انتحال صفة الدكتور عقيل محفوض.docx
-
Upload
-akil-mahfoud -
Category
Documents
-
view
26 -
download
2
description
Transcript of انتحال صفة الدكتور عقيل محفوض.docx
انتحال صفة! الدكتور عقيل محفوض
� من ي��دور الكالم هن��ًا عن ظ��ًاهرة سيًاس��ية وإعالمي��ة نش��طة، تم��ًارس نوع��ًا الهيمن��ة الرمزي��ة في ه��ذه األي��ًام، وهي وج��ود العدي��د من األط��راف )أف��راد ومنظمًات وجهًات إلخ( التي تتح��دث بًاس��م الش�عب وعن��ه، وتق�دم ش��عًارات�" يص��عب التأك��د من ص��حتهًا DDسوFُقD "أح��داثًا � )إلخ( وت ومقوالت وعنًاوين وأخبًاراك"، وتسعى في تحوي��ل م��دارك NبرNَفDق" و"مQلَفDوصدقيتهًا، ومنهًا مًا تبين أنه "م � إلى "صور" و"وقًائع رقمية" من خالل "الميديًا" الحًاضرة، ب��ل محددة مسبقًا
الطًاغية على المشهد الراهن.
�، إال أن هنًا نوع من سيًاسية مبنية للمجهول، سيًاس��ة طرفًاه��ًا متعين��ًان ش��كال�، والطرفًان هم��ًا "الش��عب" و"األط��راف" عالقتهمًا ملتبسة ومَفخخة موضوعًا التي تدعي التحدث بًاسمه، وهذا ال ينَفي أن تلك العالقة المَفترضة تتج��ه إلى مقًاصد محددة، قد تكون - بعض��هًا على األق��ل - "مجهول��ة�" أو "غ��ير معلن��ة"
للرأي العًام.
� انتحًال الصَفة، ونحن ال نتحدث عن واقعة جنًائي��ة ح��تى ل��و ك��ًان ذل��ك ممكن��ًا على الصعيدين الَفردي واالعتب�ًاري، ه�و ظ�ًاهرة ترتب�ط بًاللحظ�ًات الحرج�ة،� السيًاسًات القصدية واالستهدافًات، وكذلك االخ��تراُق الخ��ًارجي، وه��و وأحيًانًا ظًاهرة سيكولوجية ألن أصحًابه يهدفون منه إقن��ًاع المتلقي أنهم ينوب��ون عن الشعب ويمثلوه، وهو أم�ر ي�راد ل�ه أن يك�ون ب�ًالتكرار والمحًاك�ًاة ومخًاطب�ة
المخيًال الَفردي والجمعي.
دQث Nح��N ان الحديث بًاسم الشعب هو بهذا المعنى "انتحًال صَفة"، وإضرار بًالمDت بًاسمه، ألن من نعنيهم بًالكالم من هؤالء هم غير منتخ�بين من قب�ل الش�عب، وأك��ثرهم غ��ير مع��روف أو أن��ه خ��رج إلى ال��رأي الع��ًام ع��بر وس��ًائط المي��ديًا�، وبعض��هًا ح��ديث النش��أة، وأك��ثر ه��ؤالء ال المختلَفة، منهًا مًا هو معروف ج��دا يعملون وفق أطر قًانونية وتشريعية، ونواظم قيمي��ة وأخالقي��ة قًابل��ة للتع��يين والتحق��ق، ومن ال يص��در من الش��عب أو عن��ه، ومن ال يص��در عن نواظم��هقN ه��ذا Fب��Dالقيمية، ومسلمًاته الوطنية، ال يستطيع التح��دث بًاس��مه. وإذا م��ًا ط المبدأ، فمًا الذي يتبقى لهؤالء ال�ذين يخرج�ون ك�ل ي�وم ليقول�وا إن الش�عب
�؟ � وعرضًا �، وطوال � وشمًاال يريد كذا وكذا، يمينًا
ولذا فإن على كل طرف أن يتحدث عن نَفس��ه، وليس عن الش��عب، وعليهم� بًادعًاء أو اف��تراض تمثي��ل الش��عب، ومنهم – أكثرهم - أن يخNَفFَفDوا النمطN قليالNجoدnون السير في م��ؤامرة من ال يصدرون عنه، ويتجهون لمقًاصد ال تخدمه، وي� �، فق��د يك��ون متوافق��ًا �" قص��ديًا ثقيل��ة علي��ه، وإن لم يكن بعض��هم "مت��آمرا� من � مع مشروع مت�آمر. وق�د ظه�ر لك�ل ذي بص�يرة أن ثم�ة كث�يرا موضوعيًا� أنه��ًا المقًاصد واالستهدافًات غير البريئة، ب��ل الغًارق��ة في جه��ود ب��دا واض��حًا
تدفع البالد إلى الهًاوية.
رD إلى الم��دارك ح��ول الواق��ع، وليس الواق��ع الَفعلي، على أنه��ًا Nنظ��D عن��دمًا ي�، يزي��ده غم��وض أو تش��وش أو � ممكن��ًا "أصل"، فهذا يجعل انتحًال الصَفة أمرا،� �، وهذا مًا يحصل عمليًا قصور أو أخطًاء السيًاسة الحكومية أو الدولتية إمكًانًا� من المتلقين والمتًابعين يعدون التقًارير والصور واألفالم وكالم ذلك أن عديدا "شهود العيًان" و"منتحلي الصَفة" هو "األصل" و"الواقع"، فيمًا يكون الواق��ع
.� � تمًامًا � له، وربمًا مرفوضًا Qرا Nك Nن � ومDت Nًا Qب الَفعلي مDغNي
وال بد من الح��وار من أج��ل التوص��ل إلى تواف��ق وط��ني على مس��ًار التغي��ير واإلصالح في مؤسسًات الدولة، وب��ًاألخص الجه��ًاز اإلعالمي والسيًاس��ي، بم��ًا يضمن تحقيق قدر أكبر من الكشف والوضوح والش�َفًافية، وهن�ًا ال يع�ود ثم�ة إمكًانية عملية )وال افتراضية( ألن يلعب منتحل��و الص��َفة على فج��وات وزواي��ًا� � مًا يجعل "االنتحًال" "والَفس��ًاد" و"الت��آمر" أم��را في الشأن العًام، وهذا أيضًا�. وق�د يك�ون ذل�ك مقدم�ة إلص�الح ج�ًاد وتغي�ير كب�ير في � ومَفض�وحًا مكشوفًا "الرؤية" أو "البراديغم" الذي يحكم المجًال السيًاس��ي، والعالق��ة بين الدول��ة
والمجتمع، والعالقًات اإلثنية والمنًاطقية، ومَفهوم الوطن والمواطنة )إلخ(.
وح��تى يحص��ل ذل��ك، ف��إن من الممكن أن يتح��دث ه��ؤالء وغ��يرهم عن آراء ووجهًات نظر، وعن مواقف تخص الَف��رد أو موكل��ه، إذا ك��ًان ذاك منظم��ة� أو� أو ص��َفحة � إلكتروني��ًا �، مؤسسة أو حركة، قنًاة تلَفًازية أو جري��دة، موقع��ًا حزبًا
فيس بوك، مملكة أو إمًارة، دولة أو دويلة، والية أو واليًات )إلخ(.
السوري 2011-5-8الرأي