الاسماء والصفات

15
ه ات ف ص له و لء ا ما س ا: ي ه ى، و ل ا ع ت ه ل ال ب ان م ي$ الإ ان رك د ا ح ا، ه ات ف ص ه و لء ال ما س ا ب ان م ي$ الإ ن$ ا ف ى ل ا ع ت ه ل ود ال ج و ب ان م ي$ الإ، ه. ات ف ص ه و مات س ا ب مان ي$ ه، والإ ت هي و ل6 ا7 ب مان ي$ ه، والإ ت8 ي7 ب و بر ب مان ي$ والإ. ات ف ص لء وا ما س د الإ ي ح و ب ، و ه ت ه و ل$ د الإ ي ح و ب ، و ه ت7 ب و ب ر ل د ا ي ح و ب: هE لإتE ي ل د ا ي ح و ت لم ا سا ق حد ا ه، ا له ت د ال ي ح و ب و م عل ي عل ون ك ب ي ت حل، م ك ه الإ وج ل ي ا عله ل د ال ي ع ت ن دا ا ح ا ن ك م ي ، ولإ مه يZ عظ ه ت مي ه ، وا ه ت ل عا ن ي الد ي ف ه ت ل ز من ف ى: ل عا ت له ال ال ، ف زة صن ب ي عل دة ي ع ي ل ه، ات ف ص ى، و ل عا ت لهء ال ما س ا ب{ اَ هِ بُ وةُ عْ ادَ ي فَ تْ سُ حْ ل اُ اءَ مْ سَ إْ الِ َ t ِ َ و} . د ا لإ ب د ه ل ، و رات ا ل ب ط ا ي ل ا ، وب ارة ب ق ح ل ا ه ب ت ق ول ق ل ا زE ن ك ه، و ت ق ط غ ل ل ز اE ن ك ه ات ف صه و لء الما س ا ي ف لإم ك ل ا ف وات ص ي عل ت س لي ، و ا ط ي خ عل ي لتر ا كا ف و الإ واء ا ه الإ ا ي ب رف ج ت ي لإ حت ا ع ل ا ا ب ف ي ق ح ت ز م ا الإ هد ق ق ح ت ن ا: ه ت ل ا ي ل ز ا ص ا ي ع ل ا ي ف لإم لك ص ا خ ل ا ي ت ب$ ز، وا م ا الإ هد ي ف. ات ف ص لء وا ما س الإ ي ف ماعه ج ل وا ة ت س ل ل ا ه ا ف ق و م ي ف ول: ز الإ ص ن ع ل ا. ات ف ص لء وا ما س وص الإ ص ب ي ف: ى ن اE ي ل ز ا ص ن ع ل ا. ف ق و م ل ا ا هد ن ع عدول ل ا ي ف: E ث ل اE ي ل ز ا ص ن ع ل ا له. ك ن ي الد طال ب$ م ا ر ل ي س ي ه ت ز ن¥ ت ل ا ي ف رف ط ن ل ا ن ا ي ف ع: ب را ل ز ا ص ن ع ل ا ه ت7 يE س لي ا م ب ه و م ر ف ة ت س ل ل ا ه ي ا عل دوا ي ع ل ا ي غظ ي ل وا ف ي ر ج¥ ت ل ل ا ه ا ص غ ت ن ا ي ف س: م ا خ ل ز ا ص ن ع ل ا م. ي س ح¥ ت ل ل وا يE مي ي ل واوص ص ن ل ا ص غ توا ل و م ا ه ب ا ة ت س لل ا ه ي ا علوا ع اد ل ي غظ ي ل وا ف ي ر ج¥ ت ل ل ا ه ا ن ا ي فادس: س ل ز ا ص ن ع ل ا. وى ع ة الد طال هد ب$ ا ي ف ، و ة ت ه مدا ل ا و ب وص ا ص ن ل ا ه ت ق ت ي ف ل ب و ا ي ل ا ب ة ت س ل ل ا ه وا ا م ر ل ي ل ى ل عا ت و ارك ي ب لهء ال ما س ا ي ف ة ت س ل ل ا ه ا ف ق و م ول: ز الإ ص ن ع ل ا1

description

الإيمان بوجود الله تعالى

Transcript of الاسماء والصفات

Page 1: الاسماء والصفات

أسماء الله وصفاته اإليم��انفإن اإليمان بأسماء الله وصفاته، أحد أركان اإليم��ان بالل��ه تع��الى، وهي:

، واإليمان بربوبيته، واإليمان بإلوهيته، واإليمان بأسمائه وصفاته.بوجود الله تعالى وتوحيد الله ب�ه، أح�د أقس�ام التوحي�د الثالث�ة: توحي�د الربوبي�ة، وتوحي�د اإللوهي�ة،

وتوحيد األسماء والصفات. فمنزلته في الدين عالية، وأهميته عظيمة، وال يمكن أحدا أن يعبد الله على الوجه األكمل، حتى يكون على علم بأسماء الل��ه تع��الى، وص��فاته، ليعب��ده على بص��يرة،

CَهAا}قال الله تعالى: Aى فAادEعDوهD ب ن EسDُحE مAاءD ال EسA Eاأل CهG Cل .{وAل فالكالم في أسماء الله وصفاته كثر اللغ�ط في��ه، وك�ثر الق�ول في��ه ب��الُحق ت��ارة، وبالباطل تارات، ولَهذا ال بد أن نُحقق هذا األم��ر تُحقيق��ا بالغ��ا ح��تى ال تج��رف بن��ا األهواء أو األفك��ار ال��تي على خط��أ، وليس��ت على ص��واب في ه��ذا األم��ر، وإن��ني

ألخص الكالم في العناصر التالية: العنصر األول: في موقف أهل السنة والجماعة في األسماء والصفات.

العنصر الثاني: في نصوص األسماء والصفات.العنصر الثالث: في العدول عن هذا الموقف.

العنصر الرابع: في أن التطرف في التنزيه يستلزم إبطال الدين كله. العنصر الخامس: في أن بعض أهل التُحريف والتعطي��ل اعت��دوا على أه��ل الس��نة

فرموهم بالتشبيه والتمثيل والتجسيم. العنصر السادس: في أن أه��ل التُحري��ف والتعطي��ل ادع��وا على أه��ل الس��نة أنَهم أولوا بعض النصوص ليلزموا أهل السنة بالتأويل في بقية النص��وص أو بالمداهن��ة،

وفي إبطال هذه الدعوى. العنصر األول: موقف أهل السنة في أسماء الله تبارك وتعالى

: كل ما س��مى الل��ه ب��ه نفس��ه في كتاب��ه، أو س��ماه ب��ه أعلمأسماء الله تعالى في صُحيح سنته.rالخلق به رسوله مُحمد

:وموقف أهل السنة من هذه األسماء فأس�ماء الل�ه تع�الى، : U أنَهم يؤمنون بَها على أنَها أسماء لله تسمى بَها الل�ه - 1

أعالم وأوصاف، فَهي أعالم، باعتبار داللتَها على الذات، وأوص�اف باعتب��ار م�ا دلت عليه من المعاني، وهي باالعتبار األول مترادفة لداللتَها على مس��مى واح��د، وه��و

وباالعتبار الثاني متباينة لداللة كل واحد منَها على معناه الخاص في الُحي،Uالله العليم، القدير، السميع، البصير، ال��رحمن، ال��رحيم، العزي��ز، الُحكيم. كلَه��ا أس��ماء لمسمى واح��د، وه��و الل��ه س��بُحانه وتع��الى، لكن مع��نى الُحي غ��ير مع��نى العليم،

ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا.هC}أي بالغ��ة في الُحس��ن غايت��ه، ق��ال الل��ه تع��الى: نَه��ا أس��ماء حس��نى: - وأ2 Gل��C وAل

Aى ن EسDُحE مAاءD ال EسA Eوذل��ك ألنَه��ا متض��منة لص��فات كامل��ة ال نقص فيَه��ا بوج��ه من{األ . الوجوه، ال احتماال وال تقديرا.

" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للُحي�اة الكامل�ة ال�تي لمالحيمثال ذلك: " تس��بق بع��دم، وال يلُحقَه��ا زوال. الُحي��اة المس��تلزمة لكم��ال الص��فات من العلم،

والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها. " اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يسبقالعليمومثال آخر: "

بجَهل، وال يلُحقه نسيان، العلم الواسع المُحيط بكل شيء جمل��ة وتفص��يال، س��واءما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه.

1

Page 2: الاسماء والصفات

ويثبتون أيضا ما تضمنته هذه األسماء من الصفات:- 3فأسماء الله تعالى إن دلت على وصف متعد، تضمنت ثالثة أمور:

.Uأحدها: ثبوت ذلك االسم لله .Uالثاني: ثبوت الصفة التي تضمنَها لله الثالث: ثبوت حكمَها ومقتضاها)األثر(.

"، يتضمن إثبات الس��ميع اس��ما لل��ه تع��الى، وإثب��ات الس��معالسميعمثال ذلك: " صفة له، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى:

{vيرCصA مCيعv ب Aس AهG CنG الل DمAا إ ك AرDاو AُحA مAعD ت EسA GهD ي .{وAالل "، من أسماء الله، يؤمنون بالرحيم على أنه اسم من أسمائه، ويؤمنونالرحيم "

بما تضمنه من صفة الرحمة، كذلك يؤمنون ب��أثر ه��ذه الرحم��ة، واألث��ر أن��ه ي��رحماءD}بَهذه الرحمة من يستُحقَها كما قال الله تعالى: AشA حAمD مAنE ي EرA اءD وAي AشA DعAذwبD مAنE ي ي

AونD Aب DقEل EهC ت Aي Cل .{وAإوإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين:

.Uأحدهما: ثبوت ذلك االسم لله .Uالثاني: ثبوت الصفة التي تضمنَها لله

وإثب��ات الُحي��اة ص��فة ل��ه،U"، يتضمن إثبات الُحي اسما لله الحي* مثال ذلك: " " فَه��ذا االس��مالعظيموالُحياة وص��ف للُحي نفس��ه ال يتع��دى إلى غ��يره، ومث��ل "

والعظمة هي الوصف، والعظمة وصف للعظيم نفس��ه ال تتع��دى إلى غ��يره، فعلى ه��ذا تك��ون األس��ماء على قس��مين: متع��دy والزم، والمتع��دي ال يتم اإليم��ان ب��ه إال ب��األمور الثالث��ة: اإليم��ان باالس��م، ثم بالص��فة، ثم ب��األثر. وأم��ا الالزم فإن��ه ال يتم

اإليمان به إال بإثبات أمرين:االسم والصفة. : فَهو إثبات كل صفة وص��فأما موقف أهل السنة والجماعة في الصفات

، لكن إثبات��ا بال تك��ييف وال تمثي��ل والالله بَها نفسه، أو وصفه بَها رسوله مُحم��د تُحريف وال تعطيل، سواء كانت هذه الصفة من الص��فات الذاتي��ة أم من الص��فات

الفعلية. هي التي تكون مالزمة لذات الخالق، أي أن��ه متص��ف بَه��ا أزالالصفات الذاتية:

وأبدا. مثال ذلك: صفة الُحياة صفة ذاتية، ألن الل��ه لم ي��زل وال ي��زال حي��ا، ق��ال تع��الى:

{CهCدEمAُحC wحE ب ب AسAو DوتDمA GذCي الA ي EُحAيw ال GلE عAلAى ال AوAك . كذلك السمع والبصر والق��درة،{وAت كل هذه من الصفات الذاتية، وال حاجة إلى التعداد، فالضابط: "كل ص��فة لم ي��زل

الله وال يزال متصفا بَها فإنَها من الصفات الذاتية" لمالزمتَها للذات. هي التي تتعلق بمشيئته، فيفعلَها الله تبعا لُحكمت�ه س�بُحانهوالصفات الفعلية:

وتعالى. مثل: استوائه على العرش، ونزوله إلى السماء الدنيا، فاستواء الله على الع��رش

ذCي}من الصفات الفعلية ألنه متعلق بمشيئته، كم��ا ق��ال تع��الى: Gال�� Dه Gالل�� DمD Gك ب Aر GنC إ

CشEر Aع��E AوAى عAلAى ال ت Eاس�� GمD { ث ام Gي��A GةC أ ت Cي سCف AَضEرA EاألAو CاتAاوAم Gالس AقAلAفجع��ل الفع��ل{خ ،

))ينزل :rمعطوفا على ما قبله ب� "ثم" الدالة على الترتيب، والنزول كقول النبي ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل اآلخر فيقول: من ي��دعوني فأس��تجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر ل��ه((، وه��ذا ال��نزول من الص��فات الفعلية ألنه متعلق بمش�يئة الل��ه تع�الى، فأه�ل الس�نة والجماع�ة يؤمن��ون ب��ذلك، ولكنَهم في هذا اإليمان يتُحاشون التمثيل أو التكييف، أي أنَهم ال يمكن أن يقع في

2

Page 3: الاسماء والصفات

نفوسَهم أن نزول��ه ك��نزول المخل��وقين، أو اس��تواءه على الع��رش كاس��توائَهم، أو إتيانه للفصل بين عباده كإتيانَهم؛ ألنَهم يؤمنون ب��أن الل��ه ليس كمثل��ه ش��يء وه�و السميع البصير، ويعلمون بمقتضى العق��ل م��ا بين الخ��الق والمخل��وق من التب��اين العظيم في الذات والصفات واألفعال، وال يمكن أن يقع في نفوسَهم كيف ي��نزل؟ أو كيف استوى على العرش؟ أو كيف ي�أتي للفص�ل بين عب�اده ي�وم القيام�ة؟ أي أنَهم ال يكيفون صفاته مع إيمانَهم بأن لَها كيفية لكنَها غ��ير معلوم��ة لن��ا، وحينئ��ذ ال يمكن أبدا أن يتصوروا الكيفية، وال يمكن أن ينطقوا بَها بألسنتَهم أو يعتق��دوها في

EنA} قلوبَهم، ألن الله أجل وأعظم من أن تُحيط به األفكار قال تع��الى: Aي ا ب Aم�� DمA AعEل يEم�ا CهC عCل DُحCيطDونA ب EفAَهDمE وAالA ي EدCيَهCمE وAمAا خAل ي

A .{أ ولَهذا قال اإلمام مالك رحمه الله فيما اشتَهر عنه بين أهل العلم حين سأله رج��ل

كيف استوى؟ فأطرق مالك{الرحمن على العرش استوى}فقال: يا أبا عبد الله برأسه حتى عاله الرحضاء -يعني العرق وصار ينزف عرقا- ألن�ه س�ؤال عظيم، ثم قال تل��ك الكلم��ة المش��َهورة: "االس��تواء معل��وم، والكي��ف مجَه��ول، واإليم��ان ب��ه واجب، والسؤال عنه بدعة"، وروي عنه أنه قال: "االستواء غير مجَه��ول، والكي��ف

غير معقول، واإليمان به واجب، والسؤال عنه بدعة". فإذن نُحن نعلم معاني صفات الله، ولكننا ال نعلم الكيفية، وال يُح��ل لن��ا أن نس��أل عن الكيفية، وال يُحل لنا أن نكيف، كما أنه ال يُحل لنا أن نمث��ل أو نش��به؛ ألن الل��ه

AصCيرD}تعالى يقول في القرآن: Eب مCيعD ال Gالس AوDهAو vءEي Aش CهC Eل AمCث EسA ك Aي .{لوصفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين ثبوتية وسلبية :

ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتاب��ه، أو على لس��ان رس��ولهالصفات الثبوتية:r،وكلَها صفات كمال ال نقص فيَها بوج��ه من الوج��وه، كالُحي��اة والعلم، والق��درة ،

واالستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين. ما نفاها الله سبُحانه عن نفس��ه في كتاب��ه، أو على لس��انوالصفات السلبية:

، وكلَه��ا ص��فات نقص في حق��ه ك��الموت، والن��وم، والجَه��ل، والنس��يان،rرس��وله والعجز، والتعب.

فيجب نفيَها عن الله تعالى مع إثبات ضدها على الوجه األكم��ل، مث��ال ذل��ك قول��هوتD}تعالى: Dم��A ذCي الA ي Gال�� wيAُحE لE عAلAى ال Gك��AوA . فنفي الم��وت عن��ه، يتض��من كم��ال{وAت

حياته. وذلك ألن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، ال لمجرد نفيه؛ ألن النفي ليس بكمال، إال أن يتضمن ما ي��دل على الكم��ال،

وذلك ألمرين:أن النفي عدم، والعدم ليس بشيء، فضال عن أن يكون كماال.-1 وألن النفي قد يكون لعدم قابلية المُحل له، فال يكون كماال كم��ا ل��و قلت:-2

الجدار ال يظلم. وقد يكون النفي للعجز عن القيام به فيكون نقصا، كما في قول الشاعر:-3

قبيلة ال يغدرون بذم�ة{ ... وال يظلمون الناس حبة خردلفنفي الظلم هنا ألنَهم عاجزون ال ألنَهم عادلون.

العنصر الثاني: في نصوص األسماء والصفات: هي: كت��اب الل��هالقاعدة األولى: األدلة التي تثبت بَها أسماء الله تع��الى وص��فاته،

، فال تثبت أسماء الله، وصفاته، بغيرهما.rتعالى ، وسنة رسوله وعلى هذا فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب أو السنة وجب إثباته. وما

ورد نفيه فيَهما وجب نفيه، مع إثبات كمال ضد�ه.3

Page 4: الاسماء والصفات

وما لم يرد إثباته وال نفيه فيَهما وجب التوق��ف في لفظ��ه فال يثبت وال ينفى لع��دمورود اإلثبات والنفي فيه.

Dريد به حق يليق بالله تعالى فَهو مقبول. وإن أريد به وأما معناه فيفصل فيه: فإن أمعنى ال يليق بالله عز وجل وجب رده.

لفظ )الجَهة( فلو سأل س��ائل ه��ل نثبت لل��همثال ما لم يرد إثباته وال نفيه:تعالى جَهة؟.

نة إثبات��ا وال نفي��ا، ويغ��ني عن��ه م��ا ثبت �: لفظ الجَهة: لم يرد في الكت��اب والس��� أوالفيَهما من أن الله تعالى في السماء.

�: معنى الجَهة: فإما أن يراد بَها جَهة سفل أو جَهة علو تُحيط بالله أو جَهة علو ثانياال تُحيط به.

فاألول باطل؛ لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل والفط��رة،واإلجماع.

والثاني باطل أيضا؛ ألن الله تعالى أعظم من أن يُحيط به شيء من مخلوقاته.والثالث حق؛ ألن الله تعالى العلي� فوق خلقه وال يُحيط به شيء من مخلوقاته.

القاعدة الثانية: الواجب في نصوص الق��رآن والس��نة إجراؤه��ا على ظاهره��ا دون ال سيما نصوص الص�فات حيث ال مجال للرأي فيَها.تُحريف

فأهل السنة يثبتون النصوص على حقيقتَها وظاهرها الالئق بالله من غ��ير تُحري��فوال تعطيل، هذه الطريق التي مشى عليَها أهل السنة والجماعة.

الفرق بين التحريف والتأويل: واخترنا كلمة "تُحريف" على كلمة "تأويل" ألن التُحريف معن�اه باط�ل بك�ل ح�ال،

CمA عAنE مAوAاضCعCهC}ذم الله تعالى من سلكه في قوله: Aل Eك فDونA ال wرAُحD .{ي أما التأويل ففيه ما هو صُحيح مقبول، وفيه ما هو فاسد مردود، والفاسد الم��ردود هو بمعنى التُحريف، ولَهذا اختار شيخ اإلسالم ابن تيمي��ة رحم��ه الل��ه في العقي��دة الواسطية وهي خالصة عقيدة أهل السنة والجماعة اختار التُحري�ف ب�دل التأوي�ل،

وإن كان يوجد في كثير من كتب العقائد التعبير ب� )التأويل(. لكنَهم يريدون بالتأويل ما هو بمعنى التُحريف أي التأويل ال�ذي ال دلي�ل علي�ه، ب�ل

الدليل نقيضه، وهذا في الُحقيقة تُحريف. يقولون: نُحن نؤمن بَهذه اآليات واألحاديث وال نُحرفَها،فأهل السنة والجماعة

ألن تُحريفَها قول على الله بغير علم من وجَهين: األول: نفيه ظاهر الكالم. الثاني:إثباته خالف ذلك الظاهر.

ا} مثال ذلك في قوله تعالى: Eف Fا ص Eف Fص GكFل FمHال Fو FكIب Fر Fاء FَجFو}. جاء رب��ك أي ه��و نفس��ه يجيء س��بُحانه وتع��الى، لكن��هقال أهل السنة والجماعة:

مجيء يليق بجالله وعظمته ال يشبه مجيء المخلوقين، وال يمكن أن نكيفه، وعليناأن نضيف الفعل إلى الله كما أضافه الله إلى نفسه.

معناه وجاء أمر ربك. وهذا جناية على النص من وجَهين:وقال أهل التُحريف: : نفي ظاهره، فأين لَهم العلم من أن الل��ه تع��الى لم ي��رد ظ��اهره؟الوَجه األول

هل عندهم علم من أن الله لم يرد ظاهر ما أضافه لنفس��ه؟ ف��القول بنفي ظ��اهرالنص قول على الله بغير علم.

: إثبات معنى لم يدل عليه ظاهر اللف�ظ، فَه�ل عن��ده علم أن الل��هالوَجه الثاني تعالى أراد المعنى الذي صرف ظاهر اللفظ إلي��ه؟ ! ه��ل عن��ده علم أن الل��ه أراد

مجيء أمره؟ ! قد يكون المراد جاء شيء آخر ينسب إلى الله غير األمر.

4

Page 5: الاسماء والصفات

فإذن كل مُحرف أي كل من صرف الكالم عن ظاهره بدون دليل من الشرع فإنه قائل على الله بغير علم من وجَهين: األول: نفيه ظاهر الكالم. الثاني: إثباته خالف

ذلك الظاهر. لَهذا كان أه��ل الس��نة والجماع��ة يت��برءون من التُحري��ف، وي��رون أن��ه جناي��ة على النصوص، وأنه ال يمكن أن يخاطبنا الله تعالى بش��يء ويري��د خالف ظ��اهره ب��دون

بين للناس م��ا أن��زلrأن يبين لنا، وقد أنزل الله الكتاب تبيانا لكل شيء، والنبي إليَهم من ربَهم بإذن ربَهم.

القاعدة الثالثة: ظواهر نصوص الص�فات معلومة لنا باعتب��ار ومجَهول��ة لن��ا باعتب��ار:آخر

وبَه��ذا علم فباعتبار المعنى هي معلومة وباعتبار الكيفية التي هي عليَه��ا مجَهول��ة.DفAوwضDون علم معاني نصوص الص�فات، وي��دعون أن بطالن مذهب المفوضة الذين ي هذا مذهب السلف. والسGلفD بريئون من هذا المذهب، وقد تواترت األق��وال عنَهم بإثبات المعاني لَهذه النصوص إجماال أحيانا وتفصيال أحيانا وتفويض��َهم الكيفي��ة إلى

.علم الله العنصر الثالث: " العدول عن هذا الموقف تطرف دائLLر بين اإلفLLراط

والتفريط " العدول عن هذا الموقف تطرف إما إفراط، وإما تفريط؛ ألن الناس انقس��موا في هذا الباب إلى ثالثة أقسام: طرفان ووسط، ط��رف غال في التنزي��ه ح��تى نفى م��ا

أثبته الله لنفسه، وطرف آخر غال في اإلثبات حتى أثبت ما نفاه الله عن نفسه . : فإن من أهل البدع من أثبت النص��وص على ظاهره��ا، ولكن��ه جع��لالقسم األول

هذا الظاهر من جنس صفات المخلوقين والعياذ بالله، فأثبت النقص لربه بإلُحاق��ه بالمخلوق الناقص، أثبت أن لله تعالى سمعا، وأن لله تعالى وجَها، وأن لل��ه تع��الى عينا، وأن له يدا، لكنه جعل ذلك كله من جنس صفات المخلوقين، غال في اإلثبات حتى بلغ به إلى التمثيل، وقد قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري: من شبه الله بخلقه فقد كفر، وال شك أن��ه ك��افر، وأن الل��ه س��بُحانه وتع��الى لم ي��رد بَه��ذه

النصوص هذا الظاهر الذي ادعاه هذا الممثل.وقد يقول القائل: أين دليلك على أن الله ما أراده؟

الجواب: الدليل نقلي، وعقلي: أما النقلي: فآيات متعددة تنفي المماثلة عن الله، وأص�رحَها وأبينَه�ا قول�ه تع�الى:

{vءEي Aش CهC Eل AمCث EسA ك Aي AحAدv} ،{ل � أ DفDوا AهD ك DنE ل Aك AمE ي AالA}، {وAل AمEث GهC األ Cل Dوا ل AضEرCب .{فAال ت وأما الدليل العقلي: فإنه ال يمكن أب�دا أن يك�ون الخ�الق مم�اثال للمخل�وق في أي

صفة من صفاته لظَهور الفرق العظيم بينَهما في الذات والصفات واألفعال. ومن أهل الب��دع من ح�رف النص��وص عن ظاهره�ا، ونفى م��دلولَهاالقسم الثاني:

الالئق بالله، وهؤالء المُحرفون انقسموا إلى ثالثة أقسام: قسم غال في ذلك غلوا عظيما حتى نفى النقيضين في حق الله، فقال: الاألول:

تقل: إن الله موجود، وال تقل: غير موجود، إن قلت: موجود ش��بَهته ب��الموجودات، وإن قلت: غير موجود شبَهته بالمعدومات، فيقولون الله ال سميع وال ليس بس�ميع وال حي وال ليس بُحي وهم في الُحقيقة ال يعتقدون في وجود الل��ه وإنم��ا يبطن��ون الكف��ر ثم يجعل��ون الكم��ال لإلم��ام كَه��ذا الش��اعر ال��ذي م��دح المع��ز ل��دين الل��ه

الفاطمي فقال:ما شئت ال ما شاءت األقدار ……فاحكم فأنت الواحد القَهار

5

Page 6: الاسماء والصفات

وهم ال��ذين ينف��ون ص��ريح الق��رءان فيقول��ون إن الل��ه لم يكلم موس��ى تكليم��ا)الجَهمية األوائل(، ولم يتخذ إبراهيم خليال كالجعد بن درهم.

: من قال: نثبت السلب وال نثبت اإليجاب، فال نصف الل��ه بص��فات ثبوتي��ة،الثاني فق�الوا ولكن نصفه باألس�لوب واإلض�افات، ونثبت األس�ماء مج�ردة عن المع�اني،

سميع بال سمع و بصير بال بصر. وقد بني هؤالء مذهبَهم علي ش��بَهات باطل��ة منَه��ا قولَهم لو أثبتنا هذه الصفات المتعددة للزم من ذلك تعدد ال��ذات بتع��دد الص��فات.

وهذا ما عليه عامة الجَهمية والمعتزلة. من يقول: نثبت بعض الصفات لداللة العقل عليَها، وننك�ر بعض الص�فاتالثالث:

ألن العقل ال يثبتَها، وبعضَهم يقول: ألن العقل ينكرها. القول الوسط ما عليه أهل السنة والجماعة: أن نثبت لله ما أثبت��هالقسم الثالث:

لنفسه من الصفات، ولكنه إثبات مجرد عن التكييف، وعن التمثيل، وب��ذلك نك��ون عملنا بالنصوص الشرعية من الج�انبين، ولم ننظ�ر بعين أع�ور، وب�ذلك نك�ون ق�د تأدبنا مع الله ورسوله، فلم نقدم بين يدي الله ورسوله، وإنما التزمنا غاي��ة األدب، سمعنا وآمنا وأطعنا، ما أثبته الله لنفسه أثبتناه، وما أثبته ل��ه رس��وله أثبتن��اه، وم��ا نفاه الله عن نفسه نفيناه، وما نفاه عنه رس��وله نفين��اه، وم��ا س��كت عن��ه س��كتنا

عنه. العنصر الرابع: التطرف في التنزيه يستلزم إبطال الدين كله

ذكرنا أن من الناس من تطرف في التنزيه حتى أنكر الصفات، أو أنكر بعض��َها، أو أنكر اإليجابية منَها، أو أنكر اإليجابي والسلبي، فأقول: إن التطرف في التنزيه في

كل أقسامه يؤدي إلى إبطال الدين كله. مثال ذلك: إذا كان المنزه يثبت بعض الصفات وينكر بعضَها قلنا ل��ه: لم��اذا تثبت؟

ولماذا تنكر؟ قال: أثبت هذه الصفات ألن العقل دل عليَها، وأنكر ه��ذه الص��فات ألن العق��ل لم

يدل عليَها، أو دل على نفيَها. فيقول له القوم اآلخرون: نُحن ننكر جميع الصفات ألن العقل ال يدل عليَها، أو ألن العقل دل على نفيَها، فال يستطيع األول أن يرد على هؤالء؛ ألنه إذا رد عليَهم ب��أن العقل يثبت ذا وينكر ذا أو ال يثبته قال: أنا عقلي ال يثبت ما تثبت، وما دام المرجع هو العقل فإن ما أنكرته أنت بُحجة العقل فأنا أنكر م��ا أنك��ر بُحج��ة العق��ل، ولكن

األمر ال ينتَهي عند موضوع الصفات. بل يأتينا أهل التخييل الذين أنكروا اليوم اآلخر، وأنكروا رسالة الرسل، بل أنك��روا وجود الله رأسا -والعي��اذ بالل��ه- فيقول��ون: عقولن��ا ال تقب��ل أن تُحي��ا العظ��ام وهي

رميم، ال تقبل وجود جنة وال نار، فيُحتجون بالعقل كما احتج هؤالء بالعقل. قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه الله: وإثبات الصفات في الق�رآن والس�نة أك�ثر من إثبات المعاد، فأي إنسان ينكر الصفات فإنه ال يمكن أن يدفع إنك��ار من أنك��ر المعاد، وال ريب أن إنكار المعاد وإنكار الشرائع إبط��ال لل��دين كل��ه، والخالص من هذا هو اتباع طريق السالمة، أن نثبت ما أثبته الله لنفسه من األسماء والص��فات،

وننفي ما نفاه الله عن نفسه من الصفات، ونسكت عما سكت عنه. العنصر الخامس: أن بعض أهLLل التحريLف والتعطيLLل قLالوا: إن أهLLل

السنة مشبهة ومجسمة وممثلة من الغرائب أن يدعى على اإلنسان م��ا ينك��ره، فأه��ل الس��نة والجماع��ة ينك��رون التشبيه، وينكرون التمثيل، ويقولون: من شبه الله بخلقه فقد كف��ر، فكي��ف يمكن

أن يلزموا بما هم معترفون بإنكاره؟.6

Page 7: الاسماء والصفات

أهل السنة والجماعة يقولون: نُحن ال نشبه، وال نمثل، وإنما نثبت لله ما أثبته الل��ه لنفسه، وما أثبت�ه ل�ه رس�وله ب�دون تمثي�ل وب�دون تك�ييف، فم�ا ب�الكم تش�وهون

طريقنا وتقولون: أنتم ممثلة ومشبَهة؟ ! كذلك يقولون: أنتم مجسمة، كيف مجسمة؟ وما مع�نى مجس�مة؟ ! ه�ذه الكلم�ة كلمة "التجسيم" لو قرأت القرآن من أوله إلى آخ��ره، وم��ررت على م��ا ج��اء عن

من السنة من أولَها إلى آخرها، لم تجد لفظ "الجسم" مثبتا لله وال منفياالنبي

، فإذا ك��انت كلم��ة " الجس��م " غ��يرrعنه في كتاب الله، وال في سنة رسول الله واردة في الكتاب، وال في السنة، فإن أه��ل الس��نة والجماع��ة يمش��ون فيَه��ا على طريقتَهم، يقفون فيَها موق��ف الس��اكت فيقول��ون: ال نثبت الجس��م وال ننك��ره من حيث اللفظ، ولكننا قد نستفصل في المعنى فنقول للقائل: م��اذا تري��د بالجس��م؟ إن أردت الذات الُحقيقية المتصفة بالصفات الكاملة الالئقة بَها، فإن الله س��بُحانه وتعالى لم يزل وال يزال حيا عليما قادرا متص��فا بص��فات الكم�ال الالئق�ة ب��ه، وإن أردت شيئا آخر كجسمية اإلنسان التي يفتقر كل جزء من البدن إلى الجزء اآلخ��ر منه، ويُحتاج إلى ما يمده حتى يبقى فَهذا معنى ال يليق بالله عز وجل، وبَهذا نكون

أعطينا المعنى حقه. أما اللفظ: فال يجوز لنا أبدا أن نثبته أو ننفيه، ولكننا نتوقف فيه؛ ألننا إن أثبتنا قيل لنا: ما الدليل؟ وإن نفينا قيل لنا: ما الدليل؟ وعلى هذا فيجب الس��كوت من حيث

اللفظ، أما من حيث المعنى فعلى التفصيل الذي بيناه. العنصر السادس: ادعى أهLLل التحريLLف والتعطيLLل على أهLLل السLLنة

أنهم أولوا بعض النصوص ليلزموهم بتأويل البقية أو المداهنة فيها اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أه�ل الس�نة ش�بَهة في نص�وص من الكت�اب والسنة في الصفات، ادعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها، ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل، أو المداهنة فيه. وقال: كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه

مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟.ونُحن نجيب بعون الله تعالى عن هذه الشبَهة بجوابين: مجمل ومفصل.

أما المجمل فيتلخص في شيئين: أحدهما: أن ال نسلم أن تفسير السلف لَها صرف عن ظاهرها، ف��إن ظ��اهر الكالم ما يتبادر منه من المعني، وهو يختلف بُحسب السياق، وما يضاف إليه الكالم، فإن الكلمات يختلف معناها بُحسب تركيب الكالم، والكالم مركب من كلم��ات وجم��ل،

يظَهر معناها ويتعين بضم بعضَها إلى بعض.� من ثانيَهما: أننا لو سلمنا أن تفسيرهم صرف عن ظاهرها، فإن لَهم في ذلك دليال�، وليس لمجرد ش��بَهات يزعمَه��ا الص��ارف �، وإما منفصال الكتاب والسنة، إما متصال براهين وقطعيات يتوصل بَها إلى نفي ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان

.rرسوله وأما المفصل: فعلى كل نص ادعى أن السلف صرفوه عن ظاهره.

قال أهل التأويل: أنتم يا أهل الس��نة أولتم ق��ول الل��ه ع��ز وج��ل:المثال األول:{CاءAم Gى الس��AلC AوAى إ ت Eاس�� GمD ، فقلتم: إن مع��نى االس��تواء هن��ا "القص��د واإلرادة"،{ث

رEشC}وقلتم: إن مع��نى االس��تواء في قول��ه تع��الى: Aع��E AوAى عAلAى ال ت Eاس�� GمD "العل��و{ث واالرتفاع"، وما هذا إال تأويل منكم ألحد النصين ال يمكن أن تخرجوا عنه، ومعل��وم

7

Page 8: الاسماء والصفات

أن استوى على كذا ظ��اهرة ج��دا في العل��و علي��ه، يبقى اس��توى إلى ك��ذا معناه��االقصد، إذن أخرجتم كلمة استوى عن ظاهرها.

وجوابنا على ذلك أن نقول: "استوى" كلمة يتُحدد معناه��ا بُحس��ب متعلقَه��ا فمثال: "اس�توى على الع�رش" معناه�ا العل�و على وج�ه يلي�ق بجالل�ه، وال يش�به اس�تواء

المخلوق على المخلوق. "استوى إلى السماء" اختلف الُحرف فكان "إلى"، و"إلى" للغاية، وليست للعل��و، ومعلوم أنَها إذا كانت للغاية فإن الفعل مضمن معنى يدل على الغاية وهو: القصد واإلرادة، وإلى هذا النُحو ذهب بعض أهل السنة فقالوا: "استوى إلى الس��ماء" أي قصد إلى السماء، والقصد إذا كان تاما يعبر عنه باالس��تواء؛ ألن األص��ل في اللغ��ة

دGهD}العربية أن مادة االستواء تدل على الكمال كما في قوله تعالى: Dش��A غA أ Aل��A AمGا ب وAلAوAى ت EاسAو}.

وجواب آخر أن نق�ول: "اس�توى إلى الس�ماء" بمع�نى ارتف�ع، ق�ال البغ�وي: وه�و م��روي عن ابن عب��اس وأك��ثر المفس��رين، ولكن ه��ذا يجب أن ال نظن أن الل��ه سبُحانه وتعالى قد انتفى عنه العلو حين خلق األرَض، بل إن��ه س��بُحانه وتع��الى لم يزل وال يزال عالي�ا؛ ألن العل�و ص�فة ذاتي�ة، ولكن االس�تواء هن�ا وإن ك�ان بمع�نى

االرتفاع إال أننا ال نعلم كيفيته، وهذا جواب آخر عن اآلية. والخالصة اآلن أننا إذا فسرنا "استوى إلى السماء" بمعنى قصد إليَها على الكمال فإننا لم نخرج عن ظاهر اللفظ، وذلك الختالف ح��رف الج��ر ال��ذي تعل��ق باس��توى

EعAرEشC}في قوله: AوAى عAلAى ال ت Eوفي قوله: {اس ، {CاءAم Gى الس��AلC AوAى إ ت Eوإذا قلن��ا{اس ، بالقول الثاني الذي هو مروي عن ابن عباس وأكثر المفسرين بأن��ه ارتف��ع فإن��ه ال

يجوز لنا أن نتوهم بأن الله تعالى لم يكن عاليا من قبل. ق��ال أه��ل التأوي��ل: أنتم ي��ا أه��ل الس��نة فس��رتم قول��ه تع��الى:المثال الثاني:

Aا} Cن Dن عEيA Cأ AجEرCي ب أي بمرأى منا، وهذا خالف ظاهر اللفظ.{ت

نق��ول لَهم: م��اذا تفَهم��ون من ه��ذا اللف��ظ؟ ه��ل أح��د يمكن أن يفَهم أن الب��اء للظرفية، وأن س��فينة ن��وح تج��ري في عين الل��ه؟ أب��دا ال أح��د يفَهم ه��ذا إطالق��ا، وإتيان الباء للظرفية في بعض المواضع وارد، لكن في هذه اآلي��ة ال يمكن أب��دا أن

يكون كذلك. إذن فَهذا الظاهر الذي زعمتم أنه ظاهر اآلية ال نسلم أبدا أنه ظاهرها، لكن الذين

Aا}فسروا Cن Dن عEيA Cأ AجEرCي ب بمرأى من��ا ه��ؤالء فس��روا اللف��ظ بالزم��ه، وذل��ك ص��ُحيح،{ت

وليس خروجا باللفظ عن ظاهره؛ ألن داللة اللفظ على معناه: إما داللة مطابق��ة، أو داللة تضمن، أو داللة التزام، وكل من الدالالت ال يخرج اللفظ عن ظاهره، هذه

الدالالت الثالث أوضُحَها بالمثال: "البيت" يعني الدار، تدل على جملة الدار وكتلتَها جميعا بالمطابق��ة، أي ت��دل على

بناء مكون من حجر وغرف وساحات وغيرها بالمطابقة. وتدل على كل حجرة أو كل غرفة أو كل ساحة بالتضمن.

وتدل على أن هذا البيت ال بد له من بان بناه بااللتزام. فنُحن نقول: تجري بأعيننا إذا كان الله تع��الى يراه��ا بعين��ه ويرعاه��ا، فإنَه��ا تج��ري

بمرأى منه، وهذا معنى صُحيح. ويمكن أن نجيب بجواب آخر بأن معناه��ا: تج��ري مرئي��ة بأعينن��ا، والمَهم أن نثبت من هذه اآلية أن لله سبُحانه وتعالى عينا ال تش��به أعين المخل��وقين، وال يمكن أن

نتصور لَها كيفية، وبذلك لم نخرج عن ظاهر اللفظ.

8

Page 9: الاسماء والصفات

9