مبادئ التحليل السياسي

4

Click here to load reader

Transcript of مبادئ التحليل السياسي

Page 1: مبادئ التحليل السياسي

مبادئ التحليل الس يايس

مقدمة:

ال خيتلف التحليل الس يايس بشلك عام من حيث املبدأ النظري عن أ ي عمل حتلييل أ خر فاحمللل الاقتصادي اذلي يدرس حاةل

شاكليات الظواهر الاقتصادية اليت وفرت ال س باب الرتفاع ال سعار أ و اخنفاضها, أ و أ ي قضية السوق ا دلاخيل أ و ادلويل وا

قلميي أ و اقتصادية أ خرى, وما يه ال عراض اجلانبية الاقتصادية اليت ميكن أ ن حتدث بسبب تكل الظاهرة وتأ ثريها عىل ادلاخل اال

ايس الناجض اذلي يقوم بنفس التشخيص, لكن بطريقة همنية خاصة تمكن يف جمال اختصاصه اخلارج ادلويل, مثهل مثل احمللل الس ي

الس يايس وذكل بدارسة الظواهر الس ياس ية املعنية وحتليلها.

أ مهية التحليل الس يايس:

يف, ومن مث جند ويشهد عىل أ مهية التحليل الس يايس ما يرتدد من أ ن العامل ابت قرية صغرية, ال جمال للحديث فيه عن بعد جغرا

حدى ادلول الغربية أ و يف الوالايت املتحدة ال مريكية تتعدى أ اثره ذكل النطاق واحلزي اجلغرايف أ ن احلدث الس يايس اذلي يقع يف ا

حىت ترتك بصامهتا شئنا أ م أ بينا عىل البرشية مجيعها, حىت ذكل الرجل اذلي ال شأ ن هل ابلس ياسة وعاملها املتسارع ينال من أ ثرها

صيبا, وهو اذلي قد جيهل احلدث وأ س بابه ودواعيه ويكون فقط حضيته. ن

وأ اي ما اكن ال مر, فميكن القول أ ن التحليل الس يايس ابت من رضورايت احلياة املعارصة, سواء لرجل ادلوةل اذلي جمال معهل

وسعه أ فق تؤهلهم لفهم ما يدور يف قريهتم الس ياسة أ و املهمتني عامة ابلشأ ن الس يايس, أ و أ ولئك الراغبني أ ن يكونوا عىل دراية

الصغرية بدال من أ ن تطرق احلوادث أ بواهبم ويكونوا من بني حضاايها واكن مبقدورمه أ ن يكونوا من صناع احلدث أ و العاملني

بدوافعه ومأ الته.

ماهية التحليل الس يايس:

دراك دوافعها".ميكننا أ ن نعرف التحليل الس يايس بأ نه "الفهم ادلقيق ملسار ال حداث الس ياس ية وا

أ ي أ ن التحليل الس يايس يتضمن شقني أ ساس يني, جييب لك واحد مهنام عىل سؤال رئيس ال ميكن تصور حتليل س يايس ال جييب عهنام:

الشق ال ول:

هو الفهم ادلقيق ملسار ال حداث, وهو جييب عىل السؤال ال ول, ماذا حدث؟

دث الس يايس وعدم الوقوف عند حد املعرفة السطيية, فقد تحمتل احلدث الس يايس أ ث ر من ونقصد ابلفهم ادلقيق هنا سرب أ غوار احل

ومسار احلدث ليس املقصود به الليظة الراهنة للحدث, أ و صورته ال خرية الظاهرة معىن, وقد يكون ظاهرة شيئا غري ابطنه, وهكذا..

ملام ابجلزء التارخيي, والو دراك بطبيعة الشخصيات وادلول الفاعةل فقط, بل املقصود به املعرفة واال ىل اال قائع الراهنة ذات الارتباط, ابال ضافة ا

ذات الصةل ابحلدث أ و الظاهرة حمل ادلراسة أ و التحليل.

Page 2: مبادئ التحليل السياسي

الثاين:

دراك ال س باب ادلافعة لهذا احلدث, وجييب عىل السؤال الثاين, ملاذا حدث؟ هو ا

بادية فقط, بل يعتين هبا بداية, مث يذهب يبيث عن ال س باب ال خرى اخلفية اليت رمبا ال وهنا ال يقف احمللل عن جمرد ادلوافع الظاهرة ال

يدركها غري املتخصصني والعارفني بأ صول التحليل الس يايس.

حاطة والشمول باكفة ال س باب وادلوافع املمكنة واحملمت ةل وعدم الركون فاال دراك مرحةل تفوق مرحةل العمل واملعرفة, كون مرحةل اال دراك تفيد اال

ىل بعضها فقط. ا

مدارس التحليل الس يايس:

تتعدد مدارس التحليل الس يايس, وللك مدرسة مربراهتا ومسوغاهتا وأ لياهتا بشلك عام, وتربز يف هذا الصدد ثالث مدارس, يه:

أ ـ املدرسة ال يديولوجية:

ولوجية حمددة ورؤية يؤمن هبا ويعتقدها.هناك من احملللني من يتناول احلدث الس يايس حتليال يف ضوء مدرسة أ يدي

مفثال احمللل الس يايس اذلي يؤمن بأ ن الرصاع ادليين هو اذلي تحرك التارخي واذلي يقف وراء لك حدث, جنده يشخص لك نزاع س يايس

ىل مغاليق احلدث وتفسريه. بني طبقتني عىل أ نه رصاع ديين, وجيد يف هذا التحليل مفتاحا لدلخول ا

القومية: ب ـ املدرسة

واملدرسة القومية حتلل أ ية ظاهرة أ و حدث س يايس من خالل النظرية القومية, أ ي تكل النظرة اليت ترى أ ن القومية يه جوهر الرصاع, أ و

حصيةل يه اليت تطبع حقيقة الرصاع يف العامل, فهناك قوميات يف العامل, واحملصةل الهنائية للتارخي يف أ ي حلظة من حلظات مسريته الطويةل يه

التنافس والزناع والتسابق بني هذه القوميات.

ج ـ املدرسة الواقعية:

ىل سبب واحد يف التحليل, بل هناك املدرسة الواقعية, تؤمن بأ ن الواقع هو املصدر ال ول وال خري يف التحليل الس يايس, فنين ال نركن ا

والتارخي يف اختاذ القرار الس يايس, ويف فهم احلدث الس يايس, والظاهرة مجةل عوامل واقعية تفرس وتعلل وتكشف, فال نستبعد دور املزاج

الس ياس ية, وغريها من موضوعات التحليل الس يايس املطروحة, وال نستبعد دور اذلكرايت بني ادلول والشعوب والقوميات وال داين

واملذاهب املس ئوةل عن احلدث الس يايس وتعميقه.

Page 3: مبادئ التحليل السياسي

أ دوات التحليل الس يايس:

دراك البيئة الس ياس ية حتت هذا دوات الرضورية للفهم والتحليل الس يايس, وترتثز هذه ال دوات يف ا العنوان ميكن التعرض لل

ومعرفة البيئة ة أ نواعها الس امي الس ياس ية مهنا.ببعدهيا ادلاخيل واخلاريج وما يتيمك فهيا من مفاهمي وأ ليات تصيغ ال حداث وتُنشأ القرارت باكف

يه عدة مدارس معرفية, لكن أ قرهبا يه تكل املدرسة اليت متزج التقس مي اجلغرايف بأ بعاده املس يطرة واملتيمكة فيه ويف توهجاته احمليطة تتيمك ف

وأ ليات صنع القرار فيه.

ووفق هذه املدرسة ميكن النظر للبيئة عىل اعتبار أ ن لها شقني:

ـ البيئة ادلاخلية.

ـ البيئة ادلولية.

لنيو التايل:وميكن تناوهلام عىل ا

أ وال:ـ البيئة ادلاخلية )نطاق ادلوةل اجلغرايف(

البيئة ادلاخلية ميكن رؤيهتا من خالل عدة قوى تتفاعل وتتجاذب لتشلك فامي بيهنا الصورة العامة واال طار الس يايس والفكري لدلوةل ويه:

أ ـ القوى الس ياس ية الس يادية.

ب ـ القوى ال منية.

ج ـ القوى العسكرية.

القوى الفكرية وادلينية.ـ د

طار ما يسمى بـ"ال من القويم". ومتارس هذه القوى دورها وتتفاعل فامي بيهنا يف ا

اثنيا:البيئة اخلارجية )نطاق العالقات ادلولية(

ىل: وهذه بدورها تنقسم ا

قلميية )اجلوار اجلغرايف لدلوةل(. أ وال: بيئة ا

اثنيا: بيئة دولية )تشمل بقية دول العامل(.

وهناك لكمتان فقط أ صطلح عىل أ هنام متثالن مفتاحني أ ساس يني لفهم العالقات ادلولية, هام:

خل(. .1 القوة مبختلف أ نواعها )عسكرية/اقتصادية/برشية/علمية..ا

اص أ و املصلحة القومية, ويه "قمية مرغوب فهيا", والقمية عبارة عن شئ مادي أ و رمزي يثري الاهامتم بدرجة كبرية جتعل ال شخ .2

ذا حصلت عليه. ادلول تتوقع أ هنا سوف تنال قدر ما من "المتتع" ا

Page 4: مبادئ التحليل السياسي

أ ليات التحليل الس يايس:

ىل عدد من ال قسام واملراحل, ويه اكلتايل: قسم العديد من املفكرين أ ليات التحليل الس يايس ا

ـ حتديد القضية وتعريفها:1

ايس جيب أ ن تكون واحضة مشخصة, وليست ضبابية هالمية.فال حتليل من دون حتديد القضية, والقضية يف التحليل الس ي

ـ حتصيل ال خبار الس ياس ية املتعلقة ابلقضية:2

فاحمللل الس يايس هيمت ابخلرب الس يايس أ ياّم اهامتم, يفتش عنه, ويتتبع مصادره, ويفكك عنارصه ال ساس ية, ويس تطلع املزيد يف

ايس ال تعمتد عىل مدى الطول والقرص, بل مبقدار ما تحمل من معلومات.خصوصه, ويسرب دالالته, ويدرك أ ن قمية اخلرب الس ي

ـ توظيف املعلومات خلدمة التحليل:3

ىل حد ميّكن من الاعامتد علهيا, تأ يت مرحةل أ دق وأ عقد, ويه توظيف تكل املعلومات, وبعد حصول احمللل عىل معلومة مميصة ا

حسان ربطها يف منظومة تكون صورة قريبة من ال واقع, حبيث تفرس احلدث ودوافعه, وتعطى ال دةل والرباهني العلمية واملوضوعية وا

لهيا احمللل. عىل مصداقية هذه النتاجئ واخملرجات اليت توصل ا

دور العقيدة يف التحليل الس يايس

العقيدة اال سالمية. نقصد ابلعقيدة هنا لك ما ينعقد عليه قلب اال نسان, وليس ابلرضورة أ ن يكون احلديث منصبا هنا فقط عىل

وحنن نرى أ ن العقيدة ذات أ مهية يف التحليل الس يايس, فالبعد العقدي شئنا أ م أ بينا هو حارض يف النفس ثام هو حارض يف الواقع,

غفاهل أ و جتاههل. سهام كبري يف تس يري جمرايت ال حداث, مبا ال ميكن ا وهو حارض ثذكل يف التارخي, بل هل ا

ساليم والغرب يشلك البعد العقدي جزءا همام فيه, وقد يكون احملرك الرئيس يف املد فالرصاع ادلائر ال ن بني العامل العريب واال

شعال فتيل احلروب هو البعد العقدي, والتارخي يشهد عىل هذا. الاس تعامري أ و يف ا

ن قرص التحليل الس يايس عىل اجلانب العقدي دون غريه من أ دوات التحليل يعترب خلال همنيا, فمثة دوافع أ خرى حترك ومع ذكل فا

اال نسان فضال عن العقيدة, خاصة عند النظر لس ياسات ادلول الكربى اليت تتيرك حبزمة من ادلوافع واملؤثرات.

ال أ ن هذا ال يعين أ ن تكون العقيدة يه اليت حتدد املوقف الهنايئ يف التحليل الس يايس, مفع كون احملرك العقدي حارضا يف ال حداث ا

ال حداث الس ياس ية قد يتيمك فهيا املوقف املصليي الس يايس, والرصاع تتعاوره عدة حمراكت, مهنا العقدي ومهنا املادي وغري ذكل ف

من ادلوافع.