الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx
-
Upload
-akil-mahfoud -
Category
Documents
-
view
17 -
download
2
description
Transcript of الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx
الحدث السوري: مكر السياسة؟
الدكتور عقيل محفوض
ط �ِش��� �ّم� اليوم بالَّنقاش ال��دائر ح��ول االنخ��راط الَّن �هَت من المهّم أن ن" عن العم�ل " ح�اٍد) و"ع�زوٍف) للعرٍب في السياسة، بع�د "اغ�َتراٍب) السياس��ي، وليس عن االهَتم��ام بالسياس��ة، بمع��َّنى ع��زوٍف عن العمل المباشر بالسياسة، وليس عن "الفرجة" - بَتعبير جي ٍديبور
- أو "المراقبة" بَتعبير ميِشيل فوكو.
كان الوضع العربي يثير رثائيات معروفة تَتحدث عن كثير أو قلي��ل من اإلحباط واليأس، ووصل األمر بِش��ريحة كب��يرة أو ص��غيرة من�ة" فق��ط، وإنم��ا �ي وت � المَتابعين للقول إن العرٍب ليسوا "ظ��اهرة ص�� باألحرى "ظاهرة بيولوجية"، وما يَتصل بذلك من مالحظ�ات ح�ول عالقة الفكر ب��الواقع. وثم��ة و\جه��ات نظ��ر أخ��رى – وهي معقول��ة أيضا̂ - تقول إن العرٍب "ظاهرة ميَتافيزيقية"، يبحث��ون في "أم��ور� السماء" وليس "أمور األرض"، وهّم - ب��العموم وليس ب��المطلق - أكثر جهال̂ بهذه من تلك، والعكس صحيح؛ وإنهّم يعانون من تخلفه بعض������هّم ب� "الَتخل������ف المحض"! �ف������ ال مثي������ل ل������ه ع�ر� م��ا يج��ري الي��وم في الع��الّم الع��ربي، يِش��كل نوع��ا̂ من الَتص��حيح الَّنسبي – وربما المؤقت – للرؤية، لجوانب مَّنها، ذل�ك أن الَّن�اس،\ظن، لّم يكونوا في حالة ع��زوٍف عن السياس��ة على العكس مما ي بإطالق، وإنما عن سياسة أو سياسات بعيَّنها، لّم يكن "ع��زوفهّم" عن السياس��ة، بق��در م��ا ك��ان "اتباع��ا̂" للسياس��ة ولكن بوس��ائلأخ�������������������������������������������������������������������������������رى. وقد أظهرت الَتط��ورات األخ��يرة أن الكث��ير مم��ا ك��ان من ض��عفvي االنَتس��اٍب لألح��زاٍب السياس��ية، وض��عف الَّنِشاط الح��زبي وت��دن العصبية الَتَّنظيمية واإليديولوجية، إلخ، هو من "المظاهر الخاٍدعة"وه��و ش��يء من طبيع��ة السياس��ة نفس��ها و ش��كل من أش��كالها. هو باألحرى نوع من "مكر السياسة" نفسها، ف��إن تظن الدول��ة أو الَّنظ��ام أن��ه "أحكّم" الس��يطرة على المج��ال السياس��ي، ف��إن المجَتمع – بالعموم وليس بالمطلق - يلجأ إلى ٍديَّناميات معكوسة، قد تكون غير مباشرة، وغير قص��دية، وخاٍدع��ة، من قبي��ل اللج��وء للعص��بيات الفرعي��ة واالنَتم��اءات م��ا قب��ل سياس��ية، أي العائلي��ة^ والقبلي��ة والعِش��ائرية والطائفي��ة والمَّناطقي��ة، إلخ، وهي جميع��ا^ ٍديَّناميات "طبيعية" ولكن يَتّم الَتدخل عليه��ا و"هَّندس��َتها" ت��دريجياة – � لَتصبح "بديال̂" عن ٍديَّناميات "المواطَّن��ة" و"ال��وطن"، وم\َّناه�ض�� بكيفية أو أخرى – للدولة أو الَّنظام )وللهويات األخ��رى(. وال تلبث أن "تَّنقض�" على الدولة والَّنظام السياس��ي )والمجَتم��ع( م��ع أول فرصة سانحة، باعَتباره�ا "أه�دافا̂" و"غَّن�ائّم"، وباعَتباره�ا – وه�ذه ظاهرة ٍدارجة هذه األيام - "موضوعا̂" لَّنوع من "الجهاٍد" الم\فضي إلى جَّن��ة "الري��وع" المقبوض��ة في األرض، أو إلى جَّن��ة "الح��ور
العين" الموعوٍدة في السماء!
لّم يكن ثمة عزوٍف عن السياسة وإنما لجوء إلى سياسات أخرى، وما يحدث الي��وم ه��و ن��وع من "مك��ر السياس��ة"، وه��ذا ليس في صف ط��رٍف ض��د آخ��ر، ألن لج��وء أي ط��رٍف الحَت��واء "اآلخ��ر" أو "إقصائه" إلخ سوٍف يعَّني بروز ٍديَّناميات أخرى ل� "المواجهة". إنه"مك����ر السياس����ة" ال����ذي يحي����ق بأهل����ه ع����اجال أم آجال̂.
مالحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه.
العام الرأي لبحوث السوري 2011/10/30المركز