P

شرح كتاب التجريد الصريحألحاديث اجلامع الصحيح

فضيلة الشيخ الدكتورعبد الكريم بن عبد الله الخضير

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلميةواإلفتاء

)الحلقة السابعة والثمانون(

/ / 14

2 التجريد الصريح– الحلقة السابعةوالثمانون

المقدم: بسم هللا الرحمن الرحيم، الحمد هلل رب العالمين، والصالة والسالم على أش��رف األنبي��اء والمرس��لين،نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ا بكم إلى حلق���ة جدي���دة ض���من أيه���ا اإلخ���وة واألخ���وات الس���الم عليكم ورحم���ة هللا وبركات���ه، وأهال ومرحب���برنامجكم: شرح كتاب التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح.

مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ ال��دكتور: عب��د الك��ريم بن عب��د هللا الخض��ير، عض��وهيئة التدريس بجامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية بالرياض، فأهال ومرحبا بكم شيخ عبد الكريم.

حياكم هللا وبارك فيكم وفي اإلخوة المستمعين.المقدم: توقفنا عند قول المؤلف -رحمه هللا-:

ا ب�ارزا للن�اس، فأت�اه رج��ل "عن أبي هريرة -رضي هللا عنه- قال: ك��ان الن��بي -ص�لى هللا علي�ه وس��لم- يوم�� ق��ال: م��ا اإلس��الم؟»اإليمان أن تؤمن باهلل ومالئكته وبلقائه ورس��له، وت��ؤمن ب��البعث«فقال: ما اإليمان؟ قال:

ي الزك��اة المفروض��ة، وتص��وم رمض��ان«قال: ق�ال:»اإلسالم أن تعبد هللا وال تشرك ب��ه، وتقيم الص��الة، وت�ؤد »م��ا ق��ال: م��تى الس��اعة؟ ق��ال: »أن تعب��د هللا كأن��ك ت��راه، ف��إن لم تكن ت��راه فإن��ه ي��راك«م��ا اإلحس��ان؟ ق��ال:

المس��ئول عنه��ا ب��أعلم من الس��ائل، وس��أخبرك عن أش��راطها: إذا ول��دت األم��ة ربه��ا، وإذا تط��اول رع��اة اإلب��ل."البهم في البنيان، في خمس ال يعلمهن إال هللا...«

رعاة، رعاة. ثم تال الن��بي -ص��لى هللا علي��ه وس��لم-:»رعاة اإلبل البهم في البني��ان، في خمس ال يعلمهن إال هللا«المقدم: "

عنده{ uهللا uإن{"...اآلن البهم وصف لماذا؟المقدم: للرعاة أو لإلبل؟

للمضاف أو للمضاف إليه؟ المق�دم: يب�دو لي أنه�ا للرع�اة ألنهم مجهول�و الح�ال، يك��ون رع�اة اإلب�ل هم بهم، يع�ني مجهول�و األنس�اب كم�ا

قيل، هذا إذا أريد بها أنها وصف للرعاة، أما إذا أريد بها أنها وصف لإلبل تكون البهم.ما المرجح؟ هل هناك قاعدة تضبط أو ما هناك قاعدة؟

التابع إذا تعقب متضايفين هل يكون لألول أو للثاني؟المقدم: األصل أن يكون للثاني يا شيخ أو لألول؟

ماذا تقول: أنت؟المقدم: أنا وهللا أظن أنه للثاني.

دائما؟المقدم: ال، هذا هو األصل.

ح، إذا قلت: مررت بغالم زيد الفاضل. يحتاج إلى مرج

3 فضيلة الشيخ عبد الكريم3الخضير

المقدم: يكون يا للغالم يا لزيد.ح، فال يمكن أن يحكم بأنSSSه لألول وال للثSSSاني هنعم، مSSSررت بغالم زيSSSد الفاضSSSل، يحتSSSاج إلى مSSSرج }ويبقى وج��

[.27 ]سورة الرحمن ربك ذو الجالل واإلكرام{.[78 ]سورة الرحمن }تبارك اسم ربك ذي الجالل{المقدم: وهناك أيضا:

م رب��ك ذي الجالل{ ارك اس�� ف للمضSSSاف }تب�� SSSاني وصSSSع الثSSSاف، وفي الموضSSSف للمض SSSع األول وصSSSففي الموض ح، وهنSSا البهم وهSSذا سSSيأتي -إن شSSاء هللا تعSSالى- بيانSSه، مثSSل مSSا تفضSSلت إن كSSان إليSSه، وحينئSSذ يحتSSاج إلى مSSرج

وصفا للمضاف إليه يجر، وإن كان وصفا للمضاف فالرفع، وسيأتي -إن شاء هللا- الكالم فيه. عن����ده علم ثم تال الن����بي -ص����لى هللا علي����ه وس����لم-: »في خمس ال يعلمهن إال هللا«المق����دم: ق����ال: " uهللا uإن{

اعة{ uه��ذا جبري��ل ج��اء يعلمفلم ي��روا ش��يئا، فق��ال: »ردوه« اآلي��ة، ثم أدب��ر فق��ال: [�� 34 ]س��ورة لقم��ان الس��« ."الناس دينهم«

الحمد هلل رب العالمين، وصلى هللا وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.ج في الصSSحيحين من حSSديث أبي هريSSرة، وفي صSSحيح مسSSلم من حSديث عمSر، هذا الحSSديث حSديث عظيم، مخSSر وعنSSد غيرهمSSا عن جمSSع من الصSSحابة، وفيSه شSSيء من االختالف في ألفاظSSه، والقصSSة واحSدة، وسSتأتي اإلشSSارة

إلى شيء من هذا االختالف مع توجيهه -إن شاء هللا تعالى-. راوي الحSSSديث أبSSSو هريSSSرة عبSSSد الSSSرحمن بن صSSSخر الدوسSSSي سSSSبق التعريSSSف بSSSه، والحSSSديث تSSSرجم عليSSSه اإلمSSSام البخSSSSSاري -رحمSSSSSه هللا تعSSSSSالى-: بSSSSSاب سSSSSSؤال جبريSSSSSل النSSSSSبي -صSSSSSلى هللا عليSSSSSه وسSSSSSلم- عن اإليمSSSSSان واإلسSSSSSالم

»جاء جبريSSل -عليSSه السSSالم- يعلمكمواإلحسان وعلم الساعة، وبيان النبي -صلى هللا عليه وسلم- له، ثم قال: فجعSSل ذلSSك كلSSه دينSSا، يعSSني»جاء جبريل -عليSSه السSSالم- يعلمكم دينكم« هكذا قال في الترجمة، ثم قال: دينكم«

اإليمان واإلسالم واإلحسان كله دين، وما بين النبي -صلى هللا عليه وسلم- لوفد عبد القيس من اإليمان وقولSSه[. 85 ]سورة آل عمران }ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقبل منه{تعالى:

يقSSول الحافSSظ ابن رجب -رحمSSه هللا تعSSالى-: تبSSويب البخSSاري هاهنSSا واسSSتدالله وتقريSSره يSSدل على أنSSه يSSرى أن مسمى اإليمان واإلسالم واحد؛ وهذا سبقت اإلشارة إليه مرارا، تبSويب البخSSاري هاهنSا واسSSتدالله وتقريSSره يSSدل عل أنه يرى أن مسمى اإليمان واإلسالم واحد؛ فإنSه قSSرر أن النSبي -صSSلى هللا عليSSه وسSSلم- أجSSاب جبريSSل عن

فجعله كلSSه دينSSا،»هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم«سؤاله عن اإلسالم واإليمان واإلحسان وعلم الساعة، ثم قال: والدين هو اإلسالم، يعني أطلق على اإلسالم دين، أطلق على اإليمان دين، أطلق على اإلحسان دين؛ ألنه قSSال

وانSSتزع اإلمSSام البخSSاري هSSذا القSSدر من الحSSديث،»هذا جبريل ج��اء يعلم الن�اس دينهم«في النهايSSة في األخSSير: »جSSاء جبريSSل يعلمكم دينكم«وجعلSSه في الترجمSSة، بSSاب سSSؤال جبريSSل النSSبي -عليSSه الصSSالة والسSSالم-، ثم قSSال:

انتزع هذا القدر من الحديث وجعله في الترجمة؛ ليبين أن اإلسSSالم واإليمSSان واإلحسSSان كلSSه دين، فSSدل على أنSSهيشمل اإلسالم واإليمان واإلحسان مسمى واحد وهو الدين، إذا اإلسالم هو اإليمان.

4 التجريد الصريح– الحلقة السابعةوالثمانون

هSSSذا من حيث أو من خالل كالم ابن رجب -رحمSSSه هللا تعSSSالى-، فإنSSSه قSSSرر أن النSSSبي -صSSSلى هللا عليSSSه وسSSSلم- »هSSSذا جبريSSSل جSSSاء يعلمكمأجSSSاب جبريSSSل عن سSSSؤاله عن اإلسSSSالم واإليمSSSان واإلحسSSSان وعلم السSSSاعة، ثم قSSSال:

ين فجعله كلSSه دينSSا، والSSدين هSSو اإلسSSالم، يعSSني علمSSه اإليمSSان، وأطلSSق على اإليمSSان دين، والSSدين دينكم« }إنu الد إذا كSSان اإليمSSان يطلSSق عليSSه دين والSSدين هSSو اإلسSSالم إذا اإليمSSان هSSو[SS 19 ]سSSورة آل عمSSران عند هللا اإلسالم{

مSSSاذا؟ هSSSو اإلسSSSالم، معادلSSSة تامSSSة، يعSSSني إذا قلت: اإليمSSSان دين، إذا قلت: اإليمSSSان يسSSSاوي الSSSدين، الSSSدين يسSSSاوياإلسالم، إذا اإليمان هو ماذا؟ هو اإلسالم.

ه{والدين هو اإلسالم؛ لقوله تعالى: ل من� وكSSذلك[85 ]سSSورة آل عمSSران }ومن يبتغ غير اإلسالم دينا فلن يقب�الم{قولSSSه: ين عن��د هللا اإلس�� وأكد ذلSSSك بSSSأن في حSSSديث وفSSSد عبSSSد القيس، وهSSSذا[SSS 19 ]سSSSورة آل عمSSSران }إنu ال��د

أيضا منزع من اإلمام البخاري يؤيSد فيSSه أن اإليمSان هSو اإلسSSالم بمعنى واحSد، ومSا بين النSSبي -صSSلى هللا عليSه وسلم- لوفد عبد القيس من اإليمان، وأكد ذلك بأن في حديث وفد عبد القيس أنهم سألوا النSSبي -صSSلى هللا عليSSهوسلم- عن اإليمان فأجابهم بما أجاب به جبريل عن سؤاله عن اإلسالم؛ فدل على أن اإلسالم واإليمان واحد.

ثم سSSSSئل عن»اإليم��ان أن ت��ؤمن باهلل ومالئكت��ه وبلقائ���ه ورس���له وت���ؤمن ب���البعث« سSSSSئل عن اإليمSSSSان، فقSSSSال: إلى آخSSره،»أن تعبد هللا وال تشرك به شيئا، وتقيم الص��الة وت��ؤدي الزك��اة...«اإلسالم في هذا الحديث فقSSال:

سئل عن اإليمان في حديث وفد عبد القيس فأجابهم بما أجاب به جبريل في سؤاله عن اإلسالم. »وأنالمقدم: أحسن هللا إليك ي�ا ش�يخ، في ح��ديث وف�د عب�د القيس زاد هن�اك خص�لة على م�ا ذك��ر هن�ا، ق�ال:

.تعطوا من المغنم الخمس« وهSSذا سSSيأتي شSSرحه -إن شSSاء هللا»أتSSدرون مSSا اإليمSSان باهلل وحSSده؟«أمSSرهم بSSأربع، أمSSرهم باإليمSSان باهلل وحSSده

»شSSهادة أن ال إلSSه إال هللا وحSSده ال شSSريك لSSه، وأن محمSSداتعSSالى- بعSSد حSSديث، قSSالوا: هللا ورسSSوله أعلم، قSSال: »وإقSSSام الصSSSSالة« هي شSSSهادة أن ال إلSSSه إال هللا »اإلس��الم أن تعب��د هللا وال تش��رك ب��ه ش��يئا« هنSSSا: رسSSSSول هللا«

»وصSSSيام رمضSSSان« هنSSSا، وهنSSSاك قSSSال: »وت��ؤدي الزك��اة المفروض��ة«»وإيتSSSاء الزكSSSاة« هنSSSا، »وتقيم الص��الة« اآلن إعطاء المغنم، الخمس من المغنم أليس من اإلسالم؟ »وأن تعطوا من المغنم الخمس«»وتصوم رمضان«

يعني لو زيد في حديث جبريل: إعطاء الخمس من المغنم" يصير فيه إشكال؟ يعني كونه يدخل في الحديث هوباإلسالم ألصق؛ ألنه عمل، إذا المطابقة تامة هنا وهناك حتى مع زيادة الخمس.

المقدم: لكن -أحسن هللا إليك- فيه فرق يا شيخ بين اإلعط��اء من المغنم الخمس أن��ه ليس من األرك��ان ال��تي يق��وم عليه��ا اإلس��الم، فه��ل ليس مث��ل: ش��هادة أن ال إل��ه إال هللا، وإقام��ة الص��الة، أال ه��ذا يجع��ل أن المطابق��ة تكون غير تامة، فما يمكن أن يضاف في حديث جبري�ل، وإنم�ا أض�يف في ح�ديث وف�د عب�د القيس مثال ألنهم

حديثو الدخول في اإلسالم أو كذا؟ هو ليس من األركSان، ال من أركSان اإلسSالم، وال من أركSان اإليمSان، لكنSه من أعمSال اإلسSالم، هSو من أعمSال

اإلسالم صح أو ال؟ أو من اإليمان؟المقدم: ال من أعمال اإلسالم.

5 فضيلة الشيخ عبد الكريم5الخضير

من أعمال اإلسالم، والسؤال عن ماذا؟المقدم: عن اإليمان.

عن اإليمان، هذا هو محل الشاهد عندنا اآلن، أما كونه من األركSان أو ليس من األركSان هSذا يSأتي بحثSه، لكنSهباإلسالم ألصق؛ ألنه عمل بدن، فال يرد هذا.

وأكSSد ذلSSك بSSأن في حSSديث وفSSد عبSSد القيس أنهم سSSألوا النSSبي -صSSلى هللا عليSSه وسSSلم- عن اإليمSSان فأجSSابهم بمSSا أجSSSاب بSSSه جبريSSSل عن سSSSؤاله عن اإلسSSSالم؛ فSSSدل على أن اإلسSSSالم واإليمSSSان واحSSSد، وهSSSذا قSSSول محمSSSد بن نصSSSر

المروزي وابن عبد البر وغيرهما.تقدمت اإلشارة إليه مرارا.

ق بين اإلسالم واإليمان، وهم أكSSثر العلمSSاء من السSSلف ومن بعSدهم حSSتى قيSSل: إنSSه يقول ابن رجب: وأما من فر ال يعلم عن السSSSSلف في ذلSSSSك خالف، فSSSSأظهر األجوبSSSSة عمSSSSا ذكSSSSره البخSSSSاري، اآلن البخSSSSاري يSSSSرى أن اإلسSSSSالم واإليمSSSان شSSSيء واحSSSد، واسSSSSتدل بأدلSSSة، كيSSSف نجيب عن هSSSذه األدلSSSة؟ والسSSSلف، بSSSل أكSSSثرهم على التفريSSSSق بين

اإلسالم واإليمان، حتى قيل: إنه ال يعلم عن السلف في ذلك خالف. يقSSول: فSSأظهر األجوبSSة عمSSا ذكSSره البخSSاري: أن اإلسSSالم واإليمSSان تختلSSف داللتSSه بSSاإلفراد واالقSSتران؛ فSSإن أفSSرد أحSدهما دخSل فيSه اآلخSSر، سSؤال عن اإليمSان يجSاب باإلسSالم ألنSه يSدخل فيSه اإلسSالم، سSؤال عن اإلسSالم يSدخل

ر إيمان بال عمل؛ ألن األعمال شرط. ر إسالم بال إيمان، وال يتصو فيه اإليمان، إذ ال يتصو يقSSول: فSSأظهر األجوبSSة عمSSا ذكSSره البخSSاري أن اإلسSSالم واإليمSSان تختلSSف داللتSSه بSSاإلفراد واالقSSتران؛ فSSإن أفSSردر النبي -صلى هللا عليه وسلم- اإليمSان المسSؤول عنSه مفSردا في حSSديث وفSد أحدهما دخل فيه اآلخر، فلذلك فس عبد القيس بما فسر به اإلسالم في حديث جبريل الذي قرن فيه اإلسالم باإليمان، وإن اقترنا كان هذا لSSه معSSنى وهSSذا لSSه معSSنى، إذا اقترنSSا كSSان لكSSل واحSSد منهمSSا حقيقSSة تخصSSه، قSSريب من هSSذا فيمSSا يقولSSه أهSSل العلم المسSSكين والفقير، إذا قيل: تصدق على المسSSكين دخSSل فيSSه الفقSSير، وإذا قيSSل: تصSSدق على الفقSير دخSSل فيSSه المسSكين، لكن

اكين{إذا قيل: تصدق على الفقير والمسكين، أو على الفقراء والمساكين دقات للفقراء والمس�� uما الصuورة}إنSSSس[ لكل واحد منهما حقيقة تخصه من هذا الباب.[ 60التوبة

س��ائل: أحس��ن هللا إليكم ي��ا ش��يخ في ص��دقة الفط��ر من رمض��ان، وأنه��ا طعم��ة للمس��اكين، ه��ل يع��ني ه��ذا أنه��اتشمل الفقراء والمساكين أيضا؟

دخSSول الفقSSير فيهSSا من بSSاب أولى؛ ألنSSه أشSSد حاجSSة عنSSد جمهSSور أهSSل العلم من المسSSكين؛ ألنSSه أشSSد حاجSSة، ليس معSنى هSذا أنSه يعطى من يجSد بعض القSوت وال يعطى من ال يجSد شSيئا بالكليSة، ليس هSذا هSو المSSراد، وإن كSان

هناك قول آخر وهو عند الحنفية أن المسكين أشد حاجة من الفقير. وفي شSSSSرح أبي سSSSSليمان الخطSSSSابي على البخSSSSاري المسSSSSمى أعالم الحSSSSديث أو أعالم السSSSSنن، يعSSSSني يعSSSSرف بهSSSSذا وذاك، جاءت تسميته عند أهل العلم كثيرا بأعالم السنن، يعني في مقابل معالم السنن في شرح سSSنن أبي داود،

وهنا أعالم السنن شرح البخاري، وأكثر النسخ عليها أعالم الحديث، على كل حال التسمية يشملها األعالم.

6 التجريد الصريح– الحلقة السابعةوالثمانون

يقSول الخطSSابي -رحمSSه هللا تعSSالى-: اختالف هSSذه األسSSماء الثالثSة؛ يعSSني اإلسSSالم واإليمSSان واإلحسSSان؛ اختالف هSSذه األسSSماء الثالثSSة وافتراقهSSا في المسSSألة عنهSSا يSSوهم افتراقSSا في أحكامهSSا ومعانيهSSا، وأن إقامSSة الصSSالة وإيتSSاء الزكSSSاة وصSSSوم رمضSSSSان ليسSSSت من اإليمSSSان، لمSSSاذا؟ ألنSSSه أجيب بهSSSا عن السSSSSؤال عن اإلسSSSSالم، أجيب بهSSSا عن

السؤال عن اإلسالم، فيوهم هذا الكالم أن هذه األعمال من صالة وزكاة وصيام ليست من اإليمان.ا على كالمSه: أن اإليمSSان باهلل Sه أو قياسSردا لكالمSSول طSك أن تقSني ولSذلك؛ يعSSة كSر في الحقيقSSول: وليس األمSيق

ومالئكته وكتبه ورسله... إلى آخره ليست من اإلسالم. يقSSول: وليس األمSSSر في الحقيقSSة كSSSذلك، وإنمSSا هSSو اختالف تSSرتيب وتفصSSSيل لمSSا يتضSSSمنه اسSSم اإليمSSان من قSSSول

»أن تعبد هللا كأنك ت�راه، ف�إن لم تكن ت�راه فإن�هوفعSSل وإخالص، أال تSSرى أنSSه حين سSSأله عن اإلحسSSان، قSSال: ا عن الجSSSSوابين األولين؛ ألن هSSSSذاي��راك« SSSSنى خارجSSSSذا المعSSSSادة، ولم يكن هSSSSارة إلى اإلخالص في العبSSSSذا إشSSSSوه

اإلحسSSان، وهSSذه المنزلSSة الSSتي هي منزلSSة المراقبSSة، تقSSارن اإليمSSان، تقSSارن مSSا أجيب بSSه عن اإليمSSان، تSSؤمن باهلل وتراقب هللا، تؤمن برسله مع مراقبة هللا -عز وجل-، تؤمن بالكتب مSSع مراقبSSة هللا -عSSز وجSSل-، تقيم الصSSالة

»أن تعبد هللاتؤدي الزكاة وأنت تراقب هللا -عز وجل-؛ ولذا قال: أال تSSرى أنSSه حين سSSأله عن اإلحسSSان قSSال: اكأنك تراه، فإن لم تكن ت��راه فإن��ه ي��راك« SSنى خارجSSذا المعSSادة، ولم يكن هSSارة إلى اإلخالص في العبSSذا إشSSوه

عن الجSSوابين األولين، فSSدل على أن التفرقSSة في هSSذه األسSSماء إنمSSا وقعت بمعSSنى التفصSSيل، وعلى سSSبيل الزيSSادة »أتSدرونوالتوكيSد، والSدليل على صSSحة ذلSك قولSه في حSديث وفSSد عبSد القيس أنSه أمSرهم باإليمSان باهلل، ثم قSSال:

»شSSهادة أن ال إلSSه إال هللا، وأن محمSSدا رسSSول هللا، وإقSSام الصSSالة،قSSالوا: هللا ورسSSوله أعلم، قSSال: مSSا اإليمSSان؟« فجعل هذا األعمال كلها إيمانا، وذلك ممSSا يSSبينوإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم«

لSSك أن اإلسSSالم من اإليمSSان، وأن العمSSل غSSير خSSارج عن هSSذا االسSSم، وحSSديث وفSSد عبSSد القيس يSSأتي الكالم فيSSهتفصيال -إن شاء هللا تعالى- بعد حديث، بعد هذا -إن شاء هللا تعالى-.

وأما الحافظ ابن حجر فقال بعد أن نقل كثيرا عن السلف في هذه المسألة، نقل أقواال كثيرة عن السلف في هSSذهالمسألة، ماذا قال؟

قSSال: الSSذي يظهSSر من مجمSSوع األدلSSة أن لكSSل منهمSSا حقيقSSة شSSرعية، كمSSا أن لكSSل منهمSSا حقيقSSة لغويSSة، لكن كSSل منهمSSSا مسSSSتلزم لآلخSSSر، بمعSSSنى التكميSSSل لSSSه، فكمSSSا أن العامSSSل ال يكSSSون مسSSSلما إال إذا اعتقSSSد، العامSSSل المصSSSلي، المSSSزكي، الصSSSائم ال يكSSSون مسSSSلما إال إذا اعتقSSSد، فكSSSذلك المعتقSSSد ال يكSSSون مؤمنSSSا إال إذا عمSSSل، وحيث...، وابن حجSSSر على مذهبSSSه: وكSSSذلك المعتقSSSد ال يكSSSون مؤمنSSSا كSSSامال إال إذا عمSSSل؛ ألنSSSه يSSSرى أن األعمSSSال شSSSرط كمSSSال،

وليست شرط صحة، ومعروف عند أهل العلم أنه شرط صحة، يعني جنس العمل، على ما تقدم تفصيله. فكذلك المعتقد ال يكون مؤمنا كامال إال إذا عمل، وحيث يطلق اإليمان في موضع اإلسالم أو العكس، أو يطلق

أحدهما على إرادتهما معا فهو على سبيل المجاز. يعSSني إذا أطلقنSSا اإليمSSان على األعمSSال أطلقنSSا اإليمSSان على االعتقSSاد حقيقSSة، أطلقنSSا اإليمSSان على األعمSSال صSSار

مجازا، أطلقنا اإلسالم على األعمال حقيقة، أطلقنا اإلسالم على االعتقاد مجاز.

7 فضيلة الشيخ عبد الكريم7الخضير

ا فهSSو على سSSبيل SSيقول: وحيث يطلق اإليمان في موضع اإلسالم أو العكس، أو يطلق أحدهما على إرادتهما مع المجاز.

ي مثل هذا الكالم. وهذا عند من يقول بالمجاز، ما عنده مشكلة الذي يقول بالمجاز يمش ويتبين المراد بالسياق، فإن وردا معا في مقام السSSؤال حمال على الحقيقSة؛ لمSاذا؟ ألنSSه حينمSSا يسSSأل عن اإليمSSان واإلسSSSالم سSSSوف يجيب كمSSSا أجSSSاب في حSSSديث جبريSSSل عن كSSSل واحSSSد بمSSSا يخصSSSه، فيحمSSSل حينئSSSذ على الحقيقSSSة،ا في مقSام السSؤال؛ Sإن وردا معSال، فSSالم على األعمSSيحمل اإليمان على االعتقاد والتصديق الجازم، ويحمل اإلس

ألنه ال يمكن أن يجاب السائل عن اإلسالم واإليمان بجواب واحد، في آن واحد، يمكن؟المقدم: ال، ما يمكن.

ا أو لم يكن في مقSام سSؤال Sردا معSSة، وإن لم يSؤال حمال على الحقيقSSام السSما يمكن، يقول: فإن وردا معا في مق أمكن الحمSSل على الحقيقSSة أو المجSSاز بحسSSب مSSا يظهSSر من القSرائن، وقSSد حكى ذلSSك اإلسSSماعيلي عن أهSSل السSSنة والجماعة قالوا: إنهما تختلف داللتهما باالقتران، فإن أفرد أحدهما دخل اآلخSSر فيSSه، وعلى ذلSSك يحمSل مSا حكSSاه محمSSد بن نصSSر، وتبعSSه ابن عبSSد الSSبر عن األكSSثر أنهم سSSووا بينهمSSا على مSSا في حSSديث عبSSد القيس، ومSSا حكSSاه

قوا بينهما على ما في حديث جبريل، وهللا الموفق. الاللكائي وابن السمعاني عن أهل السنة أنهم فر يعني الخالصة أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقSSا اجتمعSSا، يعSSني هSل كالم ابن حجSر مطSSابق لكالم ابن رجب؟ مطابق أو غير مطابق؟ ما الفرق بين كالم ابن رجب وابن حجSر؟ ابن حجSSر في األخSSير عSاد إلى مSا قSSرره ابنا، يبقى أنه إطالق اإلسالم على االعتقSاد مجSSاز ليس بحقيقSSة، وإطالق اإليمSSان على رجب، لكنه لم يعد عودا تام األعمال مجاز ليس بحقيقة، هذا كالم ابن حجر، ومن تأخر عنSSه، في كالم ابن رجب ومن يقSSول من أهSSل العلم أنهمSSSا إذا اجتمعSSSا افترقSSSا، وإذا افترقSSSا اجتمعSSSا هSSSو حقيقSSSة، يمكن أن تجيب عن اإلسSSSالم بأركSSSان اإليمSSSان حقيقSSSة،

وتجيب عن اإليمان بأركان اإلسالم حقيقة وليس بمجاز، بينما هو مجاز عند ابن حجر.اآلن اتضح الفرق بين كالم ابن حجر وابن رجب؟ واضح؟

المقدم: نعم. طيب، يقول العيني: مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، وأما مناسبة الباب لما قبلSSه بSSاب خSSوف المSSؤمن من مSSاذا؟ من أن يحبSSSط عملSSSه وهSSSو ال يشSSSعر، المطابقSSSة والمناسSSSبة بين هSSSذا البSSSاب والSSSذي قبلSSSه، البSSSاب الSSSذي معنSSSا سSSSؤال جبريل النبي -صلى هللا عليه وسSSلم- عن اإليمSSان واإلسSSالم واإلحسSSان، والبSSاب السSابق بSاب خSوف المSؤمن من أن يحبط عمله وهو ال يشعر، باب خوف المؤمن، وهنا فيه تعريف اإليمان، فال يكون مؤمنSSا إال إذا تحقSSق فيSSه التعريSSف الموجSSود في هSSذا البSSاب، المSSؤمن الSSذي يخSSاف أن يحبSSط عملSSه وهSSو ال يشSSعر، هSSو من عمSSل بأركSSان اإليمان الموجودة في هذا الباب، ولذا يقول: وأما مناسبة الباب لما قبله بSSاب خSSوف المSSؤمن من أن يحبSSط عملSSه وهSSو ال يشSSعر من حيث أن المSSذكور في البSSاب األول هSSو المSSؤمن الSSذي يخSSاف أن يحبSSط عملSSه، وفي هSSذا البSSاب يSSذكر بمSSاذا يكSSون الرجSSل مؤمنSSا، ومن المSSؤمن في الشSSريعة؟ كSSذا قSSال العيSSني، يعSSني إذا أشSSير إلى المSSؤمن الSSذي

}والuذين يؤت��ونيخاف ويخشى ويوجل أن يحبط عمله وهو ال يشعر، يعني ال بد أن يكون اإلنسان خائفا وجال

8 التجريد الصريح– الحلقة السابعةوالثمانون

قلوبهم وجلة{ uون ما آتوا وSSورة المؤمنSSس[ 60 SS]اSSؤمن؟ مSSو المSSفة أليس هSSذه الصSSف بهSSذي يتصSSخص الSSذا الشSSه اإليمSSان الSSذي نعSSرف بSSه المSSؤمن؟ جSSاء بيانSSه في البSSاب الالحSSق، وهSSو في تعريSSف اإليمSSان من قبSSل النSSبي -عليSSه

الصالة والسالم- في جواب جبريل. اآلن نريSSSSSSد أن نوضSSSSSSح مSSSSSSا سSSSSSSبق في كالم ابن رجب وابن حجSSSSSSر، في كالم ابن رجب هSSSSSSذا الكالم المعSSSSSSروف المسSSتفيض عن أهSSل العلم، وهSSو أن اإلسSSالم واإليمSSان إذا افترقSSا، إذا قيSSل مثال أبSSو بكSSر مسSSلم، عمSSر مسSSلم، هSSل يعني أنه ليس بمؤمن؟ ال، هو مؤمن مسلم، إذا قيل: فالن مؤمن أليس يعني أنه مسلم ومؤمن؟ إذا قيل في مقام المقابلSSSة زيSSSد مSSSؤمن وعمSSSرو مسSSSلم، عرفنSSSا أن اإليمSSSان درجSSSة أعلى من اإلسSSSالم، فهSSSو محقSSSق ألركSSSان اإلسSSSالم وعنده قدر أكبر من اإليمان واليقين ممن قرن به، ولذا قد يرتفع مطلق اإليمان عن شخص، لكن ال يرتفع عنه اإليمان المطلق، العاصي إيمانه ليس كإيمان الطائع، خالفا لما يقSSرره غالة المرجئSSة من أن إيمSSان أفسSSق النSSاس

مثل إيمان جبريل على ما تقدم. فإطالق اإليمان على أركان اإلسالم حقيقة شرعية، جSاءت في حSديث وفقSد عبSد القيس، كمSSا أن إطالق اإلسSSالم على أركSSSان اإليمSSSان كSSSذلك، هSSSذا فيمSSSا قSSSرره ابن رجب في حSSSال االفSSSتراق، أمSSSا في حSSSال االجتمSSSاع لكSSSل منهمSSSا

حقيقته الشرعية. ابن حجر يرى أن إطالق اإليمان على أركان اإلسSSالم مجSSاز، وإطالق اإلسSSالم على أركSSان اإليمSSان مجSSاز، من

هذه الحيثية اختلفوا، وإال هما اجتمعا في االفتراق واالجتماع.المقدم: جزاك هللا خيرا يا شيخ. لعلنا نرجئ الحديث عن ألفاظ الحديث -بإذن هللا تعالى- في حلقة قادمة.

مس��تمعي الك��رام، به��ذا نص��ل وإي��اكم إلى خت��ام ه��ذه حلقتن��ا، نس��تكمل -ب��إذن هللا- في حلق��ة قادم��ة وأنتم علىخير.

ورحمة هللا وبركاته.نستودعكم هللا والسالم عليكم