الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

23
ة ي ب ي ر ج ت ل ا دلة الأ ي ف ة ي م ل ع ل ا دلة ر الأ حص طأ د و ح ح ل م ل ا مد ح ع ا ي ب د.ر

Transcript of الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

Page 1: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

الملحد و خطأ حصر األدلة العلمية في األدلةالتجريبية

د.ربيع أحمد

Page 2: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

الحمد لله رب العالمين ، والصالة والسالم على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم

بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

فقد انتشر في عص77رنا م77رض اإللح77اد ، وه77و أح77د األم77راض الفكرية الفتاكة إذ يفتك باإليمان و يعمي الحواس عن أدل77ة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يج77ادل في الب77ديهيات و يجمع بين النقيضين ويف77رق بين المتم77اثلين ،ويجع77ل من الظن علما و من العلم جهال و من الحق باطال و من الباطل

حقا .

ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين واالسترسال في الوساوس الكفرية

والسماع والقراءة لشبهات أهل اإللحاد دون أن يكون لدىاإلنسان علم شرعي مؤصل .

ما هي إال أقوال بال دليل وادع7اءات بالوشبهات أهل اإللحاد ،ورغم ضعفها و بطالنها إال أنه77ا ق77د ت77ؤثر في بعضمستند

المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان الب77د من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل اإللحاد شبهة تلو األخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو ال77دعوى ح77تى ال

ينخدع أحد بكالمهم وشبههم .

و في هذا المقال سنتناول بإذن الله النقض ألحد المغالطات الشديدة لهم أال وهي حصر األدلة العلمية في

Page 3: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

الدليل التجريبي فقط ،ودعواهم أن ما ال يدرك بالحواس ال ودعواهم أن ما ال يخضع للبحث التجريبي ال يسم_ىوجود له

.علميaا

ما هو الدليل العلمي ؟

قبل بيان مغالطة المالحدة في حصر األدلة العلمية في الدليل التجريبي البد أن نعرف ما هو الدليل العلمي ،والدليل

العلمي مكون من كلمتين : كلمة دليل و كلمة علمي .

ال77دليل ه77و المرش77د إلى المطل77وب أو م77ا أمكن أن يتوص77لو بص77حيح النظ77ر في77ه إلى معرف77ة مطل77وب خ77بري ) حكم من

،واألحكام ( ، أو أنه م77ا يل77زم من العلم ب77ه العلم بش77يء آخ77ر األمر الذي يكون قبل إقامة الدليل عليه يسمى دعوى، ووقت إقامة الدليل يسمى مطلوباj ، وبعد إقامة الدليل يسمى نتيجة

.

والعلمي نس77بة إلى العلم ،و العلم ه77و معرف77ة الش77يء على أو معرف77ة الش77يء على م77ا ه77و ب77ه في الواق77ع أم77احقيقت77ه

معرفة الشيء على غير حقيقته كمعرفت7ه باعتق7اد أم7ر غ7ير.jواقع فيه فيعد من الغلط والجهل به، فال يسمى ذلك علما

Page 4: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

و أقسامه هدف الدليل العلمي

الغرض من الدليل العلمي هو التوصل إلي معرفة ش77يء من األشياء على ما ه77و ب77ه في الواق77ع ،وق77د أص77ل إلى معرف77ة شيء من األشياء عن طريق الحس كالعلم بأن النار محرق77ة ،والعلم بأن الثلج بارد ،و العلم بأن الشخص له رجالن ويدان

،وقد أصل إلى معرفة ش77يء من األش77ياء عن طري77قورأس التجربة كالعلم بأن النعناع يفيد تقلص77ات البطن ،والليم77ون يفيد الزكام ، وقد أص77ل إلى معرف77ة ش77يء من األش77ياء عن

والعلم ب77أن بأن الواحد نصف االث77نين ،طريق العقل كالعلم ،والعلم ب77777أن النقيض77777ين ال الك77777ل أك77777بر من الج77777زء

يجتمعان ،والعلم بأن لكل حادث محدpث ،ومن هن77ا ن77درك أن الدليل العلمي أقس77ام فمن77ه ال77دليل الحس77ي الم77ادي ومن77ه

الدليل التجريبي و منه الدليل العقلي .

Page 5: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

منحصرا في الدليل التجريبي الدليل العلمي ليس

نوعا واحدا ،و ليس منحصرا في ال77دليلالدليل العلمي ليس ؛ ألن العلوم أصناف شتى ،و كل علم من العل77ومالتجريبي

له األدلة التي تناسبه ،ودليل العلوم الطبيعية التحليلية ليسكدليل العلوم اإلنسانية .

و من العل77وم م77ا يناس77به ال77دليل الحس77ي الم77ادي و ال77دليل التجريبي كعلم الفيزياء و الكيمياء واألحي77اء ،وه77ذه العل77وم الثالثة عل77وم طبيعي77ة تحليلي77ة تجريبي77ة تق77وم على مالحظ77ة ظاهرة من الظواهر الطبيعية ووضع الف77روض له77ا واختب77ار ه77ذه الف77روض بالتجرب77ة أو م77ا يق77وم مقامه77ا ثم اس77تنتاج

الفرض الصحيح للظاهرة .

ومن العلوم ما يناسبه اللجؤ إلى أفضل التفس77يرات كعل77وم اللجؤ إلى أفض77لوالبدايات مثل بداية الكون و بداية الحياة

قاعدة علمية في التفضيل بين األدلة أكثرالتفسيرات يعتبر فإذا كان يمكن تفسير ظاهرة من كونها دليل قائم بحد ذاته

ما بشكل بسيط، وبشكل معقد، ف7إن التفس7ير البس7يط ه7و .األفضل

Page 6: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

و من العلوم ما يناسبه ال77دليل العقلي كعلم الفلس77فة أح77د العلوم اإلنسانية حيث االعتماد فيه على معلوم77ات عقلي77ة ال

تحتاج إلى إحساس وتجربة .

و من العلوم ما يناس77به الوث77ائق و اآلث77ار كعلم الت77اريخ أح77د العلوم اإلنسانية ، وهذا العلم مبني على الوث77ائق وال مج77ال للتجربة فيه حيث نحتاج إلثبات الحادث التاريخي إلى أخبار و آثار تبرهن على وجود هذا الحدث الت77اريخي في الماض77ي ،و الوثائق و اآلثار التي يعتمد عليه77ا علم77اء الت77اريخ ق77د تك77ون مكتوب77ة كالرس77ائل و الس77جالت ،و ق77د تك77ون غ77ير مكتوب77ة

كاأللبسة و النقود و األوسمة والمباني .

و هناك علوم كثيرة ال مجال للتجرب77ة فيه77ا أو تن77در التجرب77ة فيها فأين التجربة في علم اللغ77ة و األدب ؟ و أين التجرب77ة في علم الت77اريخ ؟ و أين التجرب77ة في علم المنط77ق ؟ و أين التجرب77777ة في علم الفلس77777فة ؟ و أين التجرب77777ة في علم االجتماع ؟ و أين التجربة في علم الق77انون ؟ و أين التجرب77ة

في علم االقتصاد ؟

و من هنا ندرك أن ليس كل األدلة العلمية أدلة حسية أو أدلة تجريبية ،وأن هناك علوم ال مجال للدليل الحسي أو

التجريبي فيها .

Page 7: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

الحواس قد تخطيء

ب7777الغ المالح7777دة في االعتم7777اد على الحس في الحكم على األشياء أشد المبالغة رغم أن االعتماد على الحس وح77ده في الحكم على األشياء قد يؤدي للوقوع في الخط77أ ف77الحس ق77د

. يخطئ ،و العقل يصحح خطأ الحواس

،وه77و ن77وعظ77اهرة الس77راب ومن األمثلة على خطأ الحواس من الوهم البصري فهو خدع77ة بص77رية تح77دث نتيج77ة ظ77روف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة، واألرض المستوية، واختالف في معامل االنكس77ار، مم77ا يجعله77ا في حال77ة ت77وهج شديد حيث تبدو كالم77اء ال77ذي يلتص77ق ب77األرض ليعكس ص77ورا

. وهمية لألجسام وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبيرة

ومن األمثلة على خطأ الحواس أيضا ظاهرة انكس77ار الض77وء إلى  هي عبارة عن انحراف الضوء عن مساره عند انتقال77ه،و

وسط شفاف آخ77ر فب77دل أن يس77تمر في الحرك77ة على نفس الخط المستقيم الذي ك77ان يس77تمر في77ه ينح77رف عن مس77اره

Page 8: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

بنقطه انتقاله بين الوسطين فإذا وضعنا قلماj في كأس م77اء.بدا القلم للناظر مكسوراj ،و هو ليس كذلك

الخ77داع البص77ري ،و ه77وومن األمثلة على خطأ الحواس أيضا أن يرى الناظر الصورة التي أمامه على غ77ير حقيقته77ا ال77تي

المعلوم77ات ال77تي تجمعه77اهي عليها في الحقيق77ة نتيج77ة أن العين المجردة وبعد معالجتها بواسطة الدماغ تعطي نتيجة ال

فالخ77دع البص77رية إذا هي تطابق المص77در أو العنص77ر الم77رئي ص77ور و مش77اهد مص77نوعة مس77بقا بطريق77ة مدروس77ة لتظه77ر

.للناظر بطريقة معي_نة و هي ليست كذلك

و من هنا ندرك أن الحواس يمكن تضليلها بسهولة ،والدليل الحسي و الدليل التجريبي يعتمد على الحواس في رصد

النتائج فهو عرضة للتضليل ،ومما سبق يتبين خطأ االعتماد المعرفة ال يمكنعلى الحواس كمصدر وحيد للمعرفة ،وأن

فالحواس قد توهمنا وتخدعنا .أن تبنى فقط على الحواس

Page 9: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

بطالن دعوى ما ال يدرك بالحواس ال وجود له

كثير ما نقرأ أو نسمع للمالح77دة أن م77ا ال ي77درك ب77الحواس ال فه77ذهزعم باطل يغني فساده عن إفس77اده وجود له ، و هذا

فالال77روح ال77تي بنزعه77ا نم77وت غ77ير محسوس77ة ب77الحواس نس777تطيع أن نس777معها أو نراه777ا أو نش777مها أو نلمس777ها أو

مع أن الروح موجودة ،ويدرك وجودها بأثرها . نتذوقها

فال نس77تطيع أنو العقل و اإلدراك غير محس77وس ب77الحواس م77ع أن العق77ل نسمعه أو نراه أو نشمه أو نلمسه أو نتذوق77ه

موجود ويدرك وجوده بأثره.

و الع77دل و الظلم و الحكم77ة و الحب و الك77ره و الس77عادة و الفرح و الرضا و الغضب و غ77ير ذل77ك من الص77فات المعنوي77ة غير محسوسة بالحواس مع أنها موجودة و من أنكرها عد من

المجانين .

فال نس77تطيع أنو الجاذبية موجودة لكنها ال ت77درك ب77الحواس لكننس777معها أو نراه777ا أو نش777مها أو نلمس777ها أو نت777ذوقها

الجاذبية تدرك بغير الحواس إذ يدرك وجودها بأثرها .

Page 10: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

فال نس77تطيع أنوالكهرباء موجودة لكنه77ا ال ت77درك ب77الحواس ب77ل ت77دركنسمعها أو نراها أو نشمها أو نلمسها أو نت77ذوقها

بغير الحواس إذ يدرك وجودها بأثرها .

والكون مليء بالموجودات التي ال تقع تحت نطاق الحس و ال تعرف عن طريق الرؤية و إنما نستدل عليها عن طريق

العقل و ظهور اآلثار .

و المالحدة يؤمنون بوجود الحس ويجعلونه أصل نظريتهم و أساسها مع أن الحس نفسه غ77ير محس77وس ف77إن ق77الوا ه77و محسوس ، فبأي الحواس أثبتوا وجوده بالبص77ر أو الس77مع أو

، و إذا كان الحس موج77وداj فق77دالشم أو الذوق أو اللمس ؟! اعترفوا بموجود غير محسوس ، وإن كان الحس غير موج77ود

،وقد انهار .فهذا أساس نظريتهم المادية

و على منهج هؤالء المالحدة الماديين لن يستطع أحد الحكم باستحالة شيء أو بضرورة شيء آخر ؛ ألن االستحالة بمعنى

عدم إمكان وجود الشيء ،و عدم إمكان وجود الشيء ليس مما يدخل في نطاق التجربة ، و ال يمكن للحواس أن تكشف. jعنه و مع سقوط مفهوم االستحالة يكون التناقض ممكنا

و إن أقروا بجواز استحالة شيء و استنجوا منه استحالة وجوده في الخارج فاالنتقال من الحكم باستحالة تصور

شيء أو إحساسه إلى الحكم باستحالة وجوده في الخارج هو

Page 11: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

استنباط شيء من شيء ، و هذا االستنباط خارج على مذهبالماديين أنفسهم .

و تعميم الحكم من الجزئي أو الفرد الذي أجرينا عليه التجربة على كافة أفراد النوع ) على أمثاله ( حكم عقلي ال تجريبي أي التعميم نفسه تجاوز لمصدر الحس و ليس مما يقع في خبرة الحواس بل هو استنباط ،و االستنباط خارج

.على مذهب الماديين أنفسهم

والتجربة لوحدها تحتاج إلى القوانين والقواعد العقلية األولية في أكثر معارفها و ال قيمة للحواس في عملية المعرفة بدون العقل الذي يوجهها ويضبطها ويجمعها ويرتب صورها ويعطي

أحكاما على مجاالتها .

ال تثبت عنو التجربة نفسها ال تثبت مبدأ العلية ؛ ألن العلي77ة طريق التجربة و مع انهي77ار مب77دأ العلي77ة تنه77ار قاع77دة إثب77ات

و إن أقروا بوجود مبدأ العلية فقد أقروا بمب77دأ عقليالعلومو المبادئ العقلي77ة خارج77ة على م77ذهب الم77اديين أنفس77هم .

و نخلص من هذا إلى خطأ القول بأن ما ال يدرك بالحواس الوجود له بل ما ال يدرك بالحواس قد يدرك بغيرها .

Page 12: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

خطأ مطالبة المالحدة رؤية الله لإليمان به

رغم أن األدل77ة على وج77ود الل77ه كث77يرة من ش77رع و عق77ل إال أن المالحدة يرددون دائما أنهم يري77دون وفطرة و حس

وه77ذا ال77ذي طلب77هأن ي77روا الل77ه جه77رة كي يؤمن77وا ب77ه ، إذ عن قبول الحق ما هو إال تعنت منهم واستكبارالمالحدة

يؤمن على مثلها البش77ر ،وهيعلى وجود الله األدلة الدالة لكن القلب وجود الل77هأكثر مما اقترحوه و كافية في إثبات

إذا استحكم فيه الكفر والهوى ال يجرى على لس77ان ص77احبه إال م77ا ين77بئ بالتباع77د عن اإليم77ان من مع77اذير ال تج77دي ، و

تعلالت ال تفيد ..

و قد قضى الله سبحانه وتعالى أنه لن يراه أحد في ال77دنيا ليؤمن بعض الخلق بالغيبإذ جعل الدنيا دار امتحان و ابتالء

، ولو رأى الناس الله في الدنيا النتفتويكفر البعض اآلخر الحكمة التي من أجلها أوجد الناس في هذه الحياة الدنيا إذ عدم رؤية الله في الدنيا هي مادة االختبار في ه77ذه الحي77اة الدنيا فكيف نريد أن نرى الله في الدنيا و نك77ون في وض77ع

االختبار ؟!!

والحكم77ة ال77تي اقتض77توق77ال المعلمي – رحم77ه الل77ه - : ) الخلق� والتكليف� اقتضت أن ال تكون حجج الح77ق في أقص77ى

Page 13: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

غاية الوضوح؛ ألنه يفوت ب77ذلك االبتالء واالختب77ار، وبفوات77ه.1 (يفوت مقصود الخلق والتكليف

و عدم رؤية الشئ ال يعني عدم وجوده ،و في الكون أش77ياء كثيرة ال ترى كالروح و الحي77اة و العق77ل ،ورغم ذل77ك ي77ؤمن

فلم77ا ال ن77ؤمن بوج77ود الل77ه ،وه77و الالناس بوجودها ألثره77ا ي�رى في ال77دنيا ،و اآلث77ار على وج77وده أك77ثر من اآلث77ار على

.الروح و الحياة و العقل ؟!!!وجود

النباتات والحيوان77ات والبح77ار و المحيط77ات و األنه77اروهذه الكون وجدت بع77د أن لموالجبال ، وكل ما نشاهده في هذا

تكن فمن الذي أوجدها ؟

وهذه المجرات و النجوم و الكواكب و األقم77ار وج77دت بع77دأن لم تكن فمن الذي أوجدها ؟

وهذا الكون بما فيه من تناسق و نظام بديع من الذي نظمه؟

و كل ما في الكون يسير بق77وانين و نظم ال يمكن أن يحي77د عنه77ا فهي مفروض77ة علي77ه فرض77ا فمن ال77ذي قنن ه77ذه

القوانين ،وفرضها على كل ما في الكون ؟

إلى اإلقرارو قد هدت آثار الله في الكون الكثير من العلماء بوجوده سبحانه فقد قال العالم الفلكي هرشل : ) كلما

اتسع نطاق العلم ازدادت البراهين الدامغة القوية على وجود خالق أزلي ال حد لقدرته و ال نهاية ، فالجيولوجيون ، و

ع�ل_مpي_ الي�ماني - 1 ي�ي الم� حمن ب�ن يح� م�ة ع�ب�د الر_ يخ الع�ال_ 19/101آث�ار الش_

Page 14: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

الرياضيون ، و الفلكيون، و الطبيعيون قد تعاونوا و تضامنوا .2على تشييد صرح العلم وهو صرح عظمة الله وحده (

و قال الدكتور سيسل هامان عالم البيولوجي : ) أينما اتجهت ببصري في دنيا العلوم، رأيت األدلة على التصميم

3واإلبداع، على القانون والنظام، على وجود الخالق األعلى (

.

عالم الكمياء و الرياضة: العالم جون كليفالند كونرانو قال )...إذا كان هذا العالم المادي عاجزاj عن أن يخلو نفسه، أو

يحدد القوانين التي يخضع لها؛ فال بد أن الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي، وتدل الشواهد جميعاj على أن هذا الخالق ال

.4بد أن يكون متصفاj بالعقل والحكمة (

و قال العالم ماريت ستانلي كونجدن أخصائي الفيزياء وعلم النفس وفلسفة العلوم : ) إن جميع ما في الكون يشهد

على وجود الله سبحانه ويدل على قدرته وعظمته، وعندما نقوم نحن العلماء: بتحليل ظواهر الكون ودراستها حتى

باستخدام الطريقة االستداللية؛ فإننا ال نفعل أكثر من مالحظة آثار أيادي الله وعظمه، ذلك هو الله الذي ال

نستطيع الوصول إليه بالوسائل العلمية المادية وحدها،

50 - العقائد اإلسالمية لسيد سابق ص2

202 براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حبنكه الميداني ص - 3

94 براهين وأدلة إيمانية لعبد الرحمن حبنكه الميداني ص - 4

Page 15: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

ولكننا نرى آياته في أنفسنا وفي كل ذرة من ذرات هذا.5الوجود، وليست العلوم إال دراسة خلق الله وآثار قدرته (

المالحدة يؤمنون ببعض الغيب وال يؤمنون ببعض

وفي الختام أنق77ل للق77ارئ كالم77ا نفيس77ا للش77يخ المي77داني يبين في77ه تن77اقض وانتقائي77ة المالح77دة الم77اديين التجري77بين

حيث يؤمنون ببعض الغيب وال يؤمنون ببعض .

التق77دم العلمي والص77ناعي يقول الشيخ – رحمه الله - : ) لم يتوصل بعد إلى قياس شيء من عالم الغيب، بل ما زال عاجزاj حتى اآلن عن قي77اس أم77ور كث77يرة داخل77ة في الع7الم الم77ادي، ال77ذي ه77و مج77ال ك77ل أن77واع التق77دم العلمي ال77ذي انتهت إليه النهضة العلمية الحديث77ة.فالمعام77ل والمخت77برات واألجه77زة العلمي77ة المتقدم77ة ج77داj م77ا زالت ع77اجزة عن أن تقيس أش77ياء كث77يرة في ه77ذا الع77الم الم77ادي ال77ذي نش77اهد ظواهره، بشهادة كبار العلم77اء الم77اديين أنفس77هم، وب77دليل تج77دد المع77ارف والمكتش77فات يوم77اj بع77د ي77وم، وم77تى زعم العلم اإلنس77اني أن77ه اكتش77ف ك77ل ش77يء فق77د س77قط في

.jالجهل، وأجهز على نفسه بنفسه منتحرا

يضاف إلى ذلك أن العلماء الماديين من بعد ك77ل دراس77اتهم ومش77اهداتهم ومالحظ77اتهم المادي77ة يح77اولون تفس77ير م77ا ش77اهدوه من ظ77واهر بنظري77ات اس77تنتاجية، يق77ررون فيه77ا حق77ائق غ77ير مرئي77ة وغ77ير مش77اهدة، وهي بالنس77بة إليهم وبالنس77بة إلى أدواتهم م77ا زالت أم77وراj غيبي77ة، وم77ع ذل77ك

259كتاب التوحيد لعبد المجيد الزنداني ص - 5

Page 16: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

ف77إنهم يض77طرون إلى إقراره77ا والتس77ليم به77ا، ويجعلونه77اقوانين ثابتة يقولون عنها: إنها قوانين طبيعية.

ومن أمثلة ذلك قانون الجاذبية، إنه قانون غدا من الحق77ائق العلمية الطبيعية ل77دى العلم77اء الم77اديين. فم77ا هي حقيق77ة هذه الطاقة؟ هل باستطاعة العلماء أن يشاهدوها بأدواتهم

وأن يعرفوا كنهها؟ وكيف أثبتوها؟ ألم يثبتوها باالستنتاج العقلي استناداj إلى م7ا ش7اهدوه من ظواهره77ا وآثاره77ا ؟ ه77ذه هي الحقيق77ة فم77ا ب77ال ه77ؤالء المالح77دة يس77لمون به77ذه الق77وانين الخارج77ة عن نط77اق المش77اهدات المادي77ة، وهي بالنس77بة إلى حواس77هم وإلى األدوات العلمي77ة المتقدم7ة أم7ور غيبي77ة، ثم ينك7رون وج7ود الخالق - جل وعال - لمج7رد كون7ه خارج7اj عن نط7اق اإلدراك الحسي، وال يمكن التواص77ل إلى إدراك77ه ب77األجهزة العلمي77ة

6المتقدمة ؟ (

الذى بنعمته تتم الصالحات و الحمد للههذا

مراجع المقال

العقائد اإلسالمية الشيخ سيد سابق-1براهين وأدلة إيمانية الشيخ عبد الرحمن الميداني-2خرافة اإللحاد د.عمرو شريف-3 الش77يخ عب77د ال77رحمنصراع م77ع المالح77دة ح77تى العظم -4

الميداني

90للشيخ عبد الرحمن الميداني ص - صراع مع المالحدة حتى العظم 6

Page 17: الملحد و خطأ حصر الأدلة العلمية في الأدلة التجريبية

قضايا فلسفية في م77يزان العقي77دة اإلس77المية د.س77عد-5الدين صالح

عبد المجيد الزندانيتوحيد الخالق الشيخ -6ع�ل_مpي_-7 ي�ي الم� حمن ب�ن يح� د ال77ر_ ة ع�ب�77 م�77 يخ الع�ال_ ار الش77_ آث�77

الي�ماني