سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

50
ادة ي سدول ال ي ف ل ظ ولات ح ت ن ي واز م وة ق ل ا ي ف ام ظ ن ل ا ي ل الدو ن س ح د. عة اف ن اد ي س2 ا س ي2 ئ وز م س ق وم ل ع ل ا ة ي س ا ي س ل ا ة ي ل ك صاد? ن قلا ا وم ل ع ل وا ة ي س ا ي س ل ا عة امA ج رة ه ا ق ل ا1 ة: ات ي ل كاJ شL م وا و ه ف م ل ا ن عومRRRR ه ف م ادة يRRRR س ل ا" " ي ن و ن ا RRRR قRRRR يRRRR س ا ي س طA ن ت از ودA RRRR ج وA ن ةRRRR دول ال ة RRRR ي م و ق ل ا ةJ RRRR ي ت حد ل ا حA بRRRR ص وا جد2 ا م ه2 اهاRRR ص2 ئ صا خ ها تماRRR س و ن جي . و ة يRRR س ي2 ئ ر ل ا فRRR ص و ن ةRRR دول ال ها ت2 اA ن ان RRR ي ك عّ ت م ت ت ادة يRRR س ل اA نودRRR ص ق م ل ا ق ان ةRRدول ال ي ه م ي ظ ت ل ا يRR س ا ي س ل ا ي عاRR م تA حلا وا ي دRR ال قRR ح ت لةدةRR وج دون رة ي RR غ ن2 ا ر ك ت ح ت دوات2 ا1

Transcript of سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

Page 1: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

موازين تحوالت ظل في الدول سيادة

القوة

الدولي النظام في

نافعة د. حسن

السياسية العلوم قسم ورئيس أستاذ

القاهرة جامعة ـ السياسية والعلوم االقتصاد كلية

ـ عن المفهوم وإشكالياته:1

الدولـة بوجـود ارتبـط سياسـي ــ قـانوني "السيادة" مفهـوم

وســـماتها خصائصـــها أهم أحـــد واصـــبح الحديثـــة القوميـــة

ع كيــان بأنهــا الدولــة توصــف الرئيسية. وحين Hبالســيادة يتمتــ

ــود ــة ان فالمقص ــي التنظيم هي الدول ــاعي السياس واالجتم

الــتي القــوة أدوات يحتكــر أن غــيره دون وحــده لــه يحق الذي

ســلطته لفــرض واإلكــراه، القمع أدوات ذلك في بما يحتاجها،

ــذي اإلقليم مجمــل على وعلى السياســية، حــدوده يشــكل ال

الدولة تمتع أن ذلك اإلقليم. معنى هذا يقطنون الذين األفراد

ــة القوة ألدوات احتكارها يبرر الذي هو السيادة بخاصية الالزم

على المختلفـــة وأدوارهـــا بوظائفهـــا القيـــام من لتمكينهـــا

حيويــة وأدوار وظــائف وهي والخــارجي، الــداخلي الصــعيدين

ــة ــة وغــير للغاي ــرغم على لالخــتزال قابل مضــمونها أن من ال

التطـور لمواكبـة والتحـول التغـير تقبـل بهـا القيام وأساليب

1

Page 2: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

وحــدها هي الدوليــة. فالدولــة العالقـات طبيعــة في المستمر

وتحقيـق بهـا االلـتزام وفـرض القـوانين سـن عن المسـؤولة

ــام األمن ــ ــتقرار والنظ ــ ــداخل، في واالس ــ ــدها وهي ال ــ وح

وحمايــة الــوطن عن الدفاع عن نفسه، الوقت في المسؤولة،

واألطماع القوى مواجهة في اإلقليمي وتكامله وسالمته أمنه

الخارجية.

اإلرادة، وحريـة اسـتقالل بمفهـوم السـيادة مفهـوم ويرتبـط

الدولـة لتمكين الزمـا شـرطا السياسـي االستقالل يعد ولذلك

ــة من ــاهر ممارسـ ــيادتها مظـ ــعيدين على سـ ــداخلي الصـ الـ

الــتي السياسية السلطة في يفترض أخرى والخارجي. بعبارة

تكــون أن باسمها السيادة مظاهر وتمارس الدولة إرادة تجسد

إرادتهــا فــرض من يمكHنهــا وضــع وفي وموحــدة مســتقلة

وأن الخــارج، في واحترامهـا وهيبتهـا الــداخل في وسيطرتها

األخــرى. الــدول مــع وتكــافؤ بنديــة التعامــل على قادرة تكون

ــتقاللها. من تفقد ما بقدر سيادتها من الدولة تفقد ولذلك اس

المباشــر واالســتعمار األجنــبي لالحتالل تخضــع الــتي فالدول

ــد ــتقاللها، تفق ــالي اس ــيادتها، وبالت ــد س ــة. وق ــهدت كلي ش

ــة، العالقــات ــاريخي، تطورهــا مراحــل عــبر الدولي نمــاذج الت

لالحتالل خضــوعها بســبب الســيادة"، "فاقــدة لــدول مختلفــة

لنظم خضــوعها بســبب الســيادة"، "ناقصــة ولــدول المباشــر،

ــة ــة دولي ــة خاص ــداب أو كالحماي ــاية أو االنت ــة أو الوص التبعي

السياسية.

الكشــوف مــع بــدأت والــتي االســتعماري، المــد حركــة وكانت

عشــر، التاســع القرن خالل ذروتها ووصلت الكبرى الجغرافية

2

Page 3: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

المســـرح على المســـتقلة الـــدول عـــدد تقلص الى أدت قـــد

االســتعمارية الــدول من صــغيرة حفنة تمكنت أن بعد الدولي،

حركــة أن العــالم. غــير على ســيطرتها أحكــام من األوروبيــة

خالل ذروتهــا وصــلت والــتي الوطني، التحرر هي لها مناهضة

وتمكنت عــادت العشــرين، القــرن من والستينات الخمسينات

ــادة إلى بالتالي وأدت المختل الوضع هذا تصحيح من ــة زي هائل

ــدول عــدد في ــع اســتعادت أن بعــد المســتقلة ال ــدول جمي ال

ــدة" أو ــيادة "فاق ــة" الس ــعها "ناقص ــبيعي لوض كــدول الط

نــادرة حــاالت ســوى هنــاك يعد لم سيادة. وهكذا ذات مستقلة

المحميــة أو المســتعمjرة بالــدول قانونيا، وصفها، يمكن لدول

أو االنتــداب لنظــام خاضــعة دول هنــاك تعــد لم كما التابعة، أو

اآلن تعيش تقريبــا العــالم شــعوب جميــع الوصــاية. وأصــبحت

من وتتمتــع، الــدول تســمى مســتقلة سياســية وحــدات داخل

ــعيدين على الكاملة بالسيادة األقل، على الشكلية الناحية الص

والخارجي. الداخلي

يتوقــف لم فقهي لجــدل موضــوعا الســيادة مفهــوم ظل وقد

في أوروبـا في القوميـة الدولـة ظـاهرة نشأة منذ الواقع في

ظهــور أعقــاب اآلن. ففي وحتى عشر السابع القرن منتصف

الوليــد الشــكل هــذا لحماية ملحة الحاجة بدت القومية، الدولة

نحــو الفقهــاء معظم مــال ولــذا اإلنساني، التجمع أشكال من

الســيادة أن فــاعتبروا الســيادة، مفهوم في والتوسع التشدد

المطلــق بمعناهــا تكــون. والســيادة ال أو مطلقــة تكون أن إما

يصبح وأن أعلى، سياسية سلطة ألي الدولة خضوع عدم تعني

تســمح ال وأن لهــا، صــالحا تراه ما بنفسها تقرر أن بمقدورها

3

Page 4: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

تكــون وأن الخاصــة، شــؤونها في بالتــدخل كان من كائنا ألحد

ــة مطلقــة ــار في الحري واالقتصــادية السياســية نظمهــا اختي

من مناســبا تــراه مــا اختيــار وفي الــداخل، في واالجتماعيــة،

ــا ذلك في بما الخارج، في مصالحها، لتحقيق وسائل في حقه

القوة. استخدام

هذه جسد من أبرز من هوبز البريطاني الفيلسوف كان وربما

الدولــة، طبيعــة بين نوعي اختالف بوجود بررها والتي الرؤية،

ــة، مجتمــع وبين كمجتمــع، ــدول. فالدول ــه، في ال مجتمــع رأي

لســلطة أفــراده ويخضع العام والنظام القانون يسوده منظم

هــذا وفــرض تحديــد بصــالحية لهــا يعــترفون موحــدة سياســية

وحدات من الدول" فتتكون "جماعة أما النظام، وذلك القانون

ويحكمهــا الفوضــى، حالــة اي الطبيعــة"، "حالة تعيش تزال ما

وليس وحــدها القــوة مفهــوم على يقــوم الــذي الغــاب قانون

وربمــا تخضــع، ال وحدات فهي وبالتالي القانون، مفهوم على

منها. أعلى سياسية سلطة ألي بطبيعتها، الخضوع تقبل ال

الحــروب عن نجمت الــتي الكــبرى اإلنســانية المآســي أن غير

وتطــور ناحيــة، من المنازعات، لحل كوسيلة القوة واستخدام

ــات ــاد عالق ــادل االعتم ــدول، بين المتب ــة من ال ــرى، ناحي أخ

ــاع رســخت بــل وباســتحالة، الســيادة مفهــوم بنســبية االقتن

الواقـع. ارض على مطلقـة سـيادة بوجـود االدعـاء وبخطورة،

الدول، بين العالقات لتنظيم أداة جوهرها، في هي، فالسيادة

اآلخــرين. على المنفــردة اإلرادة لفــرض مكتسبا حقا وليست

مفهــوم بين تنــاقض أي إزالة الممكن من يصبح المعنى وبهذا

العــام الــدولي القــانون بقواعــد االلــتزام ومتطلبــات السيادة

4

Page 5: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

مؤسســية وإجــراءات أطــر خالل من الدوليــة العالقات وإدارة

الدول. بين العالقات لتنظيم عنها غنى ال اصبح

حيث من ســواء بالضــرورة، يرتبــط، الســيادة مفهوم كان وإذا

ــكل ــمون، حيث من أو الشـ ــليم المضـ ــدول، بتسـ ــا الـ كبيرهـ

ــغيرها، ــدد وص ــادئ من بع ــد أو المب ــة القواع ــة العام الحاكم

ومبــدأ المســاواة مبــدأ مقــدمتها وفي بينهــا، ما في للعالقات

المبادئ هذه فإن لآلخرين، الداخلية الشؤون في التدخل عدم

مفهوم بوضع يتعلق ما في اإلشكاليات من العديد تثير نفسها

ــيادة ــع الس ــاإلقرار موض ــبيق. ف ــدإ التط ــيادة بمب ــدول، س ال

القــانون أشــخاص من كشــخص للتصــرف بأهليتهــا وبالتــالي

المســاواة بمبــدإ التسليم ضرورة تلقائيا، يرتب العام، الدولي

عن بــالكف الجميــع الــتزام ضــرورة وبالتــالي بينها، القانونية

المساواة هذه ألن للغير. ونظرا الداخلية الشؤون في التدخل

حيث الواقــع، ارض على فعليــة مســاواة تقابلهــا ال القانونيــة

قـدرتها وبالتـالي الـدول، وقـوة وأوزان أحجـام كثـيرا تختلف

هــذه فــإن الدولية، التفاعالت مجمل على الفعلي التأثير على

الــدول بين العالقــات تنظيم في كبرى إشكالية تثير المفارقة

هـو والــذي الــداخلي، الشـأن بين فاصـلة خطـوط وضـع وفي

والــذي الخــارجي، والشــأن وحــدها، المعنيــة الدولة مسؤولية

ككل. الدولي المجتمع مسؤولية يكون أن يتعيHن، أو يفترض،

في واألقــوى األكــبر الــدول جانب من طبيعي ميل يوجد وألنه

واألضــعف، األصغر الدول شؤون في للتدخل الدولي المجتمع

في واألقــوى األكــبر الــدول جــانب من طبيعي نفور يوجد كما

على واألضــعف األصــغر الــدول مــع للتعامــل الدولي المجتمع

5

Page 6: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

أن أيضــا الطــبيعي من كان فقد والمساواة، الندية من أساس

ــه ــاوالت تواج ــة المح ــات لتنظيم الرامي ــة العالق وفــق الدولي

القــول بالغــة. ويمكن صــعوبات السيادة في المساواة قاعدة

للتطــبيق قابلــة كــأداة أو كمفهــوم الســيادة، فكــرة تطــور ان

رئيسيين: بعاملين تأثر الدولية، العالقات نسيج داخل عمليا

ــة وموقــع األول: ثقــل ــة، العالقــات في كفاعــل الدول الدولي

يزاحمــون بــدءوا الــذين اآلخــرين الــدوليين بالفاعلين مقارنة

الحكوميــة، وغــير الحكوميــة الدوليــة مثــل: المنظمــات الدول

الجنسية.. الخ. متعدية والشركات

ــوازين ــاني: م ــة الســائدة القــوى الث النظــام وهيكــل وطبيع

التاريخيــة المراحــل في المــوازين هــذه تفــرزه الــذي الدولي

الدولية. العالقات لتطور المختلفة

الدولي: القانون موقف ـ2

تحــدد الــتي الرئيســية الوثيقــة هــو المتحدة األمم ميثاق يعتبر

ــف وتعكس ــانون موق ــدولي الق ــاهيم من ال ــايا المف والقض

الدول. ويمكن سيادة وقضية مفهوم ومنها الرئيسية، الدولية

والقانونيــة الفلســفية البنية أن تجاوز، أو مبالغة دون القول،

الســيادة بمفهــوم االعــتراف مجرد على ترتكز ال الوثيقة لهذه

كمبــدإ وتدعيمــه تكريســه نفســه الــوقت في تحــاول ولكنهــا

ــدولي للتنظيم وكأســاس ــار ال ــد وكمعي ــدول حقــوق لتحدي ال

من الثانيـة المـادة من األولى الفقـرة نصـت وواجباتها. فقـد

في المســاواة مبــدإ على المتحــدة األمم "قيــام على الميثــاق

المســـاواة هنـــا �األعضـــاء. والمقصـــود جميـــع بين الســـيادة

6

Page 7: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ــل والواجبات. ويعكس الحقوق في القانونية التنظيمي الهيك

واإلجـــراءات القواعـــد معظم تعكس كمـــا المتحـــدة، لألمم

األمم حــرص مدى وواجباتها الدول لحقوق المحددة األساسية

التطــبيق. موضــع األساســي المبــدإ هــذا وضــع على المتحــدة

ــع ــدول فجمي ــاء ال ــدة األمم في األعض ــاوون المتح في متس

ــوق ــات، الحقـ ــدمتها وفي والواجبـ ــوق مقـ ــاركة حقـ المشـ

دولــة لكــل أن لقاعــدة وفقــا المنظمــة أعمال في والتصويت

واحد. صوت

بين نفســه، الــوقت في الميثاق، يوائم أن تعين فقد ذلك ومع

القانونيــة المســاواة ضــرورة من الســيادة، حقــوق تفرضه ما

تفرضــه مـــا وبين وصــغيرها، كبيرهــا األعضــاء الـــدول بين

اعبــاء الكــبرى الــدول تحمــل ضــرورة من الفاعلية، مقتضيات

ــدورها يتعلق ما في خاصة ومسؤوليات على المحافظــة في ب

في تتمتــع بــأن الــدول هذه ومطالبتها الدولي، واألمن السلم

االعتبــارات اقتضــت موازيــة. فقــد ومزايا بحقوق ذلك مقابل

الســلم حفــظ مجــال في المتحــدة األمم دور بتفعيــل الخاصة

دول خمس منح األمم، عصــبة بــدور مقارنــة الدوليين، واألمن

ــبرى ــدها تم ك ــم تحدي ــد باالس ــة مقاع األمن مجلس في دائم

ــاء الدول بقية بها تتمتع ال تصويتية ومزايا المجلس في األعض

الفيتو(. )حق

في المســاواة بمبدإ االعتراف بمجرد يكتف لم الميثاق ان غير

نفســه، الــوقت في حــاول، ولكنه األعضاء الدول بين السيادة

للــدول الداخلية الشؤون في التدخل بتحريم المبدإ هذا تدعيم

ــانب من حــتى األعضــاء، ــدة األمم ج نصــت نفســها. إذ المتح

7

Page 8: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

هــذا في أنــه: "ليس على الثانيــة المــادة من الســابعة الفقرة

الــتي الشــؤون في التــدخل المتحــدة لألمم يســوغ ما الميثاق

مــا فيــه وليس مــا، لدولة الداخلي االختصاص صميم من تعتبر

أجهــزة على الشــؤون هــذه تطــرح بــأن األعضاء للدول يسمح

ــدة األمم ــا المتح ــير بمقتضــى لمعالجته ــاق". غ نص ان الميث

حين المطلــق التحــريم هــذا على قيــدا وضــع نفســها الفقــرة

في التــدخل )عدم المبدإ بهذا التسليم الفور: "أن على اضاف

الــواردة الــردع تــدابير تطبيق دون يحول الداخلية( ال الشؤون

الــدفع يجــوز ال أنه ذلك الميثاق. معنى من السابع الفصل في

األعضــاء للــدول الداخليــة الشــؤون في التــدخل حظــر بمبــدإ

الزمــة تــدابير من يــراه ما اتخاذ في األمن مجلس حرية لتقييد

ــة ــلم على للمحافظـ ــدوليين، واألمن السـ ــا الـ تلـــك خصوصـ

بمــوجب لــه المخولة القمع أو المنع أو الردع بأعمال المتعلقة

لم المتحــدة األمم ميثــاق أن الميثاق. غــير من السابع الفصل

ــا يتضــمن ــتي للمســائل حصــرا أو تعريف ــدخل ال إطــار في ت

للدول. الداخلي االختصاص

نصــا تضــمن قــد كــان األمم عصــبة عهــد ان الى اإلشارة تجدر

المحكمـة تتمكن ولم تفسـيره، حـول الفقهـاء اختلف مشابها

عنــدما حولــه المثــار الجــدل حســم من الــدولي للعدل الدائمة

عــام فــبراير7 يــوم الصــادر االستشاري رأيها في له تعرضت

فرنسـا بين الجنسـية منح إجـراءات بموضـوع والخـاص1933

ــد التي األمور أن يفيد ما الرأي هذا في ورد والمغرب. فقد تع

القانون قواعد تنظمها ال للدول الداخلي االختصاص قبيل من

8

Page 9: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

تطــور درجــة على يتوقف نسبيا تفسيرا وتفسر العام الدولي

الدولية. العالقات

الشــأن حــدود قضــية من الفقهــاء موقــف أن المعــروف ومن

لكــل أن يعتــبر من بيHنا. فهنــاك اختالفا يختلف للدول الداخلي

)نظريــة يخصــها داخليــا شــأنا تعتــبره ما تحديد في الحق دولة

ــاص ــاص(، اختص ــاك االختص ــاول من وهن ــييق يح ــاق تض نط

الشأن هذا في للدول المنفردة للسلطة الممنوحة الصالحيات

باســم تتحــدث التي للمؤسسات الموكولة الصالحيات لحساب

بالمحافظــة المعنيــة المؤسســات وخصوصا الدولي، المجتمع

أن إلى اإلشــارة تجــدر األمن. كمــا مجلس مثــل الســلم، على

على المتحــدة األمم وصــالحيات اختصاصات يقصر لم الميثاق

هــذه نطــاق مــد وإنمــا فقــط واألمنيــة السياســية المجــاالت

األخــرى المجــاالت كافــة لتشــمل واالختصاصــات الصــالحيات

التي المجاالت ذلك في بما والثقافية واالجتماعية االقتصادية

للــدول، الــداخلي االختصــاص صــميم من تقليديا، تعتبر، كانت

اإلنسان. حقوق قضايا مثل

اســتقالل على تحافــظ مالئمة، دولية بيئة الميثاق يوفر ولكي

ــدول ــدأ وتحــترم وســيادتها ال ــدخل عــدم مب شــؤونها في الت

الدول كافة تلزم معاونة أخرى وقواعد مبادئ تضمن الداخلية،

ــاللجوء األعضــاء اســتخدام وتحــريم الســلمية الوســائل إلى ب

وتنفيــذ الدوليــة المنازعــات لحل كوسيلة بها التهديد أو القوة

نية.. الخ. بحسن التزاماتها

9

Page 10: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

الـدولي القـانون لموقـف المـوجز االستعراض هذا من نخلص

بالســيادة االعــتراف هــو األصــل أن إلى القضــية هــذه من

الدوليــة. ويــرتب العالقــات لتنظيم ضــرورية وكــأداة كمفهوم

في الــدول بصـالحيات صـريحا اعترافـا تلقائيــا، الموقف، هذا

اآلخــرين، امتنــاع ووجــوب الداخلية لشؤونها المنفردة اإلدارة

ال االعــتراف هــذا الشؤون. لكن هذه في التدخل عن كانوا، أيا

محكــوم هــو وإنما الداخلية الشؤون في الدول يد إطالق يعني

هـذه بــإدارة الــدول الــتزام تضـمن وشــروط بضـوابط ومقيــد

ــة الشــؤون ــارض ال بطريق ــع تتع ــا م ومســؤولياتها التزاماته

المؤسســات والتزامــات ومسؤولية بحقوق تمس وال الدولية،

ــة، ــا يتصــرف حين األمن مجلس وخاصــة الدولي للفصــل وفق

تــرتب إذا إنــه القــول يمكن أخــرى الميثاق. بعبارة من السابع

في التــدخل عــدم وبمبــدإ الداخلي باالختصاص االعتراف على

الدوليــة المؤسســات بقدرة اإلخالل احتمال الداخلية الشؤون

ــام على ــا القي ــع لصــالح بواجباته ــدولي المجتم ــه ال يجب فإن

كفــة على الدولية للمؤسسات المخولة الصالحيات كفة ترجيح

الحالة. هذه في للدول المخولة الصالحيات

ــدة عوامــل ســاعدت وقــد ــرجيح على الواقــع في عدي كفــة ت

لصــالح للــدول الــداخلي االختصــاص بتقييــد المطــالب االتجاه

ــة المؤسســات اختصاصــات في التوســع هــذه وتمكين الدولي

ــيرة ــثر إدارة من األخ ــة أك ــؤون فاعلي ــالح لش ــع ومص المجتم

: العوامل هذه ككل. من الدولي

10

Page 11: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ومــا داخلي شــأن هــو ما بين الفاصلة الخطوط وضوح عدم ـ1

مما الدولي، القانون في وقاطعا كامال وضوحا دولي شأن هو

المتعارضة. وربما المختلفة للتفسيرات واسعا مجاال أتاح

اإلنســانية والمجتمعات الدول بين المصالح وتشابك تداخل ـ2

العالقــات تطــور نتيجــة بينهــا المتبادل االعتماد درجة وتعاظم

العلميـــة الثـــورات تـــأثير تحت المجـــاالت جميـــع في بينهـــا

ــة ــة، والتكنولوجي ــا المتعاقب الفصــل صــعوبة من ضــاعف مم

الخارج". الداخل" و"شؤون "شؤون بين القاطع

بســبب الدوليــة العالقــات في للــدول التقليدي الدور تآكل ـ3

الدولية، المنظمات مثل آخرين دوليين فاعلين ومزاحمة بروز

الجنســية متعديــة والشــركات الحكوميــة، وغــير الحكوميــة

ــا، ــا وغيره ــاعد مم ــور على س ــبكات ظه ــط ش ــدة وخرائ جدي

خريطــة مــع بالضرورة تتطابق ال الدولية والمصالح للتفاعالت

القومية. الدول أساس على للعالم السياسي التقسيم

تحــريم وبمبــدإ بســيادتها الدول تتعلل أن مقبوال يعد لم ولهذا

في عــادة يحــدث كــان مثلمــا الداخليــة، شــؤونها في التــدخل

ــي، ــة الماضـ ــات تمكين دون للحيلولـ ــة المؤسسـ من الدوليـ

بمسؤولياتها. االضطالع

صــالحيات ومنحهــا الدوليــة المؤسســات كفــة تــرجيح أن غــير

داخليــا، شــأنا تقليــديا يعتــبر كــان مــا بعض في للتدخل جديدة

تقضي دقيقة ضوابط وضع الحقا، سنشير وكما بدوره، تطلب

ناحيــة، من الممكنــة، الحــدود أضــيق في التدخل هذا يكون أن

عليــا مصــالح تحقيــق في الصــادقة بالرغبة مدفوعا يكون وأن

11

Page 12: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

غطــاء مجــرد وليس ككــل، الــدولي بــالمجتمع تتعلــق مؤكــدة

ضيقة. أو خاصة دولية لمصالح

الثنائية: القطبية ظل في الدول سيادة ـ3

من تضـمنه بمـا المتحـدة، األمم ميثـاق إبـرام أن في جـدال ال

حــيز دخولــه ثم ومتكاملــة، عديــدة وضــوابط وقواعــد مبــادئ

خطوة شكل عليه، الموقعة الدول تصديق بعد الفعلي، التنفيذ

الدوليــة العالقــات نقــل محاولــة طريق على األمام إلى هائلة

األثــير للتعبــير وفقا المجتمع"، "حالة الطبيعة" إلى "حالة من

لضــمان بــذاتها كافيــة تكن لم الخطوة هذه أن هوبز. غير لدى

ــة ــترام وكفال ــادئ اح ــد المب ــوص والقواع ــا المنص في عليه

ومنــع الدول وسيادة باستقالل منها يتعلق ما وخاصة الميثاق،

تــوافر على ذلــك توقــف الداخليــة. فقــد شــؤونها في التدخل

ــاملين ــافيين ع ــاملين إض ــترابطين، متك ــل األول: أن وم تعم

ــدول ــذي النهج وفــق نفســها تلقــاء من ال ــاق، حــدده ال الميث

ــة، المؤسسات تصبح والثاني: أن مجلس رأســها وعلى الدولي

هـذا وفـق بالسـير الـدول بـإلزام لهـا يسـمح وضع في األمن،

الخــروج على يجــرؤ من بكــل المالئم العقــاب وبــإنزال النهج،

واإلرادي الــذاتي االلــتزام على التعويــل فــإن عليه. ولألســف

هــو األخــرى للــدول الداخلية الشؤون في التدخل بعدم للدول

وتجـارب خـبرة مـع يسـتقيم وال مثاليتـه في مغرقـا يبـدو أمر

وبالــذات المتحــدة، األمم في اآلمــال تركــزت ولذلك الماضي،

أن تــبين انــه الضــمانات. غــير تلــك لتوفــير األمن، مجلس في

الثانيــة العالميــة الحــرب أعقــاب في ساد الذي الدولي المناخ

12

Page 13: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

لقيـــام الظـــروف أفضـــل تهيئـــة على يســـاعد لم مباشـــرة

فاعلة. دولية مؤسسات

المتحدة األمم منظومة أفرز الذي االستثنائي الدولي فالوضع

أحــدهما تمكن دولــيين تحــالفين بين حاد بصراع اتسم قد كان

ــار من ــر على االنتص ــذا اآلخ ــحقه. وهك ــبح وس ــالف اص التح

التحــالف اســتبعاد المتحــدة" وتم "األمم نفســه هــو المنتصــر

آخــر. ولم إشــعار حــتى الوليدة الدولية المنظمة من المهزوم

ــالف يكن ــر التح ــه المنتص ــكل نفس ــدوره يش ــة ب ــدة كتل واح

ينقســم كــان ولكنــه المتحــدة"، "األمم إنشــاء عنــد متجانســة

واألهداف: مجموعة المصالح مختلفتي مجموعتين إلى بدوره

النصــر تحقيــق في األكــبر العبء تحملت الــتي الكــبرى الدول

)الســـابق( الســـوفياتي واالتحـــاد المتحـــدة وهي: الواليـــات

ــة ــدة، والمملك ــا المتح ــا ومعهم ــين فرنس ــا، والص وهي أيض

النظــام في متمــيز بوضــع لهــا االعــتراف تم الــتي المجموعة

حــق وعلى دائمــة عضــوية على الحصــول من مكنهــا الــدولي

ــتراض ــو" في االعـ الـــدول ومجموعـــة األمن، مجلس "الفيتـ

تســلم أن ســوى آخــر خيــار من أمامهــا يكن لم الــتي األخــرى

تقبـــل وان المنتصـــرة الكـــبرى للـــدول الممنوحـــة بالمزايـــا

الــتي والشــعوب الــدول مضــض. أمــا على الجديــدة باألوضــاع

نشــأتها عنــد الوليدة الدولية المنظمة أسوار خارج تقف كانت

شــملت وإنما "المهزومة" وحدها الدول على قاصرة تكن فلم

لالســتعمار خاضــعة تــزال مــا كــانت الــتي البلــدان كافــة أيضا

الالتينية. وأمريكا وإفريقيا آسيا في وخاصة الغربي

13

Page 14: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

في المتحــدة األمم صــنعت الــتي والتطلعــات األحالم أن غــير

سرعان السيولة من بحالة فيها يمر الدولي النظام كان لحظة

النظــام افرزهــا الــتي الفعليــة القــوى بمــوازين اصطدمت ما

ــدولي ــد ال ــذي الجدي ــة الحــرب أعقــاب في اســتقر ال العالمي

وهـو عامـا، خمسـين من يقـرب لمـا ذلـك بعد واستمر الثانية،

الكــبرى الــدول تحــالف تصــدع الثنائيــة. فقــد القطبيــة نظــام

ــرة ــرب، في المنتصـ ــم الحـ ــدوره وانقسـ ــكرين إلى بـ معسـ

ــديولوجيين ــارعين إي ــعى متص ــل يس ــا ك ــة منهم على للهيمن

وردود التفــاعالت من سلســلة االنقســام هــذا العــالم. وآثــار

عليها االتفاق تم قد كان التي اللعبة قواعد من غيرت األفعال

تغـير القطبيـة ثنـائي الـدولي النظـام ظل الميثاق. وفي في

االســتعمار مفهــوم إلى النظــرة تغــيرت "العدو" كمــا مفهوم

بين النفــوذ على للصــراع محال نفســها المســتعمرات لتصــبح

العظميين. القطبين

ــدولي النظام هيكل في التحول هذا أن في جدال وال ــانت ال ك

الهائلــة انعكاســاته لــه كــانت كما واإليجابية السلبية جوانبه له

اســـتقالل على المحافظـــة على المتحـــدة األمم قـــدرة على

شؤون في الكبرى الدول تدخل دون والحيلولة الدول وسيادة

انعقــاد قبــل تم قــد كــان التحــول هذا أن الصغرى. ولو الدول

"منظمــة قــامت لما مباشرة بعده أو فرانسيسكو سان مؤتمر

مختلفــة وأســس قواعــد على لقامت أو المتحدة" أصال، األمم

اتجــاهين في التحــول هــذا دفــع فقــد حــال أي تمامــا. وعلى

المحافظــة على المتحدة األمم بقدرة يتعلق ما في متناقضين

ــيادة على ــدول س ــع ال ــدخل ومن ــؤونها في الت ــة. ش الداخلي

14

Page 15: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

األمن نظـــام شـــلل إلى ناحيـــة، من أدت، البـــاردة فـــالحرب

حركــة شــراع في الرياح ضخ إلى أخرى، ناحية ومن الجماعي،

األمم أمــام العالميــة طريــق فتحت وبالتــالي الوطــني التحرر

ــدة ــد المتح ــانت أن بع ــرب ك ــا إلى أق ــة كونه ــدول منظم لل

الثانية. العالمية الحرب في والمنتصرة المتحالفة

الجماعي: األمن نظام أوال: شلل

نظامــا وضع قد اإلشارة، سبقت كما لمتحدة، األمم ميثاق كان

الجــزء أمن أن فكــرة على يقوم الدولي لألمن ومتكامال دقيقا

هــذا على يتعين ثم ومن الكــل، بــأمن عضــويا ارتباطــا يرتبــط

ألي مجتمعــا، يتصــدى، المتحــدة( أن األمم في )ممثال الكــل

هــذا عضــو. وتضــمن دولــة أي لــه تتعــرض قد تهديد أو عدوان

محددة: وآليات عناصر ثالث النظام

بهــا تلــتزم أن يتعين وموحــدة عامــة ســلوك وقواعد مبادئ ـ1

الدولية. العالقات في وصغيرها، الدول: كبيرها كافة

فــرض وســلطة الــدول ســلوك مراقبــة صالحية يملك جهاز ـ2

الخــارجين على عســكري، بعمــل القيــام فيهــا بمــا الجزاءات،

األمن(. )مجلس الدولية الشرعية قواعد على

ــا تســتهدف التي المكملة واآلليات األجهزة من مجموعة ـ3 إم

و/أو الســلمية بــالطرق خالفاتهــا تســوية على الدول مساعدة

القيـــام من األمن مجلس بتمكين الكفيلـــة الوســـائل تهيئـــة

بوظائفه.

15

Page 16: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

تشــغيله، عن ناهيــك النظــام، هــذا مقومــات استكمال أن غير

ــبح ما وهو العضوية، دائمة الدول وإجماع راء توافق تطلب اص

الحــرب في المنتصــر التحــالف انقســام بســبب تمامــا متعذرا

البـــاردة الحـــرب معســـكرين. وخلقت إلى الثانيـــة العالميـــة

ــاعا ــ ــات إلى أدت أوض ــ ــيرة انعكاس ــ ــام على خط ــ األمن نظ

لجنــة ألن نفســه، النظام آليات استكمال تعذر الجماعي. فقد

معــاون ( كجهاز47 المادة في عليها )المنصوص الحرب أركان

االتفــاق من تتمكن العســكرية( لم األمــور في األمن لمجلس

يمكن دولي جيش بتشــكيل )والخاصــة43 المــادة وضــع على

التنفيــذ. الضــرورة( موضــع عنــد يســتخدمه أن األمن لمجلس

وحرمــان نفســها األركــان لجنــة تجميــد إلى بــدوره ذلك وأدى

في لتعاونــه صــممت الــتي العســكرية األداة من األمن مجلس

الحــرب أدت فقــد أخــرى، ناحيــة ردعــه. من أو العــدوان قمــع

دائمة الدول إسراف إلى المتصارعين المعسكرين بين الباردة

اســتخدامه )الفيتــو( والى النقض حــق استخدام في العضوية

مجلس عمــل عرقــل ممــا لــه، شــرعت التي األغراض غير في

نظــام أن القــول يمكن أحيانا. ولــذلك الشلل درجة إلى األمن

حياتـه طـوال فعـاش النمـو، مكتمـل غـير ولد الجماعي األمن

مشوها.

الغــربي، المعســكر دول وخاصــة الكــبرى، الــدول بدأت وهكذا

المنصوص النظام خارج أمنها لحماية أخرى ترتيبات عن تبحث

األطلنطي شمال حلف في ضالتها ووجدت الميثاق، في عليه

عمــا النظــر (. وبصــرف1955) وارســو حلــف في ( ثم1949)

نص الى اســتنادا األحالف هــذه قيــام شــرعية عن وقتهــا قيل

16

Page 17: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

الـــدفاع تجـــيز الـــتي المتحـــدة األمم ميثـــاق من51 المـــادة

خطــيرا ســلبيا تــأثيرا اثــر قيامهــا أن إال النفس، عن الجماعي

النفــوذ" محــل "منــاطق نظــام حــل المتحدة. فقد األمم على

وهــو الميثــاق، في عليــه الجمــاعي" المنصــوص "األمن نظام

الجمــاعي األمن نظــام أن الواقــع. ذلــك في لــه نقيض نظــام

مســؤولية الكــل على ويــرتب واحــدة ككتلــة الكون مع يتعامل

ــام الجزء. أما على عدوان من يقع قد ما لمواجهة تضامنية نظ

منهــا كــل يطلب أجــزاء إلى العــالم فيقســم النفــوذ منــاطق

بالفعل. حدث ما هو عظمى. وهذا لقوة المنفردة الحماية

المنفــرد الســوفياتي للنفــوذ الشــرقية أوروبــا خضــعت فقــد

ــر: الداخلية شؤونها في المتكرر لتدخله مرتعا وأصبحت )المج

الغربيــة أوروبــا خضعت .. الخ(. كما68تشيكوسلوفاكيا: ،56

في المنفــرد المتحــدة الواليــات وتــدخل لنفــوذ واألمريكــتين

دور إن القــول يمكن الســياق هــذا الداخليــة. وفي شــؤونهما

ــيادة استقالل على المحافظة في المتحدة األمم وفاعلية وس

الــدول شــؤون في التدخل من الكبرى الدول منع وفي الدول

ــة باختالف الباردة الحرب مرحلة في اختلف قد الصغرى طبيع

ــيز يمكن والتي المرحلة، تلك خالل اندلعت التي األزمات التمي

: منها أنماط ثالثة بين

إلحــدى المباشــر النفوذ منطقة داخل اندلعت التي األزمات ـ1

فاعــل دور أي المتحــدة األمم تلعب العظمــيين. ولم القــوتين

ــادين إلى المناطق هذه تحولت أن بعد لمعالجتها، محجــوزة مي

العظمــيين القــوتين إحــدى عليهــا تهيمن إقليمية أطر لتدخل

17

Page 18: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

األطلنطي وحلــف الســوفياتي، لالتحاد بالنسبة وأرسو )حلف

المتحدة(. للواليات بالنسبة األمريكية الدول ومنظمة

العظمــيين القــوتين إحــدى فيهــا انخــرطت الــتي األزمــات ـ2

المثــال(. ســبيل على أفغانســتان أو )فيتنــام مباشــر كطــرف

معالجتهــا عن فقــط ليس المتحــدة األمم عجــزت أزمات وهي

)أزمــة أحيانــا مناقشتها مجرد عن حتى وإنما لها حلول وإيجاد

في العظمى القــوة النســحاب غطــاء توفير لمجرد فيتنام( أو

)أفغانستان(. اخرى أحيان

منـاطق خـارج رحاهـا دارت الـتي تلـك أي األخرى، األزمات ـ3

طرفــا العظمــيين القــوتين إحــدى تكن لم أو المباشــر النفوذ

الــذي األزمــات من الوحيــد النمــط هو هذا فيها. وكان مباشرا

تلعب بــأن المتحــدة لألمم القطبية ثنائي الدولي النظام سمح

ألخرى. أزمة من وفاعليته أشكاله اختلفت دورا فيه

ــدور ضــعف ورغم ــذي ال ــه ال ــدة األمم لعبت ــا المتح في عموم

ــدول محاوالت صد من تمكنها وعدم الدولية األزمات معالجة ال

خالل الصــغرى للــدول الداخليــة الشــؤون في للتدخل الكبرى

الــذي النســبي الــدولي التــوازن أن إال البــاردة، الحرب مرحلة

أداة المتحــدة األمم تصــبح أن دون حــال الفترة تلك خالل ساد

فمن ذلــك المتصــارعين. ومــع المعســكرين من أي يــد في

كــانت الــدولي النظــام في الفعليــة القوة موازين أن الواضح

ــا المتحدة الواليات لصالح الفترة تلك خالل تميل في وحلفائه

المتحــدة، األمم على الســلبية بظاللــه ألقى مــا وهــو الواقــع،

أن من البــاردة الحــرب مرحلــة في تمكنت إســرائيل أن بدليل

18

Page 19: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

المجــاورة، العربيــة الــدول على عــدوانا1967 عــام في تشن

بهــذه تحتفــظ وان الــدول، هــذه من شاســعة أراض تحتل وأن

للتسوية شروطها خاللها من تفرض مساومة كورقة األراضي

ــدول على ــ ــة. ولم ال ــ ــرد من األمن مجلس يتمكن العربي ــ مج

القــوات انســحاب إلى النــار إطالق بوقــف قراره في اإلشارة

العمليــات بــدء قبــل عندها كانت التي الخطوط إلى المتحاربة

األزمــات. وكــان هــذه مثــل في يفعــل أن اعتاد كما العسكرية

الحماية تقديم عن المتحدة األمم عجز على مبكرا مؤشرا ذلك

الدولي. النظام في للضعفاء الضرورية

ــا ــامي ثاني ــالم دور : تن ــالث الع ــدال : ال الث النظــام أن في ج

مجموعــة نجم لصعود المجال أفسح قد القطبية ثنائي الدولي

ــدول ــتي ال ــا تكن لم ال ــلحة له ــمام في مص من أي إلى االنض

أن من المجموعــة هــذه تمكين وفي المتصارعين المعسكرين

يــدعم سياســيا دورا المتحــدة، األمم منظومة خالل من تلعب،

تدخل من اإلمكان قدر الحد ويحاول وسيادتها الدول استقالل

النظــام قيــادة لت الداخليــة. فقــد شؤونها في الكبرى الدول

أوروبيــة غير قوى إلى الثنائي االستقطاب مرحلة في الدولي

إضــعاف إلى ناحيــة، من أدى ممــا اســتعماري مــاض لهــا ليس

هذا في دورها وتراجع األوروبية التقليدية االستعمارية القوى

ودعم تنشــيط إلى أخــرى، ناحيــة ومن الجديد، الدولي النظام

من كــل حــاولت الــتي المســتعمjرة الــدول في التحرر حركات

ناحيتها. وقد إلى استمالتها المتصارعتين العظميين القوتين

عــدم "مجموعــة تتمتــع أن على ســاعد زخمــا الوضــع هذا خلق

لألمم العامــة الجمعيــة في عدديــة بأغلبيــة تدريجيا، االنحياز"،

19

Page 20: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

الديمقراطيــة المتخصصــة العالميــة المنظمــات وفي المتحدة

هدفين: لتحقيق استخدامها حاولت الطابع،

ــاء ــاهرة على األول: القض ــتعمارية الظ ــدول وتمكين االس ال

بأشــكالها الســيادة، ناقصــة الــدول أو االستعمار تحت الواقعة

مــا السياســي. وهــو اســتقاللها على الحصــول من المختلفة،

تام. شبه بشكل فيه نجحت

النظــام في القــوة وموازين هياكل في الخلل الثاني: تصحيح

على والحصــول والتكنولوجيــة، االقتصــادية وخاصــة الــدولي،

أو السياســي، اســتقاللها تحويــل من يمكHنها وفني مالي دعم

فيه تنجح لم ما فعلي. وهو استقالل إلى والشكلي، القانوني

جدا. محدود نحو على إال

في بالكامــل تنجح لم الثالث العالم حركة أن من الرغم وعلى

ــل ــتقاللها تحوي ــي اس ــتقالل إلى السياس أن إال حقيقي، اس

ويقظــة اســتنفار حالــة في وضعها الدولي االستقطاب نظام

ــبية ــا نسـ ــتخدام من مكنتهـ ــدة األمم اسـ ــا المتحـ ومنظماتهـ

على اإلمكــان قــدر للمحافظــة كأداة المتخصصة الديمقراطية

أو لالســتعمار خضــوعها دون والحيلولــة السياســي استقاللها

الحركة هذه شكلت جديد. ولذلك من والفجة المباشرة للتبعية

ــدة الواليات وخاصة العظميين، القوتين حلق في شوكة المتح

األمم منظومــة على غضــبها جــام صب حاولت التي األمريكية

المتحدة.

ريجــان بقيادة الجمهوري الحزب في اليميني الجناح وبوصول

زاد1980 عــام األمريكيــة المتحــدة الواليات في السلطة إلى

20

Page 21: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

المتخصصــة ووكاالتهــا المتحــدة األمم على األمــريكي الضغط

عن واالمتناع اليونسكو من المتحدة الواليات انسحاب حد إلى

المتحـدة.. األمم إلى الماليـة التزاماتهـا من كبير جانب تسديد

الخ.

تجاوزهــا عــدم وضــمان المنظمــات هــذه تركيــع الهــدف وكان

األمريكيــة. وتســبب اإلدارة ترســمها الــتي الحمــراء للخطوط

ــف ــريكي الموق ــبر في األم ــة اك ــة أزم ــاريخ في مالي األمم ت

ــتي المتحــدة ــاد أصــبحت ال رواتب دفــع عن عــاجزة تكــون تك

الــدولي النظــام نهــر في جرت كثيرة مياها أن موظفيها. غير

ــل ــدأ أن قب ــوادر تب ــار ب أعقــاب في الســوفياتي االتحــاد انهي

عقب الفعلي انهيــاره ثم الســلطة، إلى غورباتشــوف وصــول

الثانية. الخليج أزمة

: األحادية والقطبية العولمة ظل في الدول سيادة ـ4

بيــن نميـــز أن بنــا "العولمـة" يجــدر ظـاهرة عن نتحدث حين

مصــطلح إليهــا يشير والتيProcessتاريخيـة كعمليـة العولمــة

Globalisationأو قيمي كنظــام أو فكــري كإطــار العولمة وبين

فالتقــدمGlobalism مصــطلح إليهــا يشــير والــتي إيديولوجي،

االتصــــاالت مجــــال في وخاصــــة والتكنولــــوجي، العلمي

بين التفاعالت وكثافة درجة ومن أنماط من غيHر والمواصالت،

من جعلت بطريقــة واألفــراد والشــعوب والمجتمعــات الــدول

الــدول تــأثر درجــة فإن مستحيلة. وبالطبع شبه مسألة العزلة

أجــزاء تــدفع والــتي "التاريخيــة"، العمليــة بهــذه والمجتمعات

تختلف التوحد، وربما التقارب نحو المتناثرة الجغرافية العالم

21

Page 22: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ــدول موقع على وتتوقف أخرى، إلى حالة من والمجتمعــات ال

أو قربها ومدى العملية، هذه عن الناجمة التفاعالت شبكة من

"العولمــة" ت�عتــبر المعــنى الشبكة. وبهذا هذه مركز من بعدها

على المختلفــة، تأثيراتــه وبحث بــه التســليم يتعين واقعا أمرا

أضراره من التقليل بغية واالجتماع.. الخ، والسياسة االقتصاد

العولمــة ممكن. أمــا حــد أقصــى إلى مزايــاه من واالســتفادة

Globalismبعض جســدتها والــتي قيمي كنظام أو كايديولوجية

التــاريخ" أو "نهايــة حــول فوكويامــا نظريــة مثــل النظريــات

أطروحــات فهي الحضــارات"، "صــراع حــول هنتنغتون نظرية

في وليس الفلسفة نطاق في وتدخل واالختالف للجدل قابلة

ال التاريخيــة العمليــة على يكــون سوف العلم. وتركيزنا نطاق

القيمي. نظامها أو العولمة إيديولوجية على

تــدخل العولمــة لعمليــة المتسارعة المعدالت أن في جدال وال

النظـام في القوة وموازين هيكل على وعميقة مهمة تحوالت

الــدول وسيادة استقالل موضوع على بشدة يؤثر وبما الدولي

التحوالت: هذه نناقشه. من الذي

النظــام في للفــاعلين النسبية األوزان وتغيير توزيع إعادة ـ1

ــدولي ــالح ال ــركات لص ــابرة الش ــات الع ــات للقومي والمنظم

الــدولي( المــدني المجتمــع )مؤسســات الحكومية غير الدولية

الحكومية. الدولية والمنظمات الدول حساب وعلى

ــدولي النظــام في القوى وموازين خريطة تشكيل إعادة ـ2 ال

والتكنولوجيــة والعلميــة االقتصــادية القــوى أوزان يــرجح بمــا

22

Page 23: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

القــوى حساب المعلومات( على تكنولوجيا مجال في )وخاصة

والديموغرافية. العسكرية وخاصة التقليدية،

الــدولي النظــام أعمــال جدول على األولويات ترتيب إعادة ـ3

في الصدارة مرتبة تحتل كانت التي التقليدية القضايا وتراجع

والغرب الشرق بين الصراع قضايا مثل الباردة، الحرب مرحلة

موقــع إلى جديــدة قضــايا وتقــدم والجنــوب، الشــمال بين أو

الــدمار وأســلحة اإلنســان وحقوق البيئة قضايا مثل الصدارة،

واإلرهاب.. الخ. الشامل

ســيادة قضــية على المــدى بعيــدة انعكاســات التحوالت ولهذه

ألنهـا للـدول الداخليـة الشـؤون في التدخل عدم ومبدإ الدول

بمــدى تتعلــق األهميــة بالغــة إشــكاليات، وربما تساؤالت، تثير

صــرح عليهــا يقــوم الــتي التقليديــة والمبادئ األسس صالحية

أن يتعين )أو تؤديها التي واألدوار والوظائف الدولي، التنظيم

العالقــة وطبيعة المتنوعة، وآلياته التنظيم هذا تؤديها( أجهزة

وغــير )الحكوميــة المختلفــة بأنواعهــا الدوليــة المنظمات بين

ومــدى والخاصة.. الخ(، العامة واإلقليمية، العالمية الحكومية،

المنوطة بالوظائف لالضطالع الداخلية وبنيتها هياكلها مالءمة

بها.. الخ.

والشــأن الــداخلي الشــأن بين العالقــة بحــدود يتعلــق ما ففي

التأثير عالقات تنامي ظل في به، المسلHم من اصبح الخارجي،

لم المطلقـة السـيادة فكـرة أن الدول بين المتبادل واالعتماد

نطــاق تحديــد في الحاكمة األنظمة يد إطالق وأن مقبولة، تعد

الماضــي، في كــان كمــا به مسلHما أمرا يعد لم الداخلي الشأن

23

Page 24: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ــانت التي األمور بعض في الدولي المجتمع تدخل وأصبح بل ك

وإنمــا مقبــوال أمــرا فقط ليس داخليا شأنا مضى ما في تعتبر

لحقـوق الجسـيمة وواجبـا. فاالنتهاكـات ضـروريا البعض يراه

ــون تقــديم أو اإلنســان ــدولي لإلرهــاب والمســاعدة الع أو ال

أو تستوجب أمورا كلها أصبحت البيئية.. الخ باالنساق األضرار

الدولي. المجتمع تدخل تبرر

الــذي التحول طبيعة المتحدة لألمم العام السكرتير عكس وقد

في أشــار حين العولمــة عصــر في الســيادة مفهوم على طرأ

في يمــر الدولــة ســيادة "مفهــوم أن إلى1999 لعــام تقريره

فقــط تعــود ال كــبرى تحول بعملية العميق معناه وفي جوهره

الــدولي. والتعــاون العولمــة وقــوى ضــغط تحت وقوعــه إلى

شــعوبها خدمــة في ادوات باعتبارهــا اآلن إليهــا ينظر فالدول

اإلنســان" أو الفــرد "ســيادة تعبــير واستخدم العكس"، وليس

نتيجــة متزايــد بدعم ويحظى به الوعي يتجدد مفهوما باعتباره

اكــثر تعريــف بإيجــاد يطــالب أن قبل الفردية، الحقوق انتشار

متطلبــات مــع "يتناســب الوطنيــة المصــلحة لمفهــوم رحابــة

لضــم الــدول حفــز على ويســاعد والعشــرين الحــادي القــرن

ــق على الوحدة من اكبر درجة لتحقيق والسعي الصفوف طري

المشتركة". والقيم األهداف

تتوقـف العـدوان. إذ تعريـف قضـية طـرح العولمـة تعيد كذلك

ــة ــات فاعليـ ــة المؤسسـ ــلم تحقيـــق في الدوليـ واألمن السـ

ــدوليين، ــة في ال ــل، نهاي ــدى على التحلي ــوح م ــوم وض مفه

ــدوان ــاه الع ــاق وحجم ومعن ــق االتف ــه. ولم المتحق يكن حول

ســبقت كمــا ســهال، الباردة الحرب مرحلة في العدوان تعريف

24

Page 25: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

أن على اإلجمــاع يشــبه مــا هنــاك كان فقد ذلك اإلشارة. ومع

غــير عســكري عمــل أي إلى أساســا ينصــرف العدوان مفهوم

أو أخــرى دولة ضد اكثر أو دولة به تقوم مشروع غير أي مبرر،

أكــثر العــدوان تعريــف اصــبح فقــد العولمة زمن في أكثر. أما

المــال أســواق في التالعب يــؤدي يقــاس. فقــد ال بمــا تعقيدا

جماعــات حصــول تســهيل أو نوويــة، نفايــات إلقاء أو الدولية،

أحــداث إلى الشــامل.. الخ، الــدمار أســلحة أحــد على إرهابيــة

ــا تفــوق قــد أضــرار عن الناجمــة األضــرار حجم يقــاس ال بم

ميثــاق في يوجــد ال التقليدي. وألنه بمعناه العسكري العدوان

معظم أن عن فضــال للعــدوان، محــدد تعريــف المتحــدة األمم

ــزة ــدة األمم أجه ــة المتح ــال في العامل ــة مج على المحافظ

العــدوان لمواجهــة صــممت قــد كــانت الدوليين واألمن السلم

دقيــق تعريــف عن البحث فــإن التقليــدي، بمعنــاه العســكري

ــدوان ــة زمن في للع ــط يتطلب ال العولم ــرورة فق ــادة ض إع

ــير ــد مصــادر في التفك ــدوليين، واألمن الســلم تهدي وإنمــا ال

إعـادة على العمـل ضـرورة نفسـه، الوقت وفي أيضا، يتطلب

مواجهــة من يمكنهــا بمــا الدوليــة المؤسســات وتصميم هيكلة

والمستحدثة. منها القديمة التهديدات تلك كافة

ــدفع العولمة أن يالحظ خر صعيد على ــاه في ت دور تعظيم اتج

مــا وهــو الــدولي المســرح على الــدول غير اآلخرين الفاعلين

ــؤدي قــدرة على والخطــورة األهميــة بالغــة انعكاســات إلى ي

واألدوار بالوظــائف القيام على الحكومية الدولية المؤسسات

ــديا. فالعضــوية بهــا المنوطــة ــة المؤسســات في تقلي الدولي

حكوماتهــا. خالل من تمثــل الــتي الــدول على تقتصــر الراهنة

25

Page 26: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

مرحلــة في يــبرره مــا الوضــع لهذا كان إذا انه يرى من وهناك

الوحيــد، يكن لم أن الرئيســي، الفاعــل هي الــدول فيها كانت

مرحلــة في الوضــع هــذا اســتمرار فــإن الدولية، العالقات في

ــا تتآكــل ــدول أوزان فيه ــد والحكومــات ال ــا وتتزاي أوزان فيه

ــات ــير الدوليـــة المنظمـ ــابرة والشـــركات الحكوميـــة غـ العـ

الدولية المنظمات ومكانة وهيبة سلطة من يضعف للقوميات،

اإلشــكالية هــذه الراهنــة. وتطــرح األوضاع ظل في الحكومية

بين العالقــة صــياغة إعــادة ضــرورة في يتمثــل خطــيرا تحــديا

ــات ــة المنظمـ ــة، الدوليـ ــة، من الحكوميـ ــل وبين ناحيـ من كـ

للقوميات العابرة والشركات الحكومية غير الدولية المنظمات

أخرى. ناحية من

أمــام المجــال إفســاح حــاولت قــد المتحــدة األمم وكــانت

بصــورة رأيهــا عن للتعبــير الحكوميــة غــير الدوليــة المنظمات

للمشــاركة منهــا ضخمة أعداد إلى الدعوة وجهت عندما أوضح

)قمــة البيئة قضايا حول نظمتها التي العالمية المؤتمرات في

)فيينـا( والسـكان اإلنسـان وحقـوق جانيرو(، دي األرض: ريو

ــة ــاهرة(.. الخ. لكن والتنمي ــة )الق ــدة األمم بين العالق المتح

إلى حاجــة في تــزال مــا الحكوميــة غــير الدوليــة والمنظمــات

الشــركات واســتقرارا. وكــانت وضــوحا أكــثر مؤسسية صيغة

من ومتواصلة عنيفة وانتقادات هجوم محل للقوميات العابرة

وقــد البــاردة، الحــرب مرحلــة خالل الثــالث العــالم دول جانب

ــدة خفت ــذا ح ــوم ه ــبب اآلن الهج ــة بس ــة طبيع األيديولوجي

ــة ــائدة العالمي ــع الس ــالم دور وتراج ــالث الع التنظيم في الث

26

Page 27: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

مؤسســية صــيغة إلى حاجــة في تــزال ما العالقة لكن الدولي،

مستقرة.

ــير ــذه وتث ــور ه ــا األم ــية كله ــة قض ــارات بين المواءم االعتب

المتعلقــة واالعتبــارات الدولي التنظيم بديمقراطية المتعلقة

بين الكاملة المساواة تحقيق تتطلب بفاعليته. فالديمقراطية

كمــا واحــدا، صــوتا دولــة لكــل ان أســاس على األعضاء الدول

في الجميـــع ومشـــاركة باألغلبيـــة القـــرارات اتخـــاذ تتطلب

ــا ــويت. أم ــة التص ــرعة فتتطلب الفاعلي ــاذ س ــرارات اتخ الق

ــرعة ــد وس ــة حش ــوارد وتعبئ ــة الم ــرية المادي ــة والبش الالزم

الدوليــة. وكــانت األزمــات وإدارة الطارئــة المواقف لمواجهة

ســبقت كمــا التنــاقض، هــذا حــل حــاولت قــد المتحــدة األمم

ــانب إلى العضوية، محدود مجلس إنشاء طريق عن اإلشارة، ج

دون األعضــاء الــدول كافــة فيهــا تمثــل الــتي العامــة الجمعية

الســلم حفــظ مهمــة المصــغر المجلس هذا إلى تمييز. وأسند

)اشـتملت واسعة وصالحيات سلطات وخول الدوليين، واألمن

فيــه وانفــردت عســكرية(، إجــراءات اتخــاذ ســلطة على أيضــا

على االعــتراض وبحــق الدائمة بالعضوية وحدها الكبرى الدول

ــروعات ــرارات مش ــة الق ــير المعروض ــه. غ ــة أن علي الفاعلي

وهــو مهم شــرط على تــوقفت الحــل هــذا وراء من المرجــوة

بســبب يتحقــق لم والذي العضوية، دائمة الكبرى الدول إجماع

األمن مجلس إصــابة عليــه تــرتب ممــا البــاردة الحــرب انــدالع

اإلشــارة. ســبقت كما قرن، نصف من يقرب ما طوال بالشلل

النظـام في القــوة مــوازين هيكــل أصاب الذي التحول أن غير

الجهاز أحال الباردة الحرب وانتهاء العولمة تأثير تحت الدولي

27

Page 28: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

يــد في أداة مجــرد إلى الــدوليين واألمن السلم عن المسؤول

المتحدة. الواليات وهي المهيمنة الوحيدة العظمى القوة

األمن نظــام إلحيــاء نــادرة فرصــة الواقع في الحت قد وكانت

فيهــا تســبب الــتي األزمــة انــدلعت عنــدما وتدعيمــه الجماعي

خصوصــا ،1990 عام أغسطس2 في للكويت العراقي الغزو

قبــل البــاردة الحــرب وانتهت ســقط قد كان برلين حائط وان

العــالم، زعمــاء من وغــيره بــوش، األزمــة. وطــرح هذه اندالع

المتحــدة األمم فيه تلعب الجدي" الذي العالمي "النظام شعار

العالم. في واألمن السلم على المحافظة في الرئيسي الدور

ــدأ ــاء يتصــرف األمن مجلس وب ــة أثن ــة األزم بطريقــة الكويتي

على مــرة من اكــثر معهــودة. فــاجتمع وغــير تمامــا مختلفــة

ــة، وزراء مســتوى ــدأ الخارجي ــه في يشــير وب ــا قرارات جميعه

وقــام الســابع، للفصل وفقا يتصرف مرة( انه وألول )صراحة

الميثـــاق في عليـــه المنصـــوص العقوبـــات نظـــام بتطـــبيق

بعــد اتضــح والصــرامة. لكن القسوة بالغة وبطريقة بحذافيره

ســوى بــه يقصــد لم الشــعار هــذا أن الشــديد، ولألســف ذلــك،

مواجهة في برز الذي الدولي التحالف تماسك على المحافظة

أصال مطروحا يكن لم الجماعي األمن نظام إحياء وأن العراق،

الواليــات حصــلت إن مــا األمريكية. ولــذلك اإلدارة أجندة على

الــدولي التحــالف يفــوض والــذي ،687 القــرار على المتحدة

بأنهــا أحســت حــتى العــراق، ضد القوة باستخدام تقوده الذي

يعـد لم األمن مجلس وأن الحركـة وطليقـة تماما حرة أصبحت

إصيب األمن مجلس أن يالحظ كثير. ولذلك أو قليل في يعنيها

نوفمــبر29 من الممتــدة الفــترة في تمامــا القلبيــة بالســكتة

28

Page 29: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ــة التفويض( وحتى قرار صدور )تاريخ1990 في الحــرب نهاي

األمن مجلس أن البــاحثين من العديــد . واعتــبر1991 مــارس

تصـبح كي فعليـة اختطـاف لعمليـة الفـترة هـذه خالل تعـرض

ــات ــدة الواليـ ــف في المتحـ ــا موقـ ــة إدارة من يمكنهـ األزمـ

وهي: ضــمان الرئيســة أهــدافها لهــا تحقــق الــتي بالطريقــة

الخليج، منطقـــة في ودائم كبـــير عســـكري أمـــريكي تواجـــد

عجــزه إثبــات طريــق عن السوفياتي االتحاد بانهيار والتعجيل

من بالفعــل تمكنت الــدولي. وقــد النظــام في مكانته وتدهور

بالكامـــــــــــل. الهـــــــــــدفين هـــــــــــذين تحقيـــــــــــق

ــا األمن لمجلس أعادت قد الباردة الحرب نهاية كانت وإذا بعض

اســتخدام احتمــاالت تقلصــت أن بعــد المفقــودة، حيويتــه من

النظــام هــذا ان إال "الجديــد"، العالمي النظام ظل في الفيتو

في الهيكلي الخلــل مــواطن عن نفســه، الــوقت في كشــف،

تحليلنــا األمن. ويظهــر مجلس يمثلهــا الــتي الدولية الشرعية

بعــد الدوليــة األزمــات المتحدة األمم بها أدارت التي للطريقة

اإلدارة لهــذه أنمــاط ثالثــة وجود الثنائية القطبية نظام انهيار

وهي:

المتحدة لألمم يراد ال التي األزمات : في باالستبعاد اإلدارة ـ1

النمــوذج هــذا على مثــال نحــو. وأهم أي على فيهــا تتدخل أن

الحــرب بعــد مــا مرحلة في اإلسرائيلي ـ العربي الصراع إدارة

الباردة.

مجلس إقحــام يــراد الــتي األزمــات : في باالفتعــال اإلدارة ـ2

ــا األمن ــا فيه ــبرر أي دون إقحام ــانوني م أخالقي. واهم أو ق

29

Page 30: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

حــادث بسـبب ليبيــا مــع األزمــة إدارة النمــوذج هـذا على مثال

لوكربي.

على الغــالب النمــط المحســوبة: وهــو بالمشــاركة اإلدارة ـــ3

نهايــة بعــد الدوليــة األزمــات إدارة في المتحــدة األمم أسلوب

دورا المتحــدة األمم تلعب النمــط لهــذا الباردة. ووفقا الحرب

األزمـــة نـــوع بـــاختالف والفاعليـــة الحجم حيث من يختلـــف

الواليــات وخاصــة الغربيــة، الــدول حماس درجة على ويتوقف

ــرية المادية اإلمكانات لوضع استعدادها ومدى المتحدة، والبش

المتحدة. األمم تصرف تحت الالزمة

عموما العولمة زمن لألزمات المتحدة األمم إدارة أظهرت وقد

دون دســتورية غــير قرارات يتخذ ألن معرض األمن مجلس أن

في يمــارس أن آخــر دولي جهــاز أي مقــدور في يكــون أن

القضــائية. أو السياســية الرقابــة أنــواع من نــوع أي مواجهتــه

من مزيد إلقاء في السوفياتي االتحاد وانهيار سقوط وساهم

ــوء ــة على الض ــكيل أن حقيق ــد لم األمن مجلس تش يعكس يع

"الجديــد". ومعــنى الــدولي النظام في القوى وموازين هيكل

الـــدولي للمجتمـــع األمن مجلس تمثيـــل مصـــداقية أن ذلـــك

ــارة محــل أصــبحت مجلس أن القــول يمكن أخــرى شــك. بعب

التنظيم بنيــة في القلب موقــع يحتل الذي الجهاز وهو األمن،

اشــبه شــيء إلى العولمــة زمن في تحــول العــالمي، الــدولي

أيضــا. ويطــرح شــرعية وغير مسؤولة غير ديكتاتورية بحكومة

ــذا ــع ه ــديا الوض ــة من تح ــة طبيع ــق، مزدوج ــة، من تتعل ناحي

بين التوفيــق معضــلة لحــل جديــدة صــيغة عن البحث بضــرورة

أخرى، ناحية ومن الفاعلية، واعتبارات الديمقراطية اعتبارات

30

Page 31: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

احتالل لهــا يحــق الــتي القــوى واختيــار لفــرز معــايير تطــوير

ــد ــة مقاع ــبه أو دائم ــة ش ــا األمن مجلس في دائم ــمن بم يض

ــرعية ــداقية ش ــل ومص ــذا تمثي ــاز ه ــع الجه ــدولي للمجتم ال

فيـــــــــــــــــــه. القـــــــــــــــــــوى ومـــــــــــــــــــوازين

االتحــاد انهيــار منــذ المتحــدة، الواليــات اتباع من الرغم وعلى

إلى المطــاف نهايــة في تهــدف منظمــة لسياسة السوفياتي،

وجود على الحرص أن إال المتحدة، األمم دور وإضعاف تهميش

األحــوال. جميــع في قائمــا ظـل الدوليــة الشـرعية من غطـاء

أن تــدعي المتحــدة الواليــات ظلت فقــد المثــال ســبيل وعلى

مــع بالتعــاون أو منفــردة بهــا تقــوم التي العسكرية العمليات

ألنهــا قانونــا، مشــروعة عمليــات هي العــراق ضــد أخرى دول

ومازال األمن مجلس من صدوره سبق تفويض إطار في تأتي

تطــبيق هــو العمليــات لهــذه النهــائي الهــدف وأن بــه، معموال

الواليـــات أن يبـــدو األمن. لكن مجلس عن صـــادرة قـــرارات

النــواحي اســتيفاء مجــرد على حــتى حريصــة تعــد لم المتحدة

ظهر سياستها. وقد على المشروعية إلضفاء الالزمة الشكلية

ــاتو حلف تدخل عندما جليا هذا دون كوســوفا في عســكريا الن

أن يمكن ما وهو األمن، مجلس من بذلك تصريح على الحصول

المتحدة الواليات تهدد حيث الحالية العراقية األزمة في يتكرر

أو منفــردة العــراق، ضــد القــوة اســتخدام على بعزمهــا علنــا

الــذي القــرار استصــدار من تتمكن لم إذا آخرين، مع بالتعاون

المنحى هــذا في الســبب يعــود األمن. وربما مجلس من تريده

حــرة سياســة ممارســة في المتحدة الواليات رغبة إلى الجديد

ــدة. األمم جثة عبر ذلك تم ولو حتى قيد كل من وطليقة المتح

التدخل مبدأ يطرح للقوة الشرعي غير االستخدام هذا ولتبرير

31

Page 32: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

لــه إنســانية ألغــراض المســلح التــدخل إنسانية. لكن ألغراض

مجلس ســلطة تحت يتم أن األحــوال جميع في ويتعين شروط

األمن.

ولهيمنــة العولمــة لعمليــة المتوقعة اآلثار فإن آخر صعيد على

التنظيم بين العالقـة قضـية طرح إعادة تفرض الواحد القطب

قــد المتحــدة األمم ميثــاق اإلقليمي. وكان والتنظيم العالمي

ارض على تعمــل لم لكنهــا العالقــة، لهــذه معقولة صيغة أوجد

بســبب البــاردة الحــرب زمن في المطلوبــة بالكفــاءة الواقــع

النفوذ. وألن مناطق نظام وبروز الجماعي األمن نظام انهيار

الجمــاعي األمن نظــام إحيــاء إلى تــؤد لم الباردة الحرب نهاية

المنتصرة األطراف أهم أحد وهو األطلنطي، حلف حاول فقد

بــه يتجــاوز جديــدا دورا لنفســه يعطي أن البــاردة، الحرب في

الــدور أيضــا وإنمــا دفــاعي كحلــف التقليــدي دوره فقط ليس

اإلقليميــة والترتيبــات للمنظمات الميثاق في عليه المنصوص

أن القول يمكن بل الميثاق، من الثامن للفصل وفقا المشكلة

لمجلس كبــديل اآلن نفســه يطــرح أن يحاول األطلنطي حلف

دائمــة الــدول بين اإلجمــاع تحقــق عدم حالة في نفسه، األمن

مثــل تحقق حالة في األمن لمجلس عسكرية كأداة أو العضوية

إعــادة ضــرورة يفــرض جــدا خطــير وضــع اإلجماع. وذلــك هذا

مــا وهــو واإلقليمي العــالمي التنظيمين بين العالقــة صــياغة

وخالق. مبتكر جهد إلى يحتاج

: الخالصـــــــــــــــــــــــــــــــــة ــــــــــــــــــــــــــــــــــ5

أنمـــاط من نمطين بين نمـــيز أن والمفيـــد الضـــروري من

وهمـا: نمـط حاليـا الـدولي النظـام يشـهدها الـتي التحـوالت

32

Page 33: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

ونمــط ناحيــة، من العولمــة، عمليــة عن النــاجم التحــوالت

النظــام على الواحــد القطب هيمنــة عن النــاجم التحــوالت

من أخرى. فلكل ناحية من الراهن، تطوره مرحلة في الدولي

سـيادة مفهـوم على متناقضـة تبـدو تـأثيرات النمطين هـذين

الداخلية. شؤونها في التدخل منع ومبدإ الدول

فكــاك ال حتميــة عمليــة وكأنهــا تبــدو والــتي العولمــة، فعملية

الــدول بين المصــالح وتشابك تداخل من مزيد إلى تؤدي منها،

بين الفاصــلة الخطوط تحديد معه يصعب نحو وعلى والشعوب

ــداخلي الشــأن في االختصــاص حــدود المســؤولية وحــدود ال

بــالعودة يكــون ال تقــديرنا، في اإلشــكالية، هذه الدولية. وحل

ــاهيم إلى ــة المف ــيادة التقليدي ــادة للس ــد وبإع أن على التأكي

مـــدى عن النظـــر وبصـــرف الـــدول، في القائمـــة الســـلطة

الشــأن حــدود ولنفســها بنفســها تقــرر الــتي هي شــرعيتها،

الدولية المؤسسات سلطة وتقوية بدعم يكون الداخلي. وإنما

وديمقراطيتها. وشفافيتها نزاهتها وضمان

النتــائج أحــد نفســها هي تكــون قــد والــتي الهيمنة، عملية أما

فقــد الــراهن، تطورهــا مرحلــة في العولمــة لعمليــة الفرعية

المتحــدة الواليــات ونهم طمــوح غــذت للقــوة موازين أفرزت

بين كبــيرة فجــوة العالم. فهناك على السيطرة في األمريكية

ومــا الشـامل، بمعناهـا القوة، وسائل من تملكه ما ونوع حجم

الــدولي النظــام قمــة على المتنافســة األخــرى القــوى تملكه

اليابــان وربمــا والصــين، االتحاديــة وروسيا األوروبي كاالتحاد

لتسخير الفجوة هذه استخدام المتحدة الواليات أيضا. وتحاول

يمكHنها الذي النحو وعلى لصالحها العولمة عملية وآليات قوى

33

Page 34: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

االرتباك حالة من مستفيدة الدولي النظام على السيطرة من

الــراهن. الوقت في الدولية المؤسسات تميز التي والفوضى

وج الســياق هــذا وفي Hــر ــدإ المتحــدة الواليــات ت "التــدخل لمب

عمـدا تخلـط لكنهـا مفهومـه، تفسـير في اإلنساني" وتتوسع

إرادتها أن معتبرة الدولي المجتمع إرادة وبين هي إرادتها بين

هذا الدولية. ويصب الشرعية إرادة عن بالضرورة تعبر الخاصة

ــع ــاه في الوضـ ــعاف اتجـ ــة المؤسســـات إضـ وطمس الدوليـ

واإلرهابية. الفاشية النزعات ودعم شفافيتها

جديــد من برأســها لتطــل العالميــة الحكومة فكرة تعود وهكذا

كـان كمـا المنـال، بعيـد حلمـا باعتبارهـا ال العولمـة، زمن في

وربمــا ضـرورية مسـألة باعتبارهـا وإنمــا الماضـي، في الحال

تتعلــق الــزمن هــذا في المطروحــة اإلشكالية تعد حتمية. ولم

بنــوع وإنمــا الحكومــة هــذه مثــل وجــود رفض او قبــول بخيــار

هــذا في مطــروح، هــو إقامتها. وما وسبل المطلوبة الحكومة

: حكومــة األول بــدائل. البــديل ثالثــة عن يخــرج ال قــد اإلطار،

الشركات بين معلن غير تحالف من متسعة شبكة تمثلها خفية

بالتنســيق المــدني المجتمع مؤسسات وبعض للقارات العابرة

السبع. والثاني: حكومة الدول مجموعة حكومات مع والتعاون

اإلمريكيــة اإلدارة تمثلهــا الواقــع، األمر بحكم مفروضة معلنة

ــارس ــدخلها وتمـ ــف أو األمن مجلس خالل من تـ ــمال حلـ شـ

ــردة، أو اإلطلنطي ــب منف ــا حس ــراه م ــا ت ــلحتها. مالئم لمص

تمــارس ديمقراطي عالمي نظام عن منبثقة والثالث: حكومة

ســلطة ظــل في أي وقانونيــة، سياسية رقابة ظل في عملها

قضائية. وسلطة دولية تشريعية

34

Page 35: سيادة الدول في ظل تحولات موازين القوة في النظام الدولي

البـــديالن األول والثـــاني قائمـــان ويتنافســـان على ارض

الواقع. أمــا البــديل الثــالث فمــازال حلمــا بعيــد المنــال ألن

الظروف لم تتضح بعد لوضعه موضـع التنفيــذ. وهـذا هـو مــا

يتعين على القوى الرافضة للهيمنة والباحثة عن ديمقراطية

.العالقات الدولية أن تبذل كل جهد ممكن لتحويله إلى واقع

http://www.afkaronline.org/arabic/archives/mar-avr2003/nafiaa.html

35