الإلهام النافع

106
لنافعم الها الكل قاصد ل سيدىه تعالىلعارف بالل لحمد الجلشيخ صالح م ا عفريالى عنه رضى ا تعلناشر اكلم دار جوامع ال17 لح الجعفرىلشيخ صارع ا شالقاهرة – ت : الدراسة – ا5898029

description

هذا الكتاب هو قبس من مشكاة الرسالة ومدد من بحر النبوة وفيض من الرحمة الإلهية التى يهدى الله بها من يشاء من عباده ، ومما يؤثر عن مؤلفه –رضى الله تعالى عنه- أنه قال: " هذا الكتاب حقه أن يوضع تحت الوسادة " وذلك تعبير عن أهمية ذلك الكتاب لمن يريد لنفسه الفلاح والسعادة، فهذا الكتاب لا يستغنى عنه مريد ولا يبرحه من عرف قيمته وما فى ثناياه من درر الإفادة ؛ فهذا الكتاب هو الأساس والقاعدة والبنيان، وهو المدد الموروث عن سلفنا الصالح سيدى أبى الحسن الشاذلى وسيدى أحمد بن إدريس وسيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنهم أجمعين. كتب رسالة القواعد سيدى أحمد بن إدريس وقام شيخنا الإمام الجعفرى بشرحها وجعلها إلهاماً نافعاً لكل قاصد، فتمم به البنيان وأزال عنه الغطاء فأصبح جوهرة مكنونة ودرة مصونة من بحر لألئ مولانا الإمام الجعفرى رضى الله تعالى عنه.

Transcript of الإلهام النافع

Page 1: الإلهام النافع

اللهام النافعلكل قاصد

للعارف بالله تعالى سيدى

عفريالشيخ صالح محمد الج

رضى ا تعالى عنه

الناشردار جوامع الكلم

شارع الشيخ صالح الجعفرى175898029الدراسة – القاهرة – ت :

Page 2: الإلهام النافع

بسم ا الرحمن الرحيم

وصلى ا على سيدنا ومولنا محمد وعلى آله وسلم فى كللمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا.

الحمد لله الذى أنطق اللسنة بحكمته، وأنار القلوب بمعرفته،فأبصرت بنوره بديع صنعته.

وبعد : فيقول شيخنا المام سيدى صالح الجعفرى بن محمد بن العارف بالله تعالى الشيخ صالح بن محمد الجعفرى

الصادقى الحسينى: قد من ا تعالى علىV بكلمات جعلتهن شرحا لطيفا على

الرسالة المسماة " بالقواعد " لشيخ المشايخ المام مولنا السيد أحمد بن إدريس الشريف الحسنى العرائشى المغربى رضى

ا تعالى عنه، جعله ا نافعا للخوان ومحققا لما بشرنى بهالمؤلف، حقق ا قوله ... آمين.

وإننى وإن كنت لست أهل̀ لهذا الميدان، ولكن كان ما سطرته فكان، ول مجال لى فيه مع فارس الميدان، ول حول

ول قوة إل بالله العلى العظيم، وهو حسبى ونعم الوكيل.

2

Page 3: الإلهام النافع

بسم ا الرحمن الرحيمالباب الول

القاعدة الولىالمحاسبة

وصلى ا على مولنا محمد وعلى آله فى كل لمحة ونفس عدد مffا وسffعه علffما.

أما بعد ... فالمر الجامع والقول السامع والسffيف القffاطع فffى طريffق ا تعffالى أن العاقل الذى يريد نجاة نفسه من جميع المهالffك، ويحffب أن يffدخله ا فffى سfلك` المقربين فى جميع المسالك إذا أراد أن يffدخل فffى أمffر مffن أمffوره قffول̀ أو فعل فليعلم أن ا تعالى لبد أن يوقفه بين يديه، ويسأله عن ذلك المر، فليعد الجواب لسؤال الحق تعالى قبل أن يدخل فى ذلك المر، فإن رأى الجواب صffوابا وسffدادا يرتضيه الحق تبارك وتعالى ويقبله منه فليدخل فى ذلffك المffر، فعffاقبته محمffودة

دنيا وأخرى. وأما إن رأى أن ذلك الجواب ل يقبله الحق تعffالى منffه ول يرتضffيه فليشffرد من ذلك المر أى أمر كان ؛ فffإنه وبffال عليffه إن دخffل فيffه، وهffذه القاعffدة هffى

أساس العمال كلها والقوال. فمن تحقق بها ورسخ فيها كffانت أحffواله كلهffا مبنيffة علffى السffداد ظffاهرا وباطنا ل يدخلها خلل بوجه من الوجوه، وهذا معنى قffول النffبى –صffلى ا عليffه

وآله وسلم – (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن عليكم).

بسم ا الرحمن الرحيم

3

Page 4: الإلهام النافع

وصلى ا على سيدنا ومولنا محمد وعلى آله وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ماوسعه علم ا

قال سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه :" أما بعد : فالمر الجامع، والقول السامع، والسيف القاطع "

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه : المر الجامع :

الذى يجمع بين العبد وربه، كما قال سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنffه " حتى ل أرى فىu وفى كل شئ إل إياك " والذى يجمع بينه وبيffن النffبى صffلى ا عليه وآله وسلم، كما قال أيضا: " واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس

ظاهرا وباطنا يقظة ومناما".القول السامع :

أى : المر الذى يوصلك إلى مقام السماع اللهى، كما قال أيضffا: " وأوقفنffى وراءالوراء بل حجاب عند اسمك المحيط فى مقام السماع العام اللهى " .

السيف القاطع : الذى يقطع الكوان عنك كما قال أيضا : " وقلدنى سيف (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، فإنك يا أخانا فى ا تعالى كلمffا أكffثرت مffن هfذا الذكر الذى اختصنا ا تعالى بfه وصffلت إلffى الجمعيffن، ف (ل إلffه إل ا )تجمffع بينك وبين الحق سبحانه وتعالى، و (محمد رسول ا )تجمع بينك وبين حffبيب ا

صلى ا عليه وآله وسلم .وهذان الجمعان ل حد ول حصر لنواع الفيوضات فيهما.

حكم جعفرية وعلى قدر الكثار تتزاحم عليك النوار.- وعلffى قfدر السffتعداد يتنffزل عليfك المffداد، وعلffى قffدر التفصffال-

يحصل لك التصال.وعلى قدر ملزمتك لحزابنا تشرب من شرابنا.-وعلى قدر تمسكك بالكتب والسنة تنال الكمال والثبات والمنة.- وعلى قدر تمسكك بالشريعة الغffراء فffى نفسffك وأهلffك تفتffح لffك-

أبواب وصلك.

4

Page 5: الإلهام النافع

وأعلم يا أخانا أن المر جد وليس بffالهزل؛ فل تستصffغرن شffيئا مffن- المور المحرمة فى نفسك وأهلك، فترى عند ا صغيرا (ذلك ومffن يعظffم

شعائر ا فإنها من تقوى القلوب ). فمن لم يكن له فى قلبه تقوى، ليس فffى سffبيل إرادة الحffق يقffوى، فل تffدار لخلق ا فيما يغضب ا عنك وسره يffوارى، ول تأخffذك فffى ا لومffة لئم تنffل

من ا أنفس الغنائم. فمffا نffال مffن هffاب الرجffال، وأحffب المffال، واشffتغل بقيffل وقffال،-

فاستهوته الوهام، فصار كالنعام, فل تخض فى طريقfى هffذا ول تتكلffم مffع السffالكين فيffه، فإنfك ل-

تدرى حالهم ول تفقه مقالهم، ول الذى بينى وبينهم، حتى تكون على القدمالراسخ الذى ل تزلزله شبهة بوجه من الوجوه.

وعليك بالعراض عن الدنيا ما استطعت، فإن الذى يقبل عليهffا بيننffا-وبينه حجاب القطيعة.

فما دعوناكم إلينا لنطعمكم الجيفة، ولكن لتدعوا ربكم خشية وخيفة، وقد رضffينا فيها بالله ربا وبالسلم دينا، وبسيدنا محمد صلى ا عليه وآله وسلم نبيا ورسffول̀،

بالقرآ، إماما وبالكعبة قبلة، وبالمؤمنين إخوة. طريقنا هذا طريق ا تعالى المجرد عن شffوائب الffدنيا وكffدوراتها،-

ليس لنا رغبة إلالتوجه إلى الحق سبحانه وتعالى قاطعين جميffع العffوائق والعلئق والغيffار النفسffية متخلقيffن بالكتffاب والسffنة فffى جميffع أحوالنffا وتطوراتنا وحركاتنا وسكناتنا، راضffين بfه عfن غيfره، عffاكفين علfى بسfاط

أنس محبته فى الدنيا قبل الخرة.

5

Page 6: الإلهام النافع

علو الهمة فى ا تعالى قال شيخنا رضى ا تعالى عنه عن طريق ا تعالى : عبffادته وذكffره، والمطيffة

فيه علو الهمة، قال عليه الصلة والسلم: (علو الهمة من اليمان ). وقال سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه لتلميذه الختم رضى ا عنه: "

يا بنى أعنى على نفسك بعلو همتك " . ويقول له : اجعل جميع أوقاتك عبادة وذكرا وإرشادا حffتى يقتffدى النffاس بffك ول

fتظهر لهم غير ذلك. أ هطريق: المعنى الصوفى لكلمة

إ�نuم�ا ي�ر�يد� اللuه� ل�ي�ذ�ه�ب� ع�ن�ك�م� الر�ج�ffس� أ�ه�ffل� ال�ب�ي�ffت� و�ي�ط�ه�ر�ك�ffم� ت�ط�ه�يffرا))الطاء : طهر ر�ح�م�ت� اللuه� و�ب�ر�ك�ffات�ه� ع�ل�ي�ك�ffم� أ�ه�ffل� ال�ب�ي�ffت� إ�نffuه�()والراء: رحمة 33(الحزاب: من الية

)73ح�م�يد� م�ج�يد�)(هود: من اليةوالياء : يقين .

والقاف : قرب من رب العالمين.فأساس الطريق : طهر باطنى وظاهرى وبينهما ارتباط.

قال سيدى أحمد زروق بن أحمد بن محمد بffن عيسffى المffالكى البرنسffى هf : " على قدر طهار الظاهر والعناية بها899رضى ا تعالى عنه المتوفى سنة

يحصل الخشوع فى الصلة " أنتهى كلمه .. فيطهfر ثfوبه وبfدنه ومكfانه وطعfامه وشرابه ولسانه وسمعه وبصره وجميع جffوارحه مffن كffل مffا يغضffب ا تعffالى، فتتنزل عليه رحمة ا فى جميffع جffوارجه وثffوبه وبffدنه ومكffانه، فيكffون محاطffا

برحمة ا حيثما كان وأينما وكيفما كان. )ويطهffر بffاطنه مffن سffوء31و� ج�ع�ل�ن�ي م�ب�ار�كا أ�ي�ن� م�ا ك�ن�ت�)(مريم: من الية)

العقائد، فتتنزل على قلبه الموائد، ومن الوسواس الخناس، فتطيب منffه النفffاس، ومن الغفلة عن عالم الغيب والشffهادة، تffوهب لffه درارى جffواهر الفffادة، وعffن الحظوظ النفسية، توهب له الرتب العلية، وعfن حfب الffدنيا والمfال تفتfح لfه إلfى المعارف القفال، ومن النس بغير القدوس، يخرج من أنس النفوس، ومن حffوله

وقوته ورعونته، يدخل فى حظائر قدس الحق وحضرته. ويطهر الباطن من التلذذ بغير مناجاة الباطن، يجffد الحffب اللهffى فffى قلبffه

ساكن.

6

Page 7: الإلهام النافع

ويطهر النيات من الغراض، خشية أن يكون العمل فى انتقاض، ويطهffر الرغبffات، خشية أن يقع فى السيئات، وأدمن القرع لباب ربك فمدمن القffرع للبffواب يوشffك

أن يفتح له يوما ما. فما تيمم بالتراب إل من فقد الماء، وطهر صيامك، وحجك وقيامك، وصلتك وزكاتك، وقراءتك وذكffرك، وجميffع أقوالffك وأفعالffك وأحوالffك بمffاء طهffر قffدس الخلص النازل من مزن الشهود اللهى حتى تحيى به جميffه الصffادرات منffك، إذا الحيffاة حياتffان يتعلقffان بffك: حيffاة روحffك باليمffان، وحيffاة قلبffك وحيffاة عملffك

أ�و�م�ن� ك�ان� م�ي�تا ف�أ�ح�ي�ي�ن�اه�)(النعffام: مffن اليffة)بالخلص، فمن ل إيمان له فهو ميت )وإنما�10إل�ي�ه� ي�ص�ع�د� ال�ك�ل�م� الطuي�ب� و�ال�ع�م�ل� الصuال�ح� ي�ر�ف�ع�ه� )(فاطر: من الية))، 122

يصعد الحى ل الميت.حياة الروح والقلب:

ف�ل�ن�ح�ي�ي�نffuه� ح�ي�ffاة` ط�ي�ب�ffة̀))وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك فى قffوله تعffالى: )حياة الروح باليمان، وحياة القلب بالعمل الصالح.97(النحل: من الية

واعلم يا أخانا فتح ا عليك فتوح العffارفين بfه والمقبليffن عليfه: أن الfروح الحية باليمان غذاؤها العمال الصffالحة الحيffة، فهffى دائمffا أبffدا تتغffذى بهffا كمffا يتغذى الجسم الحى بأنواع الطعام الحية بالفيتامينات، ول يرضى بالتراب والحجffر،

فإذا مات سكن التراب والحجر. كما أن الكافر المحكوم عليه بالموت يكتفى بالمعاصى الميتة المجردة عن

فيتامينات الحياة. أل ترى أن الزانى حين يزنى يصffاب غالبffا بffالمراض الفتاكffة كالffذى يأكffل

الزجاج والحجارة؟! ويقال: " شبيه الشئ منجذب إليه". فالعمال الصالحة للرواح الصالحة، والعمال الخبيثة للنفس الخبيثة، قال عليه

"الصلة والسلم : " اعملوا فكل ميسر لما خلق لهومن العطاء أن تعطى نفسك لربك

وجعffل ا سffببا للتيسffير للخيffر: (فأمffا مffن أعطffى واتقffى . وصffدق بالحسffنى .فسنيسره لليسرى).

ومffن العطffاء أن تعطffى نفسffك لربfك الffذى اصffطنعك لنفسffه، كمffا قffال)41و�اص�ط�ن�ع�ت�ك� ل�ن�ف�س�ي)(طfه:)تعالى :

7

Page 8: الإلهام النافع

و�م�ا خ�ل�ق�ت� ال�ج�نu)ومن العطاء أن تعطى نفسك لعبادة ربك التى خلقت من أجلها، �ن�س� إ�لu ل�ي�ع�ب�د�ون�)(الذريات: �)56و�ال

لنك إذا أعطيت نفسك لله يسرك لليسرى، ومن أنواع اليسرى بل وأجلها مffا أشffار إليه شيخ الولياء سيدى أحمffد بffن إدريffس- رضffى ا تعffالى عنffه- بقffوله: " ثffم تأخذنى العناية اللهية إليها فتجذبنى جffذبا قويffا مغمffورا بffالنور مصffحوبا بffأنواع اللطف والرحمات فتلقينى فى وسط لجة بحر الذات فتغرقنى فيه غرقffا ل حffد لffه

ول حصر حتى تكون ذاتى كلها بصرا ذاتيا إليها صرفا من جميع الجهات". قال مهبط النوار والسرار سيدى المام الشيخ صالح الجعفرى –رضffى ا

تعالى عنه- : " وهناك يحصل التخلى بعده التجلى:إذا ما بدت ليلى فكلى أعين� وإن هى ناجتنى فكلى مسامع

وإذا كانت الffذات بصffرا إلهيffا أدركffت مffا ل يffدركه المffدركون، وأبصffرت مffاليبصره المبصرون:

قلوب العارفين لها عيون� ترى ما ل يراه الناظرونا وقوله –رضى ا تعالى عنه - : " فتفيfض علfى جميfع ذاتfى أنfوار شfهود

الذات فيضا منزها عن الحدود والكيفيات". قال سيدنا ومولنا خزينة النffوار والسffرار الحسffينية فضffيلة الشffيخ صffالح الجعفرى –رضى ا تعالى عنه - : " واعلم يا أخانا أنه كما ل حصر لشهود الffذات فى قلبك ل حصر لفيوضات الذات على روحك، وكما أخفى سر روحك عنك أخفffى حصر فيوضاته عليffك، وكمffا أخفffى عنffك اتصffال روحffك بffه أخفffى عليffك اتصffال فيوضاته النازلة عليك به، وهكذا يا أخانا ل تزال تسبح فى بحر منffزه عffن الحffدود والكيفيات، طول الحياة وبعد الممات، جادا على منهاج سراج أفق اللوهية ومعدن السرار الربانية، مصحوبا بنوره، مغمورا فى ألطاف ربك، وفffى قffوله –رضffى ا تعالى عنه- : " مغمورا بالنور مصحوبا بأنواع اللطف والرحمات" قال سيدى الffولى أبو سيدى عبد الغنى الغوث سيدى صالح الجعفرى –رضى ا تعالى عنه- :" فيffه الشارة إلى الصلة على النبى –صلى ا عليه وآله وسffلم –إذ بهffا يكffون –صffلى ا عليه وآله وسلم – معك، وهffو النffور الffذى يمكنfك أن تبصffره، لن نffور الffذات القدس ل يرى فى الدنيا، واللطف والرحمة يتنزلن عليك بسبب الصffلة عليffه كمffا

8

Page 9: الإلهام النافع

فى الحديث : (من صلى علىu مرة صلى ا عليه بها عشرا)وصلة ا عليك رحمةعليك ولطف بك.

ولنرجع إلى تفسير " طريق" فالطاء طهر، وقد تقدم شرحه.والراء : رحمة .

لنك إذا تطهرت فقد أعددت نفسك لرحمة ربك وهى الطاعة، قال تعffالى :)21و�ل�و�ل ف�ض�ل� اللuه� ع�ل�ي�ك�م� و�ر�ح�م�ت�ه� م�ا ز�ك�ى م�ن�ك�م� م�ن� أ�ح�د� أ�ب�دا)(النور: من الية

والمعصية عذاب لمن لم يطهروا ظاهرهم وبffاطنهم، فمffتى طهffرت فقffد ر�حمffتور�حمت.

فالطهر كحفر الساس، والرحمة كأول بناء يوضع فى السffاس، قfال عليfه الصلة والسلم : (من ل يرحم ل يرحم)فمن رحم نفسfه بتطهيرهfا مffن معاصfى ربها رحمه ا بطاعته والتوفيق إليها، فدخولك فى طريق أهل ا سبب يوصffلك

خ�ffر�ة� و�س�ffع�ى ل�ه�ffا س�ffع�ي�ه�ا و�ه�ffو� م�ffؤ�م�ن�)إلى رحمة ا، قال تعffالى : � و�م�ffن� أ�ر�اد� ال)19ف�أ�ول�ئ�ك� ك�ان� س�ع�ي�ه�م� م�ش�ك�ورا)(السراء:

فطريق ا هو السعى الموصل إلى رحمة ا تعffالى، ومffن أخطffأه فقffدأخطأ طريق الرحمة.

" والياء : يقين " . هى عبادرة عما يحصل للنسان الذاكر بسبب الواردات والكسف مما يجعله يffزداد

و�إ�ذ�ا ت�ل�ي�ت� ع�ل�ي�ه�م� آي�ات�ه� ز�اد�ت�ه�م� إ�يم�انا )(النفffال: مffن اليffة)إيمانا ويقينا، قال تعالى : 2(

اق�ت�ر�ب�ffت�)ومن اليات المعجزات للرسل الكرام عليهم الصلة والسلم،كقوله تعالى: )2-1السuاع�ة� و�ان�ش�قu ال�ق�م�ر . و�إ�ن� ي�ر�و�ا آي�ة̀ ي�ع�ر�ض�وا و�ي�ق�ول�وا س�ح�ر� م�س�ت�م�ر�)(القمر

ومن اليات كرامات الولياء الخارقة للعادة يزداد بها الولى إيمانا ويزداد غيfره مfنالمؤمنين إيمانا.

" والقاف : قرب ". قرب من ا تعالى، وذلك بعد الطهر والرحمة واليقين كما قال سيدى أبو الحسffن

الشاذلى رضى ا تعالى عنه.

9

Page 10: الإلهام النافع

وأقرب منى قربا يمحو عنى كffل حجffاب محقتffه عffن إبراهيffم خليلffك فلffم يحتك لجبريل رسولك ول لسؤاله منك، وكيffف ل يحجffب عffن مضffرة العffداء مffن

غيبته عن منفعة الحياء؟.قوله : طريق ا

الضافة للتشريف، أى من دخله كان محفوفا ببركة ا تعالى ولطفه، وبره وكرمه، وحفظه وعنايته وإكرامه، وإحسانه وبركاته، ووارداتffه وألطffافه الظffاهرة والخفيffة

ممتدا من شجرة الصل النورانية.فتتزاحم عليه العلوم والمعارف، وتتنزل عليه الرقائق واللطائف.

قال سيدى عبد السلم السمر –رضى ا تعالى عنه- : أخبرنى جدى عليffهالسلم : عن تالى وردى يموت على السلم.

وقال –رضى ا تعffالى عنffه- : مffن تل وردى بffإذن ا يffبرأ ويعيffش فffى الffدنيافرحان.

وقال –رضى ا تعالى عنه- : يا داخل حزبى بشراك، الخيffر أتffاك، فل تخffف كيffدالشيطان.

قال شيخنا –رضى ا تعالى عنه : (إن العاقل الذى يريد نجffاة نفسffه مffنجميع المهالك، ويريد أن يدخله ا فى سلك المقربين فى جميع المسالك).

قال سللة آل البيت سيدى صالح الجعفرى –رضى ا تعالى عنه- : عffرف بعffض العلماء العقل بأنه نور روحانى، بد تدرك النفffس العلffوم الضffرورية، وهffو أعظffم النعم على النسان،إذ به يكون إنسانا، وبغيره ل يساوى بهيمة، وقffد جعffل ا بffه

التكليف، وبدون يرفع القلم.قال بن عاشر رضى ا تعالى عنه: " وكل تكليف بشرط العقل ".

قال صاحب الورد الثرى سيدى الشيخ صالح الجعفرى –رضى ا تعffالى عنffه- : "�مffuار�ة�)العاقل هو الذى يفكر فى نجاة نفسه من نفسه، قال تعffالى: إ�نu النuف�ffس� ل�

)53ب�الس�وء� إ�لu م�ا ر�ح�م� ر�ب�ي)(يوسف: من الية فنجاتك بعقلك من سوء نفسك بما سيذكره لك الشيخ ودخولك فى حضffرة

المقربين. قوله رضى ا تعالى عنه : (إذا أراد أن يدخل فى أمر مffن أمffوره قffول̀ أو فعل̀ فليعلم أن ا تعالى لبد أن يوقفه بين يديه ويسffأله عfن ذلffك المffر، فليعfد

10

Page 11: الإلهام النافع

الجواب لسؤال الحق تعالى قبل أن يدخل فى ذلك المر، فإن رأى الجواب صffوابا وسدادا يرتضيه الحق تعالى ويقبله منه فليدخل فى ذلffك المffر فعffاقبته محمffودة

دنيا وأخرى).(إذا أراد أن يدخل فى أمر من أموره)

قال وحيد عصره وزمانه صاحب النوار والسرار سffيدى صffالح الجعفffرى –رضffى ا تعالى عنه : " معناه نوى أن يقوله أو أن يفعله، والنية هى العزم علffى الشffئ مقترنا بفعله، ومحلها القلب، والقلب بيت التجلى، ومكffان التخلffى والتحلffى، وتffارة

يكون مع ملك، وتارة يكون من شيطان. قال السهروردى –رضى ا تعffالى عنffه- : " والffذى يكشffف لنffا عffن هffذا ويوضحه لنا الحديث النبوى، قال عليه الصلة والسلم : (إن للملك لمffة وللشffيطان لمة، فلمة الملك إبعاد بالخير وتكذيب للشر، ولمة الشffيطان إبعffاد بالشffر وتكffذيب

للخير). ونقل المام الشريف السيد أحمد بن إدريffس –رضffى ا تعffالى عنffه فffى

كتابه روح السنة ما نصه : " قال عليه الصلة والسلم (إن الشيطان واضع خطمه على قلffب ابffن آدم

فإن ذكر ا خنس وإن نسى التقم قلبه). واعلم يا أخانا فى ا تعالى أن الخاطر الذى يخطر بقلبك طالبfا منfك فعل` أو قول̀ فاعرضه على الكتاب والسنة، فإن قبله فاعلم أنه من الملffك فسffارع فffى

إنفاذه، وإن لم يقبله ففر منه فرارك من السبع واعلم أنه من الشيطان. وقد يوسوس الشيطان للنسان بأشياء لو نطق بهffا لكفffر، فffإذا وصffل إلffى ذلffك فليعلم أنه وصل إلffى كمffال اليمffان، ول يجffادل الشffيطان فffإن المجادلffة تزيffده تمكينا، كما نقffل ذلffك عffن سسffيدى أحمffد زروق رضffى ا تعffالى عنffه ونظمffه الناظم بقوله الذى سمعته عن شيخى المحدث الشيخ حبيب ا الشنقيطى رحمffه

ا تعالى بالمسجد الحسينى:وما به يوسوس الشيطان والقلب يأباه هو اليمان

فل تجادل عنده اللعينا فإنه يزيده تمكيناقاعدة أسسها زروق ولم تزل أرواقه تروق

قال شيخنا رضى ا تعالى عنه :

11

Page 12: الإلهام النافع

قول` وفعل̀) ) يقول سيدى العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضffى ا تعffالى عنffه : " القول ما يلفظ به اللسffان، والفعffل هffو الffذى تفعلffه الجffوارح، وعلffى كffل ثffواب وعقاب، وفى كل نور وظلمة، وسfعادة وشffقاوة، ورضffا وسffخط، وراحffة وتعffب، وقرب وبعد، وجنون وعقل، وعزل وذل، وغنى وفقر، وعلم وجهل، وبركة ومحقة،

وعدل وظلم، وقبول ورد، وتقدم وتأخر، وجنة ونار. إ�ن� ت�تuق�وا اللuه� ي�ج�ع�ل� ل�ك�م� ف�ر�ق�انا )(النفال: من الية)وهffذا الفرقffان)قال ا تعالى:

هو المميز الذى يعرف به النسان الخير وما يتبعه، والشر وما يتبعه، وأهل تجلffىالفعال يحجبهم عن كل ما يغضب ا من قول وفعل.

قوله رضى ا تعالى عنه: "فليعلم أن ا تعالى لبد أن يوقفه بين يديه ويسأله عن ذلك المر".

الوقوف بين يدى ا تعالى يقول العارف بالله تعالى سيدى الشيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه : الوقوف بين يدى ا تعالى يوم القيامة أمر عظيم يرعffب النفffس ويخيffف القلffب،

ويبعث على الفرار من كل ما فيه غضب ا تعالى. قال تعالى : (أل يظن أولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم. يوم يقffوم النffاس

لرب العالمين). وكذلك الحساب أمر يبعث النفس على نقد عملها من قول أو فعل، لن من

علم أن سيحاسب حاسب نفسه، قال الشاعر: ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حى ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعد ذا عن كل شئ

ومن المواقف : الصلة، لن المصلى يناجى ربه، فffإذا تffذكر أن يقffف بيffنيدى الحق تعالى كل يوم خمس مرات كان زاجرا له عن الوقوع فى شئ يغضبه. واعلم يا أخانا أن الذان يمنزلة النفخ فffى الصffور، والقيffام للصffلة بمنزلffة البعث، لنه وقوف بين يدى ا تعالى، وفيها سماع لكلم ا، وذكر لله، وخشffوع

وخضوع لله. وإذا كان المر كذلك فكل من يتffذكر أن سffيقف هffذا الموقffف لبffد أن ينهffاه هffذا التذكار للصلة وموقفها وروعته وما فيها من خشوع وخشffية للffه عffز وجffل وتلffذذ

12

Page 13: الإلهام النافع

بسماع كلمه العظيم، وإجلل وإكبار لمشاهدة هيبffة كمffال جلل الحffق سffبحانه، كل ذلك لبد أن يكون ناهيا وزاجرا عن الدخول فffى أمffر ل يحبffه ا ول يرضffاه،

إ�نu الصuلة� ت�ن�ه�ى ع�ffن� ال�ف�ح�ش�ffاء� و�ال�م�ن�ك�ffر� )(العنكبffوت: مffن)مصداقا لقوله تعالى : )4الية

إذا فهمت كلمى هffذا لبffد أن ينقffدح فffى قلبffك معنffى غريffب لهffذه اليffةالكريمة.

صلة الواصلينوصلة السائرين إلى ا

وكثير من النffاس يقffول : فلن يصffلى ويفعffل المنكffر، لنهffم فهمffوا أن المصffلى يستحيل عليه فعل المنكر، ولعل معنى (تنهى)يختلف باختلف الشffخاص، فمنهffم من تنهاه عن الوقوع فffى المنكffر بمعنffى تمنعffه، ومنهffم مffن تنهffاه بعffد الوقffوع بمعنffى تلffومه وتffؤنبه، فffالول : صffلى صffلة الواصffلين، والثffانى :صffلى صffلة

)وكffذلك تلوة القffرآن102ع�س�ى اللuه� أ�ن� ي�ت�وب� ع�ل�ي�ه�م�)(التوبffة: مffن اليffة)السائرين تعتبر كحستب من ا تعالى للنسان، فمن صلى كان كمن وافى الموقف، ومffن

سمع القرآن كان كمن وافى الحساب.فكم لم من موقف وأنت ل تفكر.

وكم لك من محاسبة وأنت ل تتدبر.ونومك موت، ويقظتك بعث.

فكم لك كم موت وأنت لهى.

وكم لك من بعث أنت ساهى. قال شيخنا رضى ا تعالى عنه: " فإن رأى الجواب صوابا وسدادا يرتضffيه الحق سبحانه وتعالى ويقبله منه فليffدخل فffى ذلffك المffر فعffاقبته محمffودة دنيffا

وأخرى".

الحياة الطيبة فى صحبة الحق سبحانه قال سلطان العارفين وقدوة المحققين سيدى الشيخ صالح الجعفرى –رضffى ا` تعالى عنه - : " فبادر بالدخول فى كل أمر من قول أو فعffل رأيffت جffوابه مقبffول وفعله مرضيا فإنك ستلقى أمرين عظيمين : فى الffدنيا حيffاة طيبffة، وفffى الخffرة

13

Page 14: الإلهام النافع

م�ن� ع�م�ل� ص�ال�حا م�ffن� ذ�ك�ffر� أ�و� أ�ن�ث�ffى و�ه�ffو�)أجرا عظيما، ويصدق عليك قوله تعالى: )97م�ؤ�م�ن� ف�ل�ن�ح�ي�ي�نuه� ح�ي�اة` ط�ي�ب�ة` و�ل�ن�ج�ز�ي�نuه�م� أ�ج�ر�ه�م� ب�أ�ح�س�ن� م�ا ك�ان�وا ي�ع�م�ل�ون�)(النحل:

وأعظم شئ فى الحياة الطيبة صffحبة الحffق سffبحانه وتعffالى ومشffاهدته والنس به والتلذذ بذكره، ومناجاته ودعائه، وبذلك يكون فى جنة المشffاهدة الffتى

شرفها التواضع، كما قال سيدى عمر بن عبد الفارض رضى ا تعالى عنه:توضعت ذل̀ وانخفاضا لعزها فضرف قدرى فى هواها التواضعوالتوجه فيها إلى الجمال العالى، كما قال أيضا رضى ا تعالى عنه:

جمالكم نصب عينى إليه وجهت كلىوسركم فى ضميرى والقلب طور التجلى

وبذلك تشرب من صافى شراب بحر عشق سffلطان العاشffقين مffن رحيffق مختffوم مسfك " وتجffلu لfى يfا إلهfى بسfر توحيfد الذاتالمطلسfم فfى آيfة النانيfة

)14إ�نuن�ي أ�ن�ا اللuه� ل إ�ل�ه� إ�لu أ�ن�ا ف�اع�ب�د�ن�ي و�أ�ق�م� الصuلة� ل�ذ�ك�ر�ي)(طfه:)الموسوية: حتى يكون ذلك السر روحا لذاتى من جميع الوجوه.

فقال ابن الفارض رضى ا تعالى عنه :وصرت موسى زمانى مذ صار بعضى كلى

وتقدم مولنا صاحب العلم النفيس سيدنا أحمد بن إدريس رضffى ا تعffالى عنffه)فقال: "وينادينى منادى التحقيق مffن حضffرة القffدس العلffى بلسffان التصffديق:

)محمد رسول ا صلى ا عليه وآله19ف�اع�ل�م� أ�نuه� ل إ�ل�ه� إ�لu اللuه� )(محمد: من اليةوسلم.

وقال سلطان المادحين الغوث سيدى صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه وأنت وارثه على قدمه تهدى بهديه إلى صراط مستقيم، مرآة الذات المحمدية لكffل ذى بصيرة بصيرية، آخذا عنffه بواسffطة السلسffلة المباركffة المتصffلى بffذى المقffام المحمود وبل واسطة من طريق الجمع الحقيقى بالffذى ليffس معffه لبffاب إغلق، على بساط أنس:" واجمع بينى وبينه كما جمعت بين الروح والنفس ظffاهرا" فيمffا يمكن إظهاره، " وباطنا " فيما يجب إخفاؤه، وما ظهffرت علffوم وحكffم، ومعffارف وعوارف، وخوارق ودقائق ومffدارك، وعجffائب وغffرائب، والffزم البعffض الكتمffان يقظة فى عالم المشاهدة، ومناما فى عالم الغيب، " واجعله يارب روحffا لffذاتى " بدل روح حياتى حتى أحيا به حياته ممدا منه ممffدا لحبffابه، إذ لffول الواسffطة لمffا

14

Page 15: الإلهام النافع

حصلت المعرفة، فبه عرفت وبه عرفت الحباب الذين حبهم منffه وإليffه والقffائمين بالصلة والسلم بين يديه حتى غابوا عن أنفسهم بنفائس درر معانى نظراته، فى

ميادين مجامع حضراته، فنقلوا عنه ما عز نقله وظهر فضله:وكلهم من رسول ا ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم

قال شيخنا رضffى ا تعffالى عنfه : " حffتى تكfون حقيقffتى هfى البرنامffج الكبير الجامع المحيط بأسرار كتاب حضرات الديوان اللهى، وأكون المفيffض علffى الكل من الفيض القffدس ينبffوع عيffن مffادة الوجffود اللهfى الزلffى، نبيfك سfيدنا ومولنا محمد صلى ا عليه وآله وسلم نقطة وجه جمال حسffن الحffق المشffهود اللهى البدى، حتى ل يبقى على عين بصيرتى بffل ول علffى عيffن ذاتffى كلهffا مffن خيالت الباطل من شئ حتى تنهزم جيوش الباطل كلها وتنعدم لما جffاء نصffر ا

والفتح". قال سراج الواصلين وقدوة المحققين الغوث سيدى صالح الجعفرى رضffى ا تعالى عنه : " والنصر والفتح هffو الجتمffاع العظffم بffه صffلى ا عليffه وآلffه

وسلم". ول شك أن مشاهدة الحسffن المشffهود بffه يحصffل تمffام الشffهود القffاطع لمشاهدة خيالت الباطل الحاصلة باستتار شffمس الحقيقffة بأوهffام غيffوم سffحب العلقئق العائقة عن تمام الشهود، إذ بتمام شهوده يحصل النصر المنشffود، الffذى

بسيفه يزهق كل باطل مفقود، ويظهر كل حق موجود. و�ق�ل� ج�اء� ال�ح�ق� و�ز�ه�ق� ال�ب�اط�ل�)قال شيخنا رضى ا تعالى عنه : وقلدنى سيف :

)81إ�نu ال�ب�اط�ل� ك�ان� ز�ه�وقا)(السراء: قال مفخرة السلف وقدوة الخلف الغوث سيدى صالح الجعفرى رضffى ا تعالى عنه : أمام تلfك النffوار المحمديfة والسfرار الحمديfة والنظffرات الجماليffة

والهيبة الجللية:ومن تكن برسول ا نصرته إن تلقه السد فى آجامها تجم حاشاه أن يحرم الراجى مكارمه أو يرجع الجار منه غير محترم

ومنذ ألزمت أفكارى مدائحه وجدته لخللصى خير ملتزم

15

Page 16: الإلهام النافع

وبذلك تتحق الوراثة النبوية التى بها الجمع ونزول الفيض، حتى يكون هو المفيض على الكل بعد التصال بمن كارت من رشاشات فاقتسمتها بحكffم المشffيئة جميffع

المبدعات من بحر زاخر وديم فياض.وكلهم من رسول ا ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم

وكما قال ختم أهل العرفان سيدنا الشريف السيد محمد عثمffان الميرغنffىرضى ا تعالى عنه:

علمه من العلوم منه العلوم كعيون من بحور تمتل فكم لشيخنا علمffة زمffانه وفريffد وقتffه وأوانffه مولنffا الشffريف ذى العلffم النفيffس سffيدى أحمffد بffن إدريffس رضffى ا تعffالى عنffه مffن فيوضffات تلقاهffا، ومعارف أملها، فأضاءت به قلوب صفت، ووصffلت بffه أنفffس رقffت، ووصffلت بffه رجال تخلت، وشاهدت به أرواح تعلت، فكان علمه كالكسير، الذى به النحاس إلى

ذهب يصير.فكم حل من أسير، وأغنى من فقير.

وكم هذب بكلماته، وربى بنظراته، وله فى كل زمان تربيات، ومع كل مريffد كرامات، فهو كالشمس مدت شعاعها، وأضاءت بقاعهffا، فلffن تحجبهffا السffماء، إل عمن كان تحت سماء، فاخرج نفسك من تحت سقف كسلك وخمولك، كى تحظffى بعد تلوة أورادك بنورك ووصولك، فترى مffا ل يffراه النffاظرون، وتصffدق مffا قffاله

إلى وردك المورود، فعن قريب ستحظى بحffوض العارفون، فابشربخير ما ساقك شيخك المورود، وإنك لهو كما هو أنت، بروابfط أسfرار أنfوار لوامffع علئق روابfط عffالم أزل يffوم أن نffوديت فffأجبت، يffوم أن حصffل التعffارف، بينffك وبيffن شffيخك

العارف، فعرفك وأنت له منكر.)58و�ج�اء� إ�خ�و�ة� ي�وس�ف� ف�د�خ�ل�وا ع�ل�ي�ه� ف�ع�ر�ف�ه�م� و�ه�م� ل�ه� م�ن�ك�ر�ون�)(يوسف:)

فلما قال لهم : (هل علمتم)عرفوه، وكذلك المشايخ ل يتعرفون للمريffدين إل بعffد – إذ ذاك –أن يعلم المريد علم الحقيقة، وتوهب لffه تلffك الرقيقffة فيقffول لشffيخه

أأنت الذى كنت معى هناك؟ فيحصffل أنffس بعfد أنfس، وقffرب بعffد لبffس، ولكffنبفضل ا الذى أحصى كل شئ عددا.

و�ل�و�ل ف�ض�ل� اللuه� ع�ل�ي�ك�م� و�ر�ح�م�ت�ffه� م�ffا ز�ك�ffى م�ن�ك�ffم� م�ffن� أ�ح�ffد� أ�ب�ffدا)(النfور: مffن اليfة))فبتزكية ا لعباده، يظهر فيهم أثر إرشاده.21

16

Page 17: الإلهام النافع

فيوضات وأنوار جعفرية"ملحوظة"

فعليك يا أخانا فى ا بجولة فكرك فى تلك المعانى، بعد تطهيرك للوانى، لعلffك أن تدنو من باب دخلنا به كأسلفنا، دار بل فنا، مفتاحه فنا، فإن أفنيت نفسك، فقffد أبدلت أنسك، وفرقت بين النسين، ل سيما إذا واظبت على الحزبيffن الوليffن، فقffد تعجب منهما أرباب العصمة، فعليك يا أخانا بعلو الهمة، فقffد آن لffك مffا آن، ولكffل وقffت أذان، فffأذن مffؤذن البدايffة، وأذن مffؤذن النهايffة، ففffى أى المرحلffتين ذات العيرين أنت، وهل سرق منك وقتك أم أنت للffوقت حفظffت؟! وهffل ذكرتنffى عنffد أورادك، أم شغلت عنى بأموالك وأولدك؟! فما حظى بنا من نسى قربنffا، ول نffال منا من غاب عنا، ومن حكم العادات حرم من البركات، ومن نظر إلfى غيfره حffرم من خيره وميره، ومن قال إنه قد مات عوقب بالفوات، فانظر بعينى قلبك إلى من

نظر إليك بهما ول تكن من الغافلين. فكم من غارف غرف، فهل بلغت ذلك حتى تشمر عن ساعد جدك لتغرف؟! وكffم ساهر ليله ليتعرف فتعرف إليه الحق فعرف، فهل شمرت لتعرف؟! فfانظر بعينffى جنانك، وانظر إلى ثمرك إذا أثمر، ول تعتقد وحدته لتشابه ثمره فإنه مختلف ألوانه،

فيه شفاء للناس. فأكثر من ذكر ربك بالغدو والصال، ودع عنك شوارد القيل والقال، فما خffاب مffن

استهدى به، فعليك بهديه لعلك أن تهدى إلى صراط مستقيم. إن ا قد اشترى منك نفسك فهffل حصffل منffك القبffول حffتى تكffون علffى القffدم الراسخ فى متابعة الرسول صلى ا عليه وآله وسلم، فل تخرج بعد الشراء علffى مالك يحببك ا، وأكثر من قول (ل حول ول قوة إل بالله)فإنها كنز يغنيك، والتجffاء

يكفيك. فبخ بخ لمن لزم هذا التهليل الجليل، وجعل ديندنه(ل إله إل ا محمد رسول ا فى مل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا)حffتى يفتffح ا لfه حfانوته ومخزنfه،

)19م�ر�ج� ال�ب�ح�ر�ي�ن� ي�ل�ت�ق�ي�ان�)(الرحمن: )فيه :)20ب�ي�ن�ه�م�ا ب�ر�ز�خ� ل ي�ب�غ�ي�ان�)(الرحمن:)حقيقة وشريعة،

" أنت على علم من علم ا ل أعلمه أنffا، وأنffا علffى علffم مffن علffم ا ل تعلمffهأنت"، ولكن كما جئتنى بأمر ربك ل بأمر نفسك.

17

Page 18: الإلهام النافع

)82و�م�ا ف�ع�ل�ت�ه� ع�ن� أ�م�ر�ي)(الكهف: من الية))22ي�خ�ر�ج� م�ن�ه�م�ا الل�ؤ�ل�ؤ� و�ال�م�ر�ج�ان�)(الرحمن:)

صنفان ل يباعان وذم بائعهما:خ�ر�ة�)(البقرة: من الية) �)86أ�ول�ئ�ك� الuذ�ين� اش�ت�ر�و�ا ال�ح�ي�اة� الد�ن�ي�ا ب�ال

)17إ�نu ي�و�م� ال�ف�ص�ل� ك�ان� م�يق�اتا)(النبأ: )ولكن يؤجلن :فيا خسارة نفس فى تجارتها لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم فللؤلؤى بحريك آلن الحديد، ولمرجانهما معان ولمعان كل يوم يزيد.

)26ل�لuذ�ين� أ�ح�س�ن�وا ال�ح�س�ن�ى و�ز�ي�اد�ة�)(يونس: من الية ):)76و�ي�ز�يد� اللuه� الuذ�ين� اه�ت�د�و�ا ه�دى` )(مريم: من الية)

)13و�ز�د�ن�اه�م� ه�دى`)(الكهف: من الية فبإضاءة لؤلئك ومرجانك تبصر أسرار دقائق حقffائق إسffلمك وإيمانffك، فل تخffرج من بحرك الول بغير مهffرك فعليffه المعffول، ول مffن بحffرك الثffانى بغيffر معرفffة المثانى، فل تغفل عن بحرى شريعتك وحقيقتك حتى تنال منهما الؤلffؤ والمرجffان،

و�ل ت�ق�ffول�نu ل�ش�ffي�ء� إ�ن�ffي ف�اع�ffل� ذ�ل�ffك� غ�ffدا) )وبهما يكشف لك عن حقيقة النسان : و�م�ا ر�م�ي�ت� إ�ذ� ر�م�ي�ت� و�ل�ك�نu اللffuه� ر�م�ffى )(لنفffال:)) فإنك ل تفعل شيئا ما 23(الكهف: )فإن أفنيت فقد شاهدت، ول يكون ذلك إل بفنائك، وإن شffاهدت فمffا17من الية

أفنيت ويكون ذلك ببقائك. فعجيب أمرك فاعجب منه ول تعجب من سواك، ول يشغلك ما أشغل غيرك عمffن سواك، فما أنت إل دليل لغيرك عليه بما أبدعه منك، فكيف تحجب بك عنffك، وأنffت

و�ف�ffي أ�ن�ف�س�ffك�م� أ�ف�ل ت�ب�ص�ffر�ون�))))، ويقول لك 117ك�ن� ف�ي�ك�ون�)(البقرة: من الية)أثر)21(الذريات:

بحر شريعتك لوله ما كانت حقيقتك، وبحر حقيقتك لوله ما تمت شريعتك. قال أبو عبد ا المام مالك بن أنس رضffى ا تعffالى عنffه :" مffن تصffوف ولffم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولffم يتصffوف فقffد تفسffق، ومffن جمffع بينهمffا فقffد

fتحقق" أه وما الطريق إل موصل، فل تجعله قاطعا بهجرانك مورده العذب، فل ركبت مركffب القرب لتصل، ول جذبتك جواذب الجذب، الهجffرة قبffل الفتffح وأنffت هffاجرت حffتى يفتح لك الباب، ولكنك أخلدت إلى الرض، أرض نفسك فأرضيتها واتبعت نهffج غيffر

18

Page 19: الإلهام النافع

أولى اللباب، فل خوف أقلقك من غيره له حتى تطمئن بذكره، ول بعث فيك غيرةتسبيح الطائر فى وكره.

أما آن لffك أن تتخلffص مffن أقفffاص نفسffك وظلمffات حجبffك، إلffى أنffوار تجليffات ق�د� أ�ف�ل�ffح� م�ffن�)مشاهدة ربك، حتى تتنزل عليك كمالت ل تتناهى، فتدخل فى فلح

�عال�ي�ه�م� ث�ي�ffاب� س�ffن�د�س� خ�ض�ffر� و�إ�س�ffت�ب�ر�ق� ))) فتكتسى من سندس 9ز�كuاه�ا)(الشمس:ي�ffا أ�يuت�ه�ffا النuف�ffس� ال�م�ط�م�ئ�نffuة�)))ونفسك قد زكت وربffك ناداهffا21(النسان: من الية

)ذكرت فزكت فصفت فاطمأنت فصغت فسمعت (ارجعى)عffن السffوى،27(الفجر: فقد أضر بك البعد عن خالقك، فهلم يا نفس هلم (إلى ربك)الذى خلقffك فسffواك، وبما ناسب مستواك رباك، وكنffت ميتffا بffذكره أحيffاك، وفffى وادى قدسffه أجلسffك وهناك(راضية)به عمن سواه لما مزقت للسودى، وأعرضت عن الملك ومffا حffوى،

فصارت (مرضية)عند من على العرش استوى. فأذن لها بالدخول فى حضرة أهل الوصول (فادخلى فى عبادى)فهffم أفضffل مffن يحبهم، ولولهم ما خلقت النة، فهم الوارثون وهو تراثهم، وهfم المنعمfون وهfى

نعيمهم. (وادخلى جنتى)جنة الشهود اللهى فى الffدنيا معهffم فffى حضffرات أذكffارهم " إذا

إ�نu ال�م�تuق�ين� ف�ي ج�نuات� و�ن�ه�ffر�))مررتم برياض الجنة فارتعوا" وجنة النعيم فى الخرة)54(القمر:

ل يحجب عنا من صار منا فعليك يا أخانا بالتذكر فيما ذكرناه لك، لعلك أن ترشد بنفسك إلى نفسك فإنهfا آيfة لك، فتطوى عنك كثائف الحجب الظلمانية التى أثقتلك ووارتنا عنك، وما وارتك عنffا،

وكيف يحجب عنا من صار منا؟ فإلى متى أنت على ما أنت، وقfد سfار النجffب حولffك وفرحffت بهfم أربfابهم، وقfد

ف�ب�ffذ�ل�ك� ف�ل�ي�ف�ر�ح�ffوا)شغلهم نعيمهم عن شواغل أنفسهم عندما شاهدوا ما أمروا بffه )وإن فى أحزابنا ما تنطffق مffن مffذاقته58ه�و� خ�ي�ر� م�مuا ي�ج�م�ع�ون�)(يونس: من الية

البكم، وتسمع له الصم، وإنها لجنة معجلة لمن عكفffوا عليهffا، فمffا ذاقهffا ذو ذوق إل ولجت به فى لجج بحار جواهر المعانى الغالية الثمان، وشعت عليffه شffموس التجليات التى تغيبه عن الكوان، حتى يقول : " كffان ا ول شffئ معffه وهffو الن

على ما عليه كان".

19

Page 20: الإلهام النافع

فتارة يكاد يذيبه خشوعه.وترة تسيل على الخدين دموعه.

وتارة يرى أمرا عجيبا.وتارة يرى نفسه غريبا.

وتارة يكاد أن يطير من الجساد.وتارة يهجر النوم والوساد.

وتارة يقمر الليل بقمره.وتارة يترقب نداء الحق بسحره.

وتارة يذكر حال شيخه فتخضر أشجاره، وتفوح أعطاره، وتتزايد أنواره، وتمffد إليffهموائد القرى، ويدعى إلى صافى الشراب بأم القرى.

فل عجب فقد أملها من أملها، فطابت بإملئه النفيffس، وأعطاهffا لمffن وافاهffاوهو صاحب العلم النفيس.

إياك أن تشاهد نفسك معنا فجل بفكرك فى عجائب كلماتها، ولزم عليهffا حffتى تتصffل بffأرض قلبffك بميffازيب غيثها فيصب عليه من جواهر مكنوناتها لترشد بها أنت وترشد من أردناه وأرادنا من إخوانك وأحبابنا، وإياك ومشاهدة نفسك معنfا، فإنهffا حجابfك عنfا، وقاطعfك عfن إمداداتنا، وا يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم، وهو حسبك وعليه التكلن، ول

حول ول قوة إل بالله العلى العظيم. فالشيخ والد الروح، وهو أفضل من والد الجسffد، وأحffرص عليffك منffه، فل يمل قلبك لغيرنا عنا، وعندنا ما لو كشف عنك الحجاب عن بعض مكنوناته لffذهلت

نفسك. وإن لوامع بروق أحزابنا تنيرك إذا لمعت، وتصدع عدوك إذا صدعت، وتغنى فاقتك إذا تليت، وتمل قلبك علما إذا قطffرة بffه نزلffت، ومffا صffدود نفسffك عنهffا إل لنفاستها، وما تقاعست عنها إل لتقاعدك عن الكتاب والسنة اللذين همffا أصffل لهffا

ومنبع فيض فيضانها وشمس قمر لمعانها. ل�لffuذ�ين�)فما أردته من أوراد غيرنا ففيهffا أودع وزيffادة، وذلffك مffن فضffل ا علينffا

)26أ�ح�س�ن�وا ال�ح�س�ن�ى و�ز�ي�اد�ة)(يونس: من الية

20

Page 21: الإلهام النافع

فكم أشغلت نفسك عنا بأمور تريد فتح أبوابهffا فمffا فتحffت لffك البffواب، وأحزابنffا مفتوحة لك أبوابها وترفك حجابهffا، وقffد أذنffاك كمffا أذن لمffا مffن ينبffوع الحقffائق

الوجودية صلى ا عليه وآله وسلم.فادن أيها المريد من حضرة الشيخ تنل ما تريد وفوق ما تريد.

قال سيدى عبد السلم السمر رضى ا تعالى عنه:uأدن منى نعطيك مناك ول تخالف على

الستقامة خير من ألف كرامة لن كffل شfيخ مfأذون مffن الحضffرة العليfة النبويfة ففffى أوراده إمffدادات لتبfاعه وأولده، وبالعكوف على الوراد والملزمة والمداومة يظهر لك ما أشfرنا بfه إليfك، لكن بشرط الستقامة التى هى خيffر مffن ألffف كرامffة لمffن اسffتقام فffى طريقنffا

وتبتل، عليه البركات تتنزل.�نu الuذ�ين� ق�ال�وا ر�ب�ن�ا اللuه� ث�مu اس�ت�ق�ام�وا ت�ت�ن�زuل� ع�ل�ي�ه�م� ال�م�لئ�ك�ffة� أ�لu ت�خ�ffاف�وا و�ل ت�ح�ز�ن�ffوا ))

)30(فصلت: من الية( ثم استقاموا( معنى

قال سيدنا أبو بكر الصديق رضى ا تعالى عنه لجماعة مffن الصffحابة رضffى اتعالى عنهم:

ما تقولون فى قوله تعالى : (ثم استقاموا)؟ قالوا: أى لم يذنبوا.

قال : حملتم المر على ما هو أشد منه.قالوا : وأنت ما تقول؟

قال: لم يرجعوا إلى عبادة الوثان.وروى عنه أيضا أنه قال: استقاموا قول̀ وفعل̀.

وعن سيدنا عمر بن الخطاب رضى ا تعالى عنه : لم يراوغوا روغان الثعالب.وعن سيدنا عثمان بن عفان رضى ا تعالى عنه : أخلصوا العمل.

وعن سيدنا على رضى ا تعالى عنه وكرم ا وجهه: أدوا الفرائض.وعن الفضيل بن عياض رحمه ا تعالى: زهدوا فى الفانية، ورضوا بالباقية.

قال شيخنا رضى ا تعالى عنه:

21

Page 22: الإلهام النافع

" وأما أن رأى أن ذلك الجواب ل يقبله الحق تعffالى منffه ول يرتضffيه فليشffرد مffنذلك المر، أى أمر كان فإنه وبال عليه إن دخل فيه"

فإن قيل: إن المكروه هو الذى ل عقاب فى فعله، فكيف يكون وبال̀؟ " الجواب" : أن الوبال أقسام ومنه الوبال الروحانى القلffبى، ول شffك أن المكffروه

يضر الروح والقلب.فإن قيل: إن حديث النفس بالسوء معفو عنه فكيف يكون وبال̀؟

قال عليه الصلة والسلم : (إن ا تجاوز عن أمتى ما حدثتها به أنفسها). "والجواب" : كما قال سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى ا تعالى عنه : القلffب لffه

عينان يؤذيهما التفكر فى الحرام والمكروه كما يؤذى الريح الشديد البصر.

من شرد إلى الشيخ فقد شرد إلى ا تعالى ومعنى الشراد إلى ا تعالى هو الدخول فى حلقات العلم كما فى الحديث: " أما

أحدهما فأوى إلى ا فآواه ا". ويكون أيضا باتخاذ المشايخ الذين يوصلون إلى ا تعالى، ومن له شffيخ فليشffرد إليه عند الوسواس وليجلس بين يديه، فإنه ترياق الغيار، ول تنظر إليه نظرك إليffه ولكن انظر إليه ظاهرا وإلى شيخه باطنا، واستمع إليه ظffاهرا وإلffى شffيخه باطنffا ترى العجffب العجffاب، ويفتffح لffك البffاب، ويسffهل لffك الوصffول، ويffؤذن لffك فffى الدخول، وحسن ظنك به مطيتك السريعة، حتى تأخذ ما عنده لك من وديعfة، فهffو

الترجمان بينك وبين أهل البرازخ، أهل التحقيق والقدم الراسخ. والشيخ المنظور إليه بffالنظرين، رؤيتffه تقffر بهffا العيffن، يffذكرك ا مffرآه، ويffدنى

روحك دعاؤه ورضاه. قال عليه الصلة والسلم:" أولياء ا الذين إذا رؤوا ذكر ا " أخرجه المام أحمد بن إدريfس رضfى ا تعfالى عنfه فfى كتبfه المسfمى روح السfنة، وذلfك لتعلfق أرواحهم بfالله تعfالى وقربهfم منfه، فكffان مثلهfم كحامffل المسffك إذا دنfوت منffه

شممت رائحة طيبة ذكرتك بصاحب الرائحة الزكية صلى ا عليه وآله وسلم.ولذلك حينما تشم تقول: اللهم صل� على سيدنا محمد.

كذلك الولياء يذكرونك ا تعالى بما لديهم من جواذب وروائح روحتهم، وعرفffان عرفهم، وقربأعزهم، ونور سطع منهم، وسر سرى إليهم، وفيض فاض عليهم من

معدن الفيوضات، وكلم تسمعه كالمنام.

22

Page 23: الإلهام النافع

تارة تراهم صفوفا على القدام.وتارة تراهم يقظة.

وتارة تراهم فى المنام، قطعوا عالم الحس فانزوى أمامهم الحس، ومزقffت لهffمالعوائد، فإن زرتهم على أى حال قبل أو بعد نلت غالى الموائد.

أنفاسهم عطرة.ونظراتهم روحانية.

وأحوالهم محدمية، وجليسهم ل يشقى، ومريدهم بهم يرقى.لبد من الوسيلة لبلوغ المطلوب

(ففروا إلى ا)إلى رسله عليهم الصffلة والسffلم، وإلffى علمffاء شffريعته، وإلffى أولياء حضرته، فإن النسان وحده قليل وبإخوانه كثير، والذئب يأكffل القاصffية مffن الغنم، فل تطلبن طلبا بغير وسيلة، لن الوسائل هffى السffباب الffتى توصffلك إلffى المقدور، وتاركها يكون من المعتدين فffى الffدعاء، وفffإن الffذى يسffأل ا تعffالى الذرية ولم يتزوج يكffون معتffديا لffتركه الوسffيلة، وهffى السffبب الffذى يوصffله إلffى

المقدور، والمدار كله على العلم إذ به الدنيا والدين.قال عليه الصلة والسلم : " ومن أرادهما معا فعليه بالعلم" يعنى الدنيا والخرة.

الشيخ العارف من سبل ا تعالى والشيخ العارف من سبل ا تعالى الموصلة إليه،ومن هدى إليه فقffد هffدى إلffى

والffذين جاهffدوا فينffا لنهffدينهمسبيل ا تعالى، لكن يبحffث عنffه بجffد واجتهffادسبلنا).

والعارف بالله تعالى : هو الذى عرف ا تعالى وقام بحقه، وعرف رسوله صffلى ا عليه وآله وسلم وقام بحقه، وعرف أوليffاء ا تعffالى وقffام بحقهffم، وعffرف

المؤمنين وتخلص من تبعاتهم.والعارف من عرف نفسه كما قيل: " من عرف نفسه عرف ربه".

فالنفس بها كمالت ونقائص، فمن عffرف الكمffالت فأبرزهffا والنقffائص فعالجهffافذاك العارف.

عارف:العين : علم.

واللف: انفصال عن السوى واتصال بمن على العرش استوى.

23

Page 24: الإلهام النافع

والراء: رغبة فى الخرة.والفاء: فرار إلى ا .

فالمعرفة : علم وانفصال واتصال ورغبة إلى الحق سبحانه وتعالى.

العلم الكسبى والعلم والوهبىوالعلم علمان : كسبى ووراثى.

قال عليه الصلة والسلم:" من علم بما علم أورثه ا علم ما لم يعلم". فالكسبى : يؤخذ من صدور الرجال، كما قffال لffى سffيدى عبffد العffالى رضffى اتعالى عنه قبل مجيئى إلى الزهر: " العلم يؤخذ من صدور الرجال ل من الكتب".

ووهبى : وهو أنواع: وأوله : ما كان بواسطة روح الواسطة بينه وبين عين الحقائق صلى ا عليه وآلffه

وسلم، وهو خفى وربما يخفى على المتلقى فضل̀ عن القارئ. وإذا كان الفيض فى حال فربما خفى عن المريد المتلقى بعض مffا كتبffه إذا تنffزل عن ذاك الحال، وقد يكون مناما، وقد يكون بين اليقظة والنوم، وقffد يكffون كلمffا بواسطة شراب أو طعام يقffدمه شffيخه لffه، وقffد يكffون كالبffذور فffى أرض قلبffه، وبحسfب نموهffا ينمfو زرعهffا، وقfد يكfون عfن الشffيخ يقظfة بمشfاهدة قلبيfة أو

مشاهدة ظاهرية. والثffانى : التصffال بالحضffرة النبويffة، وهffو اتصffال عظيffم يختلffف بffاختلف

)164و�م�ا م�نuا إ�لu ل�ه� م�ق�ام� م�ع�ل�وم�)(الصافات:)المقامات)163)ه�م� د�ر�ج�ات� ع�ن�د� اللuه� )(آل عمران: من الية

وبحسب الدرجات تتنزل الفيوضات، وأعلها درجة رؤيته صلى ا عليه وآله وسffلميقظة والسماع منه.

24

Page 25: الإلهام النافع

خرق الحجب واعلم يا أخانا بارك ا فينا وفيك أن رؤيته صلى ا عليه وآله وسلم يقظة تكffون عن طريق خرق العادة، وذلك بعد أن تصل إلى رؤية ما وراء الجffدار ونحffوه، ول يكون بعين البصر، وإنما يكون بعين البصيرة القلبية، ويكون فى حال� عجيب، وعند احتجابه صلى ا عليه وآله وسلم عنك ترجع إلى حالتك الولى، وذلك لعلو قffدره

صلى ا عليه وآله وسلم. وإذا حضر صلى ا عليه وآله وسلم بمجلس ولffم تحصffل لffك رؤيتffه ربمffا

شعرت باهتزاز الرض، وذلك لك دون غيرك، وربما شممت رائحة طيبة. أقرب الطرق الموصلة لرؤية النبى صلى ا عليه وآله وسلم

وفى الصلة العظيمية ما يكشف لك كثيرا من مثل هذا، فعليك بها إن أردت أقffربالطرق الموصلة وأهونها عليك بهذه الشروط وهى :

أن تسبغ الوضوء مراعيا فضائله مع استعمال السواك.-1صلة ركعتين : الولى بالفاتحة والنصر، والثانية بالفاتحة والخلص.-2 بعد السلم تذكر ذنوبك وتنوى التوبة النصوح مffن جميffع المعاصffى،-3

ثم تتلو الستغفار الصغير سبعين مرة والسfتغفار الكffبير سffبع مffرات، ثfم تتلو الفاتحة لشيخك وتشاهده بقلبك عن يمينك ثم تشاهد الحضرة النبويffة

أمامك. ثم تتلو الصلة العظيمية بقدر الستطاعة وتفتح عينى قلبffك عنffد قولffك " تعظيمffا

لحقك يا مولنا يا محمد يا ذا الخلق العظيم". ول تزال تترقى ما داومت على هذه الكيفية، وقد أشار إليه السيد الختم الميرغنffى

رضى ا تعالى عنه، وقليل من هذا خير من كثير. فل تجعلن قولى هffذا منffك موضffع الهمffال، حffتى يفتffح ا لffك مffا تعسffر مffن

القفال. واجتنب عند ذلك أكل البصل النيئ والثوم والكرات والفسيخ وكل ذى رائحة كريهffة، ولبد من حلق ما أمرت بحلقه، ونتف البffط وتقليffم الظffافر، وأن تطيffب جسffمك بالطيب وثيابك، والمسك أطيب، وبخور المستكى التركى مع شئ من العود أو عود

الند.قال بن النحوى رحمه ا تعالى

وإذا أبصرت منار هدى فاحذر إذ ذاك من العرج

25

Page 26: الإلهام النافع

لتكون من السباق إذا ما جئت إلى تلك الفرجفهناك العيش وبهجته فلمبتهج ولمنتهج

وقد وقف بنا القلم هنا، وسنرجع إن شاء ا تعالى فى ذكر هذا إليك فى رسffالةخاصة بالصلة العظيمية.

قال شيخنا رضى ا تعالى عنه: فإنه وبال عليه إن دخل فيه

26

Page 27: الإلهام النافع

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنffه : أى ذلffك المffر الممنffوعشرعا.

والوبال هو العذاب، فتارة يكون فى الدنيا والخرة، وتارة يكون فى الffدنيا، وتffارةيكون فى الخرة.

واعلم يffا أخانffا هffداك ا وهffدانا: أن مشffايخ الطريffق يقولffون فffى كلمهffم : "تجمعنا الطاعة وتفرق بيننا المعصية".

وأى وبال أشد على المريد من التفرقة بينه وبين شيخه؟ فالشيخ باب الحضرة النبوية، والحضرة النبوية باب الحضرة القدسffية، فمffن عffرف البابين دخل فى الحضرتين، قال سيدى الشيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى

عنه فى ذلك:فبابك للمختار شيخك يا فتى به الوصل بالمختار فى حضرة القربوبالسيد المختار ترقى إلى العل ويدنيك من رب الوجود بل حجب

تنبيه خطير وأردت بالشيخ شيخ الطريق الذى فى الffبرزخ، وأمffا الffذى تلقيffن عنffه الوراد فهffو بابك إلى الشيخ صاحب الوراد، وبدونه يتعذر عليك الوصول، ويكفى فيfه اسffتقامة الظffاهر مffن فعffل الواجبffات وتffرك المحرمffات، لن طffاعته ل تنفعffك ومصffيته ل

تضرك. وإنمffا اتصffالك بفعالffك ومقالffك وبشffيخك المجffازى هffذا الffى شffيخط الحقيقffى

المأذون من الحضرة النبوية. فائدة

رأيت فى منامى وأنا فى الزهر الشريف رجل̀ يقدم إلى الزهر، ولحت لى إشارة من سيدى السيد عبffد القffادر الجيلنffى رضffى ا تعffالى عنffه أن اسffتقبله، وبعffد الرؤية حضر رجل من الجزائر يبلغ الستين من عمره، وعليه عبffاءة مغربيffة خلقffة، وكنت قد أحضرت ثوبا أبيض من السودان يسمى (شقة)وذهبffت بffه إلffى الخيffاط، وأمرته أن يجعله لى عباءة مغربية فمffاطلنى مffدة شffهرين، فلمffا ذهبffت بffه إلffى الخياط قال لى : هذا صاحب العباءة ل أنت، وخاطها فى يومها وأعطيتهffا لffه، ثffم

قلت له: ما اسمك؟قال: أحمد الجيلنى.

قلت: ما طريقك؟

27

Page 28: الإلهام النافع

قال: قادرى. فمكث فى الزهر أشهرا وهو يصوم النهار ويقوم الليل، ويجلس وحده منعزل̀ عن الناس، فدخلت عليfه ذات يfوم ونfويت بقلffبى أن ألتمffس منffه شffيئا مffن السffرار، فوجدته جالسا مستقبل القبلة يذكر السم المفرد بالمد(ا )ودمffوعه تتقffاطر مffن عينيه، فجلست عن يمينه، فالتفت إلffىu ونظfر بغضffب وقfال لfى: لكونffك أكرمتنffىوخدمتنى تريد أن أعطيك سرا من أسرار ا؟ ما فى لك عندى شئ، ما فى إذن.

ثم هدأ غضبه وقال لى : يا بنى لكونك أكرمتنى سأدلك على شئ هffو أعظffم مffن السر الذى تريده: اعلم أن كل شيخ طريق مأذون من رسffول ا صffلى ا عليffه وآله وسلم، فالمدد فى أوراده لمريديه، فعليك بأوراد الشيخ الذى أنfت تنتمfى إليfه ففيها المدد لك ل فى غيرها، فل مدد فى ورد بغيffر إذن، ول إذن لمريffد فffى غيffر

أوراد شيخه، فل تطلب شيخاً` غيره ول وردا غير ورده.وأصول الصوفية تنحصر فى هذه الكمالت:

فناء فى الشيخ.فإذا رأى منك قدمك إلى رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم.

فإذا رأى منك النبى صلى ا عليه وآله وسffلم الفنffاء فيffه صffلى ا عليffهوآله وسلم قدمك إلى ا تعالى.

ثم سافر هذا الرجل إلffى المدينffة المنffورة ومكffث بهffا زمنffا، ثffم رجffع إلffى بلده هf تقريبا عليه الرحمة والرضوان.1370وتوفى بها عام

ومن الوبال على المريد إنكffاره علffى شffيخه المباشffر، أو علffى شffيخه الffذى فffىالبرزخ، وعليه أن يسلم تسليما.

ثلثة على خطر سمعت من شيخى وأستاذى الذى هو كان سببا لى فffى الخيffر الكffثير أخffذت عنffه العهد منذ خمسة وثلثين عامffا وذكffرت معffه كffثيرا، وخffدمته ولزمتffه ورأيffت منffه الكرامات والبركات، سللة السبط سيدنا ومولنا السيد الحسffن رضffى ا عنffه، أل وهو السيد محمد بن السيد عبد العالى ابن المام شيخ الطريقة ومعffدن الحقيقffة

سيدنا ومولنا السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنهم أجمعين. سمعته وهو شيخى وأستاذى السيد محمد بن السffيد عبffد العffالى الملقffب بالسffيد

الشريف يقول:

28

Page 29: الإلهام النافع

ثلثة على خطر:ابن الشيخ، وزوجته، وتلميذه المقرب إليه.

لن ابنه يعتمد على جاه الوالد، ويتكاسل عن العمل، أما إذا اتبع والده نالحقين: حق العمل، وحق القرابة.

والزوجة يخشى عليهffا مخالفffة أمffر الشffيخ وغضffبه، أمffا إذا أطfاعته فلهffاحقان: حق العمل بالوراد، وحق الزوجية.

والتلميذ المقرب من الشيخ: ربما اطلع علffى عبffادة الشffيخ فاسffتقلها فffى نظره، أو يرى شيئا ل يعجبه فيظن سوءا فيهلك، أما إذا أخلص للشيخ كان

له حقان: حق الوراد، وحق الخدمة للشيخ. انتهى كلمه وممن نال ذلك الخير الشيخ إبراهيم الرشيد تلميذ سيدى أحمد بffن إدريffس رضffى ا تعالى عنهما، فإنه تتلمذ لسffيدى أحمffد ووالffى خffدمته حffتى إن سffيدى أحمffد قبffض ورأسffه الشffريف علffى حجffر سffيدى إبراهيffم، نسffأل ا أن يرزقنffا رضffا

المشايخ، ويصرف عنا شر غضبهم إنه نعم الكافى القدير.ومن الوبال فى الدنيا رؤيته لنفسه شيخا مع الشيخ قبل أن يأذن له.

سمعت حكاية عن بعض العلماء : أن تلميذا للشيخ الغزالى رضى ا تعالى عنه صار يدرس بالبلffد الffتى بهffا شffيخه، فحدثته نفسه بالخروج من تلك البلffدة وأنffه اسffتغنى عffن الشffيخ، فركffب السffفينة وسافر، ففى وسط البحر اضطربت المواج وتحركت السفينة، فقال للبحffر: اسffكن

إنما عليك بحر مثلك. فمدت إليه سمكة من البحر رأسها وقالت له : يا أيها البحر ما قولك فى رجل مسخ

هل تعتد زوجته عدة وفاة أم عدة طلق؟ فسكت ولم يجب بشئ، وقال لملح السفينة : رد السفينة إلffى حيffث بffدأنا السffير،فرجع إلى الشيخ الغزالى، فقال له: ما الذى ردك من سفرك؟ قال : سؤال سئلته.

ثم ذكر له سؤال السمكة، فقال الشيخ الغزالى:ننظر إن كان مسخ حجرا اعتدت زوجته عدة وفاة.

وإن كان مسخ حيوانا آخر اعتدت عدة طلق. فرجع التلميذ، فلما وصل المكان من البحر خرجت السمكة، فقال لها الجواب الذى

fسمعه من شيخه، فقالت له السمكة:" ذاك البحر ل أنت" أه

29

Page 30: الإلهام النافع

وهكذا إن شاء ا كلما وقفت فكرتffى رددت سffفينتى حffتى يقffال لffى: ذاك مffنالشيخ ل منك.

إشارات خفية خطيرة وهكذا فى الحال ما يغنى عن المقال، وفى الشارة ما يغنى عffن العبffارة، وفffى التسليم شارب التسنيم، وفى المحبة شراب المربة، وفى المشاهدة ما يغنffى عffن المجاهدة، وفى مشاهدة ابن إدريس ما يغنى عن التدريس، وفى ملحظته تنزيل عبارته، وفى خياله فيوضات مقاله، وفffى إكبffاره هffاطلت أسffراره، وفffى لمعffان أنواره وأحزابه فتح بابه، وفى أوراده نفع أولده، وفffى تكريffم أولده عيffد وداده،

وفى حب ابنه السييد عثمان ما يقربك من خمر الدنان. وقد سلمنا له حاله ومقاله فاستفتح سماء العلو، ففتح له ما عز على غيره، فكffان منا مكان القلب من الجسffد، فكشffف لffه بحبffه لشffيخه ونffال بانتسffابه إليffه الffدرر

الغوالى ابنه السيد عبد العالى. وكم من مغترف، وكم من سامع، وكم سابح فى بحره المتلطffم المffواج المffالئ للفجاج، فعليك بالتباع لهذا الشيخ عالى الهمم، راسخ القدم حتى تذوق من مودته وتنال من بركته(رحمة ا وبركاته عليكfم أهffل الfبيت إنfه حميfد مجيfد)مffن كنfوز

غيوب أسرار أوراد شيخه وبخدمتك له ما يسخر لك العوالم. وقد نال ابن السنوسى مffن إخلصffه لشffيخه الوراثffة الجامعffة للصffفات المحيطffة بجميع التجليات، فقيل فيه كشيخه ذى الفعال الحمدية، وهكذا جذب ابن الهدل، جذب الشيخ من مكة إلى اليمن فأكمل، وهكذا جffذب المجffذوب، ونffال بffه ظffافر

فظفر، وأظهر الرشيد العجائب والعبر. وهكذا كان السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه بحfر علfم زاخfر، وفيfض قدس طاهر، مربيا ربانيا، وطبيبffا روحانيffا، مffا غمffدت أسffيافه، ول أنكffرت القffرى

أضيافه، فإن أردت الدليل فعليك بأوراده، لتكون من جمله وراده. فكم ورد عليه واردون، وانتفع بعلمه سامعون، وكم أحيffا قلوبffا فاسffتنارت، وإلffى

سماء العلو طارت، تلميذه عارفون، واتباعهم أحمديون.

30

Page 31: الإلهام النافع

له فى كل زمان رجال تظهfر، وأسfرار تبهfر، وعلمffات نجميfة، ومfدارك إدريسfية، تربيته ل تنقطع عن أحبابه، ولهم مffوائد أنسfه واقffترابه، لffه دول وجfولت، وجنffود كالجبال الراسيات، وكم عليه من نعم من ا تترا )اع�م�ل�ffوا آل� د�او�د� ش�ffك�را )(سfffبأ:

)ومن الوبال على المريد اختلطه بالمنكرين الذين كلمهم كالحجffارة،13من الية وإن قلب المريد كالزجاجffة " والزجاجffة كسffرها ل يجffبر" فمffن عffرض لهffم فقffد

عرض زجاجته للكسر. واعلم يا أيها المريد هدانا ا وإياك لنوره التام، وأدخلنا وإياك فى حضرة القffدس التى ل يكدر صفوها بوجه من الوجوه: أن الية فى اللغة هى العلمffة الffتى تffدل على الشئ المراد، وهى إما قولية كآيات القffرن الحكيffم، وإمffا فعليffة بل واسffطة كالسffماء والرض، وإمffا بواسffكة كffالمعجزات للرسffل عليهffم الصffلة والسffلم، والكرامات للولياء، لن اليffة مffن القffرآن العظيffم دليffل علffى وجffود ا تعffالى،

والسموات والرض وما فيهن كذلك. والمعجزة من الرسول صلى ا عليه وآله وسلم دليل على صدقه، والكرامffة مffن

الولى دليل على صدق الرسول صلى ا عليه وآله وسلم. إذا علمت كلمى هذا علمت معنى قوله تعالى : )و�إ�ذ�ا ر�أ�ي�ffت� الffuذ�ين� ي�خ�وض�ffون� ف�ffي

)68آي�ات�ن�ا ف�أ�ع�ر�ض� ع�ن�ه�م� ح)(النعام: من الية فجلوسك مع المنكرين وسماعك لقولهم حffرام، إذ أنffت مffأمور بffالعراض عنهffم،

ففكر فى قولى هذا ول تهمله فإنه نفيس إن شاء ا تعالى.قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه هقب هذا اللهام:

أعرض عن الجهال ل تسمع لهم فكلمهم شؤم على من يسمعهوإذا ذكرت لواحد� أهل الهدى وذكرت سيرته فقولك يفجعهوإذا ذكرت سواه من اهل الدنا تلقاه يسمع للكلم ويجمعهكالجعل يؤذيه الغوالى طيبها ويسر بالروث الدنئ وينفعه

عرج على ابن ادريس فى حلقاته تلقاه يقرأ للحديث ويجمعه فعساك أن ترقى به من نظرة فهو المام لنا بحق نتبعه

تلميذه فى الذكر يرتع والهدى أكرم به روض الحقائق مرتعه قال سيدى أحمد بن إدريس صffاحب العلffم النفيffس رضffى ا تعffالى عنffه: الب

أبوان :

31

Page 32: الإلهام النافع

أبو الروح. وأبو الجسد، وأبو الروح أفضل من أبو الجسد، وأراد رضى ا تعffالى عنffه

بأبى الروح شيخ الطريق. وأما إن كان الشيخ من العترة الطاهرة النبوية فيجب حبه لذلك زيادة على حبه

لكونه شيخا. وإننى أعجب بهذين البيتين للشيخ الكبر سيدى محيffى الfدين بffن عربffى رضfى

ا تعالى عنه:جعلت ولئى آل طه فريضة على رغم أهل البعد يورثنى القربى

فما طلب المبعوث أجرا على الهدى ببعثته إل المودة فى القربى قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى فى البردة الحسنية الحسينية:ل تنكر السر فى آل الرسول فهم من نور جدهم جاءوا بسرهم

وذاك أنهمو منه ووالدهم باب العلوم على فارس المم ومن الوبال على المريد انتماؤه للمffدعين ممffن يffدعون الجتهffاد، وينكffرون علffى الئمة رضffوان ا تعffالى عليهffم، وهffم ل يعرفffون القffرآن ول الحffديث ول علffم

الصول، فهم فتنة بين المسلمين، وهم أضر على المريد السالك من المعاصى. ومن العجب أن حالهم ل يعجب أحدا إل لجهال وشركهم ل يصطاد إل الجهال كمffا

قال الشاعر: إن الطيور على أشكالها تقع. ومن علماتهم غبرة على وجوههم، وأنهم من أهل الوجهين، وبخلهم إل على من يوافق قولهم، وكثرة كلمهم بغير ذكر ا تعffالى، وإظهffار الحماقffة عنffد الحffديث معهم، واحتقارهم لمن هو دونهم ولو كان أعلم وأشرف، كثرة غفلتهffم عffن ذكffر ا تعالى، وكثرة الرياء واعتناؤهم بما يراه الناس، وبغضهم للصوفية، وإنكffارهم عليهم، وإنكffار كرامffات الولياءf واتخffاذهم قfولهم مهنffة للعيffش، وعجزهfم عنffد

المناظرة مع أى عالم، واحتقار جميع المسلمين وتضليلهم وتسفيه آرائهم. فالمريد السالك فى طريق ا تعالى يحذر هؤلء، ويصحب الخيار كمffا قffال ابffن

عاشر المالكى رضى ا تعالى عنه:يصحب شيخا عارف المسالك يقيه فى طريقه المهالك

قال شيخ الشيوخ وسلطان الرسوخ سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالىعنه :

32

Page 33: الإلهام النافع

يصffحب شffيخ العلffم والكتffابفليffس بعffد العلffم مffن هدايffةفاسffمع مقffاله وكffن سffريعافالشيخ أنffت إن أطعffت المffراومfffدد الشfffيخ بقfffدر الحfffبوكلمffffffا ذكرتffffffه تلقffffffاهتلffك معffانى الffذوق يffا أخانffاإدراكنfffffا الدراك إن أردتfffffهإدراكنfffffffا سfffffffبيل ل إدراكإن الحمfffى لfffذاكر يfffا إبنfffىطريقنfffا القfffرآن ثfffم السfffنةومالffك إمامنffا فffى المffذهبووردنffا كffالمزن يهمffى عسffل`فأسfffرعوا نحfffوى عبfffاد افمfffا حجبنfffا عنكfffم الfffتراببfل نحffن فffى القلfوب ل نfزالفfffإن رأيfffت قfffد رأيfffت ثمfffاومfffن رآنfffا كfffالتراب صfffرناومffن رأه فffى المقffام العffالىفffذاك قffد درى ومffن درانffىواحfffر قلبfffاه علfffى القلfffوبوآمنfffffت بكfffffل مfffffا تfffffراهونحffن بعffد المffوت كffالملكواعجبfffffا واعجبfffffا للfffffرائىوهffل رأى جبريffل حيffن يظهffروهfل درى العfروج والمعراجffامfffن رسfffل وأنبيfffاء سfffادواثم رآهffم فffى السffماء أخffرىوالوليfffاء الصfffالحون نfffالوا

ليهتffffدى بffffه إلffffى الصffffوابوعمfffffل بfffffه هfffffو الوليfffffةلعمffffل بffffه وكffffن مطيعffffاوكنffffت محبوبffffا لffffديه سffffراكffffذاك قربffffه بقffffدر القffffربل سfffيما إن غبfffت فfffى رؤيfffاهفل تكfffffن مصfffffاحبا سfffffواناوربنffffا العظيffffم مffffا أدركتffffهفل تمffffffل لغيرنffffffا إيffffffاكفل تمfffل عfffن منهجfffى وفنfffىوشfffffffيخنا لجfffffffده وكلنfffffffاوعقffffدنا كالشffffعرى الطيffffبفيfffffه دواء للfffffذى قfffffد أقبلفfffffالغيث منهfffffل بل تنfffffاهىول تغيبنffffا كمffffن قffffد غffffابواوفfffى القلfffوب ينfffزل المقfffالغيثffffا مريعffffا هffffاطل̀ وعمffffافfffذاك محجfffوب وعنfffه سfffرنامffداره المحبffوب عبffد العffالىيموت فى العقبى علffى اليمffانقfffد أنكfffرت معfffالم الغيfffوبوأنكffرت مffا غffاب فffى مffرآهفهfffffل نظfffffرت دورة الفلكوهffffل رأى البffffاطن للسffffماءكدحيffffffة وللعقffffffول يبهffffffرومfffن أتfffوا فfffى ليلfffة أفواجfffافكيfffف جfffاءوا للfffدنا وعfffادوافffاعجب وصffدق إن أردت أجffراكرامfffة الرث كمfffا قfffد قfffالوا

33

Page 34: الإلهام النافع

ومن الوبال على المريد أن تحدثه نفسه برؤيffة الحffق سffبحانه يقظffة، أو أن يffرى

نورا منه، أو يسمع له كلما، أو يشم له رائحة. كل ذلك من صفات الحوادث ومستحيل على الحق سبحانه وتعالى.

وإذا رأى نورا أو شم رائحة` طيبة، أو سمع صوتا بكلم طيب فإنه يكون ممffن قffال)10إ�نu الuذ�ين� ي�ب�اي�ع�ون�ك� إ�نuم�ا ي�ب�اي�ع�ون� اللuه� )(الفتح: من الية)ا تعالى له:

فكما أنه ناب عن ا تعالى فى البيعة لستحالتها عليه تعالى بالكيفيffة المعهffودة، كذلك ينوب عنه فيما يراه السالك الذاكر من خوارق العادات، أو أن يكون ملكا من قبل الحق سبحانه وتعالى، أو أن العمل نفسffه ينتقffل إلffى درجffة الحffس فتقffوى

الروح فترى نوره وتشم رائحته الطيبة، وا تعالى أعلم. ومن الوبال على المريد الصادق تعلق حب الffدنيا بقلبffه، وذلffك دليffل علffى حيffاته

الولى النفسية العادية. قال بن الفارض رحمه ا تعالى: " ها أنت حى� إن كنت صادقا مت" يعنى ميولffك

إلى الدنيا وإلى شهواتها واغترارك بنفسك، ورؤية عملك دليل على حياتك.إن كنت صادقا فى حبك لله تعالى كن معه كالميت الذى ترك الدنيا وما فيها:

ومن الدلئل أن تراه مسلما كل المور إلى المليك العادل واعلم يا أخانا فى ا تعالى أن الموت الffذى أشfار إليffه ابfن الفffارض رحمfه ا

تعالى هو الذى عبر عنه بالحياة فى قوله:فالموت فيه حياتى وفى حياتى قتلى

والمراد بالموت قطع النفس عن شهواتها كما ينقطع الجسم بعد الموت عن عيشالدنيا ولذائذها.

ومعنى الحياة أن تتغلب الروح على الجسد، ويكون لها الحكffم النffورانى والتعليffقالرحمانى.

جنود الهوى

34

Page 35: الإلهام النافع

فكانت العين تهوى النظر إلى ما تشتهى، والذن تهوى سماع ما تشffتهى، واللسffان يهوى من الكلم ما يشتهى، واليد تتحرك إلى ما تأمر بffه النفffس، والرجffل تمشffى إلى ما تأمر به النفس، والبطن والفرج إلى ما تffأمر بffه النفffس، فهffذه هffى جنffود الهوى للنفس المارة، فإن تغلبت النفس واستولت على تلك الجنffود كffان النسffان حيا بالحياة الحيوانية الشهوانية، وإن تغلبت الروح على الجسد كان لها الحكم علffى تلك الجنود، فالول هو الميت يعنى يالشffهوات، والثffانى هffو الحffى يعنffى بالحيffاة الروحية الملكية، قال بن الفارض رحمه ا تعالى : فأهل الهوى جنffدى وحكمffى

على الكل. فاستمع إلى تلك الغرائب لعلك أن تشهد بعض العجائب، ففى الحزبين الولين من أحزابنا ما يكشف لك عffن سffر كلمنffا، فجffل فيهمffا بروحffك حffتى تمffوت نفسffك،

وينقطع عن السوى أنسك، ثم تموت وتحيا بها، وتكسى ثياب القبول والبهاء. فمن كلماتها ينهلعليك فرات عذبها المنهل، من مناهل غيffوب مffا وراء المثffل، وقffد

جعلنا لك فيها ما أودعه ابن عربى فى مؤلفاته، وابن الفارض فى منظوماته.

ل تثريب عليك إن لم تقرأ غير تلك الحزاب، فقد جمعت لك ما حضر وما غاب. هذه الكعبة ولكن أين الطائفون، وهذه عرفات فأين الواقفون، هffذه يخffرج منهffا

شفاء للناس فأين الشاربون؟ واعلم أن لكل شيخ طريق عقاقير فى أوراده تصلح لولده السالكين طريقه، فيها فيتامينات التقوية والتغذية، وفيها بلسم الشffفاء، وفيهffا مffا يهffدى النفffوس ويقffوى

الروح. فمن أراد الوصول فل وصول له إل بأوراد شيخه فهى سبيله، وباب وصffوله وهffى

روحه وريحانه.ويقول سيدى عبد السلم السمر رضى ا تعالى عنه:

يا تارك وردى ما تنده بىويقول: واللى عرف شيخه يحمبه، واللى خدم شيخه من خمرته يسقيه.

ويقول : مريدى ينطق بريقى فى كل قصيدة.ويتكلم عن شيخه رضى ا تعالى عنه:

سيدى وأبى وسلطانى من البعد جاءنى يرعانى كالطير حايم آه آه

35

Page 36: الإلهام النافع

وعلى المريد العاقل إذا سمع كلما لى ولى وصف به شيخه أيضا ول يffرى شffيخهأ�ل من غيره بل يغتفر له تقديمه على أقرانه من أهل زمانه.

قال ابن الفارض رحمه ا تعالى:وفى حياتى قتلى.

فهما قتلن وحياتان، فالقتل الول قتل الروح، وهو كناية عن تغلffب النفffس عليهffا، والقتل الثffانى قتffل النفffس وهffو كنايffة عffن تغلffب الffروح عليهffا، وهكffذا شffهداء

المعارك. واعلم يfا أخانfا إذا أردت أن تffدخل فffى شfهداء المعfارك لتنfال إحffدى الحسffنيين بإحدى القتلتين فى ميffدان القتffال، فffاقتحم ميffدان الرياضffة والعزلffة والنفصffال، فتحيا بإحدى القتلتين يحاة الشهداء الذين هم أحياء بعد قتلهم وعنffد ربهffم، ولهffم

اتصال بأحبابهم، ولهم فرح بهم وبقدومهم إليهم. إما فى جنة الفردوس وإما فى مشاهدة ربهم، ولكل إدراك وتوجه، وانتباه وقرب،

وجذب وحب، وإمدادات وبركات، ونفحات وخيرات. وتهيأ يا عبد ا بروحك، وأنصت بقلبك لما سيلقى عليك: إن حب الدنيا فى قلب كل

ك�م�ث�ل� ال�ع�ن�ك�ب�وت� اتuخ�ذ�ت� ب�ي�تا و�إ�نu أ�و�ه�ن� ال�ب�ي�وت� ل�ب�ي�ت� ال�ع�ن�ك�ب�وت�)(العنكبffوت: مffن)مريد )فحرك نسمات قربك الماحية لنعوتك، لتمحو معها بيوت عنكبوتك، فما حل41الية

حب إلهى فى بيت عنكبوت، ل، والذى نفسى بيده حتى يومت، فتخل عن سفاسفأمورك، وانظر بعين قلبك إلينا وما سطرته يدك من سطورك.

ه�ذ�ا ع�ط�اؤ�ن�ا ف�ام�ن�ن� أ�و�()،و6ف�م�ا أ�و�ج�ف�ت�م� ع�ل�ي�ه� م�ن� خ�ي�ل� و�ل ر�ك�اب�)(الحشر: من الية):Vر� ح�س�اب�)(ص�)39أ�م�س�ك� ب�غ�ي

، وإن حجابك عنا رؤيتك لنفسك، وغفلتك عم حظيرة قدسك، وإن سفاسف أموركاشتغالك بدار غرورك، أو ميول قلبك إليها لتغنى، إذ كلما مال إليها مال عنا.

فل ميول فى طريقنا لمن تذوق المعانى، ودخل فى الميدان، وظهرت له المرائى، وصار هو المرئى والرائى، وعرف ما لم يعرفه الغيffر، وكffان علffى جffادة الطريffق

فى السير.عليكم بالحزاب بعد تلوة القرآن العظيم

فعليك بالحزاب بعد تلوة القرآن العظيم، تتنزل عليك معانى أسرار السبع المثانىوالحواميم.

36

Page 37: الإلهام النافع

ثم عليك بالحزاب التى مffا سffطرها ولffى فffى أوراده، ول قffدمها متقffدم لولده، فهى خطيبك الذى يهتز منبر قلبك لعظمته، وشيخك الحاضffر الffذى تصfغى بروحfك لجواهر كلماته، وغناك من فقرك، وعلمك بعد جهلffك، وجنffدك الناصffر، وسffلطانك المجند، وقصرك المشيد، فإذا أهملتها فقد أضعت عزك، وأوقفت سffيرك، وعطلffت

النجب واليعملت، وحق لك أن تبكى عليك الباكيات. وهكذا حال من ترك الوراد، واقتحم العقبة بغيffر زاد و أدخffل سffيفه فffى قرابffه،

و�ل ت�ل�ق�ffوا(والعدو على بffابه، ونسffى الحffرب والمعركffة، ولffم يffذكر قffوله تعffالى: )قال صاحب العلم الffثرى سfيدى صffالح195ب�أ�ي�د�يك�م� إ�ل�ى التuه�ل�ك�ة�)(البقرة: من الية

الجعفرى :الورد للنسان كالبنيان يشده الكثار بالمعانوصلة بالشيخ والمريد تكراره يزيد فى التأييدومنه ما يراد من إمداد بتركه يكون فى كساد

والنفس عن أورادها نفوره ما لم تكن بنوره مغمورةفاحذر أخى النفس والشيطانا ول ترى مقصرا كسلنا

واعلم يا أيها النسان إن أثمرت أشجارك بالورد، فبما أعطيناك مffن ورد، ومffا شfم منك من طيبها ل منك، ومنا وإليك ل عنك، فلدينا بحار تعلو أمواجها، وبعجزك عبffور

فجاجها.

أيها المريد أعنى على نفسك فأعنى على نفسك بنفائس الحزاب التى تطيب بها أ،فاسك، وتكثر حراسك، وتffزاد أنوارك، وتطيب ثمارك، ففكر فيمن وكلت إليه، وكان معول سffلوكك عليffه، نظراتffه

تحييك، وإمداداته تبقيك، فحيهلن به إذا وافاك، وبإقباله عليك رباك. نعم قد أحالنا شيخنا إليه، وأوقفنffا بيffن يffديه صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم، إذ منffه

انشقت النوار، وانفلقت النوار، وفيه ارتقت الحقائق، وتحقق به أهل الطرائق.قال بن الفارض رحمه ا تعالى:

فأدر لحاظك فى محاسن وجهه تلقى جميع الحسن فيه مصوراليست لحاظ الرأس ولكن لحاظ القلب، لمن جلسوا على كراسى القرب.

فنظروا بالجميع، إلى هذا الشفيع صلى ا عليه وآله وسلم.

37

Page 38: الإلهام النافع

نظروا بالجميع وما حققوا النظر، فكيف لو نظروا إليه بالبصر؟قال البوصيرى رحمه ا تعالى:

وكيف يدرك فى الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم فايش تقول فى طريقنا هذا الذى مربيك فيه سراج العffوالم صffلى ا عليffه وآلffه

وسلم. وإنها لنعمة كبرى ومنقبة عظمffى تتضffاءل أمامهffا الجبffال الراسffيات، وتغتبffط درر

يخ�ت�ffص�(معانيها الباحر الذاخرات، وذلك مما اختص به طريقنا رب الرض والسffماء )ومن الوبffال علffى المريffد نسffيانه شffيخه105ب�ر�ح�م�ت�ه� م�ن� ي�ش�اء�)(البقرة: من الية

وتعلق قلبه بغيره وقراءته لوراد غير شيخه مع ترك أوراد شffيخه، فيقffال لffه كمffاقال سيدى عبد الرحيم البرعى رحمه ا تعالى :

آثرت غيرى على لكن كما يدين الفتى يدان أو أن يأخذ عهدا غير عهده بfأن يffدخل طريقffا غيfر طريffق شfيخه، أمffا إذا تحقfق وكشفت له الحجب ورفعت له الرتب حتى صار يقول: أمرنا بكذا، فل حجر عليffه إذ

ذاك.فيكون مثله كالمقلد إذا بلغ مرتبة الجتهاد.

فتارة يكون مجتهدا فى مذهبه الذى درسه، وتارة يكون مجتهدا مطلقا.قوله رضى ا تعالى عنه:

وهذه القاعدة هى أساس العمال والقوال كلهffا، فمffن تحقffق بهffا ورسffخ فيهffاكانت أحواله كلها مبنية على السداد ظاهرا وباطنا ل يدخلها خلل بوجه من الوجوه.

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: لنها كالميزان الذى يبين المبهم، فهذه القاعffدة تffبين للنسffان نتيجffة العمffل قبffل الدخول فيffه وتسffمى النتffائج التصffورية وهffى ل توجffد إل عنffد مffن تحقffق بهffذه

القاعدة. لنها تأمرك قبل العمل بفكرة، تدخلك ميادين الحضffرة، فيهffا نتffائج العمffال قبffل

الدخول فيها. ثم هنا النسان إما أن بعلم فيرجffع عfن قبيffح فعلfه لمfا علfم، وإمfا أن يعلfم ول يرجع، وإما أنه ل يعلffم فل يرجffع، فffالول عاقffل، والثffانى شffبه مجنffون، والثffالث

مجنون.

38

Page 39: الإلهام النافع

ف�ه�و� ع�ل�ى ن�ور� م�ffن� ر�ب�ffه�)(الزمffر: مffن(فالذى علم سوء العاقبة ففر من سوء العملو�أ�ض�ffلuه� اللffuه� ع�ل�ffى ع�ل�ffم�)()والذى علم ولم يرجع فهو كما قال ا تعالى : 22الية

و�ك�نffuا()ومن لم يعلم فهو ضال خاض مع الخائضين بل علffم 23(الجاثfية: من الية)45ن�خ�وض� م�ع� ال�خ�ائ�ض�ين�)(المدثر:

أى بل علم ول عقيدة فهو منزل منزلة المجنون. فمن جعل هذه القاعدة أساسا لعمله فقد فاز، وأسس بنينانه على أسffاس مffتين

ف�م�ن� أ�سuس� ب�ن�ي�ان�ه� ع�ل�ى ت�ق�و�ى م�ن� اللuه� و�ر�ض�و�ان� خ�ي�ر� أ�م� م�ن� أ�سuس� ب�ن�ي�ان�ه� ع�ل�ى ش�ffف�ا( )ومffن تحقffق فffى هffذه109ج�ر�ف� ه�ار� ف�ان�ه�ار� ب�ه� ف�ي ن�ار� ج�ه�نuم�)(التوبة: مffن اليffة

القاعدة كانت أحواله كلهffا علffى الكتffاب والسfنة ظfاهرا بمراعfاة الظffاهر وباطنffابمراعاة الباطن.

والظاهر: العمال والقوال.والباطن: القلب، وفى الحديث " ........ ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"

إ�نu الffuذ�ين� اتuق�ffو�ا إ�ذ�ا)وكلم السيد رضى ا تعالى عنه يدخل تحffت قffوله تعffالى : )201م�سuه�م� ط�ائ�ف� م�ن� الشuي�ط�ان� ت�ذ�كuر�وا ف�إ�ذ�ا ه�م� م�ب�ص�ر�ون�)(العراف:

. fاة. أهffبيل النجffس(رونffم مبصffإذا هffف)مffاظر إليهffأى وسواس (تذكروا)أن ا ن الجللين.

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى : (تذكروا)أى ذكروا ا مع وجود غفلffة فنقلهffم ن ذكffر مffع وجffود غفلffة إلffى ذكffر مffع وجffود حضffرة، فاطمffأنت قلffوبهم بعffد

اضطرابها(أل بذكر ا تطمئن القلوب). و�ج�اه�د�وا ف�ي اللuه� ح�قu ج�ه�اد�ه�)(الحج:(فلما اطمأنوا شاهدوا، فلما شاهدوا جاهدوا

و�الuذ�ين� ج�اه�د�وا ف�ين�ا ل�ن�ه�ffد�ي�نuه�م� س�ffب�ل�ن�ا)(العنكبffوت:()فلما جاهدوا اهتدوا 78من الية)فلما اهتدوا وعهم الحسنى وزيادة(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).69من الية

فلما زادهffم جعلffوا حبffه زادهffم، واشffتاقوا إلffى وجهffه الكريffم ودعffوه بالغffداة )فffإذا28ي�د�ع�ون� ر�بuه�م� ب�ال�غ�د�اة� و�ال�ع�ش�ي� ي�ر�يد�ون� و�ج�ه�ه)(الكهف: مffن اليffة(والعشى

النداء القدس من الكمال اللهى المقدس: أين المشتاقون إلىu؟ فجفffت جنffوبهم عن المضاجع ونورهم لمع(تتجffافى جنffوبهم عffن المضffاجع يffدعون ربهffم خوفffا

أ�مffuن�)وطمعا)فسهروا الليالى، وأضاءوا كالللى، وشمروا قانتين ساجدين وقffائمين)9ه�و� ق�ان�ت� آن�اء� اللuي�ل� س�اج�دا و�ق�ائ�ما )(الزمر: من الية

39

Page 40: الإلهام النافع

فلما انسffلخوا عffن بشffريتهم وتغلبffت عليهffم روحffانيتهم، فهffوؤلء لبffد أن تكffون أحوالهم كلها مبنية على السداد؛ لنها أحوال روحيانية مجردة عن دسffائس النفffس ظاهرا وباطنا، كصفة الروح فإنها نورانية ظاهرا وباطنا، وكذلك ما صدر منها يكffون

كذلك. وقد نشأ ا المرسلين والنبياء عليهم الصلة والسلم على هذا الحال فلم يصffدر

منهم خلل ما بوجه من الوجوه.وهذه الصفة فى الرسل عليهم الصلة والسلم حقيقية وفى التباع ورائية.

وكذلك كل ما صدر من خوارق وعلوم ومعارف فإنها بطريق التباع والوراثة. وكان من أجلهم وأوسعهم دائرة فى هذا المقام نبينا صلى ا عليffه وآلffه وسffلم، فإن الرسول كان يرسل لقومه خاصة وقد أرسله صلى ا عليffه وآلffه وسffلم ربنffا إلى الناس كافة، فجميع الورثffة مffن جميffع المffم إلffى يffوم القيامffة هffم وارثffوه

وتابعوه صلى ا عليه وآله وسلم. وقد أجاد شيخنا الشفا القطب النفيس مولنا السffيد أحمffد بffن إدريffس رضffى ا تعالى عنه حينما وكلنا إللى رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم يتولى تربيتنا، وقد

شاهد كثير من إخواننا ذلك إلى يومنا هذا.فاختص ا الخذين لطريقه الحمدى بالتربية المحمدية.

وكأن السيد لحظ حين تلقيه الffذكر الخffاص بfه وأنfه فيffه الجمfع بيffن الحضffرتين وهو : ل إله إل ا محمد رسول ا، وكذلك فى قوله : واجمع بينى وبينffه... الffخ،

ما يزيد على التربية لن الجمع والملزمة يزيدان على التربية. فامتاز هffذا الطريfق فffى أوراده بهffذه الميfزات لffه، وأن صffاحبه كffانت لffه القffدم الراسخة فى المتابعة المحمدية الظاهرة فى جميع أحffواله، فكffانت الرابطffة بينffه وبين رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم رابطة قوية متينة، وقالوا: إن كffل مريffد

يرث من مقام شيخه وحاله على قدر اجتهاده واستعداده ووثوق الشيخ به. نقل بن الثير عن سيدنا على رضى ا تعالى عنه وكرم ا وجهه أنffه قffال: " إن فى هذا الصدر لعلما لم أجد له لقنffا لكffن أصffبت لقنffا غيffر ثقffة" ومعنffى اللقffن:

الفهم.

40

Page 41: الإلهام النافع

قال مولنا العffارف بffالله تعffالى الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عffن أجداده:"فالشيخ ينظر إلى ذكاء المريد وأمانته على السرار وعدم اغتراره بها بعffد ظهورها عليه، ومراعاة الدب مع الشيخ وحفظ مقامه ودرجته عنده وإل كان ليس

بذاك، نعوذ بالله من ذلك.كل ما يصدر من الشيخ غيث للمريد

واعلم يا أخانffا هffداك ا وهffدانا: أن مثffل المشffايخ كالسffحب تحمffل رحمfة ا المساقة لسقى القلوب المحمدية لتحيا بها الحياة الطيبة، وأن رياح حبك وإخلصك

إليهم تسوق سحب غيثهم إليك. فرضاهم غيث، ودعاؤهم غيث، ونظراتهم غيث، وأورادهم غيث، وطعامهم غيffث، وشرابهم غيث، واطعامهم غيث، وخدمتهم غيث، وتffوجههم غيffث، وكلمهffم غيffث، وثناؤهم عليك غيث، وذمهم لك غيث، وتأديبهم لك غيث، وكffل شffئ حاصffل منهffم

غيث. فهئ نفسك لغيوث شيخك عسى أن تحيى أرض قلبك فتخرج من موت روحك إلى حياتها، ومن غفلتها إلى التفاتها، ومن سجنها إلى إخراجها، ومن قيدها إلffى حلهffا، ومن حرامها إلى حللها، ومن حلها إلى حرمها، ومن حرمهffا إلffى معرفffة حرمتهffا، ومن حرمتها إلى عرفات معرفتها، ومن معرفتها إلى فرط حبها، ومffن فffرط حبهffا

إلى حيرتها.كما قال سيدى ابن الفارض رضى ا تعالى عنه:

زدنى بفرط الحب فيك تحيرا وارحم حشا بلظى هواك تسعراوبذلك تصل إلى ما وراء ذلك، وتغيب عن ملك نفسك وجميع الممالك.

وتفكر فى قوله تعالى : (كل شئ هالك إل وجهه). فتبحث بعد حياتك عن الحى، وبعد فنائك عن الباقى، فتffدرك ببحثffك كffل شffئ إل

الذى (ليس كمثله شئ).فعند ذلك تكون حيرتك عبرة، وجهلك حكمة، وعجزك قدرة، وعدم إدراكك إدراكا.

ثم تفكر فى العرش العظيم وفى مكانه وزمانه فيرجffع عقلffك إليffك عffاجزا كليل̀،فكيف أنت أمام خالقه ومبدعه؟ قد أعجزتك روحك علما وهو بين جنبيك.

وهكذا عجزك عنها بين يديك دواليك.

41

Page 42: الإلهام النافع

فهل عرفت روحك يابن التراب والسffماء؟ أم وقفffت عنffد جسffمك الffذى هffو مffنالطين والماء؟ وهل نظرت بعينك مقر رزقك وكيف ينزل عليك؟

فإذا عجزت عن شئونك فكيف تدرك من بيده الشئون، وأمره بين الكاف والنffون؟!فل تحم حول الحمى فيقتلك الظما.

و�م�ا ر�م�ي�ffت� إ�ذ� ر�م�ي�ffت� و�ل�ك�ffنu اللffuه� ر�م�ffى)(النفffال: مffن اليffة(وفكر فى قوله تعالى )فسبحان الظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم.17

قال كنز العطايا اللهية مولنا الشيخ صالح الجعفرى:تذكرت روحى كيف روحى فلم أجد لروحى سبيل̀ والسبيل هو الوقف

فكيف لعقلى أن يفكر فى الذى له العقل مخلوق كذا الروح والكيفله الملك والملك والعز وحده له الخير والكرام والعطف واللطف

على العرش رب العرش لكن كقوله وليس لنا من بعد ما قاله وصفقال السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

وهذا معنى قوله صلى ا عليه وآله وسلم " حاسffبوا أنفسffكم قبffل أن تحاسffبواوزنوها قبل أن توزن عليكم" .

قال سيدى العارف بالله تعffالى الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه : جعل السيد رضى ا تعالى عنه القاعدة الولى كلهffا شffرحا لهffذا الحffديث، وإنffه

لشرح عظيم مطابق لمعنى الحديث. فإذا رجعت إلى القاعدة من أولها علمffت ذلffك، وا الموفffق إلffى سffواء السffبيل

وهو حسبى ونعم الوكيل.قوله :" حاسبوا أنفسكم ......... ألخ"

قال مفخرة السلف وقدوة الخلف سيدى صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه : المحاسبة أنواع فيحاسب نفسffه علffى الختلس، وعلffى الحffرف فffى القرطffاس،

وعلى البرق إذا لمع، وحمام اليك إذا سجع.وهل ذكرها البرق بريق الحمى وسجع الحمام لدمع همى

وقول المهيمن : (إذ هما )فالشئ بالشئ يذكر، والذنب بالتوبة يغفر.و�ل�ق�د� ك�رuم�ن�ا ب�ن�ي آد�م�)(السffراء: مffن اليffة(ويحاسب النفس على نفاستها وتكريمها

)وعلى تعليمها بعد جهلها(علم النسان ما لم يعلم)وعلى خطاهffا علffى الرض70)12و�ن�ك�ت�ب� م�ا ق�دuم�وا و�آث�ار�ه�م�)(يfVس: من الية)وأين سارت

42

Page 43: الإلهام النافع

وعلى غفلة حجبتها، ونظرة سمتها، وفى الحديث النبوى : " النظرة سffهم مسffموممن سهام إبليس".

وعلى كلمة قالتها : لو مزجت بالبحار لمزجتها، أل وهى الغيبة التى أجمffع العلمffاء على أنها من الكبائر، ول تجوز غيبfة المسffلم مطلقffا علffى أى حffال مffن الحffوال،

وهذه هو ظاهر الكتاب والسنة. ويحاسب نفسه على تركها من العلم ما وجب، وعلى المال ما اكتسffب، ومffن أيffن

طريقه، ومن أين جاء وإلى أين ذهب؟ وعلى الموت إذا نزل بإنسffان، وهffل ذكffره ذلffك مffوته وفراقffه الهffل والخffوان.

وعلى ما أنبتت الرض من الزرع والزهور، وهل ذكره ذلك البعث والنشور؟. وعلى النffار إذا أججffت، وهffل ذكرتffه الجحيffم إذا سffعرت. وعلffى رؤيتffه للحffدائق والثمار، وهل ذكره ذلك دار القرار، وعلى نظره إلى المبدعات والجبffال الراسffيات

والبحار الطامحات، والرتع السارحات، والطفال والمهات، والسفن الجاريات. وهل تذكرت نفسه عند ذلك قوله تعالى: (ومن آياته الجوار فى البحffر كffالعلم)؟ أم ظن أنه علfى غفلتffه عffن ذلffك ل يلم؟ إذا كffان كffذلك فمffا الفffرق بينffه وبيffن

النعام؟. ث�مu ر�د�د�ن�ffاه� أ�س�ffف�ل�(خلقك ا أيها النسان لتحاسب نفسك، وتارة تهوى مع الهاوين

)5س�اف�ل�ين�)(التين:)81و�م�ن� ي�ح�ل�ل� ع�ل�ي�ه� غ�ض�ب�ي ف�ق�د� ه�و�ى)(طfه: من الية(

طريقنا كله حساب ومحاسبة فعجل بحسابك، قبل أن يعجل بذهابك، فليس بعد الذهاب من الffدنيا مffن رجعffة،

وليس بعد ترك المحاسبة من فجعة. واعلم يا أخانا أن طريقنا هذا كله حساب ومحاسبة، واقتراب ومراقبة، ل سيما لمن واظب على الحزاب، ورتلها بالسحار، مع المشاهدة والتذكار، وغلffب عنffد تلوتهffا روحه على جسده، ويومه على أمسffه، وغffائبه علffى حسffه، حffتى تتلشffى أمffامه الزائلت، وترسخ فى قلبه الباقيات الصالحات، حتى يكون قلبه ينبوع حكمffة روحffه المفاض عليها من فيض فيضان قدس معالم غيبها النازلة من رحيق مختوم ختffم

كلمات ربها.

43

Page 44: الإلهام النافع

و�إ�نuه� ل�ذ�ك�ر� ل�ك� و�ل�ق�و�م�ك�)(فعليك يا عبد ا بالكثار من قيامك وصومك، وتذكرك ربك )وعرج على الصلوات الربع عشرة اللffواتى بحرهffن زاخffر،44(الزخرف: من الية

لعلك أن تحوز لتلك المفاخر، وادخل بكليتك الروحية، فى معانى كلماتهffا النورانيffة، عساك أ، تتصل بالنور اللمع فتستنير، والسffر الهffامع فيسffير بffك إليffه فffى حضffرة

القدوس البديع.فكم قد شرب من رحيقها شارب، وكم قد اهتدى بهديها فى المشارق والمغارب.

وحسبت قول من اهديت إليه فيها، فإنه أدرى بمعانيها، وهو سيدى الشريف السffيدأحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه حيث يقول فى فضلها:

" إن هذه الصلوات قد استوت على عرش النوار، وأرجلهن متffدليات علffى كرسffى السرار، تصلين فى كتاب الكمالت المحمدية بقرآن الحقائق الحمدية، قد طلعffت فى سماوات العلى شمسها، وارتفع عن وجه الكمال المحمffدى نقابهffا، وبحرهffن فى الحقائق اللهية زاخر، ولهن فى القسمة من المعffارف المحمديffة حffظ وافffر، خذهن إليك يا مffن أراد أن يسffبح فffى كfوثر النffور المحمffدى، وجffل فfى عجffائب معانيها يا من يبتغى الغتراف من البحر الحمدى، تتلffو عليffك مffن كتffاب الحقffائق المحمدية محكم اليات، وتفسر لك بعض نقش حروف آيffاته البينffات- وا يهffدى

من يشاء إلى صراط مستقيم". قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه : قد جعل السيد أحمد بfن إدريس رضى ا تعالى عنه الصلوات الربع عشرة مفتاحا لمن أراد أن يسبح فffى

كوثر النور المحمدى.

فيوضات جعفرية اعلم يا أخانا واسمع مقالنا هذا بمسامع قلبك عساك أن تشرب من صffافى وردك أن ا تعالى جعل فى الدنيا شمسا للنهار وقمرا لليل، فأهل النهار يسffبحون فffى ضوء شمس نهارهم، وأهل الليل يسبحون فffى ضffوء قمffر ليلهffم، ويشffترط فffى

إدراك نوريهما سلمة ما به الدراك.

44

Page 45: الإلهام النافع

وجعل ا تعالى النبى صلى ا عليه وآله وسلم شمس نهار القلوب وقمffر ليلهffا، فمن شاهده بقلبه السليم الدراك سبح فffى كffوثر نfور شمسffه وقمffره صffلى ا عليه وآله وسلم، كما أن من سبح فى ضffوء شffمس نهffاره ونffور قمffر ليلffه تffأتى أعماله كاملة كما ينبغى، لوجود النور الذى يميز بffه، كffذلك الffذى يسffبح بقلبffه فffى كوثر النور المحمدى تأتى أعماله الدينية والدتيوية كاملة بالكمال المحمffدى، وهffذا الكوثر النورانى هو المسمى بالسر السارى فffى سffائر السffماء والصffفات، أعنffى أسffماءك فffى درجاتffك وخطffوات روحffك، فتffارة تسffمى راضffية، وتffارة تسffمى

مرضية..... إلخ. وصفاتك من قبض وبسط إلfى غيfر ذلfك، فكfل صfفاتك وأسfماءك تكfون كاملffة بسبحك فى كوثر النور المحمدى الذى به تكون نورا فffترى كffامل̀ مكمل̀، ويناسffبك فى هذا المقام الكثار من الصffلة الكاملffة لسffيدى أحمffد بffن إدريffس رضffى ا تعالى عنه وهى : " يا كامل الذات يا جميffل الصffفات، يffا منتهffى الغايffات، يffا نffور الحق، يا سراج العوالم، يا سيدى يا محمffد، يffا سffيدى يffا أحمffد، يffا سffيدى يffا أبffا القاسم، جل كمالك أن يعبر عنffه إنسffان، وعffز جمالffك أن يكffون مffدركا لنسffان، وتعاظم جللك أن يخطر فى جنان، صلى ا سبحانه وتعالى عليffك يffا سffيدى يffا

رسول ا يا مجلى الكمالت اللهية العظم. سائل̀ بقلبك الغتراف من البحر الحمدى، وإن أتمه وأكمله ما كان يعد رؤيته صلى ا عليه وآله وسلم يقظة، وقد يكون بواسطة حال روحانى مع مشاهدة باطنيffة، وتارة يكون من حيث يعلم المفاض عليه، وتارة مffن حيffث ل يعلffم، ولسffعة مffدد

الفيض ل يدخل تحت حصر هذه الغتراف المشار إليه. وقد أخبر صحاب هذه الصلوات رضى ا تعالى عنه بأن من واظب على تلوتهffن ينال من هذا الغتراف، فل تكن مستريبا فيما ل ريffب فيffه، عسffاك أن تغffترف مffا قدره ا تعالى لك مع الذين اغffترفوا وكffانوا هffادين مهتffدين، ولهffا أربffع عشffرة صورة نورانية، تزف بجنود حبfك وإخلصfك إلffى خيfر البريfة صfلى ا عليfه وآلfه

وسلم.

45

Page 46: الإلهام النافع

خروج العمال المعنوية فى صور حسية عند ترقى الروح فإن العمال المعنوية قد تكون فى صور حسيية، فل تغفل عن إشffارتنا هffذه لffك فإنها نعمت الشارة، ول عن عبارتنا فإنهffا نعمffت العبffارة، ول تكffن ممffن شffغلته

درسه عن أنسه، ويومه عن أمسه. وما أشرت به إليك من أن العمال المعنوية تكون حسيية ذكره سيدى محيى الدين

بن عربى رضى ا تعالى عنه فى قوله: بل يفعل ذلك بمجرد قيام هذه الصفة به، وحكfم هfذا السfم اللهffى عليfه، فffإذا تحرك فى العبادات التى ل حظ فيها للخلق كالصلة والصيام والحffج وأمثffال ذلffك بل كل عبادة مشروعة وهو مستمد من هذه الحضرة فينffوى فfى عبffادته تلfك مffا كان ل حظ للمخلوق فيها أن ينشئها ويظهر عينها بحركاته أو مسكه عنهffا إذا كffانت العبادة من التروك ل من الفعffال فينشffئها صffورة حسffنة علffى التمffام والكمffال، لتقوم صورة لها روح بما فيها من الحضور مع ا بالنيfة الصffالحة المشfروعة فfى تلك العبادة، يفعلها فرضا كانت أو نفل̀ من حيث ما هffى مشffروعة لffه علffى الحffد المشروع ل يتجاوزه لتسبح ا تلك الصورة التى أنشffأها المسffماة عبffادة، وتffذكر ا بحسب مffا يقتضfيه أمfر ا تعfالى فيهاf ويزيfد هfذا العبfد النعfام علfى تلfك الصورة العملية المشروعة بالظهور لتتصف بالوجود فتكون مffن المسffبحين بحمffد ا تعالى، إنعاما عليها وعلى حضرة التسبيح فيخلق فى عبادته ألسنة مسبحة للffه

بحمده لم يكن لها عين فى الوجود. جاءت امرأة إلى مجلس شيخنا عبد الرازق فقالت له : يا سيدى رأيت البارحة فffى النffوم رجل̀ مffن أصffحابك قffد صffلى صffلة العشffاء فأنشffأت تلfك الصffلة صffورة فصعدت وأنا أنظر إليها حتى انتهت إلffى العffرض فكffانت مffن الحffافين بffه، فقffال

الشيخ: صلة بروح؟!

متعجبا من ذلك، ثم قال: ما تكون هذه الصلة لحد من أصحابى إل لعبد الffرازق،يقول ذلك فى نفسه، فقال لها : وهل عرفت ذلك الشخص من أصحابى؟

قالت : نعم وأشارت إلى عبد الرازق الذى خطر للشيخ فيه، فقال لهاالشيخ : صffدقت، وأخffذها

مبشرة من ا.

46

Page 47: الإلهام النافع

" أخبرنى بهذه الحكاية عبد ا بن السffتاذ المffروروى بمffرورو مffن بلد النffدلسوكان ثقة صدروقا.

من الفتوحات المكية وهناك تمام البحث فffارجع إليffه217انتهى الجزء الرابع ص إن شئت.

قال سيدى الغوث الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: " واعلم يا عبد ا ما سيلقى عليك كشرح لطيف لكلم الشيخ الكبر سffيدى محيffى الffدين بffن عربffى رضى ا تعالى عنه يقول: إن العمل الصالح إذا عمله المؤمن يجعلffه ا تعffالى

نخلوقا حيا يسبح ا تعالى كالملئكة الكرام. اعلم أيها الخ أن النسان فيه روح من أمر ا تعالى ل يتصل بها شئ مffن العمffل إل أحياه ا تعالى كما أحيا الجسffم المتصffل بffذلك الffروح، وتمffام حيffاة الجسffم تكون بتمام الجسم وسلمته، والعمل يكون متصل̀ بالروح بواسطة الخلص،فffإذا أخلص العامل فى عمله صار العمل حيا بواسطة الخلص الذى وصل به لروحffه، وإل كان العمل كالجماد، ولذلك أعمال الكفffار وأعمffال النعffام سffواء، كمffا قffال

�ن�ع�ام� ب�ل� ه�م� أ�ض�ل�)(الفرقان: من الية (تعالى: �)�44إن� ه�م� إ�لu ك�ال لن النعام ليسوا مكلفين، فل لوم عليهم فffى مffوت أعمffالهم، ولن حيffاة الكفffار

روحية، وحياة النعام حيوانية غير عاقلة. وأنصت بقلبك لتلك الفائدة التى تجعل عملك حيا يسبح ا تعالى ول تهملهffا فإنهffا

عالية.فائدة أخرى

قال سيدى الشيخ محيى الدين بن عربى رضى ا تعالى عنه فى النصffف الثffانى:344من الجزء الرابع فى الفتوحات ص

" كما أعطت النوافل أن يكو ن الحffق سffمعك وبصffرك، فححffق فيمffا أبffديته لffك نظرك فإنك إذا علمت حكمت ونسبت ونصبت وكنت أنت أنت، وصاحب هffذا العلffم ل يقول إننى أنا ا وحاشاه من هذا حاشاه، بل يقول: أنا العبffد علffى كffل حffال،

وا الممتن على باليجاد وهو المتعال".

47

Page 48: الإلهام النافع

قال مولنا سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنffه: يقffول لffك الشffيخ أكبر سيدى محيى الدين بن عربى رضى ا تعالى عنه: ل تتهffاون بالنوافffل، فffإن سوقها عند ا حافل، ولها عنده شأن أى شأن، حيffث جعلffت الحffق سffبحانه لffك سمعا وبصرا يffا إنسfان، فعليfك بحافffل سffوقها بالليffل إذا عسfعس، وبالصffبح إذا تنفس، وفى الضحى والسحار، وفى البرارى والقفffار، حffتى يتحقffق فيffك معنffى الحديث القدسى:" ول يزال عبدى يتقرب إلىu بالنوافل حتى أحبه، فffإذا أ؛ببتffه كنffت

سمعه الذى يسمع به، وبصره الذى يبصر به......." إلخ. ولما كان ظاهر هذا الحديث يسffتحيل عليffه تعffالى أولتffه وقلffت فيffه بفضffل ربffى تعالى:" كنت سمعه... الخ" أى كان حبى فى سمعه وبصره وجميffع جffوارحه، لن الحب القلبى إذا زاد سرى إلى جميع الجوارح، وزيادته تكون بسبب حب ا تعffالى

لعبده الذى يجعل الحب اللهى ساريا فى جميع أجزائه. فالمدار على حب ا تعالى لك ل على حبك لffه، وبحبffك لffه عبffدته، وبعبادتffك لffه

أحبك، فل تنس الحب وأسبابه، واجعل نوافلك مدامك، حتى تبصر مرامك.

قال بن الفارض رضى ا تعالى عنه:ونفلى مدامى والحبيب منادمى

وهكذا توارد الحوال، عند تزاحم مقامات الرجال، فل تهملن جوادك عند السffباق،ول يعوقك عن نهوضك عائق سباق.

وأن تحاسب نفسك على قلقها وعدم صبرها على المكث فى المساجد الffتى هffى بيوت ا تعالى، وأعلمها أنها إذ ذاك تنffال ثffواب المرابffط فffى سffبيل ا تعffالى،

وهو الذى يكون حارسا بين الكفار والمسلمين.قال عليه الصلة والسلم:" وانتظار الصلة بعد الصلة، فذلكم الرباط ".

وأن تحاسب نفسك على عدم الرضا بقليل عيشك، وأنه يجب عليك الرضا بما قسما تعالى لك، قال تعالى:" نحن قسمنا بينهم معيشتهم".

واعلم أن ا تعالى قسم المعيشة التى عليها القوام بيffن النffس والجffن والطيffر والوحش والحشرات والهوام والبهائم والنعام والخيffل والبغffال والحميffر والرض

والشجار والب والزرع. وقسم أيضا النوار العلوية التى عليها قوام الملئكة والرواح والكffواكب والعمffال

الصالحة، وقسم أيضا الغيار والظلمات.

48

Page 49: الإلهام النافع

فمن وافق قسم عيشه قسم نوره كان عيشه نffورا، ولحمffه نffورا، وعظمffه نffورا، ودمه نورا، وبصره نورا، وعقله نورا، وكلمه نورا، وبدنه نورا ورجله نffورا، وشffعره نورا، وعروقه نورا، وخffاطره نffورا، وحاضffره نffورا، وغffائبه نffورا، وجميffع حركffاته وسكناته وخطراته وأنفاسه نورا، وموته نورا وقبره نورا وبعثه نورا، وعلى الصراط يرى نورا، وفى المحشر يرى نffورا، قffال تعffالى: (يffوم تffرى المffؤمنين والمؤمنffات

يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم)." حكاية صحيحة"

روى لى أن السيد عبد العالى رضffى ا تعffالى عنffه عمffل ببلffدة الزينيffة بصfعيد (حول̀)وهو المسمى شffرعا صffدقة علffى الميffت ويسffمى فffى صffعيد مصffرمصر

بالمولد لوالده سيدنا ومولنا السيد أحمد بن إدريس الشريف رضى ا تعالى عنه،فكان السيد عبد العالى بقطع الخبز ويقول : " إنى لرى لهذا الخبز نورا"

وهذا الكلم من قبيل ما قدمته لك فى كلمى هذا، وما أخبر به السيد فهffو كشffف حقيقى، لن سيدى عبد اعالى رضى ا تعالى عنه يكفيffه أن والffده هffو العلمffة والشريف مولنا السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه، وأن مربيه وأسffتاذه ومرشده هو شيخ العلماء العاملين فى عصره، والذى لم يخالف شيخه قيد شعرة

سيدنا ومولنا الشريف السيد محمد بن على السنوسى رضى ا تعالى عنه. وقد يكون النور حسيا متفاوتا فى مرآه لختلف القابليات المدركة له، كffذلك النffور

المعنوى يختلف باختلف المدركين. وقد رأى سيدى عبد العالى الخبز نورا، وغيره يراه خبزا، وكلهما قد طابق الواقffع

إبصاره، فمن أبصر بعين قلبه أبصر نورا، ومن أبصر بعين رأسه أبصر خبزا. ولمناسبة ذكر الحول الذى يعمله سيدى عبد العالى لوالده رضى ا تعالى عنهمffا فقد ظفرت بخطاب فى اليوم الثالث مffن كتffابتى لهffذا الموضffوع، وهffذا الخطffاب لسيدى عالم زمانه، وإمام أوانه، صffاحب العلffوم والكرامffات، والنفحffات والبركffات سيدى إبراهيم الرشيد الffدويحى رضffى ا تعffالى عنffه أرسffله لتلميffذ لffه يسffمى إسffماعيل، فل أدرى هffل هffو السffيد إسffماعيل النffواب المشffهور ؟ أم إسffماعيل

غيره؟ ؛ لن الخط الذى وجدته هو هكذا" اسماعيل البلياب".وهذا هو الخطاب:

بسم ا الرحمن الرحيم

49

Page 50: الإلهام النافع

اللهم صلى وسلم وبارك على مولنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم فى كل لمحffةونفس عدد ما وسعه علم ا .

فمن عبد ربه إبراهيم الرشيد لطف به الحميد المجيد إلى الخ المحترم المكرم، والعز المجد الحشم، الشيخ إسماعيل البليffاب حفظffه

ا آمين.أما بعد

السلم عليكم ورحمة ا وبركاته، نعرفكم بأن كتابكم الكريم قffد وصffل، وفهمنffاما فيه وما عليه اشتمل.

أما من جهة أذكار الطريقة، أعنى طريقة سيدى أحمد ابن إدريس رضى ا تعالىعنه، التهليل والعظيمية والستغفار الكبير.

وقال بعض الناس لسيدى أحمد رضى ا تعالى عنه: دلنى على من أسffبق إلffى ا تعالى، فقال : عليك بالتهليل، وسأله آخر فقال: عليffك بالعظيميffة، ومffا يفضffل عليها شئ فى السبقية إلى الوصول إلى ا سبحانه وتعالى، والسستغفار وقffت

السحر، والتهليل مقدم على غيره. والنس يكون بحسب حاله ووقته، فكل مffا يفتffح بffه البffاب وسحصffل منffه زيffادة

الحوال فى هذه الذكار يكثر منه. ومن جهة الحزاب وحزب السيف فلكم الذن فى قراءتهم، ولكن الحسن أن يكثر

أول̀ من التهليل والعظيمية، لن الحزاب ل تدرك معانيها إل بعد الفتوح.ومن جهة الحصون فالحصون التى هى فى الحزاب يتحصن بها صباحا ومساءا.

ومن جهة التسابيح الواردة فى السنة فكffان سffيدى أحمffد رضffى ا تعffالى عنffه يشير إليها : سبحان ا وبحمده(مائة مرة)بعffد الصffبح إلffى الطلffوع، وبعffد صffلة العصر إلى الغروب، وثوابها كل مائة منها ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة،

وهو عدد النبياء والمرسلين عليهم الصلة والسلم. وسبحان ا والحمد لله ول إله إل ا وا أكffبر كffذلك بعfد الصffبح إلffى الطلfوع، وبعد العصر إلى الغروب مائة مرة، وثوابهffا بكffل مffائة كffأنه أعتffق مffائة مffن ولffد إسماعيل عليه السلم، وكأنما حج مffائة حجffة، وكأنمffا قffرب مffائة بدنffة إلffى للffه،

وكأنما ألجم مائة فرس فى سبيل ا.

50

Page 51: الإلهام النافع

وإن زاد : ول حول ول قوة إل بالله العلى العظيم فى كffل لمحfة ونفfس عffدد مfاوسعه علم ا العظيم، ثوابها بل حساب.

والفضل المذكور عن ذكرهما قبل الغروب وقبل الطلوع، وإذا ذكرهما فى قتيهمffا المذكورين يكون أزيffد مffن ذلffك موافقffة لليffة : (وسffبح بحمffد ربffك قبffل طلffوع

الشمس وقبل غروبها). وسبحان ا وبحمد وأستغفر ا إنه كان توابا" سبعين مرة" فى الصباح فقط بعد

صلة الصبح وثوابها سبعمائة حسنة. ومن جهة ما ذكرت أن المريد إذا تلقى الذكر عن شيخه مffع تركffه محبffة شffيخه أو تركه رأسا ثم رجع إليه، فإذا رجع فهو مقبول ولfو مffن غيffر تجديffد : " التffائب مffن

الذنب كمن ل ذنب له". ومن جهة ما ذكرت مffن الوراد الخffر مffن المسffبعات وغيرهffا لffه الثffواب، ولكffن

الفضل أن يلزم على أذكار أوراد شيخه، لن السر والمدد فيها. ومن الحول فإنها أسلوب أهل الحجاز مع أن كل إنسان يصffنع ذلffك صffدقة لميffت على حول وفاته كل سنة، وما يصنعه إل أحب الخلق إليه، ونحن ما أحد أحب إلينffا

من سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه. ومن جهة فضله لفاعله والمعين فيه والمتسبب فيه ومن حضffره فشffئ ل يحصffى

ول تسعه كتابة الدفاتر ول تسعه العقول ول يسعه إل اليمان بالله تعالى. ولفاعله اليد العليا عند سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه، لن أهffل ا أهل المروءة والكرم فيكافئون من صنع معهم المعروف بأضعاف كffثيرة بحسffب

مقامهم.ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

وفى هذا القدر كفاية، وشدوا حيلكم على التعاون فffى الطريffق، وإدخffال النffاس فيه لحصول النفع للمسلمين، لن أهل السffموات وأهffل الرض حffتى النملffة فffى جحرها والحوت فى البحر يصلون على معلمى الناس الخير، والمتسبب فى الخير

كفاعله، وبلغوا سلمنا إلى كافة من يحوى مقامكم، والسلم.

شرح الخطاب لسيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرىشرح خطاب سيدى إبراهيم الرشيد رضى ا تعالى عنه :

51

Page 52: الإلهام النافع

قوله:" وقال بعض الناس لسيدى أحمد رضffى ا تعffالى عنffه : دلنffى علffى مffنأسبق إلى ا تعالى، فقال: عليك بالتهليل":

قال سيدنا ومولنا العارف بالله تعالى الشيخ صffالح الجعفffرى وفقffه ا تعffالى: للشيخ الواصل نظر للمريد يكشف به عن حاله، ثم يلقنه الffذكر الffذى يليffق بحffاله، كالطبيب يعرف المرض ثم يصف الدواء الشافى له، ولعل هذا السائل كانت نفسه أمارة ظلمانية، فأمره السيد بالتهليل لتذهب ظلمته ويستنير قلبffه، فرضffى ا عffن

سيدى أحمد بن إدريس صاحب العلم النفيس. قوله" : وسأل آخر قال " عليك بالعظيمية وما يفضل عليها شئ فى السبقية إلffى

الوصول إلى ا سبحانه وتعالى": قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: لعل هffذا السffائل كانت نفسه نورانية فاستحقت الوصول، فدله السيد بنفسه العالى إلى أفضل شئ فى السبقية، وهى الصلة العظيمية المختصffة بطريffق سffيدى أحمffد رضffى ا

تعالى عنه، ووجه الفضلية الجمع به صلى ا عليه وآله وسلم.واعلم يا أخانا أن النسان:

تارة يمزق الحجب بأعماله.وتارة باتصاله.

وتارة يستصبح فى طريقه بتوفيقه.وتارة بتحقيقه.

وتارة يرى أعباء على نفسه، فينقص فى انسه، وتارة يرى أعباء على غيره فيغدق فى خيره، ومتى اتصلت بسيد السادات، فقد ضffلت عنffك المضffلت،

وتنزلت عليك البركات، ولم يحاسبك البواب." يدخل الجنة من امتى سبعون ألفا بغير حساب"

فالداخلون جنة الشهود بغير حساب، هم المتصffلون بffالنبى الواب صffلى ا عليffهوآله وسلم.

وإذا كانت هذه الصلة العظيمية توصل تاليهffا وتffدخله فffى حضffرة القffدس بغيffرحساب، فلزم عليها ما استطعت فإنها نعمت التجارة وقد ربحت.

" لطيفة"

52

Page 53: الإلهام النافع

التقيت برجل صالح من الشام مffن ذريffة سffيدى عبffد الغنffى النابلسffى رضffى ا تعالى عنه يسمى السيد عبد ا النابلسى رحمه ا، وذلك منذ عشرين عاما وكان مشهورا لنه يعطى أحبابه أذكارا يذكرونها وفوائد تنفعهم، فقبلت يده وقلffت لffه يffا سيدى أريد منك فائدة، فنظر إلى رأسى ثم إلى جميع جسمى ثم قffال لffى: صffل على النبى صلى ا عليه وآله وسلم" وكنت قد رأيffت النffبى صffلى ا عليffه وآلffه وسلم قبل ذلك فأمرنى بالصلة عليه صلى ا عليه وآله وسلم، ثم رأيته صلى ا

عليه وآله وسلم بعد ذلك وأمرنى بالصلة عليه صلى ا عليه وآله وسلم. ومرة رأيته صلى ا عليه وآله وسلم وأنا أقرا الصلة العظيمية فقلت له صلى ا عليه وآله وسلم: أصلى عليك بهذه الصffيغة يffا رسffول ا؟ فقffال صffلى ا عليfه

وآله وسلم " بها وبغيرها". " وللمناسبة" لما توفى السffيد عبffد ا النابلسffى وذلffك بعffد وفffاة السffيد محمffد الشريف رضى ا تعالى عنه قال لى بعض الخوان من السودان: إن السيد عبffد ا النابلسى يأتيك فfى النffوم فتحfدث معfه بمfا تريfد واطلfب منfه فfائدة لقضffاء

الحوائج. وبعد العشاء قرأت له الفاتحة ويس، ونمت ناويا بقلبى مقffابلته، ففffى أول منffامى رأيت أنى أدخل باب غرفة ورأيت السيد محمد الشريف عبد اعffالى شffيخى جالسffا على سرير، فقال لى بغضب ورفع يديه: " ماذا تريد من السيد عبffد ا النابلسffى؟ ألم نأذن لك بالحزاب والوراد؟ مثل هذا كثير عند والدى" فاستيقظت مffن منffامى

وأنا فى تعجب من أمرى هذا.قوله:" والنس يكون بحسب حاله ووقته"

قال القطب الغوث سيدنا ومولنا الشيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه:النس بالذكر التلذذ به، ووجود حلوته فى القلب يكون بأمرين:

الول : حال الروح وهو الصفاء الذى يكون عند التلوة كالذوق عند الطعام. والثانى: الوقت المناسب كضوء النهار عند القراءة، فكما أن الحوال تتفاوت كffذلك

الوقات تتفاوت. وقد جعل سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنffه حينمffا كffان بffاليمن ثلثffة أوقات للدروس، وقتا بعد الشراق إلى ارتفاع الشمس، ووقتا بعffد العصffر، ووقتffا

خاصا بعد العشاء.

53

Page 54: الإلهام النافع

و�ال�م�ن�ف�ق�يffن�(ومffن أفضffل الوقffات السffحر ل سffيما للسffتغفار، قffال تعffالى: �س�ح�ار�)(آل عمران: من الية � )وعند نزول المطffر وعنffد بكffائك17و�ال�م�س�ت�غ�ف�ر�ين� ب�ال

وخشيتك وغير ذلك، ول سيما وقت التجلى الذى أنت تدريه.قوله: " فكل ما يفتح به الباب ويحصل به زيادة العمال فى هذه الذكار يكثر منه" يقول قدوة السالكين وسراج الواصلين مولنffا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعالى عنه: هذا الكلم الذى ذكره سيدى إبراهيffم الرشffيد رضffى ا تعffالى عنffه ليffس للمبتffدئين بfل للسffالكين الfذين وصffلوا إلfى الحffوال وهfم يسfمون أربffاب

الحوال. أما المريد المبتدئ فيلقffن الوراد عffن شfيخه علffى حسffب التقسfيم المffروى عfن صffاحب الطريقfة، فل يخffالف المريfد ذلfك التقسfيم الfدورى للحffزاب والمحامffد والصلوات، فإذا أراد زيادة أوراده لفراغ عنده فليراجffع شffيخه حffتى يffأذن لffه بمffا

يناسبه. يقول قدوة السالكين وسراج الواصلين مولنffا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا

تعالى عنه:" والذى أوجه إليه المريد بعد فراغه من أوراده: أن يتعلم ما تيسر من كتاب ا تعالى

ومن الفقه الذى يصحح به عبادته. ومن علم التوحيد مffا يصffحح بffه عقيffدته، حffتى تقffوى شffريعته الffتى عليهffا مffدار

حقيقته.قوله: " لن الحزاب ل يدرون معانيها إل بعد الفتوح".

غذاء الروح يقول صاحب الفيض الثرى مولنا الشيخ صالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه : صدق صاحب العلم المفيد سيدى إبراهيم الرشيد رضى ا تعالى عنه، لكن ذلffك ل يمنعه من قراءتها، لن الحزاب فيها غذاء للروح فهى كالغذاء والمريffد المبتffدئ كالطفل، فالطفل فى أول أمره ل يدرى بالغذاء ن ولكن الغذاء يقويه شيئا فشffيئا حتى يأتى عليه زمان يدرك فيه الغذاء وأسffماءه وأنffواعه، وإذا درس علffم النبffات ربما أدرك ما احتوى عليه الطعام من خضراوات، وإذا درس علم الطffب أدرك مffا

فيه من المقويات.

54

Page 55: الإلهام النافع

كذلك الحزاب تقوى الروح حتى تffدرك مffن معانيهffا مffا علffى وفffق قوتهffا وعلمffا وصفائها، فالحزاب تدرى بالحزاب، وباقى الذكار تقوى الروح على الدراك، ولكل ذكffر فfائدة وخصوصffية، فمثfل الذكffار كffالفواكه المتنوعffة تحمfل للجسfم أغذيfة

مختلفة بها تتكامل قواه، كذلك الروح مع الذكار المختلفة.قوله:" ولكن الفضل أن يلزم على أوراد شيخه، لن السر والمدد فيها".

يقول سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعffالى عنffه: قffد تقffدم هffذاالبحث عند قصة الشيخ أحمد الجيلنى الجزائرى فى هذا الكتاب.

وقول الشيخ الرشيد رضى ا تعالى عنه :" لن السر والمدد فيها" ظاهر لمن كشف ا عن بصيرته.الخير كل الخير فى أوراد الطريق

اعلم أن أوراد الشيخ فيها خيرات كثيرة من اهمها السر والمدد، فالمدد هو عبffارةعن أنوار الذكر المأذون فيه تمد به الروح لتقوى وتتهيأ للتجليات.

والسر هو ما يحصل لها من الكشف بعد ذلك.فالمدد فى الوراد يتوقف على شيئين: الشيخ والذن.

ويتبعهما شيئان: الستقامة والجتهاد.وينشأ عن ذلك شيئان: جب للشيخ وعدم اتخاذ شيخ آخر معه.

وينشأ عن ذلك شيئان : المدد والسر.وينشأ عنهما شيئان: انفصال واتصال.

وينشأ عنهما شيئان: التخلى والتجلى.وينشأ عنهما شيئان الكشف والشهود.

وينشأ عنهما شيئان الوجد والحال.وينشأ عنهما شيئان القرب والتلذذ.

وينشأ معهما شيئان كان ا ول شئ معه وهو الن على ما عليه كان، وعنffد ذلffك تفوح أعطاره، وتلوح أنواره، وتظهر أخباره، وتكثر زواره، وتكffثر رقffائقه، وتffتزاحم

حقائقه، وينطق بالحكمة وينفع للمة.قال ابن الوردى رحمه ا تعالى:

ل تقل قد ذهبت أربابه كل من سار على الدرب وصلقال بحر العلوم ونبراس الفهوم مولنا الشيخ صالح الجعفرى

55

Page 56: الإلهام النافع

إن الساس فى الطريق الذن أنت به للشيخ حقا إبن` تتصل الروح به اتصال ينال باتصاله كمال

تقاربا تشابها تآلفا تحاببا تواددا تعارفايكون فى ميراثه كولده يسكنه فى قلبه وخلدهوربما تشتبه الحوال والفعل والهيئة والمقال

لقوة الروح التى تتصل من أجل ذا تراه ل ينخذلبل امره كأمره عجب فى قوله ودرسه وإن خطب

وهذه عندهمو تسمى حقيقة الرث لمن أتمايرقبه الشيخ ول ينساه يذكر الشيخ لمن رآه

ل سيما الشيخ المام الكبر أعنى ابن ادريس الشريف النورفكم له من درر غوالى للخذين عنه باتصال بحر العلوم معدن المعانى منور الظلم بالقرآن فى ركعتين يختم القرآنا الختم قد رواه يا أخانا

عليه من ربى الرضاء الدائم ورحمة ا له تلزمقوله : " الحول" : قلت

ويسمى الحولية والمولد والميعاد، وهو عبارة عن صدقات تقدم للميت تصffل إلffى الميت باتفاق فى أى وقت كان، وليس بلزم أن تكون الصدقة فى وقت معين بffل هى تصل فى جميع الوقات، وقد تصدق سيدنا سعد رضى ا تعالى عنffه علffى أمه بحديقة له فأقره النبى صلى ا عليه وآله وسلم، وأمره أن يتصدق عليها أيضا

بالماء،وهذا الحديث فى الموطأ والبخارى وغيرهما. وقffد وفfى الكلم علffى ذلfك شffيخنا حffبيب ا الشfنقيطى فffى شfرحه علffى زاد

المسلم واعلم أن كل ميت يعلم بالصدقة المتصدق بها عليه، ويعرف صاجبها وهى إحسان

عظيم، والجزاء عليها من ا تعالى عظيم.�ح�س�ان�)(الرحمن:( ��ح�س�ان� إ�لu ال �)60ه�ل� ج�ز�اء� ال

قوله:" ونحن ما أحد أحب إلينا من سيدى أحمد بن ادريس رضى ا تعالى عنه"

56

Page 57: الإلهام النافع

يقول وحيد عصره وفريد دهره بحر العلffوم اللدنيffة وكنffز العطايffا اللهيffة وخزينffة المدادات الحسينية مولنffا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه: هffذه الجملة الطيبة ذات القول السديد لم ينفرد بها سيدى إبراهيم الرشيد، ولكffن قالهffا سيدى الختم السيد محمد عثمان، وقالها سيدى محمد بن علffى السنوسfى، وقالهffا سيدى محمد بن سليمان الهدل مفتى زبيد، وقالها كل من أخذ عن سffيدى أحمffد رضى ا تعالى عنه، وكل من أخذ ورده إلى يومنffا هffذا رضffى ا تعffالى عنهffم

أجمعين. ومعنى هذه الكلمة: ل أحد أحب إلينا بعد ا تعالى وبعffد رسffول صffلى ا عليffه وآله وسلم وبعد أهل بيته رضوان ا تعالى عنهم وبعد أصحابه رضى ا تعالى عنهم من سيدى أحمد بffن إدريffس رضffى ا تعffالى عنffه، اللهffم انفعنffا بمحبتffه

وإخواننا أجمعين آمين.ولنرجع إلى كلم سيدى أحمد بن ادريس فى ثنائه على صلواته:

قال رضى ا تعالى عنه: " تتلو عليك من كتاب الحقائق المحمدية محكم اليffات،وتفسر لك بعض نقش حروف آياته البينات.

يقول العبد الفقير مولنا الشيخ صffالح الجعفffرى المفتقffر إلffى رحمffة ربffه العلffىالقدير:

كتاب الحقائق المحمدية هو الذى وصل إليه العfارفون بمعرفتهfم بعfد أن كشffفوا الحجاب بهمتهم، فاتصلوا بعين الحقائق، فأملى عليهfم مffن بfديع الfدقائق مffا عfز على عقولهم الوصول إليه إل به، فتعرفوا إليه به فى عالم ما وراء الحس من غير

ريب ول لبس، كما تلقاها شيخ المشايخ عن صاحبه، فصارت بديعة فى عجائبها.فتارة تسمع " قوة الحوقلة، وكفاية الحسبلة، ورحمة البسملة".

إذ لوله صلى ا عليه وآله وسلم ما نفعك شئ من هffذه الذكffارن فاليمffان بffهصلى ا عليه وآله وسلم هو السر الذى به تصل إلى منافع الذكار والعبادات.

قال عين الحسن والكمال سيدى الشيخ صالح الجعفرى لول النبى المصطفى ما قبل إيماننا إسلمنا كل ول

صلتنا صيامنا والذكر والحج والزكاة ثم النحرسر القبول فى جميع العمل مفضل مشفع فى الزلل

لوله لم نعرف إله الناس كل ول كنا من الكياس

57

Page 58: الإلهام النافع

وسيلة الخلق إلى الرحمن دينا وأخرى واضح البرهانوهو الشفيع يوم حشر الخلق شفاعة ثابتة بالحق

وتارة تسمع : " اللهم صل على الكمال المطلق والجمال المحقق" يقول خزينة المدادات الحسينية مولنfا الشffيخ صffالح الجعفfرى رضfى ا تعfالى عنه: الكمال المطلق المدرك لهل حضرة الطلق المشffاهيدن لمffن ليffس معffه لباب إغلق، والجمال المحقق عند المتحققين بحقائق العلم، كأمثال السيد الختffم

رضى ا تعالى عنه حيث يقول:علمه منه العلوم منه العلوم كعيون من بحور تمتل

وللمشاهدين حقيقة الجمال كسلطان العاشقين سيدى عمffر بffن الفffارض رضffىا تعالى عنه حيث يقول:

بجمال حجبته بجلل هام واستعذب العذاب هناكا وتارة تسمع:" يا عين حياة الحسن الffذى طffارت منffه رشاشffات فاقتسffمها بحكffم

المشيئة اللهية جميع المبدعات". قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى : وذلك فffى المعنويffات أيضffا كمffا أشffار

إليه البوصيرى رحمه ا تعالى بقوله: وكلهم من رسول ا ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم

فمن تعرض لتلك الرشاشات أدركته، ومن اكثر من هذه الصوات وصلته. فعليك يا عبد ا بالكثار من صلواتنا هذه فإنهffا ميffزاب الرحمfة الfتى تتنfزل علfى

قلبك بإذن ربك فتحيا حياة طيبة يطيب عيشك بطيبها، وتلتقى روحك بحبيبها. فأفق من غفلتك لفائق أنسك، وشمر عن أرض جسمك لحضرة قدسك، فبصلواتنا هذه صلة روحك من أمر ا، فل تغفل عن ريحانها الذى فاحت أعطffاره، ول عffن بدرها الذى لحت أنواره، ول عن معانيها التى تترجم عن بديع مبانيها، فأين روحك عن نفسك وابن من لبن مبانيها بيتا أساسه" ل إله إل ا محمد رسول ا فى كل

لمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا". فابدأ بالصلة الولى موليا قلبك شطر قبلffة القلffوب، صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم، كساكن صبيا وساكن جغبوب، فكم رفعت لهما أعلم عز عزت، وكffم تليffا للصffوات

بركاتهما لحبابهما عمت.

58

Page 59: الإلهام النافع

بسم ا الرحمن الرحيمالباب الثانى

القاعدة الثانية: الخلصقال سيدنا ومولنا أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه ونفعنا بعلومه آمين:

أن ل يفعل فعل̀ ول يقول قول̀ حتى يقصد به وجه ا تعالى، فإن صffحح القصffد فيه لوجه ا تعالى وغسل قلبه من كل شائية لغير ا ورسخ فffى القاعffدة قلبffه صار ل يتكلم ول يفعfل فعل̀ إل عffن تثبffت وتfأن�، وصfارت أعمfاله كلهfا خالصffة ل مخالطffة فيهffا بffوجه مffن الوجffوه، وهffذا معنffى قffول خالقنffا جffل وعل لرسffوله

و�اص�ب�ر� ن�ف�س�ك� م�fع� الffuذ�ين� ي�fد�ع�ون�(العظم، وحبيبه الكرم صلى ا عليه وآله وسلم )أى ل غيffره فffى جميffع28ر�بuه�م� ب�ال�غ�د�اة� و�ال�ع�ش�ي� ي�ر�يد�ون� و�ج�ه�ه�)(الكهف: من الية

أمورهم، وقال عز وجل: (وما لحد عنffده مffن نعمffة تجffزى. إل ابتغffاء وجffه ربffهالعلى . ولسوف يرضى).

تجلى الفعال قال سراج الواصلين وقffدوة العffارفين سffيدنا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا

تعالى عنه: " أن ل يفعل فعل̀ ول يقول قول̀ حتى يقصد به وجه ا تعالى".

قال كنز العطايا اللهية سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنffه وأرضاه: الصادر عن النسffان إمffا أن يكffون قffول̀ و إمffا أن يكffون فعل̀، وللنفffس عنffدها حركffات وأحfوال تمحfى وتتلضffى عنffد التجلfى المسfمى عنfدهم بتجلfى الفعال، وهو أول تجل� يحصل للمريد فى أول أمره، وبfه ينفfى عffن نفسffه نسffبة

اليجاد التى هى منشأ الرياء والسمعة.

59

Page 60: الإلهام النافع

فإذا تمكن فى هذا المقام رفعت عنffه التبعffات والملمffة، ول يضffع قffدمه فيffه إل بالخلص لله تعالى، وهو أن يقصد بعملffه وقffوله وجffه ا تعffالى، فffإذا قصffده وجده، وإذا وجده عبده، وإذا عبده قربffه، وإذا قربffه تجلffى عليffه بتجلffى الفعffال، المنقذ له من الباطيل والوحffال، لن العمffل كالراحلffة الموصffلة إذا وجهfت إلffى الجهة المقصودة وصلت، وإذا وجهت إلى غيرها كلمffا سffارت ابتعffدت، فل تجعلffن عملك المقرب مبعدا، ول قلبك لما فيه من اليقين مفندا، إنما إخلصffك مffن يقينfك،

وإن يقينك هو عين دينك.قال عليه الصلة والسلم: (اللهم إنى أعوذ بك من الشك فى الحق)

ومن ذلك الخلص الذى أوصى به السيد ابن إدريس رضى ا تعالى عنه.فيوضات وحكم وأنوار جعفرية

قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى حكمة غريبة أفيضت بفضل ا تعالى علffى قلffبى ستسffمعها إن شffاء ا تعffالى

فأقول: العم يا من هداه ا إلى دينه، ومن عليه بعين يقينه، أنfك إذا أخلصffت للffه تعffالى فى عملك، وأقبلت عليه بقلبك، أقبل الحffق سfبحانه عليfك، وإذا أ�بfل عليfك صffارت الدنيا والخرة كأنهما بين يديك، وتغلبت روحك على جسمك بffرزت، وأنffوار أقوالffك على أقوالك فلمعت، وآثار أفعالك علffى أفعالffك فسffطعت، فصffار جسffمك عيونffا إلهية للتجلى، وتأهبت روحك للتخلى، ورددت قول بffن الفffارض رضffى ا تعffالى

عنه: مذ صار بعضى كلى

فصرت تسمع القرآن منك لمffا تكffرم عليffك ورضffى عنffك، وجعffل لسffانك معمffرا للوحى اللهى المنزل على القلب المحمffدى، وجعffل قلبffك مهبffط الفهffم الربffانى،

ومحل التنزل لذلك السر الخفى، فقلت ما قاله بن الفارض الصالح الولى:ولح سر� خفى� يدريه من كان مثلى

60

Page 61: الإلهام النافع

وكلما خرقت العادة فى إخلصك، أطلقت من وخيم أقفاصك، حتى تصffل بffه إلffى ما وصل المخلصون ممن تجلى عليهم الحق سبحانه بنعمة الخلص السارى فffى السر السارى، وبه يفتح لشعاع شمسه فتضئ جوانب قلبه، فيشffاهد رئيffس حffزب

أ�ول�ئ�ك� ح�ز�ب� اللuه� أ�ل إ�نu ح�ز�ب� اللuه� ه�م� ال�م�ف�ل�ح�ون�)(المجادلة: من الية)ا مع حزبه: )والعمل كالجسم والخلص فيه كالروح، فعمل بغير روح ما عليه نور يلوح، ول22

منه طيب يفوح، فاسق يا أخانا أشجار ورودك بالخلص الذى فى وردك كى تحيffا أشجاره، وتفوح أعطاره، وتغرد على أفنانه أطياره، فتطربك نغماتهاf وتحركك إلى المل العلى غريب لغاتها، فتهتز منك الروح طربا، ويدهش العقل عجبffا، عنffد رفfع أستار غffوامض دقffائق حقffائق خفيffات أمffور عffز علffى القلffم تسffطيرها، وقلبffك ترجمانها وخبيرها، فسله عنها، فإنه ل يسلو عنها، وسله عن الخلص وأيffن مقffره فيه، إذ به قرت عيناه، وعظمت جدواه، واهتزت أرضه وربت، أحبت وعشقت، ولبت فأنبتت ما حير الفكار الوصول إلى جنffى ثمffاره، والوقffوف علffى دقffائق أخبffاره،

والنظر إلى وامض برق أنواره. وهر عرفت الخلص حتى تطلبه؟ فإذا طلبته وجدته، وإذا وجدته أعجزك حصffره، وحيرك سره، فكيف تخلص لمن خلق إخلصك، وبيffده خلصffك، أم كيffف تقصffده بالعمل وقد خلقه وأبداه؟ وكونه وبراه، وبعلمه يراه قبل أن تقصده به وتخلص له فيه، فواعجبا ثم واعجبا ممffن قصffد بffه غيffره وليffس لغيffره فيffه ذرة بffوجه مffن

الوجوه، ولذلك قال بعضهم:الخلص أن ل ترى الخلص

ومعناها من ضمن الخلص لله فى العمffل والقffول أن ل تffرى إخلصffك منسffوبا إليك خلقا وإيجادا، ول أنت الذى سقته إليك حيffث وجffدت اسffتعداده، فهffذا القffائل

يذكرك بكلمه أن المهيمن هو ا تعالى، وأنه ل حول ول قوة إل بالله. وبعضهم يقول : الخلص أن تقصد بعملك وجه ا تعالى، قاله النووى رحمه ا تعالى، ويقال لصاحب هذا القول كيف يقصد من ل قصد له؟! وكيف نسffب مffن ل عمل له؟! فffإن قffال عملffت فمffا أخلffص، وإن قffال قصffدت فمffا أنصffف، فكيffف

الوصول إلى الخلص يا أهل الصفا؟!

61

Page 62: الإلهام النافع

قالوا: هو لمن صفا وتبرأ من الحول والقوة وأنصف وغffاب فffى إخلصffه وعملffه، وعن تفكيره وأمله فيما هو اعز وأبقى، حيث طلعffت شمسffه وترقffى، فسffار ليلffه

كنهاره، وأضاء ليله بأقماره، واستشهد بالنجم حيث سهر وقال:واسأل نجوم الليل هل زار الكرى جفنى وكيف يزور من لم يعرف

وتلذذ بخطابه حيث وقف على بابه. وقال له ما قال، وهو فى مقffام النffس والffدلل، نffادته الجنffة وحورهffا فffأعرض عنها، ونادته النار فما خاف منها، وظهرت له الدنيا فما مال قلبه إليهffا، وتيسffرت لffه السباب فلم يعول عليها،وصار وهو فى أمصاره كسكان البوادى،هffاجرا للمحافffل والنوادى، راضيا وحده بأنيسه، تائها بدندنته مه جليسه، قال عليه الصلة والسffلم :

(حولها ندندن).فقال أهل الظاهر: حول الجنة الزكية.

و�ل�ك�ffل» و�ج�ه�ffة� ه�ffو� م�و�ل�يه�ffا ف�اس�ffت�ب�ق�وا(وقال أهل التصffوف: حffول الحضffرة العليffة، )فهل استبقت مع المستبقين، أم كنت مffن النffائمين،148ال�خ�ي�ر�ات�)(البقرة: من الية

أم لعبت بالدنيا مع من لعبوا بها فألبستهم ثوب الخيلء، وتسلط عليهم إبليس فffأمر أ�ول�ئ�ك� ح�ز�ب� الشuي�ط�ان� أ�ل إ�نu ح�ز�ب� الشuي�ط�ان� ه�م� ال�خ�اس�ر�ون�)(المجادلة:(فيهم ونهى

)فهل قffارنت بيffن الحزبيffن، أم تجffاهلت المقارنffة لوضffوح الفffرق، أم19من الية التبس عليك المffر حffتى قلffت: ل خلف ول فffرق، وكيffف يffدرك الفffرق مffن فقffد البصيرة، وهو يدرك بها لمن ظهر نور بصيرته، فكان دليل̀ بعد حيرته، فوصffل إلffى

علم بعد جهل.وإلى عدل بعد ظلم، وإلى غنى بعد فقر.

واعلم أن هذه الثلثة التى ذكرها السيد أحمد رضى ا تعالى عنه هى :الولى : صحة القصد لوجهه تعالى.والثانية : غسل القلب من الشوائب.

والثالثة : الرسوخ، فهى أوتاد الخيمة الffتى سffترى عجائبهffا، وتعffرض عليffكغرائبها، وفكر كيف السيد رتبها بهذا الترتيب؟!.

62

Page 63: الإلهام النافع

وذلك أن مثل التوجه والغسل والرسوخ كمن قصد زيارة السffلطان، فffإنه إذا صffح قصده اغتسل ونظف ثيابه للمقابلة، فإذا وقف أمffامه رسffخ وثبffت، واعلffم يffا مffن توجه إليه فؤادنffا، وخاطبنfاه بروحنfا: أن المريfد إذا قصffد بعملfه وجfه ا تعfالى خرجت روحه من جسده، وهذا هو غسلها حتى تتلقى مشاهدة من تلشffت أمffام معرفة كنه ذاته العقول، بمصباح من أمره ل مادةله ول أفول، فتسقى فى حضرة

أنسه ما فى وصفه ابن الفارض رضى ا تعالى عنه يقول:صفاء� ول ماء� ولطف� ول هوى ونور� ول نار� وروح ول جسم

وبهذا الشراب الذى تشرفت بشاربيه البرازخ، يكون المريد مريffدا، ويوصffف بالثffابت الراسخ، والحذر ثم الحذر من الزلل بعد الرسوخ فى طريق ا : (فتزل قffدم` بعffد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل ا)فما زل من عرف، ومن عffرف مffا

انحرف. وسبيل ا تعالى كتبه ورسله وأنبياؤه عليهffم الصffلة والسffلم، وأوليffاؤه وعلمffاء شريعته العاملون العارفون رضى ا تعالى عنهم، فمن دعا إليهffم دعffا إلffى ا، ومن صد الناس عنهم صد عن سffبيل ا، لنهfم يبلغfون الخلffف عfن ا بطريfق

الوحى أو بطريق الوراثة والتباع(لعلمه الذين يستنبطونه منهم).

63

Page 64: الإلهام النافع

قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

والوليffffاء سffffبل الرحمffffنينفffرون النفffس عffن هواهffافهffم جنfffود ا بيfffن النfffاسقffد سffهروا للffه فffى الليffالىومنهffم العffاكف جffوف الغffارومنهffffم اعffffالم ذو إرشffffادومنهffم المجffذوب عffن هffواهومنهffffم الffffزارع والحطffffابومنهfffم الخفfffى فfffى مfffرآهوأهffل قبffض منهمffو وبسffطلولهمffffو لقffffامت القيامffffةإذ بهمffو قffد يرحffم الرحمffنفهffم جبffال الرض أن تميffدافل تخfffالف نهجهfffم تراهfffماجعfffل رضfffاك ربنfffا يfffدومبرؤيffة الحبffاب فffى المffرائى

إمfffدادهم مfffن معfffدن الفرقfffانإذا رأيتهfffffffffffم ذكfffffffffffرت ايحfffffffاربون زمfffffffر الخنfffffffاسومنهffffم السffffكان فffffى الجبffffالأو سffffffاكن بسffffffاحل البحffffffارومنهffffffم السffffffائح فffffffى البلدومنهfffffم التffffffاجر قfffffد تfffffراهومعشffر عffن السffوى قffد غffابواومنهfffffم الظfffffاهر فfffffى مجلهوواحfffffffد وعصfffffffبة ورهfffffffطلمfffا رأيfffت النfffاس فfffى سfffلمةلخلقffffffffه وينffffffffزل المffffffffانومfffن رآهfffم لfffم يكfffن طريfffداومffffffن رأى بffffffإذنهم يراهffffffمعليهمffffffffو وقلبنffffffffا يffffffffرومفfffى هfffذه الرض وفfffى السfffماء

قال صاحب العلم النفيس سffيدى أبffو العبffاس العرائشffى مولنffا الشffريف السffيد

أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:" وصار ل يتكلم ول يفعل فعل̀ إلى عن تثبت وتأن".

قال سيدنا ومولنا سللة بيffت النبffوة وحيffد عصffره وفريffد دهffره القطffب الغffوث سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه ونفعنffا بffه فffى الffدارين آميffن

يارب العالمين: فلما رسخ قلبه، زال عيبffه، وسffمى قلبffه ثابتffا فصffار ل يصffدر عنffه شffئ إل وهffو مصحوب بالثبات كاللقمة الخارجة من العسل ل تخرج إل وهffى ممزوجffة بالعسffل

64

Page 65: الإلهام النافع

وكالثوب الذى يوضع فى صندوق فيه عطر إذا لبسته شم منه رائحffة العطffر ولهffذاقيل: " كل قول برز وعليه كسوة القلب الذى برز منه".

ويؤخذ من كلم شيخنا السيد أحمد رضى ا تعالى عنه أن الفعل كffذلك، ومعنffى الثبات : هو ثبات القلب عند مشاهدة الحق سبحانه وتعالى عن أن يرى ما ل يليffق

بمشاهدته تعالى. " حكاية" كان الشيخ حجة السلم الغزالffى رضffى ا تعffالى عنffه يffدرس الفقffه فوصل إلى باب الحيض، فوقف يصلى إماما وفكر فى باب الحيض الذى سffيقرؤه،

وكان له أخ عابد صوفى يصلى خلفه فكسف له عن ذلك فخرج من الصلة. فيجب على الصوفى العfارف أن يكfون ثfابت القلffب عنfد المشfاهدة اللهيfة عfن الحركة القلبية إلى الغير أو التفكير فى أى شئ سوى هذا الحال، وفى الحديث : "

أن تعبد ا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".والعمل والقول اللذان يكونان عن تثبت وسوخ هما مثبوتان فى سجل الثابتين.

قال ا تعالى: (يثبت ا الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الخرة). والقول الثابت يتبعه العمل الثابت، ومffن ثبffت عنffد القffدوم علffى القffول والعمffل،

حفظ من الثام والزلل، قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى :

فحقffق ثبffاتى يffا إلهffى وإن أمffتوشيخى هو ابن ادريس بحfر مffواردفإن غاب عن عينى فمffا غffاب حبffهعليffffه رضffffاء ا ثffffم سffffلمه وآل أصfffحاب وكfffل مfffن انتمfffى

وجffدت ثبffاتى عنffد قffبرى وبعثffتىجليسى أنيسى بffل إمffامى وقffدوتى ومfffا غfffاب عfffن روحfffى ول عfffنبصffffffffffffffffffffffffffffffffffffffيرتىوروح وريحfffffان وازكfffffى تحيfffffةإلffى ورده السffامى لffدى كffل أمffة

قال سيدى صاحب العلم النفيس مولنا الشريف السيد أحمد بن ادريس رضfى اتعالى عنه:

" وصارت أعماله كلها خالصة ل مخالطة فيها بوجه من الوجوه". قال إثمد العينين مولنا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه: العمffال

)96و�اللuه� خ�ل�ق�ك�م� و�م�ا ت�ع�م�ل�ون�)(الصافات:(تشمل القوال كما فى قوله تعالى :

65

Page 66: الإلهام النافع

، لنه لما ثبت ورسخ أخلffص إخلص العffارفين وذاق شffراب الثffابتين فأحيffاه ابالخلص.

وهذا يكاد أن يدخل بالتلويح فى مقام شهود ثبات صffاحب العلffم النفيffس، سffيدنا السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنهfم حيffث يقffول" حffتى ل تتصffرف لffى

جارحة إل بإذن صريح". قال نور العينين مولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: وهffذا الذن ل بالذن يسمع ولكن لمن عل نوره مناره فصffار فffى مقffام الجمffع يجمffع، فانتقffل

بالوداد، من واد إلى واد، وهناك الذن الصريح لهل النداء.قد صفا وقتنا ورق الشراب

وتجلت لنا وزال العتابوسمعنا من الحبيب الخطاب

ولذلك صار ل مخالفة فى أعماله بوجه من الوجوه، لما ترك جميffع الوجffوه لffوجه واحد، وشمر فى مقام الشهود عن السffاعد، واسffتعان بمffن أخلffص لffه عffن كffل معين وسائد، فهجر الوسائد، وصنوف الموائد، فنادته من الجنffة قصffورها، وحيتffه من خيامها حورها، ففر إلى منى ذات الخيام، فذكرته خيامهffا الخيffام، فسffاق إليffه ريح الجنة نحو مسجد الخيق روائح، وذكر المطية على الصراط لما راى من الهدايا الذبائح، فإنها تذكر الضاحى لمن أضحوا مضحين، وكأنها سارت بهم على الصراط

إلى دار المتقين. وذكرته القبة التى فى وسط مسجد الخيف النبى النور صلى ا عليه وآله وسffلم، لنه نزلت عليه فيها سورة الكوثر، وتffذكر الخليffل ورؤيتffه، والذبيffح وقصffته عليهمffا

السلم، وهكذا تنفع المؤمنين الذكرى، فذكر فلك البشرى. واعلم يا من أحبنا فى ا الكرم، وفقك ا للعمffل بمffا تعلffم، ل تجعلffن حجffاب

نفسك ساترا لك عن طهر قدسك، ول تقوينه بكثرة طعامك وشرابك.تلوة القرآن تفتح لك البواب

ولقد كان لنا فى تلوة القرآن أجل تمزيق لتلك الحجب، وأسرع ما يكون فى رفffع الرتب، فل تجعلن كلمى هذا منك موضع الغفffال، ولزم تلوة القffرآن تفتffح لffك

القفال، فما وجدنا أسرع للفتح منه لمريدنا ممن عرفناه وعرفنا.

66

Page 67: الإلهام النافع

واعلم ثم اعلم وافتح مسامع قلبك لما سيلقى عليffك، أن لكffل حffرف مffن القffرآن نورا وعلما وسرا ولطفا وخيرا وبرا ونصرا وكشفا ووجدا وقربا ونصحا وحبا وثباتffا،

ويثاب التالى بكل حرف عشر حسنات. فإذا تلوته حركت سحب غيث حروفه جميعها فيهطل عليك نفيffس نفffائس جffواهر باهر ما فيها، فتتلضى أمامه الدنيا ومبانيها، فهو إمامffك المffبين، وجليسffك الميffن، يبين لك ما أبهم عليك، ويفتح باب الخيرات إليك،، ودواء قلبك إذا سقم، وأرحم بffك من كل قريب ورحم، وهو المدافع عنك أمام الهواء إذا عصفت عواصفها، ويصف لك سبل نجاة عز واصفها، وهئ نفسfك عنfد تلوتfه لمfا هffو أعظfم، وسfلم عنfد

متشابهه وقل ا تعالى أعلم. قال سيدى الشفاء سللة خاتم النبياء صلى ا عليه وآله وسffلم مولنffا الشffريف

السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه: " وهذا معنى قول خالقنا جل وعل لحبيبه الكرم ورسول العظم صffلى ا عليffه وآله وسffلم :(و�اص�ffب�ر� ن�ف�س�ffك� م�ffع� الffuذ�ين� ي�ffد�ع�ون� ر�بuه�ffم� ب�ال�غ�ffد�اة� و�ال�ع�ش�ffي� ي�ر�يffد�ون�

)أى ل غيره فى جميع أمورهم. 28و�ج�ه�ه�ً�)(الكهف: من الية قال إمام العffارفين وقffدوة المحققيffن وسffلطان المffادحين شffيخنا سffيدى صffالح

الجعفرى رضى ا تعالى عنه وعن أجداده: استدل السيد رضى ا تعالى عنه بهذه الية على ما قدمه لك فى هffذه القاعffدة

الثانية، ثم فسر وجه الدللة بقوله: " أى ل غيره فى جميع أمورهم" قال سللة خاتم النبياء مولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه ونفعنffا به آمين: معنى المور: الحوال، وهى إما أخروية، وإما دنيويffة، فالخرويffة تسffمى

عبادات، والدنيوية تسمى عادات. والعبادات يثاب على فعلها، والعادات قد يثاب عليها بالنية كمن أكل الطعffام ونffوى به التقوية على الطاعة، وكمن لبس الثوب ونffوى بffه سffتر العffورة للصffلة، وبهffذا يستطيع أن يريد بجميffع أمffوره وجffه ا تعffالى، حffتى لffو أطعffم كلبffا أو هffرا أو ساقهما أو قدم أكل̀ لبهيمة أو سقاها إلى غير ذلffك، قffال عليffه الصffلة والسffلم:"

فى كل ذات كبد رطبة أجرا". أى فى كل حيوان من إنسان أو حيوان أو بهيمة أو طير تفعل معه خيرا لffوجه ا

تعالى، ولو أن تنقله من الشمس إلى الظل لك صدقة وثواب.

67

Page 68: الإلهام النافع

قال الشاعر:كن راحما لجميع الخلق كلهم وانظر إليهم بعين اللطف والشفقة

وقد ورد فى الحديث أن أمرأة دخلت الجنة بسقيها لكلffب، وأن امffرأة دخلffت النffاربهرة قتلتها عطشا وجوعا.

وقول السيد أحمد رضى ا تعالى عنه : " ل غيره فى جميع أمورهم"

قال خزينة النffوار والسffرار الحسffينية شffيخنا سffيدى صffالح الجعفffرى رضffى ا تعالى عنه : هffذا نفffى للغيffر عنffد مffن نفffوا عffن أنفسffهم الغيffار وأميطffت عffن أرواحهم الستار، فلم يشهدوا غيره حتى يرديوه، ول رقيبا غير ا حffتى بffأمورهم يقصدوه، غابوا عمن سواه فغاب من سواه عنهم، رضffوا بffالله مffرادا فرضffى ا عنهم، الغير ظلم وهم قد سلخ ليلهم عن نهارهم، فصاروا فffى نهffار ل ليffل معffه لمحو آثار أوزارهم، تريد أن تخدعهم الffدنيا فخffدعوها، وتريffد أن تملكهfم النفffس فملكوها، إذا ضحكت لهffم الffدنيا قffالوا: " شffر أهffر ذا نffاب" وإذا عرضffت عليهffم

نفسها قالوا لها: " الدنيا جيفة وطلبها كلب". وانظر إلى قوله تعالى: (واصبر نفسك مع الffذين يffدعون ربهffم بالغffداة والعشffى

يريدون وجهه) وكيف أكرمهم ا تعالى حيث أمر نبيه صلى ا عليه وآله وسffلم بالصffبر معهfم، ولم ينالوا هذه المنقبة بذكرهم بالغداة والعشى، ولكن بما هffو أشffرف مffن هffذا وهو إرادتهم وجه ا الكريم، فالرادة حققت الكرامة، فلمfا أرادوا وجffه ا (كffل شئ هالك إل وجهه)أمر خير خلقه صلى ا عليه وآلffه وسffلم بffأن ل تعffدو عينffاه عنهم، فهم وإن كانوا فى شوق إلى من غابت عنهم رؤيته، فقد أقffر أعينهffم بمffن شffرفتهم نظرتffه، إذا رأوه ذهبffت احزانهffم، وازداد إيمffانهم، وإذا رآهffم قffواهم ورباهم، سراج منير تستنير به قلوبهم، وشاهد ومبشر لهم بما تقر به أعينهم، ونذير لهم ينذرهم ويحذرهم، وداع لهم إلى ا بالله إذا جاءوه أو جاءهم (ولو أنهffم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا ا واستغفر لهfم الرسfول لوجffدوا ا)، ولمffا كان صلى ا عليه وآله وسلم نبى التوبة ونبى الرحمة قال سffبحانه: (لوجffدوا ا

توابا رحيما). " فائدة"

68

Page 69: الإلهام النافع

يقول سيدى المام العارف بالله تعffالى شffيخ الطريقffة الجعفريffة فضffيلة الشffيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه مستمدا من فيض الffرب الكffبر: "إذا عصffتك نفسك وخالفت وعن الفضائل تخلفت، وعن دعوة الحق تffولت، وصffارت جموحffة الخلق، منفرة للرفاق، أجدبت أرض قلبها، بنسيانها لذكر ربها، وتسربلت بffالخمول

والكسل، وصارت حليفة البطالة والفشل.عليكم بالكثار من الصلة على رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم

فعليك بالكثار من الصلة على نffبى التوبffة صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم، لنffك إذاأكثرت من الصلة والسلم عليه وصلك، وإذا وصلك تاب ا عليك ورحمك.

وهذا أقرب سبل الخير المنقذة لك، واجعله المرئى لمرآة قلبك، متوجهffا بffه صffلى ا عليه وآله وسلم إلى ربك، فهو إمام روحك المبين(وما هو على الغيب بضنين)، سراج أفق اللوهية، لمن أراد أن يسير فى ضffوئه إلffى حضffرة اللوهيffة، ومعffدن السرار الربانية، لمن أراد أن يطلع على السرار الخفيffة، لffوح علffم ا المخffزون، لمن أراد أن يطلع على الجوهر المكنffون، تبصffرة المستبصffر، وتffذكرة المسffتذكر،

ومفتاح فتح الفاتحين، وقدوة الراسخين المرشدين.وشطرت بيت السيد الميرغنى رضى ا تعالى عنه:

واشهدنى نور جمالك فى ذات المختار أبى السرجواجعله ممدى بالتحف كلتا الدارين وطب أرج

شffهودا خارجffا عffن المعقfولت والمحسوسffات لكامffل الffذات، وجميfل الصffفات، ومنتهى الغايات، واجعله لى إماما، يقظة ومناما، فى عالمى المعنffى والحffس، بل حجاب ول لبس، واهدنى بنورك إلى نffورك، حffتى أكffون مffن اهffل شffهود نffورك،

وكملنى فى قدم المرقى بنفحات كمالك، حتى أكون من أهل شهود نور جمالك. فهو صلى ا عليه وآله وسلم الذات المكملة النورانية، بمشاهدته يحصل الكمffال والنور، ويتفاوت الكمال والنور تفاوتا عظيما على حسب مراتffب القffرب منffه صffلى ا عليه وآله وسلم، فجرد نفسك لنفffائس قدسffك، لتحظffى بجنffة قربffك، وتffأدب

بآداب القوم، خشية العتاب واللوم، لكى حبل وصلك يقوى. (إن الffذين يغضffون أصffواتهم عنffد رسffول ا أولئك الffذين امتحffن ا قلffوبهم

للتقوى).ول تحد النظر إليه إذا رزقت الجلوس بين يديه:

69

Page 70: الإلهام النافع

كأنه وهو فرد فى جللته فى عسكر حين تلقاه وفى حشموشطرت هذا البيت الذى للشيخ البوصيرى رحمه ا تعالى:

كfffأنه وهfffو فffffرد فfffى جللتffffهكfffأنه حيfffن يمشfffى مfffن مهfffابته

فى هيبة السد إذ كانت لدى أجffمفى عسكر حين تلقاه وفى حشffم

قال سيدنا ومولنا فضيلة الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:انظfffر إلfffى جبريfffل حيfffن تfffأخراجبريffل يخشffى الخffتراق وأحمffدنffffور الجلل لffffه الجلل وبعffffد ذانfffور ولكfffن ليfffس كfffالنوار يfffاأمfffffر غريfffffب للقريfffffب بقربfffffه

والمصطفى قffد سffار فffى أنffوارهيقfffوى بحfffول ا فfffى أنfffوارهكشف الحجاب ونffال مffن أسffرارهأهل الشffهود كffذاك فffى أعطffارهلحfffت لfffه النfffوار فfffى أذكfffاره

أول ما خلق ا نور نبيك صلى ا عليه وآله وسلم فنبffأه وعلمfه، وجملfه وكملfه،وقدمه وكرمه، وقربه ورفعه، وآواه وقرن اسمه بإسمه.

فقال السييد الميرغنى رضى ا تعالى عنه فى الهيام: " وأشهدنى نور جمالك". أى نور جمال إبداع قدرتك، فى روح منبع حياة حب أهffل محبتffك" وطffب أرج" لن مشاهدته صلى ا عليه وآله وسلم يتبعها النffور والرج، الطيffب الffذى يفffوق كffل طيب ومعه الفرج، الذى هو لسان كلمات ا التامات المبين للناس ما أنffزل إليهffم

)3من ربهم بالبيان اللهى:(و�م�ا ي�ن�ط�ق� ع�ن� ال�ه�و�ى)(النجم: السراج المنير المسرج لسرج اللهيين، ومعfدن كنfوز السfرار الffدافع بffأنواره شfرر

الشر عن أهل محبته بلوامع أنواره. ه1381fكنت بالجامع الزهر الشريف يffوم الحffد الخffامس مffن ربيffع الول سffنة

مf، وقffد شffطرت بيتffا مffن منفرجffة1962الموافق الخامس مffن أغسffطس سffنة سيدى مصطفى البكرى الخلوتى رضى ا تعالى عنه:

ودع الكوان وقم غسقا واتل القرآن بل حرجواطرب واشرب ماءا غدقا واصدق فى القول وفى اللهج

قال سيدنا وحبيبنffا خزينfة المffدادت الحسffينية الشfيخ صffالح الجعفffرى رضfى اتعالى عنه:

70

Page 71: الإلهام النافع

أيها المريد الصادق دع الكوان عنك. دع الكوان عند مشاهدة الرحمن، فإن مشاهدة الجبار ل تقبل الغيار، وامح صور الكون التى جعلت زينة للرض وابتلء لك، فإن وقفت معهffا أوقفتffك، وإن فكffرت فيهffا أرشffدتك، وإن اشffتغلت بهffا حجبتffك، وإن طالبتهffا طالبتffك، وإن فرحffت بهffا أحزنتك، وإن تلffذذت بهffا فارقتffك، وإن استأنسffت بهffا أوحشffتك، وإن أقبلffت عليهffا أدبرت عنك، وإن اعتززت بها أذلتك، وإن استنصرت بهffا خffذلتك، وإن اسffتغنيت بهffا أفقرتك، وإن أحببتهfا أبغضfتك، وإن خffدمتها اسfتخدمتك، وإن قربتهfا أبعfدتك، وإن

ملت بها قلبك أفسدته وعقلك أتعبته، أو جللتها صغرتك، أو مدحتها ذمتك. لذلك دع الكوان أيها النسان، وما ذكرته لك هنا هو الذى أشار إليه صffاحب العلffم النفيس الشريف أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه بقوله: " وتجل لى يا إلهffى بالعظمة اللهية التى ل تبقى ول تذر للمتجلى عليه بها من جميع وجffوهه وحيثيffاته

وإدراكاته كلها مشهودا غير ا". وهذا التجلى ل يحصل إلى لمن ودع الكوان، ومحيت عنه رعونات التلوين، وتغلffب

على الوان، ل لمن قتله الوقت بسيفه، وأرهقه الهوى بجيشه. واعلم يا أخا الزهد والورع، أن فى أحزابنا غوالى الجffواهر فلهffا ل تffدع، واجعلهffا سراج ظلمك، وحلية كلمك، فما أسرعها لجذب قلبك، وإشffعال حبffك، فهffى الffتى بأسرارها تكشف لك عن حقيقة الكوان الخاليffة الثابتffة الزائلffة الحادثffة المتجffددة الصامتة الناطقة، وعن الرياح المرسلة والسffحب الهاطلfة والبحffار الزاخffرة، وهfى الffتى تعffرب لffك عffن الطيffور إذا غffردت، وعffن السffد إذا زأرت، وعffن البحffار إذا اضطربت، وعن الكffواكب إذا تحركffت وشfع ضffوؤها، وعffن النهffار إذا أقبffل عليfك بآياته، وعن الليل إذا أدبر وأقبل، وعن روحffك وخواصffها، وعffن نفسffك وأحوالهffا، فتجلى عظمة اللوهية فيه ضياءات تمحو عن لوح نفسك آثار صffور الكffون، فمffن لم تمح عنه صور آثاره لم ينغمس فى أنواره، فروجوه روحك وحيثياتها وإدركاتهffا

وكلياتها يحيطها تجلى عظمة اللوهية بسور(فأينما تكونوا فثم وجه ا). فأينما تولوا بوجوهكم وحيثياتها وإدراكاتها بعد فناء الكffوان فثfم وجffه ا تعffالى عند تجلى عظمة اللوهية، فهناك مشاهدة وجه من ليس كمثله شffئ، عنffد فنffائك

لكل شئ، وغيبتك عن كل شئ(دع الكوان وقم غسقا)لمن ليس كمثله شئ.أبجدية التصوف

71

Page 72: الإلهام النافع

وقد هيأت روحك لتسبح فى بحر سبوحك، لتتلقى:علم (ألف)الحدية التى غيبتها عمن سواه.

وعلم(تاء)التوجه لتكون متوجهة إلى وجه واحد من جميع الوجوه.وعلم (ثاء)ثواب أهل العبودية بالتباع المحمدى منزلة منزلة.

وعلم (جيم)جمال النور المحمدى عند الجنماع العظم، بffالنبى الكffرم صffلى اعليه وآله وسلم.

وعلم(حاء)حياتك الطيبة بإيمانك وعملك الصالح(من عمل صالحا من ذكffر� أو أنffثىفلنحيينه حياة طيبة).

وعلم(خاء)خوفك من جلل ربك عند قربك(يدعون ربهم خوفا وطمعا). وعلم (دال)دنوك من حظيرة القدس العلى، حين سجودك وقولك " سبحان ربffى

العلى. وعلم (ذال)ذكائك عند اتصال روحك بأزكى الخليقة، لتتنزل على قلبك الرقيقffة مffن

فيض فيضان علوم الحقيقة.وعلم(راء)رحمة ربك التى تجعلك رحمة للمؤمنين.

وعلم(زاى)زكان نفسك وفلحها(قد أفلح من زكاها). وعلم(سين)سعادتها البدية، قال تعالى: (وأما الذين سffعدوا ففffى الجنffة خالffدين

فيها). وعلم (شين)شكرها على نعم ربها لتحظffى بزيffادة قربهffا، قffال تعffالى(وإذ تffأذن

ربكم لئن شكرتم لزيدنكم). وعلم(صاد)صدقها فى معاملة ربهffا، قffال تعffالى: (يffا أيهffا الffذين آمنffوا اتقffوا ا

وكونوا مع الصادقين). وعلم(ضاد)ضياء قلبها بنور ربهffا عنffد الطمأنينffة بffذكره، قffال تعffالى:(أل بffذكر ا

تطمئن القلوب). وعلم(طاء)طهر ربها من رجسها لتحظى بعffالم قدسffها، قffال تعffالى: (ولكffن ا

يزكى من يشاء). وعلم(ظاء)ظفرها على عدوها لعتمادها على ربها، قال تعالى: (إنا للنصر رسffلنا

والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الشهاد).وعلم(عين)علمها بإكرام ربها الكرم، قال تعالى: (علم النسان ما لم يعلم).

72

Page 73: الإلهام النافع

وعلم(غين)غيرتها على دينهffا؛ لتنffال الغايfة القسffوى فffى التبffاع المحمffدى، قfالتعالى: (لقد كان لكم فى رسول ا أسوة حسنة).

وعلم(فاء)فلحها فى عالم تزكيتها، قال تعالى: (قد أفلح من زكاها). وعلم(قاف)قربها فى عالم حبها عند مشاهدة حبها، قال تعالى: (ونحن أقرب إليffه

من حبل الوريد). وعلم(كاف)كفايتها شر غوايتها وشر أعدائها، قffال تعffالى: (فسffيكفيكهم ا وهffو

السميع العليم).وعلم(لم)لومها لنفسها من هيبة ربها، قال تعالى: (ول أقسم بالنفس اللوامة).

وعلم(ميم)موتها قبل أن تموت لتحيا بالحياة الملكية، قال تعffالى: (يسffبحون الليffلوالنهار ل يفترون).

وعلم(نون)نورها بنور ربها الذى هو نfور السfموات والرض، قfال تعfالى(ا نfورالسموات والرض).

وعلم(هاء)هدايتها لسبل ربها بإذن ربها، قال تعالى: (والذن جاهدوا فينffا لنهfدينهمسبلنا).

وعلم(واو)ولية ربها لها فى عالم النور والبهاء، قال تعالى: (ا ولى الذين آمنوا).وعلم(ل)من ل حول ول قوة إل بالله العلى العظيم.

وعلم(ياء)يسرها، قال تعالى، فسنيسره لليسرى). فهذه تسعة وعشرون علمfا التسfعة بمنزلfة الشfهر الffتى يfتربى بهfا الجسffد فfى البطن، والعشرون بمنزلة العامين(لمن أراد أن يتم الرضاعة)، فffإذا أتffم الرضffاعة

لزمته القناعة، وصحبته الطاعة، فالقناعة تورث الزهد، والطاعة تورث التقوى. (فزاى)الزهد زكاة، و (هffاؤه)هدايffة، و (دالffه)دللffة، فيلزم الزكffاة وهffى طهffارة الظاهر والبffاطن، ويلزم الهدايffة لنفسffه وللنffاس، ويلزم الدللffة علffى ا فيffدل

نفسه وغيره على ا. و (تاء)التقوى توكل، و (قافها)قرب، و (وواوه)ورع، و ياؤها(يقين)، فيحصffل علffى

القناعة والطاعة والتقوى والزهد والدللة والتوكل والقرب والورع واليقين. فهذه التسعة تضاف إلى تسعة وعشfرين فيكfون العffدد ثمانيfة وثلثيfن، ويضffاف إليها السلم واليمان تبلغ أربعين منزلة بمنزلة أربعين ليلة التى هى الميقات(فتffم

ميقات ربه أربعين ليلة).

73

Page 74: الإلهام النافع

وبعد ذلك يكون قد تهيأ للمكالمة اللهية التى أشار إليهffا السffيد أحمffد بffن إدريffسرضى ا تعالى عنه بقوله" غاية مكالمتك" .

وتلك المكالمة الروحية الذوقية الغيبية هى التى عليها مدار الولية، وهى مffن بffاب خرق العادة مما ل تثل إليه الشارة، ول تومئ إليه العبارة، أمرها مفهوم، وسffرها

مكتوم، وشر بها مختوم (ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون).فال سللة بيت النبوة مولنا الشيخ صالح الجعفرى فى ذلك بفضل ربه المالك:

موقف عز عن أكول نؤوم وكسول قد غره الدينارومحب لنفسه وهواها شغلته عما يراد الديار

وقال مولنا العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:ولقد جعلتك فى الفؤاد محدثى لما رآك القلب بالتقديس

والروح مسرور بخير مورث وأبحت جسمى من أراد جلوسى قال سيدى الشفاء مولنا السيد أحمد بن إدريffس رضffى ا تعffالى عنffه " وغايffة مكالمتك" يعنى وأسألك يارب غالية مكالمتك، وهى التى بها يعلو النور والبهاء فى حضرة النس من وراء عالم الحس، حيث تتلشى الغايات بغايffة المكالمffة للffذين يريدون وجهه، وقد أرادهم قبffل إرادتهffم لffه، وسffبقت إليهffم منffه الحسffنى، قffال تعالى: (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنهffا مبعffدون)، اى مبعffدون عffن نار القطيعة فى الدنيا، وعن نار الجحيم فى الخرة، فقد فارقتهم إرادة، وغشيتهم إرادة، شغلتهم عن شواغل العبادة، تكاثرت عليهم اليات، فتزاحمت فffى سffاحتهم الواردات، تشتاق قلوبهم لحبيبهم إذا اشتاقت القلوب إلى أحبابها، مffروا علffى أهffل الجنة فوجدوهم عاكفين على بابها، فقالوا لهم ما أردنا هffذا النعيffم، ولكffن أردنffا

وجه الكريم، فبشرهم سبحانه بقوله: (وجوه يومئذ� ناضرة . إلى ربها ناظرة) فصبروا أنفسهم، فأمر الحق سيدهم عليه الصلة والسلم أن يصبر نفسffه معهffم، فتشرفوا به حيث اتحدت إرادتهffم مffع إرادتffه صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم(واصffبر

نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه).قال صاحب العلم النفيس رضى ا تعالى عنه :

" وقال ا عز وجل: (وما لحد عنده من نعمة تجزى إل ابتغاء وجffه ربffه العلffىولسوف يرضى).

قال مولنا الغوث الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

74

Page 75: الإلهام النافع

استدل السيد رضى ا تعالى عنه بهذه اليات ليفيدنا بأن الffذى يريffد بعملffه وجffه ا تعالى جزاؤه على ا أن يرضيه، لنه أرضى ا تعالى بالخلص فى العمل، فوعده ا تعffالى بالرضffا فfى الجنffة، وبالرضffا فfى الffدنيا يجنfة المشfاهدة بعfد

الفتح(إذا جاء نصر ا والفتح). اعلم أن الفتح بالنصر، أن النصر بالهداية وأن الهداية بالجهاد(وجاهدوا فى ا حق جهاده)، (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، فffإذا وصffلت إلffى الفتffح فتحffت لffك أبواب جنة المشاهدة الثمانية: جنة المراقبffة، وجنffة المحاسffبة، وجنffة المشffاهدة، وجنة التجلى، وجنة التلذذ بالذكر، وجنة الوحشة من الغير، وجنة النس بالله، وجنة

الفناء لما سواه.قال البوصيرى رحمه ا تعالى:

ودعوا أن تلكمو الديار لكم فادخلوها بسلم آمنينا قال ا تعالى عن أهل الجنة(ادخلوها بسلم آمنين)وقال تعالى(ل يffذوقون فيهffا

الموت إل الموتة الولى). كذا أهل الشهود الذين أماتوا أنفسهم وشهواتها فأحياهم ا، فأمنوا موت القلوب،

لما شربوا من ماء سماء الغيوب، ما تلشت به عنهم الغفلة والعيوب. وقال تعالى: (وما كان ا ليضيع إيمانكم)، وقال تعffالى(صffبغة ا ومffن أحسffن

من ا صبغة). وقال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنffا لffه لحffافظون)، وكمffا أنfه سffبحانه وتعffالى حفظ القرآن العظيم حفظ مقره ومكانه تكريما له، قال تعالى(بل هو قرآن مجيد . فى لوح محفوظ)، وقال عليه الصلة والسلم : " فإن النffار ل تحffرق قلبffا وعffى

القرآن" فبشرى لحفظة القرآن بحفظ ا لهم ولقلوبهم لجل القرآن. فهو السور المنيع، والحصffن القffوى، والصffاحب الffوفى، إن حفظتffه حفظffت، وإن تلوته أثبت، وإن عملت به نجوت، وإن دعوت إليه هffديت، وإن حكمffت بffه عffدلت، وإن حكم عليك سعدت بقبول الشهادة لك إن أحسffنت العشffرة وراعيffت الصffحبة

وقدست الحكمة. من جاهد به فقد جاهد، ومن تدبر آياته فقد شاهد، له السلطان القffاهر، والحجffة البالغة، واليات الجامعة، إذا جهلت علمك، وإذا أظلمت نورك، وإذا تكاسلت نهضك،

75

Page 76: الإلهام النافع

قول فصل يفصل بين الحق والباطل، ويرد ببلغته كل ملحد وجاهل، ما أكثر ثمffارأشجاره ل تنقطع ثمارها كلما دنوت قطفت (إنه لقرآن كريم).

فكما ربيت جسمك بأنواع الثمرات الرضية، فل تحرمن روحك مffن أنffواع الثمffراتالسماوية، فعرج على كل ثمراته لتحيا بها حياة أهل الذكرى.

فإذا تدبرت آياته رأيت حكمه عليك ترى، فتحييك كما أحيffت الffذين مffن قبلffك، قffالتعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)، وقال تعالى(وإنه لذكر لك ولقومك)

اعلم أن للجسد روح الحياة، وللروح حياة النبات، فالجسد يحيا بروحه، والروح تحيffا بروحها، والحى من يجمع بين الروحين، وروح الحياة ل كسب له فيها، وروح القرآن

لها فيها كسب ولكن الولى بعد خلق : (فإذا سويته ونفخت فيه من روحى). والثانية بعد اصطفاء، قال تعالى: (ثم أورثنا الكتffاب الffذين اصffطفينا مffن عبادنffا)،

وما أحسن الخلق والصطفاء إذا اجتمعا. قال الذى فتح ا تعالى به مغاليق العلم سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا

تعالى عنه: خلق ونفخ الروح فى النسان ثم اصطفاء الحفظ للقرآن

تكريمه تعليمه العلوما تكليفه ومنحه الفهوماكى يرتقى سماء أهل القدس مفارقا خمول أهل الحس

يرقى بآيات الكتاب والسور رقى أرباب الجهاد والخفر ولما أرضى سيدنا أبو بكر الصديق رضffى ا تعffالى عنffه بلل̀ بffن ربffاح الحبشffى

رضى ا تعالى عنه، رضى ا تعالى عنه كما فى الحديث الوارد. وقد لقب بالصديق والرفيق العتيق لنه أنفق ماله ابتغffاء وجffه ا الكريffم، فنffال من ا تعالى الرضا والتكريم، وكان بلل̀ حينما يعذبه الكفffار يقffول: " أحffد� أحffد�"

ولما حضرته الوفاة قيل له: نأتى لك بطبيب؟ وهو يقول:غدا نلقى الحبة محمدا وصحبه

وهكذا إذا دنت ركائبهم تذكروا أحبابهم، وودوا ذهابهم. وكانت آخر كلمة قالها سيدى عبد العالى الدريسى رضffى ا تعffالى عنffه : " ا"

ومدها فخرجت روحه الشريفة معها.

76

Page 77: الإلهام النافع

وهكذا الحباب ل يخرجون من الدنيا حتى تغيب عنهم الffدنيا بمشffاهدة محبffوبهم، قلوبهم تشكره، ولسانهم يذكره، قد نسوا جميع الوجوه لتعلقهfم بfوجه واحfد(كffل

شئ هالك إل وجهه).

بسم ا الرحمن الرحيمالباب الثالث

القاعدة الثالثة : الرحمةقال سيدى أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين كبيرهم وصffغيرهم، ويعطيهffم حffق السلم من التعظيم والتوقير، فإن رسffخ فfى هfذه القاعffدة واسffتقام فيهfا قلبfه أفاض ا سبحانه وتعالى على سائر جسده أنوار الرحمة اللهية، وأذاقffه حلوتهffا فنال من الرث النبوى حظا وافرا عظيما من قول ا عز وجل: (ومffا أرسffلناك إل رحمة للعالمين)وهذا معنى قول رسول ا صلى ا عليه وآله وسffلم : " إن للffه عز وجل ثلث حرمات، فمن حفظهن حفظ ا عليffه أمffر دينffه ودنيffاه، ومffن لffم يحفظهن لم يحفظ ا له شيئا: حرمة السلم وحرمتى وحرمة رحمى" وفى هذا

77

Page 78: الإلهام النافع

المعنى قول النبى صلى ا عليه وآله وسلم لبى بكر الصffديق رضffى ا تعffالىعنه " ل تحقرن أحدا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند ا كبير".

قال صاحب العلم النفيس مولى السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه: " أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين كبيرهم وصغيرهم ويعطيهffم حffق

السلم من التعظيم والتوقير". قال صاحب العلم الثرى سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنffه: وقffد أشار النبى صلى ا عليه وآله وسلم إلى هذه المعانى بقوله: " ليس منا مffن لffم

يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" أى ليس على سنتنا السمحاء. ومن يكون كذلك فله حظ وافر فى الرث المحمدى، قال تعالى: " وما أرسلناك إل

رحمة للعالمين)، وقال صلى ا عليه وآله وسلم : " إنما بعث رحمة" . فمن أراد الرحمة لنفسه فليرحم غيره، قال عليه الصلة والسلم " من ل يرحffم ل

يرحم". وقد رويت هذه الحديث المسلسل بالولية عن شffيخى الشffيخ علffى محمffد إمffام مسجد دنقل المتصل نسبه الى الشريف السيد أحمد بن إدريffس رضffى ا تعffالى

هf، وأيضا قffد تلقيتffه بإسffناد آخffر1345عنه إلى منتهى السند، وكان ذلك فى عام هf.1360عن السيد عبد الحى الكتانى بالمسجد الحسينى بمصر، وذلك فى عام

عن عبد ا بن عمرو بن العاص قال: قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم : " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من فى الرض يرحمكم مffن فى السماء"، ومن جعل قلبه رحمة للمؤمنين فقffد اسffتجلب الرحمffة اللهيffة إليffه،

وفتح أبوابها نحوه، فينال من الرث المحمدى على قدر تمكنه فى هذا المقام. قال تعالى فى وصفه لنبيه صلى ا عليه وآله وسلم : (بffالمؤمنين رؤوف رحيffم)، وعلى قدر الرث يكون التصال بالمورث، وعلى قدر الرحمة تكون المنفعة للعباد، قال صلى ا عليه وآله وسffلم : " أحffب الخلffق إلffى ا تعffالى أنفعهffم لعبffاده" فتدخله الرحمة فى مظهر اسمه تعالى " النافع"، فل يتعرض لضرر المؤمنين بوجه

من الوجوه، بل يتسبب فى جلب النفع إليهم.قال عليه الصلة والسلم : "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"

وقال سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى ا تعالى عنffه: " الffولى فffى زماننffا هffذاالذى ينتفع به أعداؤه يؤذونه ويدعو لهم بالخير".

78

Page 79: الإلهام النافع

وهذه أيضا فى التراث المحمدى.قال البرعى رحمه ا تعالى

ودعوة أحمد رب اهد قومى فهم ل يعلمون كما علمناوالعفو والتجاوز ومقابلة السيئة بالحسنة إنما يكون بسبب الرحمة.

وكل من كان كذلك ينطبق عليه قول سيدى الشفاء صاحب العلffم النفيffس مffولىالشريف أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه فى أحزابه:

" ثم تصب يا إلهى على ذاتى فيوضات بحر محيط الرحمة اللهية، حتى أكffون كلffى رحمة إلهية فى جميع عوالمك الطلقية والتقييدية، ويكون لسان رحمة ذاتffى مffن جميع جهاتى يتلو فى جميع جهات الخلق آيffة الرحمffة اللهيffة المطلقffة (ورحمffتى

وسعت كل شئ). قال صاحب العلم الثرى سffيدى الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه : وسبب انصباب فيوضات بحر الرحمة الذاتية علffى ذاتfك هfو إعراضffك عffن لfذاتك، وتخليها عن أنا والنانية، بتحلى إخلصها بصدق النية وانغماسها فى بحر الوحدتين، بحر عين الوحدة، وبحر (إنما المؤمنون أخوة)فرحمت النفffس نفسffها لمffا رحمffت اخوتها، فصارت تتلو فى حضرة الطلق آية الرحمة، فنالت جزاء رحمتها بانصffباب

الفيوضات من بحر الرحمات. فاهتزت أرض جسمها وربت، فصارت كلها رحمة إلهية وأينعت فى جميع العffوالم : الطلقية مع أهل الطلق، والتقييدية مع أهل التقييد، ثم يوفق لسان رحمة ذاتى من جميع جهات روحى يتلو بلسان روحى فffى جميffع جهffات الخلffق آيffة الرحمffة اللهية المطلقة: (ورحمتى وسعت كل شئ)التى عمت اليجاد بعد العffدم والffرزق

والعافية والذرية والجال وتأخير العقوبات، كل ذلك لم يدخل فى التقييد. وقد جهل إبليس فظffن أنffه يffدخل فffى الرحمffة، واحتffج بهffذه اليffة علffى بعffض العارفين، وقد جهل إبليس أن الرحمة مطلقة ومقيدة، فالمطلقffة عمffت كffل شffئ

حتى الكافر، والخاصة فى قوله (فسأكتبها). وقد امتن ا على الخلق مؤمنهم وكافرهم بقوله(ومffن آيffاته أن خلffق لكffم مffن أنفسكم أزواجا)وغير ذلك من اليات، وقد أشار إلى المقيدة بقوله تعالى : (وكffان

بالمؤمنين رحيما).

79

Page 80: الإلهام النافع

فمffن ذهffب إلffى بلد الكفffر ليffدعوهم إلffى السffلم، وذهffب مجffالس الفسffاق ليffدعوهم إلffى التوبffة، وإلffى بلد الجهffال ليعلمهffم أمffور دينهffم، وإلffى العffاملين المؤمنين ليذكرهم، فقد أخذ بالرحمتين وتخلق بالخلتين، قال عليه الصلة والسلم " تخلقوا بأخلق ا " يعنى التى يجffوز للخلffق أن يتخلقffوا بهffا، كالرحمffة والعفffو

والكرم والرأفة والعلم والعدل والحسان وغير ذلك.(إن ا يأمر بالعدل والحسان )، (وليعفوا وليصفحوا).

أخرج صffاحب هffذه القواعffد فffى رسffالته المسffماة " روح السffنة، وروح النفffوسالمطمئنة " هذه الحاديث:

وربما تعرضت لشرح بعض كلماتها على وفق اللهام والمدد اللهffى فffإنه ل حffولول قوة إل بالله العلى العظيم.

فأقول بالسند المتصل إلى السffيد أحمffد بffن إدريffس رضffى ا تعffالى عنffه عffنرسول ا صلى ا عليه وآله وسلم أنه قال:

" والذى نفسى بيده ل يدخل الجنة إل رحيم، قالوا : كلنا رحيم، قffال : ل ..... حffتىترحم العامة".

قلت : وهذا ما أشرت به إليك آنفا من الرحمة المطلقة التى يكون صffاحبها كffالبحريروى كل من يرده، قال الشاعر:

كن راحما لجميع الخلق كلهم وانظر إليهم بعين اللطف والشفقةوقر كبيرهمو وارحم صغيرهمو وراع فى كل خلق حق من خلقه

وقال سيدى صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:يا من يريد جنان الخلد للنعم كن راحما لجميع الخلق كلهم

فالله يرحم ذا القلب الرحيم ومن يرى الخوة فى قاص� وذى رحمأخوة الدين أقوى من قرابتنا الدين يجمع بين العرب والعجم

والجنة جنتان : معجلة وهى جنة المشاهدة اللهية فى الffدنيا، ويكffون التلffذذ فيهffا بذكر ا تعالى كما يتلذذ أهل الجنة بنعيم الجنة، ولذلك كان صffلى ا عليffه وآلffه وسلم تقر عينه بالصلة، وللعارفين على قدر درجاتهم فى الرث المحمدى، وجنffة المشاهدة فى الدنيا لها أبواب كثيرة من أجلها : أن يوطن قلبه على الرحمة لجميع المسلمين، فإن كان من أرباب الترقى الروحى وصلت به رحمته إلى جمعية عيffون الحقائق الرحموتية صلى ا عليه وآله وسلم فينال فى ذلك على قدر أهليتffه، ثffم

80

Page 81: الإلهام النافع

يتلو لسان رحمة ذاته من جميع جهاته فى جميع جهات الخلق آيffة الرحمffة اللهيffة المطلقة، وبلسانه الذى يتكلم به فى مقام إجابة لسانه إذا ترجم عن جنffانه، وعنffد ذلك تقول الروح للسان: ا حسبك: (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)فيستطيع أن يتلو من جميع جهاته فى جميع جهات الخلق على طريق التراث المحمدى لمffن على جميع الخلق عل وسما المشار إلي مقامه صلى ا عليه وآلffه وسffلم بقffول

ربه تعالى: (وما رميت إذ رميت ولكن ا رمى). واعلم يا أخانا فى اله تعالى أن مدارك الدراك تشffبه دورة حركffة الفلك، فنظffم مدار حركة إدراكك، بعد تنظيم حركة دورة أفلكك، حتى ل ينبغى لشمس حقيقتffك أن تدرك قمر شريعتك فيقع خسوف التخليط، ول لليل غيب سffرك أن يسffبق نهffار

روحك فى الوجد والشهود. فإذا انتظمت أفلكك ظهرت أنوارك، فتكون ذاتك كلها نورا ذاتيffا صffرفا مffن جميffع الوجوه، فتجلس روحك على منبر قدسك منورة بنffور ربffك، وقffد أشffرقت شffمس نهارك على أرض جسffمك، فتنزلffت الرحمffات علffى قلبffك، فتffوطن علffى الرحمffة لجميع المسلمين، وصرت رحمة بين عباد ا، ملحوظا بعين ا، مرحومffا برحمffة

ا(سيجزيهم وصفهم)، (وما ربك بظلم للعبيد). وبالسند المتصل إلى الشريف مولى السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنffه قال: وعنه صلى ا عليه وآله وسلم أنه قال: (يقول ا عز وجل: إن كنتم تحبون

رحمتى فارحموا خلقى).قال القطب الكبير سيدى صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

انظر كيف جعل ربك وصول رحمته تعالى إليك متوقفا على رحمتك لخلقه؟! فffإذا رحمت الخلق فإنما أنffت فffى الحقيقffة ترحffم نفسfك، وإذا حرمتهffم رحمتffك فقffد حرمت نفسك، كالذى يسقى الشجار بالماء لينتفع بثمرها، فهو فى الظاهر يسقى الشجار، وفى الحقيقة إنما هو يسقى نفسه، وإذا ترك سffقيها فقffد تffرك مصffلحة

نفسه ورحمته إياها. وبالسند المتصل إلى سيدى الشريف مffولى السffيد أحمffد ابffن إدريffس رضffى ا تعالى عنه أنه قال: وعنه صلى ا عليه وآله وسلم أنffه قffال: (ليffس منffا مffن لffم

يبجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه).

81

Page 82: الإلهام النافع

إيش تبجيل الكبير؟ احترامه وتوقيره لكبر سنه، وذلك من عادة الشffارف والعffرب إلى يومنا هذا، ورحمة الصغير: الشفقة والعطف عليه لضعفه وصغر سنه وعقلffه، ويعرف للعالم حقه من الرث المحمffدى، قffال عليffه الصffلة والسffلم : (العلمffاء

ورثة النبياء). وحق الفضلية، قال عليه الصلة والسلم : (فضل العالم على العابد كفضلى على

أدناكم). فمعرفة حق العالم واجبة على كل مسffلم، ويجffب احffترامه لجffل الخلفffة، قffال عليه الصلة والسلم : (رحم ا خلفائى، قالوا: ومن خلفاؤك يا رسول ا؟ قال:

الذين يأتون من بعدى يبلغون الناس سنتى). والمffة بخيffر مffا دام العلمffاء فيهffا، والمffة بخيffر مffا وقffرت علماءهffا واسffتمعت

لقوالهم وعملت بها، قال البوصيرى رحمه ا تعالى:كيف نخشى الضلل من بعدك وفينا وارثوا نور هديك العلماء

وبالسند المتصل إلى صاحب العلم النفيس رضى ا تعffالى عنffه أنffه قffال: وعنffه صلى ا عليه وآله وسلم أنه قffال: (مffن سffره أن يقيfه ا مffن فffور جهنffم يffوم

القيامة ويجعله فى ظله فل يكن بالمؤمنين غليظا وليكن بهم رحيما). قال كنز العطايا اللهية والسرار الربانية سيدى صالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنه : إيش؟ لن الجزاء من جنس العمل، فالذى يرحم المؤمنين فى الدنيا يرحمه

ا تعالى بالنجاة من عذاب جهنم ويظله تحت العرض يوم القيامة. وبالسند المتصل إلى صاحب العلم النفيffس أنffه قffال: وعنffه صffلى ا عليffه وآلffه وسلم أنه قال: (إن العبد ليقف بين يدى ا تعالى فيطيل ا وقوفه حffتى يصffيبه من ذلك كرب شديد فيقول: يارب ارحمنى اليوم، فيقول: هffل رحمffت مffن خلقffى

من أجلى فأرحمك؟ هات ولو عصفورا). قال سيدى الغوث العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه : أيش ؟ كن رحيما بخلffق ربfك يرحمfك يfوم ل ينفعfك مfال ول بنfون، واعلfم أن الرحمة تنفعك ولو لحيوان أو طير أو بهيمة، لن ا تعالى خلقهم مثل مffا خلقffك،

قال تعالى : (وما من دابة فى الرض ول طائر يطير بجناحيه إل أمم أمثالكم).قال صاحب العلم النفيس رضى ا تعالى عنه:

82

Page 83: الإلهام النافع

" ويعطيهم حق السffلم مffن التعظيffم والتffوقير، فffإن رسffخ فffى هffذه القاعffدة واستقام فيها قلبه أفاض ا سبحانه تعالى على سائر جسده أنوار الرحمة اللهية وأذاقه حلوتها، فنال من الرث النبوى حظا وافرا عظيما من قffول ا عffز وجffل: (وما أرسلناك إل رحمة للعالمين)وهذا معنى قول رسول ا صلى ا عليffه وآلffه وسلم (إن لله ثلث حرمات فمن حفظهن حفظ ا عليه أمر دينه ودنياه، ومن لffم

يحفظهن لم يحفظ ا له شيئا: حرمة السلم وحرمتى وحرمة رحمى). وفى هذا المعنى قول النبى صلى ا عليه وآله وسلم لبى بكر رضى ا تعffالى

عنه: " ل تحقرن أحدا من المسلمين فإن صغير المسلمين عند ا كبير". قال سيدنا ومولنا العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى عفا ا تعالى عنffه: الحرمات: الحقوق، فمعنى حرمffة السffلم : أى مffا يطلبfه السffلم مffن المسffلم، وهى أمور كثيرة ل يكمffل السffلم إل بهffا كقffوله: صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم :" المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" وكقوله صلى ا عليه وآله وسffلم :" المسلم أخو المسلم "، وكقوله صلى ا عليه وآله وسلم : " ل يزنى الزانffى حيffن يزنى وهو مؤمن)، وكقوله صلى ا عليه وآلffه وسffلم : " أمffرت أن أقاتffل النffاس حتى يشهدوا أن ل إله إل ا وأنى رسول ا، فإذا قالوها عصموا منffى دمffاءهم وأموالهم إل بحق السffلم وحسffابهم علffى ا"، وكقffوله تعffالى : (بئس الغسffم

الفسوق بعد اليمان). وبالجملة فمن راعى ما وجب فى السلم ففعل، وما حرم فترك فقد عظم حرمة السلم، ويدخل فى قوله صلى ا عليه وآله وسلم " افحظ ا يحفظffك"، ومffن

لم يكن كذلك فلم يعظم حرمة السلم وحينئذ� فجزاؤه الضياع. وفffى الحffديث :" تffدعو الصffلة علffى مffن أضffاع وقتهffا فتقffول: ضffيعك ا كمffا

ضيعتنى". وحرمة النبى صلى ا عليه وآله وسلم : حقه الذى أوجبه ا تعالى علينا كطاعته فى قوله وفعله، واحترامه وتوقيره وتكريمه، والعتراف بفضله وشفاعته، وجffاهه ورفع ذكره وعلو درجته، وأنه موصوف منذ خلقه ا تعالى بالزيffادة فffى اليمffان

والعلوم والنوار والدرجات والبركات والسرار والنفحات والخيرات. وكذلك يكون بعد أن لحق بالرفيق العلى أعلى مقاما وأجل إكرامffا وأوسffع علمffا وإدراكا وكشفا وشهودا وسماعا وردا للسلم، ول يجوز لمؤمن أن يعتقffد فيffه غيffر

83

Page 84: الإلهام النافع

ذلك، أو أنه قد مات كموت الخلق، بل أحياه ا تعالى بعد موته بحياة تفوق حيffاة النبيين والمرسلين عليه وعليهم الصلة والسلم، وحياة الشffهداء، وحيffاة الملئكffة

الكرام، وحياة الحياء من أهل الدنيا. ويجب عليك أن تحبه صلى ا عليه وآله وسلم أكثر من نفسك، وأن تصلى وتسffلم عليه، وأن تزور روضته الشريفة لتحظffى بffرد سffلمه صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم

عليك، وتحصل لك بركته صلى ا عليه وآله وسلم وبركة نظره إليك ودعائه لك. وقد وردت أحاديث كثيرة فى فضل أهل بيت النبوة رضى ا تعffالى عنهffم، ومffن

أعظم الصلة لهم زيارتهم بعد مماتهم، والتسليم عليهم والترضى عنهم. " ل تحقرن أحدا من المسلمين " إحتقار المسلم هو الزدراء به والتكبر عليه، قffال

عليه الصلة والسلم : " بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". وقد نادى ا تعالى فى القرآن بما يدل على الخوة والمساواة فقال: (يا عبادى :

يا أيها الناس، يا أيها الذين آمنوا).

بسم ا الرحمن الرحيمالباب الرابع

القاعدة الرابعة: مكارم الخلققال سيدى احمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

مكارم الخلق التى بعث رسول ا صلى ا عليه وأله وسلم لتمامها، وهو قffولالنبى صلى ا عليه وآله وسلم : " إنما بعثت لتمم مكارم الخلق"

وهذه القاعدة فى زبدة الدين، وحقيقتها أن يكون العبffد هينffا لينffا مffع أهffل بيتffه وعبده ومع جميع الخلق، قال رسول ا صلى ا عليه وآله وسffلم " أهffل الجنffة كل هين لين سهل وأهل النار كل شديد قبعثرى، قالوا وما قبعثرى يا رسffول ا؟

قال: الشديد على الهل، الشديد على الصاحب، الشديد على العشيرة". وقال مولنا العظيم : (وقولوا للنffاس حسffنا)أى ل قبحffا، وقffال عffز وجffل: (وقffل

للعبادى يقولوا التى هى أحسن)والحسن هو الذى جمع الحسن وزيادة.

84

Page 85: الإلهام النافع

وبالجملة فالذى تحب أن يواجهffك النffاس بffه مffن الكلم الطيffب والقffول الحسffن والفعل الجميل فافعله مع خلق ا تعالى، ومffا تكffره أن يعاملffك العبffاد بffه مffن الكلم الخبيث والقول القبيح والفعل الكريه فاتركه، فإن ا يعامل العبffد بوصffفه وخلقه الذى يعامل الخلق بfه، فffإن المجffازاة علffى الوصffف بالوصffف (سffيجزيهم وصفهم)(جزاءا وفاقا)فمن كان للخلق جنة ورحمة وظل̀ ظليل̀ يستريحون فيه كان ا له كذلك، فمن أكرم العبد مراعاة لسيده فإنما أكffرم السfيد، وكffذلك جffاء فfى الحديث عffن ا عffز وجffل أن يقffول للعبffد يffوم القيامffة : جعffت فلffم تطعمنffى، واستسقيتك فلم تسقنى، ومرضت فلم تعدنى، فيقول العبد : كيف تجوع وأنffت رب العffالمين؟! وكيffف تستسffقى وأنffت رب العffالمين؟! وكيffف تمffرض وأنffت رب العالمين؟! فيقول له سبحانه وتعالى مفسرا ذلك: أما إنه مffرض عبffدى فلن فلffو عبffدته لوجffدتنى عنffده، وجffاع عبffدى فلن، فلffو أطعمتffه لوجffدت ذلffك عنffدى،

واستسقاك عبدى فلن، أما إنك لو أسقيته لوجدت ذلك عندى" مفسرا سبحانه نفسه فى قوله: (جعffت ومرضffت واستسffقيت بقffوله: جffاع عبffدى فلن، ومرض عبدى فلن، واستسقاك عبدى فلن، فمعاملة العبد لملحظة سfيده

هى معاملة السيد بل شك. فمن رسخ قدمه فى هذا المقام صارت معاملته مع الحق جل جلله فى كل شئ

فل يراقب غير ا تعالى. ومجمع مكارم الخلق مع ا تعالى ومع عباده قول النffبى صffلى ا عليffه وآلffه وسلم : (أكرموا ا أن يرى منكم مfا نهfاكم عنfه)وهfو أن ل يfراك سfبحانه حيffث

نهاك ول يفقدك حيث أمرك. والمر الذى يبعث العبد على الحياء من ا تعالى هو ان يعلم علم حضور أن ا على كل شئ� رقيب، وعلى كل شfئ شfهيد، وهfو قfوله تعfالى : (واعلمfوا أن ا يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه)فإذا شغل العبد قلبه بهذه المراقبة واستعملها حتى اعتادها وألفها لزمه الحياء من ا تعالى أن يقffول قffول̀ أو يفعffل فعل̀ ل يرضffاه ا ول يليق بجلله، وهو حاضر القلب(وهو معكم أينما كنتم)فإن ا تعffالى معfه

وناظر إليه. فإن العبد إذا أراد أن يزنى مثل̀ أو يسرق والنffاس نffاظرون إليffه ل يقffدر أن يقffدم على ذلك مع علمه بنظر الناس إليه، فإنه يستقبح ذلك من نفسffه ويسffتخبثه، فffإذا

85

Page 86: الإلهام النافع

كان الحال هكذا مع المخلوق الذى ل يملك ضرا ول نفعا، والحامffل لfه علfى ذلfك كله مخافة أن يسقط من أعين الناس ويحط قدره عنffدهم، ول شffك أنffه إذا كffان حاضر القلب عند الشروع فى الفعل الذى ل يرضاه ا تعffالى تffرك ذلffك الفعffل قطعا، وهذه معنى قول النبى صلى ا عليه وآله وسلم فى الحسffام : (أن تعبffد

ا كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). فمن كان بهذه الحالة لزمه أن يحسن تلك العبادة ويتقنها على قدر قffوة علمffه أن

ا ناظر إليه، وبالله التوفيق. وصلى ا على مولنا محمد وآله وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علffم

ا. قال بحر العلوم الغوالى والد السيد عبد العالى الشffريف مffولى السffيد أحمffد بffن

إدريس رضى ا تعالى عنه: " مكارم الخلق التى بعث الرسول صلى ا عليه وآله وسلم لتمامهffا وهffو قffول

النبى صلى ا عليه وآله وسلم : " إنما بعثت لتمم مكارم الخلق". قال بحر العلوم اللدنية سيدى صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه : أيش؟ اعلffم أيه النسان الذى أنس بأورادنا، وصار من أولدنا، ورحه من روحنا ودنffا ومل قلبffه بودنا، وإن ناءت بلدنا، أن لهذا الحديث معنى أعز معنffى وهffو أنffه عليffه الصffلة والسلم أول من نبأ عن الحق سبحانه فهو أساس مكارم الخلق بنبوته والمتمffم

لها بببثته. وهو أول من عرف الحق بالحق، وأول مظهر للقدرة والرادة، فهffو أول المفffاض

عليهم وآخر الموحى إليهم. فهffو صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم فاتحffة الموجffودات، ومجمffع بحffرى الحقffائق

والبديات، (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان). النبوات والوليات فى أزليات (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكffم)، وفffى أبffديات

(لقد جاءكم رسول من أنفسكم). فهو صلى ا عليه وآله وسلم متمم النبوات فى عالم (لتؤمنن به ولتنصرنه)ومتمم

مكارم الخلق فى عالم (قم فأنذر . وربك فكبر). وفى عالم التباع المحمدى منزلة منزلة على سبيل(لقد لكم فى رسول ا أسffوة

حسنة).

86

Page 87: الإلهام النافع

مكارم الخلق فجاء صلى ا عليه وآله وسلم بمكارم الخلق التى أبدلت الظلمة نورا، والشffرك توحيدا، وحولت الجهالة علما، والعداوة صلحا، فصار الناس فى عداوة بعffد ظلffم، وقوة بعد ضعف، وعلم بعد جهل، وكرم بعد بخل، وتواصل بعد تقاطع، وشffجاعة بعد جبن، وجهاد بعد استسلم، وعزة بعد ذلة، وتعاون بعد تخاذل، واجتمffاع بعffد فراق، وائتلف بعد تنافر، وشعور بعد ل شعور، وإحساس بعد ل أحساس، وحيffاة بعد موت، ونور بعد ظلمة(أو من كان ميتا فأحييناه وجلعنا لها نورا يمشffى بffه فffى

الناس). فغرس صلى ا عليه وآله وسلم فى قلوب المؤمنين شجرة طيبة ثمارها التواضع والسخاء والعفة والوفاء، يتواضffع أميرهffم لفقيرهffم، ويffوقر صffغيرهم كffبيرهم، ويرحم كبيرهم صغيرهم، الملهوف بينهffم يغffاث، والمريffض يعffاد، والميffت تشffيع

جنازته، والسائل ل ينهر، واليتيم ل يقهر، والمانة ل تضيع. والعffالم يسffمع قffوله ويعffرف حقffه، والقffرآن يكتffب، والعلffم يطلffب، والحقffوق موفورة، والمساجد معمورة، هاجرين قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضffاعة المffال، أمرهم شورى بينهم، ولم يختل فى شعوبهم أمنهم، كل ذلffك مffن مكffارم الخلق

التى جاء بها صلى ا عليه وآله وسلم. قال سيدنا ومولنا العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه

ونفعنا بعلومه آمين:بعث النبى متمما ومعمما لمكارم الخلق فى الفاق

قد جاء بالدين القومي مبدل̀ شرك الضلل بشرعة الخلقفانهض إلى تلك المكارم يا فتى تنجو بها من ربقة ووثاق

قال مؤسس الطريقة الجعفرية صffاحب درس الجمعffة الشffهير بffالزهر الشffريفسيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه :

لمكارم الخلق قد بعث النبى متمماأكرم به من مرشد للعالمين معلمافإذا أردت رضاءه صلى عليه وسلما

واعلم بأن مffن أجffل أخلقffك دخولffك فffى حضffرة خلقffك، وسffبحك فffى عffالم المكارم والتكريم، حتى يضئ بذكرك الليل البهيم، جادا فffى أمffورك علffى المنهffاج

87

Page 88: الإلهام النافع

القويم، جانيا من غرس المكارم النبوية ثمارها، رادا من نفسك شيطانها وعارهffا، جالسا على كرسى (واجمع بينى وبينه)زائرا كالسبع، ورافعا لراياتك السffبع، متقلffدا سيف(جاء الحق وزهق الباطل)، متوكل̀ علffى ربffك فل يتعffرض لffك فffى طريقffه إنس ول جن إل أعدمته بسيفك، متلقيا درر معانى جffواهر نفfائس غffوالى العلffوم والمعلومات، من فيض من طارت منه رشاشات فاقتسمتها بحكم المشffئية اللهيffة جميع المبدعات، ناظرا بعينى قلبك إلى مقر قرار الفهوم والقراءات، الذى من لffوح كنهه قرأ المقربون كلهم حقيقة التجلياتن شجرة الصffل النورانيffة فل نffور إل منهffا استنار سناه، ولمعة القبضة الرحمانية التى بنضرتها تنضffر كffل نضffر مffرآه، معffدن السرار الربانية فل سر إل من سره مسffراه، فتعffرض لffذلك السffر بكffثرة الصffلة والسلم على سر الخلوة اللهية ليلة السراء، لعffل قلبffك ممffا فيffه يffبرا، وتffتزاحم علي بابه نفائس الدرر الغوالى التى عزت على غير عزيز بربffه، مكيffن فffى قربffه،

مديم لحزبه. قال سيدى صاحب المقال العالى أبو الشريف عبد اعالى سيدى أحمد بffن إدريffس

رضى ا تعالى عنه :" وهذه القاعدة هى زبدة الدين " .

قال سيدى الشيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه: يعنffى قاعffدة مكffارم الخلق لن العمل بالدين ينتج مكارم الخلق، فهffى زبffدته وثمرتffه، وبالتجffارب :

الرجل التقى يوفق لمكارم الخلص، وغيره يظهر منه سئ الخلق.قال سليل بيت العلم والتقى سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

يا من تريد مكارم الخلق ل تطلب مكارمها بغير تدينفالدين يثمرها وأصل ثمارها عرج على الدين القومي البين

ثم شرع السيد رضى ا تعالى عنه فى بيان حقيقة مكارم الخلق فقال:وحقيقتها أن يكون العبد هينا لينا� مع أهل بيته وعبدع ومع جميع الخلق.

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: " آل" فffى العبffد للكمffال وهو العبد الكامل الذى وصفه السيد أحمد رضى ا تعالى عنه فى أحزابه بقوله: " واجعلنى يا رب لك عبدا محضا عبودية خالصة ل رائحة ربوبية فيها على أحد مffن

خلقك".

88

Page 89: الإلهام النافع

وإذا كان كذلك كان هينا لينا متواضعا فى غير ضياع للحقوق ول انتصار لباطffل ولجبن أمام ظالم.

والحديث: (وخالق الناس بخلق حسن)والخلق الحسن يشمل القول والفعل، فمنعامل الخلق بالخلق الحسن فقد عاملهم بمكارم الخلق.

قال بحر الكمالت الربانية شيخ الطريقة الجعفرية سيدى الشffيخ صffالح الجعفffرىرضى ا تعالى عنه:

كن هينا لينا� للعالمين ول تكثر مخاصمة الخوان كالخصمواجعل فؤادك موفورا برحمته للمؤمنين وأهل البيت والرحم

من عاش فظا غليظ القلب يبغضه القربون ومن بالحل والحرمكالميرغنى فكن بحرا لوارده قد أكرم الشيخ ابن ادريس بالنعم

وفى هذا البيت الخير إشارة إلى ما روى لى عن السيد مصطفى الدريسى رضى ا تعالى عنه : قال السيد محمد عثمان الميرغنffى رضffى ا تعffالى عنffه: أكffرم

جدى السييد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه بمكة غاية الكرام. وفى بعض الحيان كان سيدى يتمثل بحديث رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم الذى قاله لسيدنا عثمان بن عفان رضى ا تعالى عنه لما جهffز جيffش العسffرة، والذى جاء بمعناه العارف بالله تعالى سيدى محمد سر الختم الميرغنى رضى ا

تعالى عنه بقوله:ل يخف عثمان شيئا بعد ذا غفر ا له ما اكتسبا

والحديث هو : (ما ضر عثمان ذنب بعد اليوم). قال صاحب العلم النفيس رضى ا تعffالى عنffه مسffتدل̀ بالحffديث التffى مffن أن

المؤمن يكون هينا لينا: قال صلى ا عليه وآله وسلم :

(أهل الجنة كل هين لين سهل قريب، وأهل النار كل شffديد قبعffثرى، قffالوا : ومffا قبعثرى يا رسول ا؟ قال: الشديد على الهل الشديد على الصاحب الشديد على

العشيرة).قال مولنا وسيدنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه :

89

Page 90: الإلهام النافع

يصffف النffبى صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم أهffل الجنffة بقffوله: (هيffن ليffن سffهل قريب)وذلك بالمؤمنين كما قال تعالى: (رحماء بينهم)فالمؤمن من يكون مع أخيffه

هينا لينا ليس صعبا قاسيا، سهل̀ ليس وعرا قريب الرضا ليس ببعيده. وفى الحديث : (المؤمن هين لين سريع الغضب قريب الرضا)فالمؤمن حقا يعمffل بقوله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعffافين عffن النffاس)وبقffوله تعffالى : (وإذا مffا غضبوا هم يغفرون)، وبقوله تعالى (ويدرأون بالحسنة السيئة)يعنى من قدم إليهم سيئة قدموا إليه حسffنة، وهffذه الصffفة مffن أجffل مكffارم الخلق، وقffد وعffد ا فاعلها بأنه عدوه يكون بعfد العfداوة ناصfرا لfه محبffا حبffا عظيمfا، فتلfك مكافffأة

معجلة فى الدنيا للذين يتصفون بهذه الصفة الكريمة.قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

كن هينا للخلق تألفهم ويألفوك وهذا الوصف محمود اللفة سبب التحابب

وفى الحديث قال عليه الصلة والسلم : (المؤمن من يألف و يؤلف ول خير فيمffنل يألف ول يؤلف)، وقال تعالى: (وألف بين قلوبهم).

فاللفة التى بين قلوب المؤمنين منة عظيمة مffن أعظffم المنffن ونعمffة مffن أجffل النعم؛ إذ بها يحصffل التحffابب والتعffاون والتffآزر، فل يسffمح المffؤمن بضffرر أخيffه ومقاطعته واستسلمه لعدوهن بل يكون له أخا، كريما ل لئيما، مساعدا ل معانfدا،

مواصل̀ ل مقاطعا، محققا قول الحق سبحانه: (فأصبحتم بنعمته إخوانا). وقد وصف صلى ا عليه وآله وسfلم أهffل النfار بالشfدة علfى الهfل والصffاحب

والعشيرة، وفى الحديث(والمنافق إذا خاصم فجر). فل تكffن شffديد علffى أهلffك فيبغضffوك، ول علffى أصffحابك فيهجffروك، ول علffى

العشيرة فيبدلون العشرة قطيعة لك. وقد قال تعالى: (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار)فوصffف ا سffبحانه أهffل النffار بالتخاصم وهم فى النار، ووصف أهل الجنة بالخلص والخوة فffى الجنffة فقffال سبحانه: (ونزعنا ما فى صدورهم من غل� إخوانا على سرر متقffابلين)فأهffل النffار أهل تباغض وتقاطع فى الدنيا والخرة، وأهل الجنة أهل توادد وتحابب فى الدنيا والخرة، قال عليه الصلة والسلم : (أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف

فى الخرة).

90

Page 91: الإلهام النافع

فال مولنا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه: " وقال ا تعالى : (وقولوا للناس حسنا)أى ل قبحا، وقال عز وجل: (وقل لعبادى

يقولوا التى هى أحسن).والحسن هو الذى جمع الحسن وزيادة.

وقال العارف بالله تعالى سيدى الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعffالى عنffه: بفضل الفتاح المتعال : اللهم ارزقنى صffواب المقffال: لمffا خلffق ا النسffان فffى أحسن تقويم كما قال تعالى: (لقد خلقنا النسان فffى أحسffن تقffويم)ناسffب بffأن يأمره بأن يقول أحسن القول، وقد قال سبحانه فى وصف الحمار حينما نهى عffن التشبه به: (وإن أنكر الصوات لصوت الحمير)فالذى خلقffه ا فffى أحسffن تقffويم يقول التى هى أحسن للffذى خلffق فffى أحسffن تقffويم، وذلffك يتناسffب أيضffا مffع التكريم، قال تعالى : (ولقffد كرمنffا بنffى آدم)، ومffن تكريمffه أن يقffول الffتى هffى أحسن وأن يقال له مثلها، ومن تكريمه تحريم سبه ولعنه، وغيبته وقتله واحتقffاره، والهمز واللمز لffه، والظffن فيffه والقffدح والشffماتة والنميمffة والفضffيحة، وإشffاعة الفاحشة والفك عليه والبهتان، وقذفه وحسده والحق عليه والضغينة، وشياع حقه وانتقاص قدره، وغشه والكffذب عليffه، وبخسffه وبخffس مffا ينسffب إليffه، ووصffفه باللقب المسئ، ونهره وزجره وضربه، والمكر به والبغى عليه والكيffد لfه وسfحره، وتخويفه وإدخال الحزن عليه، وقطع الطريق عليه، ومنعه المffاء والهffواء والظffل، ومنعه الطعام والشراب، ومنعه الصلة والزكاة والحج والعبادة، لن ا تعالى قد

كرمه وحفظ عليه التكريم باليمان والسلم. وأما الكافر فقد أضffاع تكريمfه بfالكفر، قfال تعffالى : (ان هfم كالنعffام بfل هfم

أضل). والجهر بالسوء من القول المبغوض عند ا تعالى مبغffوض عنffد الملئكffة، قffال تعالى : (ل يحب ا الجهر بالسوء من القول إلffى مffن ظلffم)، فل تقffولن قffول̀ ل يحبه ا تعالى، وقد ورد فى الحديث أنه صلى ا عليه وآله وسffلم أخffرج لسffانه الشريف وقبض عليه وقال: أمسك عليك هذا)فقال السائل : أفنؤاخffذ بمffا نقffول؟ قال عليه الصلة والسلم (ثكلتك أمك وهل يكب الناس فى النffار علffى منffاخرهم إل حصائد ألسنتهم)وقال عليه الصلة والسلم : (من يضمن لى ما بين لحييffه ومffا

بين فخذيه أضمن له الجنة).

91

Page 92: الإلهام النافع

فمن فكر فى هذه اليات الكريمة وتلfك الحffاديث الصffحيحة حffافظ علffى لسffانه تمام المحاظة ل سيما بعد أن علم أن الملffك يكتffب عليffه كffل كلمffة يقولهffا، قffال تعالى : (ما يلفظ من قول إل لديه رقيب عتيد)، وقال تعالى: (مffال هffذا الكتffاب ل يغادر صغيرة ول كfبيرة إل أحصfاها)، قfال ابfن عبffاس رضfى ا تعffالى عنهمfا:

الكبيرة : الضحك، والصغيرة : التبسم.قال سيدنا الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

"وبالجملة فالذى تحب أن يواجهك به الناس به من الكلم الطيب والقffول الحسffم والفعل الجميل فافعله مع خلق ا، وما تكffره أن يعاملffك العبffاد بffه مffن الكلم

الخبيث والقول القبيح والفعل الكريه فاترك الناس والخلق منه". قال شيخ الشيوخ وسلطان الرسوخ مولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعffالى عنه: أشار بهذا القول إلى ما قاله سيدنا على كرم ا وجهه لبنه سffيدنا الحسffيين رضى ا تعالى عنه: " يا بنى اجعل نفسك ميزانا فيمffا بينffك وبيffن غيffرك، أحبffب

لغيرك ما تحب لنفسك واكره له ما تكره لها). قffال عليffه الصffلة والسffلم : (المسffلم أخffو المسffلم)، وحينئذ� فل ينبغffى للخ أن يعامل أخاه بالمعاملة التى يكرهها لنفسه، لن أخوة اليمان ارتباط باطنى عظيffم أقوى من ارتباط النسffاب، وانظffر إلffى قffوله تعffالى: (ول تلمffزوا أنفسffكم)وهffل النسان يلمز نفسه؟ ولكن لشدة التصال الخوى جعل القffرآن الffذى يلمffز لخيffه المسلم كأنه لمز نفسه، وقال عليffه الصffلة والسffلم : (النffاس سواسffية كأسffنان المشط)، وكيف يكون المر كffذلك إذا عامffل المسffلم أخffاه المسffلم بمffا يكffره أو

اسمعه ما يكره.قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:أسمع لغيرك ما يرضيك مسمعه ول تفه بقبيح القول للناس

النفس ميزان ما يرضيك من أحد أو كان يغضبها من منطق قاسى فاجعل لغيرك ما يرضيك يرض به وما يسئ فل تذكره للناس

واسمع نصيحة ابن إدريس سيدنا نعم النصيحة فى قلب وقرطاس قال صاحب العلم النفيس الشريف السيد أحمد بن ادريس رضى ا تعالى عنه:

" إن ا تعالى يعامل العبد بوصفه وخلقه الذى يعامل الخلق بffه، فffإن المجffازاةعلى الوصف بالوصف(سيجزيهم وصفهم)(جزاءا وفاقا).

92

Page 93: الإلهام النافع

قال صاحب النوار والسرار سيدى الغوث الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: وكلم السيد هذا يشبه كلم سيدى محيى الدين بن عربffى رضffى ا تعffالى

عنه: " معاملتك للخلق معاملة الحق لك". يعنى أن الحق سبحانه يعاملك من جنس معاملتك لخلقه، وقد استدل سيدى أحمد

رضى ا تعالى عنه بهذه الية : (سيدجزيهم وصفهم). وجعل المجازاة فى الية عامة فffى الffدنيا والخffرة، لن المحسffن لffه الجنffة فffى الخرة، وله البشرى فى الحياة الدنيا وفى الخرة، قال تعالى : (لهم البشffرى فffى الحياة الدنيا وفى الخرة)، وقال تعالى : (فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)، والفوز العظيم فى الدنيا والخرة، وأى فوز أعظم من التوحيffد

ومن مشاهدة الرسول صلى ا عليه وآله وسلم ؟.قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه :

وللمناسبة أذكر شيئا من هذا فأقول وا حسبى ونعم الوكيل: مشاهدة الصffحابة رضى ا تعالى عنهم لرسول ا صلى ا عليه وآله وسلم كffانت بالبصffر، وبعffد أن لحق صلى ا عليه وآله وسلم بالرفيق العلى كانت بالقلب عن سffابق رؤيتffه، ولعامة المؤمنين إلى يوم القيامة عم سماع أوصافه صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم، فارتقت الروح وصفت ووصلت إلffى مشffاهدة حقيقيffة، فهffو صffلى ا عليffه وآلffه وسلم مشاهد للولين والخرين، ومحبوب للولين والخرين، فهffو صffلى ا عليffه وآله وسلم محبوب العوالم العلوية والسفلية، وقد استدل سيدى أحمد ابن إدريffس رضى ا تعالى عنه على أن الجزاء من ا تعffالى يكffون وفffق عمffل النسffان،

فاستدل بقوله تعالى : (جزاءا وفاقا).قال الشريف أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

فمن كان للخلق جنة ورحمة وظل̀ ظليل̀ يستريحون فيه كffان ا لffه كffذلك، فمffن أكرم عبدا مراعاة لسيده فإنما أكرم السيد، ولذلك جffاء فffى الحffديث عffن ا عffز وجل أن يقول للعبد يوم القيامة :" جعت فلم تطعمنى، واستسقيتك فلffم تسffقنى، ومرضت فلم تعدنى، فيقول العبد: كيف تجوع وأنت رب العالمين؟ وكيffف تمffرض وأنت رب العالمين؟ وكيف تستسقينى وأنت رب العالمين؟ فيقول سبحانه وتعffالى مفسرا له ذلك : أما أنه مرض عبدى فلن فلو عدته لوجدتنى عنffده، وجffاع عبffدى

فلن أما إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندى".

93

Page 94: الإلهام النافع

قال سيدى أحمد رضى ا تعالى عنه : " ففسر سبحانه فى قوله : جعت ومرضffت واستسffقيت بقfوله: جffاع عبffدى فلن،

فمعاملة العبد لملحظة سيده هى معاملة السيد بل شك".أيها المريد هل راعيت معية ا فى معاملتك لنفسك

قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى قضى ا تعالى له جميع المصالح: إذا علمت أن ربك عند غيرك موجود فهل أيقنت أنه معك؟ وهل راعيت تلك المعية فى معاملتك لنفسffك فرحمffت جوعهffا إذا جهلffت فأطعمتهffا علمffا، أو إذا مرضffت بالذنوب والغفلffة فعالجتهffا بالتوبffة والسffتغفار، أو عطشffت بحffب الffدنيا فffأرويت

ظمأها بتزهيدها فيها. وإذا علمت أن معك العليم وهو يحب العلماء ويكره الجهلء، فسارع إلى مجالس العلم لتحظى بffالعلم الموصffل لحffب ا تعffالى لffك، وفffى الحffديث : أوحffى ا

تعالى إلى سيدنا إبراهيم عليه السلم " يا إبراهيم إنى عليم أحب كل عليم.قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:سارع إليأهل العلوم فإنهم أهل الغذاء بهم ضياء النفس

إن قدم الغير النفيس فإنهم قد قدموا شهد الشفاء النفس وسارع إلى التوبة الصادقة الموصلة إلى محبة ا تعالى لك،قال تعffالى : (إن ا يحب التوابين)، فيا حبذا التوبة الموصلة إلى المحبة، فمن تاب فقد أناب، ومن أناب فقد آب، ومن آب فقد طرق الباب، ومن طرق الباب يوشك أن يفتح له الباب، ومن

فتح له الباب شاهد أولى اللباب وقد رفع عنهم الحجاب.قال صاحب درس الجمعة الشهير بالزهر الشريف سيدى الشيخ صالح الجعفرى:

تب إن أردت محبة الغفار فالله يغفر سائر الوزارما خاب من قصد المهيمن تائبا ينجو بتوبته من الغيار

ل يستقيم القلب فى أعماله حتى يتوب لواحد قهار وحب الدنيا ظمأ ووله وقلق، فأذهب ظمأ روحك بزهدها فى الفانية ورغبتهffا فffىfدت عدتffدت، وإذا جffدت جffالباقية، فإذا رغبت زهدت، وإذا زهدت وجدت، وإذا وج

وإذا عدت وصلت، وإذا وصلت اتصلت. قال العلماء : الزهد هو العراض عfن الشfئ لستشfغاره، وإعfراض الهمfة عنfه

لحتقاره، من قولهم شئ زهيد أى قليل.

94

Page 95: الإلهام النافع

قال المام أحمد بن حنبل رضى ا تعالى عنه : الزهد ثلثffة أوجffه: تffرك الحffرام وهو زهد العوام، وترك فضول الحلل وهو زهد الخواص، والعراض عما يشغل

عن ا وهو زهد العارفين". وقال سفيان بن عيينة رحمه ا تعالى : " الزهد ثلثة أحffرف : زاى وهffاء ودال،،

إشارة إلى العراض عن زينة الدنيا وعن الهوى وعن الدعاوى.

تفسير صوفى لكلمة الزهدقال سيدى العارف بالله تعالى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

الزهد ثلثة أحرف كل حرف يشير إلى سبع صفات:الزاى : تشير إلى سبع صفات وهى :

زينة القلب بالحكم والمعارف.- زهوق الباطل وخيffالت الffدنيا ومffا فيهffا (وقffل جffاء الحffق وزهffق-

الباطل ).(زلفى وحسن مآب)فى الدنيا والخرة.- زيادة الهدى (ويزيد ا الذن اهتدوا هدى)اهتffدوا إلffى أن ا حffق،-

وأن الخرة باقية، وأن الدنيا فانية.زوال حب الدنيا عن قلوبهم لما علموا أنها جيفة وطلبها كلب.-زجر القلب النفس عن توجهها إلى حطام الدنيا ولذاتها.-زيه بزى الصالحين من أهل التقى والفلح والدين.-

والهاء : تشيرإلى سبع صفات وهى :هدايته إلى سبل ا الموصلة إلى حظيرة قدسه. -هباته الباقيات الصالحات لما زهد فى الصور الفانيات.-هجرته للذات لما هجر الذات.-هيمانه بحب ا عن كل شئ له.-هيونته بعد قسوته.-همه الخرة وما فيها بعد زهده فى الدنيا وما فيها.- هبوطه إلى أرض التواضffع : (إن أرضffى واسffعة فإيffاى فاعبffدون)،-

(وعباد الرحمن الذين يمشون علffى الرض هونffا وإذا خffاطبهم الجffاهلونقالوا سلما).

95

Page 96: الإلهام النافع

دعاؤه المستجاب لكونه صار من الحبابوالدال تشير إلى سبع صفات وهى :

دللته على ا تعالى لما غاب عن نفسه الفانية.- ديدينه دوام ذكر ا تعالى لن الدنيا تشغل من تعلق بهffا عffن ذكffر-

ربه سبحانه.دعواه حمد ا تعالى لما يرى غيره من المغترين المغرورين.-دوام التوجه إلى ا تعالى مع التلذذ بمناجاته وتلوة ذكره الحكيم.-دنوه من حضرة التقديس بكثرة الذكر الذى هو منشور الولية.- دخوله حضرة القرب اللهى ووقوفه عند السماع العام الffذى يffدرك-

بالذواق ما اللحظة فيه خير من ألف عام. فهذه إحدى وعشرون من ضرب سبع فى ثلثffة بقffدر عffدد الffواجب والجffائز للffه تعالى، فمن تحقق بالصفات المتقدمة وهى الحدى والعشرون جاز لffه أن يffدخل حضرة القدس التى هى حضرة ا عز وجل الذى له عشرون صفة واجبة وصffفة

جائزة. قال سللة بيت رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم سيدى الشيخ صالح الجعفرى

رضى ا تعالى عنه:إحدى وعشرون صفات الزاهد لمن يريد حضرة للماجد

فيكسى ثوب التقى، وثوب القبول، وثوب الوقاية، وثويب التوفيق، وثوب الطمأنينffة، وثوب السكينة، وثffوب العفffة، وثffوب القناعffة، وثffوب الحلfم، وثfوب الهيبffة، وثffوب الوبة، وثوب السلم، وثوب اليمان، وثوب الهداية، وثوب الولية، وثوب المشاهدة، وثوب المجاهدة، وثوب الحب، وثوب القffرب، وثffوب الكبffار، وثffوب النffوار، وثffوب الكمال، وثوب الوصال، وثوب التجمل، وثوب التحمل، وثfوب النصffر، وثfوب اليسffر، وثوب حسن الخاتمة، فهذه تسعة وعشرون تضاف إلى الصفات المتقدمffة وهffى إحدى وعشرون فيكون المجموع خمسين صفة بعffدد صffفات ا تعffالى الواجبffة والجffائزة والمسffتحيلة وعffدد صffفات الرسffل عليهffم الصffلة والسffلم الواجبffة

والمستحيلة والجائزة. وبذلك يكون قد جمع بين الشريعة والحقيقة ويكون مكمل̀ كمال̀ إلهيا محمديا مffن

جميع الوجوه.

96

Page 97: الإلهام النافع

ثم يرجع إلى أرض الطبffع التركيffبى مffع مباشffرة السffباب، أو مffع التجريffد شffيخأ معلما، أو أستاذا مرشدا فى مقام البسط، أو فى مقام الحب، أو فى مقام الجذب، أو فى عزلة عن الناس، فى جوف غار، أو رأس طود، أو على ساحل بحر، أو فى وطنه، أو فى غربة، أو فى صحو، أو سكر، أو محffو، أو فنffاء، أو بقffاء، أو فffرح، أو بكffاء، أو وجffد، أو شffوق، أو تلffذذ، أو سffماع، أو سffياحة، أو شffعث، أو نضffرة، أو فكرة، أو حضffرة، أو جلffوة، أو عشffق، أو هيffام، أو فطffر، أو صffيام، أو ناطقffا، أو صffامتا، أو مطرقffا، أو شاخصffا، أو بالمطffاف كffل عffام، أو بمنffى يffوم الجمffار، أو بعرفات مع الخيار، أو بين المروة والصفا، أو فى زيارة المصطفى صلى ا عليffه وآله وسلم، أو فى المواجهة عند الروضة النبوية، أو فffى مشffاهدة خيffر البريffة، أو

فى الترقى إلى العوالم العلوية، أو فى مشاهدة الحضرة اللهية. فهذه تسعه وأربعون إلى الخمسين المتقدمة تكون تسعة وتسffعين بعffدد أسffماء

ا الحسنى وعند ذلك ينال المقام السنى. قال سيدى الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

إحfffffدى وعشfffffرون صfffffفات الزاهfffffدعشffffffرون بعffffffد تسffffffعة كسffffffاؤهخمسfffون يfffا فfffتى صfffفات قfffد سfffمتتسffffffع وأربعffffffون بعffffffدها علffffffىتسffffffع وتسffffffعون جميffffffع العffffffددتجلfffffى بfffffه الحوبfffffاء مfffffن دعfffffائهيرجffffffو إلffffffه العffffffرش بالجابffffffةثfffffم الصfffffلة بالسfffffلم السfffffرمدىوآلfffffffffffه وصfffffffffffحبه الخيfffffffffffارحسffffffن الختffffffام يرتجيffffffه صffffffالحوآلffffffffه وصffffffffحبه ومffffffffن لffffffffزم

لمfffffن يريfffffد حضfffffرة للماجfffffدمfffffن الثيfffffاب ذلfffffك ارتقfffffاؤهومffffن لffffه أنffffواره لقffffد نمffffتمffا كffان مffن صffفات مffن بهffا علصffffffffاحبها مffffffffزود بالمffffffffددوتنffffزل الغيffffوث مffffن رجffffائهكمffffا أجffffاب معشffffر الصffffحابةعلffffى النffffبى الهاشffffمى محمffffدوالتfffffffابعين منهfffffffج البfffffffرارتقضfffى لfffه يfffا ربنfffا المصfffالح طريfffق ابfffن ادريfffس ذى الفيfffضالخضffffffffffffffffffffffffffffffffffffffم

قال بحر العلوم وكنffز العطايffا سfيدنا ومولنffا الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى اتعالى عنه ونفعنا به فى الدارين:

تلقffffاه فffffارق فالبقffffا للبffffاقىإزهfffد لكfffل مفfffارق مfffن قبfffل أن

97

Page 98: الإلهام النافع

ل سffffيما الffffدنيا كظffffل يffffا فffffتىكfffم مfffن غfffرور قfffد رآهfffا جنfffةوتfffffرى القنfffffوع بهfffffا أراح فfffffؤادهفازهffffد تجffffد قلبffffا لffffديك منعمffffا

تلقfffاه قfffد ولfffى بغيfffر تلقfffىفfffffأرته ذل الهfffffون بfffffالملقلمffffا اكتفffffى بمffffوائد الffffرزاقهffffذا النعيfffم لكffffل قلffffب راق

أيها المريد افعل الخير مع الخلق لجل الخالق فتخلق أيها الخ الكريم بذلك الخلق العظيم، أطعم الجffائع، إسffق الظمffآن، أكffس العريان، عد المريض، فرج عن المكروب، إقض حوائج ذى الحاجات، وافعل الخير مع خلق ا لجل ا تجد ربك وربهم عندك، فمن راعى مخلوقffا لجffل ا فقffد

راعى الخالق سبحانه. أسأل ا تعالى أن يوفقنا أجمعين إلى العمل بهذه القffوال فffى جميffع الحffوال

حتى تكون صفاتنا كاملة مكملة من جميع الوجوه. قال صاحب العلم النفيس مولى الشريف أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه : " فمن رسخ فى هذا المقام صارت معاملته مع الحق جل جلله فى كل شffئ فل

يراقب غير ا تعالى". قال حبيب القلوب والرواح مولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه: لقد أجاد السيد وأفاد، وللجهالة قد أباد، كيف يراقب العبد وقffد جffد السffير، فل سffر ول غير، قد فارق الحنادس، ولهو المجالس، وغاب عن الغيار، ومfا غfاب علfى فعfل

الخيار، تسوقه إلى الخير أقدامه، ويدعوه إلى الهدى إقدامه.ويقول:

خدمت ربى ووقفت على أقدامى حتى رأيت ملوك العشق خدامىلكعبة العشق تجريدى وإحرامى يومى كعامى وكاليام أعوامى

شاهدت حقا وقد فسرت أحلمى نشرت فى موكب العشاق أعلمىفيوضات وأنوار جعفرية

فأين الغير ؟ وأين أنا؟ وأيffن النffوار؟ وأيffن الحجffاب والffبين؟ زشffتان بيffن نffاظر بالقلب وناظر بالعين، وهلى صاحب التجلى عن الحضرة يولى؟ أم لغيffر المتجلffى

يشاهد ويعامل؟ هذا حقا هو الولى الكامل. وإيش يعمل بالغير بعffد أن ل غيffر؟ فffإن تffرك محبffة الغيffر فل ضffير إذ هffو فffى غياهب النوار، وتنزلت السرار، لح له نfور مffن جffانب الغfور لئح، وفfاح لfه مffن

98

Page 99: الإلهام النافع

حضرة الحب فائح، وجرت له فى بحffار الحffب الجffوارى كffالعلم، وتحمffل مffوائدالحب لرواح التجريد والحرام.

قال صاحب العلم النفيس الشريف سffيدى أبffو العبffاس العرائشffى مffولى السffيدأحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه:

" وجمع مكارم الخلق مع ا تعالى ومع عباده قول النبى صffلى ا عليffه وآلffه وسلم : " أكرموا ا أن يرى منكم ما نهffاكم عنffه وهffو أن ل يfراك سffبحانه حيffث

نهاك ول يفقدك حيث أمرك". قال العبد الفقير المفتقر إلى رحمffة ربffه القffدير مولنffا الشffيخ صffالح بffن محمffد الجعفرى كان ا له معينا ولهله وأحبابه آمين: معنى أكرموا ا أى استحيوا مffن ا، لن الحياء من اليمان، أعله الحياء من ا عffز وجffل، وهffو يبعffث النسffان على فعل الواجبات، فل يفقده الحق حيث أمره، أى ل يراه تاركا للواجبات، وأيضffا يبعث النسان على البعد عن المعاصى فل يراه ربه يفعل فعل̀ أو يقول قول̀ نهffاه

عنه سبحانه.وإذا كان كذلك فقد اتصف بأعلى أوصاف الحياء.

ويتفرع من ذلك أن ل يترك شيئا أوجبه ا تعالى عليه لخلقه، ول يقدم إليهم شffيئا نهاه ا تعالى أن يقدمه لهffم، قffال عليfه الصffلة والسffلم: " المسffلم مffن سffلم

المسلمون من لسانه ويده". قال سيدى الشفاء سللة خfاتم النبيfاء صffلى ا عليfه وآلfه وسfلم بحfر العلffوم

ونبراس الفهوم الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى ا تعالى عنه: (والمر الذى يبعث العبد على هذه المور هو الحياء من ا تعالى، وهو أن يعلffم علم حضور أن ا عز وجل على كل شئ رقيب، وعلى كل شfهيد، وهfو قfول ا

تعالى : (واعلموا أن اللع يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه). قال سيدى بحر العلوم ونبراس الفهوم فضيلة الشffيخ صffالح الجعفffرى رضffى ا تعالى عنfه: أشffار السfيد رضffى ا تعfالى عنffه إلffى أن اسffباب الحيffاء المراقبffة

والمشاهدة وهما مظهران لسميه تعالى الرقيب والشهيد. فمن علم أن ا تعالى يراقبه راقبه، ومن علم أن ا تعالى شهيد عليه شffاهده، فمن شاهده فله الشهد، وكان ممن أوفى بالعهد، ومن لم يشاهده كان كالبهffائم،

99

Page 100: الإلهام النافع

ل يشخى لومة لئم، فى فعل الثffام والجffرائم، ومffن أيقffن أن ا يعلfم مffا فffىنفسه، خرج من عوالم نفسه، وشهوات عالم حسه، إلى عوالم أنسه.

وقد أخبر السيد رضى ا تعالى عنه بفوائد الحياء وأسبابه فقال: " فإذا أشغل العبد قلبه بهذه المراقبة، واستعمله فيها، وألزمه إساها حتى اعتادهffا وألفها، لزمه الحياء من ا تعالى أن يقffول قffول̀ أو يفعffل فعل̀ ل يرضffاه ا ول يليق بجلله وهو حاضر القلب(وهو معكم أينما كنتم)، فإن ا تعالى معfه ونfاظر إليه، فإن العبد إذا أراد أن يزنffى مثل̀ أو يسffرق والنffاس إليffه نffاظرون ل يقffدر أن يقدم على ذلك مع علمه بنظر الناس إليه فإنه يستقبح ذلك مffن نفسffه ويسffتخبثه، فإذا كان الحال هكذا مع المخلوق الذى ل يملك ضرا ول نفعffا، والحامffل لffه علffى

ذلك كله مخافة أن يسقط من أعين الناس ويحط قدره عندهم". ول شك أنه إذا كان حاضffر القلffب عنffد الشffروع فffى العمffل الffذى ل يرضffاه ا تعالى ترك ذلك الفعل قطعا، وهذا معنى قول النبى صffلى ا عليffه وآلffه وسffلم فى الحسان : (أن تعبد ا كأنك تراه فإن لم تكن تffراه فffإنه يffراك)، فمffن كffان بهذه الحالة لزمه أن يحسن تلك العبادة ويتقنها على قدر قffوة علمffه أن ا نffاظر إليه، وبالله التوفيق، وصلى ا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم فى كffل

لمحة ونفس عدد ما وسعه علم ا.قال سيدنا ومولنا الشيخ صالح الجعفرى رضى ا تعالى عنه:

لقد أفاد السيد رضى ا تعالى عنه وأجاد، وأتى بما يسffتنير بffه الفffؤاد، جffزاه ا تعالى عنا أحسن الجزاء ورضى ا عنه وأرضffاه، ولقffد أشffار رضffى ا تعffالى عنه إلى أعلى مقامات الحسان بقوله: " وتجل لى يا إلهى بمقام الحسان الجامع لسرار كمال اعبد ا كأنك تffراه، حffتى أشffاهد الحسffن الffذاتى اللهffى الكمffالى المطلق السارى فى جميع جزئيات العالم وكليffاته، فتنجffذب روحffى وجسffمى بffل كلى وسائرى إلى مغناطيس الجمال اللهى، فأذوب فيffه ولوعffا وعشffقا عffن كffل شئ سواه، حتى أكون عين العشق اللهى، بل عين الحسffن والجمffال، بffل حffتى

تكون ذاتى كلها عشقا ذاتيا وجمال̀ إليها صرفا من جميع الوجوه". قال عين الحسن والجمال شيخ الرجال مولنا وحبيبنا صffالح الجعفffرى رضffى ا تعالى عنه: ومن كشف له عن الحسن الذاتى كيف يميل قلبه إلى الفئ الغيffرى؟! ومن شاهد الكمال المطلق السار كيف ينظر إلffى خيffالت الغيffار؟! ومffن جffذبت

100

Page 101: الإلهام النافع

روحه وجسمه إلى مغناطيس الجمال كيffف ل يتخلffص مffن الوهffام والوحffال؟!ومن ذاب ولوعا وعشقا عن كل شئ سواه كيف ل يتلذذ بذكر موله؟!.

ومن كان عين العشق اللهى كيف ل تشتاق إليه الكffوان وتسffتنير بنffوره القلffوب والبدان؟! ومن كان عين الحسن والجمال كيف ل يكون ذا إتصال وتنتفffع بffأقواله` الرجال؟! ومن كانت ذاته عشقا ذاتيا فقد ارتقى مقاما عليا، ومن كانت ذاته جمffال إلهيا كان عند ربع مرضيا، وقد أشار السيد رضى ا تعالى عنه إلffى مقffام الحيffاء بقوله: " وتجل لى يا إلهى بمقام الحياء الجffامع لكffل خيffر سffر قffول نبيffك سffيدنا ومولنا محمد صلى ا عليه وآله وسلم : (إن ا تعالى حيffى كريffم يسffتحيى إذا

رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين). وهذا أشبه بقوله تعالى : (وليعفوا وليصفحوا أل تحبffون أن يغفffر ا لكffم)يعنffى من كان يحب مغفرة ا تعالى وعغوه فليعف وليصffفح عffن عبffاده، ويؤخffذ مffن هذا أن ا يحب المتصفين بصفات الكمال ويتجلى عليهم بمثلها : (للffذين أحسffنوا الحسنى وزيادة)ويفعل معهم مثلها، وحقيق أن مقام الحياء جامع لكل خير، وفffى

هذا إشارة إلى الحديث: (فإن الحياء ل يأتى إل بخير). ومن وصل إلى هذا التجلى ل يبالى بالناس، إذ الحياء من ا تعالى يتلشى معffه الحياء من الناس، والذين لم يكونوا كذلك إنما يسffتحيون مffن النffاس فffإذا غffابوا عنهم فعلوا ما شاءوا، وإن حضروهم تركfوا مffا يسffتقبح مfن أجلهfم، وأمfا الffذين حياؤهم من أجل الذى ل يغيب فهم ل يسffتطيعون أن يفعلffوا شffيئا مffن القبffائح، ونورالحضرة لديهم لئح، همهffم رفffع درجffاتهم لffديه ولffو سffقطوا عنffد غيffره، ل يبالون بالقواطع إل عنه، ول بالموانع إل منه، فاتق ا ما استطعت وافتffح لنفسffك بالله أبواب القر، فما فتحت على عبد إل جffاز بهffا أعffالى الرتffب، وعليffك بالتمسffك بالكتاب والسنة، فمن تمسك بهما فقد نال غاية المنة، ونادته السعادة وأقبلت عليه

وأناخت له ذلولها، ودقت له فى عوالمها طبولها.أيها المريد الصادقانف عنك ما سواه

انف عن نفسك ما سواه لترتقى، فما دخل الحضرة إل بالقلب النقى، فffإذا ظفffرت بالنقاوة، ذقت لذكر ربك حلوة، إذا بقلبك حلت، لحلوة غير العبادة عنك جلت فإذا

101

Page 102: الإلهام النافع

جلت عنك الغيار، أزيلت عن قلبك الستار، وهبطت عليfه أنffواع السfرار، عنfد كfلنفس وحركة وقول وفعل، وحياك ابن الفارض رحمه ا بقوله:

ولح سر خفى يدريه من كان مثلى للشمس ضوء قبل الشراق، وللتجلى سر قبل التلق، فأكثر من قول ل إلffه إل ا لتعرف النفffى والثبffات، وتبffدل منffك الصffفات بالصffفات، فصffفات نفسffك حجffاب قدسك، فمزقها ب (ل إله اله ا محمد رسول ا فى كل لمحffة ونفffس عffدد مffا

وسعه علم ا)لتكسى من صفات محمد رسول ا صلى ا عليه وآله وسلم. واعلم يا اخان فى ا نظر ا إلينا أجمعين بألطاف أهffل وليتffه، أن هffذا الffذكر ثقيل على النفس لنفاسته وسرعة هدايته، ويحصل به إمران عظيمان عليهما مffدار

الصلح، وهما عنوان الخير والصلح.الول: تمزيق الصفات النفسية، وهو أثر قولك ل إله إل ا.

والثانى : اتصافك بالصفات المحمدية، وهو أثر قولك محمffد رسffول ا صffلى ا عليه وآله وسلم؛ لنه باب ا تعffالى الموصffل إلffى حضffرة الحffب والقffرب، قffال

سيدى أبيض الوجه البكرى رضى ا تعالى عنه:وأنت باب ا أى امرئ أتاه من غيرك ل يدخل

والتيان من هذا الباب يكون بأمرين : الول: حبه صلى ا عليه وآله وسلم كما ينبغى .

الثانى : متابعته صلى ا عليه وآله وسلم فى القوال والفعال. وكأنى بك إذا أكثرت من هذا الذكر ستفتح لك أبواب ما خطرت ببال، ولطالما بحثت عن ورد غير هذا طالبا ما حدثتك به نفسك، ولقد دللناك علffى كنffز لffو فطنffت لffه، ولكنك ل زلت تنظffر إلffى الجيفfة علfى غيfر مffا هfى عليfه، ولfو كشffف ران قلبfك لبصرت ما أبصره العارفون، ولffوليت عنهffا إلffى مffا أبصffرته بصffيرتك، وعلقffت بffه سريرتك، وعندى فى إورادى ما يكل عنه تعبير لسانك، وتفكير جنانffك، فffإلى مffتى وبيننا المباينة؟! أما آن لك أن تكffون مffن أهffل المعاينffة! فمffا دخلffت لمffا قلبffا ول خطرت لنا بخاطر، ولقد فررنffا منهffا حينمffا فfر إليهffا غيرنfا، وكffان فرارنffا إلffى ا

(ففروا إلى ا ).

102

Page 103: الإلهام النافع

واعلffم أن أرض طريقنffا هffذا ل يصffقى إل بمffاء الffدين الخffاص(أل للffه الffدين الخالص)، ول يثمر إل الكلمة الطيبة التى تصل إلى السماء(ألم تر كيffف ضffرب ا

مثل̀ كلمة طيبة كشرجة طيبة ألصلها ثابت وفرعها فى السماء). فما عبدناه سبحانه للدنيا التى هى كهشيم تذروه الرياح، ولكن لنفحات تتنffزل فffى المساء والصباح، وابتغاء وجهه الكريم، والتلذذ بقربه وحبه ومناجffاته والتffذلل بيffن يffده، والقبffال عليffه، وشffهوده شffهودا خارجffا عffن المعقffولت والمحسوسffات

والفكريات والنظريات، فكيف اشتغلت بذكره وعبادته وما شغلك؟ويقول بن الفارض رحمه ا تعالى

فأصبح لى عن كل شغل بها شغل يعنى الحضرة الليهة، والتجليات الربانية، فى مقام كشف الحجاب وإزالة السffباب، وغيبة وحضور، وفرح وحبور وصفاء ونور، فى مقام الفنffاء لffدار الغffرور، وصffرف القلب عن الجنات والقصور، إلى ما هو أجل أعلى (سffبح اسffم ربffك العلffى)، (يffا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلى كffانوا بffه مسffتهزئين),أى حسffرة أشffد من حسرة مffن فffاته اليمffان، وغffره الشffيطان، وحffرم مffن الطاعffات، واحتضffن المخالفات، وحرم من لذة العبادة، وجعلها عنده كعادة، وحرم من التخلffى، ومنffع من التحلى، ولم يكن من أهل التجلى؟!فffإلى مffتى يffا أخانffا وأنffت فffى سffكرتك،

مكبل̀ بغفلتك، غرتك من طردناها، وشغلتك من سلوناها؟! قال المام الشافعى رضffى ا تعffالى عنffه : " النفffس إن لffم تشffغلها شffغلتك"، يعنى إن لم تشغلها بأوامر ا شغلتك بأوامرها وهكذا الحال، رحffم ا الرجffال، كيف عرفوا فأثمرت معرفتهم؟ وكيffف روا فسffلمت نجffائبهم؟ وكيffف كشffفوا عffن

خفيات المور لما استنارت منهم النفس والصدور؟أيها المريد نهض نفسك بنفسك وابك على يومك وأمسك

فإلى متى يا عبد ا وأنت تسمعنا سماع المستريب فيما يسمع؟! وعنffدك سffيوف تلمع، لو حركتها لكانت لكل القواطع عنك تقطع، كم من ليال قد نمتها فمffا عffادت عليك إل بما عادت؟ وكم من أيام فيما كffان ليfس يعنيfك أنfك قfد أضfعتها؟ وفfى ظنك أنك أضعت الليالى واليام، ولكن أضعت عمرك الذى كلما مر منه يوم فليffس يعود إلى يوم القيامة، وأراك تبكى علffى فلن إذا قيffل مffات وانقضffى عمffره، ول تبكى على عمرك وهو كffل يffوم ينقffص ول يزيffد، وأخشffى أن تلحffق بنffا مفلffس

103

Page 104: الإلهام النافع

الحال، مكبل البال، منغمسا فى الوحال، فنهض نفسك بنفسك، وابك علffى يومffكوأمسك.

أيها المريد ماذا تريد من هذه الدنيا فواعجباه منك ثم واعجباه! ماذا تريد من جيفة يؤذيك ريحها ويثقلك أكلها، ويطغيك قربها، ويعاديك اهلهffا، إن أقبلffت عليهffا شffغلتك، وإن أعرضffت عنهffا خffدمتك، وإن

أهنتها أكرمتك، وإن أكرمتها اهانتك، قولها يضحك أهلها وفعلها يبكيهم. عجوز شمطاء، فى صورة فتاة حسناء، عffدوة لحبffاب ا تعffالى، فلمffا عادوهffا ذللها لهم سيدهم، فصارت طوع أمرهم، تخيف غيرهم وهffم اخافوهffا، وتسffتعبد غيرهم وهم استعبدوها، فل فرق عنffدهم بيffن البعffد والقffرب(فلمffا رآه مسffتقرا عنده قال هذا من فضل ربى)، فهى تحت إشارتهم، ولكن تمffر علffى قffولبهم مffن بعد مر السffحاب، فيقffول الحffق سffبحانه لمffن جffاء إليهffا وهffو مشffغول بالمعffاد

والمآل: (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب).

أيها المريد عليك بالكثار من ذكر ا تعالى ومن مكارم الخلق وأهمها الكثار من ذكر ا تعالى قال سبحانه: (يا أيها الffذين آمنوا اذكروا ا ذكرا كثيرا)وقال تعالى : (والffذاكرين ا كffثيرا والffذاكرات)، وقffال

تعالى: (أل بذكر ا تطمئن القلوب). لما كانت نعمه عليك كثيرة، وحياتنا فى الدنيا زائلة وأعوامك فى القبر كثيرة، ويffوم الحساب طويل، والحياة فى الخffرة ل نهايfة لهffا كffان المffر منffه سfبحانه موافقffا لحالك تمام الموافقة، لنه أمرك سبحانه بالكثار من ذكره ل بالذكر وحده، وحقيق أيها النسان إنك لفى حاجة شديدة إلى الكثار من ذكر ربك؛ ليكون الكثار مffدافعا عنك أمام النقم الكffثيرة والffذنوب الكffبيرة، والعffوام الطويلffة، فل تffترك سffلحك وأمامك الهيجاء، فإن مكائد الشيطان لffك كffثيرة، فأعffد لffه عffدة أهffل الفلح، وإل

يقال لك : كساع� إلى الهيجاء بغير سلح. وقد وعد ا سبحانه الذاكرين لله تعالى كثيرا والذاكرات بالمغفرة والجرالعظيffم،فبشرى ثم طوبى للذاكرين المكثرين، تلذذوا بذكر حبيبهم وعندهم هو عين النعيم. وقد وعد سبحانه الذاكرين له بطمأنينffة القلffب فffى الffدنيا والخffرة أيضffا، والقلffب يطمئن بذكر ا تعالى لن الذاكر يذكره خالقه سبحانه، فffإذا ذكffر القلffب الخffالق

104

Page 105: الإلهام النافع

سبحانه ذكره ا تعالى (فاذكرونى أذكركffم)وإذا ذكffر الffرب عبffده اطمffأن القلffب بذكر ا عبده؛ لنه أكبر من ذكرك لربك(ولذكر ا أكبر)لنfه بfه تحصffل الطمأنينfة للقلب، وكأنه يشاهد ما وراء الغيب، أناس قلffوبهم مشffغولة بffالرزاق، وهffو قلبffه مشغول بالخلق، وهم يعملون للدنيا كأنهم يخلدون، وهو يعمل للخرة عمffل مffا

قيل لهم عدا يرتحلون. اطمأن قلبه إلى زوال الدنيا فنظffر إليهffا وكأنهffا أمffامه زائلffة، واطمffأن إلffى الجنffة ونعيمها فكأنها أمامه حاضرة ماثلة، إذا فزعت القلوب إلى بعيد، فزع إلى مffن هffو أقرب إليه من حبل الوريد، وإذا خاف الناس من عاجز بالقضاء مقهffور، خffاف هffو ممن بيده تصاريف المور، فل المزعجات تذهب الطمأنينffة إذا اسffتقرت، ول الffدنيا

تدخل قلبه إذا أقبلت أو تولت. متوكل على خالقه وموله، واثق بما عنده عما عند ما سواه، إذا بكffى غيffره علffى فان� تراه يبكى من خشية ا، وإذا اشتاق غيره إلى الغيار شاقه ذكffر ا، نهffاره كليله وليله كنهار، يزيل عن سبل السffعادة مfا حفffت بfه مffن مكfاره، فل تصfطاده

بمصائد الشهوات، ول تخدعه النفس بما لها من رغبات. وكيف ل يكون كذلك وقد ذكره الحق سبحانه فأخffذ فffى السffباب فffدخل حضffرة الحباب، والحباب ل يحبون ما يكره حبيبهم بل يكرهون، والحباب يحبون ما حيffب

حبيبهم بل ويوقرونه. ولما كانوا كذلك سموا أحبابا، وشربوا من شراب الحب أكوابffا، ذكرهffم شffعارهم، وحبهم دثffارهم، جffذبتهم يffد العنايffة فهffم المجffذوبون، واحتضffنتهم الهدايffة فهffم المهديون، كم سهروا من ليل وكم ركبوا للجهffاد مffن خيffل، عبffاد بالليffل وفرسffان بالنهار، فطناء أذكياء ل يخدعهم خداع ول تعطلهم عن جهffادهم أوجffاع، ل يبffالى أحدهم أشffبع أم جffاع؟ أضffاءوا الكffون بأذكffارهم، لهffم بالنهffار جffولت، وبالليffل حضرات، رحم ا بهم عباده وهدى بهم، وجعل الخلص فffى قلffوبهم، ذكffر ا تعالى شعارهم، والحياء دثارهم، والتوحيد عقيffدتهم، والجهffاد بغيتهffم، والسffلم

دعوتهم، والقرآن إمامهم، والنبى صلى ا عليه وآله وسلم حبيبهم وقدوتهم. جمادى8وكان الفراغ من هذا الشرح المبارك بالجامع الزهر الشريف يوم الثنين

ه1382fالثانية أسأل ا تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به المسلمين آمين .

105

Page 106: الإلهام النافع

وصلى ا على مولنا محمد وعلى آله وسلم فى كل لمحة ونفس عدد ما وسffعهعلم ا .

106