الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق...

23
١ . ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻨﺎﻴﻑ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﺭﺍﺴﺎﺕ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺭﻁﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﺍﻷﻤﻥ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺭﻗﺔ ﻟﻨﺩﻭﺓ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻋﻤل" ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺍﻷﺴﺎﻟﺴﺏ ﺍﻟﺸﺭﻁﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﻓﻲ ﻤﻊ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﺠﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ" ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻘﺩﺓ ﺭﺍﺱ ﺸﺭﻁﺔ ﻤﻊ ﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﻤﺔ،١٢ - ١٤ / ٢ / ١٤٢٧ ﺍﻟﻤﻭﺍﻓﻕ١٠ - ١٢ / ٢٠٠٦ ﺇﻋﺩﺍﺩ. ﺴﺭﺤﺎﻥ ﻋﺒﺩﺍﷲ ﻫﺎﺸﻡ

Transcript of الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق...

Page 1: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

جامعة نايف العربية للعلوم األمنية .١

مركز الراسات والبحوث

لتحقيق األمن الشامل بين الشرطة وأفراد المجتمعألدوار المتبادلةا

في مجال التعامل مع في تقييم األداء الشرطياألسالسب الحديثة" عمل مقدمة لندوة ورقة

-١٠ الموافق ١٤٢٧ /٢ /١٤-١٢الخيمة، من التعاون مع شرطة راس بوالمنعقدة" المواطنين

٢٠٠٦ /١٢

إعداد

هاشم عبداهللا سرحان. د

Page 2: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

مقدمة

إليالف قريش إيالفهم رحلة الشتاء والصيف، "يقول اهللا سبحانه وتعالى في محكم تنزيله

"فليعبدو رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

١ صدق اهللا العظيم

في اآلية الكريمة نجد أن الحاجة إلى األمن والطمأنينة وردت مقترنة وتالية مباشرة لحاجة

اإلنسان إلى الطعام، وبالتالي يصبح البحث عن األمن الفسيولوجي والنفسي واإلجتماعي هو

المجتمع متى ما توفرت له أسباب الحياة، فاألمن يمثل غاية يسعى كافة البشر هاجس الفرد و

وقد حملت الشرطة على . لتحقيقها وقيمة من القيم العظيمة التي تالزم البشرية وتحافظ عليها

منذ أقدم العصور مسئولية توفير األمن، وكانت ومازالت تمثل نظاما رئيسياً من أنظمة عاتقها

ة التي يوكل إليها توفير األمن وحماية المواطن من الجريمة، حيث يتنامى دور المجتمع والدول

الشرطة طردياً مع تعاظم المخاطر المحيطة باإلنسان والمؤسسات والمجتمع بشكل عام، حيث

والثقافية بوتيرة لم تشهدها تتوالى المتغيرات السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية والتكنلوجية

، مؤدية إلى تنامي وتنوع مصادر الخطر وبالتالي زيادة األعباء والمهام البشرية من قبل

والمسئوليات المناط بها أجهزة الشرطة، حيث وجدت الشرطة نفسها في عالم جديد وخاصة

طبيعة وفي محيطها المباشر، عالم يموج بالتحديات األمنية الناتجة عن تغير مفهوم األمن،

األساليب التي ترتكب بها والوسائل التي ولجرائم ونوعياتها، حجم هذه اوالجرائم المرتكبة،

في عصر طغت فيه التقنية الحديثة والمتمثلة في األجيال الجديدة ...يمكن مجابهتها بها

والديمقراطية ، باإلضافة إلى مالمح العولمةللحاسوب وتكنلوجيا اإلتصاالت وشبكة المعلومات

جراء دت بالكثير من المؤسسات الشرطية إلى إ وغيرها والتي أوالدعوة إلى اإلصالح

فلم يعد عمل .اإلصالحات وإعتماد مفاهيم وأساليب جديدة تؤطر لموجبات الشرطة العصرية

الشرطة منحصرا على مكافحة الجريمة، بل أصبح متشعبا ومتزايدا، فالشرطة تشارك في

ي حق التظاهر وتقدم خدمات وتحمتنظيم اإلنتخابات واإلحتفالت العامة والمناسبات الرياضية

اإلسعاف واإلنقاذ وتوفير الجو اآلمن لإلستثمار والنمو اإلقتصادي، بل وتقديم المساعدة

. للمعاقين وكبار السن واألطفال

الشرطية عدد من اإلستراتيجات للقيام بمهامها األمنية، حيث تختلف تلك اتتستخدم المؤسس

فهناك وكذلك تأثير البيئة الخارجية، تنظيمية والقانونية ال العملاإلستراتيجيات بإختالف بيئة

إستراتيجية تطبيق القانون، والتي تركز على ردة الفعل واإلستجابة للحدث بعد وقوعه، حيث

ومنع التجول والتصدي للمظاهرات تقوم على اإلعتقال والتحقيق مع المشتبه فيهم

سورة قريش 1

Page 3: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

الظهور العام والعلني، حيث تهدف هذه إستراتيجيةهناك أيضا .إلخ...واإلعتصامات والشغب

اإلستراتيجية إلى إشاعة الطمأنينة في نفوس المواطنين وزيادة الخطورة والخوف لدى

القبض عليه قبل أن يرتكب الجريمةالمجرمين، حيث يحسب المجرم درجة خطورة إلقاء

التعليم إستراتيجية أما. ٢تحتاج هذه اإلستراتيجية إلى الكثير من الموارد المالية والبشريةو

هدف إلى مد المواطن بالمعرفة وبالتوعية الالزمة التي تخفض اإلحتمال من أن فتوالتوعية

، حيث تستخدم الحمالت والبرامج الموجهة للجمهور، إالّ أن هذه البرامج يكون ضحية للجريمة

بعض ال تكون عادة جزءاً من العمل اليومي للشرطة وإنما حمالت مؤقتة مدعومة من

المؤسسات، حيث تتوقف بتوقف الدعم، إضافة إلى أن الحمالت ال تقوم على معرفة مسبقة

إستراتيجية الشراكة المجتمعيةأما . لألسباب التي أدت إلى المشكالت الموجهة إليها الحمالت

دور قيادي في المجتمع من خالل مشاركة المواطنين للشرطةن يكون أ فتهدف إلى

إلى بناء كذلكتهدف و الشرطي للعملية في عمليات التنظيم والتخطيطوالمؤسسات المجتمع

ثر كعالقة قوية مع أفراد المجتمع ومؤسساته، حيث تفترض الشرطة بأن المواطنين أصبحوا أ

ولديهم القدرة على المراقبة والتبليغ عن كل ما يخل اإلجتماعية وعياً وإهتماماًً بالمشكالت

نتيجة لردة فعل حول قضية إجتماعية معينة ال تكونهذه العالقةفإن في نفس الوقت .باألمن

وتمنح هذه اإلستراتيجية . وإنما كنتيجة لخطة وإستراتيجية طويلة المدى للتعاون مع الجمهور

الشرطة القدرة على السيطرة على الجريمة والوقاية منها حيث تأتي الوقاية في المرتبة األولى

ون التعاون بين المواطنين والشرطة مبني على القناعة بأن ويك. بالنسبة للعمل الشرطي

المواطنين أكثر قدرة من الشرطة على تحديد المشكالت وتشخيص المسائل التي تهدد أمن

. وسالمة المجتمع

تهدف هذه الورقة إلى إبراز األدوار المتبادلة بين المؤسسة الشرطية وأفراد ومؤسسات

ألمن الشامل والصعوبات التي تقف عائقا دون تحقيق التعاون المجتمع من أجل تحقيق مفهوم ا

والمحفزات التي تشجع المواطن من التقرب إلى الشرطة بين المواطن والشرطة، والشراكة

.ومساعدتها في تحقيق األمن واإلستقرار

تغير مفهوم األمن

فة مناحي الحياة، كانت إن المتغيرات اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية والعلمية التي طالت كا

ال بد أن تنعكس على المحور األمني في حياة اإلنسان سواء من ناحية الجريمة وأساليب

، وبالتالي شهدت السنوات إرتكابها أو ناحية البحث عن األمن وأسلوب توفيره والمحافظة عليه

Jeremy M. Wilson. Determinants of Community Policing: An Open System Model of Implementation.

US Department of Justice, 20052

Page 4: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

المفهوم الضيق األخيرة من القرن الماضي نقلة نوعية مقدرة لمفهوم األمن والذي لم يعد ذلك

الذي يقتصر على إنفاذ القانون وحماية المجتمع من الجريمة ومخاطرها، بل أصبح يعني تأمين

مسيرة المجتمع والعمل على التحسين المستمر لمستوى الطمأنينة الشاملة والحفاظ على

سس مجموعة األ األمن الشامل يعني .٣ رفاهية المجتمع وسعادة اإلنساننالمقدرات التي تؤم

يه في مواجهة المشكالت اإلجتماعية والمرتكزات التي تدعم تماسك المجتمع وإستقراره وتقّو

باإلضافة إلى المشكالت المتعلقة باألمن والبيئية والصحيةواإلقتصادية والسياسية والثقافية

يره إن شمولية األمن بهذا المعنى تعني أيضا تعدد الجهات المناط بها توف ٤.والسالمة العامة

إن التوسع في مفهوم األمن . كمؤسسات المجتمع المدني والجمهور ومؤسسات الدولة الرسمية

ال بد أن يقابله التغيير المناسب في آليات وأساليب العمل الشرطي، بحيث يصبح هذا العمل من

وأن يتبادل المواطنين األدوار مع مؤسسات الشرطة، حيث يصبحوا مسئوليات المجتمع ككل

فالمواطن أصبح شريكاً في صنع القرارات التي .. .في توفير األمن وليسوا عمالء فقطشركاء

تبادل المعلومات بسبب قربه ودرايته بالمشكالت التي علىدراية وقحكوم الاتتتخذها المؤسس

حياته وأمنه، فالمواطن ومن يتعرض لها المجتمع والتي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على

يضع الكثير من الضغوط من أجل خلق تواصل حقيقي بينه جتمع المدني خالل مؤسسات الم

أصبح العمل الشرطي يعبر عن مدى الحرية والديمقراطية التي يتمتع ...وبين مؤسسات الدولة

، بها مواطنوا الدولة، فهو موضع للرقابة القانونية والدستورية وللقيم ولمباديء حقوق اإلنسان

التخطيط للعمل الشرطي أصبح مندمجاً ...ن بعناية ورقابة محكمةبحيث يتدخل في حياة المواط

ومتداخال مع خطط وأنشطة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية من أجل تحقيق مفهوم األمن

، وأصبح هناك لزاماً على الشرطة أن تتقرب من المواطن ليس فقط من أجل مكافحة الشامل

ت اإلجتماعية واإلقتصادية والنفسية التي يعاني الجريمة، بل من أجل المساعدة في حل المشكال

، والضغط من أجل إجراء اإلصالحات التنظيمية وتغيير وتعديل القوانين منها المواطن

أصبحت الشرطة تهتم بالبطالة ...والتشريعات التي تنظم حياة المواطن وتطويرها لألفضل

مجتمعية فعالة تساهم في إيجاد ، وبناء إستجابةوالفقر والمشكالت األسرية والتخلف الدراسي

. إجتماعي للسيطرة والوقاية من الجريمةتماسك

وقد أدت الكثير من العوامل والظروف المحيطة باألمن واإلستقرار بشكل عام وبالعمل

ومن تلك الشرطي بشكل خاص إلى اإلهتمام بمفهوم األمن الشامل وبحتمية الشراكة المجتمعية

:العوامل

١٩٩٩محمد مراد عبداهللا، نحو نظام متكامل إلدارة الجودة في أجهزة الشرطة، شرطة دبي، 3 ٢٠٠٣ المجتمعية مفهومها وتطبيقاتها، مرآز البحوث بشرطة أبوظبي، محمد األمين البشرى، الشرطة 4

Page 5: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

للشفافية وإحترام حقوق اإلنسان تنامي الدعوة

في ظل النظام العالمي الجديد األحادي القطب تتنامى المتطلبات بترسيخ مفاهيم الديمقراطية

وإحترام حقوق اإلنسان، ومع التبدل الكبير الذي طرأ على مبدأ السيادة الوطنية بمفهومه

ينظر إليها في الماضي بإعتبارها الكالسيكي، إتسعت دائرة اإلهتمام الدولي بالمسائل التي كان

ضمن اإلختصاص الداخلي للدولة، وبالتالي أصبحنا نسمع كثيراً عن الحماية الدولية لحقوق

خصوصا في حالة تعرض الشرطة ألصحاب اإلنسان أو التدخل الدولي ألغراض إنسانية

عصر إنتقال كما أن الدخول إلى . والمعارضين السياسيين وأصحاب الثقافات الفرعيةالفكر

إلى أن يكون العمل ى أدياألخبار والمعلومات بال حدود يدعم الدعوة إلى الشفافية والذ

حو إحترام كرامة اإلنسان وآدميته، ن لتزداد الضغوطالشرطي محال للتقييم الداخلي والخارجي

ت إعالم المواطنين بالسياساب من خالل مؤسساتهاقيام الدولةحيث تعني الشفافية ضرورة

. ٥ والقائمين عليها، والبعد عن تطبيق السباسات الغير معلنةهم إدارة مصالحالعامة وبكيفية

إزدياد مستوى الوعي لدى المواطن

مع التوسع الكبير في الفرص المتاحة وتنامي اإلهتمام المؤسسي والفردي به إرتفع مستوى

إيجاباً على توقعات الجمهور عن والثقافة لدى المواطن بشكل ملحوظ، وقد إنعكس ذلكالتعليم

. مستوى الخدمات التي يريدونها من مؤسسات الدولة المختلفة ومن ضمنها الخدمة الشرطية

وقد تزامن ذلك مع ظهور اإلطروحات اإلدارية الحديثة مثل إدارة الجودة الشاملة التي تنادي

المستفيدين من تلك بالتركيز على تقديم خدمات متميزة واإلستجابة لمتطلبات وطموحات

فإن جودة هذه ) بدون وسيط(وبما أن الخدمة الشرطية بطبعها تقدم بصورة مباشرة ...الخدمات

وقدرتها على تحقيق الخدمة تعتمد بشكل أساسي على درجة وكفاءة المؤسسة الشرطية

طموحات المواطنين وإشراكهم في تقييم المخرجات والمحصالت الناتجة من العمل الشرطي،

فالمواطن لم يعد يقبل بتلقي الخدمة الشرطية . وإشراكهم في تقديم الخدمة الشرطية نفسهابل

فقط، بل أصبح قادرٍا على تقييمها وتقييم مقدميها وربط ذلك بالمعايير واألطر المحلية والدولية

وقدرة المؤسسة الشرطية على التغيير والتكيف مع ظروف بيئة العمل الداخلية والخارجية،

:جهات يقيم من عدة العمل الشرطي يث أصبحح

والتي تحدد مقاييس معينة لتقييم األداء وهي الجهات الحكومية المسؤولة عن الشرطة: األولى

وقياس المحصالت النهائية الناتجة من العمل الشرطي ومقارنتها باألهداف اإلستراتيجية

.٦إلخ.... وتقليل الحوادث المروريةللشرطة مثل تخفيض الجريمة

٢٠٠٤عماد الشيخ داود، الشفافية ومراقبة الفساد، ندوة الفساد والحكم في البالد العربية، مرآز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 56 Marcel-Eugene LeBeuf. Redefining Police-Community Relationships. Canadian Police Collage, 1989

Page 6: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

مثل ضحايا بشكل مباشر الشرطيةالعمالء وهم األشخاص المستفيدين من المؤسسسة: الثانية

وغيرهم وذلك من خالل تقييم اإلجراءات التي الجريمة والمدانين بقضايا جرمية والمشتبه بهم

.ضرورية ومعقولة وتتناسب مع المواقف التي تتعامل معها قانونية وتتبعها الشرطة وهل هي

مثل المجتمع الذين يستفيدون من خدمات الشرطة بطريقة غير مباشرة ومؤسساتأفراد: لثالثةا

الشعور باألمن والقدرة على ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي وذلك من خالل قدرة

الشرطة على تحديد المخاطر والحد منها واإلستجابة السريعة في حالة وقوعها وتقديم الخدمات

إلستقرار واألمنالتي تعزز ا

معوقات الشراكة بين الشرطة والمواطن

تتسم العالقة بين الشرطة والمواطن بالتغير وعدم اإلستقرار واإلستمرار على وتيرة واحدة

منها ما هو مرتبط بالمواطن وعالقته مع السلطة والنظام بسبب العديد من العوامل واألسباب

ومنها ما هو متعلق ببيئة واطنة واإلنتماء وشعوره بالمبشكل عام وبالشرطة بشكل خاص

.وثقافة وقيم العمل الشرطي

بيئة العمل الشرطي الداخلية

يتأثرالعمل الشرطي بظروف الببيئة التنظيمية داخل المؤسسسات الشرطية والتي تتمثل في

ج ونموذطبيعة التنظيم الشرطي والرؤية التي يعمل في إطارها واألهداف التي يسعى لتحقيقها

، حيث تنعكس القيادة المعمول به في المؤسسسة إضافة إلى آليات إتخاذ القرار واإلتصال

ظروف البيئة الداخلية على طبيعة العمل الشرطي وعلى العالقة بين الشرطة وأفراد المجتمع،

المؤسسسة المتصلة بالعدالة والمساواة والشفافية وإحترام حقوق خصوصا ما يتعلق منها بقيم

وتتأثر عالقة الشرطة بالمجتمع بشكل كبير بنموذج القيادة المطبق في المؤسسة .ناإلنسا

وزيادة الهوة الشرطية حيث يعيق نموذج عسكرة مؤسسات الشرطة القدرة على مواكبة التغيير

إن هيمنة الفكر العسكري على العمل . بين الشرطة والجمهور بسبب المركزية والبيروقراطية

شدد المطلق والصرامة في التعامل مع الجمهور يحول دون الوصول لت االشرطي المبني على

وهيمنة الفكر . إلى المعادلة المناسبة بين تطبيق القانون وتقوية العالقة مع أفراد المجتمع

العسكري على العمل الشرطي لها جذورها التاريخية المرتبطة بالمفهوم التقليدي للعمل

كمهنة تحتاج إلى مؤهالت علمية ومهارات محددة بإعتبارها الشرطي والذي لم يكن ينظر إليه

كانت وإلى عهد قريب تتطلب إظهار القوة وإستخدامها عند الضرورة لردع المجرمين

والعديد من المؤسسسات الشرطية ال .والخارجين على القانون وبسط النظام وتحقيق اإلستقرار

لى موافقة أفراد المجتمع من حيث وجودها تعي بأن سلطة الشرطة للقيام بواجباتها تعتمد ع

Page 7: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

وعندما يسود البيئة الشرطية . ٧ءاتها وقدرتها على ضمان وحفظ إحترام الجمهوروإجرا

عدم اإلستقرار والفوضى وسوء التخطيط ونقص الموارد وسيادة البيروقراطية وتزايد الداخلية

عمل الشرطي وعلى العالقة مع المشاكل بين القيادة وفريق العمل فإن ذلك يؤثر على طبيعة ال

والسعي نحو بناء البيئة الخارجية، من حيث قدرة الشرطة على تحقيق تطلعات الجمهور

شراكة حقيقية معهم، إضافة إلى إنعكاس تأثير البيئة الداخلية على السلوك الشخصي لرجل

لشرطة بأن فهناك قيادات شرطية ال تسمح لرجل ا. الشرطة أثناء تعامله مع أفراد المجتمع

يستخدم التقدير الشخصي لحل المشكالت المتعلقة بالجمهور أو السماح لهم بإستخدام الطريقة

التي يرون أنها األفضل أو القيام بمبادرات شراكة مع الجمهور إال من خالل ما يقره القائد

لها في فمجموعة الشرطة العاملة في منطقة جغرافية معينة يتم حصر عم. وما يراه هو مناسباً

بأسلوب ردة الفعل وتوفير األمن في نطاق عمل الشرطة التقليدي وهو مكافحة الجريمة

المنطقة عن طريق تطبيق القانون وبدون الخوض في تحليل وتقييم المشكالت التي يعاني منها

الجمهور والتي تنعكس آثارها على األمن واإلستقرار في منطقة إختصاصهم والحرص على

وهذا قد يرجع إلى القصور في فهم مهام . لجمهور ومع المؤسسات المحليةالتعاون مع ا

أو عدم الثقة في قدرات خصوصاً من قبل الجيل القديم من قيادات الشرطة،وواجبات الشرطة

رجال الشرطة للقيام بالدور اإلجتماعي إلى جانب الدور األمني فما زال هناك البعض من

إن التعاون مع الجمهور ومع .طي في تطبيق القانونقيادات الشرطة يحصر العمل الشر

مؤسسات المجتمع يجب أن يكون عنصرا أساسياً من عناصر الفكر التنظيمي للمؤسسة

المؤسسات المجتمعية وأهمية الجمهور الشرطية وبالتالي ضرورة تضمين فلسفة التعاون مع

تراتيجيات، في التعيينللعمل الشرطي في كافة أعمال الشرطة كالسياسات العامة واإلس

وجود وحدات إدارية ضرورةالتدريب وفي الرؤية والمهام واإلجراءات، إضافة إلىو

.متخصصة ضمن الهيكل التنظيمي للعمل مع أفراد المجتمع

مركزية في إتخاذ القرار في إعطاء رجل الشرطة مسؤوليات متعددة من الويساهم تطبيق ال

اذ القرارات المناسبة التي تعينه في أعماله، خصوصاً إذا ضمنها الحق في حل المشكالت وإتخ

المسؤولية الكاملة لتخفيض مع إعطائه ما تم تحديد مسؤولياته في إطار منطقة جغرافية معينة

من خاللها أن يخلق نوع من فترة زمنية كافية يستطيع الجريمة ومهددات األمن مع منحه

.٨الصداقات مع أفراد المجتمع

7 Catherine Gallagher at.el,. The Public Image of the Police: Final report to the IACP. George Mason

University, October, 2001 8 Jeremy M. Wilson. Determinants of Community Policing: An Open Systems Model of

Implementation. US Department of Justice, 2005

Page 8: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

اديئ األخالقية وقيم المهنة الشرطيةالمب

مع طغيان النزعات المادية في المجتمعات اإلستهالكية الحديثة وغلبة المصالح الفردية

والشخصية وتصدع القيم الروحية، تظهر أشكال من الفساد وموت الضمير في العديد من

بهذا األمر، خاصة وقد إهتمت الكثير من الدول...المؤسسات بما في ذلك المؤسسات الشرطية

وأن الشرطة والتي يقع على عاتقها مسئولية توفير األمن والطمأنينة البد أن تتصف بأعلى

درجات اإلستقامة واألمانة والحياد والتمتع بمفاهيم األخالق والقيم الفاضلة وترسيخ مباديئ

والنزاهة والعدالة اإلحترافية والوالء للوطن والمواطن، والمحافظة على المال العام، واألمانة

يعتبر الفساد في المؤسسسات الشرطية من المسائل التي تؤثر على العالقة ما بين ...والمساواة

الشرطة والجمهور، حيث تؤدي إلى إحداث صدمة وردة فعل قوية لدى الجمهور، ألن

الجمهور يتوقع من الشرطة أن تحميه من الجريمة وأن تصون حقوقه وتحافظ على النظام

والفساد الشرطي هو سوء إستخدام السلطة وإستغاللها . عام وأن تعمل في إطار القانونال

سواء كان ذلك داخل نطاق المؤسسة ومع لتحقيق مكاسب شخصية من خالل الوظيفة الرسمية

أو تسهيالت اتويتضمن الفساد تقديم خدم. زمالء العمل أو خارج المؤسسة مع الجمهور

ويحدث الفساد الشرطي . مال أو هدايا أو خصومات أو رشاويمعينة مقابل الحصول على

وتضعضع الثقة ورفضهم التعاون مما يتسبب في تأثيرا قويا في مواقف الجمهور تجاه الشرطة

ويشمل الفساد كذلك المحاباة في التعامل مع قضايا .بعد المسافة بين الشرطة والجمهور

علومات من أجل إبعاد اإلدانة عن أشخاص المواطنين وطمس األدلة والحقائق وإخفاء الم

.مكاسب شخصيةمعينين والحصول على

إختيار رجل الشرطة

يعكس سلوك رجل الشرطة من خالل تعامله مع الجمهور الصورة الداخلية للمؤسسة الشرطية،

لذلك فالجمهور يعتبر شريكاً أساسيا في إختيار األشخاص الذين يمكن أن يقوموا بتأدية المهام

الشرطية بشكل جيد وذلك من خالل معرفة كيف يتم تقديم الخدمات الشرطية لهم ومدى قدرتهم

واألعراق على القيام بدورهم اإلجتماعي، خصوصاً في المجتمعات المتعددة الثقافات واللغات

وال يكفي أن يكون رجل الشرطة مواطناً أو ينتمي لقبيلة معينة أو لديه والء تجاه . واألجناس

طة أو يتميز بالحزم والشدة، فهذه المقاييس لم تعد كافية بل لم تعد مقبولة في ظل التطور السل

الذي يشهده العالم وزيادة الوعي لدى الجمهور وقدرته على تقييم العمل الشرطي وتمييز رجل

ألن العمل الشرطي لم يعد وظيفة من ال وظيفة له بل هو الشرطة المناسب من غير المناسب

إن رجل الشرطة المناسب من وجهة . والقدراترفة تحتاج إلى الكثير من المهاراتمهنة وح

نظر المجتمع هو الشخص الذي يتميز بالكفاءة اإلجتماعية والقادر على التعامل مع كافة

Page 9: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

واإللتزام القوي القدرة على قراءة وفهم اآلخرين واإلحساس بشعورهملديه شرائح المجتمع و

إضافة إلى ذلك .٩ذلك من خالل معرفته لتركيبة المجتمع الذي يعمل بهتجاه التعاون معهم و

فإن من المهم أن يكون لرجل الشرطة إلتزام قوي بتسويق الصورة اإليجابية للشرطة واإللتزام

القوي بالتعاون مع الجمهور والمشاركة في حل المشكالت اإلجتماعية وممارسة العمل

بالرغم من التطور الكبير .تقدير حدود اآلخرين وأخطائهم، إضافة إلى قدرته على اإلجتماعي

في المسؤوليات الملقاة على الشرطة نرى أن شروط القبول المتعلقة بإختيار وتعيين الشرطة

ما زالت هي المعمول بها منذ سنوات والتي تنسجم مع المفهوم التقليدي لعمل الشرطة والتي

األولوية القصوى عند اإلختيار، إضافة إلى أن العنصر تعطي اللياقة البدنية والعامل الجسماني

إن رجل الشرطة يمثل ...الشرطي الغير متعلم ما زال مرحباً به في بعض المؤسسات الشرطية

، فليس من المناسب أن يكون من حجر الزاوية والواجهة واألداة التنفيذية للمؤسسة الشرطية

ميون ونحن في عصر المعلومات والمعرفة بين العنصر البشري العامل في الشرطة أناس أ

.والتكنلوجيا

لجمهورل الشرطة نظرة

تتسم العالقة بين الشرطة والمواطنين في أحياناً كثيرة بالجفاء وبوجود فجوة كبيرة بين

وتكاد تنحصر ... ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك لغياب قنوات اإلتصال الفعالةالشرطة

أن المواطنين هم منبع مدخالتها البشرية إالّ أنهم في نفس الوقت عالقة الشرطة بالمواطنين في

إن الفجوة الماثلة ترتبط . مغيبين تماماً عن المشاركة الفعلية في تحمل مسئولية أمن المجتمع

والناتجة عن كثيراً بطبيعة العالقة بين الشرطة والمواطن بشكل عام والتي تتسم بعدم الثقة

فالمعروف أن اإلستعمار قد فرض على أجهزة الشرطة ...رىظروف تاريخية وأسباب أخ

ولسنوات طويلة طابعا سياسي بإستخدامها كأدوات قهر ضد المواطنين ومؤسسات المجتمع

المدني لتنفيذ سياساته وقوانينه بشكل قسري، كما حجب الدور الخدمي واإلنساني عن

هذه وصاً في النظم الشموليةوقد تبنى العديد من مؤسسات الشرطة، خص. ١٠مؤسسات الشرطة

األفكار مما أدى إلى ترسيخ عدم الثقة بين المواطن والمؤسسة الشرطية وإتجاه بعض القيادات

الشرطية إلى فرض سياج من السرية على أنشطتها وفرض قيود تجعل التقرب من الشرطة

لتغذية العكسية إن العزلة التي تعيشها المؤسسات الشرطية تحرمها من ا...محفوفاً بالمصاعب

والتي توفر معلومات قيمة تستخدم لغايات التطوير والتغيير، كما يحرمها من الدعم المادي

. بواجباتها بشكل أفضلوالمعنوي الذي يساعدها في القيام

9 Brown, Lee P. Community Policing: A Practical Guide for Police Officials. Perspectives on Policing, No. 12, September 1989

١٩٩٥محمد علي العطار، عالقة الشرطة بالمجتمع، مجلة الفكر الشرطي، المجلد الرابع، العدد األول، يونيو 10

Page 10: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

تتبنى بعض المؤسسات الشرطية مواقف سلبية مسبقة تجاه الجمهور الذي تتعامل معه، وهذه

مع أفراد بناء شراكة حقيقيةعلىن عدم قدرة المؤسسة الشرطية المواقف قد تكون ناشئة ع

من رجال بعضفال. المجتمع بسبب القيم والثقافة المؤسسية التي يقوم عليها العمل الشرطي

ينظر إلى العالقة مع الجمهور بمنظار الشك والريبة، حيث يبني نظرته هذه من الشرطة

والسلطة والتي ينبغي أن تكون والخصوصيةقناعته بأن العمل الشرطي يتميز بالسرية

ال يقتنع بالعالقة والمصلحة المتبادلة بين هذا البعض. محصورة في رجال الشرطة فقط

الشرطة وأفراد المجتع وإنما يوجزها فقط في الحصول على المعلومات المتعلة بمتابعة الجرائم

جمهور وبدون مقابل يقدمونه لهذا والقضايا الجنائية، فيحق لهم الحصول على المعلومات من ال

فالجمهور في رأي هذه الفئة غير مؤهل للقيام ببعض األعمال التي تساعد الشرطة . الجمهور

ويتصرف البعض من الشرطة مع أفراد المجتمع بطريقة .على القيام بدورها األمني والوقائي

يرجع إلى الضغوط النفسية وهذا قد حتى في المواقف العادية والعدوانيةتتسم بالغلظة والشدة

التي يتعرض لها رجل الشرطة، ويكون في الكثير من األحيان توفير المعلومات المتعلقة

إستخدام التهديد أو القوة مع الجمهور ويتغير األسلوب بتغير ببالمشتبه فيهم والضحايا والشهود

فة التعاون والشراكة أما مؤسسات الشرطة التي تسودها ثقا.الموقف أو التصعيد أو الخطورة

ويحتاج إلى وواسع وخارج حدود السيطرة بالنسبة للشرطةفإنها تؤمن بأن عمل الشرطة معقد

، وبالتالي من الضروري أن معرفة ومهارة عامة تتعدى حدود وقدرات المؤسسة الشرطية

تتنازل الشرطة عن بعض سلطاتها وصالحياتها وإعطائها للجمهور من أجل المشاركة في

فير األمن واإلستقرار، فالشرطة يجب أن تتوفر لديها القناعة التامة بضرورة اإلعتماد على تو

.الجمهور في الكثير من األمور

ثقافة وقيم الشرطة

تنعكس الثقافة السائدة لدى الشرطة على الكثير من جوانب العمل الشرطي، والتي تتضمن

الشرطة في المواقف األمنية السياسات والممارسات واإلجراءات وكذلك تصرف رجل

المختلفة، حيث تتضمن هذه الثقافة الكثير من القيم والمعايير التي تشكل سلوك رجل الشرطة

وتواجه الشرطة الكثير من الصعوبات لتحقيق . حو تحقيق أهداف المؤسسة الشرطيةوتوجهه ن

فة العامة والقيم التي المعادلة بين توفير األمن والحفاظ على الحريات العامة في إطار الثقا

أو حتى في المواقف تؤمن بها، خصوصاً في الظروف األمنية الصعبة، كاإلرهاب والشغب،

القيمية المتعلقة بالحريات حيث تتجاوز الشرطة الحدود القانونية والمعايير األمنية اإلعتيادية،

إن . لى النظام العام وتحافظ عوالحقوق اإلنسانية، ضناً منها بأنها تحقق األمن واإلستقرار

الثقافة العامة لدى الشرطة يجب أن تتضمن فلسفة تنفيذ العمل الشرطي في إطار المعايير

Page 11: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

المواطنين التي نص عليها الدستور، إضافة إلى الدستورية والقانونية وإحترام وحماية حقوق

يجب أال يكون ضرورة اإليمان بحماية الحياة اإلنسانية، حيث أن إستخدام القوة ضد الجمهور

فقط متسقاً مع القانون وإنما أيضاً متسقاً مع العقل والمنطق، فمن الضروري أن تتضمن ثقافة

الشرطة أن القوة والسلطة تستمد من الجمهور وليس من الحكومة مع اإلعتراف بأن الشرطة

لشرطة ، فالجريمة ليست مشكلة اال تستطيع أن تقوم بمهامها بدون دعم وجهود أفراد المجتمع

وحدها ولكن يجب التعامل معها كمشكلة إجتماعية وبالتالي يجب أن تكون هناك آلية لمشاركة

اإلستراتيجيات المناسبة لحلها فإنعزال الجمهور في التعرف على المشكالت اإلجتماعية وتحديد

كما يجب أن تشتمل ثقافة . الشرطة عن المجتمع يؤدي إلى عدم القدرة على تحقيق األهداف

لشرطة على أنها جزء من الحكومة ولكنها ليست أداة لقمع المواطنين وإنما هي وجدت لخدمة ا

هم، فما زال هناك البعض يرى بأن الشرطة أداة من أدوات الناس واإلستجابة لحل مشكالت

السلطة يستخدمها النظام لقمع المعارضين ولتثبيت أركانه ولبث الرعب في نفوس المواطنين،

إن ثقافة بث الخوف والرعب وإستعراض القوة . أو الدكتاتوريةألنظمة الشموليةخصوصاً في ا

، فالمواطن أمام المواطنين لن تخلق إال مزيدا من الجفاء وعدم الثقة بين الشرطة والمواطن

يعتمد في الكثير من أموره على ثقة الشرطة وبالتالي يجب على الشرطة أن ترد بالمثل فتثق

إن ثقافة وقيم . ز هذه الثقة ألن ذلك يزيد من ترابط المجتمع وتقويتهبالمواطن وال تجاو

الشرطة يجب أن تنظر إلى العمل الشرطي بأنه مهنة وحرفة غايتها تقديم خدمات متميزة

في العمل والحفاظ على إنضباط والقانوني والمهنيللمواطن تعتمد على اإللتزام األخالقي

.الموظفين

الشرطة والمساءلة

ايد شكاوي المواطنين من الشرطة بسبب تجاوز بعض أفرادها القوانين واللوائح المنظمة تتز

لعملها واإلعتداء الجسدي والنفسي على المواطن، والذي قد يشمل إستخدام القوة الغير مبررة

والعنصرية، حيث ثؤثر هذه الحوادث على والعنف والضرب واإلهانة والتحقير واإلذالل

إن ردة فعل المواطنين تجاه . لشرطة والمجتمع وقد تتفاقم لتصل إلى حد األزمةالعالقة مابين ا

إساءة عمل الشرطة تتحكم فيها عدة أمور منها، الظروف السابقة للحادث وطبيعة الحادث نفسه

وردة فعل قادة وأفراد المجتمع ودور وسائل اإلعالم في إبراز وطبيعة إجراءات الشرطة

الكثير ) خصوصاً في المجتمعات الديمقراطية(من المؤسسات الشرطية وتتخذ العديد . القضية

، وهذه مراقبة موظفيها والتأكد من أنهم يقومون بواجبهم بدون مخالفة القوانينل من اإلجراءات

فهي جزء من اإلجراءات تكون مكتوبة ومعروفة للجميع من أفراد الشرطة والمواطنين

Page 12: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

إن اإلجراءات التي تتبع في شكاوي المواطنين ضد . ١١السياسة العامة للمؤسسة الشرطية

الشرطة يجب أن تكون مقنعة ألفراد المجتمع، ألن الشرطة هي مؤسسة خدمات عامة يجب أن

الشرطة ال يمكن أن تحاسب نفسها بنفسها، ولكن يفترض أن تكون فتكون مساءلة أمام الناس،

اف والمراقبة من قبل الجمهور على هناك مشاركة من المواطنين تتمثل في إيجاد آلية لإلشر

ويتهم البعض الجمهور بأنه ال .، والتحقيق المشترك في شكاوي المواطنينأعمال الشرطة

يملك الخبرة والمعرفة الكافية التي تمكنه من تقييم عمل الشرطة والحكم بمدى تجاوزها للقانون

لطبيعة المواقف والظروف أثناء تنفيذ مهامها، فالشرطة تتعامل مع الجمهور حسب تقديرها

إضافة إلى ذلك فإن الشرطة قد تعتبر شكاوي المواطنين إعاقة لعملها وتدخال في . األمنية

سلطاتها والتي تستمدها من الحكومة وليس من الجمهور، وهذه نظرة قاصرة للعمل الشرطي

.إالّ أنها لألسف مازال يؤمن بها العديد من العاملين في مجال الشرطة

رة النمطية للشرطة في ذهن الجمهورالصو

تزداد توقعات وتطلعات المواطنين يوماً بعد يوم خصوصاً مع زيادة التعليم والثقافة المعرفية

جتمعات األخرى، مما يجعلهم يفترضون الحصول على الكثير من الحقوق والتواصل مع الم

ومن ضمنها الشرطة والنيابة واإلعتراف واإلحترام والمنزلة من قبل مؤسسات الدولة المختلفة

والمحاكم والسجون وغيرها، حيث تتغير توقعات المواطنين وتطلعاتهم بزيادة التغيير

اإلجتماعي واإلقتصادي والتكنلوجي والثقافي وزيادة المشكالت المرتبطة بالشعور باألمن

ن السلطة فلم يعد المواطنين ينظرون إلى الشرطة نظرة رأسية أي أنها جزء م. واإلستقرار

أي أنها جزء من المجتمع وأداة من أدوات تثبيت النظام الحاكم، بل ينظرون لها نظرة أفقية

وتزداد ثقة المواطنين بالشرطة كلما كان . وفي وسطه وأن وجودها هو لخدمة المجتمع

المسؤولين والقادة قريبين منهم، يتعايشون مع همومهم ومشاكلهم اليومية، فالثقة تعني اإلتصال

إن اإلتصال المفتوح بين الشرطة . المفتوح بين الشرطة والمواطنين وبدون عوائق أووسيط

والمواطنين يؤدي إلى تقبل اإلختالفات في وجهات النظر وبالتالي إزالة اإلحتقان والجفاء مما

أن يرى المواطنون فال ينبغي . ينعكس ذلك على تطوير المؤسسة الشرطية وتحقيق أهدافها

عن المجتمع وينظرون إلى شكل خاص قادتهم بأنهم صارمين ومنعزلين وبعيدينالشرطة وب

ناس يرفضون التعاون مع هذه النوعية من القادة الالمواطنين نظرة فوقية ومتعالية، ف

إن اإلنطباع العام عن الشرطة له عدة مظاهر، فمنهم من ينظر للشرطة .١٢والمسؤولين

11 Carpenter, Michael. "Put it in Writing: The Police Manual" FBI, Law enforcement Bulletin, October

2000 12 Finn, Peter. Citizen Review of Police: Approaches and Implementation. National Institute of Justice,

Washington DC, 2001

Page 13: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

تعتمد على درجة اإلعتماد على الشرطة، ودرجة رضا الجمهور، ودرجة والتي بصورة عامة

ومنهم من. الثقة واإلحترام التي يحملها الناس للشرطة، وأداء العمل الشرطي بشكل عام

مثل نظر إلى المخرجات والمحصالت الناتجة من عمل الشرطةيكون إنطباعه من خالل ال

والظروف درة على حل مشكالت المجتمعدرجة تخفيض الجريمة ومهددات األمن، والق

المعيشية للناس، والقدرة على تخفيض الخوف من الجريمة والمساهمة في تطوير تماسك

ويختلف إنطباع الناس عن الشرطة بإختالف درجة تعاملهم وإحتكاكهم بالشرطة . المجتمع

. ووضعهم اإلجتماعي واإلقتصاديودرجة وعيهم بحقوقهم وواجباتهم،

تجربة الشخصية أثراً كبيراً في نفس اإلنسان وفكره وتظل أحداثها ومشاهدها معه لفترة تترك ال

ويرسم الناس صورة . طويلة، خصوصاً إذا إرتبطت تلك التجربة بالقسوة والمعاناةزمنية

خالل تجربة األصدقاء أو أو مننمطية للشرطة من خالل تعاملهم وإحتكاكهم بالشرطة

قصص التجارب المؤلمة إلى اآلخرين مما يكون لديهم صورة سلبية األقارب، حيث يتم نقل

وترتسم الصورة النمطية للشرطة عادة أثناء ممارستها لعملها والتعامل مع . عن الشرطة

ومع اإلنسان العادي، حيث أن اللطف والتعامل والسجينوالشاهد الضحية والجاني والمتهم

في العمل والعدالة والمساواة ترسم صورة نمطية الحضاري والمصداقية واإلستجابة والكفاءة

أما تجاوز القانون . إيجابية للشرطة لدى المواطنين، مما يعزز الثقة والشراكة بين الجانبين

وإساءة وإستخدام األساليب غير الشرعية في التحقيق واإلعتقال والتفتيش وإستعمال القوة

بالمساواة إن معاملة الناس.ة للشرطةمعاملة المواطنين فإنها ترسم صورة نمطية سلبي

واإلحترام بغض النظر عن جنسهم ولونهم وعرقهم والتعاطف معهم والوقوف بجانبهم في حل

تنقل وتنشر وسائل اإلعالم الكثير .. .مشكالتهم يدعم الصورة اإليجابية للشرطة في أذهانهم

إلعالم في تكوين الصورة تؤثر وسائل االمتعلقة بالشرطة وبعملهم وبالتالي من األخبار

، حيث كثيرا ما تتسم عالقة الشرطة باإلعالم بالنفور النمطية للشرطة في أذهان الجمهور

والفشل في إقامة عالقات تعاون وثقة متبادلة، حيث تتجه الكثير من المؤسسات وعدم التعاون

التصريح الشرطية وبالرغم من عدم وجود متحدث رسمي إلى منع موظفيها من التحدث أو

، حيث تضطر وسائل اإلحالم في غياب المعلومات الرسمية إلى صياغة إلى وسائل اإلعالم

قصة معينة تعتمد على روايات غير رسمية وترسلها للجمهور مما قد ينعكس سلباً على عالقة

تركز وسائل اإلعالم دائماً على تعامل الشرطة مع جرائم وظروف ...١٣الجمهور بالشرطة

وتركز على إتجاهات الجريمة وتطورها وإبراز الشرطة على أنها الجهة الوحيدة أمنية معينة

. المناط بها تحقيق األمن، باإلضافة إلى التركيز على الخوف الكبير من الجريمة وزيادة العنف

13 Finn, Peter. Citizen Review of Police: Approaches and Implementation. National Institute of Justice,

Washington DC, 2001

Page 14: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

يفترض من الشرطة أن تقدم معلومات دقيقة وصحيحة لوسائل اإلعالم وبدون أن يؤدي ذلك

الشرطي أو يهدد وضع الشرطة القانوني وهذا يتطلب وجود سياسة عامة إلى اإلخالل بالعمل

.ومكتوبة تعتمد عليها الشرطة في تعاملها مع وسائل اإلعالم

األمن الشاملتحقيقدور المواطن والمؤسسات المجتمعية في

ل تساهم المؤسسات المجتمعية في توفير األمن واإلستقرار وتقوية الروابط اإلجتماعية من خال

بعملية تقديم الخدمات التعليمية والتربوية واإلجتماعية والصحية ألفراد المجتمع، حيث تساهم

التنشئة اإلجتماعية والنفسية للمواطن بصورة مباشرة وغير مباشرة عن طريق تقديم العون

والرعاية لألسر المفككة أو التي تعاني من مشكالت إجتماعية تهدد أمنها وإستقرارها،

مل مع مشاكل األحداث الجانحين واألشخاص المنحرفين وتقديم الرعاية لضحايا الجريمة كالتعا

وألسر السجناء، إضافة إلى اإلهتمام بالفئات الخاصة كالمعاقين جسديا وعقليا إضافة إلى

وبالرغم من أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات . ١٤رعاية كبار السن والعجزة

تحقيق األمن الشامل، إال أنها مازالت تعاني الكثير من الصعوبات التي المجتمعية في عملية

تحد من فاعليتها وتفاعلها مع المواطن، حيث ينظر إلى دورها اإلجتماعي بالشك والريبة

وإتهامها بالتدخل في إختصاص المؤسسات الحكومية، خصوصا إذا ساهمت تلك المؤسسات

وقه المدنية والسياسية وتأهيله للمشاركة في إدارة في تنشئة المواطن سياسيا وتوعيته بحق

مجتمعه، حيث يتصور البعض بأن تلك المؤسسات تضعف من الدور الحكومي وتضعف

وقد أدى الهاجس األمني في الدول العربية، خصوصا بعد إعالن . الوالء واإلنتماء للدولة

ت المجتمعية، خصوصا الحرب على اإلرهاب إلى تقليص الدور الذي تقوم به بعض المؤسسا

تلك التي تهتم بتنشئة المواطن سياسيا وإجتماعيا وفكريا، إضافة إلى أن الدعم الحكومي الذي

وال يمكنها من وضع سياسات وبرامج تساهم في دعم اإلستقرار تتلقاه تلك المؤسسات قليل جدا

.والمساهمة في تحقيق األمن الشامل

األسرة

سلوك اإلنسان حيث تتبلور شخصيته لى التي يتشكل من خاللهاتعتبر األسرة البيئة األو

المستقبلية، إضافة إلى إشباع حاجاته البيولوجية والنفسية، وهي بالتالي من المؤثرات القوية

التي تؤثر في تكوين السلوك وتوجيهه لدى النشء، حيث تضع األسرة الفرد على بداية الطريق

ة األكبر أال وهي المجتمع والذي يتميز بوجود أنظمة وقوانين نحو التعامل مع البيئة اإلجتماعي

وعالقات إنسانية ومصالح وظروف معيشية متعددة، حيث تستمر األسرة في رعاية النشئ

.١٩٨٣مصطفى العوجي، األمن اإلجتماعي، مؤسسة نوفل، بيروت، 14

Page 15: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

التي يتلقاها الفرد من خالل تعامله مع البيئة المجتمعية وتشكيل سلوكه من خالل تنقية الخبرات

.ب وقيم األسرة الدينية واألخالقية واإلجتماعية والثفافيةوإعادة صياغة تلك الخبرات لما يتناس

ويعتبر األمن األسري من األهداف التي تسعى كافة المجتمعات البشرية لتحقيقها بحكم أن

األسرة هي أساس التنظيم اإلجتماعي، والتي يتشكل من خاللها أغلب السلوك البشري والذي

تعرضه لإلضطرابات واإلخالل باألمن بسبب يعكس مدى ترابط المجتمع وتماسكه، أو مدى

، عالوة سلوكيات بعض أفراده المنحرفين، والتي قد تنشأ نتيجة إلختالل ميزان األمن األسري

على ذلك فإن األمن األسري هو الركيزة األساسية لألمن الشامل، وبما أن األسرة هي اللبنة

ى عاتقها مسئوليات ومهام كثيرة ال تقتصر األساسية األولى في التنظيم اإلجتماعي، فإنه يقع عل

فقط على بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته، وإنما تتعداه إلى مرحلة متابعة تقويم وإصالح

اعله مع البيئة سلوك الفرد وتوجيهه نحو إقامة عالقات إجتماعية سليمة من خالل تف

فة والتي كثيرا ما تؤدي إلى اإلجتماعية، وبما تمثله تلك البيئة من تباين في القيم والثقا

الصعوبة في التأقلم معها، وهنا يقع الجزء األكبر من الدور التربوي على األسرة، باإلضافة

إلى األدوار التي يمكن أن تقوم بها المؤسسات اإلجتماعية األخرى ومن ضمنها المؤسسة

ن أن تتعرض لها، الشرطية، من خالل توعية األسرة باألخطار القائمة والمحتملة التي يمك

من داخل األسرة أو من خارجها وتثقيف الوالدين بكيفية توفير الظروف المناسبة ألفراد سواء

األسرة، لتحقيق أهدافهم المشروعة بطرق مشروعة، األمر الذي يعكس في نفوس األسرة

الديني إن الشعور باألمن األسري يمكن أن يتحقق من خالل اإللتزام . الشعور باألمن والسكينة

واألخالقي والتماسك األسري، وإقرار النظام الذي يحدد العالقة بين أفراد األسرة الواحدة،

وكذلك العالقة بين أفراد األسرة والبيئة الخارجية وما تمثله تلك البيئة من سلطة وقوانين

ق وأنظمة وحريات يجب أن يتم التعامل معها وفق نظام معين، فاألمن األسري يمكن أن يتحق

. من اإلستقرار العائليبتوفير الحد األدنى

لقد تعقدت العالقات اإلنسانية في الوقت الحاضر، ودخلت المنافسة والصراع اإلجتماعي

واإلقتصادي محل التعاون والتآزر، مما أوجد الكثير من المشاكل والشعور باإلحباط لدى

الفردية طغت على المصلحة الكثير من أفراد المجتمع، كذلك فإن المصالح واإلهتمامات

العامة، ومن هنا فإن الدور التقليدي في التنشئة لم يعد كافيا، بل يجب أن ينطلق دور األسرة

، فأصبح لزاما على األسرة أن تتحمل الذي تعيشه والثقافيمن الواقع اإلجتماعي واإلقتصادي

ة والشاذة وزيادة تثقيف أدوار غير تقليدية، كالتدخل المبكر في إكتشاف السلوكيات المنحرف

وتأهيل األسرة في مجال إستيعاب المتغيرات الجديدة، وهنا يأتي دور مؤسسات التنشئة

ومؤسسات المجتمع األخرى وبشكل خاص الشرطة في مساعدة األسرة عمليا كي تستطيع

تحمل عبء إستيعاب المتغيرات، وهذا يقودنا إلى تعزيز آفاق التعاون والشراكة بين الشرطة

Page 16: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

واألسرة، حيث أن هذه الشراكة هي جزء ال يتجزأ من دور الشرطة الحديث في تحقيق األمن

:، إال أنه البد لهذا التعاون أن يعتمد على عدة إسس منهاالشامل

بحيث التكون األسرة -تأثير وتأثر-أن يكون هذا التعاون مبنيا على التفاعل المتبادل :أوال

.قطعنصرا متلقيا لتعليمات الشرطة ف

يجب كذلك أال يقتصر هذا التعاون على المناسبات فقط، كتخصيص أسابيع أوتحديد أيام : ثانيا

موضوع ما يتعلق بظروف األسرة اإلجتماعية واألمنية، وإنما يجب أن يتعدى معينة لمناقشة

هذه المناسبات إلى التعاون المستمر والمثمر من خالل فتح قنوات إتصال مع مختلف الجهات

. تساهم خدماتها في إستقرار األسرة وتماسكهاالتي

إن السلوك اإلجرامي ال يبدا في العادة فجائيا، وإنما هناك طريق ممتد بين اإلستقامة

طريق، بعد أن واإلنحراف، وذلك السلوك له شواهد مبكرة، والجريمة ال تبدو إال في نهاية ال

سلوكيات المجرمة، وهنا يأتي دور ينتقل الفرد عبر سلوكيات غير مجرمة إلى أن يرتكب ال

األسرة في التدخل المبكر إلكتشاف ومعالجة مسببات السلوك المنحرف وتعيد تقديراتها

بصدق وموضوعيةوتراجع نفسها بين الحين واآلخر، وتواجه األمور الصعبة والمعقدة

.لجريمةوتتحمل المسئولية تجاه عوامل القصور التي قد تؤدي إلى إرتكاب أحد أفرادها ا

مؤسسات التعليم

تتسم أهمية مؤسسات التعليم في عملية تحقيق األمن الشامل من كونها البيئة اإلجتماعية الثانية

التي يتشكل من خاللها سلوك النشئ وتتحدد مالمح شخصيته، حيث تمتزج المعرفة والمهارة

يتطور النمو الفكري ومن خالل مؤسسات التعليم. ١٥بالتربية السلوكية وبصورة دقيقة ومنظمة

والسلوكي لدى الفرد والذي يساعده على تكوين عالقات إجتماعية مع اآلخرين والقدرة على

إضافة إلى ذلك فإن مؤسسات التعليم لديها . مواجهة المشكالت وإيجاد الحلول المناسبة لها

تصال ومهارات القدرة إذا ما أستغلت بشكل جيد على تشجيع القيم اإليجابية وتعلم مهارات اإل

والتي تؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس وزيادة تقدير الذات وغرس مفهوم تحقيق إتخاذ القرار

األمن الذاتي، كما تساهم في تشكيل سلوك النشىء وتوجيهه نحو تشكيل الشخصية المتزنة ذات

لمؤسسات الهوية اإلسالمية والعربية وتعميق مفهوم الهوية الوطنية، حيث تتأثر التنشئة في ا

ويعتبر المنهج . وتوجهات القائمين عليهاالتعليمية بطبيعة المناهج والبرامج وبإمكانيات

الدراسي من أساسيات التنشئة في المؤسسات التعليمية، خصوصا إذا ما أعد هذا المنهج

بأسلوب تربوي مالئم يراعي النضج العمري والعقلي للطالب ويتماشى والتغيرات العلمية

منشورة، محمد خليل محسن، التربية اإلجتماعية في القرآن الكريم ودورها في مكافحة الجريمة واإلنحراف، رسالة دآتوراة غير 15

.١٩٩٩جامعة أم درمان، آلية التربية،

Page 17: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

وجية واإلجتماعية واإلقتصادية والسياسية، إال أنه في نفس الوقت يجب أال يكون ذلك والتكنول

على حساب ترسيخ العقيدة اإلسالمية في نفوس النشئ وتحصينهم بالقيم والفضائل اإلسالمية

وتنمية الوازع الديني لديهم، وزيادة الوعي واإلدراك بالمشكالت والظواهر السلبية في المجتمع

إن تطوير المناهج . وتحفيزه إلقتراح الحلول المناسبة وتفادي التعرض لهاهم طبيعتهاوتعميق ف

وقت يجب أن تنبع المطلب تسعى لتحقيقه معظم الدول والمؤسسات التعليمية، إال أنه في نفس

فلسفته وأهدافه من المجتمع ومن قيمه ومدى الحاجة إلى التغيير وصوال إلى تحقيق الرخاء

.واإلستقرار

التي تعتبر الفترة العمرية الكائنة بين اإلنتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى من أحرج المراحل

يمر بها النشئ والتي قد تؤدي به إلى أن يمارس سلوكيات منحرفة، حيث تبدأ درجة الخطورة

في البروز منذ أن يترك الطفل األسرة في بداية حياته لإللتحاق بالمدرسة، كذلك مرحلة

ل من مرحلة دراسية إلى أخرى، حيث يواجه النشئ الكثير من التحديات والصعوبات اإلنتقا

من في هذه المرحلة المبكرة من حياة النشئ. والتي قد تعصف به وتفقده أمنه وإستقراره

المحتمل أن يواجه بعض السلوكيات المنحرفة مثل التدخين وتعاطي المخدرات وشم الغراء

والهروب من المدرسة وغيرها من السلوكيات، المتطرف وتكوين الفكروشرب الكحول

إضافة إلى تحديات نفسية وإجتماعية وأكاديمية، وهنا يأتي دور المؤسسة التعليمية في ضرورة

التعرف على كافة السلوكيات المنحرفة للطلبة وأن تكون قادرة على التدخل المبكر والتعرف

الل متابعة الطلبة ومعرفة تاريخ أسرهم على الطلبة المعرضين لإلنحراف، وذلك من خ

، إضافة إلى ضرورة أن يكون المدرس ملما بكافة المرتبط باإلنحراف ودرجة تماسك األسرة

الجوانب النفسية والسلوكية والعقلية للطالب، ولديه خلفية كافية عن مسببات اإلنحراف وعن

الب، فالعملية التعليمية يجب أن المشكالت اإلجتماعية والنفسية التي يمكن أن يتعرض لها الط

تخرج من إطار الوظيفة إلى إطار المهمة اإلنسانية والوطنية وإلى إطار المعرفة الشاملة

مؤسسات الضبط اإلجتماعي وبشكل والثقافة العامة واإلنفتاح على المجتمع وتدعيم العالقة مع

.خاص األسرة والشرطة

المؤسسات اإلعالمية

م في التأثير على المواطن من خالل قيامها بتوجيه السلوك العام تشارك وسائل اإلعال

، فهي إما أن تكون أداة بناء من خالل دورها التربوي والتعليمي والتثقيفي وإما أن وتشكيله

تكون أداة هدم من خالل التغريب المتعمد للمواطن وإبعاده عن هويته الوطنية وثوابته الدينية

، فالمواطن م إلى التثقيف والتعليم والترفيه واإلقناع والتوجيهويهدف اإلعال. واإلجتماعية

يحتاج إلى التعرف على األحداث والظروف المحيطة به والتمكن من التفاعل معها بشكل

Page 18: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

مؤثر، ويتمثل ذلك بشكل كبير في نقل األخبار والحقائق عن الظروف اإلجتماعية واإلقتصادية

ويساهم اإلعالم في التعليم ونقل المعرفة والتراث . المجتمعوالسياسية واألمنية المحيطة بأفراد

والثقافة من جيل إلى أخر ومن مجتمع إلى آخر والمساهمة في تربية النشئ وربطه بثوابته

أما وظيفة التوجيه فهي من الوظائف . ١٦اإلسالمية وتنشئته لكي يكون مواطنا صالحا ومنتجا

ثير على النشئ وتشكيل سلوكه وتوجيهه، حيث المهمة لإلعالم، خصوصا بقدرتها في التأ

هما نهج الترويع والتخويف والنهج الواقعي، تستخدم وسائل اإلعالم في عملية التوجيه نهجين،

حيث يعتمد األسلوب األول على تضخيم األحداث والمشكالت وإبرازها للجمهور بصورة غير

خضوع لها وتقبلها والتعامل معها كما حقيقية وإظهارها على أنه اليمكن التعامل معها إال بال

هي وإال فإنها سوف تؤثر سلبا على المواطن إذا ما حاول التعامل معها بموضوعية، وهذا

النهج قد يؤثر في فئة عمرية معينة أو شريحة إجتماعية معينة إال أن هذا التأثير غالبا ما يكون

لجريمة والتنبيه لبعض السلوكيات ويصلح هذا النهج بشكل خاص في التوعية بأخطار ا. مؤقتا

، فنهج الترويع والتخويف قد يؤدي إلى الخوف من السلوك اإلجرامي وبالتالي يكون اإلجرامية

رادعا ألفراد المجتمع وبشكل خاص الفئات العمرية الصغيرة، وقد يؤدي باألشخاص الذين

فهو يهدف إلى معرفة يرتكبون جرائم صغيرة بعدم التطور والتورط في إرتكاب جرائم كبيرة،

أخطار السلوك اإلجرامي وزيادة التشجيع على المواقف السلبية تجاه بعض السلوكيات المضادة

أما بالنسبة لعملية التنشئة فإن هذا األسلوب غالبا ما يكون تأثيره بسيطا ومؤقتا . للمجتمع

تمتع بها الفرد ودرجة النضج التي يخصوصا مع وجود تعدد في الجهات والمصادر اإلعالمية

وسهولة الحصول على المعلومة من جهات متعددة مما يمكن المواطن من مقارنة ما يحصل

عليه من وسائل إعالمه المحلية مع ما يبث من جهات إعالمية أجنبية والوقوف على مضمون

حداث أما النهج الثاني وهو النهج الواقعي فهو يعتمد على نقل الحقائق واأل. الرسالة اإلعالمية

كما هي وبدون تحوير ويترك تقييم المضمون للمتلقي، وهذا األسلوب يحترم بدرجة كبيرة

عقلية المتلقي سواء كان بالغا أم صغيرا، وهذا النهج يمكن المواطن بأن يتعامل مع الوقائع

، وبالتالي يستطيع أن يتعامل مع واألحداث بواقعية، وأن يتعامل مع وسائل اإلعالم بمصداقية

يأتي الترفيه كوظيفة من وظائف اإلعالم وهنا يكمن الفارق بين .حداث والمشكالت بإيجابيةاأل

الترفيه بهدف وبمعايير متوازنة ال تميزه عن وظائف اإلعالم األخرى بل يكون مكمال لها وأال

والوصول بالرسالة من أجل التهريج وتمضية الوقت واإلستخفاف بعقل المتلقييكون الترفيه

المية إلى درجة الحضيض واإلسفاف، فالترفيه يجب أن يحقق أهداف تعليمية وتثقيفية اإلع

من العوامل في قدرة اإلعالم لكثير تؤثر. بجانب تحقيق هدف الترفيه وقتل وقت الفراغ

١٩٩٢عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، نحو إعالم أفضل، الرياض، مطبعة سعيد، 16

Page 19: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

ومساهمته في تحقيق األمن بمفهومه الشامل أبرزها مدى النفوذ الذي تمارسه السلطة على

سائل لبناء المجتمع وتفعيل مؤسساته أم هي نظام للسلطة والنفوذ وهل هي ووسائل اإلعالم

لسياسة اإلعالمية التي تتخذها وسائل اإلعالم إضافة إلى ا، وتحقيق المصالح الخاصة

األسلوب الذي يتم بمقتضاه إتخاذ القرارات داخل وواألهداف التي ترمي إلى تحقيقها،

ن على تنفيذ السياسات اإلعالمية ومدى المؤسسات اإلعالمية وطبيعة األشخاص القائمي

يتأثر المجتمع بالكثير من المفاهيم والقيم والسلوكيات .حرصهم وتفاعلهم مع قضايا المجتمع

التي يرسخها اإلعالم والتي قد يتعارض الكثير منها مع قيم المجتمع، فالكثير من المواد

قيقية لواقعه، وإنما ترسخ قيم اإلعالمية ال تراعي خصوصية المجتمع وال تعكس الصورة الح

وأفكار وسلوكيات تتعارض مع الثقافة العامة للمجتمع ومع القيم التربوية واألخالقية المستمدة

ويكون التوازن مطلوبا عند نقل األخبار المتعلقة بالجريمة والسلوك .١٧من ديننا الحنيف

األسلوب اإلعالمي في إلىافةاإلجرامي من حيث إرتكابه وأسبابه والعقوبة المترتبة عليه، إض

ومدى التعاطف معها أو إستهجانها، وكيفية تقديم شخصية المجرم، وما إذا تناول الجريمة

كانت تتسم بالبطولة واإلعجاب أم أنها تقدم في إطار النفور والكراهية، فالكثير من الرسائل

شكل جذاب وتظهر اإلعالمية تصور الجريمة والعنف ضد الزوجات واألوالد والمجتمع ب

فإذا ما أحسن ...إن اإلعالم سالح ذي حدين . الحياة التي يعيشها المجرمون بأنها ترف ومتعة

إستخدامه، سوف يؤدي إلى الحماية من اإلنحراف والمساعدة في تشكيل السلوك اإليجابي،

دة فإن الماوتقويم السلوك وتوجيهه إلى الوجهة الصحيحة، أما في حالة إساءة إستخدامه

اإلعالمية تصبح درسا في اإلجرام وتشكل في حد ذاتها عامال من عوامل اإلنحراف، وطبعا

يتوقف أمر التأثير لتلك المواد اإلعالمية على الحالة العمرية للمتلقي، ومدى قدرته على

.إستيعاب مضمون تلك المواد، وعلى ثقافته القانونية واألمنية

المؤسسات الدينيةؤسسات بين المؤسسات الخيرية والدينية ودور العبادة والجماعات الدينية، حيث تتوزع تلك الم

ونشر قيم أن أدوار تلك المؤسسات تكمن في مكافحة الرذيلة والبدع واآلفات اإلجتماعية

األخالق والفضيلة في المجتمع والحث على أعمال البر والتقوى وتنمية الثقافة الدينية لدى

وقد زادت أهمية تلك المؤسسات في الوقت . مجال الفقه اإلسالميالفرد ونشر الوعي في

الحالي بسبب إهمال الدين في معظم نواحي الحياة وإنتشار الموبقات والفكر الضال مما أثر

على النواحي السلوكية واألخالقية لدى أفراد المجتمع، إال أن تلك المؤسسات وبالرغم من

ام بدورها اإلجتماعي والديني ومساهمتها في تحقيق األمن أهميتها مازالت غير قادرة على القي

. ٢٠٠٠، نوفمبر ٩٢٥٩أماني محمد، الشباب والتعليم ووسائل اإلعالم، جريدة اإلتحاد، العدد 17

Page 20: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

. الشامل، فدورها الحالي قد يكون محصورا في العبادة وتقديم الدعم المادي للمحتاجين

فالمساجد ال يتعدى دورها تأدية الصلوات الخمس، بعد أن كان المسجد مكانا للعبادة والتربية

اإلجتماعية والسياسية، وهي أيضا من أهم مراكز والتعليم والمساهمة في حل قضايا المجتمع

التنشئة التي تؤثر في تكوين الثقافة الدينية لدى النشئ لما تتمتع به من قدسية وسمو بالنفس،

فالتعاليم الدينية تؤثر بشكل كبير في تشكيل السلوك وتوجيهه نحو الطريق الصحيح مما ينعكس

إلى أن المساجد تساعد على تشكيل سلوك متقارب إيجابا على أمن وإستقرار المجتمع، إضافة

.١٨ألفراد المجتمع يساعد على التقارب والتعاضد وتنمية الضمير عند أفراد المجتمع

أما الجمعيات الدينية والخيرية فإن نشاطها قد يكون األكثر بروزا ألفراد المجتمع، وذلك بسبب

افل اإلجتماعي والمساهمة في إبراز مساهمتها في الماالت الخيرية والعمل التطوعي والتك

أعمال الخير ممساعدة أفراد المجتمع في التعايش مع المشكالت المادية من خالل رعاية األسر

المحتاجة وتوفير التعليم واإلعانات الصحية لغير القادرين من أفراد المجتمع ورعاية األيتام

عيات الدينية الكثير من العقبات التي تواجه الكثير من المؤسسات والجم. ١٩والفقراء والمشردين

قلصت من أنشطتها بعد إزدياد الهاجس األمني وإتهام بعض المؤسسات الدينية بمساندة ودعم

اإلرهاب وبتشجيع الجماعات المعارضة لألنظمة، إضافة إلى ذلك فإن معظم تلك المؤسسات

على تفعيل دورها والجمعيات ال تعمل وفق خطط وبرامج، حيث يعوزها التخطيط القادر

اإلجتماعي واألمني ونقله من إطاره المادي إلى إطاره اإلمني الشامل والذي يساهم في تنمية

وهناك . من خالل تبني نشر الوعي الديني وتنمية الجانب العقائدي لدى أفراد المجتمعالمجتمع

ض من األشخاص تخوفا من البعض في فتح المساجد للتعليم والتربية بسبب ما قد يحمله البع

من بدع وفكر يتعارض مع السياسة العامة للدولة أو مع الشريعة اإلسالمية ويجد العمل من

.خالل المساجد فرصة سانحة لغرس هذا الفكر

المؤسسات ذات التوجه اإلجتماعي

تتضمن تلك المؤسسات األندية الرياضية واإلجتماعية والثقافية والجمعيات النسائية ومراكز

هذه المؤسسات بإختالف األنشطة التي تمارسها والشرائح ، حيث تختلف أهداف الشباب

ويمكن لهذه المؤسسات أن تمارس دورا فاعال في تحقيق األمن . اإلجتماعية التي تستهدفها

الشامل من خالل المساهمة في تثقيف المواطن وتطوير مهاراته وتنمية مداركه في مختلف

وزيادة الوعي في مجال السلوك اإلجرامي وإحترام القانون وتنمية نية والقانونية النواحي األم

.الحس األمني والقانوني لدى المواطن

ودورها في مكافحة الجريمة واإلنحراف، رسالة دآتوراة غير منشورة، محمد خليل محسن، التربية اإلجتماعية في القرآن الكريم 18 ١٩٩٩جامعة أم درمان، آلية التربية،

١٩٩٤هدى علي سالم، دور المسجد في العمل اإلجتماعي قبل قيام اإلتحاد، ندوة الثقافة والعلوم، دبي، 19

Page 21: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

الخالصة

في بيئتين داخلية وخارجية، حيث تؤثر كل واحدة منهما على العمل يمارس العمل الشرطي

ه من الشرطي وطبيعته وبشكل خاص البيئة الخارجية والتي تتمثل في المجتمع وما يتضمن

سكان وموارد وأنظمة وقوانين وظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية وأمنية متغيرة ومتشعبة

يتطلب التعامل معها الكثير من التنظيم والتخطيط والتطوير وتغيير السياسات وتعديل

اإلستراتيجيات التي تمكن الشرطة من القدرة على السيطرة والتكيف مع ظروف البيئة

مكافحة الجريمة وتخفيضها هدف إستراتيجي تسعى لتحقيقه كافة المؤسسات وتمثل. الخارجية

الشرطية، إال أن قدرتها على غالبا ما تكون ضعيفة، خصوصا إذا ما تم تجاهل العوامل

لتلك الجرائم وتم التركيز فقط على الجريمة نفسها، أي أن تعامل الشرطة والظروف المسببه

ى ردة الفعل وليس على مبادرات وتخطيط مسبق، فالجريمة مع الوضع األمني يكون مبنيا عل

ويؤدي التغير . هي نتاج ظروف إقتصادية وإجتماعية وديموغرافية تولدت من بيئة المجتمع

اإلقتصادي واإلجتماعي السريع إلى عدم قدرة الشرطة في تحقيق تطلعات أفراد المجتمع

ابة السريعة للظروف والمواقف األمنية، والمتمثلة في توفير األمن وتخفيض الجريمة واإلستج

ولكنها تكتشف في ونتيجة لضغوط المواطنين تتجه الشرطة للبحث عن أساليب عمل جديدة

النهاية بأنها مازالت تتعامل مع األحداث والوقائع األمنية وليس مع المشكالت التي يعاني منها

ويأتي . ثير من المشكالت األمنيةالمجتمع والتي بدورها تغذي اإلضطراب والجريمة وتنتج الك

لقناعتها بعدم قدرتها إتجاه المؤسسات الشرطية نحو إقامة شراكة بينها وبين المواطنين

بمفردها على تحقيق األمن بمفهومه الشامل والذي يعتمد على توفير وتسخير كافة الموارد

حكرا على أجهزة الشرطة والقدرات المجتمعية، إضافة إال أن األمن لم يعد مقبوال بأن يكون

والتي تخضع بل هو مسئولية جماعية وخدمة من الخدمات التي تقدمها الدولة ألفراد المجتمع

للتقييم والمراقبة والتأكد من إلتزامها بالقوانين واألنظمة، إال أن تحقيق هذه المسئولية الجماعية

قدرتها على التنازل عن بسبب عدمما زال هدفا بعيدا لدى العديد من المؤسسات الشرطية

بعض صالحياتها وسلطاتها وسيطرة مفهوم الشرطة التقليدية على العمل األمني وغياب

التنظيم اإلداري الذي يترجم العالقة إلى واقع عملي، إضافة إلى ما يعانيه المواطن من عدم

الدولة قدرته على إقامة عالقات تعاون وشراكة مع مؤسسات الدولة بشكل عام بسبب هيمنة

. شئون مجتمعهعلى المجتمع وعدم إتاحة الفرصة للمواطن للمشاركة في إدارة

Page 22: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

المراجع

٢٠٠٠ نوفمبر ٩٢٥٩، جريدة اإلتحاد، العدد الشباب والتعليم ووسائل اإلعالمأماني محمد،

، ورقة عمل مقدمة إلى ندوة نموذج تطبيقي: األمن مسئولية الجميعخالد بن سعود البشر،

٢٠٠٤مع واألمن، كلية الملك فهد األمنية، إبريل المجت

١٩٩٢، الرياض، مطبعة سعيد، نحو إعالم أفضل عبدالرحمن صالح الشبيلي،

، ندوة الفساد والحكم في البالد العربية، مركز الشفافية ومراقبة الفسادعماد الشيخ داود،

٢٠٠٤دراسات الوحدة العربية، بيروت،

، مركز البحوث بشرطة أبوظبي، طة المجتمعية مفهومها وتطبيقاتهاالشرمحمد األمين البشرى،

٢٠٠٣

اإلجتماعية في القرآن الكريم ودورها في مكافحة الجريمة محمد خليل محسن، التربية

١٩٩٩، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة أم درمان، كلية التربية، واإلنحراف

١٩٨٣، بيروت، ، مؤسسة نوفلاألمن اإلجتماعيمصطفى العوجي،

، مجلة الفكر الشرطي، المجلد الرابع، العدد عالقة الشرطة بالمجتمعحمد علي العطار، م

١٩٩٥األول، يونيو

، ورقة عمل مقدمة إلى ندوة المجتمع واألمن، األمن مسئولية الجميعهاشم بن محمد الزهراني،

٢٠٠٤كلية الملك فهد األمنية، إبريل

، ندوة الثقافة والعلوم، دبي، جد في العمل اإلجتماعي قبل اإلتحاددور المسهدى علي سالم،

١٩٩٤ Brown, Lee P. Community Policing: A Practice Guide to police Officials.

Perspectives on Policing. No 12, September 1989

Carpenter, Michael. Put it in Writing: The Police Manual, FBI, Law Enforcement Bulletin, October 2000

Catherine Gallagher at.el,. The Public Image of the Police: Final report to

the IACP. George Manson University, 2001

Finn, Peter. Citizen Review of Police: Approaches and Implementation. National Institute of Justice, Washington DC, 2001

Jeremy M, Wilson: Determinants of Community Policing: An Open Systems Model of Implementation. US Department of Justice, 2005

Page 23: الأدوار المتبادلة بين الشرطة وأفراد المجتمع لتحقيق الأمن الشامل

Marcel-Eugene LeBeuf. Redefining Police-Community Relationships.

Canadian Police Collage, 1989