جسور - الإصلاح التربوي من التشخيص وعناوين الاصلاح إلى...

اإلصالح التربوي:

من

التشخيص وعناوين اإلصالح

إلى

رسم إصالحات كبرى قابلة للتنزيل

6102نوفمبر

الكبرىاإلصالحات

2 رسم إصالحات كبرى قابلة للتنزيل اإلصالح التربوي: من التشخيص وعناوين اإلصالح إلى

بين يدي الورقة

هذه ورقة ال تعنى بمناقشة مضامين ومخرجات الحوار الوطني إلصالح المنظومة التربوية المبلورة في "المخطط اإلستراتيجي

، تحويل العدد الكبير من األهداف اإلستراتيجية والعامة مسار ممنهج"، وإنما تقترح، وفق 2121 - 2102القطاعي التربوي

قابلة ، برامج كبرى لإلصالح، محدودة العدد، واضحة المعالمإلى التي حددت هناك، والخاصة والكم الكبير من اإلجراءات

، كما هو معمول به في التجارب الدولية الناجحة.للتنزيل والتقييم والمتابعة

وج بين يزاوهو مسار يحتاج أن المسار العام الذي يمكن من تحديد اإلصالحات الكبرى في المجال التربوي،تبدأ الورقة بعرض

ليرتقي بالجهد والنتائج إلى مستوى التطلعات واآلمال. الجانبين الفني والسياسي

تستوجب إرادة (Grands programmes de réformes) بين ما هو برامج إصالحات كبرىوتشير الورقة إلى ضرورة التمييز

والتي ( Processus d’amélioration continue) وبين ما هو مسارات للتحسين المستمروقرارات سياسية وموارد استثنائية

يفترض أن تكون متواصلة ومعتمدة على الموارد التقليدية للدولة.

األولويات الوطنية المحددة وعلى هذا األساس، وسعيا الستخالص برامج إصالحات كبرى في المجال التربوي، تنطلق الورقة من

من وفتح آفاق االرتقاء االجتماعي للفئات الضعيفة من جهةالتنمية االقتصادية تسريع والمتمثلة باألساس في لهذه اإلصالحات

من ضعف نتائج التالميذأال وهي إشكاالت المنظومة التربوية المرتبطة بهذه األولوياتجهة أخرى، ثم تعرض بعد ذلك إلى

أن عملية اإلصالح في المجال التربوي من جهة أخرى، لتخلص في األخير إلى وعدم تكافؤ الفرص بين الجهات والفئات جهة

:ينتظمان عددا كبيرا من اإلجراءات التي تم إقرارها في الحوار يمكن أن تتمحور حول إصالحين اثنين أساسيين

كرافعة أساسية لتحسين نتائج التالميذ، تحسين مستوى التعليم داخل األقسام .0

واعتماد هذا التمييز والمدارس ذات األولوية التربوية الضعيفةاإليجابي لفائدة الجهات الداخلية والفئات التمييز .2

كرافعة أساسية لتحقيق العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص وفتح آفاق االرتقاء االجتماعي أمام الجميع.

ألداء ستمرضرورة إطالق مسارات التحسين الموتؤكد الورقة في الختام على أن االشتغال على هذين اإلصالحين ال يغني عن

منظومة وطنية لتقييم وكذلك إرساء منوال إدماجي لمؤشرات نجاعة أداء المنظومة المنظومة التربوية، وهو ما يستوجب بناء

.هذا األداء

أن التحدي اإلصالحي المطروح في المجال التربوي ما هو إال نموذج للتحديات اإلصالحية المطروحة مركز جسورهذا ويرى

في عديد المجاالت والقطاعات األخرى في البالد، وأن الخطوات واآلليات المنهجية المقترحة في هذه الورقة يمكن استصحابها

ح في البالد نحو تحديد وتوضيح معالمها الكبرى ونتوءاتها كدليل منهجي للدفع بعملية اإلصال –بالتكييفات الالزمة –

(Saillances).



مكونات الورقة

4 ........................................................ من عملية اإلصالح التربوي الحاجة إلى خطوات إضافية لتوضيح المأمول .1

4 ...................................................................................... إلصالح المنظومة التربويةالمحاور والعناوين الحالية .أ

5 ................................................................. القيادة السياسية لتوضيح عملية اإلصالحال بد من عمل إضافي تقوم به .ب

5 ........................................................................... إلصالحات الكبرى في المجال التربويمستلزمات تحديد ا .2

5 .................................................................................................................... المزاوجة بين الفني والسياسي .أ

8 ............................................................................... التمييز بين اإلصالحات الكبرى ومسارات التحسين المستمر .ب

8 ....................................... إدراج اإلصالح التربوي في إطار إستراتيجية أشمل إلصالح منظومة تنمية الموارد البشرية .ت

9 ........................................................... لمنظومة التربويةمراعاة السياقات العامة التي تندرج ضمنها عملية إصالح ا .ث

9 ................................................................ الكبرى في المجال التربويالرهانات الوطنية المحددة لإلصالحات .3

01 ........................................................................................................................ تسريع التنمية االقتصادية .أ

01 ................................................................................................................... فتح آفاق االرتقاء االجتماعي .ب

01 .......................................................................... إشكاالت المنظومة التربوية المرتبطة بالرهانات الوطنية .4

01 ................................................................................................................. مستوى ضعيف لنتائج التالميذ .أ

03 .......................................................................................................عدم تكافؤ الفرص بين الجهات والفئات .ب

05 .............................................................................. تحديد برامج اإلصالحات الكبرى في المجال التربوي .5

02 ........................................................................................................... تحسين مستوى التعليم داخل األقسام .أ

08 ........................................ التمييز اإليجابي لفائدة الجهات الداخلية والفئات الضعيفة والمدارس ذات األولوية التربوية .ب

21 ...................................................... إطالق مسارات التحسين المستمر بالتوازي مع برامج اإلصالحات الكبرى .6

21 ................................................................... لمستوياتتركيز ثقافة ومنهجية وممارسة التحسين المستمر في كل ا .أ

21 .................................... المنظومة التربوية يوجه مسارات التحسين المستمربناء منوال إدماجي لمؤشرات نجاعة أداء .ب

22 ................................................................................................................................... خاتمة .7



الحاجة إلى خطوات إضافية لتوضيح المأمول من عملية اإلصالح التربوي .1

المحاور والعناوين الحالية إلصالح المنظومة التربوية .أ

"ما استقر عليه رأي الفاعلين التربويين انطالقا من الحوار الوطني 2121 - 2102مثل المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي

إلصالح المنظومة التربوية وصوال إلى مخرجاته مرورا بكل األعمال الفنية والعلمية التشخيصية والتقييمية المنجزة في الغرض".

في المجاالت التالية : "لإلشكاالت واالستنتاجات"للوضع التربوي وعرضا "تشخيصا"ي القطاعي وقد قدم المخطط االستراتيج

المجال البيداغوجي .0

مجال الموارد البشرية .2

مجال الموارد المالية .3

مجال القيادة والمساندة .4

التالية : اإلستراتيجية""األهداف تضمن "مخططا تنفيذيا إلصالح المنظومة التربوية" كما حدد المخطط االستراتيجي

إجراء( 38 -هدف خصوصي 04 - أهداف عامة 3)اإلنصاف وتكافؤ الفرص .0

إجراء( 08 -أهداف خصوصية 2 -أهداف عامة 2)مراجعة الخارطة المدرسية .2

إجراء( 29 -أهداف خصوصية 9 -أهداف عامة 2)تطوير كفايات الموارد البشرية .3

إجراء( 54 -هدف خصوصيا 08 -أهداف عامة 3)د تعلماتهم تطوير مكتسبات المتعلمين وتجوي .4

إجراء( 35 -هدف خصوصيا 04 -أهداف عامة 4)تطوير الحياة المدرسية .5

20 -أهداف خصوصية 2 -أهداف عامة 2)منظومة التوجيه المدرسي -إعادة هيكلة التعليم اإلعدادي والثانوي .2

إجراء(

إجراء( 29 -أهداف خصوصية 2 -أهداف عامة 3)التصدي للفشل المدرسي واالنقطاع عن الدراسة .7

إجراء( 35 -أهداف خصوصية 7 -أهداف عامة 2)تطوير توظيف تكنولوجيات المعلومات واالتصال .8

جراء(إ 92 -هدف خصوصيا 09 -أهداف عامة 4)تكريس مبادئ الحوكمة الرشيدة صلب المنظومة التربوية .9

يشار هنا إلى أن:

التي تم وضعها غير قابلة للقياس بما يجعلها أقرب للعناوين العامة لإلصالح، األهداف اإلستراتيجيةأغلب

يمكن اعتبارها عناوين البرامج العملياتية التنزيلية، األهداف العامة



تفصل البرامج العملياتية التنزيلية، األهداف الخاصة

إضافي تقوم به القيادة السياسية لتوضيح عملية اإلصالحال بد من عمل .ب

إجراء( تم 355إلى عدد ضخم من اإلجراءات الجزئية )" 2121 - 2102المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي لقد خلص "

التنصيص عليها وكأنها لها نفس الدرجة من األهمية.

القيادة المكلفة بمتابعة الذي يمكن أن تبلغه وال (Portée)المدى وال هذه اإلجراءات تكاليف المخطط االستراتيجي كما لم يحدد

أقرب إلى ، بما يجعل هذه المخرجاتالنتائج المرجوة منها على مستوى المؤشرات الكلية للمنظومة التربويةوال إنجازها

.(Micro-réformes)مجموعة من اإلصالحات الموضعية

المواطن ويستشعر من خاللها تغييرا ملموسا أو مأموال في حياته تقنعالمطلوب سياسيا هو تقديم إصالحات كبرى وانطالقا من أن

( التي تم تحديدها والكم 99( والخاصة )25( والعامة )9ومعاشه، تحاول الورقة أن تحول العدد الكبير من األهداف اإلستراتيجية )

لتنقل محاور كبرى وأساسية محدودة العدد إلصالح المنظومة التربوية، التي تم إقرارها إلى ( 355الهام والمتناثر من اإلجراءات )

.برامج كبرى قابلة للتنزيلبذلك جهود الخبراء في تحديد عناوين اإلصالح إلى

التربوية، فإن ذلك ومةالمنظ إلصالح الوطني الحوار أثناء الخبراء عمل المضامين الفنية لنتائج ال تناقش الورقة وعلى الرغم من أن

على مؤشرات ال يمنع من اإلشارة إلى نقيصة جوهرية شابت عملية رسم إستراتيجية اإلصالح وهي عدم اعتماد عملية التشخيص

الخبراء في محله عموما. (Intuition)أداء المنظومة التربوية، حيث غلب الجانب االنطباعي على العملية وإن كان حدس

إلصالحات الكبرى في المجال التربويمستلزمات تحديد ا .2

المزاوجة بين الفني والسياسي .أ

صياغة السياسات العمومية وخصوصا منها اإلصالحات الكبرى هي باألساس عملية إستراتيجية، سياسية وفنية في نفس الوقت،

وتقاطعهما: تعتمد على التقاء مسارين

يقوم عليه الخبراء والفنيون والمشرفون على القطاع يبدأ عادة بعملية تشخيص كمية وكيفية دقيقة مسار قطاعي فني .1

وتحديد لألهداف اإلستراتيجية واألهداف العامة واألهداف الخاصة لينتهي إلى اإلجراءات التي تمكن من بلوغ

،Approche Bottom-up))مقاربة من أسفل إلى أعلى / األهداف المرسومة

وينتهي برسم (Vision)تشرف عليه القيادة العليا للبالد يبدأ بتحديد الحلم والرؤية ار وطني سياسي توافقي مس .2

.Top-down))مقاربة من أعلى إلى أسفل / األولويات الوطنية واألهداف الكبرى



عملية االلتقاء والتقاطع بين المسارين وكلما بكر كال المسارين في األخذ بعين االعتبار منطق المسار اآلخر وإكراهاته كلما كانت

سلسة ويسيرة وسريعة.

االلتقاء والتقاطع هما اللذان يؤديان إلى رسم اإلصالحات الكبرى القابلة للتنزيل بما يسمح:

بما يخدم األولويات واألهداف الوطنية تعالج إشكاالت المنظومة التربويةبرامج كبرى قطاعية لإلصالح بصياغة .1

وتقود قابلة للقياس والمتابعة والتقييم (Macro)أهداف إستراتيجية وكلية الكبرى، وتعبر عن هذه المحاور

هذه العملية القيادة السياسية،

الكبرى بإعادة صياغة األهداف العامة واألهداف الخاصة في القطاع التربوي بما يتناسب مع برامج اإلصالح .2

واألهداف اإلستراتيجية ويقوم على هذه العملية الفنيون وأهل االختصاص،

بانتقاء اإلجراءات التي نص عليها المسار الفني القطاعي والتي تخدم األهداف العامة واألهداف الخاصة الجديدة .3

وربما استكمالها باإلجراءات الناجعة التي لم يتم ذكرها في المسار الفني القطاعي ومن ثم تجميعها في برامج

وما تحتاجه من موارد وهذه (Portée)مداها وتحديد عملياتية محدودة العدد وترتيبها حسب األولوية واألهمية

عملية يقوم عليها كذلك الفنيون وأهل االختصاص،



وباعتبار تعدد اإلصالحات الكبرى ببالدنا فإن تحديين هامين يطرحان على القيادة السياسية:

بحكم استحالة توفير يةالتحكيم والترجيح بين مختلف البرامج اإلصالحتوفر اإلرادة السياسية القادرة على

اإلمكانيات المادية لكل البرامج اإلصالحية المقترحة،

التي تحتاجها برامج اإلصالحات الكبرى التي يتم إقرارها بعد التحكيم والترجيح. تعبئة الموارد االستثنائية



المحاور الكبرى إلصالح المنظومة ( تطبيق هذا المقاربة في محاولة لرسم 5و 4و 3هذا وسيتم خالل الفقرات القادمة للورقة )

التربوية.

التمييز بين اإلصالحات الكبرى ومسارات التحسين المستمر .ب

بالنظر إلى العدد الضخم من اإلجراءات الجزئية التي تم إقرارها، من األنسب إدراج المقاربة الحالية لإلصالح التربوي في إطار

مسار للتحسين المستمر.

أن يكون مسار التحسين المستمر مسارا متواصال مترسخا في عملية إدارة المنظومة التربوية ولكن تونس ولقد كان من المفروض

سجلت تأخرا كبيرا في هذا المسار مما يستدعي عملية تدارك هامة لعلها تفسر هذا الكم الكبير من اإلجراءات المبرمجة.

تربوية ولكنها غير قادرة على تحقيق قفزات نوعية بخالف عمليات وتمكن عمليات التحسين المستمر من تحسين أداء المنظومة ال

اإلصالح الكبرى التي تستطيع أن تؤدي إلى تحسين نوعي ألداء المنظومة التربوية.

كما أن عمليات التحسين المستمر ال تتطلب في الغالب موارد هامة بخالف عمليات اإلصالح الكبرى التي تحتاج إلى موارد

.تبارها نوعا من االستثمار الوطنيباعاستثنائية

إدراج اإلصالح التربوي في إطار إستراتيجية أشمل إلصالح منظومة تنمية الموارد البشرية .ت

تتقاسم ثالث وزارات مسؤولية اإلشراف على منظومة تنمية الموارد البشرية:

وزارة التربية الوطنية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

المهني والتشغيل وزارة التكوين

وقد أعدت كل من الوزارات الثالث برامج هامة من "اإلصالحات" تمت صياغة مضامينها بنفس المنهجية تقريبا، وبمقاربة فنية

قطاعية قام عليها الخبراء وأهل االختصاص والمشرفون على القطاع، لتنتهي إلى مجموعة هامة من "اإلجراءات" تم تفويض

.ما تحتاجه من مواردأو (Portée)مداها إلى مصالح كل وزارة طبق جدول زمني واضح لكن دون تحديد إنجازها بشكل منفرد

وأهم ما يالحظ فيما يخص عالقة هذه البرامج ببعضها:

غياب الرؤية الشاملة والتكامل والتنسيق والترتيب والتسلسل بين مختلف البرامج "اإلصالحية" للوزارات المعنية

في حين يفترض ترابطها والتفاعل بينها بحكم اندراجها في نفس المنظومة وهي تنمية الموارد خالل اإلعداد

البشرية بالشكل الذي تحتاجه البالد،

،غياب التحكيم السياسي بين مختلف البرامج والذي تفرضه ندرة الموارد إلى حد اآلن



حين يفترض توحيد قيادة اإلصالحات إشراف مصالح كل وزارة على إنجاز ما أوكل إليها من إجراءات في

ومتابعتها وتقييمها بين الوزارات الثالث تماما كما وقع في مرحلة اإلعداد والتخطيط.

مراعاة السياقات العامة التي تندرج ضمنها عملية إصالح المنظومة التربوية .ث

يتأتى المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي في سياقات وطنية وجب مراعاتها:

تهدف إلى التحول إلى منوال تنموي بإطالق إصالحات كبرىالذي يتميز 2121 - 2102عداد المخطط التنموي الخماسي إ

جديد،

تحكيما وشح في الموارد التقليدية يفرضان مشاكل حادة على مستوى المالية العمومية(Arbitrage) لن يكون سياسيا

الميادين وترتيبا زمنيا إلنجاز هذه البرامج،سهال بين مختلف البرامج اإلصالحية في مختلف

تتجلى في تغير هرم األعمار وتناقص فئة الشباب عدديا. تحوالت ديمغرافية عميقة

وما أفرزته من دروس واستخالصات تراكم التجارب العالمية المتنوعة في مجاالت إصالح المنظومات التربويةكما يتأتى في ظل

موثقة وجب االستئناس بها ربحا للوقت وادخارا للجهد والموارد مع مراعاة خصوصياتنا الوطنية.

الرهانات الوطنية المحددة لإلصالحات الكبرى في المجال التربوي .3

لكل التوجهات الوطنية الكبرىلى خدمة اإلصالح التربوي عملية شائعة ودورية ومتواصلة في أغلب دول العالم تهدف باألساس إ

بلد وخاصة في المجالين االقتصادي واالجتماعي.

عمق المأزق التنموي الذي نعيشه اليوم حيف اجتماعي واختالالت جهويةوما صاحبه من ضعف أداء اقتصادنا الوطنيويكشف

مركزيا يوائم بين األبعاد االقتصادية واالجتماعية، تنموي وطني جديد مستدام تحتل فيه المعرفة موقعا منوالوحاجة بالدنا إلى

برعاية دولة ذات رؤية إستراتيجية ودور تعديلي وما يستوجبه ذلك من:

باالعتماد على مواردنا البشرية، تسريع التنمية االقتصادية

فتح آفاق االرتقاء االجتماعي )باألساس من خالل المنظومة التربوية(توزيع عادل للثروة و.



ريع التنمية االقتصاديةتس .أ

بما يجعلها قادرة على توفير الكفاءات االرتقاء بمنظومة إعداد الموارد البشرية يفرض التحول إلى المنوال التنموي الجديد

حتىوالرفع من اإلنتاجية بمعناها التنموي الكلي والمهارات التي من شأنها أن تساهم في تطوير وتحسين تنافسية االقتصاد الوطني

يحقق نسب نمو مرتفعة تمكن بدورها من مزيد االستثمار في تنمية الموارد البشرية.

عالم ما بعد كما يعتبر االستثمار في مجال التنمية البشرية عموما وفي مجال التربية بصفة خاصة شرطا أساسيا لالندراج في

أوجدته الثورة التكنولوجية والرقمية الحديثة. المعتمد على اقتصاد المعرفة الذي (Société Postindustrielle)الصناعة

لذلك فإن الرهانات االقتصادية المتعلقة بإصالح وجودة المنظومة التربوية تعتبر حاسمة لتحقيق التنمية في تونس.

فتح آفاق االرتقاء االجتماعي .ب

من خالل فتح آفاق االرتقاء االجتماعي لكل الفئات (Cohésion sociale)للتربية والتعليم تأثير إيجابي على التماسك االجتماعي

بما يوفرانه من معارف ومؤهالت ومهارات تسمح بالتحصل على مواطن شغل جيدة، فهما يلعبان دور المصعد االجتماعي للتقليص

.(Reproduction des inégalités sociales)من حدة استنساخ الفوارق االجتماعية

سية بعد االستقالل على قيم من أهمها اعتبار المنظومة التربوية أكبر أمل للفئات الضعيفة واألقل حظا وقد قامت الجمهورية التون

لالرتقاء اجتماعيا بحيث يمكن البن العامل البسيط الذي لديه المؤهالت الكافية الدخول إلى أحسن الكليات والمدارس العليا.

أهم رافعات التخفيف من حدة الفوارق الجهوية عبر توفير أكبر قدر من العدالة واليوم يجب أن تشكل السياسات التربوية في بالدنا

للتونسيين من مختلف الفئات والجهات. (Capabilités)االجتماعية في تطوير القدرات

فقر والجريمة هذا وال بد من اإلشارة إلى الدور الكبير للمنظومة التربوية في تعزيز المشاركة االجتماعية والمدنية والحد من ال

واإلرهاب وتحسين الصحة وتبني القيم والمبادئ والعادات التي تقوم عليها المواطنة الفاعلة...

إشكاالت المنظومة التربوية المرتبطة بالرهانات الوطنية .4

ليات متعددة ومعلومة في مقابل الرهانات الوطنية التي تواجهها البالد والمحددة لإلصالحات الكبرى، تعيش المنظومة التربوية إشكا

تم التعرض إليها بإطناب في العديد من المواضع، من أهم تداعياتها الكلية:

مستوى ضعيف لنتائج التالميذ .أ



- PISA) سنة والمعروف باسم "بيزا" 05في البرنامج الدولي لتقييم نتائج التالميذ الذين بلغ سنهم 2113تشارك تونس منذ سنة

Programme International de Suivi des Acquis des élèves) حيث يركز االختبار الذي يجري كل ثالث سنوات على

الرياضيات والقراءة والعلوم.

ونسجل الضعف الكبير والواضح والمتواصل لنتائج التالميذ التونسيين في هذا االختبار الذي يصنف تونس في مجموع البلدان

ها التربوية كما يبينه الجدول التالي:الضعيفة من حيث المستوى العام لمنظومت

.اإلنفاق المتراكم على كل

إلى سن 2تلميذ من سن

)الدوالر( 01

المستوى العام 6106النتائج سنة

البلد العلوم القراءة الرياضيات

شنغهاي )الصين( 580 570 613 ممتاز 006 49

سنغافورة 551 542 573 ممتاز 284 85

كوريا الجنوبية 538 536 554 ممتاز 037 69

فيتنام 524 508 511 حسن 969 6

فرنسا 508 493 495 حسن 582 83

تركيا 463 475 448 متوسط 821 19

تايلندا 444 441 427 متوسط 964 13

تونس 398 404 388 ضعيف 504 21

Résultats du PISA 2012 - OCDEالمصدر :

المرصودة للمنظومة رغم أنها تطورت بشكل ملحوظ خالل السنوات الوسائل والمواردضعف نجاعة كما يبين الجدول السابق

، فالنتائج ال تبدو في مستوى اإلمكانيات المرصودة مقارنة بدول أخرى مثل تركيا وتايلندا وخاصة فيتنام )التي تمثل 1األخيرة

استثناءا عالميا في نجاعة منظومتها التربوية(.

ذوي النتائج الضعيفة نسبتهم مرتفعة جدا كما أن ذوي النتائج الممتازة نسبتهم متدنية للغاية بالمقارنة مع من ناحية أخرى نسجل أن

بلدان أخرى كما يبينه الجدول الالحق تحديدا في مادة الرياضيات علما وأن النتائج واالستنتاجات مشابهة في مادتي القراءة والعلوم:

المستوى العام

6106نة نتائج الرياضيات س

البلدنسبة التالميذ ذوي

النتائج الضعيفةنسبة التالميذ ذوي

النتائج الممتازة النتيجة

شنغهاي )الصين( 613 %55,4 %3,8 ممتاز

سنغافورة 573 %40,0 %8,3 ممتاز

كوريا الجنوبية 554 %30,0 %9,1 ممتاز

فيتنام 511 %13,3 %14,2 حسن

فرنسا 495 %12,9 %22,4 حسن

تطور تكلفة التلميذ الواحد في التعليم االبتدائي ص - 4/ رسم بياني عدد 2121 – 2116المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي 1

.41تطور تكلفة التلميذ الواحد في المرحلة اإلعدادية والتعليم الثانوي ص - 11/ رسم بياني عدد 33



تركيا 448 %5,9 %42,0 متوسط

تايلندا 427 %2,6 %49,7 متوسط

تونس 388 %0,8 %67,7 ضعيف

Résultats du PISA 2012 - OCDEالمصدر :

)انظر الجداول الالحقة( هذا ونسجل بعض التحسن في نتائج التالميذ على مر السنوات في البرنامج الدولي والمعروف باسم "بيزا"

تحسنا بطيئا جدا وغير كاف مقارنة بهامش التحسن الممكن.ولكنه يبقى

السنة 2003 2006 2009 2012

الرياضيات

النتيجة العامة 359 365 371 388

67,7% 73,6% 72,5% 78,0% نسبة التالميذ ذوي النتائج

الضعيفة


الممتازة

السنة 2003 2006 2009 2012

القراءة



الضعيفة


الممتازة



السنة 2003 2006 2009 2012

العلوم


55,3% 53,7% 62,8% نسبة التالميذ ذوي النتائج

الضعيفة

0,1% 0,2% 0,1% نسبة التالميذ ذوي النتائج

الممتازة

Résultats du PISA 2003 – 2006 – 2009 et 2012 - OCDEالمصادر:

عدم تكافؤ الفرص بين الجهات والفئات .ب

نتائجهم حسب أصولهم االجتماعية وحسب الجهات، فالمعطيات نفتقر إلى منظومة وطنية لتقييم نتائج مستوى التالميذ تسمح بمتابعة

الوحيدة المتاحة تهم الناجحين في امتحان البكالوريا حيث يشار إلى مهنة األبوين )وحتى هذه اإلشارة تبقى غير دقيقة( وال يتم

غم أهمية الموضوع.استعمالها لتحليل مسألة عدم المساواة في الدخول إلى التعليم العالي بين الجهات والفئات ر

يمكن من خاللها استخالص الرسم البياني التالي: 21012النتائج الوحيدة التي تم العثور عليها في دراسة أكاديمية نادرة تخص سنة

يبين الرسم تفاوتا كبيرا بين الجهات األكثر حظا والجهات األقل حظا من التنمية صلب الناجحين:

تسجل عموما أضعف النسب في نجاح التالميذ في األقل حظا في التنمية، الجهات الداخلية، وهي الجهات

امتحان البكالوريا،

2 « Les inégalités régionales et sociales dans l’enseignement supérieur »

Mohamed Hedi ZAIEM (Professeur de Sciences Economiques à l’Université de Carthage)



مدارس المهندسين –كما تسجل هذه الجهات أضعف النسب في التوجه إلى الشعب الممتازة )الشعب الطبية–

نية في التوجه إلى مدارس التصرف الكبرى( خاصة جهات مثل تطاوين وسليانة وقابس التي تسجل نتائج جد متد

(،%2هذه الشعب )أقل من

وهي جهات صفاقس والساحل ونابل وأغلب واليات تونس الجهات األكثر حظا في التنمية،وفي المقابل، تسجل

(.05%الكبرى أحسن النسب في النجاح في الباكالوريا والتوجه إلى الشعب الممتازة )أكثر من



فيمكن تلخيصها على النحو التالي: 3ماعية والمهنيةأما النتائج بالنظر إلى الفئات االجت

بما يعني أن المدرسة توفر فرصا لنجاح أبناء الفئات المرفهة أكبر بكثير

من تلك التي توفرها ألبناء الفئات المتوسطة والضعيفة اجتماعيا.

بما يعني أن حظوظ التلميذ الذي ينحدر من فئة ضعيفة اجتماعيا للتوجه

إلى الشعب الممتازة هي تقريبا خمس حظوظ التلميذ الذي ينحدر من

فئة مرفهة.

يات ولو أخذنا بعين االعتبار نسب الناجحين في الباكالوريا ونسب المتوجهين إلى الشعب الممتازة مقارنة بالعدد الجملي لسكان الوال

بما يطرح تساؤال حقيقيا حول إمكانية النهوض بالجهات األقل حظا في ظل التفاوت الكبير بين فإن الفوارق ستكون أبلغ وأكثر حدة

. فرص النجاح في الباكالوريا والتوجه إلى الشعب الممتازة

المدارس، ال تضمن تكافؤ الفرص عند واالستخالص من مجمل هذه المقارنات أن بالدنا التي ضمنت تكافؤ الفرص في الدخول إلى

الخروج منها بما من شأنه أن يفقد الثقة بالمدرسة ويضيع أحد أهم مكاسب تونس ما بعد االستقالل وهو ما يشعر به كثير من

المواطنين.

ال يمنع من استغالل المعطيات المتوفرة منظومة وطنية لقياس وتقييم أداء المنظومة التربويةويجب اإلشارة في األخير أن غياب

عدم تكافؤ الفرص بين الجهات والفئات ولو بشكل غير دقيق الستنتاج خالصات كبرى توجه حالية وإن كانت غير كافية لتحليل

لعملية عملية اإلصالح في انتظار وضع منظومة القياس والتقييم التي تمكن من استنتاج خالصات أكثر دقة تعطي الشكل النهائي

اإلصالح.

تحديد برامج اإلصالحات الكبرى في المجال التربوي .5

3 « Les inégalités régionales et sociales dans l’enseignement supérieur » Mohamed Hedi ZAIEM (Professeur de Sciences Economiques à l’Université de Carthage)



المسائل تهدف اإلصالحات الكبرى إلى تحقيق قفزات نوعية في أداء المنظومة التربوية لذلك فإنها تستوجب تركيز الجهود على

ساسية والجوهرية.األ

وبالتأمل في الرهانات الوطنية الكبرى:

اديةتسريع التنمية االقتص .0

فتح آفاق االرتقاء االجتماعي .6

... وفي إشكاالت المنظومة التربوية المرتبطة بهذه الرهانات:

ضعف مستوى نتائج التالميذ .0

عدم تكافؤ الفرص بين الجهات والفئات .6

... يمكن تحديد محورين أساسيين لإلصالحات الكبرى استئناسا بالتجارب العالمية المتعددة في هذا المجال:

تحسين مستوى التعليم داخل األقسام .0

والفئات الضعيفة والمدارس ذات األولوية التربوية التمييز اإليجابي لفائدة الجهات الداخلية .6

تحسين مستوى التعليم داخل األقسام .أ

حسنا ملحوظا في مستوى إمكانية إنجاز نقالت نوعية في أداء المنظومات التربوية تحقق ت التجارب العالمية العديدة والموثقةتبين

نتائج التالميذ على المدى المتوسط )في حدود خمس سنوات(.

أكثر من ارتهانه بمستوى التعليم على أرض الواقع أي داخل األقسامأن تحسين مستوى نتائج التالميذ مرتهن التجاربوتؤكد هذه

بالموارد وبالقضايا الهيكلية، وأن ذلك يتطلب باألساس:

(Améliorer la qualité des enseignants)لمعلمين تحسين حرفية ا .1

تحسين الممارسات البيداغوجية داخل األقسام .2

(Améliorer les pratiques pédagogiques dans les classes)

تشريك أكبر لمديري المدارس في تحمل المسؤولية البيداغوجية .3



(Renforcer le rôle pédagogique des directeurs)

يمكن انتقاء تلك التي تخدم 2121 - 2102المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي وباستعراض األهداف العامة المذكورة في

:تحسين مستوى التعليم داخل األقسامالبرنامج األول من اإلصالحات الكبرى أي

الخاصة )تفصيل برامج التنزيل(األهداف األهداف العامة الحالية )برامج التنزيل( العناوين الحالية لإلصالح

. تأهيل المدرسين والمكونين0.1 . تطوير كفايات الموارد البشرية 3

. إحداث منظومة تكوين تمهيني قبل 0.0.3

الخدمة لكافة المدرسين الجدد،. تطوير منظومة التكوين المستمر بإحكام 2.0.3

التوازن بين التكوين النظري والتكوين الميداني،إرساء آليات لتحفيز المدرسين وتشجيعهم . 3.3.3

على المبادرة والتجديد، . تحسين ظروف عمل المدرسين،4.3.3

. تطوير آليات المتابعة والمرافقة وتقييم 5.3.3

عمل المدرسين،. فتح اآلفاق المهنية أمام جميع المدرسين 2.3.3

والمكونين.

إحداث شعب في التعليم العالي لتكوين المدرسين الجددكونين وعلى رأسها وحيث تبدو اإلجراءات المتخذة لتأهيل المدرسين والم

مالئمة جدا لتحسين حرفية المعلمين رغم حاجتها لتوضيح وتفصيل فإنه، وباستعراض التجارب العالمية، يجب استكمال هذه

اإلجراءات بأخرى مالئمة لتحقيق الهدفين اآلخرين أي:

ل األقسام، تحسين الممارسات البيداغوجية داخ

تشريك أكبر لمديري المدارس في تحمل المسؤولية البيداغوجية



التي تقيم دوريا نتائج البرامج العالميةهذا وال بد من وضع آليات لمتابعة برنامج تحسين مستوى التالميذ ويمكن أن يتم ذلك عبر

لواقعنا وإمكانياتنا توضع للغرض وتراعي المعايير الدولية المعتمدة. اختبارات وطنية مالئمةأو عبر 4التالميذ

أن جوانب التركيز في برامج تحسين أداء المنظومة التربوية تختلف التجارب العالمية العديدة والموثقةمن ناحية أخرى تبين

بعد إنجاز اإلصالحات كما يبينه الرسم والمستوى المستهدف باعتبار نتائج التالميذ بحسب مستوى هذا الدور قبل اإلصالحات

التالي:

تحصيل قواعد القراءة التركيز على جوانب "متوسط" مستوى به إلى يحتاج االنتقال"ضعيفا" فبالنسبة لمستوى تونس المصنف

على التعلمات "تطوير برامج المرحلة االبتدائية بالتركيز وهو ما يجب أن يعكسه الهدف الخاص المتعلق ب والكتابة والحساب

الواردين في المخطط "تجويد تدريس اللغات واالرتقاء بها إلى مستوى المعايير الدولية"والهدف العام المتعلق ب األساسية"

االستراتيجي:

األهداف الخاصة )تفصيل برامج التنزيل( األهداف العامة الحالية )برامج التنزيل( العناوين الحالية لمسار اإلصالح

. تطوير مكتسبات المتعلمين وتجويد 4

تعلماتهم

. االرتقاء بالبرامج والمناهج 0.4

والوسائل التعليمية

. تطوير برامج المرحلة االبتدائية 6.0.2

بالتركيز على التعلمات األساسية.

. تجويد تدريس اللغات واالرتقاء 6.2

بها إلى مستوى المعايير الدولية

اللغة العربية واعتبار . االرتقاء بتدريس0.2.4

ذلك من األولويات،. االرتقاء بتدريس اللغتين، الفرنسية 2.2.4

ليزية وحسن اتقانهما،جواإلن. تمكين أوسع عدد من التالميذ من 3.2.4

إتقان لغة أجنبية ثالثة.

لالنتقال ببعض المدارس تجارب نموذجيةاالشتغال بالتوازي على إقامة هذا وإن استهداف االنتقال إلى مستوى "متوسط" ال يمنع

اكتسابا للخبرة واستعدادا لدورة اإلصالح الموالية التي تنقل كل المنظومة "جيد" إلى مستوى"متوسط" المتميزة من مستوى

."متوسط" إلى مستوى "جيد" من مستوى التربوية

ذات األولوية التربويةالتمييز اإليجابي لفائدة الجهات الداخلية والفئات الضعيفة والمدارس .ب

ال بد من رسم سياسات عمومية تأخذ بعين االعتبار نتائج التالميذ حسب الجهات والمدارس والفئات وتحقق تكافؤ الفرص وتفتح

ابي" آفاق االرتقاء االجتماعي من خالل المنظومة التربوية أمام األقل حظا واألكثر تهميشا. ويمكن في ذلك اعتماد آلية "التمييز اإليج

التي أقرها الدستور كرافعة أساسية، وهي رافعة اعتمدت في عديد دول العالم في معالجة مشكلة التفاوت.

ويحتاج رسم سياسات "تمييز إيجابي" ناجعة إلى دراسات معمقة تعتمد على رصد وتحليل وتقييم:

4 … - NAEP -TIMSS -PISA



،الفوارق في النتائج استنادا إلى مؤشرات دقيقة توضع للغرض

للتعليم وخاصة اضطالعه بدور مصعد اجتماعي. األثر االجتماعي

تطرق إلى مسألة تكافؤ الفرص وجعل منها هدفا " نجده2121 – 2102المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي وبالرجوع إلى "

داف الخاصة استراتيجيا أي أحد عناوين اإلصالح، كما نجده تعرض لمسألة "التمييز اإليجابي" كهدف عام وفصله في جملة من األه

)ستكون هذه ما تحتاجه من موارد اإلجراءات التي تم إقرارها وال إلى (La Portée)مدى واإلجراءات دون أن يشير ال إلى

.5الموارد هامة دون شك( وهو ما يجب إبرازه بشكل واضح في مخطط اإلصالح

هداف الخاصة )تفصيل برامج التنزيل(األ األهداف العامة الحالية )برامج التنزيل( العناوين الحالية لإلصالح

. اإلنصاف وتكافؤ الفرص0. دعم التمييز اإليجابي وتطوير 1.0

آلياته

. مراجعة برنامج المؤسسات ذات األولوية 0.3.0

التربوية. اعتماد التمييز اإليجابي في البرمجة السنوية 2.3.0

للقطاع . تقليص التفاوت بين الجهات والمؤسسات3.3.0

العناية الشاملة بالفئات االجتماعية الهشة .4.3.0

. رسم خطة الستقرار االطار التربوي في مختلف 5.3.0

الجهات

"الحاجة األكيدة إلى ترتيب جديد للعالقة بين السياسة الخارجية واألولويات وكان مركز جسور قد اقترح في ورقته حول 5ية، إضافة خط عمل جديد تشتغل عليه الدبلوماسية التونسية يهدف للتخفيف من حدة الفوارق الجهو "2112أكتوبر -الوطنية

برنامج تأهيل ويمكن وضع . هذاجلب الدعم والمساعدات وتوجيهها نحو الشطر الغربي والجنوبي للبالدويتمثل هذا الخط في .المدارس في الجهات والمناطق المحرومة كأحد أهم عناوين جلب هذا الدعم



التي تتجاوز مجرد توفير موارد التجارب العالمية العديدة والموثقةوهنا ال بد من التأكيد مرة أخرى على ضرورة االستفادة من

إضافية للجهات األقل حظا في التنمية والمدارس ذات األولوية التربوية واالعتناء الخاص بالفئات الضعيفة إلى إقرار إجراءات أكثر

جرأة من نحو اعتماد سياسات تمييز إيجابي في التوجه للشعب الممتازة بعد الباكالوريا )انظر التجربة الفرنسية(.

إطالق مسارات التحسين المستمر بالتوازي مع برامج اإلصالحات الكبرى .6

تركيز ثقافة ومنهجية وممارسة التحسين المستمر في كل المستويات .أ

مساروهو أحد أهم أدوات التصرف الحديث المعتمدة عالميا (Amélioration continue) المستمر التحسينيعتبر

(Processus) في إطاره جزء هام من السياسات العمومية.صاغ وينجز يمتواصل

ثالثية المراحل تستند (Cycle continu)من خالل تنفيذ دورة مستمرة إدارة الشأن العامتتم عملية التحسين المستمر في مجال و

إلى القياس ثم التقييم والتحليل لتنتهي بصياغة سياسات عمومية مالئمة:

الكبير في " التأخر 2121-2102"المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي التي تم إقرارها فيويؤكد العدد الضخم من اإلجراءات

التحسين المستمر في المجال التربوي، إذ كان من المفروض أن يتم إقرار الجزء األكبر من هذه اإلجراءات منذ أخذ بالدنا بأداة

سنوات وبشكل آلي دون انتظار إطالق عملية إصالح تربوي كبرى.

تتطلب ويحتاج هذا الوضع إلى عملية تدارك سريعة لتركيز ثقافة ومنهجية وممارسة التحسين المستمر في جميع المستويات،

المخطط االستراتيجي وهو ما أقره وإن كان بدون تفصيل " منظومة وطنية لقياس وتقييم أداء المنظومة التربويةالتعجيل بإرساء

".2121 – 2102القطاعي التربوي

ناء منوال إدماجي لمؤشرات نجاعة أداء المنظومة التربوية يوجه مسارات التحسين المستمرب .ب

خاصة أمام ضغط الطلب المتزايد إثبات نجاعتهاتحتاج السياسات العمومية في المجال التربوي، كما في غيره من المجاالت، إلى

التي تحظى بتوافق وطني واسع المؤشرات الكليةمرتفع من على المساءلة والحاجة للتقييم. ويتطلب هذا وضع عدد مقبول وغير

لقياس نجاعة أداء المنظومة التربوية بما يمكن من تقييم تأثير السياسات العمومية في المجال.

اإلستراتيجية وضع األهداف (Cadrage)تعميق التحليل وتأطير كما تمكن هذه المؤشرات من توجيه مسارات التحسين المستمر و

لعامة والخاصة للسياسات العمومية.وا

في وضع مؤشرات (Théories de l’action sociale) نظريات العمل االجتماعيويمكن في هذا الصدد االستفادة من نتائج

بهدف توجيه إدارة (Modèle intégrateur de performance des systèmes et des organisations)نجاعة األداء

كما هو الحال في العديد من الدول المتقدمة اليوم خاصة في مجالي والمنظمات نحو التحسين المستمر ألداء وظائفها،المنظومات

الصحة والتعليم.

ومن المؤشرات الواردة في هذه النظريات نذكر مثال:

(Efficacité)مؤشر نجاعة الموارد والوسائل المستعملة .1



نجد أن عددا كبيرا منها يخدم 2121 - 2102المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي ة في بالعودة إلى األهداف العامة المذكور

:(Efficacité)رد والوسائل المستعملة نجاعة الموا

األهداف العامة الحالية )برامج التنزيل( العناوين الحالية لمسار اإلصالح

البشرية من غير المدرسين. تطوير كفايات الموارد 6.1 . تطوير كفايات الموارد البشرية3

. تطوير توظيف تكنولوجيات 8

المعلومات واالتصال . تطوير توظيف تكنولوجيا المعلومات واالتصال في اإلدارة والتسيير6.2

. تكريس مبادئ الحوكمة الرشيدة9

. تطوير الوظائف والمهام على المستوى المركزي0.1

الجهوى. تطوير الوظائف والمهام على المستوى 6.1

. تأهيل إدارة وتسيير المؤسسات التربوية1.1

. إرساء منظومة وطنية لتقييم األداء العام للمنظومة التربوية2.1

مع مقتضيات سوق الشغل (Adaptation)مؤشر تكيف المنظومة .2

نجد أن عددا منها يخدم تكيف 2121 - 2102بالعودة إلى األهداف العامة المذكورة في المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي

مع مقتضيات سوق الشغل: (Adaptation)المنظومة


اإلعدادي . إعادة هيكلة التعليم 2

والثانوي . مراجعة منظومة التوجيه المدرسي0.2

. تطوير توظيف تكنولوجيات 8

المعلومات واالتصال تطوير توظيف تكنولوجيات المعلومات واالتصال في التعليم والتعلم 0.2

(Maintien des valeurs)مؤشر حفظ قيم المنظومة .3

نجد أن عددا منها يخدم مؤشر 2121 - 2102بالعودة إلى األهداف العامة المذكورة في المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي

:(Maintien des valeurs)حفظ قيم المنظومة


. تطوير الحياة المدرسية5 تطوير العمل الجمعياتي في الفضاء المدرسي. 1.1 . مقاومة السلوكات المضرة بالصحة البدنية والنفسية للمتعلمين2.1



لقياس نجاعة أداء المنظومة التربوية يعود القول الفصل فيه ألهل االختصاص المحيطين بواقع المؤشرات الكليةهذا وإن إقرار

المجال.

منوال إدماجي لمؤشرات نجاعة أداء المنظومة التربوية يوجه مسارات التحسين المستمر،ويجدر اإلشارة في األخير إلى أن بناء

المخطط االستراتيجي وهو مبدأ أقره دون تفصيل " منظومة وطنية لتقييم األداء العام للمنظومة التربوية،يستوجب التعجيل بإرساء

".2121 - 2102القطاعي التربوي

خاتمة .7

تجتمع مختلف األطراف الفاعلة والمتابعة على أن حلحلة الوضع االقتصادي االجتماعي في البالد تستوجب إنجاز إصالحات هيكلية

ملف اإلصالحات يكاد جريئة ومكلفة. وينتابها شعور عام، نجد أثره لدى النخب واألطراف الدولية الداعمة وكذلك المواطنين، بأن

.ه دون أن تحدث فيه اختراقات حاسمةيراوح مكان

هو ما جعل األطراف وفي هذا الصدد، يكتسي إصالح المجال التربوي أهمية خاصة، أوال لحساسيته إذ يتعلق بصناعة األذهان، و

ى، ما يجعل ، وثانيا النعكاساته المحتملة على عديد المجاالت األخرالسياسية تركز النظر إليه من زاوية االعتبارات اإليديولوجية

.سقف االنتظارات بخصوصه مرتفعا لدى عامة التونسيين

في إطار الحوار الذي دار حول الملف على مدى أشهر عديدة والذي سجلت نتائجه وقد بذل أهل القطاع واالختصاص جهدا معتبرا

لقرارات، على كثافتها وتنوعها، . غير أن هذه النتائج وا2121 - 2102وخالصاته في المخطط االستراتيجي القطاعي التربوي

خطوات . فيحتاج هذا الجهد المبذول بالتالي إلى منبسطة ال تضاريس لها وال نتوءات وال معالم واضحة تعبر عنهاتبدو للناظر

.برامج إصالحات كبرى في المجال التربوي قابلة للتنزيلتستثمر فيه في سبيل صياغة إضافية

، برنامجين إصالحيين أساسيين يمكن أن يمثال مسار عملي ممنهجوتقترح، اعتمادا على ممكن هذاوتبين هذه الورقة عمليا أن

المعالم الكبرى والمفاصل األساسية لإلصالح التربوي على المدى المتوسط.

، ة السياسية للبالدمسؤولية القيادهذا الجهد اإلضافي ال يمكن أن يتم بمبادرة من أهل القطاع واالختصاص، وإنما هو باألساس من

تقدم ، أن تحول الملف إلى فرصة تعطي لمختلف األطراف إشارات إيجابية واضحة لحصول باالعتماد على الفنيالتي بإمكانها،

، وتجعل من إصالح القطاع التربوي نموذجا يحتذى في مجاالت وقطاعات أخرى.حاسم في ملف اإلصالح في االتجاه الصحيح

جسور - الإصلاح التربوي من التشخيص وعناوين الاصلاح إلى...

Education

Transcript of جسور - الإصلاح التربوي من التشخيص وعناوين الاصلاح إلى...