القراءة التحليلية لمؤلف: " قراءة ثانيةلشعرنا القديم" د. مصطفى ناصف

قراءة في الفصل الثاني: حلم المستقبل تأكد بالملموس في هذا الفصل - وفق ما قلناه سابقا-

اعتماد الناقد في قراءته على الدراسة النظرية والتطبيقية. إذ ينطلق الناقد مصطفى ناصف في الشق النظري، ليؤكد

ويصرح بأن العمل الذي يقوم به عمل ممتع يخلو من الرتابةوالملل، كونه يبرهن على ما يقول من خالل العمل التطبيقي.

إن األدب العربي الجاهلي كان له الفضل على باقي اآلداب العربية األخرى. وإنه أثناء رحلته مر بمجموعة من

العصور )الجاهلي، اإلسالمي، األموي، العباسي، الحديث ثم المعاصر(، وفي كل هذه المراحل وجدناه مصبوغا بصبغة البيئة الصحراوية المحتضنة له، فحصل لهذا األدب اكتمال ونضج في

كل مقوماته المضمونية والفنية والجمالية. إن صفة الكمال والنضج المتوفرة لألدب الجاهلي جعلت األدب العربي ينهل منه

في مناخات مختلفة. يطرح د.ناصف قضية أساسية تتمثل في فهم الشعر

الجاهلي، فال يمكن أن نفهم هذا األخير إال بربطه بثقافة الشاعر وعقله الباطني، وعصره االجتماعي، والنظر إليه كظواهر جماعية وثقافية وحضارية، رافضا تلك األحكام التقصيرية

االنطباعية التي التصقت بالشعر الجاهلي معتبرة إياه وثيقة شاهدة على فلسفة التاريخ، واإلنسان في صراعه

األنثروبولوجي مع الزمن والقدر والمصير والحياة والموت. الشعر الجاهلي ال يخلو من مظاهر التعبير عن البيئة المحتضنة له، فهو يعبر عن االزدهار الثقافي، والسياسي،

بمعنى"الجاهلي"؛واألدبي،كما يستبعد الناقد كون مصطلح الجهل والتخلف الثقافي وانعدام الكتابة؛ بقدر ما تدل الكلمة

"... وهو يعنيعلى سرعة الغضب والطيش يقول د.ناصف بعبارة أخرى االستعداد للغضب والثورة والتمرد وتكتنفه

.1فكرة الحمق والتعصب والنزوات والخروج على النظام..."

.2 فقرة 46د. مصطفى ناصف " قراءة ثانية لشعرنا القديم" ص - 1

ونالحظ أن مفهوم الجاهلية مفهوم إسالمي أتى ليدل علىالمفاهيم السابقة التي تعاكس مضامين الرسالة السماوية.

يفند الناقد ما ذهب إليه الباحثون المعاصرون الذين ربطوا الشعر الجاهلي بالصحراء والبداوة، واالنتقال من فكرة إلى أخرى دون رابط، زيادة على سذاجة هذا الشعر وواقعيته،

وبساطته، وسطحية أفكاره، دون التعمق في األشياء؛ يقول ... ذلك أني ال أوافق على أن يكون الشعر القديمد.ناصف:"

انعكاسا مباشرا لفكرة البداوة. - يقولن مثال - إن بكاء األطالل معناه ببساطة أن العرب قوم رحل، تعتمد حياتهم

على التنقل. وفي كل مكان يتركون وراءهم ذكريات خاصة، أما شعر الحروب فواضح عندهم - داللته على الدمار الذي

ألن حياة ويقول أيضا:"... 2..."يهب ألدنى مالبسه في البادية العصر القديم أعمق مما يجري على أقالمنا حتى اآلن؛ وقد شهد هذا العصر صراعا روحيا قويا، لم يقدر تقديرا مالئما.

وإن نشأة اإلسالم العظيم في نهاية هذا العصر، ال يمكن أن نهون من داللتها ومغزاها ... إننا أمام عصر يضطرم فيه

القلق ويبلغ ذروته. إننا أمام مجتمع تشغله أسئلة أساسية شاقة عن مبدأ اإلنسان ومنتهاه، ومصيره، وشقائه،

.3"وعالقته بالكون... بعد هذا الفرش النظري انتقل لدراسة األطالل نصيا

وتطبيقيا، من خالل استحضار قصيدة للشاعر زهير بن أبي في4كارل يونغسلمى ولبيد بن ربيعة، معتمدا على نظرية

تأويل القصيدتين، ليتوصل إلى أن ظاهرة األطالل ظاهرة جماعية، وليست فردية، تعبر عن األنماط الثابتة في العقل

الباطني والالشعور الجمعي. إن األطالل ظاهرة فنية قائمة على التكرار واستعادة الماضي الموروث في شكل طقوس وشعائر راسخة لدى

شعوب شبه الجزيرة العربية. إنها إذا التزام جماعي وعادة مشترك بين الشعراء تعبر عن العالقة اإلنسان بالزمان

49_48نفسه ص - 2.50_45نفسه ص - 3 (، هو عالم نفس سويسريCarl Jung: باإلنجليزية كارل جوستاف يونج ) -4

القائم على قانون االستنباطي لعالم األحالمعلم النفس التحليليومؤسس واألساطير والمأثورات الشعبية بوصفه الطريق الواعد للفهم واإلدراك األعمق

.للنفس البشرية

والمكان وجدانيا وقدريا، على الرغم من أن هذه األماكن ليستفردية، وال تجارب شخصية، بل لها بعد جماعي طقوسي.

-- vلvزw vيبy ومxن ب xى ح xرw wكv مvنw ذvك xب يقول امرؤ القيس: قvفxا نvلxمwوxحxف vالد|خ}ول xنw xي {وxى ب قwطv الل vسv 5ب

xعwف} xمw ي }وwضvحx فxالمvـــــــقwراةv ل فxتvــــألwم xوش yوب{ ن xج wـــــنvا مxهw xسxجـــــَـت vمxا ن م}ـــــــها -- ل wس xر

6

وwفــــــــَـىيقول زهير بن أبي سلمى : x }م{ أ xة� أ دvمwــــــن

v ــــــم ـ| xل xك ـــــــمw ت xـ اِجv -- ل ــــــــة الد�ر| xـ ــــوwمــــــــان xحvف

v ــــــــم ـ| xثــــَـل wم}ت فxالxهــــــــَـا wنv وxدار� ل قwمxتـــــــــَـي vالر| |هxا --ب ن

x xأ كy في ـــــــم wشxع} وvراجxمv ـــرv مvعwصxـــــم vواشx ن

xل}وح} xهwمxدv -- ت قxةv ث wر{ vب xطwالل� ب xةx أ وwل xخv يقول طرفة بن العبد: لvدx v فvي ظxاهvرv الي م wشxي الوvاقx xب ك

xم هxل v -- أ د|م xرx اء} مvن م}ت xرxع ويقول عنترة: هxل غxادxرx الش�xوxه�مv؟ فتx الد|ارx بعدx ت xرxع

من هنا نجد مصطفى ناصف يؤكد على أسطورية األطالل ضمن رؤيته المنهجية أو األنطربولوجية التي تتجاوز التحليل

النفسي إلى سيكولوجيا الالشعور الجمعي، فالطلل في الشعر الجاهلي مرتبط بمجموعة من الرموز األخرى، كالضعائن،

والوشم، والكتابة، والطير، والنخيل...، إنه األم الولود التي ال ينضب خصبها، فال يمكن فهم الظاهرة وتفسيرها أسطوريا إال بربطها بهذه الرموز التي ال تنفك أن تكون دعما لفكرة الوعي

الجماعي المتصل لدى شعراء شبه الجزيرة العربية. فهل الطلل الوحيد المعبر عن أسطورية الشعر الجاهلي؟

الدخول (.بسقط اللوى: اسم المكان ) وهو مكان بوسط الجزيره العربيه - 5كذلك أسماء أماكن مجاوره لهذا المكان. فحومل:

: لم يذهب أثرها إذا غطتها إحدى الريحين بالتراب - 6 راة| ـــــــق{ الم| ح� ف� ت�و{ض| ف�كشفت األخرى التراب عنها.