على قمم الجبال

http://www.nahlabooks.blogspot.com

المكتبة اإللكترونیة الممیزة

على قمم الجبال




..أما بعد

..فھذه رحلة مع أقوام من الصالحین

..وتسابقوا إلى الخیرات .. الذین تنفسوا في الطاعات

..مع الذین سارعوا إلى مغفرة من ربھم وجنات.. نعم

واشتاقوا إلى الكریم .. ل بل نزعوا عن أعناقھم األغال.. لم یتھیبوا صعود الجبال.. ھذه أخبار أقوام

..المتعال

..علو إلى قمم الجبال.. ھم نساء ورجال

..وال اشتغلوا عن دینھم بشھوة .. ما حجبتھم عن ربھم لذة

..وأعلى مكانھم وأعطاھم .. فأحبھم ربھم وأدناھم

أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا * ا كانوا یعملون فلا تعلم نفس ما أخفي لھم من قرة أعین جزاء بم(

) ..لا یستوون

..واهللا ال یستوون .. نعم

..ونھاره صیام .. ال یستوي من لیلھ قیام

..ونھاره كاألنعام .. مع من لیلھ عزف وأنغام

} ١٩{ا الصالحات فلھم جنات المأوى نزلا بما كانوا یعملون أما الذین آمنوا وعملو {.. ال یستوون

ذوقوا عذاب النار وأما الذین فسقوا فمأواھم النار كلما أرادوا أن یخرجوا منھا أعیدوا فیھا وقیل لھم

.. }كذبون الذي كنتم بھ ت

..وإذا اردت أن تقف على حال المتقین

..انتقل إلى المدینة .. فانتقل معي إن شئت إلى ھناك




وقد أقبلوا إلى النبي .. وأبي ذر وبالل .. انظر إلى أبي ھریرة وسلمان .. وانظر إلى أولئك الفقراء

..یشتكون من األغنیاء .. علیھ السالم

..فلماذا یشتكون .. نعم !! یشتكون من األغنیاء الفقراء !! عجبا

..أم ألن لباس األغنیاء ألین من لباسھم .. ھل ألن طعام األغنیاء ألذ من طعامھم

..وال كان في ھذا تنافسھم .. ما كانت ھذه شكاتھم .. كال .. أم ألن بیوت األغنیاء أرفع من بیوتھم

جئنا إلیك نشتكي من .. فقالوا یا رسول اهللا .. السالم أقبلوا حتى وقفوا بین یدي النبي علیھ

..األغنیاء

..وما ذاك : قال

.. یصلون كما نصلي .. ذھب أھل الدثور باألجور والدرجات العلى .. یا رسول اهللا : قالوا

..ویصومون كما نصوم

..وال نجد ما نتصدق .. فضول أموال فیتصدقون .. ولكن لھم

أال أدلكم على شيء إذا فعلتموه سبقتم من قبلكم ولم یدركم أحد ممن : ي علیھ السالم فقال لھم النب

یجيء بعدكم ؟

..نعم : قالوا

وتكبرون ثالثا .. وتحمدون ثالثا وثالثین .. تسبحون في دبر كل صالة ثالثا وثالثین : قال

..د ممن یجيء بعدكم سبقتم من قبلكم ولم یدركم أح.. إنكم إذا فعلتم ذلك .. وثالثین

..فلما قضیت الصالة فإذا لھم زجل بالتسبیح والتكبیر والتحمید .. فرح الفقراء بذلك

.. فأخبروھم بما علمھم النبي علیھ السالم .. سألوھم عن ذلك .. التفت األغنیاء فإذا الفقراء یسبحون

وإذا .. إذا أبو بكر یسبح .. نعم .. حتى تسابقوا إلیھا .. فما كادت الكلمات تالمس أسماع األغنیاء

..وإذا الزبیر یسبح .. ابن عوف یسبح

.. یا رسول اهللا سمع إخواننا األغنیاء بما علمتنا : فقالوا .. فرجع الفقراء إلى النبي علیھ السالم

..فعلمنا شیئا آخر .. ففعلوا مثلنا




.. ذلك فضل اهللا یؤتیھ من یشاء: صلى اهللا علیھ وسلمفقال

..والحدیث رواه ابن حبان وابن خزیمة

) ..إنھم كانوا یسارعون في الخیرات ویدعوننا رغبا ورھبا وكانوا لنا خاشعین .. ( نعم

* * * * * * * *




..فع درجات المتقین ویر.. بل كان التنافس على الخیرات ھو الذي یشغل بال الصالحین

..والعلمین العابدین .. وانظر إلى الشیخین الجلیلین

..انظر إلى أبي بكر وعمر

..إن سبقتھ یوما .. كنت أتمنى أن أسبق أبا بكر : یقول .. رضي اهللا عنھكان عمر

فقال .. ضة وكان عند عمر مال حاضر من ذھب وف.. فأمر النبي علیھ السالم الناس بالصدقة یوما

..الیوم أسبق أبا بكر : في نفسھ

..وجاء بنصف إلى النبي علیھ السالم .. وأبقى نصفا لعیالھ .. فأقبل على مالھ فقسمھ نصفین

..ماذا تركت ألھلك : بصره إلیھ ثم قال صلى اهللا علیھ وسلمرفع .. فلما وضعھ بین یدیھ

..تركت لھم مثلھ .. یا رسول اهللا : قال

..ثم جلس عمر ینتظر أبا بكر

صلى اهللا علیھ فقال لھ .. فوضعھا بین یدي النبي علیھ السالم .. فإذا أبو بكر قد جاء بصرة عظیمة

..ماذا تركت ألھلك : وسلم

..تركت لھم اهللا ورسولھ : فقال أبو بكر

..واهللا ال سابقت أبا بكر بعد الیوم أبدا : فنظر إلیھ عمر ثم قال

* * * * * * * *

یوم یقف النبي علیھ السالم أمام جموع .. بل انظر إلى صورة أخرى من صور التنافس الحار

من یأخذ ھذا السیف : ثم یعرض سیفھ صلتا ویصیح بجموع األبطال .. المسلمین في معركة أحد

..بحقھ

!عجبا على ماذا یتسابقون ؟.. ب النفوس وتشرئ.. وتتطایر األبصار .. عندھا تتسابق األكف

..واألنفس لیقتلوھا .. وعلى الدماء أن یسكبوھا .. إنھ على الروح أن یبذلوھا




..وما حقھ یا رسول اهللا : فیقفز من بینھم أبو دجانة ویقول

..وال تفر بھ من بین یدي كافر .. أال تضرب بھ مسلما : فیقول النبي علیھ السالم

..شجاعا أو جبانا .. ال تفر عن كافر مھما كان قویا أو ضعیفا .. نعم

.. ویتبختر مستبشرا فرحا .. ثم یخرج عصابة حمراء فیربطھا على رأسھ .. عندھا یأخذه البطل

..ویضرب بھ ھام الكفار حتى انثنى

* * * * * * * *

..ویخبرھم .. وھو یحدث أصحابھ عن یوم القیامة .. انظر إلى النبي علیھ السالم .. بل

..أن من أمتھ سبعون ألفا یدخلون الجنة بغیر حساب وال عذاب

یبادر .. سریعا .. رضي اهللا عنھویقفز عكاشة بن محصن .. فیعجب الصحابة بھذا الفضل العظیم

..الموقف وینتھز الفرصة قبل أن تفوت

) ..أنت منھم : ( قال .. اهللا أن یجعلني منھم یا رسول اهللا أدع : "ویقول

..سبقك بھا عكاشة : ویقال لمن بعده .. ثم یغلق الباب .. ویفوز بھا عكاشة

..نعم سبق عكاشة فدخل الجنة بغیر حساب

..وفاز أبو دجانة بسیف النبي األواب

..وارتفع أبو بكر على جمیع األصحاب

..والصالحون واألولیاء .. وتنافس األغنیاء والفقراء

..كما أن ربھم واحد .. ھمھم واحد

..كما أن عزائمھم ماضیة .. وقلوبھم ثابتة

أو النفقة في .. كیف ھمتك إذا رأیت من سبقك إلى الدعوة إلى اهللا .. وأنت أفال نظرت إلى نفسك

..سبیل اهللا




..وأنت غافل ولھان ..أفال تلوم نفسك إذا رأیت فالنا سبقك بحفظ القرآن

..وأنت على األریكة والوساد .. ورأیت اآلخر سبقك إلى الجھاد

..وأنت عاكف على أمور تافھات .. وینكر المنكرات .. والثالث یصعد في الدرجات

..أو بكاء في األسحار .. ما حالك إذا علمت أن فالنا صوام في النھار

ترجعت ذا البیع قبل الفوت لم تخبفیا بائعا نفسھ بیع الھوان لو اس

وبائعا طیب عیش ما لھ خطر بطیف عیش من اآلالم منتھب

یوم التغابن تلقى غایة الحرب* غبنت واهللا غبنا فاحشا ولدى

لكل داھیة تدني من العطب* وحاطب اللیل في الظلماء منتصبا

ورسل ربك قد وافتك في الطلب* تحلت كم ذا التخلف والدنیا قد ار

ما قالھ صاحب األشواق والحقب* فاستفرش الخد ذیاك التراب وقل

رضاك ووافقرى اال الثمن اال* منحتك الروح ال أبغى لھا ثمنا

* * * * * * * *

لكن ھمتھ كانت فوق .. ن األصحاب غالم صغیر م.. رضي اهللا عنھربیعة بن كعب األسلمي

..السحاب

فأراد النبي علیھ .. فیقرب لھ وضوءه وحاجتھ .. وھو غالم .. فكان یأتي إلى النبي علیھ السالم

..السالم أن یكافئھ یوما

..سلني یا ربیعة : فقال لھ

..أسألك مرافقتك في الجنة : ثم قال .. فسكت ربیعة قلیال

أو غیر ذلك ؟: اهللا علیھ وسلمصلى فقال

..رواه مسلم ..فأعني على نفسك بكثرة السجود : فقال علیھ السالم .. ھو ذاك : قال




..فكان ربیعة على صغر سنھ ال یرى إال مصلیا أو ساجدا

..ولم یفقد في صالة جماعة .. لم یفوت من عمره ساعة

* * * * * * * * *

..وثبتوا علیھا .. كانوا إذا عرفوا الفضائل تسابقوا إلیھا .. م نع

وزین رؤوسھم بتیجان .. وطھر سرائرھم بمراقبتھ .. ونعمھم بمناجاتھ .. أذاقھم اهللا طعم محبتھ

..مودتھ

..فذاقوا نعیم الجنة قبل أن یدخلوھا

كیف یستعملھ یا رسول : قیل .. یرا استعملھ إن اهللا إذا أراد بعبد خ: ( صلى اهللا علیھ وسلموقد قال

..) ..یوفقھ للعمل الصالح ثم یقبضھ علیھ : اهللا ؟ قال

.. داعیا إلیھ .. بل یعیش لدینھ .. وجعلھ ال یعیش لنفسھ فقط .. أستعملھ في طاعتھ .. فمن أحبھ اهللا

ففي الشیشان .. صحا للمؤمنین نا.. مھتما بأمر المسلمین .. ناھیا عن المنكر .. آمرا بالمعروف

.. ویفرح لفرحھم .. یألم أللمھم .. وفي كشمیر أحبابھ .. وفي الصین ابنتھ .. وفي أفغان أمھ .. أختھ

..مؤثرا في زمانھ ومكانھ .. ناصحا إلخوانھ .. ال تراه إال واعظا لخالنھ

..وفاضت عینھ دمعات .. امتأل قلبھ حسرات .. إذا رأى المنكرات

..یود لو أن جسده قرض بالمقاریض وأن الناس لم یعصوا اهللا تعالى

وأخبار .. تأمل في أحوال األنبیاء .. وھدایتھم إلى الحق .. یستمیت في سبیل نصح الخلق

..األولیاء

..وأیوب وعیسى .. وتأمل في حال شعیب وموسى .. وسلیمان وداود .. انظر إلى إبراھیم وھود

..ویحققون الیقین .. وا یخدمون الدین كیف كان

:یشكو حالھ فیقول .. واستمع إلى نوح علیھ السالم




وإني كلما دعوتھم لتغفر لھم * فلم یزدھم دعائي إال فرارا * رب إني دعوت قومي لیال ونھارا (

) ..جعلوا أصابعھم في آذانھم واستغشوا ثیابھم وأصروا واستكبروا استكبارا

:م لما أعرضوا ؟ كال فھل استسل

فقلت استغفروا ربكم إنھ كان * ثم إني أعلنت لھم وأسررت لھم إسرارا * ثم إني دعوتھم جھارا (

ویمددكم بأموال وبنین ویجعل لكم جنات ویجعل لكم أنھارا * یرسل السماء علیكم مدرارا * غفارا

) ..ما لكم ال ترجون هللا وقارا *

نوح؟ماذا بقي من حیاة نبي اهللا

..العلن واإلسرار .. اللیل والنھار

..كل ذلك سخر للدعوة إلى اهللا

..وھو ثابت ثبات الجبال .. تموت أجیال وتحیا أجیال .. وقضى في ذلك ألف سنة إال خمسین عاما

* * * * * * * * * *




وال أحرص على .. وال أزكى نفسا .. رم خلقا أك.. وال أظلت الخضراء .. وواهللا ما أقلت الغبراء

صلى اهللا علیھ وسلمھدایة الناس من محمد

..نعم

..كبیرھم وصغیرھم .. حرھم وعبدھم .. مسلمھم وكافرھم .. كان حریصا على ھدایة الناس

یھدي من یشاء فلا تذھب فإن اللھ یضل من یشاء و {: حتى قال لھ ربھ .. بذل نفسھ وروحھ ووقتھ

.. }نفسك علیھم حسرات إن اللھ علیم بما یصنعون

..وحال وزمان .. لقد دعا إلى اهللا في كل مكان

كان یستغل جمیع المواقف .. بل وحتى على شفیر القبر .. وفي الطریق .. والسوق .. في المسجد

..ذكرھم بربھم لیعظ الناس وی

..وال مقصرا إال وجھھ .. ال یرى عاصیا إال نصحھ

یفكر في ھدایة الناس وھم .. بل كان عالي الھمة في ذلك .. ولم تكن نظرتھ في ھدایة الناس قاصرة

..في أصالب آبائھم

..في الصحیحین

یوم قتل بین یدیھ .. م یوم أحد في مصاب النبي علیھ السال.. تأملت یوما رضي اهللا عنھاأن عائشة

..وفر خالنھ وأحبابھ .. أصحابھ

وأصیب .. واشتد الكرب .. وعظم المصاب .. وارتفعت رایة الفجار .. وتمكن الكفار من األبرار

..النبي علیھ السالم

ھل أتى علیك یوم كان أشد من یوم أحد ؟.. یا رسول اهللا : قالت عائشة

وكان أشد .. لقد لقیت من قومك ما لقیت .. : وھو یستعید ذكریات بالئھ ھ وسلمصلى اهللا علیفقال

..فلم یجبني إلى ما أردت .. إذ عرضت نفسي على بن عبد یا لیل .. ما لقیت منھم یوم العقبة

وھو میقات أھل نجد قرب ( فانطلقت وأنا مھموم على وجھي فلم أستفق إال وأنا بقرن الثعالب

) ..الطائف




:فقال .. فنظرت فإذا فیھا جبریل فناداني .. فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني

.. إن اهللا قد سمع قول قومك لك وما ردوا علیك وقد بعث اهللا إلیك ملك الجبال لتأمره بما شئت فیھم

:ثم قال .. فناداني ملك الجبال فسلم علي

..مكة وھما جبالن عظیمان حول..خشبینبق علیھم األذلك فیما شئت إن شئت أن أط: یا محمد فقال

..ئا بل أرجو أن یخرج اهللا من أصالبھم من یعبد اهللا وحده ال یشرك بھ شی.. ال : فقلت

* * * * * * * * * *

ببھم ویح.. فھو بعد الصالة یدعو الناس .. وكان علیھ السالم ینتھز جمیع الفرص للوعظ والتذكیر

..إلى ربھم

..وفي السوق یرغبھم فیما عند خالقھم

..وفي الطریق یذكرھم بمعبودھم

وینتھز .. فیلتفت إلیھ في وسط الطریق .. یردف وراءه یوما عبد اهللا بن عباس .. انظر إلیھ

:فیقول .. الفرصة أن تفوت

.. إذا سألت فاسأل اهللا .. اهللا تجده تجاھك احفظ .. احفظ اهللا یحفظك .. إني أعلمك كلمات .. یا غالم

..وإذا استعنت فاستعن باهللا

یا معاذ : ویقول .. فیلتفت إلیھ وسط الطریق .. وراءه .. یردف معاذ بن جبل .. وفي یوم آخر

حق اهللا على العباد أن یعبدوه ال یشركوا بھ .. أتدري ما حق اهللا على العباد وما حق العباد على اهللا

..وحق العباد على اهللا أن ال یعذب من ال یشرك بھ شیئا .. ا شیئ

..یستغل اجتماع الناس لھدایتھم .. كان علیھ السالم .. بل حتى عند القبر

:روى اإلمام أحمد عن البراء بن عازب قال

:فقال .. إذ بصر بجماعة صلى اهللا علیھ وسلمبینما نحن مع رسول اهللا




ھؤالء ؟عالم اجتمع علیھ

..على قبر یحفرونھ : قیل

.. حتى انتھى إلى القبر .. فبدر بین یدي أصحابھ مسرعا .. صلى اهللا علیھ وسلمففزع رسول اهللا

فبكى حتى بل الثرى من .. فاستقبلتھ من بین یدیھ ألنظر ما یصنع : قال البراء .. فجثا علیھ

:فقال .. ثم أقبل علینا .. دموعھ

..لمثل الیوم فاعدوا أي إخواني

* * * * * * * * * *

.. بل اعتنى بالصغار والكبار .. مقتصرا على كبار األنام .. لم یكن اھتمام النبي علیھ السالم .. بل

..والعبید واألحرار

ھلم بنا فیقول ألنس .. یسمع بغالم یھودي مریض .. صلى اهللا علیھ وسلمعند البخاري أنھ

..نزوره

وأبوه قاعد .. فإذا الغالم طریح الفراش .. علیھ صلى اهللا علیھ وسلمفلما دخل .. فیخرج إلیھ یزوره

..عند رأسھ

..ال إلھ إال اهللا : قل .. یا فالن : فقال لھ النبي علیھ السالم

..فسكت أبوه .. فنظر الغالم إلى أبیھ

..أطع أبا القاسم : فقال أبوه .. فنظر الغالم إلى أبیھ .. م فأعاد علیھ النبي علیھ السال

..وأنك رسول اهللا .. أشھد أن ال إلھ إال اهللا : فقال الغالم

..الحمد هللا الذي أخرجھ بي من النار : ثم قام فخرج وھو یقول .. فتھلل وجھ النبي علیھ السالم

.. عشیرة ال مال لھ وال.. غالم خادم .. لنتأمل قلیال

..ألنھ نجى من النار .. إسالمھ ومع ذلك یفرح النبي علیھ السالم ب.. بل ھو في سیاق الموت




* * * * * * * * * *

..وقریش تجعل الجوائز لمن قتلھ .. لما خرج طریدا شریدا من مكة .. بل انظر إلیھ علیھ السالم

خوفا من بطش .. ویختبأ في غار مليء بالعقارب والثعابین .. فیخرج متخفیا عن الكافرین

..المشركین

..وكربة الضر .. علیھ وعثاء السفر .. ویمضي إلى المدینة .. وما یكاد یخرج منھ

.. فلما رآه النبي علیھ السالم .. أعرابي في الصحراء .. حتى لقیھ في الطریق بریدة بن الحصیب

..ونبذ عبادة الصنام .. وأقبل علیھ یدعوه إلى اإلسالم .. نسي تعبھ ونصبھ

..فیسلم منھم ثالثون .. ویرجع إلى قومھ فیدعوھم .. فیسلم بریدة .. ویستمیت في سبیل ذلك

كما عند ابن سعد في .. فیصلون معھ العشاء .. إلى النبي علیھ السالم .. فیأتي بھم في الظالم

..الطبقات

..وال جوعھ وال نصبھ من ھدایة الناس إلى ربھم .. رعبھ ما منعھ خوفھ وال

* * * * * * * * * *

..وحاجات جسده في سبیل ھدایة الناس .. یتنازل عن حقوق نفسھ صلى اهللا علیھ وسلمبل كان

:قال رضي اهللا عنھ في الصحیحین عن جابر

..فنزلوا أثناء الطریق .. غزاة قبل نجد . .أنھم غزو مع النبي علیھ السالم

وفرش رداءه ونام .. فعلق سیفھ بغصن من أغصانھا .. ونزل النبي علیھ السالم تحت شجرة

..تحتھا

..یستظلون بظلھا .. وتفرق الصحابة تحت الشجر




تى وقف على النبي ح.. یمشي رویدا رویدا .. إذ أقبل رجل إلى النبي علیھ السالم .. فبنما ھم كذلك

..علیھ السالم

ثم صاح .. ورفعھ فوق رأس النبي علیھ السالم .. ثم استلھ من غمده .. فتناول السیف .. وھو نائم

:بأعلى صوتھ وقال

.. فإذا الرجل تلتمع عیناه شررا .. من یمنعك مني ؟ ففتح النبي علیھ السالم عینیھ !! یا محمد

..ھ الموت والسیف في یده یلمع من

..من یمنعك مني .. من یمنعك مني .. والرجل یصیح

..اهللا : صلى اهللا علیھ وسلمفقال

..وسقط الرجل على األرض .. وسقط السیف من یده .. فانتفض الرجل

!!من یمنعك مني ؟: ثم رفعھ وقال .. فقام علیھ السالم وأخذ السیف

..كن خیر آخذ .. ال أحد : قال ) .. الالت والعزى !! قول ماذا ی.. ( ال أحد : فقال الرجل

وال أكون مع قوم .. ولكن لك علي أن ال أقاتلك أبدا .. ال : قال .. تسلم : صلى اهللا علیھ وسلمفقال

..یقاتلونك

..ولم یعرض لھ بأذى .. فعفا عنھ النبي علیھ السالم

وعاد بھم .. جئتكم من عند أحسن الناس : وھو یقول .. فمضى إلى قومھ.. وكان الرجل ملك قومھ

..مسلمین

* * * * * * * * * *

..یربي أصحابھ على سلوك ھذا السبیل صلى اهللا علیھ وسلمبل كان

ك فما عذر أحدا في تر) .. بلغوا عني ولو آیة .. بلغوا عني ولو آیة .. ( فكان یصیح بھم قائال

..الدعوة إلى اهللا




ألن یھدي اهللا بك رجال .. فواهللا ( لعلي صلى اهللا علیھ وسلمقال .. وفي الحدیث الذي رواه مسلم

) ..واحدا خیر لك من حمر النعم

.. إن اهللا : ( فقال علیھ السالم فیما رواه الترمذي .. وحث كل أحد على نشر العلم والنصیحة

لیصلون .. وحتى الحوت .. حتى النملة في جحرھا .. واألرضین .. اوات وأھل السم.. ومالئكتھ

) ..على معلم الناس الخیر

ھو القضیة الوحیدة التي ألجلھا .. فكان نشر الدین .. وعلى ھذا الطریق المنیر سار أصحابھ

..وعلیھا یموتون .. یحیون

..منھم من العشرة المبشرین بالجنة ستة.. فأبو بكر أسلم على یده أكثر من ثالثین صحابیا

حتى انتشر .. وجاھدوا وعملوا .. كم بذلوا وقدموا .. وعلي وسلمان .. وكذلك عمر وعثمان

..اإلسالم

..رجال صدقوا ما عاھدوا اهللا علیھ .. ونسیت عبادة األصنام .. واھتدى أكثر األنام

..كانوا أئمة عامة .. هللا درھم

..وحمایتھم من المنكرات .. الناس یتصدون إلرشاد

ولا تستوي * ومن أحسن قولا ممن دعا إلى اللھ وعمل صالحا وقال إنني من المسلمین {.. نعم

وما یلقاھا إلا * وبینھ عداوة كأنھ ولي حمیم الحسنة ولا السیئة ادفع بالتي ھي أحسن فإذا الذي بینك

.. }الذین صبروا وما یلقاھا إلا ذو حظ عظیم

* * * * * * * * * *

..لیوحد الرب المعبود .. یضاعفون الجھود رضي اهللا عنھمكان الصحابة .. نعم

لیصدوا عن سبیل .. كما ھم في عصرنا یبذلون .. كانوا في عصرھم یبذلون –أیضا - لكن الكفار

..اهللا




..لـیكفر بالكبیر المتعال .. ویستنفرون األبطال .. ویقدمون الرجال .. ینفقون األموال

..ة وقد جاءت وفودھا للحج في مك.. انظر إلى قبائل العرب قبل تمكن اإلسالم

ھل .. یا غطفان : فیقول لھم .. كان یقبل على القبیلة منھم .. أنھ علیھ السالم .. فصح في مسند أحمد

فمن یؤویني ألبلغ رسالة .. ھذه رسالة ربي .. ال إلھ إال اهللا تفلحوا : قولوا .. لكم في عز الدھر

..ربي

ھذا .. ال تصدقوه : فیصیح بھم .. ا حتى یقبل علیھم أبو جھل مسرع.. فما یكاد ینتھي من كالمھ

..أنا عمھ وأدرى الناس بھ .. ھذا مجنون .. ھذا كاھن .. ساحر

ثم یقف عند .. حتى یختفي عن أبي جھل .. ویمضي حزینا مھموما .. فیتركھم النبي علیھ السالم

ویقول لھم .. جھل یقبل علیھم فإذا بأبي .. قولوا ال إلھ إال اهللا تفلحوا .. یا بني سلمة .. آخرین فیقول

..ھذا مجنون

..انظر كیف یبذل أبو جھل لیصد عن سبیل اهللا

..وكیف قاد الجیوش لقتل المسلمین في أحد والخندق .. بل انظر كم بذل أبو سفیان قبل إسالمھ

..وأمیة بن خلف .. وكم بذل أبو لھب

..كانوا یبذلون كل شيء للصد عن سبیل اهللا

* * * * * * * * * *

أمرھم النبي علیھ السالم بالخروج من .. على الصحابة األبرار .. بل لما اشتد عذاب الكفار

..والھجرة إلى الحبشة .. الجزیرة العربیة كلھا

.. تعبث بھا قریش كما تشاء .. تركوا أموالھم وأشجارھم وثمارھم .. فخرج المؤمنون الموحدون

في أرض لم .. في أرض الغرباء البعداء .. واستقروا في الحبشة .. وركبوا عباب البحر

..ولغة لم یفھموھا .. وبالد لم یألفوھا .. یعرفوھا




..استقروا ھناك

..أن یوحد رب العالمین .. ما ھان على الكافرین .. كال !! فھل تركھم الكفار ؟

.. فیغروا بالھدایا واألموال .. لیذھبوا إلى ملك الحبشة .. ءھا وانتدبت عقال.. جمعت قریش أموالھا

..لـیرجع المؤمنین إلى مكة حیث العذاب والنكال

..إنھ الصد عن سبیل اهللا .. وماذا یضر قریش أن یعبد اهللا في أرض بعیدة .. عجبا

* * * * * * * * * *

..یصد عن سبیل اهللا وھو على فراش الموت من رجل.. فاعجب .. وإن تعجب

..كان مصدقا في داخلھ باإلسالم .. عم النبي علیھ السالم .. إنھ أبو طالب

:ألیس ھو الذي كان یقول

واهللا لن یصلوا إلیك بجمعھم حتى أوسد في التراب دفینا

ولقد علمت بأن دین محمد من خیر أدیان البریة دینا

حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبینا لوال المالمة أو

..لكنھ یظل على دین قومھ

..واقتربت منیتھ .. ورق عظمھ .. حتى كبر سنھ

..واشتدت علیھ السكرات .. فمرض یوما

..فإذا عمھ على فراش الموت .. فیسرع النبي علیھ السالم إلیھ

..واشتد بھ الخوف والفرق .. قد عاله النزع والعرق

..وإذا عنده أبو جھل وكفار قریش .. وھو یودع الدنیا بأنفاس أخیرة

یا عم قل ال إلھ إال .. ویقول وھو یدافع عبراتھ .. وینطرح بین یدیھ .. فیقبل النبي علیھ السالم علیھ

..اهللا




..أحب الناس إلیھ صلى اهللا علیھ وسلمورسول اهللا .. فینظر إلیھ أبو طالب

أترغب عن ملة .. یا أبا طالب : صاح بھ أبو جھل وقال .. أبو طال أن یقول ال إلھ إال اهللا فلما كاد

..عبد المطلب

وما یضرك أنت .. الرجل على فراش الموت یسلم أو ال یسلم .. وما دخلك أنت یا أبا جھل .. عجبا

..أو ینفعك

..إنھ الصد عن سبیل اهللا

:ویكرر .. ویتدارك أنفاسھ .. یح بعمھ یص.. ورسول اهللا علیھ السالم

..كلمة أحاج لك بھا عند اهللا .. قل ال إلھ إال اهللا .. یا عم

..أترغب عن ملة عبد المطلب .. أترغب عن ملة عبد المطلب .. وأبو جھل یدافعھ

..والشرك بالملك العالم .. وھو على عبادة األصنام .. حتى مات

یا رسول اهللا إن عمك كان یحوطك : سئل فقیل لھ اهللا علیھ وسلم صلىوفي الصحیحین أنھ

وینصرك فھل أغنیت عنھ شیئا ؟

تحت قدمیھ جمرتان .. فأخرجتھ إلى ضحضاح من نار .. وجدتھ في غمرات من النار .. نعم : فقال

..من نار یغلي منھما دماغھ

:ى عن كفار قریش قال تعال.. بل كان الكفار یتواصون بالثبات على الباطل

واصبروا على آلھتكم إن ھذا لشيء - أي استمروا على دینكم - وانطلق المأل منھم أن امشوا (

) ..یراد

..وفي اآلیة األخرى یقول جل وعال

إن كاد لیضلنا عن آلھتنا لوال أن * وإذا رأوك إن یتخذونك إال ھزوا أھذا الذي بعث اهللا رسوال (

) ..وف یعلمون حین یرون العذاب من أضل سبیال صبرنا علیھا وس

* * * * * * * * * *




..للصد عن اإلسالم .. نعم كان الكفار یبذلون في عھد النبي علیھ السالم

..وجھدھم كان أكبر .. ولكن بذل المؤمنین كان أكثر

..الباطل حتى ظھر الحق وزھق.. یستمیت أحدھم لإلصالح ویناضل

..وقارن بین الفریقین .. خذ جولة سریعة .. والیوم

..إلقامة دولة إسرائیل .. إلى عمل الیھود وتكاتفھم - إن شئت - انظر

حتى استغرق ذلك أوقاتھم واستنفذ .. وانظر إلى تفاني الھندوس والبوذیین في خدمة دینھم

..فأشغلھم عن اللذات والشھوات .. جھودھم

.. وأوقاتھم .. وبذلھم أموالھم .. وحرصھم على دعوتھم .. نظر إلى نشاط المنصرین وا

..وجھودھم

..وھم على باطل

..یقول أحد الدعاة

فتوجھت إلى ھناك بعد تردد .. كانت تقدم إلي الدعوات دائما لزیارة الالجئین المسلمین في أفریقیا

وكثرة .. والحر الشدید .. فوجئت بخطورة الطریق و.. وقررت أن أمكث أسبوعین .. طویل

..والبعوض الحامل لألمراض .. الحشرات

وأحضروا لي أنظف .. وأسكنوني في أحسن الخیام .. فلما وصلت فرح بي ھؤالء الضعفاء

وأنا أحمل ھم .. ثم نمت في عناء شدید .. وتضحیتي .. فبقیت تلك اللیلة معجبا بنفسي .. الفرش

..سبوعین ھذین األ

فطلبت منھ تأجیل ذلك حتى تخف .. وفي الصباح جاءني أحدھم وطلب مني أن أتجول في المخیم

.. وذھبنا إلى البئر الوحید الذي یزدحم علیھ الناس .. فأصر علي فخرجت معھ .. حرارة الشمس




فسألتھ .. ثالثین لم یتجاوز عمرھا ال.. شابة شعرھا أصفر .. ولفت نظري من بین ھؤالء األفارقة

من ھذه ؟: بعجب

.. وتشرب من شرابنا .. تأكل من طعامنا .. تقیم ھنا منذ ستة أشھر .. ھذه منصرة نرویجیة : فقال

..وقد تنصر على یدھا المئات .. وتعلمت لغتنا

ن من اللھ ما ال یرجون وكان اللھ علیما إن تكونوا تألمون فإنھم یألمون كما تألمون وترجو {.. نعم

.. }حكیما

..ویقول آخر

..وإذا صوت امرأة شابة ینادي من ورائھ .. فطرق علي الباب .. كنت في ألمانیا

؟..ما تریدین : فقلت لھا

..جوز أن تدخلي علي وال ی.. ولیس عندي أحد .. أنا رجل مسلم : قلت .. افتح الباب : قالت

..فأبیت أن أفتح الباب .. فأصرت علي

ال : قلت .. وخذ ھذه الكتب والنشرات .. افتح الباب .. أنا من جماعة شھود یھوه الدینیة : فقالت

..أرید شیئا

..ومضیت إلى غرفتي .. فولیت الباب ظھري .. فأخذت تترجى

..لى ثقب في الباب فما كان منھا إال أن وضعت فمھا ع

..وتشرح مبادئ عقیدتھا لمدة عشر دقائق .. ثم أخذت تتكلم عن دینھا

..لم تتعبین نفسك ھكذا : توجھت إلى الباب وسألتھا .. فلما انتھت

..ألني بذلت ما أستطیع في سبیل خدمة دیني .. أنا أشعر اآلن بالراحة : فقالت

.. }إنھم یألمون كما تألمون إن تكونوا تألمون ف {

* * * * * * * * * *




..أشھر من أن تذكر .. من الكفرة والمنصرین .. وجھود أعداء الدین

..وأشرطة سمعیة .. من خالل قنوات فضائیة .. وتأمل فیما یبذلونھ لتنصیر المسلمین

..ءة ونشرات موبو.. وكتب مقروءة

..تأمل ذلك كلھ ثم قارنھ بما یبذلھ المسلمون

..أو قارنھ إن شئت بھذین الموقفین

..ویطلب من العامل أن یعبأ لھ ببضع ریاالت .. یقف أحد الشباب عند محطة وقود

..مسلم أنت : وخالل ذلك یسأل العامل

..لست مسلما .. ال : فیقول العامل

..ال أعرف ما اإلسالم : فیقول العامل .. اذا ال تسلم لم: فیسألھ صاحبنا

..أنا أحضر لك كتبا عن اإلسالم : فیقول صاحبنا

..أنت كذاب : عندھا صاح بھ العامل وقال

..لماذا !! كذاب : قال

:وكل واحد یمر بي یقول .. أنا أعمل في ھذا المحطة منذ خمس سنوات : فقال العامل

..وإلى اآلن لم یحضر إلي أحد شیئا .. با عن اإلسالم سأحضر لك كت

..وحدثني أحد العاملین في مركز لدعوة غیر المسلمین في أحد المطارات

أنھ كان یوزع مظاریف تحتوي على بعض الكتب الدینیة على الخادمات المغادرات إلى

..إندونیسیا

تفضلي ھذه .. یا أختي : قلت .. فنادیتھا .. لى بلدھا تودعھا إ.. فمرت بي امرأة مع خادمتھا : قال

..وأعطیتھا مظروفا مغلقا ..ھدیة للخادمة




..ھو للخادمة : ما ھذا ؟ قلت : فقالت

ال نرید كتبا .. كتب إسالمیة .. فلما رأت الكتب قالت بغیر مباالة .. ففتحت المرأة المظروف

..ومضت بخادمتھا .. ثم رمت الكتب على الطاولة.. إسالمیة

:كما قال .. ال دفع وال نفع .. بعض المسلمین .. سبحان اهللا

حیاتك ال نفع وموتك فاجع* * وأنت امرؤ منا خلقت لغیرنا

..تأمل في غفلة كثیر منا عن دعوة من ھم بین أظھرنا

ویقول اهللا .. ویقدس البقرة ..یعبد بوذا : ثم یرجع وھو على حالھ .. یسكن الكافر بین أظھرنا سنین

..ثالث ثالثة

* * * * * * * * * *

..بل دعك من الكافرین

..والمتساھلین بالغناء وسماعھ .. كم نرى من المسلمین المقصرین في صالة الجماعة

..والمتالعبین بأعراض المسلمین .. والمرابین .. وكم نرى من العاقین

..والشباب والفتیات الحیارى .. م نرى من السكارى بل ك

..فماذا بذلنا لھم

..وبصراحة

على من أعفى لحیتھ .. ظن أن الدعوة مقصورة .. بعض الناس إذا تكلمنا عن الدعوة إلى اهللا

..وقصر ثوبھ

..أو سماعھ للغناء .. أو تدخینھ .. وإسبالھ لثوبھ .. ثم جعل حلقھ للحیتھ

..أو نصح المقصرین .. حائال بینھ وبین خدمة الدین




..ویقول لھ .. بل قد یقعد الشیطان العاصي عن الدعوة

أال تذكر خطایاك ؟ أمثلك یعمل للدین ؟!!! أنت تنصح الناس

..جندیا من جنود الرحمن .. فیفوت الشیطان بذلك على اإلسالم

..أن یكون مستقیما على الطاعات ال أنكر أن األصل في الداعیة .. نعم

..ال یمنع من فعل حسنات .. ولكن وجود السیئات

فمن یعظ العاصین بعد محمد ***ولو لم یعظ في الناس من ھو مذنب

أو یقعون في الفواحش .. وال یعلم أنھم یأكلون الربا والحرام .. بل قد یجالس الداعیة بعض الناس

..واآلثام

..ویعاقرون المسكرات .. ون الصلوات أو یترك

..ألنھم یتظاھرون أمامھ بالخیر .. فال یالم الداعیة إذا سكت عنھم

..فیجب على بعضھم أن ینصح بعضا .. ولكن ھم یالمون

..فلم تنقلب یھودیا وال نصرانیا .. وأنت وإن كنت عاصیا

..اهللا وقد قال.. فالعاصي المؤمن معدود من المؤمنین

یمون والمؤمنون والمؤمنات بعضھم أولیاء بعض یأمرون بالمعروف وینھون عن المنكر ویق {

وعد اللھ * عزیز حكیم الصالة ویؤتون الزكاة ویطیعون اللھ ورسولھ أولـئك سیرحمھم اللھ إن اللھ

ت عدن المؤمنین والمؤمنات جنات تجري من تحتھا األنھار خالدین فیھا ومساكن طیبة في جنا

.. }ورضوان من اللھ أكبر ذلك ھو الفوز العظیم

..أو وقعت بینھم وبین بعض الصالحین خصومات .. یوم ممن وقعوا في شھوات وكم من الناس ال

..فشعروا أنھم أعداء للدین وأھلھ .. تسلط علیھم الشیطان

..لكنھ یبقى من حزب الرحمن .. مع أن العبد قد یقع في المعصیة

ثم .. رب فعوقب ثم ش.. فعوقب .. الذي أغواه الشیطان فشرب خمرا .. وانظر إلى ذلك الرجل

..شرب




:قال بعض الصحابة .. فلما عوقب .. فأتي بھ إلى النبي علیھ السالم

!!ما أكثر ما یؤتى بھ .. لعنھ اهللا

)..فواهللا ما علمت إال أنھ یحب اهللا ورسولھ .. ال تلعنوه : ( وقال

..فھو وإن شرب خمرا لم ینقلب عدوا للدین

..تائبة وتلك المرأة الزانیة ال

..فلما ماتت سبھا بعض األصحاب .. أقاموا علیھا الحد

)..لقد تابت لو قسمت على سبعین من أھل المدینة لوسعتھم : ( فقال علیھ السالم

لقد تاب توبة لو قسمت على أمة : ( قال النبي علیھ السالم .. فرجم رضي اهللا عنھولما زنى ماعز

) ..ن في أنھار الجنة ینغمس فیھا واهللا إنھ اآل.. لوسعتھم

ذكر إن نفعت .. ولكن .. أو أعتذر ألصحابھا .. وأنا بكالمي ھذا ال أسوغ الوقوع في المعاصي

..الذكرى

..وال ینبغي أن تحول المعصیة بین صاحبھا وبین خدمة ھذا الدین

* * * * * * * * * *

..من المسلمین كان قد ابتلي في الجاھلیة بشرب الخمر أبو محجن الثقفي رجل

:حتى كان یوصي ولده ویقول .. وھام بھا قلبھ .. وقد تعلقت بھا نفسھ

تروي عظامي بعد موتي عروقھا ***إذا مت فادفني إلى جنب كرمة

أخاف إذا ما مت أن ال أذوقھا ***وال تدفنني في الفالة فــإنني

ر الحص لحدي فإنني أسیر لھا من بعد ما قد أسوقھاوتروى بخم

..ثم یعاقب ویعود .. فیعاقب علیھا ویعود .. بقیت نفسھ تغلبھ علیھا .. فلما أسلم




وحمل .. خرج معھم أبو محجن .. فلما تداعى المسلمون للخروج لقتال الفرس في معركة القادسیة

..زاده ومتاعھ

..لب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمین ط.. فلما وصلوا القادسیة

فاختبأ في رضي اهللا عنھعندھا وسوس الشیطان ألبي محجن .. وبدأت المراسالت بین الجیشین

..مكان بعید وشرب خمرا

..وحبسھ في خیمة .. وقید یدیھ ورجلیھ .. غضب علیھ رضي اهللا عنھفلما علم بھ سعد

..وتتابعت الـحتوف .. وقعقعت السیوف .. وتنازل األبطال .. وبدء القتال

..وارتفع الصیاح .. ورمیت الرماح

..وفتحت أبواب الجنان .. وعلت أصوات الفرسان .. وغبرت خیل الرحمن

..واشتاق األولیاء .. وطارت أرواح الشھداء

ذا األسیر؟؟فلم القید أیھ** وأبو محجن یئن بقید

!!فخیولي حبیسة ال تغیر** أیھا الفارس العنید ترجل

أنت بالحرب والسالح خبیر** یا أبا محجن كفاك قعودا

ھتك العرض والجناح كسیر** فاعصب الرأس عزة تتلظى

فاجرع الموت ثم بئس المصیر** أزفت ساعة القصاص وإال

فإذا القید .. فیثب لیبذل الروح .. وتتحرك أشواقھ إلى الشھادة ..یتململ في قیوده .. أخذ أبو محجن

:في رجلھ

:فأخذ یتحسر على حالھ ویقول

وأتـرك مشدودا علي وثاقیا ***ى حزنا أن تدحم الخیل بالقنى كف

مصاریع من دوني تصم المنادیا *** إذا قمت عناني الحدید وغلقت

وقـد تركوني مفردا ال أخالیا ***وقد كنـت ذا مال كثیرو إخوة

إلن فـرجت أال أزور الحوانیا ***فللــھ عھد ال أحیف بعھده




..ثم أخذ ینادي ویصیح بأعلى صوتھ

ما ترید ؟: فأجابتھ امرأة سعد

فأقاتل فإن رزقني اهللا الشھادة فھو ما .. فكي القید من رجلي وأعطیني البلقاء فرس سعد : فقال

..وإن بقیت فلك علي عھد اهللا ومیثاقھ أن أرجع حتى تضعي القید في قدمي .. رید أ

.. وغطى وجھھ بالمغفر .. فلبس درعھ .. حتى فكت قیده وأعطتھ البلقاء .. وأخذ یرجوھا ویناشدھا

..وألقى نفسھ بین الكفار یدافع عن ھذا الدین ویحامي .. ثم قفز كاألسد على ظھر الفرس

..فسھ باآلخرة ولم یفلح إبلیس في تثبیطھ عن خدمة ھذا الدین علق ن

..وكان یقصف الناس قصفا .. حمل على القوم یلعب بین الصفین برمحھ وسالحھ

..وتعجب الناس منھ وھم ال یعرفونھ

..لعلھ مدد من عمر : فقال بعضھم

..لعلھ ملك من المالئكة : وقال بعضھم

..ویبذل روحھ ویناضل .. ویقاتل ومضى أبو محجن یضرب

تریحك من عیش بھ لست راضیا ***فـأقـدم فـإما منیة أو مـنیـة

وحسبك فوزا ذاك إن كنت واعیا ***فما ثـم إال الوصل أو كلف بھم

..مضى أبو محجن

لكنھ كان یرقب القتال .. ل أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت بھ قروح في فخذیھ فلم ینزل ساحة القتا

..من بعید

:وأخذ یتبعھ بصره ویقول .. فلما رأى أبا محجن عجب من قوة قتالھ

..والبلقاء في الحبس .. وأبو محجن في القید .. كر البلقاء .. والكر .. الضرب ضرب أبي محجن

..ووضع رجلھ في القید .. فلما انتھى القتال عاد أبو محجن إلى سجنھ

..فعلم أنھا شھدت القتال .. ونزل سعد فوجد فرسھ یعرق

..وعیناه تفیض دمعا .. فإذا جراحھ تسل دما .. فدخل على أبي محجن




..واهللا ال شربت الخمر أبدا .. یا سعد .. وھو یقول

..ولكنھ یفعل طاعات تغوص معصیتھ في بحرھا .. نعم وقع في معصیة .. فللھ در أبي محجن

كفى المرء نبال أن تعد معایبھ* ومن ذا الذي ترجى سجایاه كلھا

* * * * * * * *

..أیھا األخوة واألخوات

..وتنوعت المحن .. نحن الیوم في زمن تكاثرت فیھ الفتن

..وتلون األعداء .. وقل األصدقاء

اب األصادقومنھم عدو في ثی* * فمنھم عدو كاشح في عدائھ

لھ فیكم فعل العدو المفارق* * ومنھم قریب أعظم الخطب قربھ

..غرقى في الشھوات .. فأكثر المسلمین الیوم حائرون في الملذات

..أو سفینة یأوون إلیھا .. عن خشبة یتعلقون بھا .. یبحثون عن حیاض النجاة

..فمن كان عنده فضل مال فلیجد بھ على من ال مال لھ

..ومن كان عنده فضل طعام فلیجد بھ على من ال طعام لھ

..ومن كان عنده فضل علم فلیجد بھ على من ال علم لھ

..المعرضین الالھین .. فلیجد بھ على الغافلین .. من العظیم األجل .. ومن كان عنده خوف ووجل

..ل وال یخذلك الشیطان فابذ.. ما ھو الباب الذي تدخل منھ إلى الجنة .. وأنت ال تدري

* * * * * * * * * *

..وما أجمل أن ینتصر العبد على الشیطان




.. خرجت من المسجد یوما فجاءني شاب علیھ آثار المعصیة وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخین

تجمعون أمواال لبناء مسجد ألیس یا شیخ أنتم : فلما سلم علي قال .. ماذا یرید .. فعجبت لما رأیتھ

كذلك ؟

ثم .. ھذا مال جمعتھ من أمي وأخواتي وبعض المعارف : وقال .. فناولني ظرفا مغلقا .. بلى : قلت

..ذھب

..وأنفقت تلك الخمسة آالف في بناء ذلك المسجد .. ففتحت الظرف فإذا فیھ خمسة آالف ریال

..وال یصلي مصل .. وال یقرأ القرآن قارئ .. لمسجد ذاكر والیوم ال یذكر اهللا في ذلك ا

..إال كان في میزان ذلك الشاب مثل أجره

من دعا إلى ھدى كان لھ من األجر مثل أجور من تبعھ ال : ( صلى اهللا علیھ وسلموعند مسلم قال

) ..ینقص ذلك من أجورھم شیئا

* * * * * * * * *

..أنھ طرق علیھ باب بیتھ في منتصف اللیل .. دثني أحد الدعاة وح

..فإذا شاب علیھ مظاھر المعصیة .. فخرجت أنظر من الطارق : قال

ما ترید ؟: وسألتھ .. ففزعت في ظلمة اللیل

أنت الشیخ فالن ؟: قال

..ماذا أفعل بھما وال أدري.. ھنا رجالن قد أسلما على یدي .. یا شیخ : قال .. نعم : قلت

فأذھب ..أو تعاطى مخدرا .. في ظلمة اللیل قد شرب مسكرا .. لعل ھذا الشاب .. فقلت في نفسي

..عقلھ

..ھما معي في السیارة : قال .. وأین ھذان الرجالن : فقلت لھ




.. ن في السیارة ینتظرا.. فلما أقبلت علیھا فإذا اثنان من العمال الھنود .. فنزلت معھ إلى سیارتھ

..اهللا أكبر .. نعم الحمد هللا .. قاال .. أنتما مسلمان : قلت لھما

؟؟..كیف !!! .. أسلما على یدك : وقلت متعجبا .. فالتفت إلى الشاب

..وال زلت أتابعھما بالكتب حتى أسلما .. ھما یعمالن في ورشة : فقال

ان صالة إال كان في میزان ھذا الشاب مثل وال یصلی.. ما یفعل الرجالن طاعة .. واآلن

..أجورھما

..ومن دعا إلى ھدى كان لھ من األجر مثل أجور من تبعھ ال ینقص ذلك من أجورھم شیئا

..ومن أحسن قوال ممن دعا إلى اهللا وعمل صالحا

* * * * * * * * * *

..في المنام .. باز رحمھ اهللا بعد موتھ حدثني أحد الصالحین أنھ رأى الشیخ ابن

..قلت یا شیخ دلني على عمل فاضل نافع .. فسألتھ : قال

..علیك بالدعوة إلى اهللا .. علیك بالدعوة إلى اهللا : قال فرفع الشیخ یده وھزھا وھو یقول

..وما زال یكررھا حتى غاب عني

..والدعوة إلى اهللا لیست مھمة صعبة

..أو رسالة عابرة .. أو نصیحة صادقة .. شخص كانت ھدایتھ بسبب شریط نافع فكم من

ذكر فیھا مرسلھا في أربع صفحات قصة .. من شاب في بریطانیا .. وصلتني رسالة قبل أیام

..ثم قال .. ضاللھ ومعاصیھ

تھ فأخذ.. فوطأت قدمي على شریط ملقى .. دخلت مصلى في مانشستر .. وفي لیلة مشھودة

..ووضعتھ في جیبي




..والخطب جسیم .. فإذا األمر عظیم .. وضعتھ في المسجل أسمع .. فلما وصلت إلى شقتي

..إال وأنا تائب إلى اهللا .. فما أصبحت تلك اللیلة : قال .. وثواب وعقاب .. وإذا المسألة جنة ونار

..بسبب شریط واحد

:كاتبھا ووصلتني ورقة بعد إحدى المحاضرات یقول

فالتفت إلي .. وقد رفعت صوت الغناء .. كنت واقفا عند إشارة مرور .. أنا قبل أربعة عشر عاما

..ثم مد إلي شریطا .. وابتسم في وجھي .. شاب من السیارة المجاورة

..وأضاءت اإلشارة خضراء وانطلق كل منا إلى سبیلھ

وأصبحت ال .. فتح اهللا على قلبي .. فلما استمعت إلیھ .. ل أما أنا فقد وضعت الشریط في المسج

..أغیب عن المحاضرات والدروس إلى یومي ھذا

وأني .. والمالئكة ترقبھ .. وأنا ال أعرف ھذا الشاب الذي اھتدیت على یده لكنھ یكفیھ أن اهللا یعرفھ

..ما أعمل عمال إال كان في میزانھ مثل أجري

..ولكن من یوصل إلیھم الھدى .. كثیر ومثل ھذا الشاب

ألن الدعاة ما .. أو مقیم على كبائر الشھوات .. كم من شاب فجأه الموت وھو تارك للصلوات

..بحجة أنھم مقصرون مثلھ .. وأصحابھ ما نشطوا في نصیحتھ .. استطاعوا الوصول إلیھ

بل وأرقام الھواتف .. محرمة یتبادلن الصور واألشرطة ال.. وكم من فتاة ترى زمیالتھا

..أنا مقصرة .. أنا احتاج إلى من ینصحني : ومع ذلك إذا طالبناھا بنصیحتھن قالت .. المشبوھة

..ما أسعد الشیطان بسماع ھذه الكلمات .. عجبا

..لو تأملنا

..ین المسلمین حتى صار فیھا مالی.. والھند والصین .. كیف دخل اإلسالم إلى أفریقیا والفلبین




..فمن دعا ھؤالء

.. لیسوا طلبة علم .. وإنما اھتدوا بسبب أقوام من عامة الناس .. واهللا ما دعاھم مشایخ وال علماء

..وال تخرجوا من كلیات الشریعة .. وال أئمة مساجد

ء المسلمین فخرج من ھؤال.. فدعوا الناس فأسلموا على أیدیھم .. أقوام ذھبوا إلى ھناك للتجارة

..وأجر ھدایتھم ألولئك التجار .. الھنود والصینیین علماء ودعاة

..أمور ال تحتاج إلى علم .. وتوزیع بطاقات األذكار .. ونشر الكتب .. إن توزیع األشرطة

من منا إذا سافر أخذ معھ مجموعة من األشرطة النافعة ثم إذا وقف في محطة وقود وضع في

.. البقالة بعضھا

..أو وزعھا على السیارات الواقفة .. وفي المسجد بعضھا

..أو أعطاھا أوالده الصغار یوزعونھا علیھم

..الناس في الطریق ال بد أن یستمعوا إلى شيء فكن معینا لھم على سماع الذكر والخیر

..وزعھا في مسجده اشترى منھ كمیة ثم.. أو شریطا مؤثرا .. من منا إذا رأى كتابا نافعا

..أو طالبھ في المدرسة .. أو أھداھا لزمالئھ في العمل

.. نعم یخترقون التجمعات .. كثیر من مجتمعات الشباب والفتیات تحتاج إلى شجعان یخترقونھا

..بل وفي البیوت والطرقات .. التي على الشواطئ وفي االستراحات

ویتلطفون مع .. وینبھون ذاك .. یعظون ھذا .. ن ویذكرون یصلحو.. یخترقھا الناصحون .. نعم

..ویحتوون الرابع .. الثالث

..لكنت مأجورا .. ولو رأیت تائھا عن بیتھ فدللتھ علیھ

..فما أعظم من یدلھ علیھ .. غارق في خطیئتھ وذنبھ .. فكیف بمن ھو تائھ عن ربھ

فإن أھل الحق .. ونشر المنكرات .. الشباب والفتیات قد یفلحون في إفساد.. وإلن كان أھل الباطل

..أولى وأحرى




* * * * * * * * * *

..وقلت الطاعات .. وكلما كثرت المنكرات

..وقرب نزول البالء .. غضب رب األرض والسماء

ما بین حائر .. كالبھائم وصار الناس .. وھلك العباد .. خربت البالد .. بل إن المنكر إذا كثر

..وھائم

..بل عم الصالح والطالح .. لم یضر الفاعلین فقط .. والمنكر إذا وقع

یحول بین یا أیھا الذین آمنوا استجیبوا للھ وللرسول إذا دعاكم لما یحییكم واعلموا أن اللھ {قال اهللا

واتقوا فتنة ال تصیبن الذین ظلموا منكم خآصة واعلموا أن اللھ * مرء وقلبھ وأنھ إلیھ تحشرون ال

.. }شدید العقاب

.. وذكر ابن عبد البر في التمھید أن اهللا تعالى أوحى إلى جبریل أن أھلك قریة كذا وكذا

.. صوام في النھار .. أي بكاء في األسحار .. رجل صالح .. یا رب فیھم عبدك فالن : فقال جبریل

..كیف أھلكھ معھم .. لھ صدقات وأعمال صالحات

..أي لم یكن یأمر بالمعروف وینھى عن المنكر .. فإنھ لم یتمعر وجھھ في قط .. بھ فابدأ : فقال اهللا

.. والذي نفسي بیده لتأمرن بالمعروف : قال صلى اهللا علیھ وسلمأنھ .. ذي وصح عند أحمد والترم

ثم لتدعنھ فال یستجیب .. أو لیوشكن اهللا أن یبعث علیكم عقابا من عنده .. ولتنھون عن المنكر

) ..لكم

ھم .. ما من قوم یعمل فیھم بالمعاصي : قال صلى اهللا علیھ وسلمأنھ .. وصح في المسند وغیرھا

) ..إال عمھم اهللا تعالى منھ بعقاب .. ثم ال یغیروه .. أعز وأكثر ممن یعملھ

.. إن من أمتي قوما یعطون مثل أجور أولھم : قال صلى اهللا علیھ وسلموصح في المسند أنھ

) ..ینكرون المنكر




ثم صلة .. إیمان باهللا أحب األعمال إلى اهللا : قال صلى اهللا علیھ وسلمأنھ .. وصح عند أبي یعلى

) ..ثم األمر بالمعروف والنھي عن المنكر ..الرحم

..كل بحسب استطاعتھ .. فال یعذر أحد في ترك األمر بالمعروف والنھي عن المنكر .. نعم

..من رأى منكم منكرا فلیغیره بیده : قال صلى اهللا علیھ وسلمفقد روى مسلم أنھ

وال یكتفي بسبیل واحد ثم یرضى .. یع السبل في سبیل إنكار المنكرات وعلى العاقل أن یسلك جم

..بالقعود

* * * * * * * * * *

..ذكر ابن كثیر في تاریخھ أن رجال من ضعفاء الناس كان لھ على بعض الكبراء مال كثیر

..لمانھ بضربھ وأمر غ.. وكلما طالبھ الفقیر بھ آذاه .. فماطلھ ومنعھ حقھ

..فما زاده ذلك إال منعا وجحودا .. فاشتكاه إلى قائد الجند

:قال ھذا الضعیف المسكین

..فبینما أنا حائر إلى من أشتكي .. فلما رأیت ذلك یئست من المال الذي علیھ ودخلني غم من جھتھ

..أال تأتي فالنا الخیاط إمام المسجد : إذ قال لي رجل

!ما عسى أن یصنع خیاط من ھذا الظالم ؟ وأعیان الدولة لم یقطعوا فیھ : قلت ف

فاذھب لعلك أن تجد عنده .. الخیاط ھو أقطع وأخوف عنده من جمیع من اشتكیت إلیھ : فقال

..فرجا

..فذكرت لھ حاجتي ومالي وما لقیت من ھذا الظالم .. فقصدتھ غیر محتفل في أمره : قال

ففتح .. وطرقنا الباب .. ومضى یمشي بجانبي حتى وصل إلى بیت الرجل .. وأقفل دكانھ فقام

..وأكرمھ واحترمھ .. فزع .. فلما رأى الخیاط .. الرجل الباب مغضبا

..أعط ھذا الضعیف حقھ : فقال لھ الخیاط




..لیس لھ عندي شيء : فأنكر الرجل وقال

..ھذا الرجل حقھ وإال أذنت ادفع إلى : فصاح بھ الخیاط وقال

..فتغیر لون الرجل ودفع إلي حقي كامال

..ثم انصرفنا

كیف انطاع وانقاد ذلك .. وضعف بنیتھ .. مع رثاثة حالھ .. وأنا في أشد العجب من ھذا الخیاط

..الكبیر لھ

..ثم إني عرضت علیھ شیئا من المال فلم یقبل

..ن لي من المال ماال یحصى لو أردت ھذا لكا: وقال

..فألححت علیھ .. فلم یلتفت إلي .. فسألتھ عن خبره وذكرت لھ تعجبي منھ

! ..لماذا ھددتھ بأن تؤذن ؟: وقلت

..ال بد واهللا أن تخبرني : قلت .. قد أخذت مالك فاذھب : قال

تركي من أعالي الدولة وھو شاب إن سبب ذلك أنھ كان عندنا قبل سنین في جوارنا أمیر: فقال

فمرت بھ ذات لیلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام وعلیھا ثیاب مرتفعة ذات .. حسن جمیل

..قیمة

..لیدخلھا منزلھ .. یریدھا على نفسھا .. فتعلق بھا .. فقام إلیھا وھو سكران

..عھ بیدیھا وتداف.. وتستغیث بالناس .. وھي تأبى علیھ وتصیح بأعلى صوتھا

..وأردت تخلیص المرأة من بین یدیھ .. فأنكرت علیھ .. قمت إلیھ ..فلما رأیت ذلك

..وغلب المرأة على نفسھا فأدخلھا منزلھ قھرا .. فضربني بسكین في یده فشج رأسي وأسال دمي

:وصحت بالناس وقلت .. فرجعت وغسلت الدم عني وعصبت رأسي

..قد علمتم فقوموا معي إلیھ لننكر علیھ ونخلص المرأة منھ إن ھذا قد فعل ما




فقام الناس معي فھجمنا علیھ في داره فثار إلینا في جماعة من غلمانھ بأیدیھم العصي والسكاكین

وأخرجنا .. وقصدني ھو من بینھم فضربني ضربا شدیدا مبرحا حتى أدماني .. یضربون الناس

..ھانة والذل من منزلھ ونحن في غایة اإل

..فرجعت إلى منزلي وأنا ال أھتدي إلى الطریق من شدة الوجع وكثرة الدماء

..والمرأة مع ھذا الفاجر .. وتحیرت ماذا أصنع .. فنمت على فراشي فلم یأخذني النوم

طلع لكي یظن الخبیث أن الصبح قد .. فأؤذن للفجر في أثناء اللیل .. فألھمت أن أصعد المنارة

..فیخرجھا من منزلھ

..فتذھب إلى منزل زوجھا

..فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي

ثم أكملت األذان فلم تخرج المرأة ولم یفتح .. وجعلت أنظر إلى باب داره فلم یخرج منھ أحد

..الباب

حقق الخبیث أن حتى یت.. أقمت الصالة بصوت مسموع .. فعزمت على أنھ إن لم تخرج المرأة

..الصبح قد بان

..إذ امتألت الطریق فرسانا وحرسا من السلطان .. فبینما أنا أنظر إلى الباب

..أین الذي أذن ھذه الساعة ؟ ویرفعون رؤوسھم إلى منارة المسجد : وھم یتصایحون

..وأنا أرید أن یعینوني علیھ .. أنا الذي أذنت : فصحت بھم

..فنزلت ! زل ان: فقالوا

وأنا .. وساقوني أمامھم .. وسألتھم باهللا أن یسمعوا القصة فأبوا .. ففزعت .. أجب الخلیفة : فقالوا

..ال أملك من نفسي شیئا حتى أدخلوني على الخلیفة

..فلما رأیتھ جالسا في مقام الخالقة ارتعدت من الخوف وفزعت فزعا شدیدا

..وت ادن فدن: فقال

..وما زال یالطفني حتى اطمأننت وذھب خوفي .. لیسكن روعك ولیھدأ قلبك : فقال لي




أنت الذي أذنت ھذه الساعة ؟: فقال لي

..نعم یا أمیر المؤمنین : قلت

وقد بقى من اللیل أكثر مما مضى منھ ؟.. ما حملك على أن أذنت ھذه الساعة : فقال

..م والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صالتھن فتغر بذلك الصائ

یؤمنني أمیر المؤمنین حتى أقص علیھ خبري ؟: فقلت

..فغضب غضبا شدیدا .. فذكرت لھ القصة .. أنت آمن : فقال

فأحضرا سریعا فبعث بالمرأة إلى زوجھا مع نسوة من .. وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فورا

:ثم أقبل على ذلك الرجل فقال لھ .. قات جھتھ ث

كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر لھ شیئا

..كثیرا

.. وتعدیت على حدوده .. ویحك أما كفاك ما أنعم اهللا بھ علیك حتى انتھكت حرمة اهللا : فقال لھ

!وتجرأت على السلطان ؟

..ذلك وما كفاك

!فضربتھ وأھنتھ وأدمیتھ ؟.. حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونھاك عن المنكر

..فغضب السلطان .. فلم یكن لھ جواب

..فأمر بھ فجعل في رجلھ قید وفي عنقھ غل ثم أمر بھ فأدخل في كیس

..لتفت إلیھ والخلیفة ال ی.. ویعلن التوبة واإلنابة .. وھذا الرجل یصیح ویستغیث

..ثم أمر الخلیفة بھ فضرب بالسكاكین ضربا شدیدا حتى خمد

..ثم أمر بھ فألقي في نھر دجلة فكان ذلك آخر العھد

:ثم قال لي الخلیفة

..فأعلمني –وأشار إلى صاحب الشرطة –صغیرا كان أو كبیرا ولو على ھذا .. كلما رأیت منكرا




أو في مثل .. فأذن في أي وقت كان .. تماعك بي وإال فعالمة ما بیني وبینك األذان فإن اتفق اج

..یأتك جندي فتأمرھم بما تشاء .. وقتك ھذا

..ثم خرجت .. جزاك اهللا خیرا : فقلت

وال أنھاھم عن شيء إال تركوه خوفا من .. ال آمر أحدا من ھؤالء بشيء إال امتثلوه : فلھذا

.. الخلیفة

.والحمد هللا .. وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى اآلن

بل ربما أنكروا مرة أو مرتین .. وال تنشط نفوسھم إلنكارھا .. الذین یرون المنكرات .. فأین أولئك

..فلما لم یقبل منھم

..وألقوا السالح .. یئسوا من اإلصالح

* * * * * * * * * *

..أیھا األحبة الفضالء

..قائم إلى یوم القیامة .. إن الصراع بین الحق والباطل

..فالحق منصور إلى قیام الساعة .. ولئن انتصر الباطل ساعة

..ألجل عزة دینھم .. ویسحقون جمامھم .. یسكبون من أجلھ دماءھم .. فأین الذین یعیشون لإلسالم

..فیغضب رب األرض والسماوات .. وتتفشى الشھوات .. ظھر المنكرات أین الذین یخافون أن ت

..وما یعلم جنود ربك إال ھو .. ثم عذب وفتن .. إذا غضب لعن .. فإنھ سبحانھ

..على عدم السكوت عن المنكرات .. فعود نفسك وعودیھا

..ولكن لھا فرحة في النھایة .. المسألة تحتاج إلى جرأة في البدایة

..والحث علیھا .. والدعوة إلیھا .. لئن كان الفجار یتجرؤون على نشر منكراتھم و




أو فكر .. أو في كتاب مقروء .. أو برنامج في قناة داعرة بلیدة .. من خالل كتابة في جریدة

..موبوء

فما یرعى لنا في الناس عھد** تروح بنا مصائبنا وتغدو

حبان قولك ال یعدفیا س** ویخطب باقل في كل ناد

فھم في عرفھا الركن األشد** تعیرھم الصحافة مقلتیھا

وفي التلفاز أذرعة تمد** لھم عبر اإلذاعة ألف صوت

وتحت غطائھا قبضوا ومدوا** لھم شھوات إفساد ومكر

وساومنا على األمجاد وغد** فال تعجب إذا اضطربت خطانا

ا على الشارین عبدوطاف بھ** عروس جللت بثیاب حزن

..نعم

..قد طغوا وتجرؤوا .. وعباد الشھوات .. لئن كان أصحاب المفسدون

..وتھییج الشھوات .. یجرؤون على إقامة الحفالت .. ولئن كان المغنون والمغنیات

..یفلحون في جر الشباب والفتیات .. ولئن كان أصحاب المخدرات .. بل

..وحرب الرذیلة .. بالعمل لنشر الفضیلة .. أولى وأحرى .. ونساء فإن أھل الحق رجاال

..وتعبید الناس لرب العباد .. وحمایة المجتمع من الفساد

..وإظھار الشفقة علیھم .. بكتابة الرسائل إلیھم .. من خالل مناصحة ألصحاب المنكرات

..والتلطف معھم .. م والدعاء لھ.. مع إحسان الظن بھم .. وإھداء الھدایا لھم

) ..فقوال لھ قوال لینا لعلھ یتذكر أو یخشى (

* * * * * * * * * *




وترك .. یدعوھم إألى فعل الطاعات .. یكتب إلى كل الدنیا صلى اهللا علیھ وسلموقد كان

..المنكرات

..ویلین في إشارتھ .. وكان یتلطف في عبارتھ

..ى ھرقل النصراني فكتب إل

..یؤتك اهللا أجرك مرتین .. أسلم تسلم .. من محمد رسول اهللا إلى ھرقل عظیم الروم

..وملك الیمن .. وكتب إلى ملك فارس

أغواه .. أن صاحبا لھ رضي اهللا عنھبلغ عمر بن الخطاب .. وھكذا كان الصالحون من بعده

..الشیطان فشرب خمرا

..حیفة ثم كتب فیھا فدعا عمر بص

..أما بعد .. السالم علیك .. من عمر بن الخطاب إلى فالن .. بسم اهللا الرحمن الرحیم

غافر الذنب وقابل التوب شدید العقاب ذي الطول لا * تنزیل الكتاب من اللھ العزیز العلیم * حم(

..ثم طوى الصحیفة وبعث بھا إلیھ .. والسالم ) .. و إلیھ المصیر إلھ إلا ھ

..وتاب مما فعل .. فلما قرأھا الرجل بكى

* * * * * * * * * *

..وبلغ عبد اهللا ابن المبارك أن بعض أصحابھ قد ترك تعلیم العلم وانصرف للدنیا

..ى ھذا الرجل إال أن نقشر لھ العصا یأب: فقال ابن المبارك

:نصیحة ضمنھا أبیاتا یقول فیھا .. ثم كتب إلیھ

یصطاد أموال المساكین** العلم لھ بازیا یا جاعل

بحیلة تذھب بالدین** احتلت للدنیا ولذاتھا

كنت دواء للمجانین** فصرت مجنونا بھا بعدما




عن ابن عون وابن سیرین** یاتك فیما مضى أین روا

الرھابینیفعل ضالل ** ال تبع الدین بالدنیا كما

* * * * * * * * * *

وبعض الناس .. فالقلوب بین أصبعین من أصابع الرحمن یقلبھا كیف یشاء .. وال تسئ الظن بأحد

.. أن یسمع موعظة صادقة إال.. لیس بینھ وبین ترك منكره

..ویضرب بالعود .. فجلس مرة في طریق یغني .. صاحب لھو وطرب .. كان زاذان الكندي مغنیا

..ولھ أصحاب یطربون لھ ویصفقون

..فأنكر علیھم فتفرقوا .. رضي اهللا عنھفمر بھم عبد اهللا بن مسعود

:فأمسك بید زاذان وھزه وقال

..الصوت لو كان بقراءة كتاب اهللا تعالى ما أحسن ھذا

من ھذا ؟: فقال لھم .. فرجعوا إلیھ .. فصاح زاذان بأصحابھ .. ثم مضى

..عبد اهللا بن مسعود : قالوا

!!؟ صلى اهللا علیھ وسلمصاحب رسول اهللا : قال

..فبكى زاذان .. نعم : قالوا

..وضرب بالعود على األرض فكسره .. ثم قام

..وجعل یبكي بین یدیھ .. ثم أسرع فأدرك ابن مسعود

:وبكى وقال .. فاعتنقھ عبد اهللا بن مسعود

..كیف ال أحب من قد أحبھ اهللا

..وصار إماما في العلم .. ثم الزم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن




* * * * * * * * * *

..أن تناصح صاحبھ بلسانك .. رأیت منكرا فما الذي یمنعك إذا

..وعزیمة واثقة .. أو تكتب لھ رسالة بمشاعر صادقة

..فتبتھل إلى من بیده مفاتیح القلوب .. ثم ترفع كفیك في ظلمة اللیل

دع الراحة وراء .. كفاك قعودا وخنوعا ..ویعیذه من وسوسة الشیطان .. أن یحرك في قلبھ اإلیمان

.. ظھرك

فلیس السعادة في السكون وال الخمول وال القعود

في العیش بین األھل تأكل كالبھائم والعبید

وأن تعیش مع القطیع وأن تقاد وال تقود

إن السعادة أن تبلغ دین ذي العرش المجید

إن السعادة في التلذذ بالمتاعب ال التلذذ بالرقود

..نعم

:بل .. حتك من أول مرة وال تیأس إذا لم لم تقبل نصی

..ومدمن الطرق لألبواب أن یلجا .. أخلق بذي الصبر أن یحظى بحاجتھ

..انظر إلى الشیخ ابن باز رحمھ هللا .. وانظر إلى ذلك الجبل

..یستعینونھ إلزالة منكر وقع من أحد األشخاص .. دخل علیھ بعض المصلحین

..ولم ینتھ .. كتبت لھ یا شیخ : أحدھم : فقال .. انصحوه.. اكتبوا لھ رسالة : فقال الشیخ

..اكتبوا لھ أخرى : قال

..أنا كتبت لھ یا شیخ أیضا : فقال الثاني

..اكتبوا لھ ثالثة : فقال

..ھذا معرض ال یتعظ .. إلى متى یا شیخ : فقال أحدھم




..حتى أزالھ .. منكر مائة مرة كتبت إلى صاحب.. في إحدى المرات .. واهللا إني : فقال الشیخ

..وعزیمة ماضیة .. ھمة عالیھ .. نعم

..ویسخط رب األرض والسماوات .. إال أن تحل البلیات .. فماذا ننتظر إذا كثرت المنكرات

ریم ذلك بما عصوا لعن الذین كفروا من بني إسرائیل على لسان داوود وعیسى ابن م {: قال اهللا

.. }كانوا ال یتناھون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا یفعلون * وكانوا یعتدون

:قالت .. وفي الصحیحین عن بعض أزواج النبي علیھ السالم

:یقول .. فزعا صلى اهللا علیھ وسلمدخل علي رسول اهللا

..فتح الیوم من ردم یأجوج ومأجوج .. من شر قد اقترب .. ویل للعرب .. إلھ إال اهللا ال

..مثل ھذا وحلق بإصبعھ وبالتي تلیھا

!!أنھلك وفینا الصالحون ؟!! یا رسول اهللا : فقلت

..إذا كثر الخبث .. نعم : قال

..نعم

..ھمة الجبناء وال یرتفع ب.. إن الدین ال یتمكن بأیدي الضعفاء

..الذي تعلقوا بالسماء .. وإنما ترفعھ ھمة الرجال األشداء

..وإنكار المنكرات .. ربوا أنفسھم على الطاعات

* * * * * * * * * *

من شدة الھم .. فأبول الدم .. فال أستطیع إنكاره .. واهللا إني ألرى المنكر : قال سفیان الثوري

..م والغ

.. نزع اهللا ھیبتھ من فقلوب العباد .. من ترك األمر بالمعروف والنھي عن المنكر : وقال العمري

..حتى لو أمر ابنھ أو نھاه الستخف بھ




* * * * * * * * * *

..ألنھ یجرئ الناس على فعلھ .. كان خطره أشد .. وكلما كان المنكر ظاھرا

..التي یحاسب كل من رآھا ولم ینكرھا .. ھر المنكرات ومن أظ

..ما یقع في بعض بالد المسلمین من الشرك باهللا

..أو یقف عند القبور سائال أھلھا الحاجات .. كمن یستغیث بغیر اهللا في كشف الكربات

..العین أو غیرھا لدفع.. أو السیارات والبیوت .. على األوالد .. وكذلك تعلیق التمائم الشركیة

) ..من علق تمیمة فقد أشرك : ( وقد قال علیھ السالم فیما رواه أحمد

..أو النبي .. أو الشرف ..كالحلف بالكعبة .. وكذلك الحلف بغیر اهللا

" ..من حلف بغیر اهللا فقد أشرك: "قال صلى اهللا علیھ وسلموقد روى أحمد أنھ

..ستعمال السحر والكھانة والعرافة ا.. ومن أكبر المنكرات

من أتى كاھنا أو عرافا فصدقھ بما یقول فقد كفر بما : "كما في المسند صلى اهللا علیھ وسلموقد قال

.. صلى اهللا علیھ وسلم" أنزل على محمد

) ..من أتى عرافا فسألھ عن شيء لم تقبل لھ صالة أربعین لیلة : ( وقال فیما رواه مسلم

..ترك الصالة .. ن أكبر المنكرات بل من الكفر وم

" ..بین الرجل وبین الكفر أو الشرك ترك الصالة : "فیما رواه مسلم صلى اهللا علیھ وسلمقال

وال تقربوا {: قال تعالى .. وھو أعظم الذنوب بعد الشرك والقتل .. الزنا .. ومن أكبرھا وأطمھا

.. }حشة وساء سبیال الزنى إنھ كان فا

وأفالم .. ففشا التبرج واالختالط ومجالت الخنا .. وفي عصرنا فتحت كثیر من أبواب الفاحشة

..الفحش




..ما یقع في بعض األماكن من اختالط الرجال بالنساء .. ومن سبل الزنا

..أو غیر ذلك .. سواء في مستشفیات أو مدارس

یعني الخلوة ).. إیاكم والدخول على النساء : ( قال لى اهللا علیھ وسلمصوفي الصحیحین عنھ

..بھن

یا أیھا النبي قل ألزواجك وبناتك ونساء {فقال .. بل أمر اهللا المرأة بالتستر حتى ال یراھا الرجال

..}المؤمنین یدنین علیھن من جالبیبھن ذلك أدنى أن یعرفن فال یؤذین

:فقال .. ابة جمیعا عن االختالط بالنساءبل قد نھى اهللا الصح

..یعني إذا سألتم أزواج النبي وھن أطھر النساء }وإذا سألتموھن متاعا {

؟؟..لماذا.. }فاسألوھن من وراء حجاب {

..}ذلكم أطھر لقلوبكم وقلوبھن {

..وحسبك بالصحابة طاعة وخوفا وتعبدا

..وقد فسد الزمان ؟.. اتناوفتی.. فكیف الحال الیوم مع شبابنا

..!!ویقوالن صداقة بریئة .. فكیف یخلو الیوم شاب بفتاة

..عجبا

نعم أیھا )..ال تخلون بامرأة ولو لتعلمھا القرآن : ( قال سفیان الثوري لرجل صالح من أصحابھ

..األخوة واألخوات

..لیس فیھ تساھل مع األعراض .. ھذا دیننا

..ن رأى من یتساھل بذلك أن یحذره من عذاب اهللا ویجب على كل م

..والربا ثالثة وسبعون بابا أیسرھا مثل أن ینكح الرجل أمھ .. أكل الربا .. ومن المنكرات

..ودرھم ربا یأكلھ الرجل وھو یعلم أشد من ست وثالثین زنیة

..شرب المسكرات .. ومن المنكرات




إن على اهللا عز وجل عھدا لمن یشرب المسكر أن یسقیھ : ( كما عند مسلم صلى اهللا علیھ وسلمقال

عرق أھل النار أو عصارة أھل : " یا رسول اهللا وما طینة الخبال ؟ قال : قالوا " من طینة الخبال

"..النار

لیكونن من:" كما عند البخاري صلى اهللا علیھ وسلموقد قال .. سماع الغناء .. ومن المنكرات

... "..أمتي أقوام یستحلون الحر والحریر والخمر والمعازف

وألعاب .. واألجراس .. في أشیاء كثیرة كالساعات .. ومما زاد البالء في عصرنا دخول الموسیقى

.واهللا المستعان .. وأجھزة الھاتف .. والكمبیوتر .. األطفال

نتم خیر أمة أخرجت للناس تأمرون ك {.. ویجب نصیحة أھلھا .. وغیر ذلك من المعاصي

.. }بالمعروف وتنھون عن المنكر

..ومجالس اللھو وغیر ذلك .. والغیبة .. كعقوق الوالدین .. إلى غیر ذلك من المنكرات

* * * * * * * * * *

..قمم الجبال من .. فھذه قمم .. وختاما

..وسكن في روضاتھا .. ولیبشر كل من وصل إلى شرفاتھا

..في مقعد صدق عند عزیز مقتدر .. بجنات ونھر

إخوان صدق أیما إخوان **فأكرم بجنات النعیم وأھلھا

أكرم بھم في صفوة الجیران **جیران رب العالمین وحزبھ

المقلتان إلیھ ناظرتانو **ھم یسمعون كالمھ ویرونھ

وعلى المفارق أحسن التیجان **وعلیھم فیھا مالبس سندس

أو فضة من خالص العقیان **تیجانھم من لؤلؤ وزبرجد

من فضة كسیت بھا الزندان **وخواتم من عسجد وأساور




كالبخت یطعم سائر األلوان **وطعامھم من لحم طیر ناعم

سبعون الفا فوق ألف خوان **فائق وصحافھم ذھب ودر

شوق الغریب لرؤیة األوطان **إن كنت مشتاقا لھا كلفا بھا

تجزى عن اإلحسان باإلحسان **كن محسنا فیما استطعت فربما

فنعیمھا یبقى ولیس بفان **واعمل لجنات النعیم وطیبھا

ن مقبوالنفكالھما عمال **أدم الصیام مع القیام تعبدا

إال كنومة حائر ولھان **قم في الدجى واتل الكتاب وال تنم

فتساق من فرش إلى األكفان **فلربما تأتي المنیة بغتة

من خشیة الرحمن باكیتان **یا حبذا عینان في غسق الدجى

ومحاسن األحداث والصبیان **واغضض جفونك عن مالحظة النسا

لعناق خیرات ھناك حسان **ن جھدك وانتدب اعرض عن النسوا

من كل فاكھة بھا زوجان **في جنة طابت وطاب نعیمھا

والقطر منھ تدفق الخلجان **ال تحقرن من الذنوب صغارھا

حذر الممات وال تقل لم یان **وإذا عصیت فتب لربك مسرعا

ا شھوانيفاهللا یبغض عابد **ال تتبع شھوات نفسك مسرفا

فھما لھ مع ذا الھوى بطنان **ومن استذل لفرجھ ولبطنھ

یوما یطول تلھف العطشان **أظمئ نھارك ترو في دار العال

والرقص واإلیقاع في القضبان **ال خیر في صور المعازف كلھا

عن صوت أوتار وسمع أغان **إن التقي لربھ متنزه

سیما بحسن شجا وحسن بیان **التقى وتالوة القرآن من أھل

من صوت مزمار ونقر مثان **أشھى وأوفى للنفوس حالوة

من نغمة النایات والعیدان **وحنینھ في اللیل أطیب مسمعا




لفررت من أھل ومن أوطان **یوم القیامة لو علمت بھولھ

دانوتشیب فیھ مفارق الول **یوم تشققت السماء لھولھ

في الخلق منتشر عظیم الشان **یوم عبوس قمطریر شره

وفدا على نجب من العقیان **یوم یجيء المتقون لربھم

یتلمظون تلمظ العطشان **ویجيء فیھ المجرمون إلى لظى

داران للخصمین دائمتان **والجنة العلیا ونار جھنم

* * * * * * * * * *

..أسأل اهللا تعالى أن یوفقنا جمیعا لفعل الخیرات وترك المنكرات

..وأن یجعلنا ھداة مھتدین غیر ضالین وال مضلین

..ھذا واهللا تعالى أعلم

محمد بن عبد الرحمن العریفي. د/ كتبھ

دكتوراه في العقیدة والمذاھب المعاصرة

[email protected]


mailto:[email protected]

على قمم الجبال

Career

Transcript of على قمم الجبال