في مصر.. الطالب وراء الشمس

ين عمومًا والطالب مؤخرًا حتى بات لعنَة تطارد المصرياإلخفاء القسري ارتفعت وتيرة

إلخفاء حاالت حاالت اللحقوق والحريات فإن المصرية لتنسيقية بشكل خاص، فوفقًا ل

.حالة 1250 تبلغقد وحتى أغسطس 2015القسري في مصر منذ بداية

الذي اختطف في سبتمبر الماضي وال زال "عبدالرحمن أيوب" ، ضحايا تلك الجريمةمن بين و

مكانه مجهواًل حتى اللحظة مما دفع والدته إلطالق نداءات استغاثة مطالبة بالكشف عن

مكانه ووقف أي انتهاك يمارس بحقه.

عنه خبرًا، نوٌم خاصم "أيوب" مضوا دون أن تسمع والدة عشرين يومًا وليلة من أكثر

عينيها وقلٌق بات يالزمها .. فهل تسير مصر على درب األرجنتين؟ وهل تبحث والدة

يحتضنهم كما احتضن أمهات أمثالهن هناك منذ "مايو" "عبدالرحمن أيوب" وغيره عن

؟!أكثر من أربعين عامًا

فين؟!" أيوب“

صوات ارتفعت أ بمحافظة الدقهلية،في مدينة المنصورة

ت فين؟!"، فبين ليلة وضحاها اختطفالطالب متسائلين "أيوب

الطالب – "عبدالرحمن عبدالسالم أيوب" قوات األمن

بشكل تعسفي من أحد الشوارع -بأكاديمية النيل للعلوم

سبتمبر 23ثم اقتادوه لجهة مجهولة منذ مخالف للقانون

الماضي.

كتوبر أ 13مع أهله عنه خبرًا، وفي مساء دون أن يسيومًا 24إخفاء قسري ألكثر من

فضائية حيث أطلقت والدة "أيوب" نداء استغاثة في مداخلة هاتفية مع إحدى القنوات ال

في حين تنكر جميع األقسام وجودهن مكان ولدها الزال مجهواًل حتى اللحظة أكدت أ

التدخل كما ناشدت منظمات حقوق اإلنسان سرعة وذلك بعد اختطافه هو وصديقين،

.لوقف تلك االنتهاكات بحقه

أربع وعشرون يوم وليلة هي كفيلة لتثير العديد من المخاوف، فحيث يقبع ابنها هناك في

ذاك المكان المجهول، وحيدًا، بعيدًا عن األعين، وتقبع األجهزة االمنية كذلك بعيدة عن

االنتهاكات التي قد يتعرض لها المسائلة القانونية، تطلق العنان ألفكارك ومخاوفك حول

.صل األمر لتهديد "حقه في الحياة"بل قد يار على االعتراف بتهم ملفقة من تعذيب إلجب

إحصائيات

قسري إخفاءحالة 44"هيومان رايتس واتش" وثقت منظمة

31في مصر من شهري مارس إلى مايو من العام الحالي، بينهم

التنسيقية المصرية "حالة في شهر مايو وحده، فيما أصدرت

اءإلخفناسبة اليوم الدولي لضحايا اتقريًرا بم "للحقوق والحريات

فاء القسري في مصر منذ بداية خالقسري، قالت فيه إن حاالت اإل

، وكذلك رصدت مؤسسة حالة 1250وحتى أغسطس بلغ 2015

.2015منذ بداية ألف شخص اختفاء أكثر من "الكرامة لحقوق اإلنسان"

قانون ولكن ..

بالرغم من تصاعد حدة "اإلخفاء القسري" إال أن مصر

"االتفاقية الدولية لحماية األشخاص ترفض التوقيع على

الصادرة من الجمعية العامة لألمم من االختفاء القسري"

والتي دخلت حيز التنفيذ 2006المتحدة في ديسمبر لعام

.2010في عام

ال يفسح للسلطات األمنية المجال لممارسة تلك م التوقيع على تلك االتفاقية ولكن عد

اإلخفاء لحماية المواطنين من في مواد القانون المصري ما يكفيف ،الجريمة دون مسائلة

في مواده فقانون اإلجراءات الجنائية ،ولكن تلك النصوص باتت حبرًا على ورق القسري

على إنسان أو حبسه إال بأمر من السلطات القبض جواز عدم على نص 43، 42، 40

ف أعضاء النيابات بس مواطن إال في السجون، مع تكليالمختصة، وكذلك على عدم جواز ح

العامة باإلشراف على السجون لضمان سير تلك القوانين.

على معاقبة المخالف لشروط القبض 280في المادة قانون العقوبات المصري وكذا نص

وغيرها من المواد المتعلقة بضمان حرية وأمن وكرامة المواطن ،على المواطنين

المصري، ووجوب التزام الدولة بتوفيرها للمواطن ومعاقبة المتسبب في حرمانه من تلك

.59، 55، 54، 51الحقوق المنصوص عليها في المواد

على درب األرجنتين

ساحة مايو أمًا اعتدن التجمع في 14هو ذاك االسم الذي أطلق على "أمهات ميدان مايو"

باألرجنتين للمطالبة بمعلومات عن "بيونس أيرس"أمام قصر الرئاسة في وسط العاصمة

.مكان أبنائهن المختفين

رجنتين تحت الحكم العسكري ، في تلك الفترة كانت األ1977أبريل لعام بدأ األمر في

الذي اعتاد شن حمالت اعتقاالت واسعة وإخفاء للمواطنين، وتشير التقديرات إلى أنه في

.ألف شخص 30هذه الفترة بلغ عدد األشخاص المختفين نحو

سنوات من تجمع لم يخل يوم "خميس" طوال

عيٌد، مطٌر، أجازٌة أو أي نلألمهات، لم يمنعه

، ومن نالمطالبة بحقوق أبنائهنع آخر من ما

كأول تعليق على تلك "األمهات أصبن بالجنون"

للنضال على مر إلى تجمع بات رمزًا ،التجمعات

السنين.

، هل تستمر مصر في السير على درب األرجنتين فيما يتعلق أربعين عامًابعد أكثر من

إليصال أصواتهن بجريمة "اإلخفاء القسري"، وهل تظل األمهات يبحثن عن وسيلة

المطالبة بالكشف عن أماكن أبنائهن، عسى أن يزور النوم عيونًا طالما خاصمها، ويعرف

االطمئنان طريقًا لنفوس ُتقتل قلقًا كل يوم ..