة في ما بكل إنسانية أحكام وهي قبره، على بالجلوسوالمتفقه الشرعية العلوم في الباحث يدركه مما معنى، من

اإللهي التكريم لنا يتجلى كما اإلسالم، وأحكام الفقه فيالحياة شئون جميع وفي وكبيرة صغيرة كل في لإلنسان

الله، عند والمقدم والمفضل، م، المكر ليكون اإلنسان، وأطواراألرض في .2والخليفة

: اإلنسان: حقوق تقرير تاسعافحقوق اإلنسان، حقوق تقرير الكريم القرآن مقاصد من

قرار أو حاكم أو ملك من منحة ليست اإلسالم في اإلنسانحقوق هي وإنما دولية، منظمة أو محلية سلطة عن صادر

وال النسخ وال الحذف تقبل ال اإللهي مصدرها بحكم ملزمةعنها التنازل يجوز وال عليها باالعتداء يسمح وال ومن 3التعطيل ،

: الحقوق هذه1: الحياة حق ـ

ص� 1 نفسه .74المصدرص� 2 نفسه .78المصدرص� 3 أحمد رواية اإلنسان .174حقوق

85

: تعالى قال عليها، يعتدي أن ألحد يجوز ال مقدسة اإلنسان حياةقتل" ما فكأن األرض في فساد أو نفس بغير نفسا قتل من

: ( " آية ، المائدة جميعا اس (.32النوباإلجراءات الشريعة بسلطان إال القدسية هذه تسلب وال

تحميه حمى، والمعنوي المادي اإلنسان وكيان تقرها، التيفي والتكريم الترفق حقه ومن مماته وبعد حياته، في الشريعة

جثمانه مع .1التعامل2: الحرية حق �

الطبيعية الصفة وهي � سواء كحياته � مقدسة اإلنسان حريةالشريعة مقاصد من أن بينا وقد اإلنسان يولد بها التي األولى

التعبير، وحرية المعتقدات، كحرية أنواعها، عن وتحدثنا الحرية. التنقل وحرية الفكر، وحرية

يجوز وال األفراد، حرية لحماية الكافية الضمانات توفير ويجبالتي وباإلجراءات الشريعة، بسلطان إال منها الحد أو تقييدها

، آخر شعب حرية على يعتدي أن لشعب يجوز وال تقرها،بكل حريته ويسترد العدوان يرد أن عليه المعتدي وللشعب

" : فأولئك ظلمه بعد انتصر ولمن تعالى قال الممكنة، السبل : ( " آية ، الشورى سبيل من عليهم (.41ما

أجل من يجاهد شعب كل مساندة الدولي المجتمع وعلىقال فيه، ترخص وال واجبا هذا في المسلمون ويتحمل حريته " وآتوا: الصالة أقاموا األرض في اهم ن مك إن ذين ال تعالى : ( " آية ، الحج المنكر عن ونهوا بالمعروف وأمروا كاة (.41الز

3: المساواة حق � " : وجعلناكم وأنثى ذكر من خلقناكم ا إن اس الن ها أي يا تعالى قال( " الحجرات أتقاكم ه الل عند أكرمكم إن لتعارفوا وقبائل شعوبا

آية : ،13.)صلى الله رسول قال الشريعة، أمام سواسية جميعا الناس �� " : على عجمي وال عجمي على لعربي فضل ال وسلم عليه الله

إال أحمر على ألسود وال أسود، على ألحمر وال ، عربيرسول 2بالتقوى قال عليهم، تطبيقها في األفراد بين تمايز وال ،

" : سرقت محمد بنت فاطمة أن لو وسلم عليه الله صلى الله" يدها .3لقطعت

ص� 1 الغزالي محمد اإلسالم تعاليم بين اإلنسان .174حقوقأحمد ) 2 اإلمام (.411 / 5مسندالحدود ) 3 ك (.1315 / 3مسلم،

86

الله رسول قال سواء، اإلنسانية القيمة في كلهم الناس �� " : تراب من وآدم آلدم كلكم وسلم عليه الله وإنما 1صلى ،

" : مما درجات ولكل تعالى قال عملهم، بحسب يتفاضلونآية" ) : ، األحقاف (.19عملوا

األفراد بين التفرقة يسوغ وضع وكل تشريع، وكل فكر وكلالدين، أو اللغة، أو اللون، أو العرق، أو الجنس، أساس على

العام اإلسالمي المبدأ لهذا مباشرة مصادرة .2هومن للمجتمع المادية بالموارد االنتفاع في حق فرد لكل ��

" : فامشوا تعالى قال غيره، لفرص متكافئة عمل فرصة خالل : ( " آية ، الملك زقه ر من وكلوا مناكبها يجوز( 15في وال ،

" : مثقال يعمل فمن تعالى قال وكيفا، كما األفراد بين التفرقة{ يره خيرا ة " ) 7ذر }، الزلزلة يره ا vشر ة ذر مثقال يعمل ومن

(.�8 7آية : 4: العدالة حق �

إليها يتحاكم وأن الشريعة إلى يتحاكم أن فرد كل حق من �� " : إلى فردوه شيء في تنازعتم فإن تعالى قال سواها، دون

: ( " آية ، النساء سول والر (.59الله" " : أهواءهم بع تت وال الله أنزل بمآ بينهم احكم وأن تعالى وقال

آية) : ، (.49المائدةقال ظلم، من يلحقه ما نفسه عن يدفع أن الفرد ومن ��

" " ظلم: من إال القول من وء بالس الجهر الله يحب ال تعالىآية) : ، بما( 148النساء غيره عن الظلم يدفع أن واجبه ومن ،

يملك.وتنصفه تحميه شرعية سلطة إلى يلجأ أن الفرد حق ومن �� المسلم الحاكم وعلى ظلم، أو ضرر من لحقه ما عنه، وتدفعبحيدتها الكفيلة الضمانات لها ويوفر السلطة هذه يقيم أن

.3واستقاللها " : وإذا أهلها إلى األمانات تؤدوا أن يأمركم الله إن تعالى قال

به يعظكم نعما الله إن بالعدل تحكموا أن اس الن بين حكمتم : ( " آية ، النساء بصيرا سميعا كان الله (.58إن

" : بين فاحكم األرض في خليفة جعلناك ا إن داوود يا تعالى وقالذين ال إن ه الل سبيل عن فيضلك الهوى بع تت وال بالحق اس الن

ص� 1 للغزالي اإلنسان حقوق الوداع، حجة خطبة .175منص� 2 للغزالي اإلنسان .175حقوقص� 3 للغزالي اإلنسان .175حقوق

87

يوم نسوا بما شديد عذاب لهم ه الل سبيل عن يضلونآية" ) : ، ص (.28الحساب

5: عادلة محاكمة في الفرد حق �اتهام مع حتى ومستمر مستصحب وهو األصل، هي البراءة

وال نهائية، إدانة عادلة محكمة أمام ادانته تثبت لم ما الشخص " : نبعث ى حت معذبين ا كن وما تعالى قال بنص، إال تجريم

آية" ) : ، اإلسراء (.15رسوالثبوت بعد إال جرم على يعاقب وال شخص، بتجريم يحكم والطبيعة ذات محكمة أمام المراجعة تقبل ال بأدلة له ارتكابه

" " : نوا فتبي بنبأ فاسق جاءكم إن تعالى قال كاملة، قضائيةآية) : ، : " 6الحجرات الحق( من يغني ال الظن إن تعالى وقال ،

آية" ) : ، النجم (.28شيئاالشريعة قدرتها التي العقوبة تجاوز � بحال � يجوز وال

( " " : ، البقرة تعتدوها فال الله حدود تلك تعالى قال للجريمة،(.229آية :

" : وزر وازرة تزر وال تعالى قال غيره، بجريرة إنسان يؤخذ وال : ( آية" ، اإلسراء بمسئوليته( 15أخرى مستقل إنسان وكل ،

( " " : ، الطور رهين كسب بما امرئ كل تعالى قال أفعاله، عن(.21آية :

أو وأقارب أهل من ذويه إلى المسألة تمتد أن بحال يجوز وال " : وجدنا من إال أخذ ن أن الله معاذ تعالى قال وأصدقاء، أتباع

: ( " آية ، يوسف لظالمون إذا �آ إن عنده .1(79متاعنا6: السلطة تعسف من الحماية حق �

وال معه، السلطات تعسف من حمايته في الحق فرد لكلمن وضع أو أعماله من لعمل تفسير بتقديم مطالبته يجوزعلى تدل قوية قرائن على بناء إال له إتهام توجيه وال أوضاعه،

" : المؤمنين يؤذون ذين وال تعالى قال إليه، يوجه فيما تورطه" مبينا وإثما بهتانا احتملوا فقد اكتسبوا ما بغير والمؤمنات

آية) : ، (.158األحزاب7: وسمعته عرضه حماية في الفرد حق �

" : عسى قوم من قوم يسخر ال آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قالخيرا يكن أن عسى ساء ن من نساء وال منهم خيرا يكونوا أن

: ( " آية ، الحجرات باأللقاب تنابزوا وال أنفسكم تلمزوا وال منهن11.)

ص� 1 نفسه .176المصدر

88

الله رسول قال انتهاكها، يجوز ال حرمة وسمعته الفرد عرض " : بينكم وأعراضكم وأموالكم دماءكم إن وسلم عليه الله صلى

هذا بلدكم في هذا شهركم في هذا يومك كحرمة .1حراماألدبي . وكيانه شخصيته من النيل ومحاولة عوراته تتبع ويحرم

" : إن الظن من كثيرا اجتنبوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قالأيحب بعضا عضكم ب يغتب وال سوا تجس وال إثم الظن بعض

ه الل إن ه الل قوا وات فكرهتموه ميتا أخيه لحم يأكل أن أحدكم : ( " آية ، الحجرات حيم ر (.12تواب

8: اللجوء حق �يأمن، حيث إلى يلجأ أن مظلوم أو مضطهد مسلم كل حق من

مضطهد، لكل اإلسالم يكفله حق وهو اإلسالم دار نطاق فيواجب المسلمين ويحمل لونه أو عقيدته، أو جنسيته كانت أيا

. إليهم لجأ متى له األمن توفير " : حتى فأجره استجارك المشركين من أحد وإن تعالى قال

: ( " آية ، التوبة مأمنه أبلغه ثم الله كالم (.6يسمعللناس وأمن مثابة هو � المشرفة بمكة � الحرام الله وبيت

" " : آمنا كان دخله ومن تعالى قال مسلم، عنه يصد ال جميعا : آية) ، عمران " 97آل : مثابة( البيت جعلنا وإذ تعالى وقال ،

: ( " آية ، البقرة وأمنا اس لن .2(25ل

ـ حقوق األقليات:9

قال العام، القرآني المبدأ يحكمها لألقليات الدينية األوضاع : ( " آية: " ، البقرة الدين في إكراه ال (.256تعالى

تحكمها ، لألقليات الشخصية واألحوال المدنية واألوضاع " : جآؤوك فإن تعالى قال ، إلينا تحاكموا هم إن اإلسالم شريعةوك يضر فلن عنهم تعرض وإن عنهم أعرض أو بينهم فاحكم

: ( " آية ، المائدة بالقسط بينهم فاحكم حكمت وإن ،(42شيئاما شرائعهم إلى يتحاكموا أن عليهم كان إلينا يتحاكموا لم فإن

" : وعندهم مونك يحك وكيف إلهي ألصل � عندهم � تنتمي دامت: ( " آية ، المائدة ذلك بعد من ون يتول ثم الله حكم فيها وراة الت

43.)

رقم 1 مسلم، .889صحيحص� 2 الغزالي محمد اإلنسان .177حقوق

89

( " " : المائدة فيه الله أنزل بما اإلنجيل أهل وليحكم تعالى وقالآية : ،47.)

10: العامة الحياة في المشاركة حق �من حياتها، في يجري بما يعلم أن األمة في فرد كل حق منفيها يسهم أن وعليه للجماعة العامة بالمصلحة تتصل شئونقال الشورى، لمبدأ إعماال ومواهبه قدرته له تتبع ما بقدر

: ( " آية: " ، الشورى بينهم شورى وأمرهم فرد( 28تعالى وكل ، متى العامة، والوظائف المناصب، لتولي أهل األمة في

أو األهلية هذه تسقط وال الشرعية، شرائطها فيه توافرتالله رسول قال طبقي، أو عنصري اعتبار أي تحت تنقص " : على يد وهم دماؤهم تتكافأ المسلمون وسلم عليه الله صلى

" أدناهم بذمتهم ويسعى سواهم، .1مناألمة حق ومن واألمة، الحاكم بين العالقة أساس والشورىالحق ولها المبدأ، لهذا تطبيقا الحرة، بإرادتها حكامها تختار أن

أبو قال الشريعة، من حادوا إذا عزلهم وفي محاسبتهم في : بخيركم ولست عليكم وليت إني عنه الله رضي الصديق بكر

أمانة الصدق فقوموني، أسأت وإن فأعينوني، أحسنت فإن ... عصيت فإذا ورسوله، الله أطعت ما أطيعوني خيانة والكذب

عليكم لي طاعة فال ورسوله، .2الله11: والبالغ الدعوة حق �

حياة في منفردا أو غيره مع يشارك أن الحق فرد لكل ... ينشئ: وأن الخ وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، دينيا المجتمع

لممارسة ضروري هو ما الوسائل من ويصنع المؤسسات، من : على الله إلى أدعو سبيلي ه�ذه قل تعالى قال الحق، هذا

: ( " آية ، يوسف بعني ات ومن أنا (.108بصيرةعن وينهى بالمعروف يأمر أن واجبه ومن فرد لكل الحق من

تهيء التي المؤسسات بإقامة المجتمع يطالب وأن المنكر،قال والتقوى، البر على تعاونا المسئولية، بهذه الوفاء لألفراد

" ويأمرون: الخير إلى يدعون أمة منكم ولتكن تعالى : ( " آية ، عمران آل المنكر عن وينهون وحق 3(104بالمعروف ،

الظلم ومقاومة الفساد، ورفض المنكر، إنكار في اإلنسان " : إلى تركنوا وال بقوله القرآن قرره البواح، والكفر البين،

األلباني )1 داود، أبي سنن (.525، 2صحيحالحميدي )2 العزيز عبد اإلسالمي ص�( 28 / 9التاريخ للصالبي إسالمية فريضة .56الشورىص� 3 للغزالي اإلنسان .179حقوق

90

أولياء من الله دون من لكم وما ار الن كم فتمس ظلموا ذين ال : ( " آية ، هود تنصرون ال (.13ثم

" : لسان على إسرائيل بني من كفروا ذين ال لعن تعالى قال �� * كانوا يعتدون وكانوا عصوا بما ذلك مريم ابن وعيسى داوود

( " ، المائدة يفعلون كانوا ما لبئس فعلوه منكر عن يتناهون ال : نفسه( �79 78آية للرسول الطاعة الله قيد وقد ال كيف ،

" " : معروف في يعصينك وال النساء بيعة في فقال بالمعروف، : آية) ، : " 12الممتحنة وال(. صالح الله نبي لسان على وقال

* وال األرض في يفسدون ذين ال المسرفين أمر تطيعواآية" ) : ، الشعراء (.�152 151يصلحون

إلى الحقوق مرتبة من األمور بهذه ارتقى قد اإلسالم إن بليمكن الحقوق من كان ما ألن والواجبات الفرائض مرتبةيجوز فال المفروضة الواجبات أما عنه، يتنازل أن لصاحبه

عنها .1التنازل12: االقتصادية الحقوق �

" : ملك لله تعالى لله ملك � جميعا بثرواتها � الطبيعة" قدير شيء كل على وهو فيهن وما واألرض ماوات الس

: آية) ، حق( 120المائدة منحهم للبشر، منه عطاء وهي ، " : وما ماوات الس في ما لكم وسخر تعالى قال بها، االنتفاع

: ( " آية ، الجاثية منه جميعا األرض (.13في " : في تعثوا وال تعالى قال وتدميرها، إفسادها عليهم وحرم

: ( " آية ، الشعراء مفسدين (.183األرضاالنتفاع في حقه على يعتدي أو آخر يجرم أن ألحد يجوز وال

" : ك رب عطاء كان وما الرزق مصادر من الطبيعة في بماآية" ) : ، اإلسراء (.20محظورا

األرض مناكب في والمشي العمل في الحق إنسان فلكل " : األرض لكم جعل ذي ال هو تعالى قال رزقه، لكسب سعيا

( " الملك شور الن وإليه زقه ر من وكلوا مناكبها في فامشوا ذلوالآية : ،15.)

" : الصالة قضيت فإذا تعالى قال الجمعة يوم في حتى: ( " آية ، الجمعة ه الل فضل من وابتغوا األرض في فانتشروا

10.) " : من فضال تبتغوا أن جناح عليكم ليس تعالى قال الحج وفي

آية" ) : ، البقرة كم ب (.198ر

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .74كف

91

عن حالل من كسب ما بثمرة يتمتع أن في الحق إنسان ولكل " : مما نصيب جال لر ل امرأة أو كان رجال التملك، طريق

: ( " آية ، النساء اكتسبن مما نصيب ساء وللن .1(32اكتسبوا13: الملكية حماية حق �

للمصلحة إال حالل، كسب عن نشأت ملكية، انتزاع يجوز ال" " : بالباطل بينكم أموالكم تأكلوا وال تعالى قال العامة

آية) : ، (.188البقرة

عليه الله صلى الله رسول قال لصاحبها، عادل تعويض ومع " يوم: به خسف حقه بغير شيئا األرض من أخذ من وسلم

أرضين سبع إلى أعظم،. 2القيامة العامة الملكية وحرمةكله المجتمع على عدوان ألنه أشد، عليها االعتداء وعقوبة

: وسلم عليه الله صلى الله رسول قال بأسرها، لألمة وخيانةفهو" ذلك بعد أخذ فما رزقا، فرزقناه عمل على استعملناه من

" له .3غلو

ـ حق العامل:14

" : وقل: تعالى قال لمجتمعه، اإلسالم رفعه شعار العملآية" ) : ، التوبة (.105اعملوا

عليه الله صلى الله رسول قال االتقان، العمل حق كان وإذا" يتقنه: " أن عمال أحدكم عمل إذا يحب الله إن .4وسلم

فإن حق العامل:

مماطلة أو عليه حيف دون لجهده المكافي أجره يوفي أن �� " : أجره األجير أعطوا وسلم عليه الله صلى الله رسول قال له،

" عرقه يجف أن .5قبل

. وعرق جهد من يبذله ما مع تناسب كريمة حياة له توفر أن ��

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .72كيفالمظالم )2 ك البخاري، (.115 / 2صحيحداود )3 أبي سنن (.230 / 2صحيحرقم 4 لأللباني وزيادته الصغير الجامع .1880صحيحلأللباني )5 ماجة ابن سنن (.59 / 2صحيح

92

قال له، كله المجتمع تكريم من به جدير هو ما يمنح أن �� " والمؤمنون: " ورسوله عملكم الله فسيرى اعملوا وقل تعالى

آية) : ، (.105التوبةظروفه واستغالل غبنه دون تحول التي الحماية، يجد أن ��1.

15: الحياة مقومات من كفايته في الفرد حق �طعام من الحياة، ضروريات من كفايته ينال أن الفرد حق من .. رعاية، من بدنه لصحة يلزم ومما ومسكن وملبس وشراب،

في وثقافة ومعرفة علم من وعقله روحه، لصحة يلزم وماال ما ليشمل األمة واجب ويمتد األمة موارد به تسمع ما نطاق

ذلك من لنفسه بتوفيره هو يستقل أن الفرد .2يستطيع : ( " " : آية ، الحجرات إخوة المؤمنون ما إن تعالى وقال(. 10قال

" : ال المسلم أخو المسلم وسلم عليه الله صلى الله رسول" يخذله وال يسلمه وال .3يظلمه

: ويعري يجوع تركه من الحديث هذا على تعليقا حزم ابن قالأسلمه فقد وكسوته إطعامه على قادر ليست. 4وهو األخوة إن

عقد وهو وتآزر وتعاون تكافل عقد ولكنها عاطفة، مجردتبدأ متراتبة مستويات في ممثلة األمة األساسي طرفه

والوصية اإلرث في التكافل أفرادها على أوجب حيث باألسرة" " : ببعض أولى بعضهم األرحام وأولوا تعالى قال والنفقة،

آية) : ، (.75األنفال" " : : الجنب والجار القربى ذي والجار تعالى قال الجيرة ثم

: آية) ، عن( 36النساء كله المجتمع ثم الحي أهل يأتي ثم ، التطوعية النفقة ثم ملزمة فريضة وهي الزكاة .5طريق

16: الضعفاء حقوق تأكيد �عناية عني ولكنه عامة، اإلنسان حقوق الكريم القرآن قرريجور أن خفية خاصة اإلنسان بني من الضعفاء بحقوق فائقةنجد والمسئولون، الحكام أمرهم يهمل أو األقوياء، عليهم

ومدنية، مكية الكريم القرآن سور في العناية هذه مظاهر : ( " " : آية ، الضحي تقهر فال اليتيم فأما تعالى وفي( 9كقوله ، وأسباب سقر في المجرمين عن يتحدث المدثر سورة

حيث اليمين أصحاب لسان على فيقول فيها، دخولهمين: " * * المصل من نك لم قالوا سقر في سلككم ما يسألونهم

ص� 1 للغزالي اإلنسان .181حقوقص� 2 نفسه .182المصدر.250 / 1البخاري )3 مسلم( ورواهللعنوشي )4 الحريات عن نقال (.108 / 1المحلياإلسالمية )5 الدولة في (.109 / 1الحريات

93

: ( " آية ، المدثر المسكين نطعم نك وهاتان( �44 42ولم ، سورة وفي نزل ما أوائل من � والمدثر الضحى السورتان

اليتيم: " * * يدع ذي ال فذلك بالدين يكذب ذي ال أرأيت الماعون : ( " آية ، الماعون المسكين طعام على يحض (.�3 1وال

ذلك على الحض أوجب بل المسكين إطعام بإيجاب يكتف فلم. إليه والدعوة

الشمال صاحب دخول القرآن علل الحاقة، سورة وفي * " : وال العظيم ه بالل يؤمن ال كان ه إن تعالى بقوله الجحيم

: ( " آية ، الحاقة المسكين طعام على فقرن( �34 33يحض ، تعالى، بالله بالكفر الحض ترك قرن أو اإليمان على الحض

المتظالم الجاهلي المجتمع القرآن خاطب الفجر سورة وفي * " : طعام على تحاضون وال اليتيم تكرمون ال بل كال بقوله

آية" ) : ، الفجر (.�18 17المسكينذلك جعل إذ مال� له كان إن � اليتيم مال بالمحافظةعلى وأمر

" : اليتيم مال تقربوا وال األنعام سورة في العشر وصاياه من : ( " آية ، األنعام أشده يبلغ ى حت أحسن هي تي بال ،(152إال

آية ) : ، اإلسراء في الوصية هذه (.34وكرراليتيم مال على للمحافظة القواعد وضع النساء سورة وفياآليات من جملة في بالمعروف وتنميته استغالله وحسن " : أموال يأكلون ذين ال إن تعالى قال شديد بوعيد انتهت

" سعيرا وسيصلون نارا بطونهم في يأكلون ما إن ظلما اليتامىآية) : ، .1(10الناء

جعل في وقد حظا فقراء كانوا إذا واليتامى للمساكين القرآن. الغنيمة وخمس والفيء الزكاة من الدولة أموال

": والعاملين والمساكين للفقراء الصدقات ما إن تعالى قالسبيل وفي والغارمين قاب الر وفي قلوبهم فة والمؤل عليها

: ( " آية التوبة، بيل الس وابن (.60الله ": ه فلل القرى أهل من رسوله على ه الل أفاء ما تعالى وقال

كي بيل الس وابن والمساكين واليتامى القربى ولذي سول وللر : ( " آية الحشر، منكم األغنياء بين دولة يكون (.7ال

األمر ولي أمر الله ألن الدولة أموال من الزكاة جعلنا وإنما" ": بها يهم وتزك تطهرهم صدقة أموالهم من خذ فقال بأخذها،

آية) : (.103التوبة،

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .75كيف

94

إلى أداؤها األموال أرباب على كان أخذها، الدولة تتول لم فإذا. عنهم الفقراء يبحث وال الفقراء عن هم يبحثون الفقراء

ذلك، بعد األمة وسائر أقاربهم أموال في حقا لهم جعل كما ": المشرق قبل وجوهكم وا تول أن البر يس ل تعالى قالوالمآلئكة اآلخر واليوم بالله آمن من البر ول�كن والمغرب

واليتامى القربى ذوي ه حب على المال وآتى ين بي والن والكتابالصالة وأقام قاب الر وفي آئلين والس بيل الس وابن والمساكين

: ( " آية البقرة، كاة الز (.177وآتى

": تعالى وآتقال " بيل الس وابن والمسكين حقه القربى ذاآية) : (.26اإلسراء،

": خير من أنفقتم ما قل ينفقون ماذا يسألونك تعالى وقال" بيل الس وابن والمساكين واليتامى واألقربين فللوالدين

آية) : (.215البقرة،

: السيوف وسل القتال شرع القرآن أن كله ذلك من وأهمالتحريض أبلغ حرض بل األرض، في المستضعفين عن للدفاع

قال عنهم، للظلم ودرءا حرماتهم، عن ذودا القتال علىالدنيا:" الحياة يشرون ذين ال الله سبيل في فليقاتل تعالى

فسوف يغلب أو فيقتل الله سبيل في يقاتل ومن باآلخرة * الله سبيل في تقاتلون ال لكم وما عظيما أجرا نؤتيه

يقولون ذين ال والولدان ساء والن جال الر من والمستضعفيندنك ل من نا ل واجعل أهلها الظالم القرية ه�ذه من أخرجنا نا رب

: ( " آية النساء، نصيرا دنك ل من نا ل واجعل vا (.�75 74ولي: نقول وال لإلنسان القرآن قررها التي الحقوق بعض هذه

الناس رب من بالغ إنه إعالن، من أكبر األمر كان إذ أعلنها،ثقافة أساسه على ونهضت عقيدة، عليه أسست للناس،وأمة، دولة عليه وقامت وتشريع، فقه عليه وبنى وتربية،

وتاريخ حضارة به 1وامتدت

: الصالحة: األسرة تكوين عاشرا

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .76كيف

95

االسرة تكوين الكريم، القرآن إليها هدف التي المقاصد ومناألمة ونواة الصالح، المجتمع ركيزة هي التي الصالحة،

.2الصالحةبين يربط الذي الزواج هو االسرة تكوين أساس أن ريب وال

البيان، مكين العرى، وثيق شرعيا رباطا والمرأة الرجلهذا القرآن اعتبر وقد ورضوان الله من تقوى على مؤسسا

وخلق واألرض، السموات خلق مثل الله، آيات من آية الزواج ": خلق أن آياته ومن تعالى قوله في وذلك تراب من اإلنسانمودة بينكم وجعل إليها تسكنوا ل أزواجا أنفسكم من لكم

: ( " آية الروم، رون يتفك قوم ل آليات ذلك في إن (.21ورحمةكما الزوجية، الحياة عليها تقوم التي الثالثة الدعائم إلى فأشار

ويعني والرحمة، والمودة، السكون، وهي القرآن، إليها يرشدإلى: توقا وثورانها اضطرابها من النفس سكون بالسكون

فال الله، مرضاة ظل في المشروع باإلشباع اآلخر، الجنساالسرة منذ وإمرأة، رجل بين إال األسرة اإلسالم يعرف

" " ة الجن وزوجك أنت اسكن وزوجه آدم من األولى البشريةآية) : (.35البقرة،

من اليوم الغربيين من المتحللون إليه يدعو ما يعرف الوالمرأة الرجل، الرجل يتزوج بحيث الجنس، الوحيدة األسرةالشرائع، وضد األخالق، وضد الفطرة، ضد أمر وهذا المرأة،

" القاهرة في السكان مؤتمر حاول ما لألسف م"1994وهوالعالم على يفرضاه أن بكين في المرأة .2ومؤتمر

: منحرفتين نزعتين الكريم القرآن يقاوم وبهذا" أولهما: " تحرم التي للفطرة، المنافية الرهبانية نزعة

عمل من رجس وكأنها الجنسية الغريزة إلى وتنظر الزواج،ألنها أما، أو أختا كانت ولو المرأة، ظل من وتنفر الشيطان،

. الشيطان أحبولة" وثانيها: ضابط " بال للغريزة، العنان تطلق التي اإلباحية نزعة

الرجل بين الجنسي االستمتاع بحرية وتنادي رابط، والخاللها من تتكون شرعية، بمسؤولية ارتباط دون والمرأة،

على تقوم مترابطة، أسرة منها تنشأ هدف، ذات زوجية حياةوتتربى عاطفة وأخوة بارة ونبوة راعية وأبوة حانية، أمومة

والتعاون اإليثار وعواطف المحبة مشاعر ظلها .3في

ص� 2 نفسه .86المصدرص� 2 العظيم القرآن مع نتعامل .86كيفص� 3 نفسه .87المصدر

96

: منها االسرة تكوين من مقاصد عدة الشارع استهدف1: النسل حفظ �

ما على المشروع الزواج اإلسالم قصر المقصد لهذا وتحقيقاالزواج خارج اللقاء صور كل وحرم وأنثى ذكر بين يكون

إلى تؤدي ال التي الشاذة العالقات حرم كما المشروع،جل الله قال لألجيال، وتواصل لألرض تعمير هذا وفي اإلنجاب،

: ( " آية:" هود، فيها واستعمركم األرض من أنشأكم هو شأنه61)1.

": لكم وجعل أزواجا أنفسكم من لكم جعل والله تعالى وقال : ( " آية النحل، وحفدة بنين أزواجكم (.72من

اتنا " ي وذر أزواجنا من لنا هب نا رب الرحمن عباد دعاء من وكان : ( " آية الفرقان، إماما قين للمت واجعلنا أعين ة (.74قر

* " رناه فبش الصالحين من لي هب رب إبراهيم الخليل وقال : ( " آية الصافات، حليم (.�101 100بغالم

* " يرثني vا ولي دنك ل من لي فهب السالم عليه زكريا وقال : ( " آية مريم، vا رضي رب واجعله يعقوب آل من (.�6 5ويرث

لم " يحيى اسمه بغالم رك نبش ا إن ا زكري يا اإللهي الجواب فجاء : ( " آية مريم، vا سمي قبل من ه ل (.7نجعل

2: والرحمة والمود السكن تحقيق �الزوجين بين بالمعروف بالمعاشرة وآداب أحكاما وشرعت

بحتة، جسدية صورة في الزوجين بين العالقة تنحصر ال حتى : ( " " : آية ، النساء بالمعروف وعاشروهن تعالى الله ؟(19قال

االعتدال أهل واعتاده السليم، العرف يقره ما هنا والمعروف " : الصيام ليلة لكم أحل تعالى قال الناس، من واالستقامة

( " ، البقرة هن ل لباس وأنتم كم ل لباس هن نسآئكم إلى فث الر : به( 187آية توحي لما باللباس، العالقة هذه عن عبر وإنما ،

" : تعالى قال والدفء، واللصوق والستر الزينة من الكلمةأو ذكر من منكم عامل عمل أضيع ال ي أن هم رب لهم فاستجاب

: ( " آية ، عمران آل بعض من بعضكم "195أنثى ومعنى(. :" المرأة، من والرجل الرجل من المرأة إن بعض من بعضكم

وتعاون وتناسق تكامل بل تناقض، وال خصومة .2فال3: النسب حفظ �

بارجاع وأمرنا التبني نظام تعالى الله أبطل المقصد ولهذاجل الله قال الحقيقية، أنسابهم إلى بالتبني األوالد نسب

ص� 1 والطفل للمرأة العالمية اللجنة اإلسالم، في اإلسرة .132ميثاقص� 2 اإلسالم في األسرة .135ميثاق

97

ه: " والل بأفواهكم قولكم ذلكم أبناءكم أدعياءكم جعل وما شأنه{ بيل الس يهدي وهو الحق أقسط{ 4يقول هو آلبائهم ادعوهم

ومواليكم الدين في فإخوانكم آباءهم تعلموا م ل فإن ه الل عندقلوبكم تعمدت ما ولكن به أخطأتم فيما جناح عليكم وليس

: ( " آية ، األحزاب حيما ر غفورا ه الل (.�5 4وكان " : إلى دعا رجل أيما وسلم عليه الله صلى الله رسول وقاللعنة عليه فإن أعتقوه، الذين مواليه غير تولى أو والديه، غيرمنه يقبل ال القيامة، يوم إلى أجمعين والناس والمالئكة الله

عدل 1صرف .2والاألحكام وشرعت الزنا، أيضا اإلسالم حرم النسب حفظ وألجلالنسب وإثبات األرحام، في ما كتم وعدم بالعدة، الخاصةالمراجع من مظانها في تفصيلها لها أحكام وهي وجحده،

.3الفقهية4: االحصان �

ويحفظ االحصان، ويحقق العفاف، صون الشرعي الزواج يوفرفوضى على بالقضاء الجنسي الفساد ذرائع ويسد األعراض،

واالنحالل للفطرة 4اإلباحية بمراعاته اإلسالم اختص وقد ، كبتها ال بها واالرتقاء تهذيبها ومحاولة بواقعه، وقبولهم البشرية

: من هوات الش حب اس للن ن زي شأنه جل الله قال وقمعها،والفضة الذهب من المقنطرة والقناطير والبنين ساء الن

الدنيا الحياة متاع ذلك والحرث واألنعام المسومة والخيل : ( " آية ، النساء المآب حسن عنده شهوات( 14والله وهي ،

وال تتعداها ال مكانها في توضع أن يجب لكنها مستلذة مستحبةوأعلى الحياة في أكرم هو ما على .5تطغى

المرء بين االستمتاع على قيد أي يضع ال الكريم والقرآن ( " " :، البقرة شئتم ى أن حرثكم فأتوا كم ل حرث نسآؤكم وزوجه

: غير( 223آية وفي الحرث موضع في االستمتاع دام ما ، " : قل المحيض عن ويسألونك تعالى قال وزمانه، األذي موضع

ى حت تقربوهن وال المحيض في ساء الن فاعتزلوا أذى هو

1. : التوبة وقيل النافلة، أو الفريضة الصرف2. : والدارمي أحمد رواه صحيح حديث الفدية، أو التوبة العدلص� 3 اإلسالم في األسرة .137ميثاقص� 4 نفسه .137المصدرص� 5 اإلسالم في األسرة .138ميثاق

98

يحب الله إن الله أمركم حيث من فأتوهن تطهرن فإذا يطهرن : (" آية ، البقرة المتطهرين ويحب وابين .1(222الت

5: األسرة في التدين حفظ ـبل فقط، أجسادهم برعاية وال األفراد، محضن هي األسرة

وتبدأ نفوسهم، في والخلقية الدينية القيم غرس األهمبحسن الجنين تكون قبل المجال هذا في األسرة مسئوليةالديني المعيار وأولوية اآلخر، إلى الزوجين من كل اختيار

االختيار هذا في .2والخلقي

" : مؤمنة وألمة يؤمن ى حت المشركات تنكحوا وال تعالى قالحتى المشركين تنكحوا وال أعجبتكم ولو مشركة من خير

أول�ئك أعجبكم ولو مشرك من خير مؤمن ولعبد يؤمنوان ويبي بإذنه والمغفرة ة الجن إلى يدعو والله ار الن إلى يدعون

: ( " آية ، البقرة رون يتذك هم لعل اس للن (.221آياته

" : من إليكم خطب إذا وسلم عليه الله صلى الله رسول وقالاألرض في فتنة تكن تفعلوا إال زوجوه وخلقه دينه ترضون

" عريض .3وفساد

واألخالق والعبادة العقيدة بتعليم األسرة مسئولية وتستمرحتى ذلك ومتابعة ممارستها على وتدريبهم األسرة، ألفراد

عن الدينية بالمسئولية واستقاللهم رشدهم األطفال بلوغ.4تصرفاتهم

" : رزقا نسألك ال عليها واصطبر بالصالة أهلك وأمر تعالى قال : ( " آية ، طه قوى للت والعاقبة نرزقك حن (.32ن

" : يأمر وكان السالم عليه إسماعيل النبي عن شأنه جل وقالبالصالة أهله

: ( " آية ، مريم vا مرضي ه رب عند وكان كاة (.55والز

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .87كيفص� 2 اإلسالم في األسرة .138ميثاقص� 3 اإلسالم في األسرة ميثاق والبيهقي، والحاكم ماجة وابن الترمذي رواه حسن .154حديثص� 4 اإلسالم في األسرة .138ميثاق

99

" : نارا وأهليكم أنفسكم قوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى وقاليعصون ال شداد غالظ مالئكة عليها والحجارة اس الن وقودها

: ( " آية ، التحريم يؤمرون ما ويفعلون أمرهم ما ه (.6الل

: ظلم من وتحريرها المرأة إنصاف عشر الحاديالجاهلية:

: وتحريرها المرأة إنصاف هنا الكريم القرآن به جاء ما أهم منمصيرها في الرجل تحكم ومن وظالمها، الجاهلية ظلم منبوصفها حقوقها وأعطاها المرأة القرآن فكرم حق، بغيروكرمها بنتا، بوصفها وكرمها أنثى، بوصفها وكرمها إنسانا

في عضوا بوصفها وكرمها أما، وكرمها زوجة، بوصفها.1المجتمع

المرأة، إنسانية ينكرون الناس وبعض اإلسالم جاء لقدولكنه بإنسانيتها، يعترف وغيرهم فيها، يرتابون وآخروناإلسالم فضل من فكان الرجل، لخدمة خلق مخلوقا يعتبرها

والمسئولية للتكليف، وأهليتها إنسانيتها، وأكد المرأة، كرم أنهللرجل ما كل له كريما إنسانا واعتبرها الجنة، ودخول والجزاءوأخوان واحدة، شجرة من فرعان ألنهما إنسانية، حقوق من

متساويان فهما حواء، هي واحدة وأم آدم، هو واحد أب ولدهماالعامة، اإلنسانية الخصائص في متساويان النشأة، أصل فيالجزاء في متساويان والمسئولية، التكاليف في متساويان

: " 2والمصير قوا ات اس الن ها أي يا الكريم القرآن يقول ذلك وفي ، وبث زوجها منها وخلق واحدة فس ن من خلقكم ذي ال كم رب

واألرحام به تساءلون ذي ال الله قوا وات ونساء كثيرا رجاال منهما : ( " آية ، النساء رقيبا عليكم كان الله (.1إن

من ربهم خلقهم ونساء، رجاال � الناس كل � الناس كان وإذابها، وتكتمل تكملها زوجا النفس هذه من وجعل واحدة نفس

" " : إليها ليسكن زوجها منها وجعل أخرى آية في قال كماآية) : ، ( 2األعراف كثيرا رجاال الواحدة األسرة هذه في وبث ،

واحدة، وأم واحد ألب وأوالد واحد، لرب عباد كلهم ونساء، . ورعاية الله، بتقوى الناس اآلية أمرت ولهذا تجمعهم فاألخوة

" : به تساءلون الذي الله قوا وات بينهم الواشجة الرحمآية) : واألرحام" ، (.1النساء

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .89كيف2 . ص� القرضاوي يوسف د المسلم المجتمع .321مالمح

100

وفي الرجل، شقيقة والمرأة المرأة، أخ � النص بهذا � والرجل " : الشقائق النساء إنما وسلم عليه الله صلى الرسول قال هذا

.3الرجال"1: والعبادة والتدين التكليف في للرجل المرأة مساواة في �

" : والمؤمنين والمسلمات المسلمين إن الكريم القرآن يقولوالصادقات والصادقين والقانتات والقانتين والمؤمناتوالمتصدقين والخاشعات والخاشعين والصابرات والصابرين

فروجهم والحافظين والصائمات والصائمين والمتصدقاتلهم ه الل أعد والذاكرات كثيرا ه الل والذاكرين والحافظات

: ( " آية ، األحزاب عظيما وأجرا (.35مغفرة2: األساسية االجتماعية الدينية التكاليف في �

" : والمؤمنون تعالى بقوله الجنسين بين القرآن يسويعن وينهون بالمعروف يأمرون بعض أولياء بعضهم والمؤمنات

ورسوله الله ويطيعون كاة الز ويؤتون الصالة ويقيمون المنكر : ( " آية ، التوبة الله سيرحمهم (.71أول�ئك

3: اإللهي التكليف ه توج آدم قصة وفي وإلى ـ إليه " : وكال ة الجن وزوجك أنت اسكن آدم يا تعالى قال سواء، زوجهمن فتكونا جرة الش ه�ذه تقربا وال شئتما حيث رغدا منها

آية" ) : ، البقرة (.35الظالمين

نسبت أنها � القرآن ذكرها كما � القصة هذه في والجديدالتوراة فعلت كما � حواء إلى ال الشيطان إلى اإلغواء

" " فيه: كانا مما فأخرجهما عنها يطان الش هما فأزل المحرفةآية) : ، (.36البقرة

كان بل البادئة، كانت وال الشجرة من باألكل حواء تنفرد ولم " : نا رب جميعا منهما والتوبة الندم كان كما معا، منهما الخطأ

" الخاسرين من لنكونن وترحمنا لنا تغفر م ل وإن أنفسنا ظلمناآية) : ، (.83األعراف

" : وباألصالة بالذات آدم إلى الخطأ نسبة اآليات بعض في بلعهدنا ولقد

: ( " آية ، طه عزما له نجد ولم فنسي قبل من آدم ،�( "115إلىإليه فوسوس

الصغير 3 الجامع .2333صحيح عائشة عن والترمذي داود، وأبو أحمد رواه

101

ال وملك الخلد شجرة على ك أدل هل آدم يا قال يطان الشآية" ) : ، طه (.12يبلى

: ( " " : آية ، طه فغوى ه رب آدم وعصى تعالى (.121وقال " : عليه فتاب ه رب اجتباه ثم أيضا، وحده التوبة إليه نسب كما

: ( آية" ، طه المعصية( 122وهدى في األصل أنه يفيد مما ، . له تبع وامرأته

هي، إال تبعتها يحمل ال حواء خطيئة فإن األمر يكن ومهما " : قد أمة تلك أخرى وزر وازرة تزر وال إثمها، من براء وبناتها

كانوا عما تسألون وال كسبتم ما ولكم كسبت ما لها خلتآية" ) : ، البقرة (.134يعملون

4 : الجنة ودخول الجزاء في للرجل المرأة مساواة وفي � " : عامل عمل أضيع ال ي أن هم رب لهم فاستجاب تعالى الله يقول

: ( " آية ، عمران آل بعض من بعضكم أنثى أو ذكر من منكمعند( 195 تضيع ال األعمال أن على صراحة في القرآن فنص ،

من بعضهم فالجميع أنثى، أم ذكرا العامل إكان سواء الله، " : عمل من تعالى قال واحدة، وطبيعة واحدة، طينة من بعض،بة طي حياة ه فلنحيين مؤمن وهو أنثى أو ذكر من صالحا

: ( " آية ، النحل يعملون كانوا ما بأحسن أجرهم هم (.97ولنجزين " : أنثى أو ذكر من الصالحات من يعمل ومن تعالى وقال ��

( " ، النساء نقيرا يظلمون وال ة الجن يدخلون فأول�ئك مؤمن وهو(.124آية :

5 : للمرأة المالية الحقوق وفي كان ـ ما اإلسالم أبطلمن النساء حرمات من � وعجما عربا � األمم من كثير عليه

يملك فيما التصرف في عليهن التضييق أو والميراث، التملكحق لهن فأثبت منهن، المتزوجات بأموال األزواج واستبداد

المشروعة، بأنواعه التصرف وحق وفروعه، بأنواعه التملكالبيع حق وأعطاهن كالرجال، لهن واإلرث الوصية فشرع

والكفالة والصدقة والوقف واإلعارة، والهبة واإلجارة والشراءذلك ويتبع واألعمال العقود من ذلك وغير والرهن والحوالة

وغيره بالتقاضي � نفسها عن كالدفاع مالها، عن الدفاع حقوقالمشروعة األعمال .1من

6: أما باعتبارها المرأة �

1 . ص� القرضاوي د المسلم المجتمع .324مالمح

102

أما، باعتبارها المرأة م كر نظاما وال دينا التاريخ يعرف الوجعلها بها الوصية أكد لقد اإلسالم، مثل مكانتها، من وأعلىأصول من برها وجعل وعبادته، الله بتوحيد للوصية تالية

من تحملته لما األب حق من أوكد حقها جعل كما الفضائل،يقرره ما وهذا والتربية، واإلرضاع والوضع الحمل مشاق

األبناء أذهان في ليثبته سورة من أكثر في ويكرره القرآن ": بوالديه اإلنسان ووصينا تعالى قوله مثل في وذلك ونفوسهم

لي اشكر أن عامين في وفصاله وهن على وهنا أمه حملته : ( " آية لقمان، المصير إلي :"14ولوالديك تعالى( وقال ،

كرها ووضعته كرها أمه حملته إحسانا بوالديه اإلنسان ووصينا : ( " آية األحقاف، شهرا ثالثون وفصاله .1(15وحمله

: المؤمنين أمام وضع أنه الكريم القرآن توجيهات ومنأثر لهن كان صالحات، ألمهات حسنة وقدوة أمثلة والمؤمنات

. اإليمان تاريخ في ومكانولدها ــ وتلقى وإلهامه، الله وحي إلى تستجيب موسى فأم

": تعالى قال ربها وعد إلى مطمئنة اليم، في كبدها وفلذهفي فألقيه عليه خفت فإذا أرضعيه أن موسى أم إلى وأوحينامن وجاعلوه إليك رادوه ا إن تحزني وال تخافي وال اليم

آية" ) : القصص، (.7المرسلينمن ــ خالصا لله، محررا بطنها في ما نذرت التي مريم وأم

قال نذرها منها يتقبل أن الله داعية لغيره، عبودية أو شرك كل" ) : تعالى:" آية عمران، آل العليم ميع الس أنت ك إن ي من ل فتقب

35.)يمنعها ــ لم تتوقع كانت ما غير على أنثى المولد كان فلما

سوء كل من يحفظها أن الله سائلة بنذرها، الوفاء من ذلك ": بك أعيذها ي وإن تعالى قال

: ( " آية عمران، آل جيم الر يطان الش من تها ي (.36وذرفي ــ آية القرآن جعلها عيسى، المسيح أم عمران ابنة ومريم

": عمران ابنت ومريم بكلماته والتصديق لله القنوت الطهربكلمات وصدقت وحنا ر من فيه فنفخنا فرجها أحصنت تي ال

: ( " آية التحريم، القانتين من وكانت وكتبه ها .2(12رب7: بنتا باعتبارها المرأة �

ص 1 المسلم المجتمع .328مالمحص 2 نفسه .331المصدر

103

ويضيقون البنات، بميالد يتشاءمون الجاهلية في العرب كان : والله أنثى ولدت زوجه بأن بشر وقد � اآلباء أحد قال حتى به،

. ال أنها يريد سرقة وبرها بكاء نصرها الولد بنعم هي مابالقتال ال والبكاء، بالصراخ إال وأهلها أباها تنصر أن تستطيع

. ألهلها زوجها مال من تأخذ بأن إال تبرهم أن وال والسالح،يدفنها � ابنته يئد أن لألب تبيح عندهم المتوارثة التقاليد وكانت

تكبر حين تجلبه قد عار من أو يقع، قد فقر من خشية � حية": لهم ومقرعا عليهم منكرا القرآن يقول ذلك وفي قومها على

: ( " آية * التكوير، قتلت ذنب بأي سئلت الموؤودة (.�9 8وإذا ": ر بش وإذا تعالى قال البنات، والدة عند اآلباء حال ويصف

* من يتوارى كظيم وهو مسودvا وجهه ظل باألنثى أحدهمفي ه يدس أم هون على أيمسكه به ر بش ما سوء من القوم

: ( " آية النحل، يحكمون ما ساء أال راب (.�59 58التابنته بيع في الحق األب تعطى القديمة الشرائع بعض وكانت

أن له تجيز � حمورابي كشريعة � اآلخر وبعضها شاء إذا. ليقتلها آخر رجل إلى يسلمها

يهبها � ونعمة الله من هبة � كاالبن البنت فاعتبر اإلسالم جاء " : ويهب إناثا يشاء لمن يهب تعالى قال عباده، من يشاء لمن * يشاء من ويجعل وإناثا ذكرانا يزوجهم أو الذكور يشاء لمن

: ( " آية ، الشورى قدير عليم ه إن (.�59 49عقيماتكون قد البنات بعض أن قصصه في الكريم القرآن وبين

في كما الذكور، األبناء من كثير من ذكرا، وأخلد أثرا أعظمواصطفاها وطهرها الله اصطفاها التي عمران ابنة مريم قصة

أن تتمنى بها حملت عندما أمها كانت وقد العالمين، نساء علىالصالحين من ويكون الهيكل، يخدم ذكرا :1تكون تعالى قال ،

را" محر بطني في ما لك نذرت ي إن رب عمران امرأة قالت إذ * رب قالت وضعتها فلما العليم ميع الس أنت ك إن ي من ل فتقب

كاألنثى الذكر وليس وضعت بما أعلم والله أنثى وضعتها ي إنيطان الش من تها ي وذر بك أعيذها ي وإن مريم سميتها ي وإن

( " * آل حسنا نباتا وأنبتها حسن بقبول ها رب لها فتقب جيم الرآية : ، (.�37 35عمران

ص� 1 المسلم المجتمع .�333 332مالمح

104

بناته، صحبة يحسن أب كل جزاء الجنة اإلسالم رسول وجعلحتى فيهن، الله حق ورعاية تأديبهن، وحسن تربيتهن على ويبرعليه الله صلى � بجواره منزلته وجعل عنهن، يموت أو يبلغن،

: وسلم عليه الله صلى قال المقيم، النعيم دار في � وسلموضرائهن" ألوائهن على فصبر بنات، ثالث له كان من

واثنتان رجل فقال إياهن، برحمته الجنة الله أدخله وسرائهن، : . : الله، رسول يا رجل قال واثنتان قال الله؟ رسول يا

: وواحدة قال .1وواحدة،

بل به، يتطير نحس وطالع منه، يخاف عبئا البنت والدة تعد لمالله فضل من وراءها لما وتطلب، ترجى ورحمة تشكر نعمةإلى الوأد عادة اإلسالم أبطل وبهذا مثوبته، وجزيل تعالى،

عميق مكان أبيها قلب في للبنت وأصبح .2األبد،

8: زوجة باعتبارها المرأة ـعمل من رجسا المرأة تعتبر والمذاهب الديانات بعض كانت

والرهبنة، التبتل حياة إلى واللجوء منه الفرار يجب الشيطانطاه أو للرجل، متاع آلة مجرد الزوجة يعتبر كان اآلخر وبعضها

الرهبانية بطالن يعلن اإلسالم فجاء لمنزله، خادم أو لطعامهمن آية الزوجية ويعتبر الزواج على ويحث التبتل عن وينهي " : من لكم خلق أن آياته ومن تعالى قال الكون، في الله آياتفي إن ورحمة مودة بينكم وجعل إليها تسكنوا ل أزواجا أنفسكم

: ( " آية ، الروم رون يتفك قوم ل آليات (.21ذلكمجرد يجعلها ولم زوجها، على حقوقا للزوجة اإلسالم وقرر

من ورقيب، حافظ من أكثر عليها جعل بل ورق، على حبرثانيا، ويقظته المجتمع ضمير ومن أوال، وتقواه المسلم إيمان

. ثالثا وإلزامه الشرع حكم ومن:)) (( الصداق الحقوق هذه للمرأة وأول الله أوجبه الذي

" : تعالى قال لها وإرادته فيها برغبته منه إشعارا الرجل علىنفسا منه شيء عن لكم طبن فإن نحلة صدقاتهن ساء الن وآتوا

: ( " آية ، النساء مريئا هنيئا (.4فكلوه

الذهبي )1 ووافقه اسناده وصحح الحاكم (.176 / 4رواهالمسلم )2 المجتمع .334مالمح

105

هي فدفع أخرى، مدنيات في نجدها التي المرأة من هذا فأينال مطلوبة المرأة جعلت الله فطرة أن مع مالها، بعض للرجل

طالبة؟: الحقوق هذه " وثاني " بتوفير مكلف فالرجل النفقة هو

بالمعروف المرأته والعالج والمسكن والملبس المأكلالناس من والفضل الدين أهل عليه يتعارف ما هو والمعروف ": سعته من سعة ذو لينفق تعالى قال تقتير، وال إسراف بال

إال نفسا ه الل ف يكل ال ه الل آتاه مما فلينفق رزقه عليه قدر ومن : ( " آية الطالق، آتاها (.7ما

ال :"وثالث " " تعالى: قال بالمعروف المعاشرة هو حقوق : ( " آية النساء، بالمعروف (.19وعاشروهن

بين عالقة كل في المعاملة إحسان يتضمن جامع حق وهوالكالم، وطيب الجانب، ولين الخلق، حسن من وزوجه، المرء

. عنها والترفيه بالممازحة نفسها وتطييب الوجه، وبشاشةغير في � الزوج طاعة عليها أوجب الحقوق هذه مقابل وفيبإذنه إال منه تنفق فال ماله، على والمحافظة � طبعا معصية

. أهلها من كان ولو برضاه إال أحدا فيه تدخل فال بيته، وعلىعلى ما مقابل في ظالمة وال كثيرة ليست الواجبات وهذهومن واجب، يقابله حق كل أن المقرر فمن حقوق من الرجل

وال وحدها المرأة على الواجبات يجعل لم أنه اإلسالم عدل ": عليهن ذي ال مثل ولهن تعالى قال بل وحده، الرجل على

آية" ) : البقرة، (.228بالمعروفجميل ومن الواجبات من عليهن ما مثل الحقوق من فللنساءالمرآة أمام وقف � عنه الله رضي � عباس أبن أن يروى ما

: أتزين قال ذلك في سئل فلما زينته، من ويعدل هيئته، يصلحمثل " ولهن الكريمة اآلية تال ثم امرأتي، لي تتزين كما المرأتي

." بالمعروف عليهن ذي الالكريم للقرآن الصحابة فقه عميق من .1وهذا

في يذبها ولم بزوجها، المرأة شخصية اإلسالم يهدر ولمتجعل التي الغربية التقاليد في الشأن هو كما زوجها، شخصية

العائلي، ولقبها ونسبها بأسمها تعرف فال للرجل، تابعة المرأة. فالن زوجة بأنها بل

المتميزة، المستقلة شخصيتها للمرأة أبقى فقد اإلسالم أمابأسمائهن وسلم عليه الله صلى الرسول زوجات عرفنا ولهذا

ص� 1 المسلم المجتمع .340مالمح

106

وحفصة بكر، أبي بنت وعائشة خويلد، بنت فخديجة وأنسابهن،أبوها وكان حيي بنت وصفية الحارث، بنت وميمونة عمر، بنت

. وسلم عليه الله صلى للرسول محاربا يهودياأهليتها تفقد وال بالزواج، تنقص ال المدنية شخصيتها أن كما

وتشتري، تبيع أن فلها التصرفات، وسائر والمعامالت للعقودوتوكل وتتصدق مالها من وتهب وتستأجر أمالكها وتؤجر

وتخاصم.في والزالت حديثا، إال الغربية المرأة إليه تصل لم أمر وهذا

الزوج بإرادة ما حد إلى دة مقي البالد .1بعض9: المرأة أنوثة على المحافظة �

لعواطف ينبوعا تظل حتى المرأة، أنوثة على يحافظ اإلسالمعلى م حر ما بعض لها أحل ولهذا والجمال، والرقة الحنان

بالذهب، كالتحلي ووظيفتها، األنثى طبيعة تقتضيه بما الرجال،: وسلم عليه الله صلى الله رسول قال الخالص، الحرير ولبس

إلناثهم حل أمتي ذكور على حرام هذين .2إنالتشبه من األنوثة، هذه يجافي ما كل عليها حرم أنه كما

تلبس أن فنهى وغيرها، والسلوك والحركة الزي في بالرجالالمرأة، لبسة يلبس أن الرجل نهى كما الرجل، لبسة المرأة

المتشبهين لعن مثلما بالرجال، النساء من المتشبهات ولعن: وسلم عليه الله صلى الله رسول قال بالنساء، الرجال من

: العاق القيامة يوم إليهم الله ينظر وال الجنة يدخلون ال ثالثةالمترجلة والمرأة والديوث 3لوالديه، ،4.

في أبدا فيجعلها ضعفها ويرعي األنوثة هذه يحمي واإلسالمكف في فهي الحاجات، مكفية النفقات، مكفولة رجل ظلوفق نفقتها، عليهم يجب إخوتها أو أوالدها أو زوجها أو أبيهالجج في الخوض إلى الحاجة تضطرها فال اإلسالم، شريعة

. بالمناكب الرجال ومزاحمة وصراعها الحياةسمعتها على ويحرص وحيائها، خلقها على يحافظ واإلسالم

� السوء وألسنة السوء، خواطر من عفافها ويصون وكرامتها. إليها تمتد أن السوء أيدي عن فضال

؟ عليها اإلسالم يوجب ولهذا: ونظافتها عفتها على والمحافظة بصرها من الغض �� أ

ص 1 المسلم المجتمع .341مالمحرقم 2 ماجه ابن .3595سنن3. : بالرجال المتشبه المترجلةرقم 4 أحمد .1680مسند : أهله على دخل من يبالي ال الذي الديوث صحيح، اسناده

107

": ويحفظن أبصارهن من يغضضن لمؤمنات ل وقل تعالى قالآية" ) : النور، (.31فروجهن

والتستر االحتشام ــ لها ب إعنات دون وزينتها لباسها في ": : منها ظهر ما إال زينتهن يبدين وال تعالى قال عليها تضييق وال

: ( " آية النور، جيوبهن على بخمرهن (.31وليضربنوالعنق كالشعر ـ الخفية زينتها تبدي أال ــ والنحرج

عليها يشق الذين ومحارمها لزوجها إال � والساقين والذراعين ": إال زينتهن يبدين وال األجانب من أستتارها منهم تستر أن

بعولتهن أبناء أو أبنائهن أو بعولتهن آباء أو آبائهن أو لبعولتهنما أو نسائهن أو أخواتهن بني أو إخوانهن بني أو إخوانهن أوأو جال الر من اإلربة أولي غير ابعين الت أو أيمانهن ملكت

: ( " آية النور، ساء الن عورات على يظهروا لم ذين ال الطفل31.)

وكالمها مشيتها في تتوقر أن ــ :" د وال تعالى قال: ( " آية النورن زينتهن من يخفين ما ليعلم بأرجلهن يضربن

31.)وقلن وقال:" مرض قلبه في ذي ال فيطمع بالقول تخضعن فال

: ( " آية األحزاب، معروفا الكالم،(. 32قوال من ممنوعة فليستمعروفا قوال تقول أن مأمورة، هي بل عورة، صورتها .1وليس

: إليها انتباه يجذب ما كل تتجنب أن ــ من هـ بها، ويغريهالمرأة خلق من ليس فهذا األخيرة، أو األولى الجاهلية تبرج : امرأة ما أي وسلم عليه الله صلى الله رسول قال العفيفةزانية فهي ريحها الناس ليشم بيتها من خرجت ثم .2استعطرت

) لها و) محرما وال زوجها ليس رجل بأي الخلوة عن تمتنع أنألسنة من ولسمعتها اإلثم، اجس هو من ونفسه لنفسها صونا

: رجل يخلون ال وسلم عليه الله صلى الله رسول قال الزور،محرم ذي مع إال .3بأمرأة

) داعية، ز) لحاجة إال األجانب الرجال بمجتمع تختلط أالوطلب المسجد، في كالصالة الالزم، وبالقدر معتبرة ومصحة

من المرأة تحرم ال بحيث والتقوى، البر على والتعاون العلمفي الشرعية الحدود تنسى وال مجتمعها، خدمة في المشاركة

. الرجال لقاء

ص 1 المسلم المجتمع .�367 366مالمحرقم 2 الترمذي .2786سنن صحيح حسنرقم 3 الباري )1088البخاري (.2/659فتح

108

أنياب من المرأة أنوثة يحمي األحكام بهذه اإلسالم إنعن بالبعد وعفافها حياءها عليها ويحفظ ناحية من المفترسين

عرضها ويصون ثانية، ناحية من والتضليل اإلنحراف عواملهذا مع � وهو ثالثة، ناحية من والمرجفين المفترين ألسنة من

ومن والقلق، التوتر من وأعصابها نفسها على يحافظ � كلهالقلب، وانشغال الخيال، لجموع نتيجة واالضرابات، الهزات

بهذا � أيضا وهو والمهيجات المثيرات شتى بين عواطفه وتوزعاإلنحراف عوامل من الرجل يحمي � والتشريعات األحكام

واإلنحالل السقوط عوامل من كله المجتمع ويحمي .1والقلق: : الناس على الشهيدة األمة بناء عشر الثاني

" واستطاع " متميزة األمة تكوين األساسية، اإلسالم أهداف منواضحة رؤية وفق ذلك تحقيق وسلم عليه الله صلى النبي

من العرب وتخلص حاكمة وشريعة راسخة عقيدة على مبنيةالجاهلية، والنعرات القبلية والعصبيات والشتات الفرقة

وعالم الشعور، وعالم الفكر عالم في كبيرة نقلة وانتقلواتعبد واحدة، أمة القبائل تلك وأصبحت الواقع، وعالم الشعور،

صلى الرسول لزعامة وتنقاد واحد لكتاب وتخضع واحد إلهاإللهية، التعاليم لهم والموضح والمعتبر المبين وسلم عليه الله

وال لونية وال عرقية رابطة على تقوم ال األمة هذه وأصبحت. شيء كل قبل ورسالة عقيد أمة هي بل طبقية وال إقليمية

": هو تعالى الله قال كما المسلمين أمة أو اإلسالم أمة هيشهيدا سول الر ليكون هذا وفي قبل من المسلمين سماكم

: ( " آية الحج، اس الن على شهداء وتكونوا 2.3(78عليكم

الله صلى النبي قادها التي � المسلمة األمة الله أخرج فقد إلهيا منهجا ولتحمل كبيرا، كونيا دورا لتؤدي � وسلم عليهوهذا جديدا، ونظاما فريدا، واقعا األرض في ولتنشىء عظيما،

والتماسك والتميز والعطاء، التجرد يقتضي الكبير الدورالعظمة من األمة هذه طبيعة تكون أن يقتضي مختصر وبتعبير

الحياة هذه في لها الله قدره الذي الدور عظمة تسامي بحيث. اآلخرة في لها الله أعدها التي المكانة 4وتسامي

مصادفة األمم بين السامقة المكانة هذه األمة هذه تنل ولميكون أن عن منزه وتعالى سبحانه فالله محاباة، وال جزافا وال

ص 1 المسلم المجتمع .368مالمحص 2 العظيم القرآن مع نتعامل .97كيفالقرآن ) 3 ظالل .129 /1في قطب( سيدص� 4 الكريم القرآن ظالل .71في

109

يخلق وهو بمقدار، عنده شيء فكل ذلك، من شيء ملكه فيخير األمة هذه أن أخبر عندما سبحانه وهو ويختار، يشاء مافقال اآلية، نفس في وعلته ذلك وجه بين للناس، أخرجت أمة

" بالمعروف: تأمرون اس للن أخرجت أمة خير كنتم تعالى : ( " آية ، عمران آل بالله وتؤمنون المنكر عن ،(110وتنهون

أمة خير األمة هذه كانت القدر العظيمة الثالثة األمور فبهذهبه كانت ما كل هي ليست األمور هذه أن على للناس، أخرجت

األمة هذه أهلت كثيرة وخالل أمور هناك إذ أمة خير األمة هذهوال تدوم ال إذ وأعظمها، أهمها الثالثة هذه ولكن الخيرية، لهذه

فقدت فإن وأدائها، بإقامتها إال تحفظ وال الخيرية هذه تستمربهذه ا حري يكن لم األمة هذه األجيال من جيل في األمور هذه

بها حظيت التي .1الخيرية

: القرآن في األساسية األمة أوصاف ــ: أربعة أوصاف األمم من غيرها عن األمة هذه يميز ما أبرز

1: الربانية أنشأها ـ أمة فهي الوجهة، وربانية المصدر، ربانيةلها اكتمل من هي وأحكامه تعاليمه وتعهدتها تعالى الله وحي

" : أكملت اليوم تعالى قال كما عليها، الله نعمة به وتمت دينها،" دينا اإلسالم لكم ورضيت نعمتي عليكم وأتممت دينكم لكم

آية) : ، عرمان (.3آل: يقول الكريم القرآن نجد ولهذا األمة، هذه صانع هو تعالى قال

: ( " آية" ، البقرة وسطا أمة جعلناكم فهذا( 143وكذلك ، " " األمة هذه جاعل هو الله أن يفيد جعلناكم التعبير

. وصانعها ومستخدمها( " " : آل اس للن أخرجت أمة خير كنتم تعالى قوله ذلك ومثل

: آية ، " 110عمران " هناك( أن على يدل أخرجت فتعبير ، نباتا تكن ولم اعتباطا، تظهر لم فهي األمة، هذه أخرج مخرجا

مقصود نبات هو بل زارع، يزرعه أن دون وحده ينبت برياوهيأها وزرعها األمة هذه أخرج والذي والرعاية بالعناية متعهد

. شأنه جل الله هو لرسالتهاتعيش ألنها كذلك، ربانية ووجهتها رباني، مصدرها أمة فهي

من فهي الله أرض في الله منهج ولتحقيق الله، ولعبادة لله،ص� 1 بي للصال الكريم القرآن في .71الوسطية

110

" : صالتي إن قل لرسوله تعالى قال كما الله، وإلى اللهالعالمين } رب لله ومماتي ومحياي "162ونسكي له{ شريك ال

آية) : ، (.�163 162األنعام2: الوسطية ـ

الناس: على للشهادة األمة هذه تؤهل التي الوسطية والثاني" : الكريمة اآلية جاءت وفيها للبشرية، األستاذية مكان وثبوتها

ويكون اس الن على شهداء تكونوا ل وسطا أمة جعلناكم وكذلك : ( " آية ، البقرة شهيدا عليكم سول (.143الر

والتصور االعتقاد في وسطية جامعة، شاملة وسطية ومنوالسلوك، األخالق في ووسطية والتعبد الشعائر في ووسطية

األفكار في ووسطية والتشريع النظم في ووسطيةالمثالية بين والمادية، الروحية بين وسطية والمشاعر،

والجماعية الفردية بين والوجدانية، العقالنية بين والواقعية،والتطور الثبات .1بين

" " السبل بين المستقيم الصراط تمثل التي األمة إنهاوما السماوات في ما له الذي الله صراط والملتوية، المتعرجة

النبيين من عليهم الله أنعم الذين صراط األرض، فيعليهم المغضوب صراط ال والصالحين والشهداء والصديقين

. الضالين وال3: الدعوة ـ

: أمة وليست ورسالة دعوة أمة فهي الدعوة الثالث والوصفلذاتها، والهداية والخير الحق رسالة تحتكر نفسها عن منكفئةعليها، فريضة الدعوة بل الناس، في نشرها على تعمل والأساس بالله اإليمان مع المنكر عن والنهي بالمعروف واألمر

. األمم كل على تفضيلهاولكل األجناس، لكل رسالة عالمية رسالة اإلسالم رسالة إن

. اللغات ولكل الشعوب، ولكل األقاليم، ولكل األلوان،

ص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .98كيف

111

": ليكون عبده على الفرقان ل نز ذي ال تبارك تعالى قال ( " آية الفرقان، نذيرا (.1للعالمين

": تعالى " وقال جميعا إليكم الله رسول ي إن اس الن ها أي يا قلآية) : (.158األعراف،

4: الوحدة �� : : أمة اإلسالم يريدها التي فاألمة الوحدة الرابع والوصف

صهرها فقد وطبقات وألوان عروق من تكونت وإن الوحدة،وربطها بينها القوارق وأذاب بوتقته، في جميعا اإلسالم

. لها انفصام ال الوثقى بالعروة" ": فاعبدون كم رب وأنا واحدة أمة أمتكم هذه إن تعالى قال ��

آية) : (.92األنبياء،": تعالى وقال �� " قون فات كم رب وأنا واحدة أمة أمتكم هذه وإن

آية) : (.52المؤمنون، : األمة بل اإلسالمية، األمم تعبيرنا في تقول أن يجوز ال ولهذا

متفرقة أمما وليست الله، أمر كما واحدة أمة فهي اإلسالمية": تعالى قال كما شعوب ذات أمة وهي اإلستعمار أراد كما

: ( " آية الحجرات، لتعارفوا وقبائل شعوبا فال( 13وجعلناكم ، " اإلسالمية " األمم بدل اإلسالمية الشعوب نقول أن .1بأس : اإليمان أن وهي شأن ذات قضية على ه ننب أن هنا المفيد ومن

" والتي" اإليمان، وأخوة اإلسالم عقيدة على المؤسسة األمة ب�هناك أن ينفى ال � كانوا حيث رحابها في المسلمين جميع تضم

وال عليها، ويحافظون بها، يعتزون قوم لكل معينة خصوصياتعصبية إلى تتحول لم إذا ذلك من مانع وال فيها، طون يفر

تهدد انفصالية إنانية نزعة إلى أو اإلسالم إخوة تقاوم عرقية. اإلسالم دولة وحدة

بعده من وأصحابه وسلم عليه الله صلى الله رسول ترك ولقداإلسالمية القيادة ظل في الخاصة راياتها تحت تقاتل القبائل

ال حتى وإقدامهم لحماسهم إضافيا مصدرا ذلك ليكون العامة،. وعشائرهم أقوامهم على العار يجلبوا

لهم، الخير جلب في ورغبته وعشيرته لقومه الرجل حب إن : فيها، خطر وال عليها، غبار ال فطرية نزعة عنهم الشر ودفع

. بها واهتمامه ألسرته، حبه في خطر ال كمالإلسالم معاديا موقفا وقفوا إذا فيما يتمثل إنما الخطر إن

كانت ولو والمواالة الموادة تحرم هنا ورسوله، الله وحادوا

ص 1 العظيم القرآن مع نتعامل .101كيف

112

وأخيه، وزوجه وبنيه وبناته وأبيه كأمه لإلنسان، الناس ألقرب ": من يوادون اآلخر واليوم ه بالل يؤمنون قوما تجد ال تعالى قال

أو إخوانهم أو أبناءهم أو آباءهم كانوا ولو ورسوله ه الل حادآية" ) : المجادلة، (.22عشيرتهم

": وإخوانكم آباءكم خذوا تت ال آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى وقالمنكم هم يتول ومن اإليمان على الكفر وا استحب إن أولياء

وإخوانكم * وأبنآؤكم آباؤكم كان إن قل الظالمون هم فأول�ئكتخشون وتجارة اقترفتموها وأموال وعشيرتكم وأزواجكم

وجهاد ورسوله الله من إليكم أحب ترضونها ومساكن كسادهاالقوم يهدي ال والله بأمره الله يأتي ى حت صوا فترب سبيله في

آية" ) : التوبة، (.�24 23الفاسقينوشعبه وعشيرته قومه ويحب أسرته، الرجل يحب أن البأس

الله حب فإن ورسوله الله حب مع ذلك تعارض إذا ولكن: القائل بقول المسلم يتغنى هنا شيء كل من أغلى ورسوله

سواه لي أب ال اإلسالم أبي

تميم أو بقيس افتخروا 1إذا

: : السماحة عشر الثالثوالسماحة مقاصدها وأكبر الشريعة أوصاف أول السماحة

وسط فهي المشادة، فيه الناس اعتاد فيما المعاملة سهولةيدل لفظ أرشق هو السماحة ولفظ والتساهل، الشدة بين

. المقنع قال له بمال جاء إذا فالن سمح يقال المعنى، هذا علىالكندي:

سماحة الفضول من العطاء ليسقليل لديك وما تجود حتى

األعجم زياد قابلها ولهذا الجود، من أخص فالسماحة: قوله في بالندى

والندى والمروءة السماحة إنالحشرج ابن على ضربت ة قب قي

عن الحديث وفي والبذل، الجود خلق على السماحة فتدل" رحم وسلم عليه الله صلى الله رسول قال الله عبد ابن جابر

اقتضى إذا سمحا اشترى، إذا سمحا باع، إذا سمحا رجال .2اللهص� 1 العظيم القرآن مع نتعامل .102كيفرقم 2 .2076البخاري

113

طرفي بين وسطا الكائنة اإلسالم صفات أكبر من فالسماحةعن عباس ابن عن الصحيح الحديث وفي وتفريط، إفراط " : الله إلى الدين أحب وسلم عليه الله صلى الله رسول

" السمحة .1الحنيفيةاليسر معنى وهو المعتدل، التيسير إلى السماحة معنى فرجع

" : وال اليسر بكم الله يريد تعالى قال اإلسالم، به الموصوف : ( " آية ، البقرة العسر بكم (.185يريد

اإلسالم، تشريع في األصل هذا على يدل الشريعة واستقراءحتى الخبر، هذا أو اآلية هذه بمجرد عليه االستدالل فليس

أدلة ألن بالظواهر، تثبت ال القطعية األصول إن معترض يقولولهذا القطع تفيد الظواهر وكثرة منتشرة كثيرة األصل هذا

الله ودين الموطأ من مواضع في أنس بن مالك االمام قالحتى قالها ما فإنه االمام ذلك من الكلمة بهذه وحسبك يسر

وصف أكمل السماحة إن الشريعة استقراء من استخلصهاواإلرشاد الهدى قبول على وأعون النفس قال 2الطمئنان ،

" غليظ: vا فظ كنت ولو لهم لنت الله من رحمة فبما تعالى : ( " آية ، عمران آل حولك من النفضوا (.159القلب

الشريعة هذه جعل الله أن الشريعة في السماحة حكمة إنف الجبلة إلى راجعة الفطرة وأمور الفطرة، في هدين كائنة ي

الشدة من النفور الفطرة ومن قبولها، عليها سهل النفوس" : تعالى قال اإلنسانواإلعنات، وخلق عنكم يخفف أن الله يريد

(.28ضعيفا" )النساء ، آية : دائمة، عامة شريعة اإلسالمية الشريعة تكون أن الله أراد وقد

ذلك يكون وال سهأل، األمة بين تنفيذها يكون أن ذلك فاقتضىألن للنفوس، مالءمة أشد بسماحتها االعنات، عنها انتفى إذا إال

ومجتمعها خويصتها حالي في النفوس إراحة .3فيهاوطول الشريعة انتشار في عظيم أثر للسماحة ظهر وقد

للشرائع األمم امتثال سرعة أن التاريخ أرانا إذ دوامها،من األديان اقتراب مقدار على كان اتباعها على ودوامهم

ألصل متجاوزا حدا الشدة من األديان بعض بلغ فإذا السماحة،أو عنه ينصرفوا أن يلبثوا ولم العنت اتباعه لحق السماحة

معظمه في طوا .4يفررقم 1 المفرد األدب .188البخاريص� 2 عاشور الطاهر محمد االجتماعي النظام .51أصولص� 3 الطاهر محمد اإلسالمية الشريعة .271مقاصدص� 4 االجتماعي النظام .52أصول

114

ألحكامه، السماحة وصف استدامة على اإلسالم حافظ وقدما الحالية أو الزمنية العوارض من لها عرض إن أنها لها فقدر

المشروع الرخصة باب لها انفتاح شدة على مشتملة يصيرها" " : عليه إثم فال عاد وال باغ غير اضطر فمن تعالى بقوله

آية) : ، (.173البقرة : ( " " آية: ، األنعام إليه اضطررتم ما إال وفي( 119وبقوله ،

" تؤتى: أن يحب كما رخصه تؤتى أن يحب الله إن الحديث.1عزائمه"

: التيسير تجلب المشقة المشهورة الفقه قواعد .2ومنالنزعات ـ 1 أصحاب على إنكارة الكريم، القرآن سماحة ومن

. لعباده أخرج التي والزينة الطيبات يحرمون والذين المتطرفة" ــ : وكلوا مسجد كل عند زينتكم خذوا آدم بني يا تعالى قال

زينة * م حر من قل المسرفين يحب ال ه إن تسرفوا وال واشربواذين لل هي قل زق الر من بات ي والط لعباده أخرج تي ال اللهاآليات نفصل كذلك القيامة يوم خالصة الدنيا الحياة في آمنوا

: ( " آية ، األعراف يعلمون المدني،(. �32 31لقوم القرآن وفي " : موا تحر ال آمنوا ذين ال ها أي يا بقوله المؤمنة الجماعة يخاطب

المعتدين * يحب ال الله إن تعتدوا وال لكم الله أحل ما بات طيبه أنتم ذي ال الله قوا وات با طي حالال الله رزقكم مما وكلوا

آية" ) : ، المائدة (.�88 87مؤمنونمنهج حقيقة للمسلمين تبينان الكريمتان اآليتان وهاتان

في وجد الذي الغلو ومقاومة بالطيبات التمتع في اإلسالمالمتنطعين بعض عند أو األديان، .3بعض

: ـ 2 الدعوة في منهج من يتبعه ما أيضا اإلسالم سماحة ومنقال الكريم القرآن ففي المخالفين، وجدال وجل، عز الله إلى

" الحسنة: والموعظة بالحكمة ك رب سبيل إلى ادع تعالى : ( " آية ، النحل أحسن هي تي بال (.125وجادلهم

بالجدال باألمر تكتفي ال أنها يجد الكريمة اآلية تأمل ومنهناك كان فإذا أحسن، هي بالتي أمرت بل الحسنة، بالطريقة

: أحسن واألخرى حسنة إحداهما والمناقشة للحوار طريقتان جذبا أحسن هي بالتي يجادل أن المسلم على وجب منها،

المتباعدة لألنفس وتقريبا النافرة .4للقلوب3: وسلم عليه الله صلى النبي سماحة من �

رقم 1 حبان ابن .354صحيحص� 2 االجتماعي النظام .52أصولص� 3 العزيز عبد عمر اإلسالم .370سماحةص� 4 نفسه .30المصدر

115

يستأذنه وسلم عليه الله صلى النبي إلى قريش من فتى جاءالله صلى النبي على لجرأته به وهموا الصحابة فثار الزنا، في

موقفا وقف وسلم عليه الله صلى النبي ولكن وسلم، عليه : : " " : جعلني والله، ال قال ألمك؟ أتحبه فقال فدنا أدنه فقال آخر

: مثل له قال ثم ألمهاتهم، يحبونه الناس وال قال فداك؟ الله : أتحبه يقول ذلك كل في وخالته، وعمته وأخته ابنته في ذلك : عليه الله صلى فيقول فداك، الله جعلني ال فيقول لكذا؟ " : .. اغفر اللهم وقال عليه يده فوضع يحبونه الناس وال وسلم

إلى يلتفت ذلك بعد يكن فلم فرجه، وحصن قلبه، وطهر ذنبه،.1شيء

تحسينا الرفق، بهذا وسلم عليه الله صلى النبي عامله وإنمايزل فلم عليه، طارئ والشر فيه كامن الخير وأن به، للظن

وفحشه، الزنا خبث إلى قلبه واطمأن عقله، اقتنع حتى يحاورهوسلم عليه الله صلى النبي دعاء ذلك مع .2وكسب

: الرحمة : عشر الرابعالعناية لها كانت التي العظيمة القرآنية االخالق من وهي

لما بشأنها والتوبة ذكرها حيث من الكريم القرآن في الكبرىوالدنيوية الدينية الحياة في األثر عظيم من .3لها

1: تعالى الله صفات من صفة الرحمة �بها وصف التي وتعالى تبارك الحق صفات من صفة وهيعند فضال آية، مائتي نحو في العظيم القرآن في كثيرا نفسهالتي البسملة وذلك الرحيم، الرحمن بصفتي سورة كل تصدر

براءة سورة عدا سورة كل من آية .4هيبعباده العام وشمولها العظيمة رحمته مبلغ على للداللة وذلك

ومخلوقاته."ــ : تعالى ذين قال لل فسأكتبها شيء كل وسعت ورحمتي

بعون * يت ذين ال يؤمنون بآياتنا هم ذين وال ك�اة الز ويؤتون قون يت : ( " آية ، األعراف األمي بي الن سول (.�157 156الر

" ــ : كل وسعت نا رب الكرام مالئكته لسان على تعالى وقالوقهم سبيلك بعوا وات تابوا ذين لل فاغفر وعلما حمة ر شيء

: ( " آية ، غافر الجحيم (.7عذاب

أحمد )1 (.256 / 5مسند2 . ص� العزيز عبد عمر د اإلسالم .31سماحة3( . الحداد أحمد د والسنة القرآن في النبي (.611 / 2أخالفنفسه )4 (.612 / 2المصدر

116

يقول ــ أن وسلم عليه الله صلى للنبي تعليما تعالى وقال " : يرد وال واسعة رحمة ذو كم ب ر كذبوه هم إن للمشركين

: ( " آية ، األنعام المجرمين القوم عن (.147بأسهالثابتة صفته الرحمة أن الكريم كتابه في تعالى الله قرر ولقد

" : على كم رب كتب سبحانه قال كما أبدا، عنه تزول ال التي : ( " آية ، األنعام حمة الر (.54نفسه

مسلم أحد من فما كلها، الخليقة في رحمته آثار ظهرت وقديتعايشون فيها الدنيا هذه في رحمته آثار من وعليه إال كافر أو

في خاصة للمؤمنين لكنها بون يتقل وفيها ويوادون، ويؤاخون،فيها للكافرين الحظ .1اآلخرة

2: بخلقه رحمته مظاهر من �رسله لهم بعث أن تعالى الله رحمة مظاهر أجل كانت وقدخلقه من وصفوته رسله وسيد أنبيائه خاتم بعث ثم تترى،

به أمتن الذي عليه وسلمه الله صلوات الله عبد بن محمدرحمة وجعله الغمة، به وأزاح الظلمة به وكشف األمة على " : رحمة إال أرسلناك وما تعالى قال كما أجمعين، للعالمين

آية" ) : ، األنبياء لعالمين (.107ل " : عليه عزيز أنفسكم من رسول جاءكم لقد تعالى قال وكما

: ( " آية ، التوبة حيم ر رؤوف بالمؤمنين عليكم حريص م عنت ما128.)

تعالى ــ الله رحمة عن وسلم عليه الله صلى النبي حدث وقد " : كتب الخلق قضى لما الله إن فقال وكنهها، سعتها ومبلغ

: غضبي سبقت رحمتي إن عرشه فوق .2عنده: " ــ الرحمة الله جعل وسلم عليه الله صلى الله رسول وقال

األرض في وأنزل وتسعين، تسعة عنده فأمسك جزء، مائةالدابة ترفع حتى الخالئق تتراحم الجزء ذلك فمن واحدا، جزءا

تصيبه أن خشية ولدها عن .3حافرها: ــ قدم قال � عنه الله رضي � الخطاب بن عمر حديث ومن

من امرأة فإذا بسبي، وسلم عليه الله صلى الله رسول علىالسبي في صبيا وجدت إذا ثديها، تحلب قد تسعى السبي

الله صلى الله رسول فقال وأرضعته، ببطنها وألصقته أخذته : : ال قلنا النار؟ في ولدها طارحة المرأة هذه أترون وسلم عليه

التأويل )1 .157 / 7محاسن للقاسمي( رقم 2 .2751مسلمرقم 3 .2754مسلم

117

صلى الله رسول فقال تطرحه، ال أن على تقدر وهي والله : بولدها هذه من بعباده أرحم الله وسلم عليه .1الله

3: بها التحلي على المؤمنين حض �في علبها وحثهم بالرحمة، التحلي إلى عباده تعالى الله ندب

أجرها لينالوا المواطن تلك في أهميتها لكبير مواطنها بعضالله عظم ذين الل بالوالدين كالرحمة وذلك ثوابها، وعظيم

فكانت بطاعته، وطاعتهما بشكره، شكرهما وقرن شأنهما " : لهما واخفض تعالى قال حيث مة محت الكبر عند الرحمة

" صغيرا ياني رب كما ارحمهما ب ر وقل حمة الر من الذل جناحآية) : ، (.24اإلسراء

الله صلى محمد أصحاب شأن في ذكره جل الله قال وقد " : الكفار على أشداء معه ذين وال ه الل سول ر محمد وسلم عليه

: ( " آية ، الفتح بينهم (.29رحماء" : سبحانه بقوله بصفاتهم اتصف ولمن لهم يالزمها أثبتها كما ��

ونه ويحب هم يحب بقوم الله يأتي فسوف دينه عن منكم يرتد من : ( " آية ، المائدة الكافرين على ة أعز المؤمنين على ة (.54أذل

وهذا بينهم، التراحم بسبب بينهم فيما بها يتحلون التي الذلة إذكان حيث المؤمنين صفات أجل من الرحمة أن على دليل

والثناء االمتنان معرض في لديهم الرحمة عن القرآن حديثمن المتراحمين مكانة عظيم على يدل مما البليغ، والمدحالله أعده ما ذلك على دل وفد تعالى، الله عند المسلمين

: بقوله عنه تعالى الله أخبر الذي والثواب األجر من لهم تعالىبالمرحمة" * وتواصوا بالصبر وتواصوا آمنوا ذين ال من كان ثم

آية ) : ، البلد الميمنة أصحاب (.�18 17أولئكقال والذين بأيمانهم كتبهم يعطون الذين اليمين أصحاب أي * ": في اليمين أصحاب ما اليمين وأصحاب فيهم تعالى الله

مسكوب * * * * وماء ممدود وظل منضود وطلح مخضود سدر" * * مرفوعة وفرش ممنوعة وال مقطوعة ال كثيرة وفاكهة

آية) : .2(�34 27الواقعة،في الحسنة القدوة وسلم عليه الله صلى الله رسول كان وقد

رحمته فكانت بالعالمين، الرحمة وهو المقصد هذا تحقيقوالحيوان والكافرين وبالضعفاء والعيال وباألهل بالمؤمنين،

. ذلك على الدالة واألحاديث بالمواقف مليئة السيرة وكتب

رقم 1 .2754مسلم : فيه ثديها حليب اجتمع تحلب ،والسنة )2 القرآن في وسلم عليه الله صلى النبي (.615/ 2أخالق

118

: : والعقود بالعهود الوفاء عشر الخامسكان التي العظيمة، اإلجتماعية السلوك أخالق من والوفاءعلى الداللة عظيم من له لما فائقة عناية بها الكريم للقرآن

اإليمان وسالمة الفطر وصفاء النفوس، .1تزكية1: بالعهد بالوفاء الترغيب �

الثواب من لهم الله أعد بما بالعهود بالوفاء تعالى الله رغب ": أوفى ومن تعالى قال الكتاب، محكم في عليهم به أثنى وبما

: ( " آية الفتح، عظيما أجرا فسيؤتيه ه الل عليه عاهد (.10بما ": ر يتذك ما إن فقال األجر ذلك عظمة أخرى آيات في فصل وقد

* * الميثاق ينقضون وال الله بعهد يوفون ذين ال األلباب أولواهم رب ويخشون يوصل أن به الله أمر ما يصلون ذين وال * هم رب وجه ابتغاء صبروا ذين وال الحساب سوء ويخافون

ويدرؤون وعالنية ا vسر رزقناهم مما وأنفقوا الصالة وأقاموايدخلونها * عدن ات جن الدار عقبى لهم أولئك ئة ي الس بالحسنةيدخلون والمالئكة اتهم ي وذر وأزواجهم آبائهم من صلح ومن

* عقبى فنعم صبرتم بما عليكم سالم باب كل من عليهمآية" ) : الرعد، (.�24 19الدار

إلى سرى بل عليهم يقتصر لم العظيم األجر ذلك أن فترىيصحبه أن من أكبر للمرء نعيم وأي وأهليهم وفروعهم أصولهم

الثناء بهذا عاقل يفرط ال جرم ال وأهلوه، وفروعه أصوله فيهيكون أن إال يناله أن على قادر وهو يعلمه أن بعد الجزاء وذلك

. الدار سوء لهم وأولئك شقوته، عليه غلبت ممن2: والوزن بالكيل بالوفاء القرآنية األوامر �

بحقوق كلية يتعلق الذي المجال وهو والوزن، بالكيل الوفاءوهو ومعاشهم، حياتهم قوام من عليه يترتب وما اآلخرين،على مبني ألنه فيه التساهل إلى سبيل ال الذي المجال

أحوالهم، للناس يصلح فيه فالوفاء والمقاصة، المشاحةالكريم القرآن في به األمر تكرر ولهذا حقوقهم، لهم ويحفظ

: منها مرات خمس: ( " ": آية األنعام، بالقسط والميزان الكيل وأوفوا تعالى قوله �

152.) ": بالقسطاس وزنوا كلتم إذا الكيل وأوفوا تعالى وقال �

آية" ) : اإلسراء، .2(35المستقيم

والسنة )1 القرآن في وسلم عليه الله صلى النبي (.549/ 2أخالقنفسه )2 (.554/ 2المصدر

119

فقد قومه، مع السالم عليه شعيب عن الكريم القرآن وتحدثطرق في يتحكمون الجغرافي بالدهم موقع بحكم قومه كانمصر وبين وجنوبها، الجزيرة شمال بين الموصلة التجارةشاءوا ما الناس على يفرضون فكانوا العراق، وبالد والشامالربح جني إلى سعيا الجائرة، التجارية المعامالت منوالغبن، الظلم من غيرهم على يقع لما مراعاة دون الفاحش، متعارفا أمرا صارت حتى المعامالت هذه فيهم شاعت وقد

دعوته استهل السالم عليه شعيبا الله بعث فلما عندهم، عليهثنى ثم واألوثان، االصنام عبادة من عليه كانوا ما بمحاربة

الميزان نقص أبرزها ومن الجائرة، المعامالت تلك بمحاربة.1والمكيال

": الله اعبدوا قوم يا قال شعيبا أخاهم مدين وإلى تعالى قالالكيل فأوفوا كم ب ر من نة بي جاءتكم قد غيره إل�ه من لكم مااألرض في تفسدوا وال أشياءهم اس الن تبخسوا وال والميزان

: ( " آية األعراف، مؤمنين كنتم إن كم ل خير ذلكم إصالحها بعد85.)

": مدين وإلى تعالى قال هود، سورة في نظائر اآلية ولهذه وال غيره إل�ه من لكم ما الله اعبدوا قوم يا قال شعيبا أخاهم

عليكم أخاف ي وإن بخير أراكم ي إن والميزان المكيال تنقصوا * بالقسط والميزان المكيال أوفوا قوم ويا محيط يوم عذاب

" مفسدين األرض في تعثوا وال أشياءهم اس الن تبخسوا والآية) : (.�84 83هود،

" من تكونوا وال الكيل أوفوا الشعراء سورة في تعالى وقالآية" ) : الشعراء، (.181المخسرين

في المتأصل اإلنحراف هذا معالجة على شعيب تركيز ونجدوالترغيب والنهي األمر شملت مختلفة، بأساليب قومه

والترهيب.المكيال نقص غير جائزة أخرى معامالت شعيب لقوم كان وقد

ونجد العمل هذا يمارس ممن متوقع أمر وذلك والميزاننهاهم التي األمور من جملة في المعامالت هذه يذكر شعيبا

: وهي عنها: أشياءهم الناس بخس ـ :" أ وال تعالى قوله في وذلك

: ( " آية األعراف، أشياءهم اس الن (.85تبخسوا

ص� 1 بابا محمد سعيد السالفة، األمم هالك .450أسباب

120

حده في قيل ما أحسن ومن النقص، هو األصل في والبخس : هو العرب لسان في البخس الله رحمه العربي ابن قول

االحتيال أو القيمة عن المخادعة أو والتزهيد، بالتعييب النقصمنه النقصان أو الكيل في التزيد .1في

يكون فإنه والمكيال، الميزان نقص من أعم هذا على فالبخسفيعم والمقدرات كالمعدودات، وغيرهما والموزون المكيل فيصور ولذلك الناس، حقوق انتقاص منه يقصد تصرف كل

تنقضي ال .2كثيرة: األرض في الفساد ـ :" ب تفسدوا وال قوله في ورد وقد

: ( " آية األعراف، إصالحها بعد األرض (.85في : ( " آية " هود، مفسدين األرض في تعثوا وال (.85وقوله

كل فيه فيدخل سبق، ما كل من أعم األرض في والفسادالمكيال ونقص الله، غير عبادة من يعملونها، كانوا معصية

ذلك وغير حقوقهم الناس وبخس .3والميزان : الطريق قطع ـ :" ج صراط بكل تقعدوا وال تعالى قال

: ( آية" األعراف، كانوا(. 86توعدون عما نهي اآلية هذه وفيشعيب إلى المجيء يريد من طريق في القعود من يفعلونه

: كذاب إنه ويقولون فيصدونه دعوته، األوجه 4لسماع من وهذا ، : أولهما آخران، وجهان فيها وذكر الجملة، هذه حملت التي

: في القعود وثانيهما الناس، أموال وسلب الطريق قطعالله رحمه الشوكاني وجوز الناس من العشور ألخذ الطرق

كلها األوجه هذه على الحملة .5حملفي السالم عليه شعيب بذلها التي الجهود من الرغم وعلى

العناد غير منهم يلق لم فإنه قومه في اإلنحرافات هذه معالجةفيهم، وتأصلها بينهم االنحرافات تلك لشيوع وذلك واإلصرار،

في محاوالته اعتبروا إذ قبيحا، ردا عليه ردوا األمر آخر وفيما سببه الهذيان من ضربا الجائرة معامالتهم عن صرفهم

": أصالتك شعيب يا قالوا تعالى قال الصالة، من عليه يدومنشاء ما أموالنا في فعل ن أن أو آباؤنا يعبد ما ترك ن أن تأمرك

: ( " آية هود، شيد الر الحليم ألنت ك :" 87إن أن( أو فقولهم ، " نقص من عليه درجوا ما به يعنون نشاء ما أموالنا في فعل ن

معامالتهم وسائر حقوقهم الناس وبخس والميزان المكيالالقرآن )1 (.318/ 2أحكامص� 2 بابا محمد سعيد السالفة األمم هالك .450أسبابص� 3 نفسه .451المصدرص� 4 نفسه .451المصدرص� 5 نفسه القدير )452المصدر فتح ،2 /224.)

121

تلك في تدخله عليه وأنكروا بشعيب، فاستهزأوا الظالمة،يتصرفون فيها، أحرار وهم لهم، األموال أن بدعوى األمور،

. األرباح لهم يحقق ما الناس على ويفرضون شاءوا، كيف فيهاهذا في الرباني المنهج عن المنحرفون يردده ما عين وهذا

بالباطل الناس أموال أكل يتعاطون عصر، كل وفي بل العصر،المعامالت وسائر والربا والحيل والخداع، الغش طريق عن

بحرية يسمونه بما واحتجوا تعللوا ذلك عن نهوا فإذا المحرمة،األمور هذه في الدين يتدخل أن واستنكروا .1االقتصاد،

أن اإلسالم إلى منهم المنتسبين سيما ال بهؤالء، واألجدربسبب الهالك من األزمان سالف في بأشباههم حل بما يعتبروايأخذه أن أحدهم أفيأمن عليها، وإصرارهم الظالمة معامالتهم

كما بعده، ولمن زمانه ألهل عبرة ويجعله العذاب، بعاجل اللهمن والعاقل بعدهم ولمن زمانهم ألهل عبرة شعيب قوم جعل

غيره به وعظ من ال بغيره، أهل 2اتعظ شعيب قوم كان فقد ، معهم يجد ولم والموازين، للمكاييل وتطفيف وكفر، شرك

بل والميزان، الكيل وإيفاء التوحيد، إلى إيابهم شعيب دعوةأظلتهم، سحابة وهي الظلة فأصابتهم وإصرارا، عنادا ازدادوا

من صيحة جاءتهم ثم عظيم، ووهج ولهب، نار من شرر فيهافزهقت منهم، أسفل من شديدة األرض من ورجفة السماء

األجسام وخمدت النفوس، وفاضت .3األرواح3: بالعقود بالوفاء األمر �

: ( " ": آية المائدة، بالعقود أوفوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قال1.)

: العقود أنواع بإيمانكم التزمتم الذين أيها يا اآلية ومعنىبها التزمتم التي العقود بتلك أوفوا طاعة، إظهار في والعهود

هذه تعالى الله سمى بعباده وإنما ربطها ألنه عقودا، التكاليفالموثق بالحبل بالشيء الشيء يربط الكريمة 4كما فاآلية ،

بها، التزموا التي بالعقود يفوا أن باإليمان الموصوفين تناديمن ذلك ألن بالعقود، الوفاء على لهم تهييجا باإليمان ووصفهم

به تعلوا الذي اإليمان .5مقتفيات4: بالنذر بالوفاء األمر �

القرآن )1 ظالل (.609/ 4فيص� 2 السالفة األمم هالك .453أسبابكثير )3 ابن (.242/ 2تفسيرالكبير )4 (.123/ 11التفسيرالقرآن )5 في وسلم عليه الله صلى النبي (.558/ 2أخالق

122

": تفثهم ليقضوا ثم تعالى وليطوفوا 1قال نذورهم وليوفوا : ( " آية الحج، العتيق (.29بالبيت

الشرع: في تتعين لم قربة التزام وهو نذر جمع ومنه 2والنذور ، حجه في البر أعمال من الحاج ينذره مما اآلية فيه وردت ما

. ونحوه هدي منمع المؤمن يعقده عقد ألن السابقة، المائدة آية شملته ما وهو

يدل العقود سائر بين من بالذكر فإفراده وتعالى تبارك اللهعن فيتخلى المؤمن فيه يفرط ال وحتى به الوفاء أهمية على

اإليفاء على يزع ال إذ الدنيا، في المطالب لعدم به اإليفاء عدماإليمان قوة إال .3به

": قال حيث مخيفا به للمفرطين تعالى الله تهديد كان ولذلكوما يعلمه الله فإن ذر ن من نذرتم أو فقة ن من أنفقتم وما

: ( " آية البقرة، أنصار من (.270للظالمين

أو أداء به المجازاة رهن فإن تعالى الله يعلمه النذر كان فإذابه وفى أذا أما به يف لم هو إن نفسه إال يخادع فال تفريطا،

تنويه عليه يدل كما تعالى، الله عند عالية مكانة ذا يكون فإنهالكريم كتابه في العظيم الخلق هذا بأهل تعالى .4الله

5: الوفاء بأهل الكريم القرآن تنويه ـ * ": الله بعهد يوفون ذين ال األلباب أولوا ر يتذك ما إن تعالى قال

: ( " آية الرعد، الميثاق ينقضون (.�20 19وال : حيث عقول، أصحاب أي األلباب، بأولي تعالى الله فنعتهمالتي والمواثيق العهود احترام وجوب إلى عقولهم هدتهم

في والمخلوقين والعبادة، اإليمان في لخالقهم بها التزمواقوله ومنها ميثاقا وال عهدا ينقضون فال والسلوك، المعامالتقال عباده، من البر أهل صفات تعداد سياق في سبحانه

البأساء:" في والصابرين عاهدوا إذا بعهدهم والموفون تعالىهم وأول�ئك صدقوا ذين ال أول�ئك البأس وحين اء والضر

آية" ) : البقرة، قون (.177المت

1. والظفر الشعر كطول وشعثهم أوساخهم ليزيلوا أيص� 2 للشاطري النفيس .264اليقوتوسلم )3 عليه الله صلى النبي (.559/ 2أخالقنفسه )4 (.559/ 2المصدر

123

الوفاء خلق ومنها األخالق، هذه أصحاب تعالى الله فوصفعاهدوا ما صدقوا ألنهم وذلك تقوى، وأهل صدق أهل بأنهم

الناكثين به وعد الذي وعقابه عذابه واتقوا عليه، اللهالمتضمن الجليل الملك من الثناء هذا مبلغ فتأمل والخائنين،

قاصرا التعبير تجد الكريمة األخالق تلك بأهل العظيم للتنويهالمعد الكبير الجزاء من عليه ينطوي لما كنهه، إدراك عنالمثني مقام بحسب هو إذ الصفات، بهذه الموصفين ألؤلئكالكريم، وجزائه ثنائه من حظا نال ممن الله وجعلنا والمثيب،

أهل ينال أن غرو وال األوفى، الجزاء لهو الكريم جزاءه فإنبذلك تحلوا قد فإنهم العظيم، الجزاء وذلك الثناء ذلك الوفاء

فإنه وتعالى، تبارك الحق صفات من هو الذي العظيم الخلقعن سبحانه أخبر كما وفاء، يدانيه ال الذي الوفاء ذو سبحانه

" الله :" من بعهده أوفى ومن بقوله القائلين أصدق وهو نفسهآية) : (.111التوبة،

نبي فهذا السالم الصالة عليهم الله أنبياء صفات من أنه كماوفى إذ الوفاء، في المثل ضرب قد السالم عليه إبراهيم اللهحينما وذلك بمثله، ابتلى أن البشر من أحد يعرف لم وفاء

إال منه كان فما بيده كبده فلذة ابنه، يذبح بأن تعالى الله أمرهللجبين وتله ربه، أمر على ابنه وطاوعه ربه، أمر امتثل أن

عظيم بذبح فداه ووفاءه صدقه الله علم فلما الله، أمر ليحقق * ": قد إبراهيم يا بقوله وفائه وعن عنه رضاه عن معبرا وناداه

: ( " آية الصافات، المحسنين نجزي كذلك ا إن ؤيا الر 104صدقت �105)1.

قال الشرعية، التكاليف من بكلمات أيضا الله ابتاله كماجاعلك:" ي إن قال فأتمهن بكلمات ه رب إبراهيم ابتلى وإذ تعالى

" الظالمين عهدي ينال ال قال تي ي ذر ومن قال إماما اس للنآية) : (.124البقرة،

": وإبراهيم فقال هذا بوفائه تعالى الله ينوه أن بذلك فاستحق." وفى ذي ال

وسلم )1 عليه الله صلى النبي (.560/ 2أخالق

124

الشرعية التكاليف من به الله أمره ما بجميع .2وفى

حمله الوفاء خلق فإن السالم عليه يوسف الله نبي وكذلكبحيث وخديعة مكر من معه إخوانه عمله ما ينسى أن علىالجب، غيابة في ألقوه حينما حتفه يلقوه أن إلى يهدفون كانوا

حزن من السالم عليه يعقوب الله نبي أباهم أورثوه عما ناهيكعيناه ابيضت حتى السالم عليه يوسف ابنه فقد على عميق

الله مكنه أن بعد إخوانه إليه وفد فلما ذلك ومع الحزن، من ": وأنا الكيل أوفي ي أن ترون أال تعالى قال األرض، خزائن من

: ( " آية يوسف، المنزلين (.59خيرمنهم واألرحام واإلخوان عامة، الناس بحقوق الوفاء هو هذاريب وال كريم، نبي من الالئق الكريم الخلق هو وهذا خاصة،

أفضل نبينا وعلى عليهم الكريم ابن الكريم ابن الكريم فهووالتسليم 2الصالة

6: والجزاء األجر من الوفاء ألهل الله أعده ما �* ": كافورا مزاجها كان كأس من يشربون األبرار إن تعالى قال

* ذر بالن يوفون تفجيرا يفجرونها ه الل عباد بها يشرب عينا : ( " آية الدهر، مستطيرا ه شر كان يوما (.�7 5ويخافون

صفات لهم األبرار أن ومعلوم أبرارا، تعالى الله فسماهمالله يذكر لم ولكن وتعبدهم، إيمانهم عظمة على تدل كثيرةصفة إال وأجرهم ثوابهم مبلغ على الدالة اآلية هذه في تعالىعلى التوفر في أبلغ الوصف هذا ألن وذلك والخوف، الوفاءلله، نفسه على الله أوجبه بما وفى من ألن الواجبات، أداء

باألولى عليه الله أوجبه بما أوفى قوة 3كان على يدل وذلك ، وتفاوت اإليمان، قوة إال بالنذر الوفاء إلى يدفع ال إذ اإليمان،وضعفه، إيمانهم قوة بحسب يكون إنما تعالى الله عند الناس

" ": أتقاكم ه الل عند أكرمكم إن تعالى قوله عليه دل كماآية) : (.13الحجرات،

وكرمه بمنه والتقوى الوفاء أهل من الله .4جعلنابعضها، تناولنا وقد الكريم، القرآن مقاصد أهم من فهذهالنفس، وتزكية وعبادته الله وتقوى المتعقد، كتصحيح

ظلم من المرأة وتحرير اإلنسان، وكرامة والشورى، والحرية،

وسلم )2 عليه الله صلى النبي (.561/ 2أخالقنفسه )2 (.561/ 2المصدرنفسه )3 ص�( 561/ 2المصدر التأويل وأسرار التنزيل أنوار ،774.والسنة )4 القرآن في وسلم عليه الله صلى النبي (.561/ 2أخالق

125

الناس، على الشهيدة األمة وبناء األسرة، وتكوين الجاهلية،. بالعهود والوفاء والرحمة، والسماحة،

: : وكتابته القرآن جمع الخامس المبحثالله: صلى الله رسول فم من كتابة الكريم القرآن جمع أوال

: وسلم عليه " " : " " عدة الترتيب دقة مع الحفظ بمعنى الجمع لفظ وردتخاتم مخاطبا تعالى قوله مثل من وذلك الله كتاب في مرات

": لسانك به ك تحر ال وسلم عليه الله صلى ورسله أنبيائهقرآنه * * * بع فات قرأناه فإذا وقرآنه جمعه علينا إن به لتعجل

: ( " آية القيامة، بيانه علينا إن (.�19 16ثم " " : " " والمعنى والتدوين الكتابة بمعنى الجمع لفظة وردت كما

عليه الله صلى ورسله أنبيائه لخاتم � تعالى الله آتاه األولمن تابعهم وممن الكرام صحابته من قليل غير ولعدد � وسلم

القرآن تدارسوا وهؤالء الدين، يوم وحتى اليوم إلى الصالحينمن لتمكنوا ويستظهرونه يتدارسونه يزالون وال الكريموفي النوافل وفي المكتوبة الصلوات في به القراءة

فقد كتابة تدوينه بمعنى الكريم القرآن جمع وأما االستشهاد: ثالثة بمراحل مر

الله صلى الله رسول فم من كتابة الكريم القرآن جمع أولهاوسلم .1عليه

ترتيب أن على تتفق الشأن هذا في الواردة األحاديث جميع إنترتيب هو إنما اآلن، المصحف عليه حسبما القرآن، آيات

في الصحابة من أحد وال الله رسول فيه يجتهد لم توقيفي،جانب إلى بعضها ترتيبها يتلقى كان وإنما بعده من أو عهده

. جبريل بواسطة الله عند من وحيا بعض، : كنت قال العاص، أبي بن عثمان عن بإسناده أحمد روىببصره شخص إذ وسلم عليه الله صلى الله رسول عند جالسا

": هذا اآلية هذه ضع أن فأمرني جبريل أتاني قال صوبه، ثم : أضع أن فأمرني حبريل أتاني قال صوبه ثم ببصره الموضع

بالعدل :" يأمر الله إن السورة هذه من الموضع هذا اآلية هذه : ( " آية النحل، القربى ذي وإيتاء .2(90/ 16واإلحسان

على تم ما وحفظه الكريم بالقرآن الله عناية مظاهر من إنفي القرآن حفظ من وأمته وسلم عليه الله صلى الرسول يدعليه الله صلى الرسول بلغ وقد الصحف في وكتابته صدورهم

1. . النجار زغلول د العلمي اإلعجاز دراسة إلى مدخل2 . ص� رمضان سعيد محمد د الباطل يأتيه ال أحمد، .217مسند

126

القرآن أن ذلك التوثيق مناهج أرقى ذلك في وأمته وسلمصلوات � وسلم عليه الله صلى الله رسول على نزل الكريم

سنة وعشرين ثالث في منجما � عليه وسالمه حسب 1الله ، نزولها، ساعة تدون السورة وكانت الحال، ومقتضى الحوادث

آية عليه نزلت ما إذا وسلم عليه الله صلى المصطفى كان إذ ... : كذا سورة كذا مكان في ضعوها قال آيات .2أو

أن بمعنى توقيفي، القرآن جمع أن على العلماء اتفق ولهذاإنما المصاحف في اليوم عليها نراه التي الطريقة بهذه ترتيبه

الله من ووحي الله بأمر .3هوإجماع يقوله الذي هو القرآن آيات ترتيب عن يقال وماووضع السور ترتيب عن والباحثين والمحدثين المؤرخين

رواية الطيب بن بكر أبو القاضي قال رؤوسها، في البسملة " " ترتيب إن براءة سورة تفسير في الله رحمه مكي عن

من توقيف هو األوائل في البسملة ووضع السور، في اآلياتتركت براءة سورة أول في بذلك يؤمر لم ولما وجل، عز الله

بسملة .4بال : بالل بن سليمان سمعت قال وهب ابن عن القرطبي وروى : وقد عمران وآل البقرة قدمت لم يسأل ربيعة سمعت يقولفقال المدينة؟ في نزلتا وإنما سورة، وثمانون بضع قبلهما نزل

ألفه: ممن علم على القرآن وألف قدمتا، قد .5ربيعةالمعلوم فمن كتابته، عن أما وسوره القرآن آي ترتيب عن هذا

يكتب، وال يقرأ ال أميا كان وسلم عليه الله صلى النبي أن أوالكانوا الذين المشركين وكل المؤرخين عامة ذلك على أجمععليه يتنزل ما بكتابة يعهد كان فقد لذا الله، رسول عهد على

يسمون كانوا بأعيانهم الصحابة من أشخاص إلى القرآن منوزيد كعب، بن وأبي األربعة الخلفاء وأشهرهم الوحي، كتاب

والزبير شعبة، بن والمغيرة سفيان، أبي بن ومعاوية ثابت، بنوقدا رواحة، بن الله وعبد حسنة، بن وشرحبيل العوام، بنالذي الترتيب حسب تباعا القرآن من يتنزل ما يكتبون كانوا

المرققة العظام من لهم، تيسر فيما جبريل به يأتيكانوا وقد والجلود، الرقيقة الحجارة وألواح لذلك، والمخصصة

وسلم، عليه الله صلى الله رسول بيت في يكتبونه ما يضعونص� 1 القطان مناع القرآن علوم في .105مباحثللسيوطي )2 القرآن علوم في (.�61 60/ 1اإلتقانالقرآن )3 علوم في (.�235 234/ 1البرهانص� 4 رمضان سعيد محمد الباطل يأتيه .217الالقرطبي )5 (.165/ 5البخاري( )61/ 1تفسير

127

لديهم، يحفظونها عنها صورا شاءوا إن ألنفسهم يكتبون ثموتتبع القرآن آيات من ينزل ما يتتبع من الصحابة من كان ولقدحفظ من فيهم كان حتى قلب، ظهر عن فيحفظها ترتيبهاثابت بن وزيد كعب بن أبي المشاهير فمن كله، القرآن

.1وآخرونارتفعت حتى غيبا، القرآن حفظ على يعكفون الصحابة وظل

. يحصى ال عدد إلى منهم الحفاظ نسبةاألول الصدر وعاه القرآن أن ذكرناه الذي هذا من لك يتضح

: اثنتين بطريقتين بعدهم من إلى وبلغوه الصحابة منالله: صلى الرسول بأمر للقرآن تتم كانت التي الكتابة أحدهما

ينتقل ولم األمر هذا إليهم وكل بأعيانهم ألشخاص وسلم عليهوالقرآن إال ربه جوار إلى وسلم عليه الله صلى الله رسول

. بيته في كله مكتوبكبار: من الشفهي التلقي طريق عن الصدور في حفظه الثانيةالله رسول عن بدورهم تلقوه الذين وحفاظهم الصحابة قراء

واألداء النطق كيفية على أقرهم الذي وسلم، عليه الله .2صلىالوحي بعد الكريم القرآن وسور آيات من يكتب ما كل وكانوسلم عليه الله صلى الله رسول بيت في يحفظ مباشرة بها

أملي ما جميع من ألنفسهم نسخا الوحي كتاب استنساخ مع وحفظا كتابة كله الكريم القرآن جمع تم وبذلك منهم كل على

وسلم عليه الله صلى الله رسول عهد .3علىالله صلى الرسول يعارض كان السالم عليه جبريل أن وثبتفي به عارضه ثم سنة كل في واحدة مرة بالقرآن وسلم عليه

مرتين وسلم عليه الله صلى فيها توفي التي ومعنى 4السنة ، السنة هذه في التامة صورته في كان الكريم القرآن أن هذاالعلماء ذكرها كثيرة شواهد ولذلك مرتان، فيها عرضه تم التي

أنه السلمي الرحمن عبد أبي عن البغوي أورده ما أظهرها منثابت،: بن وزيد وعثمان، وعمر بكر أبي قراءة كانت قال

فيه، العامة القراءة يقرأون كانوا واحدة، واألنصار والمهاجرينوسلم عليه الله صلى الله رسول قرأها التي القراءة وهي

شهد قد زيد وكان فيه قبض الذي العام في مرتين جبريل على

للزركشي )1 اإلتقان( )238/ 1البرهان البخاري( )58/ 1، شرح الباري فتح ص�( 18/ 9، الباطل يأتيه ال ،218.ص� 2 الباطل يأتيه .219الص� 3 العلمي اإلعجاز دراسة إلى .68مدخلرقم 4 .4710البخاري

128

ولذلك مات، حتى بها الناس يقرئ وكان األخيرة العرضةالمصحف كتبة عثمان وواله أوال جمعه في الصديق .1اعتمده

مصحف في دفتين بين يجمع لم ذلك رغم القرآن أن علىلضيق وذلك وسلم، عليه الله صلى الله رسول عهد على

الله صلى وفاته وبين القرآن من نزلت آية آخر بين الوقتوسلم .2عليه

عهد: على واحد مصحف في الكريم القرآن جمع ثانيا: عنه الله رضي الصديق بكر أبي األول الخليفةالكذاب مسيلمة حرب في المسلمين شهداء ضمن من كان

قام أن ذلك عن نتج وقد القرآن، حفظة من كثير اليمامة فيالله رضي الخطاب بن عمر بمشورة عنه الله رضي بكر أبو

والسعف والعظام الرقاع من جمع حيث القرآن بجمع عنهالرجال صدور عنه 3ومن الله رضي الصديق بكر أبو وأسند ،

الصحابي إلى الضخم الحضاري والمشروع العظيم العمل هذابن زيد يروي عنه الله رضي األنصاري ثابت بن زيد الجليل

: : عنه الله رضي بكر أبو إلي بعث فيقول عنه الله رضي ثابت : استحر قد القتل إن فقال أتاني عمر بقراء 4إن القيامة يوم

: أفعل كيف لعمر قلت القرآن، بجمع تأمر أن أرى وإني القرآنوسلم عليه الله صلى الله رسول يفعله لم :5شيئا عمر فقال ؟

صدري الله شرح حتى يراجعني عمر يزل فلم خير، والله هذاقال عمر، رأى الذي ذلك في ورأيت عمر، صدر له شرح للذي

: نتهمك: ال عاقل شاب رجل وإنك بكر أبو قال كنت 6زيد وقد ، القرآن فتتبع وسلم، عليه الله صلى الله لرسول الوحي تكتب

: 7فاجمعه ما الجبال من جبل نقل كلفوني لو فوالله زيد قال ، القرآن فتتبعت القرآن، جمع من به كلفني مما علي بأثقل كان

العسب والرقاع 9واللخاف 8من الرجال، وصدور ،10،

السنة )1 . )50/ 3شرح السعدي( اسحاق د اإلسالمية األمة تميز ،1 /595.)ص� 2 الباطل يأتيه .219الص� 3 سعيد أحمد الدولة وبناء الردة .145حروب4. : واشتد كثر استحرص� 5 للصالبي الصديق بكر .262أبو6. زيد الختيار معيار الصفات هذه7. غيرك وعند عندي التي األشياء من أي8. : النخل جريد العسب9. : : الحجارة صفائح وهي لخفة جمع اللخاف

10. : الجلود قطع وهي رقعة جمع الرقاع

129

: 11واألكتاف خزيمة. أبي مع التوبة سورة آخر وجدت حتى قال. غيره أحد مع أجدها لم األنصاري

": ما عليه عزيز أنفسكم من رسول جاءكم لقد تعالى قال: ( " آية التوبة، حيم ر رؤوف بالمؤمنين عليكم حريص م عنت

في( 128 بكر أبي عند الصحف وكانت براءة، خاتمة حتى ، ثم الله توفاه حتى حياته عمر عند ثم الله، توفاه حتى حياته

عنهم الله رضي عمر بنت حفصة هذا 1عند على البغوي وعلق ، : الله رضي � الصحابة أن الواضح البيان فيه فقال الحديث

سبحانه الله أنزله الذي القرآن الدفتين بين جمعوا � عنهميزيدوا أن غير من وسلم عليه الله صلى رسوله على وتعالى

في جاء ما جمعه على حملهم والذي شيئا منه ينقصوا أو فيهوصدور واللخاف العسب في مفرقا كان أنه وهو الحديث

إلى فيه ففزعوا حفظته، بذهاب بعضه ذهاب فخافوا الرجال،رأيهم ذلك في فرأى جمعه، إلى ودعوه الله رسول خليفة

كما فكتبوه جميعهم، من باتفاق واحد موضع في بجمعه فأمرأو أخروا أو شيئا قدموا أن غير من الله رسول من سمعوا

عليه الله صلى الله رسول من يأخذوه لم ترتيبا له وضعواأصحابه يلقى وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان وسلم،

اآلن هو الذي الترتيب على القرآن من عليه ينزل ما ويعلمهمذلك، على إياه عليه، الله صلوات جبريل بتوقيف مصاحفنا في

في كذا آية عقب تكتب اآلية هذه إن آية كل نزول عند وإعالمهكذا فيها يذكر التي .2السور

الصديق بكر أبي أوليات من أن الكريم للقارئ يتضح وهكذا : صعصعة يقول الكريم القرآن جمع من أول أنه عنه الله رضي

: وورث اللوحين، بين جمع من أول الله رحمه صوحان بن.3الكاللة بكر أبو ،

: هو بكر أبا الله يرحم عنه الله رضي طالب أبي بن علي وقالاللوحين بين جمع من .4أول

المهمة لهذه ثابت بن زيد عنه الله رضي بكر أبو اختار وقدبها للقيام األساسية المقومات فيه رأى ألنه وذلك العظيمة،

وهي:

11. : الشاة أو للبعير الذي العظم وهو كتف جمع األكتافرقم 1 .4986البخاريالسنة )2 .522/ 4شرح للبغوي( 3. : والد وال له ولد ال من الكاللةشيبة )4 أبي ابن أخرجه صحيح (.196/ 7إسناده

130

عمره ـ 1 كان حيث شابا، لما 21كونه أنشط فيكون سنة،. منه يطلب

ـ 2 عقال الله وهبه من إذ له، أوعى فيكون تأهيال، أكثر كونه. الخير سبل له يسر فقد راجحأ

مقبوال، ـ 3 عمله فيكون للتهمة، موضعا هو فليس ثقة، كونه. القلب إليه ويطمئن النفس، إليه وتركن

األمر ـ 4 هذا في سابقة خبرة ذو بذلك فهو للوحي، كاتبا كونه دخيال وال العمل، هذا عن غريبا فليس له عملية وممارسة

.1عليهالقرآن، لجمع زيدا يرشح الصديق جعلت الجليلة الصفات هذه

. خبيرا به وبالقيام جديرا، به فكانعلى ـ 5 القرآن جمعوا الذين الصحابة أحد أنه لذلك ويضاف

التي الطريقة وأما اإلتقان مع وسلم عليه الله صلى النبي عهدإال القرآن من شيئا يثبت ال فكان القرآن جمع في زيد اتبعها

ومحفوظا وسلم عليه الله صلى النبي يدي بين مكتوبا كان إذاأن خشية الكتابة، دون بالحفظ يكتفي ال فكان الصحابة، من

شيئا أحد من يقبل لم وأيضا وهم، أو خطأ الحفظ في يكونكتب المكتوب ذلك أن يشهدان شاهدان معه أتى إذا إال به جاء

الوجوه من وأنه وسلم عليه الله صلى الله رسول يدي بينالقرآن بها نزل .2التي

القرآن جمع في عنه الله رضي زيد استمر المنهج هذا وعلىوالتحري الدقة في مبالغا متثبتا .3حذرا

غير في عنها نقول أن نستطيع الجمع في طريقة اتبع زيدا إناإلنسانية العقلية الصناعة تاريخ في فذة طريقة أنها تردد،

وأن الحديث العصر في المألوف العلمي التحقيق طريقة وأنهاوأن دقة كل دونها بدقة الطريقة هذه اتبع قد الجليل الصحابي

فالقرآن بالله، زيد بإيمان متصلة القرآن جمع في الدقة هذهفي للدقة إغفال أو أمره في تهاون فكل شأنه جل الله كالم

وجميل إسالمه حسن في � زيدا أحرص كان ما وزر جمعه. عنه يتنزه أن وسلم عليه الله صلى الله لرسول صحبتهخليفة من بتكليف عنه الله رضي ثابت بن زيد به قام ما إن

بن عمر ومشورة عنه الله رضي الصديق بكر أبي المسلمينبن وأبي عنه الله رضي عمر ومعاونة عنه، الله رضي الخطاب

ص� 1 العجمي حمد الصحابة، نهج على والنجابة .73التفوقص� 2 نفسه .74المصدرص� 3 للصالبي .264الصديق

131

أو القرآن يحفظ كان ممن الصحابة جمهور ومشاركة كعبمظاهر 1يكتبه من مظهر واألنصار المهاجرين من جمع وإقرار ،

لألمة الله من وتوفيق الكريم القرآن بحفظ الربانية العنايةقال كما � أيضا � ذلك ويتضمن لمسيرتها منه وشديد اإلسالمية : على كلها األمة إجماع على تدالن مهمتين حقيقتين زهرة أبووأنه والتبديل، والتغيير التحريف من الكريم القرآن حماية

وإلهام بحفظه ومحفوظ وتعالى، سبحانه الله بعناية مصونوحياطته عليه بالقيام .2المؤمنين

مبتدأة، األولى: كتابة يكن لم عنه الله رضي زيد عمل أنمكتوب إعادة النبي 3ولكنه عهد في كله القرآن كتب فقد ،

عن البحث هو اإلبتدائي زيد وعمل وسلم، عليه الله صلىسالمتها من والتأكد عليها كتب قد كان التي والعظام الرقاع

أو واآليتان اآلية فيها التي الرقعة على أثنين بشهادة بأمرين،وقد الصحابة، من وبالحافظين نفسه، زيد وبحفظ اآليات،

: إن يقول أن ألحد كان فما الكبير، والعدد الغفير الجمع كانواقائم أصل من أخذ إنه بل قائم، مادي أصل غير من كتب زيدا

في كتب ما تماما هو زيد كتبه ما أن نقرر وبذلك مادي ثابتبل زيد، كتابة ليس وأنه وسلم، عليه الله صلى الرسول عصر

حفظه وما وأماله والسالم الصالة عليه عصره في كتب ما. القدس الروح

الثانية: جماعيا عمال كان بل آحاديا، عمال يكن لم زيد عمل أنفقد وسلم، عليه الله صلى الله رسول صحابة مشيخة منإلى به يجيء أن مكتوب شيء عنده ما كل إلى بكر أبو طلب

يحفظه، بما إليه يدلي أن القرآن يحفظ من كل وإلى زيدالحجارة ورقيق النخل وجريد والعظام الرقاع من لزيد واجتمع

وعند وسلم، عليه الله صلى الله رسول أصحاب كتب ما وكلإذا إال آية يثبت وال عليه، ويستشهد ويوازنه يرتبه زيد بدأ ذلك

الله رسول إلى أوحيت كما اثباتها، إلى .4اطمأنتذاكره كتب، ما زيد أتم ما إذا حتى كذلك، األمر وأستمربالكتاب متواترا المكتوب فكان وأقروه، وتعرفوه الناس،

الوجود في الكتاب هذا تم وما الصدور، في بالحفظ ومتواترا

ص� 1 الواعي توفيق اإلسالمية .281الحضارةاإلسالمية )2 األمة (.603/ 1تميزنفسه )3 (.603/ 1المصدرص� 4 خليل أحمد القرآن، في .90دراسات

132

القرآن القرآن 1غير بهذا خاصة الرحمن من عناية � الله وأيم � .2العظيم

ووفقها األمم سائر على به تميزت اإلسالمية لألمة وشرفاألمم جميع إليه سبقت علمي منهج في كتابه لخدمة .3الله

ذي: عهد على المصاحف من عدد في الكريم القرآن جمع ثالثا: عنه الله رضي عفان بن عثمان المؤمنين أمير النورين

1: عثمان عهد في القرآن جمع على الباعث � : قدم اليمان بن حذيفة أن عنه الله رضي مالك بن أنس عنفتح في الشام أهل يغازي وكان عنه الله رضي عثمان على

اختالفهم حذيفة فأفزع العراق، أهل مع وأذربيجان أرمينية، : هذه أدرك المؤمنين، أمير يا لعثمان حذيفة فقال القراءة، في

والنصارى اليهود اختالف الكتاب في يختلفوا أن قبل األمةننسخها بالصحف إلينا أرسلي أن حفصة إلى عثمان فأرسلعثمان، إلى حفصة بها فأرسلت إليك، نردها ثم المصاحف فيالعاص، بن وسعيد الزبير، بن الله وعبد ثابت، بن زيد فأمرعنهم، الله رضي هشام بن الحارث بن الرحمن وعبد

القرشيين للرهط عثمان وقال المصاحف، في فنسخوهاالقرآن،: من شيء في ثابت بن وزيد أنتم اختلفتم إذا الثالثة

إذا حتى ففعلوا، بلسانهم، نزل فإنما قريش، بلسان فأكتبوهعنه الله رضي عثمان رد المصاحف في الصحف نسخوامما بمصحف أفق كل إلى فأرسل حفصة، إلى الصحف

مصحف أو صحيفة، كل في القرآن من سواه بما وأمر نسخوا،يحرق 4أن

: منها أمور الصحيح الحديث من ويؤخذـ القرآن أ جمع على عنه الله رضي لعثمان الحامل السبب أن

إنما الصديق، بكر أبي صحف في مرتبا مجموعا، كان أنه معأن أوشك اختالفا القراءة، في المسلمين قراء اختالف هو

أصل وهو تعالى، الله كتاب في فتنة أخطر إلى بهم يؤدياإلجتماعي، األمة بناء وأساس الدين، ودعامة الشريعة،

: إن لبعض يقول كان بعضهم إن حتى والخلقي، والسياسي،خليفة إلى ففزع حذيفة ذلك فأفزع قراءتك، من خير قراءتي

اإلسالمية )1 األمة (.604/ 1تميزص� 2 بيومي محمد الكريم القرآن من تاريخية .�32 31دراساتنفسه )3 (.604/ 1المصدررقم 4 القرآن، فضائل ك .4987البخاري،

133

أن قبل األمة يدرك أن إليه وطلب وإمامهم، المسلمين،ويعظم أمره، ويتفاقم االختالف، بينهم فيستشري تختلف،كلماته مواضعها عن وتحرف القرآن، نص فيمس خطبه،

أمة كل اختالف من والنصارى اليهود، بين وقع كالذي وآياته،. كتابها في نفسها على

ـ كان ب الكريم القرآن بأن قاطع الصحيح الحديث هذا أنكلمة اتفقت وقد خيط، في ومضموما صحف في مجموعا

كما القرآن هو الصحف تلك في ما أن على تاما اتفاقا األمةعلى عرضية آخر في وسلم عليه الله صلى النبي عن تلقته

في ظلت الصحف تلك وأن السالم، عليه جبريل الوحي أمينإلى بعده انتقلت ثم الصديق، بكر أبي األول الخليفة رعاية

حضور عمر عرف ثم الخطاب، بن عمر الثاني الخليفة رعايةوإنما المسلمين، خالفة في معينا أحدا عهده يولى ولم أجله

رسول من بالرضا المعطفين الرهط في شورى األمر جعلابنته عند الصحف بحفظ أوصى وسلم، عليه الله صلى الله

في اعتمد عثمان وأن عنها، الله رضي المؤمنين أم حفصة " " وأنه الرسمي مصحفه نقل وعنها الصحف، تلك على جمعه ووعيا القرآن، لحفظ إتقانا الصحابة قراء أشهر من أربعة أمر

: قرشيين ثالثة ولغته إلعرابه وفهما لقراءاته، وأداء لحروفه،عهد في األول الجمع صاحب ثابت بن زيد وهو أنصاريا، وواحدا

. الفاروق بإشارة الصديق : من يكتبوا أن عثمان أمرهم الذين أن الروايات بعض وفيمن وآخرون كعب، بن أبي فيهم رجال، عشر اثنا الصحف

واألنصار .1قريشـ : ج بإذن كانت عثمان عهد في الفتوحات إن هذا من ونأخذ

المدينة، من يصدر العسكري القرار وأن الخليفة، من وأمرعثمان الخليفة ألمر خاضعة كانت كلها اإلسالمية الواليات وأن

الصحابة من إجماعا هناك أن على يدل بل عهده، فيحذيفة وقدوم عثمان، خالفة على األقاليم جميع في والتابعينالقرآن، قراءة في الناس اختالف لرفع المدينة، إلى اليمان بن

: فيها يستشار كان الكبرى الشرعية القضايا أن على يدلومجمع النة دار زالت ما المدينة وأن المدينة، في الخليفة

الصحابة .2فقهاء2: عثمان جمع في الصحابة جمهور استشارة �

ص� 1 عرجون لصادق عفان بن .171عثمانالراشدي )2 والعصر اإلسالم فجر النبوية (.244 / 2المدينة

134

في وشاورهم واألنصار، المهاجرين عنه الله رضي عثمان جمعالصحابة، وعلماء األئمة، وأعالم األمة، أعيان وفيهم األمر،

وعرض عنهم، الله رضي طالب أبي بن علي طليعتهم وفيوقادتها األمة صفوة على المعضلة هذه عنه الله رضي عثمان

فيها وناقشهم ودارسوه، أمرها، ودارسهم المهديين، الهادينرأيه إلى فأجابوه رأيه، وعرفوا رأيهم عرف حتى وناقشوه،

وظهر سبيال، المؤمنين قلوب إلى للريب تجعل ال صراحة فييعرف فلم إجماعهم عليه عقد من األرض أرجاء في للناس

شأن وليس نكير، أحد عند عرف وال مخالف، لهم يومئذ قطوأئمتها علمائها عن فضال األمة آحاد على يخفى الذي القرآن

.1البارزينبل المصحف، جمعه في يبتدع لم عنه الله رضي عثمان إنلم أنه كما عنه، الله رضي الصديق بكر أبو ذلك إلى سبقه

رضي للصحابة مشورة عن فعله إنما نفسه، قبل من ذلك يضع: : وقالوا رأيت، ما نعم وقالوا الفعل، هذا وأعجبهم عنهم الله

: المصاحف في فعله في أي أحسن قد .2أيضاوسلم عليه الله صلى النبي صحابة سعد بن مصعب أدرك وقد

مشق قد 3حين فرآهم المصاحف، عنه الله رضي عثمان ، الفعل بهذا من 4أعجبوا ينهى عنه الله رضي علي وكان منه،

: ال الناس أيها يا ويقول بذلك، الله رضي عثمان على يعيبفوالله � خيرا قولوا أو � خيرا إال له تقولوا وال عثمان، في تغلواجميعا، منا مأل عن إال � المصاحف في أي � فعل الذي فعل ما

.... فعل: الذي مثل لفعلت وليت، لو والله الصحابة .5أياألمر هذا على الخلق خيرة من الفاضل الجمع هذا اتفاق وبعد : على الواجب أن الهوى عن متجرد لكل يتبين المبارك،

عنه الله رضي عثمان صنعه الذي الصنيع بهذا الرضا المسلمالكريم القرآن به .6وحفلظ

: الله رضي عثمان من هذا وكان التفسير في القرطبي قالاإلسالم، أهل وجلة واألنصار، المهاجرين جمع أن بعد عنه

من وثبت صح، بما جمعه على فاتفقوا ذلك، في وشاورهم

ص� 1 عرجون لصادق عفان بن .175عثمانعفان )2 بن عثمان مقتل .78 / 1فتنة الغبان( محمد ،3. : وجودها حروفها في مد الكتابة في مشقللبخاري )4 الصغير .94 / 1التاريخ لغيره( حسن اسناده ،الباري )5 .18 / 9فتح تصر( صحيح اسناده ،عفان )6 بن عثمان مقتل (78 / 1فتنة

135

ما واطراح وسلم عليه الله صلى النبي عن المشهورة القراءة موفقا سديدا رأيا وكان رأيه، واستصوبوا .1سواه،

الله 3 رضي عثمان وجمع الصديق، جمع بين الفرق ـعنهما:

: لخشيته كان بكر أبي جمع أن عثمان وجمع بكر أبو بين الفرقيكن لم ألنه حملته، بذهاب القرآن من شيء يذهب أنآليات مرتبا صحائف في فجمعه واحد، موضع في مجموعاوسلم، عليه الله صلى النبي عليه وقفهم ما على سورهم

حتى اللقراءة وجوه في االختالف كثر لما كان عثمان وجمعتخطئة إلى ذلك فأدى اللغات، اتساع على بلغاتهم قرأوه

تلك فنسخ ذلك، في األمر تفاقم من فخشي بعضا، بعضهمسائر من واقتصر لسوره، مرتبا واحد مصحف في الصحف

قد كان وإن بلغتهم، نزل بأنه محتجا قريش، لغة على اللغاتابتداء في والمشقة للحرج دفعا غيرهم بلغة قراءته في وسع

: واحدة لغة على فاقتصر انتهت، قد الحاجة أن فرأى .2األمر،األحرف جميع على مشتملة العثمانية المصاحف هل

السبعة؟: أن إلى � الله رحمه � عرجون صادق المحقق الشيخ ذهب

بإجماع اإلمام للمصحف أصال كانت التي الصديق صحففي وردت التي السبعة لألحرف جامعة تكن لم المسلمين

هو منها، حرف كانت بل عليها، القرآن بإنزال األحاديث صحاحآخر في األمر عليها واستقر األخيرة، العرضة به وقعت الذي

األحرف كانت وإنما وسلم، عليه الله صلى الله رسول حياةلما حكمها ارتفع ثم األمة، على التيسير باب من أوال السبعة

اإلمام قال لغاتهم، وتوحدت الناس، وتمازج القرآن، استفاضعن: لعجزهم الحروف، في للناس عة الس كانت ما إن الطحاوي

إال يكتب ال أميين، كانوا هم ألن لغاتهم، غير على القرآن أخذإلى يتحول أن لغة ذي كل على يشق كان فلما منهم، القليل

� عظيمة بمشقة إال له يتهيأ لم ذلك رام ولو غات، الل من غيرهافاكانوا فقا، مت المعنى كان إذا األلفاظ، اختالف فال � لهم وسعلسان إلى لغاتهم وعادت يكتب، من منهم كثر حتى كذلكتحفظ على بذلك فقدروا وسلم، عليه الله صلى الله رسول

. عبد ابن وقال بخالفها يقرؤوا أن حينئذ يسعهم فلم ألفاظه،وقف في كانت إنما األحرف السبعة تلك أن بهذا فبات البر

القرآن )1 ألحكام (.78 / 1الجامعص� 2 للصالبي عفان بن .253عثمان

136

الضرورة، تلك ارتفعت ثم ذلك، إلى دعت لضرورة خاصالقرآن به يقرأ ما وعاد األحرف، السبعة هذه حكم فارتفع

واحد حرف .1على : واجبة تكن لم السبعة األحرف على القراءة إن الطبري وقال

رأى فلما فيه، لهم ومرخصا لهم، جائزا كان وإنما األمة، علىحرف: على يجتمعوا لم إذا � وتختلف تفترق، األمة أن الصحابة

من معصومون وهم شائعا، إجماعا ذلك على أجمعوا � واحد.2الضاللة

عنها ونقل القاطع، اإلجماع صحف به كتبت الذي الحرف وهذامما وغيرها، السبعة القراء لقراءات جامع � اإلمام المصحفعليه صلىالله الله رسول عن متواترا ونقل الناس، به يقرأ

القراءات هذه غير الحديث في الواردة األحرف ألن .3وسلم،عنه 5 الله رضي عثمان أرسلها التي المصاحف عدد ـ

: األمصار إلىإلى أرسل المصاحف، جمع من عنه الله رضي عثمان فرغ لما

يخالف مصحف كل يحرقوا أن وأمرهم بمصحف، أفق كلعدد في اختلفوا وقد اآلفاق إلى أرسله الذي المصحف

: : وقيل أربعة، إنها فقيل األمصار، في فرقها التي المصاحف : : : ثمانية، وقيل سبعة، إنها وقيل ستة، إنها وقيل خمسة، إنها : وأرسل بالمدينة، مصحفا أبقى إنه فقيل أربعة، كونها أما

إلى ومصحفا الكوفة، إلى ومصحفا الشام، إلى مصحفا ومصحفا ذكرها المتقدم فاألربعة خمسة، كونها وأما البصرة،

والسادس المتقدمة، فالخمسة ستة كونها وأما مكة، ألهل : إلى أرسله وقيل لنفسه، خاصا جعله فقيل فيه، اختلف

والسابع ذكرها، المتقدم فالستة سبعة، كونها وأما البحرين،ذكرها المتقدم فالسبعة ثمانية، كونها وأما اليمن، إلى أرسله

يديه بين وهو قتل الذي وهو فيه يقرأ لعثمان كان .4والثامنإلى الناس يرشد من مصحف كل مع عنه الله رضي وبعثفكان وتواتر، صح مما القراءات من رسمه يحتمله بما قراءاتهشهاب بن والمغيرة المكي، المصحف مع السائب بن الله عبد

مع السلمي الرحمن عبد وأبو الشامي، المصحف مع

ص� 1 عرجون لصادق عفان بن .180عثمانص� 2 نفسه .180المصدرص� 3 عرجون لصادق عفان بن .180عثمانص� 4 حسن صابر القرآن تاريخ في البيان .77أضواء

137

البصري، المصحف مع قيس بن وعامر الكوفي، المصحفبالمدني الناس يقرئ أن ثابت بن زيد .1وأمر

تم قد الكريم القرآن حفظ أن يتضح االستعراض هذا منوذلك كلها، البشرية تاريخ في آخر كتاب بها يحظ لم بطريقة ": لنا نز نحن ا إن قائال بحفظه تعهد الذي هو تعالى الله ألن

: ( " آية الحجر، لحافظون له ا وإن (.9الذكربهذا ليقوموا الصالحين عباده من نفرا � سبحانه � الله فوفق

لنا حفظت التي اإللهية الرعاية من ظل في العظيم الدوروسورة آية، وآية كلمة، وكلمة حرفا، حرفا كامال، حفظا القرآن

" " يزيد مدى على العربية اللغة الوحي لغة نفس في سورة،الحفظ بهذا � وتعالى تبارك � ربنا وتعهد قرنا، عشر أربعة علىالخلق على شاهدا العظيم القرآن يبقى حتى مطلقا تعهدا

العالمين رب كالم بأنه .2أجمعين

ص� 1 نفسه ص� 78المصدر للصالبي عفان بن عثمان ،256.ص� 2 العلمي اإلعجاز دراسة إلى .�71 70مدخل

138

: السماوية الكتب السادس المبحث: السماوية: بالكتب اإليمان وجوب أوال

صيغة في القرآن في السماوية بالكتب اإليمان ذكر يجيءاإليمان عدم يجيء كما أخرى، تارة للمؤمنين وصفة تارة األمرعالمة اآلخر البعض دون ببعضها اإليمان أو المنزلة بالكتب

. ثالثة تارة الكفر على1 ": إلينا أنزل ومآ بالله ا آمن قولوا تعالى قوله األمر أمثلة فمن �

واألسباط ويعقوب وإسحق وإسماعيل إبراهيم إلى أنزل وماق نفر ال هم ب ر من ون بي الن أوتي وما وعيسى موسى أوتي وما

: ( " آية البقرة، مسلمون له ونحن منهم أحد (.136بين

قال 2 عمران آل سورة في له مشابهة صيغة في جاء كما � إبراهيم:" على أنزل وما علينا أنزل وما بالله ا آمن قل تعالىموسى أوتي وما واألسباط ويعقوب وإسحق وإسماعيل

له ونحن منهم أحد بين ق نفر ال هم ب ر من ون بي والن وعيسىآية" ) : عمران، آل (.84مسلمون

سورة ـ 3 في قوله مثل في مجملة صيغة في األمر يأتي وقد ": ورسوله بالله آمنوا آمنوا ذين ال ها أي يا تعالى قال النساء،

" قبل من أنزل ذي ال والكتاب رسوله على ل نز الذي والكتابآية) : (.136النساء،

المنزلة ـ4 بالكتب يؤمنون الذين هم بأنهم المؤمنين وصف أما * ": ذلك الم تعالى قال الصيغة، هذه مثل في فيجيء كلها

* بالغيب يؤمنون ذين ال قين لمت ل هدى فيه ريب ال الكتاب * بما يؤمنون ذين وال ينفقون رزقناهم ومما الصالة ويقيمون

( " البقرة، يوقنون هم وباآلخرة قبلك من أنزل وما إليك أنزل(.�4 1آية :

يؤمنون ـ 5 الذين أو كلها بالكتب يؤمنون ال الذين وصف أماقوله مثل في فيجيء كفار بأنهم ببعض ويكفرون ببعضهااآلخر:" واليوم ورسله وكتبه ومالئكته بالله يكفر ومن تعالى

: ( " آية النساء، بعيدا ضالال ضل (.136فقد:" ـ6 أنزل بما يكفروا أن أنفسهم به اشتروا بئسما تعالى وقال

عباده من يشاء من على فضله من الله ل ينز أن بغيا الله

139

* قيل وإذا مهين عذاب وللكافرين غضب على بغضب فبآؤوابما ويكفرون علينا أنزل بمآ نؤمن قالوا الله أنزل بما آمنوا لهمالله أنبياء تقتلون فلم قل معهم ما ل مصدقا الحق وهو وراءه

: ( " آية البقرة، مؤمنين كنتم إن قبل (.�91 90من

وصفا أو مباشرا أمرا كانت سواء وأمثالها اآليات هذه ومفهومالسماوية بالكتب اإليمان أن هو للكافرين، وصفا أو للمؤمنين

. به إال المرء إيمان يتم ال واجب أمر كلهاوصدق بالله يؤمن دام فما للمؤمن، بالنسبة بديهي أمر وذلك

كتابه في يخبره الله ومادام الوحي من عنده من نزل مافالواجب والرسل، األنبياء على سابقة كتبا أنزل قد أنه الكريم

عند من منزلة أنها يقينا ويعتقد المنزلة الكتب بهذه يؤمن أن مؤمنا يكون فلن بها كذب أو الحقيقة هذه في شك ولو الله

آتيا خبرا يكذب وهو حقا بالله مؤمنا يكون وكيف اإلطالق علىمنزلة أنها الكتب ببعض يؤمن إنه قال لو كذلك الله، من إليه

من منزل الكتب من غيرها أن ويكذب ويشك حقا الله عند منذلك؟ زعم ولو بالله مؤمنا يكون فهل الله، عند

إذا اإليمان يوجد فكيف التصديق، اإليمان دعائم بين من إندعواه قيمة وما به؟ الله أخبره مما واحدا حرفا اإلنسان كذب

إنها الله؟ أنزلها التي الكتب ببعض مؤمن أو بالله مؤمن أنهإن ثم يكذبها، العملي الدليل ألن صاحبها على مردودة دعوة

األمر وهي واحدة، حقيقة على تحتوي كلها السماوية الكتبالتي اللغات في المنزلة الكتب اختلفت لقد وحده، الله بعبادة

" : بلسان إال سول ر من أرسلنا وما يقول الله ألن بها، نزلت : ( " آية ، إبراهيم لهم ن ليبي (.4قومه

ثم من فاختلفت مختلفين أقوام على نزلت الكتب وهذهشرائع من تحتويه فيما الكتب هذه اختلفت كذلك لغاتهم،

" : منكم جعلنا لكل تعالى قال المختلفةن لألقوام مختلفةول�كن واحدة أمة لجعلكم الله شاء ولو ومنهاجا شرعة

: ( " آية ، المائدة آتاكم مآ في يبلوكم (.48ل

140

" تتغير، لم واحدة كلها الكتب هذه في األصلية القضية ولكنأنا إال إله ال ه أن إليه نوحي إال سول ر من قبلك من أرسلنا وما

آية" ) : ، األنبياء (.25فاعبدون " : الله اعبدوا أن سوال ر أمة كل في بعثنا ولقد تعالى وقال

: ( " آية ، النحل الطاغوت (.36واجتنبوا " : ذي وال نوحا به وصى ما الدين من لكم شرع تعالى وقالأقيموا أن وعيسى وموسى إبراهيم به وصينا وما إليك أوحينا

: ( " آية ، الشورى فيه قوا تتفر وال (.13الدينقال الحساب، بيوم الناس لتنذر كلها الكتب نزلت كذلك " على: أمره من وح الر يلقي العرش ذو الدرجات رفيع تعالىيخفى * ال بارزون هم يوم الق الت يوم لينذر عباده من يشاء من

* القهار الواحد ه لل اليوم الملك من ل شيء منهم ه الل علىسريع ه الل إن اليوم ظلم ال كسبت بما نفس كل تجزى اليوم

آية" ) : ، غافر (.�17 15الحساببالكتاب كاإليمان هو كلها بالكتب فاإليمان كذلك األمر دام وما

إلى تحتاج وال واضحة المؤمن عند والقضية سواء الواحدألنهم الكتاب أهل من الحقيقة في جاء قد الجدال إنما جدال،هؤالء وحساب الله عند من منزل القرآن بأن يؤمنوا أن رفضوا

الله السماوية 1على الكتب فوا حر قد أسالفهم أن كما ، .)) واألنجيل)) التوراة

: القرآن: في ذكرها ورد التي الكتب ثانياسماه ما السابقين الرسل على أنزلت التي الكتب تلك من

فمن لنا، يسمه لم ما ومنها الكريم، القرآن في لنا تعالى الله: الكريم القرآن في ذكرها ورد التي الكتب

1: الصحف ـ: تعالى قوله عنها القرآن في جاء الذي وكل

" ..." : األولى الصحف في ما نة بي تأتهم أولم تعالى قال � أآية) : ، (.133طه

ـ : " * ب وإبراهيم موسى صحف في بما أ ينب لم أم تعالى وقالما * * إال لإلنسان يس ل وأن أخرى وزر وازرة تزر أال وفى ذي ال

وأن * * * األوفى الجزاء يجزاه ثم يرى سوف سعيه وأن سعى : ( " آية ، النجم المنتهى ك رب (.�42 36إلى

ص� 1 قطب محمد اإليمان .194ركائز

141

ـ : "جـ تعالى ه فصلى * بلقال ى * وذكر اسم رب أفلح من تزك قد حف �ر وأبقى * إن ه�ذا لفي الص� �اة ال�دنيا * واآلخ�رة خي �ؤثرون الحي ت

(.19 � 14األولى * صحف إبراهيم وموسى" )األعلى ، آية : ـ التوراة:2

( مرة، وه��و الكت��اب ال��ذي أنزل��ه الل��ه18ذكر القرآن الكريم التوراة ) سبحانه وتعالى على موسى عليه السالم، وخالصة حديث الق��رآن عن

التوراة قد تستطيع إجماله في اآلتي:بأنها هدى ونور وفرقان التوراة القرآن ـ وصف وضياء أ ،

( " " : ، المائدة ونور هدى فيها وراة الت أنزلنا ا إن تعالى قال وذكر،(.44آية :

" : وذكرا وضياء الفرقان وهارون موسى آتينا ولقد تعالى وقالآية" ) : ، األنبياء قين لمت (.48ل

شيء لكل شامل كتاب التوراة إن ـ : " ب ثم تعالى قال ، شيء كل ل وتفصيال أحسن ذي ال على تماما الكتاب موسى آتينا

: ( " آية ، األنعام ورحمة (.154وهدىوقد السالم، عليه موسى ألواح عن الكريم القرآن وتحدث

: كل من األلواح في له وكتبنا فقال مواضع، ثالثة في وردتقومك وأمر بقوة فخذها شيء كل ل وتفصيال موعظة شيء : ( " آية ، األعراف الفاسقين دار سأريكم بأحسنها (.145يأخذوا

: ــ تعالى أسفا" وقال غضبان قومه إلى موسى رجع لماوألقى كم رب أمر أعجلتم بعدي من خلفتموني بئسما قال

: ( " آية ، األعراف إليه ه يجر أخيه برأس وأخذ (.150األلواح " : األلواح أخذ الغضب موسى عن سكت ولما تعالى وقال ��

" يرهبون هم لرب هم ذين ل ل ورحمة هدى نسختها وفيآية) : ، (.154األعراف

لها، مصدقة بعدها جاءت التي الرساالت إن ـ فلقد جـ " : آثارهم على وقفينا السالم عليه عيسى عن الكتاب قال

( "... ، المائدة وراة الت من يديه بين ما ل مصدقا مريم ابن بعيسى(.46آية :

" : موسى آتينا ولقد وسلم عليه الله صلى محمد عن وقالنات البي مريم ابن عيسى وآتينا سل بالر بعده من وقفينا الكتاب

تهوى ال بما رسول جاءكم ما أفكل القدس بروح دناه وأيقلوبنا * وقالوا تقتلون وفريقا كذبتم ففريقا استكبرتم أنفسكم * جاءهم ولما يؤمنون ما فقليال بكفرهم ه الل عنهم ل بل غلف

يستفتحون قبل من وكانوا معهم ما ل مصدق الله عند من كتاب

142

الله فلعنة به كفروا عرفوا ما جاءهم فلما كفروا ذين ال على : ( " آية ، البقرة الكافرين (.�89 87على

التوراة، في جاء الذي بعض عن تحدث القرآن إن ـ ح: المثالين هذين ولنأخذ

األول " المثال : فس: الن أن فيها عليهم وكتبنا تعالى قالن والس باألذن واألذن باألنف واألنف بالعين والعين فس بالن

م ل ومن ه ل كفارة فهو به تصدق فمن قصاص والجروح بالسن: ( " آية ، المائدة الظالمون هم فأول�ئك الله أنزل بما يحكم

45.): الثاني " المثال ذي ال األمي بي الن سول الر بعون يت ذين ال

: ( " آية ، األعراف واإلنجيل وراة الت في عندهم مكتوبا يجدونه157)1.

" " التوراة أمانة بحمل كلفوا الذين القرآن ذكر ـ سيحملها، لم من ومنهم بأمانة، حملها من فقال منهم

وبه " بالحق يهدون أمة موسى قوم ومن منهم الصالحين عنآية" ) : األعراف، (.159يعدلون

" لم ثم وراة الت حملوا ذين ال مثل منهم المفسدين عن وقالذين ال القوم مثل بئس أسفارا يحمل الحمار كمثل يحملوها

: ( " آية الجمعة، الظالمين القوم يهدي ال ه والل ه الل بآيات كذبوا5.)

يتحدث ال القرآن فأخذ الغالبة، الكثرة هم أصبحوا هؤالء لكن " " ونقض بالخيانة ويعمهم إال إسرائيل بني التوراة حملة عن ": وجعلنا اهم لعن ميثاقهم نقضهم فبما تعالى قال الميثاق،

: ( " آية المائدة، قاسية (.13قلوبهم": تعالى وقال لتفسدن � الكتاب في إسرائيل بني إلى وقضينا

: ( " آية اإلسراء، كبيرا علوvا ولتعلن تين مر األرض (.4فيأيدينا بين اآلن الموجودة التوراة أن القرآن أكد ـ ك

� السالم عليه � موسى على أنزلها التي التوراة ليست هيالعهد خانوا الذين إسرائيل بني قبل من محرفة هي وإنما

الميثاق .2ونقضوا ": وإن أماني إال الكتاب يعلمون ال ون أمي ومنهم تعالى قال �

يقولون * ثم بأيديهم الكتاب يكتبون ذين ل ل فويل ون يظن إال هم1 . ص� عياش محمد د العقيدة في .183المحكمص� 2 العقيدة في .184المحكم

143

كتبت مما هم ل فويل قليال ثمنا به ليشتروا الله عند من ه�ذا : ( " آية البقرة، يكسبون مما هم ل وويل (.�79 78أيديهم

": منهم فريق كان وقد لكم يؤمنوا أن أفتطمعون تعالى وقال � وهم عقلوه ما بعد من فونه يحر ثم الله كالم يسمعون

آية" ) : البقرة، (.75يعلمون

": قلوبهم وجعلنا اهم لعن ميثاقهم نقضهم فبما تعالى وقال � " به روا ذك مما حظvا ونسوا مواضعه عن الكلم فون يحر قاسية

آية) : .1(13المائدة،3: اإلنجيل ـ

" اإلنجيل الكريم القرآن حديث" 12وذكر يكون ويكاد مرةبعض في إال التوراة، عن حديثه عن قريبا اإلنجيل عن القرآن

وتعالى سبحانه الله أنزله الذي الكتاب هو واإلنجيل النقاط،. السالم عليه عيسى ورسوله عبده على

: وموعظة ونور هدى بأنه اإلنجيل القرآن وصف ـ أ ": ما ل مصدقا مريم ابن بعيسى آثارهم على وقفينا تعالى قالما ل ومصدقا ونور هدى فيه اإلنجيل وآتيناه وراة الت من يديه بين

: ( " آية المائدة، قين لمت ل وموعظة وهدى وراة الت من يديه بين46.)

: الكريم القرآن في ورد ومما ـ بأحكام من التوراة في جاء لما معدال أو مكمال جاء اإلنجيل أن

كتاب أنه من التوراة به وصف بما اإلنجيل القرآن يصف ولميصفه وكأنه جاء العكس، على بل شيء، كل يفصل شاملأحكام، من التوراة في ورد ما بعض نسخ هي محدودة بمهمةومصدقا " عيسى لسان على القرآن يقول الله، يعلمها لحكمة

لكم وألحل وراة الت من يدي بين ما "ل عليكم م حر ذي ال بعضآية) : عمران، (.50آل

ال عليه � عيسى مهمة في بينهما القرآن ربط � ولهذا سالم * ": ورسوال واإلنجيل وراة والت والحكمة الكتاب مه ويعل فقال

آية ) : عمران، آل إسرائيل بني (.�49 48إلى

ص� 1 نفسه .184المصدر

144

القرآن اهتمام في واضح فرق هناك ـ فالظاهر ج ، عدد في هذا ويظهر اإلنجيل من أكثر موسى برسالة اهتمامه

التوراة " فيها ذكرت التي اإلنجيل" "18المرات ذكر بينما مرة12" موسى" وذكر "136مرة إال" عيسى يذكر لم بينما مرةعلى" 25 الداللة في أظهر تكون ربما إشارة هناك مرة،

قوله وهي باإلنجيل، اهتمامه من أكثر بالتوراة القرآن اهتمامفلما:" القرآن يستمعون الجن من نفرا إليك صرفنا وإذ تعالى

* منذرين قومهم إلى وا ول قضي فلما أنصتوا قالوا حضروهما ل مصدقا موسى بعد من أنزل كتابا سمعنا ا إن قومنا يا قالوا

( " األحقاف، مستقيم طريق وإلى الحق إلى يهدي يديه بين.1(�30 29آية :

التوراة في كما اإلنجيل في جاءت ـ البشارةس ": بعون يت ذين ال تعالى قال وسلم، عليه الله صلى بالرسولوراة الت في عندهم مكتوبا يجدونه ذي ال األمي بي الن سول الر

لهم ويحل المنكر عن وينهاهم بالمعروف يأمرهم واإلنجيلواألغالل إصرهم عنهم ويضع الخبآئث عليهم م ويحر بات الطي

بعوا وات ونصروه روه وعز به آمنوا ذين فال عليهم كانت تي ال: ( " آية األعراف، المفلحون هم أول�ئك معه أنزل ذي ال ور الن

157.) ": ي إن إسرائيل بني يا مريم ابن عيسى قال وإذ تعالى وقال

را ومبش وراة الت من يدي بين ما ل مصدقا إليكم ه الل رسولقالوا نات بالبي جاءهم فلما أحمد اسمه بعدي من يأتي برسول

: ( " آية الصف، مبين سحر .2(6هذاـ عيسى لرسالة أيضا مصدقا جاء القرآن إن ـ ش

ـ السالم قال عليه السابقة الرساالت لجميع مصدق هو كماوحكمة:" كتاب من آتيتكم لما ين بي الن ميثاق الله أخذ وإذ تعالى

قال ه ولتنصرن به لتؤمنن معكم ما ل مصدق رسول جاءكم ثم فاشهدوا قال أقررنا قالوا إصري ذلكم على وأخذتم أأقررتم

: ( " آية عمران، آل اهدين الش من معكم (.81وأنا

": قلبك على له نز ه فإن جبريل ل عدوvا كان من قل تعالى وقال � " للمؤمنين وبشرى وهدى يديه بين ما ل مصدقا الله بإذن

آية) : (.97البقرة،ص� 1 العقيدة في .185المحكم2 . ص� جلي محمد أحمد د اإلسالمية .197العقيدة

145

كما اإلنجيل حملة عن القرآن وتحدث ـ عن ك تحدث : اإلنجيل مع وقفت فئة قسمين إلى فقسمهم التوراة حملة

": أحس فلما األولى عن فقال خائنة، كافرة كاذبة وأخرى الحقون الحواري قال الله إلى أنصاري من قال الكفر منهم عيسى

* بما ا آمن نا رب مسلمون ا بأن واشهد بالله ا آمن الله أنصار نحن: ( " آية عمران، آل اهدين الش مع فاكتبنا سول الر بعنا وات أنزلت

52 �53.)

": ميثاقهم أخذنا نصارى ا إن قالوا ذين ال ومن فهم الثانية وأماإلى والبغضاء العداوة بينهم فأغرينا به روا ذك مما حظvا فنسوا

( " آية المائدة، يصنعون كانوا بما الله ئهم ينب وسوف القيامة يوم :14.)

ـ ليس ل اآلن أيدينا بين الذي اإلنجيل أن إلى القرآن ويخلص ": وإن تعالى قال المحرفين، تحريف من هو بل الله، كالم هووما الكتاب من لتحسبوه بالكتاب ألسنتهم يلوون لفريقا منهمالله عند من هو وما الله عند من هو ويقولون الكتاب من هو

* أن لبشر كان ما يعلمون وهم الكذب الله على ويقولونعبادا كونوا اس للن يقول ثم بوة والن والحكم الكتاب الله يؤتيه

الكتاب مون تعل كنتم بما ين اني رب كونوا ول�كن الله دون من لي : ( " آية عمران، آل تدرسون كنتم (.�79 78وبما

على ورد الذي التحريف مقدار في يفصل ال فالقرآن والحقيقةهذين إن لنا يقول أن فقط هدفه وكأن واإلنجيل، التوراة

فال التفصيل أما دخلتهما، األهواء ألن ثقة، مصدر ليسا الكتابين ومكانا زمانا مختلف التحريف مقدار فإن وأيضا نحن، نحتاجه

.1ومذاهب للناس الفائدة فيه بالذي إال القرآن يهتم فلم ،الزبور:

عليه داود على وتعالى سبحانه الله أنزله الذي الكتاب هوالمكتوب، أي المزبور الكتاب هو اللغة في والزبور السالم،

": شيء وكل تعالى قال زبورا، يسمى كتاب وكل زبر، وجمعه : ( " آية القمر، بر الز في كتب( 52فعلوه في مسجل أي

ص� 1 العقيدة في .187المحكم

146

على أنزل ما على الزبور لفظ إطالق غلب ثم وكتبهم المالئكة( " ": النساء، زبورا داوود وآتينا تعالى قال السالم، عليه داود

(.163آية : وراثة الزبور، في كتبه مما أن وتعالى، سبحانه وأخبر

بعد :" من بور الز في كتبنا ولقد سبحانه قال األرض، الصالحين : ( " آية األنبياء، الصالحون عبادي يرثها األرض أن (.105الذكر

: ( " ": آية النساء، زبورا داوود وآتينا تعالى (.163وقال : ( " ": آية اإلسراء، زبورا داوود وآتينا تعالى (.55وقال

أنه إال كتابه في لنا الله سماها التي السابقة الكتب هي هذهكما مجملة، ذكرت بل لنا، تسم ولم أنزلت أخرى كتب توجد

": معهم وأنزلنا نات بالبي رسلنا أرسلنا لقد تعالى قوله في : ( " آية الحديد، بالقسط اس الن ليقوم والميزان (.25الكتاب

ال أنه كما إجماال تسم لم التي الكتب بهذه نؤمن أن وعليناإلى نسبه ما سوى تعالى الله إلى كتابا ننسب أن لنا يجوز

تعالى أنزلها التي الكتب من أنه الكريم القرآن وأخبرنا نفسهرسله من رسول .1على

: السابقة: الكتب تحريف ثالثافلم كتبهم حرفوا الكتاب أهل أن المنزل كتابه في الله أخبرنا

": تعالى قوله اليهود عن جاء فقد أنزلها، التي صورتها في تعد: ( " آية النساء، مواضعه عن الكلم فون يحر هادوا ذين ال من

46.) ": قلوبهم وجعلنا اهم لعن ميثاقهم نقضهم فبما تعالى وقال �

: ( " آية المائدة، مواضعه عن الكلم فون يحر (.13قاسية ": في يسارعون ذين ال يحزنك ال سول الر ها أي يا تعالى وقال � ومن قلوبهم تؤمن ولم بأفواههم ا آمن قالوا ذين ال من الكفريأتوك لم آخرين لقوم سماعون للكذب سماعون هادوا ذين ال

: ( " آية المائدة، مواضعه بعد من الكلم فون (.41يحر ": يلوون لفريقا منهم وإن تعالى قوله النصارى عن وجاءالكتاب من هو وما الكتاب من لتحسبوه بالكتاب ألسنتهم

على ويقولون الله عند من هو وما الله عند من هو ويقولون : ( " آية عمران، آل يعلمون وهم الكذب (.78الله

ص� 1 جلي أحمد اإلسالمية، .198العقيدة

147

التحريف من أنواع ثالثة هناك أن وجدنا األمر هذا تدبرنا وإذوردت وكلها الكتاب أهل كتب في وقعت قد األقل على

القرآن في إليه .1اإلشارة

1: عليه هو ما على اللفظ بقاء مع المعنى تحريف ـواإلنجيل التوراة المنزلة كتبه جميع في الربا حرم قد الله إن

ما كل رغم اليوم اليهود أيدي بين التي والتوراة والقرآن،بتحريم نصا تحمل ماتزال � شنيعة تحريفات من فيها حدث

ذلك ومع الناس مع التعامل في األمانة بوجوب ونصا الربا،الدولي، النطاق على بالربا يتعاملون � معلوم هو كما � فاليهود

يقول ذلك وعن حق، بغير الناس أموال طريقه عن ويسلبون ": أحلت بات طي عليهم منا حر هادوا ذين ال من فبظلم تعالى الله

عنه * نهوا وقد با الر وأخذهم كثيرا الله سبيل عن وبصدهم لهمعذابا منهم للكافرين وأعتدنا بالباطل اس الن أموال وأكلهم

آية" ) : النساء، (.�161 160أليماأخرى بعبارة أو كتابهم، في الموجود النص على تحايلوا فكيف

وسلب الناس مع بالربا التعامل ألنفسهم ليبيحوا حرفوهأموالهم؟

: وكذلك اليهود، مع التعامل في جائز غير الربا إن قالوا لقدكان إن أما بعض، مع بعضهم اليهود تعامل في واجبة األمانةمعه نتعامل أن عليك بأس فال اليهود غير من معه نتعامل الذي

اإلشارة عنه وردت ما وذلك ماله تأكل أن عليك بأس وال بالربا ": إن من الكتاب أهل ومن تعالى قال عمران، آل سورة في

إليك يؤده ال بدينار تأمنه إن من ومنهم إليك يؤده بقنطار تأمنهين األمي في علينا ليس قالوا هم بأن ذلك قآئما عليه دمت ما إال

( " آية عمران، آل يعلمون وهم الكذب الله على ويقولون سبيل :75.)

" " : الذين األميين أموال سلب في علينا حرج ال قالوا أنهم أيأن يعلمون وهم ذلك لهم أباح الله أن ويزعمون يهودا ليسوا

عليهم وحرم إطالقا الربا عليهم حرم فإنه الله على كذب هذاأميين وغير أميين جميعا، الناس أموال .2سلب

ص� 1 اإليمان .195ركائزص� 2 اإليمان .197ركائز

148

2: واإلضافة بالتغيير التحريف ـالقصص من مجموعة التوراة إلى أضافوا فقد اليهود فأما

حد إلى يصل بعضها سلطان، من بها الله أنزل ما واألساطير سلوكا به ألصقوا إال أنبيائهم من وما أنبيائهم، حق في الفحش

إنهم بل المعصوم، النبي عن فضال العادي بالجيش يليق الوتعالى سبحانه الله حق في وقالوا األلوهية مقام على تجرءوا

وقد بال، على له يخطر وال قط مؤمن فم من يخرج ال كالماصلى الرسول زمن حتى وغيرها األقوال هذه يرددون ظلوا

ومعتقداتهم أقوالهم القرآن عليهم وسجل وسلم، عليه الله ": الله إن قالوا ذين ال قول الله سمع قد ل تعالى قال الفاسدة،حق بغير األنبياء وقتلهم قالوا ما سنكتب أغنياء ونحن فقيرالله * وأن أيديكم قدمت بما ذلك الحريق عذاب ذوقوا ونقول

: ( " آية عمران، آل لعبيد ل م بظال (.�182 181ليس سخفا يقل ال ما واإلضافة التغيير من فيحوي اإلنجيل وأما

عليه عيسى تأليه هو ذلك آخر، إتجاه في ولكن وبشاعة ": لفريقا منهم وإن تعالى قال الله، ابن بأنه والزعم السالم

من هو وما الكتاب من لتحسبوه بالكتاب ألسنتهم يلوونويقولون الله عند من هو وما الله عند من هو ويقولون الكتاب

* الله يؤتيه أن لبشر كان ما يعلمون وهم الكذب الله علىمن لي عبادا كونوا اس للن يقول ثم بوة والن والحكم الكتابوبما الكتاب مون تعل كنتم بما ين اني رب كونوا ول�كن الله دون * أربابا ين بي والن المالئكة خذوا تت أن يأمركم وال تدرسون كنتم : ( " آية عمران، آل مسلمون أنتم إذ بعد بالكفر � 78أيأمركم

80.)

: االب ثالثة الله وكون لله وبنوته عيسى ألوهية وأسطورةالمنزل اإلنجيل إلى أضيفت إضافة كلها القدس، وروح واالبن

رد وقد الله عند من أنها وزعموا بأيديهم كتبوها الله، عند منحقيقة وبين سورة، من أكثر في مفصال ردا عليهم القرآن

": أأنت مريم ابن عيسى يا الله قال وإذ تعالى قال التوحيد،سبحانك قال الله دون من إل�هين وأمي خذوني ات اس للن قلت

فقد قلته كنت إن بحق لي ليس ما أقول أن لي يكون ماأنت ك إن نفسك في ما أعلم وال نفسي في ما تعلم علمته

149

* الله اعبدوا أن به أمرتني ما إال لهم قلت ما الغيوب م عالتوفيتني فلما فيهم دمت ما شهيدا عليهم وكنت كم ورب ي رب( " المائدة، شهيد شيء كل على وأنت عليهم قيب الر أنت كنت

(.�117 116آية : " مرقص إنجيل المعتمدة األربعة أناجيلهم أن المهم ولكن

" يوحنا وإنجيل متى وإنجيل لوقا مع 1وإنجيل بعضها متضاربة ، واحد مصدر من كلها تكون أن ينفي مما الشأن، هذا في بعض

فإن كله ذلك عن وفضال الله، هو مصدرها يكون أن عن فضال " " تداوله، الكنيسة منعت برنابا إنجيل هو خامسا إنجيال هناك

عنده يوجد من وهددت نسخة، من يدها في وقع ما وأحرقت : من � زعمهم في � الحرمان أي ضده حرمان قرار بإصدار

بشر، رسول عيسى أن يقرر ألنه � ومغفرته الله رضوانوسلم عليه الله صلى محمد ببعثه بشر وأنه إلها، وال ربا وليس

بعده .2من3: بالكتمان التحريف ـ

: إلى اإلشارة وكتمان الشريعة، أحكام كتمان نوعين على فهوأنهم عليهم يسجل والقرآن وسلم عليه الله صلى محمد بعثة ": الله أخذ وإذ تعالى قال الله، فعصوا الكتمان بعدم أمروا

فنبذوه تكتمونه وال اس للن ه نن لتبي الكتاب أوتوا ذين ال ميثاق( " آل يشترون ما فبئس قليال ثمنا به واشتروا ظهورهم وراء

آية : (.187عمران، ": يعرفون كما يعرفونه الكتاب آتيناهم ذين ال تعالى قال �

( " البقرة، يعلمون وهم الحق ليكتمون منهم فريقا وإن أبناءهم(.146آية :

بكل يؤمنوا بأن ميثاقا عليهم أخذ الله أن عليهم ويسجلعليهم يسجل كما معهم، لما مصدقا الله عند من يأتي رسول

في عندهم موجود وسلم عليه الله صلى محمد بعثة خبر أن ": لما ين بي الن ميثاق الله أخذ وإذ تعالى قال واإلنجيل، التوراة

معكم ما ل مصدق رسول جاءكم ثم وحكمة كتاب من آتيتكمإصري ذلكم على وأخذتم أأقررتم قال ه ولتنصرن به لتؤمنن

* فمن اهدين الش من معكم وأنا فاشهدوا قال أقررنا قالوا

ص� 1 اإليمان .198ركائزص� 2 اإليمان .198ركائز

150

: ( " آية عمران، آل الفاسقون هم فأول�ئك ذلك بعد ى � 81تول82.)

": ي إن إسرائيل بني يا مريم ابن عيسى قال وإذ تعالى وقالرا ومبش وراة الت من يدي بين ما ل مصدقا إليكم ه الل رسول

قالوا نات بالبي جاءهم فلما أحمد اسمه بعدي من يأتي برسول : ( " آية الصف، مبين سحر (.6هذا

": يجدونه ذي ال األمي بي الن سول الر بعون يت ذين ال تعالى وقالوينهاهم بالمعروف يأمرهم واإلنجيل وراة الت في عندهم مكتوبا

ويضع الخبآئث عليهم م ويحر بات الطي لهم ويحل المنكر عنبه آمنوا ذين فال عليهم كانت تي ال واألغالل إصرهم عنهمهم أول�ئك معه أنزل ذي ال ور الن بعوا وات ونصروه روه وعز

آية" ) : األعراف، (.157المفلحونأمر عصوا فقد الكتاب ألهل كلها الوصايا هذه من الرغم وعلى

: الناس على بإعالنه أمروا الذي الحق وكتموا ربهمفقد وسلم، عليه الله صلى الرسول لبعثة إنكارهم وأما

في والسالم الصالة عليه له صريح ذكر كل محو في اجتهدوابقيت فقد هذا اجتهادهم كل ومع الناس، عن وأخفوه كتبهمإشارة بأنها إال تفسيرها يمكن ال واإلنجيل التوراة في إشارات

وسلم عليه الله صلى الرسول .1لمجيء ": يعرفونه الكتاب آتيناهم ذين ال يقول إذ العظيم الله وصدق

وهم الحق ليكتمون منهم فريقا وإن أبناءهم يعرفون كماآية" ) : البقرة، (.146يعلمون

": لهم ن تبي ما بعد من أنفسهم عند من حسدا تعالى وقالآية" ) : البقرة، (.109الحق

": معهم ما ل مصدق الله عند من كتاب جاءهم ولما تعالى وقالما جاءهم فلما كفروا ذين ال على يستفتحون قبل من وكانوا * به اشتروا بئسما الكافرين على الله فلعنة به كفروا عرفوا

فضله من الله ل ينز أن بغيا الله أنزل بما يكفروا أن أنفسهموللكافرين غضب على بغضب فبآؤوا عباده من يشاء من على

: ( " آية البقرة، مهين (.�90 89عذاب

ص� 1 اإليمان .200ركائز

151

: السماوية: بالكتب اإليمان أهمية رابعايتم ـ 1 ال اإليمان أركان من ركن السابقة بالكتب اإليمان

. به إال اإليمانوأن ـ 2 اإللهية الرساالت وحدة يؤكد السابقة بالكتب اإليمان

الناس أولى والمسلمون السماوية الديانات لكل جامع اإلسالمأي أن يعتقد فالمؤمن اإلسالم، نهج على البشرية بقيادة جميعامما وهذا لدينهم وأصال أساسا يملكون الكتاب أهل من طائفة

أنصفوا، لو والمسلمين اإلسالم من قريبين الكتاب أهل يجعل ": ذي وال نوحا به وصى ما الدين من لكم شرع تعالى قالأقيموا أن وعيسى وموسى إبراهيم به وصينا وما إليك أوحينا

ه الل إليه تدعوهم ما المشركين على كبر فيه قوا تتفر وال الدين: ( " آية الشورى، ينيب من إليه ويهدي يشاء من إليه يجتبي

13.)من ـ 3 وجزء بالقرآن اإليمان من جزء اإللهية بالكتب اإليمان

تنقطع لم الله هداية وأن الهادي، هو سبحانه الله بأن اإليمانقال هدى، بها الله أنزل وقد إال أمة من فما البشر، عن

: ( " آية:" فاطر، نذير فيها خال إال أمة من وإن (.24تعالىمن ـ 4 سبقه ما كل على اشتمل قد القرآن أن يؤمن المسلم

بالكتب يصدق فالقرآن تحريف، أي من سليم وهو كتبقال حق، من فيها ما لبيان الوحيد المرجع وهو السابقة،

من:" يديه بين ما ل مصدقا بالحق الكتاب إليك وأنزلنا تعالى : ( " آية المائدة، عليه ومهيمنا (.48الكتاب

بوحدة ـ 5 الشعور المسلم لدى ينمي السابقة بالكتب اإليمانوأن مصدرها، ووحدة رسلها، ووحدة دينها، ووحدة البشريةمنذ النبوات ووحدة السماوية العقائد ورثت اإلسالمية األمة

النبوة، وتراث العقيدة تراث على والمحافظة البشرية، فجر. الزمان آخر إلى األرض على اإليمان موكب ورائدة

التعصب ـ 6 من المؤمن روح ينقي السابقة، بالكتب اإليمانعلى ماداموا بالديانات، المؤمنين وضد الديانات، ضد الذميم

الصحيح .1الطريق

1 . ص� جلي أحمد د اإلسالمية .211العقيدة

152

الكتب تلك من المسلم يتخذه أن ينبغي الذي والموقف " القرآن" قرره مما فيها ورد بما يؤمن أن ، واإلنجيل التوراة

به، يؤمن فال العامة القرآن أصول مخالفا ورد ما أما الكريم،والمواعظ القصص من ذلك ماعدا أما بطالنه، في يعتقد بل

وال يصدقها فال أصوله تناقض وال القرآن، يذكرها لم التي: وسلم عليه الله صلى النبي عن ورد لما إتباعا وذلك يكذبها،

آمنا وقولوا تكذبوهم، وال تصدقوهم فال الكتاب أهل حدثكم إذا باطال كان وإن تكذبوهم لم حقا كان فإن ورسله، وكتبه بالله

تصدقوهم .1لم: أقسام ثالثة على الكتاب أهل فأخبار

الوحي: من بأيدينا ما بالصدق له وشهد صحته، علمنا ما األول. صحيح فذاك

من: لدينا لما مخالفته كذبه على ودل كذبه، علمنا ما الثانيالوحي.

هذا: من وال القبيل هذا من ال عنه، مسكوت هو ما الثالثأخرج لما حكايته وتجوز نكذبه، وال به نؤمن فال القبيل،

: بلغوا قال وسلم عليه الله صلى النبي أن صحيحه في البخاريكذب ومن حرج، وال إسرائيل بني عن وحدثوا آية، ولو عني

النار من مقعده فليتبوأ متعمدا .2علي

: كلها: السابقة الكتب نسخ الكريم القرآن خامساوينزل كلها السابقة الكتب ينسخ أن وتعالى سبحانه الله شاء

كل كان الساعة، قيام إلى األرض في ليبقى األخير كتابةبعث بينما خاصة، قومه إلى يرسل السابقين من رسول

قال كافة، البشرية إلى وسلم عليه الله صلى محمد الرسولله:" ذي ال جميعا إليكم الله رسول ي إن اس الن ها أي يا تعالى

فآمنوا ويميت يحي�ي هو إال إل�ه ال واألرض ماوات الس ملكبعوه وات وكلماته بالله يؤمن ذي ال األمي بي الن ورسوله بالله

: ( " آية األعراف، تهتدون كم (.158لعل( " ": سبأ، ونذيرا بشيرا اس لن ل كافة إال أرسلناك وما تعالى وقال

(.28آية : أنزل بينما معينين ألقوام تنزل السابقة الكتب كانت وكذلك

" ": لعالمين ل ذكر إال هو وما تعالى قال كافة، للناس القرآنآية) : (.52القلم،

رقم 1 أحمد الحديثية )17225مسند رقم( 460/ 28الموسوعة البخاري ،4485.رقم 2 .3461البخاري

153

الكامل الشامل الكتاب هذا ينسخ أن الله مشيئة اقتضت لذلك ": وأنزلنا تعالى قال عليها، ويهيمن جميعا الكتب من سبقه ماومهيمنا الكتاب من يديه بين ما ل مصدقا بالحق الكتاب إليك

جاءك عما أهواءهم بع تت وال الله أنزل بما بينهم فاحكم عليهالله شاء ولو ومنهاجا شرعة منكم جعلنا لكل الحق من

فاستبقوا آتاكم مآ في يبلوكم ل ول�كن واحدة أمة لجعلكمفيه كنتم بما ئكم فينب جميعا مرجعكم الله إلى الخيرات

* أهواءهم بع تت وال الله أنزل بمآ بينهم احكم وأن تختلفون وا تول فإن إليك الله أنزل ما بعض عن يفتنوك أن واحذرهم

من كثيرا وإن ذنوبهم ببعض يصيبهم أن الله يريد ما أن فاعلمالله * من أحسن ومن يبغون ة الجاهلي أفحكم لفاسقون اس الن

: ( " آية المائدة، يوقنون قوم ل (.�50 48حكماالكتب من سبق بما يستمسك أن أحد من يقبل يعد ولم

": على لستم الكتاب أهل يا قل تعالى قال القرآن، ويرفض" كم ب ر من إليكم أنزل وما واإلنجيل وراة الت تقيموا ى حت شيء

آية) : (.68المائدة،بهذه المخاطبين الكتاب ألهل بالنسبة واإلنجيل التوراة وإقامة

: واإلنجيل التوراة أن ذلك الله، بوحدانية اإلقرار معناها اآليةجازما، تقريرا الوحدانية هذه يقرران الله عند من المنزلين

مرة إقامتها هو منهم فالمطلوب حرفوهما، الكتاب أهل ولكنواإلنجيل التوراة إن ثم التوحيد، أصل إلى الرجوع أي أخرى،

عند بإتباعه وأمر وسلم عليه الله صلى محمدا ذكرا قدعليه الله صلى بالرسول اإليمان معناها فإقامتهما ظهوره،

": .. إن تعالى قال اإلسالم، أي وحي من عليه نزل وما وسلم : ( " آية عمران، آل اإلسالم الله عند (.19الدين

": في وهو منه يقبل فلن دينا اإلسالم غير يبتغ ومن تعالى وقال : ( " آية عمران، آل الخاسرين من (.85اآلخرة

: محمد نفس والذي وسلم عليه الله صلى الله رسول وقالثم نصراني وال يهودي األمة هذه من أحد بي يسمع ال بيده،

النار أصحاب من كان إال به أرسلت بالذي يؤمن وال .1يموت

: لنا يتضح المبحث هذا خالصة وفيالنووي )1 بشرح مسلم (.160/ 2صحيح

154

هي ـ الكريم القرآن في ذكرها ورد كتبا أنزل وجل عز الله أن : � الزبور � التوراة � إبراهيم صحف يأتي كما التاريخي بترتيبها

. القرآن � اإلنجيلهي ـ أساسية حقيقة على تحتوي جميعا الكتب هذه وأن

شريك، بغير له العبادة إخالص ووجوب وجل عز الله وحدانية. عنه وينهي يأمر فيما وطاعته

صورتها ـ في وجود لها يعد لم القرآن على السابقة الكتب أنكصحف معروف أثر لها يعد ولم ضاعت إما ألنها المنزلة

. واإلنجيل كالتوراة أصحابها أيدي على حرفت وإما إبراهيم،ومن ـ بالكتمان، وإما واإلضافة بالتغيير إما الغالب التحريف أن

وقصة عيسى تأليه وقصة التوراة أساطير اإلضافات أبرزصلى الرسول بعثة عن اإلخبار كتموه ما أبرز ومن التثليث،

. وسلم عليه اللهضاع ـ ما كلها السابقة الكتب نسخ اقتضت قد الله مشيئة أن

الكتاب من يديه بين لما مصدقا القرآن وأنزل حرف وما منهاالله عند من تنزيله سبق ما لكل وناسخا عليه .1ومهيمنا

ص� 1 اإليمان .203ركائز

155

الخاتمةبالقرآن: اإليمان عن الحديث من لي الله يسره ما فهذا وبعد

اإليمان " سميته وقد الكتاب هذا في السماوية والكتب الكريم " خطأ، من فيه كان فما السماوية والكتب الكريم بالقرآن

منه، بريء ورسوله والله إليه وأتوب تعالى، الله فاستغفرأحرم أال وعسى الخطأ، في أقع أال حريصا كنت أني وحسبي

. األجر منويكون وجد، أينما اإلنسان بني الكتاب بهذا ينفع أن الله وأدعو

وأن تذكيره، أو تعليمه، أو وهدايته، إيمانه، زيادة في سببافإن دعائه، في المسلمين إخواني من يقرؤه من يذكرني

تعالى الله شاء إن مستجابة الغيب بظهر ألخيه األخ دعوة": تعالى الله بقول الكتاب هذا سولوأختم والر الله يطع ومن

ديقين ين والص���� بي ذين أنعم الل����ه عليهم من الن فأول�����ئك م����ع الهداء والصالحين وحسن أول�ئك رفيقا" )النساء، آية : (.69والش

وبقول الشاعر:يا منزل اآليات والفرقان

بيني وبينك حرمة القرآنإشرح به صدري لمعرفة الهدى

واعص���م ب���ه قل���بي منالشيطان

ر به أمري وأقض مآربي يس وأج���ر ب���ه جس���دي من

يران النتي واحطط به وزري وأخلص ني

واش��دد ب��ه أزري وأص��لحشأني

ي وحقق توبتي واكشف به ضر واربح ب�������������ه بيعي بال

خسرانيطهر به قلبي وصف سريرتي

أجم��ل ب��ه ذك��ري وأع��لمكاني

واقطع به طمعي وشرف همتيكثر به ورعي واحي جنان

156

جوارحي وأظم ليلي به أسهردموعها بفيض أسبل

أجفانيدمي مع بلحمي رب يا وأمزجه

من قلبي به واغسلاألضغاني

وخلقتني صورتني الذي أنتاإليمان لشرائع وهديتني

ورحمتني علمتني الذي أنتواعى صدري وجعلت

القرآن وسقيتني أطعمتني الذي أنت

وال يد كسب غير مندكان

ونصرتني وسترتني وجبرتنيبالفضل وغمرتني

واإلحسانوحبوتني آويتني الذي أنت

حيرة من وهديتنيالخذالن

مودة القلوب بين لي وزرعتبرحمة منك والعطف

وحنان محاسنا العالمين في لي ونشرت

أبصارهم عن وسترتعصياني

شائعا البرية في ذكري وجعلتجميعهم جعلت حتى

إخوانيسريرتي قبيح علموا لو والله

من علي السالم ألبىيلقاني

صحبتي وملوا ي عن وألعرضوابهوان كرامة بعد ولبؤت

ومثالبي معايبي سترت لكن

157

وعن سقطي عن وحلمتطغياني

كلها والمدائح المحامد فلكوجوارحي بخواطري

ولسانياستغفرك" أنت إال إله ال أن أشهد وبحمدك اللهم سبحانك

" إليك وأتوب

158

الكتاب فهرسالسماوية والكتب الكريم بالقرآن اإليمان

: واصطالحا لغة القرآن األول المبحثلغة: القرآن أوال

اإلصطالح: في القرآن ثانيا

: وصفاته واسماؤه القرآن عظمة الثاني المبحثالقرآن: عظمة أوال

كتابه 1 على الله ثناء �وتعالى 2 سبحانه منزله عظمة �بالقرآن 3 نزل من فضل �العالمين 4 رب تنزيل القرآن �عوج 5 فيه ليس مستقيم القرآن �وتصدعها 6 خشوع �القرآن 7 لعظمة الجمادات انقياد �بالقرآن 8 والجن األنس تحدى �

الكريم: القرآن اسماء ثانياالفرقان 1 �البرهان 2 �الحق 3 �العظيم 4 النبأ �البالغ 5 �الروح 6 �الموعظة 7 �الشفاء 8 �الحديث 9 أحسن �

الكريم: القرآن أوصاف ثالثاالحكيم 1 �العزيز 2 �الكريم 3 �المجيد 4 �العظيم 5 �والنذير 6 البشير �خلفه 7 من وال يديه بين من الباطل يأتيه ال �

159

: الكريم القرآن خصائص الثالث المبحثإلهي: كتاب أوالمحفوظ: كتاب ثانيا

معجز: ثالثاالمعجزة 1 تعريف �المعجزة 2 شروط �العظمى 3 المعجزة هو القرآن �القرآن 4 إعجاز وجوه �

وميسر: مبين كتاب رابعاهداية: كتاب خامسا

كلها: اإلنسانية كتاب سادساكله: الزمن كتاب سابعا

وأجمعها: اللغات بأرقى نزوله ثامناعليها: وهيمنته الله لكتب القرآن تصديق تاسعا

بالتصديق 1 الهيمنة عالقة �السابقة 2 الكتب على القرآن هيمنة مظاهر �

وتبديلها السابقة الكتب بتحريف إخباره � أالحق فيها خالفوا الكبرى المسائل بيان � ب

أخفوها التي المسائل من كثيرا القرآن بين � ج

: الكريم القرآن مقاصد الرابع المبحثوالتصورات: العقائد تصحيح أوال

التوحيد 1 إلى دعوة آخره إلى أوله من العظيم القرآن �والرسالة 2 النبوة في العقيدة تصحيح �باآلخرة 3 اإليمان عقيدة تثبيت �

البشرية: النفس تزكية ثانياوتقواه: الله عبادة ثالثا

الناس: بين العدل إقامة رابعاالشورى: خامساالحرية: سادسا

اإلعتقاد 1 حرية �التعبير 2 حرية �الفكر 3 حرية �التنقل 4 حرية �

الحرج: رفع سابعا

160

اإلنسان: كرامة تقرير ثامنااألرض 1 في خليفة اإلنسان �السماوية 2 الرساالت محور اإلنسان �آلدم 3 بالسجود المالئكة تكليف �المخلوقات 4 سائر عن اإلنسان تفضيل �لإلنسان 5 الكون في ما تسخير �بالعقل 6 اإلنسان تكريم �والفضائل 7 باألخالق اإلنسان تكريم �األحكام 8 تشريع في اإلنسان تكريم �

اإلنسان وجود � أاألوالد حقوق � ب

والتصرفات العقود في اإلنسان إرادة احترام � جالعقوبات � س

اإلنسان: حقوق تقرير تاسعاالحياة 1 حق �الحرية 2 حق �المساواة 3 حق �العدالة 4 حق �عادلة 5 محاكمة في الفرد حق �السلطة 6 تعسف في الحماية حق �وسمعته 7 عرضه حماية في الفرد حق �اللجوء 8 حق �األقليات 9 حقوق �

العامة 10 الحياة في المشاركة حق �والبالغ 11 الدعوة حق �اإلقتصادية 12 الحقوق �الملكية 13 حماية حق �العامل 14 حق �الحياة 15 مقومات من كفايته في الفرد حق �الضعفاء 16 حقوق تأكيد �

الصالحة: األسرة تكوين عاشرا : الجاهلية ظلم من وتحريرها المرأة إنصاف عشر الحادي

والعبادة 1 والتدين التكليف في للرجل المرأة مساواة في �األساسية 2 اإلجتماعية الدينية التكاليف في �اإللهي 3 التكليف وتوجه آدم قصة وفي �

161

الجزاء 4 في للرجل المرأة مساواة وفي �للمرأة 5 المالية الحقوق وفي �6 أما بإعتبارها المرأة �7 بنتا بإعتبارها المرأة �زوجة 8 بإعتبارها المرأة �المرأة 9 أنوثة على المحافظة �

: الناس على الشهيدة األمة بناء عشر الثانيالقرآن في األساسية األمة أوصاف �

الربانية 1 �الوسطية 2 �الدعوة 3 �الوحدة 4 �

: السماحة عشر الثالث : الرحمة عشر الرابع

: والعقود بالعهود الوفاء عشر الخامسبالعهد 1 بالوفاء الترغيب �والميزان 2 بالكيل بالوفاء القرآنية األوامر �بالعقود 3 بالوفاء األمر �بالنذر 4 بالوفاء األمر �الوفاء 5 بأهل الكريم القرآن تنويه �والجزاء 6 األجر من الوفاء ألهل الله أعده ما �

: وكتابته القرآن جمع الخامس المبحثالله: صلى الله رسول فم من كتابة الكريم القرآن جمع أوال

وسلم عليهالخليفة: عهد على واحد مصحف في الكريم القرآن جمع ثانيا

عنه الله رضي الصديق بكر أبي األولذي: عهد على المصاحف من عدد في الكريم القرآن جمع ثالثا

عنه الله رضي عفان بن عثمان المؤمنين أمير النورينعثمان 1 عهد في القرآن جمع على الباعث �عثمان 2 جمع في الصحابة جمهور استشارة �عنهما 3 الله رضي عثمان وجمع الصديق جمع بين الفرق �األحرف 4 جميع على مشتملة العثمانية المصاحف هل �

السبعة؟األمصار؟ 5 إلى عثمان أرسلها التي المصاحف عدد �

162

163

: السماوية الكتب السادس المبحثالسماوية: بالكتب اإليمان وجوب أوال

القرآن: في ذكرها ورد التي الكتب ثانياالصحف 1 �التوراة 2 �اإلنجيل 3 �الزبور 4 �

السابقة: الكتب تحريف ثالثاعليه 1 هو ما عى اللفظ بقاء مع المعنى تحريف �واإلضافة 2 بالتغيير التحريف �بالكتمان 3 التحريف �

السابقة: بالكتب اإليمان أهمية رابعاكلها: السابقة الكتب نسخ الكريم القرآن خامسا

الخاتمةفهرس الكتاب.

كتب صدرت للمؤلف: ـ السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.1 ـ سيرة الخليفــة األول أبــو بكــر الصــديق رضــي اللــه2

عنه: شخصيته وعصره. ـ سيرة أمير المؤمنين عمــر بن الخطــاب رضــي اللــه3

عنه: شخصيته وعصره. ـ سيرة أمير المؤمنين عثمــان بن عفــان رضــي اللــه4

عنه: شخصيته و عصره. ـ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللــه5

عنه: شخصيته و عصره.ــن بن علي بن أبي6 ــنين الحس ــير المؤم ــيرة أم ــ س ـ

طالب. شخصيته و عصره. ـ الدولة العثمانية: عوامل النهوض والسقوط.7 ـ فقه النصر و التمكين في القرآن الكريم.8 ـ تاريخ الحركة السنوسية في إفريقيا.9

ــمال10 ـ تاريخ دولتي المرابطين و الموحدين في الشاإلفريقي.

ـ عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.11ـ الوسطية في القرآن الكريم.12

164

ــــ الدولـــة األمويـــة، عوامـــل اإلزدهـــار و تـــداعيات13اإلنهيار.

ـ معاوية بن أبي سفيان، شخصيته و عصره. 14ـ عمر بن عبد العزيز، شخصيته وعصره.15ـ خالفة عبد الله بن الزبير.16ـ عصر الدولة الزنكية.17ـ عماد الدين زنكي.18ـ نور الدين زنكي.19ـ دولة السالجقة.20ـ اإلمام الغزالي وجهوده في اإلصالح والتجديد.21ـ الشيخ عبد القادر الجيالني.22ـ الشيخ عمر المختار.23ـ عبد الملك بن مروان بنوه.24 ـــ فكــر الخــوارج والشــيعة في مــيزان أهــل الســنة25

والجماعة.ـ حقيقة الخالف بين الصحابة.26ـ وسطية القرآن في العقائد.27ـ فتنة مقتل عثمان.28ـ السلطان عبد الحميد الثاني.29ـ دولة المرابطين.30ـ دولة الموحدين.31 ـــ عصــر الــدولتين األمويــة والعباســية وظهــور فكــر32

الخوارج.ـ الدولة الفاطمية.33ـ حركة الفتح اإلسالمي في الشمال االفريقي.34 ـــ صــالح الــدين األيــوبي وجهــوده في القضــاء على35

الدولة الفاطمية وتحرير البيت المقدس. ـ إستراتيجية شــاملة لمناصــرة الرســول صــلى اللــه36

عليه وسلم دروس مستفادة من الحروب الصليبية.ـ الشيخ عز الدين بن عبد السالم سلطان العلماء.37 ـ الحمالت الصــليبية )الرابعــة والخامســة والسادســة38

والسابعة( واأليوبيون بعد صالح الدين.ــداعيات39 ــ المشــروع المغــولي عوامــل اإلنتشــار وت ـ

اإلنكسار. ـ سيف الــدين قطــز ومعركــة عين جــالوت في عهــد40

المماليك.ـ اإليمان بالله جل جالله.41

165

ـ اإليمان باليوم اآلخر.42ـ الشورى في اإلسالم.43ـ السلطان محمد الفاتح.44ـ اإليمان بالقدر.4546. بالمالئكة اإليمان ـ47. السماوية والكتب الكريم بالقرآن اإليمان ـ

166