واحد الله دين لمجتمع البهائية النظرة

موحد عالمي

ترجمةبشروئي سهيل

1

العالمية البهائية الجامعة األولى الطبعة

2007

وتنويه شكر إلى والتقدير والشكر بالعرفان المترجم يتقدم

الكبير : الشاعر اسماؤهم التالية األفاضل حضرات وأبدى األولى المسودة على اطلع الذي رعد انطوان

مصطفى السيد العربية اللغة . أستاذ قيمة اقتراحات النص مراجعة في جبار بمجهود قام الذي صبري اللغة أصول ضبط في الفضل له وكان النهائي العربي

واألسلوب. النصين قارن الذي دلشاد المجيد عبد السيد

ثبت وحقق العربية والترجمة األصلي اإلنجليزي الهادي سوسن . الدكتورة الحواشي وكافة المراجع

. النهائية النسخة بمراجعة لتفضلها

2

واحد الله دين

توطئةعام في الرضوان عيد قادة 2002في إلى مفتوحة رسالة وجهنا

والمشاحنات البغضاء آفة أن إدراكنا مبعثها كان العالم في األديانمناطق إال منها ينجو لن وخيمة بعواقب العالم تهدد التي المذهبية

كل . تلك رسالتنا وسجلت حاسم بشكل جماحها يكبح لم إذا قليلةإلى ) ( البهائيون سعى التي األديان تآلف حركة أنجزته لما التقدير

ظهورها . من مبكر وقت في نشاطاتها دعم في اإلسهامإذا : لنقول بصراحة نتحدث أن علينا لزام بأنه شعرنا ذلك ومعتعالج التي بالجدية والمذهبية الدينية األزمة معالجة األمر اقتضى

فمن ، اإلنساني العالم منها يئن التي األخرى العصبيات بهالديها مماثلة شجاعة القائمة الدينية النظم تجد أن الضروري

ماض من ورثتها قديمة مفاهيم من رسخ ما فتتخطى ، عاليا لتسموسحيق .

تواجه لكي حان قد الوقت بأن اقتناعنا عن عبرنا ذلك على وعالوةالحقيقة معنى ، مراوغة أدنى ودون صدق بكل ، الدينية القيادات

ما تعدد برغم واحد دين أيضا الدين وإن ، واحد الله إن القائلةتفاسير . من البشر به يسهم وما تعابير من الثقافات تصوغه

األديان ) ( تآلف حركة بقيام أساسا أوحت التي هي الحقيقة وهذهالماضية . المائة األعوام مدة الزمان تقلبات برغم بقاءها ودعمت

جاءت ما لصدق تحد أي عن البعد كل بعيد الحقيقة بهذه فاإلقراردوام يضمن أن اإلقرار هذا مثل باستطاعة إذ ، لة المنز األديان به

أن . أردنا إذا ، أخرى ناحية ومن قيامها ضرورة ويبرر األديان تلكنتائج ، واحد الدين وأن واحد إله الله أن بحقيقة لإلقرار يكون

اإلقرار هذا أساس على قائما الديني الحوار يكون أن فالبد ، مؤثرةرسالتنا. على بأن شعورا األفكار هذه مثل تداول علينا أملى وقدالله عن المفهوم هذا حيال الوضوح كل واضحة تكون أن تلك

والدين . في . البهائية الهيئات فكفلت مشجعا تلك رسالتنا مع التجاوب كان

ليتسلمها ، الرسالة تلك نسخ من اآلالف إرسال سبل العالملم . وإذ الكبرى الدينية الجامعات شخصيات من النفوذ أصحاب

الرسالة تلك فحوى الدينية الدوائر بعض ترفض أن مستغربا يكنقد الرسائل باألمرأن عالقة لهم ممن البهائيون ذكر ، باتا رفضا

المؤثر . ومن متسلميها من حارا ترحيبا العموم وجه على القت

3

عن . عبروا إذ هؤالء من العديد لدى الجلي اإلخالص ذلك خاصةعلى اإلنسانية إعانة في الدينية المؤسسات لفشل وآساهم حزنهم

دار . ما وسرعان جوهرها في وأخالقية روحانية تحديات مجابهةجماهير إقامة لكيفية جوهري تغيير إلى الحاجة بشأن نقاش

كان . بها يستهان ال حاالت وفي ببعض بعضها عالقتها المؤمنينإلى لهم دافعا الدين رجال من مستلميها على الرسالة تأثير

. طائفتهم إلى المنتمين أقرانهم على وتوزيعها ، استنساخهاعلى الباب لفتح حافزا كانت تلك مبادرتنا أن باألمل شعور ويخالجنا

وجوده . من والغرض للدين جديد مفهوماهتمام فإن ، آجال أم عاجال ، التغيير هذا حدوث كان وكيفما

المسألة . هذه تجاه مسئولياتهم على ينصب أن يجب البهائييناهتمام لرسالته تضمن التي بالمهمة الله بهاء حضرة ألقى فلقد

وكان . به اعترفوا الذين أولئك عاتق على مكان كل في بها الناس ، الكريم األمر تاريخ طوال البهائية الجامعة شغل ما بالطبع هذا

بإلحاح يطالب القائم االجتماعي للنظام المتسارع االنهيار أن غيرمن ومنعتها كبلتها التي األصفاد تلك من الدينية الروح بتحرير شديد

للعلل . شاف تأثير من عليه قادرة هي ما تجتذب أنيفهموا أن عليهم ، العالم لحاجة يستجيبوا أن للبهائيين كان وإذا

البشري الجنس حياة بموجبه تتطور الذي السياق ذلك عميقا فهماالروحية .

على تساعد ثاقبة بنظرة الكتابية الله بهاء حضرة آثار وتتحفنااالعتبارات فوق الدينية القضايا بشأن النقاش بمستوى السمو

الروحي . المصدر هذا على االطالع مسئولية أما العابرة المذهبيةذاتها . اإليمان نعمة عن فصلها يمكن فال مؤمن كل إلى بالنسبة

قائال : الله بهاء حضرة وينذرناالعسير} ومن العالم تلتهم نار والبغضاء الديني التعصب إن

بيد . إال العقيم البالء هذا من البشرية إنقاذ إلى سبيل وال إطفاؤهااإللهية . { 1القدرة

نصير أو معين دون من بأنهم الشعور يخالجهم أال بالبهائيين ويجدرسوف ألنهم ، اليوم البشرية تحتاجه ما لسد هذه مساعيهم في

يقومون الذي األمر أن ، مطرد نحو وعلى التقدير، حق يقدرونفي الناس عمت روحية لنقطة حربة رأس بمنزلة هو خدمته على

لهم . دينية ميول ال ممن أو دينية خلفيات من أكانوا ، مكان كلهيئة تكليف إلى تحديات من العالم يواجه ما في تأمالتنا دفعتنا وقدهذا وفي ، والتعليق الشرح من يأتي ما إشرافنا تحت أعدت خاصة

النكنهاين " " 1 ، الله بهاء حضرة آثار آز منتخباتي الله باللغتين –ألمانيا –بهاء األمرية اآلثار نش لجنة ، والعربية بديع 141الفارسية

ــ 1948 ص ، . 184م

4

كتابات " " من لمقتطفات عرض واحد الله دين بعنوان التعليقصلة لها ، األخرى لألديان المقدسة الكتب ومن الله بهاء حضرة

الراهنة . األزمة بخلقيات وثيقةوالتفكير بالعمق يتسم درسا التعليق هذا بدرس الأحباء نوصي . ونحن

العدل بيتاألعظم

5

واحد الله دينبدأ التي التاريخية الحقبة بأن الثقة إلى تدعونا الموشرات كل

الجهود مع للتجاوب استعدادها يكون سوف اآلن ينبثق فجرهاالحال عليه كان مما أكبر ، الله بهاء حضرة رسالة لنشر المبذولة

المنصرم . القرن فيالبشري للوعي بالنسبة جوهريا تحوال أن إلى تشير كلها فالدالئل

ناشط . نحو على قائما اآلن باتبتفسير المادية الفلسفة جاءت العشرين القرن باكورة في

بصورة . المادي المفهوم هذا األذهان في ورسخ بها خاص للحقيقةعلى ما حد إلى المسيطر العالمي الدين كأنه فيها أصبح تامةانتزعت . قد السياق هذا وضمن المجتمع يسلكها التي االتجاهات

آالف عرفتها التي عوالمها من اإلنسانية التربية عوامل عنف بكلالسنين .

المصدر هو اإللهي المرجع كان الغرب أهل معظم إلى فالبنسبةبطبيعة المتعلقة التفاسير تفاوت برغم والرشاد للهداية الرئيسيوفقد ذلك كل تالشى ما سرعان ولكن ، وجوهره المرجع ذلك

بعيدا . ما حد إلى الفرد فترك بساطة بكل األصيل مرجعه الغربذلك وبين ، كفرد حياته بين الرابط أنه يعتقد ما لنفسه ليتخذ حرا

بأسره . المجتمع أما للوجود المادية الحدود يتخطى الذي العالممفهوم على اعتاده روابط تمزيق في ، متزايدة بثقة استمر فقد

الخيال صنع من الحاالت أفضل في األشخاص بعض اعتبره للكونالتقدم . شل الحالين كال وفي الناس يتعاطاه أفيونا أسوئها وفي

تبادر إذ ، بيدها أمورها زمام اإلنسانية تولت وهكذا ، الرقي وتعطلاالختبارات بواسطة توصلوا قد أنهم لهم وصور الناس أذهان إلى

المتعلقة المعضالت جميع حل إلى ، الفكري والحوار العلميةشئونه وتدبير اإلنسان بتطوير الخاصة الرئيسية بالقضايا

السياسية . والمثل القيم إن القائل االفتراض ذلك الموقف هذا دعم وقد

قد ، القرون مدى على اإلنسان تعلمها التي األخالقية والضوابطالطبيعة مزايا من وأصبحت عليه يعتمد نحو على اآلن ترسخت

عن . صقلها مجرد هو المزايا هذه احتاجته ما وكل الثابتة اإلنسانيةفتراث . قوانين من ع يشر بما وتعزيزها والتعليم التربية طريق

يلي : ما في تلخص واألخالق الفضائل من الماضيإسهام أي إلى بحاجة يعد لم نقضه يمكن ال الذي اإلنسانية إرث إن

أمما . حتى أو جماعات أو أفرادا أن إنكاره يمكن ال وما لبقائه دينيتهديد في سيستمرون والنظام القانون على الخارجين من

6

تصحيح إلى يدعو مما ، وسالمته االجتماعي النظام استقرارقوى كل سعت التي العالمية فالحضارة ، األمور وضبط األوضاعتبرز صارت ، نحوها البشري الجنس وقادت تحقيقها إلى التاريخ

من إلهامها استمدت وقد ، عائق يعيقها أن دون الوجود إلىنتيجة . كأنها البشر سعادة بدت وهكذا للحقيقة العلمانية المفاهيم

والتربية والغذاء الصحة مجاالت في تحسن من تحقق لما طبيعيةاآلن هذا كل وأصبح ، والمعيشة الحياة تحسنظروف إلى باإلضافة

تركزت واحدة فكرة عليه تسيطر إنساني مجتمع يد متناول فيفي ريب ال التي وأهدافه التحسن هذا مثل تحقيق إلى السعي في

ومطلوبة . مستحبة أنها ، األرض سكان غالبية تقطن حيث العالم من الجزء ذلك في اما

أعلن الذي األرعن التصريح بذلك اهتمام الناس من أحد يعر فلموأسيا " " أفريقيا شعوب بها مرت التي فالخبرات مات قد الله أن

أرسخت طالما والتي ، الهادي المحيط ودول الالتينية وأمريكارهن فقط ليست اإلنسانية الطبيعة إن القائل الرأي بذلك إيمانها

، جوهرها في روحية هوية ذات أيضا هي بل ، الروحية المؤثراتوظيفته يؤدي لذلك نتيجة الدين استمر دوما عليه الحال كان وكما

األيديولوجية . الثورة أن حين وفي الناس حياة في أخيرا مرجعاإال ، مباشرة المعتقدات لتلك تتصد لم الغرب في رحاها الدائرة

إلى بالنسبة وتميشها شأنها من اإلقالل في بالفعل نجحت أنهاهب . ثم ومن والشعوب األمم بين وتفاعلها العالقات تبادل

في المهمة واإلعالم القوى مراكز فغزا بعصبيته المادي المذهبالمذهب . ضمن وهكذا عليها واستولى بأسرها األرضية الكرة

أية مقدور في يعد لم بحيث الكاملة السيطرة لنفسه المادياقتصادية مشاريع من يقدمه ما على االعتراض مناقشة أصوات

بأسره . العالم تستهدف استغالليةحكم قيام عن نجمت التي الثقافية األضرار فإن ذلك على عالوة

مرير انفصام إليهما أضيف ، الزمان من قرنين دام استعماريالفرد حياة جعلت األحداث بهذه المتأثرة الناس جماهير أصاب

وهي ، الخارجية الدنيوية الحياة عن منفصلة تبدو الداخلية الروحيةالحياة . مظاهر من مظهر كل األمر واقع في أصابت التي الحالة

فعاال تأثيرا التأثير عن عاجزة نفسها الجماهير هذه وجدت ثم ومنعن عاجزة نفسها وجدت أنها كما ، مستقبلها معالم رسم في

وهكذا ، األخالقية الناحية من وبناتها أبنائها سالمة على المحافظةاألزمة هذه اختلفت ولئن ، خانقة أزمة في جميعا الناس هؤالء غرق

، الشمالية وأميركا أوربا الجتياح قواها ستجمع كانت التي تلك عنأن . ومع ودمارا بطشا أشد أزمة كانت النواحي من كثير في فإنها

7

بدا فقد ، الناس هؤالء وعي في الرئيسي بدوره احتفظ الديناألحداث . مجريات في التأثير عن عاجزا

من هناك يكن لم ، نهايته من يقترب العشرين القرن كان وفيمايستأثر موضوعا ليغدو الدين إحياء من أبعد الحدوث محتمل أمر

إحياء . لكن األرضية الكرة ألهل الشاغل الشغل وليصبح باألهميةمشاعر من عارمة موجة في متمثال بالضبط اآلن حدث ما هو الدين

من مبهمة معظمها في تزال ال مشاعر وهي ، الرضا وعدم القلقأن . والظاهر الحالة هذه على الباعث الروحي الفراغ إدراكها حيث

حلول إزاء مستعصية باتت القديمة والطائفية المذهبية الصراعاتهذه فعادت ، واألناة بالصبر تتسم دبلوماسية مهارات تطرحها

عنفا يقل ال والضراوة الشراسة من كبير بشكل وبرزت الصراعاتالكتب في الواردة الرئيسية فالمواضيع ، سابقا البشر عرفه عما

كل ، الالهوتية والعقائد ، والمعجزات العجائب وظواهر ، المقدسةيتسم عصر مخلفات من قريب وقت من اعتبرت التي األمور هذه

واالستقصاء البحث مادة اليوم غدت ، المعرفة وعدم بالجهلكان وإن ، واالحترام بالوقار النفوذ ذات اإلعالم وسائل تعرضها

البلدان . من كثير وفي متجانس غير مشوشا يعرض ما اختيارالدينية الشئون ميدان في المكتسبة والكفاءات المؤهالت صارت

الفوز في الطامعين للمرشحين قصوى أهمية ذا جديدا عامالالسياسية . بالمناصب

عصر فجر انبثق برلين حائط بسقوط أنه افترض الذي العالم وأمادائرة حرب قبضة في قابع بأنه علنا أنذر فقد ، العالمي السالم

دينية وصراعات تنافرات الرئيسة معالمها ، الحضارات بين الرحىالجرائد ومنصات المكتبات تبذله عما ناهيك ، حلها إلى سبيل ال

العامة والمكتبات للمعلومات العالمية الشبكة ومواقع والمجالتإلى سبيل ال أنه الواضح من جمهور نهم إشباع سبيل في جهد من

المعلومات من مزيد على بالحصول يطالب فهو ؛ تطلعاته إرضاءإلحاحا . األكثر العامل كان ولربما والروحية الدينية المواضيع بشأنإنه القائل المتردد االعتراف ذلك والتغيير التحول هذا خلق في

خلق يمكنها كقوة الديني لإليمان حقيقي بديل من هناك ليساألخالقي . بالسلوك االلتزام وإحياء النفسي االنضباط

قد المعروفة صورته في الدين بعثه الديني االهتمام أن إلى أضفواسع . نطاق على الروحانية عن البحث إحياء على اآلن يركز بدأ

رغبة أنه على عام بوجه االهتمام هذا تعريف اإلمكان في ولعلمجرد عن بعيدا الشخصية الهوية وتحديد الذات اكتشاف في ملحة

في كانت أنشطة من عديدا التطور هذا وشجع ، ماديا وجودا كونهاوالترويج . العدالة تقصي أخرى جهة ومن وسلبية إيجابية طبيعتها

8

مفاهيم خلق في أيضا يؤثرا أن شأنهما من العالمي السالم لقضية . عن الدفاع حركة أن ومع المجتمع في الفرد دور حول جديدة

، والمرأة الرجل بين بالمساواة المطالبة حركة أو البيئة سالمةمفتوحة تغييرات دعم بغية العام الرأي تعبئة على اهتماماتها ركزتا

فقد ، المجتمع بشئون المتعلقة القرارات اتخاذ كيفية بخصوصأنفسهم تجاه به يشعرون ما في النظر بإعادة الناس إلى أوحتا

في . نجده جديد اتجاه هناك ثم حياتهم من الغرض عن والتساؤلالمنتمين المؤمنين تهافت في متمثال الكبرى الدينية الجامعات كل

فرق إلى االنضمام على ، األساسي لدينهم التقليدية الفروع إلىفي الروحانية عن البحث في أساسيا اهتماما تولي فرعية دينيةمظاهر . برزت المقابل وفي بأعضائها الخاصة الشخصية التجارب

في أساليب وانتهاج ، األرضية غير الكائنات مشاهدات مثل جديدةالخلوات في االعتكاف ثم ، الذات معرفة إلى تهدف المعيشة

الحاشدة الدينية والتهاليل الذكر حلقات في والمساهمة ، البريةاألنماط اعتناق نحو وتوق بحماسة واالندفاع ، للنفوس جة المهي

انتشار إلى إضافة ، الجديد الروحانية عصر بها جاء التي المختلفةلها الواعي للعقل كمنبهات الهلوسة وعقاقير المخدرات تعاطي

عددا فاقوا أتباا المنازع هذه كل اجتذبت وقد ، وأثرها فاعليتهاالروحانيات مذهب الماضي القرن في اجتذبهم الذين أولئك وتنوعا

أما ، المرحلة لهذه مشابهة تاريخية نقطة عند الثيوصوفية والحركةالدينية الفرق انتشار كان وإن ، فإنه البهائي الفرد إلى بالنسبةاالشمئزاز يثيران المذهبية والطقوس المراسم وازدياد ، الخاصةالشواهد هذه أن يعتقد ، الناس من كبير عدد أذهان في والنفور

المجنون عن القديمة الحكاية تضمنتها التي الثاقبة بالنظرة ر تذكيعلم كان أنه ومع ، ليلى محبوبته عن التراب في يبحث كان الذي

كل : " في أبحث ليلى وعن قائال أنشد فقد ، روح مجرد أنها تمامامكانا " . لها أجد ني عل 2درب

الثاني " " " " . 2 المقتطف بالفارسية وكالهما الله بهاء حضرة بقلم األربعة األودية و السبعة األودية راجع " " " قلم " آثار من الثالث المجلد ضمن وادي هفت بعنوان بالفارسية المنشور السبعة األودية من مأخوذ

ملي " مؤسسة طهران أمري –أعلى .98صــ & 97صـ " 1964مطبوعات

9

ذلك أكان ، بعد مداه يبلغ لم الجديد االهتمام هذا أن إذا يبدو وقداألخرى الروحية المعالم تلك في أم الواضحة الدينية مظاهره في

فظاهرة . . ذلك عكس على األمر أن غي تحديدها يصعب التيقدرتها تستجمع تاريخية قوى تضافر نتيجة هي تلك بالدين االهتمام

في . تتمثل عامة نتائج القوى ولهذه ثابتة بخطى قدما االندفاع علىوالقائل العشرين القرن من العالم ورثه الذي اليقين ذلك زعزعة

المطلقة . الحقيقة ل يمث المادي الوجود إنمن فيها النظر وإعادة األمور تقييم إعادة إلى الداعية األسباب أما

ونيف . عام مائة فطوال نفسه المادي المذهب إفالس فهي جديدبعث على وقدرتها االقتصادية للتنمية صنوا التقدم فكرة اعتبرت

آنذاك . الرأي اختالفات تكن ولم وهيكلته االجتماعي التطورفي االاختالف أن هنالك ما كل ، للعالم النظرة وهذه لتتعارض

أفضل إلى بالنسبة المطروحة المفاهيم بشأن قائما كان الرأيتلك مثل من النابعة األهداف لتحقيق انتهاجها يمكن التي الوسائلبـــ . " عرف لما األعمى التعصب بلغه حد أقصى ولعل النظرة

جانب " كل تفسير إعادة إلى سعيها هو العلمية المادية الفلسفةوفق اإلنساني السلوك مظاهر من مظهر وكل ، التاريخ جوانب من

المثل . كانت ومهما المحدودة الضيقة الخاصة مصطلحاتها ، األوائل المادية الفلسفة دعاة عليه أقدم ما ألهمت التي اإلنسانية

، المستبدة االسئثاري الحكم نظم قيام كانت العامة النتيجة فإنوسائل من وسيلة أي التخاذ استعداد على كانت التي النظم وهي

أم . للحياة واحد بنظام التقيد على البائسة شعوبها إلرغام الكبحالوعد فكان واألذى اإلساءة من ارتكب ما لتبرير المثلى الغاية

الفقروالعوز من الناس تخليص يضمن ال جديد مجتمع بإقامةنهاية . وفي اإلنسانية ذواتهم تحقيق أيضا لهم يضمن بل ، فحسب

الحمق فيه تفاقم الزمان من عقود ثمانية مرور وبعد األمرالعالم لقيادة مرشدا المادية بالحركة الثقة انهارت ، والوحشية

مستقبال .

دوافعها استقت فقد االجتماعية التجربة في األخرى النظم أمارغم ، ذاتها للحياة نفسه الضيق مفهومها من والفكرية األخالقية

اإلنسانية . غير الوسائل استخدام نبذت أنهابموجب يعملون أصال البشر كان إذا أنه على الرأي استقر وهكذا

، االقتصادية أوضاعهم بسالمة يتعلق ما في الشخصية مصالحهموالرفاهية العدل على تقوم مجتمعات بناء الممكن من بات فإنهبأنها توصف التي المشاريع من ذاك أو المشروع هذا بتبني

تحت" " ناءت العشرين للقرن الختامية العقود أن إال تحديثية

10

هو كان العكس أن إال تشير التي الدالئل من تراكم ما وطأةنظم واختلت ، اإلجرام وتفاقم العائلية الحياة انهارت إذ الصحيح

االجتماعية اآلفات من طويلة قائمة إلى إضافة ، والتعليم التربيةخطيرة الله بهاء حضرة كلمات األذهان إلى يعيد ما ، المستشرية

اإلنساني : المجتمع في األحوال إليه ستؤول بما ينذر حين الشأناآلن} شرحها المجدي من ليس درجة إلى وتشتد ، األمور وستتأزم

} .3

االجتماعية " التنمية تسميته على العالم درج ما مصير إنأية " إلنجاح مجال ال بأنه األذهان في شكا يترك لم واالقتصادية

الحافز كان لو حتى ، ومثالبه المادي المذهب عيوب إلصالح محاولةرة . الخي المثالية النييات أسمى المحاولة هذه على

الحرب " " خلفتها التي الفوضى عقب التنمية خطط ولدت فقدطموح جماعية مهمة أضخم كبير حد إلى وصارت ، الثانية العالمية

توازي اإلنسانية دوافعها وكانت ، عاتقه على البشري الجنس أخذهاوالتقنية . المادية االستثمارات عظمتها في

الفوائد بفضل االعتراف ومع ، سنة خمسين مضي بعد واآلنعلى نحكم أن أيضا الواجب من ، التنمية بها جادت التي العظيمة

، لنفسها سنتها التي للمعايير طبقا هذه التنمية مشاريع نجاح مدىالنفوس . في الخيبة يثير فشل فاشلة وجدناها ذلك فعلنا ما فإذا

اآلمال هذه يمثل بدأ الذي الجماعي المجهود يؤدي أن فبدلالضئيل القسم ذلك أحوال بين الفاصلة الهوة تضييق إلى العظيمةأحوال وبين الحداثة بنعد يتمتعون الذين من اإلنسانية العائلة من

فقد ، واليأس الفقر بؤرة في الغارقين البشر من العظمى األغلبيةالحضيض . إلى قاد هائال اتساعا الهوة تلك اتساع إلى ذلك أدى

تركة لنا أصبحت منافسا لها تجد لم حين االستهالك ثقافة إن ، البشر أحوال بتحسين الخاصة المادية رسالة عن اليوم ورثناها

على للقائمين تسبب فلم العابرة اآلنية وأغراضها أهدافها أمامن . المقتدرة القلة تلك يخص فيما أما إحراج أو إرباك أي تنفيذها

عذر من وما ، فورا الفوائد تلك على الحصول فيمكنهم الناساألخالق نظم وبانهيار ، الحالة هذه مثل لوجود العقل يبرره

يكن ولم ، بجرأة الجديدة المادية العقيدة انتشرت عليها المتعارف. مثال كالجوع أعمى غريزي ، حيواني لدافع انتصار سوى تقدمها

من ويقيده يضبطه كان مما أخيرا الحيواني الدافع هذا تحرر وقد

النكنهاين " " 3 ، الله بهاء حضرة آثار آز منتخباتي الله باللغتين –ألمانيا –بهاء األمرية اآلثار نش لجنة ، والعربية بديع 141الفارسية

ــ 1984 ص ، فقط . ,83م منتخباتي بكلمة الحقا المصدر هذا إلى يشار

11

عنها . . التعبير واسطة الثقافة هذه ضحايا أبرز وكان الغيبية الموانعلكونها عام نحو على المجتمع شجبها التي ، النزعات غدت ثم ومن

تقدم ضرورات من ، والعقاب التوبيخ يستوجب أخالقيا شذوذاقيمتها . لها صفة األنانية تصير الظروف هذه مثل وفي المجتمع

ويتحول . جديدا قالبا واالفتراء الزور ويأخذ التجاري للتعامل كموئلخجل . أي دون الناس بعض ويطالب اإلعالم وسائل تغذي مادة

مدنية . حقوقا الشذوذ مظاهر من مختلفة بأنواع باالعترافكلمات فأصبحت ، األلفاظ لبعض تلطيفا الكنايات واستخدمت

وحتى والكبرياء والبالدة والكسل الجنسية والشهوة الجشعقيمة أيضا اكتسبت إنها بل ، واسع نطاق على مقبولة ، العنف

المادية . المغانم أن التقادير عجائب ومن واقتصادية اجتمعيةعلى طعمها فقدت قد الحقيقة عليها صلبت التي الراحة ووسائل

أيضا . معانيها من أفرغت التي الكلمات غرار

الجديرة جهوده نتيجة يكن لم المادي المذهب خطأ أن الواضح منذلك رسالة حدد ما نتيجة كان بل ، الحياة ظروف لتحسين بالثناء

أال . ويجب لها مبرر ال بالنفس وثقة العقل في ضيق من المذهبوالتقني العلمي والتقدم المادية الرفاهية من كل أهمية أن ننسى

يجري التي المواضيع من هما الرفاهية تلك لتحقيق المطلوبيكن . لم أن وكما البهائي للدين المقدسة الكتابية اآلثار عبر بحثها

أسباب لصل اعتباطية جهود بذل من البداية في مناص منالتنمية على تساعد التي تلك عن المادية الحال وسالمة الرفاهية

إلى المادية بالثقافة الحال انتهى ، للبشر واألخالقية الروحيةتخدم أنها ادعت التي ذاتها البشرية المجموعات تلك والء فقدانأصاب . : } كيف انظروا قائال الله بهاء حضرة حذر فلقد مصالحها

أودت ... التي المزمنة فاألمراض آن بعد آنا يتزايد جديدا بالء العالمعن الحاذق الحقيقي الطبيب ومنع ، اليأس وهدة إلة بالمريض

يريد . { ما ليفعل غيره الخبرة عديم وقبل ، المريض 4إشفاء ◘◘◘◘

ظهرت ، المادي المذهب وعود إلى بالنسبة األمل خيبة إلى إضافةتلك قوضت والتغيير للتحول قوة والعشرين الحادي القرن في

تلك وتمثلت ، اإلنساني الوجود بحقيقة المتعلقة الخاطئة المفاهيم" " العولمة ب يعرف فيما أو موحد عالم لخلق السعي في القوةتقنية اتصاالت وسائل شكل العولمة تأخذ المستويات أبسط وعلى

األرضية . الكرة سكان مختلف بين للتفاعل المجال تفسح متقدمةاالجتماعية والفئات األشخاص بين االتصاالت تبادل يوفره ما ومع

ص 4 السابق المصدر م . " . " . 33نفس ن بــ يلي فيما تختصر السابق المصدر نفس عبارة

12

ما األثر من لها المعلومات على الحصول سهولة فإن ، المختلفةإلى القرون عبر والعلوم المعارف من تجمع ما تحويل على يساعدأو الموطن حيث من تمييز بال اإلنسانية األسرة منه تستفيد إرث

الثقافة أو صفوة –العرق على حكرا قريب وقت إلى كان إرث وهوينكر . أن حصيف مراقب أي إمكان في وليس الناس من مختارة

في جديد من للتفكير الهمم شحذ من التغييرات هذه مثل بعثته ماالجور حدة من العولمة تسببه ما كل عن النظر بغض ، الحقيقة

تساؤالت . إلى الجاد والتفكير التأمل ذلك أدى وقد واإلجحافعلى مقصورا األمر يعد ولم ، قائمة سلطة كل صالحيات طالت

تعدى بل ، فحسب واألخالق الدين سلطة صالحيات عن تساؤالتوالمؤسسات ، األكاديمية والصروح ، الحكومات ليشمل ذلك

والنظريات اآلراء متزايدة وبصورة ، اإلعالم ووسائل ، التجاريةالعلمية .

آثاره له الكوكب توحيد فإن ، التقنية العوامل عن النظر وبصرفالمستحيل . فمن ونفوذا مباشرة أكثر تكون قد الفكر على األخرى

الوعي في خلفتها التي والتغيير التحول آثار في مثال المبالغةعلى الناس من غفيرة جماهير أسفار العولمة بطالب اإلنساني

بنتائج . تقاس ال أهميتها على اآلثار هذه أن إال عالمي نطاقإعالن منذ ونصف قرن ان إب العالم شهدها التي الضخمة الهجرات

من . الفارين الالجئيين من الماليين اندفع فقد دعوته الباب حضرةخاصة بصورة هؤالء واكتسح ، عارمة كأمواج واالضطهاد الظلم

واألسيوية . واألفريقية األوربية القاراتنشاهد وآالم مصائب من االضطراب هذا عن نجم ما خضم وفي

عالمي وطن أبناء كأنهم وثقافتهم البشر أجناس اندماج في تزايداللتأثر . تعرضوا خلفية كل من الناس أن ذلك نتيجة من وكان واحد

األجداد معرفة كانت الذين من سلوكهم وقواعد اآلخرين بثقافاتالحماسة . تولدت وهكذا معدومة تكون تكاد أو ضئيلة معرفة بهم

ال الوضع هذا لحقيقة معان عن للكشف البحث من المزيد إلجراءتجاهلها . يمكن

أن اإلمكان في كان كيف نتصور أن أيضا المستحيل من ولعللو عرفناه عما المنصرمة والخمسين المائة السنوات تاريخ يختلف

الذين من العالمية الشئون مجال في الرئيسين القادة أحد قامالمفهوم ذلك في للتأمل وقتا فخصص ، الله بهاء حضرة خاطبهم

به . يتمتع كان ما التعريف هذا وأيد حضرته عرفه الذي للحقيقةعبر التي نفسها الصدقية وهي ، وروحية أخالقية صدقية من صاحبه

لها . إجاللهم عن القادة هؤالء

13

في القادة هؤالء إخفاق برغم أنه بهائي فرد لكل الواضح منالتي التحوالت فإن ، الله بهاء حضرة إليه دعاهم لما االستجابة

خالل . فمن عائق يعيقها أن دون تتحقق حضرته رسالة في أعلنتالمنتمون البشر وقف المشتركة والمعاناة المشتركة االكتشافات

المشترك . اإلنساني ورابطهم لوجه وجها متعددة ثقافات إلىصنع من الهوية في والفوارق االختالفات من سطح تحت كامن

ذلك . وتعنت بعناد المجتمعات بعض عارضت فسواء الخيالواحدة " " شجرة أوراق بالفعل هو األرض سكان بأن أو 5الشعور

ال محكمة قيود من انعتاقا ذلك معتبرة أخرى مجتمعات به رحبتالذي المعيار رويدا رويدا يصبح يكاد الشعور هذا فإن ، لها معنى

اإلنساني . للعالم الجماعية الجهود تقاس بموجبهوازدياد المادي المذهب أقامها التي بالثوابت اإليمان انهيار إن

يدعم عامالن هما ، موحد عالم خلق مجال في اإلنسانية الخبرةللتوصل اإلنسان لدى الجياشة الرغبة تلك بعث في اآلخر منهما كل

األساسية . القيم تحدي تم وهكذا للوجود حقيقي مفهوم إلىال . التي المطالب وصارت وتحد ق تفر التي الروابط عن والتنازل

العالم . انقالب هو يحدث ما إن مقبولة البال في صرح –تخطر كماالله بهاء السابقة –حضرة لألديان المقدسة الكتب ووصفته

القيامة " " . يوم المجازية الصورة مستخدمةوخرج } الصيحة أتت قد الخصوص بهذا قائال حضرته تفضل وقد

ينظرون . { قيام وهم األجداث من في 6الناس الجاري فالسياقفي روحاني سياق إال هو ما ومعاناة تفكك من نشهده ما طيات

قبور } –األساس في األرواح واهتزت الرحمن نسمة سرت قد7األبدان . {

األقدس 5 الكتاب بعد نزلت الله بهاء حضرة ألواح من في –مجموعة البهائية النشر دار منشورات من .44ص – 1980بلجيكا

35ص –منتخباتي 6النكنهاين : " 7 بتجفي معروف اصفهاني مجتهد تقي محمد شيخ به خطاب مبارك لوح الله –ألمانيا –بهاء

امري آثار نشر وفارسي –لجنة عربي أنزله " " " 1983بلسان الذي الذئب ابن بلوح المعروف الخطاب وهووالفارسية العربية باللغتين الله بهاء حضرة

.87ص

14

التنمية في األساسي العامل التاريخ عبر السماوية األديان كانتالكتب . كانت األرض أهل معظم إلى وبالنسبة للبشر الروحية

بهاء حضرة وصفها حسبما ، الدينية النظم هذه من لكل المقدسةاألحدية " " مدينة بالوعي 8الله المحيطة المعرفة تلك مصدر وهي

أن من نها يمك ما والسلطان القوة من لها والتي ، كاملة إحاطةوفؤاد " وقلب ، بديع وسمع ، جديد ببصر المخلصين على تنعم

9جديد "

الدينية الثقافات كل إبداعه في أسهمت واسع أدبي تراث فهناكسبل سالكي من متعاقبة أجيال به مرت ما صفحاته في فسجلتالرؤى تجليات من هؤالء شاهده ما إلينا ناقلة ، تجارب من العرفان

الغيبية . استجابوا الذين أولئك حياة كانت هذا وقتنا إلى السنين آالف فمنذ

فني في مذهلة إنجازات حقق لإللهام مصدرا اإللهية لإلشاراتتعود تلك الروح بخيرات وإذ ، أخرى وفنون والمعمار الموسيقى

قوة من وليس ، اإليمان في إخوانهم من الماليين لتسعد حية دومابعثته ما مثل النفوس في تبعث أن استطاعت الوجود في أخرى

بالنفس التضحية ومناقب البطولة مآثر من السماوية األديانالمبادئ . ترجمت فطالما االجتماعي المستوى على أما واالنضباط

في العالم بها أخذ عامة قواعد إلى الدين بها جاء التي األخالقيةما . وإذا شأنها من والرفع اإلنسانية العالقات لتنظيم القوانين سن

القوة بمنزلة نجدها الصحيح نصابه في الكبرى األديان إلى نظرناهذاالقول . وعكس قدما والرقي التقد بعجلة تدفع التي الرئيسية

التاريخ . به يشهد لما تجاهل بالتأكيد يكون

الثراء : موفور الموروث هذا يقوم ال لماذا إذا نتساءل أن لنا فهلتوخي جديد من النفوس في فيوقظ هذا يومنا في رئيسي بدور

؟ الروحية الحياةإلعادة صادقة هامشية محاوالت هناك أنه إال اإلشارة من البد أنه إال

وذلك . حدة على كل األديان عليها قامت التي التعاليم تلك صوغهذه . جل يبقى ولكن جديد من الدين إلى الناس جذب في أمال

انفرادي الجوانب متشعب يحددها معنى عن للبحث المحاوالتالسماوية . فالكتب طبيعته في متماسك غير مشوشا ، المنحى

التي األخالقية المبادئ تفقد ولم تغيير، أي يعتورها لم المقدسةمخلصا السماء إلى يتوجه امرئ من فما ، صدقيتها من أيا احتوتها

ويكتشف إال السؤال وألح –في ثابر في "–إن ، سؤاله عن جوابا

الله 8 البرازيل " –بهاء في البهائية النشر دار منشورات من اإليقان عن " 1978كتاب المعربة الثالثة الطبعةص ، . 8الفارسية

صـــ. 9 م 156ن

15

عن " " " ) مقدسة كتابات اليوبينشاد صفحات في أو المزامير سفرالمتخطية ( . الحقيقة تباشير بعض له تجلى أحد من وما الهندوس

أو : المسيح يسوع بكلمات بالغا تأثرا تأثر إال المادي العالم حدودحميما . وديا حديثا الحقيقة هذه عن منهما كل يتحدث حين بوذا

الدين يوم عن بها الموحى والرؤى الكريم القرآن نبوءات ففيالعدل إقامة عمدته اإللهي الهدف إن يقرأها لمن قاطع تأكيد

واإلنصاف . من يميزها ما في والقديسين األبطال حياة إن ذلك إلى أضف

توحي كانت مما أقل والدالئل المعاني من اليوم تتضمن ال خصائصأشد . فإن ثم ومن قرون من مضى ما في هؤالء حياة أثناء به

عجزها هو المتدينين لمعظم إيالما الراهنة الحضارية األزمة جوانبالمطلوبة بالثقة الروحية الحياة عن البحث مساعي توجيه عن

المألوفة . الدين دروب إلى وقيادتهافقط . تشغل ال الناطقة فالنفس وجهين ذات طبعا والمشكلة

في فاعال إسهاما أيضا تسهم هي ،بل فقط بها خاص حيز مجردعن . وصلتنا التي الحقائق أن ورغم االجتماعي النظام نشاطات

إلى صالحة تزال ال وهي ، بعد أجلها ينته لم العظيمة األديان طريقالحادي القرن في الفردية اليومية الخبرات أن غير ، اليوم

التي تلك عن ، تخيلها يمكن ال بصورة ، البعد كل بعيدو والعشرينشهدت التي العصور من أي في ، امرأة أو رجال أكان ، الفرد عرفها

اتخاذ . في الديموقراطية الطريقة فانتهاج اإللهية الهداية ظهوركان أيا لها الخاضع والسلطة الفرد بين العالقة طبيعة ر غي القرار

. تزداد وهي ، إصرار بكل تسعى المرأة أخذت وهكذا أساسيا تغييرابمساواتها المطالبة في حق وجه عن المطالبة في ، ونجاح ثقة

العلوم . في الثورات أن ننسى أال ويجب الحقوق كل في بالرجلبل ، فحسب المجتمع به يسهم ما في ثورات تحدث ال والتقنية

نفسه الوجود مفهوم وفي ، المجتمع مفهوم في تغييرات تحدثأيضا .

فورة إلى إضافة ، بأسره العالم عم انتشارا التعليم فانتشارالسبيل مهد قد ، واإلبداع الخلق من جديدة مجاالت في عارمة

في والتحرك التنقل حرية على تحث لألمور ثاقبة مفاهيم إليجادالمواطن أمام فرصا لذلك تبعا وتخلق ، عناصره واندماج المجتمع

فاألبحاث . القانون يقره حسبما االستفادة كل منها لالستفادة ، النووية والطاقة ، المشخصة غير الحجيرات مجال في الطبيعية

من البيئة علم يكشفه وما ، للفرد الجنسية الهوية وتشخيصالثروة استهالك وأخيرا ، البيئوي العالم نظام في كل –اضطراب

لها يسبق لم اجتماعية قضايا تثير ، تقدير أقل على المسائل هذه

16

والتي . لها حصر ال التي التحوالت من وغيرها التغييرات وهذه مثيلعالما معها جلبت قد ، اإلنسانية الحياة وجوه من وجه كل في أثرت

إنما . يوم كل وأفراده المجتمع أمام الخيارات فيه تتعدد جديدااالختيار فعل من مفر ال أنه هو تغيير أي عليه يطرأ لم الذي األمر

الروحية . الطبيعة أهمية تتمحور بالذات وهنا شرا أم كان خيراليست . اتخاذها علينا التي الخيارات معظم ألن الراهنة لألزمةصبغة ذات قرارت هي بل عمليا إجراؤها يمكن قرارات مجرد

إلى . التقليدية باألديان اإليمان فقدان كان عليه وبناء أيضا أخالقيةسبل عن فيها البحث أصاب الذي الفشل حتمية نتيجة كبير حد

متطلبات مع بتوافق العيش من يتمكنوا حتى الناس تهدي جديدةاطمئنان . ثقة بكل الحديث العصر

غليل إلرواء المتورارثة الدينية النظم عودة أمام الموانع ثاني أماالقائمة والمساعي العولمة مظاهر نتيجة فهو ، الروحي اإلنسانية

ذكرناها . أن سبق ، موحد عالم لخلقفي نشأوا الذين أولئك يجد األرضية الكرة أجزاء من جزء كل ففي

جنب إلى جنبا التعايش عليهم فرض قد أنهم الخاصة الدينية بيئتهممنافية وهلة ألول تبدو ، وشعائر بعقائد يدينون الذين من غيرهم مع

بحثه . إلى مجال ال شأن على به يدينون لمايحدث - - ما غالبا وهذا االختالفات هذه مثل تثير أن الممكن ومن

وصراع متأججة نقمة مظاهر إلى مضافة ، مضادة دفاعية مواقفإعادة . إلى األوضاع هذه تفضي الحاالت من كثير في أنه بيد مفتوحعلى المبذولة الجهود وتشجيع ، الموروثة بالعقائد جديد من النظر

الدعم . أن فيه شك ال ومما المشتركة والمثل المبادئ اكتشافيعزى " " اآلديان تآلف لحركة المختلفة النشاطات به تتمتع الذي

هذه . مثل وبوجود المبذولة الجهود هذه مثل إلى كبير بقدرالتي الدينية العقائد تلك عن التساؤالت طرح من البد االتجاهات

وآخر . دين أتباع بين والتفاهم المعاشرة م تحريخالفك : من الناس من كان فإذا هو نفسه يطرح الذي والسؤال

أن الظن فلما ، مشهودين وفضيلة خلق على ولكنه أصال العقيدةيطرح قد السؤال هذا وبدل ؟ واألسمى األفضل هي أنت عقيدتكوفضائل : قيما تمتلك الكبرى السماوية األديان كانت إذا آخر سؤال

الوالءات تشكل أال ، إليها الدعوة في تشترك معينة أساسيةالمرغوب غير الحواجز دعم يفاقم قد خطرا إذا والطائفية المذهبية

؟ وجيرانه الفرد بين فيهابهذه ما نوعا موضوعية معرفة لديهم الذين هم فقليل اليوم وأما

النظم من أيا بأن إذا الوهم يساورهم أن المحتمل ومن األمور،بدور يقوم أن يمكنه األركان مستتبة القائمة القديمة الدينية

17

العصرية بالحياة المتعلقة القضايا في البشر لهدياة النهائي المرجعاتحاد مثل حدوثها يحتمل ال ظروف في ذلك كان لو حتى ،

دين . فكل الغرض لهذا تحقيقا األديان تلك مع المختلفة المذاهبقالب في سبك قد مستقلة أديانا العالم يعتبرها التي األديان من

وألنه ، المقدسة كتبه من بها الموثوق والمصادر تاريخه صنع مننظامه صوغ يعيد أن األديان هذه من دين أي مقدور في ليس

صدق من الدين ذلك مؤسس أنزله مما شرعيته مستمدا العقائدييطرح عما وافية بصورة يجيب أن مقدوره في ليس كذلك ، اآليات

الجالين في والتدرج االرتقاء عملية حول تثار كثيرة تساؤالت مناألسى . على باعث الوضع هذا أن وبرغم والفكري االجتماعي

من آخر معلما يكون أن يعدو ال فإنه ، الناس من كثير لدى واأللممحاوالت . وأية واالرتقاء التطور سياق في المتأصلة المعالم

نتيجته تكون سوف الوضع لهذا معاكس تغيير أي إلحداث ضاغطة ، النفوس في ونفوذه سلطانه من مزيدا الدين يفقد أن الوحيدة

وشيعه . الدين فرق بين الصراعات تتفاقم وأن

صنع ومن مصطنعة حيرة اإلنساني العالم يواجهها التي الحيرة إنالعالمي فالنظام ، االسم -–أيدينا بهذا نسميه أن لنا جاز إن

من إخوانهم يشاطرهم كي جهودهم البهائيون فيه يواصل والذيالخاطئة المفاهيم من حوله نظام ، الله بهاء حضرة رسالة البشر

على االجتماعي والتطور االرتقاء ومسألة اإلنسانية للطبيعةالعالم . إلصالح المبذولة الجهود تطيل من تمكنه ما السواء

أوضاعه . وتحسين اإلنسانيمن وجه بكل المحيطة الفوضى على إجماال الحال هذه وتنطبق

تلبية للبهائيين يتسنى وكي ، الدين بموضوع المتعلقة الوجوهأن عليهم ، وافية تلبية اإلنسانية في ألقرانهم الروحية المطالب

الموقف . وهذ عميقا فهما المطالب بهذه المتعلقة القضايا يفهموايمكن إبداعيا مجهودا يتطلب لمجابهته البهائيين يتحدى الذيأكثر لعلها التي النصيحة بتلك أخذوا التقديرإذا حق ، تقديره

لدينهم المقدسة الكتابات في وتتكرر بإلحاح تردد التي النصائحو " " " " " الرأي إبداء في يتمعنوا و األمور في يتأملوا بأن فتذكرهم

الشئون " . مختلف في يتبصروا

هو بالدين المقصود أن الناس بين العادية األحاديث في الشائع منحاليا . الموجودة والمذاهب والشيع الفرق من الكبيرة المجموعة

عند فوارا االحتجاج التعريف هذا مثل يثير أن المستغرب من وليسالعقائدية النظم من آخر أو واحد هو الدين أن تعتبر أخرى أوساط

18

رسم في ساهمت والتي ، التاريخ عرفها التي المستقلة الكبرىهذا . أن بيد إلهامها مصدر وكانت ، باكملها إنسانية حضارات معالم

وهو طرحه من البد سؤال على الرد في صعوبة يجد بدوره الرأي؟ المعاصر العالم في التاريخية األديان هذه مكان المرء يجد أين

بالدقة : السؤال ويكونالدين أو المسيحي الدين أو البوذي الدين أو اليهودي الدين أين

يمكن ال أنه الواضح من إذ ، الدينية النظم من غيرها أو اإلسالميوتلك تتعارض التي والتنظيمات الهيئات تلك خالل من إليها التعرف

رسميا التحدث تدعي ولكنها إلزالته سبيل ال تعارضا األديانردا . اآلخر الرأي إن إذ الحد هذا عند المشكلة تنتهي وال ؟ بأسمائها

النهج هو ببساطة بالدين المقصود بان حتما سيكون السؤال علىتربطه بعالقة شعوره إلى إضافة ، الحياة في اإلنسان يتبناه الذياإلطار . هذا وفي المادي الوجود حدود تتجاوز التي الحقيقة بتلك

يخضع ال ودافعا الفرد شخصية تميز صفة الدين يصبح التفكير منالمنال سهلة التجارب من تجربة يغدو أو ، تنظيم أي لمؤثرات

سوف . الدينية األفكار أصحاب من األغلبية ولكن االنتشار وعامةتلك من يخلو موقف أنه على الموقف هذا مثل إلى ينظرون

وجود وينفي ، النفس على االنضباط تفرض التي بالذات السلطةمعناه . الدين يعطي الذي األمر وهو الصفوف لتوحيد نفوذ أي

بالدين المقصود أن إلى الموقف هذا معارضي بعض يذهب وقدأناس يتبناه للحياة منهجا يعني قولهم حسب هو إذ ، ذلك عكس

شعائر من يحتويه بما صارما دينيا أسلوبا بعون يت ، هم أمثالهم منسائر عن يميزهم ، للذات وإنكار وتعفف يومية وطقوس دينية

إذا . ، أيضا مشتركة المختلفة المفاهيم هذه فإن المجتمع أفراد ، عليها متعارف ظاهرة احتواء فيه تحاول الذي المدى إلى نظرنا

تدريجيا تصبح ولكنها ، إطالقا نيلها إلى لإلنسان سبيل ال ظاهرةالمفاهيم هذه أكانت ، اإلنسان وضع من مفاهيم حدود حبيسة

شعائرية . أم ، تجريبية أم ، الهوتية أم تنظيميةمختصرة المتناقضة اآلراء هذه عبر تمر الله بهاء حضرة تعاليم إن

، كانت التي الحقائق من لكثير جديدة بصياغات فتأتي الطريق . إنسان ألي سبيل ال أنه ورغم باطنا أم ظاهرا اإللهي الوحي جوهر

لنا يوضح فإنه ، الله بهاء حضرة يقصده بما كاملة إحاطة يحيط أنالكتب في إليها اإلشارة أو اإللهية الحقيقة لتحديد محاولة أي أن

خداع قبيل من هي إنما المذهبية العقائد في أو والفقهية االهوتية ، النفس

الهوية} غيب أن ، المنيرة واألفئدة العلم أولي لدى الواضح ومنوالنزول والصعود ، والظهور البروز عن مقدسا كان األحدية وذات

19

كل وإدراك واصف كل وصف عن ومتعاليا ، والخروج والدخول 10مدرك {

في خلقه مع ليتفاعل شيء كل خالق أبدعها التي فالواسطةتظهر بهم الذين النبوة أصحاب ظهور هو والنمو التقدم أطوار

اإلدراك . عن المنزهة اإللهية الحقيقة صفات

ص. 10 م . 76 & 75ن

20

لهذا} الممكنات وجه على مسدودة األزل ذات أبواب عرفان كانت ومانورانية ........... قدس جواهر الخلق بين أظهر قد الواسعة رحمته باقتضارء

ذات عن تحكي كي ، اإلنساني العز هيكل على الروحاني الروح عوالم منالقدمية . { وساذج 11األزلية

سيكون ، اآلخر على أحدهم ممجدا الله رسل على أحد تجرأ إنالديمومة صاحب بأن المضلل الوهم لذلك استسالم بمنزلة ذلك

فيما الطارئة وأهوائهم البشر لنزعات خاضع شيء بكل المحيط: . قائال البيان بصريح الله بهاء حضرة ر يعب الصدد وبهذا يفضلونه

... {، الله أمر هياكل هم األنبياء جميع أن والمحقق المعلوم من إنلطيف بنظر لهم نظرت ما وإذا ، مختلفة أقمصة في ظهروا الذين

هواء في وطائرين ، واحد رضوان في ساكنين جميعا لتجدهموآمرين ، واحد بكالم وناطقين ، واحد بساط على وجالسين ، واحد

واحد . { 12بأمر

اإلمكان في أن أحد يظن أن أيضا الغرور من سيكون هذا كل وبعدإلى – حاجة هناك أن في –أو الفريدة النفوس هذه طبيعة تحديد

ومن . المادي العالم تجارب من قالب في مستقاة نظريات قالبأن " " مبينا الله معرفة عبارة تعنيه ما الله بهاء حضرة يشرح ثم

تتصل وهنا ، وصفاته مشيئته مظاهر معرفة هي المعرفة هذهويعود ، واإلدراك الوصف عن المنزه بالخالق وثيقا اتصاال الروحأن : } وأشهد مؤكدا اإللهية المظاهر ليصف الله بهاء حضرة

المقصود . { وجه الح وبوجهك ، المعبود جمال ظهر 13بجمالك

النفس في االعتبارتستيقظ هذا حسب الدين نفهم أن لنا تيسر فإذامن . الفرد يتمكن ما فبقدر تصورها يمكن ال إمكانات اإلنسانية

على الله أغدقها التي اإللهي الظهور نعم من يستفيد كيف معرفةنحو على طبيعته تغتني ، الفرد ذلك فيه يعيش الذي العصر

حضرة ويتفضل ، اإللهي العالم صفات من عليها يسبغ بما تصاعديالله : بهاء

بذلك} ويفوزوا ، الحقيقة شمس ظل في جميعا الناس يتعلم حتىذواتهم ...... { حقيقة في الله استودعه الذي أن 14المقام وبماالعالم " " إلصالح الدائم السعي هو اإلنسانية مدنية 15هدف وخلق

ليس الدين يمتلكها التي الخارقة فالقوى والتطور، النمو دائمة ، نفسه الزمان قيود من مؤمنيه نفوس تحرير على قدرته أقلها

م . 11 . 77 & 76نم . 12 121نالبرازيل " " - 13 في البهائية النشر دار منشورات من مناجاة مجموعة الله . 208 & 207 - 1981بهاءص 14 . 52منتخباتيصــ . 15 م . 140ن

21

لتخدم التضحيات فيقدموا ، البذل روح فيهم يبعث أن وباستطاعتهوالحق . المستقبل في متتالية قرونا المؤمنين من متعاقبة أجياال

سوف فإنها استيقظت إذا أنها السبب ولهذا ، خالدة الروح إن يقالالعالم هذا في ليس وقدرة قوة ذلك فيمنحها ، حقيقتها جوهر تدرك

، مباشرة أكثر بصورة األخرى الغيبية العوالم تلك عبر بل ، فحسبحضرة . لنا ويؤكد والرقي والتقدم التطور عجلة دفع بهدف وذلك

: قائال فيتفضل ذلك في بهاءشأن} وعلو العالم ترقي سبب هو األرواح تلك بها تشرق ما إن

في ... األعظم والسبب ، ودوافعها أسبابها لها كلها فاألشياء األممدة .... { المجر األرواح هذه هو العالم 16تحريك

لإلنسانية بالنسبة جذوته تخمد ال قوي دافع اإليمان فإن ثم ومنبأنها " الشأن ذوي من الحديث العصر مفكري أحد وصفها التي

والرقي . " التطور معنى ذاتها في تعي سد 17إنسانية ما فإذاابتداع إلى سيدفعه ذلك فإن إيمانه عن طبيعيا تعبيرا ر ليعب الطريق

وقد ، ما حد إلى واليقين اإليمان دافع لديه تلبي للعبادة صوامعالقاطع والدليل ، الئقة غير أو وضيعة إما الصوامع هذه تكون

يمكن ال دافع فاإليمان ، العشرين القرن أحداث لنا تؤكده المؤسفاإلنسان . منه يحرم أن

فإن ، اإللهية الظهورات تتابع خالل إنه باختصار القول ويمكنناالدليل يقيم الدين ندعوه الذي المعرفة نظام منه النابع المصدر

تفرضها التي المتناقضات من وخلوه النظام هذا صدقية علىيؤدي . هو إنما إلهي مظهر فكل والمذهبية الطائفية الطموحاتأو حكم ألي يخضع وال واستقالله بسلطته يتمتع وهو وظيفتهمن . مرحلة ل يمث اإللهية المظاهر من مظهر كل ودور اختبار

رديف ال التي الواحدة الحقيقة لتلك الالمتناهية الظهورات مراحلواإلهابة . البشر حث اإللهية المظاهر تتابع من الهدف أن وبما لها

مسئوليات من ويتولون قدرات من به يتمتعون ما إلدراك بهمال اإللهية المظاهر تتابع فإن ، الكون على مؤمتمنين أصياء بصفتهم

من مزيد نحو األمام إلى تحرك بل ، سبق لما تكرار مجرد يعنينظر إذا إال كامال تقديرا التتابع هذا تقدير يتم ولن ، والتقدم التطور

السياق . هذا خالل من إليه

الزعم للبهائيين يمكن ال دينهم تاريخ من المبكرة المرحلة هذه فيالظهور في الكامنة الحقيقة أدركوا أنهم األشكال من شكل بأي

صــ . 16 م . 106ن17 Julian Huxley. Cited by Pierre Teilbard de chardin. The phenomenon of man "London Williem

Collins Sons& co.Ltd 1959" page 243. See also Julian Huxley. Knowledge. Morality. And destine "New York: Harper & Brothers 1957 " page 13.

22

أكثر . ال ضئيل جد إدراك إال دينهم عليه يقوم الذي اإللهيالله أمر ولي يذكر مثال وتقدمه الكريم األمر تطور إلى فباإلشارة

محاولة : } هو عليه نقدم أن يمكننا ما كل إن يلي ما أفندي شوقيالفجر ذلك لتباشير خاطفة بلمحة لنفوز الجهد قصارى بذل

أحاط الذي الظالم الوقت تمام عند يبدد سوف الذي الموعودبأسرها . { 18البشرية

فإنها ، بالتواضع شعور من الحقيقة هذه تبعثه عما النظر وبغضجديد بدين الوجود إلى يأت لم الله بهاء حضرة بأن دوما رنا تذك

األنواع مختلفة والمذهبية الطائفية النظم تلك جانب إلى ليقومصوغا الدين مفهوم ليصوغ جاء بل ، الوقت ذلك في والقائمة

اإلنساني . الوعي لتنمية األساسي الحافز إياه معتبرا جديداالواسطة فإن ، واحد جنس تنوعاته بكل البشري الجنس أن وبما

العقل خصائص من البشري الجنس به يتميز ما بها الله ينمي التيواحدة . أيضا هي ، والقلب

18 Shoghi Effendi the world order of Bahaullah: selected letters " Wilmette: Bahai publishing. Trust 1991. "Page 35 .

23

كل أبطال لون يمث إنما أبطال من الواسطة هذه به تجود ومنيتم إنجاز وكل ؛ وقديسيها اإلنساني الكفاح مراحل من مرحلة

المراحل . تلك كل إنجازات ل يمث تحقيقهحياته في البهاء عبد حضرة له مث الذي األنموذج هو هذا كان ولقد

التي البهائية الجامعة في اليوم يتمثل الذي النموذج وهو ونشاطاتهأيدي متناول في تراث وهو الروحي البشرية تراث وريثة أصبحت

تمييز . أي دون األرض سكان سائرإذا معناه ، موجود الله أن على دوريا المتكرر الدليل تلو الدليل إن

نفسه إظهار إلى يعود ، الزمان غابر ومنذ ، وتعالى سبحانه الله أنباستمرار .

الظهورات فإن الله بهاء حضرة يوضحه لما طبقا ، أوسع بمعنى أوالديني للتاريخ العظيمة الملحمة مشاهد سوى ليست اإللهية

الميثاق " " لبنود تنفيذا البشري للجنس ، كله الوجود خالق قطعه الذي المتين اإللهي الوعد هو والميثاق

الروحي لنموهم الضرورية اإللهية الهداية أن للبشر فيه وأكدالقيم هذه استيعاب إلى أيضا ودعاهم ، تتوقف لن واألخالقي

ينكر . أن في الحرية مطلق وللمرء بالعمل عنها والتعبير والمثلهو هذا كان وإذان ، ذاك أو اإللهي الرسول لهذا المتميز الدورعلى المبنية التفاسير على ذلك في يعتمد أن يمكن فإنه قصده

وله طبيعية لقوانين خاضعا خاصا منطقا للتاريخ إن القائلة النظريةعلى . التساعد التكهنات هذه مثل ولكن بذاته قائم منها كل أطوار

من حدث وما ، وتطوره اإلنساني الفكر نمو من تم ما توضيحلمسيرة بالنسبة ماسة ضرورة ذات البشرية العالقات في تغييراتالزمان . من نادرة فترات شهدت لقد االجتماعي واالرتقاء التطور

فقد ، اإللهية المظاهر ظهور ، اليد أصابع على عدها يمكن لدرجةيختص ما في الوضوح كل واضحا المظاهر هذه من واحد كل كان

منه واحد كل وقام ، ونفوذها سلطتها ومدى بها جاء التي بالتعاليموال لها مثيل ال بصورة ورقيها الحضارة تقدم في التأثير في أيضا

ويشرح ، ظواهرالتاريخ من من أخرى ظاهرة بأي مقارنتها يمكن : قائال فيتفضل ذلك الله بهاء حضرة

ذات} يكشف أن وقبل ، الكلي المظهر ظهور حين أنه الحظواشيء بكل عليما الله كان ، اآلمرة بالكلمة وينطق نفسه عن القدم

من يكون ان دون كله الوجود خالق الله وكان ، يعلم من وال 19مخلوق . {

صــــ 19 . 102منتخباتي

24

الذي للدين المفهوم هذا إلى عموما يوجه الذي االعتراض إناألديان بين القائمة الفوارق أن االدعاء في التعنت مرده إليه أشرنا

مجاال تدع ال درجة إلى وجوهرية أساسية فوارق لة المنز السماويةيسئ كهذا فاعتبار ، للحقيقة واحد نظام مظاهر األديان هذه العتبار

له . فعل رد إال ليس االعتراض هذا لكن بالغة إساءة الحقيقة إلىالحيرة عالمات الحسبان في أخذنا ما إذا فهمها يسهل مبرراتهذا . ومثل جوهره وإدراك الدين طبيعة فهم في واالرتباك

األولى المرتبة في للبهائيين الفرصة يتيح ما هو االعتراضوأكثر أدق بشكل هنا المعروضة المبادئ بسط إلى ويدعوهم

المباركة كتاباته في الله بهاء حضرة به تفضل ما إطار في وضوحاوالرقي . التطور مسيرة حول

في : فوارق إما قسمين إلى تنقسم أعاله إليها المشار الفوارق إنيعرضها ، المذهبية بالعقائد المتعلقة تلك في أو الدينية الشعائر

النصوص به جاءت مما المقصودد كانت أنها على أصحابهاتخضع . التي الدينية باألعراف يختص فيما أما المعنية المقدسة

هذا نبحث ان لنا المفيد من فلعل ، الشخصية الفرد حياة ألحكامهافوارق فيها ترعرعت التي الخلفية االعتبار بعين آخذين الموضوع

المادية . الحياة بها تميزت مشابهةالمالبس واختيار ، الصحية الوقاية أساليب في واالختالف فالتنوع

وطرق ، المواصالت ووسائل ، والغذاء الطبية المعالجات وطرقاالقتصادية والنشاطات البناء وأنماط ، الحروب بلغ –شن مهما

اآلن بعد الناس بعض يتخذه أن المرجح غير من االختالف هذا شأنوحدة الواقع في يؤلفون ال البشر أن تدعي نظرية أية لدعم بجدية

الحجج . هذه العشرين القرن بداية حتى كانت فقد لها مثيل الميداني في العلمية األبحاث أن بيد ، الناس بين شائعة الواهية

عامة بصورة لنشاهد أمامنا الباب فتحت اإلنسان وعلم التاريخوال يعد ال بما جاء الذي ، المتواصل الثقافي التطور مسار شاملة

من بدورها انتقلت التي األخرى واإلبداع الخلق مظاهر من يحصىفي بعيدا وانتشرت جذريا تحوال تدريجيا وتحولت ، جيل إلى جيلاليوم . مجتمعات وألن نائية بالدا تقطن شعوبا لتثري األحيان أغلب

البتة مجال ثمة فليست الدينية األعراف هذه من عديدا ل تمثالبشرية المجموعات لتلك تتبدل وال تتغير ال ثابتة هوية لتحديد

تشخيص فقط اإلمكان في أنه هنالك ما كل كان بل ، المعنيةبها مرت األقل على انها أو نة معي مجموعات بلغتها التي المرحلة

ال . كلها الثقافية األعراف هذه أمثال فإن ذلك ومع وجيزة فترة منذ

25

عن الناجمة الضغوط نتيجة المعالم واضحة غير حالة في تزالفيه . نعيش الذي الكوكب عناصر اندماج

وجه قد والنمو للتطور مماثال مسارا أن إلى الله بهاء حضرة ويشيرالقواعد . هذه يميز الذي الفارق ولعل الدينية البشر حياة

سنت كونها في المر حقيقة في يكمن المختلفة الدينية واألعرافالجوهرية الخصائص كإحدى ، الحاالت من حالة كل في ، بوضوح

الفوارق هذه ان ذلك إلى أضف ، اإللهية المظاهر من ذاك أو لهذاصمدت الزمان من قرون وطوال ، المقدسة النصوص جسدتها

عليها وحوفظ ، شيء منها ينال أن دون والقواعد األعراف هذهتفاصيلها . بكل

صدف من صدفة ليست واالختالفات الفوارق هذه فإن عليه بناءتكرار بعد الصواب اكتشاف في لمنهجه استمرارا وال التاريخ

المعينة . الخصائص بعض أن وبرغم الخطأ من واالستفادة التجربةالوقت بمرور تستنفذ واألخالق السلوك قواعد من مجموعة لكل

تلك عن طبيعتها في تختلف اهتمامات وتتخطاها صالحيتهاواالرتقاء التطور مسار بها يأتي اهتمامات وهى ، القواعد

تبقى واألخالق السلوك قواعد من المجموعة تلك فإن ، االجتماعيمن األمد طويلة المرحلة تلك ان إب وسلطتها نفوذها تفقد أن دون

البشر تربية في حيوي دور لها كان حيث اإلنساني والرقي التقدموتصرفاتهم . سلوكهم وتهذيب

القول : الله بهاء حضرة لنا ويؤكدمصدرها} المتينة المحكمة والنظم والقوانين األصول هذه إن

حسب كان منها اختلف ما وكل ، واحد نور شعاع وشعاعها واحدواألعصار . { القرون ومتطلبات الزمان 20مقتضيات

الشعائر في األديان بين القائمة االختالفات أن الزعم يغدو ثم ومنتنفي الدينية النشاطات من وغيرها والتصرف السلوك وقواعدالزعم هذا يغدو أساسها في واحدة السماوية األديان أن حقيقة

. األديان هذه أنزلت أجله من الذي الغرض يتجاهل النه باطالاألساسي الفرق يتجاهل الزعم هذا مثل أن ذلك من األخطر ولعل

سماته وبين الدين سمات من يتبدل وال اليتغير ما بين القائم. والمكان الزمان حسب اآلنية المؤقتة

صـــ . 20 م . 184ن

26

الله بهاء حضرة ووصف ، األركان ثابتة أبدية رسالة الدين فجوهربعد : } { ومن قبل من الله دين هذا قائال أعلن حين الديمومة هذه

21 لترتقي اإلنسانية الروح أمام السبيل يمهد أن هي الدين فوظيفة

الروح . تلك على يسبغ وأن نضجا تتزايد عالقة في بخالقها وترتبطلتتمكن واألخالق المثل من به تتحلى ما في متعاظما ذاتيا استقالال

الطبيعة في الكامنة الحيوانية الدوافع على السيطرة مناألساسية التعاليم بين تناقض ثمة ليس كله هذا وفي ، اإلنسانية

دين كل بها يأتي التي اإلضافية وتلك قاطبة األديان بها تنادي التيالحضارة بناء في مسيرته تقدم ودعم البشر هداية أجل من الحق

اإلنسانية . االهتمام كل االهتمام يفرض اإللهية المظاهر تعاقب مفهوم إن

غالبية . لفشل وكان نوره بزوغ عند اإللهي بالظهور باالعترافجماهير أن في لت تمث نتائج المضمار هذا في أخرى بعد مرة البشر

الشديد للتمسك قسرا تخضع بأن عليها حكم الناس من غفيرةعفى الدينية والوظائف الشعائر من مجموعة وتكرار بالطقوسفي عائق مجرد اآلن وباتت ، أغراضها واستنفذت الزمن عليها

أن . الحاضر الوقت في له يؤسف ومما معنوي تقدم أي سبيلاإلقالل إلى أدى قد نوره بزوغ عند اإللهي بالظهور االعتراف فشل

كانت . التي اللحظة وفي به واالستخفاف الدين أهمية من ، الحداثة عصر تحديات واجهت إذ جماعيا تطورا تتطور اإلنسانية

عليه وتعتمد منه تستقي اإلنسانية كانت التي الروحانية معين كانبسرعة ينضب ، الفكري وتنورها األدبية شجاعتها تنمية في أصال

األمر . بادئ في ذلك حدث وقد والتهكم للسخرية مادة ويتحولثم ، المجتمع توجيه في القرار صاحبة األوساط مستوى على

ال . ومما الناس عامة ضمت الحلقات متسعة أوساط إلى انتقلأبشع ل تمث التي الخيانة هذه أن هو االستغراب من كثير إلى يدعو

وزعزعت اإلنسانية عانتها والتي ضررا وأكثرها لألمانة التنكر أنواعيقوم التي األسس تقويض في الزمن مدار على نجحت قد ، ثقتها

أخرى . بعد مرة الله بهاء حضرة يحث ولهذا بالذات اإليمان عليهاالتي الدروس في مليا يفكروا أن على كتاباته يقرأون الذين أولئك

فجر بزوغ عند اإللهي بالمظهر االعتراف فشل تكرار ها لقنرسالته .

طلبهم} بعد من العباد اعترض لم قليال وتفكروا األن تدبروا ! ؟ واحترازهم .. 22وانتظارهم العباد اعتراض سبب كان "23ماذا

الله 21 كندا - ) –بهاء األقدس كيوبكور –الكتاب . 182فقرة ( 2000 –مطبعةص 22 ااإليقان . 5كتابصـــ . 23 م . 7ن

27

االختالفات هذه أمثال سبب كان كان " 24وماذا ماذا حينئذ تأملوا؟ .... " األفعال هذه { 25سبب

به جاءت ما هو الدين بمفهوم حاق الذي الضرر أبلغ ولعلتاريخ في الدائمة السمات فمن ، والفقهية الالهوتية االفتراضات

الكاملة . وسيطرتهم الدين رجال هيمنة الدينية والمذاهب الفرقفي السلطة مركز تحدد مقدسة نصوص غياب نتيجة من كان لقدمن مختارة صفوة أن ، فيه للخالف مجال ال تحديدا الديني النظام

أراده ما تفسير في التحكم حق تنتحل أن في نجحت الدين رجالأحد . فيه يشاركهم ال بحيث لعباده الله

في كانت لذلك المفجعة اآلثار فإن وتنوعت النيات اختلفت ومهماالنشاطات مجال في الهمم وتثبيط ، األذهان في الوحي تيار عرقلةصغائر على مطلقة بصورة االهتمام وتركيز ، المستقلة الفكريةالحقد مشاعر وإثارة ، والشعائر بالطقوس المتعلقة المسائل

مذهبيا طريقا ينتهجون الذين هؤالء ضد األحيان أغلب في والتعصبلم . حين وفي روحانيين قادة أنفسهم نصبوا من نهج عن يختلف

اإللهية الواسطة استمرار دون يحول أن شيء أي إمكان في يكنضاق ، وتقدمه اإلنساني الوعي مستوى لرفع بوظائفها القيام في

وانحسر ، كان عصر أي في اإلنجازات من تحقيقه يمكن ما مدىابتدعها التي األداء كا العقبات تلك بسبب مطردا انحسارا

الروحانيون . القادة أولئك واصطنعهاتقيم أن في والفقهية الالهوتية العلوم نجحت الوقت وبمرور

في تضاهي سلطة الكبرى األديان من دين كل قلب في لنفسهاإلى إضافة الدين عليها قام التي المنزلة التعاليم سلطة نفوذها

التعاليم . لتلك روحها في معادية كونهاالمسيح السيد لسان على وردت التي المعروفة األمثال ومن

تنطبق الحكاية وهذه ، حنطة أرضه زرع الذي األرض صاحب حكايةفي نتائج من عليها يترتب وما بصددها نحن التي المشكلة على

يلي : ما المقدس الكتاب في جاء فلقد ، الحاضر الوقتزرعا} زرع إنسانا السماء ملكوت يشبه قائال أخر مثال لهم وقدم

وسط في زؤانا وزرع عدوه جاء نيام الناس وفيما ، حقله في جيداومضى " أن 26الحنطة واقترحوا األرض صاحب خدم جاء ولما

وأنتم : الزؤان مع الحنطة تقلعوا لئال ال قائال أجابهم الزؤان يقتلعواوقت . . وفي الحصاد إلى معا كالهما ينميان دعوهما تجمعونه

صـــ . 24 م .11نصـــ . 25 م .12نمتى 26 . 25 : 24اآليات 13اإلصحاح –إنجيل

28

حزما واحزموه الزؤان أوال اجمعوا للحصادين أقول الحصادمخزني . " { إلى فاجمعوها الحنطة وأما ، 27ليحرق

الذين أولئك هيمنة صفحاته عبر خص فقد الكريم القرآن أماأذى من يحدثونه فيما الشديدة باإلدانة سلطانه غى الله ينافسون

تعالى : كقوله ، روحيوالبغي} واإلثم بطن وما منه ظهر ما الفواحش ربي م حر إنما قل

على تقولوا وأن سلطانا به ينزل لم ما بالله تشركوا وأن الحق بغيرالتعلمون . { ما 28الله

الدين على اليد وضعوا قد والالهوت الفقه أهل من أجياال إندانتها خيانة ذلك عملهم فكان ، عليه أوصياء أنفسهم من وأقاموا

سخريات . ومن الشدة بمنتهى منها وحذرت المقدسة النصوصوالالهوت الفكر أهل يلجأ أن الحديث الفكر ألصحاب بالنسبة القدر

النصوص تلك في الوارد نفسه التحذير ذلك استخدام إلى أولئكإليهم يوجه اعتراض أي على للقضاء أيديهم في سالحا فاستغلوه

اإللهية . السلطة اغتصابهم بخصوصتتكشف التي المراحل من جديدة مرحلة كل أن األمر واقع وفي

وفي الزمن قالب في تجمدت قد الروحية الحقيقة مظاهر فيهاثقافات من مستعار جلها والتفاسير الصور حرفية من براقة حلل

األخالقية . معاييرها واستنفذت الزمن عليها عفاوعي تطور من غابرة أزمان في المفاهيم بعض قيمة كانت ومهما

أو ، الجسد بقيامة المتعلقة المفاهيم مثل وتقدمه اإلنسانبالرجعة اعتقاد أو ، الدنيا ملذات من طاب بما ملئ بفردوس

من ذلك غير أو ، الوجود بوحدة اإليمان عجائب أو ، والتناسخبمنزلة اليوم صارت كلها المفاهيم هذه فإن ، األخرى المفاهيم

في بينهم الصراعات وتثير ، بعض عن بعضهم الناس تفصل حواجزوصار ، الكلمة معنى بكل واحدا وطنا فيه األرض أصبحت عصر

هذا سكان أنهم على أنفسهم إلى ينظروا أن البشر على لزامااألسباب . قدرها حق يقدر أن اإلطار هذا في للمرء ويمكن الوطن

اللهجة الشديدة إنذاراته الله بهاء حضرة وجه أجلها من التيوالفقهية الالهوتية الدينية العصبيات تقيمه ما بخصوص وتحذيراته

، اإللهية المشيئة تفهم يبغون الذين أولئك سبيل في الحواجز من : قائال الله بهاء حضرة يتفضل هذا وفي

اإلصحاح . - 27 م . 30 -29اآليات 13ناآلية 28 األعراف 33سورة

29

القواعد} من عندكم بما الله كتاب تزنوا ال العلماء معشر يا قلالخلق { بين الحق لقسطاس إنه 29والعلوم

الحبر فيه يخطر التاسع بيوس البابا إلى حضرته وجهه لوح وفيالعدل } أواعي في اختار ما خزن قد اليوم هذا في الله بأن األعظم

وألقى. { } تتغير ال التي الدائمة الدين مبادئ من اصطفاه ما كللها . { ينبغي ما النار 30في

للعقل كان سياج وإذا من الديني بالمفهوم أحيط مما يتحرر انغور يسبر أن حينئذ بإمكانه فإن ، والفقه الالهوت أهل أقامه كثيف

من إليها فينظر المعروفة اآليات من المقدسة الكتب في ورد ما : قائال يؤكد إذ اآليات هذه إلى الله بهاء حضرة نظرة خالل

فقرة 29 األقدس . 99الكتابالله 30 أعلى –بهاء قلم طهران ) –آثار أرض ورؤساي بملوك خطاب نازلة ملي –ألواح –مؤسسة

امري بديع (124مطبوعات . 88ص

30

مضى} لما البصر بمثابة النه ، يكون ولن مثيل له ليس اليوم إنالظلمات . { في النور وبمثابة ، واألعصار القرون 31من

المنظور هذا من االستفادة فرصة نغتنم حين يالحظ ما أروع ولعلمن كل في منسابة نشاهدها التي والمبدأ الهدف وحدة هو

، الكريم والقرآن اإلنجيل آيات ومن المقدسة العبرية النصوصالمقدسة الكتب في بسهولة اكتشافها يمكن أصداء هناك أن خاصة

جديد . من تعود كيف نجد أننا إال العالم أديان من األخرى لألديانالقالب ذلك من والنابعة بشأنها البحث ينتظم التي المسائل تلكوحكايات ومواعظ وصايا من صيغ ما كل فيه نضد الذي المعروف

وتفاسير . ورموز وقصصالتي تلك من أبرز حقيقة للدين األساسية الحقائق بين من وليسوبأنه ، واحد إله الله بأن أكيدا قاطعا تنويها وتنوه نداء تباعا تناديالغيبية العوالم تلك أم الغيبي العالم ذلك أكان ، كله الوجود خالق

الخالق : بقول رنا يذك المقدس الكتاب هو فها ، القصيةسواي} . { إله ال ، آخر وليس الرب فينا 32أنا المفهوم هذا وعززت

السالم . عليها محمد والنبي المسيح السيد تعاليم بعدهم فالبشر ، مراده وتنفذ خالقها لتعرف اإلنسانية وجدت لقد

إال . لله التعبد وما عليه واألوصياء واألمناء له الوارثون العالم ركيزةحاجة تلبية الخفي اإلنساني للدافع بها يمكن وسيلة أسمى

يسلم . أن تستدعي حالة لله فالتعبد خالقها لمعرفة اإلنسانيةالجدير والسلطان القوة ذي إلى كامال قلبيا تسليما أموره اإلنسان

اإلله : } يرى وال يفنى ال الذي الدهور وملك والتعظيم بالوالء). الدهور دهر إلى والمجد الكرامة له وحده يمكن 33الحكيم وال

عنها التعبير وبين هذه واإلجالل التقديس روح بين قطعا الفصلللجنس الخالق شاءه الذي اإللهي الهدف بالفعل يخدم تعبيرا

واسع : ) والله يشاء من يؤتيه الله بيد الفضل إن قل البشريلتتوضح 34عليم . ( السبيل ينير ضوءا المفهوم هذا ويلقي

الكريم : القرآن ح فيصر ، البشر يتحملها التي المسئولياتالبر} ولكن والمغرب المشرق قبل وجوهكم تولوا أن البر ليس

واليتامى ... القربى ذوي حبه على المال وآتى بالله آمن منوالسائلين ... { السبيل وابن 35والمساكين

إلهي " 31 عدل ظهور بعنوان الفارسية إلى أفندي شوق كتاب ترجمة في ورد الفارسي األصل من مقتطفمودت" الله نصر ترجمة

إيران –ويلمت) احباي امور . 163ص ( 1985لجنة . 5آية – 45اإلصحاح –اشعيا 32يموثاوس 33 إلى األولي الرسول بولس . 17آية 1اإلصحاح –رسالةعمران 34 آل . 73اآلية –سورةآية 35 البقرة . 177سورة

31

أنتم } قائال لدعوته استجابوا الذين ألولئك المسيح السيد ويؤكداألرض { 36ملح

العالم } { نور أنتم أيضا سؤال 37ويضيف في ميخا النبي ويلخصالعبرية النصوص في أخرى بعد مرة تكراره يعاد موضوعا ، يسأله ، الكريم والقرآن اإلنجيل في الحقا فيتكرر ويعود المقدسةوتحب : } الحق تصنع أن إال الرب منك يطلبه وماذا هو والسؤال

؟ { إلهك مع متواضعا وتسلك 38الرحمة

إصحاح 36 متى . 13آية 5إنجيلاإلصحاح . 37 م . 14آية . 5ناإلصحاح . 38 . 8اآلية . 6ميخا

32

الروح توصل أن على بينها فيما المقدسة النصوص هذه تتفقمن تبذله ما مجرد بفضل يكون لن الخالق غاية فهم إلى اإلنسانية

لتحقيق السبيل تمهد التي اإللهية الواسطة تلك بفضل ولكن ، جهدأن . يمكن ال بوضوح المسألة هذه المسيح السيد شرح وقد ذلك

إلى } . يأتي أحد ليس والحياة والحق الطريق هو أنا قال إذ ، ننساه}. بي إال تحد 39اآلب مجرد أنه على التأكيد هذا نأخذ أال لنا جاز فإذا

الواحد السياق ذلك مراحل من األخرى المراحل لتلك جازمتعبيرا فيه نجد أن أيضا الجائز من فلعله ، اإللهية للهداية المستمرأال ، السماوية األديان من دين كل في الرئيسية الحقيقة يوضح

وعلى الوجود على الباعثة الغيب حقيقة إلى الوصول أن وهياإلشراقات بواسطة إال يتم أن يمكن ال ، حياته واستمرار دوامه

اإللهي . الملكوت ذلك من والمنبعثة للروح المنعشةاآلية تلك ، النفس إلى القرآنية اآليات أحب من أن هنا ويجدربالذكر

نور : } الله التالية المجازية العبارة فيها ترد التي الكريمةيشاء ... . { من لنوره الله يهدي نور نورعلى واألرض 40السموات

التي اإللهية الواسطة فإن إسرائيل بني أنبياء إلى بالنسبة أماابن " شخص في المسيحية في بعد ما في الظهور إلى عادت

في " متمثلة اإلسالم في ذلك وبعد اإلنسانمع" " الخالق أبرمه ملزم ميثاق شكل اتخذت قد الله كتابوبينك } بيني عهدي وأقيم لقومه وزعيما نبيا كان الذي إبراهيم . لك إلها ألكون أبديا عهدا أجيالهم في بعدك من نسلك وبين

بعدك . { من 41ولنسلكمن سمة الرئيسية األديان كل في نجده اإللهية المظاهر تتابع إن

أوضح و أول ولعل ، الغالب في علنا أو ضمنا المذكورة السماتالبهاغاواد " كتاب في ذكره جاء اإللهية المظاهر تتابع إلى –إشارةيا " ) ‘ التقوى تتضاءل عندما أعود ثم ، وأذهب آت إني الهندي غيتا

واتخذ ! آخر إلى عصر من أعود ، الشر يقوى وعندما بهاراتامن كغيري رجال الناس بين أسير ثم للعيان يظهر شكال لنفسي

الفضيلة أقيم ثم ، الشر أهل وأدحر الخير أهل فأغيث ، الرجالأخرى . ( مرة عرشها 42على

المقدس للكتاب األساسية البنية المتتابعة المشاهد هذه ل تمثإبراهيم رسالتي عن ليس المتعاقبة فصوله سلسلة تتحدث الذي

لوجه } {–وموسى وجها الرب عرفه تتحدث 43الذي بل فحسبقاموا الذين ، العزم أولي غير نت األنبياء من الرهط ذلك عن أيضا

إصحاح . 39 يوحنا . 6آية . 14إنجيلآية . 40 النور . 35سورة41 . " اإلصحاح" 7آية . 17تكوين42 Bhagavad-Gita, chapter 1v. Sir Edwin Arnold translation . 10اآلية . 34اإلصحاح –تثنية 43

33

بصفتهما وموسى إبراهيم من كل به أتى ما وتطوير دعم علىوبالمثل . بتنفيذه وشرعا له خططا الذي األحداث مسار صاحبي

والمثيرة بالعجائب المألى التأويالت تنجح أن الممكن غير من فإنهحياته وطبيعة المسيح السيد بحقيقة والمتعلقة والخالف للجدلتحول من وموسى إبراهيم من كل حققه عما رسالته فصل في

المسيح . السيد ولكن الحضارية المسيرة على وأثرهما وتغييرأولئك ليدين الناس بين يحكم سوف الذي ليس أنه بنفسه أعلن

يحكم سوف الذي بأن مستمعيه ر وذك ، رسالته رفضوا الذينتصدقون } كنتم لو ألنكم ، رجاؤكم عليه الذي موسى هو عليهم

لستم ...... كنتم فإن عني كتب هو النه ، تصدقونني لكنتم موسى؟ { كالمي تصدقون فكيف ، ذاك كتب 44تصدقون

رئيسيا : موضوعا فيه الرساالت تتابع يصبح الكريم القرآن وبنزولوإسماعيل} إبراهيم إلى أنزل وما إلينا أنزل وما بالله آمنا قولوا

من .. النبيون أوتي وما وعيسى موسى أوتي وما ويعقوب وإسحق 45قبلهم .... {

بالموضوعية يتحلى المقتطفات هذه أمثال علي مطلع ألي والبدفي األديان بأن إقرارا فيها يجد أن العطف بعين إليها وينظر

اإلسالم . " " لفظة فإن وهكذا واحد دين وأسسها جوهرهاخاصة) ( رسالة مجرد تعني ال لله التسليم هو الحرفي ومعناها

بل ، فحسب السالم عليه محمد النبي بها وجاء اإللهية العناية بعثتهاالكريم القرآن كلمات توضحه كما أيضا حاسم –تعني أنه –بشكل

األديان . وحدة عن التحدث القول صحيح من كان فإن أيضا الدينهذا يأخذه الذي السياق نفهم أن أيضا الضروري من فإنه ، كلها

ال . ، الله بهاء حضرة لنا يؤكد كما المستويات أعمق وعلى الحديث) النظامي ) العلم أن كما الدين هو فالدين ، واحد دين إال هناك يوجد

أيضا . العلم هواإللهي الظهور عبر متتابعة تتكشف التي المبادئ الدين يميز

عن البشري العقل يقوم التي الوسيلة فهو العلم أما ، فها ويعرتأثيرا يؤثردوما أن من ذلك نه يمك ثم ومن ، باكتشافاته طريقهاالتي . األهداف يحدد فاألول الظاهر الطبيعي العالم على كامال

تحقيق على يساعد والثاني ، والتقدم التطور مسيرة أغراض تخدمالذي . المعرفة نظام شقي الن يشك والعلم فالدين األغراض تلكالدين البهاء عبد حضرة كرم وقد ، قدما اإلنسانية بالحضارة يدفع) ( الحقيقة شمس إشراقات بأنه منهما كال وصف حين 46والعلم

إصحاح . 44 يوحنا . 47- 45اآليات . 5إنجيلآية . 45 البقرة . 136سورة46 The promulgation of universal peace: Talks delivered by "Abdul Baha" during his visit to the united

state hjEfvj vshgm ;g lk icbx and Canda in 1912. Revised edition )Wilmatte, Bahai publishing Trust.

34

موسى من كل يمثله الذي الفريد بالمقام االعتراف فإن ثم ومنالحق " " ) مظاهر إلى إضافة ومحمد وعيسى وزرادشت وبوذا

Avatars ) ، المقدسة الهندوسية النصوص إلهماتهم صاغت الذينرسالة هؤالء من كل رسالة اعتبرت ما إذا ناقصا اعترافا يبقى

نفي . أن ألجل بل ومتميز منفصل جديد بدين جاءت بذاتها قائمةالمربون بأنهم نعترف أن علينا والتقدير اإلعزاز من حقهم هؤالء

بناء على الباعثون أيضا وأنهم ، اإلنساني التاريخ في الحقيقيونالله . أن يعلن اإلنجيل هو وها اإلنساني الوعي فيها ازدهر حضارات

العالم} ... { وكون العالم في حظيت 47كان قد هؤالء أن وحيثشخصية أية به حظيت ما لها حد ال بصورة فاق بإجالل شخصياتهمعن التعبير محاولة في اإلجالل هذا وانعكس ، أخرى تاريخية

وال تعد ال ماليين أفئدة مست وصفها يمكن ال عميقة مشاعرالرسل هؤالء إسهامات عليهم أغدقته ما بعثتها الناس من تحصى

معنى تدريجيا اإلنسانية تعلمت وهكذا ، البركات عميم من واألنبياءمن . هناك ليس الواقع وفي لهم البشر محبة خالل من الله محبة

في . والنبياء الرسل هؤالء إكرام يكون ولن ذلك لتحقيق آخر سبيلباختراع األصيل جوهرهم سر لتحديد متعثرة جهود من يبذل ما

أن . في يكمن الحق إكرامهم إن بل البشر خيال يخترعها عقائدأو قيد دون أمورها كل مسلمة إرادتها عن اإلنسانية النفس تتنازل

بواسطة جاءت التي والتغيير التحول لقوى خاضعة لتكون شرطالرسل . أولئك

األخالقي الوعي خلق في الدين دور بشأن الظاهر االرتباك إنفي الدين به يقوم للدورالذي العام المفهوم في أيضا جليا يظهرهو . جالء األمثلة أكثر ولعل معالمه وتحديد المجتمع بنية تشكيل

بالنسبة المقدسة النصوص معظم تحدده الذي االجتماعي الوضعانتفع . التي الفوائد كانت ولقد الرجل من أدنى بمرتبة المرأة إلى

المفهوم هذا دعم في عامل أهم شك بال لذلك نتيجة الرجال بهالهذا األخالقية المبررات وبنيت ، االجتماعي المرأة بوضع المتعلق

المقدسة النصوص تلك مقاصد أنها الناس فهمه ما على الوضعتخاطب . النصوص هذه فإن منها قليل عدد وباستثناء نفسها

الحياة في له ومساندا تابعا دورا للنساء وتخصص ، أوال الرجالاألمور . فهم أن حقا له يؤسف ومما آن في واالجتماعية الدينية

في المرأة تالم أن شنيع وبشكل السهل من جعل النحو هذا على ، الجنسية الغريزة جماح كبح تجاه بالضعف وتتهم ، األولى المرتبة

1995( page 326 .اإلصحاح . 47 يوحنا . 10اآلية . 1إنجيل

35

النمو في الجوهرية السمات إحدى االنضباط من النوع هذا باعتبارما . زاوية من هذا المرأة وضع إلى نظرنا وإذا وتقدمه األخالقي

ألنه حقها في مجفا موقفا تردد بال لوجدناه الحديثة األفكار به تناديالتي . االجتماعي التطور مراحل غضون ففي بالتعصب يتسم

تضمنتها التي الهداية سعت ، الكبرى األديان كل مولد شهدتالقائمة العالقات تهذيب إلى األولى المرتبة في المقدسة النصوص

حصيلة كانت والتي الظروف به تسمح ما قدر على البشر بينمن . كثير إلى نحتاج وال القسوة وشديدة صعبة تاريخية ظروف

في البدائية والمعامالت السلوك بقواعد التشبث أن لندرك التبصرمن يبذله ما في للدين الحقيقي الهدف يعطل أن البد هذا يومنا

النفوس . في واألخالق القيم معاني لبعث دؤوب جهدمختلف بين عالقات من قام لما مشابهة اعتبارات وثمة

. ، األمد طويلة الشاقة العسيرة فالمرحلة اإلنسانية المجتمعاتالتي الرسالة لتحمل أنفسهم ليهيئوا إسرائيل بنو احتاجها التي

للتحديات والمتصلبة المعقدة الطبيعة على لدليل ، بهم أنيطتإنعاش . يتم أن وألجل الرسالة تلك عليها انطوت التي المعنوية

، إسرائيل أنبياء بها نادى والتي ، وازدهارها الروحية اإلمكانات تلكالوثنية الثقافات عرضتها التي المغريات مقاومة الضروري من كانما . وصفها في المقدسة فالنصوص األمر كلف مهما المجاورةخالفوا الذين من وأتباعهم الحكام بحق الالئقة العقوبات من أنزلأرادها التي الغاية إلى بالنسبة ذلك أهمية على لدليل به أمروا ما

الله .الجامعة كفاح في تمثلت الشكل بعض مشابهة قضية وقامت

عليه محمد الرسول أنشأها والتي ، التكوين حديثة اإلسالميةالقبائل قبل عليها القضاء ماولة أمام صمدت إذ ، والسالم الصالة

وعقيدة الجاهلية قساوة حميتها تذكي كانت التي الوثنية العربيةصعوبة أية التاريخية بالتفاصيل إلمام له من يجد ولن ، بالثأر األخذ

الكريم القرآن أوامر كانت أجله من الذي السبب إدراك فيالموضوع . هذا بصدد صارمة

من كانوا ألنهم باالحترام والمسيحيون اليهود عومل وإذمساومة . . أو األصنام عبدة مع تهاون بأي يسمح لم فإنه الموحدين

القاسي االسلوب هذا نجح حتى نسبيا قصير زمن سوى يمض ولمتوجيه وفي ، العربية الجزيرة شبه قبائل توحيد في الصارم

التي مسيرتها انتهاج نحو التكوين حديثة اإلسالمية الجامعةإنجازات فيها وحققت الزمان من قرون خمسة أكثرمن استغرقت

من مثيال التاريخ لها يشهد لم واقتصادية وثقافية وفكرية أخالقيةلين . ال حكم التاريخ وحكم اتساعها ومدى انتشارها سرعة في قبل

36

محاباة . ال للتاريخ منظور ومن ، األمر نهاية وفي رحمة وال فيهفي رغبتهم أعمتهم الذين أولئك أصاب ما دائما نزن أن علينا ، فيه

بأسره العالم جناها التي الفوائد بتلك مهده في الجديد الدين وأدالمتعلقة المقدس الكتاب رؤية محققا الدين ذلك انتصر حين

إلى ترجمها والتي والتقدم اإلنجاز على وقدرته اإلنسان بإمكاناتاإلسالمية . الحضارة نبوغ الوجود

تطور فهم في والخالف للجدل إثارة القضايا هذه أكثر من ولعلالجريمة مسألة هي الروحي النضج نحو وتقدمه اإلنساني المجتمعبأحكام . المتعلقة التفاصيل في اختالفات وجود وبرغم والعقاب

فإن ، شدتها ودرجة العقوبات تلك حدود في وتفاوت العقوباتبأعمال الخاصة المقدسة النصوص معظم في الواردة األحكام

أحكام هي آخرين أفراد حقوق ضد أو العامة المصلحة ضد العنفاألحكام . تلك كانت ما غالبا ذلك إلى وإضافة الشدة إلى تميل

ألنفسهم ينتقموا بأن عليهم للمعتدى فتسمح تنفيذها دائرة ع توسمنظور . من أما عائلتهم أعضاء من أي ذلك في عنهم ينوب أن أو

األخرى العملية الخيارات عن المرء يسأل أن المعقول فمن التاريخآنذاك . متاحة كانت التي

غير اإلنساني السلوك لمعالجة المعاصرة البرامج غياب ففيتطبيق إلى اللجوء إمكان وانعدام ، تغييره إلى والسعي المقبول

على للمحافظة للشرطة وكاالت أو السجن مثل قهرية إجراءاتيترك أن األحوال هذه مثل في الدين هم كان ، العام النظام

تثبيط في يؤثر الذي السلوك بأن العام الوعي في باقيا انطباعياونتائجه أخالقيا مرفوض سلوك ورقيه المجتمع تقدم وعرقلة الهممذلك . من اإلنسانية الحضارة جنت وقد الثمن باهظة الواقع فيعلينا . تفرضه ما أقل هو الحقيقة بهذه واإلقرار الحقا جمة فوائد

واألمانة . الصدق واجباتأصولها بقيت التي الدينية الرساالت في الحال عليه كان وهكذا

وصلتنا التي الكتابية آثارها في محفوظة األولى ومصادرها التارخية .، العسكري والفتح ، االستبدادي والحكم ، والرق ، التسول أما

فيه المرغوب غير السلوك معالم من ذلك وغير ، اإلثنية والعصبياتالمجتمع في والتعاشر التعامل إلى الموبقات –بالنسبة هذه كل

أن دون علنا استمرت بل جماحها يكبح ولم ، عنها الطرف غضتحقيق . إلى سعيه يشغله الدين كان حين ذلك وحدث حد يحدها

مراحل في اعتبرت السلوك من أنماط في إصالحية إجراءاتأهمية أكثر حينذاك كانت أنها ، الحضارة تقدم مراحل من خاصة

دورة . أي في فشله الدين على أخذنا إذا أنه إال غيرها من وإلحاحامن نوع كل معالجة على اهتمامه كل صب في المتتابعة دوراته من

37

ما لكل منا تجاهال ذلك فسيكون ، القائمة االجتماعية المظالم أنواعالقبيل . هذا من تفكير وأي اإلنساني التطور طبيعة عن تعلمناه

يقيم أن والبد الحاضر لمتطلبات منافيا وأصبح الزمن عليه عفىزمننا مطالب مواجهة من تمنعنا الوطأة شديدة نفسية حواجز

قدرها . حق وتقديرها الحاضرأحداث تفرضه فيما القضية بل ، القضية ليس هن فالماضي . المشكالت وتقع الحاضر الزمن إلى بالنسبة تبعات من الماضي

بين التمييز العالمية األديان من دين أتباع يستطيع ال عندمااألخرى الخصائص وتلك الدين في تتغير ال التي األزلية الخصائصالمجتمع . على يفرضوا أن هؤالء يحاول ثم ومن والتغيرة المؤقتةوهذا . طويل زمن منذ أغراضها استنفذت قد للسلوك قواعد

االجتماعي الدور مفهوم إدراك في جوهريا مبدءا يمثل التمييزيأتي : ما فبين الله بهاء حضرة تفضل فقد ، للدين

لن} وأوجاعه آالمه يشفي عالج من اليوم العالم يحتاجه ما إناهتماما . اهتموا إذا الغد عالم يحتاجه الذي العالج نفس يكون

وحاجاته مطالبه حول مداوالتكم زوا ورك زمنكم بمقتضيات عظيما 48الملحة . {

من الحديث العصر لهذا الملحة والمطالب الماسة الحاجات إنمن العالم قادة الله بهاء حضرة دعا التي اإلنسانية الخبرة تاريخ

تم قد ، تلبيتها إلى عشر التاسع القرن في والدين السياسة أهلبعيد حد إلى تبنيها تقدير –اآلن أقل في عليا مثال اعتبارها تم –أو

التقدمي الفكر أصحاب قبل من أو القادة هؤالء خلف من قبل منمكان . كل من

المبادئ أصبحت حتى نهايته إلى يصل العشرين القرن يكد ولمفي أمل وال خيالية سابقا تعتبر طويلة عقود مدة كانت التي

المداوالت في اليوم والنقاش البحث عمدة ، عمليا تحقيقهاواألبحاث . المبادئ هذه أيدت وقد العولمة بشئون المتعلقة

المفوضة اللجان نتائج من إليه توصلت وما العلمية واالكتشافاتهذه وباتت ، سخيا ماليا عونا تجد التي اللجان وهي ، النفوذ صاحبة

المستويات على النفوذ ذات الوكاالت نشاطات تقود المبادئمن . ضخم محصول وخصص والمحلية والوطنية العالمية

لتنفيذ علمية وسائل عن للبحث عديدة بلغات العلمية المنشوراتاألبحاث تلك اقترحتها التي البرامج هذه وحظيت ، المبادئ تلك

الخمس . القارات في اإلعالم وسائل باهتمام

ص . 48 . 138منتخباتي

38

المبادئ هذه معظم - –ولكن نحو على به يستهان ويالألسفالمجتمع في السالم أعداء من المعروفين قبل من ليس ، واسع

ولسنا . أيضا المبادئ بهذه التزامها تعلن أوساط قبل من بل ، فقطومطابقتها المبادئ هذه بصالحية يقنع قاطع دليل إلى بحاجة

ما القوة من له معنوي اقتناع وجود المطلوب إذ ، الحال لمقتضىأثبت التي المعنوية القوة إنها ، المبادئ تلك تنفيذ على قادرا يجعله

التاريخ عبر عليه اعتمدت الذي الوحيد منبعها أن القاطع بالدليلظهور . باكورة وعند الزمن من متأخر وقت وفي بالله اإليمان كان

السلطات كانت ، الله بهاء حضرة بها جاء التي اإللهية الرسالةوعندما . األهمية من كبير قدر على بنفوذ تتمتع زالت ال الدينية

طوال تساؤل بال اعتنقه بمبدأ صلته ليقطع المسيحي العالم تحركالنابعة والشرور الرقيق تجارة موضوع أخيرا وليعالج ، سنة ألف

المقدس الكتاب إلى األوائل البريطانيون المصلحون توجه ، منهاالسامية . وتعاليمه العليا مثله يستلهمون

الدور فيه وحدد الحقا المتحدة الواليات رئيس به أدلى خطاب وفيفي الصراع نار إشعال في الرقيق لتجارة كان الذي الرئيسيثمنها ) سيكون السوط يسفكها دم نقطة كل قائال أنذر أميركا

آالف . ( ثالثة قبل القول صح وكما السيف يسفكها أخرى دم نقطةحق ) ( } الرب أحكام التوراة في جاء كما اليوم يصح كذلك سنة

} كلها 49عادلةالحرب . وجاءت نهايته من سريا يقترب كان العهد ذلك أن غير

شخصية خاللها تتمكن لم وثورات انقالبات لتتبعها الثانية العالميةمن الروحية القوة استلهام من غاندي المهاتما كشخصية نفوذ ذات

على القضاء في لجهوده دعما الصفوف لتعبئة الهندوسي الدينقادة . يكن ولم الهندية القارة شبه في الطائفي والقتال العنف

في أتباعهم على التأثير في حظا أسعد هناك اإلسالمية الجامعة . رؤية لنا رسم بأن الحال هذه عن الكريم القرآن ر عب وقد األمر هذا

التالية : المجازية الصورة في وضعهاللكتب} { السجل كطي السماء نطوي السلطة 50يوم فتلك

ما فقدت قد أحد يعارضها يكم لم التي للدين المطلقة التقليديةعالقاتهم إقامة في وتوجيههم البشر إلرشاد نفوذ من لها كان

االجتماعية .حضرة كلمات بتقدير يبدأ أن المرء بإمكان لعل السياق هذا وفي

والمجاز باالستعارة يصف أن اختار حيث ، قدرها حق الله بهاءالجديد العصر هذا في الله مشيئة

49 Abraham Lincoln quoted in inaugural Addresses of the presidents of the United State(Washington, D.C:US.Government printing office, 1989 ) . المزمور المزامير أيضا .9آية 19انظر

آية . 50 األنبياء . 104سورة

39

المختوم} الرحيق ختم فتحنا بل األحكام لكم أنزلنا أنا تحسبن الواالقتدار { القدرة وجودها 51بأصابع استوجب التي المبادئ إن

الله بهاء حضرة رسالة منحتا قد البشري للجنس الجماعي النضجالنفسية البواعث جذور اختراق على القادرة الوحيدة القوة تلك

الذين . أولئك إلى بالنسبة أما والتصرف السلوك أساليب وتغييرالرجال بين المساواة مبدأ فليس دعوته وقبلوا بحضرته اعترفوا

خاص إلهي تشريع هو بل ، جدال بها مسلما اجتماعية حجة والنساءمن جانب بكل تتعلق واعتبارات نتائج وله اإلنسانية بالطبيعة

البشرية . العالقات جوانبوحدة حول حضرته به نادى الذي المبدأ على أيضا هذا ويصدق

مثل . األخرى وإرشاداته تعاليمه أما وأعراقا ألوانا البشري الجنس ، اإلنسان حقوق وحماية ، الفكر وحرية ، اإلجباري التعليم مبدأ

ليستفيد عليها المحافظة يجب أمانة الوافرة األرض موارد واعتبارالمواطنين حال صالح عن المجتمع ومسئولية ، جميعا البشر منه

، مستواها ورفع العلمية األبحاث وتشجيع ، وخيرهم أفراده منإلى تضاف عالمية لغة بإيجاد المتعلق العملي المبدأ ذلك وأخيرا

على تساعد أن شأنها من عوامل جميعها هي إنما ، القومية اللغاتمن . كل إلى وبالنسبة جامعة وحدة في األرض سكان اندماج

كل تحمل الله بهاء حضرة بها جاء التي اإللهية للرسالة يستجيبكانت التي النافذة السلطة عين وأمثالها واألحكام المبادئ هذهالسابقة المقدسة النصوص في الواردة واألوامر األحكام بها تتمتع

هناك . أن وبرغم الزور وشهادة والسرقة األوثان عبادة ضداآلثار في مالحظتها يمكن واإلرشادات المبادئ هذه لبعض إشارات

ألوانه سابقا كان آنذاك بالتحديد تعيينها فإن ، السابقة المقدسةمتعددو ، الكوكب هذا سكان يتمكن حتى بالضرورة إرجاؤه ووجب

على معا فيسيروا ، واحد صف إلى االنضمام من واألجناس األنواعبشري جنس طبيعة هي طبيعتهم أن بواسطتهم يكتشفون درب

لرسالة . الخالقة النافذة الروحانية القوة وبضل إال ليس واحد ، قدرها حق اإللهية المثل تقدير اإلمكان في يصبح الله بهاء حضرة

كمجموعة بل ، فحسب بذاتها قائمة منفردة وأحكام كمبادئ ليسلمستقبل شاملة واحدة لرؤية مختلفة جوانب ل تمث موحدة

من تتيحه فيما ومذهلة أهدافها في ثورية رؤية وهي ، اإلنسانيةوإمكانات . فرص

الشئون بإدارة خاصة التعاليم هذه عن تتجزأ ال مبادئ وهناكالبشر . لبني الجماعية

فقرة 51 األقدس . 5الكتاب

40

وجهه الذي الكريم اللوح في واردة اقتباسها يكثر فقرة ففيعطرا ثناء حضرته فيها يثني فيكتوريا الملكة إلى الله بهاء حضرةتلك في يوجه كما ، والدستوري الديموقرطي الحكم مبدأ على

الواجبات إطار في المبدأ هذا تنفيذ منعدم تحذيره الفقرةأريد إذا التنفيذ هذا وضرورة ، موحد عالم خلق تجاه والمسئولياتيا : } العصر هذا وجد أجلها من التي الغاية يحقق أن المبدأ لهذا

ما في وتفكروا تدبروا أخرى ديار وفي هناك في المجلس أصحابالعالم . فانظروا المتوسمين من أنتم لو وحاله العالم به يصلحباألسباب األمراض فاعترته كامال صحيحا خلق إنه ، إنسان كهيكل

بما مرضه اشتد بل يوم في نفسه طابت وما المتغايرة المختلفةالهوى مطية ركبوا الذين حاذقين غير أطباء تصرف تحت وقع

من . عصر في أعضائه من عضو طاب وإن الهائمين من وكانواأخرى أعضاء بقيت حاذق بطبيب األعصار

كان .. { 52فيمابعض الله بهاء حضرة يشرح اللوح هذا من أخرى مقاطع وفي

حضرته فيدعو ، االقتراحات تلك تتضمنها التي العملية اإلجراءاتلما أساسا لتكون للتشاور دولية هيئة إنشاء إلى العالم حكومات

عالمي ) ( فدرالي نظام بأنه الله أمر ولي هذه 53وصفه وتخولوالمحافظة فيها األعضاء الدول استقالل عن الدفاع حق الهيئة

الوطنية النزاعات فض صالحية وتمنح ، أراضيها سالمة علىالجنس مصالح تخدم العالمية للتنمية برامج وتنسيق واإلقليمية

الله . بهاء حضرة أن بمكان األهمية من ولعله قاطبة البشريلوقف القوة استعمال حق منحه التنظيم هذا تأسيس عند يقترححكام . إلى وجهه بيان ففي أخرى على دولة أي ه تشن اعتداء أي

الواضح اإلجراء هذا لمثل الواضح األخالق الدافع يؤكد عصرهعدل : } إال هذا إن عليه قوموا اآلخر على منكم أحد قام إن فيقول

54مبين . {

هي تدريجيا األهداف هذه تتحقق سوف بواسطتها التي القوة إنكل للبهائيين واضحة حقيقة هذه أن ورغم ، واالتحاد الوحدة قوة

الراهنة باألزمة يختص فيما االتحاد هذا يعنيه ما أن إال ، الوضوحهذا بشأن اليوم الدائر الحوار معظم تفادها قد اإلنسانية للحضارة

المرض . إن القول الناس من قليلة فئة إال تعارض ولن الموضوعمن ويفت اإلنسانية دم يمتص والذي العالم في المستشري

االتحاد . وعدم الفرقو إال هو ما عضدهاص . 52 . 164منتخباتي53 Shoghi Effendi, The world order of Baha ullah. page 204 . ص . 54 . 163منتخباتي

41

اإلرادة أصابت وقد مكان كل في االتحاد عدم مظاهر فنشاهدالسعي في الجماعية العزيمة وأضعفت ، بالشلل السياسية

المواطنين بين العالقات في السموم ونفث ، والتغيير للتحولسلسلة . حدوث بعد إذا الغريب من أليس األديان بين والعالقات

واألخالق واالقتصاد والسياسة االجتماع عوالم في االضطرابات منال االتحاد مبدأ أن نجد أن ، بأخرى أو بصورة وحلت معالجتها تمت ، ، البعيد المستقبل في تحقيقه يرجى هدف أنه على إليه ينظر يزالإال . هي ما حقيقتها في االضطرابات هذه ولكن بلوغه أمكن إذا هذا

والسؤال . نفسه المرض أصل ولست ومضاعفاته المرض أعراضبصورة : تصديقها وتم أساسها من الحقيقة قلبت لماذا هنا

؟ واسعةاالعتقاد هو ذلك في السبب أن هو السؤال هذا عن الجواب ولعلكل عاجزة حاليا الموجودة االجتماعية المؤسسات أن السائدبين والعقول القلوب يجمع حقيقي اتحاد أي تحقيق عن العجز

الجذور . عميق اختالفا خبراتهم تختلف أناسمحمودة خطوة هو الضمني االعتراف هذا فإن األحوال كل وفي

التطور بمراحل الخاص المفهوم في التفكير في تقدما ل تمثأنه كما ، ماضية قليلة عقود قبل سائدا كان الذي االجتماعي

القائمة . التحديات مواجهة في محدودة عملية فوائد ذا سيكونوينمي يدعمها اإلنسانية النفس حاالت من حالة واالتحاد الوحدة إن

قوانين . من تشريعه يمكن ما إلى إضافة والتربية التعليم قدراتهالم وما ، بارز كيان ذا االتحاد يصبح لم ما يحدث لن ذلك ولكم

المجتمع . حياة في ومؤثرة نافذة قوة وجوده يترسختوصياتهم تصوغ الذين العولمة أنصار من المثقفين فطبقة

ماهية إلى بالنسبة الخاطئة المادية المفاهيم واقتراحاتهمإلعادة الفذة المحاوالت تتمكن أن بأمل بشدة يتشبثون ، الحقيقة

إلى ترجئ أن من السياسية بالمساومات مدعومة المجتمع تنظيممهددة األفق في تلوح التي الكوارث تلك حدوث مسمى غير أجل

إال خطرها ينكر ال التي الكوارث وهي ، البشري الجنس مستقبل . قائال الله بهاء حضرة ح يصر الصدد هذا وفي الناس من قليلة فئة

محاط} بأسره البشري الجنس أن هو مشاهدته مايمكن إنوقفوا . قد أنفسهم غوى أسكرهم الذين فأولئك واآلالم بالمصائب

أوقعوا . كيف فشاهدوا الحاذق الطبيب وبين البشر بين حائالاكتشاف . عن عاجزون فهم مكائدهم في أنفسهم فيهم بما الناس

عالجا . { له يعرفون وال المرض 55أسباب

ص . 55 م . 139 : 138ن

42

مصدره فإن ، العالم ألمراض الشافي العالج هو االتحاد إن وحيثوالشئون المعامالت في ر الخي وأثره الدين إحياء هو الكيد الواحد

أنزلها التي واألحكام المبادئ أن الله بهاء حضرة ويعلن ، اإلنسانيةلظهور } الكبرى والوسيلة األعظم السبب هي اليوم هذا في الله

وإشراقه . { االتحاد ر هذا } 56ني على يشاد ما كل أيضا ويضيفالزمان . { مدى أركانه يقوض وال الدنيا حوادث تزعزعه ال األساس

57

دعوة إذا الله بهاء حضرة بها جاء التي اإللهية الرسالة صميم فيففي . البشري الجنس وحدة يعكس موحد عالمي مجتمع خلق إلى

من تسوقه أن البهائية الجامعة يمكن ما جل إن المطاف نهايةالوحدة أنموذج هو الله بهاء حضرة دعوة صدق إلثبات األدلة

القرن . يدخل وهو البهائي فالدين تعاليمه أنتجته الذي واالتحادلها العالم يشهد لم فريدة ظاهرة ل يمث إنما والعشرين الحادي

وفترات . النمو طفرات فيه تفاوتت الجهد من عقود غبعد مثيالالجامعة جابهته ما إلى إضافة ، األمد طويلة واالستحكام الدعم

الجامعة هذه نجد ، وعوائق نكسات من األحيان أغلب في البهائيةإثنية خلفية كل تقريبا لون يمث البشر من ماليين عدة تضم وهي اآلنإدارة على هؤالء يقوم ، األرض وجه على ودينية واجتماعية وثقافية

انتخابا تنتخب مؤسسات طريق عن الجماعية شئونهمالدين . رجال قبل من تدخل أي دون ، ديموقراطيا

فيها جذورها الجامعة هذه غرست التي المحلية المراكز فآالف ، األهمية ذات الجزر من ومجموعة وإقليم دولة كل في موجودة

ومن " " فويغو دل تيارا إلى الشمالي القطب من تمتد وهييعارض . أن المحتمل غير من ولعله الهادي المحيط إلى أفريقيا

أن يؤكد الذي الرأي ، المتوافرة بالشواهد علم على الناس من أحدوأوسعها تنوعا البشرية المجموعات أكثر تؤلف البهائية الجامعة

مجموعات بأية قورنت ما إذا ، الجغرافية الناحية من انتشاراالكوكب . هذا على مماثلة بشرية

تساؤالت . يسوق وقد لحقيقته وإدراكا تفهما يستدعي اإلنجاز وهذاأو ، المالية المصادر توافر مثل عوامل إلى تنسب معروف تقليدية

االستعانة أو ، نفوذ ذات قوى تخدم سياسية لمصالح رعايةشديدة والتبشير للدعوة برامج تطبيق أو ، الغيبية بالمعتقداتوعذابه الله غضب من النفوس في الرهبة تثير إنه –اللهجة والواقع

البهائية الجامعة حققته ما في دور العوامل هذه من ألي يكن لمص . 56 الله بهاء حضرة ألواح من . 28مجموعةص . 57 م . 148ن

43

كأعضاء . هويتهم تحديد من الدين هذا أتباع تمكن فقد إنجازات منوالتي ، حياتهم أهداف تصوغ التي الهوية وهي ، واحد بشري جنس

المعنوي بالتفوق لديهم شعور أي عن تعبيرا ليست أنها الواضح منفذلك } ينافسكم من هناك يكن لم إن البهاء أهل يا اآلخرين على

عليكم . { ورحمته عنايته فضل المنصف 58الفضل للمراقب والبدتكون قد ظاهرة البهائي الدين أن في مليا يفكر األقل –أن –على

االختالف كل تختلف ومؤثرات عوامل نتيجةوالمؤثرات العوامل إنها ، وألفوه الناس اعتاده عما طبيعتها في

تشحذ أن على قادرة فهي ، فقط روحية بأنها وصفها يمكن التيالبذل من مآثر فيحققوا خلفية كل من عاديين أشخاص همم

. واإلعجاب الدهشة على تبعث واإلدراك والفهم والتضحياتالتي وحدته على حافظ قد البهائي الدين أن االنتباه يسترعي ووما

المراحل ان إب وذلك ، خلل يعتورها أو ضعف يصيبها أن دون حققهايجدي . ولن واألذى للهجوم عرضة كان حين تاريخه من األولى

التاريخ في الناس من أخرى مجموعة على العثور في نفعا البحثاجتماعية – أم ، دينية أمام –سياسية، بنجاح الصمود من تمكنت

بكل . البهائية فالجامعة المستديمة واالنشقاق التشرذم آفاتلما إدراكها في متحدة ، البشر من واحدة وحدة إال ليست تنوعها

للنظام والئها في متحدة ، بعثتها التي اإللهية الرسالة أرادته ، المشتركة شئونها إلدارة الله بهاء حضرة به جاء الذي اإلداري

نشر من مسئولياتها تنفيذ في التزامها في أيضا متحدة وهيالتي . العقود ان فإب ذلك ورغم المعمورة أنحاء سائر في رسالتهمن بعضهم ، األشخاص من عدد حاول الدين هذا نمو استغرقها

الطمع من بحافز مدفوع وكلهم المقام وعلو االعتبار ذويبالوالء يدينون منفصلين أتباع لخلق جهدهم أقصى بذل ، والطموح

على فرضوها شخصية تفاسير من هؤالء قدمه بما متأثرين لهمفي . أن ننسى أال وعلينا الكتابية آثاره في الله بهاء حضرة به ماجاء

محاوالت قامت دين كل تطور شهدت التي المرحلة تلك بواكيرتلك في واالنشقاق الفرقة خلق في ونجحت ذكرناه لما مشابهةأما . متنافسة فرق شييع إلى وتقسيمها التكوين حديثة األديان

دون بالفشل المحاوالت هذه كل باءت فقد البهائي للدين بالنسبةالنهائية حصيلته كانت مؤقت جدل إثارة من إال تتمكن ولم ، استثناء

رسمها التي األهداف بتلك عمقا البهائية الجامعة إيمان ازداد أنالله . بهاء حضرة أكد وهكذا بها االلتزام لديهم وأرسخت مؤسسهايضئ } نور واالتفاق االتحاد نور إن قائال برسالته آمنوا الذين ألولئك

كلها . { 59اآلفاقص 58 إلهي عدل . 172ظهورص . 59 . 184منتخباتي

44

إال المرء يسع فال ، عليه هي ما على اإلنسانية الطبيعة كانت ولماأن ومؤكدا األمور مستبقا الله أمر ولي خطه ما قدره حق يقدر أن

تطهير عمليات بمثابة المحاوالت تلكالتناقض هذا رغم ، بالضرورة وستكون طويال زمنا وستستمر

البهائية . الجامعة نضج معالم من يتجزأ ال جزءا الظاهر

بالشلل اإلنسانية القدرة إصابة بالله اإليمان عن االبتعاد نتائج ومنأغلب وفي ، الشر لمعضلة مجدية بفاعلية التصدي عن أقعدها ماأن . ورغم اآلفة هذه بوجود اإلقرار هي المسألة تكون األحيانقائما ملموسا ماديا وجودا الشر ظاهرة إلى ينسبون ال البهائيين

فإن ، األديان تاريخ من األولى المراحل في الظن كان كما بذاتهله المرض أو الجهل أو كالظالم تماما الشر له يمث الذي الخير انتفاء

المواسم . من موسم يمر وال وتعطل تشل الوطأة شديدة آثارفيه المثقف القارئ ويجد إال الكتب وبيع النشر بدور الخاصة

واسعة جديدة تحاليل كتب على تحتوي الجديدة الكتب من سلسلةارتكبوا ممن ، وأذى شرا األكثر األشخاص بعض لصفات الخيال

شنيعة جرائم البشر إخوانهم من الماليين ضد العشرين القرن ان إبذلك . كنه ندرك أن أردان وإذا وإبادة وإهانة تعذيب من منظمة

ال نارا ويشعل كاملة سيطرة اإلنسان على يسيطر الذي الهوسالباحثين العلماء فإن ، البشر ضد والكراهية الحقد من أوارها يخمدإلى تعطى أن يجب التي األهمية في مليا التفكير إلى يدعوننا

متفرقة . حزما أو منفردة أكانت المشكالت من مختلفة ضروباألمل : وخيبة ، االجتماعي والعزل ، األبوية السلطة فساد مثل

اإلصابة واحتماالت ، ومعاناتها والحرب ، والظلم ، والفقر ، المهنيةللوجود الرافض العدمي األدب انتشار وأخيرا ، الوراثي بالعجز

خضم . في ملحوظ بشكل غاب وقد كافة والدينية األخالقية والقيمإمكان في كان ما والتخمين الحدس على المبنية المناقشات هذه

، الماضي القرن في قريب وقت حتى ، الخبرة ذوي من المعلقينتميزه . التي السمات كانت أيا روحي مرض بوجود يعترفوا أن

ما قياس به يمكن الذي النهائي الدقيق المعيار هو االتحاد كان فإذاتصفح ولن التاريخ يصفح فلن ، ورقي تقدم من اإلنسانية حققته

على يتطاولون اختيارهم بمحض الذين أولئك عن بسهولة السماءالناس . وثق وإذا ، الثقة على يبعث فاالتحاد ويصولون االتحاد

خلف من ويخرجون اطمئنانا يمتلئون فإنهم ببعض بعضهملديهم . سبيل فال ذلك ودون اآلخرين على وينفتحون متاريسهم

أشد . وليس مشتركة أهداف لتنفيذ الكامل اإلخالص يلتزموا لكي

45

الملتزم شريكه أن فجأة المرء يكتشف أن من للمعنويات هدماااللتزامات وإن ، معا تنفيذه على علنأ أتفق ما نقض قد بالعهد

جني بغية للموقف استغالال إال تكن لم نية بحسن أبرمت التيجرى عما تختلف خفية مآرب لتحقيق ووسيلة ، خاصة منفعة

نجدها . الخيانة هذه وأمثال به التزم ما مع وتتعارض عليه االتفاقالخيانات تلك أولى وكانت ، التاريخ عصور عبر مسترسال خيطا

أخاه يحسد كان الذي لقابيل القديمة الحكاية هي تسجيلها تم التيالتي . المروعة للمعاناة كان ا وإذ إيمانا ليزيده الله اختاره الذي

فإن ، العشرين القرن في تلقوه درس من األرض سكان أصابتالبشرية ورثته الذي التشرذم أن ندرك أن في يكمن الدرس هذا

من ميدان كل في الناس بين العالقات وأفسد سحيق ماض منواسعا الباب يفتح أن العصر هذا في باستطاعته ، الحياة ميادينيمكن ال ما وعنفها وحشيتها في تفوق شيطانية تصرفات أمام

تصوره . لعقلالعمل تأكيد بكل معناه لكان ، عليه يطلق اسم من للشر كان فلو

إلحالل بالغة بصعوبة إبرامها تم التي المواثيق نقض بغية عمداالخيرة النيات ألصحاب يمكن بواسطتها والتي ، والمصالحة السالمبناء في معا ويشرعوا الماضي ربقة من التخلص إلى يسعوا أن

جديد . مستقبلالبذل وعلى الذات ونكران اإليثار على طبيعته في االتحاد ويعتمدطينة . ).... ألن ذلك ضرورة البهاء عبد حضرة أكد وقد والتضحية

الذات ( بحب مخمرة 60اإلنسان

األمارة " " " " النفس بأنها األنا أو الذات ترفض 61ووصف التيأن . أجل ومن حريتها تعتقده ما على تفرض حدود أية بالفطرة

ما إرضاء من نه تمك التي الحرية عن اختياره بمحض الفرد يتنازلعن يعوض سوف بأنه اقتناع إلى يصل أن عليه ، رغباته من شاء

شتى . تحقيق الفرد يجد األمر نهاية وفي آخر عالم في ذلكله . واالستسالم لله اإلذعان في دائما الحال هي كما ، رغباته

هذا مثل يتطلبه لما االستجابة في للفشل المدمرة النائج ونجدمن قرون عبر خاصة بصورة ظاهرة لله واالستسالم اإلذعان

من به جاءوا وما الله رسل لها تعرض التي الخيانة شهدت الزمانلعرض . المناسب المكان هو الحديث هذا وليس والتعاليم المثل

حفظ الذي الميثاق وهو ، وبنوده الخاص الميثاق هذا طبيعةوقاموا به اعترفوا الذين أولئك اتحاد الله بهاء حضرة بواسطته

رسالته . هدف خدمة علىالبهاء 60 البهاء –عبد عبد حضرة قلم آثار من المدنية مشورات ) –الرسالة من كيوليك فرج بهية ترجمة

البرازيل في البهائية النشر . 59ص ( 1986 –دارج 61 ، البهاء عبد حضرة مكاتيب از . 250ص 1منتخباتي

46

بيانه ينتهجها التي الحازمة اللهجة إلى االنتباه نلفت أن هنا يكفينافي وتظاهروا ، عمدا الميثاق نقضوا الذين أولئك عن يتحدث عندما

أولئك : } غفلوا الذين إن قائال ويصفهم ، له بالوالء نفسه الوقتالمختار . { العزيز ربك عند النار أهل 62من

لناقضي إدانته في الصارمة اللهجة هذه استخدام في والسببإدراك . في صعوبة يجدون الذين هم وقليل واضح الله ميثاق

واالغتصاب القتل مثل مألوفة جرائم عن الناجمة المخاطرفي أو ، حاله وصالح المجتمع سالمة تهدد جرائم وهي ، واالحتيال

نفسه . بحماية الكفيلة اإلجراءات اتخاذ إلى المجتمع حاجة إدراكإلى : البهائيون ينظر كيف السؤال يطرح المنطلق هذا ومن

الوحدة بخلق الكفيلة األساسية الوسائل تلك يهدم سوف انحراف؟ ضبطه يتم لم إن واالتحاد

المستقيم الصراط عن االنحراف هذا البهاء عبد حضرة ويصفهذه االنحراف ظاهرة أثر فيصف هوادة وال فيها لين ال بكلمات

) " المباركة) " الشجرة أصل تصيب فأس 63بأنها

سالمة في نقضا أو معارض فكر مسألة ليست هنا والقضيةوفي . ، سلطة ألية الرضوخ يستسيغون ال الناس من فكثير الخلقوجود تستدعي التي الظروف عن بعيدا بأنفسهم ينأون األمر نهاية

وانضموا . البهائي الدين اجتذبهم الذين األشخاص أما السلطة تلكأحرار فإنهم صفوفه ترك األسباب من سبب ألي قرروا ثم إليه

يفعلون . فيماجوهريا . اختالفا طبيعتها في مختلفة فظاهرة الميثاق نقض أما

يخضعون الذين أولئك نفوس في الظاهرة هذه تثيره الذي فالدافعأو ذواتهم يحقق أنه يعتقدون طريق اختيار مجرد ليس لنفوذها

هم األشخاص هؤالء مثل ألن بل ، المجتمع خدمة في يسهمعليها السطرة يمكن ال بعزيمة يبدو ا على مدفوعون باألحرى

من وسيلة بأي جامعتهم أفراد على الشخصية مشيئتهم ليفرضوااألذى من يلحقونه لما آبهين غير ، لديهم المتوافرة الوسائل

على قطعوه الذي المقدس للعهد احترام أي مقيمين وغير والضررالمقام . هذا وفي الجامعة تلك إلى كـعضاء انضموا حين أنفسهم

إلى بالنسبة ليس ، العليا السلطة صاحبة أخيرا الفرد نفس تصبحاألفراد من عدد حياة اغلى بالنسبة أيضا بل ، فقط الفرد ذلك حياة

الخبرة . برهنت لقد عليهم والتأثير اجتذابهم يمكن الذين اآلخرينعلى للشك مجاال تدع ال بصورة بالفواجع المألى الطويلة اإلنسانية

أو ، العقل ،أورجاحة النسب علو مثل المتميزة المواهب أن

62 ، جلد ، أعلى قلم . 6ص 6آثاراألوفى " 63 العهد في البهاء عبد وصايا بيروت " –كتاب والميثاق العهد عن المباركة اآلثار من مقتطفات

. 21ص 1980

47

في القيادة مؤهالت أو ، القوة مناقب أو ، المعارف تحصيلالعالم لخدمة تسخيرها إما يمكن كلها المواهب هذه المجتمع

ولما . سواء حد على شخصية مطامع و مطامح إلرضاء أو اإلنسانيعلى زا مرك العصور من مضى ما طوال اإللهية الرسالة هدف كان

أن اإلمكان في يكن لم فإنه طبيعتها في مختلفة روحية أسبقياتأي رسالة جوهر إفساد في العصيان وهذا التمرد هذا مثل يتسبب

الفرص . ضخامة فمع اليوم أما المتتابعة اإللهية المظاهر من ، العالم التحاد المحسوس التطبيق بها جاء التي األخطار وعظم

مظاهر لكل المحك هو واالتحاد الوحدة بمطالب يغدوااللتزامإلى بالنسبة لإلخالص مشاعر لكل وحتى ، الله لمشيئة االنقياد

أحواله . وصالح البشري الجنس سالمة

التحديات ليواجه أهله قد البهائي الدين تاريخ في ماحدث كل إنمن . نسبيا المبكرة المرحلة هذه في وحتى اليوم أمامه الماثلة

هذا فإن ، نسبيا المالية موارده قلة وبرغم ، وتطوره الدين هذا نمويحتاج وال ، واإلكرام االحترام من يناله بما جدير البهائي المسعى

يقدر لكي األصل إلهي الدين هذا بأن اإليمان إلى عيان شاهد أيالبهائي . الدين إلى نظرنا فلو إنجازات من به يقوم ما التقدير حق

طبيعتها في البهائية الجامعة فإن دنيوية ظاهرة مجرد أنه علىيهتم إنسان أي لها يكنه الذي االحترام ذاته في تبرر وإنجازاتها

أيضا وهي ، اإلنسانية الحضارة بها تمر التي باألزمة جديا اهتماماكيف تعرف أن باستطاعتها المتنوعة العالم شعوب أن على شاهد

يسكن واحد بشري كجنس ذواتها يحقق جو في وتعمل تتعايشواحدا . عالميا وطنا

التأكيد ‘ هذا لمثل ضرورة هناك كان إذا ، الحقيقة هذه لنا وتؤكداألعظم العدل بيت يضعها التي المتعاقبة للمشاريع الماسة الحاجة

أن في الحق كل الحق البشر ولسائر ، وانتشاره الدين هذا لدعمالناس من الجماعة هذه إلسهام بالنسبة التوقعات لديهم تنشأ

واالتحاد الوحدة رؤية عليهم تمليه ما وأمانة صدق بكل الملتزمينهؤالء . يتوقعه ما إن الله بهاء لحضرة المباركة اآلثار تجسدها التيحيويا إسهاما اإلسهام في متعاظم دور الجماعة لهذه يكون أن هو

في تعتمد التي البرامج وهي ، االجتماعي اإلصالح برامج فيولكي . واالتحاد الوحدة روح من المنبعثة القوة على بالذات نجاحها

منها ذلك يتطلب التوقعات هذه تحقيق من البهائية الجامعة تتمكنمن تستخدمه ما أعظم نحو على لتضاعف دوما متسارعا نمواتسعى أن عليها أن كما ، نشاطاتها في والمادية البشرية الموارد

48

المواهب من لديها يتوافر ما مدى في التنوع من مزيد إلىالتي للمنظمات حقيقيا شريكا لتصبح تؤهلها التي والكفاءات

لهذه . االجتماعية األهداف إلى باإلضافة والهدف الرأي تشاطرهاالبشر من الماليين هناك أن البهائيون يدرك أن يجب الجهود

الله بهاء حضرة برسالة لهم علم ال وهؤالء ، أمثالهم المخلصينفي اإللهام بعثت التي الرسالة تلك مبادئ بكثيرمن تأثروا قد لكنهم

حياة التخاذ مؤاتية فرصة إلى تواقة الماليين تلك وأن ، نفوسهمالزوال . يعرف ال معنى الحياة تلك لتكتسب الخدمة أساسها

الجامعة في تمتد جذورها أخذت التي المنتظم النمو ثقافة إنمن إزاء يعطوه أن لألحباء يمكن مؤثر رد أبلغ أنها يبدو البهائيةيكتسبها . التي فالخبرة الصفحات هذه في طرح تحد من يواجههم

والجدية بالعمق يتسم درسا الخالقة اإللهية الكلمة درس بعد المرءالمادية واألوهام الظنون قبضة من تحرره ، التي –واالستمرار

الشيطانية } { المظاهر إشارات بأنها الله بهاء حضرة 64يصفها

دوافع وتشل المجتمع في تتفشى التي واألوهام الظنون تلكالنفس . في يبعث اإللهية الكلمة فهم في فالتعمق والتغيير التحول

إيجاد إلى بشوق يتطلعو الذين والمعارف األصدقاء دعم على قدرةإن . والنضج بالذكاء تتسم ترجمة ذلك وترجمة واالتحاد الوحدة

الحالي للمشروع األساسية النشاطات األطفال –طبيعة كدروسالدراسية والحلقات الدعاء من –وجلسات متزايدة ألعداد تسمح

بحرية باالشتراك بعد بهائيين أنفسهم يعتبرون ال الذين ، األشخاصالوجود . إلى ظهر أن ذلك نتيجة من كان ولقد النشاطات هذه في

وحدة ) ( ) أو جماعية مصلحة بأنه مالئما وصفا وصفه يمكن ماالنشاطات ( هذه في االشتراك من آخرون يستفيد وبينما المصالحأهدافهم البهائي الدين تحقيقها إلى يسعى التي األهداف وتصبح

االلتزام إلى يميلون أيضا هؤالء أن إلى على الخبرة تدلنا ، أيضا همنشطا . تنفيذا رسالته وتنفيذ الله بهاء حضرة بخدمة كامال التزاما

إضافية أهداف من المذكور المشروع يتضمنه عما النظر وبغضالجامعة في القدرة يبعث ، ذلك على بناء ، كامال تنفيذأ تنفيذه فإنحول العام الحوار في إسهاماتها هائلة بصورة لتضاعف البهائية

الجنس تواجه التي القضايا أهم اليوم صارت التي القضيةواالتحاد . الوحدة خلق قضية وهي أال ، البشري

بهاء حضرة إلى به الله عهد ما ينفذوا أن للبهائيين قدر إذا ولكنللبهائيين قصوى ضرورة هناك أن الواضح فمن ، وظائف من الله

على لالستحواذ تنافس ثمة هناك ليس أنه االعتبار يأخذوابعين أنالتي الجهود بين أي ، المتوازية الجهود تلك بين االهتمام كامل

ص . 64 اإليقان . 153كتاب

49

الله . أمر تبليغ تستهدف التي ولتلك المجتمع إصالح إألى تسعىمتماسك عالمي لبرنامج متقابلة معالم هي كلها الجهود فهذه

المطالب . اختالف حسب غالبا يتحدد ال المناهج فاختالف الجوانبتواجه التي واالستقصاء البحث مراحل اختالف وحسب والحاجات

من . أصيلة موهبة هي االختيار حرية إن وحيث بهائي فرد كلالله بهاء حضرة تعاليم تجذبه شخص كل فإن ، الروح مواهبالسلسة تلك في به الخاص مكانه يكتشف أن عليه ودرسها لبحثها

إلى للوصول طلبا لها نهاية ال التي الروحية الرحلة من المستمرةضميره . قرارة في ولنفسه بنفسه يقرر أن أيضا وعليه الحقيقةالتي الروحية المسئولية تلك ، ضغط أي تحت يكون أن ودون

األفرد . يتمكن ولكي هذه الحقيقة عن البحث رحلة عليه تفرضهاأن إذا عليه ، وذكاء بفطنة الشخصية الحرية هذه يزاول أن من

يجد التي والتغيير التحول مسيرة منظور من األمور إلى ينظرأن . أيضا وعليه األرض سكان من إخوانه كسائر مدارها في نفسه

واجب . أما الخاصة لحياته بالنسبة ذلك على يترتب ما يتفهممرحلة كل تساعد كي وسعها في ما كل تبذل أن البهائية الجامعة

إلى عودتها نحو لإلنسانية الشامل العام التحرك مراحل منلهذه . البهاء عبد حضرة ورثها التي اإللهية والخطة الله مع الوصال

ذلك . تنفيذ بواسطتها يمكن التي الوسيلة هي الجامعةمهمة فإن ، لدحضه مجال ال مبدأ الدين وحدة مبدأ كان مهما ولكنمن مشروعا ليست الله بهاء حضرة رسالة في اآلخرين إشراك

األديان " " تآلف حركة مشاريعوتصبو الروح تحن ، الفكري اليقين بلوغ إألى العقل يسعى فبينمالكل . القصوى الغاية هو الداخلي االقتناع هذا ومثل اإليقان إلى

تلك تستغرقها التي السرعة عن النظر بغض الروحانية عن باحثالدخول . خبرة ليست اإلنسانية للروح فالبنسبة جها تدر أو الرحلة

الحقيقة استطالع بغية عرضية ظاهرة أو طارئا أمرا الدين فياألمر نهاية في االهتمام ينال أن يجب الذي المحور هي بل ، الدينية

من. الله بهاء حضرة كلمات تحمله فيما مواربة أو لبس ثمة وليسأذهان في لبس ثمة ليس أنه كما ، الموضوع هذا حول المعاني

أمره خدمة على يقومون الذين الله –أولئك بهاء حضرة يتفضلارتفع } فقد ، واإلصغاء المشاهدة يوم اليوم إن الحقيقة في قائال

، المشرق الظهور أفق من الوجه أنوار وأشرقت اإللهي النداءبالعدل ينظروا أن وعليهم ، قبل من سمعوه ما محو الجميع وعلى

والظهورات . { والبينات اآليات إلى 65واإلنصاف

ص 65 ، . 15منتخباتي

50

التاريخي الوعي يقظة هي للحداثة المميزة السمات إحدى إن . اليقظة هذه نتائج ومن شمولها في عالمية تساعد –يقظة التي

- تغييرا أحدثت أنها واسعة بصورة الله بهاء حضرة رسالة تبليغ علىأعطوا ما إذا ، الناس ن تمك في ل تمث األشياء إلى نظرتنا في ثوريا

عرفتها التي المقدسة الكتب مجموعة أن اإلدراك من ، الفرصةوحصرها الروح بخالص المتعلق األخير الشأن إلى تشير اإلنسانية

نه . تبي كما ، والمجاز الرمز لغة وراء للدين إن التاريخ إطار ضمنبل السحر بفعل ال النفوس في تأثيرا ، المقدسة اإللهية النصوص

المادي العالم في يزدهر اإليفاء من متواصل سياق الدين األنالهدف . لذلك الله خلقه الذي

واحد بصوت الإلهية ال8كتب تتحدث الشأن هذا تبلغ : وفي أن الدين هذف إن} الحصاد } يوم عصر واحد } {66الإنسانية وراع واحدة رعية هناك يكون 67حيث

ربها } { بنور الأرض أشرقت فيه الي الموعود العصر ذلك الذي 68إنه العصر وهوالأرض } { على كذلك السماء في كما الله مشيئة فيه اليوم } 69تكون ذلك إنه

المقدسة } {70الموعود { المدينة تنزل إلهي } {71عندما عند من السماء وعندما 72منإليه } وتجري التلال فوق ويرتفع الجبال رأس في ثابتا يكون الرب بيت جبل أن نجد

الأمم { وجوه } 73كل وتطحنون شعبي تسحقون ل8كم ما الله يسأل فيه الذي اليوم إنهوقت } 74البائسين؟ { إلى المختومة ال8 الآيات تلك فيه حين أيضا اليوم ذلك إنه

الرب } {75النهاية { فم يعينه جديد باسم الله مع فيه الاتحاد العصر 76ويكون إنهله كلماتها في اللغة تجد ولم ، عقل يتصوره ولم ، مثيلا له الإنسانية تشهد لم الذي

كنا } إنا علينا نعيده خلق أول بدأنا كما ال8كريم القرآن في جاء وكما ، الآن حتى وصفا 77فاعلين . {

يكن لم إذا التاريخ في المتعاقبة الدينية للرساالت المعلن فالهدف

الخالص طريق السالكين الحقيقة رواد من الواحد الفرد هداية بغيةبأسرها اإلنسانية األسرة تهيئة بغية أيضا بل ، فحسب الشخصيالسابقة األديان إليه أشارت ،الذي الخطير الحدث ذلك الستقبالتغيرا وتتغير العالم حياة تتجدد في الذي اآلخر اليوم بأنه مجازاهذا. أمام السبيل ليمهد الله بهاء حضرة ظهور كان وما كامال

وقوة . فبواسطته بعينه الحدث هو بل ، بوقوعه التنبؤ أو الحدثأعلى 66 قلم ص . –آثار أرض ورؤساي بملوك خطاب نازلة . 87ألواحإصحاح . 67 يوحنا . 16آية . 10إنجيلاآلية . 68 الزمر . 69سورةمتى 69 . 10آية . 6إصحاح –إنجيلالبروج 70 . 2اآلية –سورةاإلصحاح - 71 الالهوتي يوحنا . 2آية . 21رؤياإصحاح . 72 م . 12آية . 3نإصحاح . 73 . 2آية . 2اشعياإصحاح . 74 م . 15آية 3نإصحاح . 75 . 9آية . 12دانيالإصحاح . 76 . 2آية . 62اشعياآية . 77 األنبياء . 104سورة

51

التي األسس لتشييد الخطيرة المهمة تلك تنفيذ في شرع نفوذهسكان على وأنعم ، األرض على الله ملكوت عليها يقوم سوف

وما . المهمة هذه لتحقيق اللزمة والقدرات بالمواهب األرضاالجتماعية العدالة مبادئ تسودها عالمية حضارة إال هذا الملكوت

نحو على البشر حققها التي والفكرية الروححية اإلنجازات وتثريهابهذا الله بهاء حضرة صرح وقد ، يتخيله أن الحاضر للعصر يمكن الوعلى : } ، األكبر والفيض األعظم الفضل يوم اليوم قائال الخصوص

ظل في واالتفاق االتحاد بتمام واالطمئنان الراحة يجدوا أن الجميعويبسط .... العالم هذا بساط يطوى فلسوف اإللهية العناية سدرة

آخر . { 78بساط

الجوهري لالختالف تفهما تستدعي العظيم الهدف هذا وخدمةالسياسية المشاريع تلك عن الله بهاء حضرة رسالة يميز الذي

الذي . والروحي األخالق فالفراغ البشر يبتدعها التي والعقائديةقدرات اقصى فشل عن النقاب كشف العشرين القرن فظائع أنتج

رسم في ، اإللهي التأييد من مجردة كانت إذ ، اإلنساني العقلالموارد كل رغم وذلك ، أركانه وتشييد المثالي المجتمع معالم

المعاناة . تلك ونحتت المجهود لذلك تخصص التي الهائلة الماليةاألرض شعوب وعي من يمحى ال درسا والفضائع األهوال منالعالم . مستقبل إلى بالنسبة الصحيح الدين فمنظور وأممها

الحاضر بنظم وعالقته ، الماضي نظم وبين بينه الصلة إذا اإلنسانيالرمز . في الكامنة الحقيقة تلك هدفه فالدين نسبيا واهية عالقة

التعبير ( . Genetic codeالتكويني ) صح إن ، الناطقة للنفسملكوت أن الزمان من عام ألفي قبل المسيح السيد علم فقد

داخلكم } { المحسوسة 79السماء التشبيهات من أورده ما هناك ثموالتي ، اإلنساني النوع بها يتتع التي القدرات إألى تشير التيللمسيرة كهدف الخليقة بدء منذ والتهذيب بالرعاية الله تعهدها

، المسيرة هذه تقدم مراحل من مرحلة وكأقصى ، الخالقة اإللهيةففي . العنب كرم المسيح السيد ذكرها التي التشبيهات هذه ومن

كرما } غرس بيت رب إنسان كان آخر مثال اسمعوا يقول له حديثكرامين إلى وسلمه برجا وبنى معصرة وحفر بسياج وأحاطه

الجيدة } { 80وسافر . { األرض على المزروع إلى إشارته أو 81ثمإلى

ص . 78 . 13 : 12منتخباتيإصحاح . 79 لوقا . 21آية . 17إنجيلإصحاح . 80 متى . 33آية . 21إنجيلإصحاح . 81 م . 23آية . 13ن

52

جيدة} { أثمارا تصنع جيدة في 82شجرة الدءوب الحثيث فالعملبهاء حضرة بها ألقى التي المهمة هو واإلمكانات المواهب تنمية

عجب . فال أمره ويعتنقون به يعترفون الذين أولئك عاتق على اللههذا يذكر حين والجالل بالعظمة يتسم ببيان حضرته يتحدث أن إذا

أحبائه على به أنعم الذي الشأن عظيم الخاص االمتيازوأنتم} ، النهار انبثاق عند الفجر ونسائم العرفان سماء نجوم أنتم

البشر .... { كل يحيا بها والتي المنسابة الحياة 83ماء

ويؤكد نجاحها يضمن ما مكنوناتها في تحمل اإللهية المسيرة إناليوم . بات الجديد الخلق أن بصر ذي كل فليبصر أهدافها تحقيقالزمن بمرور الواحدة النبتة تنبت كما تماما ، مكان كل في ظاهرا

وعقب . البلوغ سن ليصل الطفل ينمو كما أو ن ثمر ذات شجرةسكان لعباده المحب المقتدر الخالق قاد متعاقبة إلهية مظاهر

لبلوغهم جديد عصر فاتحة نحو ، واحدة وأمة واحد كشعب ، األرضيدعو . الله بهاء حضرة هو وها والرشاد النضج مرحلة الجماعي

بما رهم ويك ، مصيرهم ليقرروا ورثوه ما شئون زمام ليتولوا البشر : قائال فيتفضل وصالحه سالمته لضمان عالمهم يحتاجه

اتحاد} هو لصحته األتم والسبب األعظم الدرياق الله جعله والذيواحدة . { وشريعة واحد أمر على األرض على 84من

إصحاح . . 82 م . 17آية . 7نص . 83 . 129منتخباتيص . 84 م . 164ن

53

الجامعة تطلق االختناق حد إلى العصبيات به تستبد عالم فيالخطر . لجرس قرع وكأنه النداء هذا العالمية البهائية

الروحية األزمة من للخروج البهائيين تصورات الكتيب هذا يقدمونظرتهم معتقداتهم بحسب أجمع العالم يشهدها التي واألخالقية

والدين . الله مفهوم إلى

مقتطفات ويورد ، الحوار إلى البهائية الجامعة دعوة ويتضمنالكتب ومن ، الله بهاء حضرة مؤسسها كتابات من مقتبسة

األزمة بخلفيات الوثيقة الصلة ذات األخرى لألديان المقدسةالراهنة .

54