بابھ 30قراءات

القــــداس باكر عشیة 2، 9: 40مز 13 - 6: 6مر

3 – 1: 105مز 30 - 17: 10مر

10: 3تى 2- 4 :18

5بط 11 - 14

36: 15أع - 16 :5

2، 1: 96مز 11 - 1: 1مر

بابھ 30السنكسار )بابة 30. (ش 360ظھور رأس مارمرقس االنجیلي الرسولي وتكریس كنیستھ سنة + ذكار تكریس كنیسة في دیس مثل ھذا الیوم ت ریة الق دیار المص ي كاروز ال ار مرقس اإلنجیل ول م وظھور ،البت

.اإلسكندریة بمدینةرأسھ المقدسا وتكریس القدیس مار مرقس اإلنجیلي رأس بظھور الكنیسة أیضا تعید وفیھ ي بنیت علیھ جسد ظل. الكنیسة الت

وكان ھذا التابوت محفوظا في كنیسة بوكالیا أو . م 644تابوت واحد حتى سنة في مار مرقس ورأسھ معا القدیسدخل أحد البحارة العرب إلى الكنیسة فوجد التابوت وتوھم أن فیھ ذھبا . م 644وفي أحد األیام من سنة . دار البقر

ل . ووضع یده في التابوت ي اللی ذھا ف رأس فأخ ى ال بفوقعت یده عل ي أسفل المرك ا ف د . وأخفاھ زم القائ ا ع ولماء. عمرو بن العاصي على المسیر ا اإلسكندریة أبحرت كل السفن وخرجت من مین ي م ك السفینة الت دا تل ا ع بھ

را. الرأس فلم تتحرك إطالقا رغم محاوالت البحارة في بذل جھودھم إلخراجھا ر س ي األم . عند ذلك علموا أن ففأمر عمرو بن العاص بتفتیش السفینة فوجدوا الرأس مخبأة فیھا فأخرجوھا من السفینة واحتفظ بھا عمرو وبعدھا

أخر ھ أن ت ا تحركت السفینة حاال ففھم عمرو بن العاص ومن مع رأس المقدسة فیھ ود ال ان بسبب وج فینة ك . السا ثم سأل عمرو بن العاص عن. فأحضر البحار الذي خبأھا فأعترف بجریمتھ فعاقبھ ا باب و األنب ان ھ اط وك األقب

ط وكان بنیامین البطریرك الثامن والثالثون ا بخ اص خطاب ن الع ھ عمرو ب ھاربا ومختبئا بأدیرة الصعید فكتب لص . منھ الرأس المقدسة وأستلم .بنیآمین البابا فحضر. یده یطمئنھ ویعطیھ األمان ویطلب منھ الحضور ا ق د م بع

ة . علیھ عمرو بن العاص المعجزة العظیمة التي حدثت منھ ا كنیسة عظیم ي بھ ار لیبن رة آالف دین م أعطاه عش ثاء الكنیسة وأحتفظ البابا فشكره. ذه الرأسعلى أسم صاحب ھ دأ . بالرأس في قالیتھ بدیر مطرا إلى أن یتم بن م ب ث

ة باإلسكندریة لكنیسة التي عرفت باسم المعلقةفي بناء ا ا الكائن م یستطع إكمالھ ھ ل الثغر ولكن لة ب ارع المس ي ش فا ھ فأتمھ اثون خلیفت ا أغ ھا الباب وم وكرس ذا الی ل ھ ي مث س . ف ن طق ان م ة وك رأس المقدس ا ال ع فیھ ووض

امة ة رس ھ أن البطارك ا یتوج اني الباب ى رأس ث امتھ إل وم رس ار ی ي م رقس اإلنجیل مرأس . والشعب والكھنة األساقفة وبصحبتھ الرسول ام ال ور أم فیضرب المطانیة أمام الرأس المقدس ثم یرفع البخ

رة وحده. مرقس إنجیل ویقرأ مقدمة ى حج دخل إل م ی ة ث ل والبرك الة بالتحلی تم الص رأس المقدسة . ویخ ذ ال ویأخحجرة ویعریھا من الكسوة القدیمة ویكسوھا بكسوة جدیدة من الحریر ویخیط علیھا وبعد ذلك یظھر ویضعھا في

بھم ب رت دا حس دا واح ا واح رة لیقبلوھ ي حج ي ف اس وھ یة وإذ . للن رازة المرقس س الك ن مؤس و م ارك ھ ویتبول ليمار مرقس اإلنجی القدیس صلوات بركة مرقس مار خلیفة األسكندري البابا یدعي تكن الرس ا فل ا ولربن معن

".المجد دائما أبدیا آمین

)بابة 30(اھیم المتوحد نیاحة القدیس ابر+ وف .األب العظیم في القدیسین العابد المجاھد إبراھیم المتوحد في مثل ھذا الیوم تنیح ة من ن مدین كان ھذا اآلب م

ى. وي الثراءابنا ألبوین مسیحیین من ذ ل إل اك وص ن ھن یم، وم د أخم دیس فلما كبر اشتاق إلى الرھبنة، فقص القةباخومیوس ده ثالث ام عن ادة، وأق ك والعب ده بالنس ة، فاضني جس م رغب حیث البسھ ثیاب الرھبن رین سنة ث وعش

ھ مح ل ارات فس ي بعض المغ اخومیوس الوحدة ف دیس ب مك الق باكا لصید الس ان یصنع ش ذلك، وك د . ب ان أح وكاقي العلمانیین یأتي إلیھ ویأخذ عمل یدیھ ویبیعھ ال ست . ویشتري لھ فوال، ویتصدق عنھ بالب ذا الح ي ھ ام عل وأق

والن اللباس الذي كان قد خرج . عشرة سنة، كانت مئونتھ في كل یوم منھا عند المساء ربع قدح فول مبلول مملحسرار وكان یقصد الدیر في كل سنتین أو ثالث لتناول األ. بھ من الدیر قد تھرأ، فانھ ستر جسده بقطعة من الخیش

ة، . المقدسة وات غریب ھ بأص انوا یزعجون ارة، حیث ك ذا المغ ي أول سكنھ ھ ن الشیاطین ف را م وقد حورب كثیھ . فكان یقوي علیھم ویطردھم. ویفزعونھ بخیاالت مخیفة ان یخدم ذي ك اني ال ل األخ العلم ھ أرس ت وفات ولما دن

ي .األب تادرس تلمیذ القدیس باخومیوس إلى الدیر یستدعي ذكره ف ألھ إن ی فلما حضر إلیھ ضرب لھ مطانیة وسدیس . ثم رقد متجھا إلى الشرق واسلم روحھ الطاھرة. ثم قام وصلي ھو والقدیس تادرس. صالتھ ا أرسل الق ولم

ع تادرس الخبر إلى ھ ووضعوه م اركوا من ھ وتب یعھم علی م صلوا جم اك ث ى ھن وه إل ان وحمل الدیر حضر الرھب .أجساد القدیسین

.صالتھ تكون معنا ولربنا المجد دائما أبدیا آمین+ + +

18: 4 – 10: 3تى 2البولس

17 – 10: 3تى 2: أوال

یرتي و 10 ي و س ت تعلیم د تبع ت فق ا ان بري و ام ي و ص اتي و محبت اني و ان دي و ایم قصن 11 ت و م طھادات احتمل ة اض ترة ای ة و لس ة و ایقونی ي انطاكی ابني ف ا اص ل م ي مث طھاداتي و االم و اض

رب ذني ال ع انق الجمیطھدون 12 وع یض یح یس ي المس التقوى ف وا ب دون ان یعیش ذین یری ع ال و جمیى 13 یتقدمون ال زورین س رار الم اس االش ن الن لین و لك لین و مض اردا مضت 14 ن تعلم ا مم ت عارف ت و ایقن ا تعلم ى م ت عل ت فاثب ا ان و اموع 15 یح یس ي المس ذي ف ان ال الص باالیم ك للخ ادرة ان تحكم و انك منذ الطفولیة تعرف الكتب المقدسة القي الب 16 ذي ف ب ال ویم و التادی وبیخ للتق یم و الت افع للتعل ن هللا و ن ھ م وحى ب و م اب ھ ل الكت رك لكي یكون انسان هللا كامال متاھبا لكل عمل صالح 17

احتمال مضایقاتھم

ایقاتھم ال مض رورة احتم ح ض اومون الحق، أوض ي كل عصر یق ة ف ود ھراطق بعد أن تحدث الرسول عن وج

ول ات، إذ یق بري، ": بثب ي وص اتي ومحبت اني وأن دي وإیم یرتي وقص ي وس ت تعلیم د تبع ت فق ا أن وأم

أیة اضطھادات احتملت، من الجمیع أنقذني . المي مثل ما أصابني في أنطاكیة وإیقونیة ولسترةواضطھاداتي وآ

].١١-١٠[" الرب

ھنا یقدم لنا مفھوما حیا للتسلیم أو التقلید الرسولي إنھ لیس مجرد عقیدة إیمانیة فكریة یتقبلھا التلمیذ عن معلمھ، أو

یم والسیرة المقدسة الجیل عن الجیل السابق، إنما فیما ھو یحو ا التعل لم أیض ي اإلیمان الحي بكل جوانبھ إنما یتس

ھ، ذه فی ول، وتلمسھا تلمی ھا الرس والمقاصد التي عاش ألجلھا وطول األناة والمحبة والصبر، األمور التي مارس

بكل " مع المسیح الحیاة"كأن ما تسلمھ تیموثاوس األسقف عن بولس الرسول إنما ھو . وأیضا اضطھاداتھ وآالمھ

م . دقائقھا الظاھرة والخفیة یة تحك نظم الكنس د وال ن العقائ ة أو مجموعة م إن التسلیم الرسولي لیس أمورا خارجی

ا ھي ا، إنم و فیھ اة"عبادة الكنیسة وسلوك الجماعة والعض ل " الحی ي ك ى وسلمتھا ف ا عاشتھا الكنیسة األول كم

. جوانبھا

دي ھنا یمكننا القول أن قبول اآل ى ی الم واحتمالھا ھو جزء ال یتجزأ من التسلیم الرسولي، فقد تتلمذ تیموثاوس عل

رب، ي ال ھ شركة ف ھ مع ون ل ي تك ا لمسھ لك ا رآه وم ك بم ر تلمیذه أن یتمس الرسول المتألم، وھذا ھو المعلم یذك

ة . محتمال األلم بطول أناة، لھ ذات مقاصد الرسول ونیاتھ وأناتھ ومحبتھ لمضطھدیھ رد رؤی بمعنى آخر لیس مج

ھ ھ وإدراك ى یدی ھ عل ا تلمذت ھ، وإنم م مع ال األل ھ احتم ث فی ا یبع ول متألم ولس الرس ھ ب اوس لمعلم دیس تیموث الق

وة اف سر الق وع، أي اكتش ي المسیح یس ة ف اھیم ومقاصد ومشاعر وأحاسیس خفی أعماق معلمھ الداخلیة من مف

.الداخلیة في الرسول أثناء ضیقھ وآالمھ

ائال ول، ق ات الرس ا : [یعلن القدیس یوحنا الذھبي الفم على كلم را معي فحسب وإنم ن حاض م تك ك ل ا فإن ن قوی ك

رب ن ق ي ع ھ ... تبعت تعلیم ي"بقول ت تعلیم ة " تبع ى المناقش یر إل ة(یش ھ )اإلیمانی یرتي"، وبقول ى " س یر إل یش

إنني ال أنطق بھذه األمور دون أن أنفذھا، : یقول لھوكأنھ . یشیر إلى غیرتھ وثبات نفسھ" قصدي"سلوكھ، وبقولھ

ھ" إیماني وصبري"وبقولھ . بالكالم وحده) حكیما(لم أكن فیلسوفا د أقلق ور ق ذه األم یس شيء من ھ . یقصد أنھ ل

ى . التي لیست لھم" وصبره"، )المفسدین(التي ال توجد لدى ھؤالء " محبتھ"یتحدث عن ھ عل ول أنات لقد أظھر ط

.]ة وصبرا في الضیقاتالھراطق

ة ] ١١[أما إشارتھ إلى اإلضطھادات التي عانى منھا الرسول في أنطاكیة وإیقونیة ولسترة رد أمثل ن إال مج لم تك

د حب ا بقص یس استعراض ذه ول لما عانى منھ الرسول، ولیس إحصاء لكل أتعابھ، فقد كانت نیتھ تقدیم أمثلة لتلمی

ةأما خبرتھ في ھذه اآل. الكرامة ارة الجمیل ي العب رب": الم فلخصھا ف ذني ال ع أنق ذه ھي ]١١[ "ومن الجمی ، ھ

.الخالصة التي یود أن یقدمھا لتلمیذه

ده، ولس وح ول ب ھ خاصة بالرس یس نفس ن إبل الحري ع لم تكن ھذه الضیقات النابعة عن المعلمین المفسدین أو ب

وكما یقول القدیس یوحنا ]. ١٢[ "یسوع یضطھدونجمیع الذین یریدون أن یعیشوا بالتقوى في المسیح "وإنما

ا : [الذھبي الفم ف یھرب منھ ة، إذ كی ب أو تجرب ال یمكن إلنسان یسلك في حیاة الفضیلة أال یتعرض لحزن أو تع

ي )٣٣: ١٦یو (من یسلك الطریق الكرب الضیق، ومن یسمع أنھ في العالم یكون لھ ضیق ال ف وب ق ؟ إن كان أی

اة ھ أن حی ة زمان ان تجرب ام؟) ١: ٧أي (اإلنس ذه األی ي ھ م ف ن ھ اني م األكثر یع م ب ان .] ك ى لس دث عل ا یتح كم

ر ) المعلمون الفاسدون(ال تجعل أمرا كھذا یقلقك إن كان : [الرسول، قائال في وسع وأنت في تجارب، فإن ھذا أم

. ضد الشریر ال یتعرض للضیق ففي المثال الخاص بي تتعلم أنھ یستحیل على إنسان ما وھو في صراعھ. طبیعي

د . ال یقدر أحد أن یكون في معركة ویسلك في ترف، وال أن یصارع وھو ینعم بالملذات ) روحي(لیت أي مجاھ

ارب وھي ! ال یطلب الحیاة السھلة المفرحة رب وتج ة صراع وحرب وضیق وك الحیاة الحاضرة إنما تمثل حال

یس وقت للر). الروحیة(مسرح للصراعات اداآلن ل و وقت تعب وجھ ل ھ ول .] احة، ب اري یق ر اختب ي تعبی وف

ون مسیحیا: [القدیس أغسطینوس ن ... إن أردت أال تكون لك متاعب، فأنت لم تبدأ بعد أن تك اني م إن كنت ال تع

.]ألجل المسیح، فاحذر لئال تكون لم تبدأ بعد أن تعیش بالتقوى في المسیح) ضیق(اضطھاد

ولھذا بالنسبة للمجاھدین : الروحیین، إذ یتقبلون الضیق، أیا كان مصدره، من أجل المسیح، أما عن األشرار فیق

لین" لین ومض ى أردأ مض یتقدمون إل م یتحدث الرسول عنھم إن ]. ١٣[" ولكن الناس األشرار المزورین س ل

ن الضیق یالز ھم، وإن كانوا في ترف أو في ضیق، ألنھم حتى وإن عاشوا في ترف وتدلیل، لك م داخل نفوس مھ

لكن الرسول اھتم أن یعلن حالھم أنھم یتقدمون إلى أردأ، . فرحوا فإلى حین، حیث ال یقدر العالم أن یشبع أعماقھم

ى وان إل ن ھ یسقطون اآلخرین في الضالل ویسقطون ھم معھم، فینحرفون من ضالل إلى ضالل، وینحدرون م

.ھوان، متقدمین باألكثر نحو الھاویة

االستناد على كلمة هللا

ي كلمة هللا و التحصن ف ط الضیق أال وھ ي وس ان الروح وة اإلنس ر ق ن س اب . كأن الرسول یود أن یعل إن الكت ف

ة ند الرعی و س ا ھ ي، كم ند الراع و س دس ھ قات -المق ط المش ول -وس ادعین، إذ یق ات المخ د ھجم ین ض ومع

وأنك منذ الطفولیة تعرف الكتب المقدسة . عارفا ممن تعلمتوأما أنت فاثبت على ما تعلمت وأیقنت، ": الرسول

وع یح یس یم . القادرة أن تحكمك للخالص باإلیمان الذي في المس افع للتعل ھ من هللا، ن وحى ب و م اب ھ ل الكت ك

].١٧-١٤[" والتوبیخ، للتقویم والتأدیب الذي في البر، لكي یكون إنسان هللا كامال متأھبا لكل عمل صالح

أعطي الكتاب المقدس بھذا الھدف أن یكون : [دیس یوحنا الذھبي الفم تعلیق رائع على ھذه العبارات، إذ یقولوللق

إن أردت . لدیك الكتب المقدسة عوضا عني): الرسول(یقول . إنسان هللا كامال بھ، بدونھ لن یمكن أن یكون كامال

!]ملوء من الروح، فكم باألكثر یكون بالنسبة لناھذا كتبھ لتیموثاوس الم. أن تتعلم شیئا فتعلمھ منھا

ھ ق ب و أسقف یلی ھ وھ إن كان تیموثاوس قد رضع اإلیمان خالل جدتھ وأمھ اللتین ربتاه على الكتب المقدسة، فإن

ى ة إل ة روحی ن معرف ھ م دخل ب ھ، وت ي إیمان ھ ف ادرة أن تثبت ة هللا الق ع بكلم ن التمت أن یثبت فیما تعلم فال یكف ع

رب وأن معرفة، ي ال و ف و ھ م، أن ینم ومن خبرة حیاة إلى خبرة جدیدة، لیحیا دائما في نمو، قادرا أن یتعلم ویعل

إنھ الكنز المخفي في الحقل الذي یلیق بالرعاة كما الرعیة أال یكفوا عن اقتنائھ . یسند اآلخرین في حیاتھم الروحیة

.یع كل شيء لكي نقتنیھافي داخلھم، واللؤلؤة كثیرة الثمن التي من أجلھا نب

وم، ل ی ة هللا ك وت بكلم ن التق ف ع ر، فیتوق رف الكثی ما أخطر على الكنیسة أن یظن األسقف أو الكاھن أنھ قد ع

ان في : [وكما یقول القدیس كبریانوس أسقف قرطاجنة ن ك ا، فم تعلم أیض ل وی م ب یلیق باألسقف لیس فقط أن یعل

.]أفضل مثل ھذا یعلم أفضلحالة نمو یومي متقدما إلى ما ھو

ا ان، راعی اة اإلنس ي حی دریب ف ویحدثنا القدیس إكلیمنضس السكندري عن دور الكتاب المقدس كمصدر تعلیم وت

ھ: [كان أو من الشعب، قائال دس وتؤل ي تق ب الت ذه الكت ي ھ ائح أي ... حقا مقدسة ھ أثر بنص ذا یت ان ھك یس إنس ل

ات أثر بكلم ا یت ن القدیسین كم رقدیس م رب نفسھ محب البش د، خالص . ال ھ الوحی ل عمل ھ، ب و عمل ذا ھ ألن ھ

رة "...ملكوت السماوات داخلكم": اإلنسان، لھذا یحثھم على الخالص ویفرح، قائال ھ، والخب ودك فی ان یق فاإلیم

ة ھ: [كما یقول القدیس یوحنا الذھبي الفم.] تعلمك، والكتاب المقدس یدربك ب اإللھی ن الكت ر كلمة واحدة م ي أكث

ي .] [إنھا تلین قسوة النفس، وتھیئھا لكل عمل صالح! فاعلیة من النار روح، وتنق وي ال ب المقدسة تق ة الكت معرف

ر آت غی ة المفاج درة لمواجھ ي ق ل، وتعط امى بالعق یلة، وتتس ق الفض ة، وتعم ھوات الطاغی زع الش الضمیر وتن

م ى الس ا إل ھ أجنحة المنتظرة، وتحمي من ضربات الشیطان، وتنقلن د، وتھب ن الجس ان م ا، وتحرر اإلنس اء عینھ

.]للطیران

ال ق وب ال تنمی دمھا ب ب، فیق ا للتأدی ویم كم وبیخ، للتق ا للت یم كم ة للتعل ة هللا نافع ذه أن كلم ولس لتلمی یقول القدیس ب

ق ویحزم ر، یترف ف وینتھ ذي یالط روح الحق ال د. مجاملة، یقدمھا ب ي إح طینوس ف دیس أغس ذرنا الق ذا یح ى لھ

عظاتھ من أن یتحول الكارز بالكلمة إلى عازف موسیقي یھتم أن یبھج سامعیھ بألحانھ العذبة، مع أنھ یلزم أن یقدم

.لھم في الوقت المناسب الكلمات المرة لكي تعمل لتأدیبھم، فتتحول لھم فیما بعد إلى عذوبة في قلوبھم

18 – 1: 4تى 2: ثانیا

ام هللا 1 دك اذا ام ا اناش ھان وره و ملكوت د ظھ وات عن اء و االم دین االحی د ان ی یح العتی وع المس رب یس و الیم 2 اة و تعل ل ان ظ بك ر ع خ انتھ ب وب ر مناس ب و غی ت مناس ي وق ك ف ى ذل ف عل ة اعك رز بالكلم اكالنھ سیكون وقت ال یحتملون فیھ التعلیم الصحیح بل حسب شھواتھم الخاصة یجمعون لھم معلمین مستحكة 3

امعھم مسات 4 ى الخراف ون ال ق و ینحرف ن الح امعھم ع رفون مس فیصدمتك 5 م خ ر تم ل المبش ل عم قات اعم ل المش يء احتم ل ش ي ك ح ف ت فاص ا ان و امر 6 د حض ي ق ت انحالل كیبا و وق كب س ا االن اس اني ان فان 7 ت االیم عي حفظ ت الس ن اكمل اد الحس دت الجھ د جاھ قع و اخیرا قد وضع لي اكلیل البر الذي یھبھ لي 8 ل لجمی ط ب ي فق یس ل ادل و ل دیان الع رب ال في ذلك الیوم ال

ا وره ایض ون ظھ ذین یحب الریعا 9 ي س يء ال ادر ان تج ب

الن دیماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر و ذھب الى تسالونیكي و كریسكیس الى غالطیة و تیطس الى 10ة دلماطی

ي 11 افع ل ھ ن ك الن ره مع رقس و احض ذ م ي خ ده مع ا وح ةلوق للخدمس 12 ى افس لتھ ال د ارس یكس فق ا تیخ اموق 13 یما الرق ا و ال س ب ایض ت و الكت ى جئ ره مت اربس احض د ك رواس عن ي ت ھ ف ذي تركت رداء ال الھ 14 ب اعمال رب حس ازه ال رة لیج رورا كثی ي ش ر ل اس اظھ كندر النح اسدا 15 ا ج اوم اقوالن ھ ق ا الن ت ایض ھ ان احتفظ من فم یحض 16 اجي االول ل ي احتج یھمف ب عل وني ال یحس ع ترك ل الجمی ي ب د مع ر احد 17 م االس ن ف ذت م م فانق ع االم مع جمی رازة و یس ي الك تم ب ي ت واني لك ي و ق ف مع رب وق ن ال و لكدھور امین 18 ر ال ى دھ ھ المجد ال و سینقذني الرب من كل عمل رديء و یخلصني لملكوتھ السماوي الذي ل

وصایا وداعیة

ةالمثابرة على الكراز. 1ة، رازة بالكلم ي الك إذ یختم الرسول حدیثھ مع ابنھ الخاص یقدم لھ وصایا وداعیة تتركز على وجھ الخصوص ف

ھ ول ل وره ": إذ یق د ظھ وات عن اء واألم دین األحی د أن ی یح العتی وع المس رب یس ام هللا وال دك إذا أم ا أناش أن

ة رز بالكلم ھ اك ي ح]. ٢-١[" وملكوت ة ف الكرازة بالكلم یھ ب اء یوص دین األحی د أن ی ن العتی رة اآلب واالب ض

ھ . واألموات وع المسیح بكون ا یس ى ربن ع إل ات استشھاده یتطل فإذ یكتب الرسول في أیامھ األخیرة منتظرا لحظ

ین ر رار المص وات أي األش دین األم ة وی الدیان الذي یدین األحیاء أي األبرار، مكافئا إیاھم بشركة أمجاده األبدی

أو لعلھ كان في أیامھ األخیرة كما في كل أیام كرازتھ منشغال بمجيء المسیح لیلتقي . لتوبة والحیاة معھعلى عدم ا

ھذا المنظر ھو الباعث الحقیقي للكرازة . باألحیاء في لحظات مجیئھ والذین سبقوا فرقدوا، أنھ یلتقي بالكل لیدینھم

نعم بالكلمة اإللھیة، فغایة خادم الكلمة ھو انتشال النفو ى ت رب حت ي ال س من حالة الموت الداخلیة للتمتع بالحیاة ف

.بظھور السید المسیح وشركة أمجاده

ر ": یناشده بالدیان القادم أن یكرز بغیر توقف، قائال لھ ب وغی ت مناس ي وق ك، ف ى ذل ف عل ة، اعك اكرز بالكلم

و ٢(، فیلیق بالراعي أن یتكلم في المسیح ]٢[ "مناسب ف،) ١٧: ٢ك ال توق ال یجد ب ا ف ي وقت م ف ف د یتوق فق

في وقت : "ماذا یعني: [یقول القدیس یوحنا الذھبي الفم. فرصة أخرى للنفس التي التقى معھا، فیخسرھا إلى األبد

ي "مناسب وغیر مناسب ط ف یس فق رز ل ك، فتك و وقت ل وقت ھ یكن ك ا ل ؟ ھذا یعني أنھ ال یوجد وقت محدد، إنم

في الكنیسة، وإنما حینما تكون في خطر أو سجن أو في سالسل، وأنت ذاھب وقت السالم واألمان أثناء جلوسك

.]أیضا إلى الموت

ارة، ]. 2٣[ "وبخ، انتھر، عظ بكل أناة وتعلیم": یكمل الرسول ذه العب ى ھ م عل ذھبي الف ویعلق القدیس یوحنا ال

ال : إنھ یقول. ةیكون توبیخك مناسبا جدا عندما یكون ناجحا، وعندما تتزكى الحقیق: [قائال ى مث انتھر، أي كن عل

رح یشقونھ ویضمدونھ رون الج ع. األطباء الذین إذ ی ال نف ك ب ون عمل ذا یك ن ھ ذفت شیئا م إن ح رت . ف إن انتھ

ارك . اآلخرین دون أن تقنعھم تكون كمن ھو متھور، وال یحتمل أحد تصرفك ھذا ى انتھ رھن عل ت تب لكن إن كن

وإن أقنعت إنسانا ووبختھ لكن في شدة دون أن تستخدم الكلمة الطیبة یضیع ... اربإقناع منطقي یقبلون منك االنتھ

... كأن القدیس یطلب في الراعي عندما یوبخ أو ینتھر أن یقنع وفي نفس الوقت أن یبرز طول أناتھ.] تعبك باطال

ا فالراعي كالطبیب الذي یبرز للمریض حقیقة مرضھ . بھذا یأتي انتھاره بالثمر المطلوب ھ م ھ خطورت ویكشف ل

.لم تجر لھ العملیة، وإذ یقتنع المریض یقبل ضربات المشرط من ید الطبیب الذي وھو یجرح یالطف ویضمد

ال یلیق بالراعي أن یكون قاسیا وعنیفا، وال یكون متساھال جدا، لئال یكون في الحالة : [یقول القدیس أمبروسیوس

.]ي الحالة الثانیة كمن یھین بال سبب وظیفتھ التي نالھااألولى كمن ھو صاحب سلطان جائر، وف

.] من یرعى الخراف ال ینبغي أن یكون أسدا وال نعجة: [ویقول القدیس یوحنا الدرجي

ول ات الرس ى كلم یم"ویقول القدیس یوحنا الذھبي الفم معلقا عل اة وتعل ل أن ون ": [بك ھ أن یك وبخ یلزم ألن من ی

ھطویل األناة، فال یصدق ب ن قبول ى یمك ة حت ى تعزی اج إل وبیخ یحت اذا أضاف . سرعة كل كلمة تقال، وألن الت لم

ذه "كل أناة"إلى " وتعلیم" إن ھ دوا، ف ن أمسك ع ن یسب أو م ة، وال كم ب أو كراھی ي غض ؟ إنھ ال یوبخ كمن ف

!]في مشقاتھ األمور بعیدة عنك تماما، وإنما كشخص محب، یتعاطف معھ ویتألم معھ في حزنھ، وینصھر معھ

ألنھ سیكون وقت ال یحتملون فیھ التعلیم الصحیح،"

بل حسب شھواتھم الخاصة،

یجمعون لھم معلمین مستحكة مسامعھم،

]. ٤-٣[ "فیصرفون مسامعھم عن الحق وینحرفون إلى الخرافات

زم ر مناسب، في ح ت مناسب وغی ي وق اة كأنھ یقول یلزم الكرازة بروح القوة في كل حین، ف ول أن ع ط ن م لك

اس االستماع ... ولطف ل الن ال یحتم دة، ف لماذا؟ ألنھ یأتي وقت فیھ تتصلف القلوب وتصیر العنق متشامخة وعنی

ول . للتعلیم الصحیح ي دخ ا یعن رازة إنم ي الك أخیر ف وكأن الرسول ینصحھ أن یسرع بالعمل الروحي، ألن كل ت

د ! صالحنا إن أھملنا الخدمةكأن الزمن لیس في . الناس إلى حالة أكثر تصلفا ة ق ول الكلم فالقلب المستعد اآلن لقب

وم ون في رعایتھم ! یرفضھا غدا ما لم نخدمھ الی ل المعلم ن إن أھم ین، لك اس المعلمین الحقیقی ل الن د یقب وم ق الی

وائھم ھم معلمین حسب أھ ون ألنفس اھیر م. یسقط الناس في شھوات كثیرة، وعندئذ یطلب دون جم ون ویج ن یطلب

.المعلمین المنحرفین عن الحق، مملوءین فسادا، تستریح لھم قلوبھم

ة دیم كلم ل الروحي وتق رعة في العم ى الس جیعھ عل ا تش أس، وإنم لم یقصد الرسول بھذا تحطیم تلمیذه بروح الی

ل وأما أنت فاصح في كل شيء، احتمل المشقات، اعم": الحق حتى ال تھلك ھذه النفوس، لھذا یكمل قائال ل عم

].٥[" المبشر، تمم خدمتك

ھم ل . سألھ أن یكون صاحیا متیقظا حتى ال تدخل الذئاب بین الحمالن فتفترس ة یتحم ى الرعای ي السھر عل ا ف حق

ھذا ھو عمل المبشر أن یحمل . الراعي الكثیر من المشقات، لكن تھون ھذه كلھا من أجل خالص الخراف العاقلة

االصلیب مع مخلصھ المصلوب ألج ید المسیح ربن ة الس ى رعی س إل ل . ل الدخول بكل نف ھ ویكم تمم خدمت ذا ی بھ

.رسالتھ

ول التھ فیق یم رس ولس لتتم ول ب ا الرس ي احتملھ زي عن المشقات الت وس النزین دیس غریغوری ي : [یحدثنا الق لك

ي برد وعري، ال أقول شیئا عن أتعابھ وسھره وتحملھ الجوع والعطش، ف. نعرف ذلك، نترك بولس یحدثنا بنفسھ

سأعبر عن االضطھادات التي تحملھا والمجامع ). الخ ٢٣: ١١كو ٢(أعداء من الخارج ومخاصمون في الداخل

التي عقدت ضده والسجون والقیود والمفترین علیھ، ومحاكماتھ، وموتھ یومیا وفي كل ساعة، ووضعھ في زنبیل

ربھ بالعصي، وأس ارة وض ھ بالحج ر، ھاربا خلف السور، ورجم ر والبح ي الب ادفھا ف اطر التي ص فاره، والمخ

ن اطر م وغرقھ في العمق وانكسار السفینة بھ، ومخاطر في أنھار، مخاطر من لصوص، مخاطر من حكام، مخ

١(، كونھ قد صار منظرا للمالئكة والناس )٨: ٩؛ ١٢: ٤كو ١(إخوة كذبة، معیشتھ بعمل یدیھ، التبشیر بال نفقة

ھ ، وقوفھ من)٩: ٤كو دھم مع اس وهللا لكي یوح ین الن ة المسیح(اضال ب اص ) بنعم ي (فیصیروا شعبھ الخ : ٢ت

من یقدر أن یذكر كل ھذه األمور بالتفصیل؟ اآلالم الیومیة واالھتمام الفردي، والعنایة بكل كنیسة، والمودة )... ٤

لقد حارب ... لس ال یحترق؟الجامعة والحب األخوي؟ ھل أحد یعثر وبولس ألجلھ ال یضعف؟ أو أحد یشتكي وبو

كان مستعدا ھو ... ألجل الكل، صلى من أجل الكل، وتعطف على الكل، سواء الذین بال ناموس أو تحت الناموس

.]أیضا وراء المسیح أن یحتمل كل شيء من أجل خالص األشرار

توقع الرسول رحیلھ. 2

را دم نفسھ إذ یشجع الرسول تلمیذه على الجھاد بقوة الروح من أجل الك ة، ق ى النھای ھ حت ا خدمت الحق، متمم زة ب

ر": حقا ما أروع كلماتھ. مثاال، إذ جاھد حتى النفس األخیر إذ ] ٦[" فإني أسكب سكیبا، ووقت إنحاللي قد حض

د ". اآلن أسكب سكیبا: "أدرك الرسول أن حیاتھ على األرض تبذل للنھایة بقبولھ االستشھاد یقول ول ق أن الرس ك

، غالبا )١٤: ٣٥تك (رتھ إلى أب األسباط كلھا یعقوب، وقد أقام عمودا وسكب علیھ سكیبا ودھنھ بالزیت عاد بذاك

ما كان ھذا السكیب من الخمر، قدمھ على العمود كتدشین ألول بیت یقام في تاریخ الخالص، إشارة إلى عطیة

ر. فرح الروح القدس التي تمأل بیت هللا أي شعبھ ول ی و ساحة كأن الرس ا نح جن منطلق ھ داخل الس ط آالم ى وس

ا . االستشھاد أن روح الفرح اإللھي یمأل حیاة الكنیسة خالل آالم الرسول م، وال مجد لھ دون أل فال فرح للكنیسة ب

ارج المشقات یح وإذا . خ ل المس ن أج ر م ون التعیی دخلون تحت اآلالم ویقبل ؤمنین ی دیس بطرس الم د رأى الق لق

نفسھ یحل علیھم، لیتقبل هللا األلم في داخلھم تقدمة حب منھم واھبا فرحھ اإللھي ومجده الداخلي بروح المجد وهللا

كما اشتركتم في آالم المسیح افرحوا لكي تفرحوا في استعالن مجده أیضا مبتھجین، إن عیرتم ": فیھم، إذ یقول

).١٤-١٣: ٤ بط ١( "باسم المسیح فطوبى لكم، ألن روح المجد وهللا یحل علیكم

والھم " افرحوا: "والعجیب أن الرسول یأمرھم... لقد حسب آالم المؤمنین شركة في آالم السید المسیح ون لن كعرب

ما أمر بھ الرسول لم یكن وصیة بقدر ما ھي عطیة، فإنھ یأمرھم لینالوا العطیة . الفرح األبدي عند استعالن مجده

یفرح هللا بحب المؤمنین العملي، ". روح المجد وهللا یحل علیكم"فھو ویدركوھا ویمارسوھا، أما علة ھذه العطیة

.والمعلن خالل اآلالم والمشقات من أجلھ، فیعلن ذاتھ سر مجدھم وفرحھم الذي ال ینطق بھ

وم، ل ی روفین ك دیم خ ن تق ریعة م ھ الش ا ألزمت ب ذكر م كب ی كیب یس ھ كس ن نفس ولعل الرسول وھو یتحدث ع

أن ذبیحة ). ٤١-٤٠: ٢٩حز (واآلخر في العشیة، أثناء تقدیمھ یصنع لھ سكیب من الخمر الواحد في الصباح وك

ذبیح ي ال ل اإللھ الل الحم ا . الصلیب قد ارتبطت بفرح الروح القدس الذي ینسكب على الكنیسة خ ذه ھي خبرتن ھ

ة اال الروح القدس تقدم آلب ب ة ل ذول، المستمرة، ففي لیتورچیا األفخارستیا إذ تقدم الكنیس د، جسده المب ن الوحی ب

ائق دوس الف ھ الق ول روح ي بحل ھ اإللھ ا فرح ا وفیھ كب علیھ ا ! یس ي بلیتورچی ى التغن ة إل ع الكنیس ا رف ذا م ھ

!األفخارستیا كتسبحة فرح فائق، ھي من صنع الروح القدس واھب الفرح الحقیقي

قات نیرون الظالم أراد أن یعلن لھ عن أقول في اختصار أن الرسول بولس وھو یكتب لتلمیذه المتألم بسبب مضای

ة ى النھای ا . استشھاده في أروع صورة لكي یسنده ویشجعھ لتكملة جھاده في الكرازة حت ھ كلھ أن حیات ن ب ھ یعل إن

دم وع -تق ي المسیح یس ات -ف ي لحظ ھ ف ده علی ل بمج ھ یح اكن فی ھ الس یح نفس ید المس ، وأن الس ب ة ح ذبیح

ا االستشھاد لیتقبل األلم و ا فرح ة كلھ ب الكنیس اھبا إیاه روح المجد والقوة والفرح، ال بل نقول أن بسبب آالمھ یھ

ألم ة المت د الكنیس ة جس ى بقی كب عل رح یس ر مف كیب خم ھ كس ول نفس ة، فیصیر الرس ة داخلی دعھا ! وتعزی ا أب م

ة روحیین تعزی ا ألوالده ال ھ، واھب ا آالم ي بكونھ ذي لحظات حین یتقبل الرب آالم الراع ر ال دا، األم ا مجی وفرح

.جعل من االستشھاد لآلباء أعیادا تفرح بھا الكنیسة وتسبح متھللة

ا ن اقتنائھ م ال یمك ات األل في اختصار یمكننا القول أن ما تتقبلھ النفس بل ومن ھم حولھا من تعزیات خالل لحظ

ة نوات طویل دات لس ات وتعب لوات ومطانی وام وص الل أص ي ا. خ م ف ة ال األل رح الكنیس وع ف وع ینب یح یس لمس

!ینضب

إنھ كعصفور في قفص، حتى وإن كان ]. ٦[ "فإني اآلن أسكب سكیبا، ووقت إنحاللي قد حضر": یقول الرسول

!ذھبیا، یود أن ینطلق

ول انوني، إذ یق اد : "أما سر فرحھ فھو إدراكھ أن الرب قد أنجح رسالتھ وقبل جھاده الحسن الق د جاھدت الجھ ق

دیان ال وم ال ك الی ي ذل ي ف ھ ل ذي یھب ر ال ل الب ي إكلی ع ل د وض را ق حسن، أكملت السعي، حفظت اإلیمان، وأخی

].٨-٧[ "العادل، ولیس لي فقط بل لجمیع الذین یحبون ظھوره أیضا

: یعلق القدیس یوحنا الذھبي الفم على ھذه العبارة، قائال

... لعبارة أشعر أنني قد فقدت الفھمغالبا إذ أضع الرسول بین یدي، وأتأمل ھذه ا[

تھج، اه أن یب ھ، موصیا إی ھ كآبت زع عن بأي ھدف كان الرسول یتحدث ھكذا؟ لقد كان مشتاقا أن یعزي تلمیذه وین

. ألنھ ذاھب إلى حیث یوجد إكلیلھ، بعد أن أنھى كل عملھ ونال نھایة مجیدة

". جاھدت الجھاد الحسن"نني یلیق بك أن تفرح ال أن تحزن؛ لماذا؟ أل: إنھ یقول لھ

ھ ائال ل ھ، ق ھ لیعزی ال یتم دب ح ذي ین د بلغت : "إنھ كأب یجلس بجوار ابنھ ال اة حسنة وق یش حی ا نع ك، فإنن ال تب

حیاتنا ھنا بال عیب، وھا نحن نرحل في مجد، یلزمك بالحري أن تعجب بأعمالنا، فقد . الشیخوخة، وھا أنا أتركك

!" لقد رفعنا عالمات النصرة، ھزمنا األعداء: أو كأنھ یقول .صار ملكنا كأنھ مدین لنا

ارا بنفسھ یس افتخ ذا ل دث ! یقول ھ ا یح ال م ى احتم جعھ عل وم، ویش ھ المغم یة ابن ع من نفس ا لیرف ھ(وإنم ) رحیل

را. بثبات، باعثا فیھ الرجاء الصالح، بكونھ ال یفكر في الرحیل كأمر محزن ب أم ال یحس رد االنفص ان مج إن ك

؛ وإن )١٧: ٢تس ١(؛ "قد فقدناكم زمان ساعة بالوجھ ال بالقلب: "محزنا، بل ومحزن بحق، إذ یقول بولس نفسھ

كان قد شعر بھذا عندما انفصل ھو عن تلمیذه، فماذا بالحري تكون مشاعر تیموثاوس نفسھ؟ إن كان مجرد ترك

ولس ول ب را دمو: "الرسول لھ وھو بعد حي جعلھ یبكي، إذ یق اذاك يء فرح ي أمتل ي ٢" (عك لك اذا )٤: ١ت ، فم

یكون األمر عند موتھ؟

ھل ھذا الجھاد حسن وقد وجد فیھ سجن وقیود "... جاھدت الجھاد الحسن: "یقول... إذن كتب الرسول ھذا لیعزیھ

نھایة؛ إكلیلھ بال! لیس جھاد أسمى من ھذا!... وموت؟ نعم، ألنھ جھاد من أجل المسیح خاللھ ننعم بأكالیل عظیمة

ا رح مزدحم ا سیكون المس إكلیلھ لیس من أوراق الزیتون، والحكم فیھ لیس بشریا، والمشاھدون لیسوا بشرا، إنم

! بالمالئكة

ل، ) في حلقات المصارعة(ھناك ا اإلكلی الون فیھ اعة ین ل س اعب ألج ون المص رة ویحتمل یجاھد الناس أیاما كثی

اإلكلیل أبدي لھ بھاؤه ومجده وكرامتھ، لھدا یجب : ھنا فالحال مختلف تماماأما . وعندئذ تنتھي كل بھجة في الحال

. أن نفرح

د . لقد سبق أن سمعت مني أنھ خیر لي أن أنطلق وأكون مع المسیح. ھا أنا أدخل راحتي تاركا السباق ت "لق أكمل

ی"السعي ات، ونجري ل ین اآلالم بثب د محتمل ري، نجاھ د ونج ا أن نجاھ ة ؛ فإنھ یلیق بن ا ألجل غای اطال وإنم س ب

ى ال شيء. صالحة باق إل ي الس ال ینتھ یس مشھدا . حقا إنھ جھاد حسن، لیس فقط یبھج ناظره وإنما یفیده، ف ھ ل إن

! مجردا إلبراز القوة والمنافسة وإنما ھو رفع إلى السماء

ن لقد عبر األرض كطائر، بل بالحري أسرع من طائر، ألن الطائ... كیف أكمل السعي؟ ر مجرد یحلق فوقھا، لك

وارث) بولس( ات والك اطر والمیت دد، والمخ ال ع ي ب ق الت ان . إذ كان لھ جناح الروح وجد طریقا خالل العوائ ك

اخ ... أكثر خفة من الطائر، فلو كان طائرا مجردا لسقط ل الفخ وق ك لكنھ إذ ھو محمول بالروح انطلق یرفرف ف

! كطائر ذي جناح من نار

من تھدیدات ومیتات ومخاطر أخرى ... ، فقد وجدت أمور كثیرة كانت تود سرقة اإلیمان"اإلیمانحفظت : "یقول

... كیف؟ بكونھ صاحیا ساھرا. لكنھ وقف ضد ھذا كلھ بثبات. بال حصر

ي؟ ا ھ آت؛ م ر "كان ھذا كافیا لتعزیة تلمیذه، لكھ أضاف المكاف ل الب ي إكلی را وضع ل دعو ". وأخی رى ی رة أخ م

فإنني سأقلد بذلك اإلكلیل الذي یضعھ المسیح على رأسي، . ال تحزن ألني راحل". البر : "لة ھنا بمعنى عامالفضی

الذي یھبھ لي في ذلك الیوم ": یقول. لو كنت سأستمر ھنا لكان من حقك أن تحزن وتخاف علي لئال أسقط وأھلك

ان هللا ]. ٨[ "أیضاالدیان العادل، ولیس لي فقط، بل لجمیع الذین یحبون ظھوره إن ك ھ، ف ع ذھن ا رف بھدا أیض

.]یھب اإلكلیل للجمیع، فباألولى یھبھ لتیموثاوس

إن انتظار الرسول لرحیلھ أو مجيء السید، أي التالقي مع ربنا یسوع لیس مجرد اشتیاقات داخلھ أو كلمات ینطق

لیتھ ال یوجد فینا ما ھو : [ل القدیس یوحنا الذھبي الفموكما یقو. بھا، لكنھا حیاة إیمانیة مملوءة جھادا وأتعابا بفرح

ل .] غیر مستحق لمجیئھ، عندئذ یجعل لھ مسكنا فینا ة بعم نا الداخلی ة نفوس ق بتھیئ وره یتحق بمعنى أن انتظار ظھ

ھ ھ فینجذبون إلی یھم، یرون ابھین ألب اء المش دي، أو األبن روحھ القدوس لنكون بحق العروس الالئقة بعریسھا األب

.ویوجد معھ وفیھ إلى األبد

ا ي جھادھ ا ف ة الكنیسة كلھ ا لتعزی اوس وحده وإنم ة تیموث ن لتعزی كلمات الرسول بولس في أیامھ األخیرة لم تك

یق ام الض ي أی واء ف ي س ھاد(الروح الم) االستش انوس. أو الس دیس كبری ول الق ا : [یق ل، إم ون األكالی تھم یتقبل لی

بسبب اآلالم، ففي معسكر السماء توجد زھور خاصة بالسالم وأخرى خاصة بیضاء بسبب الجھاد أو أرجوانیة

.]بالصراع، بھا یتكلل جنود المسیح للمجد

في "عن واجبات الكھنة أن الرسول یقول عن نوال اإلكلیل أنھ وقد راعى انتباه القدیس أمبروسیوس في حدیثھ

اطر [یھبھ لھ ولیس ھنا؛ " ذلك الیوم اب ومخ ي أتع ارب ف ا ح ھ ھن ا أن د عالم ارع جاھ ھ كمص ار السفینة ب وانكس

.]بضیقات كثیرة ینبغي أن ندخل ملكوت السماوات

لقد استخدم أتباع بیالجیوس كلمات الرسول بولس ھذه لتأكید فكرھم أن المكافأة ھي ثمر جھادنا الذاتي، متجاھلین

: نعمة هللا الغنیة، وقد رد علیھم القدیس أغسطینوس، قائال

ت لنتأمل [ ا إذا كان رى م ر، لن ل الب ادل سیجازیھ بإكلی دیان الع ال أن ال ذي ق ا، ال ولس عینھ استحقاقات الرسول ب

د جاھدت : "إنھ یقول! استحقاقاتھ حقیقة نابعة عنھ، أقصد أنھ حصل علیھا بمجھوده الذاتي، أم ھي عطایا إلھیة ق

ھذه األعمال الصالحة ال تحسب شیئا ما لم :أوال ). ٧: 4تي ٢( "الجھاد الحسن، أكملت السعي، حفظت اإلیمان

ار؟ . یسبقھا أفكار صالحة ذه األفك ن ھ ول ع ن "الحظ ماذا یق ھ م ر شیئا كأن نا أن نفتك ن أنفس اة م ا كف یس أنن ل

: لنتطلع إلى كل استحقاق على حدة :ثانیا). ٥: ٣كو ٢( "أنفسنا بل كفایتنا من هللا

ن أرید: الجھاد الحسن) حاربت(جاھدت . أ أن أعرف بأیة قوة كان یحارب؟ ھل بقوة ذاتیة، أم بقوة أعطیت لھ م

لئال تقول : "فوق؟ یستحیل أن نظن أن معلما عظیما مثل الرسول كان جاھال بشریعة هللا التي تعلن في سفر التثنیة

وة ث " (في قلبك قوتي وقدرة یدي صنعت لي ھذه الثروة، بل اذكر الرب إلھك أنھ ھو الذي یعطیك الق ). ١٧: ٨ت

ھ ول نفس ھ الرس ول عن ذي یق شكرا : "وأي نفع للمحاربة الحسنة ما لم یتبعھا نصرة؟ ومن یھب النصرة إال ال

ول)٥٧: ١٥كو ١" (الذي یعطینا الغلبة بربنا یسوع المسیح ور یق ا : "؟ وفي عبارة أخرى اقتبسھا من المزم ألنن

ا یعظم : "، مكمال القول)٢٢: ٤٤مز " (نم للذبحمن أجلك نمات الیوم كلھ، قد حسبنا مثل غ ولكننا في ھذه جمیعھ

.، أي أنھ لیس بأنفسنا نحقق الغلبة بل بذاك الذي أحبنا"انتصارنا بالذي أحبنا

فإذا لیس لمن یشاء وال لمن یسعى بل الذي ": كیف یقول ھذا، وھو یعلن في عبارة أخرى: أكملت السعى. ب

و ). 16: ٩رو ( "یرحم ان ھ ل اإلنس ة ب ر الرحم ذي یظھ ھذه العبارة ال یمكن استبدالھا فنقول أنھ لیس من هللا ال

.فمن یتجاسر ویفسر األمر ھكذا یكون من الواضح أنھ مناقض للرسول. الذي یشاء ویسعى

كو ١( "أعطى رأیا كمن رحمھ الرب أن یكون أمینا": الذي یقول ھذا یعلن في عبارة أخرى :حفظت اإلیمان. ج

، مظھرا أنھ حتى اإلیمان "رحمھ أن یكون أمینا"، بل "كمن رحمھ الرب ألنني كنت أمینا: "إنھ ال یقول). ٢٥: ٧

ة هللا ھ عطی ول! نفسھ ال یمكن نوالھ بدون رحمة هللا، إن دما یق ا عن ده لن ذا یؤك ون، : "ھ تم مخلص ة أن م بالنعم ألنك

ة هللا و عطی نكم، ھ یس م ك ل ان وذل ون). ٨: ٢أف " (باإلیم ا تقول ا: "ربم ا آمن ة ألنن ا النعم ن تقبلن بین "نح ، ناس

، لذلك فإن الرسول بعد قولھ ان: "اإلیمان إلى أنفسھم والنعمة اف"ألنكم بالنعمة مخصلون باإلیم ك : "، أض وذل

لیس : "للحال أضاف) الذاتیة(ولئال یقولوا إنھم استحقوا ھذه العطیة العظیمة بأعمالھم ". لیس منكم، ھو عطیة هللا

ھ ن عمل ا نح د، ألنن ر أح یال یفتخ ال ك ن أعم لبھا ). ٩: ٢أف " (م الحة أو یس ال الص دحض األعم ھ ی ى أن ال بمعن

ھ د حسب أعمال ل واح ازي ك ول أن هللا یج ا، إذ یق یس )٦: 2رو (قیمتھ ان ول ر اإلیم ي ثم ال ھ ا ألن األعم ، إنم

ھ اإلیمان ثمر األعمال، لذلك فأعمال البر التي لنا ل عن ذي قی ھ ال ان ذات ى اإلیم ھ نصل إل ي من هللا ومن ار "ھ الب

".]باإلیمان یحیا

أخباره الختامیة. 3

:قدم الرسول لتلمیذه الحبیب بعضا من أخباره

ھ: استدعاء تلمیذه. أ ائال ل ل یستدعیھ، ق رب، فأرس د اقت ھ ق ى : "أدرك الرسول أن وقت رحیل ادر أن تجيء إل ب

وقد كان الرسول لطیفا وحكیما في استدعائھ، . لألسف لم یستطع أن یحضر قبل استشھاده، وإن كان ]9" [سریعا

، لئال إذا لم یتحقق األمر یحزن القدیس تیموثاوس ویكتئب، وإنما أعلن لھ إن "لكي أراك قبل رحیلي"إذ لم یقل لھ

.حاجتھ إلیھ في ھذه اللحظات إنما بسبب ترك الكثیرین لھ

الونیكي": ترك البعض لھ. ب ى تس ر، وذھب إل الم الحاض ھ ]. ١٠[ "ألن دیماس قد تركني، إذ أحب الع إذ ترك

م. دیماس طلب تیموثاوس لكي یخدمھ عوضا عنھ د : [ولكن لماذا تركھ دیماس؟ یجیب القدیس یوحنا الذھبي الف لق

رف . أحب الطریق السھل واآلمن، بعیدا عن المخاطر ي ت ھ ف ي بیت اني معي حقا لقد اختار أن یعیش ف ن أن یع ع

لقد المھ ال ألجل اللوم في ذاتھ، وإنما لكي یثبتنا نحن فال نسلك بتدلیل . المصاعب، ویشاركني المخاطر الحاضرة

ذه ذب تلمی ذا أن یجت مبتعدین عن األتعاب والمخاطر، فھذا یحسب حبا للعالم الحاضر، ومن ناحیة أخرى أراد بھ

.]إلیھ

اه ]. ١١-١٠[ "لى غالطیة، وتیطس إلى دلماطیة، لوقا وحده معيوكریسكیس إ": یكمل الرسول م یترك ھذان ل

.من أجل محبة العالم وإنما ألجل ضرورة الخدمة

ة ]. ١١[ "خذ مرقس واحضره معك ألنھ نافع لي للخدمة": طلب مرقس الرسول. ج ھ التبشیریة الثانی في رحلت

ي ھ ف ابتھ رفض الرسول أن یأخذ مرقس معھ ألنھ سبق وترك ا بسبب حمى أص ة، ربم د بمفیلی ى عن ھ األول رحلت

ق . ھناك ة في طری ى الخدم رقس إل ع م وبسبب رفض الرسول أخذ مرقس معھ انفصل عنھ برنابا الذي انطلق م

كندریة ت اإلس ا یخدم، وكان آخر، إلى جزیرة كریت حیث انتقل برنابا ھناك، أما مرقس الرسول فجال في إفریقی

ةھنا الرس. مركز خدمتھ ي الخدم ھ ف افع ل ھ ن م على . ول یشھد للقدیس مرقس أن ذھبي الف ا ال دیس یوحن ق الق ویعل

ل: [كلمات الرسول ھذه، قائال ة اإلنجی ل خدم ا ألج ھ الخاصة، وإنم ان . إنھ لم یطلب ذلك ألجل راحت ھ وإن ك فإن

ل. سجینا لكنھ ال یتوقف عن الكرازة یس ألج اوس، ل ب تیموث ا أرسل یطل ذات السبب أیض ل ل ا ألج نفسھ، وإنم

نھم زع ع ذه ین ن تالمی ض م ود بع ا وج ؤمنین، إنم ین الم طراب ب دوث اض اال لح ھ مج ون موت ال یك ل، ف اإلنجی

.]ضیقھم

رداء. د ب ال یما ": طل ا، والس ب أیض ت، والكت ى جئ ره مت اربس احض د ك راوس عن ي ت ھ ف ذي تركت رداء ال ال

ا ا: [یقول القدیس یوحنا الذھبي الفم]. ١٣[ "الرقوق ة ھن بعض " رداء"لكلمة المترجم ول ال ا یق ا أو كم ي ثوب تعن

لقد طلب رداءه ربما لكي ال یضطر في أیامھ األخیرة أن یستعیر رداء أحد، إذ ال یرید .] تعني حقیبة تحوي الكتب

ون سبب. أن یثقل على أحد ھاده فتك رون استش ذین یعاص أما طلبھ الكتب فربما لكي یسلمھا للمؤمنین في روما ال

.حقا إنھ حتى في اللحظات األخیرة ال یھتم بما لنفسھ بل ما ھو لراحة الغیر... تعزیة لھم

إسكندر النحاس أظھر لي شرورا كثیرة، لیجازه الرب حسب أعمالھ، فاحتفظ منھ أنت ": شر إسكندر النحاس. ه

ن إسكندر النحاس ال لی]. ١٥-١٤[" أیضا، ألنھ قاوم أقوالنا جدا د كتب ع ام لق ھ، وال لیطلب االنتق ھ أو یتھم دین

ات ا بثب ة، لكي یحتملھ ى النھای راعات حت ذه للص ولس الرسول . منھ، وإنما أراد أن یعد تلمی د صنع إسكندر بب لق

ھ: "أما قولھ. شرورا كثیرة، وھا ھو یخشى على تلمیذه منھ رب حسب أعمال ام "لیجازه ال ل شھوة انتق ال تحم ، ف

یوم رحیلھ قد قرب جدا، إنما یھيء نفس تلمیذه الذي سیتعرض لمضایقات إسكندر خاصة وأن الرسول یدرك أن

.وأمثالھ لكي ال یضطرب، تاركا األمر في یدي هللا الذي ال یترك األشرار بال تأدیب أو عقوبة

رده، ھ أو یط ھ أو یعاقب تقم من ن یظھر حنو الرسول حتى نحو مضطھده الشریر، فإنھ لم یطلب من تلمیذه أن ین لك

.كل ما فعلھ حذره منھ حتى ال یفسد خدمتھ، ألنھ مقاوم للكلمة

وني: "ترك الكل لھ في احتجاجھ األول. و ع ترك ل الجمی ي، ب ب . في احتجاجي األول لم یحضر أحد مع ال یحس

یھم د. عل م األس ن ف ذت م م، فأنق ع األم مع جمی رازة، ویس ي الك تم ب ي ت واني، لك ي وق ف مع رب وق ن ال . ولك

].١٨ -١٦[ "آمین. قذني الرب من كل عمل رديء، ویخلصني لملكوتھ، الذي لھ المجد إلى دھر الدھوروسین

على أي . إذ وقف أمام نیرون في دفاعھ األول لم یقف بجواره أحد، حتى األصدقاء، وھو أمر صعب على النفس

والعجیب أنھ إذ فشلت . عصیبةاألحوال طلب الرسول ألصدقائھ من الرب السماح من جھة إھمالھم في اللحظات ال

ذه ي ھ رب ف ى ال ن یعین، تجل ن یسند وال م یس م وه، ل د ترك ع ق ول أن الجمی ریة، وأدرك الرس كل األذرع البش

ى ذراع ". الرب وقف معي وقواني: "اللحظات ي ضیقتھ تبق ؤمن ف اندة الم ریة لمس ل األذرع البش تحطم ك حین ت

.فم األسد، وتتمم الشھادة لھ بنجاحالرب القویة ممتدة، قادرة على اإلنقاذ من

: یعلق القدیس یوحنا الذھبي الفم على عبارات الرسول ھكذا

إن كان الناس قد ھجروه، لكن هللا لم یسمح لھ بضرر، بل قواه، أي وھبھ الجرأة على الكالم، ولم یسمح لھ أن [

...یغرق

ا فإنھ لم یقل أن هللا قواه الستحقاقھ ھذه ا! الحظ عظم تواضعھ" لعطیة، إنما من أجل الكرازة التي أؤتمن علیھ

.لكي تتم

ف ! انظر كیف اقترب من الموت" رون أسدا بسبب شراستھ وعن ا نی د دع ھ، فق لقد سقط بین أنیاب األسد ذات

...حكومتھ

ل سینقذني ". أنقذت من فم األسد وسینقذني الرب من كل عمل رديء: "یقول لم یقل سینقذني من فم األسد، ب

رون(كل عمل رديء، فإن كان الرب قد أنقذه من الخطر من ل ) نی ھ بالرحی ال یسمح ل ة، ف ن الخطی فسینقذه م

.]وھو مدان

كأن هللا أنقذه من نیرون من أجل الكرازة والشھادة لھ حتى یتمم رسالتھ، أما وقد تحققت رسالتھ ال یعود یطلب

لقد خلص من دینونة . لعالم محفوظا من الدینونةالخالص من ید نیرون، بل من حكم الخطیة، بانطالقھ من ا

نیرون المؤقتة، لكن ما ھو أعظم إن هللا یخلصھ من الدینونة الرھیبة حیث یدخل بھ إلى شركة أمجاده األبدیة،

".یخلصني لملكوتھ: "قائال

+ + + 11 – 1: 1مرقس ... إنجیل القداس

و 1 ل یس دء انجی ن هللاب یح اب ع المسدامك 2 ك ق ئ طریق ذي یھی ي ال ك مالك ام وجھ ل ام ا ارس ا ان اء ھ ي االنبی وب ف و مكت ا ھ كمتقیمة 3 بلھ مس نعوا س رب اص ق ال دوا طری ة اع ي البری ارخ ف وت ص صا 4 رة الخطای ة لمغف ة التوب رز بمعمودی ة و یك ي البری د ف ا یعم ان یوحن ك ورشلیم و اعتمدوا جمیعھم منھ في نھر االردن معترفین بخطایاھمو خرج الیھ جمیع كورة الیھودیة و اھل ا 5ا 6 ال بری رادا و عس ل ج ھ و یاك ى حقوی د عل ن جل ة م ل و منطق ر االب بس وب ا یل ان یوحن و كھ 7 یور حذائ ل س ي و اح ال ان انحن ت اھ ذي لس ي ال وى من و اق ن ھ دي م اتي بع ائال ی رز ق ان یك و كیعم 8 و فس ا ھ اء و ام دتكم بالم ا عم دسان الروح الق دكم بي االردن 9 ا ف ن یوحن د م ل و اعتم رة الجلی ن ناص وع م اء یس ام ج ك االی ي تل و ف

ھ 10 ازال علی ة ن ل حمام روح مث قت و ال د انش ماوات ق اء راى الس ن الم اعد م و ص ت و ھ و للوقررت 11 ھ س ذي ب ب ال ي الحبی ت ابن ماوات ان ن الس وت م ان ص و ك

خدمتھ في الجلیل

بدء الخدمةان أصحاب لم یف ب للروم و یكت تتح القدیس مرقس اإلنجیل بعرض أحداث المیالد أو نسب السید المسیح، إنما وھ

ى الجسد " ابن هللا"السلطة یقدم لنا السید المسیح ا عل ة كم اة الداخلی نفس أو الحی ى ال صاحب السلطان الحقیقي عل

.حبتھ الفائقة دون حب للسلطان أو شھوة للسطوةإنھ ابن هللا الذي یفیض علینا بأعمال م. أیضا وحیاتنا الظاھرة

مقدمة السفر . 1

ن هللا" وع المسیح اب و ]. 1[" بدء إنجیل یس وعھ، أال وھ إعالن موض ي السفر ب تح اإلنجیل وع "یفت ل یس إنجی

.، أي الكرازة أو البشارة المفرحة للعالم، وسرھا الخالص الذي قدمھ یسوع المسیح"المسیح

ا . ناسبا إیاه لیسوع المسیح ابن هللا" إنجیل"نجیلي الوحید الذي أعطى لسفره عنوان القدیس مرقس ھو اإل وكأن م

ھ ي بیسوع بكون ة لكل نفس تلتق ارة مفرح و بش ا ھ د تمت، إنم یقدمھ في ھذا السفر لیس مجرد عرض ألحداث ق

ص" الن محب"المخل داء وإع ل الف یم عم دوس لتتم ھ الق حھ اآلب بروح یح، إذ مس و المس دوس ، وھ الوث الق ة الث

. إنھ ابن هللا، أي الحي القائم من األموات، والحاضر وسط كنیستھ لیھبھا قیامتھ عاملة فیھا. العملیة خالل الصلیب

.ھو ابن هللا القادر وحده بذبیحتھ الفریدة أن یرفعنا إلى حضن أبیھ لنحسب فیھ أبناء هللا

ی ید المس ذه أن والعجیب أن السفر یبدأ بإعالن بنوة الس ید المسیح لتالمی دعوة الس تم ب ھ، ویخت آلب في افتتاحیت ح ل

بمعنى آخر یفتتح السفر ببنوة . یكرزوا لألمم ویعمدھم، وفیما ھو یحدثھم یرتفع إلى السماوات، كما إلى حضن أبیھ

ى حضن أب ع معھ إل ة لنرتف اه المعمودی ھ ومی ان ب نعم السید لآلب، ویختتمھ بدعوتنا للبنوة لآلب خالل اإلیم ھ ون ی

ع : ھذا ھو غایة اإلنجیل كلھ، وھذا ھو موضوع بشارتھ المفرحة. بسماواتھ أن نحسب بالحق أوالد هللا باتحادنا م

ن، إذ . اآلب في ابنھ الوحید الجنس ا نح ید وبنوتن وة الس ین بن ز ب ھ التمیی دیس ھیالري أسقف بواتی وقد أوضح الق

نحن أبناء هللا، لكنھ . حسب الطبیعة الالئقة بھ، ولیس بمجرد االسمأن المسیح ھو ابن هللا "اإلنجیلي"یشھد [یقول

.]ھو لیس ابنا مثلنا، إذ ھو االبن ذاتھ بالطبیعة ال بالتبني، ھو االبن بالحق ال باالسم، بالمیالد ال بالخلقة

خدمة یوحنا المعمدان. 2

ھ الطری ئ ل ن یھی ور م ك أو اإلمبراط ل المل د سبق اعتادت الشعوب قدیما أن یرس وع المسیح فق ا یس ا ربن ق، أم

: یقول اإلنجیلي. بكونھ مالك الرب والصوت الصارخ في البریة "یوحنا المعمدان"فأعلن بأنبیائھ عن السابق لھ

دامك": كما ھو مكتوب في األنبیاء ك ق ئ طریق ذي یھی ي، ال ك مالك ام وجھ ل أم ي . ھا أنا أرس ارخ ف وت ص ص

].3-2[ "سبلھ مستقیمةالبریة، أعدوا طریق الرب، اصنعوا

ي إشعیاء النبي"جاء في بعض النسخ وب ف و مكت ن ..."كما ھ وتین ع رقس نب دیس م بس الق د اقت السابق "وق

ید ي "للس ي النب ن مالخ داھما م عیاء )1: 3(إح ن إش رى م خص ). 3: 40(، واألخ ن ش فان ع ان تكش والنبوت

:الذي یھیئ لھ الطریق" السابق للرب"

رب". الك الربم"دعاه مالخي :أوال . وقد اعتادت الكنیسة أن تصور القدیس یوحنا المعمدان بجناحین كمالك ال

ل ن أج ا م ا دعي مالك وھنا یلیق بنا أال نقبل الفكر األوریجاني بأنھ مالك حقیقي حمل طبیعة بشریة لخدمتنا، إنم

ولعلھ دعي ھكذا ). م 840-765(ا حیاتھ المالئكیة وكرامتھ السامیة كما یقول األب ثیؤفالكتیوس بطریرك بلغاری

أوفد مرسال قدام الرب ،"رسول"في الیونانیة كما في الالتینیة معناھا "مالك"من أجل سمو رسالتھ، فإن كلمة

ل رآه د ب ره حسب الجس م ی ید ل ین الس ھ وب م بین اء ت ي أول لق ھ ف لتھیئة الطریق لھ بالتوبة، أو لعلھ دعي ھكذا ألن

ي باإلیمان وھو في أحشاء ید ف ل الس ا تحم ریم إلیھ ة م ت القدیس دما دخل ا عن ض مبتھج ابات، حین رك ھ ألیص أم

لم یدع یوحنا مالكا للمسیح فحسب، وإنما دعى أیضا سراجا یضيء : [یقول العالمة ترتلیان). 44: 1لو (أحشائھا

لھ في البریة، وإنما أشار ، بكونھ لیس فقط أعد سب)35: 132مز ( "رتبت سراجا لمسیحي": أمامھ، إذ تنبأ داود

أیضا إلى حمل هللا منیرا أذھان البشر بكرازتھ عنھ، لیدركوا أنھ ھو الحمل الذي اعتاد موسى أن یتحدث عنھ بأنھ

.]یجب أن یتألم

ص ،"الصوت الصارخ في البریة"دعاه إشعیاء النبي :ثانیا فان كان قد جاء كمالك رحمة یكشف لنا عن المخل

ذر وینیر أذھاننا لمعرفة حمل هللا، فھو أیضا األسد الذي یزأر بصوتھ المرعب في بریة قلوبنا القاحلة حتى ال نعت

ة . بعدم سماعنا كرازتھ ا القاحل وت صارخ یھز أعماقن ا، وكص كمالك یھیئ قلوبنا لحلول حمل هللا المصلوب فین

.لتترقب باشتیاق عمل هللا الخالصي

اطعة یمیز القدیس كیرلس الكبیر بین الس رى األول كالشمس الس ا الصوت، فی ید المسیح الكلمة وبین سابقھ یوحن

مي إشعیاء : [التي یسبقھا كوكب الصبح المنیر، إذ یقول ا یس ا التبشیري، فبینم ل یوحن م بعم ى عل كان إشعیاء عل

ي، یشیر إلى یوحنا بأنھ رسول خادم ومصباح یضيء قبل ظھور النور ال)6: 9إش (المسیح إلھا وربا و . حقیق ھ

ا . كوكب الصبح الذي یعلن بزوغ الشمس من وراء األفق، فتبدد أشعتھا الساطعة سجف الظالم الحالكة كان یوحن

.]صوتا ال كلمة، یتقدم المسیح، كما یتقدم الصوت الكلمة

ي عدن ردوس األول ف ي الف ا ف اة كم جرة الحی ا ش ي داخلھ ل ف ة ال تحم ا قاحل ، ھذا الصوت یدوي في البریة ألنھ

ا ھ فیھ . غایتھ أن یعلن عن السید المسیح شجرة الحیاة التي تغرس في بریة طبیعتنا، لیقیم منھا فردوسا فائقا بحلول

ي ": بھذا المعنى یقول القدیس أمبروسیوس في تعلیقھ على العبارة اإللھیة ا ف كانت كلمة هللا على یوحنا بن زكری

عضاء الكنیسة بدأ عملھ في خادمھ یوحنا، لھذا أظھر القدیس لوقا كلمة قبل أن یقیم ابن هللا أ[، )2: 3لو ( "البریة

ا ... هللا حاال على یوحنا بن زكریا في البریة تحقق ھذا في البریة الموحشة، ألن بني المستوحشة أكثر من التي لھ

د": ، وقد قیل لھا)1: 54إش (أوالد م ت)... 1: 54إش ( "افرحي أیتھا العاقر التي لم تل د زرعت إذ ل د ق ن بع ك

ال... وسط الشعوب الغریبة ت هللا:"ولم یكن بعد قد جاء ذاك الذي ق ي بی بة ف ل زیتونة مخص ا فمث ا أن ز ( "أم م

را )8: 52 و (، ولم یكن قد وھب الكرام السماوي لألغصان ثم ة ). 1: 15ی تج البری وت لكي تن د رن الص إذن فق

.]ثمارا

ارخ وت الص ذا الص ادي ھ ان ین اذا ك تقیمةأ"؟ بم بلھ مس نعوا س رب، اص ق ال دوا طری رى األب ]. 3[ "ع ی

ثیوفالكتیوس أن طریق الرب ھو إنجیلھ أو العھد الجدید، أما سبلھ فھي النبوات التي تقودنا إلیھ، فكأن غایة یوحنا

.المعمدان أن نتقبل إنجیل الرب خالل اإلدراك المستقیم لنبوات العھد القدیم ورموزه

یقودنا إلى السید المسیح والتمتع بإنجیلھ ھو صوت التوبة المعلن ال بكلمات یوحنا المعمدان كان ھذا الصوت الذي

یح و المس وس نح ود النف ارخا یق وتا ص ا ص ھ كلھ ت حیات ھ، فكان ھ وطعام ى بلباس ا حت ب وإنم ول . فحس ذلك یق ل

ة و. كان یوحنا یعمد في البریة، ویكرز بمعمودیة التوبة لمغفرة الخطایا: "اإلنجیلي خرج إلیھ جمیع كورة الیھودی

و : وكان یكرز قائال . وأھل أورشلیم، وأعتمد جمیعھم منھ في نھر األردن، معترفین بخطایاھم ن ھ دي م أتي بع ی

ھ یور حذائ ل س ي وأح ال أن أنحن ت أھ ذي لس ي، ال وى من الروح . أق یعمدكم ب و فس ا ھ اء وأم دكم بالم ا أعم أن

].8-4[ "القدس

: تيویالحظ في ھذا النص اآل

ا، . للتمتع بغفران الخطایا "معمودیة التوبة"كان موضوع كرازتھ ھو . أ ي ذاتھ وقد حملت معمودیتھ قوتھا ال ف

ا ل رمزھ ن أج وة الشفاء م ى ق وإنما في رمزھا لمعمودیة السید المسیح، كما حملت الحیة النحاسیة في أیام موس

ى ھكذا كان القدیس یوحنا المعمدان یعدھم بمعمود. للصلیب ا حت دفعھم إلیھ ید المسیح وی ة الس ع بمعمودی ھ للتمت یت

: 6رو (ینعموا ال بغفران الخطیة فحسب، وإنما بشركة الدفن مع السید والقیامة، لتكون لھم الحیاة الجدیدة المقامة

4-5 .(

.]كما كان ھو سابقا للمسیح، كانت معمودیتھ تمھیدا لمعمودیة الرب[ :وكما یقول القدیس جیروم

ادة وی یح وقی ع بالمس ى التمت ان إل ھ اإلنس رى القدیس أمبروسیوس أن یوحنا المعمدان یمثل نھایة الناموس في دفع

ة، : [الكل إلیھ، وذلك كما تقود التوبة إلى نعمة السید لنوال المغفرة، إذ یقول كانت الكلمة على یوحنا لینادي بالتوب

اموس ا ورة للن رین ص امن ھنا كان یوحنا في نظر الكثی ن غفرانھ ز ع ھ یعج ة، لكن ذي یكشف الخطی ان . ل ن ك م

كان "سائرا في طریق األمم یرده الناموس عن ضاللھ، ویرجعھ عن آثامھ، ویدفعھ إلى التوبة لنوال الغفران، إذ

ھكذا ھیأ یوحنا طریق المسیح یسوع مبشرا بالناموس، وذلك كما ). 16: 16لو ( "الناموس واألنبیاء إلى یوحنا

.]نیسة عن النعمة بالتوبةتعلن الك

ا . ب وه كاھن ة، وأب ھ تقی ت أم د كان یرى القدیس جیروم في القدیس یوحنا المعمدان صورة حیة للحیاة النسكیة، فق

ومع ھذا لم تجتذبھ عاطفة أمھ وال مركز أبیھ، بل انطلق إلى البریة یطلب المسیح بعیني اإلیمان رافضا كل شيء

یوحنا العالم استطاع أن یسحب القلوب معھ إلى البریة من العالم، سحب جمیع كورة وبقدر ما ترك القدیس . سواه

.الیھودیة وأھل أورشلیم خالل رائحة المسیح الفائقة التي فاحت فیھ

راد ري والج ل الب ھ جذب للسید . ترك القدیس یوحنا ملذات المدینة ومباھجھا، وانطلق إلى البریة یأكل العس وكأن

م اروا المسیح شعوب األم ذین ص ود ال ن الیھ ول م ید، ویح م الس ي ف ة ف ري یحمل عذوب ل ب ا كعس ة روحی الجاف

بمعنى آخر، إذ نرفض مع یوحنا طعام العالم المبھج ! كالجراد الساقط بسبب عدم طاعتھم للوصیة إلى طعام شھي

!نكسب حتى نفوس اآلخرین طعاما شھیا للرب

ولیرى القدیس أمبروسیوس في ملبس یوحنا المعم ل السید المسیح، إذ یق أ : [دان ومأكلھ كرازة نبویة عن عم تنب

ة ا النتن ة(بملبسھ عن مجيء المسیح الذي حمل نجاسات أعمالن ات المیت د الحیوان ة من جل م ) كمنطق ا األم وخطای

ى الصلیب)كوبر اإلبل(الحقیرة د . ، طارحا ھذا اللباس الذي ألجسادنا عل ى الجل ة إل ة الجلدی ذي وتشیر المنطق ال

اھرة ... كان ثقال على النفس لكنھ تغیر بمجيء المسیح روح س ا بوصایا هللا ب ا فتمنطقن ا روحی وة تلھبن إذ شملنا ق

ال ... أما طعام یوحنا فحمل عالمة على عملھ وحوى سرا. قویة وجسد مستعد متحرر ل باطل ب فصید الجراد عم

یس . بصوت مزعجنفع ال یصلح للطعام، والجراد ینتقل من موضع إلى آخر ھكذا كانت شعوب األمم كالجراد، ل

ي، إذ ا للنب ارت طعام اة، ص ل الحی زان، وتجھ ى وال ات ال معن واتا ب تم أص ر، تتم اط مثم افع، وال نش ل ن ا عم لھ

أما العسل البري فیصور لنا )... خالل دخولھم إلى كنیسة العھد الجدید(تجمعت ونمت وازدادت في أفواه األنبیاء

دت إلى عذوبة الك ا امت ود وإنم اموس الیھ ا ن دود خالی ا في ح د أعمالھ م تحص ة، إذ ل ن البری اءت م ي ج نیسة الت

ع : "الحقول ومواضع الغابة التي سبق فامتألت بالظالل، كما ھو مكتوب سمعنا بھ في أفراثھ، ووجدناه في موض

ي ). 6: 132مز " (الغابة عوب الت ى الش و كان یوحنا یأكل عسال بریا إشارة إل ا ھ خرة، كم ل الص ن عس تشبع م

ھكذا شبعت األمم من السید المسیح الصخرة بعسل ).] 16: 81مز " (ومن الصخرة كنت أشبعك عسال : "مكتوب

.كلماتھ العذبة التي سجلھا بالحب على الصلیب، وبالقوة خالل قیامتھ المبھجة

مودیتھ غیر معمودیة السید، وشخصھ في صراحة ووضوح أعلن القدیس یوحنا المعمدان أنھ لیس المسیح، مع. ج

خص السید ارن بش ن أن یق ل م ول. أق ة یق ة المعمودی ن جھ الروح : "فم یعمدكم ب و فس ا ھ اء، وأم دكم بم ا أعم أن

د ". القدس دس الجس كانت معمودیة یوحنا ظال أو رمزا تمس غسالت الجسد، أما معمودیة السید المسیح فبحق تق

الماء والروح ال یفترقان، إذ اختلفت معمودیة التوبة عن معمودیة : [مبروسیوسوالروح معا، وكما یقول القدیس أ

دا را واح تخص عنص ى ف ي . النعمة التي تشمل العنصرین معا، أما األول ا ف نفس یشتركان مع ان الجسد وال إن ك

.]الخطیة، فالتطھیر واجب لالثنین

ول ید فیق خص الس ة ش ن جھ وى مني": أما م و أق ن ھ دي م أتي بع ي وأحل سیور ی ذي لست أھال أن أنحن ، ال

. "حذائھ

لم یقصد یوحنا بھذه المقارنة إثبات أن المسیح أعظم منھ، فال وجھ للمقارنة بین ابن : [یقول القدیس أمبروسیوس

م ": إذ یوجد أقویاء كثیرون، فإبلیس قوي. هللا وإنسان ھ إن ل وي وینھب أمتعت ت الق دخل بی ال یستطیع أحد أن ی

ارن )27: 3مر ( ".وي أوال یربط الق أ أن یق م یش ا ل ك أن یوحن ل ذل ن المسیح، دلی ، لكن ال یوجد من ھو أقوى م

".]لست مستحقا أن أحل سیور حذائھ": نفسھ بالمسیح بقولھ

ى . د ارة إل ذا إش ي ھ ا أن ف ا سبق فرأین ھ، وكم ل سیور حذائ ده لیح د ی یعلن القدیس یوحنا أنھ غیر مستحق أن یم

على أي األحوال لقد أحنى السید المسیح رأسھ .زه إلدراك سر تجسده، كیف صار كلمة هللا إنسانا إعالنھ عن عج

الید التي أكد أنھا غیر مستحقة أن : [تحت ھذه الید المتواضعة لیكمل كل بر، وكما یقول القدیس یوحنا الذھبي الفم

!]تمس حذائھ سحبھا المسیح على رأسھ

معمودیة السید المسیح. 3

دأ ) 17-13: 3مت (دم لنا معلمنا متى البشیر ق ي لیب ك الحقیق ویج للمل ا تدشین أو تت معمودیة السید المسیح بكونھ

رقس ا م ا معلمن ، أم البنوة ع ب ور خالل التمت ة الن ى مملك ة إل ة الظلم ن مملك أعمالھ الملوكیة مجتذبا كل نفس م

ا البشیر فإذ یقدم لنا السید المسیح العامل والخادم لل دم لن ھ یق ع بخالصھ، فان ى التمت ي إل ھ العمل بشریة لینتشلنا بحب

ھ الخالصیة ا وأعمال ھ لن ي خمسة ... معمودیة السید قبل بدء خدمتھ الجھوریة لیعلن غایة خدمت رز اإلنجیل د أب وق

:أمور واضحة ھي

وللوقت . ا في األردنوفي تلك األیام جاء یسوع من ناصرة الجلیل، واعتمد من یوحن": الصعود من الماء :أوال

]. 10-9[ "وھو صاعد من الماء، رأى السماوات قد انشقت

ھ خالل كان الصعود من الماء یؤكد أن السید المسیح أسس المعمودیة على التغطیس في المیاه، لتأكید شركتنا مع

ا": الدفن معھ في القبر لنقوم أیضا معھ، كقول الرسول ى كم وت حت یح من فدفنا معھ بالمعمودیة للم یم المس أق

إنھا صعود مع السید من القبر لممارسة ). 4: 6رو ( "األموات بمجد األب ھكذا نسلك نحن أیضا في جدة الحیاة

.الحیاة العملیة بروح القیامة وقوتھا

، خاللھا ال "حیاة فصحیة"، أو قل ھي "خروج من البحر األحمر"، وكأنھا "صعود من المیاه"المعمودیة ھي

قیادة موسى من بحر سوف متجھین في البریة إلى أورشلیم، إنما بالحق ھي خروج من القبر مختفین ننطلق تحت

وبھذا یتحقق لنا ما اشتاق إلیھ إشعیاء النبي . في المسیح الرأس، بكونھ وحده غالب الموت ومحطم ألبواب الجحیم

ي ذكر األیام القدیمة موسى وشعبھ، أین الذین أصعدھم من البحر": القائل ل ف ذي جع ن ال ھ؟ أی مع راعي غنم

دیا ؟"وسطھم روح قدسھ، الذي سیر لیمین موسى ذراع مجده، الذي شق المیاه قدامھم لیصنع لنفسھ اسما أب

قال أحد الدارسین أن المعمودیة في الفھم السماوي ھي یسوع الحامل شعب هللا الجدید مولودا ). 12-11: 63إش (

.خالل خروج جدید

ان الس ھ إن ك ھ لیھب د المتحد فی ق بشعبھ الجدی ھ منطل یعلن أن ا ل اه، إنم ن المی اعدا م ر ص د ظھ آلب "ید ق وة ل البن

.ھذه ھي أرض الموعد التي یحملنا إلیھا یشوع الجدید بعبوره بھم نھر األردن! "السماوي

یة د مالمحھ الرئیس یاني كأح ر المس اه بالعص ت المی دیم ارتبط د الق فار العھ تنا ألس ي دراس د .ف د الجدی ي العھ وف

د . ارتبطت بحیاة السید المسیح وة، وبع ففي نھر األردن تجد الكنیسة لھا موضعا في المسیح یسوع الذي یھبھا البن

رة وسط د العنص ي عی صعوده ینطلق كصخرة موسى التي كانت تتبع الشعب لتفیض بمیاه الروح القدس الحیة ف

دعوین في أول خدمتھ الجماھریة ا. بریة ھذا العالم رس والم وب أصحاب الع رح قل را یف ستخدم الماء لیحولھ خم

حتى ). 4یو (، وعندما أعلن خطبتھ لألمم كعروس لھ خالل السامریة تم ذلك عند میاه بئر یعقوب )11-1: 2یو (

، وفي لحظات موتھ )42: 10مت (عندما علم عن عمل المحبة تحدث عن كأس الماء البارد الذي یقدم لطفل فقیر

ع ف ة الموض ة لمعرف اء عالم رة الم ى ج ر (اض من جنبھ دم وماء، وعندما أشار إلى موضع الفصح أعط : 14م

ان. وأخیرا عندما أوصى تالمیذه قبیل صعوده سألھم أن یعمدوا جمیع األمم). 13 ة ترتلی ول العالم ا [ :وكما یق ی

!]مسیح بدون المیاهلن تجد ال! لقدرة نعمة المیاه في نظر هللا ومسیحھ لتثبیت المعمودیة

ما نود تأكیده ھنا أن ما عملھ السید ھنا لم یكن عن عوز، وال لنفع خاص بھ، إنما اعتمد باسم الكنیسة كلھا ألجلنا،

د الجنس ن الوحی ھ االب ھ بكون د میراث ى مج ا إل ا، ویخرجن ن خطایان ا م عد بن اه . كي یص ن المی ارس صعوده م م

ھ : [كبیرلحسابنا، وكما یقول القدیس كیرلس ال ود علی ھل كان المسیح في حاجة إلى العماد المقدس؟ وأیة فائدة تع

ابیح ف التس ي مختل ا )6: 3إش (من ممارسة ھذه الفریضة؟ فالمسیح كلمة هللا، قدوس كما یصفھ إشعیاء ف ، وكم

ذا الصدد. یصفھ الناموس في كل موضع ي ھ ع موسى ف اء م ور األنبی ق جمھ ن م! ویتف تفیده نح ذي نس ا ال ن وم

ة وال ": ولكن لم یكن شيء من ھذا في المسیح، فقد ورد. العماد المقدس؟ الشك محو خطایانا ل خطی الذي لم یفع

ر ھ مك ي فم د ف ط 1( "وج ن "، )22: 2ب ى م ار أعل اة وص ن الخط ل ع د انفص س ق ر وال دن ال ش دوس ب ق

ن فما عمد المسیح إال لتعلیمنا بأن اإلنسان الذي من)... 26: 7عب ( "السماوات ذریة داود وھو المتحد با االب

ن ... قبل العماد) القدوس(مع أنھ لم ینفصل قط عن روحھ ... عمد وقبل الروح القدس ة اب و المسیح الكلم بل إذ ھ

ى دس إل روح الق ل ال ي یرس ن الحقیق ھ االب ھ بطبیعت ة والسلطان ألن ي العظم ع اآلب ف ذي یشترك م د ال هللا الوحی

).]15: 16یو ( "كل ما لآلب ھو لي": ن جدیرا بھ، إذ قال حقاالخلیقة ویھبھ لكل من كا

اء، ... اعتمد الرب ذاتھ[ :ویقول القدیس أمبروسیوس في تفسیره إلنجیل لوقا ر الم ا لیطھ لم یعمد لیطھر، وإنم

رن المسیح ي ج دفن ف ن ی ل م ذا ك ر، بھ فإذ نزل إلیھا المسیح الذي لم یعرف خطیة صار لھا سلطان على التطھی

.]ترك فیھ خطایاهی

نعم : السماوات المفتوحة :ثانیا د لی د اشتھى خروج الشعب الجدی وة ق روح النب إن كان إشعیاء النبي وھو یتطلع ب

، فقد أدرك أن األمر ال یحتاج إلى موسى عابر البحر األحمر وال یشوع مجتاز )12-11: 63إش (بالحیاة المقامة

ول األردن، بل إلى ذاك الذي یشق السماوات و، إذ یق : وینزل إلینا، یزلزل جبالنا الجامدة لیرفعنا معھ إلى حیث ھ

).1: 64إش ( "لیتك تشق السماوات وتنزل، من حضرتك تتزلزل الجبال"

ھكذا إذ انشقت السماوات عند عماد السید المسیح، إنما تحقق ذلك ألجلنا، فصارت أبوابھا مفتوحة أمامنا، مفتاحھا

لقد تأكدنا أنھ بمیاه ! ، بل صارت حیاتنا الداخلیة ذاتھا سماوات مفرحة یسكنھا رب السماءفي یدي عریسنا ورأسنا

: وكما یقول القدیس كیرلس الكبیر! المعمودیة صارت لنا مملكة السماوات مفتوحة تستقبلنا خالل الرأس السماوي

.] انفتحت السماوات فاقترب اإلنسان من المالئكة المقدسین[

رأى إشعیاء النبي في الخروج الرمزي على یدي موسى أن روح الرب الخفي ھو الذي : روح علیھنزول ال :ثالثا

، وكانت )14: 63إش ( "روح الرب أراحھم، ھكذا قدت شعبك لتصنع لنفسك اسم مجد" :قاد الموكب، إذ یقول

ر ( "أنا أكون مع فمك"تأكیدات هللا لموسى على الدوام ھي روج ال). 12: 4خ ي الخ ا ف ى أم ة إل ال حاج د ف جدی

دس . تأكیدات، فإن القائد ھو ابن هللا الحي الواحد مع أبیھ وروحھ القدوس روح الق نزول الروح علیھ یعلن دور ال

ا جمیال كل عالم ال ش ي ب ة الت ة الخاوی و ... الذي سبق فكان یرف على وجھ المیاه لیجعل من األرض الخالی ا ھ ھ

إنھ الروح . األموات جسدا حیا مقدسا للرأس القدوس النازل في میاه األردنیرف على میاه األردن لیقیم منا نحن

!اإللھي الذي یشكل الشعب الجدید خالل الخروج الجدید

ا ل لوق ة هللا لقد أكد القدیس كیرلس الكبیر في تفسیره إلنجی ھ كلم و بعین اد ھ ات العم ي لحظ أن السید المسیح ف

اده . ھ القدوس، بل ھو مرسل الروح القدس على كنیستھالمتجسد ولم یكن قط منفصال عن روح ي عم فما حدث ف

:كان لحسابنا إذ یقول

ة [ ال نعم ھ نن ھ وفی حل أوال على المسیح الذي قبل الروح القدس ال من أجل نفسھ بل من أجلنا نحن البشر ألننا ب

ة وق نعم ا... ف ة العم ى نعم رب إل ى، فلنقت ا األعل یح مثلن ذنا المس دسواآلن أخ وى ... د األق ا هللا األب ك تح لن فیف

دس اده المق ي وقت عم السماوات ویرسل لنا الروح القدس، الذي یقبلنا كأبناء لھ، فان هللا األب خاطب المسیح ف

ل و القائ ري بالصوت الحل وة الجنس البش ا بن اكن األرض، معلن ان الس ل اإلنس د قب ھ ق ھ وفی ھ ب ي ": كأن ت ابن أن

).]22: 3لو ( "الحبیب بك سررت

د : ظھور الروح مثل حمامة :رابعا د الجدی دیم والعھ د الق ي العھ رائیل أو كنیسة هللا ف إن كانت الحمامة تشیر إلس

فظھور الروح القدس مثل حمامة ) 12، 2: 5؛ 1: 4؛ 14: 2؛ 15: 1؛ نش 19: 74؛ 13: 68؛ مز 11: 11مر (

ا كنیس ا إنما یؤكد الكنیسة المختفیة في المسیح ربنا، إنھ اكن فیھ دس الس روح الق الل ال ل سماتھا خ ة تحم ة روحی

ف ال توق ا ب ھ اإللھي فیھ ا عمل د . یھبھ ا نج ا أنن ذي یشیر لن ذا أشبھ بإصبع هللا ال وره ھك دس بظھ روح الق أن ال ك

.خالصنا في ذاك الحال في میاه األردن

ھوذا عبدي الذي أعضده، : "بوةفي العھد القدیم سمعنا الصوت اإللھي خالل الن: سماع صوت من السماء :خامسا

م رج الحق لألم ھ، فیخ ي علی ھ نفسي، وضعت روح وت ). 1: 42إش " (مختاري الذي سرت ب واآلن جاء الص

اه ي می ام الكنیسة ف عینھ من السماء یؤكد أنھ كلمة هللا، االبن الوحید الذي صار عبدا لتحقیق رسالة الخالص وقی

.المعمودیة

ا ن ن أجلن وت م اه جاء ھذا الص ھ خالل می اء ل ب أبن ماوي ونحس رور اآلب الس نعم بس ھ ن ا فی درك أنن ى ن حن حت

ر. المعمودیة وعمل روحھ القدوس ن هللا : [في ھذا یقول القدیس كیرلس الكبی ا اب و حق ت ھ بق وقل ا س المسیح كم

ت الوحید، وإذ صار شبھنا أعلنت بنوتھ ال من أجل نفسھ، ألنھ كان وال یزال وسیبقى االبن، لكن وة أعلن ذه البن ھ

اني، إذ ورد. من أجلنا نحن البشر الذین صرنا أبناء هللا، ألن المسیح بكرنا وسندنا ي ": ھو آدم الث د ف ان أح إن ك

دا ار جدی د ص ل ق و 2( "المسیح فھو خلیقة جدیدة، األشیاء العتیقة قد مضت، ھوذا الك ا ). 17: 5ك د طرحن لق

ن اآلن عتق آدم األول، واستبدلنا بھا جدة آد دس م روح الق ع ال م الثاني الذي بھ ومعھ اآلب المجد والسلطان م

.]وإلى أبد اآلبدین

ھكذا في معمودیة السید المسیح ظھر الثالوث القدوس متمایزا لكنھ غیر منفصل، االبن المتجسد صاعدا من المیاه

رو اده، وال یم لكي یھبنا الخروج من خطایانا لندخل بھ وفیھ إلى شركة أمج ة لیق ى شكل حمام ازال عل دس ن ح الق

ھ، ي ابن ھ ف ا ل كنیسة المسیح الحمامة الروحیة الحاملة سمات سیدھا، وصوت اآلب صادرا من السماء یعلن بنوتن

ھكذا ظھر الثالوث القدوس لبنیاننا . ویقیم منا حجارة روحیة ترتفع خالل السماوات المفتوحة لبناء الكنیسة األبدیة

، لذا دعي ا نتمسك : [عید عماد السید بعید الظھور اإللھي، لكن یجب تأكید ما قالھ القدیس أغسطینوس با ذا م ھ

.]بھ بحق وبغیرة شدیدة، وھو أن اآلب واالبن والروح القدس ثالوث غیر قابل لالنفصال، إلھ واحد ال ثالثة

+ + +