الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx

3
؟ اسة ي س ل ر ا مك: وري س ل ا حدث ل ا وض ف ح م ل ي ق ع ور ت ك الد ي ف رث) لع ل طِ ) شَ ّ لن راط ا ) خ نلا ول ا) ح ر: ئ دا) ال اش ) ق ن ل ا وم ب ) ت ل اّ مَ ت هَ نF ن: م ا ه م ل اF ن مF ن ع س لن ، و ي) س ا ي س ل ل ا) م ع ل اF ن عٍ وف ر) ع وٍ اد) حٍ راث ت ) غ ا د) ب’ ع، ة) اس ي س ل ا" " " " F ن ع س لن و ة) اس ي س ل ا ر ب ) ش ا ي م ل ل ا) م ع ل اF ن ع وف ر) ع ي ن) ع م ب ة) اس ي س ل ا ام ب) م ت هلا ا و. ك و ف ل ي س من ر تl ب ع ’ن ب ة ب ق را م ل ا و: ا- ور تt ب د ي ج ر تl ب ع ’ن ب- ةرج لف ا" " " " اط) ي حz لا اF ن م ل ) ي ل ق و: ر ا ت ) ب كF ن ع دث) ح~ ت ب ة ) روف مع اث ) ي: ب ا رب ر ت ) ب ي ي ب ر) لع ع ا ) ض و ل اF ان) ك رث) لع اF نz ول ا ) ف ل لF ن ب’ عي ا ) ي م ل اF ن م ) رة ت غ) ض و: ا رة تl ) ب ك حة ن ر ) ’ش ب ر) م: لا ل ا) ص ا:ش، وو ) ي ل وا لك د)ل ب) ص ت ب ا) ، وم ة ) ب ح و ل و تl ب رة ه ا ) ظ ري ح: لا ا) ا ب) م بz ط، وا ) ق ف ةَ ّ بِ ~ ب وَ ) ض رة ه ا ) ظ وا) س لن" " " " ة) ول ف ع م ي ه ري – و ) ح: ر ا ) ظ ن اث) ه جُ و ة) م ب ع. و ف وا ل ا) ر ب) ك ق ل ا ة ) لاف ع ول) ح اث ) لاحظ مF ن م س لن ماء و) س ل اِ ور) م: ا ي فF ون ) ت ح تt ب، ة ) ب ق ب ر ت ف ا ي مي رة ه ا ) ظرث) لع اF نz ول ا ) ف ب- ً ا ) ص ا" " " " ، ك) ل بF ن م ة د) ه نً لا ه ج ر ت) ا- ق ل مظ ل ا) س ب لنم و و م ع ل ا) ب- م ه ، و لا: رض ور ا) م: ا" " ف) ل ح ت ل ا) م ي ه ) عض ب ة فَ ّ رَ ع ة) ل ل ) ي مي لا ف) ل ح نF ن مF ون ن ا) ع ب م ه نz ح؛ وا ي ح) ص س ك ع ل وا" ! ض ح م ل ا" ت ق: و) م ل اا) م ب – ور ي ن) س لن ح ا ي ح) ص ت ل اF ن مً ا) وع ن ل ك ) ش ب، ي بر) لع م ا لا) ع ل ا ي ف وم ت ل ا ’ري خ ن ما ة) حال ي ف وا ) ن و ك ب م ل،F ن ظُ ن ا) م م س ك ع ل ي ا عل اش، ) ي ل اF ن: اك) ل ا، د) ه من ب ن وا) ح ل، ة ) ي: رول لF ن ك ب م ل ا،) ه ن ي ب’ ع اث) اس ي س و: ا ة) اس ي سF ن ع ا) م بz ، وا لاق ظ اl ) ب ة) اس ي س ل اF ن ع وف ر) ع ري. ) ح: : ل ا ي ا) وس نF ن ك ل و ة) اس ي س ل لً ا) اع ي ب اF ان) ا ك) در م ) ب’ ق، ة) اس ي س ل اF ن ع م ه ف و ر) ع" " " "

description

الحدث السوري: مكر السياسة؟الدكتور عقيل محفوضمن المهم أن نَهتَمّ اليوم بالنقاش الدائر حول الانخراط النَّشِط للعرب في السياسة، بعد "اغترابٍ" حادٍ و"عزوفٍ" عن العمل السياسي، وليس عن الاهتمام بالسياسة، بمعنى عزوف عن العمل المباشر بالسياسة، وليس عن "الفرجة" - بتعبير جي ديبور - أو "المراقبة" بتعبير ميشيل فوكو.كان الوضع العربي يثير رثائيات معروفة تتحدث عن كثير أو قليل من الإحباط واليأس، ووصل الأمر بشريحة كبيرة أو صغيرة من المتابعين للقول إن العرب ليسوا "ظاهرة صَوتِيَّة" فقط، وإنما بالأحرى "ظاهرة بيولوجية"، وما يتصل بذلك من ملاحظات حول علاقة الفكر بالواقع. وثمة وُجهات نظر أخرى – وهي معقولة أيضاً - تقول إن العرب "ظاهرة ميتافيزيقية"، يبحثون في "أمورِ السماء" وليس "أمور الأرض"، وهم - بالعموم وليس بالمطلق - أكثر جهلاً بهذه من تلك، والعكس صحيح؛ وإنهم يعانون من تخلف لا مثيل له عَرَّفَه بعضهم بـ "التخلف المحض"!ما يجري اليوم في العالم العربي، يشكل نوعاً من التصحيح النسبي – وربما المؤقت – للرؤية، لجوانب منها، ذلك أن الناس، على العكس مما يُظن، لم يكونوا في حالة عزوف عن السياسة بإطلاق، وإنما عن سياسة أو سياسات بعينها، لم يكن "عزوفهم" عن السياسة، بقدر ما كان "اتباعاً" للسياسة ولكن بوسائل أخرى.وقد أظهرت التطورات الأخيرة أن الكثير مما كان من ضعف النشاط الحزبي وتدنِّي الانتساب للأحزاب السياسية، وضعف العصبية التنظيمية والإيديولوجية، إلخ، هو من "المظاهر الخادعة" وهو شيء من طبيعة السياسة نفسها و شكل من أشكالها. هو بالأحرى نوع من "مكر السياسة" نفسها، فإن تظن الدولة أو النظام أنه "أحكم" السيطرة على المجال السياسي، فإن المجتمع – بالعموم وليس بالمطلق - يلجأ إلى ديناميات معكوسة، قد تكون غير مباشرة، وغير قصدية، وخادعة، من قبيل اللجوء للعصبيات الفرعية والانتماءات ما قبل سياسية، أي العائلية والقبلية والعشائرية والطائفية والمناطقية، إلخ، وهي جميعاً ديناميات "طبيعية" ولكن يتم التدخل عليها و"هندستها" تدريجياً لتصبح "بديلاً" عن ديناميات "المواطنة" و"الوطن"، ومُناهِضَة – بكيفية أو أخرى – للدولة أو النظام (وللهويات الأخرى). ولا تلبث أن "تنقضّ" على الدولة والنظام السياسي (والمجتمع) مع أول فرصة سانحة، باعتبارها "أهدافاً" و"غنائم"، وباعتبارها – وهذه ظاهرة دارجة هذه الأيام - "موضوعاً" لنوع من "الجهاد" المُفضي إلى جنة "الريوع" المقبوضة في الأرض، أو إلى جنة "الحور العين" الموعودة في السماء!لم يكن ثمة عزوف عن السياسة وإنما لجوء إلى سياسات أخرى، وما يحدث اليوم هو نوع من "مكر السياسة"، وهذا ليس في صف طرف ضد آخر، لأن لجوء أي طرف لاحتواء "الآخر" أو "إقصائه" إلخ سوف يعني بروز ديناميات أخرى لـ "المواجهة". إنه "مكر السياسة" الذي يحيق بأهله عاجلا أم آجلاً. ملاحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه.المركز السوري لبحوث الرأي العام 2011/10/30

Transcript of الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx

Page 1: الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx

الحدث السوري: مكر السياسة؟

الدكتور عقيل محفوض

ط �ِش��� �ّم� اليوم بالَّنقاش ال��دائر ح��ول االنخ��راط الَّن �هَت من المهّم أن ن" عن العم�ل " ح�اٍد) و"ع�زوٍف) للعرٍب في السياسة، بع�د "اغ�َتراٍب) السياس��ي، وليس عن االهَتم��ام بالسياس��ة، بمع��َّنى ع��زوٍف عن العمل المباشر بالسياسة، وليس عن "الفرجة" - بَتعبير جي ٍديبور

- أو "المراقبة" بَتعبير ميِشيل فوكو.

كان الوضع العربي يثير رثائيات معروفة تَتحدث عن كثير أو قلي��ل من اإلحباط واليأس، ووصل األمر بِش��ريحة كب��يرة أو ص��غيرة من�ة" فق��ط، وإنم��ا �ي وت � المَتابعين للقول إن العرٍب ليسوا "ظ��اهرة ص�� باألحرى "ظاهرة بيولوجية"، وما يَتصل بذلك من مالحظ�ات ح�ول عالقة الفكر ب��الواقع. وثم��ة و\جه��ات نظ��ر أخ��رى – وهي معقول��ة أيضا̂ - تقول إن العرٍب "ظاهرة ميَتافيزيقية"، يبحث��ون في "أم��ور� السماء" وليس "أمور األرض"، وهّم - ب��العموم وليس ب��المطلق - أكثر جهال̂ بهذه من تلك، والعكس صحيح؛ وإنهّم يعانون من تخلفه بعض������هّم ب� "الَتخل������ف المحض"! �ف������ ال مثي������ل ل������ه ع�ر� م��ا يج��ري الي��وم في الع��الّم الع��ربي، يِش��كل نوع��ا̂ من الَتص��حيح الَّنسبي – وربما المؤقت – للرؤية، لجوانب مَّنها، ذل�ك أن الَّن�اس،\ظن، لّم يكونوا في حالة ع��زوٍف عن السياس��ة على العكس مما ي بإطالق، وإنما عن سياسة أو سياسات بعيَّنها، لّم يكن "ع��زوفهّم" عن السياس��ة، بق��در م��ا ك��ان "اتباع��ا̂" للسياس��ة ولكن بوس��ائلأخ�������������������������������������������������������������������������������رى. وقد أظهرت الَتط��ورات األخ��يرة أن الكث��ير مم��ا ك��ان من ض��عفvي االنَتس��اٍب لألح��زاٍب السياس��ية، وض��عف الَّنِشاط الح��زبي وت��دن العصبية الَتَّنظيمية واإليديولوجية، إلخ، هو من "المظاهر الخاٍدعة"وه��و ش��يء من طبيع��ة السياس��ة نفس��ها و ش��كل من أش��كالها. هو باألحرى نوع من "مكر السياسة" نفسها، ف��إن تظن الدول��ة أو الَّنظ��ام أن��ه "أحكّم" الس��يطرة على المج��ال السياس��ي، ف��إن المجَتمع – بالعموم وليس بالمطلق - يلجأ إلى ٍديَّناميات معكوسة، قد تكون غير مباشرة، وغير قص��دية، وخاٍدع��ة، من قبي��ل اللج��وء للعص��بيات الفرعي��ة واالنَتم��اءات م��ا قب��ل سياس��ية، أي العائلي��ة^ والقبلي��ة والعِش��ائرية والطائفي��ة والمَّناطقي��ة، إلخ، وهي جميع��ا^ ٍديَّناميات "طبيعية" ولكن يَتّم الَتدخل عليه��ا و"هَّندس��َتها" ت��دريجياة – � لَتصبح "بديال̂" عن ٍديَّناميات "المواطَّن��ة" و"ال��وطن"، وم\َّناه�ض�� بكيفية أو أخرى – للدولة أو الَّنظام )وللهويات األخ��رى(. وال تلبث أن "تَّنقض�" على الدولة والَّنظام السياس��ي )والمجَتم��ع( م��ع أول فرصة سانحة، باعَتباره�ا "أه�دافا̂" و"غَّن�ائّم"، وباعَتباره�ا – وه�ذه ظاهرة ٍدارجة هذه األيام - "موضوعا̂" لَّنوع من "الجهاٍد" الم\فضي إلى جَّن��ة "الري��وع" المقبوض��ة في األرض، أو إلى جَّن��ة "الح��ور

Page 2: الحدث_السوري_مكر_السياسة_الدكتور عقيل محفوض.docx

العين" الموعوٍدة في السماء!

لّم يكن ثمة عزوٍف عن السياسة وإنما لجوء إلى سياسات أخرى، وما يحدث الي��وم ه��و ن��وع من "مك��ر السياس��ة"، وه��ذا ليس في صف ط��رٍف ض��د آخ��ر، ألن لج��وء أي ط��رٍف الحَت��واء "اآلخ��ر" أو "إقصائه" إلخ سوٍف يعَّني بروز ٍديَّناميات أخرى ل� "المواجهة". إنه"مك����ر السياس����ة" ال����ذي يحي����ق بأهل����ه ع����اجال أم آجال̂.

مالحظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه.

العام الرأي لبحوث السوري 2011/10/30المركز