طبائع الاستبداد
-
Upload
brothersspirit -
Category
Education
-
view
60 -
download
4
Transcript of طبائع الاستبداد
من كتابمقتطفات
ومصارع االستبداد طبائع االستعباد
الكواكبي ل عبدالرحمن
كان عن الكتاب مقاالت عبارة مجموعةالكواكبي عبدالرحمن نشرها سياسية
المصرية المؤيد جريدة في في صدرالقرن 19أواخر
عنوان ثم تحت كتاب في ضمهااالستعباد » ومصارع االستبداد «طبائع
: كتابه مقدمة في الكواكبي يقولوال بعينه ; ظالما مباحثي في أقصد ال أنا
بيان أردت إنما مخصصة، أمة أو حكومةوتشخيص يفعل، وما االستبداد طبائع
على ويمضيه يقضيه وما االستعباد مصارعالتنبيه.. وهو آخر قصد هناك ولي ذويه
الذين يعرف أن عسى الدفين، الداء لمواردحل لما المتسببون هم أنهم نحبهم، قضوا
على وال األغيار على يعتبون فال بهم،الهمم وفقد الجهل على يعتبون إنما األقدار،
رمق.. بقية فيهم الذين وعسى والتواكلالممات قبل شأنهم يستدركون الحياة من
االستبداد مراتب من أشد بها Uتعوذ ي التيالوارث المطلق، الفرد حكومة هي الشيطانسلطة على الحائز للجيش، القائد للعرش،
.دينيةعن تخرج ال كانت نوع أي من الحكومة إنالمراقبة تحت تكن لم ما االستبداد وصف. فيه تسامح ال الذي واالحتساب الشديدة
ال بإرادته الناس شؤون في يتحكم المستبدويعلم بشريعتهم، ال بهواه ويحكمهم بإرادتهم،
.. المعتدي الغاصب أنه نفسه من
. المستبد وقاتلهما الحرية، عدو الحق، عدوصبية والعوام أمهم، والحرية البشر، أبو والحقأخوتهم هم والعلماء ،; شيئا يعلمون ال نيام أيتاملبوا، دعوهم وإن هبوا أيقظوهم إن الراشدون،
بالموت نومهم فيتصل .وإالحديد، من ; حاجزا ير لم ما الحد يتجاوز المستبدلما ; سيفا المظلوم جنب على الظالم رأى فلو
" : للحرب االستعداد يقال كما الظلم، على أقدم." الحرب يمنع
وطاعة، درا كالغنم رعيته تكون أن يود المستبدوتملقا ; تذلال تكون .وكالكالب أن الرعية وعلى
رست، gش ضUربت وإن خgدمت خUدمت إن كالخيليستأثر وال تالعب ال كالصقور تكون أن وعليهافرق ال التي للكالب خالفا كله، بالصيد عليها. العظام من حتى حUرمت أم أطعمت عندها
: خUلقت هل مقامها تعرف أن الرعية على نعموخUلق جار؟ أو عدل إن تطيعه لحاكمها، خادمةأم اعتساف؟ أو بعدل شاء كيف ليحكمها هو
فاستخدمها؟ ليخدمها به جاءت !هياالستبداد أنواع أقبح على من الجهل استبداد
ويسمى العقل، النفسعلى واستبداد العلم،.. نفسه على المرء استبداد
رقاب بها يصفع الخفية القوية الله يد االستبدادعبودية جهنم إلى عبوديته جنة من اآلبقين
عظمته في الله يشاركون الذين المستبدينجهارا .ويعاندونه
من االنتقام به الله يتعجل بالء، أعظم االستبداديتوبوا حتى عنهم يرفعه وال الخاملين، عباده
األنفة توبة
والعلم االستبدادبالوصي رعيته إلى نسبته في المستبد أشبه ما
وأنفسهم األيتام أموال في يتصرف القوي، الخائنقاصرين ; ضعافا داموا ما يهوى ليسمن .كما أنه فكما
ليسمن كذلك رشدهم، األيتام يبلغ أن الوصي صالح. بالعلم الرعية تتنور أن المستبد غرض
استعباد ال أن ،; غبيا كان مهما المستبد على يخفى الفي تخبط حمقاء الرعية دامت ما إال اعتساف وال
. عماء وتيه جهل ظالمةكل يرى رئيسومرؤوس كل حالة في المتأمل
علم نقصان بنسبة وتضعف تقوى الرئاسة سلطة. وزيادته المرؤوس
التي العلوم تلك اللغة، علوم يخشى ال المستبدبه يضيع وهذيان هزل وأكثرها اللسان، يقوم بعضها
.الزماناللسان وراء يكن لم إذا اللغة علم يخاف ال نعم
عقد يحل بيان سحر أو األلوية، تعقد حماس حكمةالجيوش.
المتعلقة الدينية العلوم من المستبد يخاف ال وكذلكأنها العتقاده وربه، اإلنسان بين ما المختصة بالمعاد،
بها يتلهى وإنما غشاوة، تزيل وال غباوة ترفع ال.. للعلم المتهوسون
أهلها ألن ،; محضا الصناعية العلوم من يخاف ال كذلكالهمم، صغار النفوس، صغار مسالمين يكونونوال واإلعزاز، المال من بقليل المستبد يشتريهم
النفس، بإيثار مبتلون أكثرهم ألن الماديين من يخاف. النظر قصار غالبهم ألن الرياضيين من وال
: مثل الحياة علوم من المستبد فرائص ترتعدوحقوق العقلية، والفلسفة النظرية، الحكمةالمدنية، والسياسات االجتماع، وطبائع األمم
ذلك ونحو األدبية، والخطابة المفصل، والتاريخالعقول وتوسع النفوس تكبر التي العلوم منمغبون هو وكم حقوقه، ما اإلنسان وتعرف
الحفظ وكيف النوال، وكيف الطلب، .وكيفهذه أصحاب من المستبد يخاف ما وأخوف
بالخطابة الناس لتعليم منهم المندفعين العلومالقرآن في عنهم المعبر وهم الكتابة، أو
. والمصلحين بالصالحين
لذاته، ; أيضا يبغضه لنتائجه العلم المستبد يبغض وكمافالبد سلطان، كل من أقوى ; سلطانا للعلم ألن
على عينه وقعت كلما نفسه يستحقر أن من للمستبدعلما منه أرقى هو .من
عاقل عالم وجه يرى أن المستبد يحب ال ولذلك. فكرا يفوقه
مستمرا، ; وطرادا دائمة ; حربا والعلم االستبداد بين إنفي المستبد ويجتهد العقول تنوير في العلماء يسعى
. نورها إطفاء . العوام يتجاذبان والطرفان
العوام؟ هم خافوا، ومن جهلوا إذا الذين أولئك همعلموا متى الذين هم أنهم كما استسلموا، خافوا وإذا
فعلوا قالوا ومتى .قالوا،بسبب بأيديهم أنفسهم يذبحون العوام أن والحاصل
ارتفع فإذا والغباوة، الجهل عن الناشئ الخوفالناسال وأصبح الخوف، زال العقل وتنور الجهل
.. منافعهم لغير ; طبعا ينقادون
قصور يدخل ال الصدق أن الحق والقولمن قط المستبد يستفيد ال عليه بناء الملوك،وعذاب وتردد ضالل يعيشفي بل غيره، رأياستعباد على منه ; انتقاما بذلك وكفى وخوف
أحرارا ربهم خلقهم وقد .الناسمن خوفه زاد ; واعتسافا ; ظلما المستبد زاد كلما
هواجسه ، رعيته من وحتى حاشيته من وحتى.وخياالته
آثار وأضر الجهل، هو اإلنسان على شيء أضر. الخوف هو الجهل
ابتعاده نسبة في الكمال من يقرب واإلنساننفيه أو الخوف لتخفيف وسيلة وال الخوف، عن
منه المخيف بحقيقة العلم .غيرمتغالبان ضدان والعلم االستبداد أن ، والخالصة
إطفاء في جهدها تسعى مستبدة إدارة فكل. الجهل حالك في الرعية وحصر العلم، نور
: المستبدون يخافه ما أخوف إن المدققون قالأن الناسحقيقة يعرف أن العلم من الغربيونالنفس يعرفوا وأن الحياة، من أفضل الحريةوكيف والحقوق وعظمته، والشرف وعزها،
. يرفع وكيف والظلم تحفظ،
والمجد "االستبداد " : االستبداد قولهم للمتأخرين البالغة الحكم من
" البحث أن ذلك ومبنى ، فساد كل أصلاالجتماع وطبائع البشر أحوال في المدقق
. واد كل في سيئا أثر لالستبداد أن كشفتفتأ ال للنفوس محبب المجد، هو المجد أن
في ميسر وهو مراقيه، وترقى وراءه تسعىاستعداده حسب على إنسان لكل العدل عهداالستبداد زمن في تحصيله وينحصر وهمته،
. اإلمكان حسب على الظلم بمقاومة
. التمجد مبناه حيث من المجد هو ويقابل وماالتمجد؟ التمجد؟ يكون وماذا
من القربى وهو المستبدة، باإلدارات خاص التمجدبالقوة أو والعمال، كاألعوان بالفعل المستبد
وبارون دوق بنحو ..كالملقبين : من نار جذوة المرء ينال أن هو التمجد آخر وبتعريففي المساواة شرف بها ليحرق المستبد كبرياء جهنم
اإلنسانية! : ; مستبدا اإلنسان يصير أن هو وأخصر أوضح وبعبارة
. األعظم المستبد كنف في ; صغيرا
سماسرة المتمجدين يتخذ المستبد أن والخالصةأو الوطن، حب أو الدين، خدمة باسم األمة بتغرير
مسؤولية أو عامة، منافع تحصيل أو المملكة، توسيعاالستقالل عن الدفاع أو .الدولة،
فاألصالة والتمجد، للمجد قوية مشاكلة لألصالة إنالتي األميال حيث من المزايا بعض لها يكون قد صفةتكون التي التربية حيث ومن اآلباء، من األبناء يرثها
.. رياء ولو البيت في مستحكمة : علم بيوت أنواع ثالثة إلى تنقسم األصالة وبيوت. وإمارة ظلم وبيوت وكرم، مال وبيوت وفضيلة،. ; موقعا واألهم ; عددا األكثر القسم هو األخير وهذا
واإلرخاء، الشد سياسة األصالء مع المستبد يستعمليبطروا ال كي واإلغضاء، وااللتفات واإلعطاء، .والمنع
حتى وسيلة بكل األصالء يذلل المستبد أن والحاصللجاما يتخذهم كي رجليه بين ; دائما مترامين يجعلهم
. الرعية لتذليلذمة، وال لهم خالق ال االستبداد عهد رجال أكابر إن
والتألم التذمر من ; أحيانا به يتظاهرون ما فكلفي يطمعهم التي المسكينة األمة غش به يقصدونالقائم االستبداد بأن علمهم لهم وانقيادها انخداعها. وبصائرها أبصارها أعمى قد بهمتهم والمستمر بهم
وزراء بعض ; نادرا أوجد الزمان أن التاريخ ينكر والفرطوا ما على ندموا ثم ; طويال ; عمرا االستبداد وازروا
وأنابوا .فتابواأمثال فيها يظهر أن على تتكل أن ألمة ينبغي وال
تبنى ال التي المصادفات نوع من وجودهم ألن هؤالء،أحالم وال آمال عليها
والمال االستبداد ; فكرا أعداؤه االغنياء أن االستبداد طبائع ومن
فيئنون يذلهم المستبد ربائط فهم ،; عمال وأوتادهفي الذل يرسخ ولهذا فيحنون، ويستدرهم
أغنياؤها يكثر التي .األمممن النعجة خوف المستبد فيخافهم الفقراء أما
الذئاب.له تكن لم ما ; تماما ; حرا يكون ال اإلنسان إن
ألن مرؤوسألحد، غير أي فيها، مستقل صنعةالرتباطه تابعة تكون الشخصية حريته
بالرؤساء.وظائف هي الوظائف أقبح تكون وعليه
الحكومة.
والتربية االستبدادالنتائج؛ في متعاكسين عاملين واالستبداد التربيةاالستبداد يهدمه ضعفها، مع التربية، تبنيه ما فكل
هادم؟ وراءه بناء يتم وهل !بقوته،والقدوة والتمرين بالتعليم تحصل ملكة التربيةوأهم المربين، وجود أصولها فأهم واالقتباس،
. الدين وجود فروعهاكل اإلنسان يجعل إعصار فيه صرصر ريح واالستبدادقسميه أهم في للدين مفسد وهو شأن، في ساعةتالئمه ألنها يمسها ال منه العبادات وأما األخالق، أي
. األكثر فيعن عبارة المأسورة األمم في األديان تبقى ولهذاتطهير في تفيد فال عادات صارت مجردة عبادات
. ; النفوسشيئا
القصد، ضائع ،; يعيشخامال االستبداد، أسيروأوقاته؛ ساعاته Uميت ي كيف يدري ال ; حائرا
ال األسراء، أكثر أن يظن من والله، ويخطئاألسر، باآلم يشعرون ال الفقراء، منهم سيماإلى لبادروا يشعرون كانوا لو بأنهم ; مستدال
بأكثر يشعرون أنهم ذلك في والحقيقة إزالته،سببها هو ما يدركون ال ولكنهم .اآلالم
بهم خاصة أظنها مسليات اإلسالم ولبسطاء : الدنيا قولهم نحو وهي عليها مصائبهم يعطفونالله أحب إذا مصاب، المؤمن المؤمن، سجن
.. الزمان آخر شأن هذا ابتاله، ; عبدا
والتحيل الكذب استباحة إلى الناس يضطر االستبدادوإماتة الحس مراغمة وإلى والتذلل، والنفاق والخداع
آخره إلى العمل، وترك الجد ونبذ .النفسميلها يحول أن باألمة االستبداد فعل يبلغ وقد
بحيث التسفل، طلب إلى الترقي طلب من الطبيعياألجهر يتألم كما وتألمت ألبت الرفعة إلى دUفعت لو
. النور مناالختالف من لخرجوا النظر حرية السفهاء ملك ولو
من نصيب لهم الله جعل الذين المساكين تعريف في : كفارات ولجعلوا االستبداد، عبيد هم فقالوا الزكاة،
! األكبر الرق هذا تشمل الرقاب فك
ال مساكين كلهم منهم، األغنياء حتى االستبداد أسراءمنحطين اإلدراك، في منحطين يعيشون فيهم، حراك
األخالق في منحطين اإلحساس، .فيالرأفة لسان بغير عليهم اللوم توجيه أظلم وماتحت بدود حالتهم شبه من أبدع وقد واإلرشاد،مشفقين يكونوا أن بالالئمين أليق فما صخرة،
بعد ذرة باألظافر حتى ولو الصخرة رفع في يسعونذرة.
قوم ياوخفض واألعتاب األذيال تقبيل من ترجون ماذا
هذا أليسمنشأ الرأس؟، ونكس الصوتكأنكم بأنفسكم، ثقتكم ضعف هو كله الصغار
الحياة؟ به تقوم ما تحصيل عن عاجزونبرزخ غير وكبيركم صغيركم بين ليس واللهالعاجز بوهمه، الصغير درى ولو الوهم، من
الخوف من المتألمة الكبير نفس في ما بوهمه،فيه الذي األمر وقضى اإلشكال لزال منه
.تشقون
بعد عليها تحصل التي هي األمة تنفع التي الحرية إنثورة أثر على تحصل التي وأما لقبولها، االستعداد
; غالبا الثورة ألن شيئا، تفيد فقلما بقطع حمقاء تكتفيجذورها تقتلع وال االستبداد تنبت شجرة أن تلبث فال ،
; أوال كانت مما أقوى وتعود .وتنموبيدها لألخذ شهامته تدفعه من الميتة األمة في وجد فإذا : العلم، وهي الحياة فيها يبث أن ; أوال فعليه بها والنهوض
بخير تبديلها باإلمكان وأن سيئة حالتها بأن علمها أيالشعور فيها يبتدئ علمت هي فإذا االستبداد.بآالم منها،
العشرات، إلى اآلحاد من بطبعه الشعور هذا يترقى ثمويبلغ... بالتحمس وينتهي األمة أكثر يشمل حتى إلى
المعري الحكيم قول منزلة إلى حالها :بلسانعلى .. فنحن حكومة فينا بالعدل تقم لم إذا
قدراء تغييرها